الجمعة، 19 أغسطس 2022

ج1.وج2.الضوء اللامع لأهل القرن التاسع الإمام السخاوي

 

  ج1.وج2.الضوء اللامع لأهل القرن التاسع  الإمام السخاوي

ج1.الضوء اللامع لأهل القرن التاسع

الإمام السخاوي

كتاب مهم لمؤلف فذّ جمع فيه كلّ من علمه من أهل القرن التاسع من سائر العلماء والقضاة والصلحاء والروّاة والأدباء والشعراء والخلفاء والملوك والأمراء والمباشرين والوزراء من النّظر الى أقطارهم أو أديانهم. وقد ذكر أسماء الشخصيات التي تناولها وأنسابها والعلوم التي اشتهرت بها

تم نسخه من موقع الوراق

( 1 )

 

مقدمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

الحمد لله جامع الشتات ورافع من شاء في الحياة وبعد المماتو ومقيل المقبل على الاكثار من الطاعات ممن يعد من ذوي الهيئات ما لعله يصدر عنه من الزلات وقابل توبة من أخلص ورجع عما اقترف من البليات سيما الصادرات في الصبا الغالب معه ترك النظر في العاقباتو فضلاً عمن نشأ في الطاعات بل ذاك ممن يئله الله في ظل عرشه ويمنحه المزيد من الكرامات، فضل بعض خلقه على بعض في العلم والعمل وسائر الدرجات، وجعل لكل زمن رجالاً يرجع إليهم في النوازل والمهمات بحيث لا تزال الطائفة قائمة بالادلة القطعية والنظريات فيمكن تيسر الاجتهاد من مجموعهم لما عدم واحد يجمع شروطه المحققات ويمنع بوجودهم التأثيم على القول بأنه من فروض الكفايات، مميزاً كل طبقة على التي تليها في الحركات والسكنات وذلك بالنظر للمجموع على المجموع عند مستقر الطبقاتو والاقرب متأخر بفضل عدد قبله بالأوصاف والسمات، مع أن الكثير بل الأكثر من أوساط هذا القرن وهلم جرا إلى آخر الأوقات إنما مشاركتهم في مسمى العلم والحفظ ونسخة الإسلام ونحوها من مجاز العبارات والاستعاراتو وعند تحقيق المناط هم فضلاء متفاوتون في الفهم والديانات، ولذا ورد الشرع بانزال كل منزلته بشروطه المعتبرات وبيان المزلزلين من الاثبات والضعفاء من العدول التقات وأهل السنة من فاسدي العقيدات ليكون المرء على بصيرة فيما يصل إليه منهم ولو في القضاء والفتيا ومالهم من المصنفات فكيف بذوي الروايات، وهو لجريانه في المصالح وكذا النصائح العامات كان ذكر المرء بما يكرهه من أوكد المهمات بل من الواجبات مما استثنى من أنواع الغيبة المحرمات إن لم يسترسل فيما زاد على الحاجات.
فله الحمد على نعمه الخفيات والجليات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد السادات ومعدن السعادات وعلى آله وصحبه والتابعين لهم ما دامت الأرض والسموات.
وبعد فهذا كتاب من أهم ما به يعتني جمعت فيه من علمته من أهل هذا القرن الذي أوله سنة إحدى وثمانمائة - ختم بالحسنى - من سائر العلماء والقضاة والصلحاء والرواة والأدباء والشعراء والخلفاء والملوك والأمراء والمباشرين والوزراء مصريا كان أو شاميا حجازياً أو يمنياً رومياً أو هندياً مشرقياً أو مغربياً، بل وذكرت فيه بعض المذكورين بفضل ونحوه من أهل الذمة اكتفاءاً في أكثرهم بمن أضفتهم إليه في عزوه لأنه اجتمع لي من هو الجم الغفير وارتفع عني اللبس في جمهورهم إلا اليسير.
مستوفياً من كان منهم في معجم شيخنا وأنبائه وتاريخي العيني والمقريزي - سيما في عقوده التي رتبها النجم بن فهد - وإن لم ينهضها لاستيفائه إلى غيرها من التواريخ كالذيل لحلب لابن خطيب الناصرية ولمسكة للنجم بن فهد مع أصله للفاسي، والطبقات والوفيات المدونة والتراجم كشيوخ ابن فهد التقى وولده تخريجه وغيرها من المعاجم وما علقته من مجاميع مفيدنا الزين رضوان أو رأيته في استدعاآت ابن شيخنا ونحوه من الأعيان، وسائر من ضبطته ممن أخذ عن شيخنا أو عني أو أخذت عنه ولو لم يكن له كبير اعتنا، وربما أثبت من لا يذكر لبعض الأغراض التي لا يحسن معها الاعتراض. وألحقت في أثنائه كثيراً من الموجودين انتفاع من لعله يسأل عنهم من المستفيدين مع غلبة الظن الغني عن التوجيه ببقاء من شاء الله منهم إلى القرن الذي يليه.
مرتباً له لتسهيل الكشف على حروف المعجم الترتيب المعهود في الأسما والآباء والأنساب والجدود مبتدئاً من الرجال بالأسماء ثم بالكنى ثم بالأنساب والألقاب وكذا المهبمات بعد الأبناء مراعياً في الترتيب لذلك كله حروف الكلمة المقصودة بحيث أبدأ في الألف مثلاً بالهمزة التي بعدها موحدة وألف ثم بالتي بعدها راء على ما ألف، مردوفاً ذلك بالنساء كذلك.

وكل ما أطلقت فيه شيخنا فمرادي به ابن حجر أستاذنا. وكنت أردت ايراد شيء مما لعله يكون عندي من حديث من شاء الله من المترجمين فخشيت التطويل سيما أن حصل أيضاحه بالتبيين. ولذا اقتصرت على الرضى والزكى والسراج والعضد والمحيوي ممن يلقب رضى الدين أو زكى الدين أو سراج الدين أو عضد الدين أو محيي الدين ممن المصنف عليه محتوى، وأعرضت لذلك عن الافصاح بالمعطوف عليه للعلم به فأقتصر على قولي مات سنة ثلاث مثلاً دون وثمانمائة وثوقاً بأنه ليس يشتبه.
ثم ليعلم أن الأغراض في الناس مختلفة والأعراض بدون التباس في المحظور مؤتلفة ولكنني لم آل في التحري جهدا ولا عدلت عن الاعتدال فيما أرجو قصداً، ولذا لم يزل الأكابر يتلقون ما أبديه بالتسليم ويتوقون الاعتراض فضلاً عن الأعراض عما ألقيه والتأثيم، حتى كان العز الحنبلي والبرهان بن ظهيرة المعتلى يقولان أنك منظور إليك فيما تقول مسطور كلامك المنعش للعقول، وقال غير واحد ممن يعتد بكلامه وتمتد إليه الأعناق في سفره ومقامه: من زكيته فهو المعدل ومن مرضته فالضعيف المعلل، إلى غيرها من الألفاظ الصادرة من الأئمة الأيقاظ، بل كان بعض الفضلاء المعتبرين يصرح بتمني الموت في حياتي لأترجمه لعله يخفي عن كثيرين، نعم قد يشك من يعلم أنني لا أقيم له وزنا فيمرق بل يختلق ما يضمحل في وقته حساً ومعنى ويستفيد به التنبيه على نفسه فيتحقق منه ما كان حدثاً وظنا.
والله أسأل أن يجنبنا الاعتساف المجانب للأنصاف وأن يرزقنا كلمة الحق في السخط والرضا ويصرفنا عما لا يرتضي ويقينا شر القضا.
وسميته (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع). وهو مع كتاب شيخنا وما استدركته عليه في القرن الثامن من تفويت أحد من أعيان القرنين فيما أرجو نفعني الله به والمسلمين.

?حرف الألف

من اسمه آدم

(آدم) بن سعد بن عيسى الكيلاني الأصل ثم المكي قطنها نحواً من عشرين سنة وزوج بها، واسكن بأخرة رباط سكر وكان معتقداً. مات في ذي القعدة سنة سبع وستين.
(آدم) بن سعيد بن أبي بكر الجبرتي الحنفي نزيل مكة والمتوفى بها شابا قطنها مديماً للاشتغال على فضلائها والواردين عليها في الفقه وأصوله والعربية وغيرها، وللتلاوة على طريقة جميلة وإناقة، من شيوخه السراج معمر بن عبد القوي في العربية وعبد النبي المغربي، وسمع على وأنا بمكة الكثير من الصحيح وغيره بل حضر عندي بعض الدروس. مات في ليلة الأربعاء خامس ذي الحجة سنة سبع وثمانين وصلى عليه من الغد ودفن بالمعلاة عوضه الله الجنة.
(آدم) بن عبد الرحمن بن حاجي الوركاني مات سنة بضع وعشرين.

من اسمه أبان

(أبان) بن عثمان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي ولد في آخر سنة أربعين وثمانمائة وسمع على أبي الفتح المراغي وأجاز له جماعة.

من اسمه أبجد

(أبجد) رجل مجذوب كان يكثر التنقل من بيت المقدس إلى مكة صحبة الزين عبد القادر النووي المقدسي وانتفع بلحظه، وما علمت متى مات.

من اسمه إبراهيم

(إبراهيم) بن إبراهيم بن محمد بن أحمد البصري نزيل مكة والآتي أبوه وأخواه محمد وإسماعيل، ويعرف بابن زقزق ممن قطن مكة ورأيته بها في سنة ثلاث وتسعين، وكذا جاور بالمدينة سنين وكان أبوه وأخوه محمد من علماء البصرة وهو من الصلحاء. مات في رمضان سنة ثمان وتسعين.
(إبراهيم) بن إبراهيم بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر المحب أبو الفضل بن البرهان بن البدراني عبد الله الجعفري المقدسي ثم النابلسي الحنبلي الآتي أبوه وجده وعمه الكمال محمد من بيت قضاء واعتبار عرض على الخرقى وقرأ على بعض البخارى سوى ما سمعه على منه ومن غيره كل ذلك في سنة ثمان وثمانين وعاد إلى بيت المقدس.
(إبراهيم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مسعود القاهري المولد والدار الآتي أبوه. ويعرف كل منهما بابن سابق، ولد بعد الستين وثمانمائة وحفظ القرآن وقرأ يسيراً من المنهاج حفظاً أو حلا ثم زوجه والده وتشاغل بالأذان والوقيد ونحوهما بالمنكوتمرية بل أخذ إمامتها وغيرها من الوظائف: كالصلاحية وغيرها بعد أبيه، وحج وتكسب بعد ببعض الحوانيت عند باب القنظرة وربما اشتغل بالخياطة وعمل حاسباً وفقه الله.

(إبراهيم) بن إبراهيم بن محمد برهان الدين النووي الدمشقي الشافعي ويقال إنه قريب النووي أخذ عن التقى بن قاضي شهبة وتكسب بالشهادة وتميز في الفرائض والحساب ومتعلقاتهما وأقرأ ذلك الطلبة وانتفع به جماعة كأبي الفضل بن الإمام، وأخبرني أنه شرح المنهاج ونظم فرائضه ثم ضم إليه الحساب ومتعلقاته في ألفية سماها الحلاوة السكرية، زاد غيره أنه شرح الجرومية، وكان سريع النظم حسنه. مات تقريباً سنة خمس وثمانين بدمشق وقد جاز السبعين رحمه الله وإيانا.
(إبراهيم) بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي بكر القاضي برهان الدين الأبودري ثم القاهري الأزهري المالكي سبط الزين عبيد السكالسي وولد محمد الآتي ويعرف بالأبودري ولد فيما ظنه مما ذكره له والده في ثاني عشر ربيع الأول سنة ست وثمانمائة وحفظ القرآن والعمد ومختصر ابن الحاجب الفرعي والرسالة وألفية ابن مالك وغيرها، وعرض على العز بن جماعة والولي العراقي والبرهان البيجوري وأجازوه، ولازم الزين عبادة في الفقه وغيره كالشهاب الصنهاجي وأبي القسم النويري فيه وفي العربية غيرهما، وأخذ أيضاً عن الشهاب الأبدي وابي الفضل المشدالي بل وحضر دروس البساطي واستنابه وكذا استنابه من بعده وتصدى لذلك وصار من أعيان النواب، وحج مراراً وجاور في اثنتين منها ودخل الاسكندرية وغيرها وسمع على ابن الطحان وابن ناظر الصاحية وابن بردس. مات في ثالث صفر سنة تسع وخمسين رحمه الله.
(إبراهيم) بن أحمد بن إبراهيم برهان الدين الشيرازي الموقت لقيه الحافظ الجمال ابن موسى المراكشي باسكندرية وترجمه بالاستاذ الفاضل الموقت وقال له مؤلفات في علم الميقات ويد طولى في متعلقاته من النجوم وغيرها، واستجازه لجماعة منهم ابن فهد وذكره في معجمه بذلك. وما علمت وقت وفاته.
(إبراهيم) بن أحمد بن إبراهيم الرومي الأصل العجمي الحنفي نزيل القاهرة وأخو حيدر الآتي له ذكر فيه.
(إبراهيم) بن أحمد بن أحمد الميلق بن محمد بن عبد الواحد القاضي برهان الدين ابن الخطيب البدر اللخمي الحسيني - نسبة لجدله - القاهري الشافعي الشاذلي ويعرف بابن الميلق. ولد في رابع رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكان يحكى أنه تلا به لابي عمرو على الفخر الضرير وأنه حفظ غيره وسمع دروس ابن الملقن والبلقيني والشمس القليوبي والنور الأدمى في الفقه وغيره، ودروس والشمس البوصيري وسمع على التنوخي وغيره مما كله ممكن، وقد وقفت على سماعه على الصلاح الزفتاوي والحلاوي والسويداوي وأجاز لي، وناب في القضاء وصار ذادربة بالأحكام والشروط وممن يذكر بجودة الخطابة لكونه كان كأبيه خطيبا بجامع الماس وصوته فيها جهوري ولذا عينه الظاهر جقمق وكانت له به خلطة حين مجاورته له أيام أمرته بالقرب من الجامع المذكور للخطابة بجامع طولون بعد عزل أبي اليسر بن النقاش عنها وذلك في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين مع مشيخة الميعادية أيضاً ولخطبة جامع القلعة في أول جمعة في صفر سنة أربع وأربعين حين تغيظه على القاضي الشافعي.
وذكر حينئذ لولاية القضاء الأكبر ثم بطل إلا أنه صار ينوب عن السلطان ثم غضب عليه وأبعده وأرسل به إلى القاضي الشافعي مع أبي الخير النحاس لينظر في حكم صدر منه فنهره القاضي وقال له أنك أفتيت في الأحكام بدون إذن مني، ولم يزل خاملاً حتى مات في سنة سبع وستين ثامن عشرى شعبان وأرخه البقاعي في نحو النصف من رمضان بعد أن أضر وأملق وقاسى ما لعله يكفر به عنه، ودفن بتربة التاج بن عطاء الله من القرافة عفا الله عنه، وقد بالغ البقاعي في أذاه حيث ترجمه في معجم شيوخه لكونه لم يجرئه على أخصامه جرياً على عادته ونسبه إلى الاختلاق وأنه الأذل نسأل الله السلامة. ولما أورد المقريزي خطابته بالسلطان حين غضب على شيخنا سماه برهان الدين إبراهيم ابن شهاب الدين أحمد بن إبراهيم بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن مياق، والأول أشبه.

(إبراهيم) بن أحمد بن أحمد بن محمود بن موسى المقدسي الأصل الدمشقي الحَنفي ثم الشافعي أخو الزين عبد الرحمن الهمامي وعبد الرزاق ومحمد الآتي ذكرهم وكذا أبوهم. ولد في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين والمنهاج الفرعي والملحة وايساغوجي وتصريف العزى وغيرها، وخذ في الفقه وغيره عن النجم بن قاضي عجلون، وجمع العشر على والده والسبع على الشمس بن عمران، ثم بالقاهرة إذ قدمها في سنة أربع وسبعين على الزين عبد الغني الهيثمي، وقرأ على حينئذ في الأذكار وغيره وأظنه أخذ عن البقاعي وجماعة وحج مراراً وزار بيت المقدس وقطنه وقتاً ولقيتي بمكة أيضاً معه ولده محمد فعرض محافيظه على، وكان يؤدب الأطفال بكلاسة الجامع الأموي، ونعم الرجل كان فضلاً وخيرا. مات في ليلة الجمعة ثاني رمضان سنة أربع وتسعين بدمشق وصلى عليه من الغد وكانت جنازته حافلة رحمه الله وإيانا.
(إبراهيم) بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه برهان الدين بن قطب الدين القلقشندي الأصل المصري الشافعي الأطروش أخو شيخنا العلاء على الآتي وأخوته وسمع في سنة تسع وتسعين بعض الصحيح على ابن أبي المجدو غير ذلك بمشاركة التنوخي والحافظين العراقي والهيثمي الختم منه، وكذا سمع علي ابن الجزري وغيره وأجاز له جماعة ممن تأخر واشتغل يسيراً وكتب المنسوب وينزل في صوفية البيبرسية والجمالية وتكسب باقراء الأطفال مدة وكان خيراً أجاز لي، ومات في يوم الأحد ثاني عشر ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين رحمه الله، وهو والد بدر الدين محمد.
(إبراهيم) بن أحمد بن أبي بكر بن خليفة البجائي قاضيها في زمنه. مات في سنة ست وستين أرخه ابن عزم.
(إبراهيم) بن أحمد بن ثابت النابلسي شخص من بني عبد القادر شيوخ نابلس نشأ بها فتعلم الكتابة وقرأ شيئاً من القرآن وانتمى لقاضيها الشافعي أبي الفتح محمد بن الجوبري وخدمه بحيث صار يستعمله في الشهادات مع تكسبه في غضون هذا حريراً فترفع حاله يسيراً ثم سافر إلى دمشق وتردد للبلاطنسي وحضر عنده واجتهد في خدمته فراج هناك وحصل بجاهه وظائف في الجامع وانضم بعد موته للزين خطاب وربما حضر دروسه، بل قرأ في الجرومية على أبي العزم الحلاوي ولكن لم يفتح عليه في شيء من ذلك، بل تميز في المخاصمات. ونحوها وخدم عند العلاء الصابوني واستنابه في القضاء بدمشق وتكلم عنه في عدة جهات، وتزايدت محاسنه في هذا النوع وذكر بين المباشرين ونحوهم وترقى لخدمة السلطان إلى أن كان من أكبر المرافقين للعلاء مخدومه حين نكب من تكلمه بين الناس وبين الملك في الولايات والعزل والمخاصمات والمصادرات ونحوها فازدحم الغوغاء بل وكثير من الخواص ببابه وقطع ووصل وقرب وبعد وتسمى وكيل السلطان وهابه كل أحد وأضيفت إليه تداريس ومشيخات وأنظار وغيرها من الجهات وتمول جداً وصارت الجمالية لسكناه بقاعة مشيختها كدار وأتى الشرطة وكاد أن يخرب الديار الشامية بنفسه وبولده الآتي في الأحمدين إلى أن أمسك كل منهما في محل سلطته وأخذ منهما من الأموال والذخائر ما يفوق الوصف مع مزايدها بينهما وضرب هذا بين يدي السلطان ثم الدوادار الكبير حتى أشرف على التلف وحينئذ حمل من بيت الدوادار في قفص الجمالية فلم يلبث أن مات على حين غفلة في يوم الثلاثاء ثاني عشر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين فغسل وكفن وصلى عليه ثم دفن بتربة عضد الدين الصيرامي واستقر بعده في تدريس الخروبية بمصر الشمس البامي وفي تدريس القطبية برأس حارة زويلة الشمس الجوجري وفي نظر المسجد المعروف بابن طلحة تجاه البرقوقية الشهاب بن المحوجب وفي نصف مشيخه الصلاحية ببيت المقدس ابن غانم، وما تأسف عليه أحد ممن يميل إلى الخير على فقده بل هو مستراح منه مع منامات كان يخبر بها عن نفسه وأحوال نسأل الله خاتمة خير.

(إبراهيم) بن أحمد بن حسن بن أحمد بن محمد بن أحمد برهان الدين العجلوني ثم المقدسي الشافعي نزيل القاهرة كان أبوه برادعيا فنشأ هو تاجراً في البر ببعض حوانيت القدس وقد مات أخ له اسمه حسن كان عطاراً محظوظاً في التجارة خيراً راغباً في بر الطلبة فورثه، وبواسطته كان البرهان يجتمع بالزين ماهر أحد علماء القدس، وصلحائه فرأى منه فطنة وذكاءاً فخطبه للاشتغال ورغبه فيه وقرأ عليه الحاوي الصغير في التقسيم وأذن له بعد بيسير في التدريس بحيث عرف به، وكذا قرأ ألفية النحو على أبي علي الناصري المؤدب وانتمى إليه جماعة من فقراء الناس وكان يحلق بهم لاقرائهم مديما لذلك ثم صاهر التقى القلقشندي على ابنته ولكنه قبل البناء بها قدم القاهرة ساعياً في مشيخة صلاحيتها بعد تنافسه مع ابن جماعة فلم ينتج له أمر ولزم من ذلك إقامته فيها فتضررت الزوجة وأهلها لذلك وأرسلوا في تخييره بين الطلاق أو المجيء للدخول وساعدهم الأمير أزبك الظاهري حتى علق طلاقها على مضى مدة إن لم يتوجه إليهم قبل انتهائها، وتوجه ودخل بها واستولدها وماتت تحته فورثها وعاد إلى القاهرة وحج ودخل الشام وغيرها وراج أمره بذكائه وتعبيره عن مراده وأقرأ الطلبة في فنون وأخذ عنه واحد من الأعيان لكنه كثر انتماء الأحداث إليه وأكثر هو من التبذير والإنفاق عليهم وعلى من لعله يجتمع عليه حتى افتقر بعد المال الكثير وصار ينتقل من مكان إلى مكان لعجزه عن أجرته ومن قرية لأخرى لاشتهار أمره عند أهل الأولى مع كتابته على الفتاوي بل ربما قصد في ترتيب ما ينشأ عنه الوصول للمقاصد مما قد لا يكون مطابقاً للواقع وقد يأخذ الجعالة في كليهما مما يحمله عليه شدة الفقر والتساهل وهو ممن له اليد الشلاء في الكنيسة ولا زال في تقهقر حتى مات في يوم الأربعاء تاسع ذي القعدة سنة خمس وثمانين بحارة بهاء الدين لكونه كان قد سكن بيت الصلاح المكيني فيها سامحه الله وإيانا.
(إبراهيم) بن أحمد بن حسن بن الغرس خليل بن محمد بن خليل بن رمضان بن الخضرين خليل بن أبي الحسن برهان الدين أبو اسحاق بن الشهاب أبي العباس بن البدر أبي محمد التنوخي الطائي العجلوني ثم الدمشقي الشافعي الآتي أبوه، ويعرف بابن الغرس. ولد على رأس القرن تقريباً ولازم ابن ناصر الدين فأكثر عنه، وكذا سمع على الشمس محمد ابن محمد بن محمد بن المحب الأعرج والشرف عبد الله بن مفلح سنن ابن ماجه وعلى لطيفة ابنة الأياسي جزء ابن عرفة بحضورها له في الثالثة على زينب ابنة ابن الخباز في آخرين وارتحل صحبة شيخه إلى حلب فسمع بها من الحافظ البرهان سبط ابن العجمي، وببعلبك من التاج بن بردس، ولقى شيخنا في سنة أحد فقرأ عليه بظاهر بلسان جريء وقدمه للاستملاء عليه فيما أملاه بدمشق بإشارة شيخه فيما أظن وطلب وقتاً ولم يمهل ولا كاد، هذا مع وصف شيخنا له في مراسلة كتبها إليه من أجلي بالحافظ وفي موضع آخر بصاحبنا، نعم ترجمه البرهان الماضي في بعض مجاميعه بقوله طالب علم استحضر بعض شيء انتهى، وهو أشبه. وقرأ البخاري على العامة في الجامع الأموي والناصري، وخطه كعقله ردئ وعبارته سقيمة وعنده من الكتب والأجزاء وتصانيف شيخه ما لم ينتفع به بل وعطل على غيره الانتفاع بها لعدم سماحه بعاريتها حسبما استفيض عنه حتى نقل عنه أنه كان يقول إذا عاينت الموت ألقيتها في البحر وكما قال وقد لقيته بدمشق وما أكثرت من مجالسته لكن رأيت بعض الطلبة استجازه في استدعاء فيه بعض الأولاد، وزعم أنه أخذ عن عائشة ابنة ابن عبد الهادي فالله أعلم، وحدث باليسير. مات في العشر الثاني من شوال سنة ثمان وثمانين بدمشق وتفرق الناس كتبه بأبخس ثمن رحمه الله وعفا عنه هذا وسيأتي في إبراهيم.
(إبراهيم) بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الأذرعي الأصل أحد الأخوة من بني الإمام شهاب الدين وشقيق الكمال محمد ممن سمع في البخاري بالظاهرية واختص بالكمال ناظر الجيش وحج معه في سنة تسع وثمانين وجاور التي تليها.
(إبراهيم) بن أحمد بن حسين الموصلي ثم المصري المالكي نزيل مكة كذا ذكره شيخنا والمقريزي بن محمد بن حسين.
(إبراهيم) بن أحمد بن خضر الصالحي الحتفي مات سنة ست عشرة.

(إبراهيم) بن أحمد بن خلف النبي ثم القاهري المالكي التاجر بسوق العمى خارج باب الفتوح ووالد أحمد ومحمد الآتيين، كان خيراً متعبداً كثير التلاوة حفظ في صغره العمدة والملحة والرسالة واشتغل عند الزينين عبادة وطاهر وغيرهما وينزل في الخانقاه الجمالية وغيرها وحج وجاور واقتصر على التكسب مع العبادة والتلاوة حتى مات في عشر رجب سنة ثمان وستين رحمه الله وإيانا.
(إبراهيم) بن أحمد بن رجب بن محمد بن عثمان بن جميل بن محمد بن أحمد بن عثمان بن سعادة بن عيسى بن موسى أبي البركات بن عدي بن مسافر برهان الدين أبو اسحق بن الشرف البقاعي الدمشقي الشافعي والد الشهاب أحمد الآتي وأبوه ويعرف بالزهري لكونه سبط الشهاب الزهري بل يجتمع معه أيضاً في أحمد بن عثمان. ولد في سنة سبع وسبعين وسبعمائة واشتغل قليلا?ً وولى بعد قضاء طرابلس دون شهر ثم عزل ثم أعيد فلم يمكن من المباشرة ثم ولى قضاء صيداء مدة ثم سافر إلى القاهرة للسعي في طرابلس فلم يحصل له فولى كتابة سرصفر ثم أضيف إليه القضاء بهاثم استعفى منها لقلة معلومها مع أنه كان باشر قضاءها مباشرة حسنة فيما نقل عن التقى بن قاضي شهبة ثم أعيد لقضاء صيداء ثم عزل وولى قضاء حماه مرة بعد أخرى وكان قاضيها في سنة إحدى وثلاثين، ثم قدم دمشق وسعى في النيابة بها أيام الشهاب بن المحمرة فلم يجبه فلما استقر ابن البارزي في سنة خمس وثلاثين استنابه ثم ناب لمن بعده وأخذ خطابة بيروت من القضاة بل أخذ لولده قضاءها فجرت له أمور وشكى فعزل ولده فتولى هو قضاءها وتوجه إليها ليصلح بين ولده وبين غرمائه فما تيسر له ذلك واخترمته المنية يقال من حمرة طلعت فيه في آخر نهار الثلاثاء حادي عشرى صفر سنة أربعين، قال التقى بن قاضي شهبة: كان جيد العقل كثير المداراة محباً في الطلبة مساعداً لهم في حشمة وكرم وضيق في غالب عمره وتحمله الدين قال ولم يكن فيه عيب أعظم من قلة العلم.
(إبراهيم) بن أحمد بن عامر السعدي شيخ عمر دهراً فيما قيل وحدث بالإجازة العامة عن الفخر بن البخاري، روى عنه التقى أبو بكر القلقشندي وقال أنه بقي إلى حدود سنة خمس عشرة.
(إبراهيم) بن أحمد بن عبد الرحمن بن عوض الطنتدائي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه وأخوه عبد الرحمن، لم يكن ممن سلك طريق والده ولا قريباً منها بل كان متصرفاً بأبواب القضاة وبيده نصف أمامة الرباط بالبيبرسية حتى مات قريباً من سنة ثمانين عفا الله عنه.
(إبراهيم) بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم سعد الدين بن تقى الدين بن ناظر الجيش المحب الحلبي الاصل المصري القاهري خال الولوي ابن تقى الدين البلقيني فأمه كافية أخت هذا، كان كاتباً في بعض الدواوين ورأيت نسبه هكذا بخط ابن قمر وقد سمع بقراءته على جارهم البدر بن البلسي سداسيات الرازي ومات في صفر سنة اثنتين وستين أو التي قبلها عفا الله عنه.

(إبراهيم) بن أحمد بن عبد الكافي بن علي أو عبد الله السيد برهان الدين أبو الخير الحسني الطباطبي الشافعي المقرئ نزيل الحرمين أخذ القراآت عن الشيخ محمد الكيلاني بالمدينة والشهاب الشوابطي بمكة ومن قبلهما عن الزين بن عياش بل في سنة ثمان وعشرين عن ابن سلامة وابن الجزري، وكذا أخذها بالقاهرة عن حبيب بن يوسف الرومي والزين رضوان وابي عبد الله محمد بن حسن بن علي بن سليمان الحلبي بن أمير حاج والتاج بن تمرية، وبخانقاه سرياقوس عن الكمال محمود الهندي ومن قبلهم عن الزراتيتي في سنة ثلاث وعشرين تلا عليه البعض لأبي عمر، وبدمشق عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن النجار وبعضهم في الأخذ عنه أزيد من بعض، واقصى ماتلا به للعشر، وكذا سمع على أبي الفتح المراغي والتقى بن فهد ومما قرأ عليه مسند أحمد وعلى أولهما صحيح مسلم بالروضة النبوية في رمضان سنة اربع وأربعين وفيه سمع عليه الشفا، والمحب المطري وقرأ عليه صحيح مسلم والسنن لأبي داود والترمذي والموطأ والشفا، والجمال الكازروني وسمع عليه مجالس من أبي داود وغيره، ثم بالمدينة ومكة وأخذ عن شيخنا وغيره بالقاهرة كالعز بن الفرات ومما قرأ عليه الأربعين التي انتقاها شيخنا من مسلم في سنة ثمان واربعين وسمع عليه من أول الترمذي إلى الصلاة التي تليها وقرأه بتمامه على الجمال عبد الله بن جماعة ببيت المقدس في سنة تسع وخمسين وقرأ قبل ذلك في رمضان سنة اثنتين وثلاثين كم من أول مسلم إلى الإيمان على الشهاب أحمد بن علي بن عبد الله البعلي قاضيها الحنبلي ابن الحبال بسماعه له على بعض من سمعه على أم أحمد زينب ابنة عمر بن كندي عن المؤيد، وتصدى للاقراء بالحرمين وأخذ عنه الأماثل، وممن جمع عليه للأربعة عشر الشريف الشمس محمد بنعلي بن محمد المقسي الوفائي الحنفي القجماسية الآن، وبلغني أنه كتب على الشاطبية شرحاً ولقد لقيته بمكة وسمع بقراءتي على الكمال بن الهمام وغيره، وكان أحد الخدام بالحجرة النبوية وهو الذي أنهى أمر ابن فدعم الرافعي إلى الظاهر جقمق وأنه سمع منه ما يقتضي الكفر فبادر إلى الاحتيال عليه حتى أحضر إليه فأمر بقتله وبعد ذلك كف السيد عن الإقامة بالمدينة ولزم مكة مديماً للطواف والعبادة والاقراء حتى مات بها في مغرب ليلة الجمعة ثالث المحرم سنة ثلاث وستين وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة رحمه الله. وينظر إبراهيم ابن أحمد الشريف البرهاني الطباطبي ختن محمود الهندي فأظنه غير هذا.
(إبراهيم) بن أحمد بن عبد اللطيف بن نجم بن عبد المعطي البرماوي والد الفخر عثمان وإخوته. مات كما قاله شيخنا في ترجمة ولده قبله بعشر سنين فيكون موته سنة ست وثمانمائة.

(إبراهيم) بن أحمد بن عثمان بن علي بن عثمان بن علي بن عثمان بن سعد بن ابي المعالي البرهان أبو إسحق وأبو الوفاء بن الشهاب أبي العباس بن الفخر الدمشقي الأصل القاهري الشافعي الموقع ويعرف بالرقي نسبة للرقة من أعمال حلب وقديماً بابن عثمان، كان والده ما وردياً ذا حشمة وشكالة حسنة يعرف بصهر ابن قمر الدولة وبوكيل الطنبذي فولد هذا في رجب سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وألفية النحو عند صاحبنا الشمس بن قمر وعرض على الجلال البلقيني والولي العراقي والبيجوري وابن الجزري والقمني والبدر بن الأمانة والمحب بن نصر الله الحنبلي وشيخنا وصالح الزواوي والتلواني والعز عبد السلام البغدادي وأجازوه في آخرين كالشمس الشطنوفي والبرهان بن حجاج الأبناسي والشرف السبكي، وعرض أيضاً على خلق من الأعيان ممن لم يصرح في خطه بالإجازة كالشموس البرماوي والهروى وابن الديري والبساطي والشامي الحنبلي، وبلغني أنه سمع على الشرف بن الكويك ولا أستبعده، واشتغل يسيراً فقرأ النحو على الشرف الطنوبي والمعاني والبيان على الشمس السرواني وكذا قرأ على التقى الحصني نزيل القاهرة فيما بلغني، وجود الخط على الزين بن الصائغ وبرع فيه بحيث أجازه بالأقلام كلها وتنزل في صوفية البيبرسية وتدرب في التوقيع بناصر الدين الناقوي وبشارته استقر أحد موقعي الدرج في الأيام البدرية ابن مزهر ثم ترقى لتوقيع الدست في الأيام الكمالية برغبة يونس الحموي له عن ذلك، واستقر أيضاً في الشهادة وبالاسطل، وحج مراراً وجاور غير مرة ونسخ هناك عد مصاحف، وزار القدس والخليل وسمع هناك على التقى أبي بكر القلقشندي والجمال بن جماعة بل قرأ بنفسه على بعض الفضلاء من أصحابنا بالقاهرة ورام مني ذلك فما تيسر لكنه كان يسأل عن أشياء خطه عندي ببعضها، واستجيز في بعض الاستدعاءات، وكان تام العقل حسن العشرة كثير السكون سيما بعد ثقل سمعه ماهراً بالشطرنج فيه رياسة وحشمة مع وضاءة وتواضع، ولأوصافه التي انفرد بها عن رفقته صار أوحد أهل الديوان، وقد أثكل عدة أولاد آخرها في سنة ثلاث وسبعين وحزن عليه كثيراً وسافر لذلك إلى مكة في البحر فأقام على طريقة حميدة من الطواف والصلاة وكثرة التلاوة إلي أن أدركه أجله وهو محرم عشية عرفة سنة أربع وثمانين ونقل إلى المعلاة فدفن بها يوم العيد وذلك يوم الأحد وغبطه العقلاء على هذا ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
(إبراهيم) بن أحمد بن علي بن خلف بن عبد العزيز بن بدران برهان الدين ابن إسحق بن محمد البرهان الخليلي الدارمي عرف بابن المحتسب ولى بعد أخيه الشمس محمد قضاء بلده وقدما القاهرة بسبب صهره أبي بكر أمين حرم وكان حياً بعد ثلاث وتسعين.
(إبراهيم) بن أحمد بن علي بن خلف بن عبد العزيز بن بدران برهان الدين أبو السعود بن الشهاب الطنتدائي الحسيني نسبة لسكنى الحسينية القاهري نزيل الشرابشية بالقرب من جامع الأقمر الشافعي سبط الشمس البوصيري الآتي في المحمدين وأبوه في الأحمدين وهو بكنيته أشهر. ولد في سادس عشر جمادى الأولى سنة ثمانمائة بالقاهرة وأحضر وهو ابن ثلاثة أشهر على الشرف أبي بكر بن جماعة المسلسل ثم سمع بعد أن ترعرع على الشرف بن الكويك والجمال بن فضل الله والكمال بن خير والشموس ابن الجزري وابن المصري ومحمد بن حسن البيجوري والنور بن الفوي وسبط الزبير والشهب الكلوتاتي والواسطي وشيخنا والزين القمني في آخرين، وأجاز له الحلاوي والشهاب الجوهري والشمس المنصفي وآخرون، وحفظ القرآن واشتغل قليلاً وتنزل بالمدارس وبالخانقاه الصلاحية، وولى إعادة بالسابقية ولازم قراءة الصحيح والشفا ونحوهما في بعض الجوامع لبعض من يثيبه عليه وكذا تكسب بالشهادة وقتاً ثم ترك، وكان خيراً ساكنا متودداً متواضعاً أجاز لي. وهو في معجم التقى بن فهد وولده باختصار. ومات في أوائل ربيع الأول سنة ست وستين رحمه الله.

(إبراهيم) بن أحمد بن علي بن سليمان بن سليم بن فريح بن أحمد الإمام الفقيه برهان الدين أبو إسحق البيجوري - نسبة لقرية بالمنوفية - القاهري الشافعي، ولد في حدود الخمسين أو قبلها وقدم القاهرة وحفظ القرآن وكتبا وتفقه بالجمال الأسنوي ولازم البلقيني ورحل بعد الأسنوي إلى الشهاب الأذرعي بحلب في سنة سبع وسبعين وبرع في الفقه جداً بحيث كان عجباً في استحضاره سيما كلام المتأخرين بل كان أمة في ذلك مع مشاركة في النحو والأصول، قال العلاء ابن خطيب الناصرية: حضرت عنده في القاهرة بالناصرية والسابقية وقرأت عليه ورأيته يستحضر كثيراً من الفقه خصوصاً كلام المتأخرين ولم أر بها في ذلك الوقت وهو سنة ثمان أو تسع وثمانمائة من يستحضر كاستحضاره مع شبدة فقره وقلة وظائفه بل أخبرني من أثق به أن العماد الحسباني عالم دمشق شهد له لما اجتمع به أنه أعرف الشافعية بالفقه في عصره وقال ولقد شاهدته يجاري البلقيني حتى يخرج ويلج هو فلا يرجع ولا يزال الصواب يظهر منه في النقل، وقال الجمال عبد الله بن الشهاب الأذرعي إنه لما قدم عليهم حلب كان يكتب المجلد من القوت يعني لأبيه في شهرين وينظر في اليوم والليلة على مواضع ويراجع الشيخ فيصلح بعضها وينازعه في بعضها، زاد غيره فكان الأذرعي يعترف بالاستحضار، وقال التقى بن قاضي شهبة حكى لي صاحبنا يعني الجمال المذكور قال جاء البيجوري إلى الوالد بكتاب العماد الحساني يوصيه به فقال له ما تريد؟ قال أكتب القوت وأقرؤه فأخلى له بيتاً وقال له هات حوائجك فقال ما معي شيء فأرسل إليه أثاثاً وكتباً وخمس دسوت ورق قال فكان يكتب كل مجلد في شهرين وينظر في كل ليلة على مواضع ويعرضها على الشيخ فبعضها يصلحه وبعضها ينازعه فيه، والقوت في خط المصنف في ستة أجزاء والغنية في أربعة ولما فرغ جمع له من أهل حلب دراهم واشترى له فرساً وخرج هو وأعيان البلد بأسره حتى ودعوه قال التقي وقد رأيت نسخة المصنف بالقوت ولا بنظيرات كثيرة والظاهر أنها بخط البرهان وكثير منها لسقوط كلمة أو حرف ولما رجع من حلب ووصل لدمشق كان أول من وصل بالقوت إليها فأرغبه النجم بن الجابي في الثمن واشتراه منه فبلغ الأذرعي فأرسل إليه يعتب عليه في تفريطه وعدم استصحابه معه إلى القاهرة وإنه كان مراده دخوله به ووقوف الاسنائي عليه انتهى، والاسنوي كان قد مات قبل ارتحاله، وكذا قال البرهان سبط ابن العجمي أنه قدم عليهم في سنة سبع وسبعين ونزل بالعصرونية وكتب القوت وكان يعقب على أماكن من دماغه حين الكتابة فلما وصل إلى الطلاق ترك حياءاً من مصنفه لكونه كان نازلاً عنده، وقال محيي الدين البصروي فارقته سنة خمس وثمانين وهو يسرد الروضة حفظاً انتهى، وبقية كلامه كان البيجوري شيخاً وأنا صبي قال ولما سافرت إلى مصر بعد الفتنة حضرنا عند الجلالي البلقيني فتكلم فغوش عليه وقال له اسكت يا بيجوري أنا ما تعرف أصولاً ولا نحواً أنت ما تعرف إلا الفقه فقط وبكته، زاد بعضهم أنه حدر من دمعه فتكلم فرفع له الجلال يديه على رأسه كالقرنين وقال له وما علي إذا لم تفهم البقر فزاد في الكلام معه شحطوه فشحطوه برجلة حتى أخرجوه من المجلس هذا والحق بيده فلما انفصل المجلس ورجع الجلال لبيته أرسل له دراهم وقماشا وصالحه وقال له الحق بيدك، وانكى ماوقع للجلال منه لا بقصد االانكار من الشيخ انه ابدى فرحاً وطنطن له واستغرب نقله من عزاله فقال له إنه في التنبيه. وقال الجمال الطيماني هو احفظ الناس للنقل للفقه واكثر من وصفه بذلك وهو افضل البياجرة الثلاثة هو وشمس الدين ونور الدين. وقال المقريزي إنه لم يخلف بعده احفظ لفروع الفقه منه وقد تصدى لنشر الفقه واخذ عنه الأئمة حتى كان ممن أخذ عنه من شيوخنا البرهان بن خضر وأتقن معه جامع المختصرات والزين السندبيسي والجلال المحلي والشريف النسابة والعبادي، وفي اصحابه كثرة بالديار المصرية الآن بقايا من أصحابه حتى كان الطلبة يصححون عليه تصانيف الولي العراقي فيتحرك لما فيها من التحقيق والمتانة وحسن الايضاح ويهديهم لما لعله يكون فيها على خلاف الصواب نقلا وفهماً مما لايسلم مصنف منه ويطالعون المصنف بذلك فيسر به ويصلح نسخه ويحض على المزيد من ذلك وهو ممن عرضه عليه الوالد والعم محافيظهما لا تقانة، واستجازه شيخنا لأولاده واثنى عليه في تاريخه، وكذا اثنى عليه ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية له وابن خطيب الناصرية في ذيل تارخ حلب، كل هذا مع كثرة العيال ومزيد الفاقة بحيث جلس في دكان الطلبة رفيقاً للشلقاني وغيره للتكسب بالشهادة وقتاً ثم اعرض عنها لكثرة جفاء الثانى له مع مابينهما من المرافقة في الاخذ عن الأسنوي. ودرس بالغرابية والخشقدمية وكذا بالناصرية والسابقية احتساباً، ولما بني الفخر عبد الغني بن أبي الفرج مدرسته التي بين السورين من القاهرة أعطى مشيختها للشمس البرماوي فباشرها مدة ثم تحول في سنة ثلاث وعشرين إلى دمشق صحبة النجم بن حجى فاستنزله عنها النجم لصاحب الترجمة بمال تبرع عنه سيما وكانت زوجة البرماوي ابنته وأرسل بالاشهاد اليه بعد أن أخذ له شيخنا خط الناصر وهو عبد القادر ابن الواقف بالامضاء فامتنع من قبولها فلم يزل به الطلبة حتى قبل وباشرها تدريساً ومشيخة على العادة ولم يلبث أن مات. وكان ديناً خيراً حاد الخلق سليم الباطن جداً متواضعاً ممتهناً لنفسه بالمشي وحمل طبق العجين على طريق السلف لا يكترث بملبس ولا غيره بل معرضاً عن الرياسة التي كما قال المقريزي عرضت عليه فأباها وعن الكتابة على الفتوى تورعاً، لا يتردد لأحد من بني الدنيا ولا يمل من الاقراء والمطالعة وله على الروضة وغيرها حواش متقنة مفيدة وخطه وضيء نير وترك الاشتغال في آخر عمره وأقبل على التلاوة والتحدث وكان ورده في كل يوم ختمه أو قريبها حتى مات في يوم السبت رابع عشر رجب سنة خمس وعشرين وكثر التأسف على فقده لكونه لم يخلف بعده في حفظ الفروع مثله، واستقر بعده في الفخرية رفيقة الشلقامي وتألم ولده لذلك فأعرض عن بقية وظائفه بعد مباشرته لها فتفرقها الناس فأخذ الغرابية الشرف السبكي والعشقتمية التاج بن تمرية رحمه الله وإيانا.

إبراهيم بن احمد بن علي بن عمر الأديب برهان الدين أبو محمد بن الشهاب الكناني العسقلاني الأصل المليجي القاهري الشافعي خطيب جامع الأقمر ولد سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً بمليج وانتقل منها إلى القاهرة واشتغل بها بعد أن حفظ القرآن والمنهاج وتردد إلى المشايخ وبحث في الفقه على البدر بن ابي البقاء السبكي القاضي فانه كان يقرىء أولاده، وفضل وسمع الحديث على الزين القمني وغيره وجلس مع الشهود ثم ترك وخطب بجامع الاقمر دهراً وحج مع الرجبية في سنة خمس وثلاثين فجاور بقية السنة وقرأ فيها البخاري على الجمال الشيبي ودخل اسكندرية ودمياط متفرجاً وناب في بعض البلاد لشيخنا وغيره وتعانى نظم الشعر فصار يمتدح الأعيان والقضاة التماساً لنائلهم وبرهم وربما يقع له الجيد وهو أحد من امتدح شيخنا في ختم فتح الباري مما أودعته في الجواهر بل قال في أبياتاً ونظمه كثير سار فمنه:

وافيت بيتاً قلـت فـيه بـأنـه

 

من أمه أضحى بفضلك آمنـا

ومننت لي بجواره فغدوت في

 

أرجائه بعد التحرك كـامـنـا

فاسمع وجـد واصـفـح ورد

 

عن ثقل ذنب في الجوانح كامنا

وله غنية المحتاج إلى نظم المنهاج وصل فيه إلى أثناء الصلاة وشواهد التحقيق في نظم قصة يوسف الصديق والمدائح النبوية والمناقب المحمدية بل أنشأ ديوان خطب فيه بلاغة، وكان حين المحاضرة طلق العبارة فصيح الخطابة متودداً مع بعض إخساس في النحو وربما تكلم في شهادته فيما قيل. مات في آخر إحدى وسبعين أو أول التي تليها بعد أن كف بل وأثكل ولده البدر محمداً واحتسب عوضه الله وإيانا خيراً.
إبراهيم بن أحمد بن علي برهان الدين السويفي ثم القاهري أخو نور الدين علي الإمام الآتي. ولد في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وسمع بالقاهرة على ابن أبي المجد بعض الصحيح ومن ذلك بمشاركة الزين العراقي والهيتمي والتنوخي ختمه وحدث سمع منه الفضلاء سمعت عليه ختم الصحيح وحج وجاور وكان خيراً مات في شوال سنة ثلاث وستين رحمه الله.
إبراهيم بن أحمد بن غانم بن علي بن الشيخ جمال الدين أبي الغنائم غانم بن علي البرهان بن النجم المقدسي شيخ الخانقاه الصلاحية ببيت المقدس ووالد النجم محمد الآتي وابن أخي الشرف عيسى قاضي المقدس ويعرف كسلفه بابن غانم ولد سنة ثمانين وسبعمائة ومات أبوه وهو وابنه ناصر الدين في يوم واحد من سنة تسع وثمانين وكان الابن شكلاً حسناً قل أن ترى الأعين مثله، وقد سمع صاحب الترجمة من أبي الخير بن العلائي والتنوخي والعراقي والبلقيني وابن الملقن وآخرين واستقر في المشيخة المشار إليه بعد موت عمه عيسى في سنة سبع وتسعين المستقر فيها بعد أخيه الأكبر النجم أحمد المستقر فيها بعد أبيهما غانم في حدود الستين واستمر حتى مات.
إبراهيم بن أحمد بن غنام البعلي المدني أحد مؤذنيها المقرىء والد أحمد ومحمد الآتيين ويعرف بابن علبك ولد بالمدينة ونشأ بها وسمع على البرهانين ابن فرحون وابن صديق والعلم سليمان السقا والزين أبي بكر المراغي في آخرين ورأيت وصفه بالمؤدب بالموحدة مجوداً فكأنه كان مع كونه مؤذناً يؤدب الأبناء وكذا وصف بالمقرىء ورأيت من عرض عليه في سنة تسع عشرة وهذا آخر عهدي به.

إبراهيم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال بن تميم بن سرور المحدث برهان الدين أبو إسحق بن الحافظ الشهاب أبي محمود المقدسي الشافعي. ولد سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، ورأيت بخط أبيه ولد إبراهيم الأصغر في سادس صفر سنة أربع وخمسين فيحتمل أن يكون أحدهما غلطاً ويحتمل غيره. اعتنى بصاحب الترجمة أبوه فأسمعه على شيوخ بلده والقادمين إليها كالبرهان بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن جماعة والزيتاوي والبياني وناصر الدين التونسي ومحمد بن إبراهيم البقالي والتاج السبكي ومما سمعه عليه جمع الجوامع وعلى التونسي مشيخته تخريج الزين العراقي وعلى البياني المستجاد من تاريخ بغداد وعلى الزيتاوي ختم ابن ماجه وكذا سمع على أجاز له العلائي وابن كثير وابن الجوخي وابن الخباز والقلانسي والمنبجي وآخرون وحدث سمع منه جماعة ممن أخذنا عنه كالموفق الابي وأكثر وتناهوا هو والتقي أبو بكر القلقشندي وابنا أخيه أبو حامد أحمد وأبو الحسن علي بن عبد الرحيم القلقشندي أخو التقي المشهور. ومات والده وقد تميز فقرأ ولقبه ابن موسى الحافظ فاستجازه للتقي بن فهد وولده وخلق ووصفه بالإمام العالم المسند المكثر المحدث. مات بالقدس في ذي الحجة سنة تسع عشرة وبخط النجم ابن فهد وغيره سنة سبع بتقديم السين فالله أعلم. وقد أهمله شيخنا في أنبائه وذكره ابن أبي عذيبة فقال الخواصي المقدسي الشيخ الإمام العالم المسند برهان الدين سبط الحافظ علاء الدين المقدسي مدرس الصلاحية مولده سنة ستين وسمع على والده وبكر به فأسمعه من أعيان الحفاظ وكان رجلاً جيداً خيراً صالحاً يتكسب بالشهادة إلى أن توفي سنة إحدى وعشرين. وليس بعمدة في انتفاء ما تقدم.
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي عريان التونسي شيخ الكتبة في قطره مات بمكة بعيد المغرب من ليلة الأحد ثاني رمضان سنة ثمانين ودفن بمقبرة شيكه لا لومد أرخه ابن عزم.
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد البرهان بن الخواجا جهان بن قاوان أخو الشيخين محمد وحسين الآتيين وهو الأصغر سبط الشريف شمس الدين محمد الحصني الدمشقي ابن أخي التقي المشهور ومات والده وقد تميز فقرأ واشتغل قليلاً واتجر وسافر وفني ما بيده بعد موت عمه ثم بعد ذلك وهو الآن بدايول على خير وانجماع لطف الله به.
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن خضر بن مسلم الدمشقي الصالحي الحنفي المذكور أبوه في التي قبلها. ولد في رمضان سنة أربع وأربعين وسبعمائة واشتغل على أبيه وناب في القضاء مدة ودرس وأفتى وولي افتاء دار العدل وكان جريئاً مقداماً ثم ترك الاشتغال بآخره وافتقر ومات في ربيع الأول سنة عشر. ذكره شيخنا في الأنباء.
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الحميد الفيومي الأزهري الشافعي ويعرف بشردمة سمع معنا على بعض الشيوخ بل ومني في الامالي وغيرها وكان فقيراً صالحاً وما ضبطت وفاته.
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله برهان الدين بن الشيخ أبي العباس المغربي التلمساني الاصل التونسي المكي والد عبد الله الآتي ويعرف بالزعبلي. ولد في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بمكة وأجاز له العز بن جماعة والاسنائي والأذرعي وأبو البقاء السبكي والعماد بن كثير وابن القاري والصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن الهبل وآخرون ومن جملة اخوته طائفة أيضاً، وكان خيراً دينا منقطعاً ببيته لا يخرج إلا للجمعة ويتكسب بعمل أوراق العمر، أخذ عنه ابن فهد وقال انه مات في ضحى يوم الثلاثاء حادي عشر صفر سنة تسع وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة. قلت وأغفله الفاسي وشيخنا نعم ذكر الفاسي والده.
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي في ابن أبي بكر بن محمد.

إبراهيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الأديب برهان الدين أبو محمد ابن العلامة جلال الدين أبي الطاهر بن الشمس أبي عبد الله بن الجلال أبي محمد بن الجمال أبي محمد الخجندي بضم ثم فتح الأصل الاخوي بفتح الهمزة والمعجمة المدني الحنفي أخو طاهر ووالد الشمس محمد الآتيين وأبوه في محالهم ويسمى محمد أيضاً. ولد في سنة تسع وسبعين وسبعمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ القرآن والكنز والألفية والكافية وتلا بالسبع على الشيخين عبد الله الشنيني بفتح المعجمة وكسر النونين بينهما تحتانية ويحيى التلمساني الضرير وعنه وعن والده الجلال أخذ النحو وعن أبيه وغيره الفقه وانتفع بأخيه وسمع على ابن صديق ختم الصحيح وعلى أبيه والزيون العراقي والمراغي وعبد الرحمن بن علي الأنصاري الزرندي الحنفي قاضي المدينة والبرهان ابن جمال وابن الجزري وناصر الدين بن صالح وبأخرى على أبي الفتح المراغي وقرأ على فرحون وابن الأسيوطي وعلى غيره ممن سميناهم وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي والتنوخي والبلقيني وابن الملقن والهيثمي وأبو عبد الله بن مرزوق الكبير في آخرين، وحج غير مرة وبرع في العربية وتعانى الأدب وجمع لنفسه ديواناً وأنشأ عدة رسائل بحيث انفرد في بلده بذلك وكان يتراسل مع سميه البرهان الباعوني مع الخط الجيد والمحاسن وقد درس وحدث بالبخاري وغيره وقرأ عليه ولده وسمع منه الطلبة ولقيه البقاعي فكتب عنه وزعم أن جيد شعره قليل ينتقل فيه من بحر إلى بحر ومن لجة إلى قفر قال وهو بالعربية غير واف وكثير منه سفساف وربما انتقل من الحضيض إلى السها كأنه ليس له قلب في مدح الناس فإذا قال في الغرام أجاد وكتب بخطه أن الأمر الذي وسم به الرافضة انهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين حين خرج على هشام بن عبد الملك فقالوا له تبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال هما إماما عدل لا نبرأ منهما رضي الله عنهما فرفضوه ثم افترقت كل فرقة ثماني عشرة فرقة وكذا كتب على بعض الاستدعاءات قوله:

أجزت لهم أبقـاهـم الـلـه كـل مـا

 

رويت عن الأشياخ في سالف الـدهـر

ومالي من نـثـر ونـظـم بـشـرطة

 

على رأى من يروي الحديث ومن يقرى

وأسال إحسـانـاً مـن الـقـوم دعـوة

 

تحقق لي الآمال والأمن في الحـشـر

وأوردت من نظمه في ترجمته من معجم المدنيين غير ذلك وكان فاضلاً بارعاً ناظماً ناثراً بليغاً محباً للفائدة كيساً حسن المجالسة لطيف المحاضرة كثير النوادر والملح ذا كرم زائد وآداب وغرائب. مات في ثاني رجب سنة إحدى وخمسين بالمدينة النبوية ودفن من يومه بالبقيع بعد الصلاة عليه بالروضة رحمه الله. وهو عند المقريزي في عقوده باختصار وغلط فسمى جده أحمد وكناه أبا اسحق ووصفه بالأديب وأنشد له:

كن جــوابـــي إذا قـــرأت كـــتـــابـــي

 

لا تــردن لـــلـــجـــواب كـــتـــابـــا

واعفني من نعم وسوف ولي شغل وكن خير من دعي فاجابا

 

 

إبراهيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد برهان الدين المصري الأصل المدني الشافعي أخو الشمس محمد الآتي وهذا أصغر ويعرف كل منهما بابن الريس وأبوهما قديما بابن الخطيب. ولد في ثاني عشري المحرم سنة تسع وأربعين وثمانمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض على أبوي الفرج المراغي والكازروني والابشيطي وسمع على المحب المطري وغيره وكذا سمع على حين اقامتي بطيبة في الكتب الستة وغيرها وباشر الرياسة بالمدينة، وقدم القاهرة مراراً وحضر مع أخيه عند البكري وكذا حضر عندي ورأيت له منسكاً رجزاً أطال فيه جداً متعرضاً للخلاف لم يكمل قرأ على منه وقرظته له مع الاجازة وامتدحني برجز كتبه لي في قائمة كتبت التقريظ بظاهرها ورأيت منه سكونا وتودداً كان الله له.
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن وفا أبو المكارم بن الشهاب القاهري الشاذلي المالكي أخو أبي الفضل عبد الرحمن وأبي الفتح محمد وأبي السعادات يحيى وحسن، ابن أخي سيدي علي بن محمد الآتي أبوهم ويعرف كل منهم بابن وفاء. ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ومات في سنة ثلاث وثلاثين مطعوناً. أرخه شيخنا ولم يعرف بشأنه.

إبراهيم بن أحمد بن محمد البلالي الدمياطي الأزهري الشافعي. ولد تقريباً سنة سبع وخمسين وثمانمائة واشتغل ولازم البدر المارداني في الفرائض والحساب وبرع فيهما وأقرأ ذلك وجاور بمكة سنين ثم قدم القاهرة وتكسب فيها شاهداً مداوماً حضور تقسيم عبد الحق وهو ممن سمع مني ترجمة النووي وغيرها.
إبراهيم بن أحمد بن محمد الحتاتي بضم المهملة ومثنا تين أبو أحمد التاجر الآتي عام مدولب مقبل على شأنه. مات في ربيع الأول سنة سبع وثمانين وولده غائب وكان له مشهد حفل ودفن بالقرب من مقام الليث بالقاهرة.
إبراهيم بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرح بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن البرهان أبو اسحق بن الشهاب أبي العباس المقدسي الناصري الباعوني الدمشقي الصالحي الشافعي الآتي أبوه واخوته في محالهم ويعرف كسلفه بالباعوني وناصرة قرية من عمل صفد وباعون قرية صغيرة من قرى حوران بالقرب من عجلون، ولد كما أخبرني به في ليلة الجمعة سابع عشري رمضان سنة سبع وسبعين وسبعمائة بصفد وبه جزم ابن قاضي شهبة وقيل في التي قبلها بصفد ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه تجويداً على الشهاب أحمد بن حسن الفرعني إمام جامعها وحفظ بعض المنهاج ثم انتقل منها قريباً من سن البلوغ مع أبيه إلى الشام فأخذ الفقه بها عن الشرف الغزي وغيره ولازم النور الابياري حتى حمل عنه علوم الآداب وغيرها ودخل مصر أظنه قريباً من سنة أربع وثمانمائة فأخذ عن السراج البلقيني ولازمه سنة وأخذ عن الكمال الدميري شيئاً من مصنفاته ولازمه وسمع إذ ذاك على العراقي والهيثمي وتردد بها إلى غير واحد من شيوخها وعلمائها ثم عاد إلى بلده فأقام بها على أحسن حال وأجمل طريقة.

وسمع على أبيه والجمال بن الشرائحي والتقى صالح بن خليل بن سالم وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والشمس أبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن خطاب بن اليسر المؤذن بالأقصى وباشر نيابة الحكم عن أبيه والخطابة بجامع بني أمية ومشيخة الشيوخ بالسميساطية ونظر الحرمين برغبة أبيه له عنها في سنة اثنتي عشرة فباشر ذلك أحسن مباشرة ثم صرف وجهز اليه التوقيع بالقضاء حين استقرار الكمال بن البارزي في كتابة سر الديار المصرية فامتنع وصمم وراجعه النائب وغيره من أعيان الأمراء والرؤساء وغيرهم فما أذعن وتكرر خطبه لذلك مرة بعد أخرى وهو يأبى إلى أن قيل له فعين لنا من يصلح فعين أخاه وولي الخطابة غير مرة وكذا باشر قبل ذلك خطابة بيت المقدس ثم مشيخة الخانقاه الباسطية عند الجسر الأبيض من صالحية دمشق وحكى لي في ذلك غريباً وهو أنه دخل على واقفها في قدمة قدمها قبل ظهور تقريره إياها مدرسة للتهنئة بقدومه فأعجبته وقال في نفسه أنه لايتهيأ له سكنى مثلها إلا في الجنة فلما انفصل من السلام عليه لم يصل إلى بابها إلا وبعض جماعة القاضي قد تبعه فأخبره أن القاضي تحدث وهو في الطريق بعملها مدرسة وقرره في مشيختها، وحمدت سيرته في مباشراته كلها خصوصاً في مال الحرمين بحيث امتنع من قبول رسالة مصادمة للحق ولو جل مرسلها. وأختصر الصحاح للجوهري اختصاراً حسناً وجمع ديوان خطب من إنشائه وديوان شعر من نظمه وضمن الفية ابن مالك قصيدة امتدح بها النجم ابن حجي وله الغيث الهاتن في وصف العذار الفاتن أتى فيه بمقاطيع رائقة ومعان فائقة اشتمل على نحو مائة وخمسين مقطوعاً أودع كلاً منها معنى غريباً غير الآخر مع كثرة ما قال الناس في ذلك مما هو دال عل سعة نظره وحسن فكره وأنشأ رسالة عاطلة من النقط من عجائب الوضع في السلاسة والانسجام وعدم الحشو والتكلف سمعها منه شيخي، وذكره في معجمه وهو خاتمة من فيه موتاً، وغيره من الأئمة وأثنوا على فضائله وجميل خصائله واشتهر ذكره وبعد صيته وعمر حتى أخذ عنه الفضلاء طبقة بعد طبقة وصار شيخ الأدب بالبلاد الشامية بغير مدافع ولهم بوجوده الجمال والفخر، قال ابن قاضي شهبة اضافنا بمنزلة في الصالحية صحبة النجم بن حجي وقرأ علينا تضمينه لألفية ابن مالك في مدح النجم كما فعل ابن نباتة بالملحة في مدح السبكي فأجاد كل الاجادة على أن بين الألفية والملحة البون الكثير فتضمين الألفية أشد ولكنه ممن ألين له الكلام. وذكره المقريزي في تاريخه وقال انه مميز في عدة فنون سيما الأدب فله النظم الجيد قال وتردد إلى مع والده كثيراً. وأورد ابن خطيب الناصرية في تاريخه من نظمه ووصفه بالشيخ الامام العام الفاضل البليغ انتهى. وقد لفيته بدمشق وقرأت ليه بباسطيتها أشياء وسمعت من نظمه ونثره مالاً أحصيه وعندي منهما الكثير وأوردت في معجمي منه جملة وابتهج بقدومي عليه وبالغ في الثناء والذكر الجميل، وكان جميل الهيئة منور الشيبة طوالاً مهاباً ذا فصاحة وطلاقة وحشمة ورياسة ومكارم وتواضع وتودد وعدم تدنس بما يحط من مقداره واقتدار على النظم والنثر بحيث كتب بخطه الحسن من انشائه ما لا يحصى كثرة وكان يحكى أن الزين عبد الباسط قال له ان مراسلاتك المسجعة إلينا تبلغ أربع مجلدات فكيف بغيرها. وقد ترجمه بعض المتأخرين بالشيخ الامام العلامة خطيب الخطباء شيخ الشيوخ لسان العرب ترجمان الأدب برهان النظر فريد العصر انسان عين الدهر برع في فن الانشاء وصناعة الأدب والترسل والنظم والنثر بحيث انه لم يكن في زمنه من يدانيه في ذلك وكتب هو لمن سأله في ترجمته وترجمة أبيه بعد أن أجاب انا في ذلك كجالب التمر إلى هجر والمتفاصح على أهل الوبر. وهو ممن ذكره المقريزي في العقود باختصار جداً وانه اجتمع به مع والده بدمشق مراراً قال ونعم الرجل هو. مات في يوم الخميس رابع عشري ربيع الأول سنة سبعين بمنزله بالباسطية وصلى عليه من يومه بالجامع المظفري تقدم في الصلاة عليه أخوه الشمس محمد الآتي ودفن بالروضة من سفح قاسيون بوصية منه وكانت جنازته حافلة حضرها النائب فمن دونه من الأمراء والأعيان وجاء الخبر بذلك إلى الديار المصرية فصلي عليه صلاة الغائب بالجامع الأزهر رحمه الله وإيانا. ومما كتبته عنه قوله:

سل الله ربك ما عـنـده

 

ولا تسأل الناس ما عندهم

ولا تبتغي من سواه الغنى

 

وكن عبده لا تكن عبدهم








وقوله:

إذا استغنى بنو الدنيا بمـال

 

لهم جم فكن بالله أغـنـى

وإن مالوا إلى الإكثار فاقنع

 

فإن القنع كنز ليس يفنـى

وقوله:

سئمت من الدنيا وصحبة أهـلـهـا

 

وأصبحت مرتاحا إلى نقلتي منـهـا

ووالله ما آسي عـلـيهـا وانـنـي

 

وإن رغبت في صحبتي راغب عنها

فما زالت الاكدار محفـوفة بـهـا

 

وما زال عنها دائماً ذو النهي ينهـى

وقوله:

إذا استغنى الصديق وصا

 

ر ذا وصل وذا قطـع

ولم يبد احتـفـالا بـي

 

ولم يحرص على نفعي

فأنا عنه واستـغـنـي

 

بجاه الصبر والقـنـع

وأحسب انـه مـا مـر

 

في الدنيا على سمعـي

وقوله مما كتب به في الصغر على سماط الشهاب بن الهائم في النحو:

لفتى الهـائم فـهـم

 

قد محا الاشكال محوا

مد بالقدس سمـاطـا

 

أشبع الطلاب نحـوا

ومنه:

أشكو إلى الباري اناساً قد غـدت

 

ملأى بأنواع المخـازي دورهـم

تغلي على صدورهم غيظاً كمـا

 

تغلي على الجمر الكثيف قدورهم

هم يعلنون لدى التقـاء مـودتـي

 

والله يعلم ما تكـن صـدورهـم

ومنه:

أشد الناس في الدنيا عناءاً

 

كريم مجده مجـد اثـيل

يحب مكارم الأخلاق مثلي

 

وليس له إلى الدنيا سبيل

ومنه في شروط الوضوء:

احفظ شروطاً للوضوء نظمتها

 

فيحفظها يعني الفقيه البـارع

تمييز اسلام وماء مـطـلـق

 

والعلم بالاطلاق شرط رابـع

ثم النقا عن حيضها ونفاسـهـا

 

وتيقن الحدث اشترط والسابـع

ان يمكن استعمالـه لا عـائق

 

عنه وان لا يعتـريه مـانـع

ولدائم الحدث اشترط من بعد ذا

 

أيضاً دخول الوقت وهو التاسع

إبراهيم بن أحمد بن وفاء. في ابن أحمد بن محمد بن محمد بن وفاء.
إبراهيم بن أحمد بن يوسف بن محمد بن برهان الدين بن القاضي الشهاب ابي العباس بن قاضي الجماعة الجمال ابي المحاسن الدمشقي الحنفي ويعرف بابن القطب رأيته فيمن اثبته ابن ناصر الدين في السامعين منه سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة لمتبايناته وانه سمع على البدر ابي عبد الله محمد بن عبد الله بن موسى بن رسلان ابن موسى بن ادريس بن موسى بن موهوب السلمي حديث "انصر أخاك" من جزء الأنصاري بسماعه لجميع الجزء من أبي عبد الله محمد بن موسى بن الشيرجي وناب عن قضاة الحنفية ببلده ثم لما ترادفت ولاية من لا يصلح اعرض عن النيابة وخطب للقضاء الأكبر فاستنكر ما طلب منه وصرح بالعجز عنه فضيق عليه بقلعة بلده شهراً إلى أن أذعن وذلك في سنة ست وتسعين ظناً عوضاً عن المحب ابن القصيه وكان قدم القاهرة مطلوباً في ربيع الثاني سنة ثمان وثمانين بسبب تركة كان وصياً فيها فأخذ عنه بعض الطلبة ثم قدم أيضاً مطلوباً فمات في جمادى الثانية سنة ثمان وتسعين ودفن بتربة سعيد السعداء.
إبراهيم بن أحمد بن يوسف القدسي الأصل ثم الدمشقي التاجر ممن سمع مني بمكة في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين المسلسل.
إبراهيم بن أحمد بن يونس برهان الدين أبو اسحاق بن الفاضل شهاب الدين الغزي الأصل الحلبي الشافعي نزيل المدرسة الشرفية بحلب والآتي أبوه ويعرف بابن الضعيف بالتصغير والتثقيل ولد في حدود سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وسمع على ابن الصديق بعض الصحيح وحدث سمع منه الفضلاء ولقيته بحلب فسمعت عليه ثلاثيات الصحيح وغيرها وكان اميا خيراً محافظاً على الصلوات والخير كثير الاحسان للغرباء مع الفاقة والتقلل والانجماع عن الناس والسذاجة ولكثرة مواظبته للمواعيد ومجالس البرهان صار يستحضر أشياء وهو ممن أسر في الفتنة وحضر ببلاد العجم مجالس أهل العلم. مات سنة إحدى وثمانين على ما تحرر.
إبراهيم بن أحمد الشريف البرهان الطباطي نزيل خانقاه سرياقوس وختن الكمال محمود بن علي الهندي يحتمل أنه الماضي فيمن جده عبد الكافي فيحرر.

إبراهيم بن أحمد برهان الدين القليوبي ثم القاهري المقرىء أحد قراء الصفة بالبيبرسية والأسباع ونحوهما وممن سمع ختم الشفاعلي الشرف بن الكويك وأجاز لنا. مات بعد الخمسين تقريباً وأظنه جاز السبعين، وكان خير ارحمه الله.
إبراهيم بن أحمد أبو اسحاق الأنصاري المغربي المالقي قاضيها المالكي ويعرف بالبدوي ممن أخذ عنه العربية والفرائض أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد ابن علي بن الأزرق وتلا عليه لابن كثير وقال له أنه مات تقريباً بمالقة سنة إثنين وخمسين.
إبراهيم بن أحمد البيجوري. في ابن أحمد بن علي بن سليمان بن سليم.
إبراهيم بن أحمد الجبرتي ممن أخذ عن شيخنا وما علمت الآن من خبره شيئاً.
إبراهيم بن أحمد العقيلي المغربي الغرناطي مفتيها المالكي ويعرف بابن فتوح ممن لازمه في الفقه والأصلين والنحو والمنطق أبو عبد الله بن الأزرق بحيث كان جل انتفاعه به وقال إلى أنه مات بغرناطة سنة سبع وستين.
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عياد بن محمد برهان الدين ابو إسحاق ابن أبي الفدا العينوسي نسبة لقرية من نابلس المقدسي الحنفي الكتبي ولد في رجب سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة ببيت المقدس ونشأ به فقرأ القرآن واشتغل في الفقه والتفسير على القاضي سعد الدين بن الديري وولده بل رأيت سماعة عليه لبعض صحيح مسلم وكذا قرأ في الحدث على الشمس بن المصري وابن ناصر الدين والزين عبد الكريم القلقشندي وآخرين، وزعم ابن أبي عديبة أن له إجازة من أبي الخيربن العلائي وتنزل في بعض الجهات وباشر قراءة الحديث بالمسجد الأقصى وكتب بخطه الكثير وتميز في معرفة الشروط ونظم الشعر المتوسط والغالب عليه فيه المجون مع الخير والسمت الحسن والتواضع والتقنع بتجليد الكتب، وقد كيب عنه بعض الفضلاء من نظمه ولقيته ببيت المقدس فكتبت عنه قوله:

في وجـه حـتـى آيات مـبـينة

 

فأعجب لآيات حسن قد حوت سورا

فنون حاجبه مع صاد مـقـلـتـه

 

ونور عارضه قد حير الشـعـرا

وقوله:

أنا المقل وحـبـي

 

أذاب قلبي ولوعه

أبكي عليه بجهدي

 

جهد المقل دموعه

وغير ذلك مما أودعته معجمي، ومن نظمه في مسائل الشهادة بالاستفاضة:

أفهم مسائل ستة وأشهد بـهـا

 

من غير رؤياها وغير وقوف

نسب وموت والولاد ونـاكـح

 

وولاية القاضي وأصل وقوف

وكتب للشمس بن المصري:

ياأيها المولى الذي من أم له

 

نال منه في الورى ما أمله

جئت أشكو لك بعد الحسبلة

 

ضيقة اليد ووضع الجسبلة

فقال له وما هي الجسبلة فقال كثرة العيال كما ذكره الثعالبي في فقه اللغة فوصله. مات في يوم الجمعة عشري المحرم سنة أربع وستين رحمه الله.
إبراهيم بن اسماعيل بن إبراهيم بن غنيم برهان الدين بن عماد الدين البعلي، سمع في سنة ثلاث وستين وسبعمائة على كليم ابنة معبد المائة انتقاء ابن تيمية من الصحيح قالت أنا الحجار، وأجاز له الصلاح بن أبي عمر والشهاب أحمد بن عبد الكريم المعلي وغيرهما وحدث لقية الحافظ ابن موسى واستجازه لبني فهد وغيرهم وسمع منه شيخنا الموفق الابي وآخرون وأوردة النجم عمر في معجمه ومعجم أبيه، وكذا قال شيخنا وقد ذكره في القسم الثاني من معجمه أجاز لأولادي.
إبراهيم بن اسماعيل بن إبراهيم البدر المقدسي النابلسي الحنبلي كان ينوب في الحكم ويستحضر نقلها جيداً ويتقن الفرائض وسيرته مشكورة. مات في رمضان سنة ثلاث وقد ناهز الستين. أرخه شيخنا في أنبائه.
إبراهيم بن اسماعيل بن أحمد السروسي سمع على شيخنا الكثير من سنن الدار قطنى.
إبراهيم بن اسماعيل بن موسى السهروردي الكتبي نزيل القاهرة ووالد محمود الآتي ولد مزاحم القرن وقدم القاهرة فتكسب بالكتب وغيرها وكان طوالا سكينته يجلس كثيراً بالقرب من الحسينية.
إبراهيم بن اسماعيل برهان الدين الجحافي اليماني التعزي. صوابه اسماعيل بن إبراهيم وسيأتي.
إبراهيم بن اسماعيل الجبرتي مات سنة إحدى وثلاثين.

إبراهيم بن بابي بفتح الموحدتين صارم الدين العواد المغني كان مقرباً عند المؤيد شيخ أبي النفس إليه المنتهى في جودة الضرب بالعود مات في ليلة الجمعة مستهل ربيع الأول سنة إحدى وعشرين ببستان الحلي يعني المطل على النيل وكان قد إستأجره وعمره ولم يخلف بعده مثله قال شيخنا في إنبائه. وقال غيره أحد ندماء المؤيد ومغنيه كان اعجوبة زمانه في ضرب العود والغناء ولم يكن جيد الصوت بل كان راساً في العود وفي فن الموسيقى انتهت إليه الرياسة في ذلك، وهو رومي الأصل وفي حديثه باللغة العربية عجمة وخلف مالا جزيلاً.
إبراهيم بن الظاهر برقوق بن أنس الجركسي القاهري أخو الناصر فرح والمنصور عبد العزيز وهذا أصغر الثلاثة سكن مع أخيه المنصور بالقلعة فلما ملكوا أخاه بعد إختفاء أخيهما الناصر وعاد إلى المملكة استمرا مقيمين إلى أن أرسل بهما إلى اسكندرية ورتب لهما في كل يوم للنفقة خمسة آلاف ولم يلبث أن مات كل منهما في ليلة سابع ربيع الثاني سنة تسع يقال مسمومين ودفنا ثم نقلا لتربة أبيهما بالصحراء كما سيأتي في أخيه.
إبراهيم بن بركات بن حسن بن عجلان الحسني ابن صاحب الحجاز وأخو الجمالي محمد صاحبه وهو أكبر من أخيه الآتي رام بأخرة المخالفة على أخيه وانضم إليه جماعة توجه بهم إلى جازان فلم يوافق من صاحبهما وأصلح بينهما فيما بلغني وهو الآن سنة سبع وتسعين حي منضم لأخيه ورأيته معه في الزيارة من السنة التي تليها.
إبراهيم بن بركة سعد الدين القبطي المصري الوزير ويعرف بالبشيري ولد في ليلة سابع ذو القعدة سنة ست وستين وسبعمائة وخدم لما ترعرع في بيت ناظر الجيش التقي بن المحب ثم تنقل في الخدمة عند الأمراء وغيرهم إلى أن ولي نظر الدولة وباشر عند جمال الدين التتري واعتمد عليه في أمر الوزارة ثم استقل بالوزارة بعده إلى أن قبض عليه في الدولة المؤيدية في سنة ست عشرة فلزم منزله حتى مات في ليلة الأربعاء رابع عشر صفر سنة ثماني عشرة ولم يتفق له عند القبض أن يضرب ولاتمكنت أعداؤه وكان عارفاً بالمباشرة سلك طريق الوزراء السالفين في الحشم والترتيب مع كونه جيد الاسلام بحيث جدد الجامع بالقرب من منزل سكنه ببركة الرطلي.
إبراهيم بن برية برهان الدين مستوفي البيمارستان المنصوري وأحد مسالمة النصارى من كتاب الأقباط ارتد عن الإسلام وعرض عليه مراراً الرجوع فأبى بل أصر على ردته ولم يبد سبباً لذلك فضربت عنقه بباب القلة من القلعة في سنة احدى بحضرة الطواشي شاهين الحسني احد خاصكية السلطان.
إبراهيم بن بيغوث صارم الدين ولي بعد أبيه وكان نائب صفر حجوبية الحجاب بدمشق وداره من أجل بيوتها ومات مقتولاً في تجريدة سوار سنة ثلاث وسبعين وكان عارفاً بأمور دنياه عارياً عن فضيلة وسيأتي له ذكر في أبيه وله ولد اسمه أبو بكر سمع على بمكة في سنة أربع وتسعين وسيأتي إن شاء الله.
إبراهيم بن أبي البركات بن موسى برهان الدين بن سعد الدين بن أبي الهول أحد كتاب المماليك وأخو خليل الآتي ممن يتردد الي وهو فيما سمعت كثير التلاوة وسافر في عدة تجاريد فاضل جداً.
إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن حسن صارم الدين العامري اليماني الحرضي والد محمد الطيب الآتي وقريب شيخ يحيىبن أبي بكر بن محمد العامري فقيه أخذ عن أبي بكر بن محمد والد قريبه يحيى رفيقاً لقريبه ثم أخذ عن يحيى رواية وأقرأ الفقه في حياة يحيى ثم بعده وحج ةزار وهو الآن سنة أربع وتسعين حي ابن ست وخمسين وقد كتب لي في موسمها وأنا بمكة يستجيزني وقال:

سلام على العبيق من الأنـاب

 

مذاقته ألذ مـن الـرضـاب

على الشيخ الأجل الحافظ الثبت

 

من ذكراه زين لـلـكـتـاب

مدى الأيام ماهبـت جـنـوب

 

وما همرت حياً وطب السحاب

فأجزته نفع الله به.

إبراهيم بن أبي بكر بن أحمد بن علي الصالحي الدمشقي ويعرف بابن البيطار أخو بركة الآتية في النساء لقيته بصالحية دمشق وهو متوعك كثير البكاء والتأوه لما يقاسي من الألم فظن بعض من لا تمييز له في هذا إختلاطه فلم أقرأ عليه لذلك شيئاً ولكن استجزته في استدعاء الولد فأجاز ومات بعد ذلك بنحو شهر في ثاني عشر رجب سنة تسع وخمسين في نحو الثمانين ودفن في الغد بسفح قاسيون وقد قرأ عليه بعض من هناك من طلبة الحديث جزءاً من المختارة للضياء بحضوره له في الأولي على.
إبراهيم بن الزكي أبي بكر بن عبد الرحمن المصري القباني العطار بمكة أخو أحمد وعلي وعمر المذكورين في محالهم سمع علي بمكة في مجاورتي الثالثة.
إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله برهان الدين القاهري الحنفي أحد مشايخ الزوار بالقرافتين مات في يوم الجمعة ثالث عشر شوال سنة ستين ارخه المنير.
إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله الشنويهي ثم القاهري الحنبلي أحد صوفية الأشرفية ونزيل القراسنقرية ممن سمع على ابن الجزري في مشيخة الفخر وغيرها وأخذ عنه بعض الطلبة وكتب في الأستدعاآت وهو الآن حي.
إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله الموصلي الماحوزي. يأتي فيمن لم يسم جده.
إبراهيم بن أبي بكر بنم عبد الله برهان الدين بن تمرية رأيته فيمن سمع على التقي بن فهد بمكة.
إبراهيم بن أبي بكر بن محمد بن علي بن عمر بن اسماعيل العزيزي اليماني مات سنة عشر. قاله ابن عزم.
إبراهيم بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الخالق بن عثمان سعد الدين بن الزيني أبي الصدق بن البدر الأنصاري الدمشقي الأصل القاهري الشافعي الأحدب يعرف كسلفه بابن مزهر وهو أكبر بني أبيه وسمع على الشاوي وثواب وزوجة أبوه سعد الملوك إبنة الشرف الأنصاري. مات في رمضان سنة خمس وتسعين وترك أولاده من المشار إليها عوضه الله خيراً.
إبراهيم بن أبي بكر المسمى محمد بن محمد علي الخوافي الشهير والده كما سيأتي، قدم معه إلى القاهرة في سنة أربع وعشرين فقال لشيخنا حين مدح والده بما سيأتي:

شهاب المجد من شرف وقدر

 

علا مستغنيا عن الأتصـاف

محيط العلم طود العلم حقـاً

 

له الفضل العظيم بلا خلاف

وما علمت متى مات.
إبراهيم بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد الهاشمي المكي وأبوه يسمى أحمد. ولد في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وثمانمائة بمكة واستجيز له جماعة بل أحضر بقراءتي على أبي الفتح المراغي وكذا أحضر على جده ومات بها قبل أن يتميز في رجب سنة تسع وخمسين.
إبراهيم بن أبي بكر بن محمد برهان الدين البرلسي الحسني نسبة لبلدة يقال لها محلة حسن بالغربية من أعمال مصر القاهري الفرضي ذكره التقي الفاسي في تاريخ مكة وقال أنه سمع بها في عشر السبعين وسبعمائة على ألاميوطي والنشاوري وغيرهما، وأقرأ بها الفرائض والحساب وكان بارعاً في ذلك أخذه عن الكلائي صاحب المجموع الشهير وانتفع به الناس وكانت مجاورته بها نحو عشرين سنة متوالية إلا أنه تردد في بعض السنين لمصر طلبا للرزق وأدركه أجله بها إثر قدومه لها في ثالث عشرى المحرم سنة إثنين ودفن فيما أحسب بمقابر باب النصر وقد قارب الستين فيما أحسب. قلت وقد ذكره شيخنا في إنبائه باختصار فقال صاحب الكلائي سكن القاهرة ثم مكة فانتفع به المكيون في الفرائض.
إبراهيم بن أبي بكر بن محمد القدسي ثم القاهري الحريري العقاد أحب السماع ودار مع متوسطي الطلبة مدة واختص بالمحب بن جناق وما علمت حتى مات.
إبراهيم بن أبي بكر بن محمود بن إبراهيم بن محمود بن أبي بكر صلاح الدين بن التقي بن النور بن المعلي الحموي الحنفي شقيق عبد الرحمن الآتي وأبوهما. ممن ولي بعد أبيه في سنة ثلاث وتسعين قضاء الحنفية وهو اصغر من أخيه سناً وفضلاً.
إبراهيم بن أبي بكر بن يوسف كمال الدين أو برهان الدين بن الجمال البصري نزيل مكة. ولد في سنة أربع وثمانمائة وتعاطى التجارة ولقيته بمكة في الحجة الأولى فأنشدني لنفسه:

ألا ليت شعري هل أتيتن ليلة

 

بروضة خير المرسلين محمد

نبي له الله اصطفى من عباده

 

وأرشدنا منه إلى كل مقصد

مات في آخر يوم الاثنين ثامن ذي القعدة سنة تسع وخمسين بمكة وصلى عليه صبيحة الغد عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.
إبراهيم بن أبي بكر الماحوزي الأصل الدمشقي الشافعي تفقه قليلاًوسلك طريق التصوف مع الدين المتين وكثرة المال بحيث لم يكن يقبل لأحد شيئاً بل ينهي أصحابه عن الأكل لأحد وكانت تلك طريقة والده وتزايد اعتقاد الناس فيه حتى كان قل أن يرد أحد من الأمراء رسالته، وقد حج عشرين حجة فبقي في كل مرة يحصل به للناس النفع الزائد ومات راجعاً من الحج في المحرم سنة أربع عشرة. ودفن بتبوك ولم يكمل الستين رحمه الله. ترجمه شيخنا في أنبائه وصرح في أثناء الترجمة بأنه ابن الشيخ أبي بكر الموصلي فإن يكن كذلك فهو ابن عبد الله وقد مات يعني الأب في سنة سبع وتسعين وسبعمائة.
إبراهيم بن ثابت نزيل بجاية مات سنة خمسين. قاله ابن عزم.
إبراهيم بن جابر بن موسى الزواوي أرخه ابن عزم سنة سبع وخمسين.
إبراهيم بن الحاقر الغزي الميقاتي. مات سنة سبع وستين. أرخه ابن عزم أيضاً ونسبه في موضع آخر فقال بن محمد بن محمد بن حاقر.
إبراهيم بن حاجي صارم الدين بن شيخ تربة برقوق وقاضي العسكر زين الدين الحنفي سمع على الجمال الحنبلي ثمانيات النجيب وسباعياته ولقيه البقاعي وغيره ولم أعلم متى مات.
إبراهيم بن حجاج بن محرز بن مالك البرهان أبو اسحق الأبناسي ثم القاهري الشافعي والد الزين عبد الرحمن الآتي ويعرف بالأبناسي ولد بعد الثمانين وسبعمائة بأبناس وقرأ القرآن وغيره وقدم منها وهو صغير على سمية البرهان بن موسى الأبناسي في زاويته بالمغنم وأقام بها بقية حياته وبعده ولا أستبعد أخذه عنه وكذا عن أهل تلك الطبقة كالبلقيني الكبير سيما وقد رأيت الزين العراقي أثبت سماعه من نفسه للمجلس الرابع والسبعين بعد الثلاثمائة من أماليه وساق البرهان عنه سنده ببعض الكتب وقرأ على البرهان البيجوري في جامع المختصرات وكان يذم تركيبه وكذا أخذ الفقه وغيره وأظن من شيوخه فيه الصدر سليمان الأبشيطي فقد رأيته شهد عليه في إجازة سنة ثلاث وثلثمائة أو بعدها، والعربية عن جماعة كالعجيمي والشمس البوصيري وكان يقول إنه لم يعلم معنى الكلمة إلا منه. ولازم العز بن جماعة في فنونه التي كان يقرئها ةالشمس البساطي بل كان جل انتفاعه به وكذا لازم العلاء البخاري مدة إقامته بالديار المصرية ولم يكن العلاء يقدم عليه غيره كما سيأتي ويقول أنه عارف بقواعد العلوم. وقرأ عليهما العضد والحاشيتين وكذا كان ابن جماعة يجله؛ وأخذ في مبادىء المنطق وغيره عن الشمس الشنشي وسمع بأخرة على ابن الجزري وغيره؛ وقرأ على شيخنا في شرح النخبة ولازمه في دروسه واسماعه وكان شيخنا يقدمه على رفيقه القاياتي بحيث أجلسه في سنة أربع وثلاثين بالقلعة من جهة يمينه هذا مع مزيد تعظيم البرهان له حتى أن العلاء الرومي لما تجرأ قائلاً لشيخنا انه يصلح أن يكون شيخك قال له البرهان بل أنا تلميذه وقرأت عليه وهو شيخ الاسلام وكذا بلغني عن التقي بن قاضي شهبة أنه قال سألت العلاء البخاري عنه فقال انه كان أولى من ابن هشام والقاياتي في غير الفقه وصحب البرهان الادكاوي وتلقن منه وكذا صحب الزاهد بل هو أحد من أوصى على بنيه وجامعه وكان إماماً علامة مفتياً فصيحاً مفوهاً عالي الهمة كثير التواضع طارحاً للتكلف شهماً أبي النفس كريماً مع تقلله بحيث أنه كان أحياناً ربما يحتلم فيدلي نفسه بحبل في البئر لعدم تيسر مايدخل به الحمام ولم يكن باسمه من الوظائف سوى التصوف بالمؤيدية بتنزيل الواقف وبيده مرتب يسيرفي الجوالي وبعض رزق. ووصفه البقاعي حيث روى عن العز السنباطي عنه شيئاً بالعلامة النادرة المحقق، وتصدى لنفع الطلبة مدة وحكى أنه قرأ التوضيح أكثر من سبعين مرة وابن المصنف ماينيف على الثلاثين وكتب عليه حاشية يقال أنها كانت عند الشهاب المسطيهي بل أقرأ العضد في صباه في حياة شيخيه قرأ عليه بعض طلبتها وهو الزين الأشمومي المتوفي سنة اثنين وعشرين وممن قرأ عليه شيخنا ابن خضر والجمال بن هشام ولازمه حتى مات وبه انتفع والوروري والمناوي والعبادي والطوخي والشمس النوشي وابن المرخم والعز السنباطي وحكى لي كثيراً من ترجمته وابن قمر وأنشدني له مما نظمه على لسانه للجلال البلقيني

يقـبـل الأرض داع لايفـنــده

 

عن الدعاء لكم شـئ فـيقـعـده

والعبد يسـأل مـولانـا وسـيدنـا

 

قاضي القضاة غياث المرء يقصده

بحر العلوم الذي لا ينتـهـي أبـداً

 

وكـل بـحـر لـه بـر يحـدده

جلال دين الهدى وهو الجلال لـه

 

مؤيد الحق والـمـولـى مـؤيده

نجل الإمام الذي شاعت إمامـتـه

 

حتى ارتضاها اعاديه وحـسـده

ان امر وحامل القرآن احفظ مـن

 

هاج الفروع الذي يحيي مـشـيده

وغيره في علوم جل موقـعـهـا

 

تهدي الفتى ولعلم الشرع ترشـده

فالعبد يسـألـكـم شـيئاً يقـربـه

 

من اشتغال فإن الفقـر يبـعـده

أنهيتها شاكراً ثم الصـلاة عـلـى

 

خير الأنام وحسبي اللـه أحـمـده

وكذا أنشدني مما امتدحه شيخه البرهان به فقال:

الشمس من قمر تكون عجيبـا

 

ورأيت منك من الخصال غريبا

إن كان من فقه فأنت إمـامـه

 

أو كان من نحو فأنـت أريبـا

أو كان غيرهما فأنت مـهـذب

 

هذبت كل مقـالة تـهـذيبـا

وبلغني أن من نظمه قوله:

خلقت طيناً وماء البحر يتلفني

 

وعند قلبي نفور من مراكبه

والبحر ليس رفيقاً بالرفيق له

 

والبر مثل اسمه بر براكبـه

وآخرون منهم من هو بقيد الحياة الولوي الاسيوطي والنور اخو حذيفة وحكى لي عنه ان شخصاً التمس منه مساعدته عند يشبك الاعرج فاعتذر له بعدم معرفته فأبى إلا أن يساعده فتوجه إليه لمزيد رغبته في مساعدة الملهوف وكلمه في شأنه وسأله في دفعه مع خصمه للشرع فانزعج الأمير مع ذكره بمحبة الخير وقال ألسنا نعمل بالشرع فقال له البرهان أنك لا تعرفه لو وجب علي امرئ قطع يده اليمنى فقطعت اليسرى غلطاً كيف تعمل فبادر إلى إرسالها وحصل الغرض. مات بعد مرض طويل في سابع عشري ربيع الأول سنة ست وثلاثين ودفن عند ضريح الشيخ شهاب خارج باب الشعرية. وقد أرخه شيخنا في أنبائه باختصار وقال انه اشتغل كثيراً وسكن زاوية سميه الشيخ برهان الدين الابناسي وانتفع به الطلبة رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن حجي بن علي بن عيسى بن خضر بن إبراهيم بن قاسم الشريف المعمر أبو اسحق الحسني الطرابلسي الأصل نزيل الخليل وربيب سليمان بن جبريل ذكر أنه جازف فيه وأنه امتحنه في ذلك فعرف أنه تجاوز الحد فيه وأن مولده يمكن أن يكون في حدود الأربعين أو قبلها بقليل. ونحوه قول ابن ناصر الدين أنه ذكر له أنه سمع من الحجار ولم يصح، وكذا قال غيره أنه ذكر أنه سمع على الصدر الميدومي عدة أجزاء فقرأ عليه بعض الطلبة بقوله قال شيخنا في القسم الثاني من معجمه ولم يظهر لذلك أي سمعه من الميدومي صحة ثم ادعى أن الحجار أجاز له وأنه ولد في سنة خمس وعشرين وكتب على الاستدعاآت وقرأ عليه بعض من لم يمعن في أمره ثم تبين حاله. وذكر لي الحافظ التقي الفاسي وغيره من أهل هذا الشأن مجازفته وبطلان دعواه إجازة الحجار واما سماعه من الميدومي فممكن لكن لم يظهر أصل بذلك. ومات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ولو كان صادقاً الضاهي الحجار في مجاوزة المائة وزاد عليه فيما بين وقت تحمله وأدائه فان الحجار أقدم شيء سمعه سنة ست وثلاثين ومات سنة ثلاثين وهذا أن كان الحجار أجاز له فتكون سنة ثلاثين أو قبلها وقد تأخر بعد الثلاثين قال والحق أن آخر من حدت عن الحجار بالاجازة الخاصة المحققة شيخنا الزين أبو حسين وأشار شيخنا في القسم الأول من معجمه أيضاً للطعن عليه باختصار ولكنه قال أنه رغم أنه ولد سنة اثنتين وعشرين وزاد أجاز لنا في سنة تسع وعشرين. قلت وأرخ غيره وفاته في مستهل ربيع الأول ومع كونه ذكره في قسمي معجمه أغفله من إنبائه وبلغني أن المكتوب في الطبقة التي على الميدومي نسبته لزوج أمه فقيل إبراهيم بن سليمان بن مروان وقد اعتمد كونه ممن أجاز له الحجار إجازة خاصة ابن ناصر الدين قال وبذكره ختمنا مؤلفنا المسمى بالانتصار لسماع الحجار والميل لها، قال شيخنا وغيره أكثر.
إبراهيم بن البدر حسن بن إبراهيم بن حسن بن عليبة الآتي جده قريباً وأبوه وشقيقه على أمهما صيبه لأبيه ماتا بالطاعون في جمادى الأول سنة سبع وتسعين وهذا دون سن البلوغ عوضها الله الجنة.

إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن عبد الكريم برهان الدين العرابي بفتح أوله وتشديد ثانيه ورأيته بخطه بكسر ثم تخفيف نسبه لقرية من ضواحي صفد المقدسي الشافعي ولد في سنة خمسين وسبعمائة كما قرأته بخطه وتفقه بالبدر محمود العجلوني سمع عليه بحث تيسير الحاوي الشرف البارزي بسماعه على أصحاب مؤلفه وكذا أخذ عنه سواه وأخذ عن خاله الشمس العرابي أخذ الأصلين عن العلاء بن العطار تلميذ النووي وذكر أنه سمع الصحيح على التقي القلقشندي والتاج الزيلعي والصلاح بن المنجا الحنبلي ومحيي الدين الرجبي والبرهان بن جماعة وأبي الخير بن العلائي ومن الأخير وصحيح مسلم، ومن التاج الاقفاصي المقدسي جامع الترمذي وكذا سمع على الشمس بن حامد وغيره وحدث سمع منه الفضلاء ولقيه ابن فهد وغيره وكان أحد فقهاء الصلاحية ممن يديم التلاوة بحيث يختم كل يوم غالباً. مات في رجب ظناً سنة إحدى وأربعين بالقدس.
إبراهيم بن الحسن بن عبد الله الرهاوي ثم الحلبي الشافعي ويعرف بالرهاوي. ولد في سنة خمس وثمانمائة بالرها وقدم حلب بعد الثلاثين فسمع بها على حافظها البرهان وشيخنا وكتب التوقيع بباب ابن خطيب الناصرية وسمع عليه بدمشق الدعاء للمحاملي بقراءة الخيضري ثم كتب التوقيع للمحب بن الشحنة وناب في القضاء عن حفيده أبي البقاء ثم أعرض عنها ولزم الشهادة وحدث سمع عليه الشريف بن أبي المنصور وهو في سنة خمس وتسعين حي.
إبراهيم بن حسن بن عجلان بن رميئة الحسني المكي أخو أحمد وبركات وعلى الآتي ذكرهم. مات في رابع ذي الحجة سنة خمس وخمسين بثغر دمياط غريباً كأخيه علي وكان السلطان حبسهما أولاً بالبرج ثم نقلهما إلى اسكندرية ثم إلى دمياط وكانت المنية بها رحمهما الله وعوضهما الجنة.
إبراهيم بن حسن بن علي الجراحي ثم القاهري الشافعي نزيل سعيد السعداء وأحد صوفيتها ولد فيما ذكره لي سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وقرأ على الشمس الشنشي والعلم البلقيني وحضر دروس غيرهما ولم ينجب وصحب يشبك الفقيه وغيره من الأمراء وناب في القضاء ببعض القرى ثم خمد.
إبراهيم بن حسن بن علي الشحري لقيني بمكة فسمع على إبراهيم بن الحسن بن فرج بن سعد كمال الدين الشافعي الموقع بالدست ويعرف بابن الحطب بفتح المهملتين ولد منتصف جمادى الأولى سنة أربع وسبعين وسبعمائة وسمع على الشهاب بن المرحل السنن للدار قطني بفوت وكتب على استدعاء لابن شيخنا وغيره بعد الثلاثين وما علمت من شأنه زيادة على ما أثبته ولا متى مات وأجوز أن يكون ابن فهد والبقاعي رأياه أو أحدهما ثم رأيت ثانيهما ذكره وقال انه مات في حدود سنة أربعين.
إبراهيم بن حسن بن محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد الدمشقي ويعرف كسلفه بابن المزلق استقر في نظر الجوالي في حياة أبيه وقدم هو وأخوه الشمس محمد القاهري بعد موته ولم يوافقا على الدخول في شيء من الوظائف بل رجعا بطالين فلم يلبث هذا أن مات وذلك في سنة تسع وسبعين وهو أخيرهما.
إبراهيم بن حسن بن موسى بن أيوب الابناسي هكذا ترجمه المقريزي في تاريخه هنا وتعقبه شيخنا بقوله زيادة حسن غلط فتحول إلى حرف الميم من أسماء الآباء.

إبراهيم بن حسن برهان الدين المناوي ثم القاهري التاجر ويعرف بابن عليبة بضم المهملة تصغير علبة بموحدة كان مولده في مسه بن سلسل وتعانى التجارة فرزق فيها حظاً وبركة لما كان ينطوي عليه من الاخلاص ومحبة الفقراء واعتقادهم والوقوف مع اشاراتهم كأحمد الخشاب بحيث كان يحكي من وقائعه معهم الكثير بل صحب الشيخ محمد الغمري وغيره من المسلكين وقام لجامعه في القاهرة بمصارف كثيرة في زيت الوقود وتسبيل الماء في كل يوم وكذا القراءة وللطعام ليلة الوقت من كل شهر وللبخاري في الأشهر الثلاثة ولغير ذلك مما أرصد له ربعاً أنشأه قريباً منه ورزقه حبسهما عليه وعلى غيره من القرب وصار بيته مورداً للصالحين كالفوي والصندلي وإمام الكاملية وابن الجمال وابن شيخه الغمري بل محلاً لإقامة غيرهم بعياله كل ذلك مع المداومة على التلاوة والمراقبة والأوصاف الجميلة وعدم الرغبة في مخالطة بني الدنيا إلا بقدر الحاجة وإنكاره على ولديه البدري حسن والمحيوي عبد القادر الزيادة عليها مما تعبا بسببه ولم يحصلا فيه على طائل، وقد حج غير مرة وجاور بمكة ليلة الخميس ثالث رجب سنة خمس وسبعين ودفن بالمعلاة ولم يخلف في أبناء جنسه مثله رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن حمزة بن أبي بكر بن عمر الخالدي المخزومي التلوي نسبة لقرية بظاهر اسعرد ويعرف بالحصني مع كونه لم يسكنها فضلاً عن كونه منهما كان جليلاً مبجلاً في جماعة الحصنيين ونحوهم مع فضل وخير. مات في سنة تسع وستين بالقاهرة وهو والد حسن الآتي.
إبراهيم بن حسين بن علي المريني أخو الشهاب الآتي رجل خير تكسب بالترخيم وغيره وتكرر اجتماع علي حتى بمكة في سنة ثمان وتسعين وكان قدمها لزوجته رفيقاً لابن شيخه الشيخ مدين في موسم التي قبلها ثم رجع معه في الركب.
إبراهيم بن حسين بن محمد بن حبيب البرهان بن البدر السرميني الأصل الحلبي المولد والدار الشافعي ويعرف كسلفه بابن الحلبي مولده في سابع عشري رمضان سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده في بلده على محمد بن علي المعر مصيني نزيل حلب ويعرف بابن الدهن بل قرأ لعاصم وابن كثير على عمر الدركوشي الحلبي الضرير، وبالقاهرة لأبي عمرو على عبد القادر المنهاجي الأزهري الشافعي، وللسبع افراداً على الزين جعفر السنهوري وحفظ جل الشاطبية ومن المنهاج إلى الفرائض وأخذ الفقه هناك عن البدر حسن السيوفي وعبد القادر بن الابار وغيرهما، وعلى أولهما قرأ في العربية ثم قرأ فيها وفي الصرف على الشمس الدلجي الأزهري الشافعي، وقرأ الورقات في أصول الفقه على الشهاب أحمد المسيري المحلي، وحضر عند غيرهم قليلاً، وقدم القاهرة غير ما مرة مع أبي ثم مستقلا في التجارة وسمع الحديث على جماعة بملاحظة فقيهه عمر التتائي بل قرأ على الديمي البخاري وعلى صحيح مسلم ولازمني في غير ذلك سنة خمس وتسعين وثمانمائة.
إبراهيم بن حسين بن محمد برهان الدين البعلي الشافعي التاجر ويعرف بابن العجمي ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن على قاضي المنيظرة واشتغل عند ابن السقيف وغيره وسمع البخاري على الزين عبد الرحمن ابن الزعبوب إمامة الحجاز، ولقيته ببعلبك فقرأت عليه الثلاثيات منه وقد حج وكان خيراً يتجر في البرمات في.
إبراهيم بن حسين بن يوسف بن هبة الحلبي النحوي الفاضل أظنه الذي كان يقرىء ابن الشحنة الصغير وسيأتي فيمن لم يسم أبوه.
إبراهيم بن حمزة بن أبي بكر بن يحيى بن أحمد بن خضر بن فياض بن سوار بن هشام بن مدركة السيد برهان الدين بن عز الدين الهاشمي الجعفري الحلبي الحنفي سقت نسبه إلى انتهائه في معجمي كان أبوه ممن يلي نظر الجامع والديوان وغيرهما ويذكر بالكرم والرياسة فول له صاحب الترجمة في العشر الأول من رمضان سنة سبع وسبعين بحلب ونشأ بها فيما قيل غير مرضى الطريقة وسمع بها على ابن صديق ختم الصحيح وأوله كلام الرب مع جبريل قال أنا الحجار وحدث بذلك سمعه من الفضلاء وولي ببلده نظر الجيش ووكالة بيت المال وعمالة أوقاف الحنفية ومات قريب عصر يوم الأحد سابع عشر المحرم سنة تسع وأربعين.

إبراهيم بن خالد بن سليمان برهان الدين الداراني الحنبلي سمع من الميدومي المسلسل وجزء البطاقة وغيرهما وحدث سمع منه الفضلاء كالحافظ الجمال بن موسى المراكشي وشيخنا الموفق الآتي وذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لبنتي رابعة. مات في حدود العشرين.

إبراهيم بن خضر بكسر الخاء وسكون الضاد المعجمتين بن أحمد بن عثمان ابن كريم الدين جامع بن محمد بن جامع بن محمد بن فوارة بن فضالة بن عكاشة ابن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي الطيب بن هبة الله بن أبي اسحاق محمد بن ميكائيل بن عمرو بن عثمان بن عفان شيخنا العلامة الفريد برهان الدين أبو اسحاق بن الزين العثماني الصعيدي القصوري نسبة لقرية من اعمالها تسمى القصور. بضم القاف والمهملة القاهري المولد والدار الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن خضر. ولد في شوال سنة أربع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشمس السعودي الضرير والعمدة والتنبيه وغيرهما وعرض على الزين العراقي وخلق وأخذ الفرائض وكان يذكر لي أنه أخذا أيضاً عن عمي أبي بكر وكذا تفقه وعنه أخذ الفرائض وكان يذكر لي أنه أخذها أيضاً عن عمي أبي بكر وكذا تفقه بالولي العراقي وسمع عليه ألفيه والده وشرحها، وبالجلال البلقيني واستكتبه تصانيف شيخنا، والعربية عن الجمال القرافي وجل انتفاعه فيها به والشمس الأسيوطي على ما تحرر والبرهان بن حجاج الأبناسي والشهاب بن هشام حضر عنده في التسهيل والعلاء ابن الغلي وعنه أخذ أيضا ًفي الأصلين وغيرهما وقرأ عنده الحديث في رمضان، الأصلين أيضاً وغيرهما من الفنون عن البساطي والعلاء البخاري ولازم القاياتي في العضد وغيره وكذا لازم شيخنا في الحديث واشتدت عنايته بملازمته بحيث أنه قرأ عليه كتب الإسلام والكثير من تصانيفه خصوصاً فتح الباري فما أعلم قرأه عليه تاماً غيره، وسمع على الشرفين ابن الكويك ويونس الواحي والشموس البرماوي والشامي الحنبلي وابن الجزري والشهابين أحمد بن حسن البطائحي والواسطي والجمال الكازروني والسراج قاري الهداية والفخر عثمان الدنديلي والبدر حسين البوصيري والمجد البرماوي والنجم بن حجي والزين الزركشي والتاج الشرابي والفاقوسي وابن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصاحبية في آخرين، والكثير من ذلك بقراءته وأجاز له ابن طولو بغا حين لقيه بمكة وغير واحد ولازال يدأب في تحصيل العلوم ويديب بصافي فكره النظر في منطوقها والمفهوم مع ما أوتيه من الذهن الثاقب والفهم الصائب حتى برع في النحو وفاق في الفقه وأصله وتقدم في الفرائض والحساب وضرب في غالب الفنون بأوفر نصيب وصار في كل ذلك أحد الأئمة المشار إليهم حتى كان القاياتي يرجحه في الفقه على الونائي ويقول أنه فقيه النفس، بل بلغني أنه كان في حال شبوبيته يرجح على الجلال البلقيني في الفقه فيرجع إلى قوله ويضرب على ما كان كتبه وأنه لم يكن عند شيخه البيجوري والشمس البرماوي أحد يعدله ولم يكن في عصره أدرى بجامع المختصرات منه، وأما في قراءة الخطوط المتنوعة وسرعة السير فيها من غير نظرها قبل فشيء لا يشاركه فيه غيره مع تمام الاستقامة سيما في العربية بحيث عجز الأكابر عن ضبط هفوة منه في ذلك وقد سمعت بقراءته جزءاً من تصانيف شيخنا من المسودة التي بخطه على ضوء القنديل المعلق بالمدرسة فمر فيه أحسن مرور لكونه كان أجهر ولما ذكرته، ولم يكن شيخنا يقدم عليه في القراءة في رمضان غيره وكذا كان سريع الكتابة جداً مع الصحة ومزيد الاتقان وهي طريقة ظريفة نيرة وقد كتب بخطه الكثير خصوصاً من تصانيف شيخنا، كل ذلك مع الديانة والأمانة والصفات الحسنة الجميلة من الكرم المفرط بحيث لا يبقي على شيء ويحكى عن بعض شيوخه أنه أوصاه بذلك وطرح التكلف وعدم التأنق في مركبه وملبسه بحيث لا يتحاشى لبس دنس الثياب سيما وكانت النزلة تعتريه كل قليل وكان يحكى في سببها أنه أحرم متجرداً في حجته الأولى من رابع ولذا لم يكن يرفع عمامته ولا يخفها ولا ينزع طيلسانه إلا نادراً ويكثر لأجلها من استعمال الأدوية وتعاطي الحقن ونحو ذلك مع بهاء صورته وضوئها وحسن العاشرة وخفة الروح مع السمن المفرط المنافي لأكثر صفاته لكنه كان طارئاً ومزيد التواضع مع الشهامة وعدم التردد للأكابر والاسترواح في الاقراء بحيث يقرىء المشكلات بدون تبييت مطالعة ويبحث مع الأكابر بدون انزعاج وتكلف ولو قصر نفسه على التصدي للاقراء لما اتسعت أوقاته لاستيفاء من يقصده للاستفادة، وممن أخذ عنه من الأعيان الشهاب بن أسد والعلاء البلقيني ولازمه كثيراً الشهاب البيجوري حفيد شيخه وهو الآن أمثل الموجودين من تلامذته وكنت ممن أكثر من  ملازمته وقرأت عليه معظم شرح الألفيه لابن عقيل بل أملى علي في الفن مقدمة تشتمل على حدود وضوابط مفيدة كان يمرن المتعلمين بها وكأنها من جمعة وقرأت عليه معظم الفقه بل كنت أول الأمر أقرأ عليه ما أروم قراءته على شيخنا من تصانيفه وحضرت عنده في قراءة شرح جمع الجوامع للمحلي وفي قراءة منهاج البيضاوي والتوضيح وجامع المختصرات وغير ذلك وسمعت من لفظه الكثير وما أعلم أنني أخذت بعد شيخنا أجل منه ولم يكن مع هذه الأوصاف الحميدة والمناقب العديدة عنده أجل منه بل قصر نفسه على صحبته والانتماء إليه ومحبته حتى كان شيخنا يغبط بذلك ولما ولي القاياتي القضاء امتنع من مزيد التردد إليه مع ما كان بينهما من المصاهرة والمودة والاختصاص الزائد في مجال التردد وغيرها وعدم تحيل شيخنا من ذلك وتوقاً بصداقته بل بلغني أنه يتمنى لو وقع ليكون وسيلة في جر النفع ودفع الأذى ومع هذا كله فقد عد عليه بعضهم قراءته البخاري في القلعة بمجلس السلطان حين كان قاضياً وكذا لم يكن يتردد للقاضي علم الدين بن البلقيني البتة ولذلك أوذي من قبله قبيل موته بيسير بما أحرق فؤاده ونفى رقاده ولم يجد لذلك ظهيراً ولا ولياً ونصيراً وعند الله تلتقي الخصوم، ولم يكن شيخنا أيضاً يقدم عليه من أصحابه غيره وربما استملى عليه وقد وصفه في فتح الباري بالامام العالم العلامة الفاضل الباهر الماهر المعين مفيد الطالين جمال المدرسين، وفي موضع آخر حيث أرخ وفاته بقوله ولم يخلف بعده في مجموعه مثله صيانة وديانة وفهما وحافظة وحسن تصور وانجماعاً عن أكثر الناس الا من يستفيد منه علماً أو يفيده وعدم التردد إلى الأكابر مع ضيق اليد والعائلة وبسط النفس والتوسعة على الأقارب والأجانب ترك التشكي والصبر المستمر قال وقد أجاز له شيخنا العراقي وجماعة وسمع الكثير بقراءته وقليلاً بقراءة غيره ولازمني كثيراً من نحو أربعين سنة وقرأ على جميع فتح الباري وتلقاه مني استملاءاً في المبادىء ثم عرضاً وتحريراً وقرأ على الكتب الكبار في عدة سنين من شهر رمضان من كل منها وعند الله أحتسبه، وقال في موضع آخر الشيخ الفاضل العالم المحدث الفقيه القرضي المفنن الفائق في جل العلوم، ثم قال فرحمه الله فلقد كان لي به سرور وانتفاع في الغيبة والحضور فعند الله احتسب مصيبتي فيه وأسأله خير العوض انتهى.

ومع هذا كله فلم يشغل نفسه بتصنيف نعم له على الكثير من كتب تقاييد نفيسة وحواش مفيدة من ذلك من ذلك على خبايا الزوايا للزركشي وهي كثيرة بحيث افردها بعض الآخذين عنه مع زيادات ضمها إليه وكذا له حواش على جامع المختصرات وعلى مسئلة الساكت للسوسني وأكثر ما يكتبه من ذلك بالبديهة وعبارته في غاية الجودة والتحرير والرشاقة مع ذلك، وقد ولي تدريس الفقه بالمنكوتمرية بعد شيخه الشهاب الطنتدائي وبالخروبية بمصر بعد المحب بن ابي الحسن البكري وناب في تدريس الحديث بالقبة البيبرسية عن شيخنا وكذا ناب في التكلم في المنكوتمرية والنظر على جامع ساروجا وغير ذلك مما حمد في جميعه وحج مراراً وجاور في بعضها وحدث باليسير وربما كتب على الفتوى بل كان شيخنا كثيراً ما يعرض عليه أجوبته في المسائل الفقهية والفرضية ونحو ذلك وربما أرسل إليه بالمسائل الدقيقة لا لعجزه عنها بل لاشتغاله بما هو أهم مما تعين عليه وكذا كان يرسل إليه بمن يروم السلطان منه اختبار صلاحيته لولاية القضاء ونحوه لعظم وثوقه بنفسه ويعطيه في كل سنة مالاً جماً يفرقه زكاة على الطلبة والفقراء وكان يتحرى فيه حتى عاداه بعض الفضلاء لكونه امتنع من اعطائه لعلمه بعدم استحقاقه. وفي ترجمته من معجمي زيادة على ما ذكر ولم يزل على طريقته في العلم إلى أن تعلل بمرض في باطنه عظم منه توهجه ثم ظهر له خراج في مقعدته حتى نقل عن الجرايحي الذي كان يعالجه أنه طاعون فزاد به الأمر وشب في أحشائه اللهيب مع ضيق النفس ومات وهو مستغفر الله بعد صلاة العشاء بساعة من الليلة المسفر صباحها يوم الخميس خامس عشر المحرم سنة اثنين وخمسين وصلى عليه من الغد في مشهد حافل تقدم الناس فيه البدر بن السسي المالكي بإشارة شيخنا وحضوره وكذا حضور البدر البغدادي الحنبلي على باب مصلى باب النصر ودفن بتربة حوش بعد أن أدركه السفطي وهو إذ ذاك قاضي الشافعية فصلى عليه هناك في طائفة وعظم تأسف الناس على فقده لا سيما شيخنا ولم يخلف ذكراً فقرر السفطي في الخروبية ولده واستناب عنه البهاء بن القطان ثم أعطاه له شيخنا استقلالاً واستقر في المنكوتمرية التقى القلقشندي وفي النيابة في البيبرسية ابن حسان ورؤيت له منامات صالحة كان جديراً بها فرحمه الله وإيانا ونفعه ببركاته.

إبراهيم بن خلف بن تاج بن صدقة البلبيسي الشافعي النحال ولد قبل سنة ثمانين وسبعمائة ببلبيس وقرأ بها القرآن ثم اشتغل بتربية النحل والتجارة فيما يخرجه الله منها فنسيه وحج مرتين الأولى في أوائل القرن وزار القدس والخليل وسافر إلى صفد وجاوز الاربعين وهو لا يعرف نظماً ولا يحدث به نفسه إلى أن قدم عليهم واعظ يقال له الطنبدي فتكلم على قوله تعالى "ألست بربكم قالوا بلى" فنقل إلى أن الله لما استخرج ذرية آدم من ظهره في صور الذر وقال لهم ألست بربكم انقسموا قسمين فقسم قالوا بلى وقسم سكت ثم انقسم كل قسم قسمين فقال قسم من الساكتين ليتنا أجبنا كما أجاب هؤلاء واستمر القسم الآخر على السكوت وقال قسم من المجيبين ليتنا سكتنا كما سكت هؤلاء واستمر القسم الآخر على إجابته فأما المجيبون والذين استمروا منهم على الإجابة يعيشون مؤمنين ويموتون كذلك والذين قالوا ليتنا سكتنا يعيشون مؤمنين لكونهم أجابوا ويموتون كفاراً لكونهم تمنوا السكوت وأما الساكتون الذين استمروا على السكوت منهم يعيشون كفاراً ويموتون كذلك والذين قالوا ليتنا أجبنا يعيشون كفاراً لسكوتهم أولاً ويموتون مؤمنين لتمنيهم الإجابة في ثاني الحال ثم حكي أن عابداً عبد الله مائة سنة ثم حضرته الوفاة فاستدار نحو المشرق فاستعظم خادمه ذلك فقال له ما معناه أن نفسه حصل لها إعجاب فخذلت ومات على غير التوحيد فطار قلب الخادم خوفاً وأكثر النحيب فبينا هو كذلك إذ طرق الباب فخرج فإذا راهب فقال ما شأنك قال أن راهباً منا مات فوجهناه إلى الشرق فتوجه إلى القبلة ومات مسلماً فجئت إليك لتسأل شيخك ماذا نصنع به فقال أن شيخي قد مات إلى الشرق كافراً فهات ميتنا وخذ ميتكم فدفنوا الراهب بالزاوية ونقلوا الشيخ إلى مقبرة الرهبان وكان اسم الخادم علياً وكان في الخليل فاشتد خوفه لذلك إلى أن كان لا يفتر من البكاء ولا يهجع من النحيب فسمى الشيخ علي البكاء، قال صاحب الترجمة فلما سمعت هذه الحكاية حصل لي منها ما أزعج نفسي وأطار عقلي وأدهش فكري وأطال غمي وأدام همي بحيث بقيت أياماً لا أنام أصلاً ولا آكل إلا كما يأكل العليل ولا شغل لي إلا الافتكار وأني من أي قسم أكون فبينا أنا ليلة أفكر إذ جرى على لساني كلام في معنى ما أنا فيه وكتبته في لوح كان عندي ثم تتابع حتى تم في هذه القطعة واستمر بعد ذلك ينظم في الفنون والأبحر والنظم سهل عليه جداً غير أنه لا يعرف النحو فنظمه في البحور كثير اللحن ولا عجب أن كان النحال لحاناً وهذه القطعة من أحسن ما نظمه وقد كتبتها عنه سنة ست وأربعين ببلبيس وأولها:

ضاع عمري في افتكاري

 

ولا أدري ما الـخـبـر

وأصبح قلـبـي حـزين

 

يا ترى أين الـمـقـر

ومات بعد ذلك في.

إبراهيم بن خليل بن إبراهيم بن محمد بن إسماعيل برهان الدين الأنصاري الصنهاجي الأصل المنصوري نسبة للمنصورة بالشرقية ثم القاهري الشافعي الأشعري العدل بالرخاصي. ولد تقريباً سنة خمس وسبعين وسبعمائة وقيل سنة تسعين وبينهما بون كبير والثاني أشبه بالمنصورة وحفظ القرآن ثم انتقل إلى القاهرة في سنة خمس وثمانمائة فحفظ العمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك وأقبل على الاشتغال فتلا لأبي عمرو علي الزراتيتي وأخذ الفقه عن البيجوري والأدمي والشمس العراقي والولي العراقي وآخرين والفرائض عن الشمس الشطنوفي والبرماوي وغيرهما والأصول عن الفتح الباهي الحنبلي والشهاب العجيمي والتصوف والأصلين عن العلاء البخاري والجلال الحلواني بل بحث في فقه الحنفية علي ناصر الدين الأياسي بغزة قرأ عليه بعض المختار وفي نظم طاهر بن حبيب لكتاب الكامل لابن الكشك وأقرأ ذلك بها، وتردد إلى دمشق وحضر دروس مشايخها كالشمس بن العيار في النحو والشمس الكفيري وغيره في الفقه، وزار القدس والخليل وحج سنة خمس وعشرين ودخل الاسكندرية وأخذ بها الفرائض عن دحيبات، ودمياط وغيرهما وهو ممن سمع على الشرف بن الكويك والجمال الحنبلي والولي العراقي وآخرين وأجاز له عائشة ابنة عبد الهادي وخلق باستدعاء شيخنا أبي النعيم وكان إماماً فاضلاً مشاركاً في الفنون بارعاً في الفرائض والحساب مباركاً عدلاً ثقة ساكناً متكسباً بالشهادة حدث باليسير وكنت ممن قرأ عليه بعض الأجزاء. ومات في رجب سنة ست وخمسين بالقاهرة بعد أن كف ووقف كتبه وأوصى بجهات خير رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن خليل بن إبراهيم بن موسى بن موسى برهان الدين المحلي الأصل وهي محلة دمتا من الغربية السلموني ثم القاهري الشافعي. ولد في سنة تسع وعشرين وثمانمائة بسلمون من الشرقية وحفظ القرآن ببلبيس عند البرهان الفاقوسي ومختصر أبي شجاع والجرومية وبعض المنهاج واشتغل يسيراً ولازم أخي في الفقه والعربية وكذا قرأ عليّ الكثير من البخاري وغيره وحضر بحث غالب شرح ألفية العراقي للناظم أو الكثير منه وأخذ عن أبي السعادات البلقيني والزين خالد المنوفي والجلال المحلي وطائفة بل قرأ على البوتيجي في الفرائض وغيره وجود القرآن على الشهاب السكندري والنور الإمام وعبد الدائم وكتب بخطه أشياء وخطب وأم وتكسب بالشهادة وقصر نفسه عليها ولم يمهر مع خير وستر وفقر، وحج وجاور غير مرة وحضر هناك دروس البرهان وأخيه الفخر.
إبراهيم بن خليل بن إبراهيم القرا غلام بفتح القاف والمهملة وضم المعجمة وتخفيف اللام لفظة مركبة أي الغلام الأسود المدير في الدولة ويعرف بالمدبر وبابن جميلة بالجيم مصغراً وكان مسكنه قرب سويقة الفيل سمع بعض ابن ماجه على الجوهري والغماري والابناسي ولقيه البقاعي فلم يفد عنه شيئاً ومات.
إبراهيم بن خليل بن عمر بن أحمد بن خليل بن إبراهيم الفارسكوري الحائك ويعرف بابن النبشاوي بفتح النون والموحدة والمعجمة ولد في أوائل سنة عشر وثمانمائة تقريباً بفارسكور وقرأ بها القرآن وصلى به ثم ارتزق بالحياكة وتعانى النظم فمدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصائد عدة ولقيه ابن فهد والبقاعي في سنة ثمان وثلاثين فكتبا عنه قوله:

قد فاق وجهك بدر تم مقمـراً

 

وكذا قوامك فاق غصناً مثمراً

وكان جيداً وقوراً رقيقاً عليه آثار الخير والسكينة لا يخلو عن فضيلة في النحو. مات في.
إبراهيم بن خليل الكردي. هو الذي قبله.
إبراهيم بن داود بن محمد بن أبي بكر العباسي ولد أمير المؤمنين المعتضد ابن المتوكل. نشأ فحفظ القرآن والمنهاج واشتغل كثيراً وخلف والده لما سافر خلافة حسنة شكر عليها كان حسناً كبير الرياسة. ومات في حياته قبل إكمال ثلاثين سنة بمرض السل في ليلة الأربعاء ثالث عشر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين بالقاهرة. ولد ذكر وبه تم لأبيه ثمانية وعشرون ذكراً ثكلهم. ذكره شيخنا في أنبائه.
إبراهيم بن داود بن التاج أبي الوفاء محمد بن علي بن أحمد برهان الدين الحسيني المقدسي ابن أخي الشيخ أبي بكر وأخو المقري عبد الكريم الآتيين ويعرف كأبيه بابن أبي الوفاء. ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة وأجاز له ولأخيه في سنة أربع وخمسين جماعة باستدعاء الكمال بن أبي شريف كما في ترجمته وكان فاضلاً.

إبراهيم بن داود السرحموشي الدمشقي كان رجلاً حسناً يحب الفقراء ويكثر الضيافة مع فقره وقد ولي في آخر عمره مشيخة الخانقاه النجيبية وسكنها إلى أن مات في رمضان سنة خمس وله ستون سنة. ترجمة شيخنا في أنبائه.
إبراهيم بن دقماق. في ابن محمد بن ايدمر بن دقماق.
إبراهيم بن رضوان الشيخ برهان الدين الحلبي الشافعي نزيل القاهرة ويعرف بأبيه كان ممن اشتغل بالفقه ومهر وتميز وتنزل في المدارس ببلده وولي بها بعض المدارس وناب في الحكم واختص بالناصري ولد السلطان لما أقام مع والده بحلب في آخر دولة الأشرف ثم لما وفد عليه القاهرة لازمه أيضاً حتى استقر به اماماً وقررت له تجاهه وظائف ولا زال في نمو وسفارتهن ندبه أبوه في الرسلية إلى حلب في بعض المهمات ثم كان ممن مرضه حتى مات وانخفض جانبه بحيث استعاد منه بعض التداريس من كان انتزعه منه وتوجه للحج بعد فسقط عن الجمل وانكسر منه شيء وتداوى حتى برأ فقدر أنه سقط في رجوعه أيضاً ودخل القاهرة مع الركب وهو سالم فلم يلبث أن مات قبل انقضاء المحرم سنة خمسين ذكره شيخنا قال وكان ينسب إلى شيء يستقبح ذكره والله أعلم بسريرته.
إبراهيم بن رمضان صارم الدين التركماني نائب أذنة وغيرها ونسبت إليه أمور منكرة أحضره السلطان بسببها إلى القاهرة فعزز وأودع السجن مهدداً بالقتل فلم يلبث أن مات بعد اسبوع في ربيع الأول سنة خمسين حسبما ذكرته في الوفيات.
إبراهيم بن رمضان البرهان المجدلي البصير ذكر لي بلديه أبو العباس القدسي أنه من أوائل من تخرج بهم.
إبراهيم بن سالم العبادي ثم القاهري الأزبكي شقيق أحمد ومجد الآتيين.
إبراهيم بن سابق. في ابن محمد بن عبد الله بن محمد بن مسعود بن سابق ومضى ولده إبراهيم بن إبراهيم أيضاً.
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن محمد أبو المكارم بن أبي الحسن الحضرمي الأندلسي المغربي المالكي ويعرف بالحربي وبابن الصباغ شاب يكثر الاجتماع بالسنباطي ويقرأ عليه ويأخذ منه أجزاء يقرؤها على حفيد الشيخ يوسف العجمي وغيره وتوسع لاناس ليسوا في عداد الرواية بالنسبة لهذا الزمان بحيث أحضر لي استدعاءاً عليه خطوط من لم أعرفه فأبيت الكتابة عليه وسألني في مسألة من الاصطلاح فقررتها له وهو ممن يقرأ في العربية على السنهوري ونظام ويشارك جماعة عند الديمي في شرح الألفية الحديثية ثم إنه لازمني وقرأ عليّ أشياء وحصل شرحي للألفية وغيره وقرأ فيه جزءاً على التقسيم ورأيته فهماً ذكياً ذا أنسة بالطلبة وميل إلى التحصيل وأقبل بكليته على التردد إلي وقال الان علمنا أنا لم نحصل شيئاً ولما مات أبوه وكان تاجراً متمولاً تعب ودخل الاسكندرية مجداً ولم يحصل على طائل بل مات سريعاً في أول سنة ثلاث وتسعين وتفرقت التركة ولم يفده امساكه وحرصه كأبيه رحمهما الله وإيانا.
إبراهيم بن سعيد بن سالم الاطرابلسي ذكره ابن فهد في معجمه وأنه ذكر أنه سمع من ابن أميلة السنن لأبي داود والجامع للترمذي وما علمت له ترجمة ولا وفاة.
إبراهيم بن سلطان بن أحمد البرهان أبو إسحاق الدمشقي قدم القاهرة في أول سنة تسعين فسمع مني وأجزت له.
إبراهيم بن سليمان بن سالم البرهان الفزاري استادار تمر باي الناصري ممن حج مع الرجبية سنة إحدى وسبعين وحضر عندي هناك بعض المجالس وكان ساكناً بل كاد الامشاطي أن يصفه بالخير ومات قبل الثمانين أو بعيدها.
إبراهيم بن سليمان بن عبد الرحمن البرهان أبو سعيد السرائي هكذا قرأته بخط شيخه الزين العراقي بل هو بخط نفسه وأما شيخنا فانقلب عليه وذلك أنه قال إبراهيم بن عبد الرحمن بن سليمان البرهان السرائي الشافعي نزيل القاهرة ويعرف ابراهيم الشيخ والصواب ما قدمته قدم القاهرة واعتنى بالحديث عناية تامة ولازم فيه ويعرف فيه الزين العراقي ومن جملة ما قرأ عليه علوم الحديث لابن الصلاح ووصفه كما بخطه المليحة وقام بضبطها وتحسينها مع معرفة تامة بالفقه وكونه ممن يحفظ الحاوي الصغير ويديم درسه وكتابة المنسوب ونظم الشعر ومنه مما كتبه عنه شيخنا:

ولـد الإمـام الـشـافـعـي الـرافـــعـــي

 

خمـسـاً وخـمـســمـــىء فـــعـــي؟

شالت نعامته ثلاثاً بعد عشرين وستمىء أسائل فاسمع

 

 

واتقانه لعدة صنائع بيده وقد ولي مشيخة الرباط بالبيبرسية وكان خيراً ديناً صيناً.

مات في يوم الاثنين رابع عشري ربيع الأول وقال شيخنا في ليلة الجمعة حادي عشريه سنة اثنتين وثمان مائة، ومن لطائفه قوله كان أول خروج تمرلنك في سنة "عذاب" يشير إلى أن أول ظهوره سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة لأن العين بسبعين والذال المعجمة بسبعمائة والألف والباء بثلاثة، وقد ذكره شيخنا في ثاني قسمي معجمه وفي أنبائه وقال سمعت من فوائده ومن نظمه وأفاد أن ولده ضيع كتبه من بعده، والمقريزي وابن خطيب الناصرية، وحرف العيني نسبته بالشيرازي.
إبراهيم بن شاه رخ بن تيمورلنك وباقي نسبه في جده السلطان أمير زاه ابن القان معين الدين بن الطاغية الشهير استقر به أبوه في شيراز وأعمالها فظهرت به نجابته وعدله فأضاف إليه ما والاها وحسنت سيرته في رعيته ثم بعد مدة أرسل عسكراً إلى البصرة في شعبان سنة ثمان وثلاثين وثمان مائة فملكوها ثم وقع الاختلاف بينهم وبين أهلها فاقتتلوا في ليلة عيد الفطر منها فانهزم عسكر إبراهيم وقتل منهم عدة وخافوا من ملكهم فلم يلبث أن ورد عليهم موته وأنه مات في رمضان منها كذا قيل ولكن انما أرخ شيخنا موته في رمضان من سنة تسع وثلاثين والله أعلم، وسر أهل البصرة بذلك سروراً عظيماً ووجد عليه أبوه وأهل شيراز وكان شاباً جميلاً من عظماء الملوك مع فضيلة تامة وخط بديع يضرب بحسنه المثل بل قيل انه يوازي خط ياقوت، وقد ترجمه شيخنا باختصار فقال كان فاضلاً حسن الخط جيداً ملك البصرة. قلت وسمعت من يذكره بالجميل.

إبراهيم بن شيخ الأمير صارم الدين بن المؤيد أبي النصر المحمودي الظاهري. ولد بالبلاد الشامية في أوائل القرن تقريباً وأمه أم ولد اسمها نوروز ماتت قبل سلطنة أبيه. ذكره ابن خطيب الناصرية وأنه كان مع أبيه وهو صغير حين كان نائب حلب ثم قدمها معه في أيام سلطنته ثم لما جرده أبوه في سنة اثنتين وعشرين لفتح البلاد القرمانية ومعه عدة من المقدمين كططر وقحماز القردمي وجقمق الأرغون شاوي ومن الطبلخاناه نزلها بالعساكر ثم رجع والنواب بطرابلس وحلب وحماه صحبته ودخل البلاد القرمانية فنزل أولاً على قيصرية ففتحها ثم إلى بلاد نكدة وولى بها نواباً عن السلطان وأقام هناك ثلاثة أشهر ثم عاد إلى حلب في آن رجب ونزل بقلعتها وأقام بها إلى العشر الأخير من شعبان إلى أن رسم له بالرجوع إلى الديار المصرية فرجع بالعساكر في أواخر شعبان وبرز أبوه لملاقاته في سابع عشري رمضان وتيمن بطلعته فلم يلبث أن مات في يوم الجمعة منتصف جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين مسموماً وهو في حدود العشرين، وكان شاباً حسناً شجاعاً عنده حشمة وملوكية كريماً عاقلاً ساكناً مائلاً إلى الخير والعدل والعفة عن أموال الناس، زاد غيره مع اسراف على نفسه وأنه لما لقيه الامراء بالحظارة سلم عليهم بأجمعهم وهو راكب وبمجرد أن عاين الناصري بن البارزي كاتب السر نزل له عن فرسه وتعانقا لعلمه بتمكنه عند أبيه ثم عاد الجميع في خدمته إلى منزله العكرشه فتلاقوا مع السلطان هناك فنزل الأمراء القادمون صحبة الصارمي ثم نزل هو وقبل الأرض ثم قام ومشى حتى قبل ركاب أبيه فبكى لفرحته وبكى الناس لبكائه فكانت ساعة عظيمة ثم سارا بموكبهما إلى خانقاه سرياقوس وباتا بها ليلة الخميس تاسع عشرية وركب السلطان من الليل فرمى الطير بالبركة واصطاد ووافق قدوم تنبك ميه العلاء نائب الشام ضحى فركب في الموكب ودخل السلطان إلى القاهرة من باب النصر وقد احتفل الناس بالزينة لولده وهو بتشريف هائل وخلفه الأسرى الذين أخذهم من قلعة نكدة وهم نحو المائتين في الأغلال وكان يوماً مشهوداً، ونزل إلى داره واستمر على حاله أولا أشهراً ودس كاتب السر في غضون ذلك لأبيه من يبغضه فيه لأنه بلغه عنه توعده إياه بالقتل فأعلم أبوه بأنه يتمنى موته لكونه يعشق بعض حظاياه ولا يتمكن منها بسببه إلا خفية وبرهن على ذلك بأمارات وعلامات وأنه صمم على قتله بالسم أو بغيره إن لم يمت عاجلاً من المرض مع ما في نفسه من محبة الاستبداد وأنه يعد الأمراء بمواعيد إذا وقع ذلك فحينئذ إذن السلطان لبعض خواصه أن يعطيه ما يكون سبباً لقتله من غير اسراع فدسوا إليه من سقاه الماء الذي يطفأ فيه الحديد فلما شربه أحس بالمغص في جوفه فعالجه الأطباء مدة وندم السلطان على ما فرط منه فتقدم للأطباء في الاجتهاد في علاجه فلازموه نصف شهر إلى أن أبل قليلاً من مرضه وركب في محفة إلى بيت الزيني عبد الباسط بشاطىء النيل ثم ركب إلى الخروبية بالجيزة فأقام بها وكاد أن يتعافى فدسوا عليه من سقاه ثانياً بغير علم أبيه فانتكس واستمر إلى خامس عشري جمادى الأولى فتحول يومئذ من الخروبية إلى الحجازية ببولاق ونزل له أبوه لعيادته فيها فلما كان في ثالث عشر جمادى الثانية عادوا به إلى القلعة وهو محمول على الأكتاف لعجزه عن الركوب في المحفة فمات في ليلة الجمعة خامس عشرة فاشتد جزع أبيه عليه إلا أنه تجلد وأسف الناس كافة على فقده وأكثروا الترحم عليه، وشاع بينهم أن أباه سمه إلا أنهم لا يستطيعون التصريح بذلك، ولم يعش أبوه بعده سوى ستة أشهر وأياماً كدأب من قتل أباه أو ابنه على الملك فتلك عادة مستقرة وطريقة مستقرأة قاله شيخنا، قال وصار الذين حسنوا له ذلك يبالغون في ذكر معايبه وينسبونه إلى الاسراف والتبذير والمجاهرة بالفسق من اللواط والزنا والخمر والتعرض لحرم أبيه وغير ذلك مما كان بريئاً عن أكثره بل يختلقون أكثره ليتسلى أبوه عن مصابه، ودفن بالجامع المؤيدي وحضر أبوه الصلاة عليه يوم الجمعة مع عدم نهضته للقيام وإنما يحمل على الأكتاف حتى يركب ثم يحمل حتى ينزل وأقام به إلى صلاة الجمعة وخطب به ابن البارزي خطبة حسنة سبك فيها قوله صلى الله عليه وسلم تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون فأبكى السلطان ومن حضر ثم عاد إلى القلعة وأقام القراء  يقرؤون على قبره سبع ليال ولم يتفق أن السلطان بعد ذلك دخل المؤيدية ووقع الخلل في أهل دولته واحداً بعد واحد ولم يتهن لهم عيش بجمعهم ومات ابن البارزي أيضاً قبل استكمال أربعة أشهر من السنة رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن المؤيد شيخ أخو الذي قبله وبينهما في الوفاة عشر سنين مات وهو صغير في الطاعون بالاسكندرية ودفن بها ثم حملت جثته إلى القاهرة ودفن بجوار أبيه في القبة من جامعه المؤيدي يوم الاثنين منتصف شعبان سنة ثلاث وثلاثين.
إبراهيم بن صدقة بن إبراهيم بن اسماعيل المسند المكثر بهان الدين أبو اسحاق بن فتح الدين المقدسي الأصل الصالحي نسبة لصالحية دمشق القاهري المولد والمنشأ الحنبلي ويعرف أبوه بالصائغ بمهملة وآخره معجمة وبالبزار بمعجمتين وهو بالصالحي. ولد في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بالقاهرة وأمه خديجة ابنة محمد بن أحمد المقدسي خالة جده القاضي عز الدين أحمد بن إبراهيم الكناني الآتي لأمه نشأ فحفظ القرآن والعمدة في الحديث ومختصر الخرقي في فروعهم وعرض على ابن الملقن والابناسي وابن حاتم والعراقي وأجازوا له بل سمع على من عدا لاول وكذا سمع على أمه والجمال الباجي والنجم ابن رزين والصدر أبي حفص بن رزين والعزأبي اليمن بن الكويك وولده الشرف أبي الطاهر والقراء الثلاثة الشمس العسقلاني وأبي البقاء بن القاصح والزين أبي الفرج عبد الرحمن السلماسي الحنفي وكذا الزين بن الشيخة والصلاحين البلبيسي ومحمد بن محمد بن حسن الشاذلي والشهب الأربعة ابن المقري وابن بنين والسويداوي والجوهري والشموس الأربعة الرفاء وابن أبي زبا وابن ياسين الجزولي والتقى الدجوي والفخر القاياتي وآخرين، وأجاز له خلق ممن لم أقف له على سماع عليهم فمنهم من المغاربة أبو عبد الله السلاوي ومن غيرهم من علماء مذهبه القاضي ناصر الدين بن عرفة وأبو القاسم البرزلي والقاضي ابن خلدون والفخر أبو عمر عثمان بن أحمد القيرواني وأبو عبد الله السلاوي، ومن غيرهم من علماء مذهبه القاضي ناصر الدين نصر الله بن أحمد الكناني والجلال نصر الله بن أحمد البغدادي، ومن سائر الناس السراج الكومي والتنوخي والعز بن المليجي وابن أبي المجد وابن الفصيح والتاج الصردي والشمس الفرسيسي والصدر بن الابشيطي والمناوي وناصر الدين بن الميلق وعبد الكريم بن محمد ابن القطب الحلبي والشمس الحريري والعلاء بن السبع. واشتغل بالفقه وغيره وأذن له الشرف عبد المنعم البغدادي في التدريس وأثنى عليه، وتنزل في الجهات كالشيخونية وتكسب بالشهادة وقتا ومهر فيها ثم عجز وأقعد بمنزله وقصده الطلبة للاستماع وأخذ عنه الفضلاء الكثير وكنت ممن حمل عنه أشياء كثيرة وأوردتها في ترجمته من معجمي، وكان خيراً ثقة صبوراً على التحدي لا يمل ولا يضجر محباً في الحديث وأهله قليل المثل في ذلك مع سكون ووقار وربما أورد الحكاية والنادرة، وقد وصفه قريبه العز الكناني بمزيد الانحراف وشدة الانجماع وسوء الظن وعدم المداراة فالله أعلم. وبالجملة فهو من محاسن المسندين. مات في يوم الأحد سادس عشري جمادى الثانية سنة اثنتين وخمسين بعد أن تغير قليلاً فيما قيل وما ثبت ذلك عندي وصلى عليه من الغد بجامع الأزهر رحمه الله وإيانا. وقول البقاعي انه اختلط من أول سنة اثنتين وأربعين من فالج أبطل أحد شقيه حتى مات مجازفة صريحة.

إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن خليل بن داود بن عبد الله بن عبد الملك بن حزب الله برهان الدين الأنصاري السعدي الخليل الشافعي نزيل بيت المقدس ويعرف بابن قوقب بقافين مفتوحتين بينهما واو وآخره موحدة ولد في عاشر المحرم سنة تسع عشرة وثماني مائة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً وتفقه بالعلاء القلقشندي والونائي حتى كان جل تفقهه بهما وبابن رسلان والتقى بن قاضي شهبة وتخرج فيه بالشمس المالكي وفي النحو بابن أبي بكر المغربي وانتفع فيه بعمر بن قديد وأخذ الأصول عن القاياتي وأخذ عن شيخنا شرح النخبة بحثاً وغير ذلك بل قرأ عليه البخاري وامتدحه بأبيات دالية كتبتها عنه أثبتها في الجواهر، وسمع القبابي والتدمري وإبراهيم بن حجي ومما سمعه عليهما المسلسل بحضور أولهما وسماع الثاني على الميدومي وجزء ابن عرفة بحضور أولهما وإجازة الثاني منه بقراءة ابن ناصر الدين في أيام التشريق سنة ست وعشرين بالخليل بل حدثهم القارىء بجزء من حديثه تخريجه لنفسه وكذا سمع على ابن الجزري في سنة تسع وعشرين وعلى الزركشي وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وعائشة الكنانية وآخرين وشافهه ابن خطيب الناصرية بالاجازة، وبرع في الفضائل وأذن له غير واحد كابن رسلان بالافتاء والتدريس، ودرس وأفتى ووعظ ونظم ونثر وناب في القضاء عن ابن جماعة ثم أعرض عن ذلك وأقبل على العبادة تلاوة وقياما وصياما. وحج وجاور ودخل الشام والقاهرة غير مرة وقرأ في مجاورته بمكة عند عبد المعطي المغربي في تفسير البيضاوي كل ذلك مع السكون والوقار والخصال الحميدة وقد امتحن بسبب كنيسة اليهود التي ببيت المقدس في سنة تسع وسبعين ومسه مكروه كبير من ضرب ووضع في الحديد وحبس وترسيم وغرامة وسب ولعن وغير ذلك مما أرجو مضاعفة الأجر له بسببه وتكلم في المجلس المعقود لهم بكلام متين، وقطن القاهرة سنين لكونه منع من التوجه لبيت المقدس حمية لهم وتجرع فاقة وضيقا وتشتيتا ثم سمح له بالاقامة بالخليل فتوجه إليها. ومات في يوم الثلاثاء سادس عشري ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين مبطونا ببلد الخليل ودفن في التربة التي بزاوية الشيخ علي البكاء بوصية منه وصلينا عليه بمكة صلاة الغائب بعد الجمعة تاسع عشري شعبان رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته. ومن نظمه حين استقر في مشيخة المدرسة الحنينية بالأقصى عقب الشمس القباقبي المقري المتلقي لها عن شيخه ابن رسلان حيث قال تبعاً لشيخه لما قال:

حباني إلهي بالتصاقي بقـبـلة

 

بمسجده الأقصى المبارك حوله

فحمداً وشكراً يا إلهي وإنـنـي

 

أود لاخوان المحبين مـثـلـه

فقال:

كذاك إلهي قد حباني بمثل مـا

 

حبا الشيخ أستاذي لقد نال سؤله

فحمداً وشكراً يا إلهـي وانـه

 

دليل على أني محـب أخ لـه

إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين بن حسن بن قاسم برهان الدين أبو اسحاق المدني الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن القطان. ولد في ذي الحجة سنة تسع عشرة وثمانمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والكافية وعرض على المحب المطري والنجم السكاكين وعنه أخذ مقدمة له في العربية وقرأ على أولهما جميع الصحيحين والشفا وسمع عليه غير ذلك وسمع على والده في سنة ثمان وعشرين البعض من الصحيحين وعلى الشرف أبي الفتح المراغي والجمال الكازروني وغيرهما وقرأ على السيد نور الدين على شيخ الباسطية المدنية في سنة خمس وخمسين صحيح البخاري وغيره بل لازمه في قراءة المطول والكافية وشرحها والمتوسط وتصريف العزى وايساغوجي وبعض شرح الشمسية وعادت بركته عليه لكونه كان غاية في العلم والصلاح كما سيأتي في ترجمه وعلى القاضي أبي السعادات بن ظهيرة حين كان بالمدينة صحيح مسلم وسمع البخاري وحضر دروسه التي أقرأها هناك في المنهاجين الفرعي والأصلي والجمل وغير ذلك ولازم الأبشيطي في دروسه وغيرها، وقدم القاهرة غير مرة أولها في سنة سبع وثلاثين وكتب حينئذ عن شيخنا مجالس من أماليه وقرأ في سنة سبع وخمسين على السيد النسابة بعض النسائي وعلى الأمين الاقصرائي مختصر جامع الأصول والشمائل للترمذي في أشياء سماعاً وعلى القاضي سعد الدين بن الديري صحيح مسلم وغيره وعلى إمام الكاملية قطعة من شرحه للمنهاج الأصلي وعليّ القول البديع وغيره من تصانيفي، وكذا دخل الشام وغيرها ولقي الناس ومن دب ودرج وولي تدريس الحديث لمختصر النقاشي معتق أبي أمامة بن النقاش بعد موت أخيه المتلقي له عن أبيهما المتلقي له عن ناظره أبي هريرة بن النقاش. وهو إنسان خير أثكل في شيخوخته غير ولد من الرجال وعليه أنس يكثر الخلطة ببعض أمراء المدينة والمعاملة لهم وعنده كتب بل ينسب لثروة ورأيت من يصفه في سنة ست وتسعين بتعاطيه وهو بالقاهرة الكيمياء وكرهت ذكر ذلك فالله أعلم. وقد تضعضع حاله وعجز عن المجيء للمسجد إلا في الجمعة بتكلف بل حضر حين ختم ولده الصلاحي عليّ صحيح مسلم في الروضة ولم يلبث أن مات في ليلة الأربعاء ثاني عشر ذي القعدة سنة ثمان وتسعين وهو خاتمة من نعرفه من قدماء المدينة رحمه الله.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن حمدان بن حميد بالتكبير برهان الدين بن زين الدين العنبتاوي بفتح المهملة وكذا النون ثم موحدة ساكنة بعدها فوقانية نسبة إلى عنبتا قرية من جبل نابلس المقدسي ثم الصالحي الحنبلي أخو أحمد الآتي. ولد في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بصالحية دمشق وقرأ بها القرآن وصلى به في رمضان وحفظ تصنيف والده المسمى بالأحكام في الحلال والحرام الذي اختصر فيه الانتصار للقاضي كمالل الدين المرداوي وعمدة الفقه للموفق بن قدامة وألفية ابن مالك وعرض على القاضي الشمس النابلسي وبحث في الفقه على الشمس القباقبي الصالحي والشهاب بن يوسف المرداوي في النحو على ما بينهما وسمع على المحب الصامت وموسى بن عبد الله المرداوي وأبي حفص البالسي في آخرين منهم باخباره، ووثقه ناصر الدين بن زريق وعائشة ابنة عبد الهادي، وحدث سمع منه الفضلاء كصاحبنا ابن فهد وكان عدلاً ديناً مواظباً على الجماعات مقبلاً على شأنه سليم الفطرة نشأ على خير وكان يحكي كرامة وقعت له مع خليفة الأزهري السني وقد باشر الشهادة بجامع بني أمية ثم انقطع للمتجر وتردد إلى القاهرة بسببه غير مرة وطاف العجم والروم وعرف لسانهما ومع ذلك فلم يتيسر له الحج. مات بعد الخمسين ظناً.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن سليمان برهان الدين السرائي الشافعي نزيل القاهرة.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن سليمان الصالحي الحنبلي ويعرف والده بأبي شعر سمع والده من شيخنا المسلسل والقول المسدد من تصانيفه ولا أشك أنه سمع على جماعة من كبار مسندي بلده سيما حافظه ابن ناصر الدين وحج مع أبيه سنة تسع وثلاثين وجاور وسمع على التقي بن فهد وأبي اليمن النويري الأميوطي وغيرهم ورجع فمات في سنة إحدى وأربعين في حياة أبيه.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن عبد المحسن بن جمال الثنا الخواجا كما الدين الشيباني المصري نزيل مكة وأحد التجار ممن سافر لدمشق وغيرها وزار القدس والخليل ويعرف بكمال ذكره ابن فهد في معجمه وأنشد عنه قوله:

بدت تختال في دل سعاد

 

تخال كأن بجفنيها سهاد

فقلت لناظريها عوذوها

 

بحم الدخان وان يكـاد

وأنشد عنه غير ذلك. مات في سنة ثمان أظنه وأربعين فقد رأيت ابن فهد كتب عنه في سنة إحدى وأربعين بجدة. وسيأتي أحمد وعبد الله ابنا عبد الله بن عبد الرحمن فكأنهما ابنا أخ لهذا.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري القاهري أحد المعتقدين بين العوام الموصوفين لديهم بالجذب. مات في يوم الثلاثاء رابع ربيع الأول سنة خمسين بزاويته ظهر باب الخرف ودفن بها.
إبراهيم بن عبد الرحم بن عبد الوهاب البرهان بن الزين اللدي الأصل الغزي ناظر جيشها وبان ناظره ويعرف قديما بابن فليب استقر بعد أبيه ويقال انه فاق عليه كرماً وحسناً مع الخبرة بالمباشرة وقدم القاهرة غير مرة منها في سنة تسع وثمانين وسافر منها مع أبي البقاء بن الجيعان فزارالمدينة ثم حج وعاد فمات في رجوعه في يوم الخميس خامس عشري ذي الحجة منها بالابرقين وجهز مع جماعة فدفن بالينبوع بجامع هلمان خارج البلد ولم يكمل ثمانية وعشرين عفا الله عنه.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن اسماعيل البرهان أبو الوفاء وأبو الفضل ابن الزين المقري أبي هريرة بن الشمس بن المجد الكركي الأصل القاهري المولد والدار الحنفي إمام السلطان والآتي أبوه ويعرف بابن الكركي ولد وقت الزوال من يوم الجمعة تاسع رمضان سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة، وأمه جركسية من موالي يشبك المشد الاتابك. نشأ فحفظ القرآن وأربعي النووي والشاطبية ومختصر القدوري وألفية ابن مالك وغيرها وعرض على أئمة عصره كشيخنا والعلم البلقيني والعلاء القلقشندي والولوي السفطي وسعد الين بن الديري والأمين لاقصرائي وابن أخته المحب وابن الهمام وأبي الفتح وفاء والبدرين ابن التنسي المالكي البغدادي الحنبلي وكتبوا كلهم له، ووصف شيخنا والده بالشيخ الفاضل الأوحد المفنن المرتضى ودعا لولده بقوله نفعه الله تعالى بما علمه وعلمه ما ينفعه وبلغه أسنى المراتب التي تعظم قدره وترفعه، والبلقيني بصاحبنا الشيخ الإمام المفنن زين الدين مفيد الطالبين، وأجازاه والعلاء في كتابتهم، وسمع صحيح مسلم أو أكثره على الزين الزركشي وتلا القرآن على الشمس بن الحمصاني وجود القراءة مع درسها بها وأكثر من ملازمة الشافعي والليث وغيرهما من الشاهد الجليلة وعادت عليه بركة أربابنا وزوارها وهو في غضون ذلك مقبل على العلم وتحصيله متوجه لمنقوله ومعقوله فأخذ الميقات عن البدر القيمري والفقه والعربية عن الشمس إمام الشيخونية وكذا أخذ عن النجم القرمي قاضي العسكر والعز عبد السلام البغدادي وسمع عليه الشفا ملفقا بقراءة قارئين ووصفه بسيدنا ومولانا الفاضل المحصل ووالده بالشيخ الامام العالم قال:

لعمري لقد حاز المكارم والعلا

 

بجمع سماع القوت ثمت كملا

وأضحى فريدا أوحديا معظمـا

 

بجد وجهد كامل طيب الحـلا

وفي الصحيحين على الشهاب أحمد بن محمد بن صلح الحلبي الحنفي ابن العطار، وحضر دروسه بل حضر دروس الكمال بن الهمام ولازم التقي الحصني في فنون كثيرة وكذا التقى الشمني والسيف بن الخواندار والمحيوي الكافياجي وعظم اختصاصه بهم وتفننه عليهم، ومما أخذ عن الشمني التفسير وعلوم الحديث والفقه والاصلين والعربية والمعاني والبيان والمنطق وغيرها بقراءته وقراءة غيره تحقيقا ودراية وبقراءته أيضاً الشفا والبخاري ودخل معهم في كثير من مشكلات كتب هذه الفنون وغيرها وأذنوا له في اقرائها ووصفه أولهم فأبلغ وثانيهم بالفاضل العديم النظير والمماثل صفوة الأذكياء خلاصة الفضلاء وسلالة الصلحاء الاتقياء وأنه لازمه ملازمة طويلة للاشتغال إلى أن رقى بذلك إلى رتبة الأعيان وفي موضع آخر بالفاضل الأصيل والبارع الجليل وأما الكافياجي فكان مما قاله في إجازة التي أذن له فيها في الاقراء والتدريس والافتاء والتأليف:

لا تنكرن إهداءنا لك منطقا

 

منك استفدنا لفظه ونظامه

ومنه:

أنظر إلى نظري إليك فانـه

 

عنوان ما أخفيت في أحشائي

وان فضائله الجمة لا تحد ولا تحصى ومناقبه الحسنة لا تعد ولا تستقصى إلى غيرهم من شيوخ الراوية والدراية أولى التحقيق والرعاية كل هذا مع حذقه باللسان التركي لمخالطته الاجلاء من أمرائهم حتى أته لما سافر الأمير قايتباي وهو شاد الشربخاناه إلى البحيرة استصحبه إماماً فنال مع ما تقدم بذلك السعادة الدنيوية فانه لم يلبث أن ارتقى السلطنة فقربه وأدناه وأحبه فبلغ مناه واختص به عمن عداه وتفرد فيه التفرد وتأنس بمحادثته سيما في أوقات التعبد وخوله مزيد النعم وشمله فيما يلتمسه منه بنعم وأعطاه قراءة البخاري بالقلعة عن الشهاب بن أسد واستيفاء الصحبة عن الزين عبد الرحيم بن البارزي في حياتهما ونظر الكسوة عن الشرف الانصاري وتدريس أم السلطان والمحمودية والأبوبكرية والاينالية وخشقدم بجامع الأزهر وتربة يشبك الكبير بالصحراء ومشيخة الصوفية الارسلانية بالمنشية ونظرها مع كون شرطها للشافعية الا انها انتقلت للحنفية من أيام الزين التفهني والاعادة بالسيوفية في الصنادقيين وكذا بالمهمندارية بالقرب من جامع المارديني مع نيابة النظر فيها وفي الابوبكرية كل ذلك أوجله عن البدر ابن عبيد الله ولم يلتفت لما زعمه بعضهم من رغبته لهم عنها قبل موته بل كان الايقاع به كما أنه لم يصغ لما أشار بن الأمين من توزيعها عليه وعلى غيره بحيث أدى ذلك إلى استيحاش البرهان منه وما كان قصده إلا الجميل، والفقه بالاشرفية العتيقة بعد مشيخة السيف وخطابة مدرسة مغلباي طازعن الزين الابشيهي والشهاب ابن يوسف الصوفي حين تنازعهما إلى غير ذلك مما لا أضبطه خارجاً عن رزق واقطاع وانظار ومسموح وهو دينار كل يوم وجوالي وعدة وظائف كانت معه ومع أبيه بجامع طولون من رياسة وغيرها وعما رغب عنه من المباشرات ونحوها كمباشرة الشيخونية وتصوف في القرا بها ووظيفة مدح بالدوادارية لارتفاعه عنها بحيث قبل أن المستقر في جملته اليوم من جهاته ما لا أفوه به لكثرته سوى ما يساق إليه من الهدايا والخدم والانعام كاعطائه في جهاز ابنة له فيما قيل ألف دينار من السلطان ومن الداوادار مثلها بل زائد وقس على هذا، ونوه به في قضاء الحنفية وكان شأنه أعلى من ذلك إذ كان القضاة وغيرهم من الاعيان ممن يتردد لبابه ويتلذذ بل مال الفضلاء من الغرباء وغيرهم إلى الاستفادة منه وسماع مباحثته والانتفاع بتنويهه ومساعدته، وبمساعدته استقر شيخه الحصني في مشيخة الشافعي ورام بعده اعطاءها لصاحبها الزين عبد الرحيم الابناسي فما تيسر وشيخه السيف في المؤيدية ثم الشيخونية بل وقبلهم طلع به إلى السلطان فأنعم عليه بثلثمائة دينار ولما مات شيخه الشمني قام مع ولده في إعطائه مشيخة جامع قايتباي الجركسي المجاور لدار الضيافة وخطابته والسكني به غير ذلك من تعلقاته وناب عنه حتى تزعزع بحيث كان معدناً لشيوخه وأصحابه محسنا لكثير ممن ينتمي للعلم بانتسابه ولقد قال للملك في وقت لا أعلم الآن من الاجماع عليه في علم كالسخاوي، وله اليد البيضاء في إعطاء رفيقه في إمامة السلطان مشيخة البرقوقية بعد الامشاطي كما أنه من أجل المساعدين في قضاء الحنابلة بمتوليه، وقال لبعض من رام تبكيت الزيني زكريا ببعض الأسئلة في مجلس البخاري بالقلعة يامس تواجه مثل هذا العالم بهذا السؤال مع أن الذي نسيه لا نعلمه إلى غير هذا مما ارتدع به المتجرىء بحيث لم يحتمل وتوسل عنده بالقاضي الشافعي الولوي الاسيوطي حتى جاء معه إليه واستغفر بل ومنع غير واحد من صوفية الاشرفية لعلمه بجراءتهم وإقدامهم ولم يعد بعضهم الا بمبالغة في التوسل عنده وكذا عضد البقاعي في كثير من حركاته وعظم اختصاصه بعظيم المملكة يشبك الدوادار وداخله وغيره من خواص الأمراء بل لم يكن يتخلف عن السلطان في أسفاره حتى أنه دخل معه الشام وحلب وبيت المقدس ومكة والمدينة وسمعته ينشد أرجوزة له في حج السلطان وقال لي إنه تمنى بحضرته الموت في حياته فانزعج من ذلك وقال بل انا اتمناه لتقرأ عند قبري وتزورني ونحو ذلك ولذا لم يجب سؤله في تقريره في مشيخة مدرسته المكية وهو ذاكر للنعمة في هذا كله شاكر الرب في سعة عطائه له وفضله، وقد درس وصنف وأفتى وحدث وروى ونظم ونثر ونقب وتعقب وخطب ووعظ وقطع ووصل وقدم وأخر. ومن تصانيفه في الفقه فتاوى مبوبة في مجلدين وحاشية على توضيح ابن هشام، كل هذا مع الفصاحة  والبلاغة وحسن العبارة المقتضية للايجاز والربط والشكالة وجودة الخط ولطف العشرة والظرف والميل إلى النادرة واللطف ومزيد الذكاء والتفنن وسرعة البديهة التي يتضح بها التبين وطراوة النغمة والاعتراف كما قدمت بالنعمة والطبع المستقيم الذي لا يميل به غالباً لدنيء ولا لئيم. ولما مات الاقصرائي استقر عوضه في مشيخة الاشرفية برسباي وامتدحه بقصيدة سينية مضمومة هنأه فيها الشهاب المنصوري وله فيه غير ذلك وباشرها بشهامة وقوة وحينئذ أخرج من وظائفه تدريس الاينالية ونظر المهمندارية مع الاعادة بها للشريف المقسي الوفائي شيخ القجماسية الآن وتدريس خشقدم للسراج عمر المناوي أحد فضلاء النواب وتزوج خطيبة لأبي السعود بن الشيخ وأسكنها بالمدرسة وهو في ازدياد من الترقي ونمو من الجهات والتوقي حتى بلغ مبلغاُ لم يرتق له غيره مما حمد في أكثره سيره ولكنه في أوائل سنة ثلاث وثمانين حين مطالبته لشخص بما تجمد عليه لفلاحي الكسوة ونسبته أنه اشتط بحيث أمر بضربه فعاش نصف شهر ومات وزعم ولده أن ذلك سنة اجتمعا عند رأس نوبة النوب فكانت قلاقل وعواطل جانب البرهان فيها أرجح مع استمراره على وجاهته إلى أن كان في أواخر جمادى الآخرة سنة ست وثمانين شكاه مهتار السلطان إليه زاعماً تضرره ببروزه في بيته على بركة الفيل بالقرب من مدرسة البشير الذي كان السلطان هو الذي اشتراه له في أوائل سلطنته وتحول إليه بعد سكنه بالسكاكين من الشارع في بيت الشمس الكاتب، وبالغ المشتكى في التكلم بما لا يليق فبادر لارسال من هدمه مع كون البروز كان باذنه ثم منعه من الطلوع إليه فحينئذ انخفض جانبه عند الملاحظين لذلك وخاض الناس في أسبابه وتحرك حينئذ الولد المشار إليه للشكوى فأمر بالتوجه معه للشافعي وآل الأمر لمصالحته بمائة دينار فنقم السلطان ذلك وهدد الامام فخارت طباعه بحيث اختفى وأخذ في التوسل عنده ببعض الأمراء فما أنجع هذا مع استمرار جهاته إلى أن أخرج عنه قراءة الحديث بالقعلة لسبط شيخنا ثم نظر الكسوة لغريمه المهتار ثم مشيخة الاشرفية للصلاح الطرابلسي والمسموح للخيضري ووفر الامامة وغير ذلك ثم بعد سنين طلب الشهاب بن القريصاتي وألزمه باحضار ما تحصل له عنده من جهاته فما تمكن من مخالفته ثم بعد مدة حصل الرضا عنه والاذن له بطلوع المولد ثم أعاد له المسموح بعد الخضيري وتكرر اجتماعه به بل طلبه للضحور مع الحنفية المأمورين بالاجتماع في القبة الدوادارية بين يديه وكان هو المشار إليه وتكلم بما لم ينهضوا به وظهر منه التمسك بما هو مقرر عنده من بديع ذكائه وحسن اشاراته وإيمائه وتفرده عن سائرهم بما اجتمع فيه وتقيده في مباحثه بإيضاح ما يبديه بحيث أنه في ليلة المولد من سنة خمس وتسعين لما رام الانصراف أمره بالمبيت وبالغ في التودد إليه والاقبال عليه حسبما بسطت كل هذا في تواريخه من الحوادث، كل ذلك وهو قائم بمباشرة ما تأخر من وظائفه متوجه للاقراء في بيته لفنون العلم والفتيا طيب النفس متزود الهيبة، وقد رأيت بخطه من نظمه مقرضاً لبعض الفضلاء المقتبسين من علمه:

فياللـه درك مـن كـتـاب

 

حوى ما لم يسطر في كتاب

أتى ببلاغة وفصيح لـفـظ

 

وأسئلة محررة الـجـواب

وتحقيق وتـدقـيق نـفـيس

 

به يهدى لمعرفة الصـواب

ومنشئه جزاه الـلـه خـيرا

 

وضاعف أجره يوم الحساب

بفضل المصطفى خير البرايا

 

امام المرسلين بلا ارتـياب

فصلى الله مولانـا عـلـيه

 

وآتاه الوسيلة في الـمـآب

وناظمها الإمام عبـيد بـاب

 

يروم شفاعة عند الحسـاب

فيا مولاي بلـغـه مـنـاه

 

وجد وامنن بتحسين النـواب

وكذا كتبت في حوادث سنة ثمان وتسعين من نظمه قوله في أبي النجا بن الشيخ خلف الفوى.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن شرف بن منصور بن محمود بن توفيق بن محمد بن عبد الله برهان الدين أبو اسحق بن الزين بن الشمس الزرعي الأصل الدمشقي الشافعي والد المحب محمد وأخو الولوي عبد الله والشهاب أحمد وعم النجم واخوته ويعرف كل منهم بابن قاضي عجلون وجده، ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وسمع على الشهاب بن حجبي والجمال بن الشرائحي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وقرأ على الحافظ ابن ناصر الدين بل رأيت ابن أبي عذيبة قال انه أجازه ابن أبي المجد وابن صديق وتخرج بابن الشرائحي فالله أعلم. وحدث وسمع منه الطلبة وممن لقيه السبطي والعز بن فهد وكتب على بعض استدعاآت بعض الأولاد بل قرأ عليه ابن اللبودي صحيح البخاري وناب في القضاء بدمشق مع نظر الأيتام بها والمشاركة في وقف الأسرى وكان من خيار القضاة ومحتشميهم حسن السيرة كثير التودد والمكارم طارحاً للتكلف، وكان يحكي أن والده كان صديقاً للقاضي برهان الدين بن جماعة فلما مات في سنة تسعين وحملت به أمه قال أبوه إن جاء ذكراً سميته باسم البرهان وكان كذلك. مات في يوم الأحد ثاني عشري المحرم سنة اثنتين وسبعين وصلى عليه من يومه بالجامع الأموي ودفن بمقبرة الباب الصغير وكانت جنازته حافلة، وكثر الثناء عليه، ورثاه ابن اللبودي بقصيدة فائية رحمه الله.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمود بن الشهاب غازي ابن أيوب ابن حسام الدين محمود الكمال أبو اسحق بن فتح الدين أبي اليسري الحلبي المالكي ابن أخي المحب أبي الوليد محمد الحنفي ويعرف كسلفه بابن الشحنة واستقر في قضاء المالكية بحلب بعد أبيه في سنة إحدى وثلاثين.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد الاذرعي. يحتمل أن يكون ابن قاضي عجلون الماضي قريباً والأذرعي يحرف من الزرعي.
إبراهيم بن عبد الرحمن الأنصاري بن قبقب. مضى فيمن جده أحمد بن محمد بن أحمد بن خليل.
إبراهيم بن عبد الرحمن الشهرزوري المحتد التونسي الفقيه المقرىء المجود ويعرف بزعبوب. مات في أواخر ذي الحجة سنة ثمان أو ثلاث وثمانين.

إبراهيم بن عبد الرزاق بن غراب سعد الدين بن علم الدين بن شمس الدين السكندري الأصل المصري القبطي أخو الفخر ماجد وهو الأكبر ويعرف بابن غراب، أصله من أبناء الكتبة الاقباط بالاسكندرية فاتصل بخدمة الجمال محمود الاستادار واختص به ورقاه حتى ولاه نظر الخاص قبل استمكاله عشرين سنة عوضاً عن سعد الدين أبي الفرج بن تاج الدين موسى في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وسبعمائة، ومع ذلك فلما أمسك الجمال المشار إليه كان هو القائم باظهار خباياه ومحافصته بحيث أنه كان إذا رآه يبكي من شدة قهره منه وتزايدت بذلك وجاهته عند الظاهر برقوق وبعده استقر به ابنه الناصر فرج في نظر الوزارة، ولم يلبث أن قبض عليهما وأحيط بموجودهما وخلعا مما كان معهما وتسلمهما أزبك رأس نوبة ثم نقلا إلى قطلوبغا الكركي شادالشر بخاناه إلى أن أفرج عنهما وعادا لوظائفها ثم عزلا ولا زالا كذلك ارتفاعا وانخفاضا إلى أن استقر به الناصر أمير مشورة وأنعم عليه بتقدمة ألف ونزل إلى بيته ولزم الفراش مريضاً حتى مات في ليلة الخميس أو ضحوة نهاره تاسع عشر رمضان سنة ثمان ولم يبلغ الثلاثين وكان فيما قيل شاباً جميلاً كريماً جواداً ممدحاً رئيساً نالته السعادة في مباشرته مائلاً إلى فعل الخير والصدقة سيما في الوباء الذي كان في سنة ست فانه فعل فيه من الخيرات ما هو مذكور به مستفيض عنه بل قبل إنه ولي الوظائف وإلى أن مات ما دخل عليه مملوك المماليك السلطانية، كبيراً كان أو صغيراً في حاجة إلا وسقاه السكر المذاب ثم يأخذ في قضاء حاجته. وقد ترجمه شيخنا في حوادث أبنائه فقال كان جده غراب أول من أسلم من آبائه وباشر بالاسكندرية إلى أن اتهم بأنه كان ممن دل الفرنج لما هجموها على عورات المسلمين فقتله ابن عزام سنة سبع وسبعين ونشأ ابنه عبد الرزاق وترقى إلى أن ولي نظر الاسكندرية ومات في نحو الثمانين وخلف ولدين صغيرين مجد أكبرهما وإبراهيم هذا فلما تمكن محمود من الظاهر دخل الاسكندرية فأوى إليه إبراهيم وهو يومئذ يكتب في العرضة تحت كنف أخيه ماجد الذي يلقب فخر الدين ويسمى محمداً فقربه محمود ودربه وخرجه إلى أن مهر سريعا وجادت كتابته وحمد محمود ذهنه وسيرته فاختص به وتمكن منه بحيث صار يدري جميع أموره وتعلم لسان الترك حتى حذق فيه فاتفق أنه عثر عليه بخيانة فخاف ابن غراب من سطوته فاستدرك نفسه وانضوى إلى ابن الطبلاوي وهو يومئذ قد قرب من قلب الظاهر برقوق فلم يزالا بالظاهر حتى بطش بمحمود وآل أمره إلى استنفاذ أمواله وموته بحبس أولى الجرائم وتقلب ابن غراب من ماله فيما يستحي من ذكره لكثرته ولازم خدمة ابن الطبلاوي إلى أن رقاه فولي نظر الخاص ثم ناطح ابن الطبلاوي إلى أن قبض عليه باذن الظاهر وكان من أوصياء الظاهر ثم اختص بيشبك فكان معه ظهيراً في تلك الحروب والمتقلبات حتى ذهب ايتمش وتنم وغيرهما من أكابر الظاهرية وتشتت شمل أكثر الباقين وتمكن ابن غراب حتى استحضر أخاه فخر الدين فقرره وزيراً ثم لما استقر في كتابة السر ونظر الجيش أضاف إليه نظر الخاص ثم لبس الاستادارية وتزيا بزي الجندي وضرب على بابه الطبول ونعم جداً حتى انه لما مرض كان الأمراء الكبار يعودونه قياماً على أرجلهم وكان هو السبب في فرار الناصر وتركه المملكة وإقامته عنده تلك المدة مختفياً حتى تمكن مما أراد من إبعاد من يود الناصر وتقريب من أبغضه فلما عاد الناصر إلى المملكة بتدبير ابن غراب ألقى إليه بالمقاليد فصار يكثر الامتنان على جميع الامراء بأنه أبقى لهم بهجتهم وأعاد إليهم ما سلبوه من ملكهم وأمدهم بماله عند فاقتهم وكان يصرح بأنه أزال دولة وأقام أخرى ثم أعاد الاولى من غير حاجة لذلك وأنه لو شاء أخذ الملك لنفسه من غير مانع وأهان كاتب السر فتح الله وبادره ولبس مكانه ثم ترفع عن كتابة السر فولاها كاتبا عنده يقال الفخر بن المزوق، ولما تكامل له جميع ما أراد لحظته عين الكمال بالنقص فمرض مدة طويلة بالقولنج الصفراوي إلى أن مات وكانت جنازته مشهودة وبات في قبره ليلة الجمعة وكثر تعجب الناس لذلك ولا عجب فيه فقد مات الحجاج ليلة سبع وعشرين من رمضان ولكن كان ابن غراب محبوباً إلى العامة لما قام به في الغلاء والفناء من إطعامه الفقراء وتكفينه للأموات من ماله، ولم يوجد له كبير أمر من المال بل مات وعليه من الديون ما لا يدخل  تحت الحصر، وأعيد فتح الله لكتابة السر.
وكان مليح الشكل معرق الصورة شديد الزهو والعجب يحب الانفراد بالرياسة ويظهر التعفف عارفاً باللغة التركية مع الدهاء والمكر والمعرفة التامة بأخلاق أهل الدولة وهاباً مفضالاً كثير البذل وافر الحرمة بلغ في المملكة ما لم يبلغه أحد فانه لم يمت حتى صار أميراً بتقدمه ألف وتنقل في الولايات نظر الخاص والجيش والاستدارية وكتابة السر وغيرها، ولقد تلاعب بالدولة ظهراً لبطن وخدم عند الاضداد وعظم قدره حتى شاع أنه لا بد أن يلي السلطنة. وترجمته في عقود المقريزي مطولة والله يسامحه.
إبراهيم بن عبد الغني بن إبراهيم أمين الدين بن مجد الدين القبطي المصري ويعرف بابن الهيصم. ولد تقريباً في أوائل القرن بالقاهرة ونشأ بها في كنف السعادة تحت نظر أبيه ثم عمه التاج عبد الرزاق إلى أن كتب المنسوب وبرع في الحساب فباشر في عدة جهات ثم انتقل إلى نظر الدولة عقب الكريمي عبد الكريم بن كاتب حكم بن جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين فدام فيها إلى سنة سبع وثلاثين فاستقر حينئذ في الوزارة بالدار المصرية بعد صرف الكريمي بن كاتب المناخات ولم يلبث إلا شهراً ثم اختفى إلى أن ظهر بشفاعة اينال الابوبكري الخازندار فيه وولي بعد ذلك نظر المفرد ثم أعيد إلى نظر الدولة ومكث فيها سنين إلى يوم الاثنين ثامن جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين فأعاد الظاهر إلى الوزر عوض ابن كاتب المناخ أيضاً فباشره حينئذ مباشرة جيدة لا سيما لما وقع الشراقي والغلاء في سنة أربع وخمسين بحيث ألبس في تلك الأيام عدة خلع شكراً له على سده إياها ثم عجز واستعفى فأعفى واستقر عوضة تغرى بردى القلاوي في شوال سنة ست وخمسين إلى أن أعفي وأعيد الأميني في أيام المنصور تاسع عشر صفر سنة ست وخمسين ثم بعد أشهر وذلك في مستهل رمضان اختفى لعجزه وقرر عوضه كاتب المماليك فرج بن النجا إلى أن ظهر صاحب الترجمة بأمان فأعيد في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين فما كان بأسرع من عجزه وطلبه للاستعفاء فلم يجب فاختفى في أثناء ذي القعدة منها وأعيد فرج، واستمر اختفاء هذا إلى أن مرض وسمح له بالاقامة ببيته حتى مات في ليلة الجمعة مستهل ربيع الآخر وقيل في يوم الأحد ثامن عشر صفر سنة تسع وخمسين وكان رئيسا خفيف الظلم بالنسبة كثير التجمل في ملبسه ومركبه غاية في الترف منعزلاً عن الاقباط بحيث تزوج من المسلمين وحج وحفر بالكاملية بئراً عظم النفع بها للمصلين وغيرهم ومال إلى الفقراء والصالحين وعظم اعتقاده فيهم واشتدت رغبته في الاحسان إليهم بالبذل وغيره من الاكثار من زيارتهم. بالجملة فكان من أصلح الموجودين من أبناء جنسه رحمه الله وعفا عنه وإيانا، وهو قريب الجمالي بن كاتب حكم وأخيه الآتي قريباً أمهما سارة ابنة التاج عبد الرزاق عم صاحب الترجمة.
إبراهيم بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب سعد الدين بن فخر لدين الدمياطي الأصل القاهري ويعرف كسلفه بابن الجيعان ناظر الخزانة وكاتبها وأصغر اخوته الخمسة الأشقاء أمهم ابنة المجد كاتب المماليك في أيام الناصر كان رئيساً عاقلاً محتشماً وقوراً محباً في العلماء مكرماً لهم وله مآثر حسنة منها جامع بولاق بالقرب من منظره الحجازية وجعل فيه شيخا وصوفية قضاء الشام بعد ثم رغب عنها لشيخ المكان واتفق لكل من الأولين ما جرية في ذلك أودعتها في الحوادث، وبالقرب منه له عمائر هائلة بل ملك منظرة البراحية وغيرها مما صرا وقفاً عليه، وحج غير مرة وزار بيت المقدس والخليل وتقدم في الرياسة وصاهر الجمالي بن كاتب حكم على أخته فاستولدها شقرا تزوجها ابن خالها الكمالي ناظر الجيش ثم خلفه عليها حفيد عمها البدري أبو البقاء ولم يكن للجمالي مع صاحب الترجمة أمر وله ابنة أكبر منها تزوجها بعض من بني مخاطة وهي من سرية له زوجها في حياته بعض اخصائهم الخيار وماتت تحته بالمدينة النبوية. ومات في ليلة الجمعة ثالث عشري ربيع الأول سنة أربع وستين ودفن من الغد بتربة أخيه المجد عبد الرحمن قريباً من تربة الأشرف برسباي من الصحراء بعد أن صلى عليه بعد صلاة الجمعة بالأزهر ويقال انه لم يبلغ الستين رحمه الله وعفا عنه.

إبراهيم بن عبد الكريم بن بركة بن سعد الدين بن كريم الدين بن سعد الدين القبطي المصري سبط التاج عبد الرزاق بن الهيصم وأخو الجمالي يوسف الآتيين ويعرب بابن كاتب حكم. ولد بالقاهرة قبل العشرين وثمانمائة ونشأ تحت كتف أبيه وأحضر إليه من أقرأه القرآن وعلمه الكتابة والعلم كالفقه على مذهب الشافعي والعربية حتى حتب المنسوب وبرع في الحساب والمباشرة فلما مات أبوه استقر في نظر الخاص ووكالة السلطان الخاصة به على ستين ألف دينار وسنه نحو من العشرين سنة فحسنت سيرته وسافر إلى آمد صحبة الأشرف برسباي ثم تغير عليه بعد عوده لكونه لم يوافقه على الاستقرار في الوزر وضربه واستقر بأخيه الجمالي فيها ثم أعفى وألزما بمال كثير جداً قاما به واستمر صاحب الترجمة على وظيفة الخاص إلى أن مات بعد مرض طويل بالسل وبالقولنج في أثنائه بحيث حصل له صرح ولم يكثر واتهم طبيبه بأنه دس عليه سما في يوم الخميس سابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وصلي عليه بمصلى المؤمني في مشهد حافل حضره السلطان فمن دونه ودفن ليلة الجمعة عند أبيه بالقرافة ولم يبلغ الثلاثين، واستقر أخوه بعده، وكان شاباً حسن الشكالة جواداً كريماً درياً سيوساً مع تيه وإسراف وزهو. وقد أثنى عليه شيخنا في أنبائه فقال وكثر الثناء عليه وكان قليل الأذى كثير البذل طلق الوجه نادرة في طائفته، واستقر بعده في وظائفه أخوه جمال الدين يوسف يوم السبت وهرع الناس للسلام عليه، وقال في ترجمة أبيه أن ابنه هذا استقر بعده وهو أمرد فاستمر ولم يظن أحد أنه يستمر لصغر سنه لكنه استهان أولاً بجده لأمه ثم استقل بالأمور بعد وفاته وقد تدرب وكان يتكلم بالتركي ويحسن المعاشرة مع لثغة في لسانه وقال المقريزي انه كان من المترفين المنهمكين في اللذات المنغمسين في الشهوات.
إبراهيم بن النجم عبد الكريم بن عمر الدمشقي ثم القاهري ابن أخي الخواجا الشمس محمد بن الزين. شاب أقام بمكة ثم بالمدينة مع عمه ووحده وسافر في التجارة وتفحل وابتني بمكة داراً بالقرب من دار عمه ثم سافر في التجارة لكالكوت وغيرها مع سكون ورغبة في الخير واتصال بابنة عمه بورك فيهما ثم عاد بعد موت عمه بقليل فحج في سنة ثمان وتسعين ثم رجع مع الركب القابل.
إبراهيم بن عبد الكريم الكردي الحلبي دخل بلاد العجم وأخذ عن الشريف الجرجاني وغيره وأقام بمكة وكان حسن الخلق كثير البشر بالطلبة تنفعوا به كثيراً في عدة فنون أجلها المعاني والبيان فانه كان يقررها تقريراً واضحاً. مات في آخر المحرم سنة أربعين قاله شيخنا في أنبائه، وسمي ابن فهد والده خليلاً والله أعلم، وأرخ وفاته في ليلة الأحد ثامن عشر المحرم بمكة ووصفه بالعلامة، وقال غيره أنه قطنها وأقرأ تفسير البيضاوي ومنهاجه وكذا المصابيح والعربية وغيرها، وممن ذكر أنه أخذ عنه صاحبنا أبو الوقت عبد الأول المرشدي.
إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أحمد بن علي القسطلاني المكي. ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وثمان مائة بمكة وسمع المراغي والجمال بن ظهيرة وغيرهما وأجاز به ابن صديق والعراقي والهيثمي وعائشة ابنة عبد الهادي ودخل القاهرة مرتين فمات في ثانيتهما وهو صغير بالطاعون في سنة تسع عشرة. ترجمه ابن فهد.

إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن علي بن محمد بن القسم بن صالح بن هاشم برهان الدين أبو الوفاء بن المحدث الجمال بن الحافظ الشهاب العرياني القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف كسلفه بالعرياني. ولد في ثامن عشري جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو على الشمس الزراتيتي وحفظ كتباً في العلوم وأخذ الفقه عن الشموس الثلاثة البرماوي والشطنوفي والغراقي والبرهان البيجوري وقريبيه الشمس والنور، وعن الشطنوفي مع البدر الدماميني أخذ العربية وعن البرماوي أخذها هي والأصول بل قرأ عليه شرحه على العمدة أو غالبه وكذا أخذ العربية والأصول عن المجد البرماوي وحضر بأخرة عند القاياتي في العضد وغيره وعلم الحديث عن الولي العراقي وشيخنا وانتفع في ابتدائه في النحو والفقه والحديث بوالده الجمال بل اعتنى به أبوه فأحضره على التقي بن حاتم والشهاب بن المنقر والصلاح الزفتاوي والتاج الصردي والنجم ابن الكشك والسراج الكومي والزينين ابن الشيخة والمراغي والتقي الدجوي وستيتة ابنة ابن غالي وأسمعه على التنوخي وابن أبي المجد والبلقيني والعراقي والهيثمي والصدر المناوي والحلاوي والسويداوي والشرف أبي بكر بن جماعة والنجم البالسي والشهاب أحمد بن عبد الله ابن رشيد السلمي اللحجازي الحنفي ومريم الاذرعية في آخرين من الصنفين، وأجاز به أبو هريرة بن الذهبي وابن العلائي وخلق وهو مكثر سماعا وشيوخا. وحج مرتين الأولى في سنة ثمان وعشرين ولزم الاشتغال حتى برع وصار يعد في الفضلاء مع الذكاء المفرط والمذاكرة بكثير من الحكايات والنوادر والأشعار والفوائد الجمة، وناب في القضاء عن شيخنا ومن قبله عن البلقيني وهو كان قارىء الحديث عنده في رمضان وجمع شرح شواهد الكافية الشافية لابن ملاك كما رأيته بخط شيخنا وهو شرح حسن يدل على اطلاع رائد في النحو وغيره وحفظ غزيز للحديث والاشعار العربية والأمثال وليس بكثير عليه وان زعم بعضهم أنه وجد بتركة المقريزي شرحها للغماري فان كان وقف عليه فيمكن أن يكون أخذه وزاد عليه، وولي مشيخة العلائي طيبغا الطويل المعروفة بالطويلية بالصحراء وظيفة أبيه وجده وتنزل في صوفية البيبرسية وغيرها من الجهات، ولكنه مع هذه الأوصاف الشريفة ضيع نفسه بكثرة إسرافه على نفسه ومجاهرته بالمعاصي بحيث شوهد منه العجب من ذلك وأفضى به الحال إلى أن سقط في البحر وهو ثمل فيما قيل يوم الخميس سابع عشري رجب سنة اثنتين وخمسين فغرق ولم يوجد ثم وجد في مستهل شعبان فغسل من الغد ودفن بعد أن تغيرت رائحته، واستقر بعده في الطويلية أبو الخبر بن النحاس وزعم صاحبنا التقى القلقشندي أن شيخنا كان استقربه فيها لتجاهره بما أشرت إليه فالله أعلم، وقد حدث باليسير وأخذ عنه أصحابنا وحملني شره الطالب على أن قرأت عليه جزءاً وليس بأهل للرواية عنه ولا كرامه سامحه الله وعفا عنه.
إبراهيم بن عبد الله بن إسحق صارم الدين بن الجمال بن العماد البعلي الشافعي التاجر ويعرف بابن العماد. ولد في سنة تسع وثمانين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن عند ابن قاضي المنيطرة وسمع البخاري على الزين عبد الرحمن بن الزعبوب في سنة خمس وتسعين بجامع بعلبك أنابه الحجار سنة سبع عشرة وسبعمائة وحدث باليسير سمع منه الفضلاء وقرأت عليه ببعلبك المائة لابن تيمية وكان خيراً نير الشيبة جميل الهيئة يتكسب بالتجارة مات في.
إبراهيم بن عبد الله بن أبي أيوب الصدر أبو الفضل بن الشرف أبي القسم السلماسي ثم التبريزي الشافعي ويعرف بالزنهاري نسبة لبعض المعتقدين. لقيني بمكة في موسم سنة ست وثمانين عقب الحج ولم يحج قبلها فسمع مني المسلسل وأخبرني أن مولده سنة ثمان وعشرين بسلماس، اد غيره أنه ولي قضاء تبريز ثم أعرض عنه وأنه درس في فنون، وكتبت له إجارة.
إبراهيم بن الجمال عبد الله بن خليل بن يوسف المارداني الأزهري الآتي أبوه وولداه التقى عبد الرحمن الأصغر والمحب محمد. ولد في أول سنة تسع وثمان مائة ومات في خامس شعبان سنة سبعين بعد أن أثكل أصغر ولديه وكان موقتا.
إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم الصنعاني الأصل المدني المالكي المادح ممن سمع مني بالمدينة النبوية.

إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد الدين بن جماعة البرهان ابن شيخنا الجمال الكناني المقدسي الشافعي سبط الشمس بن الديري الحنفي ووالد العماد إسماعيل والنجم محمد شيخ الصلاحية والخطيب المحب أحمد الآتي ذكرهم. ولد في إحدى الجمادين سنة خمس وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ بها فحفظ القرآن وسمع على جده لأمه في صحيح مسلم وعلى غيره واشتغل يسيراً وولي قضاء بلده وخطابتها وتكلموا في سيرته وديانته وأورد له شيخنا في سنة أربع وأربعين من أنبائه حادثة. مات في آخر صفر سنة اثنتين وسبعين بعد أن استجير ببعض الاستدعاآت.
إبراهيم بن عبد الله سيف الدين الشامي المهمندار ويلقب خرر قال شيخنا في أنبائه قدم مع المؤيد فولاه المهمندار بعد أن لاقى وكذا أولى مرة ولاية ومات في العشر الأخير من ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين.
إبراهيم بن عبد الله الأنصاري الخليلي ممن سمع عليّ بمكة في سنة أربع وتسعين.
إبراهيم بن عبد الله الرفاء. قال شيخنا في أنبائه كان مقيماً بزاوية بمصر قريباً من جامع عمرو وللناس فيه اعتقاد كبير ويحكى عنه كرامات. مات في جمادى الأولى سنة أربع.
إبراهيم بن عبد الله المغربي المدني ويعرف بالحطاب - بالمهملة - قال شيخنا في أنبائه سكن المدينة طويلاً على خير واستقامة وللناس فيه اعتقاد مات في سنة اثنتين.
إبراهيم بن عبد الملك بن إبراهيم الجذامي البرنتيشي نسبة لحصن من غرب الأندلس من أعمال أشبونة - المغربي ثم القاهري تاجر السلطان وابن عم أبي القاسم بن محمد بن إبراهيم والد صاحبنا أبي عبد الله محمد الآني. مات بالاسكندرية في أواخر رجب أو أول شعبان سنة ثمانين عن نحو الثمانين وسمعت من يصفه بخير وعقل وأنه كان من أصحاب الأشرف قايتباي قبل استقراره في المملكة، ومن غريب ما اتفق له أنه جهز قبيل مته معظم تركته لأهله ببلاده ولم يترك عنده إلا ما يكون وفاءً لدينه حتى لا يدع شيئاً تغتصبه الدولة ومع ذلك فما سلم وحصل لوارثه أبي عبد الله المشار إليه اجحاف هنا وهناك عوضهما الله الجنة.
إبراهيم بن عبد المهيمن فخر الدين القليوبي ثم القاهري بالبيمارستان المنصوري والد أحمد والشرف محمد المذكورين كان من خواص الجمال الاستادار ولذا تعرض لولده بعد موته.
إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب البرهان بن الجلال المرشدي المكي الحنفي والد عبد الواحد. ولد في يوم الثلاثاء منتصف صفر سنة تسع عشرة وثمان مائة بمكة وحفظ القرآن والقدوري واشتغل على أبيه بل سمع على عمه النسك الكبير لابن جماعة. مات في ظهر يوم الجمعة عاشر صفر سنة سبع وسبعين بمكة. أرخه ابن فهد.
إبراهيم بن عبد الوهاب بن إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع برهان الدين أبو اسحق بن المسند التاج بن الحافظ العماد القرشي البصروي الدمشقي المزي الشافعي الآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن كثير. ولد في سنة تسع وثمانين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها وأحضر في الثالثة على ابنة عم والده ست القضاة أم عيسى ابنة عبد الوهاب بن عمر بن كثير كتاب السنة لأبي الحسين محمد بن حامد بن السري خال ولد البستي لقيته بالمزة وهو من بيت علم وحديث فقرأت عليه جزءاً ومات.
إبراهيم بن عبد الوهاب بن أبي بكر بن أحمد بن محمد بن التاج الحسني الصلتي ثم الدمشقي الشافعي الآتي أبوه بثروة وتوجه للتجارة ممن جاور في سنة سبع وتسعين ورأيته هناك على خير بالنسبة لأبيه ويذكر.
إبراهيم بن عبد الوهاب بن عبد السلام بن عبد القادر برهان الدين أبو إسحاق بن التاج البغدادي ثم القاهري الحنبلي التاجر والد علي الآتي. ولد في ثالث ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ببغداد ونشأ بها فحفظ القرآن وسافر مع أبيه إلى مكة فجاور وسمع بها على ابن صديق في سنة ست وثمان مائة صحيح البخاري ومسند الدارمي وغيرما وقطن القاهرة وحدث فيها بالصحيح وغيره، سمع منه الفضلاء وأخذت عنه أشياء وكان خيراً مواظباً على الجماعات وحضور التصوف بسعيد السعداء حريصاً على الخير والقربات محباً في الحديث وأهله سليم الصدر متكسباً من التجارة على سداد وخير. مات في يوم الأربعاء ثالث عشر ذي الحجة سنة سبع وستين وصلى عليه من الغد رحمه الله وايانا.

إبراهيم بن عبد الوهاب سعد الدين اللدي الغزي أخو عبد الرحمن وذاك الأكبر والأجل ووالد الكمال محمد الآتيين ناب عن أخيه بدار السعادة بغزة ثم استقر في كتابة سرها وغيرها وتزوج ابنة الناصري محمد بن جمال الدين بعد أخيه واستمرت تحته حتى مات في مستهل شعبان سنة اثنتين وتسعين وكان عاقلاً سيوساً وتوجه أبو زوجته لضبط تركته ظناً.
إبراهيم بن عبيد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هادي الولد السيد جمال الدين بن العلامة النور بن العارف العلاء بن العفيف الحسيني الايجي الأصل المكي الشافعي أخو حبيب الله وعبد الرحمن ومحمد الآني كل منهم ويعرف كأبيه وجده بابن السيد عفيف الدين. ولد في ثالث عشري جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وثمانمائة بمكة وأمه أم ولد حضر إليّ مع أبيه وهو في الثالثة سنة ست وثمانين في تلك المجاورة فحدثتهما بالمسلسل ونشأ فدربه زوج أمه ملا على البخاري في قراءة القرآن وفي النحو بالعوامل والكافية وفي الصرف بتصريف العزى ولما كنت في سنة ثلاث وتسعين بمكة أحضره إليّ فقرأ أربعي النووي ثم ثلاثيات البخاري بل سمع عليّ أصل الصحيح والشمائل بكمالهما والابتهاج بأذكار المسافر الحاج وغنية المحتاج في ختم صحيح مسلم بن الحجاج والقول النافع في ختم الصحيح الجامع ثلاثتهما من تأليفي، وقابل بحضرتي نسخة من أولها وهو فطن لبيب يملك حين سماعه نسخة معه فيحسن الإمساك مع أدب وتربية بورك فيه ثم سافر مع أبيه متعلقاً به من أمه وسافرت مع زوجها لجهة أخرى.
إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن النجار والد الخطيب محمد الوزيري كان رجلاً صالحاً يقرئ الأبناء وممن قرأ عنده القاضي برهان الدين اللقاني وأثنى على صلاحه كما سيأتي في ترجمته. مات في.
إبراهيم بن علبك. في ابن أحمد بن غنائم.
إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد بن سعيد المقدسي الشافعي ويعرف بابن أبي مدين وهي كنية أبيه. قدم القاهرة فسمع مني المسلسل في شوال سنة اثنتين وتسعين.
إبراهيم بن علي بن بن إبراهيم بن اسمعيل بن محمد برهان الدين المناوي الأصل القاهري أخو أحمد ومحمد الشويهد كان من أهل القرآن وممن يذكر بملاه بالنسبة لأخويه مع ضيق المصرف والتقلل من العيال والملازمة لحضور الصلاحية إلى أن انقطع وأقام مدة فخشي ابن أخيه المستحق لميراثه على ما بيده فحازه وزاد في التقتير عليه فلم يعدم من يرافقه حتى أخذ منه ووضع تحت يد الشافعي وفرض له ولجاريته ما يكفيهما حتى مات قريب التسعين بعد أن وقف داره على ابنتي أخويه رحمه الله.
إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن سعيد بن عبيد الله السيد برهان الدين بن العلاء الحسيني البقاعي الأصل الدمشقي الصالحي الحنفي ولد بعد الخمسين تقريباً بصالحية دمشق ونشأ بها فقرأ القرآن عند عمر اللولوي الحنبلي ومنظومة النسفي وأصوله وأخذ في الفقه عن قاسم الرومي والشرف بن عبيد والكمال بن شهاب النيسابوري وعنه أخذ في أصول الدين والنحو المنطق والمعاني أيضاً وأخذ في أصول الفقه عن ابن الحمراء ثم لازم عبد النبي المغربي في الأصلين والحكمة وأدب البحث والمنطق وغيرها وجود القرآن على الشمس بن الخدر وعبد الله بن العجمي الوفاء وسمع الحديث على البرهان بن مفلح القاضي وعثمان البلبلي والشمس الخيري الشافعي وعليه قرأ البخاري والبرهان الناجي ولازمه والقطب الخيضري واستقر ببلده في إمامة الريحانية المجاورة لنور الدين الشهيد مولى الطواشي ريحان واقفها وغيرها من وظائفها بعد أبيه المتوفى في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وتكسب بالشهادة وتزوج ابنة العلاء المرداوي وحج بها في سنة ثلاث وتسعين وجاور التي تليها ولازمني حينئذ حتى قرأ شرحي على التقريب للنووي وكتبه بخطه بل وسمع في شرحي للألفية وكذا شرح المصنف وجملة من البخاري وغير ذلك وقرأ على عبد المعطي رسالة القشيري وسمع عليه بقراءة غيره في العوارف للسهروردي وهو إنسان خير فاضل فقير يستحضر كثيراً من البخاري ونحوه وكتب بخطه أشياء كان الله له.

إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن عبد الرحيم بن علي أبو الصفاء ابن أبي الوفاء بن أبي الفضائل الحسيني العراقي المقدسي الشافعي والد الكمال أبي الوفاء محمد الحنفي ويعرف بابن أبي الوفاء. ولد في ليلة الجمعة مستهل ذي الحجة سنة عشر وثمان مائة بالعراق وحفظ بها القرآن عند أبيه وانتقل وهو ابن ثمان صحبة أبويه إلى ديار بكر العليا فنشأ بها وحفظ الحاوي الفرعي بل زعم أنه قرا المحرر أيضاً ومختصر من كل مذهب وأن بعض أصحاب والده وجده استماله للتقيد بالشافعي وأنه انتفع بوالده وتلا عليه بالسبع أفراداً وجمعاً وكذا على الشيخ عبد الله الشيرازي بحصن كيفا وارتقى حتى زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاثين وهو بمحراب زاويتهم وظهره للقبلة ووجهه للشام وأشار إليه بالقراءة قال فأخذت في ذلك فتلجلج لساني قال فلقنني صلى الله عليه وسلم الفاتحة قال ثم رأيته مرة أخرى في سنة نيف وخمسين فقرأتها عليه ثم أخرى فقرأتها معه على نحو قراء الجوق وأنه أخذ عليه العهد وسمع منه بعض الأحاديث التي لم نعرفها عنه. وأخذ أيضاً عن عبد الرحمن الجلال ابن أخت شارح التلبية والسلوك عن أبيه والعز يوسف بن عبد السلام من ذرية السيد عبد القادر الجيلاني والمحيوي يحيى بن محمد من ذرية أحمد بن الرفاعي والزين الحافي وعلى العجمي ومحمود الخراساني والمحيوي الطوسي من ذرية الغزالي قال وكان عالماً مطلعاً ولزم الاشتغال حتى ادعى أنه عرض عليه في كل من بغداد واربل والموصل وحلب وغيرها وظائف فأباها وأنه كان ورده مع الاشتغال ختمة في اليوم وأنه جمع تصانيف منها ألطف اللطائف في ذكر بعض صفات المعارف وعمدة الطالبين إلى معرفة أركان الدين والشفاء لصدور الصدور والدواء لداء المصدور والفتح الرباني في شرح الدين الإيماني وفتح الله حسبي وكفى في مولد المصطفى "صلى الله عليه وسلم" ومنهاج السالكين إلى مقام العارفين والرسالة القدسية في الإلهامات الانسية في أصول الدين يشتمل على عقائد وعلم الطريقة والحقيقة وتحفة الطلاب ومنحة الوهاب في الآداب بين الشيخ والأصحاب ووصية الوالد والأب للأولاد من الصلب والقلب وابتهاج الناسكين في طريق المحققين ولمح البرهان الفريد في شرح كلمات الشيخ رسلان في التوحيد وديوان شعر وغير ذلك مما رأيت أكثره وحج في سنة أربع وأربعين في سنة ثلاث وخمسين وابتنى بالشام زاوية بميدان الحصى بالقرب من جامع منجك وأقام به مدة وقدم القاهرة غير مرة وتردد إليه في بعضها الزيني البوتيجي وابن المهندس الموقع وأخذ عنه بعض تصانيفه وكذا صحبه لشهاب المسطيهي ويقال أنه امتدحه وآخرون ورأيته كتب بخطه للسيد العلاء بن عفيف الدين حين لقيه ببيت المقدس سنة خمسين إجازة مشتملة على خطأ كبير، وممن أخذ عنه في سنة ثلاث وسبعين الزين الأبناسي ورفيقه البدر بن خطيب الفخرية وغيرهما وجرت خطوب وحروب أثبتها مفصلة في الحوادث وغيرها فلم يسعه إلا لمّ أطرافه وسافر وما انشرح الخاطر للاجتماع به مع شدة حرصي على لقاء الغرباء والوافدين واختبار أحوالهم إلى أن حركني الابناسي المشار إليه بما أطراه به مما أثبت بعضه في موضع آخر ولا أعلمه متصفاً به فرأيته متصنعاً متردداً في أكثر كلامه ذا ترهات وألفاظ منمقة فيها من التناقض ما يحقق أن أكثر ما اختلقه لا يروج أمره إلا على ضعفاء العقول ولا يثبت شيئاً من كلماته إلا من لا يدري ما يقال له ولا يتدبر ما يقول، مع استعداد في الجملة ومشاركة في بعض الفضال وشيبته بيضاء نقية ولو أطعت قلمي في إثبات كل ما سمعته عنه لضاقت الأنفاس ومنه أن القاياني والونائي سألاه عن كلام بن عربي فأجابهما بأنه يضر المبتدئ، ولا حاجة للمنتهي إليه، وتبرم عندي منه غاية التبرم والظاهر من حاله الكذب في مقاله نسأل الله السلامة. ومما أملاه عليّ من نظمه:

يا من تحكم في قلبي وفي كبدي

 

وحبه داخل الأحشاء والخـلـد

يا من نؤمل في الدارين رحمته

 

ونرتجي أزلا فضلا إلى الأبـد

يا من إليه جميع الخلق مفتقـر

 

وكل من في الورى عبد بمستند

أكملتها مع غير ذلك ترجمته في موضع آخر. مات بزاويته في سادس جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وصلى علي تجاه بابها ثم دفن بها.

إبراهيم بن علي بن إبراهيم البرهان العسقلاني التتائي الأزهري المالكي قرأ في الاصطلاح الكثير من التقريب ولازمني في كتابة الأمالي وسمع مني ترجمة النووي من تأليفي، وهو من جماعة النور السنهوري ممن اشتغل في الفقه والعربية وغيرهما وتميز في الفقه مع ذكاء وفهم وربما أقرأ ونظم ما يكون فيه المقبول وينسب إليه عمل الكيمياء ولذا يجيئه كثير ممن يعانيها مع تبرمه منها وتصريحه بأنها لا تصح وقد تقلل من الاشتغال.
إبراهيم بن علي بن أحمد بن اسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي الجمال أبو الفتح ابن شيخنا العلاء بن القطب القلقشندي الأصل القاهري المولد والدار الشافعي الآتي أبوه وجده. ولد في حادي عشر جمادى الثانية سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالصيرمية من القاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين والألفيتين والبردتين والبهجة وجمع الجوامع وقواعد ابن هشام والشافية في العروض والتلخيص وعرض على خلق كالبساطي والمحب بن نصر الله وشيخنا وسمع على الأخيرين وأبيه وجده والتاج الشرابسي والفاقوسي والزركشي وابن ناظر الصاحبة وابن الطحان وابن بردس وعائشة الحنبلية والواسطي في آخرين. وقرأ بنفسه الكثير على غير واحد من المسندين بل قرأ في محاسن الاصطلاح على ابن المؤلف العلم البلقيني، وأجاز له خلق منهم العلاء البخاري وقرأ على أبيه في التقاسيم والحديث وغير ذلك وكذا قرأ على المحلى شروحه للمنهاج وجمع الجوامع والبردة وما كتبه من التفسير وغيرها، وتلا السبع على النور البلبيسي الإمام وزعم أنه قرأ على الشمنى في التلخيص وغيره وعلى الشرواني في المتوسط وغيره. وحج في حياة أبيه وكان دخوله مكة في رجب سنة إحدى وخمسين وسمع بها على المراغي والأميوطي وابن فهد وغيرهم، ثم أخذ بالمدينة في سنة سبع وخمسين عن عبد الله بن فرحون بقراءته، ثم حج تاليه في سنة تسع وثمانين، واستقر في مشيخة الدوادارية وخزانة كتب الأشرفية برسباي وغيرها بعد أبيه وكذا في تدريس الحديث بجامع طولون مشاركاً لعمه ثم استقل به بعد موته مع المباشرة به وفي تدريس التفسير بالجمالية برغبة عبد البر بن الشحنة وفي الفقه بالسكرية بمصر وفي تدريس بالسابقية واستنزل بني ابن أصيل عن نيابة النظر بالصالحية ودرس بعض الطلبة بل حدث باليسير، وفي كثير من مقاله توقف بل رأيته كشط اسم والده في بعض ما قرأه على شيخنا وجعل ذلك باسم نفسه، والألقاب والتاريخ يشهدان بخلافه، هذا مع بأو زائد وخبرة تامة بالمباشرة بحيث باشر في الناصرية وغيرها وكاد أن يستقل بجامع طولون، وسكن بولاق في أيام ولاية الزين زكريا جاره قصداً فيما يظهر لستره عن جماعته فيما يحمل إليه من بلده مع أنه طلب حين الترسيم عليهم ولكن اعتنى به الخصم مع مساعدته في إضافة بلده للذخيرة فيما قيل. ورغب بأخرة عن الدوادارية لبعض نواب الحنفية وعن السابقية بل رغب عن غالب جهاته في المحنة المشار إليها لخزن كتب الأشرفية، وباع كتبه أو جلها وقاسى ما لا يعبر عنه وتألمنا له في ذلك والله يحسن عاقبته وإيانا.

إبراهيم بن علي بن أحمد بن بركة بن علي بن أبي بكر بن المكرم برهان الدين المصري الشافعي النعماني - نسبة للشيخ أبي عبد الله بن النعمان - وبه يعرف وربما قيل له ابن بركة. ولد سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعى النووي في اصطناع المعروف، وصحب السيد الشهاب أحمد بن حسن بن علي بن عبد الكريم الآتي وتدرب وتهذب به وعادت بركته عليه وكذا صحب المشايخ إبراهيم المتبولي ومدين ومحمداً الحنفي وأبا الفتح بن وفاء في آخرين، وسمع على شيخنا والعلم البلقيني ثم على طائفة بعدهم، وأخذ في الفقه وغيره عن جماعة كالبلقيني المذكور والمناوي والبهاء بن القطان والجلال البكري والعربية عن الشهاب الخواص وأبي العباس السرسي وفي الأصول عن ابن الهمام والأقصرائي ولازمه في النحو وغيره، وأصول الدين عن الكافياجي مع أخذه عنه نحواً وغيره، والمنطق عن أحمد بن يونس المغربي. وشارك في الفضائل واٌقرأ الطلبة في العربية والفقه وغيرهما، وتولع بنظم الشعر فكان مما نظمه الخصال التي جمعتها في الذين يظلهم الله في ظل عرشه وكتبتها مع غيرها من فوائده المثبتة في المعجم والتاريخ الكبير عنه، بل شرع في الجمع بين شرحي شيخنا والعيني على البخاري فكتب منه جملة مع إضافة حاصل ما اشتمل عليه انتقاض الاعتراض لذلك وكذا جمع غير ذلك ورد على ابن الأسيوطي انتقاده عليه قراءة خصيصي في آخر الشفا بالتثنية بل أعرض عن وظيفته قراءة الحديث بالشيخونية من أجله. وحج في سنة تسع وسبعين موسمياً وزار بيت المقدس وابتنى زاوية بل مدرسة على شاطئ النيل تجاه المقياس تقام فيها الجمعة والجماعات فكانت مقصودة لكثير من الصالحين والفضلاء سيما مع مزيد أدبه وتودده ورفده ومدده وذكائه وتواضعه في انتهائه وابتدائه، وفي كل سنة يعمل المولد بالزاوية النعمانية التي تحت نظره فيجتمع عنده الأعيان من كل صنف. وبالجملة هو شيخ حساً ومعنى وهو من قدماء أحبابنا والمقبلين بفضله علينا وممن حمل عني أشياء، وكان ابن الأقصرائي يعتني به كثيراً ويجله بل عظم اختصاصه بأمير المؤمنين العز المتوكل قبل استقراره في الخلافة ولذا كان قارئ الحديث عنده في رمضان، وأوصافه جمة ورشاقته معلومة مع ضخامة جثته المجامعة لفطنته ولطيف عشرته. مات بعد أن أثكل في الطاعون ولداً له كان مغتبطاً به في ليلة الخميس ثالث المحرم سنة ثمان وتسعين وتأسفنا على فقده رحمه الله وإيانا.

إبراهيم بن علي بن أحمد بن بريد - تصغير برد - صاحبنا الشيخ برهان الدين أبو اسحق الديري الحلبي ثم القاهري ثم الدمشقي الشافعي القادري وبه يعرف فيقال له الشيخ إبراهيم القادري. ولد في سنة ست عشرة وثمانمائة تقريباً بدير العشاري من رحبة ابن مالك وسافر وهو طفل مع أبويه إلى حلب فاستوطنها ولم يلبث أن ماتا في بعض الطواعين فنشأ في كفالة عمه محمد وقرأ القرآن عند جماعة منهم إبراهيم الماقريزي وصحب هناك الزين قاسم الحيشي وتواخيا وترافقا إلى أماكن من جملتها الشام فأقاما بزاوية أبي عمر وكان يقرأ على حسن الحبشي وحضر مجلس أبي شعر وغيره ثم دخلا القاهرة بعد سنة ثلاث وثلاثين فسمعا على شيخنا ثم حجا ورجعا إلى القاهرة ثم إلى حلب واجتمعا في توجههما إليها بالشمس محمد بن أبي بكر بن خضر الديري فلبسا منه الخرقة وزارا بيت المقدس ثم حجا ثانياً وجاورا بالمدينة شهرين فأكثر ثم عادا إلى القاهرة وصحبا إمام الكاملية ثم تزوجا وعادا أيضاً إلى مكة صحبة السيد علي بن حسن بن عجلان فجاورا ثم رجعا وقطنا القاهرة وقتاً وسمعا بها الكثير على شيخنا والعز بن الفرات وآخرين وكذا سمعا بدمشق وبيت المقدس ومكة وغيرها على طائفة ممن أخذنا عنهم. وتلا القرآن على الشهاب بن أسد وحضر دروس الفقه عند العلم البلقيني وغيره وقرأ في الأصول وغيره على إمام الكاملية وأتقن أبواب العبادات ولبس الخرقة أيضاً من الشيخ عبد القادر بن محمد القادري وأبي الفتح الفوى في آخرين، واعتنى بترجمة الشيخ عبد القادر الجيلاني فأجاد تصنيفها وقرضها له غير واحد وعمل أيضاً النصيحة لدفع الفضيحة في الإنكار على الطائفة الصمادية في الطبل والرقص صنعه في سنة ستين ورفع الالتباس ودفع الوسواس ومفاتيح المطالب ورقية الطالب وغير ذلك، ولهج كثيراً بجمع أخبار الصوفية فكتب من ذلك جملة في مجلدين، وهو متقن في كل ما يعمله كثير التحري لما ينقله غاية في الورع وصدق اللهجة والحرص على اتباع السنة والتنفير عن البدع مع الهمة العالية ومزيد الأفضال على أحبابه والتقنع باليسير والانجماع عن بني الدنيا وعدم مخالطتهم والإقبال على شأنه من المطالعة والعبادة ووظائف الخير قل إن رأيت في مجموعة مثله، والثناء عليه مستفيض حتى أن سلطان وقتنا وأتابك مملكته لا يعدله عندهما أحد وكم عرض عليه من شيء فأباه. وقد حدث ببعض تصانيفه أخذها عنه بعض الفضلاء وممن أخذ عنه صاحبنا النجم بن فهد وبيننا من الود ما لا أنهض بوصفه، وقد استفاد مني كثيراً من التراجم والأحاديث وكتب بخطه من تصانيفي جملة سوى ما عنده بغير خطه وافتتح بعض ما كتبه عني بقوله أنبأ شيخناً الشيخ الإمام الحافظ الأستاذ العلامة فلان. وكان بالقاهرة ثم سافر منها في أوائل ربيع الثاني إلى دمشق محل استيطانه فأقام بها حتى مات قريباً من نصف ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة ثمانين بعد توعك نحو يومين فإنه صلى الصبح يوم الخميس بمسجد تجاه مدرسة أبي عمر ثم رجع إلى بيته فأقام في مكان منه عادته الجلوس فيه حتى يصلي الضحى فلما دخل وقتها قام ليصليها قائماً فما استطاع فجلس ثم غلب عن نفسه كما قام واستمر باقي يومه والذي يليه لا يسمع منه سوى قول الحمد لله بهمة جرياً على عادته حين قراءته الفاتحة في الصلاة لكون الصلاة كانت آخر عهده حتى مات وصلى عليه من الغد ثم دفن بجوار مواخيه قاسم وبلغ أمنيته فإنه كان حين إقامته بالقاهرة يرام منه الإقامة بها فيقول لا أموت ببلد غير الذي مات فيه أخي لأنني أعلم منه أنني لو مت قبله لم يفارق قبري في أشباه هذا من الكلام وكان قد تزوج بزوجته بعده وكأنه بوصية منها رحمهما الله وإيانا ونفعنا به.

إبراهيم بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد البرهان البهنسي الأصل القاهري الشافعي. ولد في سنة إحدى وستين وسبعمائة فيما كتبه بخطه - وقول غيره سنة خمس وستين غلط - بالقاهرة وقرأ بها القرآن لأبي عمرو على الشيخ محمد التروجي وحفظ العمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك، وعرض على السراج بن الملقن وعبد الخالق بن علي بن الفرات وأجازا له، وأخذ النحو عن الشهاب الأميوطي والفقه عن فتح الدين التزمنتي والعز السيوطي وبحث في الأصول على علي بن حمران المنوفي، وحج مرتين الأولى قبل البلوغ والأخرى في سنة ست وثمانين، ودخل دمياط على قدم التجريد وتنزل في صوفية البيبرسية. وولع بالنظم وبرع فيه بحيث أتى منه بما يستطرف وخمس البردة تخميساً غريباً فإنه افتتح بصدر بيت الأصل وختم بعجزه وكلامه بينهما وكتب عنه من نظمه الفضلاء وممن كتب عنه ابن فهد والبقاعي. ومات في أوئل ربيع الأول سنة ست وأربعين بالقاهرة. ومن نظمه:

لما رأيت الورد ضاع بخده

 

وعذاره آس علـيه دائر

أيقنت أن القد غصن مثمر

 

لجماله وعليه قلبـي دائر

ومنه:

بانوا فبان الصبر من بعـدهـم

 

والحزن قد وافى وولى السرور

وخلفوا الصب حلـيف الأسـى

 

ألا إلى الله تـصـير الأمـور

إبراهيم بن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يزيد برهان الدين الطائي الأبناسي الأصل الخناني - بضم المعجمة ثم نون خفيفة وآخره نون - القاهري الشافعي والد أحمد الآني ويعرف بالأبناسي. ولد بأم خنان من المنوفية وقدم القاهرة فحفظ القرآن وحضر الدروس، ومن شيوخه في الفقه الشرف السبكي والونائي والعبادي، ولازم الاشتغال بالفرائض والحساب بحيث صارت له فيهما مشاركة جيدة وانتفع في ذلك بالشريف على تلميذ ابن المجدي وقرأ على الكافياجي في المتوسط وعلى الزين الأبناسي في المنطق وغيره، وجود الخط على الزين بن الصائغ وبرع فيه ونسخ نسخاً من البخاري وربما باع النسخة منه بخمسين ديناراً، وتكسب بالشهادة وباشر التوقيع وكان قادراً على الإنشاء بحسب الوقت وربما أنشأ بعض الخطب، وناب عن ناصر الدين بن أصيل في التوقيع عند المؤيد أحمد في أيام سلطنة أبيه الأشرف اينال واختص به بحيث استقر به في مشيخة تربة والده. وحج وسافر إلى الشام ودخل الاسكندرية مراراً آخرها قبيل موته ورجع منها وهو متوعك فمات في جمادى الثانية سنة ثلاث وسبعين وقد جاوز الخمسين وخلف أولاداً وأسند وصيته للزين الأبناسي لكونه كان زوج أوسطهم لابنته وسمعت الثناء عليه في الفرائض والحساب والقدرة على إنشاء الرسائل والخطب منه قال مع شيء في الفقه وتهجد وصوم رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن علي بن إسمعيل بن إبراهيم برهان الدين البلبيسي الأصل القاهري الشافعي أخو التاج أحمد المالكي الآتي ويعرف بابن الظريف - بالظاء المعجمة وتشديد التحتانية - وناب في القضاء عن ابن البلقيني وجلس بالحسينية أضيفت إليه أمانة الحكم بالقاهرة ومصر وحسنت مباشرته لذلك مع حسن عشرته ومعاملته لكنه كان كثير الإسراف على نفسه. مات في شوال سنة أربع وثلاثين بعد مرض طويل عن نحو ستين سنة، وأرخه بعضهم بالطاعون في خامس عشري رجب سنة ثلاث وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه والمقريزي وغيرهما. وقال التقي ابن قاضي شهبة إنه كان آخر من بقي من الرؤساء ويحفظ مختصر ابن الحاجب وجمع له بين أمانة مصر والقاهرة والحسبة وكانت متفرقة بين ثلاثة أنفس فباشرها مباشرة حسنة بل خرج إلى بيته على البحر فسرق له مبلغ كبير فجاء وقد ارتجت القاهرة وقيل أن أموال الأيتام والوادئع ذهبت فطلب بعض القضاة والشهود وأشهد عليه أنه لم يذهب من ذلك شيء ثم ذهب واستقرض مبلغاً كبيراً ورهن أملاكه على ذلك كله حتى أداه رحمه الله.

إبراهيم بن علي بن بركة بن صخر برهان الدين الزهري التلحنيني الأصل الفاوي المولد القاهري المنشأ والدار الشافعي نزيل الحسينية ورفيق ابن هشام في الشهادة بها. ولد في سنة خمس عشرة وثمانمائة تقريباً بفاو من الصعيد وأصلهم من تل حنين بالقرب من عزار وكلني ولجده ضريح هناك يقصد للزيارة والدعاء فانجفل أبوه من اللنك إلى القاهرة فتزوج أمه وكانت قد انجفلت أيضاً مع أمها من عنتاب وتوجه بها إلى فاو فولدت له صاحب الترجمة وعادا به وهو صغير إلى القاهرة فحفظ القرآن وجوده بمكة حين حج وذلك قريباً من سنة أربعين على الشيخ محمد الكيلاني وبالقاهرة على الزين عبد الغني الهيثمي وأدب به الأولاد بالقرب من جامع كمال وقتاً وخطب بجامع ابن اينال هناك وصحب إمام الكاملية وغيره من الأخيار، وسمع الكثير على شيخنا والشريف النسابة والحناوي وآخرين وقرأ عليّ القول البديع من نسخة بخطه وغير ذلك وكتب بخطه أشياء والغالب عليه الخير وربما استدرج من رفقاء السوء في الشهادات وكان مقهوراً من ابن هاشم مع أنه لم يحصل له بعده راحة. مات في أواخر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين بعد عجزه وانقطاع حركته بحيث كاد أن يختلط.
إبراهيم بن علي بن حسن البرهان أبو اسحق القاهري الموسكي الحريري الموردي الواعظ الشافعي. ولد بقنطرة الموسكي قريباً من زاوية ابن بطالة وحفظ القرآن عند الفخر عثمان المقسي وأخيه الشمس والعمدة وعرضها على العلم البلقيني والمناوي والعز الحنبلي وابن الديري في آخرين وبعض التنبيه وحضر في دروس فقيهه الفخر والجوجري وغيرهما بل كان أحد المقسمين في التنبيه والحاوي والمنهاج عند اسمعيل بن المغلى وأخذ عنه في النحو وغيره ولازم الديمي في قراءة كثير من الكتب كالبخاري والترغيب وكتبهما مع غيرهما من كتب الحديث وغيره بل قرأ على الديمي الجرومية وغيرها كألفية العراقي. وحج غير مرة وجاور وقرأ على العامة الحديث، ولقيني بمكة في سنة أربع وتسعين فقرأ علي من البيوع من صحيح البخاري إلى الصيد والذبائح وهو نصفه وسمع بقراءة غيره باقية بل كتب مصنفي في ختم البخاري وفي الميزان وقرأهما وحضر عندي بعض الدروس وقال لي إنه كان يتمنى الاجتماع بي في القاهرة للأخذ عني فما تيسر له، وهو إنسان خير ساكن يقرأ البخاري والترغيب ونحوهما جيداً مع أنسه بالعربية وغيرها. مات بعد رجوعه من مكة وانقطاعه بالفالج نحو شهر في ربيع الثاني سنة خمس وتسعين ودفن بالقرافة رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن علي بن أبي سعيد البرهان بن العلاء المارديني المقرئ ممن جود عليه بماردين الشهاب أحمد بن رمضان الحلبي الضرير فيما قاله لي.
إبراهيم بن علاء الدين علي بن عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن علي القلقشندي القدسي الآتي أبوه وجده استقر بعده فيما كان باسمه من نصف الخطابة بالأقصى وباشرها إلى أن مات وهو راجع من الحج في بطن مر في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وقد زاد على الأربعين، وكان أحد مدرسي الكريمية والطازية تلقاهما عن أبيه ومن معيدي الصلاحية تقلاها عن عمه شهاب الدين وغير ذلك، ودرس يسيراً مع انجماع عن الناس وستر وهو ممن سمع معنا هناك رحمه الله.

إبراهيم بن علي بن عمر بن حسن بن حسين محب الدين وبرهان الدين أبو الوفاء بن النور التلواني الأصل القاهري الشافعي نزيل جامع الأقمر ويعرف كأبيه بالتلواني. ولد في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الجمال البدراني والمنهاج الفرعي والألفيتين وجمع الجوامع وعرض على شيخنا ووالده وابن البلقيني وآخرين، واشتغل يسيراً في الفقه على الونائي والسراج الدموشي فيما قال وفي العربية على العز عبد السلام البغدادي وغيره ولبس الخرقة من الزين رمضان الأدكاوي، وأجاز له وهو طفل باستدعاء مؤرخ بجمادى الأولى سنة أربع عشرة الشرف بن الكويك والجمال عبد الله الحنبلي واستجيز في بعض الاستدعاآت بل ربما حدث، وحج في سنة ثلاث وثلاثين ودرس بجامع المقس في باب البحر وكذا بالحاجبية، وجرت له كائنة بسبب أوقافه، وتكلم في جامع الأقمر وولى مشيخة الرباط بالبيبرسية ورغب عنها بأخرة في سنة تسع وثمانين لعبد القادر بن النقيب، وهو إنسان لين الجانب تجرع بعد ما أشير إليه فاقة سيما حين توجه بسببها لملاقاة السيد الكردي ليعينه فيها فإنه سقط وانكسر بعض أعضائه. مات في سنة سبع وتسعين رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن علي بن عمر برهان الدين الأنصاري المتبولي ثم القاهري الأحمدي أحد المعتقدين قدم من بلده متبول من الغربية إلى طنتدا فأقام بضريحها مدة ثم تحول إلى القاهرة ونزل بظاهر الحسينية فكان يدير بها مزرعة ويباشر بنفسه العمل فيها من عزق وتحويل وغير ذلك من مصالحها وكان يجتمع إذ ذاك بالشيخ إبراهيم الغنام ونزل بزاوية هناك بدرب التتر تعرف بالشيخ رستم وكان فيما بلغني يتردد إليه بها المقرئ عبد الغني الهيثمي والزين عبادة بل كان ابتداء اختفائه حين طلب للقضاء عنده فيها ثم قطن زاوية غيرها بالقرب من درب السباع وصار الفقراء يردون عليه فيها ويقوم بكلفتهم من زرعه وغيره فاشتهر أمره وتزايد خبره، وحج غير مرة وانتقل لبركة الحاج وأنشأ هناك زاوية كبيرة للجمعة والجماعات وبستاناً متسعاً وسبيلاً على الطريق هائلاً عم الانتفاع به سيما في أيام الحج وكذا أنشأ جامعاً كبيراً بطنتدا وبرجاً بدمياط وأماكن غير ذلك وكثرت أتباعه بحيث صار يخبز لهم كل يوم زيادة على أردب وربما بلغ ثلاثة أرادب سوى عليق البهائم التي برسم مزدرعاته ونحوها وهو فيما بلغني ثمانية أرادب، وهرع الأكابر فضلاً عمن دونهم لزيارته والتبرك به، ونسب إليه جماعته من الكرامات الكثير واستفيض بينهم أنه لم يجب عليه غسل قط لا من جماع فإنه لم يتزوج ولا احتلام بل كان فيما قيل يذكر ذلك عن نفسه ويقول أنه أخذ عن الشيخ يوسف البرلسي الأحمدي وانتفع بصحبته وأنه فتح عليه في سطح جامع الظاهر لأنه أقام فيه مدة وتزاحم الناس عليه في الشفاعات وكان يرفدهم برسائله بل ربما توجه هو بنفسه في المهم منها كل ذلك مع أميته ومداومته على الإهداء لكثير من الأمراء ونحوهم من فاكهة بستانه ونحوها والناس فيه فريقان وكنت ممن زرته وملت مع محبيه بل بلغني عن العز الحنبلي أنه قال لا شك في صلاحه ووددت لو كان ثم آخر مثله ولو لم يكن إلا جمعه الجم الغفير على الطعام بل قيل أنه ذكر ما يؤذن بولاية البدر السعدي من بعده وأنه قيل له عن الخطيب فذكر ما يؤذن أنه لا يصلح لصالحة وعن نور الدين الشيشيني وابن جناق فذكر ما يلمح بموتهما قبله، وأكثر ما أنكر عليه اختلاط المردان من أتباعهم بغيرهم سيما وكان البرهاني العجلوني يتوجه للإقامة هناك برسم إقراء الطلبة مع ذكر مجيئه عنه في ذلك مقاصد صالحة والله أعلم بهذا كله. مات وقد توجه لزيارة القدس والخليل بعد توعكه مدة بمكان بين غزة والرملة يقال له سدود بالقرب من المقام المنسوب للسيد سليمان في ليلة الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين ودفن هناك وسنّه ظناً يزيد على الثمانين رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن علي بن محمد بن إبراهيم البرهان أبو اسحق المقدمي الأحبولي الملحاني اليماني الشافعي. لقيني بمكة وقرأ عليّ الحزب المنسوب للنووي وسمع عليّ غيره وأجزته.

إبراهيم بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن رستم بن عبد الله البرهان أبو اسحق الشمباري ثم المكي الشافعي ويعرف بالزمزمي نسبة لبئر زمزم لكونه كأبيه كان يلي أمرها مع سقاية العباس نيابة عن أمير المؤمنين العباسي. ولد في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع على ابن صديق والأبناسي وأبي الطيب السحولي والزين المراغي والمجد اللغوي والجمال بن ظهيرة والولي العراقي وابن الجزري في آخرين وأجاز له النشاوري والتنوخي والمليجي والصردي ومريم الأذرعي وخلق وأخذ الفقه عن الجمال بن ظهيرة والعربية عنه وعن النسيم الكازروني ولازمه وبه تخرج وعليه انتفع والركن الخوافي والشمس المعيد والفرائض والحساب والجبر والمقابلة والهيئة والهندسة وعلم الميقات واستخراج التقويم من الزيج والتواريخ عن أخيه البدر حسين والعروض عن أخيه الآخر المجد إسماعيل والمعاني والبيان والمنطق وأصول الدين عن لطف الله السمرقندي تلميذ التفتازاني والتصوف عن موسى الزهراني والمحيوي محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد من ذرية الغزالي وحسن الأبيوردي وذكر أنه قرأ عليه التعرف في التصوف والزين الحافي ومنه ومن الغزالي لبس الخرقة وأذنا له في إلباسها. ولازم الاشتغال حتى تقدم في فنون وانفرد في بلده بعلمي الميقات والفرائض وتوابعهما وصنف في ذلك وصار المعول عليه فيه بقطره مع المشاركة في غيره من الفضائل والاشتمال على الأوصاف من الديانة والثقة والعفة بحيث لم تعلم له صبوة مع كونه لم يتزوج قط والتواضع وإطراح النفس وعدم التكلف وسلامة الصدر والوقار والبهاء والمهابة، وقد ذكره شيخنا في ترجمة أخيه إسماعيل، وقال إنه اشتغل في عدة فنون وأخذ عن أخيه حسين علم الفرائض والحساب فمهر فيهما انتهى.
وكذا ذكره المقريزي في عقوده وأنه اجتمع به مراراً ونعم الرجل في علمه ودينه انفرد بمكة في قسم التركات والميقات ويذكر بفقه ويره. قلت وحدث ودرس وأفاد وأخذ عنه الأئمة ولقيته بمكة فقرأت عليه أشياء وبالغ في وصفي. ومات في ظهر يوم الخميس خامس عشر ربيع الأول سنة أربع وستين بمكة ودفن بالمعلاة وتأسف المكيون على فقده رحمه الله وإيانا. ومما كتبته عنه من نظمه:

وإن ترد كشف الصحاح للفظة

 

فالباب آخره وفـصـل أول

وإن يك الحرف الأخير عـلة

 

فمن فصول آخر يحـصـل

إبراهيم بن علي بن محمد بن سليمان برهان الدين الأنصاري الخزرجي التتائي ثم القاهري المالكي العبد الصالح أخو الشرف موسى الأنصاري الآتي. ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة بتتا، قرأ بها القرآن عند الفقيه هرون وقدم منها في سنة ثلاث وثلاثين فتلاه على الزين طاهر والشهاب السكندري وتلا عليه للكسائي وكذا لنافع وابن كثير ولكن إلى الكهف فقط وعلى غيره لأبي عمرو وحفظ لرسالة وأخذ في الفقه عن الزينين طاهر وعبادة وأبي القسم النوري وقسم عليه ابن الحاجب بمكة وفي العربية عن أول الثلاثة مع الوروري وكتب عن شيخنا في الأمالي ولازمه في غيرها رواية وبحثاً، وسمع على القاضي سعد الدين بن الديري بل وعلى الزين الزركشي في مسلم وأكثر من الملازمة للمناوي في مدة تزيد على ثلاثين سنة وقرأ عليه الكثير من كتب الحديث والتفسير والرقائق ولبس الخرقة من جماعة وصحب غير واحد من الأكابر كالشيخ مدين ولازم الأمين الأقصرائي في قراءة تفسير البيضاوي وغيره وحج غير مرة أولها في سنة إحدى وأربعين وجاور بعد الخمسين وقرأ بمكة على أبي الفتح المراغي اليسير من الكتب الستة والشفا وبالمدينة بين القبر والمنبر على المنبر على المحب المطري الشفا بكماله وأقام في الترسيم بعد أخيه مدة مع كونه لم يدخل معه في شيء، ونعم الرجل صلاحاً وصفاء ووضاءة ومداومة على التعبد بالصلاة والصوم ورغبة في مجالس الحديث والعلم بل سيما الخير عليه ظاهرة. مات في ليلة عاشر رمضان سنة خمس وتسعين ودفن بتربة أخيه بالقرب من الشيخ محمد الإسطنبولي وخلف ذكراً ابن بضع عشرة من أمة رومية اسمه يحيى وهو الآن حي رحمه الله.

إبراهيم بن علي بن محمد بن عيسى البرهان بن العلاء الشامي الأصل القاهري الصحراوي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بالقطبي نسبة لأحد شيوخ والده. ولد تقريباً هو وأخوه محمد في بطن في المحرم سنة سبع عشرة وثمانمائة، ومات والدهما سنة إحدى وثلاثين، ونشأ فقرأ القرآن وقرأ على العز عبد السلام البغدادي في الملحة والعمدة وعلى الشمس الشيشيني والسيد النسابة في الفقه وعلى ثانيهما جل البخاري وتلا بالسبع أفراداً ثم جمعاً ثم الثلاثة لتكملة العشرة على الزين جعفر السنهوري، وقرأ عليّ في الهداية لابن الجزري وسمع مني القول البديع بعد أن حصله، ولازمني في الأمالي وغيرها وكذا أخذ عن الكمال إمام الكاملية والزين زكريا في الفقه أيضاً وغيره وقرأ على أبي حامد التلواني عمدة السالك لابن النقيب حلا وتنزل في صوفية سعيد السعداء وغيرها، وحج غير مرة منها في سنة سبع وثمانين وقد كف وانقطع بالصحراء وربما دخل البلد لأخيه وكثيراً ما يجيء لزيارتي ونعم الرجل.

إبراهيم بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة بن مرزوق بن محمد بن علي البرهان وربما لقب الرضى أبو إسحاق بن النور أبي الحسن ابن الكمال أبي البركات بن الجمال أبي السعود القرشي المخزومي المكي الشافعي عالم الحجاز ورئيسه ووالد جماله المزال بهما عن المشتبه تلبيسه، ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في ليلة النصف من جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وثمانمائة بمكة وأمه أم الخير ابنة القاضي عز الدين النويري، ونشأ بها بينهما فحفظ القرآن وصلى به التراويح بالمسجد الحرام ومرة بعد أخرى فيما أخبرني به على الزين بن عياش لكنه لم يكمله في الثانية وكذا جوده على الشهاب الشوابطي بل قيل أنه تلاه لأبي عمرو ونافع من طريق الشاطبية على أولهما وكذا حفظ أربعي النووي والحاوي الفرعي والمنهاج الأصلي وتلخيص المفتاح والألفيتين النحوية والحديثية وغيرها وعرض على جماعة. وسمع ببلده على الشهاب أحمد بن إبراهيم بن أحمد المرشدي بعض البخاري والختم من شرح السنة للبغوي ومن المنسك الكبير لابن جماعة وجميع البردة للبوصيري ومن الجمال محمد بن علي الزمزمي بعض تحفة الوالد وبغية الرائد تخريج التقي بن فهد له من مروياته ومرويات غيره ومن أبي المعالي الصالحي الترخيص في القيام والختم من الرياض والتبيان كلها للنووي وقطعة يسيرة من أول البلدانيات لابن عساكر ومن أبي الفتح المراغي المسلسل بالأولية والكتب الستة بأفوات في البحاري فقط والموطأ رواية يحيى بن يحيى خلا من أوله إلى لزكاة والرسالة للشافعي وكذا السنن له رواية المزني وإتحاف الزائر لابن عساكر وتاريخ المدينة لوالده وغير ذلك في آخرين كالزينين أبي الفرج بن عياش والحنبلي عرف بأبي شعر والتقي بن فهد والشهاب الشوايطي وعمه أبي السعادات بن ظهيرة. وأجاز له خلق منهم من بلده التقي الفاسي ووالداه وجدته لأبيه كمالية ابنة القاضي تقي الدين الحرازي ولأمه كمالية أيضاً ابنة القاضي علي النويري والجمال المرشدي وأخوه الجلال عبد الواحد والجمال الشيبي والجمال محمد بن علي النويري ومن المدينة النبوية الجمال الكازروني وطاهر الخجندي والنور المحلى والمحب المطري ومن القاهرة الشمس الشامي الحنبلي والكلوتاتي وعائشة الحنبلية والزين الزركشي والتقي المقريزي والشهاب الواسطي والشرف الواحي والعز بن الفرات ومن دمشق حافظها ابن ناصر الدين والنجم بن حجي والشمس الكفيري والشرف عبد الله بن مفلح وعبد الرحيم بن المحب والشهاب بن ناظر الصاحبة ومن بعلبك التاج والعلاء ابنا ابن بردس ومن حلب حافظها البرهان سبط ابن العجمي وأبو جعفر ابن الضياء بن العجمي ومن بيت المقدس الزين القبابي ومن الخليل التدمري وإبراهيم بن حجي في آخرين منها ومن غيرها بل أجاز له في جملة أخوته سنة سبع وعشرين وما بعدها ابن سلامة وابن الجزري وقريبه الخطيب أبو الفضل محمد بن الشهاب بن ظهيرة وفي جملة ذرية عطية أحد أجداده الشمس البرماوي والجمال بن الخياط، وأخذ عن شيوخ بلده والواردين إليها بل ارتحل إلى الديار المصرية في الطلب مرتين الأولى في سنة إحدى وخمسين والثانية في سنة ثلاث وخمسين وأقام في كل مرة منهما سنة، ومن شيوخه في علم الحديث شيخنا والعلاء القلقشندي في رحلته الأولى فقرأ على أولهما نحو النصف الأول من شرح النخبة له وسمع عليه سبعة عشر جزءاً متوالية من أول مسند أبي يعلى والكثير من البخاري وغير ذلك، وعلى ثانيهما في شرح الألفية للناظم وفي الفقه عمه المذكور ولازمه كثيراً وكذا البدر حسين الأهدل اليماني والشمس البلاطنسي والكمال الأسيوطي حين مجاورة الثلاثة الأول في سنة سبع وأربعين والثاني في سنة سبع وخمسين والثالث في سنة ثلاث وأربعين فقرأ على ثانيهم في الروضة وعلى الآخرين الحاوي كل ذلك بحثاً وشيخنا والعلم البلقيني والعلاء القلقشندي والشرف المناوي كلهم في الرحلة الأولى فقرأ على ثانيهم في الروضة من موضعين مع السماع عليه للحديث وغيره وعلى أولهم قطعة من ربع النكاح من الحاوي وعلى كل من الباقين شيئاً منه ومن شرحه للقونوي وفي النحو البرهان الهندي وأبو الفضل البجائي المغربي حين مجاورتهما فقرأ على أولهما ألفية ابن مالك وسمع على ثانيهما شيئاً منها والتقي الشمني قرأ عليه في رحلته الأولى المغني مع حاشيته عليه والشوايطي في ابتدائه  وفي أصول الفقه الأهدل والهندي وأبو الفضل المذكورون والكمال بن الهمام وابن إمام الكاملية والأمين الأقصرائي فقرأ على الأول شرح البيضاوي للأسنائي وعلى الثاني المتن وعلى الثالث في مجاورته سنة خمسين العضد ولازمه كثيراً حتى كان جل انتفاعه في أكثر الفنون به، وعلى الرابع جميع مؤلفه التحرير في مجاورته سنتي ثمان وخمسين والتي تليها وكان قرأ غالبه عليه في رحلتيه وعلى الخامس نحو النصف الأول من شرحه الصغير للمنهاج الأصلي فقطعة من أوله في مجاورته سنة ثمان وأربعين والباقي في رحلته الأولى وسمع فيها على السادس بعض العضد، وكذا من شيوخه في أصول الفقه عمه وفي أصول الدين الركن عمر بن قديد والشمس بن حسان وكذا الشمني وابن إمام الكاملية وأبو الفضل فقرأ على الأول في مجاورته سنة ست وخمسين نحو النصف من شرح الطوالع للدارحديني وعلى كل من الثاني في رحلته الأولى والرابع في مجاورته سنة سبع وخمسين قطعة منه على الثالث في رحلته الثانية جميعه وعلى الأخير فيها قطعة من شرح المواقف وعن النور البوشي أيضاً أخذ أصول الدين وكذا قرأ على البلاطنسي رسالة شيخه العلاء البخاري فاضحة الملحدين وعنه أخذ التصوف فقرأ عليه شرح مختصر منهاج العابدين للغزالي وفي المنطق ابن قديد وابن حسان والشمني والأقصرائي وأبو الفضل فقرأ على كل منهم قطعة من شرح الشمسية والشمس بن سارة قرأ عليه في مجاورته سنة ثمان وأربعين ايساغوجي وكذا أخذ المنطق عن السيد علي الشيرازي شيخ الباسطية العجمية وغيره من الأعاجم وفي المعاني واليبان الهندي والأسيوطي وابن سارة في آخرين في هذه العلوم وغيرها منهم المحيوي الكافياجي وأجازوه وكتبوا خطوطهم له بذلك فالأهدل والبلقيني والشمني والأسيوطي بالإقراء وشيخنا والقلقشندي والمناوي بذلك وبالإفتاء والأقصرائي وأبو الفضل بإقراء فن المعقولات وابن الهمام بما أجيز له ونوهوا به وعظمو بحيث وصفه في إجازة شيخنا بالشيخ الإمام البارع المفنن المقتن العلامة وقال أنه أبان حال قراءته عن يد في الفهم طولى وأثار فوائد كل ما أطربت السامع فائدة منها قالت له أختها وللآخرة خير لك من الأولى بل أول ما لقيه صادف البدر بن قاضي شهبة عنده وهو يتكلم في بعض المسائل فبحث معه بتؤدة ومتانة ونبه على محل النقل بذلك وأحضر الكتاب المعزو إليه فوجد كما قال فصار شيخنا يكثر التعجب من حجازي نسيب بهذه المثابة م متانة العقل ومزيد الرياضة في البحث وكثرة الأدب والاستحضار وعدم سلوك مسالكهم في صغير الثياب وما أشبه ذلك، ووصفه البلقيني بالشيخ الفاضل المفنن المفيد المجيد وأنه حضر دروسه الخاصة والعامة ولازم من غير سآمة وقرأ قراءة بحث وتدقيق وتنقيح وتدقيق، والقلقشندي بالشيخ الإمام العلامة وأنه جد في العلم واجتهد ورقي فيه أبلغ مرقى وعلا أقرانه غرباً وشرقاً وهاجر لذلك وهجر الوطن ونفى الرقاد والوسن وأبان في قراءته عن جد واجتهاد وعن نظر واستعداد أفاد فيها واستفاد وجعل دأبه معرفة حقائق هذا الكتاب الذي يعد فاهم بعضه من الأفراد، هذا مع يبسه في كتاباته بل قال متفرساً فيه أنه لا يزال يترقى، والمناوي بالشيخ الإمام العلامة الحبر وأنه رآه زاحم العلماء بالركب وتمسك من العلوم النقلية والعقلية بأوثق سبب قال فاستفدت منه وأفدته فوائد فرائد وخلت أن فضل الله تعالى فيه متزايد، وابن الهمام بالشيخ الإمام المتقن المحقق الجامع لأشتات العلوم الطبيب لما يعرض لها من الكلوم وأنه أظهر من الأبحاث الصحيحة والآراء الرجيحة ما استفدنا به أنه في التحقيقات النظرية أي عريق وأنه لمرتادها لعمري نعم الرفيق ارتشفنا من زلال كلماته ما تسربه النفوس وحلا لأسماعنا من أبكار أفكاره الصحيحة كل عروس فتح من قواطعه ما لا طاقة به لذوي الجلال وحلى جيد الزمان العاطل بجود سحره الحلال فابتهجت به مجالسنا أي ابتهاج وحرك من سواكن هممنا أقداح زنده بيننا وأهاج أبقاه الله تعالى لمشكلة يحلها ومنزلة عالية يحلها قال ولقد أحزنتني فرقته بعد أن أحاطت بي علقته:

قدحت زفيري فاعتصرت مدامعي

 

لو لم يؤل جزعي إلى السلـوان

وقال بعد أن أذن له مع أنه هو الذي أفاد لكن على ظن أنه استفاد والله تعالى هو المسؤول أن يجعل الوجود بوجوده ويديم حسن النظر إليه بمعنى لطفه وجوده والأقصرائي بسيدنا العالم مجمع المكارم السالك في مسالك الجنان الساعي في مساعي رضا الرحمن السائح في طرق الفهم بأقدام الاجتهاد السابح في بحار العلم بأيدي الرشاد الصاعد فوق أعلام العلوم على مراكب السهاد الطالع على أعلى ذروة المعالي عد الأيام والليالي الشيخي العلامي العالمي البرهاني وأنه بحث بحثاً بإيقان وإتقان وتفيتش وتنقير وتوضيح وتنوير وإنعام وإمعان فأفاد وأجاد ثم شهد له بعلمه بكمال أهليته وتمام استعداده وتوقد فطنته وسلامة سليقته واسترسال أريحيته واحتوائه على أصناف العلوم وعلو مرتبته، والشمني بالشيخ الإمام العالم العلامة وأنه هجر الوسن والرقاد حتى كان فرشه شوك القتاد وظفر من العلم بطائل وأدرك من سبقه فيه من العلماء الأوائل، والبلاطنسي بالشيخ العالم العلامة مفتي المسلمين ومفيد الطالبين خطيب الحرم الشريف المكي وأنه ذا كره في مواضع كثيرة من الروضة فوجده عالماً في المذهب فاق كثيراً من أهل زمانه وعرف بالصيانة والديانة بحيث استفيض أنه لم يزن بريبة ولا ظن على الأسماع عنه ما يدنس ثوبه ولم تعلم له صبوة ولا ضبطت عنه هفوة وطار صيته بذلك وبالتفنن حتى أنه لشهرته لا يحتاج إلى الإيضاح والتبين، وقد قال البقاعي وهو من لم يسلم من أذاه كبير أحد ولا يلتفت لمقاله إلا إن اعتضد: لقيته مرة في مكة سنة تسع وأربعين وهو يشار إليه في الفضل والدين وقال أنه علا بأبي الفضل علواً كبيراً وانتفع به ما لم ينتفع بغيره ظهيراً إلى أن قال وهو شاب حسن الشكل والمعنى نشأ في حجر الشهامة والعلم وربي في حظيرة السيادة والصيانة والحلم فبرع صغيراً ومهر في فنون العلم حتى صار بسيادتها جديراً وتقدم أقرانه فهو المظنون أن لا قرين له كبيراً قال ولم يخرج من القاهرة إلا وقد امتطى مراتب الأسلاف وفاق كثيراً منهم بلا خلاف قال ويقرب عندي من التحقيق أنه تنتهي إليه رياسة الحجاز ديناً وفضلاً وشهامة وعقلاً بل احتج على من قبحه في تأليفه المناسبات باستكتابه له وعبارته: ولو كان ما يقول الشافعية في ذمة والتشنيع عليه حقاً ما استكتبه العلامة قاضي الشافعية بمكة المشهور بالعلم والديانة إلى آخر كلامه. وتصدى في حياة جمهور شيوخه للإقراء بالمسجد الحرام غير متقيد بمحل يجلس فيه ثم في أوائل سنة ثلاث وخمسين تقيد بالجلوس أمام باب العجلة بعد صلاة الظهر كل ذلك مع تقنعه واقتصاده في معيشته وعدم توسعه وتقلله من الدنيا وترك تطفله على أهلها في جميع الأشياء وصرف همته للعلم إلى أن تحرك سعده وتبرك به من ألهم رشده حتى قيل:

لقد زين البرهان بطحاء مكة

 

وألبس من في أخشبيها تيمنا

فلم يلبث أن استقر في الخطابة بالمسجد الحرام عوضاً عن الأخوين الخطبين أبي القسم وأبي الفضل ابني أبي الفضل النوري وذلك في سادس عشر شعبان سنة خمس وخمسين وقرئ توقيعه بذلك في يوم الأربعاء سابع عشر رمضان وباشر من يوم الجمعة تاسع عشرة وأكمدت الحساد بذلك ولله در القائل:

إن الزمان استبشرت أيامـه

 

والمنبر استولى عليه إمامـه

وتبسم البيت العتيق مـسـرة

 

لما رآك مصلياً ومقـامـه

وغدوت يا برهانه في مستوى

 

من مجده منشورة أعلامـه

فالبس جلابيب المسرة والهنا

 

فالجمع مشمول لديك نظامه

ثم انفصل عنها في أول جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين مع استمرار وجاهته واستقرار شهرته وديانته بحيث رغب عمه وشيخه في تزويجه بابنته وترويجه بضمه إلى جهته وكان لهما بذلك مزيد الفخر ولمناوئهما من أجله غاية القهر واستولدها بيقين في المحرم سنة تسع وخمسين الجمالي أبا السعود وسيقت له المسرات والسعود ففي أوائلها ولى النظر على المدرسة الجمالية المستجدة بباب حزودة وأوقافها من واقفها ثم أضيفت إليه مشيختها بعد موت شيخها الشرف أبي الفتح المراغي في عشري فر منها وحضر بالصوفية بعد صلاة العصر من يوم الأحد سابع جمادى الثانية وكان المنوفي يحضر أول النهار لاشتغاله في العصر بمشيخة الزمامية، وكذا أضيف إليه بعد موته أيضاً مشيخة إسماع الحديث للظاهر جقمق ثم ولى نظر المسجد الحرام في شوال منها عوضاً عن طوغان شيخ وقرئ توقيعه في يوم الخميس مستهل ذي الحجة ثم قضاء الشافعية بمكة في سابع عشري جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين عوضاً عن ابن عمه المحب أبي السعادات وقرئ توقيعه في صبيحة يوم السبت رابع عشري رمضان بحضرة صاحب مكة السيد جمال الدين محمد بن بركات والقضاة والأعيان وباشر ذلك كله بعفة ونزاهة وهمة ووجاهة وحرمة وافرة وديانة وضبط وأمانة واجتهاد تام في مصالح المسجد الحرام ومبالغة في حفظ أموال الأيتام والغائبين وحرص على كف الفساد والمعتدين بحيث وقف الجمهور عند مرتبتهم وخف الكرب في تعدي الجرأة على ضعفتهم وهابه الكبير والصغير وأجابه الدهر فيما به يشير وقويت شوكته وعلت كلمته وانتشرت بركته بمزيد اعتقاد الجمالي ناظر الخاص وشاد جده جانبك الظاهري في علمه وأمانته وصلاحه سيما وأخوه الكمالي أبو البركات لا يحوجه عندهما لشيء بل هو القائم بالمحاماة معه والذب عنه عندهما بل وعند سائر أرباب الحل والعقد من أهل الديار المصرية لتكرر دخول الأخ إليها وانتفع السيد صاحب الحجاز بذلك بحيث صار لا يقدم عليه غيره وتأيد كل منهما بالآخر ولم ينهض الخطيب أبو الفضل فضلاً عمن دونه لخفضه ولا اعترض من في قلبه مرض فيما يقرره من مسنون الشرع وفرضه سيما وقد حدس كمال المشار إليه في مسائل نازع فيها بالبرهان شهادة غير واحد من الأئمة الأعيان فما وسعه إلا مفارقة البلد ومعانفة الكمد والجلد وأعيد صاحب الترجمة إلى الخطابة شريكاً لأخيه المذكور في عاشر صفر سنة ست وستين عوضاً عن ابني النويري أيضاً ثم انفصلا عنها بهما في سادس صفر سنة ثمان وستين وتركا المباشرة من سادس عشر ربيع الأول حين العلم بذلك ثم لم يلبث أن أعيد إليها أيضاً شريكاً لأخيه الفخر أبي بكر في ثاني عشري ربيع الآخر منها وقرئ توقيعهما في يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأولى ثم انفصلا بابني النويري أيضاً في شعبان سنة تسع وستين، واستمر على وظيفة القضاء والنظر إلى أن صرف عن القضاء فقط في عشر شوال سنة خمس وسبعين بابن عمه المحب وترك المباشرة حين العلم بصرفه بوصول التوقيع في آخر ذي القعدة وذلك بسفارة الشمسي بن الزمن أحد خواص الملك لمعارضته له في بناء لما أنشأ رباطه بالمسعى ومنع العمال من الحفر لكونه في المسعى وساعد القاضي من كان هناك من علماء المجاورين ونحوهم حيث كتب إلى السلطان بما يقتضي انبعاثه لعزله فأجيب لذلك وأحضر بعد عزله في أيام الموسم بحضرة القضاة والأمراء والعلماء والتجار وسائر الأعيان من المساعدين والمعاندين ما كان تحت يده للأيتام والغائبين وهو نحو ستة عشر ألف دينار ذهباً لم يخصم منه نفقة ولا كسوة ولا زكاة ونحوها من المصارف الضرورية لكونه كان ينميها لهم بالمضاربة وبغيرها بحيث تكون جميع المصارف المشار إليها من الربح بل ربما يفضل منه ما يضاف إلى الأصل وأراد المستقر أن يسلم فلم يوافق يشبك الجمالي أمير الحاج بل ولا ابن الزمن القائم عليه ولا غيرهما على ذلك بل التمسوا منه إبقاءها تحت يده حتى يراجع السلطان فامتنع وأشار بأنها تكون تحت يد ابن الزمن أو الجمال محمد بن الظاهر فلم يوافقا فتركت تحت يده ولما علم السلطان بذلك كله وافق عليه إلى استقلال الأيتام وحضور الغائبين وكان في ذلك كله الفخر لصاحب الترجمة ولما لم يحصل التشفي منه بأزيد من مجرد العزل أضيف إليه لمزيد التشفي صرفه عن نظر المسجد الحرام أيضاً في أوائل سنة ست بالمحب أيضاً وتفرغ حينئذ البرهان لمزيد الإقبال على الاشتغال  وعكف عليه الطلبة لوفور الحج وأقرأهم في شرح البهجة وفي حاشية له على القونوي شرح الحاوي كتب منها كراريس وسافر أخوه الكمال إلى القاهرة ليسترضي السلطان عنه فوثب عليه أحد الفضلاء نور الدين الفاكهي وهو في التفنن بمكان وبالتفصح طلق اللسان بحضرته وشافهه بما لا يليق ببهجته وسكت عن زبره وإخماد حسه لموافقته غرضاً أضمره في نفسه بعد أن كان الخصم استفتى على حكم القاضي بتضمن دفعه عما زعم استحقاقه له في الحال والمستقبل والماضي فأفتاه من مشى عليه ترويجه وتدبيجه كالعبادي والبكري والمقسي والجودي وتوصل بمن أعلم السلطان فسد معه بسكوته حينئذ وبغير ذلك إلى ان حكم الشافعي وهو الأسيوطي قهراً وغلبة بإلغاء الحكم مستنداً في ذلك للفتاوى التي ضمنها الأسجال ورام المخاصم استدراج الموثق في تسجيل ما لم يتفق فما مشى معه لوفور يقظته وجرحت هذه الكائنة قلب الكمال وأخيه وأحبابهما حتى بلغني أنه يقول نطفنا لا تنساها أو كما قال وتكدر على الفاكهي أمره بل قهر عن قرب أشد القهر ومات، وقبل ذلك في موسم سنة سبع وسبعين طلب السلطان القاضي للديار المصرية فبادر صحبة السيد بركات بن صاحب الحجاز ومعه كل من أخويه الكمال والفخر وولده أبي السعود الجمالي ومن شاء الله من بني عمه وأقربائه وغيرهم إلى الامتثال ووصل القاهرة مع الحاج في يوم السبت رابع عشري المحرم سنة ثمان بعد احتفال السلطان بأمر الأمراء بتلقيهم وإكرامهم بتجهيز الملاقاة بل وأرسل لكل منهم فرساً وللقاضي بغلة ومدت لهم الأسمطة وغير ذلك ونزلا بتربته التي استجدها بالقرب من الشيخ عبد الله المنوفي وذلك قبل انتهائها وهرع الأكابر لملاقاتهما إلى أن طلعا إلى السلطان فاكرمهما وأجلهما وخلع عليهما ونزلا إلى المحل المعين لإقامتهما وهو على البركة جوار جامع البشيري وسيقت إليهما الضيافات وسائر أنواع المآكل والتفكهات ونحو ذلك من السلطان فمن دونه فكان شيئاً عجباً يزيد على الوصف ولم يلبث بعد عمل المصلحة من السيد أن أعيد لوظيفتي القضاء والنظر وذلك في أوئل صفر منها وجهز قاصد بمكة للإعلام بذلك فوصلها في ليلة سابع ربيع الأول وباشر ذلك عنه نائبه وابن عمه القاضي جمال الدين بن نجم الدين واستمر مقيماً هو والسيد ومن معهما بالديار المصرية على أسر حال وأبهجه إلى موسم السنة المعينة ممتنعاً من الإفتاء والإقراء وعد ذلك من وفور عقله فعاد إلى مكة وقد تزايدت وجاهته وتناهت ضخامته إلى أن حج السلطان في سنة أربع وثمانين بعد انتهاء مدرسته التي أنشئت له بمكان رباط السدرة ونحوه فزاد في تعظيمه وتبعه في الطواف والسعي ونحوهما مما استرشد فيه من تعلميه وقرره شيخ الصوفية والدرس بها وحضر معه أول يوم وحينئذ رغب لابنه عن مشيخة الجمالية لمعارضتهما ثم استنابه في القضاء وصار هو يعمل الدرس بها أياماً في الجمع في الروضة والكشاف ويحضر التصوف كل يوم، وانتفع في جميع ما أشرت إليه وفي غيره بصاحبنا النجم بن فهد الهاشمي فإنه كان يبرز معه قولاً وفعلاً في المواطن التي يجبن بها غيره ويكتب لأصحابه المصريين وغيرهم بما يزداد به قوة ووجاهة حتى كان صاحب الترجمة يغتبط به بحيث قال الخطيب أبو الفضل وددت لو كان معي ولو تخلف عني سائر أصحابي وأقاربي، ولذا عودي النجم ومس بالأذى في نفسه وجهاته وهو لا ينقني عنه بل وصفه بقوله إمام علامة مقنن حسن التدريس والتقرير قليل التكلف قوي الفهم جيد الفطنة متواضع محتشم كثير الإنصاف مع صيانة ومعرفة بالأحكام ودربة في القضاء ووضاءة ومروءة تامة وفضل جزيل لا سيما لأصحابه والغرباء وحسن محاضرة واستحضار لجملة من المتون والتواريخ والفضائل والأخبار والنوادر والوقائع بل هو نادرة الوقت علماً وفصاحة ووقاراً وبهاء وتواضعاً وادباً وديانة وليس في أبناء جنسه مثله انتهى. ولم يعدم من طاعن في علاه ظاعن عن حماه كما هو الشأن من الجهال في ذوي الكمال فالناس أعداء لرب فضيلة والإلباس غير مؤثر في الأوصاف الجليلة، وقد جاورت تحت نظره غير مرة وجاوزت في اختبار أمره كل مسرة ورأيت منه ما زاد الحمد له بسببه وكاد انفراده بما يزيد السامع له من تعجبه وهو في طول صحبتي له على نمط لم أضبط عنه فيها غير الجميل في الرضا والسخط وطالما يراسلني بالثناء والاستمداد من الفوائد ليدفع بذلك من هو بخطابه معاند وليس في الصلة للحق  بعائد من حياة شيخنا ابن الهمام وهلم جراً بدون شك وامترا، وما أحسن قول بعض الفضلاء في وصفه: عقله يوازي عقول الوافدين لمفارقتهم له بالرضا عنه والثناء على علمه ولطفه بل أكابرهم يتشرفون بحضور مجالسه ويستمدون من علومه ونفائسه كالشرف بن عيد قاضي الشام ومصر ومن لا أحصره من أعيان العصر ويلتمسون منه الإجازة لما علمه وحازه وربما يحضر من له تأليف شيئاً من تصانيفه إليه ليقرضه له ويثني عليه فيحصل هو ما يعجبه من ذلك ويتفضل بالتنويه به لمن هو لنمطه سالك، وقد حصل من تصانيفي جملة واغتبط بها ورأى أنها في مقصودها أتم وصلة بحيث ينقل عنها في دروسه ويتعقل ما فيه من بليغ القول ونفيسه ويحسن مشيه فيها وسيره لكونه لا يقدم على مصنفها غيره، وامتدحه منهم ومن أهل بلده الأعيان بالقصائد الطنانة البليغة المعاني والبيان وهو مع هذا كله لا يزددا إلا أدباً ولا يعتاد غير التواضع للفضلاء ومن له صحبا مع حسن الاعتقاد في خلص العباد والنفرة من الملبسين على ضعفاء المسلمين وطالما سمعت منه التنفير من جماعة ممن يظهر تمكنه في الفضيلة والطاعة ثم يتبين بعد دهر طويل تحقيق مقاله بالبرهان وادليل إلى غير ذلك من أمور نشأت عن فراسة تشبه الكشف ورياسة يستميل بها أهل التميز والعطف، وقد رأيته كتب للشريف حسين حفيد شيخه الأهدل وكان ممن يسلك في الأخذ عنه الطريق الأعدل أنه أبدى في بعض تلك المجالس من الفوائد ما يتلقى باليدين ويحمل على الرأس والعين ويتعجب سامعها من حسنها فيقول هذا من أين ثم يتراجع ويقول ولا عجب فهو من البيت الطاهر والحسين وابن الحسين جرى في إيرادها على قانون العربية والمواد الأدبية لا يتوجه عليه فيما يلقيه ملامه لسلوكه فيه واضح الاستقامة بألفاظ آنق من الحدائق وأنقى من محاسن الغيد العواتق فيصل إلى المقصود بأفصح عبارة وألطف إشارة جيد القريحة ذكي الفطرة الصحيحة متع الله بفوائده ومحاسنه وأبقاه لاستخراج الدر من معادنه وقد أجزته طيب الله حياته ورحم روح سلفه ورفاته إلى آخر ما كتب مما ليس بعجب، إلى غيرها مما كتبه لابن عيد وقرض به كتاب السيد السمهودي المفيد حسبما هو عندي في مكان آخر والمقام أعلى من هذا ولذا وصفته بسيدنا ومولانا بل أعلمنا وأولانا قاضي القضاة والراضي بما قدره الله وقضاه شيخ الإسلام علامة الأئمة الأعلام بركة الأنام والمحيي لما لعله اندرس من العلوم بتوالي الليالي والأيام مفخر أهل العصر والغرة المشرقة في جبهة الدهر مجمع المحاسن الوافرة ومشرع القاصدين لعلوم الدنيا والآخرة الفائق في سياسته وذريته والسابق بمداراته ورحمته مسعد الأيتام والأرامل مرفد الغرباء في حالتي الجدة والإعدام والأفاضل من انعقد الإجماع على رياسته وانفرد بدون نزاع بوجاهته وجلالته فالنفوس المطمئنة لا تركن لغير كلامه والرؤوس اللينة لا تطمئن إلا في ائتمامه لإشاراته تصغي الملوك وبسفاراته يرتقي الغني فضلاً عن الصعلوك المعرب فعله عن صفات بالعطف تمييزها تأكد والمغرب بما انفرد به عن الكافة مما استرق به الأحرار واستعبد مجالسه محتفة بالفضلاء من سائر المذاهب ومدارسته مشرفة بالنبلاء من أهل المشارق والمغارب ممن يقصد الاستمداد منه ويتعبد بالاستعداد للأخذ عنه ويروا لكنهم لم يبلغوا أمده ولا نصيفه قولو شبههم به لما علموا تصرفه وتصريفه وقد أقرأ علوماً كثيرة ولم يكن في الجملة ينهض للمشي معه إلا من هو في التحقيق وحسن النظر تام البصيرة إذ هو بطل لا يجارى وجبل لا يتزحزح ولا يمارى مع كثرة الإنصاف والشهرة بعدم الرغبة في الاعتساف وكذا حدث بالكتب الكبار فكان يبدي من الأبحاث والأنفار ما سارت به الركبان ودارت فيه أفكار أئمة العرفان، وخرج له العز بن فهد تخريجاً هائلاً بالمحاسن يتلالا، ولم يزل علىمكانته وجلالته مع مزيد تعب قلبه وقالبه وشديد تكره بما لا تحتمله الجبال ولا يصل معه إلى جميع مآربه بحيث توالى عليه النقص في بدنه ووالى لذلك التداوي بحقنه إلى أن انقطع أسبوعاً من بعد صلاة الجمعة بالحمى الباردة ثم عمل له مخرج وانطلق به بطنه بحيث حصل لقوته ضعف واستمر به حتى مات مكرماً بالشهادة وهو حاضر الذهن إلى حين طلوع روحه في عشاء ليلة الجمعة سادس ذي القعدة سنة إحدى وتسعين ففجع الناس لذلك فجعة عظيمة وحصل عليه من نحيبهم وبكائهم ما لا يعبر عنه فجهز في ليلته وصلى عليه ولده الجمالي عند الحجر الأسود على عادتهم بعد نداء الرئيس للصلاة عليه فوق قبة زمزم ووصفه بأبي الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وغير ذلك فازداد الناس نحيباً لذلك ولم يتخلف عن مشهده إلا من شذ بحيث لم ير بمكة ولا سمع فيها بأعظم من مشهده وحضر صاحب الحجاز وأولاده مشاة بل وعادوا مع ولده لبيته كذلك مع أنه لم يكن بمكة وقت مماته وإنما كان البر بناحية اليمن بالقرب من مكة فبلغ الخبر فجاء هو وعياله وبناته من ليلته إلى البيت وبكى كثيراً وتأسف لعدم إعلامه بشدة مرضه مع أنه جاء لعيادته في أمره واستمر بعد ذلك يحضر الربعة في المسجد والمعلاة صباحاً وعشاء، ودفن بتربتهم بالحوش خارج القبة خلف أخويه سواء ويقال أن ذلك بوصية منه وخلف من الأولاد ثلاثة عشر ولداً ومن العيال جماً غفيراً بل قيل أن عليه من الديون ثمانية آلاف دينار. واستقر ولده بعده في القضاء وسائر ما كان معه واستقبل تعباً كثيراً وكتبت له تعزية وتهنئة بل رثاه غير واحد رحمه الله تعالى وإيانا وجعل قراه الجنة وجزاه عنا وعن المسلمين أوفر جزاء.
إبراهيم بن علي بن محمد بن هلال الربعي المغربي التونسي المالكي ممن أخذ عنه القاضي عبد القادر المالكي المكي بها الفقه وأصوله وأذن له في تدريسهما وذلك قريباً من سنة ثلاثين.
إبراهيم بن علي بن محمد المالكي القادري. مات سنة ثلاثين. أرخه ابن عزم.
إبراهيم بن علي بن ناصر برهان الدين الدمياطي الحلبي الشافعي. ولد في أوائل سنة خمس وستين ونشأ بالقاهرة ثم سكن حلب حين قارب البلوغ ولازم بني السفاح والقاضي شرف الدين الأنصاري والكمال بن العديم، وسمع الحديث من الشرف الحراني وابن صديق وغيرهما ومن مسموعه على الأول العلم لأبي خيثمة واشتغل على الشمس الغزي وغيره، وولي قضاء العسكر بحلب وحدث سمع منه الفضلاء بل كتب عنه شيخنا في فوائد رحلته الأخيرة، وكان خيراً ديناً عاقلاً رئيساً عديم الأذى حتى لعدوه كثير القيام مع الغرباء والعصبية للعلماء ونحوهم ومن الغريب أنه مشى من جبرين إلى حلب على رجل واحدة. مات في يوم الخميس ثالث عشري المحرم سنة سبع وأربعين ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة رحمه الله.
إبراهيم بن علي بن نصير بن عطاء الله برهان الدين النمراوي الأصل القاهري المالكي المقرئ في الجوق والد الفاضل عبد القادر ويعرف بابن الفوال كان خيراً مأنوس القراءة متكسباً بها وبتأديب الأطفال ملازماً لحضور الخانقاه. مات بعد أن أضر.
إبراهيم بن علي بن يوسف النابلسي ويعرف بابن علوة خادم الكمال النابلسي الحنبلي سمع عليّ مع مخدومه.
إبراهيم بن علي برهان الدين الدمشقي الشافعي المكتب ويعرف بابن الملاح ممن رأيته قرط مجموع البدري في سنة تسع وستين وقال لي إنه كتب عليه بل كتبت عنه من نظمه:

عصيت عذولي والغرام أطعـتـه

 

وخناس فكري بالسـلـويوسـوس

وإن شكت العشاق في الحب وحشة

 

فمحبوب قلبي في البرية يونـس

مات سنة ثلاث وسبعين فيما قيل وقد قارب الثمانين وهو ممن أخذ الفضلاء عنه في الفقه والعربية المعاني والمنطق وغيرها وكتب بخطه نفائس، ورأيت من قال أن علياً اسم جده ولم يعرف اسم أبيه وأنه كان خيراً بارعاً في العربية والصرف والمنطق ذا مشاركة في الفقه وغيره وفوائد ونظم وخط حسن ممن كتب على الحبشي كتب عنه البدري رحمه الله.
إبراهيم بن علي الباري الدمشقي الشاهد إمام مسجد الجوزة سمع الجزء الأول من مشيخة الفخر على ابن أميلة وكان أحد العدول بدمشق. مات في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وقد جاز الخمسين. ذكره شيخنا في أنبائه.
إبراهيم بن علي التادلي المالكي. كذا في بعض نسخ المقريزي وصوابه ابن محمد بن علي وسيأتي.
إبراهيم بن عمر الرفاعي بن إبراهيم العلوي لقي شيخنا في سنة ثمانمائة باليمن فسمع عليه بعض المائة العشاريات تخريجه للتنوخي ووما علمت شيئاً من خبره.
إبراهيم بن عمر بن إبراهيم البرهان الحموي الأصل السوبيتي الطرابلسي الشافعي ويعرف بالسوبيني. ولد قبيل القرن تقريباً بموبين قرية من قرى حماة وقرأ القرآن بعضه بها وسائره بحماة وتفقه بالشمس بن زهرة والشهاب أحمد بن البدر والتقي بن الجوبان والشمس النويري وولده السراج وسعد الدين الآمدي والشمس الهروي وليس بالقاضي وعنه أخذ الغبار وعلم التجنيس كلاهما في الحساب وعلى الأولين والشهاب بن الحبال سمع الحديث بل وأخذ فقه الحنفية عن الشمس الصفدي القاضي بحث عليه جميع المختار وغيره وعنه أخذ العربية وكذا أخذها مع الصرف عن الشهاب بن يهود الشامي الحنفي والفرائض والوصايا عن الشهاب أحمد المغربي المالكي، وقدم القاهرة غير مرة وأخذ الجبر والمقابلة والمساحة والمقنطرات في الوقت وغيرها عن ابن المجدي وكذا أخذ عن ابن القاياني وابن البلقيني وشيخنا وأكثر من ملازمته نوه شيخنا به حتى ولي قضاء مكة عوضاً عن المحب الطبري في أوئل رجب سنة ثمان وأربعين وأنعم عليه السلطان فيما قيل بما ارتفق به ولم يلبث أن انفصل في شوال من التي تليها واستقر في صفر من سنة خمسين في قضاء حلب ثم ولي قضاء الشام وحمدت سيرته في ذلك كله لكن لصقت به أشياء فيها مزيد تنطع مع غفلة وسذاجة ويبس وعدم دربة بالجملة، وكان كثير الاستحضار للفقه مع معرفة بالفرائض والحساب ولكنه لم يكن في التحقيق وحسن التصور بالبلوغ. وله تصانيف كثيرة منها مما كتبته جزء في مسائل تكون مستثناة من قاعدة لا ينسب لساكت قول قرضه شيخنا وغيره من الأئمة وتعقب أكثرها بهامش من نسختي شيخنا ابن خضر، وقد راج أمره على شيخنا فإنه قال أنه شافعي المذهب كثير المعارف في عدة علوم رأس في الفرائض وهو اليوم عالم طرابلس يشتغل في فقه الشافعية والحنفية إلى أن قال وذكر لي أن جده لأمه الشيخ عمر السوبيني كان صالحاً له كرامات انتهى. وكان كثير العبادة والتلاوة والتهجد والأفعال المرضية والتواضع إلا مع المتكبرين وسلامة الفطرة غالبة عليه وقد أطلت ترجمته في معجمي، وأفحش البقاعي في شأنه. مات بدمشق بعد أن زار بيت المقدس في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ودفن بمقبرة باب الفراديس من جهة الشمال وكانت جنازته حافلة حسبما كتب إلي به بعض الدمشقيين قال وكان من أوعية العلم مطرح التكلف على طريقة السلف له عدة تصانيف رحمه الله وإيانا.

إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط - بضم الراء بعدها موحدة خفيفة - ابن علي بن أبي بكر برهان الدين وكنى نفسه أبا الحسن الخرباوي البقاعي نزيل القاهرة ثم دمشق وصاحب تلك العجائب والنوائب والقلاقل والمسائل المتعارضة المتناقضة ويقال أنه يلقب ابن عويجان تصغير أعوج. ولد فيما زعم تقريباً سنة تسع وثمانمائة بقرية خربة روحا من عمل البقاع ونشأ بها ثم تحول إلى دمشق ثم فارقها ودخل بيت المقدس ثم القاهرة للاستفتاء على أهلها وهو في غاية من البؤس والقلة والعرى ثم عاد إليها ورجع عن قرب فقطنها واشتغل بها يسيراً ولم يعرف له كتاب في الفقه والنحو ولا في غيرهما بل قال العلامة أبو القسم النويري وناهيك به لصهر صاحب الترجمة: قل لصاحبك وعينه يشتغل بالنجوم أنه لم يعلم له بعد هذه المقالة فيه اشتغال ولذلك وصفه التقي القلقشندي مما سمعه ظناً من أخيه العلاء باللحن في قراءته، وهو صحيح بالنسبة لألفاظ كثيرة يتوقف أعرابها على معانيها وكذا الكثير من مشتبه الرواة ويشهد له في النوعين كثرة رد الديمي عليه في قراءة أبي يعلى وكاتبه في السنن الكبرى للنسائي وغير ذلك بل اشتغاله في غيره أيضاً بالهوينا وزعم أنه قرأ على التاج بن بهادر في الفقه والنحو وأنه قرأ على ابن الجزري جمعاً للعشر في أثناء سورة البقرة وأنه أخذ عن التقي الحصني الشامي وغيره بها والتاج الغرابيلي والعماد بن شرف وآخرين ببيت المقدس، وأخذ بالقاهرة عن الشرف السبكي والعلاء القلقشندي والقاياتي وشيخنا وطائفة منهم أبو الفضل المغربي وهو الذي أعلمه بالقاعدة التي تجرأ على كتاب الله بها وما علمته أتقن منا ولا بلغ مرتبة العلماء بل قصارى أمره إدراجه في الفضلاء وتصانيفه شاهدة بما قلته، وتكسب بالشهادة عند أحد شيوخه الفخر الأسيوطي وغيره وبالنساخة وتعليم الأطفال وبغير ذلك وسافر في خدمة شيخنا إلى حلب وأخذ عن شيوخ الرواية بها وبغيرها ولم يمعن في ذلك أيضاً بحيث ما علمته أكمل الستة أصول الإسلام وفوت بتقصيره الإكثار عن شيوخ كل واحد منهم رحلة وقرأ أشياء غيرها أولى منها لا لغرض كقراءته على العز بن الفرات الجزء الثاني من حديث ابن مسعود لابن ساعد بإجازته من العز بن جماعة بقراءته على الحسن بن عمر الكردي بحضوره له في الرابعة على ابن اللتي وكان في الموجودين من يرويه متصلاً بالسماع وعند ابن الفرات الكثير مما انفرد به، وسافر لدمياط واسكندرية وغيرهما وحج وأقام بمكة يسيراً وزار الطائف والمدينة وركب البحر في عدة غزوات ورابط غير مرة الله أعلم بنيته في ذلك كله ورقاه شيخنا فعينه في حياة الظاهر جقمق لقراءة الحديث بالقلعة ثم منعه الظاهر في حياته وأدخله حبس أولى الجرائم واستقر عوضه بابن الأمانة ولذا قال لأنه أي الأشرف اينال موافق للظاهر أي جقمق في الانسلاخ من شرائع الدين في الباطن مع أن هذا لم يكن عنده ما عند الظاهر من الصبر على إظهار خلاف ما يبطن من التمسك بالشرع وإظهار تعظيمه إقامة لناموسه انتهى.
وقد أخذ عنه الطلبة وانجمع زعم على التصنيف والإقراء والنظم الذي فيه من الهجو ما لا يليق وكنت ممن سمعت بقراءته وسمع بقراءتي واستفاد كل منا من الآخر على عادة الطلبة في ذلك وترجمني في معجمه. ووقائعه كثيرة وأحواله شهيرة ودعاوية مستفيضة أهلكه التيه والعجب وحب الشرف والسمعة بحيث زعم أنه قيم العصريين بكتاب الله وسنة رسوله وأنه أبدى ببديهته جواباً مكث التقي السبكي واقفاً عنه أربعين سنة وأنه لا يخرج عن الكتاب والسنة بل هو منطبع بطباع الصحابة مع رميه للناس بالقذف والفسق والكذب والجهل وذكر ألفاظاً لا تصدر من عاقل وأمور متناقضة وأفعال سيئة وحقد تام وما أحسن قول شيخ الحنابلة وقاضيهم العز الكناني وكان قديماً من أكبر أصحابه مما سمعه منه غير واحد من الثقات: والله أنه لم يتبع سنة واحدة وأنه لأشبه بالخوارج في تنميق المقاصد الخبيثة وإخراجها في قالب الديانة انتهى وقد قيل:

تقول أنا المملوء علماً وحـكـمة

 

وأن جميع الناس غير جـاهـل

فإن كان ما في الناس غيرك عالم

 

فمن ذا الذي يقضي بأنك فاضل

وما أحقه بما ترجم هو به النويري المشار إليه حيث قال مما قرأته بخطه فيه رأيته من أفجر عباد الله يظهر لمن يجهله أثواباً من الدين وتنسكاً يملك به قلبه ويغتال عليه دينه ليس يأمن من وقع بصره عليه على مال له ولا عرض بل ولا نفس له نفس شغفة بالشهرة ومشفة للعلو وعنده جرأة باللسان مفرطة أوصلته إلى حد التهور وقلبه ممتلئ مكراً وحسداً وكبراً، وله في كل من ذلك حكايات تسود الصحائف وتبيض النواصي ما سكن في بلد إلا أقام بها شروراً وشحنها فجوراً ولولا أعاذنا الله تعالى به من شدة طيشه وإعجابه برأيه لسعر البلاد وأهلك العباد إلى أن قال نقلاً عن غيره أن أبا القسم قال له أن قال المالكية بالقتل قلت بالعصمة وإن قالوا بالعصمة قلت بالقتل ثم قال ولم يكن له في شيء من ذلك غرض معين إنما كان غرضه بالخلاف رجاء يرتب عليه ولايته القضاء انتهى وما علمت أحداً سلم من أذاه لا الشيوخ ولا الأقران ولا من يليهم من كل بلد دخله بالنظم وبالنثر حتى من خوله في النعم بعد الفاقة والعدم وأخذ بجاهه أموراً لا يستحقها كالنظر على جامع الفكاهين وعلى خان اويداني وجرت فيهما وقائع وكتدريس القراآت بالمؤيدية عقب أمين الدين بن موسى واستغرب الناس إذ ذاك وقوع مثل هذا في أمر لم يشهر به خصوصاً مع وجود شيخ القراء بلا مدافع الشهاب بن أسد بل كاد أمر الزين جعفر السنهوري أن يتم فيه فقوى عليه بجاه مخدومه ولم يرع له حق مساعدته له عند المحب بن نصر الله الحنبلي حيث أحضر له مصنفاً عمله في التجويد فتوقف في تقريضه حتى شهد عنده جعفر بأنه أجاده وعمل البقاعي بحضور الشرف المناوي إجلاساً ضبط عنه أنه من عمل شيخه أبي الفضل المغربي له ثم كاد الناظر أن يخرجه عنه لأمر اقتضاه عنده في غاية القبح والشناعة فبادر ورغب عنه الشهاب المذكور لكونه من أصحاب الناظر وحاباه لعدم توقفه عن الإمضاء له وخالف المخدوم المشار إليه غرض أستاذه الأشرف اينال في لخوف من غائلة تقديمه فإنه قال فيما صح لي عنه للشرف بن الخازن قبيل سلطنته لو نفست للبقاعي لأخرب الدنيا ثم لما تسلطن زبره في ارتفاعه على الشريف الكردي فإنه بعد أن زال عزه أسمعه من المكروه ما يقابله عليه الله حتى قال لمن حكاه لي من الثقات والله لقد أزال البقاعي اعتقادي من كل فقيه وخيلني من صحبة كل أحد أو نحو ذلك هذا مع أنه بعد موت أستاذه وهو في أثناء محنته حين سكنه بالقرب من السابقية رأسه حين شكوى بعض الترك من جيرانه له بنقيبين وجلوسهما في مسجده حتى يرفعانه إلى حاكمهما لخوضه في عرض ذاك التركي فحضر إلى التركي ولا زال يتلطف به حتى صفح وغرم هو للنقيبين بل وأنعم عليه إذ ذاك بستين ديناراً وحتى القاياتي الذي زعم أنه لازمه كثيراً وأنه قرأ عليه في أصول الدين والمنطق وسمع دروسه في الفقه وأوصله والنحو المعاني والبيان ومن دروسه في الكشاف قال فيه أنه لا يزال غلس الظاهر دنس الأثواب سمج اللحية قال ولم نعلم لذلك سبباً إلا كثرة إخلافه للوعد قال ولم أر مثل ولايته في كثرة التقلب وتوالي العظائم واضطراب الأمور وكثرة القال والقيل حتى لقد قلعت على قلة أيامها وقصر زمنها من قلوب الناس كثيراً مما غرسه فيها من المحبة قال على أني لم أر بعيني أوسع باطناً منه يكون في غاية البغضة للإنسان وهو يريه أنه أقرب الناس عنده ولا أدق مكراً ولا أخفى كيداً ولا أحفظ سراً ولا أنكى فعلاً يذبح الإنسان كما قالوا بفطنه وهو يضحك ولا أرضى اعتذاراً رأيته مطل إنساناً في غاية اليقظة بقضية هو أمره بفعلها أكثر من ثلاث سنين إلى آخر كلامه بل قال عن شيخ الإسلام ابن حجر إن فيه من سيء الخصال أنه لا يعامل أحداً بما يستحقه من الإكرام في نفس الأمر بل بما يظهر له على شمائله من محبة الرفعة وأنه يغلط ويلج في غلطه ووصفه بشيخ نحس وكتب تجاه بعض من ترجمه شيخنا في بعض مجاميعه انتقاداً يرجع إلى العلو ووقف عليه شيخنا وضمه لما يعلمه من فجوره، وتعدى في تراجم الناس وزاد على الحد خصوصاً في كتابه عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران الذي طالعته بعد موته وملخصه المسمى عنوان العنوان بتجريد أسماء الشيوخ والتلامذة والأقران، وناقض نفسه في كثيرين فإنه كان يترجمهم أولاً ببعض ما يليق بهم ثم صار بعد مخالفتهم له في أغراضه ونحو ذلك يزيد في تراجمهم أو يغير ما كان أثبته أولاً كما  فعل مع الأمين الأقصرائي فإنه قال فيه بأخرة أنه يكون مع كل من علم قوة جانبه ويهمل أمر الضعيف وإن كان منقطعاً إليه وأنه يتقرب إلى ذوي الجاه بما يحبون وأنه أحدث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إمامة الحنفية تفريقاً بين كلمة المسلمين وتشعيباً لأركان الدين وكذا بعد علمه بعدم إنزاله المنزلة التي أنزل نفسه بها ونحو ذلك ككونه لم يضفه أو ينتقد عليه ما يظفر به من خطأه فنسأل الله كلمة الحق في السخط والرضا، ولتناقضه الناشئ من أغراضه كان كلامه في المدح والقدح غير مقبول عند المتقنين من أئمة المعقول والمنقول وما أحسن قول بعضهم:

إن البقاعي البذيء لـفـحـشـه

 

ولكذبه ومحـالـه وعـقـوقـه

لو قال أن الشمس تظهر في السما

 

وقفت ذوو الألباب عن تصديقـه

إلى غير ذلك من مجازفاته كوصفه التيزيني بالتحري في شهادته وطعنه في شهادة شيخ الناس قاطبة العز عبد السلام البغدادي حمية للشهاب الكوراني لكونه توسل به في طلب المناسبات من بلاد الروم وما اكتفى بذلك حتى التزم له بإشهار جمع الجوامع له الذي شحنه بالإساءة على من اجتمع له مع العلم وتحقيقه القطبية والولاية والجلال المحلي، وأشنع وأبشع تجريحه لحافظ الشام ابن ناصر الدين بالتزوير وكأغاليطه في المواليد والوفيات والأنساب وتصحيفه مما أضربت عن بسطه اكتفاء بمصنف حافل أفردته لها لكثرتها وقبحها وذكرتها مختصرة مضمومة لغيرها في ذيل القراء والمعجم وترجمة شيخنا ومن قبلي ذكرها ابن فهد والزين رضوان والبرهان الحلبي ومن المتأخرين ابن أبي عذيبة ولكنه كان إذ ذاك أشبه في الجملة وكذا أفردها غيري بل اعتنى بعضهم بجمع أهاجي الشعراء فيه في مجلد ومنه قول العلاء بن اقبرس:

لك الحمد الجزيل بلا امتنان

 

وفضل بالعطاء بلا نـزاع

فطهر قلبك من كل غـل

 

وجنبنا الخبيث من البقـاع

وقد روينا عن إمام دار الهجرة ملك بن أنس رحمه الله أنه قال أدركت بهذه البلدة يعني المدينة أقواماً لم تكن لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب وأدركت بها أقواماً كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم لله در القائل:

لا تهتكن من مساوي الناس ما ستروا

 

نبيتك الله ستراً مـن مـسـاويكـا

واذكر محاسن ما فيهـم إذا ذكـرو

 

ولا تعب أحداً منهم بـمـا فـيكـا

وقد رددت عليه غير مسألة له في عدة تصانيف منها الأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والإنجيل والقول المألوف في الرد على منكر المعروف وممن رد عليه في الثانية الشهاب المتبولي الحسيني وقرضه له الكافياجي فأبلغ من أن المصنف ليس بذلك وأنشد فيه لغيره:

يا مدعي الحب لمـولاه

 

من ادعى صحح دعواه

من ادعى شيئاً بلا حجة

 

لا بد أن تبطل دعـواه

ولنفسه:

من ادعى العلم ولم يوصف به

 

فذاك قد عرض للنـقـص

فالعلم معـروف لأربـابـه

 

يظهر بالنطق وبالفـحـص

وكذا رد ابن أبي عذيبة مقاله في السفطي حيث قال ترجمه البقاعي بترجمة مظلمة وذاك لما كان بينهما من الشر فالذي ينبغي أن لا يسمع كلامه فيه ونحوه قوله في ترجمة ابن حامد وقول البقاعي في فوته في جزء أبي الجهم لا عبرة به إنما الفوت لأخيه. ولما علم مقت الناس له وإسماعهم إياه كل مكروه من تكفير فما دونه بل رام المالكي أن يرتب عليه مقتضى ما أخبرت به الينة العادلة من كونه قال أن بعض المغاربة سأله أن يفصل في المناسبات التي عملها بين كلام الله وقوله بأي ونحوها دفعاً لما لعل يتوهم فترامى على الزيني بن مزهر حتى عززه وحكم بإسلامه بعد أن جبن عن مقاومة المالكي فيها غير واحد من أعيان النواب، ورغب عما كان باسمه كالميعاد بجامع الظاهر والمسجد الذي يعلوه سكنه وله في أمرهما قعاقع وفراقع ولم أطرافه وتوجه إلى دمشق وهو في غاية الذل فأنزله متصرفها بالمدرسة الغزالية وأعطاه مشيخة القراء بتربة أم الصالح وأحسن هو وغيره سيما التقي بن قاضي عجلون له فلم يتحول عن طباعه حتى نافره أهل دمشق أيضاً إلى أن قاس ما يفوق الوصف وعاداه أصدقاؤه فيها حتى أنه رام حين اجتياز العسكر بها المرافعة فيهم عند أميره فخذل أعظم خذلان وعارض وهو هناك في حجة الإسلام أبي حامد الغزالي ولمح بالحط عليه وقال أن قوله "ليس في الإمكان أبدع مما كان" كلام أهل الوحدة من الفلاسفة والإسلاميين القائلين بأن الله هو الوجود، وقال أيضاً أنه وجهه بما لا يليق حيث قال لو فرض أحسن من هذا الوجود لكان تركه بخلاً وعجزاً، وكذا حط على التاج بن عطاء الله وصرح عن نفسه بأنه يبغض ابن تيمية لما كان يخالف فيه من المسائل وتحرك الناس من جمهور الطوائف عليه وراسل يستفتي وبذل معه الشمس الأمشاطي قاضي الحنفية الجهد ولم يتدبر تذكير الناس بمساعدته الأمر القديم المقتضي لتعويل صاحب الترجمة عليه في كائنته، ومع ذلك فاستمر يكايد ويناهد حتى مات بعد أن تفتت كبده فيما قيل في ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة خمس وثمانين وصلى عليه من الغد بالجامع الأموي ودفن بالجمرية خارج دمششق من جهة قبر عاتكة لم يصل عليه التقي بن قاضي عجلون وغيره وأوصى بكل ما كان بخطه من تصنيفه وغيره لابن قريبه المحلى وسافر إلى الشام فأخذها وهو الذي استقر في جواليه المصريه وأما جوالية الشامية فكان هو رغب عنها قبيل موته لعبد النبي المغربي أحد من لم عليه في الشام. ورثى نفسه قبل موته بمدة وهو في القاهرة فقال في أبيات كان القاضي عز الدين الحنبلي يستكثرها عليه ويقول لعله ظفر بها لغيره، وأقول كأنه لمزيد حبه في مدح نفسه نبعثت سجيته لها:

نعم إنني عما قـريب لـمـيت

 

ومن ذا الذي يبقى على الحدثان

كأني بي أنعى إليك وعـنـدهـا

 

ترى خبراً صمت لـه الأذنـان

فلا حسن يبقى لديك ولا قـلـى

 

فتنطق من مدحي بأي مـعـان

وتنظر أوصافي فتعلـم أنـهـا

 

علت عن مدان في أعز مكـان

ويمسي رجال قد تهدم ركنـهـم

 

فمدمعهم لي دائم الـهـمـلان

فكم من عزيز بي يذل جماحـه

 

ويطمع فيه ذو شقـا وهـوان

فيا رب من يفجا بهـول بـوده

 

ولو كنت موجوداً إليه دعانـي

ويارب شخص قد دهته مصـيبة

 

لها القلب أمسى دائم الخفقـان

فيطلب من يجلو صداها فلا يرى

 

ولو كنت جلتها يدي ولسـانـي

وكم ظالم نالته مني غـضـاضة

 

لنصرة مظلوم ضعيف جـنـان

وكم خطة سامت ذويها مـعـرة

 

أعيذت بضرب من يدي وطعان

فإن يرثني من كنت أجمع شمله

 

بتشتيت شملي فالوفاء رثـانـي

وإلا نعاني كل خلق ترفـعـت

 

به هممي عن شائن وبكـانـي

وممن رثى نفسه قبل موته أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن ناقة الكوفي وقال ابنه أبو منصور أنشدني قبل موته بساعة:

وكم شامت بي إن هلكت بزعمه

 

وجاذب سيف عند ذكر وفاتـي

ولو علم المسكين ماذا يصـيبـه

 

من الذل بعدي مات قبل مماتي

وفي نوع شبه بما تقدم. ذكر الإشارة لشيء من مناقضاته مما بسطته في ترجمته: أنكر على الشمس العاملي قراءة سيرة البكري لما فيها من الكذب وأخذ ما بأيدي الكفار من التوراة والإنجيل عنهم مع تصريح بعض اليهود بكون نسخته سقيمة وأنه كان يقابلها معه والقارئ اليهودي اعتمد الحرالي في تفسيره مع كونه كما قال الذهبي فلسفي التصوف ولم يخالفه شيخنا فيه وكفر ابن الفارض قال الكفير أمر عظيم لا ينبغي الإقدام عليه إلا بنص صريح إلى آخر كلامه، وكفر ابن الفارض بل قال لكوني قلت لم يصل إلي ما نسب إليه من الشعر عنه بسند صحيح ونحن لا نكفر بأمر محتمل سيما ولا فائدة في تكفيره وإنما الفائدة في التنفير من المقالة أنني ملت مع ابن الفارض وعذلني العز الحنبلي وابن الشحنة فلم يفد وصف الشحنة بالكذب والنحس والبهتان وأنه أعظم رؤوس أهل السنة، ونحوه تكذيبه للخطيب أبي الفضل ثم اعتماده عليه في تجريح غيره صريح بمجازفة الأمين الأقصرائي حيث وقف قاضي المحلة أوحد الدين بن العجيمي في عرض ولده بأوصاف زعم أنه لا يستحقها لكونه ربما توقف في صرف معلومه في أوقافها ثم أخذ خطه له متأيداً به في تصانيفه، ونحوه وصفه لإمام الكاملية بأمر عظيم لا يقبل قوله معه ثم جاءه ليستعين به في كائنة ابن الفارض، وكذا بالغ في الوقيعة في الأمير يشبك الفقيه ثم خضع له وبالغ في إجلاله وفعل مثل ذلك مع الزيني بن مزهر قام بإنكار المولد بطنتدا وبسيس مع القائمين في إبطاله ثم توجه مع مخدومه بردبك إليه، ونحوه قيامه في إنكار الذين يطوفون في رمضان بالشبابة ونحوها ليلاً ويسمون بالمسحرين ثم سماعه للعمال بالآلة على الدكة عند بردبك أيضاً قام يمنع جامع القضاة من أبواب جامع الفكاهين حين كان ناظراً عليه وعطل هوا لانتفاع بالمسجد المجاور لبيته على المصلين بوضع أمتعته وأمتعة غيره ونحو ذلك زعم عدم منازعته للفقهاء في وظائفهم ثم شاقق المباشر لوقف الميعاد الذي باسمه في جامع الظاهر ليثبت له ما أفتيت بزيادته له في معلوم الوظيفة بل رام أخذ دكان من وقف آخر ليحوزها إلى وظيفته فكفه عن ذلك قاضي الحنفية وكذا كان اقتلاعه لأصل الوظيفة بطريقة غير مرضية ونازع من بيده بنزول شرعي وظائف كانت باسم الشهاب أحمد بن إبراهيم الأذرعي لما كتبته في سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة خاصم ناصر الدين الزفتاوي أحد النواب وجمع فيه جزءاً وسماه أشلاء الباز على ابن الخباز ثم قرأ عليه كتاب النسائي وصيره في شيوخه وجاء السيد النسابة ليحضر فماقته وجافاه بحيث رأيته السيد احمر وجهه وكاد أن يبكي هذا مع كون جماعة من شيوخه كالشهاب الكلوتاتي في زاوية الحنفي بحضرته والجمال البدراني قرؤه عليه ما اكتفى بهذا حتى كتب بخطه في ترجمته ما يقابله الله عليه ونقل عنه في ترجمته الكذب الصراح هذا مع معرفته بإجلال شيخنا له بحيث أنه لم يكن يتخلف عن القيام له إذا دخل عليه وربما لم يعلم بدخوله إلا بعد جلوسه فيستدرك القيام له وأبلغ منه قوله في الولوي بن تقي الدين البلقيني قاضي لشام ما نصه: وكان معروفاً بالمجاهرة بأنواع الفسق والانقطاع إلى الخلاعة والسخرية والإضحاك للأكابر ثم روى عنه فقال حدثني القاضي الفاضل البارع المفنن ولي الدين وساق شيئاً، ونحوه قوله في العلاء القلقشندي أنه حدثه بحضرة شيخنا بشيء وصدقه شيخنا عليه قال وإلا فهو إذا حدثك بحديث وجدت قلبك غير ساكن إلى جميع ما يقوله، وقال في موضع آخر أنه لم يخلف بعده في الشافعية بمصر مثله في علم ولا دين وذكروا عدة حض على سلوكها وهي اللين مع أهل اللين والشدة على المنافقين مع كونه آذى خلقاً من الصالحين كالشيخ أبي بكر بن أحمد بن محمد السعودي المصري الضرير المقرئ لكونه امتنع من إجازته ولم يقتف أثر التقي السبكي حين التمس منه الزين العراقي في الشفاعة عند الشيخ فتح الدين يحيى بن عبد الله بن مروان الفارقي ليحدثه لكونه كان يتعسر تورعاً فامتنع التقي من إجابته وقال هذا رجل صالح لا أحب تكليفه ونحوه قوله لشيخ المحلة الولي أبي عبد الله بن قطب لكونه لم يمكنه من القراءة عليه:

قل للدنيء مكـانة وخـلائقـاً

 

لا تستطيع الرفع أنت مكسـر

أنى لك الإسعاد يوماً أن تـرى

 

وحديث خير الخلق عندك يذكر

استفتى على من عارضه في تدريس حديث بالقدس وجمع ذلك في جزء سماه معتدي المقادسة وأفتوه بتفسيق الناظر والمعارض ثم بسبس بعد دهر طويل مع من عارض المنفرد بذلك في الديار المصرية جميعه لمن لا يحسن حديثاً ولا قديماً وفي إيراد أشباه هذا طول، وراسل ابن قريبه بعد كوائن الشاميين معه أن يسأل المقر الزيني بن مزهر أن يكتب إلى كل من المالكي والحنبلي أن شيخنا فلاناً يعني نفسه ما فارقناه إلا عن كراهة منا لفراقه ومحبة عظيمة لقربه وجميع الأعيان بالقاهرة والصلحاء راضون عنه متألمون لفراقه وقد اختاركم على بقية الناس واختار بلدكم على بقية البلاد فلما وصل إليكم أرسل بالثناء عليكم وقال كثيراً من ذلك وهو ممن يشكر على القليل نحن نعرف ذلك منه وقد بلغنا في هذه الأيام أن داء الحسد دب إلى بعض الناس فصار يتكلم فيه بعض السفلة ونحن نعرفه من خمسين سنة ونعرف أنه لا يشاحن أحداً في دنيا بل هو مشتغل بحاله فلا يتكلم فيه إلا متهم في دينه وهم الرعاع والجهلة كما قال الشافعي أو الإمام علي رضي الله عنه: "والجاهلون لأهل العلم أعداء" فكان المظنون بكم أن تردعوا من يتكلم فيه غاية الردع من غير طلب منه لذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن من يريد تألم عالم إنما يريد بذلك هدم السنة والمعروف من عادته أنه إذا تكلم أحد فيه يصبر ويحتسب فإذا فعل هو المندوب وجب على الناس الذب عنه وكيف لا وأغلب أحواله سمعية في نفع أصحابه لا سيما الشاميين ما كان إلا كهفاً لهم كانوا يترددون إليه لما كانوا محتاجين إليه وهو في بلد العز لينتفعوا به فأقل ماله عندهم أن يفعلوا معه ما كان يفعل معهم وأهون من ذلك تركه وما هو عليه من نفع عباد الله بالتدريس والتذكري بالميعاد ونحو هذا، فإنه أي كتاب الزيني ينفع غاية النفع قال وإن كان معه كتاب البرهاني يعني الإمام الكركي زاد نفعه ولا تظهر أني كتبت إليك في هذا الأمر إلا لضرورة بل استفدته من حاملها إلى أن قال وليكن الكتاب إليهما مع ثقة يوصله إليهما لا إلى العبد يعني نفسه ولكن ترسل إلي بالإعلام بجميع معنى الكتاب انتهى بحروفه. فانظر وتعجب واعلم بالكذب فيه في غير ما موضع نسأل الله السلامة. ومن عنوان نظمه قوله في قصيدة أنشدناها على الأهرام الجبل بالجيزة:

إنا بنو حسن والنـاس تـعـرفـنـا

 

وقت النزال وأسد الحرب في حنق

كم جئت قفراً ولم يسلك به بـشـر

 

غيري ولا أنس إلا السيف في عنقي

وقوله مما هـو حـجة عـلـيه:

 

 

ما بال قلبك قد زادت قساوته

 

فما تزال بأدنى الغيظ منـتـقـمـا

فاكظمه عفواً وأحسن راحمـاً أبـدا

 

فرحمة الله مخصوص بها الرحمـا

وقوله أيضاً وهو حجة عليه:

إن رمت عيشاً صافياً ازمـانـا

 

فاعمل بهذي الخمس تعظم شانا

اصفح تحبب واصبر واكتم الش

 

حناء قد أوصى بها عثمـانـا

وقوله في الكمال بن البارزي:

وعاذل قال الكمال حـاصـل

 

بفرد شيخ للبـيب الـفـائز

فقلت أعيان الزمان الكـل يا

 

شيخي تتمات الكمال البارزي

وقوله نحوه أيضاً:

إذا عاب العذول عليّ فعلـى

 

وقال إلى متى هذا التغالـي

تطوف الأرض تجمعها شيوخاً

 

أقول له لتحصيل الكـمـال

إبراهيم بن عمر بن زيادة الاتكاوي. يأتي فيمن جده محمد.

إبراهيم بن عمر بن شعيب برهان الدين الدميري ثم القاهري المالكي. ولد تقريباً سنة أربعين وثمانمائة وحفظ القرآن وغيره وأول ما ترعرع علم في بيت العلاء بن قبرس ثم ترقى للاشتغال وأخذ عن نور الدين التنسي ثم عن السنهوري وأكثر من ملازمته في الفقه والعربية وقرأ في العربية عند البدر أبي السعادات البلقيني وعبد الحق السنباطي وحضر على العلاء الحصني في المنطق وغيره وربما قرأ عليه وقرأ في شرح العقائد على الزين زكريا مع سماع شيء من التوضيح وكذا من شيوخ النجم بن حجي، وتكسب بالشهادة وتميز فيها ورباه الأمشاطي وأغلظ من أجله على يحيى السفطي ثم أثنى عليه حين أغراه عليه التقي الأوجقي، وقد ناب في القضاء عن السراج بن حريز فمن بعده وازدحمت عنده الأشغال سيما حين جلوسه عند رأس نوبة النوب برسباي قرا أوقات حكمه وإكثاره من خدمته وخدمة جماعته بل وخدمة قضاته بحيث تمول وركب البغلة واشترى الأملاك، وحج وجاور سنة خمس وثمانين وثمانمائة وكان يكثر الحضورعند البرهان بن ظهيرة وربما عمل الأشغال وصارت له وجاهة في الجملة قام مرة على ابن شرف وكذا على الشمس الحليبي مما الصواب فيه مع الشمس إلى غير ذلك من قيامه على النصراني فلاح البيبرسية مما عدم إحسانه اقتضى لخذلانه ولقد أجاد.
إبراهيم بن عمر بن عثمان بن علي برهان الدين الخوارزمي الدمشقي الشافعي أخو الشهاب أحمد الآتي وذاك الأكبر ويعرف بابن قرا. رأيته كتب في بعض الاستدعاآت سنة ثلاث وسبعين ومات بدمشق بعد ذلك في عاشر جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وكان صالحاً ذا تهجد كثير وصيام وعمامة صغيرة تشبه أبناء الترك وجلالة عند الخاصة والعامة سيما أخوه فإنه كان يجله كثيراً مما هو جدير به بل قال له العلاء البخاري أنت في بركة إبراهيم، وحكى الثقة عن أخيه أنه قال له أن الشيخ سليماً لما قدم دمشق قيل له في الشام خمارة فامر بجمع الفقراء فاجتمعوا وذهبوا وأنا وإياه معهم ليريقوا ما فيها من الخمر فلما أراق ما فيها وقف بالباب مقبلاً بوجهه على من يريد الخروج ومد يديه فوضع كل واحدة على ركن الباب ثم قال اخرجوا فخرج الناس من تحت يديه فجئت وقبلت يده وخرجت فلما جاء أخي رده ثم جاء فرده مراراً فبقيت خائفاً عليه فلما لم يبق أحد أمره بالخروج وأمسك بيده ثم أمر شخصاً أن يمسك يده وأمر آخر أن يمسك يده الأخرى وأم آخر أن يمسك ظهره ثم أكب على قدميه وقبلهما.

إبراهيم بن عمر بن علي البرهان الطلحي - نسبة فيما كان يقول لطلحة بن عبيد الله أحد العشرة - المحلى المصري الشافعي التاجر الكبير سبط الشمس بن اللبان ولد في سنة خمس وأربعين وسبعمائة بمصر ونشأ بها فتعانى التجارة وسافر فيها إلى الشام واليمن غير مرة وخالط محمد بن سلام السكندري التاجر وسافر له فلما مات ابن سلام ضم إليه ابنه الأكبر ناصر الدين محمد وزوجه بابنته ورزق في التجارة أوفر حظ مع معرفته بأمور الدنيا بحيث ظهرت استجابة دعوة جده لأمه حيث دعا له عقب مولده وبشر أباه بأنه يجيء ناخوذة وتمول في آخر أمره جداً وانفرد برياسة التجار بعد موت الزكي أبي بكر بن علي الخروبي وكان يقول أنه ما كان في مركب فغرق ولا في قافلة فنهبت، وعظمت منزلته عند الدولة بالقاهرة وكذا باليمن وجدد مقدمة جامع عمرو بل وجهز عسكراً إلى الاسكندرية من ماله وأنشأ داراً بظاهر مصر على شاطئ النيل داخل صاغة الفاضل فجاءت في غاية الحسن تشتمل على ثلاث قاعات مصطفة وعدة قواطين وأروقة الجميع مفروش بالرخام الملون والزخرفة الهائلة والإتقان، أنفق عليها زيادة على خمسين ألف دينار ثم بعد مدة عمل بجوارها مدرسة بديعة وقد احترقت الدار المذكورة في سنة ست وثلاثين وسلمت المدرسة فقط كما قاله شيخنا ولم يزل في نمو من المال وحدث نفسه بغزو اليمن وأخذها للسلطان واستعد لذلك فمات دونه وكانت وفاته يوم الأربعاء ثاني عشر ربيع الأول سنة ست بمصر، وولده أحمد الآتي إذ ذاك باليمن فوصل إلى مكة ومعه من الأموال مالاً يدخل تحت الحصر قيل أنه كان معه في تلك السنة ستة آلاف زكيبة من أصناف البهار فتفرقت أموالهما شذر مذر بأيدي العباد في جميع البلاد ونال صاحب مكة واليمن من ذلك الكثير والناصر فرج صاحب مصر مائة ألف دينار ولم يخلف بعده تاجراً يضاهيه، وكان من جملة كتابه الجمال يوسف بن الصفي الكركي الذي ولي كتابة سر مصر في الأيام الأشرفية برسباي، وقد ترجمه شيخنا في أنبائه قال وقد سمعت منه عدة فوائد وسمع علي ترجمة البخاري من جمعي وكان يقول ما ركبت في مركب قط فغرقت وسمعته يقول أحضرت عند جدي لما ولدت فبشر أبي أني أصير باخودة ثم سمعت ذلك من جدي وأنا ابن أربع سنين قال وكان أبوه مملقاً فرزق هو من المال ما رقي سماه ولذا قال في القسم الثاني من معجمه وأرخ تحديثه بترجمة البخاري بسنة خمس وثمانمائة وأن ذلك كان بمدرسته قال ولم يكن محموداً في دينه وقد ختم له بخير فإنه بنى مقدمة جامع عمرو بن العاص فصرف عليه مالاً كثيراً وجهز العسكر إلى الاسكندرية بسبب الفرنج قبل وفاته بقليل، وقال غيره كانت عنده حشمة ومروءة، وترجمه المقريزي في عقوده رحمه الله وعفا عنه.
إبراهيم بن عمر بن محمد البلبيسي ويعرف بابن العجمي سمع مني المسلسل.

إبراهيم بن عمر بن محمد بن زيادة البرهان الاتكاوي القاهري الشافعي أحد السادات من العارفين حفظ القرآن ومختصر أبي شجاع وعرضه بتمامه على القاضي داود السري ويقال أن كتابه أيضاً الحاوي وكأنه حفظه بعد، وأخذ عن التقي عبد الرحمن الشبريسي صاحب الشيخ يوسف العجمي وما يتيسر له الحج ظاهراً وأخذ عنه الشمس الغراقي والأبناسي والقاياتي والونائي والمناوي والجمال الأمشاطي والشهاب السكندري المقري والشهاب الطوخي خادم الجمالية والوزوري والعلاء القلقشندي والشمس العاصفي والزين عبد الدائم الأزهري المقري وإمام الكاملية والعبادي وخلق من أئمة الشافعية ومنهم من أهل بلده رمضان وسلامة ومن الحنفية العلاء البخاري وابن الهمام وأفضل الدين ومن الحنابلة العز الكناني في جماعة كثيرين منهم الشيخ محمد الفوي والنور أخو حذيفة وثنا الكثير منهم بالكرامات والأحوال الغائقة فمن ذلك كون العلاء البخاري تعقبت به تابعة من الجان عجز الأكابر عن خلاصه منها حتى كان على يديه وأنه تزايد انقياده معه لذلك بحيث انه جاء إليه وهو يقرئ وبين يديه الأمثل من كل مذهب فقام إليه وأجلسه مكانه فلم يحسن ذلك بخاطر بعضهم فقال يا سيدي من يقرئنا الدرس أو نحو هذا كالمستهزئ فما جلس العلاء يكلمه بهذا فبادر هو وأمر القارئ بالقراءة وأخذ في التقرير بما أبهر كل من حضرو خضعوا له وطأطؤوا رؤوسهم سيما وقد قال الشيخ والله ما كنت أعلم شيئاً مما قلته فصور لي في اللوح المحفوظ أو كما قال بل أنشدني عند الكمال إمام الكاملية لنفسه:

صبوت وما زال الغرام مسامـري

 

إلى أن محاني الشوق عن كل زائر

بذكر الذي أفنى خيالـي بـحـبـه

 

أغيب عن الأحوال غيبة حـاضـر

وعاش فؤادي بالحبـيب وهـا أنـا

 

أقول وبالمحبوب ترجـم سـائري

فخاص كمال السـر آلـف نـوره

 

لنور شموس الصحو ألـفة قـادر

وجامع جمع الجمع أدهـش نـوره

 

وفلق فرق الصبح ينصر ناصـري

وعفوك يا مولاي زاد به الـهـنـا

 

ومنك دنا نور حوى كل نـاظـري

وقال لي الكمال أنه كان يحذره من مطالعة كتب ابن عربي وينفره عنها وحكى لي صاحبنا الشمس بن سلامة أنه رآه في المنام وأنشده أبياتاً كأنها لنفسه فاستيقظ وهو يذكر منها بيتاً واحداً وحكى ذلك للشيخ رمضان الآتي فقال له قد كنت معك وحفظتها ثم أنشده إياها وهي:

يا مالك الملك كن لي

 

وذكرك اجعله شغلي

وهب لي قلباً سليمـاً

 

وأحيه بالتـجـلـي

وأن أكـون دوامــاً

 

مشاهداً لك كـلـي

من غير أين وكـيف

 

وغير شبه ومـثـل

سألتك الـلـه ربـي

 

تمنن علي بسؤلـي

ورأيت بخطه قائمة فيها أسماء من أذن له وأجازه. مات في ربيع الأول سنة أربع وثلاثين ودفن بزاويته التي أنشأها له صهره وأحد أصحابه أبو يوسف أحمد بن علي بن موسى الآتي بأدكو من طرفها الغربي وما رأيت شيخنا ولا المقريزي ولا غيرهما ممن وقفت عليه ذكروه مع جلالته، ورأيت من يسمى جده زيادة والله أعلم.
إبراهيم بن عمر بن موسى صارم الدين النابتي صاحب الحديدة كان مباركاً فاضلاً يفهم شيئاً من العلوم وينظر في التواريخ وكتب الصوفية، وأحب بأخرة كتب ابن العربي ولازم النظر فيها واغتبط بتحصيلها بحيث اجتمع عنده منها جملة بل واقتنى من سائر الكتب شيئاً كثيراً ووقفها بعد موته على أهل الحزم فلم يتم ذلك لاستيلاء زوج ابنته المقبول بن أبي بكر الزيلعي صاحب الحال عليها وحملها معه إلى قريته اللحية ثم وضعها في خزانة فلم ينتفع بها أحد. وكانت وفاته في جمادى الأولى سنة ست وسبعين. أفاده لي بعض الفضلاء اليمنيين ممن أخذ عني.
إبراهيم بن عمر برهان الدين القاهري الحنبلي ويعرف بابن الصواف. أخذ عن القاضي موفق الدين وغيره وفضل وناب في الحكم بل درس وأخذ عنه ولده البار حسن والشمس محمد بن أحمد بن علي الغزولي وآخرون. وكان فقيهاً فاضلاً. مات في العشرين من رمضان سنة ثمان. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار عن هذا مع كونه لم يسمّ أباه وهو عم أم البدر البغدادي قاضي الحنابلة.

إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو اسحق الناشري. ذكره العفيف وقال كان رجلاً خيراً صالحاً مشاركاً في العلوم ماشياً على طريقة أبيه في التعفف والزهد ومحاسن الأخلاق. مات في ثالث أيام التشريق سنة سبع عشرة بالكدرا.
إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم بن محمد بن عبيد الشرعبي محتداً اليمني بلداً الشافعي مقلداً الأشعري معتقداً. كان فاضلاً في الفقه والعربية والقراآت وغيرها وطوف البلاد فدخل القاهرة والشام والروم وبلاد العجم والهند وقطن بها سنين وأقرأ بها وبمكة حين مجاورته بها بعد الخمسين الطلبة وكذا أقرأ بغيرهما بل كتب عنه أبو القسم بن فهد وغيره من نظمه. وآخر ما كان بمكة بعد التسعين ورجع إلى عدن فمات بها في سنة ست وتسعين وكانت بيده دريهمات يكتسب له منها مع ديانة وخير رحمه الله وممن قرأ عليه وجيره الفخر السلمي ووقف كتباً حسنة برباط الصفا تحت نظر ابن العراقي جوزي خيراً.
إبراهيم بن عيسى بن غنائم المقدسي الصالحي الدمشقي الطوباسي الحنبلي سمع بنابلس في سنة ثمان وستين وسبعمائة على الزيتاوي في ابن ماجه وكذا سمع على ابن أميلة جامع الترمذي. ومات في أواخر سنة ست وثلاثين أو في أوائل التي تليها بسفح قاسيون. ذكره ابن فهد في معجمه.
إبراهيم بن فائد بن موسى بن عمر بن سعيد بن علال بن سعيد النبروني الزواوي النجار القمنطيني الدار المالكي. ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة في جبل جرجرا ثم انتقل إلى بجاية فقرأ بها القرآن ظناً واشتغل بها في الفقه على أبي الحسن علي بن عثمان ثم رحل إلى تونس فأخذ الفقه أيضاً وكذا المنطق عن أبي عبد الله الأبي والفقه أيضاً وكذا التفسير عن القاضي أبي عبد الله القلشاني والفقه وحده عن يعقوب الزعبي والأصول عن عبد الواحد الفرياني، ثم رجع إلى جبال بجاية فأخذ العربية عن الأستاذ عبد العالي بن فراج ثم انتقل إلى قسنطينة فقطنها وأخذ بها الأصلين والمنطق عن حافظ المذهب أبي زيد عبد الرحمن الملقب بالباز والمعاني والبيان عن أبي عبد الله محمد اللبسي الحكم الأندلسي ورد عليهم حاجاً والأصلين والمنطق والمعاني والبيان مع الفقه وغالب العلوم المتداولة عن أبي عبد الله بن مرزوق عالم المغرب قدم عليهم قسنطينة فأقام بها نحو ثمانية أشهر، ولم ينفك عن الاشتغال والأشغال حتى برع في جميع هذه الفنون لا سيما الفقه وعمل تفسيراً وشرح ألفية ابن مالك في مجلد وتلخيص المفتاح في مجلد أيضاً وسماه تلخيص التلخيص ومختصر الشيخ خليل في ثلاث مجلدات سماه تسهيل السبيل في مختصر الشيخ خليل وكذا في آخر إن كان كمل في مجلدين سماه فيض النيل، وحج مراراً وجاور وتلا لنافع على الزين بن عياش بل حضر مجلس ابن الجزري في سنة ثمان وعشرين وممن أخذ عنه الشهاب بن يونس بل شاركه في أخذه عن محمد بن محمد بن عيسى الدلدوي أحد مشايخه ولقيه البقاعي في سنة ثلاث وخمسين حين حج أيضاً وقال أنه رجل صالح من المشهورين بين المغاربة بالدين والعلم وعليه سمت الزهاد سكونهم وفي الظن أنني لقيته أيضاً. ومات فيما قال ابن عزم في سنة سبع وخمسين رحمه الله.
إبراهيم بن فرج الله بن عبد الكافي الإسرائيلي اليهودي الداودي العافاني هلك في يوم الجمعة عشري ذي الحجة سنة أربع وأربعين وقد زاد على السبعين أرخه المقريزي قال ولم يخلف بعده من يهود مصر مثله في كثرة حفظه نصوص التوراة وكتب الأنبياء وفي تنكسه في دينه مع حسن علاجه لمعرفته بالطب وتكسبه به وكان يقر بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ويجهر بأنه رسول إلى العرب ويقول في المسيح عليه السلام أنه صديق خلافاً لما يقوله اليهود لعنهم الله. قلت وكذا صاحب الترجمة.
إبراهيم بن قاسم بن سعيد بن محمد بن محمد العقباني المغربي المالكي أخو محمد الآتي هو وأبوهما ممن ولي قضاء تلمسان. مات بالطاعون سنة إحدى وسبعين أرخه لي بعض الآخذين عني من المغاربة، وسمى ابن عزم والده أبا القسم بالكنية، وجده أول من أحدث تقبيل يد ملوك المغرب الأقصى.
إبراهيم بن الشيخ المقرئ قاسم بن علي بن حسين الجيراني سمع مني في الإملاء.

إبراهيم بن الشرف أبي القسم بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عمر بن جعمان - بالفتح - الصيرفي الدوالي اليماني من بيت الفقيه أبي عجيل الشافعي الآتي أبوه. ولد في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة ببيت الفقيه ونشأ فقرأ القرآن واشتغل بالفرائض والعربية وكذا بالفقه والحديث على أبيه فلما مات جد في الفقه وأخذه عن خاله الجمال محمد الطاهر بن أحمد بن جعمان والطيب الناشري بل وأخذ أصول الفقه عن الشرف السيفي الشيرازي، وبرع وتصدى في بلده للتدريس والإفتاء وولي قضاءها وحج وزار مع شكالة وخط وضبط وورع. مات في يوم الأربعاء سابع عشر صفر سنة سبع وتسعين وصلينا عليه صلاة الغائب بمكة وقد كتب إلي بترجمته الكمال موسى الدوالي وأثبت مولده كما صدرنا به وأنه ترافق معه في الطلب وقرأ على أبيه البخاري والشفا والمصابيح والأذكار وقطعة من وسيط الواحدي وجملة من كتب النحو وحقق من العلوم الفقه والفرائض والجبر والمقابلة والنحو ومهر في ذلك ودرسه مع مشاركة في الأصول والبيان بل كان من أذكياء العالم جيد النظم والنثر وبلغني أنه كتب على بلوغ المرام لشيخنا شيئاً شبه الشرح ولكن لم أقف عليه ولم أسمع به منه وإنما أعلمني به غيره وأما الرياسة والسؤدد والجاه العرض والتفات السلطان فمن دونه إليه فلم يكن من يشاركه فيه بل كان فرداً في ذلك لا ترد شفاعته ولذا تزايد الأسف عليه من الناس قال وكان يرتاح إلى لقائي ويتحسر على عدم مساعدة الوقت في الاجتماع رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن أبي القسم بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن ابن عبد الله أبو إسحاق الناشري قرأ على جده أبي عبد الله عدة من كتب الفقه والحديث وأخذ أيضاً عن أبيه وعمه وجيه الدين بل قرأ بعض الوسيط عند الجمال الطيب وروى عن المجد اللغوي وابن الجزري والنفيس العلوي ولقي بمكة الجمال بن ظهيرة وغيره وأخذ عنه أخوه إسحاق وآخرون وولي قضاء أبي لقحمة وأعمالها بعد عمه الوجيه وكان ينوب عنه بها في حياته وكان قاضياً عالماً صالحاً أوحد مكرماً للضيف. مات بعد الأربعين.
إبراهيم بن قرمش القرمي الأصل القاهري تاجر المماليك كأبيه وأحد خواص الأشرف ممن أثرى ثم تضعضع بعد موته وذكر بخير وبروحشمة وإلى أبيه تنسب الأمراء القرمشية. مات في سنة ست وخمسين وقد زاد على الثمانين. أفاده الزين عبد الباسط بن الأمير خليل وكان زوجاً لعمته.
إبراهيم بن كامل البرشاني ثم الوادياشي المالكي أحد مدرسي وادياش مع الإمامة انتفع به جماعة. مات تقريباً سنة تسع وثمانين فجأة عن بضع وستين وكان متميزاً في الفقه والعربية والفرائض والحساب وممن أخذ عنه أحمد أبي يحيى وأخبرني بترجمته.
إبراهيم بن مباركشاه الأسعردي الخواجا التاجر الشهير صاحب المدرسة بالجسر الأبيض. كان كثير المال واسع العطاء كثير البذل بخلاف قريبه الخواجا الشمس بن المزلق فمات هذا مطعوناً في رجب سنة ستة وعشرين ولم يكمل الستين، عاش ابن المزلق بعده دهراً طويلاً. قاله شيخنا في أنبائه.
إبراهيم بن مبارك بن سالم بن علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى المري الذهلي الشيباني البكري الوائلي الزئبقي البزازي القبطي. ولد بها تقريباً سنة تسع وثلاثين وثمانمائة ونشأ بها ثم توجه لمكة في أوائل سنة تسع وخمسين فقطنها ومدح بها صاحبها محمد بن بركات بقصائد وكذا مدح البرهان بن ظهيرة وسافر منها لليمن مراراً وتزوج بها ومدح صاحب جازان دريب بن خلد والأخوين علي وعامر ابني طاهر وكتب عنه النجم بن فهد في سنة ثمان وستين قصائد منها قصيدة نبوية أولها:

قف بالعقيق ملبياً ومـسـلـمـاً

 

وانثر دموعك من محاجرها دما

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البرهان السوبيني الأصل الدمشقي الشافعي قريب البرهان السوبيني المذكور ويعرف بابن الخطيب وكذا بالخطيب لكونه خطيب جامع برسباي الحاجب. مولده في شوال سنة خمس وأربعين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج وألفية النحو وقال أنه عرض واشتغل وحج وجاور مراراً ودخل حلب فما دونها ولقيني بمكة مع الشهاب الأخصاصي ثم بمنزلي في القاهرة مع ابن القارئ وسمع عليّ بعض البخاري وتناوله وأجزت له ولبنيه المحيوي أبي الفتح محمد والجمال أبي السعود محمد المدعو نزيل الكرام لكونه ولد بالمدينة والفخر أبي بكر والنجم أحمد المدعو ياسين وأم الهنا فاطمة وست الكل أسماء ولابني أخته البدر محمد وعائشة ابني محمد بن العجمي ولموسى بن عبد الله بن المغربي وكتبت لهم إجازة.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن سليمان بن سليم بن فريج بن أحمد البرهان بن لشمس بن فقيه الشافعية البرهان البيجوري الأصل القاهري الشافعي المقرئ أخو الشهاب أحمد الآتي وحفيد البرهان الماضي. ولد في رمضان سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بالنابلسية تجاه سعيد السعداء ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وبلوغ المرام لشيخنا والشاطبية والمنهاج الفرعي وغيرها وعرض على جماعة كشيخنا وسمع عليه وكذا على الجمال عبد الله الهيتي بقراءة أخيه الأول من حديث الصقلي واشتغل بالعلم وقتاً وحضر دروس المناوي وآخرين وتلا للسبع أفراداً وجمعاً على الزين جعفر السنهوري وجمعاً على النور الإمام وأجازه وأم بالمنصورية وسكنها وتنزل في الجهات وحج وربما أقرأ القراآت بل وحدث بعض الطلبة بالجزء المشار إليه، وكان خيراً متودداً متفضلاً على كثرين راغباً في البر والصلة مع الانجماع غالباً عن الناس والثناء عليه مستفيض. مات في حياة أمه في ليلة السبت سابع المحرم سنة ثمان وثمانين وترك طفلاً رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن العلامة جلال الدين أحمد بن محمد بن محمد البرهان أبو إسحاق الخجندي المدني الحنفي سبط أبي الهدى بن تقي الكازروني وأحد أعيان بلده بل إمام الحنفية بها. ولد في يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بطيبة ونشأ بها فحفظ القرآن والكنز وأخذ في الفقه ببلده على أخيه الشهاب أحمد والفخر عثمان الطرابلسي وفي العربية وعلم الكلام عن الشهاب بن يونس المغربي وكذا أخذ في شرح العقائد عن السيد السمهودي ومسع على أبيه وأبي الفرج المراغي وقرأ بمكة في منى على النجم بن فهد الثلاثيات، ودخل القاهرة مراراً أولها في سنة أربع وسبعين وسمع بها على النشاوي والديمي وأجاز له جماعة وأخذ فيها عن الزين قاسم والعضدي الصيرامي الفقه وغيره وعن نظام الفقه والأصول والعربية وعن الجوجري العربية وكذا قرأ فيها على الزيني زكريا شرحه لشذور الذهب ولازم الأمين الأقصرائي في فنون وقرأ عليه كثيراً وأكثر أيضاً من ملازمتي رواية ودراية ثم كان ممن لازمني حين إقامتي بطيبة وقرأ عليّ جميع ألفية العراقي بحثاً وحمل عني كثيراً من شرحها للناظم سماعاً وقراءة وغير ذلك من تأليفي ومروياتي وأذنت له على الوجه الذي أثبته في ترجمته من تاريخ المدينة وغيره، وقد ولي إمامة الحنفية بالمدينة بعد أخيه وتزوج ابنة الشيخ محمد المراغي ونعم الرجل فضلاً وعقلاً وتواضعاً وسكوناً وأصلاً وسمعته ينشد مما قاله وهو بالقاهرة لما بلغه ما وقع من الحريق بالمسجد النبوي:

قلت بـمـصـر جـاءنـا فـي خـبـر

 

وقـد جـرى بـطـيبة أمـر مـهـول

خافـت الـنـار إلـهـاً فـالـتـجـت

 

تتشفع لائذة بالرسول صلى الله عليه وسلم

مات فجأة تحت ساقط له في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وتأسفنا عليه رحمه الله.

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد برهان الدين بن شمس الدين القاهري المقسي الشافعي الخطيب سبط الفقيه عثمان القمني الآتي ويعرف كأبيه بابن الخص حفظ القرآن وغيره واشتغل عند شيخنا ابن خضر وسمع الحديث على شيخنا وغيره وتنزل في صوفية البيبرسية وغيرها من الجهات بل خطب بجامع ساروجا وغيره وتكسب بالشهادة كأبيه بحانوت التوبة وغيره وكان لا بأس به حج مراراً آخرها في سنة ثلاث وسبعين وجاور فسقط عليه بيت سكنه بمكة في جمادى الأولى سنة أربع وسبعين فمات تحت الهدم شهيداً وأظنه جاز الخمسين رحمه الله، ورأيت لأبيه سماعاً لمجلس الختم للدارقطني على الأبناسي والغماري والشمس الحريري إمام الصرغتمشية والفوى وأحمد بن عبد الله بن رشيد السلمي الحجازي والزين بن النقاش وذلك في سنة خمس وتسعين وسبعمائة فيشار إليه في ترجمته من المحمدين.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن صالح برهان الدين النيني - بفتح النون المشددة ثم تحتانية ساكنة بعدها نون نسبة لنين من أعمال مرج بني عامر من نواحي دمشق - الدمشقي ثم القاهري الشافعي القادري ويعرف بالبرهان القادري. ولد تقريباً في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بنين وتحول منها إلى دمشق مع أبويه وكان أبوه من أهل القرآن فقرأ بها القرآن على الشمس بن المكاري بقبر عاتكة وصلى به بجامع التوبة من العقيبة الكبرى بدمشق وحفظ كتباً جمة وهي العمدة وعقيدة الغزالي والشاطبية وأرجوزة العز الديريني في الفرق بين الضاد والطاء وألفية الحديث والنحو والجرومية والحدود للأبدي والمنهاج الأصلي والفرعي وآداب ما يتكرر في اليوم والليلة من الأكل والشرب والدعاء والنوم من نظم ابن العماد في أربعمائة بيت وقصيدة ابن المقرئ التي أولها:

إلى كم تماد في غرور وغفلة

 

وكم هكذا نوم إلى غير يقظة

والبردة للبوصيري ومختصر منهاج العابدين للبلاطنسي وكتاب ابن دقيق العيد لنائبه باخميم القاضي مخلص الدين، وعرض على جماعة منهم الجلال البلقيني حين اجتيازه عليهم بدمشق والشمس البرماوي حين إقامته عندهم بها والتقي بن قاضي شهبة وعنه أخذ في الفقه وكذا عن البلاطنسي وسمع ابن ناصر الدين، وقدم القاهرة فلازم المناوي أتم ملازمة في الفقه تقسيماً وغيره وكذا أخذ عنه العربية والأصول بل لازم تلميذه الجوجري وكتب عن شيخنا في الأمالي وسمع ختم البخاري في الظاهرية القديمة وقرأ شرح ألفية العراقي عيى الديمي وصحب السيد علي القادري والد عبد القادر، وحج في سنة إحدى وأربعين وغيرها وزار المدينة وبيت المقدس والخليل وتردد للجمالي ناظر الخاص وواختص به وقتاً وربما أجريت على يديه بعض مبراته وكذا تردد من الرؤساء كل ذلك على وجه السداد والاستقامة ولين الكلمة والتودد والتواضع والرغبة في الفائدة وقد استفتاني وحضر عندي في بعض دروس الألفية وحافظته أحسن من فاهمته ولم يزل يكرر على محافيظه. مات في ليلة السبت سادس عشر شوال سنة ست وثمانين رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن ظهير الدين برهان الدين السلموني الأصل القاهري الحنفي والد بدر الدين محمد الآتي ويعرف بابن ظهير - بفتح المعجمة وكسر الهاء كوزير - كان والده يذكر فيما قيل بالفضل فنشأ هذا طالب علم إلى أن باشر النقابة والنيابة عند التفهني ورقاه السلطان حتى استقر به في نظر الأوقاف والزرد خاناة والعمائر السلطانية ثم الإصطبلات عوضاً عن البرهان بن الديري، وقبل ذلك ولي الشهادة على بعض ديوان الفخري عثمان بن الطاهر. وحج وسافر إلى الطور بسبب الكشف على كنائسها وكذا باشر حين كان ناظر الأوقاف كشف الكنيسة المنسوبة للملكيين في قصر الشمع وكان المعين له لنظر الأوقاف شيخنا ورسم له بعدم التعرض للأوقاف المشمولة بنظر القضاة الأربع وكان ماهراً في المباشرة ذو وجاهة. مات في يوم الاثنين ثالث صفر سنة ثلاث وخمسين مطعوناً ولم يكمل الستين وصلى عليه من الغذ بمصلى باب النصر ودفن بالتربة المعروفة بهم تجاه تربة يلبغا العمري بالصحراء عفا الله عنه ورحمه.

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي الوفاء عز الدين أبو الفضل بن روح الدين بن عز الدين الأنصاري الباسكندري وهي قرية من قرى لار الهرموزي المولد الشافعي. ولد في صفر سنة أربع وعشرين وثمانمائة بهرموز ونشأ بها فأخذ في الفقه وغيره عن قاضيها نور الدين يوسف بن صلاح الدين محمد بن نور الدين يوسف وابن عمه المولى صدر الدين محمد بن تاج الدين عبد الله وقرأ عليه الحصن الحصين لابن الجزري في سنة اثنتين وخمسين وولي قضاءها مدة ثم تركه وهاجر لمكة فدخلها بعد السبعين وقرأ بها على الشيخ عبد المحسن في الفقه والنحو وكذا في تفسير البيضاوي ودام بها متقنعاً صابراً وكتب بخطه الكثير لنفسه ولغيره ومن ذلك عدة نسخ من البخاري، وزار المدينة غير مرة وسمع بمكة عليّ أشياء كمعظم البخاري والمصابيح وجل الشمائل مع جميع أربعي النووي والثلاثيات وغيرهما من مروياتي بل وتصانيفي كجل ختمي في صحيح مسلم وكتب بعضها ولكن في سمعه ثقل يسير وكان يستضيء للسماع بنسخة وكتبت له إجازة وصفته فيها بسيدنا الشيخي الهمامي الأمعي الأوحدي الأمجدي المفيدي المعيدي القدوتي الرحلتي الفاضلي الكاملي نابغة الكتاب ونادرة الأصحاب التارك للمنصب الدنيوي ورعاً وزهداً والمشارك الصالحين في مسمى التجرد قصداً مع الإقبال على التشرف بكتابة الحديث النبوي وسماعه والاشتمال على ما يرجى به له مزيد انتفاعه كالمرابطة بالبلد الحرام والمخالطة لكثير من الأئمة العظام.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي برهان الدين بن اليافعي اليماني الأصل المكي الشافعي ويعرف بالبطيني - بالضم لقب لأبيه - ولد في جمادى الثانية أو رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه والشاطبية وجمع الجوامع وألفية النحو وعرض على البرهاني بن ظهيرة والزيني خطاب وإمام الكاملية وأبي الفضل المغربي حين مجاورة الثلاثة في آخرين من أهل مكة والقادمين عليها، وحضر دروسهم مع دروس البرهاني وأخيه وابنه والشمس الجوجري وابن يونس وابن العرب في علوم، وسافر لعدن مرتين ولقي بها محمد أبا الفضل وغيره فأخذ عنهم وكذا أخذ بزبيد عن الفقيه عمر الفتي بل سمع بمكة على التقي بن فهد وأبي الفتح المراغي وغيرهما وزار المدينة النبوية وقرأ بها الشفا على الشيخ محمد المراغي ثم سمعه عليّ في سنة سبع وتسعين بمكةبل سمع عليّ في المجاورة قبلها غير ذلك وأخذ عن عز الدين الهمامي في القراءات.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الشيخ أبي القسم أبو اسحق المشدالي الأصل التونسي البجائي المغربي المالكي قريب أبي الفضل الشهير. لقيني بكل من الحرمين وسمع مني أشياء من تصانيفي وغيرها ومن ذلك دروساً في شرحي للألفية وكذا قرأ آية على أبي عبد الله المراغي بالمدينة وأخذ عن السراج معمر بن عبد القوي وغيره ولكنه لم يتصون ونسبت إليه أشياء مصاحبته لابن سويد تشهد بصحتها غفر الله لهما.

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الشرف محمد بن علي بن الشرف محمد بن إبراهيم بن الشرف يعقوب بن الأمين أبي اسحق إبراهيم بن موسى بن يعقوب بن يوسف البرهان بن القاضي شمس الدين الدمشقي الصالحي الشافعي أحد نوابهم وحفيد ست القضاة ابنة ابن زريق ويعرف كسلفه بابن المعتمد قريب سارة الآتية في النساء فهي عمة والده، كان جده الأعلى الأمير مبارز الدين أبو إسحاق إبراهيم والي دمشق مولده بالموصل وينسب عادلياً ويوصف بالمعتمد. مات في سنة ثلاث وعشرين وستمائة عن ثمانين سنة. ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام، وابنه الشرف أبو يوسف يعقوب كان حنفياً يعرف بابن المعتمد روى عن حنبل الرصافي وغيره وعنه جماعة منهم الدمياطي وأورد عنه في معجمه حديثاً وأرخ مولده في رابع رمضان نسة سبع وثمانين وخمسمائة ومات في ثالث عشر رجب سنة سبعين وستمائة عن ثلاث وثمانين وذكره الذهبي أيضاً، وحفيده الشرف محمد بن إبراهيم يروي عن الفخر بن البخاري ومات في ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة ووالد صاحب الترجمة مات في سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة عن تسع وخمسين كما سيأتي، وجده الشرف الأعلى من ذرية ست الحسب ابنة ست الحسن ابنة قاضي القضاة البهاء بن الزكي. وأما هذا فولد في ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بصالحية دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وقام به على العادة في رمضان سنة أربع وخمسين والمنهاج وألفية النحو وألفية البرماوي في الأصول والخزرجية في العروض وتفقه بالبدر بن قاضي شهبة والنجم بن قاضي عجلون ولازمهما حتى أخذ عن أولها ربع العبادات من شرحه الكبير على المنهاج والربع الأخير من شرحه الصغير عليه ومن أول النكاح إلى أثناء الجراح من تعقباته على المهمات المسمى بالمسائل المعلمات باعتراضات المهمات وعن ثانيهما من تصانيفه هادي الراغبين إلى منهاج الطالبين والتاج بزوائد الروضة على المنهاج بل أخذ عنه أصول الفقه والعروض والنحو كألفية البرماوي والخزرجية والكثير من شرح الألفية لابن الناظم والنحو أيضاً عن الشهاب الزرعي والفرائض والحساب على الشمس بن حامد الصفدي وأذن له بالإفتاء فيها في شوال سنة أربع وستين وكتب بالشامية وأنهى بها في التي تليها بل أذن له فيها البدر بن قاضي شهبة بالإفتاء إذناً عاماً، وناب في القضاء في رجب سنة إحدى وسبعين وهلم جراً ودرس بالظاهرية الجوانية وبالعذراوية برغبة المحب بن قاضي عجلون له عنهما وبالمجاهدية الجوانية عن الزين عمر بن محمد الطرابلسي فقيه بعلبك المتلقي لها عن رغبة البدر بن قاضي شهبة برغبته له والنصف من إفتاء دار العدل وجمع تدريس الركنية والفلكية برغبة التقي بن قاضي عجلون له عنها والتصدير بمدرسة أبي عمر وبالجامع، وحج وكتب على العجالة حاشية في ثلاث مجلدات وأشياء مفرقة من تاريخ وغيره بل له نظم وكتب المنسوب وسمع معنا بدمشق في سنة تسع وخمسين على جدته والشهابين ابن الشحام وابن الزين عمر بن عبد الهادي والشمس أبو خوارش وروفع فيه فقدم القاهرة في سنة خمس وتسعين فدام في الترسيم مدة وتوجعنا له وزارني في ربيع الأول من التي بعدها ثم أوقفني على مجلد من كتابته وأنشدني من نظمه مما كتب على قبر والده:

يا ربـنـا يا مـن لـه

 

نعم غـزار لا تـعـد

يا من يرجى فضـلـه

 

يا من هو الفرد الصمد

اغفر لساكن ذا الضري

 

ح محمد المعـتـمـد

وكل منه والشهاب بن اللبودي متزوج بأخت الآخر فذاك ماتت زوجته معه وهذا استمرت تحته إلى الآن واستجازني لنفسه ولبنيه.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى الحكمي اليماني ثم الخيفي الآتي أبوه العز الطيب ويعرف بابن مطير من بيت شهير. مات في المحرم سنة ثمانين بجدة وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها.
إبراهيم بن الكمال محمد بن إبراهيم بن محمد المراكشي الموحدي المدني الركبدار حفيد الآتي قريباً فيما يظهر. سمع على أبي الحسن المحلى سبط الزبير.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن منجك اليوسفي الدمشقي الآتي أبوه، أمه حبشية وكان هو أسمر أخرج الظاهر خشقدم عنه أمرة عشرة بالشام في سنة تسع وستين. ومات بعد ذلك بيسير في صدر أيام الأشرف قايتباي.

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم برهان الدين أبو الجبلي. ولد قبل التسعين بيسير وقرأ القرآن وحضر دروس الفقه وسمع الصحيح على الزين عبد الرحمن بن الزعبوب أنابه الحجار وحدث لقيته ببعلبك في القدمة الأولى فقرأت عليه بعض الصحيح وقد رأيته أجاز في سنة إحدى وعشرين في استدعاء فيه ابن شيخنا وغيره. مات.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البرهان أبو إسحاق الهاشمي الجعفري - لكونه كان يذكر أنه من ذرية علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب - النابلسي الحنبلي العطار أخو علي الآتي ويعرف بابن العفيف. ولد سنة أربعين وسبعمائة وسمع على العلائي وابن الخباز والميدومي والقطب أبي بكر بن المكرم ومحمد بن هبة الله الشافعي ومحمد بن غالب الماكسيني وقاسم بن سليمان الأذرعي إمام قبة موسى بالمسجد الأقصى والشمس محمد بن عبد الواحد بن طاهر المقدسي في آخرين، ومما سمعه على الأول الموافقات العالية والأبدال الحالية من تخريجه لنفسه وعلى الثاني قطعة من مسند أحمد وصحيح مسلم وجزء ابن عرفة أو منتقى منه وعلى الثالث الكثير. وأجاز له خلق وحدث سمع منه الأئمة وقد لقيه شيخنا بنابلس فحدثه بأحاديث منتقاة من جزء ابن عرفة. وكذا سمع عليه التقي أبو بكر القلقشندي وروى لنا عنه. مات في سنة أربع وعشرين بنابلس وهو في الأول من معجم شيخنا باختصار عن هذا.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأمير صارم الدين بن القاضي نجم الدين البشبيشي المولد المصري الشافعي المهمندان ويعرف بابن الشهيد. ولد في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة بمدينة بشبيش حين كان أبوه كاتب سرها وقرأ بها بعض القرآن ثم انتقل مع والده إلى القاهرة فأكمله بها وحفظ العمدة وسمع الصحيح على ابن أبي المجد وختمه على التنوخي والعراقي والهيثمي، وحج مرتين الأولى في سنة ست وتسعين وزار القدس والخليل وسافر إلى الشام فأكثر وولي المهمندارية سنة عشرين وثمانمائة فدام فيها مدة وكان نيراً حسن الشكل كتب عنه البقاعي في سنة ست وأربعين. ومات في يوم الخميس سابع عشر ذي الحجة منها بالقاهرة وصلى عليه بجامع الأزهر.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم برهان الدين الشرواني الشافعي. أثبته الشهاب المتبولي الحسيني في شيوخه الذين أخذ عنهم الفقه والفرائض والحساب وأنه كان مع تقدمه في العقليات بارعاً فيها، وقال لي الأمين بن البخاري أنه أخذ عنه جانباً من الفقه وقدم القاهرة في سنة خمس وستين فحج من البحر وقصده الشمس الشرواني للسلام عليه وأنه كان متبحراً في جميع العلوم يقرئ الفقه وغيره وأنه شرح خطبة الحاوي ورام الزين قاسم الحنفي الحضور مع التاج بن شرف حين قراءته عليه فعاكسه قال وكان معه ولد هو أيضاً من العلماء.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم اليماني شيخ رباط بمكة بعد الشهاب بن المسدي واستمر حتى مات في آخر يوم الجمعة وأول ليلة السبت سابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين بمكة ودفن بالمعلاة وقد فرط في ذلك من كتب الرباط بعاريتها لمن لا يعرفه أو لمن يختلسها مما لا تحامل عليه صلاحيته وغفلته. ذكره العز بن فهد.
إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسي الأصل المقدسي القاهري الشافعي الآتي جده الأعلى فمن دونه. ولد سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة بالزاوية وحفظ القرآن وغيره. ... وبعض المنهاج واشتغل عند الزيني عبد الرحيم الأبناسي وغيره وأسمعه علي على يوسف العجمي وابنه لقممني وحج في صغرة سنة اثنتين وثمانين وسمع هناك على بعض المسندين وأجاز له غيرهم وكذا قرأ عليّ في تقريب النووي وبعد موته جلس في دكان الطلخاوي وصار يقرأ عليه وزوجه ابنته.
إبراهيم بن الرضي محمد بن الشهاب أحمد بن عبد الله بن بدر الغزي الدمشقي الآتي أبوه وجده وأخوه رضي الدين محمد. استقر في جهات أبيه شركة لأخيه وذاك الأصغر وكان فيه فضل وربما تعتريه حالة جنون مات في

إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبدا لله بن عبد الرحمن بن عبد القادر الدفري المالكي الآتي أبوه والمذكور جده في أهل القرن الثامن. ولد في أول المحرم سنة سبع عشرة وثمانمائة وحفظ الرسالة وعرضها على جماعة كشيخنا وأجاز له هو والولي العراقي بل سمع على الولي في أملية وغيرها، وتفقه بالزين بن طاهر ودرس بعد أبيه بالنصرية الحسنية وبمدرسة أم السلطان وتكسب قليلاً بالشهادة وولي عقود الأنكحة ثم ترك ذلك بل ونزل عن وظيفته وانجمع بالطويلية من الصحراء، وشرح الرسالة في مجلد وابن الحاجب الفرعي في خمس وعلق من الفوائد غير ذلك، ولم يزل على طريقته حتى مات في سادس رمضان سنة سبع وسبعين ودفن عند جده بالقرب من الطويلية وهو خال البدر ابن صاحبنا الشيخ بهاء الدين المشهدي فأمه آسية أخت إبراهيم.
إبراهيم بن الشمس محمد بن أحمد بن عبد الله الدمشقي ويعرف كأبيه بابن قديدار. استقر بعد أبيه في مشيخة زاويته بدمشق فجرى على طريقة حسنة وديانة مع حسن السمت رحمه الله.
إبراهيم بن العز محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز الرضي أبو حامد بن العز بن المحب الهاشمي النويري المالكي الشافعي أخو إسماعيل الآتي. ولد في سنة سبع وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك وغيرها وسمع على ابن صديق والزين المراغي والشمس محمد بن محمد بن أحمد بن المحب المقدسي وأجاز له البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والتنوخي وآخرون منهم ابن الذهبي وابن العلائي وأقبل على الاشتغال في الفقه والنحو والصرف فحصل طرفاً وقدم القاهرة وأخذ عن أعيانها وكتب بخطه كتباً وكان خطه صالحاً مع خير وديانة وعفاف ورغبة في العبادة بحيث قرأ في ركعة إلى آخر يوسف فيما أخبر به أبوه وناب في الخطابة بالمسجد الحرام مرة واحدة فحمدت خطابته وصلاته. ومات في حياة أبيه بالقاهرة في الطاعون في ربيع الأول ظناً سنة تسع عشرة وجاء نعيه إلى مكة فكثر الأسف عليه وسنه إحدى وعشرون سنة وسبعة أشهر وأيام يسيرة رحمهما الله وعوضهما الجنة. ذكره الفاسي في تاريخ مكة.

إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الحميد بن يوسف بن أبي الجن السيد برهان الدين بن الخواجا الشمس الحسبني الدمشقي القبيباتي الأصل القاهري الشافعي، وابن أبي الجن بيت شهير كانوا نقباء الأشراف بدمشق منهم علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن العباس بن الجن بن العباس بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر وتحرر انتساب صاحب الترجمة إليهم والتقاؤه معهم. ولد في تاسع عشري شعبان سنة سبع وأربعين وثمانمائة الخيميين بالقرب من جامع الأزهر ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وكتباً زعم أنها تزيد على العشرين كالمنهاج والألفيتين والشاطبيتين وجمع الجوامع والتلخيص وعرض على كثيرين كالمحلى والبوتيجي والبلقيني والمناوي والشمني وابن الديري وأنه تردد لجماعة للاشتغل في الفقه وأصوله والعربية والقراءات وغيرها كالجلال البكري والبوتيجي والسنهوري والوراق فكان مما قرأه على البكري البعض من حاشيته على المنهاج والروضة وعلى البوتيجي قطعة من شرح الألفية للعراقي ولازمه في الفرائض والفقه وغيرهما وعلى السنهوري في النحو والأصول وعلى الوراق شرحه لحاوي ابن الهائم وفي الفرائض والحساب والفقه على الزين زكريا واليسير على الشهاب السجيني والبدر المارداني وفي شرح الهداية الجزرية على مؤلفها عبد الدائم وأنه قرأ بعض المنهاج على البلقيني وناب عنه في القضاء والوروري وربع البيع على العبادي في التقسيم وحضر بعض تقاسيم المناوي ولازم الديمي وغيره وأنه جود القرآن على إمام الأزهر على جعفر وأما أنا فأعلم تردد المحيوي الدمياطي إليه لقراءة جامع المختصرات وغيره، وسمع على أم هانئ الهورينية وحفيد ابن الملقن والحجازي وابن الفاقوسي وناصر الدين الزفتاوي وهاجر القدسية وخلق وقرأ عليّ في ألفية العراقي وسمع مني غيرها ثم لما مات أبوه استقر في نقابة الأشراف بدمشق عوضاً عن السيد محمد والد العلاء الحنفي وكما زعم في النيابة في القضاء بها ورام الخيضري أن يكون ذلك عنه فامتنع فتحرك لأخذ وظيفته وكالة بيت المال وكتابة السر كلاهما بدمشق واستقر فيهما في ربيع الثاني سنة سبع وستين ببذل كثير فدام فيهما دون سنة وأعيد الخيضري ثم عاد إليهما بانضمام وظائف أخر كنظر القلعة والأسوار عوضاً عن الزين عمر بن الصابوني في أوخر أيام الظاهر خشقدم ولم يلبث أن انفصل عنها في أيام الظاهر بلبان وعاد الخيضري لوظيفته ثم في أثناء أيام الأشرف فيتباي أعيد لنظر القلعة وما معها عن شرامرد المؤيدي نائب قلعة دمشق إلى أن انفصل عنها بالنابلسي كل هذا ونقابة الأشراف معه إلى أن صرف عنها وافتقر وذهب ما خلفه له أبوه من نقد وغيره وتحمل ديوناً كثيرة وصار بعد عزه بأبيه إلى حالة امتهان مع إقدام وجرأة ومرافعة مما لا يزداد به إلا مقتاً وإبعاداً، نعم قربه الخيضري بعد كونه السبب في أكثر ما غرمه حين تعرضه للشهاب بن المحوجب مما كان سبباً لإنفاد موجوده ولا زال يسترسل فيما هو كمين في نفسه إلى أن رام الإجحاف بولد الشريف الكمال املحيريق أخي زوجته بعد أبيهما في تركته فبادر الولد وشكاه إلى السلطان فطلبه وشهوده وهما إبراهيم الدميري والتقي بن محمود فغيبا وأمسك هو فبدر بكلمات قبيحة فبمجرد وقوفه أمر بضربه فضرب ضرباً مبرحاً وهو يستغيث ويقول أيفعل هذا بابن ابنة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يرحم حتى كاد أن يهلك ثم أرسل به إلى المقشرة ورثى له كل أحد وإن كان كما قلنا مقداماً جريئاً ثم أطلق بعد يومين بسفارة الدوادار الكبير والزيني بن مزهر بعد الإشهاد عليه بأنه لا يطرق بيت أحد من الأمراء والقضاة وغيرهم بل ولا يجتمع باثنين ولم يلبث أن مات المرافع فيه وسافر بعد يسير إلى مكة فحج ورجع إلى دمشق فخاصم نقيب الأشراف بها فبادر إلى الملك فانتصر له وأهان المشار إليه وعاد إلى محبسه فدام به أشهراً إلى أن تشفع فيه شيخ تربته واستمر حتى حج أيضاً في موسم سنة خمس وتسعين وجاور التي بعدها وقصدني غير مرة ومن ذلك ومعه ولده للعرض وكتبت له إجازة ولقيته بمنى فأعلمني بأن خادمة وصل إليه من دمشق ومعه له نحو مائة وخمسين ديناراً فضاعت منه ورجع إلى مصر بالحملة فهي غريقة ولا مأمون وقد كتب إلى بعض من وقف على مزعمه نيابة القضاء من ثقات  الشاميين ما نصه أنه لم يلها قط والله أرأف بعباده من ذلك انتهى.
إبراهيم بن محمد بن أحمد برهان الدين البصري الشافعي والد محمد وأخوته ويعرف بابن زقرق. له منظومة في الفقه سماها اليسر وقال فيها:

وسمى اليسر لعل اللـه

 

يرزقنا اليسر بحق طه

ممن أخذ عنه عبد الله البصري نزيل مكة وصاحب قاضيها ابن ظهيرة.
إبراهيم بن محمد بن أحمد البرهان الشنويهي القاهري الشافعي ممن حفظ القرآن والتنبيه وتفقه بالأبناسي والبلقيني في حياتهما بالقراسنقرية وغيرها وممن أخذ عنه من شويخنا البدر النسابة والعلم البلقيني والشهاب الحجازي، وكان فقيهاً صالحاً ذا عمل في التفسير والحديث. مات قبل البلقيني بيقين وكان حياً في سنة أربع وثمانمائة وهو والد زينب وزليخا المذكورتين في معجم النساء رحمه الله.
إبراهيم بن محمد بن أحمد العجيل اليماني. ممن أخذ عن أبيه عن النفيس العلوي، أخذ عنه ابن أخته أحمد بن موسى بن أحمد بن عجيل.
إبراهيم بن محمد بن إسماعيل المكي الحلواني والده العطار وهو يعرف بالحجازي سمع من الزين المراغي سنة أربع عشرة المسلسل وغيره. مات في المحرم سنة ثمان وسبعين.
إبراهيم بن محمد بن ايدمر بن دقماق. سيأتي قريباً بدون ايدمر.
إبراهيم بن محمد بن بهادر بن أحمد بن عبد الله برهان الدين القرشي النوفلي الغزي الشافعي ويعرف بابن زقاعة - بضم الزاي وتشديد القاف ثم مهملة ومنهم من يجعل الزاي سيناً مهملة - ولد بغزة في أول ربيع الأول سنة خمس وأربعين وسبعمائة كما سمعه منه شيخنا قال وذكر لي من أثق به عنه غير ذلك. قلت وأبعد ما قال سنة أربع وعشرين، وتعانى الخياطة في مبدأ أمره وسمع من قاضي بلده العلاء علي بن خلف ومن النور علي الفوي وغيره، وأخذ القراءات عن الشمس الحكري والفقه عن البدر القونوي والتصوف عن شخص من بني الشيخ عبد القادر الجيلي اسمه عمر وتولع بالأدب فقال الشعر ونظم في النجوم وعلم الحرف ومعرفة منافع النبات والأعشاب وساح في الأرض لتطلبه والوقوف على حقائقه وتجرد زماناً وتزهد فعظم قدره وطار ذكره وبعد صيته خصوصاً في أول دولة الظاهر برقوق فإنه استقدم من بلده مراراً عديدة لحضور المولد النبوي وتطارح الناس على اختلافهم عليه ثم انحل عنه قليلاً فلما استبد ابنه الناصر فرج تخصص به وتحول للقاهرة بعد الكائنة العظمى بدمشق فقطنها وسكن مصر على شاطئ النيل وتقدم عند الناصر جداً حتى كان لا يخرج إلى الأسفار إلا بعد أن يأخذ له الطالع ولا يتعدى الوقت الذي يعينه له فنقم عليه المؤيد ذلك ونالته منه محنة في أوائل دولته ثم أعرض عنه واستمر في خموله بالقاهرة حتى مات في ذي الحجة سنة عشرة بمنزله بمصر ودفن خارج باب النصر وأرخه بعضهم في سنة ثماني عشرة وهو غلط. وقد ذكره شيخنا في معجمه وقال إنه جمع أشياء منها دوحة الورد في معرفة النرد وتعريب التعجيم في حرف الجيم وغير ذلك قال وقرأت بخط صاحبنا خليل بن محمد المحدث يعني الأقفهسي سمعت صاحبنا خليل بن هارون الجزائري يقول سمعت الشيخ محمد القرمي ببيت المقدس يقول كنت يوماً في خلوة فسألت الله تعالى أن يبعث لي قميصاً على يد ولي من أوليائه فإذا الشيخ إبراهيم ومعه قميص فقال أعطوا هذا القميص للشيخ وانصرف من ساعته قال وأول ما اجتمعت به في سنة تسع وتسعين فسمعت من نظمه وفوائده ثم اجتمعت به بغزة قبل تحوله إلى القاهرة وسمعت كذلك من نظمه وفوائده ثم كثر اجتماعنا بعد سكناه القاهرة، وقد حج وجاور وأجاز لي رواية نظمه وتصانيفه منها القصيدة التائية في صفة الأرض وما احتوت عليه وكانت أولاً خمسمائة بيت ثم زاد فيها إلى أن تجاوزت خمسة آلاف وكان ماهراً في استحضار الحكايات والماجريات في الحال وفي النظم والنثر عارفاً بالأوفاق وكان يخضب بالسواد ثم أطلق قبل موته بثلاث سنين، وساق له مما أنشده له من نظمه في قصيدة نبوية:

غصن بـان بـطـيبة

 

في حشا الصب راسخ

من صبـاي هـويتـه

 

وأنـا الآن شـــائخ

قمـر لا ح نــوره

 

فاتضاءت فـراسـخ

عجباً كيف لـم يكـن

 

كاتباً وهـو نـاسـخ

ذللت حـين بـعـثـه

 

من قريش شـوامـخ

أسـد سـيف دينــه

 

ذابح الشرك شـالـخ

فاتح مطلب الـهـدى

 

وعلى الشرك صارخ

ومـسـيح تـحـتـه

 

طائر القلب نـافـخ

أحمـد سـيد الـورى

 

وبـه شـاد شـالـخ

مثل ما شـاد فـالـغ

 

من قـديم وفـالـخ

عقـد أكـسـير وده

 

ليس لي عنه فاسـخ

يا نـخـيلات وجـده

 

إن دمعي شـمـارخ

حرقي دست مهجتـي

 

فالهوى فيه طـابـخ








قال وهذا عنوان نظمه وربما ندر له ما هو أفحل منه. وقال في أنبائه أنه كان أعجوبة زمانه في معرفة الأعشاب واستحضار الحكايات والماجريات مقتدراً على النظم عارفاً بالوفاق وما يتعلق بعلم الحرف مشاركاً في القراءات والنجوم وطرف من الكيمياء، وعظمه الظاهر جداً ثم الناصر حتى كان لا يسافر إلا في الوقت الذي يجده له ومن ثم نقم عليه المؤيد ونالته منه محنة يسيرة في أول دولته وشهد عليه عنده جماعة من الطواشية وغيرهم بأمور منكرة فأغضى عنه، وقال إنه جاور في هذا العشر يعني الذي مات فيه سنة بمكة قل ونظمه كثير وغالبه وسط ويندر له الجيد وفيه السفساف، وكتب إليه في سنة تسع وتسعين:

تطلبت إذناً بالرواية عـنـكـم

 

فعادتكم إيصال بر وإحسـان

ليرفع مقداري وخفض حاسدي

 

وأفخر بين الطالبين ببرهـان

فأجاب مخطئاً للوزن في البيت الثاني:

أجزت شهاب الدين دامت حياته

 

بكل حديث جاز سمعي بإتقان

وفقه وتـاريخ وشـع رويتـه

 

وما سمعت أذني وقال لساني

وقال التقي المقريزي اجتمع بي بعد طول امتناعي من ذلك وأنشدني كثيراً من شعره وملأ آذاني بهذيانه وهذره ونقل عنه في عدد قصيدته المشار إليها أنها سبعة آلاف وسبعمائة وسبعة وسبعون بيتاً وكان مكثاراً مهذاراً يؤثر عنه مخاريق وشعبذة ولآخرين فيه اعتقاد ويتلقون عنه كرامات. قلت وآخرون كانوا يعتقدون علمه وفضله ومن الصوفية من كان يزعم أنه يعلم الحرف والاسم الأعظم، بل وصفه الجمال بن ظهيرة وناهيك به بشيخنا الإمام العلامة شيخ الطريقة والحقيقة، وشعره سائر ومنه مما كتبه عنه الجمال المشار إليه في سنة إحدى عشرة:

ومن عجبي أن النسيم إذا سـرى

 

سحيراً بعرف البان والرند والآس

يعيد على سمعي حديث أحبـتـي

 

فيخطر لي أن الأحبة جـلاسـى

ومما كتبه عنه أبو السعادات بن ظهيرة فيما قال:

رأى عقلي ولبي فيه حـارا

 

فأضرم في صميم القلب نارا

وخلاني أبيت الليل ملـقـى

 

على الأعتاب أحسبه نهـارا

إذا لام العواذل فيه جـهـلاً

 

أصفه لهم فينقلبوا حـيارى

وإن ذكروا السلو يقول قلبـي

 

تصامم عن أباطيل النصارى

وما علم العواذل أن صبـري

 

وسلواني قد ارتحلا وسـارا

فيا لله مـن وجـد تـولـى

 

على قلبي فأعدمه القـرارا

ومن حب تقادم فـيه عـهـد

 

فأورثني عناء وانكـسـارا

قضيت هواكم عشرين عامـاً

 

وعشرين ترادفها استـتـارا

فنم الدمع من عيني فـأبـدى

 

سرائر سر ما أخفى جهارا

إذا ما نسمة البانـات مـرت

 

على نجد وصافحت الغرارا

وصافحت الخزام وعتقوانـا

 

وشيحاً ثم قبلـت الـجـدارا

جدار ديار من أهوى قديمـاً

 

رعى الرحمن هاتيك الديارا

ألا يا لائمي دعنـي فـإنـي

 

رأيت الموت حجاً واعتمارا

فأهل الحب قد سكروا ولكن

 

صحا كل وفرقتنا سكـارى

وله في قصيدة يمدح بها البرهان بن جماعة:

لملة أحمـد بـرهـان دين

 

يقوم بحفظها في كل ساعه

فمت في حبه إن شئت تحيا

 

فذا البرهان قد أحيا جماعه

وله مما زعم بعض مريديه أن فيه الاسم الأعظم:

سألتك بالحواميم الـعـظـيمة

 

وبالسبع المطولة القـديمـه

وباللامين والفرض المـبـدا

 

به قبل الحروف المستقيمـه

وبالقطب الكبير وصاحـبـيه

 

وبالأرض المقدسة الكريمـه

وبالغصن الذي عكفت علـيه

 

طيور قلوب أصحاب العزيمه

وباملسطور في رق المعاني

 

وبالمنثور في يوم الولـيمـه

وبالكهف الذي قد حـل فـيه

 

أبو فتيانهـا ورأى رقـيمـه

وبالمعمور من زمن النصارى

 

بأحجار بعجرتها مـقـيمـه

ففجر في فؤادي عين حـب

 

تروي في مشارحها صميمه








وقد لقيت غير واحد من أصحابه منهم محمد بن أحمد بن علي الغزولي الحنبلي وأنشدنا عنه ما سأورده في ترجمته إن شاء الله وكذا روى لنا عنه الموفق الأبي قصيدة من نظمه أولها:

سلام كلما دارت

 

ببدر التم داراته

وأخرى أولها:

سقى عقيق الأجرع

 

غيث عقيق أدمعي

سمعهما منه هو والجمال بن موسى المراكشي الحافظ وكتب عنه البرهان الحلبي من نظمه:

إلهي أنت فوق رجا المرجي

 

فهب لي قبل أن ألقاك توبه

فإن العفو عن زلات جـان

 

أحب إلى الكريم من العقوبه

وقوله مما ينقل من مشيخة البرهان لشيخنا مع كلام البرهان فيه قد حكاة لنجم بن فهد في المشيخة التي خرجها للبرهان فقال اجتمعت به في مدينة غزة في قدمتي إليها في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة فوجدته رجلاً صالحاً كثير المعروف ووقت جلوسي عنده دق عليه الباب مرات ويخرج ويجيء وهو مسترزق من العقاقير وبعض الناس من أهل غزة يقولون أنه ينفق من الغيب وهو رجل فاضل يعرف قراءات ويصف أشياء للأوجاع كالأطباء ويطلب منه الدعاء وقد طلب مني أحاديث يسمعها عليّ فانتقيت له أحاديث من كتاب العلم لأبي خيثمة زهير بن حرب وسمعها عليّ في القدمة الثالثة وسمعت أنا عليه وقرأت أيضاً بعض شيء من شعره وأجاز لي ما له من نظم ونثر، وممن ذكره باختصار المقريزي في عقوده.
إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن يوسف ويعرف بابن صديق. يأتي فيمن جده صديق.

إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن رضوان برهان الدين المري - بالمهملة - المقدسي ثم القاهري الشافعي أخو الكمال محمد ويعرف كل منهما بابن أبي شريف. ولد في ليلة الثلاثاء ثامن عشر ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن سبع وتلاه تجويداً بل ولابن كثير وأبي عمرو على الشمس بن عمران ولازم سراجاً الرومي في العربية والأصول والمنطق ويعقوب الرومي في العربية والمعاني والبيان بل سمع عليهما كثيراً من فقه الحنفية وسمع على التقي القلقشندي المقدسي والزين ماهر وآخرين وأجاز له باستدعاء أخيه شيخنا وخلق، وقدم القاهرة غير مرة فقرأ على الأمين الأقصرائي شرح العقائد للتفتازاني وعلي الجلال المحلى نحو النصف من شرحه لجمع الجوامع في الأصول مع سماع باقيه، وتفقه به وبالعلم البلقيني وغيرهما وأخذ الفرائض والحساب عن البوتيجي والشهاب الأبشيطي ومما قرأه عليه الألغاز في الفرائض نظمه والتفسير عن ابن الديري وكذا أخذ عن أبي الفضل المغربي وانتفع في هذه العلوم وغيرها بأخيه بل جل انتفاعه به وبحث عليه في مصطلح الحديث وحج معه صحبة أبيهما في ركب الرجبية سنة ثلاث وخمسين فحج وسمع بمكة والمدينة على جماعة كالتقي بن فهد وأبي الفتح المراغي وأبي البقاء بن الضياء وأبي السعادات والمحب المطري، وبرع في فنون وأذن له غير واحد بالإقراء والإفتاء وعمل شرحاً للحاوي مزجاً في مجلد أو اثنين ولقواعد الإعراب لابن هشام في نحو عشرة كراريس دمج فيه المتن وللعقائد لابن دقيق العيد وسماه عنوان العطاء والفتح في شرح عقيدة ابن دقيق العيد أبي الفتح بل نظم العقيدة المشروحة وللفنحة القدسية في الفرائض نظم ابن الهائم سماه المواهب القدسية ولقطعة من البهجة الوردية ومن المنهاج الفرعي وله منظومة في رواية أبي عمرو نحو خمسمائة بيت بل نظم النخبة لشيخنا في نيف ومائة بيت وهي والتي قبلها على روى الشاطبية وبحرها وقرضها له جماعة من المصريين وغيرهم نظماً ونثراً ونظم لقطة العجلان للزركشي والجمل في المنطق ومنطق التهذيب للتفتازاني والورقات لإمام الحرمين وشذور الذهب وكذا نظم عقائد النسفي وسماه الفرائد في نظم العقائد بل له حواش على شرح العقائد للتفتازاني وتفسير سورة الكوثر وسورة الإخلاص والكلام على البسملة وعلى خواتيم سورة البقرة وعلى قوله تعالى "إن ربكم الله" في سورة الأعراف إلى "إن رحمة الله قريب من المحسنين" وشرع في نظم جامع المختصرات في الفقه وكذا في مختصر في الفقه حذا فيه حذو مجمع البحرين في تضمين خلاف المذاهب ما عدا أحمد واختصر الرسالة القشرية وسماه منحة الواهب النعم والقاسم في تلخيص رسالة الأستاذ القشيري أبي القاسم. وقطن القاهرة واختص فيها بالشرف المناوي وحضر دروسه بل صاهره على ابنته التي كانت زوجة لابن الطرابلسي، وأخذ عنه الطلبة في جامع الأزهر وغيره وقسم وأقرأ فنوناً وربما أفتى واستقر في تدريس التفسير بجامع طولون وفي الفقه والميعاد والخطابة ثلاثتها بالحجازية وفي الفقه والنظر بجامع الفكاهين وفي غير ذلك، وناب في الفقه بالمزهرية وبالمؤيدية وتعاني التجارة وعرف بالملاءة مع الفضل والبراعة والعقل والسكون. وممن كتب عنه البقاعي وقال أنه في العشرين من عمره صار من نوادر الزمان وكذا كتبت عنه أبياتاً في موانع انلكاح وقصيدة في ختم البخاري من أبياتها:

دموعي قد نمت بسر غـرامـي

 

وباح بوجدي للوشاة سقـامـي

فأضحى حديثي بالصبابة مسنـداً

 

ومرسل دمعي من جفوني دامي

وكتب إلى أخيه متشوقاً:

ما خلت برقاً بأرجاء الشـآم بـدا

 

إلا تنفست من أشواقي الصعـدا

ولا شممت عبيراً من نسيمـكـم

 

إلا قضيت بأن أقضي به كمـدا

ولا جرى ذكركم إلا جرت سحب

 

أورت لظى بفؤاد أورثتـه ردى

يا لوعة البين ما أبقيت من جلـد

 

أيقنت والله أن الصبر قد نـفـدا

حشوت أحشاي نيراناً قد اتقـدت

 

بأضلعي فأذابت مني الجـسـدا

كيف السبيل إلى عود اللقاء وهل

 

هذا البعاد قضى المولى له أمدا

 

من يبلغ الصحب أن الصب قد بلغت

 

أشواقه حالة ما مثلـهـا عـهـدا

لم أنس أنس ليال بالهنـا وصـلـت

 

والنفس بالوصل أمسى عيشها رغدا

أحادي العيس إن حـاذيت حـيهـم

 

فحيهم وصف الوجد الـذي وجـدا

وأشهد بما شهدت عيناك من حـرق

 

يهدا السقام وما منها الفـؤاد هـدا

وإن حللت ربي تلك الرباع فـسـل

 

عن جيرة لهم روح المشوق فـدا

فالروح ما برحت بالقدس مسكنهـا

 

والجسم في مضر للتبريح قد قعـدا

هي البقاع التي شد الرحـال لـهـا

 

على لسان رسول اللـه قـد وردا

من حل أرجاءها ترجى النجاة لـه

 

أكرم بها معبداً أعظم بهـا بـلـدا

صوب العهاد على تلك المعاهـد لا

 

زالت سحـائبـه مـنـهـلة أبـدا

وهو في كدر بسبب ولد له.
إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن مسلم الصالحي الدمشقي ويعرف بابن المدركل. ولد سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وسمع على محمد بن يوسف من رواية المسلسل وعلى زينب ابنة الكمال موافقاتها تخريج البرزالي. وحدث سمع منه شيخنا المسلسل وقال بلفظه المعجرف وقرأ عليه العشرة الثانية من الموافقات قال وأظنه مات في الكائنة العظمى سنة ثلاث يعني بدمشق، وتبعه المقريزي فذكره في عقوده ولكنه جزم بتاريخ وفاته.
إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن يوسف بن عمر بن أبي بكر برهان الدين الحلبي الدماطي - نسبة لوماط قرية من حلب على نحو مرحلتين من جهة الغرب - نزيل القاهرة الشافعي سبط الجمال يوسف بن إبراهيم بن قاسم الزاهد طالب سريع الكتابة خفيف الحركة بعيد عن الضبط والإتقان والفهم قدم القاهرة بعيد سنة خمس وأربعين وكتب ذيلاً على طبقات الشافعية أكثر فيه الاستمداد مني وكبره بكثير من المهملين وأفرد حدوداً وتعاريف في مجلد ورام من شيخنا تقريظه له فما تيسر، وقد أخذ عنه شرح النخبة وغيرها وتردد للقاضي علم الدين وقتاً وسمع علي الشمني وغيره أشياء وكتب الطباق ودار على الشيوخ ولم يتأهل في الن ولا كاد. مات بعد الخمسين أظنه في سنة تسع بالبيمارستان المنصوري عن نحو أربعين سنة فتفرقت أوراقه فلم ينتفع بها عفا الله عنه.
إبراهيم بن محمد بن أبي بكر برهان الدين الدمشقي الشافعي العدل ويعرف بابن الحداد سمع في سنة خمس وثمانين وسبعمائة من الحافظ أبي بكر بن المحب النصف الأول من عوالي أبي يعلى الصابوني وحدث سمع منه الفضلاء وكان مقرباً عدلاً مات.
إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن الخازن. هكذا ذكره ابن عزم في سنة ست وأربعين وأظنه أحمد بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن الخازن الآتي.
إبراهيم بن محمد بن حسين برهان الدين القاهري المالكي نزيل مكة ويعرف بالموصلي كان رجلاً مباركاً تكسب بالشهادة خارج باب زويلة وأدب بها الأطفال قد قدم مكة وأقام بها ثلاثين سنة فأزيد وكان كثير العبادة بالطواف سالكاً غاية الورع والنسك والدين الميتن والعبادة بحيث كان يحج منها ماشياً، وله إلمام بالعلم وخط حسن يتكسب بالنسخ بحيث كتب به مختصر الشيخ خليل وشرحه لابن الحاجب الفرعي وكان يذكر أنه من تلامذته، ولازم بمكة دروس الشيخ موسى على المراكشي وسمع منه ومن العفيف النشاوري وغيرهما وأدب الأطفال بمكة سنين كثيرة هي محصورة في ثلاثين وسكن برباط السدرة منها بل كان يشرف على ما يتحصل من ريع وقفه بصيانة وعفاف بحيث يتورع عن أخذ كثير من الصدقات. مات بمكة في العشر الأخير من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة بعد أن وقف شرح ابن الحاجب وغيره مما كتبه، ودفن بالمعلاة وقد بلغ السبعين فيما أحسب. ذكره الفاسي في تاريخ مكة وقال أنه شهد الصلاة عليه ودفنه، وأغفله شيخنا في أنبائه نعم ذكره في إبراهيم بن أحمد بن الحسين في سنة أربع عشرة والتي تليه للخلاف في ذلك، وكذا ذكره المقريزي لكنه جزم بسنة خمس عشرة.
إبراهيم بن محمد بن خليل بن أبي بكر بن محمد أبو المعالي بن الشمس المقدسي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن القباقبي. ولد وقرأ على الزين ماهر وأخذ الفقه عن العلم البلقيني والأصول عن المحلى والقراءات عن أبيه وقدم القاهرة غير مرة ومما كتبته من نظمه:

يا نفس كفى كفى ما كان مـن زلـل

 

فيما مضى واجهدي في صالح العمل

وعن هواك اعدلي ثم اعذلي وعظـي

 

بمن مضى واغنمي الطاعات واعتدلي

ولا تغـرنـك الـدنـيا وزينـتـهـا

 

فإنهـا شـرك الأكـدار والـعـلـل

ما أضحكت يومها إلا وفـي غـدهـا

 

أبكت فكوني بها منها عـلـى وجـل

فتلـك دار غـرور لا بـقـاء لـهـا

 

ولا دوام لـدانـيهـا عـلـى أمـل

أين القرون التي كانت بها سـلـفـت

 

كأنها لم تكن فـي الأعـصـر الأول

فلازمي كل مـا لـلـه فـيه رضـا

 

واستمسكي بالتقى في القول والعمـل

فمن أطاع سعـيد عـنـد خـالـقـه

 

في جنة الخلد في حلى وفي حـلـل

وقوله:

ما خلى من حب ليلى كمـن لـم

 

يتخذ في الورى رواها خـلـيلا

كم طوى البيد في هواها وأضحى

 

لا يراعي في العذل عنه الخلي لا

إبراهيم بن محمد بن خليل البرهان أبو الوفاء الطرابلسي الأصل طرابلس الشام الحلبي المولد والدار الشافعي سبط ابن العجمي لكون أمه ابنة عمر بن محمد بن الموفق أحمد بن هاشم بن أبي حامد عبد الله بن العجمي الحلبي ويعرف البرهان بالقوف لقبه به بعض أعدائه وكان يغضب منه، وبالمحدث وكثيراً ما كان يثبته بخطه. ولد في ثاني عشري رجب سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بالجلوم - بفتح الجيم وتشديد اللام المضمومة - بقرب فرن عميرة - بفتح العين وهما من بلبان حارة من حلب - ومات أبوه وهو صغير جداً فكفلته أمه وانتقلت به إلى دمشق فحفظ به بعض القرآن ثم رجعت به إلى حلب فنشأ بها وأدخلته مكتب الأيتام لناصر الدين الطواشي تجاه الشاذبختية الحنفية بسوق النساب فأكمل به حفظه وصلى به على العادة التراويح في رمضان بخانقاة جده لأمه الشمس أبي بكر أحمد بن العجمي والد والدة الموفق أحمد المذكور في نسبها برأس درب البازيار وتلا به عدة ختمات تجويداً على الحسن السايس المصري ولقالون إلى آخر نوح على الشهاب بن أبي الرضى ولأبي عمرو ختمتين على عبد الأحد بن محمد بن عبد الأحد الحراني الأصل الحلبي ولعاصم إلى آخر سورة فاطر عليه ولأبي عمرو إلى أثناء براءة فقط على الماجدي وقطعة من أوله لكل من أبي عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر على أبي الحسن محمد بن محمد بن محمد بن ميمون القضاعي الأندلسي، وأخذ في الفقه عن الكمال عمر بن إبراهيم بن العجمي والعلاء علي بن حسن بن ميس البابي والنور محمود بن علي الحراني والده بن العطار وولده التقي محمد والشمس محمد بن أحمد بن إبراهيم الصفدي نزيل القاهرة ويعرف بشيخ الوضوء والشهب ابن أبي الرضى والأذرعي وأحمد بن محمد بن جمعة بن الحنبلي والشرف الأنصاري والسراجين البلقيني وابن الملقن وبعض هؤلاء في الأخذ عنه أكثر من بعض، والنحو عن أبي عبد الله بن جابر الأندلسي ورفيقه أبي جعفر والكمال إبراهيم بن عمر الخابوري والزين عمر بن أحمد بن عبد الله بن مهاجر وأخيه الشمس محمد والعز محمد بن خليل الحاضري والكمال بن العجمي والزين أبي بكر بن عبد الله بن مقبل التاجر وأخذه أيضاً عنهم متفاوت، واللغة عن المجد الفيروزابادي صاحب القاموس وطرفاً من البديع عن الأستاذ أبي عبد الله الأندلسي ومن الصرف عن الجمال يوسف الملطي الحنفي، وجود الكتابة على جماعة أكتبهم البدر حسن البغدادي الناسخ ولبس خرقة التصوف من شيخ الشيوخ النجم عبد اللطيف بن محمد بن موسى الحلبي ومصطفى وأحمد القريعة وجلال الدين عبد الله البسطامي المقدسي والسراج بن الملقن واجتمع بالشيخ الشهير الشمس محمد بن أحمد بن عبد الرحمن القرمي وسمع كلامه، وفنون الحديث عن الصدر الياسوفي والزين العراقي وبه انتفع فإنه قرا عليه ألفيته وشرحها ونكته على ابن الصلاح مع البحث في جميعها وغيرها من تصانيفه وغيرها وتخرج به بل أشار له أن يخرج ولده الولي أبا زرعة وأذن له في الإقراء والكتابة على الحديث وعن البلقيني قطعة من شرح الترمذي له ومن دروسه في الموطأ ومختصر مسلم وغيرها من متعلقات الحديث وعن ابن الملقن قطعة ابن دقيق العيد وكتب عنه شرحه على البخاري في مجلدين بخطه الدقيق الذي لم يحسن عند مصنفه لكونه كتب في عشرين مجلداً وأذن له كل منهما، وكذا أخذ علم الحديث عن الكمال بن العجمي والشرف الحسين بن حبيب وكان طلبه للحديث بنفسه بعد كبره فإنه كتب الحديث في جمادى الثانية سنة سبعين، وأقدم سماع له في سنة تسع وستين وعني بهذا الشأن أتم عناية فسمع وقرأ الكثير ببلده على شيوخها كالأذرعي والكمال بن العجمي وقريبه الظهير والكمال بن حبيب وأخويه البدر والشرف والكمالين ابن العديم وابن أمين الدولة والشهاب بن المرحل وابن صديق وقريب من سبعين شيخاً حتى أتى على غالب مروياتهم وارتحل إلى الديار المصرية مرتين الأولى في سنة ثمانين والثانية في سنة ست وثمانين فسمع بالاهرة ومصر والاسكندرية ودمياط وتنيس وبيت المقدس والخليل وغزة والرملة ونابلس وحماة وحمص وطرابلس وبعلبك ودمشق وأدرك بها الصلاح بن أبي عمر خاتمة أصحاب الفخر ولم يسمع من أحد من أصحابه سواه وسمع بها من المحب الصامت وأبي الهول وابن عوض والشمس بن قاضي شهبة وعدة نحو الأربعين، وشيوخه بالقاهرة الجمال الباجي والبدر بن حسب الله وابن ظافر والحراوي والتقي بن حاتم  والتنوخي وجويرية الهكارية وقريب من أربعين أيضاً، وبمصر الصلاح محمد بن محمد بن عمر البلبيسي وغيره، وبالاسكندرية البهاء عبد الله بن الدماميني والمحيوي القروي ومحمد بن محمد بن يفتح الله وآخرون، وبدمياط أحمد القطان، وبتنيس بالقرب من جامعها الذي خرب بعض رواقاته قرأ عليه بإجازته العامة من الحجار وببيت المقدس الشمس محمد بن حامد بن أحمد والبدر محمود بن علي بن هلال العجلوني والجلال عبد المنعم بن أحمد بن محمد الأنصاري ومحمد بن سليمان بن الحسن بن موسى بن غانم وغيرهم، وبالخليل نزيله عمير بن النجم بن يعقوب البغدادي المعروف بالمحرد، وبغزة قاضيها العلاء علي بن خلف بن كامل أخو صاحب ميدان الفرسان الشمس الغزي وتلميذه وبالرملة بعضهم، وبنابلس الشمس محمد وإبراهيم وشهود بنو عبد القادر بن عثمان وغيرهم، وبحماة أبو عمر أحمد بن علي بن عبدان العداس وشرف ابنة البدر محمد بن حسن بن مسعود وجماعة، وبحمص الجمال إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن فرعون وعثمان بن عبد الله بن النعمان الجزار، وبطرابلس الشهاب المسلك أحمد بن عبد الله الرواقي الحموي، وببعلبك الشمس محمد بن علي بن أحمد ابن اليونانية والعماد إسماعيل بن محمد بن بردس وآخرون. وأجاز له قبل رحلته ابن أميلة وأبو علي بن الهبل وغيرهما. وقرأت بخطه: مشايخي في الحديث نحو المائتين من رويت عنه شيئاً من الشعر دون الحديث بضع وثلاثون وفي العلوم غير الحديث نحو الثلاثين، وقد جمع الكل من شيوخ الإجازة أيضاً صاحبنا النجم بن فهد الهاشمي في مجلد ضخم بين فيه أسانيده وتراجم شيوخه وانتفع بثبت الشيخ في ذلك وفرح الشيخ به لكونه كان أولاً في تعب بالكشف من الثبت وكذا جمع التراجم وألم بالمسموع شيخنا لكن ما أظن صاحب الترجمة وقف عليها ولو علم بالذي قبله ما عملها. وحج في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وكانت الوقفة الجمعة ولم يحج سواها وزار المدينة النبوية وكذا زار بيت المقدس أربع مرار ولما هجم اللنك حلب طلع بكتبه إلى القلعة فلما دخلوا البلد وسلبوا الناس كان فيمن سلب حتى لم يبق عليه شيء بل وأسر أيضاً وبقي معهم إلى أن رحلوا إلى دمشق فأطلق ورجع إلى بلده فلم يجد أحداً من أهله وأولاده قال فبقيت قليلاً ثم خرجت إلى القرى التي حول حلب مع جماعة فلم أزل هناك إلى أن رجع الطغاة لجهة بلادهم فدخلت بيتي فعادت إليّ أمتي نرجس وذكرت أنها هربت منهم من الرها وبقيت زوجتي وأولادي منها وصعدت حينئذ القلعة وذلك في خامس عشري شعبان فوجدت أكثر كتبي فأخذتها ورجعت. واجتهد الشيخ رحمه الله في هذا الفن اجتهاداً كبيراً وكتب بخطه الحسن الكثير فمن ذلك كما تقدم شرح البخاري لابن الملقن بل فقد منه نصفه في الفتنة فأعاد كتابته أيضاً وعدة مجاميع وسمع العالي والنازل وقرا البخاري أكثر من ستين مرة ومسلماً نحو العشرين سوى قراءته لهما في الطلب أو قراءتهم من غيره عليه، واشتغل بالتصنيف فكتب تعليقاً لطيفاً على السنن لابن ماجه وشرحاً مختصراً على البخاري سماه التلقيح لفهم قارئ الصحيح وهو بخطه في مجلدين وبخط غيره في أربعة وفيه فوائد حسنة وقد القتط منه شيخنا حيث كان بحلب ما ظن أنه ليس عنده لكون شرحه لم يكن كراريس يسيرة وأفاد فيه أشياء والذي كتبه منه ما يحتاج إلى مراجعته قبل إثباته ومنه ما لعله يلحقه ومنه ما يدخل في القطعة التي كانت بقيت على شيخنا من شرحه هذا مع كون المقدمة التي لشيخنا من جملة أصول البرهان فإنني قرأت في خطبة شرحه: ثم اعلم أن ما فيه عن حافظ عصري أو عن بعض حفاظ العصر أو نحوها بين العبارتين فهومن قول حافظ هذا العصر العلامة قاضي المسلمين حافظ العصر شهاب الدين بن حجر من كتابه الذي هو كالمدخل إلى شرح البخاري له أعان الله على إكمال الشرح انتهى. بل لصاحب الترجمة على البخاري عدة إملاءات كتبها عنه جماعة من طلبته والمقتفى في ضبط ألفاظ الشفا في مجلد بيض فيه كثيراً ونور النبراس على سيرة ابن سيد الناس في مجلدين وحواش على كل من صحيح مسلم لكنها ذهبت في الفتنة والسنن لأبي داود وكتب ثلاثة وهي التجريد والكاشف وتلخيص المستدرك وكذا على الميزان له وسماه نيل الهميان في معيار الميزان يشتمل على تحرير بعض تراجمه وزيادات عليه وهو في مجلدة لطيفة لكنها كما قال شيخنا لم يمعن النظر فيه، والمراسيل للعلائي واليسير على ألفية  العراقي وشرحها بل وزاد في المتن أبياتاً غير مستغنى عنها، وله نهاية السول في رواة الستة الأصول في مجلد ضخم والكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث مجلد لطيف والتبين لأسماء المدلسين في كراسين وتذكرة الطالب المعلم فيمن يقال أنه مخضرم كذلك والاغتباط بمن رمى بالاختلاط وتلخيص المبهمات لابن بشكوال وغير ذلك وله ثبت كثير الفوائد طالعته وفيه إلمام بتراجم شيوخه ونحو ذلك بل ورأيته ترجم جماعة ممن قرأ عليه ورحل إليه كشيخنا وهي حافلة وابن ناصر الدين وطائفة. وكان إماماً علامة حافظاً خيراً ديناً ورعاً متواضعاً وافر العقل حسن الأخلاق متخلقاً بجميل الصفات جميل العشرة محباً للحديث وأهله كثير النصح والمحبة لأصحابه ساكناً منجمعاً عن الناس متعففاً عن التردد لبني الدنيا قانعاً باليسير طارحاً للتكلف رأساً في العبادة والزهد والورع مديم الصيام والقيام سهلاً في التحدث كثير الإنصاف والبشر لمن يقصده للأخذ عنه خصوصاً الغرباء مواظباً على الاشتغال والأشغال والإقبال على القراءة بنفسه حافظاً لكتاب الله تعالى كثير التلاوة له صبوراً على الأسماع ربما أسمع اليوم الكامل من غير ملل ولا ضجر، عرض عليه قضاء الشافعية ببلده فامتنع وأصر على الامتناع فصار بعد كل واحد من قاضيها الشافعي والحنفي من تلامذته الملازمين لمحله والمنتمين لناحيته، واتفق أنه في بعض الأوقات حوصرت حلب فرأى بعض أهلها في المنام السراج البلقيني فقال له ليس على أهل حلب بأس ولكن رح إلى خادم السنة إبراهيم المحدث وقل له يقرأ عمدة الأحكام ليفرج الله عن المسلمين فاستيقظ فأعلم الشيخ فبادر إلى قراءتها في جمع من طلبة العلم وغيرهم بالشرفية يوم الجمعة بكرة النهار ودعا للمسلمين بالفرج فاتفق أنه في آخر ذلك النهار نصر الله أهل حلب. وقد حدث بالكثير وأخذ عنه الأئمة طبقة بعد طبقة والحق الأصاغر بالأكابر وصار شيخ الحديث بالبلاد الحلبية بلا مدافع. وممن أخذ عنه من الأكابر الحافظ الجمال بن موسى المراكشي ووصفه بالإمام العلامة المحدث الحافظ شيخ مدينة حلب بلا نزاع وكان معه في السماع عليه الموفق الأبي وغيره العلامة العلاء بن خطيب الناصرية وأكثر الرواية عنه في ذيله لتاريخ حلب وقال في ترجمته منه هو شيخي عليه قرأت هذا الفن وبه انتفعت وبهديه اقتديت وبسلوكه تأدبت وعليه استفدت قال وهو شيخ إمام عامل عالم حافظ ورع مفيد زاهد على طريق السلف الصالح ليس مقبلاً إلا على شأنه من الاشتغال والأشغال والإفادة لا يتردد إلى أحد وأهل حلب يعظمونه ويترددون إليه ويعتقدون بركته، وغالب رؤسائها تلامذته. قال ورحل إليه الطلبة واشتغل على كثير من الناس وانفرد بأشياء وصار إلى رحلة الآفاق وحافظ الشام الشمس بن ناصر الدين وكانت رحلته إليه في أول سنة سبع وثلاثين وأثنى عليه ولما سافر شيخنا في سنة ست وثلاثين صحبة الركابة الأشرفي إلى آمد أضمر في نفسه لقيه والأخذ عنه لاستباحة القصر وسائر الرخص ولكونه لم يدخل حلب في الطلب ثم أبرز ذلك في الخارج وقرأ عليه بنفسه كتاباً لم يقرأه قبلها وهو مشيخة الفخر بن البخاوي هذا مع أنه لم يكن حينئذ منفرداً بالكتاب المذكور بل كان بالشام غير واحد ممن سمعه على الصلاح بن أبي عمر أيضاً فكان في ذلك أعظم منقبة لكل منهما سيما وقد كان يمكن شيخنا أن يأمر أحداً من الطلبة بقراءتها كما فعل في غيرها فقد سمع عليه بقراءة غيره أشياء وحدث هو وإياه معاً بمسند الشافعي والمحدث الفاضل وترجمه شيخنا حينئذ بقوله وله الآن بضع وستون سنة يسمع الحديث ويقرؤه مع الدين والتواضع واطراح التكلف وإتقان قال وهو قليل المباحث فيها كثير النقل، وقال في مقدمة المشيخة التي خرجها له أما بعد فقد وقفت على ثبت الشيخ الإمام العلامة الحافظ المسند شيخ السنة النبوية برهان الدين الحلبي سبط ابن العجمي لما قدمت حلب في شهور سنة ست وثلاثين فرأيته يشتمل على مسموعاته ومستجازاته وما تحمله في بلاده وفي رحلاته وبيان ذلك مفصلاً وسألته هل جمع لنفسه معجماً أو مشيخه فاعتذر بالشغل بغيره وأنه يقتنع بالثبت المذكور إذا أراد الكشف عن شيء من مسموعاته وأن الحروف لم تكمل عنده فلما رجعت إلى القاهرة راجعت ما علقته من الثبت المذكور وأحببت أن أخرج له مشيخة أذكر فيها أحوال الشيوخ المذكورين ومروياتهم ليستفيدها الرحالة فإنه اليوم أحق  الناس بالرحلة إليه لعلو سنده حساً ومعنى ومعرفته بالعلوم فناً أثابه الحسنى آمين. وفهرس المشيخة بخطه بما نصه جزء فيه تراجم مشايخ شيخ الحافظ برهان الدين، ثم عزم على إرسال نسخة منها إليه وكتب بظاهرها ما نصه: المسؤول من فضل سيدنا وشيخنا الشيخ برهان الدين ومن فضل ولده الإمام موفق الدين الوقوف على هذه الكراريس وتأمل التراجم المذكورة فيها وسد ما أمكن من البياض لإلحقا ما وقف على مسطرها من معرفة أحوال من بيض على ترجمته وإعادة هذه الكراريس بعد الفراغ من هذا العرض إلى الفقير مسطرها صحبة من يوثق به إن شاء الله. وكذا سيأتي في ترجمة ولده وصف شيخنا لصاحب الترجمة بشيخنا الإمام العلامة الحافظ الذي اشتهر بالرعاية في الإمامة حتى صار هذا الوصف له علامة أمتع الله المسلمين ببقائه، وسئل عنه وعن حافظ دمشق الشمس بن ناصر الدين فقال البرهان نظره قاصر على كتبه والشمس يحوش، وكان ذكره قبل ذلك في القسم الثاني من معجمه فقال: المحدث الفاضل الرحال جمع وصنف مع حسن السيرة والتخلق بجميل الأخلاق والعفة والانجماع والإقبال على القراءة بنفسه ودوام الأسماع والاشتغال وهو الآن شيخ البلاد الحلبية غير مدافع أجاز لأولادي وبيننا مكاتبات ومودة حفظه الله تعالى قال ثم اجتمعت بهفي قدومي إلى حلب في رمضان سنة ست وثلاثين صحبة الأشرف وسمعت منه المسلسل بالأولية بسماعه من جماعة من شويخنا ومن شيخين له لم ألقهما ثم سمعت من لفظه المسلسل بالأولية تخريج ابن الصلاح سوى الكلام انتهى. وبلغني أن شيخنا كتب له المسلسل بخطه عن شيوخه الذين سمعه منهم وأدخل فيهم شيخاً رام اختباره فيه هل يفطن له أم لا فنبه البرهان لذلك بل ونبه على أنه من امتحان المحدثين، هذا مع قوله لبعض خواصه أن هذا الرجل يعني شيخنا لم يلقني إلا وقد صرت نصف راجل إشارة إلى أنه كان عرض له قبل ذلك الفالج وأنسى كل شيء حتى الفاتحة قال ثم عوفيت وصار يتراجع إليّ حفظي كالطفل شيئاً فشيئاً. وهو ممن حضر مجلس إملاء شيخنا بحلب وعظمه جداً كما أثبته في ترجمته واستفاد منه كثيراً، وأما شيخنا فقد سمعته يقول لم أستفد من البرهان غير كون أبي عمرو بن أبي طلحة اسمه حفص فإنه أعلمني بذلك واستحضر كتاب فاضلات النساء لابن الجوزي لكون التسمية فيه ولم أكن وقفت عليه. وممن ترجم الشيخ أيضاً الفاسي في ذيل التقييد وقال محدث حلب، والتقي المقريزي في تاريخه لكن باختصار وقال أنه صار شيخ البلاد الحلبية بغير تدافع مع تدين وانجماع وسيرة حميدة، وقال البقاعي أنه كان على طريقة السلف في التوسط في العيش وفي الانقطاع عن الناس لاسيما أهل الدنيا عالماً بغريب الحديث شديد الاطلاع على المتون بارعاً في معرفة العلل إذا حفظ شيئاً لا يكاد يخرج من ذهنه ما نازع أحداً بحضرتي في شيء وكشف عنه إلا ظهر الصواب ما قاله أو كان ما قاله أحد ما قيل في ذلك، وهو كثير التواضع مع الطلبة والنصح لهم وحاله مقتصد في غالب أمره. قلت وفيها مجازفات كثيرة كقلوه شديد الاطلاع على المتون بارعاً في معرفة العلل ولكنه معذور فهو عار منهما، ولما دخل التقي الحصني حلب بلغني أنه لم يتوجه لزيارته لكونه كان ينكر مشافهة على لابسي الأثواب النفيسة على الهيئة المبتدعة وعلى المتقشفين ولا يعدو حال الناس ذلك فتحامي قصده فما وسع الشيخ إلا المجيء إليه فوجده نائماً بالمدرسة الشرقية فجلس حتى انتبه ثم سلم عليه فقال له لعلك التقي الحصني فقال أنا أبو بكر ثم سأله عن شيوخه فسماهم له فقال له إن شيوخك الذين سميتهم هم عبيد ابن تيمية أو عبيد من أخذ عنه فما بالك تخط أنت عليه فما وسع التي إلا أن أخذ نعله وانصرف ولم يجسر يرد عليه ولم يزل على جلالته وعلو مكانته حتى مات مطعوناً في يوم الاثنين سادس عشري شوال سنة إحدى وأربعين بحلب ولم يغب له عقل بل مات وهو يتلو وصلى عليه بالجامع الأميو بعد الظهر ودفن بالجبيل عند أقاربه وكانت جنازته مشهودة ولم يتأخر هناك في الحديث مثله رحمه الله وإيانا.

إبراهيم بن محمد بن دقماق صارم الدين القاهري الحنفي مؤرخ الديار المصرية في وقته، ودقماق كان أحد الأمراء الناصرية محمد بن قلاون وهو جد أبيه فهو محمد بن ايدمر بن دقماق. قال شيخنا في معجمه ولد في حدود الخمسين وسبعمائة واعتنى بالتاريخ فكتب منه الكثير بخطه وعمل تاريخ الإسلام وتاريخ الأعيان وطبقات الحنفية وغير ذلك وامتحن في سنة أربع وثمانمائة بسبب شيء قاله في ترجمة الشافعي وكان يحب الأدبيات مع عدم معرفته بالعربية ولكنه كان جميل العشرة كثير الفكاهة حسن الود قليل الوقيعة في الناس، وزاد في أنبائه عامي العبارة وأنه ولي في آخر الأمر إمرة دمياط فلم تطل مدته فيها ورجع إلى القاهرة فمات بها في ذي الحجة سنة تسع وقد جاوز الستين. قلت وهو أحد من اعتمده شيخنا في أنبائه المذكور قال وغالب ما أنقله من خطه ومن خط ابن الفرات عنه وقد اجتمعت به كثيراً، ثم ذكر أنه بعد ابن كثير عمدة العيني حتى يكاد يكتب منه الورقة الكاملة متوالية وربما قلده فيما يهم فيه حتى في اللحن الظاهر كالخلع والمحنة المشار إليها قد ذكرها شيخنا في سنة خمس لا أربع وعبارته وفيها أثناء السنة كائنة ابن دقماق وجد بخطه خط صعب على الإمام الشافعي فطولب بذلك من مجلس القاضي الشافعي فذكر أنه نقله من كتاب عند أولاد الطرابلسي فعزره القاضي جلال الدين بالضرب والحبس قال ولم يكن المكور يستأهل ذلك، وقال غيره أنه تزيا بزي الجند وطلب العلم وتفقه يسيراً بجماعة ومال إلى الأدب ثم حبب إليه التاريخ وتصانيفه فيه جيدة مفيدة واطلاعه كثير واعتقاده حسن ولم يكن عنده فحش في كلامه ولا في خطه، وقال المقريزي أنه أكب عليه حتى كتب فيه نحو مائتي سفر من تأليفه وغير ذلك وكتب تاريخاً كبيراً على السنين وآخر على الحروف وأخبار الدولة التركية في مجلدين وسيرة للظاهر برقوق وطبقات للحنفية وامتحن بسببها وكان عارفاً بأمور الدولة التركية مذاكراً بجملة أخبارها مستحضراً لتراجم أمرئها ويشارك في غيرها مشاركة جيدة وقال أنه كان حافظاً للسانه من الوقيعة في الناس لا تراه يذم أحداً من معارفه بل يتجاوز عن ذكر ما هو مشهور عنهم مما يرمى به أحدهم بل يعتذر عنه بكل طريق صحبته مدة وجاورني سنين وهو عنده في عقوده أيضاً.
إبراهيم بن محمد بن راشد برهان الدين الملكاوي الدمشقي الشافعي. قال شيخنا في أنبائه أحد الفضلاء بدمشق اشتغل وهو صغير وحصل ومهر في القراءات وكان يشتغل في الفرائض بين المغرب والعشاء بالجامع. مات في جمادى الآخرة سنة أربع وأشار لما ذكره عنه في حوادث التي قبلها وهو أنه قرأ على الجمال بن الشرائحي الرد على الجهمية لعثمان الدارمي فحضر عندهم الزين عمر الكفيري وأنكر عليهم وشنع وأخذ نسخة من الكتاب وذهب بها إلى القاضي المالكي وهو البرهان إبراهيم بن محمد بن علي التادلي الآتي فطلب القارئ صاحب الترجمة فأغلظ له ثم طلبه ثانياً فتغيب ثم أحضره فسأله عن عقيدته فقال الإيمان بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزعج القاضي لذلك وأمر بتعزيره فعزر وضرب وطيف به ثم طلبه بعد جمعة لكونه بلغه عنه كلام أغضبه فضربه ثانياً ونادى عليه وحكم بسجنه شهراً.
إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عون الطيبي الدمشقي الحنفي ويعرف بابن عون. قدم القاهرة غير مرة فقرأ عليّ بعض البخاري والمجلس الذي عملته في ختمه بعد أن كتبه وكذا كتب عني في الآمالي ثم قرأ عليّ الآثار لابن الحسن وسمع على شرح معاني الآثار وأشياء عليّ رمني ونعم الرجل.

إبراهيم بن محمد بن صديق ويدعى أبا بكر بن إبراهيم بن يسوف برهان الدين الدمشقي الشافعي الصوفي المؤذن بالجامع الأموي بدمشق الحريري أيضاً نزيل الحرم بل يقال له المجاور بالحرمين ويعرف بابن صديق - بكسر الصاد المهملة وتشديد الدال المهملة وآخره قاف - وبابن الرسام وهو صنعة أبيه وربما قيل لصاحب الترجمة الرسام وكان أبوه أيضاً بواب الظاهرية بدمشق. ولد في آخر سنة تسع عشرة وسبعمائة أو أول التي تليها وهو الذي أخبر به وقول بعضهم في الطباق المؤرخة سنة خمس وعشرين أنه كان في الرابعة قال الأقفهسي أنه غلط صوابه في الخامسة بناء على ما أخبر، ونشأ بها فحفظ القرآن وشيئاً من التنبيه بل قال البرهان الحلبي عنه أنه حفظه في صغره قال كان يعقد الأزرار ويؤذن بجامع بني أمية ودخل مصر والاسكندرية ومسع على الحجار والتقي بن تيمية والمجد محمد بن عمر بن العماد الكاتب وأيوب الكحال والشرف بن الحافظ وإسحاق الآمدي والمزي والبرزالي وآخرين تتفرد بالرواية عن أكثرهم وأجاز له ابنا لزراد وأسماء ابنة صصرى والبدر بن جماعة وإبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن الغراقي والختني والواني وابن القماح وأبو العباس المرادي وخلق من الشاميين والمصريين وعمر دهراً طويلاً مع كونه لم يتزوج ولا تسري وأكثر المجاورة بمكة والحج منها ست سنين متصلة بموته تنقص تسعة وأربعين يوماً ومنها خمس سنين أولها سنة إحدى وتسعين وغير ذلك وكذا جاور بالمدينة وحدث بهما وبدمشق انقضاء الحج من سنة ست وتسعين وغير ذلك وكذا جاور بالمدينة وحدث بهما وبدمشق وطرابلس وحلب وكان دخوله لها في سنة ثمانمائة وقرئ عليه البخاري فيها أربع مرار وبمكة أزيد من عشرين مرة سمع عليه الأئمة كالبرهان الحلبي وابن ظهيرة والتقي الفاسي وشيخنا لقيه بمكة وأخذ عن خلق ممن سمع عليه سوى شيخنا كالشرف المراغي والشهاب العقبي وآخر من روى عنه بالحضور أم حبيبة زينب ابنة أحمد لشوبكي فإنها عاشت إلى سنة ست وثمانين وآخر من روى عنه بالإجازة على حفيد يوسف العجمي وألحق جماعة من الأصاغر بالأكابر وكان خيراً جيداً مواظباً على الجماعات متعبداً نظيفاً لطيفاً يستحضر الكثير من المتون ونحوها من تكرار القراءة عليه بحيث يرد بها على مبتدئ الطلبة، ومما سمعه على الحجار البخاري ومسند الدارمي وعبد وفضائل القرآن لأبي عبيد وأكثر النسائي وغيرها من الكتب الكبار وجزء أبي الجهم وغيره وعلى ابن تيمية طرق "زد رغباً تزدد حباً". مات بمكة في ليلة الأحد سابع عشر شوال سنة ست بمنزلة رباط ربيع بأجناد منها دفن من صبيحتها بالمعلاة وله خمس وثمانون سنة وأشهر ممتعاً بسمعه وعقله رحمه الله وإيانا. ذكره شيخنا في معجمه وأنبائه، والتقي الفاسي في تاريخ مكة وقال أنه كان أسند من بقي في الدنيا مع حسن الفهم لما يقرأ عليه وله إلمام بمسائل فقهية وربما يستحضر لفظ التنبيه إلا أنه صار بأخرة يتعلم كثيراً ويرد ما لا يتجه رده وربما أخطأ في الرد ويلج في القراءة بما يحفظه لكون اللفظ الذي حفظه يخالف لفظ الرواية المقروءة إلى غير ذلك مما بسطه قال وكان شديد الحرص على أخذ خطه بالإجازة أو التصحيح وعلى الأخذ على التحدث لفقره وحاجته قال وله حظ من العبادة والخير والعفاف مع كونه لم يتزوج قط على ما ذكر ومتعه الله بحواسه وقوته بحيث كان يذهب إلى التنعيم ماشياً غير مرة آخرها في سنة موته ولم يزل حاضر العقل حتى مات قال وكان صوفياً بالخانقاه الأندلسية بدمشق ومؤذناً بجامعها الأموي وعانى بيع الحرير في وقت على ما ذكر وأطال في ذكر مسموعه وشيوخه بالسماع والإجازة. وكذا ذكره في ذيل التقييد، وقال الأقفهسي في معجم ابن ظهيرة وكان صالحاً خيراً متعبداً وذكره المقريزي في عقوده باختصار رحمه الله.
إبراهيم بن محمد بن طيبغا الغزي الحنفي ممن أخذ عن الكافياجي ونظم المجمع من كتبهم وولي قضاء غزة غير مرة وكذا قضاء صفد ثم اقتصر على الشهادة هو الآن حي.

إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن إسماعيل بن إبراهيم برهان الدين بن القاضي فتح الدين أبي الفتح المدني الشافعي ويعرف كأسلافه بابن صالح. ولد في أواخر سنة تسع وعشرين وثمانمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ القرآن والأربعين والمنهاج كلاهما للنووي وجمع الجوامع ونصف المنهاج الأصلي وجميع ألفية ابن مالك والمقدمات لأبي القسم النويري وهما ستمائة بيت في العربية أيضاً وعرض على جماعة كأبي القسم المذكور وسمع عليه في العربية وغيرها وسمع أيضاً على الجمال الكازروني في سنة أربع وثلاثين والمحب المطري وأبي الفتح المدني وأخيه وأجاز له جماعة وجود القرآن غير مرة على السيد الطباطبي وابن شرف الدين الششتري وغيرهما والفاتحة فقط على الشيخ محمد الكيلاني ونصف القرآن على النور بن يفتح الله وحضر التقسيم عند أبي السعادات بن ظهيرة بل كان أحد القراء فيه حين كان بالمدينة وكذا قرأ عليه في البخاري بمكة والشفا بتمامه في المدينة وعلى والده البخاري وغيره وأخذ عن الشهاب البيجوري حين إقامتهم عندهم وكذا حضر في دروس الشهاب الأبشيطي ودخل القاهرة مراراً أولها في سنة تسع وستين وأخذ عن الأمين الأقصرائي والتقي القلقشندي ولم ينجب واستقر في مشيخة الباسطية المدنية بعد السيد علي وباشر إمامه التراويح بالمسجد النبوي في حياة والده ثم الخطابة به في حياة أخيه الزكي محمد بل شارك بعد قتله فيهما وفي غيرهما وكنت ممن سمع خطابته وصلى خلفه وسمع هو عليّ بالقاهرة والمدينة وتوجه لمصر حين عورض بامتناع بعضهم من الصلاة خلفه وسأله الملك سنة سبع وتسعين أن يعطيه خمسين ديناراً ولا يؤم فلم يوافق وراجع مع أخيه على الخطاب والتوقف في الإمامة على الموافقة وتأديته للخطبة ونهاية وبلغني أنه خطب حين توقف المطر في سنة تسع وتسعين وعرض بما حاصله كيف تسترجي أجابتنا وقد تلبسنا بكيت وكيت وعوتب في ذلك فاعتذر بأن الخطبة لابن الميلق ولم ينكرها ولا قوة إلا بالله.
إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن أحمد بن سليمان بن مهيب الصدقاوي الزواوي الأصل ثم البجائي المالكي نزيل مكة والد محمد الآتي ويعرف بالمصعصع ممن أخذ عن محمد بن أبي القسم المشدالي في آخرين كان ذا إلمام بالتفسير يستحضر من ابن عطية ويحضر دروس البرهاني بن ظهيرة وقطن المدينة أيضاً سنين ثم انقطع بمكة نحو خمس عشرة سنة حتى مات بها في ضحى يوم الاثنين عاشر رمضان سنة اثنتين وثمانين وهو ابن ست وستين وأبوه ممن ولي القضاء بزواوة ومات تقريباً سنة ثلاث وخمسين أو التي قبلها عن ثلاث وستين سنة.
إبراهيم بن محمد بن عبد الرزاق العلم بن أبي المنصور الطنساوي ثم القاهري المصري تخرج في المباشرة بأبيه وعمه أبي سعيد عبد الله وكانا مباشرين في المفرد فتمهر بحيث باشر فيه أيضاً بل كان أحد كتاب المماليك مع حسن الخط والملتقى ولطف العشرة ومزيد الكرم والبذل وإكرام أهل العلم والفضل ومخالطتهم بل كان يقرأ في الفقه وغيره على المحيوي الدماطي وزاد اختصاصه بأهل الأدب كالشهابين الحجازي والشاب التائب وأسكنه عنده وأصيل الخضري وغيرهم وارتقى حتى طارح الزين بن الجاموس الدمشقي بكتاب فيه نظم ونثر فكان من نظمه:

خلفت منذ نأيت عني لوعة

 

وجوي أكابد بؤسه وعنـاه

ويزيد فيك تأوهي شوقاً ولا

 

عجب لذاك لأنـنـي أواه

مات في سنة خمس وستين وقد زاد على الستين عفا الله عنه.
إبراهيم بن محمد عبد الرزاق الدواخلي نزيل جامع الغمري ممن سمع مني في سنة خمس وتسعين.
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر البرهان بن البدر النابلسي الحنبلي الآتي أبوه وأخوه الكمال محمد وسمع على بعض الكتب الستة وغيرها بل كتب مجلساً من الآمالي وولي قضاء بيت المقدس وغيره.

إباهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد القاضي برهان الدين بن الشمس الديري المقدسي الحنفي نزيل القاهرة وأخو القاضي سعد الدين سعد الآتي ويعرف كسلفه بابم الديري. ولد في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة عشر وثمانمائة ببيت المقدس وقدم مع أبيه وهو صغير القاهرة فحفظ القرآن وصلى به على العادة والمغني للخبازي والمختار والمنظومة والتخليص والحاجبية وقطعة من مختصر ابن الحاجب الأصلي وسمع بقراءة الكلوتاتي على أبيه الصحيح وعلى الشرف بن الكويك رفيقاً للزين السندبيسي العمدة عن محمد بن أي بكر بن أحمد بن عبد الدائم أنابها جدي أنا المؤلف والأربعين النووية عن المزي أنا المؤلف، وتفقه بالسراج قارئ الهداية قرأ عليه الهداية بكمالها وكذا أخذ عن والده وأخيه وعنه أخذ أصول الدين وعن الحناوي والعز عبد السلام البغدادي العربية وغيرها وأذن له وجود الخط عند ابن الصائغ وغيره ودرس بالفخرية في حياة أبيه قبل استكماله خمس عشرة سنة وكذا ناب عنه حين سفره في مشيخة المؤيدية وتصدر حينئذ لعمل الميعاد بها بين العشاءين وكان يقضي العجب من قوة حافظته وأول ما ولي من الوظائف استقلالاً تدريس مدرسة سودون من زاده في سنة ست وثلاثين عوضاً عن البدر القدسي ثم ناب عن أخيه في القضاء ثم بعناية السفطي استقر في نظر الاصطبل مرة بعد أخرى وكان أول ولاياته لها في حدود سنة سبع وأربعين وفي الخطابة بجامعه ثم في نظر الجوالي ثم الجيش وكانت ولايته بعد الشرفي الأنصاري في أواخر سنة ثلاث وستين ثم كتابة السر في حدود ستة وستين وانفصل عنها بعد خمسة عشر يوماً وعظم كربه بما تحمله من الديون بسببها ثم رغب له ابن أخيه التاج عبد الوهاب بعد موت والده عن مشيخة المؤيدية فباشره مباشرة حسنة بعفة ونزاهة وأكد على النواب في عدام الارتشاء وحسن تصرفه في الأوقاف ونحوها وحمد سيره وسلك طريق الاحتشام والضخامة وآل أمره إلى أن عزل قبل استكمال سنة بعد أن جرى في أيامه ما أشرت لبعضه مع تتمات ترجمته في ذيل قضاة مصر ولزم منزله بالمؤيدية يدرس ويفتي مع الانجماع والتقنع باليسير بالنسبة لما ألفه قبل وسلوك مسالك الاحتشام ومراعاة ناموس المناصب مع ما اشتمل عليه من حسن الشكالة والفصاحة في العبارة وقوة الحافظة وحسن العقيدة وعدم الخوض فيما الأولى تجنبه، وحج هو وأخوه في عام واحد وقد اجتمعت به مراراً وكتب على استدعاء لبعض الأولاد وكان كثير المحبة لي والتبجيل مع قلة الاجتماع وكتبت عنه ما ذكر أنه نظمه ارتجالاً وهو:

كريم إذا ما القوم شحوا تراكمت

 

عطاياه عن بشر يفوح بنشـره

يجود بما يلقاه من كل نـعـمة

 

ويعطي جزيلاً ثم يأتي بعـذره

وكذا كتبت عنه غير ذلك. تعلل مدة ومات في ليلة الجمعة تاسع المحرم سنة ست وسبعين وصلى عليه من الغد في مصلى المومني بحضرة السلطان ودفن بالقرافة جوار الشيخ أبي الخير الأقطع والبوصيري صاحب البردة وأسف الناس عليه وأثنوا على مباشراته واستقر بعده في المؤيدية الشيخ سيف الدين وفي السودونية الشمس الأمشاطي رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن محمد بن عبد الله بنن محمد بن عبد الله معين الدين أبي ذر بن نور الدين أبي عبد الله الحسيني الايجي أخو العفيف محمد وغيره أجاز له ابن أميلة وأبو البقاء السبكي وابن كثير والبرهان بن جماعة والنشاوري والعراقي وآخرون وسمع على والده. ومات في ذي الحجة سنة ست. ذكره العفيف الجرهي في مشيخته وأنه قرأ عليه.

إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مسعود بن سابق برهان الدين بن بدر الدين البرهمتوشي ثم القاهري الشافعي نزيل المنكوتمرية وإمامها وأحد أصحاب الغمري ووالد إبراهيم الماضي ويعرف بابن سابق. ولد في سنة عشر وثمانمائة وانتقل في طفوليته من بلده إلى دملوه ثم إلى دماص وقرأ بها القرآن ثم صحب أبا عبد الله الغمري وانسلخ مما كان فيه تبعاً لأسلافه من الشياخة ونحوها وسنه نحو من خمس وعشرين سنة ثم تحول من دماص إلى جوجر ثم إلى القاهرة في سنة خمس وأربعين بإشارة شيخه وعادت بركته عليه بحيث أقبل عليه الظاهر جقمق وقرر له معلوماً في الجوالي وصار يقوم معه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتردد إلى الزين البوتيجي حتى قرأ عليه المنهاج وكذا أخذ عن غيره يسيراً في الفرائض وغيرها بل قرأ على شيخنا الأربعين المتباينات والنخبة رواية وقرأ عليّ أيضاً فيها وفي كثير من شرحها ولازمني في كثير من الأوقات وسمع بقراءتي وبقراءة غيري على جماعة من المسندين وتنزل في صوفية الصلاحية والبيبرسية وغيرهما من الجهات وقطن المتكوتمرية زمناً وولي إمامتها وكان صالحاً خيراً سليم الفطرة لوناً واحداً. مات في ليلة الثلاثاء لعشرين من شوال سنة إحدى وثمانين وصلى عليه من الغد ثم دفن بحوش الصلاحية رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج بن عبد الله القاضي برهان الدين أبو إسحاق بن الشيخ أكمل الدين أبي عبد الله بن الشرف أبي محمد ابن العلامة صاحب الفروع في المذهب الشمس المقدسي الراميني الأصل - ورامين من أعمال نابلس - ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي الآتي أبوه وولده النجم عمر ويعرف كأسلافه بابن مفلح. ولد في سنة خمس عشرة وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا منها المقنع في المذاهب ومختصر ابن الحاجب الأصلي والشاطبية والرائية وألفية ابن مالك وعرض على جماعة وتلا بالسبع على بعض القراء وأخذ عن العلاء البخاري فنوناً في الفقه عن جده وسمع عليه الحديث وكذا أخذ عن آخرين حتى عن فقيه الشافعية التقي بن قاضي شهبة وأذن له وسمع أيضاً على ابن ناصر الدين وابن المحب الأعرج وبرع في الفقه وأصوله وانتفع به الفضلاء وكتب على المقنع شرحاً في أربعة أجراء وعمل في الأصول كتاباً بل بلغني أنه عمل للحنابلة طبقات وولي قضاء دمشق غير مرة فحمدت سيرته بل وطلب بعد القاضي عز الدين لقضاء مصر فتعلل وقد لقيته بدمشق وغيرها، وكان فقيهاً أصولياً طلقاً فصيحاً ذا رياسة ووجاهة وشكالة فرداً بين رفقائه ومحاسنه كثيرة. مات في ليلة الرابع من شعبان سنة أربع وثمانين بالصالحية وصلى عليه من الغد في جمع حافل شهده النائب وخلق ودفن عند سلفه بالصالحية رحمه الله وإيانا واستقر بعده ابنه المشار إليه.
إبراهيم بن محمد بن عبد الله الهادي الصنعاني الآتي أبوه وابنه علي. كهل فاضل من أدباء صنعاء الموجودين بها بعد السبعين وثمانمائة أنشدني ولده المشار إليه عنه من قوله في أبيات:

ولا صدعني ماجد ذو حفـيظة

 

ولا هجرتني زينب وسـعـاد

ولكن شعري مثل ما قال شاعر

 

حكـيم زهـير دونـه وزياد

إذا نكرتني بلدة أو نكـرتـهـا

 

خرجت مع البازي على سواد

أبت لي نفس حرة أن أهينهـا

 

وقد شرفتها طـيبة ومـعـاد

فليست على خسف تقيم ببلـدة

 

ولا بزمام الاحتقـار تـقـاد

إبراهيم بن محمد بن عبد المحسن بن خولان الدمشقي الحنفي. ذكره شيخنا في معجمه وقال رافقناه في سماع الحديث بالقاهرة ثم ولي وكالة بيت المال بدمشق وكانت لديه فضائل وحدث عن أبي جعفر الغرناطي المعروف بابن الشرقي بكثير من شعره، ومن النوادر التي كان يخبر بها أن رجلاً من أصدقائه ماتت امراته فطالبت غربته فسئل عن ذلك فقال لم أهم بالتزويج إلا رأيتها فاوقعها فأصبح وهمتي باردة عن ذلك قال فاتفق أنه تزوج أختها بعد ثلاث سنين فلم يرها بعد ذلك في المنام. مات في الكائنة العظمى فيما أظن، وترجمه أيضاً فيما قرأته بخطه فيما استدركه على المقريزي في تاريخ مصر فقال كثيراً وولي وكالة بيت المال بدمشق وكان يلازم يلبغا السالمي فاعتنى به وكان لطيف المحاضرة. مات بدمشق في الفتنة العظمى سنة ثلاث وكان قد سمع من أبي جعفر الغرناطي نزيل حلب وحدث عنه بشيء من شعره بالقاهرة انتهى. وقد ذكره المقريزي في عقوده ومشى على الجزم في وفاته.
إبراهيم بن محمد بن عثمان بن إسحاق الشيخ برهان الدين الدجوي ثم المصري النحوي أخذ عن الشهاب بن المرحل والجمال بن هشام وغيرهما في العربية وبرع فيها وتصدى لإقرائها دهراً وانتفع به الناس فيها ولكن أكثر ما كان يعتني بحل ألفية ابن مالك وممن أخذ عنه التقي المقريزي فإنه قال قرأت عليه النحو وحفظت عنه إنشادات وحكايات وكانت فيه دعابة، زاد شيخنا في أنبائه أنه تكسب بالشهادات وبالعقود. مات في يوم الجمعة ثامن عشري ربيع الأول سنة اثنتين قال شيخنا وأظنه بلغ الثمانين، وترجمه المقريزي في عقوده.
إبراهيم بن محمد بن عثمان بن سليمان بن رسول سعد الدين بن المحبي بن الأشقر الحنفي الآتي أبوه. نشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن عند الشمس البغدادي الحنبلي وتردد إليه إبراهيم الحلبي للقراءة في العربية وغيرها وسمع ختم البخاري في الظاهرية وكان حسن الشكالة والعقل محبباً إلى الناس. مات في حياة أبيه في ليلة الثلاثاء لعشرين من جمادى الثانية سنة ثلاث وستين ودفن بتربة أبيه تجاه التربة الناصرية فرج من الصحراء وتجرع أبوه فقده فلم يلبث أن مات عوضهما الله الجنة.
إبراهيم بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن شبل بن محمد بن خزيمة بن عنان بن محمد بن مدلج ووجد في مكان آخر بعد علي ابن محمد بن أبي بكر بن عنان بن شبل بن أبي بكر بن محمد فالله أعلم. البرهان بن الشمس العدوي النحريري الشافعي الرفاعي ويعرف بابن البديوي. ولد بعد سنة ثمانين وسبعمائة بالنحرارية وقرأ بها القرآن وصلى به والعمدة والتبريزي وألفية ابن مالك وقال أنه يعرض على السراجين البلقيني وابن الملقن وبحث في التبريزي والألفية على النور علي بن مسعود النحريري وولده الشمس وأخبره أنه سمع الشفا بأفوات قبل القرن بيسير على قاضي النحرارية البرهان إبراهيم بن أحمد بن البزاز الأنصاري الشافعي بسماعه له على ابن جابر الوادياشي سنة أربع وأربعين وسبعمائة. وحج في سنة خمس وعشرين وتردد إلى الاهرة والاسكندرية مراراً وكذا ارتحل إلى دمياط لزيارة الصالحين وعني بنظم الشعر وسلك طريق ابن نباتة ففاق والده في ذلك وكذا حل المترجم كأبيه إلا أن والده كان قد فاق أهل عصره فيه سيما وهذا لم يجد من مدة متطاولة من يذاكره فيه ولا من يكتب له فيه شيئاً، وقد لقيه ابن فهد والبقاعي وكتبا عن من نظمه وقال ثانيهما أنه رآه مشتملاً على اللطافة الزائدة والذهن السيال وإدراك النكتة الأدبية بسرعة وحلاوة النادرة ومما كتباه عنه ما أنشده بالحجرة النبوية:

نادى منادي الصفا أهل الوفا زورا

 

بشراك قلبي ما هذا النـدا زور

قم شقة البين والهجران قد طويت

 

وأسود الصد بعد الطول مقصور

يممت نحو الحمى يا صاح مجتهداً

 

وللذيول بصدق العزم تشـمـير

وهي طويلة وأخبرهما قال أخبرني الشيخ شمس الدين البيطار قال توجهت صحبة الشيخ يوسف العجمي إلى زيارة الشيخ يحيى الصنافيري وكان مجذوباً لا تنضبط أحواله فتلقانا خارج باب الاسكندرية ثم قال يا يوسف:

ألم تعلم بـأنـي صـيرفـي

 

أحك الأصدقاء على مـحـك

فمنهم بهـرج لا خـير فـيه

 

ومنهـم مـن أجـوزه شـك

وأنت الخالص الذهب المصفى

 

بتزكيتي ومثلي مـن يزكـى

مات في جمادى الأولى سنة إحدى وستين بالنحرارية.
إبراهيم بك بن محمد بك بن علاء الدين علي بك قرمان صارم الدين صاحب بلاد الروم قونية ولارندة وقيسارية وغيرها ويعرف كسلفه بابن قرمان - بفتح القاف والمهملة والميم - من بيت مملكة نسبه متصل بعلاء الدين السلجوقي. أقام في الملك أكثر من خمس وأربعين عاماً وكان ذا عساكر هائلة ومملكة ضخمة وسيرة في الرعية جيدة مقتدياً بآبائه في العداوة مع ابن عثمان مع أنه كان متزوجاً بأخت مراد بك عمه محمد بن عثمان وله منها عدة أولاد ذكور ستة أو خمسة. مات إما في أواخر ذي القعدة أو أوائل الذي يليه سنة ثمان وستين وقد قارب الستين واستقر بعده ولده إسحاق بعهد من أبيه لكونه من غير ابنه ابن عثمان حتى كان ذلك سبباً للخلف بين أولاده وانتماء أخوته إلى ابن خالهم محمد بن عثمان واحتاج إسحاق إلى مكاتبة سلطان مصر ليكون عوناً له عليهم فأجابه وجهز له خلعة سنية وقام مع إسحاق أيضاً حسن بك بن علي بك من قرا بلوك فقويت شوكته ومع هذا كله أخرجه عسكر بن عثمان وتملك أخوته.
إبراهيم بن محمد بن علي البرهان أبو سالم التادلي قال شيخنا في أنبائه: قاضي المالكية بدمشق. ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وولي قضاء الشام وتكرر عزله إما بالقفصي أو غيره ثم عوده إلى هذه المدة عشر مرار وكانت مدة مباشراته ثلاث عشرة سنة ونصفاً وكانت بعض ولاياته في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة عوضاً عن الزين المازوني، وقد ولي أيضاً قضاء حلب سنة إحدى وسبعين استقلالاً يعني عوضاً عن أمين الدين أبي عبد الله الإبلي وكان ناب في الحكم بها يعني للصدر الدميري وكان قوي النفس مصمماً في الأمور جريئاً مهاباً ملازماً تلاوة القرآن في الأسباع وهو الذي آذى الحافظ جمال الدين الشرائحي بالقول لكونه قرئ عليه كتاب الرد على الجهمية لعثمان الدارمي بل وأمر به إلى السجن وقطع نسخته بالكتاب المشار إليه واشتد أذاه للقارئ وهو إبراهيم بن محمد بن راشد الملكاوي كما ذكرته في ترجمته. مات وهو قاض بعد أن حضر الوقعة مع اللنكية وجرح عدة جراحات فحمل فمات قبل سفر السلطان من دمشق في جمادى الأولى سنة ثلاث وقد جاز السبعين. وقد أثنى عليه ابن خطيب الناصرية فقال كان حاكماً ناصراً للشرع مهيباً قال وكتب إليه البدر أبو محمد بن حبيب عند توجهه من حلب:

سر إلى جنة الشآم دمـشـق

 

حاكماً عادلاً رفيع المـقـام

رامت القرب منك فادخل إليها

 

يا أبا سالم بـأزكـى سـلام

إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن عمر أبو التوفيق بن الشمس المصري القاهري الآتي أبوه ويعرف كأبيه بابن المفضل. طفل حضر مع والده عندي وأجاز له جماعة ومات.

إبراهيم بن محمد بن عيسى بن عمر بن زياد البرهان أبو إسحاق العجلوني الدمشقي الشافعي ويعرف بابن خطيب بيت عذراء. ولد في سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة بعجلون، وقال ابن قاضي شهبة في سنة ست وخمسين بقرية من تلال عجلون يقال لها الاستب بقرب باعون، وعذراء قرية بالمرج من دمشق، وقدم وهو صغير مع والده خطيب عذراء إلى دمشق فحفظ المنهاج واشتغل على جماعة منهم ابن خطيب يبرود والعلاء حجي ولازمه كثيراً ودأب في الفقه خصوصاً الروضة بحيث كان يستحضر منها كثيراً. ورحل إلا الأذرعي في بعض ما يفتي به ويدل على المسألة من الروضة في غير مظنتها، وكذا صحب ابن رشد المالكي وغيره وأنهاه ابن خطيب يبرود بالشامية البرانية بغير كتابة شهد له باستحقاق ذلك الشمس بن شيخ الزبداني وتصدى للقاضي شهاب الدين بن أبي الرضى حتى أخذ عليه في ثلاثين فتيا أخطأ فيها بل نسبه في بعضها لمخالفة الإجماع مع شدة ذكاء ابن أبي الرضى إذ ذاك، وكان البلقيني يفرط في تقريظ البرهان والثناء عليه بحيث أن ابن منكل بغا الشمسي لما قرره ومدرساً في سنة ثلاث وتسعين بجامع أبيه بحلب وكان البلقيني إذ ذاك صحبة الملك الظاهر برقوق بحلب وسأله أن يحضر معه أجلاسه وحضر قال له أتدرس أنت أو أنوب معك فقال بل أنت يا مولانا ثم إنه وقع بينه وبين بعض الكبار ما حصل بسببه عليه تعصب فاقتضى ذلك الرغبة عن وظائفه والانتقال من حلب إلى دمشق فولي قضاء صفد في حياة الظاهر بعناية الشيخ محمد المغربي فأقام فيه مدة ثم عزل ثم أعيد بعد الفتنة التمرية ثم انفصل وقدم دمشق في سنة ست وثمانمائة فأقام بها بطالاً ثم ناب في القضاء بها مدة ثم ترك وأقلع عنه بعدما كان عنده الميل الكثير فيه وحصلت له فاقة ثم حصل له تصدير بالجامع ورغب له النجم بن حجي عن نصف تدريس الركنية فدرس درسين أو ثلاثة. وكان حسن الشكالة سهل الانقياد سليم الباطن فقيهاً مفتياً يحفظ كثيراً من شعر المتنبي ويتعصب له وأشياء من كلام السهيلي وله شرح على المنهاج غالبه مأخوذ من الرافعي وفيه غرائب ولم يكن له يد في شيء من العلوم غير الفقه والاعتناء بكلام المتأخرين وهو في الشاميين نظير البيجوري في المصريين. مات في يوم الأربعاء سابع عشر المحرم سنة خمس وعشرين بعد أن حصل له فالج أقام به يومين وهو ساكت وصلى عليه بالمدرسة الربحارية وتقدم للصلاة عليه الشمس محمد بن قديدار ثم صلى عليه ثانياً بمحل وفيه مقبرة الشيخ رسلان إلى جادة الطريق خارج دمشق وكانت جنازته حافلة رحمه الله وإيانا. ذكره شيخنا وابن خطيب الناصرية وبيض لاسم لأبيه فمن فوقه، وذكر بعضهم في سبب موته أنه خرج ليلة الاثنين خامس عشري المحرم ليصلي العشاء بمدرسة بلبان على باب بيته فانفرك به القبقاب ووقع فحمل ولم يتكلم فيقال أنه حصل له فالج ومات بعد يومين رحمه الله تعالى.
إبراهيم بن محمد بن فتوح الغرناطي مات سنة ست وخمسين. أرخه ابن عزم.
إبراهيم بن محمد بن ابي القاسم بن محمد بن علي بن محمد برحوس المكي ممن حفظ القرآن ونشأ في حياة أبيه. مات في صفر سنة ثمانين عوضه الله الجنة.
إبراهيم بن محمد بن لاجين الرئيس صارم الدين بن الوزير ناصر الدين بن الحسام الصقري كان عنده فضل وفضيلة يكتب الخط الحسن ويشارك في الفضيلة ويميل إلى الأدب مع حسن عشرة ومحاضرة وكونه من بيت رياسة يتزيا بزي الجند. وقد ولي حسبة القاهرة في أواخر أيام المؤيد شيخ ثم انحطت رتبته قليلاً ثم تراجع حاله إلى أن مات ليلة الثلاثاء ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون عن نيف وخمسين سنة. وذكره شيخنا في أنبائه باختصار فقال نشأ طالباً للعلم فتأدب وتعلم الحساب والكتابة والأدب والخط البارع، ذكر ولايته الحسبة ولم يذكر اسم جده.

إبراهيم بن محمد بن مبارز بن محمد بن أبي الحرث عفيف الدين أو تقي الدين بن شمس الدين بن كافي الدين الخنجي الشيرازي الشافعي المحدث أخذ عن أبي الفتوح الطاوسي والزكي أبي بكر عبد الله بن محمد بن قاسم السخاوي وزين الشريعة علي بن محمد بن علي بن كلاه الخنجي والشمس الكرماني وغياث الدين العاقولي وأبي الفضل النويري وجنيد بن علي الشيرازي، ولقي ببغداد الجمال العاقولي وعبد الرحمن الاسفرايني رفيقاً للزين الخافي، وبشيراز أيضاً المولى عفيف الدين محمد بن سعيد الدين مسعود البلباني الكازروني وكذا كان يروى عن نور الدين الايجي والمجد اللغوي والزين العراقي وكان لقيه بعد السبعين وسبعمائة بالمدينة النبوية وسمع عليه في مسلم وغيره، أجاز في استدعاءات ابن فهد لأولاده، وأخذ عنه من أصحابنا أيضاً الجمال حسين الفتحي ولازمه بحيث أنه قرأ عليه الأذكار والتبيان كلاهما للنووي في سنة إحدى وثلاثين وبالغ في الثناء عليه وأخذ عنه قبلهما الطاوسي وكان ابن شيخه وقال كان عالماً ثابتاً زاهداً حج وجاور فقطن شيراز حتى مات في يوم الجمعة سادس عشر جمادى الأولى سنة ست وقيل خمس وثلاثين رحمه الله.
إبراهيم بن القاضي كمال الدين أبي البركات محمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب أبي بكر محمد بن أحمد بن علي القسطلاني المكي المالكي الشهير كأسلافه بابن الزين. ولد في رمضان سنة ست وعشرين وثمانمائة بمكة وسمع بها من خال والده الجمال المرشدي وأبي المعالي الصالحي وأبي شعر الحنبلي وأبي الفتح المراغي وجماعة وأجاز له في سنة ست وثلاثين آخرون. مات في ضحى يوم الأحد خامس عشري شوال سنة ستين بمكة.
إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المحدث البرهان الدمشقي ويعرف بالقرشي نسبة إلى غير قريش الشافعي فيما أظن. ولد في أواخر سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وسمع الكثير على أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن المرادي وابن قيم الضيائية والبدر بن الجوخي والعرضي وست العرب والنجم بن الدجاجية ومحمد بن أزبك بدمشق ومما سمعه على الأخير القرءة خلف الإمام للبخاري، وارتحل إلى القاهرة بعد الستين فسمع بها على الخلاطي والقلانسي وآخرين وأجاز له التونس والقطرواني وابن الرصدي والمظفر بن العطار والجمال بن نباتة وابن القارئ والعز بن جماعة والموفق الحنبلي والماكسيني وابن النقبي وابن السوقي وابن الهبل وابن أميلة وابن النجم والصلاح بن أبي عمر وطائفة، ولبس خرقة التصوف من عبد الكريم بن عبد الكريم البعلي عن العز الفاروثي وحدث وسمع منه الفضلاء. وممن روى لنا عنه الموفق الأبي ولقيه الحافظ بن موسى المراكشي ووصفه بالشيخ الإمام الأوحد المحدث العدل وذكر من مسموعه وشيوخه بمكة قال وهو أقدم الفقهاء الموجودين الآن بدمشق سناً ونباهة. وذكره شيخنا في القسم الأول من معجمه وقال أنه أجاز لأبيه محمد. مات في حادي عشر رجب سنة ست وعشرين. وهو عند المقريزي في عقوده باختصار.
إبراهيم بن محمد بن محمد بن حاقر. مضى في إبراهيم بن حاقر.

إبراهيم بن محمد بن محمد بن سليمان بن علي بن إبراهيم بن حارث بن حنينة - تصغير حنة - ابن نصيبين برهان الدين بن الشمس بن الشرف البعلي الشافعي والد البدر محمد الآتي ويعرف بابن المرحل - بالحاء المهملة المشددة - ولد في شوال سنة ست وسبعين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن على والده وتلاه جمعاً للسبع على كل من الشهابين النجار والفراء وكان آية بديعة في الحفظ فحفظ كتباً جمة كالعمدة في الأحكام للبدر بن جماعة والشاطبيتين والتنبيه وتصحيحه للأسنوي حفظه في قريب عشرين يوماً وألفية ابن مالك ومنها الأصول ونظم فصيح ثعلب لعبد الحميد بن أبي الحديد والسخاوية في الفرائض ومثلث قطرب، وعرض على السراج البلقيني وكتب له كما قرأته بخطه وجمع السبع إلى السبع، والمرجو له الفلاح فإن السبع علامة النجاح وبها التمكين في المخلوقات والدين جعلنا الله وإياه من العلماء العاملين وأعانه على فهم ذلك ويسر له فيها المسالك، والقاضي شرف الدين موسى بن محمد الأنصاري والزين المراغي وابن الجزري وأجاز الأربعة له وممن لم يجز البرهان بن جماعة القاضي والشهاب أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن الجباب والزين عمر بن مسلم القرشي والشرف عيسى بن عثمان الغزي والتقي محمد بن عبد القادر بن علي بن سبع القاضي والشمس الأخنائي القاضي والكمال محمود بن محمد بن الشرسي وكان أولاً حفظ من محرر الحنابلة تسع أوراق ليكون كأبيه حنبلياً فقدر انتقالهما معاً إلى مذهب الشافعي وتفقه حينئذ بالبهاء بن المجد والجمال عبد الله بن زيد أحد من ولي قضاء الشام، والكمال بن السمسطاري والشرف موسى بن السقيف وآخرين، وبالشام وغيرها على جماعة وأخذ الحديث والعربية والعروض وغيرها عن أبيه والأصول عن البهاء بن المجد والفرائض عن التاج بن بردس وسمع الصحيح بتمامه على أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد اليونيني والشمس محمد بن محمد بن إبراهيم الحميني ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي وبعضه علي الزين عبد الرحمن بن الزعبوب كلهم عن الحجار سماعاً زاد الثاني وعن القاضي سيلمان وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وأبي المعالي المطعم وست الوزراء التنوخية والبهاء أبي محمد القسم بن عساكر وأبي زكريا يحيى بن محمد بن سعد ومحمد بن أحمد بن أبي الهيجاء إذناً كلهم عن ابن الزبيدي سماعاً زاد الحجار وعن أبي المنجا والقطيعي والقلانسي قالوا أنا أبو الوقت، وحدث سمع منه الأئمة قرأت عليه ببعلبك أشياء وكان إماماً علامة في القراءات والفقه وأصوله والعربية واللغة والأدب حافظاً لكثير من ألفاظ الحديث مع معانيها ذا وجاهة وجلالة ببلده بل وتلك النواحي لا أعلم بأخرة من الشافعية هناك مثله كل ذلك مع التواضع والكرم وحسن السمت والتودد، وفد حج غير مرة ودخل حلب في سنة ثمانمائة ووعظ فيها بحضرة الأكابر فأثنوا عليه وعلى فضائله ودرس وأفتى ووعظ. وله نظم مبسوط كتبت عنه مما أورده عند قوله تعالى "وجعلناكم شعوباً وقبائل":

إن القبيل من الشعوب تقسمت

 

فقبيلة منها العمارة قسمـت

والبطن تقسيم العمارة والفخذ

 

تقسيم بطن بالتفات قد أخـذ

فصيلة تقسمت مـن فـخـذ

 

ست أتتك بالـبـان فـخـذ

وشرحها كما أثبته عنه في المعجم وكذا كتبت عنه غير ذلك وليس نظمه كمقامه. مات في يوم الأربعاء سابع ذي الحجة سنة إحدى وستين ببعلبك ودفن من الغد وصلى عليه بدمشق صلاة الغائب في اليوم الثالث وفقده البعليون رحمه الله وإيانا.

إبراهيم بن محمد بن محمد بن عمر بن محمود سعد الدين بن محب الدين بن القاضي شمس الدين القاهري الحنفي سبط السراج قارئ الهداية ويعرف بابن الكماخي أحد نواب الحنفية كأبيه وجده الآتيين. ولد في تاسع عشر شعبان سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة، ونشأ فحفظ القرآن وكتبا وعرض واشتغل في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وشارك في الفضائل، ومن شيوخه الأمين الأقصرائي والشمني وسمع في البخاري بالظاهرية القديمة محل سكنهم وفي غيره مما قرئ بتلك الأيام. وكان عاقلاً متودداً محتشماً لطيف العشرة استقر بعد أبيه في تدريس الفقه بالظاهرية المذكورة وبمدرسة قلمطاي بالقرب من الرملة وباشر في عدة جهات كمدرسة يشبك الشعباني بالصحراء وشهادة وقف الحرمين الجاري تحت نظر الحنفية إلى غيرها من الجهات والوظائف. وحج غير مرة وجاوز وهو ممن اعتمده الأمشاطي أيام قضائه في الأوقاف والبرقوقية وغير ذلك. مات في يوم الاثنين ثامن ربيع الأول أو ليلة التاسع منه سنة ست وثمانين بعد أن ناب عن القاضي الجديد وقد جاز الخمسين وصلى عليه من الغد واستقر بعده في الظاهرية مظفر الدين الأمشاطي أحد خواصه في القلمطانية التاج حفيد إمام الشيخونية. ومما كتبه عنه الشهاب الحجازي من نظمه:

من رحمة الله فلا تـيأسـن

 

إن كنت في العالم ذا مرحمه

فمن يكن في الناس ذا رحمة

 

حق على الرحمن أن يرحمه

وهو ممن قرض مجموع البدري فطول وكان من نظمه فيه:

أيا من غاص في بحر المعاني

 

لما يأتيه من وصف صحـيح

فما يأتيك من معـنـى بـديع

 

فمكتئب من الوجه المـلـيح

مما سيأتي وبينه وبين الزين بن الجاموس وغيره مطارحات رحمه الله.

إبراهيم بن محمد بن محمد بن عمر بن يوسف بن عطية - ورأيته بخطه مقدماً على يوسف - بن جميل - ككبير - القاضي برهان الدين أبو إسحاق المغربي الأصل القهوفي - بضم القاف ثم هاء وبعد الواو قاف - اللقاني ثم القاهري الأزهري المالكي. ولد في أوائل سنة سبع عشرة وثمانمائة بالقهوقية من أعمال لقانة ونشأ بها فقرأ القرآن عند جماعة منهم البرهان إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن النجار والد الخطيب الوزيري وكان رجلاً مباركاً وكذا أخوه ويدل لذلك أنه اتفق أن صاحب الترجمة رأى وهو عائد في سورة الحج أنه ارتقى إلى أعلى درجة بمنبر جامع الأزهر ليخطب بالناس وأنه خطب بهم بخطبة الرسالة وذلك قبل حفظه لها فقصه على المشار إليه فقال له تبلغ مبلعاً في العلو والتدريس وإذا وقع لك فحلني فقال له نعم فما مات حتى رآه يدرس وذكره بالمنام فتذكره والتمس منه الوفاء بما وعده به ففعل ولما انتهى حفظه للقرآن بالبلد المذكور حفظ به المنظومة الغافقية في المذهب ثم بعض الرسالة ثم تحول منها إلى القاهرة فجاور بجامع الأزهر تحت كنف الشمس بن موسى اللقاني وأكمل حفظ الرسالة ثم حفظ مختصر الشيخ خليل وألفية ابن مالك وأخذ الفقه عن جماعة كالزين طاهر ولازمه حتى كان جل انتفاعه به والزين عبادة وأحمد البجائي المغربي وأبي القسم النويري واليسير عن الشهاب الأبدي وعنه وعن الشهاب البجائي وأبي عبد الله الراعي المغاربة أخذ العربية ومما أخذه عن الأخير خاصة شرحه على الجرومية وأخذ عن التقي الحصني في القطب شرح الشمسية وعن الشمني في المطول وحضر دروسه في العضد وغيره وكذا حضر بعضاً من دروس الشرواني في الأصلين وغيرهما في آخرين كالقاياتي وحكى لي أنه قال له يا فقيه قد استشكلت في مذهبكم شيئاً لم أر التخلص منه وأبداه قال فاختلج في فكري الجواب عنه غير أني حاولت التعبير عنه فما أمكن فتوجهت للزيني عبادة وكان إذ ذاك في انقطاعه عند الشيخ مدين فعرضته عليه فبادر للجواب عنه بما اختلج لي فاستعدته منه مرة بعد أخرى وهو ينوع العبارة إلى أن تمكنت منه ثم عدت إلى القاياتي فأعلمته بذلك فسر ولازم الزين عبادة في انقطاعه وسمع علي الزين الزركشي والمحب بن نصر الله الحنبلي وشيخنا والقاضي سعد الدين بن الديري وآخرين، وحج وسافر لدمياط في بعض الضرورات وبرع في الفقه وتصدى للتدريس فيه خصوصاً بعد إذن الولوي السنباطي له في ذلك وفي الإفتاء بل واستنابه هو ومن بعده للقضاء وكذا ناب في تدريس الفقه بكل من المؤيدية وأم السلطان والقمحية عن ولد صاحبه البدر بن المخلطة بل استقر في وظيفة الميعاد بالسابقية بعد موت الجلال بن الملقن وصار بأخرة عليه المدار في مذهبه إفتاء وقضاء وكثر قصده بكليهما، وحمد الناس منه مزيد تواضعه ورفقه ومداراته وعدم يبسه مع اتصافه باستحضار فروع مذهبه ومشاركته في العربية بحيث يقرئ فيها وكذا في غيرها لكن يسيراً ومزيد فتوته ومروءته وكرمه ولم يزل على طريقته إلى أن كان في يوم الاثنين سادس صفر سنة سبع وسبعين فاستقر به الأشرف قايتباي في قضاء المالكية بعد صرف السراج بن حريز ولبس لذلك بعد يومين وتلقاه بقية القضاة وجمع من نوابهم ونحوهم فركبوا معه إلى الصالحية ثم إلى منزله وباشر على عادته. وله قومات سديدة وعزمات شديدة منها في كائنة البقاعي حيث نسب إليه ذاك القول الشنيع والهول الفظيع في كلام الله عز وجل ورام التخلص من طلب القاضي له بأمر لم ير الاكتفاء به في الدفع عنه فاعتنى به الزين بن مزهر الشافعي وتجشم الحكم بصحة إسلامه لتوقف غير واحد من النواب عن ذلك وسجل عليه بالحكم فسكت القاضي وغيره حينئذ على مضض، وكذا كانت له اليد البيضاء في المجلسين المعقودين بسبب هدم الكنيسة وعلم منه كل أحد الإنكار دون رفقته وقال إن فرغ الشافعية من هذه الكائنة ورفعت إليّ عملت فيها بالذي أعرفه إلى غير ذلك مما هو مشروح في الحوادث كإشهاره لتاج الدين بن شرف وإعراضه عن شهادة ابن قريبه وإهانته لأبي حامد القدسي وإن كان أفحش، ولو كان قيامه مع دربة ورتبة وتذكر وتفكر لكان أدعى لقبوله وأرعى لجانبه عند ذهوله، ولذا تكرر جفاء السلطان له وتقرر عنده سيرة بعض أتباعه المهملة إلى ان كان في أول رجب من سنة ست وثمانين حين التهنئة وراجع فيما ظهر للخاص والعام الميل إليه من ثبوت ما قاله الشهابي بن العيني مراجعة  لم يرتضها كما بسطت في محلها صرح بعزله وقرر بعد ذلك عوضه المحيوي بن تقي وساء عزله غالب الناس ولزم القاضي منزله غير منفك عن شهود غالب الجماعات سيما الصبح والعشاء في الأزهر مع توعك بدنه وعينيه وربما أقرأ وأفتى وركب لمباشرة درس المؤيدية وغيره نيابة مجاناً فيما يظهر ورام فعل ذلك بالبرقوقية عقب موت صاحبه السنهوري فعورض إلى أن استنزل حفيدي شيخه الزين عبادة عن تدريس الفقه بالشرفية برسباي وأعطاه السلطان بعد موت فتح الدين بن البلقيني بدون مسألة الميعاد والتفسير بالبرقوقية وظهر منه مزيد إقباله واعتذاره واستحضر حينئذ قوله حين ذكر الزيني زكريا لقضاء الشافعية في جماعة الذي كان أنكره عليه إذ ذاك أنه لا عهد له بالمصطلح وهو منقاد مع جماعته وحال ولده معلوم لما ظهر له ذلك وصار ربما يطلع للسلام عليه وتزايد تعلله حتى مات قبل استكمال شهر بعد موت ابن تقي في آخر يوم الاثنين تاسع المحرم سنة ست وتسعين وصلى عليه من الغد بمصلى المؤمني في مشهد حافل شهده السلطان وأظهر أسفاً عليه ثم دفن بالتربة سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
إبراهيم بن المحب محمد بن الرضي محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الرضي أبو الفتح الطبري المكي الشافعي الآتي أبوه. ولد في شعبان سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمكة وأمه سعادة ابنة الصفي المدني. نشأ بمكة وحفظ القرآن وسمع الشرف أبا الفتح المراغي والتقي بن فهد وأبا المعالي الصالحي وأجاز له الزين الزركشي والواسطي ويونس الواحي وعائشة الحنبلية وابن ناظر الصاحبة وابن الطحان وابن بردس وعائشة ابنة الشرائحي والبرهان الحلبي والقباني والتدمري وغيرهم. وناب في الإمامة بالمقام الإبراهيمي عن والده ثم بمرو وتردد للقاهرة وصار بها مع الجعيدية بحيث سكن معهم تحت القبو إلى أن مات بها بالطاعون في رمضان سنة ثلاث وسبعين عفا الله عنه.
إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي المقرئ ويعرف بالفرضي. كتبته هنا تخميناً فيحقق إن كان من أهل هذا القرن.
إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد المدعو عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن وفا برهان الدين أبو المكارم بن المحب أبي الفضل بن الشمس أبي المراحم بن أبي الفضل بن الشهاب القاهري الشاذلي المالكي ويعرف كسلفه بجدهم وفاء. ولد ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والمختصر وألفية ابن مالك وغيرها وعرض على جماعة كنت معهم ثم سخط عليه أبوه بعد اجتهاده في شأنه بدون سبب ظاهر حتى عجز الأكابر عن استرضائه وكان المحيوي بن تقي قد زوجه ابنته فأقام معها في ظله وصهره مديم التطلف به ثم لم يلبث أبوه أن مات فساتقر في المشيخة وعمل الميعاد وحج ولم يرع لصهره سابق أفضاله مع مزيد احتماله وقاهر ابنته بالتزوج عليها وهجرها وغير ذلك.

إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن عمر البرهان النابلسي الحنبلي والد أحمد الآتي ويعرف بابن فلاح. حكى عنه ولده أنه حدث عن شيخه عبد الملك بن أبي بكر الموصلي الأصل ثم المقدسي قال رأيت في ترجمة وزير لصاحب الموصل أنه تعاهد هو وصاحب الموصل أن من مات منهما حمل إلى مكة وطيف به أسبوعاً ثم يرد إلى المدينة فيدفن في رباط جمال الدين - يعني به محمد بن علي بن منصور الأصبهاني المعروف بالجواد الذي في ركن المسجد القبلي - ويكتب على باب الرباط "رابعهم كلبهم" فمات الوزير وفعل به ذلك، قال الشيخ عبد الملك فلما قرأت هذه الترجمة تاقت نفسي أن أحج وأرى هذا المكتوب فبينا أنا نائم ليلة رأيت أني حججت ودخلت المدينة وزرت القبر ثم لم تكن همتي إلا الرباط لأرى تلك الكتابة فلما رأيتها فإذا هي أربعة أسطر فعجبت وهي:

لي سادة قربـهـم ربـهـم

 

رجوت أن يحصل لي قربهم

فقلت إذ قربنـي حـبـهـم

 

“ثلاثة رابعهم كـلـبـهـم"

فلما انتبهت من نومي بادرت لكتابتها في الظلام على هامش كتاب خوفاً من نسيانها. وحكى عن شيخه أيضاً محمود الغرنوي أنه دخل في سياحة ملطية فبينا هو نائم إذ رأى بلالاً رضي الله عنه كأنه بمكان مرتفع وهو ينادي أيها الناس هلموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبادرت إلى الخروج فرأيت رحبة متسعة فيها حلقة عظيمة تكون قدر أبعمائة نفس كلهم من الصحابة فنظرت فلم أعرف منهم إلا أبا ذر الدرداء والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في صدر الحلقة وبجانبه الجنيد البغدادي وهو يتكلم معه في المريد والإدارة قال ثم رفع صلى الله عليه وسلم رأسه وهو يقول خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم قال مشيراً إلى الصحابة أتظنون أنكم قرني فقط كل من كان على سنتي ومتابعتي فهو في قرني إلى يوم القيامة.
إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد برهان الدين أبو إسحاق بن العلم الزبيري النويري القاهري الشافعي المذكور أبوه في سنة تسع وتسعين من أنباء شيخنا. ولد في المحرم سنة خمس وسبعين وسبعمائة وسمع السنن لابن ماجه على الجمال الحلاوي والختم على الشهاب الجوهري ونبهنا عليه العلاء القلقشندي وأنه كان يلقب بالغطاس - بغين معجمة ثم طاء مهملة مشددة وآخره مهملة - ووجد كذلك في الطبقة وقد قرأتها عليه، وسمع عليه الفضلاء وكان محباً في السماع قليل الضجر نير الهيئة نقي الشيبة ممن يتكسب بالشهادة عند باب الصالحية وغيرها وهو أحد من ثبت به كون النظر في وقف الشريفية المصرية للمدرس وارتفعت بذلك يد الشرفي الأنصاري بعد منازعات وكان المدرس حينئذ القاضي علم الدين ولم يلتفت البرهان لكونه ينتمي للشرف المناوي بقرابة. مات في يوم الثلاثاء سابع عشري ذي القعدة سنة ثلاث وستين رحمه الله.
إبراهيم بن الخواجا شمس الدين محمد بن محمد بن يوسف العقعق البصري نزيل مكة ممن سمع معنا في سنة ست وخمسين على أبي الفتح المراغي وكان قد حفظ القرآن وكتبا كالمنهاج الفرعي ثم اشتغل بالتكسب، وهو الآن سنة سبع وتسعين حي.
إبراهيم بن محمد بن محمد برهان الدين الششتري المدني صهر صحابنا شمس الدين الجلال والد زوجته أم أولاده. سمع على الجمال الكازروني وغيره وكان خيراً ديناً سمعت الثناء عليه من صاحبنا ابن العماد وغيره. مات في سنة سبع وثمانين قبل دخولي المدينة المنورة بيسير رحمه الله.
إبراهيم بن التاجر شمس الدين محمد بن محمد المكي المصري الأصل ويعرف أبوه بابن زيت حار. حفظ القرآن وكتبا وعرض علي وسمع بمكة مع الجماعة ثم تلاهى بالكسب ونحوه.
إبراهيم بن محمد بن محمد المسند برهان الدين الدمشقي ويعرف بابن القطب. مات في يوم الثلاثاء سابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين بدمشق. أرخه ابن اللبودي وقال أنه أخذ عنه.

إبراهيم بن محمد بن محمود بن بدر برهان الدين الحلبي الأصل الدمشقي القبيباتي الشافعي ويعرف بالناجي - بالنون والجيم - لكونه كان فيما قيل حنبلياً ثم تشفع وربما قيل له المحدث. ولد في أحد الربيعين سنة عشر وثمانمائة بدمشق وقال أنه سمع على شيخنا وابن ناصر الدين والفخر عثمان بن الصلف والعلاء بن بردس والشهاب أحمد بن حسن بن عبد الهادي والزين عبد الرحمن بن الشيخ خليل والأريحي، ومما سمعه على العلاء الشمائل ومشيخة الأشرف الفخر والسنن لأبي داود والترمذي وعلى الأخير صحيح البخاري وكذا سمع على عبد الله وعبد الرحمن ابني زريق بل قال أنه أجازت له عائشة ابنة عبد الهادي ثم حوقق حتى بين أنها عامة، واختص بالعلاء بن زكنون وقرأ عليه القرآن وغيره وتزوج ابنته ثم فارقه وتحول شافعياً غير مرة وقد تكلم على الناس بأماكن بل وخطب مع مزيد تحريه وشدة إنكاره على معتقدي ابن عربي ونحوه كابن حامد محباً في أهل السنة منجمعاً عن بني الدنيا قانعاً باليسير، والثناء عليه مستفيض ووصفه الخضيري بأنه شيخ عالم فاضل محدث محرر متقن معتمد خدم هذا الشأن بلسانه وقلمه وطالع كثيراً من كتبه. قلت ويقال أنه علق على الترغيب للمنذري شيئاً في مجلد لطيف وعمل مولداً في كراريس وغير ذلك وبلغني أنه كثيراً ما يقرأ الفاتحة في جماعته ثم يدعو لي مع كونه لم أعلم اجتماعي به وهو الآن في الإحياء.
إبراهيم بن محمد بن محمود البرهان الجيلي الشافعي. فاضل حج وزار ولقي باليمن في زبيد رئيسه الفقيه يوسف المقرئ فقرأ عليه إلى البيع من الصحيح ثم لقيني بمكة في سنة سبع وتسعين فقرأ عليّ في أول التي تليها يسيراً من أول اليبع ورام الإحثار من أول القراءة مع الإطالة بالكلام الذي لا طائل تحت أكثره فلم يتهيأ الجمع بينهما واستمر مقيماً بمكة متعللاً ويتردد إليّ أحياناً إلى أن توجه للزيارة في القافلة التي قبل بروزنا ولم نلقاه هناك ثم سمعنا أنه مات بها وأنه صلى عليه صلاة الغائب بعدن.
إبراهيم بن محمد بن مصلح بن إبراهيم برهان الدين العراقي الأصل المكي المولد والدار الشافعي والد أبي بكر وغيره ويعرف أولاً بالسقائم بالعراقي. ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بمكة ونشأ بها فقرأ القرآن عند ناصر الدين محمد السخاوي وأخي العز بن نديم الظاهر ومن قبله عند محمد السحولي ثم جوده عند السكاكيني والشوايطي ونحوهما واشتغل يسيراً وحضر دروس ابن سلامة والمحب بن ظهيرة والجمال البشبيشي في آخرين وسمع على ابن الجزري وأبي الفتح المراغي وغيرهما وعرف بالديانة والأمانة وسلوك طريق الفقراء والتحبب إلى الناس سيما الصلحاء والتجافي عن بني الدنيا غالباً فركن إليه ذوو الأموال خصوصاً الغرباء وصاروا فيما قيل يدفعون إليه الزكوات ليفرقها على من يختار فيصرفها في ذلك وفي غيره من أنواع القربات بل وتكلم في اليمارستان بمكة نيابة عن السيد بركات بعد الشمس بن قلبة الدمشقي فصار فيه أحسن سيرة وكان يجمع الفقراء عنده على الطعام في الأسبوع مرة فأكثر فزاد اشتهاره وهو القائم في إجراء عين بازان بعد أن قرر مع السيد عدم لتعرض لمن يموت به إن كان له وارث فتبقى تركته فيه حتى يحضر إن كان غائباً حيث التمس منه الزيني بن مزهر ذلك ولم يظهر من مكة لغير المدينة النبوية والطائف والجعرانة ونحوها وانتفع به الناس كثيراً في التوجه لهذه الأماكن لكثرة من يكون معه وربما واسى النافعة وحصل منه إكرام ورأيته إنساناً خيراً متواضعاً متقشفاً طارحاً للتكلف ينطوي على خير وسترة وديانة وقيام في المصالح وتعاني التجارة فبورك له فيها ولم يزل على ذلك حتى مات بمكة في ظهر يوم الأحد تاسع شعبان سنة أربع وسبعين واجتمع في مشهده خلق رحمه الله وإيانا.

إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرح بن عبد الله تقي الدين ويقال برهان الدين بن العلامة شمس الدين الصالحي الحنبلي والد الصدر أبي بكر والنظام عمر الآتيين ويعرف كأبيه بابن مفلح. ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً وأخذ عن أبيه والجمال المرداوي وغيرهما كأبي البقاء وسمع من أبي محمد بن القيم والصلاح بن أبي عمرو الفرضي وابن الجوخي وأحمد بن أبي الزهر ورحل بعد الستين إلى مصر فسمع بها من القلانسي والخلاطي وناصر الدين الفارقي ونحوهم، ومهر وتكلم على الناس فاجاد ودرس فأفاد وولي قضاء الحنابلة بدمشق فحمدت سيرته وكان فاضلاً بارعاً بل إماماً فقيهاً عالماً بمذهبه ديناً أفتى ودرس وجمع وشاع اسمه واشتهر ذكره ولما طرق اللنك الشام كان ممن تأخر بدمشق فخرج إليه وسعى في الصلح وتشبه بابن تيمية مع غازان وكثر ترداده إليه رجاء الدفع عن المسلمين ثم رجع إلى دمشق وقرر مع أهلها ما رامه من الصلح فلم يجب سؤاله وغدروا به وضعف عند رجوعهم. وكانت وفاته بعد الفتنة بأرض البقاع في أواخر شعبان سنة ثلاث. قاله شيخنا في أنبائه قال وقد لقيته وسمعت منه قليلاً ولم يخلف بعده في مذهبه ببلده مثله. وكذا قال في معجمه أنه انتهت إليه رياسة المعرفة بمذهبه وأن لقيه له كان بالجامع المظفري فذاكره وقرأ عليه المسلسلات للإبراهيم بشرط التسلسل انتهى. وقد سمعتها من لفظ شيخنا عنه. وممن ذكره لكن باختصار جداً التقى الفاسي في ذيل التقييد وكذا المقريزي في عقوده رحمه الله إيانا.
إبراهيم بن محمد بن موسى بن السيف محمد بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن فتح بن محمد بن حدثة برهان الدين بن سيف الدين القرشي العمري العدوي المقدسي الصالحي الحنبلي ويعرف بالبقاعي. سمع على المحب الصامت في سنة ثمان وسسبعين وسبعمائة وعلى أبي بكر بن إسماعيل بن عثمان البيتليدي وأبي الهول علي بن عمر الجزري ومحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر وجماعة وحدث سمع منه الفضلاء وكان خيراً ديناً محافظاً على الجماعات مع الورع والزهد فلا يأكل إلا من كسبه إلى أن ضعف حاله فانقطع بمنزله وصار لا يخرج منه إلا إلى الصلاة حتى مات.
إبراهيم بن محمد بن يس الآتي أبوه وجده ممن عرض علي.
إبراهيم بن محمد بن خطيب عذراء. مضى فيمن جده عيسى بن عمر.
إبراهيم بن محمد برهان الدين الأذرعي الدمشقي الشافعي ويعرف بأبي سفط وكان ذا فضيلة تامة في الفقه والعربية وغيرهما ولكنه تكسب بأخرة بالشهادة فحطت من رتبته لسوء المشاركين. مات في ليلة رابع المحرم سنة اثنتين وستين أرخه صاحبه ابن اللبودي.
إبراهيم بن محمد برهان الدين القرمي القاهري الحنفي ابن أخي النجم إسحاق الآتي. لازم عمه والأمين الأقصرائي ونظاماً وآخرين وفهم وتكسب بالشهادة وباشر ديوان قانباي صلق وحج غير مرة آخرها في سنة سبع وثمانين وكان شاهد المحمل وسعى مرة بعد أخرى في قضاء العسكر بمبلغ لشغوره من حين موت ابن أجا المتلقي له عن عمه النجم فأجيب ولكن بغته الأجل ومات فجأة في ليلة الأربعاء تاسع عشري ذي الحجة سنة ثمان وثمانين ودفن بتربة خشقدم المقدم تجاه تربة طاز عند عمه وسمعت من يذكره بديانة وتودد وهمة ومساعدة رحمه الله.
إبراهيم بن محمد برهان الدين بن تاج الدين الكلبشي وكلبشا بجوار مليج من الغربية الشافعي شيخ معمر يقال أنه جاز المائة كان قد حفظ التنبيه وغيره واشتغل بالفقه والفرائض ويقال أن من شيوخه الأبناسي الكبير وصار مفتي ناحيته ومن عليه المعول في ذلك مع مباشرته قضاء بلده وخطابتها وشدة حرصه على الجمع والتحصيل بحيث قيل أنه خلف تركة هائلة ولم يترك إلا ابنة وأمها وأخاً اسمه عبد الغفار استقر بعده في القضاء والخطابة. مات في ربيع الثاني سنة تسعين رحمه الله وإيانا وكان أبوه وجده خطباء البلد وقضاته أيضاً.
إبراهيم بن محمد برهان المدين الونائي أحد طلبة الحديث بالصرغتمشية. مات في سنة ثلاث وثمانين.
إبراهيم بن محمد صارم الدين ابن الأمير الوزير ناصر الدين بن الحسام الصقري. مضى فيمن جده لاجين.

إبراهيم بن محمد الأخضري نسبة لقبيلة من العرب الطولقي وطولقة بالقرب من سكرة التونسي المغربي المالكي. أخذ بقفصة عن أبي يحيى بن عقبة وقطن تونس من سنة ثمان وعشرين وأخذ بها عن أبي عبد الله القلجاني ثم عن ولده عمر وكذا عن قاسم العقباني حين اجتيازه بهم ولم يكن عنده أجل منه بل كان يصفه بالاجتهاد المطلق وأنه لا يفتي إلا بمذهب مالك وأما في خاصة نفسه فلا يعمل إلا بما يراه، وتقدم في الفقه والأصلين والعربية والمنطق وغيرها وشارك في الفضائل وتصدر للتدريس والإفتاء وانتفع به الفضلاء وكان متين الديانة زاهداً ورعاً تام العقل مهاباً مع حسن العشرة والملاطفة والتقنع باليسير لا يخاف في الله لومة لائم وأعرض عن الفتيا حين اختلاف الكلمة. واقتصر على التدريس ولم يكن يمنع من يغتاب بحضرته ولكن لا يشاركهم بكلامه ونقم عليه السلطان ذلك وأمر بإخراجه من جامع الزيتونة ثم أعيد بعد قليل وزار قبره بعد موته مع قلة فعله لذلك. مات في سنة تسع وتسعين وقد قارب الثمانين ودفن بالزجاج. ترجمه لي غير واحد ممن لقيه من المغاربة وغيرهم، وربما قيل له الحدري وهو تحريف.
إبراهيم بن محمد الأردبيلي ثم الشماخي الشافعي قدم القاهرة للحج في أول سنة خمس وستين وثمانمائة وهو ابن نحو من ستين سنة فأقام أشهراً وظهرت تمام فضيلته مع الدين والتواضع فقرئ عليه اليسير ثم حج ورجع مع الركب الشامي ثم عاد إلى بلاده وهو ممن يقصد فيها بالفتاوى والإقراء وله فيها مآثر وآخر العهد به في سنة سبع وسبعين.
إبراهيم بن محمد الحجازي العطار. ممن سمع عليّ في مكة.
إبراهيم بن محمد الحموي.
إبراهيم بن محمد الرصافي كان من ذوي اليسار فقطع عليه الطريق وقتل في سنة ثلاث عشرة. قاله شيخنا في أنبائه.
إبراهيم بن محمد برهان الدين الكردي ثم المكي نزيل الحرمين والد محمد مؤدب الأبناء بمكة ويعرف والده بشمس العقري كان متولي مشيخة البيمارستان بمكة بعد موت الشمس البلدي وهو المجدد في أوقافه المكان المجاور لباب الدربية اشتراه من ريعه في سنة ست وأربعين جزاه الله خيراً وكف من يروم أخذه، وله شهرة بالصلاح والخير وكثرة الزيارة للنبي صلى الله عليه وسلم على قدميه بل يقال أنه كاني زور في كل سنة. مات بمكة في يوم الثلاثاء ثاني عشري المحريم سنة ثلاث وخمسين ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا واستقر بعده في المشيخة الشمس بن قليب.
إبراهيم بن محمود بن إبراهيم بن محمود بن عبد الحميد بن هلال الدولة عمر بن منير الحارثي الصالحي الآتي أبوه ويعرف بابن هلال الدولة. ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وسمع في سنة إحدى أو ثلاث وتسعين من التقي أبي بكر بن محمد بن الزكي عبد الرحمن المزي مجلساً من فوائد الليث بن سعد رواية يحيى بن بكير عنه أنابه الحجار بسنده وحدث به سمعه منه الفضلاء كابن فهد وغيره. مات في أوائل سنة ثمان وأربعين.
إبراهيم بن محمود بن إبراهيم العز بن النجم بن العز التستري الأصل الهرمزي الشافعي ممن اشتغل ولقي الأفاضل كالسيد معين الدين بن صفي الدين وبرع وقدم مكة فحج ثم وصل القاهرة مع الموسم في أول سنة تسعين متجرداً قاصداً التسليك فلم يجد مرشداً فقطن عند الجمال يوسف العجمي في زاويته بالقرافة واجتمع بحفيده علي فأجازه ثم قصدني فسمع مني المسلسل وبعض البخاري وغير ذلك مما قصد به فيما أخبر التوصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتبت له إجازة وأعجبني سمته وهديه يسر الله له طرق الخير.

إبراهيم بن محمود بن أحمد بن حسن أبو الطيب الأقصرائي الأصل القاهري الحنفي المواهب الآتي ولده محمود ممن نسب نفسه كذلك للتلمذة لأبي المواهب ابن زغدان وقبله صحب الشيخ محمد بن عمر المعربي نزيل جامع كزلبغا وهو حنفي أخذ عن اينال باي الفقه وذكره لي المحب بن جرياش بما أعرضت عن ذكره وأنا أباه كان من المقطعين، وقد جاور بمكة غير مرة منها في سنة ثلاث وتسعين وزار المدينة النبوية أشهراً وانتمى إليه جماعة ووصفوه بالعارف وقد أرسل إلي بولده محمود في رجب سنة خمس وتسعين فعرض علي الأربعين للنووي والمجمع لابن الساعاتي ثم أنه جاور في سنة ثمان وتسعين وكان يقصدني بالسلام ويقول قد استجيبت دعوتكم في إجازة الولد بجمع الشمل بهذا الحرم الشريف ولم أر منه إلا الأدب والتواضع وأثنى عليه عندي القاضي خير الدين السخاوي قاضي المالكية بطيبة والله الموفق.
إبراهيم بن محمود بن عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمود بن علي بن أبي الفتح الحموي الأصل القاهري الشافعي الواعظ الآتي أبوه وجده وابناه محمد ومحمود. ولد في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وثمانمائة بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشمس بن الرزاز في جامع السلطان والمنهاج وسمع على الشمس بن الأشقر ثم تحول صحبة أبيه إلى القاهرة في أول أيام الظاهر جقمق فسمع من شيخنا وفي البخاري بالظاهرية في الحديث وغيره والتقي الحصي الحاجبية وبعض المتوسط وإمام الكاملية في آخرين، وسلك طريق جده في الوعظ وحصل له قبول بين بعض العوام وكثير من النسوة وخطب بالأشرفية برسباي وحج في سنة اثنتين وخمسين ثم بعدها وعمل هناك ميعاداً، وهو خير نير حسن الملتقي كثير التواضع والأدب حسن القراءة في الميعاد زارني مراراً وتيمنت بدعائه وسافر هو وولده وعيالهما مع خوند زوجة الأتابك وابنة الظاهر إلى مكة في سنة ثمان وتسعين فأدركته منيته في توجهه قبل سطح العقبة يوم الأحد ثامن عشر شوال منها وكثر الأسف عليه رحمه الله وإيانا ونفعنا به.
إبراهيم بن أبي محمود. في ابن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال.
إبراهيم بن مخاطة سعد الدين أخو الشرف موسى وعم إبراهيم الآتيين كان أحد كتاب المماليك ومعه عدة مباشرات زوجه القاضي سعد الدين إبراهيم بن الجيعان ابنته واستولدها. ومات في ذي الحجة سنة سبع وسبعين بعد أن أثكل ولده أحمد الآتي.
إبراهيم بن مكرم - كمحمد - بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن مكرم العز بن السراج الفالي الشيرازي - وقال بالفاء بلدة من عملها بينهما عشرة أيام - الشافعي والد العلاء محمد الآتي من بيت علم اشتغل على أبيه ثم على ابن عمه الجمال إسحاق بن يحيى الآتي كل منهما، ثم ارتحل إلى شيراز فأخذ عن أئمتها وقرأ المفتاح للسكاكي في علم المعاني والبيان وبعض شرحه على ولد الشارح الشمس محمد بن السيد الجرجاني وأخذ البخاري وغيره عن الصلاح خليل الأقفهسي وحج وبرع في الفقه وأصوله والعربية والتفسير والمنطق وصار مشاراً إليه في تحقيق المعاني والبيان والكشاف فأقبل على التدريس والإفتاء وتخرج به الفضلاء ومنهم قريبه وصهره نعمة الله الآتي، كل ذلك مع الاجتهاد في العبادة والحرص على الجماعة والأعراض عن الدنيا وأهلها والإقبال على الآخرة حتى مات في يوم الجمعة بعد فراغ الإمام من صلاة الجمعة رابع جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين رحمه الله. ومكرم الأعلى في نسبه هو خال صفي الدين مسعود والد القطب محمد شارح اللباب والتقريب والكشاف. أفادنيها ابنه وسبطه.

إبراهيم بن موسى بن أيوب البرهان أبو إسحاق وأبو محمد الأبناسي ثم القاهري المقسي الشافعي الفقيه. ولد في أول سنة خمس وعشرين وسبعمائة تقريباً كما كتبه بخطه - وقال مرة حين سئل عنه لا أدري يعني تحقيقاً - بأبناس وهي قرية صغيرة بالوجه البحري من مصر - وكتبه العراقي الأبنهسي - وقدم القاهرة وهو شاب فحفظ القرآن وكتباً وتفقه بالأسنوي وولي الدين الملوي المنفلوطي وغيرهما في الفقه والعربية والأصول وتخرج بالعلاء مغلطاي وسمع الحديث على الوادياشي والميدومي ومحمد بن إسماعيل الأيوبي وأبي نعيم الاسعردي والعرضي وطائفة بالقاهرة والعفيف عبد الله بن الجمال المطري وخليل بن عبد الرحمن والشهاب أحمد بن قاسم الحراري في آخرين بمكة وابن أميلة والمنبجي بالشام، ومما سمعه المسلسل والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي والموطأ والشفا وجزءي البطاقة وأكثر ذلك بقراءته، وأجازه جماعة وخرج له الولي العراقي مشيخة حدث بها وبالكتب الستة وغيرها وتقدم قديماً وتصدى للإفتاء والتدريس دهراً ولبس عنه غير واحد الخرقة بلباسه لها من البدر أبي عبد الله محمد بن الهمام والسراج أبي حفص عمر بن أبي الحسن الدومراني بلباس كل منهم من أبيه بلباس أبي الأول من أبي عمرو عثمان بن مليك الزفتاوي وأي الثاني من والده وأبي الثالث من أبي محمد عبد الله الغماري بلباس الثلاثة من أبي العباس البصير الذي جمع الشيخ مناقبه ودرس بمدرسة السلطان حسن وبالآثار النبوية وجامع المقسي مع الخطابة به وغيرها وولي مشيخة سعيد السعداء مدة وصرف عنها واتخذ بظاهر القاهرة في المقس زاوية فأقام بها يحسن إلى الطلب ويجمعهم على التفقه ويرتب لهم ما يأكلون ويسعى لهم في الأرزاق حتى كان أكثر فضلاء الطلبة بالقاهرة من تلامذته ووقف بها كتباً جليلة ورتب فيها درساً وطلبة وحبس عليها رزقه ونحو ذلك وممن أخذ عنه الولي العراقي والجمال بن ظهيرة وابن الجزري وشيخنا وقال اجتمعت به قديماً وكان صديق أبي ولازمته بعد التسعين وبحثت عليه في المنهاج وقرأت عليه أشياء، والعز محمد بن عبد السلام المنوفي وكتب له إجازة بالتدريس طنانة كما سيأتي في ترجمته والفاسي وثنا عنه من لا أحصيه كثرة وآخر من تفقه به الشمس البشبيشي والزين الشنواني والبرهان الكلمشاوي كل ذلك مع حسن الأخلاق وجميل العشرة ومزيد التواضع والتقشف والتعبد وطرح التكلف وحسن السمت ومحبة الفقراء وتقريبهم والمناقب الجمة بحيث قل أن ترى العيون في مجموعه مثله وقد عين مدة لقضاء الديار المصرية فلما بلغه ذلك توارى وذكر أنه فتح المصحف في تلك الحالة فخرج له "قال رب السجن أحب إلي مما تدعونني إليه" الآية فأطبقه وتوجه إلى منية الميرج فاختفى بها أياماً حتى ولي غيره فعاد، وقد أشار إلى أصل ذلك القاضي تقي الدين الزبيري فإنه قال في حوادث سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة لما أراد برقوق صرف البرهان بن جماعة عن القضاء لأنه تخيل منه أنه لا يوافقه على استبداده بالسلطنة طلب من يصلح فذكروا له جماعة منهم الأبناسي فأرسل إليه موقعه أوحد الدين وعرفه بسبب الطلب فوعده أن يحضر إليه في وقت عينه له ثم تغيب واختفى فلما لم يحضر طلب ابن أبي البقاء فاستقر به، وذكره العثماني في الطبقات فقال الورع المحقق مفتي المسلمين شيخ الشيوخ بالديار المصرية ومدرس الجماع الأزهر له مصنفات يألفه الصالحون وتحبه الأكابر وفضله معروف. وقال المقريزي أنه صنف في الفقه والحديث والنحو وكان أبر مشايخ مصر بالطلبة طارحاً للتكلف مقبلاً على شأنه وللناس فيه اعتقاد ووهم فزاد في نسبه بين اسمه واسم أبيه الحسن. وقد حج كثيراً وجاور مرة وحدث هناك وأقرأ ثم رجع فمات في الطريق في يوم الأربعاء ثامن المحرم سنة اثنتين بمنزلة كفافه فحمل إلى المويلحة فغسل وكفن وصلى عليه في يوم تاسوعاء ثم حمل إلى عيون القصب فدفن بها وقبره بها يتبرك به الحجيج وعملت له قبة. قلت قد زرته وأصل القبة لبهادر الجمالي الناصري أمير الحج كما قرأته على لوح قبره وأنه مات في رجوعه من الحج في ذي الحجة سنة ست وثلاثين وسبعمائة وهو موافق لما ذكر في ترجمته وقبل الدخول إليها مكان آخر وأظنه محل دفن الشيخ ولا قبة تعلوه. ورثاه الزين العراقي بأبيات دالية وكان صديقاً له وهو الذي سعى لولده الولي في غالب ما حصل له من الوظائف. ومن تصانيفه الشذى  الفياح في مختصر ابن الصلاح شحنه بزوائد من نكت العراقي وشرحه للألفية وغير ذلك وشرحاً لألفية ابن مالك ومناقب الشيخ أبي العباس البصير، وحكى الشهاب أحمد بن محمد بن عبد الله الأسلمي نزيل الجيزة وأحد فضلائها وصلحائها وهو من تلامذته أنه سمعه يقول للبلقيني أنه سمع كلام الموتى في قبورهم وأنه كان في البقيع من المدينة فوقف عند قبر جديد ليسأل عن صاحبه فقال له شخص كان يقرأ عليه من قبر يا سيدي لم تقف عند قبر هذه الرافضية قال فرأيت البلقيني احمر وجهه ونزلت دموعه وقال آمنت بذلك وناهيك بهذه القصة في جلالة البرهان، وبلغني أيضاً أنه كان ربما يتردد لابن المقسي لما يرى منه من مزيد الإحسان للزاوية وأهلها بل هو الآخذ له مشيخة سعيد السعداء فبينما هو في بعض الأيام داخل عليه إذ سمعه يخاطب آخر بقوله اخلع هذه العمامة والبس عمامة بيضاء وادخل في دينهم وتحكم فيهم أو كما قال وأنه دخل فوجد المقول له هذا نصرانياً فانزعج ومن ثم لم يصل إليه. وحكى لي الشريف الشهاب أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الجرواني. أنه كان عنده فجاءته فتيا فكتب عليها ثم بعد أن أخذها السائل تبين له الخطأ فيها فأرسل من يدركه فما أمكن فتألم لذلك فما مضى ألا اليسير وجاء السائل وأخبر بأن الورقة سقطت منه في البحر فحمد الشيخ الله وسر ثم كتب له الجواب. وكذا حكى لي العز السنباطي عن شيخه الشمس البوصيري أن الأبناسي خرج في بعض ليالي طاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة من سكنه بالمدرسة الشرابيشية بالقرب من جامع الأقمر ليستضيء فما وجد من يقد منه إلا في الدرب الأحمر لاستيلاء الطاعن على الناس. وهو عند المقريزي في تاريخ مصر مع غلط فيه كما قدمنا وفي العقود باختصار.

إبراهيم بن موسى بن بلال بن عمران بن مسعود بن دمج - بتحريك المهملة والميم وآخره جيم - البرهان العدماني الكركي ثم القاهري الشافعي ويعرف بالكركي. ولد في سنة خمس أو ست وسبعين وسبعمائة - وجزم مرة بالثاني واقتصر أخرى على الأول كما هو عندي بخطه - بمدينة كرك الشوبك وزعم أنه حفظ بها القرآن وصلى به على العادة وأن والده مات وهو صغير في سنة ست وثمانين وأنه حفظ العمدة وألفية الحديث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي والشاطبية ونظم قواعد الإعراب لابن الهائم وغيرها وأنه عرض العمدة على العلاء الفاقوسي عن القطب الحبي والمنهاج على البدر محمود العجلوني بل قرأ عليه الأذكار والرياض بروايته لها عن القاضي ناصر الدين العرياني عن المؤلف وكذا عرضه على البلقيني وولده الجلال وحضر دروسهما وعرض ألفية الحديث على ناظمها بل سمع عليه الصحيح بفوفت وعرض نظم القواعد على ناظمه ببيت المقدس ولازمه وعرض به الشاطبية على الشيخ بير وتلا عليه لنافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعلي الشهاب بن مثبت المالكي لها ما عدا ابن عامر وعلى السراج بن الهليس ببلبيس لباقي السبع وكذا عرض بالقاهرة الشاطبية على الفخر البلبيسي أمام الأزهر وتلا عليه لأبي عمرو وعلى الشمس العسقلاني للسبغ مع يعقوب من طرق التيسير والعنوان والشاطبية وعليه سمع الشاطبية وبدمشق على الشمس بن اللبان لحمزة والكسائي وعلى كل من تلميذه أبي العباس أحمد بن محمد بن يعاش والفخر بن الزكي إمام الكلاسة للسبع أفراداً ثم جمعا على ابن عياش وحده بما تضمنته القصيدة وأصلها والعنوان والإعلان للصراوي وعن التنوخي جمعاً لها، وكذا ببلاد الخليل على الشمس أبي عبد الله محمد بن عثمان للسبع مع يعقوب وأبي جعفر وخلف بما تضمنه نظم الجعبري وأنه سمع الشاطبية أيضاً على الشمس محمد بن داود الكركي الشهير بابن العالم والتاج عبد الوهاب بن يوسف بن السلار الدمشقي مفترقين وقال إن أولهما سمعهما على الشهاب أبي شامة وهو عجيب فوفاة أبي شامة في سنة خمس وستين وستمائة، وأخذ أيضاً القراءات عن أبي عبد الله المغربي التوزري وعنه أخذ النحو والمنطق والصرف وأخذ النحو فقط تلفيقاً للألفية عن العلاء بن الرصاص المقدسي والأبناسي بالقاهرة وبها تصريف العزى على الشيخ قنبر بالجامع الأزهر والفقه عن الشمس بن حبيبحب البلبيسي بها والمنهاج ونصف التنبيه بالكرك عن العلاء الفاقوسي تلميذ الأزرعي وربع العبادات من أولهما بدمشق على الشهاب بن الجباب وحضر دروس الشمس بن قاضي شهبة والمنهاج تلفيقاً عن الأبناسي وتلميذه التقي الكركي بالقاهرة وعن ثانيهما أخذ المنهاج الأصلي ومنهاج العابدين للغزالي وزلازم بالقاهرة البرهان البيجوري والولي العراقي ومن قبلهما البدر الطنبذي في الفقه وكذا لازم فيه ببيت المقدس الشمس القلقشندي والشمس بن الخطيب والزيني القمني وترافق معه إلى القاهرة وانتفع في الفقه والعربية والحديث وغيرها بالشمس والشهاب بن السنديوني وقاسم بن عمر بن عواض لقيهم بدمنهور الوحش وهم ممن أخذ عن الشهاب أحمد بن الجندي شيخ تلك الناحية ومفتيها والمتوفي قريباً من قليه لهم، وأكثر من التردد للعلاء بن مغلى في الأصلين والعربية وغيرها وسمع البخاري بقراءته وقراءة غيره على التقي محمد بن المحيوي بن الزكي الكركي ثم الأربلي القاضي قال أنابه الحجار وكذا سمعه على البهاء أبي البقاء السبكي وابن صديق والتنوخي وابن البيطار وابن الكشك الحنفي الدمشقي والكمال عمر بن الجمي وابن أبي المجد والعراقي والهيثمي مفترقين مع عدة من كتب الحديث على ثالثهم وعلى القاضي ابن فرحون بالرملة وقال أنابه الحجار ووزيرة، ومسلماً على الشهاب بن المهندس أحد شيوخ شيخنا والشمس بن الديري، وكل ما ذكره لست على وثوق من أكثره لكونه من إملائه على بعض أصحابنا مع إمكان أكثره أو كله. وقد حج وزار بيت المقدس مراراً وتردد للقاهرة غير مرة ثم كان استيطانه لها من سنة ثمان وثمانمائة وتعاني التجارة في البر وقتاً وجلس في بعض الحوانيت بسوق أمير الجيوش وبواسطته عرف الشمس البساطي شيخنا فإنه حكى أن البساطي كان يوماً عنده في حانوته المشار إليه وحكى له أنه سأل الزين العراقي عن حديث فلم يستحضره قال البرهان فلم نلبث أن اجتاز بنا ابن حجر فقلت للبساطي أن هذا قد تقدم في الحديث فاسأله  فقام إليه وسأله فاجابه وأنه راجع العراقي بعد بما أجابه به فوافقه عليه انتهى. وهذه الحكاية قد صحت لي من وجه آخر ولذا أوردتها في الجواهر والدرر، وناب البرهان ببعض البلاد في القضاء عن الجل البلقيني ثم لما استقر الولي العراقي في القضاء أرسل به إلى المحلة لإقراء أهلها ورتب له على أوقافها في كل شهر ستمائة فأقام بها إلى أن ولاه الهروي قضاءها في سنة سبع وعشرين وكذا ناب عن شيخنا فيها في سنة تشع وعشرين في منوف في سنة ثلاثين وجلس ببعض الحوانيب بالقاهرة للقضاء وولي تدريس القراءات بالظاهرية القديمة وتنازع هو والسراج الحمصي في اليت المرصد للمدرس ثم ولي مشيخة مدرسة ابن نصر الله بفوة وأقام بها وصنف كما أملي أيضاً في القراءات والعربية والتفسير والفقه وأصوله فأما في القراءات فالإسعاف في معرفة الطقع والاستئناف في مجلد واختصره فسماه لحظة الطرف في معرفة الوقف وعمل كتاباً متوسطاً بينهما سماه التوسط بين اللحظ والإسعاف والآلة في معرفة الفتح والإمالة في جزء لطيف ونكت على الشاطبية في مجلد لطيف وحل الرمز في وقف حمزة وهشام على الهمز كذلك وأنموذج حل الرمز وأفرد رواية كل واحد من السبعة على حدة في مجلد كبير سماه عمدة المحصل التمام في مذاهب السبعة الأعلام ودرة القارئ المجيد في أحكام القراءة والتجويد، وأما في العربية فشرح ألفية ابن مالك في مجلد لطيف وإعراب المفصل من الحجرات إلى آخر القرآن كذلك ومرقاة اللبيب إلى علم الأعاريب في جزء لطيف ونثر الألفية النحوية وشرح النصف الول من فصول ابن معطي، وأما في التفسير فحاشية على تفسير العلاء التركماني الحنفي القاضي انتهى فيها إلى أول الأنعام في مجلد، وأما في الفقه فمختصر الروضة وصل فيه إلى الربا وشرح تنقيح اللباب للولي العراقي وصل فيه إلى الحج وتوضيح مؤلفات ابن الحداد وأما في أصوله فمختصر الورقات لإمام الحرمين. وحدث ودرس وأفتى وانتفع به جماعة في القراءات والعربية وقرأ عليه الجمال البدراني صحيح البخاري في سنة ست وعشرين بخانقاه سعيد السعداء وعقد مجلس الأسماع ببلبيس وغيرها وانتفع به الناس في البلاد أكثر وممن لازمه فعرض عليه محافيظه ثم تلا عليه السبع الشهاب بن أسد الآتي وأخذ عنه السبع الزين عبد الغني الهيثمي والبرهان الفاقوسي الآتي قريباً وكذا الزين جعفر لكن الى آخر آل عمران و الشمس المالقى  المحصنات و آخرون و عرضت عليه العمدة وكتب لي أنه يرويها عن أبي عبد الله محمد بن عثمان الخليلي والقاضي تقي الدين بن الزكي الكركي ثم الاربلي سماعا كلاهما عن محمد بن أبي بكر بن أحمد ابن عبد الدائم سماعا عن جده سماعا أنا المؤلف. و كان اماماً عالماً علامة بارعاً مفنناً متقدماً في القراآت والعربية مشاركا في الفنون ألا أنه لم تكن عليه وضاءةً أهل العلم وفي كلامه تزيد وربما نبز بأشياء الله اعلم بصحتها حتى صرح بالطعن في دعواه اخذ القراآت عن بعض شيوخ ابن الجزرى. وبالجملة فلم يكن مدفوعاً عن علم وقد ثقل لسانه مديدة من مرض حصل له بعد أن كان فصيحاً. مات في يوم الأربعاء حادي عشر رمضان سنة ثلاث وخمسين عفا الله عنه ورحمة وإيانا.
إبراهيم بن موسى بن الشيخ على الطرابلسي الحنفي نزيل المؤيدية من القاهرة أخذ في دمشق عن جماعة منهم الشرف بن عيد وقدم معه القاهرة حين طلب لقضائها و لازم الصلاح الطرابلسي ورغب له عن تصوفه بلمؤيدية لما أعطى مشيخة الأشرفية وعد في النوادر وأخذ عن الديمي شرح ألفية العراقي للناظم و عن السنباطي أشياء وكذا سمع على شرح معاني الآثار والآثار لمحمد بن الحسن وغيرهما وعلق عني بعض التآليف بل سمع على أبي العسود الغراقي والرضا الأوجاقي وهو فاضل ساكن دين ممن حضر بعد في أثناء سنة أربع وتسعين بالقبة الدوادارية بين يدي السلطان وعلم بحاله وفضله فأنعم عليه بشيء ثم قرره في الجوالي المصية عن الكوراني ونعم الصنع.
إبراهيم بن موسى بن عبد الله الهوى الصوفي.
إبراهيم بن موسى بن محمد بن علي المنوفي ثم القاهري الحنفي ويعرف بابن زين الدين وهو لقب جده ممن سمع هو وأخوه أحمد وأبوهما في مسلم والنسائي بقراءتي واشتغل وتنزل في الجهات وصاهر البدر بن الشمس الجلالي على ابنته وخدم تنبك قرا وتمول ثم استلبه ما حصله أوجله.
إبراهيم بن موسى سعد الدين بن الرئيس شرف الدين مخاطة خال البدري أبي البقاء بن الجيعان وأخوته والآتي أبوه في محله وأمه موطوءة لأبيه ممن كان في ظلهم وتكلم في أوقاف الصرغتمشية وغيرها وسمع مع بني أخته على ام هاني الهورينية ومن كان معهما ختم البخاري وغيره ولم يحمد في ديانته ولا مباشرته. مات في رجب سنة ست وتسعين ودفن بالقرافة وكثر ذكره بالسوء سيما من جماعة الصرغتمشية.
إبراهيم بن موسى الصيرفي أحد الكتاب ويعرف بابن فريعين ممن يحضر بعض المواعيد ويتباله وتزوج التقي بن الرسام ابنته وقطع الأشرف قايتباي يده لاقتضاء ذلك عنده وبلغني أنه ندم.
إبراهيم بن مونس بن حميد بن عبد الرحمن الخليلي السوني من قراء القرآن. سمع مني بمكة في سنة أربع وتسعين رجع لبلاده.
إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد البرهان أبو إسحاق بن ناصر الدين الكناني العسقلاني الأصل القاهري الحنبلي سبط العلاء الحراني ووالد العز أحمد الآتي. ولد في رجب أو شعبان سنة ثمان وستين وسبعمائة بالقاهرة واشتغل على أبيه وغيره ونشأ على طريقة حسنة ففوض إليه أبوه نيابة الحكم عنه فباشرها بعقل وسكون فلما مات أبوه استقر في القضاء الأكبر بعده في شعبان سنة خمس وتسعين وعمره سبع وعشرون سنة فسلك في المنصب طريقة مثلى من العفة والصيانة وبشاشة الوجه والتواضع والتودد مع التثبت في الأحكام والشهامة والمهابة وأحبه الناس ومالوا إليه أكثر من والده لما كان عند أبيه من التشدد والانقباض حتى كان الظاهر برقوق يعظمه ويرى له ولم يلبث أن مات في ثامن ربيع الأول سنة اثنتين وله أربع وثلاثون سنة واستقر بعده أخوه موفق الدين أحمد الآتي. ذكره شيخنا في دفع الأصر وأنبائه واستدركه باختصار على المقريزي حيث أهمله في تاريخ مصر لكنه ذكره في عقوده.
إبراهيم بن نوح الهريبطي ثم القاهري الشافعي نزيل تربة يلبغا من الصحراء وأدب الأطفال فكان ممن قرأ عليه القرآن أبو السعود الغراقي.
إبراهيم بن أبي الوفاء. مضى في ابن داود بن محمد بن علي.

إبراهيم بن يحيى بن سعد الدين أبي الفرج عبد الله سعد الدين بن شرف الدين ابن بنت الملكي سبط منكلي وشقيق الجمالي يوسف الآتي وهذا أصغرهما. ولد سنة تسع وثلاثين وثمانمائة تقريباً ونشأ فقرأ عند جماعة القرآن وكتب وربما اشتغل يسيراً وصاهر الشرف الأنصاري على ابنة له ضريرة بل كان الشرف زوج أخته ولهذا كان ممن كلف بعد موته وحج وكان كيساً. مات في ليلة سابع جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وصلى عليه من الغد بالأزهر ودفن بالقرافة، وله ذكر في عبد الغني بن عبد الله.
إبراهيم بن يحيى الحسني الهدوي الصنعاني من أكبر أدبائها الموجودين بعد السبعين أنشدني نور الدين الصنعاني عنه قوله من أبيات:

وذر ثوب الحيا فـاذار وافـى

 

وذا ثوب الربيع العبـقـري

رباب المزن هامية حـمـانـا

 

وخد الرضمن طـرب نـدي

وغرد طيرها حثـواً كـؤسـاً

 

فخير العيش صرف صرخدي

إذا ما استفهـا هـرم أعـادت

 

له ما يفعل الناشئ الصـبـي

وكم محدودب كبراً حسـاهـا

 

فجاءك وهو معتـدل سـوى

وكم من ممصت شرب الحميا

 

فأصبح وهو منطـيق بـذي

لها روح سـمـاوي بـسـيط

 

له جسـم زجـاج كـسـرى

إذا صبت من الإبـريق لـيلاً

 

أتى الإصباح وإنجاب العشي

فخذها مـن يدي رشـأ أغـن

 

كأن جبينه قـمـر مـضـى

وتمامها عندي في التاريخ الكبير.
إبراهيم بن أبي مزيد الحنفي كتب عنه في عرض سنة سبع وأربعين وثمانمائة ووصفه الكاتب وهو محمد بن محمد المتولي بالشيخ الإمام القدوة، ورأيت فيمن أخذ عنه خطيب مكة النحو والأصول الجمال بن أبي يزيد المشهدي السمرقندي الحنفي وكأنه هذا.
إبراهيم بن يعقوب بن علي أبو إسحاق الحنفي قرأ البخاري على النجم بن رزين في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة وأظنه تأخر إلى هذا القرن.
إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم بن أحمد بن يوسف بن أبي الفتح البرهان الفاقوسي ثم البلبيسي الشافعي الرفاعي والد علي الآتي وكان يعرف قديماً بابن أبي الفتح الذي قيل أنه من ذرية محمد بن الحنفية فالله أعلم. ولد تقريباً سنة خمس وتسعين بفاقوس من شرقية مصر وقرأ بها بعض القرآن على محمد الزعيم ثم انتقل إلى بلبيس وهو ابن ست عشرة سنة فأكمله بها على الفقيه عرفة بن الفقيه حسن العمري وحفظ البهجة الوردية بعد حفظه المنهاج وعرضه على البرهان الكركي الماضي قريباً ثم تلا عليه السبع وقرأ عليه الصحيح وبحث عليه في المنهاج وفي الجرجانية النحوية وأخذ علم الوقت عن الشهاب البرديني بالقاهرة وبرع فيه وصحب الشهاب أحمد الزاهد وغيره وأخذ عنهم ثم أخذ عن القاياتي في الفقه والعربية وغيرهما وحج مرتين وزار بيت المقدس وأقام ببلبيس يقرئ الأطفال دهراً وانتفعوا به في ذلك بحيث لم يكن بها من هو دونه في السن إلا وقد قرا عليه واشتهر بينهم أن من لم يقرأ عنده لم يتيسر له إكمال حفظ القرآن بل يقال أيضاً أن بعد موته ما ختم أحد من أهلها القرآن وكان هذا بلحظ ولي يقال الشيخ سليم لقيه في أول أمره وكأنه تضجر من ذلك فقال له يا إبراهيم اثبت أو كما قال. وممن قرأ عنده الزيني زكريا والشمس بن العماد والنور البلبيسي، وعمل أرجوزة في المولد النبوي تزيد على أربعمائة سطر قليلة الحشو غير بعيدة من الحسن لكنه لعدم معرفته للعروض كانت مختلفة الأبحر كتبت عنه بعضها وناولني سائرها وأولها:

الحمد لله الـحـمـيد الـصـمـد

 

منور الأكـوان بـالـمـمـجـد

محمد خير الورى الـمـكـمـل

 

أهدى إلـينـا فـي ربـيع الأول

أعلام سعد المصطفى قد نشـرت

 

في الخافقين تلالات وتـضـوأت

فاح الوجود بنشر عرف المصطفى

 

لما مشى ما بين زمزم والصـفـا

من قـبـل نـشـأة آدم أنــواره

 

قد سطرت في العرش لما اختاره

وكان خيراً ساكناً معتقداً ببلده سيما الخير عليه ظاهرة لمثابرته على أنواع العبادة ورغبته في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث لم يترك ببلبيس موطناً يتجاهر بالزنا فيه وأكثر من إراقة الخمور مع المحافظة على الأوراد صباحاً ومساء وتلاوة جزء من القرآن والمنهاج والبهجة كل يوم، واستقر في مشيخة الصوفية التي استجدها عندهم ابن المصري التاجر بسوق الشرب كان بل حسنوا له الدخول في الحسبة ليكون عوناً له على مقاصده فباشرها مجتهداً النصح وأدى قبوله للدخول فيها إلى التسلط عليه فلزم من ذلك أن دخل بأخرة في القضاء أيضاً بها نيابة عن النور البلبيسي أحد من قرأ عنده لما استقل بقضائها ولم يضبط عنه في الولايتين بما ينقم عليه لكن كان الأولى بحاله ترك الدخول فيهما. وبالجملة كان نادرة من نوادر تلك النواحي وممن اشتهر بالخير والعبادة حتى كان الشيخ محمد الغمري يثني عليه ويجله. مات في ليلة الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين بعد أن صلى العشاء إيماء وصلى عليه من الغد ودفن بزاوية الشيخ تقي الدين ولم يخلف بعده هناك مثله رحمه الله ونفعنا ببركاته.
إبراهيم بن يوسف بن عبد الرحمن المصري ويعرف بابن التاجر. ممن سمع عليّ بمكة.
إبراهيم بن يوسف بن علي البرهان أبو إسحاق القاهري الحنفي ويعرف بابن العداس. ولد تقريباً في العشر الأوسط من رمضان سنة إحدى وأربعين وسبعمائة واشتغل بالفقه والقراءات وغيرهما وقرأ على أكمل الدين شرحه للهداية وغيره وعلى التقي بن البغدادي الصحيحين على الجمال بن خير أولهما، وفضل بحيث ناب في القضاء وحدث سمع منه الزين رضوان والشمس محمد بن علي بن محمد بن عبد الكريم الفوي، وروي عنه بالإجازة التقي الشمني. مات في ليلة الاثنين سابع جمادى الآخرة سنة ثمان. ولم يذكره شيخنا.
إبراهيم بن يوسف بن عسيى الفرنوي ثم القاهري ممن كتب على الزين بن الصائغ وبرع وتصدى للتكسب فانتفع به خلق منهم يس الجلالي والجلال عبد الله الهيثمي ويحيى بن يشبك الفقيه. وكان خيراً مبارك التعليم. مات أظنه بعيد السبعين قبل سنة خمس وسبعين وقد كف. وهو عم محمد بن علي الفرنوي نزيل الحسينية وأحد من كتب عليه أيضاً.
إبراهيم بن العلامة الجمال أبي المظفر يوسف بن محمد بن مسعود السرمري ثم الدمشقي الحنبلي العطار. ولد في حدود الخمسين وسبعمائة وأسمع على ابن الخباز جزءاً فيه أحاديث رواها أحمد عن الشافعي وفي آخره حديثان رواهما النسائي عن عبد الله بن أحمد عنه وعلى بشر بن إبراهيم بن بشر البعلي الفامي جزء أبي سهل الصعلوكي، وحدث سمع منه الفضلاء، روى لنا عنه ذلك عبد الكافي بن الذهبي. قال شيخنا أجاز لي ومات في أواخر رمضان سنة ثلاث بدمشق.
إبراهيم بن يوسف بن علم الدين بن محب الدين برهان الدين الفارسكوري الشافعي شقيق المحمدين شمس الدين وزين الدين والدأبي الطيب وإبراهيم أكبر من أخويه ويعرف بابن الفقيه. تلا للسبع على المقرئ إبراهيم البوصيري وأخذ في الفقه والعربية وغيرهما عن الشمس الحريري وغيره وجل انتفاعه بأبيه، وأنشأ ببلده مدرسة تقام بها الجمعة والجماعات وكان يجلس فيها للإقراء بحيث انتفع به جماعة من الأبناء، وممن قرأ عليه الزين عبد الرحمن بن عثمان بن محمد الفارسكوري حتى كانت وفاته ببلده تقريباً قبيل السبعين وقد زاد على الثمانين رحمه الله.
إبراهيم بن يوسف الحمامي القاهري الأزهري والد أحد طلبة المالكية الجمال يوسف الآتي ويعرف بابن عراف. مات في يوم الأحد سادس عشر ذي القعدة سنة ثمان وسبعين فجأة في مغطس الحمام عفا الله عنه.
إبراهيم بن يونس بن محمود الأوغاني العجمي سمع عليّ بمكة.
إبراهيم سعد الدين بن علم الدين الباسطي المباشر ويعرف بالصغير - بالتصغير - كاتب لباب ناظر الجيش الزيني عبد الباسط ممن رسم عليه في محنته سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة وبعدها ثم خلص وخدم الجمالي ناصر الخاص فمن يعده وعمر دهراً وصار يكتب وصولات الأضحية الخاصية ونحو ذلك. مات في سنة ثلاث وتسعين بعد أن كف ثم رأى وكان ممن يتلو القرآن وفيه خير رحمه الله.

إبراهيم سعد الدين بن فخر الدين القبطي أبوه والمعروف بابن السكر والليمون وأمه خديجة ابنة التقي بن البدر بن السراج البلقين. ولد في رجب سنة أربع وستين وثمانمائة ونشأ في كنف أمه وتدرب في الكتبة وكان بباب كاتب السر وولده لاعتنائهما بأمه وقتاً ثم خدم بعض الأمراء ويذكر بحذق وذكاء في بابه مع حرص وقد استقر بعد الشرف إبراهيم بن مخاطة الماضي قريباً في أوقاف الصرغتمشية وتعرض له أميره بالغرامة مرة بعد أخرى وكاد يتضعضع.
إبراهيم صارم الدين بن ناصر الدين بن الحسام الصقري. مضى فيمن أبوه محمد.
إبرايهم ابن أخي ابن الزمن. هو ابن عبد الكريم بن عمر. مضى.
إبراهيم الدمشقي الصالحي الحنبلي الفراء نزيل المدرسة الصالحية من القاهرة ويعرف بابن الأبله. رجل صالح منور سليم الفطرة صحب ابن زكنون وأبا شعر وابن داود وغيرهم من سادات الحنابلة وعادت عليه بركتهم وحفظ عنهم آداباً وفضائل، وقدم الاهرة فقطن صالحيتها ولم يعدم من يحسن له لسذاجته، عمل الكيمياء بزعمهم فكان ينفد ما يحصله من كد يمينه وغيره في ذلك بحيث يصير مملقاً وربما ليم في ذلك وهو لا ينكف وكذا كان يعتقد تملك ابن عثمان ملك الورم الديار المصرية ويترجى التوصل لحقه الذي كان سبباً لمجيئه القاهرة ولم يحصل منه على طائل ولا يعدم من يمشي معه على سبيل المماجنة في حقية ذلك، وبالجملة فكان في الخير بمكان وعلى ذهنه فوائد. مات في رمضان سنة ست وثمانين بالبيمارستان المنصوري ودفن بجوار الشمس الأمشاطي وهو ممن كان يعتقده ويحسن إليه كثيراً مع انكاره عليه ماقدمته بحيث كان يقول له أود لو تيسر لي ما تنفقه في هذه المحنة من كدك لآكل منه أونحو هذا، وأظنه جاز السبعين ونعم الرجل كان رحمه الله وعفا عنه.
إبراهيم بن الأصبهاني الخياط أحد المعتبرين في صنعته مع خير وعصبية ومحافظة على الصلوات واعتقاداً للعلماء والصالحين. مات في شعبان سنة أربع وتسعين بعد أن عرض له في رجليه ما اقتضى عدم مشيه إلا اليسير معتمداً على العصا وكانت ورشته تجاه المسجد الذي جدده الاستادار تغري بردي من الخشابين رحمه الله.
إبراهيم برهان الدين بن البحلاق البعلي الحنبلي ممن أخذ عنه أنفقه قاضي بلده الصدر عبد القادر بن محمد اليونيني وغيره وكان شيخ الحنابلة ومدرسهم ومفتيهم هناك.مات بها في العشر الأوسط من شوال سنة أربع وأربعين ويقال إنه سمع كثيراً.
إبراهيم بن البقال. يأتي قريباً في إبراهيم السلماسي.
إبراهيم برهان الدين بن التقي الدمشقي الحنبلي أحد نواب الحكم بدمشق. مات في يوم الاثنين خامس ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين. أرخه ابنا اللبودي.
إبراهيم بن الجندي أحذ مؤذني الركاب وهو بالمفتي أشهر. مات في أوائل سنة خمس وسبعين وكان صحبة العسكر.
إبراهيم بن الحموي. في ابن محمود بن عبد الرحيم بن أبي بكر.
إبراهيم بن خطيب عذراء. في ابن محمد بن عيسى بن عمر.
إبراهيم بن قنديل. يأتي قريباً في إبراهيم الشامي.
إبراهيم أبو إسحاق المقيم بين الطواحين تحت قنطرة قديدار ويعرف بابن الزيات كان معتقداً معدوداً في المجاذيب مقصوداً بالزيارة ويحكي عنه زواره كثيراً من الكشف والخوارق. مات في يوم الخميس سادس عشر ذي القعدة سنة اثنتين وستين بمحل إقامته ودفن هناك. ذكره ابن المنير وغيره.

إبراهيم سعد الدين القبطي الناصري ويعرف بابن المرة كان خدم في جهات وولي نظر الديوان المفرد في الأيام الأشرفية برسباي ثم صرف وولي نظر بندر جدة وحصل منها ثروة زائدة ودام فيه مدة واشتهر به وعد في الرؤساء بعد أن كان يخدم في دواوين الأمراء كأركماش الجلباني ناظر طرابلس وكان يحكي أنه ضبط المتحصل من مكس القطن الموسوق للفرنج بميناء طرابلس في بعض السنين فجاء نحو ثلاثين ألف دينار وذلك شيء غريب واتصل في رياسته بالتزوج بأم الزيني بن مزهر في صغره، وكان كريماً بل مسرفاً محباً في الفخر مذكوراً ببر وخير في الجملة بحيث أنه جدد جامع جدة بل وجعل على جل المراكب شيئاً يؤخذ منهم في كل سنة لمصالحه وكان هذا من حسناته. وأورد له شيخنا في أنبائه أنه صالح العرب في قضية اتفقت له في طريق الحجاز بمائة دينار أو أكثر وآل أمره إلى أن تعطل وخمل وافتقر بحيث احتاج إلى سؤال الناس حتى مات وقد قارب السبعين بالقاهرة في يوم الخميس عاشر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وتصدق عليه بالكفن، وذكره المقريزي باختصار جداً.
إبراهيم بن برهان الدين الدمشقي الشافعي ويعرف بابن الملاح. في ابن علي.
إبراهيم بن المهندس التاجر في سوق أمير الجيوش. مات بمكة في يوم الأربعاء ثاني عشري شوال سنة إحدى وسبعين.
إبراهيم برهان الدين الحلبي ثم القاهري الشافعي النحوي أظنه ابن حسين بن يوسف بن هبة الله كان يحكي أنه كان في أول أمره حداداً وأن أصبعه أصيب فيها وأنه كان يحسن التجارة ونحوها ثم أقبل على الاشتغال بالعلم وتميز في العربية والفرائض والحساب تميزاً نسبياً وسمع على البرهان الحلبي ثم قدم القاهرة وأخذ فيها عن التقي الشمني وغيره ودرب ولداً له في الإعراب وكان يستصحبه معه للأكابر فيعرب بحضرتهم ما يقترح عليه فذكر بينهم لذلك وصار يتردد للزيني بن مزهر وغيره من الرؤساء وأبنائهم كابن حجي وابن العلم البلقيني وابن الأشقر وابن الشحنة وابن ناظر الخاص فيتدربون به وله جامكية عند كل منهم وربما تقرر في بعض الجهات كالبيبرسية والجمالية بعنايتهم بحيث تمول من ذلك وغيه لقلة مصروفه ووجد له فيما بلغني نحو ألف دينار مما لم يكن يظن بعضه. مات فجأة في يوم الأربعاء ثاني عشر المحرم سنة خمس وسبعين وتكلم بعد موته في عقيدته ولم يكن بالنير لكنه كان لين الجانب مع جمود ونقص فهم والله أعلم بحقيقة أمره.
إبراهيم برهان الدين الدمشقي المالكي باني الحمام شرقي مسجد القصب من دمشق. مات في سابع ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وفدن بمقبرة باب توما رحمه الله وإيانا.
إبراهيم برهان الدين الدمياطي ناظر المواريث. مات في جمادى الأولى سنة ثمان. أرخه العيني.
إبراهيم برهان الدين الزرعي الدمشقي الشافعي والد أحمد الآتي. مات قبل ولده بسنوات لعله بعيد السبعين وقد أسن وكان فقيهاً وربما أنكر على ولده اشتغاله بالعقليات ونحوها فكان ابنه يقول أنه كبر كأنه يلمح بخرفه.
إبراهيم برهان الدين السنهوري المالكي شيخ تلا عليه لأبي عمرو النور علي الطنباوي وقال له أنه كان عالماً بالقراءات نحوياً أصولياً فرضياً وما رأيت من ذكره غيره.
إبراهيم برهان الدين صاحب سيواس. كذا سماه ابن خطيب الناصرية وهو غلط وصوابه أحمد، قال شيخنا ويتعجب من خفائه عليه.
إبراهيم برهان الدين الحنبلي الصواف. مضى في ابن عمر.
إبراهيم برهان الدين الفزاري الدمشقي الشافعي. وكانت لديه فضيلة في الفقه وغيره ويقرأ عليه صغار الطلبة. مات في يوم الجمعة تاسع عشري شعبان سنة ثلاث وخمسين. أرخه ابن اللبودي.
إبراهيم برهان الدين النقيراوي الحمصي الشافعي أخذ عن الجمال بن خطيب المنصورية وغيره وكان من نظراء بلديه البدر بن العصياني درس وأفتى وانتفع به جماعة. مات في الطاعون سنة إحدى وأربعين.
إبراهيم سعد الدين أبو غالب بن عويد السراج. في الكنى.
إبراهيم سعد الدين بن ناظر الجيش وخال اولوي بن تقي الدين البلقيني. مضى في ابن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف.
إبراهيم صارم الدين الشهابي والي ثغر أسوان قتله أولاد الكبير في سنة إحدى واستقر عوضه مقبل أحد المماليك السلطانية.
إبراهيم صارم الدين الذهبي الدمشقي أحد قراء السبع كتب عنه البدري في مجموعه قوله:

وللشامة السوداء في سرة الذي

 

هويت معان فائقات مدققـه

كنفطة مسك فوق حقة مرمر

 

فإن أنكروها قلت فهي محققه








وقد حج في سنة اثنتين وتسعين موسمياً.
إبراهيم الأبودري المالكي. هو ابن أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن مضى.
إبراهيم الأخضري المغربي. مضى في ابن محمد.
إبراهيم الأصهاني المهتار زوج ابنة العز عبد العزيز الزمزمي مات في رمضان سنة ثلاث وثمانين بمكة.
إبراهيم الباجي ثم التونسي إمام متميز في الفرائض مشارك في غيرها مع تقشف وتقلل وولاه عثمان العدالة فباشرها ولم تطل مدته بل مات قريب التسعين. أفادنيه ابن حاتم وهو ممن قرأ عليه.
إبراهيم البلباسي قاضي طرابلس. ذكره ابن عزم مجرداً.
إبراهيم اللملوسقي الدمشقي الشافعي. قال شيخنا في أنبائه أحد الفضلاء في مذهب الشافعي مع الدين والخط الحسن والانجماع. مات في شوال سنة ثلاث.
إبراهيم التازي المغربي كان صالحاً عالماً له قصائد بديعة. مات في سنة ست وستين. أرخه لي بعض فضلاء المغاربة.
إبراهيم البرشكي التونسي. ممن أخذ عنه القاضي عبد القادر بمكة الفقه وأصوله والعربية وغيرها.
إبراهيم الحتاتي مضى في ابن أحمد بن محمد.
إبراهيم الحصحاص قاضي سوسه. ذكره ابن عزم هكذا.
إبراهيم الخدري. في الأخضري وأنه ابن محمد.
إبراهيم الخنجي. في ابن محمد بن مبارز بن محمد.
إبراهيم الرملي - نسبة لرملة أتريب من الشرقية - ويشهر بعبد ربه أحد جماعة أبي عبد الله العمري ثم مدين. مات بخلوته من جامع الزاهد في صفر سنة ثمان وسبعين وصلى عليه وقت صلاة الجمعة ثم دفن بتربة الجامع المجاورة لخلوته وشهد دفنه جماعة كثيرون وكان ممن يذكر بالصلاح وربما لقن الذكر مع إنكار بعض رفقائه عليه ذلك رحمه الله وإيانا.
إبراهيم الزايرجي نزيل دمياط. مات في إبراهيم الزرعي الدمشقي. مضى قريباً في المقلبين ببرهان الدين.
إبراهيم الزواوي. هو ابن محمد بن عبد الرحمن بن يحيى.
إبراهيم السطوحي الميداني أحد المعتقدين. مات في يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وستين ودفن بزاويته بميدان القمح ظاهر باب القنطرة من القاهة. أرخه المنير.
إبراهيم السلماسي الصوفي ويعرف بابن البقال ممن انتفع به في التصوف ابن الشماع وعظمه جداً ووصفه بسيدي ومرشدي مرشد الخلق أبي الحق الشيخ الإمام القدرة الكامل برهان الملة والدين وقال أنه أخذ عن المحقق عماد الدين إسماعيل عن الإمام الرفيع المقام عبد الرحمن بن إسماعيل عن العارف أبي العباس أحمد الكوربار عن الشيخ لالا والمجد البغدادي عن النجم الكبرى انتهى.
ويحتاج إلى تحرير، وقال أيضاً أن صاحب الترجمة أخذ عن الشيخ عبد الله العجمي الذي عمر مائة سنة وهو عن الشيخ عبد القادر الجيلي، وهذا شيء لا يعتمده أهل الحديث.
إبراهيم السنهوري المالكي. مضى في الملقبين ببرهان الدين قريباً.
إبراهيم السروان. مات في مستهل سنة أربع وستين.
إبراهيم الشامي أحد التجار يعرف بابن قنديل. مات بمكة في سابع رجب سنة ثمان وثمانين بعد أن أوصى بميراث منها للعدول بمائة دينار بل أحضر جماعة فرق عليهم البخاري من ريعه وهو ضعيف وأعطى كلاً نهم دينارين وجاء الولد فنازع العذول واتهمه ثم كف.
إبراهيم صاحب سيواس. مضى قريباً في الملقبين برهان الدين وأن صوابه أحمد.
إباهيم صاحب شماخي وتلك لنواحي قدم حلب صحبة تمرلنك لما دخل إلى البلاد الشامية في سنة ثلاث وثمانمائة ثم عاد إلى بلده واستمر حاكمها فلما ملك قرا يوسف توريز رما والاها جمع عساكره وتهيأ لقتاله فكانت الكسرة عليه ولكن بعد أن أمسكه قرا يوسف ألطقه وأعطاه بلاده فتوجه إليها واستمر تحت طاعته حتى مات بعد سنة عشرين أو في حدودها. ذكره ابن خطيب الناصرية وكذا شيخنا في أنبائه لكن باختصار جداً.
إبرايهم الصواف الحنبلي. في ابن عمر.
إبراهيم الطنساوي أحد المباشرين. مضى في ابن محمد بن عبد الرزاق.
إبراهيم العجلوني اثنان اسم أبيهما أحمد بن حسن فأحدهما اسم جده حسن بن أحمد بن محمد بن أحمد والآخر حسن بن خليل بن محمد.
إبراهيم العجمي الكتبي. مضى في ابن إسماعيل بن موسى.
إبراهيم العجمي الكهنفوشي خليفة الشيخ علي كهنفوشي الآتي. مات يوم الأحد تاسع جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ودفن بزاويته بقرب المطبق. ذكره المنير.

إبراهيم الغنام رجل في نواحي الحسينية من القاهرة معتقد للخاصة والعامة مشهور بالصلاح. مات هناك - وقد عمر - في يوم الخميس مستهل ربيع الآخر سنة سبعين وصلى عليه الشرف المناوي على باب جامع الأنور عند خان السبيل من الحسينية في جمل حافل ورجعوا به إلى منزله فدفن في قبر أعده له هناك في حياته وكنت ممن رآه وهوي سوق غنم المعزى ويبيع لبنها ودعا لي رحمه الله ونفعنا ببركاته. قلت لا شك في صلاحه وقد رأيته ما لا أحصيه كثرة ليكون مسكنه بالقرب من الخطة التي بها محل سكني وكان كثير المحبة لي والإقبال علي بحيث أني كلما اجتمعت به يبادر بالدعاء لي مع مزيد البشاشة وإيناسه بالحديث معي وتبسم وقد عادت علي نفحاته وبركاته ونفعني دعاؤه وكنت أصلي معه الجمعة غالباً بجامع الأنور وأستأنس بجلوسي معه رغبة في دعائه واغتناماً لرؤيته وكان يقال أنه صاحب الوقت بحيث أن الشيخ إبراهيم المتبولي كان حين نزوله بظاهر الحسينية يجتمع به كما سبق في رتجمته وما علمت تردده لأحد من بني الدنيا ولا قبوله من أحد شيئاً مع التواضع والسكوت وتلطف معي مرة بعد صلاتي بجانبه عيد الأضحى في قضية فاعتذرت له بما يمنعني من فعلها فقبل عذري وقال راحتك عندي مقدمة على السائل فيها أو نحوه وكان يترحم على والدي حين اجتماعي به وربما أثنى علي فأسر بذلك رحمه الله تعالى وأعاد علي من بركته والله تعالى أعلم.
إبراهيم الفرنوي أحد الكتاب. في ابن يوسف بن عيسى.
إبراهيم القزاز المقرئ قرأ عليه عبد القادر الطوخي القرآن لأبي عمرو وابن كثير.
إبراهيم الكردي. اختلف في اسم أبيه فقيل خليل وقيل عبد الكريم وتقدم في ابن عبد الكريم.
إبراهيم اثنان ابن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل الإمام وابن موسى بن بلال المقرئ.
إبراهيم الكابشي. في ابن محمد.
إبراهيم الماقريزي الحلبي شيخ قرأ عليه القرآن صاحبنا البرهان القادري في ابتدائه وما علمت شيئاً من خبره.
إبراهيم المتبولي. هو ابن علي بن عمر.
إبراهيم المغربي الشهير بالحاج لكونه كان يغضب منها فصارت لقباً له كان من قراء السبع ممن قرأ على ميمون إمام الفخار مع صلاح وخير. مات في سنة سبع وستين. أفاده لي بعض أصحابنا المغاربة.
إبراهيم الملكاوي. له ذكر في عمر بن عبد الله بن عمر بن داود وهو ابن محمد بن راشد.
إبراهيم الناجي. في ابن محمد بن محمود.
إبراهيم الهندي الحنفي شيخ أخذ عنه البرهان بن ظهيرة بمكة العربية والمعاني والبيان وأجوز أن يكون الكردي فالله أعلم.

المتفرقات

أبرك الحكمي أحد أمراء دمشق تنقل عد أستاذه حكم المتغلب على حلب إلى أن صار في الأيام الأشرفية برسباي من أعيان الخاصكية ثم نقل إلى طبلخاناة دمشق حتى مات بها ظناً قبيل الأربعين وثمانمائة وكان مسرفاً على نفسه عفا الله عنه.
أبرك الأشرفي برسباي أحد العشرات من ناحية جامع طولون. مات في حادي عشر المحرم سنة ثلاث وتسعين وكان شريراً.
اجترك القاسمي في مشترك.
أجود بن زامل العقيلي الجبري - نسبة لجد له اسمه جبر ولذا يقال له ولطائفته بنو جبر - النجدي الأصل المالكي مولده ببادية الحسا والقطيف من الشرق في رمضان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة وقام أخوه سيف على آخر ولاة الجراونة بقايا القرامطة حين رام قتله وكان الظفر لسيف بحيث قتله وانتزع البلاد المشار إليها وملكها وسار فيها بالعدل فدان له أهلها ولما مات خلفه أخوه هذا بل اتسعت له مملكته بحيث ملك البحرين وعمان ثم قام حتى انتزع مملكة هرموز ابن أخ لصرغل كان استقر فيها بعد موت أبيه وضيق على الابن المشار إليه وصار صرغل يبذل له ما كان يبذله له أخوه أو أزيد وصار رئيس نجد ذا أتباع يزيدون على الوصف مع فروسية تعددت في بدنه جراحات كثيرة بسببها وله إلمام ببعض فروع المالكية واعتناء بتحصيل كتبهم بل استقر في قضائه ببعض أهل السنة منهم بعد أن كانوا شيعة وأقاموا الجمعة والجماعات وأكثر من الحج في أتباع كثيرين يبلغون آلافاً مصاحباً للتصدق والبذل وغيرهم. أفاد حاصله السيد السمهودي وبالغ معي في شأنه وهو ممن يكثر البذل له.
أجود بن سيف بن زامل الجبري. مات في أجيرك في جيربك بدون همز.

ذكر الأحمدين

أحمد بن آق برس - بالسين المهملة آخره وربما قلبت صاداً - ابن بلغاق بن كنجك بن نارقمس المسند شهاب الدين الخوارزمي الكنجي الأصل الدمشقي الصالحي ورأيت شيخنا في فوائد أبي بكر بن أبي الهيثم من فهرسته قطع حروف نسبته وضبطها ك ن ج ك ى. ولد سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة وسمع من إسحاق بن يحيى الآمدي ومحمد بن عبد الله بن المحب وزينب ابنة الكمال في آخرين وأجاز له في سنة سبع وعشرين الختني والدبوسي ووجيهة وابن القماح والمزي والبرزالي وإبراهيم بن محمد الواني وغيرهم من المصريين والشاميين. وروى لنا عنه جماعة منهم الزين شعبان وابن عمه شيخنا وقال أنه كان حسن الخلق خيراً، وكذا سمع منه من شيوخنا العز عبد السلام القدسي وذكره المقريزي في عقوده. مات في سنة ثلاث وجده ذكره القطب الحلبي في تاريخ مصر وأنه سمع من عبد الدائم. ومات بمصر سنة تسع وسبعمائة.
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب الشهاب - ولقبه شيخنا بالضياء - أبو العباس المرشدي الفوي المكي الشافعي سبط الجمال محمد بن عبد الله بن عبد المعطي وأخو الجمال محمد والجلال عبد الواحد. ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة بمكة وحضر بها في الخامسة على العز بن جماعة منسكه الكبير وتساعياته الأربعين وغير ذلك وعلى اليافعي الصحيح وسمع على الزين بن القاري جزء ابن الطلاية وعلى جده لأمه صحيح ابن حبان وغير ذلك وعلى زينب ابنة أحمد بن ميمون التونسي والأختين أم الحسن وأم الحسين المسماة كل منهما فاطمة ابنة أحمد بن الرضي الطبري في آخرين، بل ذكر أنه سمع بالقاهرة من ابن الشهيد نظم السيرة له وبدمشق من المحب الصامت الكثير وأجاز له بن رافع والأسنائي والبهاء السبكي والكمال بن حبيب وعمر بن إبراهيم النقبي وابن قواليح وابن الهبل وابن النجم والصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وأبو البقاء السبكي، وغيرهم وحدث سمع منه الفضلاء كالتقي بن فهد وولديه والأبي والبرهان بن ظهيرة. ومات في ظهر يوم الجمعة رابع ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين بمكة بعد أن أضر وصلى عليه بعد صلاة العصر ثم دفن بالمعلاة وكانت جنازته حافلة، وهو ممن ذكره شيخنا في معجمه باختصار وقال أجاز لأولادي بإفادة المراكشي، وقال في أنبائه أنه حدث قبل موته بسنة بشرح السنة للبغوي بإجازته من بعض شيوخه ومن قبل موته بشهر بالشمائل بإجازته من الصلاح. وأرخ مولده سنة ستين ووفاته يوم الخميس والأول فيهما أثبت. وذكره المقريزي في عقوده باختصار.
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن ثابت الشهاب النابلسي الماضي أبوه. نشأ فحفظ المنهاج وجمع الجوامع وألفية ابن مالك وعرض على الزين خطاب وغيره واشتغل في العربية على أبي العزم الحلاوي ولازم خطاباً والنجم بن قاضي عجلون ونشأ متصوناً مع صباحة وجهه ولما استقر أبوه في الوكالة كان هو وكيل السلطان بدمشق وراج أمره في ذلك بحيث لم يكن لنائبها فمن دونه معه كلام وزاحم أباه بل ربما فاقه في جمع الأموال ونحوها إلى أن أرسل إليه قبل مسك أبيه بأيام من قبض عليه وأودعه في الحديد واستخلص منه بالضرب وغيره ما لا يضبط إلى أن مات في أثناء ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين بل قيل أنه طعن نفسه ولم يبلغ خمساً وعشرين سنة.

أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن رجب شهاب الدين البقاعي ثم الدمشقي الشافعي الأعرج ابن أخت القاضي تاج الدين والماضي أبوه ويعرف بابن الزهري. ولد في يوم الجمعة سابع عشر ربيع الثاني سنة ست وثمانمائة بالبقاع العزيزي وانتقل صحبة والده إلى دمشق فنشأ بها وحفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصل لشعبان الآثاري وعرضها على الشمس الكفيري واللوبياني وغيرهما وتلا القرآن على الشرف صدقة بن سلامة الضريري والزين بلن اللبان وعبد المحسن النيني وأخذ فيالفقه عن خاله التاج والبرهان بن خطيب عذرا ءوكذا عن الشمس البرماوي حين إقامته بدمشق وفي العربية عن الشمس البصروي وفي الأصول عن الشرف بن مفلح، وسكن صفد مع والده مدة ثم سافر إلى القاهرة فسمع بها الواسطي والزين الزركشي والكلوتاتي والعلاء بن بردس وابن ناظر الصاحبة وآخرين وتنزل في صوفية الباسطية بها وقتاً وقرأ البخاري عند الغرس خليل السخاوي وناب في القضاء بها عن الهروي ثم عن شيخنا ثم بصفد عن أبيه ثم استقل بها بعد موته وعزل منها مراراً وكذا باشر القضاء بأماكن كالرملة وحماة وطرابلس وغزة وحلب فلم تحمد سيرته فيها خصوصاً حلب فإني كنت فيها حين كونه قاضياً بها فسمعت من أعيانها فمن دونهم في وصفه كل عجيب وهو الحاكم بهدم بعض بيت ابن الشحنة بعناية بعض الأعيان وقد عرض عليه الصلاة الطرابلسي الحنفي محافيظه في ذي الحجة سنة سبع وأربعين وأظنه كان حينئذ قاضيهم. وبالجملة فهو ممن لم يذكر بعلم ولا دين بل يوصف بنقيضهما مع خبث الطوية وإزراء الهيئة والتجاهر بالرشا والإقدام وآل أمره إلى أن صار مطرحاً مهملاً دائراً على قدميه إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وصلى عليه الأمين الأقصرائي وأسند وصيته إليه وإلى النوري الأنباني نائب كاتب السر وكان جاره وترك أماً له مسنة ولم يخلف ولداً ولا زوجة عفا الله عنه وإيانا.
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن غنائم شهاب الدين البعلي المدني ثم القاهري الماضي أبوه والآتي أخوه أبو الفتح ويعرف بابن علبك وهو لقب لجده أحمد القادم المدينة وكأنه مختصر من بعلبك، ولد سنة تسعين وسبعمائة أو قبلها بيسير بالمدينة وسمع على البرهان بن فرحون وابن صديق والزين المراغي والعلم سليمان السقا في سنة سبع وتسعين وقبلها وبعدها حتى في سنة خمس عشرة، وتحول إلى القاهرة بعد موت أبيه فقطنها وداخل رؤساءها فترقى في الحشمة وركب الخيول النفيسة واستمر بها إلى أن مات بعد الخمسين ظناً وورثه شقيقه أبو الفتح المشار إليه.
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الشهاب بن الحتاتي - بمهملة ومثناتين مخففاً - التاجر ابن التاجر ممن كان يزاحم طلبة العلم ويحضر عند الأبناسي ونحوه وربما جاءني مع سرعة حركة وإظهار تودد وحزم، وسافر لمكة في التجارة مراراً وجاور. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وأسند وصيته لتاج الدين بن عبد الغني بن الجيعان ويقال أنه وجد له شيء كثير بحيث خدم منه الملك بألف وكان قد تزوج عبد العزيز العقيلي ابنته وكان موتهما متقارباً.
أحمد بن إبراهيم بن أحمد البحيري الخانكي ثم المكي. لازمني في الإملاء وغيره بمكة في الثانية سنة إحدى وسبعين.
أحمد بن إبراهيم بن أحمد الهروجي الهندي القضي لقيني بمكة.
أحمد بن إبراهيم بن أحمد الشهاب العقبي اليماني الشافعي، ولد كما ذكر في سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة وقدم القاهرة في سنة سبع وأربعين فلازم الزين البوتيجي وسكن عنده الفاضلية وعرف به وكتب الإملاء عن شيخنا بل وأخذ عنه في شرح الألفية وغيرها وكذا أخذ عن ابن حسان وغيره وكتب بخطه أشياء واختص بابن الجريس وقتاً وصار في ظله حتى مات وبعده تحول إلى تعز وهي بالقرب من بلده وأقام بها وصار يحج منها كل سنة ونعم الرجل سكوناً ومشاركة في الجملة مع تعفف، مات بمكة في المحرم سنة خمس وتسعين رحمه الله وإيانا.

أحمد بن إبراهيم بن أحمد شهاب الدين القوصي اليماني الشافعي ويعرف بابن كان أبوه مشهوراً من أهل قوص ونشأ هو بها وولي بها عدة مناصب ثم دخل اليمن فقطنها وناب في بعض بلادها عن المجد الشيرازي وكان كثير الفكاهة، قاله شيخنا في معجمه قال وذكر لي أنه سمع من محيي الدين بن الرحبي بدمشق فسمعت منه حديثاً واحداً بمدينة المهجم علقته في البلدانيات وحج معنا في سنة ست وثمانمائة ثم رجع إلى اليمن وبلغنا أنه حج أيضاً. قلت وهو في عقود المقريزي باختصار وهو غير أحمد بن عبد الله القوصي المصري الآتي فاتفقا في الاسم وافترقا في النسب والبلد.
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم الشهاب المحلي القاهري، ولد قبل الخمسين وسبعمائة وسمع على القلانسي أكثر صحيح مسلم وأجاز له سليمان بن سالم الغزي بل ذكر أنه سمع عليه علوم الحديث لابن الصلاح، وحدث سمع منه الفضلاء وكان أحد الصوفية باللبيبرسية ويتكسب بالشهادة في بولاق، ذكره شيخنا في أنبائه باختصار وقال أجاز لأولادي، مات في أول سنة خمس وعشرين وقد جاز الثمانين. قلت وهو عم أبي شيخنا الجلال المحلي وكان له ولد اسمه شمس الدين محمد ولمحمد ابن اسمه عبد القادر مات في شعبان سنة ست وتسعين.
أحمد بن إبراهيم بن أحمد المرشدي. مضى فيمن جده أحمد بن أبي بكر.
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الشهاب أبو العباس النابلسي ويعرف بابن الدرويش، سمع على الميدومي المسلسل وغيره وعلى ابن القارئ جزء ابن الطلاية والمسلسل بالصف، وحدث سمع ذلكمنه شيخنا القتي أبو برك القلقشندي وغيره في سنة اثنتين وعاش حتى أجاز في استدعاء فيه ابن شيخنا سنة إحدى وعشرين.
أحمد بن إبراهيم بن حسن بن عجلان الحسيني، ممن خالف على عمه بركات وقتاً وربما هجم مة وكانت جولة، مات في عشري شوال سنة ست وستين بأرض خلد وحمل إلى مكة فدفن بها. أرخه ابن فهد.
أحمد بن إبراهيم بن الحسن الزموري مات بعد العشرين، أرخه ابن عزم.
أحمد بن إبراهيم بن خليل بن محمد الحلبي الميقاتي، مات بعد الخمسين، ذكره ابن عزم مجرداً.
أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم الشهاب القليوبي ثم القاهري أخو علي الآتي، مولده بعد الثمانين أو قبلها تقريباً وسمع على المطرزي والتقي الدجوي والشرف بن الكويك في سنة أربع وتسعين وسبعمائة ما حدث من أبي داود، وحدث سمع منه الفضلاء، سمعت عليه وكان أحد الصوفية بسعيد السعداء، وممن يتكسب ببيع الشبارى ونحوها مع الخير ولين الجانب، مات في أوائل رمضان سنة ثمان وستين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن إبراهيم بن سليمان شهاب الدين العكاري ثم الطرابلسي الشافعي ويعرف بابن العمل لكون جده يلقب علم الدين، تفقه ببلده على البلقيني وغيره ثم دخل دمشق واشتغل بها على العماد الحسباني ورحل مع الصدر الياسوفي إلى حلب فسمع بها بقراءته في سنة سبعين على الكمالين محمد بن نصر الله بن أحمد بن النحاس وابن حبييب وأحمد بن قطلو وغيرهم، وولي قضاء عكار وكانت لديه فضيلة ويتكسب من الشهادة قال العلاء بن خطيب الناصرية اجتمعت به بطرابلس وكان فاضلاً، مات بطرابلس في صفر سنة ثمان وما علمته حدث. وذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشهاب الأبودري المالكي والد إبراهيم الماضي، وعرض الرسالة في سنة اثنتين وتسعين والعمدة في التي تليها فكان ممن عرض عليه الأنباسي وابن الملقن والبلقيني والعراقي وعبد الخالق علي بن الفرات وأجازوه في خلق.
أحمد بن إبراهيم بن عبد العزيز بن علي شهاب الدين الموصلي الأصل الدمشقي نزيل الصالحة ويعرف بابن الخباز، سمع من أبي بكر بن الرضي وزينب ابنة الكمال وغيرهما، وحدث سمع منه صاحبنا الحافظ غرس الدين الأقفهسي وأظنه استجازه لي، ومات في ربيع الأول سنة إحدى عن بضع وثمانين سنة، قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن صدقة الصيرفي ويعرف بخدمة السخاوي كتب عني في الأمالي وغيرها وحصل القول البديع وارتياح الأكباد وأشياء من تصانيفي وله رغبة في الفائدة وكان في أول أمره في ثروة فلم يراع نعمتها فانحط إلى غاية حتى صار يخالط أولى المكس بالشيء اليسير مع اشتغاله، مات في رجب سنة اثنتين وتسعين.

أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم المحب بن البرهان بن الجمال المقدسي بن جماعة أخو إسماعيل ومحمد الآتيين، اشتغل وسمع على جده والتقي القلقشندي وتميز في الفرائض واستقر في ربع الخطابة بالأقصى ونصف مشيخة التصوف بالصلاحية وغير ذلك وباشر الخطابة وغيرها وهو ممن سمع معنا هناك، مات في ليلة السبت خامس رمضان سنة تسع وثمانين وقد زاد على الخمسين.
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله البصري ثم المكي ويعرف بابن المفرد ممن سمع عليّ بمكة في الثانية سنة إحدى وسبعين الكثير من القول البديع ومني في الأمالي وغير ذلك.
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الكردي الصالحي الحنبيل ويعرف بابن معتوق، ذكره شيخنا في معجمه وسمى جده معتوقاً وقال لقيته بالصالحية فقرأت عليه صفة الجنة لأبي نعيم بسماعه له على علي بن أبي بكر بن حصن الحراني قال ومات في حصار دمشق في شوال سنة ثلاث وأعاده في أبي بكر ولم يسمه وسمى جده أيضاً معتوقاً، وأما في أنبائه فسماه أحمد وجده عبد الله وقال المعروف بابن معتوق وأنه مات بعد عيد الفطر، وهو في عقود المقريزي بدون عبد الله.
أحمد بن إبراهيم بن عبد المهيمن شهاب الدين بن فخر الدين القليوبي ثم القاهري الشافعي أخو الشرف محمد الاتي ويعرف بابن الخازن لكون أبيه كما مضى كان خازن حاصل البيمارستان المنصوري، سمع في سنة أربع وثمانمائة بقراءة شيخنا على سارة بن التقي السبكي الجزء الرابع من تاريخ أبي زرعة الدمشقي وحدث به سمعه منه بعض الطلبة ولم تطب نفسي بالسماع منه لما كان متلبساً به مع أنه كان يتكسب بالشهادة على باب الكاملية لكنه أجاز ثم وجدت له سماع جزء فيه الحديث المسلسل بالأولية من رواية الجمال بن الشرائحي عليه أنابه أبو الثناء محمود المنبجي وغيره، ومات في سنة سبع وخمسين عفا الله عنه.
أحمد بن إبراهيم بن علبك المدني، مضى فيمن جده أحمد بن غنائم.
أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن محمد الشهاب بن البرهان الأبناسي الصحراوي الشافعي الماضي أبوه وكان خيراً ساكناً متكرماً مع تقلل متودداً كثير التلاوة والتوجه راغباً في الصالحين ممن يشتغل أحياناً عند الزين الأبناسي لأخيه ولي الدين، مات في تاسع صفر سنة تسع وثمانين عقب قدومه من الحج وكان توجه ماشياً فلما وصل المدينة النبوية عجز فأركب ووجع بالبطن فلم يلبث أن مات وصلى عليه في عصر يومه ودفن عند أبيه بتربة الزين عبد الباسط ولم أقصر به عن الخمسين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن إبراهيم بن علي بن الكمال محمد بن أبي السعود محمد بن حسين الشهاب ابن عالم الحجاز ورئيسه البرهان بن ظهيرة المكي الشافعي. ولد يوم الجمعة عاشر ذي الحجة سنة خمس وسبعين وثمانمائة وأمه نور الصباح الحبشة فتاة أبيه، ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج والألفية وجمع الجوامع وسمع على أبيه وحضر دروس أخيه الجمالي وكذا حضر في الإرشاد عند السيد الكمال بن حمزة حين جاور في سنة سبع وتسعين وقرأ عليّ في البخاري بعد أن سمع عليّ في حياة أبيه وبعده أشياء وعلى أعيان في العربية والصرف والأصول.
أحمد بن إبراهيم بن علي الفقيه أبو العباس العسلقي - نسبة إلى العمالق طائفة من العرب اليماني اشتغل بالعلم وتفقه بأبيه وبرع في الفقه وغيره من العلوم واشتهر بذلك، ذكره الأهدل في تاريخه وقال كان فقيهاً مجوداً للفقه نحوياً لغوياص مفسراً محدثاً والغالب عليه الفقه والحديث والتفسير أخذه عن ابن شداد بزبيد، وله معرفة تامة بالرجال والتواريخ والسير ويد قوية في أصول الدين وله قصيدة حسنة رد بها على يهودي في مسألة القدر وأخرى أكثر من ثلثمائة بيت في الرد على من يبيح السماع، وكان دأهب تدريس الفقه وإسماع الحديث وملازمة الجماعة في المسجد والتلاوة من ثلث الليل الأخير سريع الكتابة مع جودة الخط يقال أنه كان ينسخ في اليوم أربعين ورقة متجرداً من أشغال الدنيا عاكفاً على العلم والتحصيل صاحب نور وهيبة ويقال أنه اكن يعرف الاسم الأعظم. مات سنة ست عن ست وثمانين وقد كف بصره ومع ذلك فلم يترك صلاة الجماعة في المسجد رحمه الله.

أحمد بن إبراهيم بن عمر بن علي الشهاب أبو الفضل بن البرهان المصري ويعرف بابن المحلى التاجر الماضي أبوه، قال شيخنا كان شاباً حسناً كريم الشمائل خفيف الروح وقال في أبيه منه أنه بلغ الغاية في المعرفة بأمور التجارة ودخل اليمن وكان بها حين وفاة أبيه بمصر. مات بعد أبيه بيسير بمكة في أواخر ذي القعدة سنة ست. وذكره التقي الفاسي في تاريخ مكة فقال: كان وافر الملاة إلى الغاية خبيراً بالتجارة وفيه انفعال للخير وكان صاحبنا الحافظ شهاب الدين بن حجر يحضه عليه لمكانته عنده وجرت له على يده صدقات وكان يثني عليه بالعفة وهي عجيبة من مثله وكان مبتلي بعلة الصرع وبها مات في ليلة الأربعاء خامس عشري ذي القعدة عن ست وعرشين سنة بعد قدومه من اليمن باربعة أيام وكان طلب منه ليفوض له أمر المتجر السلطاني بمصر بعد موت أبيه فسبقت المنية.
أحمد بن إبراهيم بن عيسى الشهاب بن البرهان القرشي ويعرف بابن البرهان ولي قضاء القصير وغيره من عمل دمشق ثم قضاء صفد مراراً وتوفي بها في يوم الجمعة ثالث عشر رجب سنة تسع عشرة وقد قارب الثمانين، قال ابن قاضي شهبة كان قليل المعرفة للفقه حضر عندي إلى مجلس الحكم بدمشق في سنة ست وعشرين ورأيت منه ذلك، زاد غيره وسمع على جماعة كثيرين وكان أبوه أيضاً قاضياً.
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البطيني الماضي أبوه والآتي جده. ولد في ثامن رمضان سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة بجدة وأمه حبشية لأبيه ثم تحول بعد شهر مع أبويه لمكة فحظف القرآن وأربعي النووي والبردة وألفية النحو المنهاج وعرض بعضها على التقي بن قاضي عجلون حين جاور، سمع علي بمكة في تلك المجاورة ثم في سنة سبع وتسعين الشفا والبخاري وكذا سمع بالمدينة النبوية على الشيخ محمد بن أبي الفرج الشفا بقراءة أبيه وبعض البخاري واشتغل في النحو وغيره عند عيان وغيره.
أحمد بن إبراهيم بن محمود بن خليل الشيخ موفق الدين أبو ذر بن الحافظ البرهان أبي الوفا الطرابلسي الأصل ثم الحلبي المولد والدار الشافعي والد أبي بكر الآتي وهو بكنيته أشهر، ولد في ليلة الجمعة تاسع صفر سنة ثمان عشرة وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على أبيه والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفيتي الحديث والنحو وعرض على العلاء بن خطيب الناصرية فمن دونه من طلبة أبيه وتفقه بالعلاءين المذكور وابن مكتوم الرحبي والشمس السلامي وبه انتفع فيه وفي العربية وآخرين وكذا أخذ العربية عن ابن الأعزازي والشمس الملطي والزين الخرزي وجماعة والعروض عن صدقة وعلوم الحديث عن والده وشيخنا وسمع عليهما وعلى غيرهما من شيوخ بلده والقادمين إليها، ودخل الشام في توجهه للحج فسمع بها على ابن ناصر الدين وابن الطحان وابن الفخر المصري وعائشة ابنة ابن الشرائحي ولم يكثر بل جل سماعه على أبيه، وأجاز له جماعة باستدعاء صاحبنا ابن فهد، وتعاني في ابتدائه فنون الأدب فبرع فيها وجمع فيها تصانيف نظماً ونثراً ثم أذهبها حسبما أخبرنا به عن آخرها ومن ذلك عروس الأفراح فيما يقال في الراح وعقد الدرر واللآل فيما يقال في السلسال وستر الحال فيما قيل في الخال والهلال المستنير في العذار المستدير والبدر إذا استنار فيما قيل في العذار. وكذا تعاني الشروط ومهر فيها أيضاً بحيث كتب التوقيع بباب ابن خطيب الناصرية ثم أعرض عنها أيضاً ولزم الاعتناء بالحديث والفقه وأفرد مبهمات البخاري وكذا إعرابه بل جمع عليه تعليقاً لطيفا لخصه من الكرماني والبماوي وشيخنا وآخر أخصر منه وله التوضيح للأوهام الواقعة في الصحيح ومبهمات مسلم أيضاً وقرة العين في فضل الشيخين والصهرين والسبطين وشرح الشفا والمصابيح ولكنه لم يكمل والذيل على تاريخ ابن خطيب الناصرية وغير ذلك وأدمن قراءة الصحيحين والشفا خصوصاً بعد وفاة والده وصار متقدماً في لغاتها ومبهماتها وضبط رجالها لا يشذ عنه من ذلك إلا النادر، ولما كان شيخنا بحلب لازمه واغتبط شيخنا به وأحبه لذكائه وخفة روحه حتى أنه كتب عنه من نظمه:

الطرف أحور حوى رقى غنج نعاس

 

وقد قد القنا أهيف نـضـر مـياس

ريقتك ماء الحيايا عاطر الأنـفـاس

 

عذارك الخضر يا زيني وأنت الياس

وصدر شيخي كتابته لذلك بوقله وكان قد ولع لنظم المواليا، ووصفه بأفمام موفق الدين ومرة بالفاضل البارع المحدث الأصيل الباهر الذي ضاهى كنيه في صدق اللهجة الماهر الذي ناجى سميه ففداه بالمهجة الأخير الذي فاق الأول في البصارة والنضارة والبهجة أمتع الله المسلمين ببقائه، وأذن له في تدريس الحديث وأفاد به في حياة والده وراسله بذلك بعد وفاته فقال وما التمسه أبقاه الله تعالى وأدام النفع به كما نفع بأبيه وبلغه من خيري الدنيا والآخرة ما يرتجيه من الإذن له بالتدريس في الحديث مما عرفه ودريه من شرح الألفية لشيخنا حافظ الوقت أبي الفضل ومما تلفقه من فوائد والده الحافظ برهان الدين تغمده الله تعالى برحمته ومن غير ذلك مما حصله بالمطالعة واستفاده بالمراجعة وكذا غير الشرح المذكور من سائر علوم الحديث وأن يدرس في معاني الحديث كل كتاب قرئ لديه ويقيد ما يعلمه من ذلك إذا قرأه هو وسمع عليه وأسأله أن لا ينساني من صالح دعواته في مجالس الحديث النبوي إلى آخر كلامه، وقد لقيته بحلب وسمع بقراءتي وسمعت بقراءته بل كتبت عنه من نظمه سوى ما تقدم ما أثبته في موضع آخر وزاد اغتباطه بي وبالغ في الإطراء لفظاً وخطاً وكانت كتبه بعد ذلك ترد على بالاستمرار على لمحبة وفي بعضها الوصف بشيخنا، وكان خيراً شهماً مبجلاً في ناحيته منعزلاً عن بني الدنيا قانعاً باليسير محباً للانجماع كثير التوضع والاستئناس بالغرباء والأكرام لهم شديد التخيل طارحاً للتكلف ذا فضيلة تامة وذكاء مفرط واستحضار جيد خصوصاً لمحافيظه وحرص على صون كتب والده قل أن يمكن أحداً منها بل حسم المادة في ذلك عن كل أحد حتى لا يتوهم بعض أهل بلده اختصاصه بذلك وربما أراها بعض من يثق به بحضرته، ومسه مزيد الأذى من بعض طلبه والده وصرح فيه بما لا يليق ولم يرع حق أبيه ولكن لم يؤثر ذلك في وجاهته، قال البقاعي وله حافظة عظيمة وملكة في تنميق الكلام وتأديته على الوجه المستظرف قوية مع جودة الذهن وسرعة الجواب والقدرة على استخراج ما في ضميره يذاكر بكثير من المبهمات وغريب الحديث قال وبيننا مودة وصداقة وقد تولع بنظم الفنون حتى برع في المواليا وأنشدين من نظمه كثيراً وساق منه شيئاً، ووصفه في موضع آخر بالأديب البارع المفنن وقد تصدى للتحدث والإقراء وانتفع به جماعة من أهل بلده والقادمين عليها بل وكتب مع القدماء في الاستدعاءات من حياة أبيه وهلم جراً. وترجمه ابن فهد وغيره من أصحابنا وكذا وصفه ابن أبي عذيبة في أبيه بالإمام العلامة وسمى بعض تصانيفه، مات في يوم الخميس خامس عشري ذي القعدة سنة أربع وثمانين بعد أن اختلط يسيراص وحجب عن الناس ودفن عند أبيه، قال البقاعي أنه مرض في آخر سنة اثنتين وثمانين ثم عوفي من المرض وحصل له اختلاط وفقد بصره واستمر به ذلك إلى أثناء سنة أربع وثمانين ثم عوفي منه ورجع إليه بصره ثم مات. قلت ولم يخلف بعده هناك مثله رحمه الله وإيانا.

أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عرب الشهاب أبو العباس اليماني الأصل الرومي الزاهد نزيل الشيخونية ويعرف بابن عرب، أصله من اليمن ثم انتقل أبوه منها إلى بلاد الروم فسكنها وولد له صاحب الترجمة بها فنشأ بمدينة برصا فكان يقال له ابن عرب على عادة الروم والترك في تسميته من لم يكن منهم عربياً، وكانت نشأته حسنة على قدم جيد ثم قدم وهو شاب القاهرة وتنزل في القاعة التي استجدها أكمل الدين صوفياً بالشخيونية وقرأ على إمامها خير الدين سليمان بن عبد الله وغيره ونسخ بالأجرة مدة واستغل ثم انقطع عن الناس فلم يكن يجتمع بأحد بل اختار اعلزلة مع المواظبة على الجمعة والجماعات ويبكر إلى الجمعة بعد اغتساله لها بالماء البارد شتاء وصيفاً ولا يكلم أحداً في ذهابه وإيابه ولا يجترئ أحد على الكلام معه لهيبته ووقاره وأمره في الورع والعبادة إلى الغاية وكان فيما بلغني يراجع الشمس البيجوري الشافعي نزيل الخانقاه الشيخونية فيما يشكل عليه فإذا أوضح له ما أشكل عليه فارقه ولم يكلمه بكلمة بعد ذلك ولذا قيل إنه شافعي المذهب ورأيت بخطى وصفه بالحنفي وما علمت مستندي فيه وكان مع ذلك يدري القراءات واقتصر على اللباس الحقير الزائد الخشونة ولداً يقنع باليسير من القوت وتوزع جداً بحيث أنه لم يكن يقبل من أحد شيئاً ومتى علم أن أحداً من الباعة حاباه لكونه عرفه لم يعد إليه وللخوف من ذلك كان يتنكر ويشتري بعد العشاء قوت يومين أو ثلاثة وكان الناس يبيتون بالشيخونية رجاء رؤيته وأقام على هذه الطريقة أكثر من ثلاثين سنة وكراماته كثيرة وكان فريداً فيها لم يكن في عصره من يدانيه في طريقته، قال العيني وثبت بالتواتر أنه أقام أكثر من عشرين سنة لا يشرب الماء أصلاً وكان يقضي أيامه بالصيام ولياليه بالقيام، مات في ليلة الأربعاء ثاني ربيع الأول سنة ثلاثين وتقدم العيني الناس في الصلاة عليه. قال شيخنا ومن عجائب أمره أنه لما مات كان الجمع في جنازته موفوراً وأكثر الناس كانوا لا يعلمون بحاله ولا بسيرته فلما تسامعوا بموته هرعوا إليه ونزل السلطان من القلعة فصلى عليه بالرميلة وأعيد إلى الخانقاه فدفن بها بجوار أكمل الدين وحمل نعشه على الأصابع وتنافس الناس في شراء ثياب بدنه واشتروها بأغلى الأثمان فاتفق أن جملة ما اجتمع من ثمنها حسب فكان قدر ما تناوله من المعلوم من أول ما نزل بها إلى أن مات لا يزيد ولا ينقض وعد هذا من كراماته رحمه الله ونفعنا به. وممن ذكره المقريزي في عقوده.
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن شهاب الدين بن جمال الدين بن ناصر الدين بن كمال الدين بن عز الدين أبي البركات بن الصاحب محيي الدين أبي عبد الله بن نجم الدين بن جلال الدين أبي الفضل بن مجد الدين أبي غانم بن جمال الدين بن نجم الدين العقيلي - بالضم - الحبي الحنفي أخو الكمال بن العديم قاضي مصر ويعرف بابن العديم وبابن أبي جرادة. ولد في ثالث عشر صفر سنة أربع وستين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فسمع من أبيه والكمال محمد بن عمر بن حبيب والشرف أبي بكر الحراني والبدر محمد بن علي بن أبي سالم بن إسماعيل الحلبي وابن صديق وآخرين، وأجاز له محمود المنبجي وابن الهبل وابن السيوفي وابن أميلة وابن النجم وزغلش وابن قاضي الجبل وموسى بن فياض وغير واحد وكان يذكر أنه كتب توقيعه بقضاء بلده بعد الفتنة كجميع من أوردته من آبائه إلا محمد الثاني ولكنه لم يباشر، وقول شيخنا في معجمه أنه ولي قضاءها لا ينافيه، وكذا ولي عدة مدارس وحمدت سيرته وكان محافظاً على الجماعة والأذكار ولم يكن تام الفضيلة مع اشتغاله في صغره، وقد حدث سمع منه الأئمة وأخذ عنه غير واحد من أصحابنا بل كان شيخنا ممن سمع عليه في سنة ست وثلاثين عشرة الحداد وغيرها وأورده في معجمه وقال أنه أجاز لابنته رابعة ومن معها، وأثنى عليه البرهان الحلبي وذكره المقريزي باختصار جداً وقال أنه مات بعد سنة ست وثلاثين، قلت مات في ليلة الأربعاء منتصف شوال سنة سبع وأربعين رحمه الله وإيانا.

أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطر بن علي بن عثمان شهاب الدين أبو القسم بن ضياء الدين أبي إسحاق بن جمال الدين أبي عبد الله بن عماد الدين، ذكره ابن فهد وأنه أجاز لهم في سنة تسع عشرة ولم يزد.
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن عمر الشهاب بن البرهان النابلسي ثم الدمشقي الحنبلي ثم الشافعي نزيل القاهرة والماضي أبوه والآتي ولده أبو بكر، ولد في عاشر رجب سنة إحدى عشرة وثمانمائة بنابلس وقرأ بها القرآن ونشأ كأبيه حنبلياً وحفظ كتباً في المذهب ثم اتصل بالبهاء بن حجي وصهره الكمال البارزي بدمشق واختص بهما فتحول بأمرهما شافعياً وتفقه بعبد الوهاب الحريري وسمع الحديث على ابن ناصر الدين وأبي شعر واشتغل بالنحو على العلاء القابوني بدمشق والنظام يحيى الصيرامي لما قدم عليهم نابلس وكثر تردده لكل من دمشق والقاهرة وقطنهما وقال أنه سمع ببيت المقدس على القبابي المسلسل وغيره وبالقاهرة غير أنه لم يكن يرتضي ما يقع له منه وهو حلو الكلام سريع الجواب حلو النادرة نزيه المحاضرة ثم أنشد عنه قوله وقد اقترح البهاء بن حجي عليه وعلى الجمال يوسف الباعوني أن يضمن قول الشاعر فوالله ما أدري البيت الآتي قال وكان ذلك أول شيء نظمه فقال:

أراك إذا ما مست يوماً على الربى

 

تر لك الورقا ويبدو وجـيبـهـا

فوالله ما أدري أءنت كـمـا أرى

 

أم العين مزهو إليها حبـيبـهـا

وقال الجمال:

أراك حبيب القلب تزهو لناظري

 

وإن مرضت نفسي فأنت طبيها

فوالله ما أدري اليبت، ومما حكاة الشهاب أنه كان بدمشق في بعض حماماتها بلان كسيح يخدم الناس بالحلق والغسيل وهو جالس وأنه رأى في منامه الشيخ رسلان فقال له يا سيدي انظر حالي أنا لست في هذا المقام ولكن سيدخل عليك اثنان فسلهما حاجتك ثم خرج من عنده فدخل عليه اثنان فاذاهما النبي صلى الله عليه وسلم وأبوه الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام فشكا إليهما حاله فقالا له قم فقام وأصبح صحيحاً، قال الشهاب حاكيها وكنت ممن رأيته كسيحاً ثم رأيته صحيحاً وسمعت هذا المنام من جمع لا يحصى قلت ثم عرضت عليه هذه الحكاية فأنكر أن يكون رأى البلان أو يعرفه وإنما الحاكي لها عنه هو الذي رآه والذي فيها مع ذلك أن رسلان هو الذي أخذ بيده دون ما بعده فالله أعلم وكذا أسلفت عنه حكاية في ترجمة أبيه، وقد امتحن وأهين من الأشرف قايتباي في كائنة جرت بينه وبين أبي الحجاجي الأسيوطي.
أحمد بن إبراهيم بن محمد شهاب الدين العقيلي الحلبي ويعرف بابن العديم. مضى فيمن جده محمد عرم بن عبد العزيز.

أحمد بن إبراهيم بن محمد محيي الدين الدمشقي ثم الدمياطي الحنفي ثم الشافعي المجاهد ويعرف بابن النحاس. انجفل في التنة اللنكية من دمشق إلى المنزلة فأكرمه أهلها ثم تحول إلى دمياط فاتوطنها وكان يعرف الفرائض والحساب أتم معرفة بحيث كان يصرح باقتداره على إخراج طرف الحساب بالهندسة وصنف فيه مع المعرفة الجيدة بالفقه والمشاركة في غيره من الفنون ولكنه كان يقول أنه اشتغل في النحو فلم يفتح عليه فيه بشيء وهو صاحب مشارع الأسواق إلى مصارع العشاق ومثير الغرام إلى دار السلام في مجلد كبير ضخم حافل في معناه انتفع به الناس وتنافسوا في تحصيله وقرضه الولي العراقي وقد اختصره مؤلفه أيضاً وله كتاب تنبيه الغافلين في معرفة الكبائر والصغائر والمناهي والمنكرات والبدع وكتاب بيان المغنم في الورد الأعظم وغير ذلك كاختصار الروضة لكنه لم يكمل وكان حريصاً على أفعال الخير مؤثراً للخمول لا يتكبر بمعارفه بل ربما يتوهمه من لم يعرفه عامياً مع الشكالة الحسنة واللحية الجميلة والقصر مع اعتدال الجسد، أكثر المرابطة والجهاد حتى قتل شهيداً بالقرب من الطية بأيدي الفرنج بأيدي الفرنج مع رفيقين له بعد أن قتلوا من الكفار جماعة في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة أربع عشرة فلف الثلاثة في أكياب وحملوا إلى دمياط فدفنوا بها في أكيابهم بالقرب من الشيخ فتح بمكان واحد لكن جعل بينهم حواجز من خشب واجتمع عند دفنهم من لا يحصي كثرة، وممن أخذ عنه ممن لقيته الشمس محمد بن الفقيه حسن البدراني وهو المفيد لترجمته وروى عنه كتابه في الجهاد رحمهما الله ونفعنا بهما، وقد ذكره شيخنا في حوادث سنة أربع عشرة من أنبائه وقال أنه كان ملازماً للجهاد بثغر دمياط وفيه فضيلة تامة وجمع كتاباً حافلاً في أحوال الجهاد وأنه قتل في المعركة مقبلاً غير مدبر رحمه الله وإيانا.
أحمد بن إبراهيم بن عماد الدين محمد التميم الخليل الشافعي ويعرف بابن العماد، ممن حفظ القرآن والشاطبية والبهجة وألفية النحو وتلا الثلاثة من الأئمة على بلديه أبي حامد بن المغربي وأخذ عن الكمال بن أبي شريف والنجم بن جماعة وتعاني التوقيع وتميز فيه وباشره عند الشهاب بن عبية في القدس والمحيوي بن جبريل بغزة ثم ارتحل إلى القاهرة فقرأ على زكريا البهجة بحثاً وكذا أخذ عن العبادي والجوجري وغيرهما كالبرهان العجلوني ولازمه وتميز في الفقه والعربية واختص بجانبك المحمدي أحد الخاصكية فكان يقريه ويتولى غالب أمره فلما سافر تحمل تقليد أمير المؤمنين لبعض ملوك الهندسة سبع وثمانين سافر معه فقدرت منيته ذلك بعد إنعامه على صاحب الترجمة بشيء لزم منه تخلفه للخوف من مزاحمته أو غير ذلك حتى الآن ويقال أنه ولي القضاء وقد زاد سنه في سنة سبع وتسعين على الخمسين وهو في الإحياء ظناً وكان مما أخذ عني بقراءته الجواب الجليل لشيخنا وغير ذلك وسمع مني في الإملاء.
أحمد بن إبراهيم بن محمد المصري ويعرف بابن المؤذن سمع على بمكة في المجاورة الثالثة.
أحمد بن إبراهيم بن محمد اليماني الأصل الرومي البرصاوي ثم القاهري نزيل الشخيونية ويعرف بابن عرب، مضى فيمن جده محمد بن عبد الله بن عرب.
أحمد بن إبراهيم بن مخاطة سبط إبراهيم بن الجيعان والماضي أبوه. مات في حياة أبيه قبل إكماله العشرين في وترك طفلاً اسمه كمال الدين محمد.
أحمد بن إبراهيم بن معتوق أبو الكردي الدمشقي الحنبلي، مضى فيمن جده عبد الله وكان معتوق جده الأعلى.

أحمد بن إبراهيم بن ملاعب شهاب الدين السرميني ثم الحلبي الفلكي ويعرف بابن ملاعب وكان أستاذاً ماهراً في علم الهيئة وحل الزيج وعمل التقاويم مبرزاً فيه انفرد بذلك بحلب في وقته بحيث كانوا يأخذون تقاويمه إلى البلاد النائية ويرسلون في طلبها ولذا كانت سائر نوابها تقربه مع نسبته لرقة الدين وانحلال العقيدة وترك الصلاة وشرب الخمر بحيث لم يكن عليه أنس الدين تحول من حلب خوفاً من بعض الأمراء إلى صفد فسكنها وكانت منيته بها في سنة أربع وعشرين وقد جاز الثمانين، ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً وقال أنه اجتمع به مراراً وحكى أنه قال لبعض الأمراء ممن سماه في محاربة لا تركب الآن فليس هذا الوقت بجيد لك فخالفه وركب فقتل، في حكايات نحو ذلك وقعت له فيها إصابات كثيرة يحفظها الحلبيون قال وسمعته مراراً يقول هذا الذي أقوله ظن وتجربة ولا قطع فيه، قال شيخنا في أنبائه وسمعت القاضي ناصر الدين بن البارزي يبالغ في إطرائه.

أحمد بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد القاضي عز الدين أبو البركات بن البرهان بن ناصر الدين الكناني العسقلاني الأصل القاهري الصالحي الحنبلي القادري الماضي أبوه. ولد في سادس عشري ذي القعدة سنة ثمانمائة بالمدرسة الصالحية من القاهرة ونشأ بها في كفالة أمه لموت والده في مدة رضاعه فحفظ القرآن وجوده على الزراتيتي ومختصر الخرقي وعرضه بتمامه على المجد سالم القاضي ومواضع منه على العادة على الشمس الشامي وأبي الفضل بن الإمام المغربي في آخرين وألفية ابن مالك والطوفي والطوالع للبيضاوي والشذور والملحة وحفظ نصفها في ليلة وتفقه بالمجد سالم والعلاء بن المغلي والمحب بن نصر الله وجماعة وأخذ العربية عن الشمس البوصيري واليسير منها عن الشطنوفي وغيره وقرأ على الشمس بن الديري في التفسير وسأل البرهان البيجوري عن بعض المسائل وحضر عند البساطي مجلساً واحداً وكذا عند الجلال البلقيني ميعاداً وعند ابن مرزوق والعبدوسي واستفاد منهم في آخرين كالمجد والمشس البرماويين والبدر بنا الدماميني والتقي الفاسي والعز بن جماعة وزاد تردده إليه في المعاني والبيان والحديث وغيرها وحضر دروس الشمس العراقي في الفرائض وغيرها وأخذ علم الوقت عن الشهاب البرديني والتاريخ ونحوه عن المقريزي والعيني ولازم العز عبد السلام البغدادي في التفسير والعربية والأصلين والمعاني والبيان والمنطق والحكمة وغيرها بحيث كان جل انتفاعه به وكتب على ابن الصائغ ولبس خرقة التصوف مع تلقين الذكر من الزين أبي بكر الخوافي وكذا صحب البرهان الأدكاوي ولبسها من خاله الجمال عبد الله وأمه عائشة وسمع عليهما الكثير وكذا سمع على الشموس الزارتيتي والشامي وابن المصري وابن البيطار والشرفين ابن الكويك ويونس الواحي والشهب الواسطي والطرايني وشيخنا وكان يبجله جداً وربما ذكره في بعض تراجمه ونوه به والولي العراقي والغرس خليل القرشي والزين الزركشي والجمال بن فضل الله والكمال بن خير والمحب بن نصر الله والناصر الفاقوسي والتاج الشرابيسي وصالحة ابنة التركماني وطائفة وأجاز له الزين العراقي وأبو بكر المراغي وعائشة ابنة عبد الهادي والجمال بن ظهيرة وابن الجزري وخلق وناب في القضاء عن شيخه المجد سالم وهو ابن سبع عشرة سنة وصعد بها إلى الناصر وألبسه خلعة بل لما ضعف استنابه في تدريس الجمالية والحسينية والحاكم وأم السلطان فباشرها مع وجود الأكابر وكذا باشر قديماً الخطابة بجامع الملك بالحسينية وتدريس الحديث بجامع ابن البابا وبعد ذلك الفقه بالأشرفية برسباي بعد موت الزين الزركشي بل كان ذكر لها قبله وبالمؤيدية بعد المحب بن نصر الله بل عرضت عليه قبله أيضاً فأباها لكون العز القاضي كان استنابه فيها عند سفره إلى الشام على قضائه لم ير ذلك مروءة وبغته الصالح بعد ابن الرزازفي تلبيسه بالقضاء وبالبديرية بباب سر الصالحية وكذا ناب في القضاء عن ابن المغلي وجلس ببعض الحوانيت ثم أعرض عن التصدي له شهامة وصار يقضي فيما يقصد به في بيته مجاناً ثم تركه جملة وهو مع ذلك كله لا يتردد لأحد من بني الدنيا إلا من يستفيد منه علماً ولا يزاحم على سعي في وظيفة ولا مرتب بل قنع بما كان معه وما تجدد بدون مسألة، وقد حج قديماً في سنة خمس عشرة ثم في سنة ثلاث وخمسين صحبة الركب الرجبي واجتمع بالمدينة النبوية بالسيد عفيف الدين الايجي وسمع قصيدة له نبوية أنشدت في الروضة بحضرة ناظمها وكذا أنشدت لصاحب الترجمة هناك قصيدة، وزار بيت المقدس والخليل بين حجتيه غير مرة بل وبعدهما ولقي القبابي وأجاز له واجتمع في الرملة بالشهاب ابن رسلان وأخذ عنه منظومته الزبد وأذن له في إصلاحها وبالغ في تعظيمه ودخل الشام مرتين لقي في الأولى وحافظها ابن ناصر الدين وزاد في إكرامه وفي الثانية البرهان الباعوني وأسمعه من لفظه شيئاً من نثره وإمام جامع بني أمية الزين عبد الرحمن بن الشيخ القابوني وكتب عن صاحب الترجمة مثاله وكذا دخل دمياط والمحلة وغيرهما من البلاد والقرى ولقي الأكابر وطارح الشعراء وأكثر من الجمع والتأليف والانتقاء والتصنيف حتى أنه قل فن إلا وصنف فيه إما نظماً وإما نثراً ولا أعلم الآن من يوازيه في ذلك واشتهر ذكره وبعد صيته وصار بيته مجمعاً لكثير من  الفضلاء وولي قضاء الحنابلة بعد البدر البغدادي مع التداريس المضافة للقضاء كالصالحية والأشرفية القديمة والناصرية وجامع ابن طولون وغيره كالشيخونية وتصدير بالأزهر وغيرهما، ولم يتجاوز طريقته في التوضع والاستئناس بأصحابه وسائر من يتردد إليه وتعففه وشهامته ومحاسنه التي أوردت كثيراً منها مع جملة من تصانيفه ونحوها في ترجمته من قضاة مصر وغيره، وحدث بالكثير قديماً وحديثاً سمع منه القدماء وروى ببيت المقدس مع أمه بعض المروي وأنشأ مسجداً ومدرسة وسبيلاً وصهريجاً وغير ذلك من القربات كمسجد بشبرا وكان بيته يجمع طائفة من الأرامل ونحوهن، وله فيّ من حسن العقيدة ومزيد التبجيل والمحبة ما يفوق الوصف وما علمت من أستأنس به بعده. مات في ليلة السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة ست وسبعين وغسل من الغد وحمل نعشه لسبيل المومني فشهد السلطان فمن دونه الصلاة عليه في جمع حافل تقدمهم الشافعي ثم رجعوا به إلى حوش الحنابلة عند قبر أبويه وأسلافه والشمس بن العماد الحنبيل وهو بين تربة كوكاي والظاهر خشقدم فدفن في قبر أعده لنفسه وكثر الأصف على فقده والثناء عليه ولم يخلف بعده في مجموع مثله، وترجمته تحتمل مجلداً رحمه الله وإيانا. وتفرقت جهاته كما بيناه في الحوادث وغيرها وصار القضاء بعده مع الشيخونية لنائبه البدر السعدي كان الله له، ومما كتبته عنه قوله في لغات الأنملة والأصبع وهو مشتمل على تسع عشرة لغة:

وهمز أنملة ثـلـث وثـالـثـه

 

والتسع في أصبع واختم بأصبوع

وقوله مما أضافه لبيت ابن الفارض وهو:

بانكساري بذلتي بخضوعي

 

بافتقاري بفاقتي بغناكـا

فقال:

لا تكلني إلى سواك وجدلي

 

بالأماني والأمر من بلواكا

وقوله:

تواتر الفضل منك يا من

 

بكثرة الفضل قد تفـرد

فرحت أروي صحاح بر

 

عن حسن جاء عن مسدد

سلسلة أطلقت بـنـانـي

 

لكن رقي بهـا مـقـيد

تعزي إلى مالك البـرايا

 

مسندة للإمـام أحـمـد

أحمد بن إبراهيم بن يوسف شهاب الدين الحلبي ثم الدمشقي الصالحي القطان بها أخ يوسف الآتي. سمع على أحمد بن إبراهيم بن يونس الأول من فوائد أبي عمرو بن مندة وعلى عبد الله بن خليل الحرستاني بعض الشمائل للترمذي، وحدث سمع منه الفضلاء وكان قطاناً بالصالحية. مات.
أحمد بن إبراهيم بن يوسف النيوري أحد الخدام في ضريح الليث ممن سمع مني مناقبه لشيخنا.
أحمد بن إبراهيم بن الشيخ كريم الدين بن جلال الدين بن سيف الدين أبو الميادة الحسني الأودهي الهندي الحنفي لقيني بمكة في المجاورة الثانية فقرأ على البخاري ولازمني في أشياء بل كتب عني ما أمليته هناك وكتبت له إجازة حافلة.

أحمد بن إبراهيم أبو العباس المناوي الشريف ممن أجمع على ولايته باليمن، مات نحواً من سنة إحدى وأربعين.
أحمد بن إبراهيم بن الكردي يذكرونه بأشياء منها اتهامه بدكنوة من بنادر الحبشة بجحد وديعة مع معاقبته عليها ثم قيل أنها وجدت معه بل باعها أو بعضها بمكة ورأيته كتب لأبي المكارم بن ظهيرة حين ختم ابنه القرآن:

هنيئاً بالسرور لـديك دائم

 

بسيدنا بني بحر المكـارم

وشهر بالمحرر من علوم

 

كمثل الرافعي ذوي العائم

أحمد بن إبراهيم بن المحلى. مضى فيمن جده أحمد.
أحمد بن إبراهيم شهاب الدين الزرعي الدمشقي الشافعي نزيل مدرسة أم الصالح، ممن برع في فنون كالعربية والصرف والمنطق وكان أبوه فقيهاً. مات في أحد الربيعين سنة اثنتين وثمانين وترك ولدين استقرا فيما كان معه من الوظائف فبادر عمهما الوصي عليهما في زمن الطاعون هناك للرغبة عنها احتياطاً بمائتي دينار وماتا عن قرب فوثب البقاعي وكتب له النجم بن القطب الخيضري فنازعه الوصي بسبق النزول وساعده التقي بن قاضي عجلون وراسل البقاعي متوسلاً بالخيضري وغيره في استنجاز مرسوم بإبطال ما كتب لغيره كل ذلك مع زعمه أنه لا يشاحن في وظيفة ولا غيرها.
أحمد بن إبراهيم الشهاب الحلبي الشاهد مات سنة خمس وعشرين، أرخه ابن عزم.
أحمد بن إبراهيم الحمصي الشافعي كتب على استدعاء بخطى أرسلته للديار الحلبية مؤرخ بسنة إحدى وخمسين ولكن ما علمته.
أحمد بن إبراهيم السفطي ممن سمع مني في الأمالي.
أحمد بن إبراهيم العجمي الكيلاني المكي الخياط قريب ابن محمد. مات في صفر سنة ثمان وسبعين.
أحمد بن إبراهيم القمصي كتبت بخطى أنه في معجمي وما رأيته فتراجع المسودة.
أحمد بن إبراهيم المدني المؤذن قرأ على الجمال الكازروني الموطأ في سنة عشرين.
أحمد بن إبراهيم عالم بجاية، ذكره ابن عزم هكذا وأنه مات بعد الأربعين.
أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب المرشدي المكي الماضي أبوه. مات في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين.
أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد الشمس أبو بكر بن أبي ذر بن الحافظ البرهان الحلبي وهو بكنيته أشهر يأتي.
أحمد بن أحمد بن أحمد بن حسن شاه بن بهمن شاه بن ظفر شاه بن شهاب الدين ملك كلبرجة وابن ملوكها. له ذكر في أبيه قريباً.
أحمد بن أحمد بن أحمد بن علي بن شرف بن عبد الظاهر الدلجي ويعرف بابن القاضي أحمد، قرأ القرآن والتبريزي والملحة ولازم بأخرة خدمة بلديه الشهاب الدلجي وسمع مني في الإملاء. مات بدلجة في سنة إحدى وثمانين مطعوناً ولم يكمل الأربعين.
أحمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن سليمان أبو العباس بن أبي العباس بن الشيخ المسلك الزاهد صاحب الجامع الشهير بالمقس ويعرف كأبيه بابن الزاهد وهو سبط الشهاب الحسيني أمه خديجة الآتي كل منهم في محله. وسمع مني من ترجمة النووي تصنيفي.
أحمد بن أحمد بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن طرخان الشهاب بن الشهاب أبي العباس بن الشيخ شهاب الدين القاهري البحري الحنبلي الآتي أبوه وجده والد أبي الوفاء محمد ويعرف كسلفه بابن الضياء وكان قد اتصل بزوجة شمس الدين سبط ابن الميلق ويلقب بالوزة أم ولده المستقر بعد أبيه في وظائفه من مباشرة وغيرها وهب ابنة الشمس بن خليل شاهد وقف الأشرفية فلم يلبث أن مات الولد واستقر هذا في جلها وكان العز الحنبلي أذن له في مباشرة الآوقاف التي تحت نظره ثم رفع يده لسوء أمره. مات في يوم الاثنين ثاني ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وجاز الخمسين.
أحمد بن أحمد بن أحمد شهاب الدين الدمشقي أحد موقعي الحكم ويعرف بابن النشار، قال شيخنا في أنبائه كان من أعيان الدماشقة حسن الخط والخطابة. مات في شهر رمضان سنة خمس عشرة وهو ممن وافق اسمه اسم أبيه وجده.
أحمد بن أحمد بن أحمد الشهاب الكازروني المدني الشافعي، سمع على أبي الحسن علي بن سيف الأبياري في سنة ثلاث عشرة ابن ماجه وضبط الأسماء.
أحمد بن أحمد تمرباي شهاب الدين التمربغاوي الذي كان جده رأس نوبة النواب وتأمر على الحج في سنة أربع وأربعين. شاب حنفي اشتغل عند الكافياجي رفيقاً لابن أبي زيد وهو الآن في الأحياء.

أحمد بن أحمد بن جوغان - بجيم ثم واو ومعجمة وآخره نون - الشاذلي الواعظ نزيل مكة ممن ولي مشيخة الزمامية. ومات في ربيع الآخر سنة خمسين.
أحمد شاه بن أحمد شاه بن حسن شاه بن بهمن شاه شهاب الدين أبو المغازي - وبخط العيني أبو المعالي والأول أثبت - صاحب كلبرجة وما والاها من بلاد الهند دام في المملكة نحو أربع عشرة سنة وكان أجل ملوك الهند ديناً وخيراً وعزماً وحزماً أنشأ بمكة رباطاً هائلاً مع صدقات وبر وأفضال. مات في رجب سنة ثمان وثلاثين واستقر في ملك كلبرة ابنه ظفر شاه واسمه أحمد أيضاً. وينظر أحمد بن أحمد ابن فندوكاس وقد طول المقريزي في عقوده.
أحمد بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الشهاب بن الإمام الأذرعي الأصل القاهري وأمه تركية فتاة أبيه. ولد في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة تقريباً وحفظ القرآن وتنزل في صوفية الباسطية وغيرها وابتني له بجوارها بيتاً وحضر عندي في دروس البرقوقية وغيرها ونعم الرجل.
أحمد بن أحمد بن حسن الشهاب المسيري والد المحمدين الآتيين ويعرف بالفقيه، كان فاضلاً صالحاً خيراً. مات تقريباً قريب الأربعين رحمه الله.
أحمد بن أحمد بن سنان بن عبد الله بن عمر ومسعود العمري المكي العابد مات سنة خمس وأربعين بالغد اخرج مكة من ضرب اليمن ودفن به.

أحمد بن أحمد بن عبد الخالق بن عبد المحي بن عبد الخالق القاضي ولي الدين بن الشهاب بن السراج الأسيوطي الأصل القاهري الناصري الشافعي الآتي أبوه وعمه. ولد في أواخر سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بالمدرسة الناصرية ونشأ بها فحفظ القرآن عند الفقيه حسن العاملي والعمدة والمنهاج الفرعي وجمع الجوامع وألفية ابن مالك وعرض على الولي العراقي وطائفة وأحضر وهو في الثالثة على الجمال عبد الله بن العلاء علي الحنبلي ختم السيرة لابن هشام وغيره وسمع على الولي العراقي وأثبت اسمه بخطه في بعض مجالس أماليه وشيخنا وابن الجزري وابن المصري والزين الزركشي ووالده وعمه المجد إسماعيل والشهاب الواسطي والتلواني وابن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصاحبة في آخرين كالمحب بن نصر الله وقرأ عليه البخاري، وأجاز له جماعة وأخذ الفقه عن الشرف السبكي ولازمه وأذن له في التدريس وكذا أخذ عن المجد البرماوي والشمسين الحجازي والنائي والعلم البلقيني واشتهر اختصاصه به وحضر دروس القاياتي وشيخنا وجماعة وطرفاً من العربية عن البرهان الأبناسي والحناوي وفي الفرائض عن أبي الجود البنبي وفي أصول الفقه عن الكمال إمام الكاملية وكذا من شيوخه الوروري، وجود الخط وتدرب في الشهادة كالجلوس مع بعض أربابها إلى أن ترقى لمباشرة التوقيع بباب العلم البلقيني رفيقاً للعز بن أبي التائب وتزايدت براعته في الصناعة بمرافقته وأول من استنابه في القضاء البلقيني المشار إليه واستمر ينوب عن من بعده إلا الصلاح المكيني فلم ينب عنه إلا فيما لا تعلق للأحكام فيه وصار من أجلاء النواب بحيث أنه كان أحد العشرة الذين استقر بهم القاياتي أولاً وولاه شيخنا أمانة الحكم بأخرة واستقر قبل ذلك في توقيع الدست في الأيام البدرية ابن مزهر واختص بولده البدر أيضاً وكذا لازم التردد للتقي بن البدر البلقيني وكان يقرأ في الدرس عنده ثم لولده الولوي وناب عنه في خطابة جامع المغربي بخط سويقة المسعودي وانتمى للكمالي بن البارزي وللجمالي ناظر الخاص واختص به كثيراً وراج أمره بصحبته ونال فيما يقال أمولاً جمة ووظائف جملة من أنظار ومباشرات وغير ذلك كالإمامة لصهريج منجم وتدريس الطبرسية بعد شيخه المبكي ومشيخة الجمالية بالقرب من سعيد السعداء تصوفاً وتدريساً بعد صرف السفطي واختفائه وتدريس الفقه بجامع ابن طولون برغبة النجم بن قاضي عجلون وبالناصرية محل سكنه بعد أبي العدل البلقيني مع إفتاء دار العدل وبالمسجد الذي جدده الظاهر جقمق بخان الخليلي عوضاً عن ابن أبي الخير الزفتاوي وقراءة الحديث بين يدي السلطان بالقلعة عوضاً عن الجلال بن الأمانة والميعاد بجامع ابن الأشقر والإمامة والنظر بالمسجد المجاور لباب الناصرية عوضاً عن الشمس بن العطار والنظر بالأقبغاوية بجامع الست مسكة وبالقبة الأنوكية بتفويض العلم البلقيني فمن بعده وبوقف الأتابكي بدمشق وغيره عن العز الناعوري وبوقف سيدي فتح الأسمر بدمياط عوضاً عن البرماوي ومالا أحصره، ودرس قديماً في حياة الأكابر وحضر بعضهم معه أجلاساً له وتعاني التقسيم في كل سنة وتصدر في الجامع الأزهر لذلك وأشير إليه بالبراعة في فن التوقيع والتحري في الحكام فتزايدت بهذه الأوصاف وجاهته وارتفعت مكانته ودخل في قضايا كبار فأنهاها وصمم على التوقف فيما لا يرتضيه سفاهاً وجرت على يديه للجمالي المشار إليه صدقات وشبهها وثوقاً به واعتماداً عليه وقصد التوسط عنده في كثير من المآرب وتردد إليه بسبب ذلك المرتفع والمقارب فصار إلى اشتهار بذلك وسمعة وعز متزايد ورفعة مع ما عنده من وفور العقل والسكون والتواضع المقتضي للركون وعدم الطيش والتبسط في العيش والتودد بالكلام واستجلاب الخواطر في سائر الأقسام وحسن المداخلة للكبار والمبالغة في لطف العشرة معهم وعدم السلوك لليبس عندهم إلى غير ذلك من الميل في المنسوبين للصلاح المتعاهدين أسباب الفلاح ورغبة في الازدياد من زيارتهم والتطفل على كريم شيمهم وصفاتهم وحرص على ملازمة حضور وقت إمامنا الشافعي في كل شهر والتوسل به فيما يجلب المسرات ويدفع القهر ومحبة لشهود الجماعات والتعبد والقيام فيما بلغني للتهجد، وقد حج مراراً آخرها في سنة سبعين السنة التي حججت فيها وكان صحبة وليد الجمال المشار إليه بعد موت والدهما فكان أكبرهما يكرر عليه ماضيه في كل يوم،  ورجع صحبتهما فظهر بوصوله تحقيق بطلان ما كان أشيع في غيبته من وفاته التي كانت سبباً لفسخ كثير من جهاته لامتداد أعين السعاة إليها وعدم توقفهم عن ذلك ليثبت المقالة التي تبين انه لا اعتماد عليها ولم يلبث إلا اليسير حتى استقر في القضاء مع وجود المناوي وغيره من الأعيان عوضاً عن البدر البلقيني في جمادى الأولى سنة أحدى بتعيين الأمين الأقصرائي وباشر على قاعدته وصار يراجع فيما لا ينهض بالاستقلال به من الفتاوى ونحوها وربما تقوى بتضمين فتاوية الموجودين في بعض الأسجلات عليه بالحكم واقتصر على نقيب واحد عاقل ولم يبتكر نائباً بل خص جماعة ممن اختص بهم وقدمهم بالمور المهمة كالوصايا وشبهها وأمعن في تأمل المكاتيب ودقق في المساجحة في أسماء مستحقي أوقاف الحرمين لكونه يتولى كتابتهم بنفسه لكنه لم يتهيأ له حسن النظر في الأوقاف المشمولة بنظره مع شدة حرصه على تعاطي معاليم الأنظار بل وما كان باسمه في مرتبات الصدقات ونحوها قبل ذل حتى كادت أن تخرب وكثر الخوض في جانبه بسببها وكذا بنقص بضاعته وكونه انسلخ مما كان فيه قبل الولاية من المذاكرة بالعلم في الجملة بحيث اشتهر بذلك عند الخاص والعام وجاهره بعض رفقائه بل والسلطان بما لا يحتمله غيره وهو ثابت لا يتزحزح وممسك لا يتسمح حتى أنه لم يتفق لكثير ممن أدركناهم مع جلالتهم في العلم والبذل وسائر الأوصاف ما اتفق له من الهناء بالمنصب مدة من غير محرك إلى أن صرفه في صفر سنة خمس وثمانين بسبب شرحته في محله فلم يلبث أن أعيد بعناية الأتابك مع عدم موافقته عرض السلطان ولذا عزله على حين غفلة وذلك بعد مستهل رجب من التي تليها حين التهنئة وأقيم من مجلسه على وجه لا يليق بمثله ثم استقر بالزيني زكريا ورام الترسيم عليه لعمل الحساب فكفه المتولي عنه وتألم كثيرون بانفصاله بعد مزيد اشتغاله سيما مع التزام المتولي بعمارة الأوقاف وتسويته بالقطع بين المستحقين مما قرر أنه العدل والإنصاف ولزم هذا منزله غير آيس من عوده إلى أن مات بعد تعلل مدة في ليلة الأحد ثامن عشري صفر سنة إحدى وتسعين وصلى عليه من الغد في جمع حافل جداً ثم دفن بحوش صوفية سعيد السعداء وكثر الأسف على فقده ورأيته في المنام على هيئة حسنة رحمه الله وإيانا.

أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن الشهاب القمصي الأصل القاهري الشافعي أخو عبد الرحمن الآتي وهو أصغر أخوته. ولد قريباً من سنة عشرين وثمانمائة وحفظ القرآن وغيره وتكسب بالشهادة وجلس لها دهراً بحانوت قنطرة الموسكي مديماً للتلاوة على طريقة مرضية وهو ممن حج مع الرجبية. ومات في أوائل جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين رحمه الله.
أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن الشيخ عبد الواحد بن معمر بن عبود الشهاب السخاوي ثم القاهري الشافعي. ولد في سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة بسخا وقرأ بها القرآن وتلا به للسبع على إمام جامع الغمري بالمحلة قاسم وللثلاث على الشهاب بن جليدة وأقام بالمحلة نحو عشر سنين وحفظ هناك كتباً وقرأ على الشهاب المصري في الفقه وعلى ناصر الدين الجندي في العربية وعلى البهاء بن الواعظ في الفرائض في آخرين كالشهاب بن الأقيطع، وتحول منها إلى القاهرة واشتغل وكتب عني جملة من الإملاء وقرأ عليّ الربع الأول فأكثر من البخاري وسمع على النشاوي ثم سافر إلى أن استوطن القاهرة ولازم الزين الأبناسي وغيره وقرأ الحديث على العامة وأقرأ الأطفال ثم حج في سنة ثمان وثمانين موسمياً وقرأ على المحيوي الحنبلي القاضي والشمس المراغي واتصل بالشهابي بن العيني بإقراء أولاده، والغالب عليه سلامة الفطرة والخير.
أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف بن أبي بكر المحدث الأصيل الزين حفيد السراج الشرجي الزبيدي اليماني الحنفي أحد أعيان الحنفية. ولد في سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وقال حمزة الناشري سنة اثنتي عشرة وهو الصحيح كما سمع من لفظه وأنه في ليلة الجمعة ثاني عشري رمضان بزبيد ومات أبوه وهو حمل فلذا سمى باسمه والمسمى له هو الشيخ أحمد بن أبي بكر الرداد وأبوه وجده ممن أخذ عن شيخنا كما سيأتي في ترجمتيهما، ولهذا نظم ونثر وتأليف وهو الذي جمع ما وقف عليه من نظم ابن المقرئ في مجلدين بل له أيضاً طبقات الخواص الصلحاء من أهل اليمن خاصة، وسمع اتفاقاً مع أخيه على النفيس العلوي والتقي الفاسي وبنفسه على ابن الجزري سمع عليه النسائي وابن ماجه ومسند الشافعي والعدة والحصن كلاهما له واليسير على أبي الفتح المراغي وكذا سمع على الزين البرشكي عام وصوله صحبة ابن الجزري اليمن في سنة تسع وعشرين الشفا والموطأ والعمدة وتصنيفه طرد المكافحة عن سند المصافحة، أخذ عنه بعض الطلبة بزببيد في سنة سبع وثمانين وثمانمائة وقال العفيف الناشري أنه صحب الفقيه الصالح الشرف أبا القاسم بن أبي بكر العسلقي - بضم أوله وثالثه بينهما مهملة ساكنة نسبة إلى قبيلة يقال لها العسالق من اليمن - وحجاوزارافي سنة خمس وثلاثين وثمانمائة وبصحبته انتفع، وقال حمزة الناشري أنه سمع من سليمان العلوي وابن الخياط وابن الجزري ووغيرهم وتفقه في مذهبه وكان أديباً شاعراً له مؤلفات منها طبقات الخواص ومختصر صحيح البخاري ونزهة الأحباب في مجلد كبير يتضمن أشياء كثيرة من أشعار ونوادر وملح وحكايات وفوائد أو حادي عشر ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين ونزل الناس في زبيد بموته في الرواية درجة رحمه الله انتهى. وممن ترجمه لي أيضاً الكمال موسى الدوالي حسبما كتب إلى به من اليمن.
أحمد بن أحمد بن عبد الله الشهاب الربيعي المصري الشافعي نزيل مكة أقام بها يشتغل عند المسيري ثم غيره كالشرف عبد الحق السنباطي ولازمني حين المجاورة الثالثة ثم قدم القاهرة في سنة ثمان وثمانين رجاء لوفاء دينه وصار يحضر عندي أحياناً وعند الجوجري وعبد الحق ويكثر التردد للمجد القلعي بجامعها وعاد لمكة ثم سافر منها إلى الطائف فدام به قليلاً وكذا أقام بالمدينة يسيراً.

أحمد بن أحمد بن عبد الله الزهوري العجمي نزيل دمشق كان بزي الفقراء وحصلت له جذبة فصار يهذي في كلامه ويخلط وتقع له مكاشفات منها أنه لما كان بدمشق وكان الظاهر برقوق حينئذ بها جندياً فرأى في منامه أنه ابتلع القمر بعد أن رآه صار في صورة رغيف خبز فلما أصبح اجتاز بصاحب الترجمة فصاح به يا برقوق أكلت الرغيف فعظم اعتقاده فيه لذلك فلما ولي السلطنة أحضره وعظمه وصار يشفع عنده فلا يرده ثم أفرط حتى كان يحضر مجلسه العام فيجلس معه على مقعده بل ويسبه بحضرة الأمراء وربما يبصق في وجهه ولا يتأثر لذلك ويدخل على حريمه فلا يحتجبن منه وحفظت عنه كلمات كان يلقيها فيقع الأمر كما كان يقول وكان للناس فيه اعتقاد كبير. مات في سنة إحدى، ترجمه شيخنا في أنبائه وذكره العيني بدون أحمد الثاني وما علمت الصواب فيه وقال: شيخ كان السلطان يعتقده إلى الغاية بحيث أنه كان يشتمه سفاهاً ويبزق على مقعده ويقال أنه بشره بالسلطنة، وبالجملة كان مغلوب العقل يتكلم تارة بكلام العقلاء وتارة يخلط وأرخه في يوم الأحد مستهل صفر ودفن في تربة السلطان بجوار الشيخ طلحة والشيخ أبي بكر البخاوي، وذكره المقريزي في عقوده ولكن بدون اسم جده بل اقتصر على أحمد بن أحمد.
أحمد بن أحمد بن عثمان شهاب الدين أبو العباس الدمنهوري ويعرف بابن كمال. ولد بدمنهور الوحش وقرأ القرآن في صغره على بعض قرائها وأجاز له وجلس مع الشهود بمصر وصحب قاضي بلده الزين الأنصاري فاختص به وتردد معه وقبله وبعده إلى مكة مراراً وجاور بها عدة سنين وكذا تردد إلى القدس ودمشق واجتمع بكثير من الصالحين وأهل الخير وخدمهم وأحسن لبعضهم كثيراً وعادت عليه بركتهم سما مع إكثاره الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يقول أنه يصلي عليه في اليوم والليلة مائة ألف مرة أو نحوها بل كان يسبح اله ويهلله ويمدح في آخر الليل بمنارة باب العمرة أوقاتاً كثيرة في سنين متعددة ثم امتنع من ذلك رغماً عن أنفه لأمر اقتضاه وربما كان يذاكر أبياتاً حسنة من الشعر والأذكار كل ذلك مع حدة في خلقه تفضي به إلى ما لا يحمد. مات بعد أن تزوج عند بيت الزمزمي وولد له عدة أولاد في ليلة السبت العشرين من المحرم سنة أربع وعشرين ودفن بالمعلاة وقد جاز السبعين بيسير وخلف طفلاً رحمه الله وإيانا. ترجمه التقي الفاسي في تاريخ مكة وتبعه ابن فهد في معجمه وشيخنا في أنبائه.
أحمد بن أحمد بن الفخر عثمان الغزولي ويلقب طبيخ. مات في ليلة الثلاثاء ثاني صفر في سنة اثنتين وتسعين وكان مثرياً بعد فاقة.
أحمد بن أحمد بن عليك البعلي ثم المدني أخو إبراهيم بن أحمد بن غنائم الماضي. ولد في أواخر سنة أربع وخمسين وسبعمائة وسمع على ابن صديق وأجاز في استدعاء فيه شيخنا سنة إحدى وعشرين، وسيأتي أحمد بن أحمد بن علبك ولكن ذاك مع كونه بالغين المعجمة المضمومة اسم جده وهذا مع كونه بالمهملة المفتوحة لقب واسم جده غنائم.
أحمد بن أحمد بن علي بن أبي بكر بن أيوب بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الملك بن درباس فخر الدين أبو إسحاق المازاني الكردي القاهري الحنبلي المحدث ويعرف بابن درباس وزاد بعضهم بين أبيه وعلى محمد، قال شيخنا في معجمه شاب نبيه سمع من بعض شيوخنا وأكثر مني. قلت وكان أحد المنزلين عنده في طلب الجمالية واشتمل عليه. ومما سمعه عليه النخبة بقراءة الشمني في سنة خمس عشرة وكتب من تصانيفه تعليق التعليق وقراءة الكمال أو أكثره انتهى. وتيقظ وجمع أشياء حسنة، ومن فوائده أنه سئل عن قوله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله هل له مفهوم وكان ذلك سبب جمع سبعة أخرى ثم سبعة أخرى كما ذكرت ذلك في الزكاة عن شرح البخاري وسألني مرة أخرى عن المسانيد التي يخرجها أصحاب المسانيد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم من أي الأقسام الثلاثة هي أي إن أصحاب الحديث وغيرهم يصرحون أن السنن تنقسم إلى قوله وفعله وتقريره وإذا لم تكن من هذه الأقسام أشكلت على ما أطلقوه من الحصر في ثلاثة، وجمع كتاباً في آل بيته بني درباس وآخر في آل ابن العجمي ولم يزل مكباً على الاشتغال والطلب وكتابة الحديث مع الدين والخير والعبادة إلى أن مات في المحرم سنة سبع عشرة ولم يتكهل ولم يتأهل، وهو في عقود المقريزي باختصار وقد اختصر التبصرة في الوعظ لابن الجوزي بزيادات رحمه الله وعوضه الجنة.

أحمد بن أحمد بن علي بن زكريا الشهاب بن الشيخ شهاب الدين الجديدي - بضم الجيم ثم دال مهملة مفتوحة بعدها تحتانية مشددة مكسورة ثم مهملة نسبة لقرية من قرى منية بدران لكون أصله منها - البدراني الشافعي نزيل دمياط والآتي أبوه. ولد في مستهل المحرم سنة تسع عشرة وثمانمائة بمنية بدران ونشأ بها فحفظ القرآن عند والده والمنهاج والجرومية وبضع ألفية ابن مالك وقدم القاهرة فحضر القاياتي وغيره كالعلم البلقيني في الفقه وكذا أخذ الفقه بالمدينة النبوية حين إقامته بها نحو ثلث سنة لما حج في سنة سبع وثلاثين عن الجمال الكازروني والعربية عن الشهاب البجائي والحديث وغيره عن شيخنا وسمع عليه وعلى الزين الزركشي والكازروني والنور المحلى سبط الزبير وطاهر الخجندي وطائفة بالقاهرة والمدينة وقطن دمياط من سنة سبع وخمسين وتصدى فيها للتدريس فانتفع بها جماعة وقصد بالفتاوى من تلك النواحي وعمل على الجرومية شرحاً مطولاً ومختصراً لم يكملا وكذا شرع في مقدمة الحناوي في النحو ولعله أخذ عنه وفي شرح جامع المختصرات وله النصيحة الرابحة لذوي العقول الراجحة وغير ذلك وأنشأ الخطب والرسائل نظماً ونثراً وفي ذلك ما يوصف بالجودة، وولي مشيخة المعينية المستجدة بدمياط وكان فاضلاً مشاركاً ذكياً قادراً على التعبير عن مراده متين الكتابة متودداً كريماً كثير السكوت والاحتمال قليل التشكي وهو ممن كتب في كائنة ابن الفارض ولم يكن يعتمد فيما يقع له من الحيدث غيري ومدحني نظماً ونثراً. مات بدمياط في حادي عشر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن بهاء الدين أحمد بن علي بن محمد بن سليمان الأنصاري التتائي الأصل الآتي أبوه. مات في يوم الأربعاء ثامن عشري جمادى الآخرة سنة ثمان وستين بمكة، أرخه ابن فهد وكأنه ولد بعد أبيه فسمي باسمه.
أحمد بن أحمد علي الدمياطي علي إمام قاعة السلاح المنسوبة للشيخ عبد الرحمن العجمي، سمع مني في الإملاء.
أحمد بن أحمد بن عمر بن حسين الزفتاوي الأصل المقسي الآتي أبوه. وعمه عبد القادر. قرأ عليّ في القتريب للنووي وسمع على غير ذلك.
أحمد بن أحمد بن عمر بن غنام الشهاب البرنكيمي ثم الزنكلوني ثم القاهري الأزهري الشافعي أخو الشرف موسى الآتي، ولد في سنة خمس وعشرين وثمانمائة تقريباً بيرنكيم من أعمال الشرقية ونقله أبوه وهو في المهد إلى زنكلون ثم وهو طفل إلى القاهرة فقرأ القرآن عند الفقيه حسن العالمي وتلاه لأبي عمرو على ابن عباس بمكة حين حج في سنة تسع وأربعين ثم للسبع على عمر النجار بها أيضاً في سنة تسع وستين وحفظ العمدة والمنهاج وقطعاً من الكتب الأربعة جمع الجوامع وألفية الحديث والنحو الشاطبية وعرض على جماعة كالمحب بن نصر الله والقاياتي وشيخنا وأخذ عنه في شرحي النخبة والألفية وسمع عليه جملة وتفقه بمكة حين حج بأبي الفتح المراغي وسمع عليه البخاري وغيره وكذا سمع على التقي بن فهد وفي القاهرة بالسيد النسابة والشرف المناوي وعنه أخذ أصول الفقه أيضاً ولازمه بل حضر في دروس القاياتي وابن البلقيني والعلاء القلقشندي وابن الهمام وأخذ النحو عن الحناوي والابدي وأصول الفقه أيضاً مع المنطق وغيره عن التقي وقرا على الجوجري المختصر وتوضيح ابن هشام وسمع عليه شرح العقائد ثلاثتها بمكة وأخذ الفرائض عن أبي الجود والبوتيجي والشهاب السجينيوسمع الحديث على بعض من ذكر وغيرهم، ومما سمعه ختم البخاري بالظاهرية مع مجلس قبله، وتميز وشارك في كثير من الفضائل وأقرأ في بيت البلقيني وقتاً واستقر في مشيخة الحبعانية ببولاق وغيرها بعد أخيه ودرس هناك مع سكون وخير وتقنع.
أحمد بن أحمد بن غلبك - بضم المعجمة وإسكان اللام وفتح الموحدة وآخره كاف - ابن عبد الله شهاب الدين بن الأمير شهاب الدين الجندي الحلبي أحد أجنادها المعتبرين. ولد بها في أواخر سنة أربع وثمانين وسبعمائة، وبخط بعضهم تسع وخمسين وأظنه غلطاً، وكان والده من تولى الحجوبية والاستادارية وغيرها بحلب فنشأ هذا وسمع على ابن صديق في البخاري وولي نظر جامع الطنبغا وأثنى عليه البرهان الحلبي بالمحافظة على وظائف العبادة وحسن السيرة والحذق في فنه أخذ عنه بعض الطلبة، ومات في حدود سنة خمسين ظناً.
أحمد بن أحمد بن غنائم البعلي المدني. مضى فيمن جده علبك.

أحمد شاه بن أحمد شاه بن فند وكاش المظفر شهاب الدين ملك بنجالة وجدته بخطي في سنة تسع وثلاثين من حاشية الأنباء، وقد مضى أحمد بن أحمد بن حسن بن بهمز صاحب كلبرجة فيحرر أمرهما.
أحمد بن أحمد بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكي وأمه زينب ابنة عبد الله بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن المحب الطبري. سمع من الزين المراغي في سنة أربع عشرة وثمانمائة وأجاز له قبل ذلك في سنة خمس ما بعدها جده والزين العراقي والهيثمي وآخرون. مات.
أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن جعفر ابن زيد بن جعفر بن إبراهيم بن محمد الممدوح بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العز أبو جعفر بن الشهاب أبي العباس بن أبي المجد الحسيني ثم الإسحاقي الحلبي الشافعي نقيب الأشراف وابن نقيبهم وابن أخي نقيبهم ووالد نقيبهم وسبط الإمام الجمالي أبي إسحاق إبراهيم بن الشهاب محمود الكاتب. ولد في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل كثيراً في النحو وغيره على شيوخ وقته كأبي عبد الله المغربي الضرير وسمع على جده لأمه والقاضي ناصر الدين بن العديم وغيرهما واستجاز له جده لأمه الوادياشي وأبا حيان والميدومي وأحمد بن كشغدى وآخرين من دمشق ومصر وغيرهما، وحدث سمع منه البرهان الحلبي وابن خطيب الناصرية وآخرون منهم البهاء بن المصري وقرأت عليه الاستيعاب بسماعه له منه بإجازته من الادياشي، وروى عنه شيخنا بالإجازة وخرج عنه في بعض تخاريجه وكان أوحد وقته زهداً وورعاً وصيانة وعفة وجمال صورة ذا وقار وسكينة ومهابة وجلالة وسمت حسن لا يشك من رآه أنه من السلالة الطاهرة واقتفاء لآثار السلف متمسكاً بالسنة استقر في النقابة بعدو والده وكذا ولي مشيخة خانقاه ابن العديم مدة ثم امتنع من مباشرتها وانفرد برياسة حلب حتى كان قضاتها وأكابرها يترددون إليه ولا يردون له كلمة، كل ذلك مع مشاركة جيدة في الفضل ويد في العربية ونظم جيد ونثر رائق وحسن محاضرة في أيام الناس والتاريخ وحلاوة الحديث، وهو من حسنات الدهر، ومن نظمه مما أنشدناه البهاء بن المصري عنه:

يا رسول الله كن لـي

 

شافعاً في يوم عرضي

فأولو الأرحام نـصـاً

 

بعضهم أولى ببعـض

وقوله وقد ورد بين زمزم والناس يتزاحمون عليها:

وذي ضغن تفاخر إذ وردنا

 

لزمزم لا بجد بل بـجـد

فقلت تنح ويح أبيك عنهـا

 

فإن الماء ماء أبي وجدي

وقوله:

يا سائلي عن محتدي وأرومتي

 

البيت محتدنا القـديم وزمـزم

والحجر والحجر الذي أبدأ يرى

 

هذا يشير لـه وهـذا يلـثـم

في أبيات. قال البرهان الحلبي نشأ نشأة حسنة لا يعرف له لعب واستمر على ذلك إلى أن مات ملازماً للخير محافظاً على الصلاة في أول وقتها مع الطهارة في البدن والثوب واللسان والعرض قال لي أنا أقدم مصالح الناس على مصلحتي قال وكان أديباً بليغاً كاملاً ذا سمت وهيبة وخشمة مفرطة لم أر بحلب أكثر أدباً ولا أحشم منه لا من الأشراف ولا من غيرهم مع الذكاء وحسن الخلق وحسن الخط والفهم الحسن. مات بعد كائنة التتار بحلب في شهر رجب سنة ثلاث بمدينة تيزين وكان قد تحول إليها في الكائنة وبينها وبين حلب مرحلتان إلى جهة الفرات ثم نقل إلى حلب فدفن بمشهد الحسين ظاهرها بسفح جبل جوشن عند أقاربه وأجداده رحمه الله وإيانا، ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً وتبعه شيخنا في أنبائه ومعجمه باختصار وليس عنده فيه في نسبه بعد على الثاني محمد ولا إبراهيم قال وجده محمد والد جعفر يعني الممدوح أول من ولي نقابة الطالبين بحلب في أيام سيف الدولة وأما في الأنباء فساقه كما تقدم وهو في عقود المقريزي.
أحمد بن أحمد بن محمد بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن المحب أحمد بن عبد الله أبو الطاهر الطبري المكي وأمه عائشة ابنة سعيد النويري. ولد تقريباً سنة سبع وثمانمائة وأحضر في الرابعة على أبيه والجمال بن ظهيرة وآخرين سنة سبع وعشرين بمكة.
أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد سبط الجاي. يأتي بدون أحمد بن محمد الثاني.

أحمد بن أحمد بن محمد بن سليمان شهاب الدين بن الشيخ أبي العباس القاهري المقسي ويعرف بابن الزاهد الماضي ولده والآتي أبوه. ولد تقريباً سنة عشر وثمانمائة بالقاهرة ونشأ يتيماً فقرأ القرآن وتزوج ابنة الشهاب الحسيني واستولدها وحج مع أحد مريدي والده أبي عبد الله الغمري وقام بخدمة جامع والده بالمقس أتم قيام مع استعماله أوراد أبيه وتلاوته لما تيسر حتى مات في يوم الاثنين رابع عشري جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وصلى عليه بعد الظهر في جامع أبيه ودفن بجوار ضريحه وكان صالحاً رحمه الله نفعنا ببركاته.
أحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن زهير الشهاب الرملي ثم الدمشقي الشافعي المقرئ الشاعر إمام مقصورة جامع بني أمية بدمشق وأحد من لم على البقاعي وهو هناك. ولد في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وثمانمائة بالرملة ونشأ بها ثم تحول إلى دمشق وحفظ المنهاج وألفية النحو والحديث والشاطبيتين والدرة في القراءات الثلاث لابن الجزري وعرض على جماعة وأخذ القراءات عن أبي زرعة المقدسي وابن عمران وخطاب وعمر الطيبي والزين الهثمي وجعفر بالقاهرة ودمشق وغيرهما وتميز فيها وولي مشيخة الإقراء بجامع بني أمية وبدار الحديث الأشرفية تلقاها عن خليل اللدي وبتربة الأشرفية بعد خطاب وبتربة أم الصالح بعد البقاعي وكان لازمه حين إقامته بدمشق حتى أخذ عنه في ألفية الحديث وغيرها بل كتب من مناسباته قطعة وسمعها وعادى أكثر أهل بلده أو الكثير منهم بسبب ذلك وكذا لازم خطاباً في الفقه وأطراه فيه والنجم بن قاضي عجلون في آخرين كالعبادي والبكري بالقاهرة وأخذ المختصر قراءة والمطول سماعاً غير ملا زادة السمرقندي وكذا أخذ عنه العقائد وبعض شراح المواقف، وتكرر قدومه للقاهرة وقصدني في بعض قدماته فأخذ عني كراسة كتبتها في الميزان وغير ذلك واستفتاني في حادثة ونقل لي عن البقاعي أنه لم يرسل من الشام في واقعة إلا ويحض المرسل إليه على استفتائي فيها حتى واقعة الغزالي وذكر كلاماً كثيراً في نحو هذا المعنى وأنشدني قصيدة من نظمه امتدح بها الخيضري وكان نائبه في إمامه مقصورة الجامع الأموي ثم ناب في القضاء، وبالجملة فهو خفيف مع فضيلة. مات.
أحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن أيوب بن درباس. مضى بدون محمد في نسبه.

أحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي شهاب الدين بن المعلم شمس الدين الطولوني كبير المهندسين، قال المريزي في عقوده: كان أبوه وجده مهندسين وإليهما تقدمة الحجارين والبنائين بديار مصر وعليهما المعول في العمائر السلطانية، وتقدم أبوه بخصوصه في الأيام الظاهرية برقوق جداً بحيث تزوج السلطان ابنته وتزيا أخوها صاحب الترجمة بزي الأتراك وحظي عند الظاهر أيضاً وتزوج بابنته بعد أن طلق أخته عمتها وتزوجها أمير اخور توروز الحافظي وعمله أحد أمراء العشرات الخاصكية إلى أن مات في ليلة الخميس خامس عشر رجب سنة إحدى ودفن بتربتهم من القرافة وكانت جنازته حافلة ويقال إنه محمد لا أحمد وقد خلط شيخنا ترجمته بترجمة أبيه فإنه قال في أنبائه ما نصه: كان عارفاً بصناعته تقدم فيها قديماً مع حسن الشكالة وطول القامة والمنزلة المرتفعة عند الظاهر برقوق بحيث قرره من الخاصكية ولبس لذلك زي الجند ثم أمرة عشرة وتزوج ابنته وكانت له ابنة أخرى تحت ناظر الجيش الجمال القيصري ثم إن الظاهر طلق ابنته وتزوجها نوروز بأمره وتزوج هو أختها. ومات في رجب سنة إحدى، وقد أعاده شيخنا على الصواب في التي بعدها بدون تسمية أبيه بل قال أحمد بن محمد وباختصار فقال الطولوني المهندس كان كبير الصناع في العمائر ما بين بناء ونجار وحجار ونحوهم ويقال له المعلم وكان من أعيان القاهرة حتى تزوج الظاهر ابنته فعظم قدره وحج بسبب عمارة المسجد الحرام فمات راجعاً بين مرو عسفان يعني في يوم الجمعة عاشر صفر وعادوا به فدفن بالمعلاة كما قاله الفاسي في مكة وترجمه بالمعلم شهاب الدين المصري تردد إلى مكة للهندسة على العمارة بالحرم الشريف وغيره من المآثر بمكة غير مرة آخرها سنة إحدى مع الأمير بيشق الظاهري وتوجه منها بعد الفرغ من العمارة في أوائل صفر سنة اثنتين فأدركه الأجل بعسفان في يوم الجمعة عاشر صفر فحمل إلى مكة ودفن بالمعلاة وكان الظاهر صاحب مصر صاهره على ابنته ونال بذلك وجاهة، وقال المقريزي: أحمد بن محمد الشهاب الطيلوني تمكن في الدولة وتزوج السلطان بابنته وصار ابنه الأمير شهاب الدين أحمد من جملة الأمراء، وتوفي بعسفان يوم الجمعة عاشر صفر سنة اثنتين فحمل إلى مكة فدفن بالمعلان رحمه الله وإيانا.
أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى الشهاب البرنسي المغربي الفاسي المالكي ويعرف بزروق - بفتح المعجمة ثم مهملة مشددة بعدها واو ثم قاف - ولد في يوم الخميس ثامن عشري المحرم سنة ست وأربعين وثمانمائة ومات أبواه قبل تمام أسبوعه فنشأ يتيماً وحفظ القرآن وكتباً وأخذ عن محمد بن القسم أحمد الغوري وارتحل إلى الديار المصرية فحج وجاور بالمدينة وأقام بالقاهرة نحو سنة مديماً للاشتغال عند الجوجري وغيره في العربية والأصول وغيرهما وقرأ عليّ بلوغ المرام وبحث علي في الاصطلاح بقراءته ولازمني في أشياء وأفادني جماعة من أهل بلاده والغالب عليه التصوف والميل فيما يقال إلى ابن عربي ونحوه، وقد تجرد وساح وورد القاهرة أيضاً بعيد الثمانين ثم تكرر دخوله إليها ولقيني بمكة في سنة أربع وتسعين وصار له أتباع ومحبون وكتب على حكم ابن عطاء الله وعلى القرطبية في الفقه وعمل فصول السلمي أرجوزة.
أحمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن يوسف بن سالم بن دليم القرشي الزبيري البصري المكي الآتي ابن أخيه أحمد بن يوسف ويعرف بالشهاب دليم - بضم الدال المهملة ثم لام وآخره ميم صغر - أكثر من النظم ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصائد وكتب عنه صاحبنا ابن فهد قوله:

ألا ليت شعري هل أرى لي عودة

 

إلى المصطفى فهو البشير محمد

أقبل مـثـواه وألـثـم تـربـه

 

وأشكر ربي عند ذاك وأحـمـد

وقد لقيته وسمعت بعض نظمه. ومات وأنا بمكة في ليلة الثلاثاء خامس عشر ذي القعدة سنة ست وخمسين وصلى عليه بعد الصبح ودفن بالمعلاة.

أحمد بن أحمد بن محمد بن هلال الشهاب الأزدي الشنوي المزي الشافعي. ولد في ليلة مستهل رجب سنة خمس وسبعين وسبعمائة ويقال أنه سمع على ابن أميلة ولكن لم نقف على ما نعتمده في ذلك نعم سمع بمكة على جماعة منهم الزين المراغي وأجاز في استدعاء دمشقي باسم ابني مؤرخ بسنة ست وخمسين. ومات في سنة ثمان وخمسين وليس أحمد بن هلال الحلبي الآتي بوالد هذا فأبوه من المائة الثامنة.
أحمد بن أحمد بن محمد الشهاب أبو عبد الله القادري الديسطي الأزهري المالكي المقرئ حفظ القرآن وشيئاً من الرسالة واشتغل يسيراً وحضر عند الزينين عبادة وطاهر وأبي الجود وغيرهم ولازمني في أشياء سمعها وتعاني القراءة في الجوق ثم رياسته وتكسب بذلك وحصل منه ثروته ثم انقطع بعد أن حج وجاور قليلاً وأظنه ممن سمع على شيخنا وقد كف. ومات في سنة ثمان وتسعين بالقاهرة عفا الله عنه ورحمه.
أحمد بن أحمد بن محمد المناوي ونسبه لمنية أبي عبد الله بالشرقية الشافعي ويعرف بابن المؤدب صحب الزين الحافي وناصر الدين الطبناوي وزوج الطبناوي ابنه بابنته، وكان صالحاً جلس لتعليم الأبناء ببلده. ومات في آخر سنة ست وخمسين أو أول التي تليها وممن قرأ عنده نور الدين السروي.
أحمد بن أحمد بن محمد شهاب الدين الطولوني كبير المهندسين. مضى قريباً فيمن جده محمد بن علي بن عبد الله بن علي.
أحمد بن أحمد بن محمود بن موسى الشهاب المقدسي ثم الدمشقي الحنفي المقرئ والد إبراهيم وعبد الرحمن اليمامي ومحمد المذكورين في محالهم، ويعرف بالعجيمي وفي الشام بالمقدسي. ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالقدس ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن تسع والقدوري وقرأ القراءات على جماعة منهم العلاء بن اللفت ومهر فيها وتصدى لإقرائها فانتفع به أولاده وغيرهم وهو ممن أخذ أيضاً عن ابن الهائم والعماد بن شرف وآخرين وتحول إلى الشام في سنة خمس وعشرين باستدعاء محمد بن منجك له لإقراء بنيه فقطنها وتكسب بكتابة المصاحف وكان متقناً فيها مقصوداً من الآفاق بسببها وحج غير مرة وجاور. مات بدمشق في ذي الحجة سنة خمس وستين، أفاده لي ولده الهمامي ثم عبد الرزاق بزيادات.
أحمد بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن طرخان الشهاب أبو العباس بن الشهاب بن الضياء الآتي أبوه وهو بكنيته أشهر. تكسب بالشهادة كسلفه ثم استنابه العز الكناني في العقود والفسوخ ثم في القضاء. ومات في ربيع الأول سنة سبع وستين وأظنه جاز السبعين أو زاحمها.
أحمد بن أحمد بن محمد شهاب الدين الحنفي سبط الجاي اليوسفي صاحب المدرسة الجليلة بسويقة العز وناظرها أمه فرج بن قرنطاي بن الجاي. ولد في رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة وقرأ وسمع مني في الأمالي وغيرها وبقراءتي على بعض المسندين وأثبت له ولم يحسن تصرفه ورأيته بخطي في محل آخر تكرير أحمد بن محمد في نسبه فيحرر.
أحمد بن أحمد بن يلبغا ويعرف بابن المرضعة. مات في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين عفا الله عنه.
أحمد بن أحمد بن عليبة ابن عم البدر وعبد القادر ممن كان في خدمتهما حتى ماتا ورسم عليه ثم أودع المقشرة.
أحمد بن أحمد شهاب الدين الكناني الشامي ثم القاهري الشافعي أحد الفضلاء ممن صحب الولوي بن تقي الدين البلقيني ولازمه واختص به وحضر دروسه ونزل بواسطته في بعض الجهات بل ناب عنه في خطابة الحجازية والميعاد بها وأجاد في تأديتها وجلس قليلاً ببعض الحوانيت للشهادة، وكان مديماً للدين مستكثراً من تحصيل الكتب بخطه مشاركاً في الفنون وراغباً في المباحثة والمناظرة، وقد أخذ بالقاهرة عن الشهاب الأبدي في المنطق والزين البوتيجي في الحساب وغيره والزين زكريا في الفرائض والحساب وغيرهما ولم يكن يقدم عليه من شيوخه غيره والبدر أبي السعادات البلقيني والبقاعي في آخرين وشرع في اختصار شرح البخاري لشيخنا فكتب منه جملة وربما أقرأ وكان هم أن يتحنبل فأسمعه العز قاضي الحنابلة ما يكره لظنه فيه قصد مزاحمته في الوظائف وغيرها لشدة فقره وعدم رواجه بين كثير من أهل مذهبه ممن كان البقاعي حين تردده إليه يقرر عنده أنه أمثل منهم ويحضه على منازعتهم فكف، ولم يزل على طريقته حتى مات في المحرم سنة اثنتين وستين عن قريب الثلاثين ودفن بتربة جوشن رحمه الله وإيانا.

أحمد بن أحمد شهاب الدين بن العلامة شهاب الدين الصعيدي القدسي الحنقي ويلقب بالسوداني. كان أبوه من الصعيد فقدم القدس وتكسب بالشهادة مع الفضل وولد له هذا وغيره وصار صاحب الترجمة شيخ المقادسة ومعيد المعظمية. ومات سنة اثنتين.
أحمد بن أحمد الحنبلي بن الضياء، مضى فيمن اسم جده أحمد بن موسى بن إبراهيم.
أحمد بن أحمد الزهوري. فيمن جده عبد الله.
أحمد بن أحمد العمري - نسبة لذوي عمر - أحد القواد. مات في يوم السبت تاسع عشري ربيع الآخر سنة خمس وأربعين بالغد خارج مكة من صوب اليمن ودفن به، أرخه ابن فهد.
أحمد ابن أبي أحمد بن الشنبل - بضم المعجمة وسكون النون بعدها موحدة ضمومة ثم لام وهو مكيال القمح بحمص - أبو العباس الحمصي. اشتغل ببلده ومهر وبرع ولي قضاءها وقدم القاهرة مراراً وتنزل في خانقاه سعيد السعداء ثم سعى في قضاء دمشق فوليه في آخر سنة ست وثمانمائة ثم عزل عن قرب، وكان نبيهاً في الفقه مع طيش فيه. قاله شيخنا في أنبائه وكذا ذكره في معجمه وقال ولي قضاء حمص وله نباهة في الفقه وسعى في قضاء دمشق بالمال ففوض إليه في آخر سنة ست ثم عزل بعد أشهر ثم ناب بعد عن الأخنائي. ومات بها سنة ست عشرة والظاهر أنه كان شافعياً وقد رأيت الخيضري ذكره في الشافعية.
أحمد بن أبي أحمد شهاب الدين الصفدي الشامي نزيل القاهرة، كان قد ختم في التوقيع مدة عند المؤيد شيخ حين كان نائباً ثم قدم معه القاهرة وظن أنه يلي كتابة السر فاختص القاضي ناصر الدين بن البارزي بالسلطان وكان يكره الصفدي لطرش فيه فأراد الإحسان إليه وجبر خاطره فقرره في نظر المرستان والأحباس فباشرهما حتى مات في ربيع الأول سنة تسع عشرة ولم يكن محموداً واستقر عوضه في المرستان التقي الكرماني وفي الأحباس البدر العيني، قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد بن أبي أحمد شهاب الدين المغراوي المالكي. يأتي في ابن محمد بن عبد الله.
أحمد بن أبي أحمد الحلبي المقرئ اعتنى بالقراءات وكان يقرئ بمسجد يجاور الشاذبختية بحلب مدة ثم تحول من حلب إلى القدس قبل الوقعة العظمى ثم انتقل إلى دمشق فأقام بها ثم إلى طرابلس فتأهل بها واستمر إلى أن مات في شوال سنة سبع عشرة، أثنى العلاء بن خطيب الناصرية في ذيله على خيره ودينه. قاله شيخنا في الأنباء.
أحمد بن أبي أحمد الزاهد. في ابن محمد بن سليمان.
أحمد بن أرسلان بن عباد السفطي. يأتي في ابن عباد.
أحمدبن أرغون شاه الأشرفي شعبان بن قلاون. كان أبوه أحد المقدمين في زمن الأشرف المشار إليه خصيصاً عنده بل قيل أنه كان أتابكه فسافر معه للحج فلما ركبوا عليه كان ممن رجع معه فقتل في ذي العقدة سنة ثمان وسبعين وابنه هذا حمل فوضعته أمه بعد أربعين يوماً، وترقى حتى صار أحد الشعرات وأضيف إليه نظر الأوقاف، ومات سنة ثلاث وثلاثين عن نحو السبعين بعد أن أنجب خليلاً وفاطمة الآتي ذكرهما ودفن بتربة أبيه بالصحراء.
أحمد بن إسحاق بن عاصم بن محمد بن عبد الله الجلال بن النظام بن المجد بن السعد الأصبهاني الخانكي شيخ خانكتها الحنفي ويعرف بالشيخ أصلم - وبخط العيني اسلام - ولد في حدود الستين وسبعمائة ونشأ بالقاهرة وتفقه بأبيه وغيره وولي مشيخة خانقاه سرياقوس كأبيه فحمدت سيرته فيها إلى الغاية، وكان جميلاً فصيحاً بهياً مهاباً له فضل وأفضال ومكارم اختص بالظاهر برقوق وقتائم تغير عليه وصرفه عن المشيخة المشار إليها بعد موته فأقام بها حتى مات في خامس عشري ربيع الآخر أو الأول سنة اثنتين ورام أهل الخانقاه رجم نعشه لبغضهم له فمنعوا واستقر بعده في المشيخة ابنيا شيخ الخانقاه القوصونية، قال العيني وكان خالياً عن سائر العلوم ينسب إلى علم الحرف وليس بصحيح إنما كان يجمع من أموال الخانقاه ويطعم الناس من غير استحقاق ويجتمع في مجلسه الأراذل وأصحاب الملاهي والمعاني، وذكر المقريزي في عقوده أنه لم ير في شيوخ الخوانك من يدانيه في خشمته ورياسته ومروءته وتجمله وأفضاله عفا الله عنه. وأبوه من المائة قبلها.

أحمد بن أسد بن عبد الواحد بن أحمد الشهاب أبو العباس بن أسد الدين أبي القوة الأميوطي الأصل السكندري المولد القاهري الشافعي المقرئ والد أبي الفضل محمد الآتي ويعرف بابن أسد. ولد في سنة ثمان وثمانمائة بالاسكندرية انتقل منها وهو مرضع صحبة أبويه إلى القاهرة فقطنها وحفظ القرآن عند الشمس النحريري السعودي والعمدة والشاطبيتين والدماثة في القراءات الثلاثة للجعبري والطيبة لابن الجزري والنخبة لشيخنا والألفيتين والمنهاجين والخزرجية في العروض والمقنع في الجبر والمقابلة لابن الهائم، وغير ذلك وعرض على خلق منهم الجلال البلقيني والولي العراقي وأخذ الفقه والعلوم عن شيوخ ذاك العصر وهلم جراً فقرأ المنهاج على البرهان البيجوري والشمس البوصيري وحضر دروسهما مع دروس المجد والشمس البرماويين بل قرأ عليه في شرح الألفية وقال أن معظم انتفاعه في الفقه بالبيجوري وكذا تفقه بالطنتدائي وأخذ عنه في شرحه لجامع المختصرات وبعض ما كتبه على الجعبرية والألفية وسمع في الحاوي الصغير على العلاء البخاري ثم تفقه بالبرهان الأبناسي الصغير وقرأ عليه في العلوم الأدبية وغيرها وكذا حضر عند الشرف السبكي دروسه في الفقه وقرأ عليه في المنهاج أيضاً وتفقه أيضاً بالقاياتي وقرأ على الونائي في المنهاج أو كله وحضر عنده ما أقرأه من الروضة وكذا أخذ عن البدر النسابة وقرا عليه شرح العقائد وغيره من تصانيفه ومن كتب الحديث البخاري وغيره وسمع عليه النسائي وأشياء وتفقه بابن خضر وبالعلم البلقيني والعلاء القلقشندي والمناوي وقرأ عليه في المنهاج وبالبوتيجي والمحلي وسمع عليه شروحه للمنهاج والورقات وجمع الجوامع والبردة وغيرها وقرأ على شيخنا العجالة وأذن له مع جماعة ممن تقدم كابن البلقيني في الإفتاء والتدريس وكان سمع قديماً عند الجلال البلقيني مجالس في الفقه والتفسير وعند الولي العراقي في الفقه وسمع عليه في ابن ماجه وبعضاً من أماليه وسمع عند البساطي دروساً في التفسير وغيره وعند السراج قارئ الهداية في تفسير البغوي وعند الشمس بن الديري وآخرين منهم ابن الحلواني شارح تصريف العزى وقرأ منهاج الأصول على الشمس الشطنوفي وفي شرحه للعبري على الشرواني وهذا أخذ الأصول أيضاً عن القاياتي وابن الهمام والمحلى وطائفة وأصول الدين عن النظام الصيرامي أخذ عنه قطعة من شرح المواقف والشرواني أخذ عنه شراح العقائد والعربية عن الشهاب الصنهاجي سمع عليه الحاجبية والشمسين الشطنوفي والبرماوي والزين عبادة قرأ عليه ابن المصنف والتوضيح والشهاب بن هشام صاحب حاشية التوضيح وغيرها والنور المقني قرأ عليهما ابن المصنف والحناوي قرأ عليه مقدمته وغيرها ولازمه وبه انتفع وابن المجد أخذ عنه الشذور وشرحه وأبي القسم النويري قرأ عليه الرضى والقاياتي والراعي والأبدي وأخذ المغني وحاشيته المصرية والهندية للدماميني عن العضد الصيرامي والحاشية الشمنية عن مؤلفها التقي والعربية أيضاً مع فصيح ثعلب بحثاً عن العز عبد السلام البغدادي وعنه أخذ المنطق أيضاً والعربية مع علوم الأدب عن الأبناسي وشرح الشواهد وغيره من تصانيف العيني عنه والمعاني والبيان عن الشمني والعضدي الصيرامي بل أخذ عنه وعن الكافياجي كثيراً من العلوم العقلية مع أشياء من تصانيف ثانيهما والعروض عن النواحي قرأ عليه شرح الخزرجية للسيد ولابن الدماميني عن مؤلفه بل قرأ عليه البديعية وغيرها من كتب الأدب ولازمه وانتفع به في ذلك والشهابين الإبشيطي أخذ عنه شرحه للخزرجية والخواص وعنهما وعن أبي الجود والبوتيجي أخذ الفرائض وهي والحساب والميقات عن ابن المجدي مع جملة من تصانيفه ومن ذلك شرحه للجعبرية والتصوف عن الشيخ مدين والخط تجويداً عن الزين بن الصائغ ولقراءات عن الشهاب بن هائم قرأ عليه للسبع مع الشاطبية وأصلها والعنوان والرائية وانتفع به وكذا تلا للسبع على الشهاب أحمد بن علي بن موسى الضرير إمام جامع ابن شرف الدين والبرهان الكركي والنور علي بن آدم البوصيري مع الشاطبيتين وغيرهما عليه ولقي الزين بن عياش بمكة في السنة التي ارتحل فيها مع ابن الجزري فتلا عليه بعضاً وقرأ على الشمس العفصي للست الزائدة على السبع بما في المصطلح وللثمان مع الشاطبية وأصلها والعنوان على الزراتيتي في آخرين أجلهم ابن الجزري وسافر معه في سنة سبع وعشرين  إلى مكة وكان يقرأ عليه في المناهل وغيرها حتى أكمل عليه يوم الصعود بالمسجد الحرام وأذن له وسمع عليه ثلاثيات أحمد بعقبة ايلة وكثيراً من المسند الحنبلي وأحاديث من عشارياته ومللاته وغيرها بغيرها وأخذ عن ولده الشهاب شرحه لطيبة ولده وغيره وتلا عليه شيخنا للسبع إلى "المفلحون" وسمعت ذلك حينئذ بقراءته ولازم شيخنا في الحديث ملازمة تامة حتى سمع عليه أكثر ما قرئ عنده من مروياته وتآليفه وحضر مجالسه في التفسير وشبهه وكتب عنه قطعة من قتح الباري وأشياء من تصانيفه ووصفه بالشيخ الإمام العلامة البحر الفهامة إمام الإقراء فخر الفقهاء وفارس العربية والقائم بالقواعد الأصولية شرف العلماء أوحد الفضلاء مفتي المسلمين أقضى القضاة قال وأذنت له أن يدرس في الفقه والعربية وغيرهما مما حصله بجد واجتهاد وساوى به كثيراً ممن أكثر التطواف في البلاد إلى أن قال وقد أكثر حضور مجالسي في الإملاء ودروس الحديث والفقه وما زال يبدي في جميع ذلك الفوائد ويعيد فاستحق أن يدرج في سلك من يدرس ويفيد والله يمتع بحياته. وكذا سمع على غير واحد من شيوخ بلده والقادمين إليها سوى من تقدم فممن سمع عليه كما أخبر الشمس الشامي والعلاء بن المغلي والمحب بن نصر الله والزين الزركشي الحنبليون والعلاء بن بردس والزين بن الطحان والشهاب بن ناظر الصاحبة والشرف يونس الواحي والمقريزي وابن عمار وغيرهم بل قرأ على الكلوتاتي أشياء وسمع بقراءته على رقيه التغلبية وغيرها وأجاز له الشموس الحنني وابن المصري وابن قاسم السيوطي والبلالي والأمشاطي التقي بن حجة وشعبان الآثاري وآخرون وتكسب في أول أمره بتعليم الأطفال ورزق فيها حظاً وقبولاً ونبغ من عنده جماعة وكذا تكسب بالشهادة وأم بجامع الحكام زمناً وقرأ فيه الصحيح والترغيب وغيرهما على العامة ثم ترك ذلك حين استقراره في الإمامة بالزينية الاستادارية أول ما فتحت بعناية شيخنا له في ذلك وانتقل فسكنها وناب في القضاء عن السفطي فمن بعده وانتدب للقضاء وتهالك فيه وصرح شيخنا بأنه لو علم منه ومن غيره ممن أنكر السفطي ولا يتهم القبول لبادر لفعله، وبرع في الشروط وربما تدرب فيها بحارة النجم بن النبيه كل ذلك مع صرف الهمة في العلم والمداومة على المطالعة والمقابلة ونحوهما حتى تقدم في الفنون مع توقفه فهماً وحافظة لكن كثرة العمل قد مته وولي تدريس القراءات بالبرقوقية برغبة شيخه العفصي له عنه وبالمؤيدية برغبة البقاعي له حين كائنته الفظيعة مع صاحبه أبي العباس الواعظ والتصدير فيها بالسابقية برغبة الجمال بن القلقشندي وقراءة الحديث بالقلعة حين استقر الأسيوطي في القضاء بعناية الدوادار يشبك الفقيه فإنه اكن ممن يتردد إليه ليقر المير عليه وكذا صحب المير ازبك الظاهري وأم عنده نيابة عن إمامه وقتاً، ويقال أنه كان يترك القنوت في الصبح والجهر بالبسملة على مذهب الحنفية، وحج مراراًمنها في سنة ست وخمسين ولقيته بمكة ثم برابغ فقرأت عليها بها حديثاً وتلوت عليه قبل ذلك وأنا بمكتبه لأبي عمرو وابن كثير وغيرهما وحفظت عنده أكثر كتبي وتدربت به في المطالعة والقراءة وسمعت عليه دروساً كثيرة في الفقه والعربية وغيرهما وكان لكثرة أدبه يقول فرع فاق أصله، ويكثر من التردد إلى ومن المراجعة في كثير من الرجال والأسانيد وغير ذلك بلفظه وخطه وسمع مني كثيراً من الأجوبة الحديثية وكتب بخطه بعضها بل استكتب من تصانيفي القول البديع وشرع في مقابلته معي بقراءته وبلغه في حال توعكي تمني بعضهم موتى فقال والله إن جيء لي بهذا المتمني حكمت فيه بكذا فهذا رجل لا يكرهه إلا مبتدع غير راغب في السنة فجزاه الله خيراً وقد أقرأ الطلبة في الفقه والأصلين والعربية والصرف وغيرها وقصد في القراءات وصار المشار إليه فيها وحملها عنه إلا ماثل حسبما بينته في ترجمته من ذيل القراء وغيره ولو تفرغ للإقراء خصوصاً في القراءات لكان أولى به، ونظم رسالة ابن المجدي في الميقات أرجوزة سماها غنية الطالب في العمل بالكواكب وشرع في شرح على الشاطبية وفي ذيل على تاريخ العيني بل نظم في التاريخ أرجوزة سماها الذيل غنية الطالب في العمل بالكواكب وشرع في شرح على الشاطبية وفي ذيل على تاريخ العيني بل نظم في التاريخ أرجوزة سماها الذيل المترف من الأشرف إلى الأشرف واعتنى بكثير من كتبه فحشاها وقيد  مشكلها لكني لم أقف على شيء من ذلك سوى الغنية وسمعت بعضها من لفظه ونظمها فيه يبس لتكلفه له، وكان قبيل موته، عديدة ضعف بحيث أشرف على الموت بل تحدث به الناس ثم تراجع وكذا اتفق قبيل سفره أنه في حال قراءته بالقلعة صرع وهو على الكرسي ونزل به ولده محمولاً مايوساً نمه ثم عوفي وصعد للقراءة في المجلس القابل حتى ختم وسافر إلى مكة بعد نحو شهر صحبة الركب قاضياً عليه وكان عين لذلك بسفارة الدوادار أيضاً فتوجه فحج ورجع وهو متوعك في رابغ واستمر حتى مات في يوم الاثنين لعشرين من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين بين الحرمين وهم سائرون في وادي الصفراء ودفن بالحديدة بالقرب من أحمد القروي المغربي وجاء بالخبر بذلك فاستقر ولده البدر أبو الفضل محمد في وظائفه ما عدا القراءة في القلعة فإنها استقرت للإمام الكركي الحنفي، وكان رحمه الله إماماً علامة متين الأسئلة بين الأجوبة مشاركاً في فنون متقدماً في القراءات محباً في العلم مثابراً على التحصيل حتى ممن هو دون طبقته راغباً في الفائدة ولو من آحاد الطلبة سريع التقييد لذلك للخوف من تفلته مبالغاً في لتوضع مستكثراً من تحصيل نفائس الكتب متمولاً كثير التحصل من الوظائف والأملاك وكذا المعلامات والقضاء قليل المصروف ولهذا كان ماله في نمو مع كونه أيضاً غير متأنق في مركبه وملبسه ولا أعلم فيه ما يعاب سوى المبالغة في الحرص وحب الدنيا وإلا فقد كان من محاسن مصر رحمه الله وإيانا.
أحمد بن اسكندر بن صالح بن غازي بن قرا أرسلان بن أرتق بن أرسلان ابن ايلغازي بن البي بن تمرباش بن اليلغازي بن أرتق الملك الصالح شهاب الدين الأرتقي صاحب ماردين. نشأ في دولة ابن عمه الظاهر مجد الدين عيسى بن المظفر واختص به وززوجه ابنته واستخلفه على ماردين غير مرة وآل أمره إلى أن رغب عنها لقرا يوسف بن قرا محمد بعشرة آلاف دينار وألف فرس وعشرة آلاف رأس غنم وزوجه ابنته وأعطاه الموصل فتوجه إليها فلم يقم سوى ثلاثة أيام. ومات هو والزوجة المشار إليها في سنة إحدى عشرة ويقال أن قرا يوسف سمه وخلف أربعة أولاد محمد وأحمد ومحمود وعلي فأخرجهم قرا يوسف من الموصل وهو آخر الملوك من بني أرتق وماردين، وقد طول المقريزي في عقوده ترجمته.

أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الشيخ جمعة البحيري الأصل القاهري المصرف بباب سكة الجمالي حين حسبته وقبلها وكان المشار إليه في الحسبة ولجده جمعة ضريح بدمشق وكان أعور العين اليسرى من جدري كان عرض له وهو صغير، ممن نشأ مع أبيه في خدمة قائم التاجر الأتابكي فأبوه مهتاره وهذا في طشتخانته وسافر معه للروم ثم مع غيره من الأمراء وغيرهم في الثانية بحيث طاف الأماكن ثم اقتصر على خدمة المشار إليه واستمر حتى مات وهو برداره في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين عن بضع وسبعين ودفن بإزاء أبيه وكان عامياً محضاً عفا الله عنه.
أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عجيل الأمين اليماني والد إبراهيم الماضي. من بيت شهير. مات في سنة أربعين.

أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن سعيد بن علي الشهاب أبو العباس بن الشيخ أبي السعود المنوفي ثم القاهري الشافعي السعودي نزيل القاهرة ويعرف بابن أبي السعود الآتي أبوه في محله. ولد في شوال سنة أربع عشرة وثمانمائة بمنوف العليا. ومات والده وهو صغير فتشأ يتيماً وحفظ هناك القرآن وصلى به والمنهاج وبحث فيه وفي ألفية النحو على البرهان الكركي ثم قدم القاهرة في سنة تسع وعشرين فحفظ بها الألفية والمنهاج الأصلي وبحث في الفقه أيضاً على الزين القمني وأظن من شيوخه البساطي وكذا أخذ الفقه عن الشهاب بن المحمرة والعلاء القلقشندي وكثرت ملامته له حتى أذن له في الإفتاء والتدريس مع يبسه في ذلك ثم القاياتي والونائي والعلم البلقيني يسيراً والمحلى وبه تخرج في الأصول وغيره والمناوي وأكثر من ملازمته وكان يبجله ويعتقد والده، وأخذ الفرائض والحساب وغيرهما عن ابن المجدي والبوتيجي في آخرين والعربية عن الحناوي وعلم الكلام عن الشرواني والطب وغيره عن الزين بن الجزري والحديث عن شيخنا واختص به ولازمه في مجلس الإملاء وغيره وكان يميل إليه حتى أنه انقطع غير مرة فقال له أني أحب مع المحبة القلبية الاجتماع الصوري، وكذا سمع علي الزيون القمني والزركشي وابن الطحان والشهابين ابن ناظر الصاحبة والكلوتاتي والعلاء بن بردس والجمال البالسي والشرف وعائشة الحنبلية وجماعة، وتقدم في الفرائض والحساب وتعاني الأدب فبرع فيه وساد وطارح الشعراء وقال الشعر الجيد والنثر البديع المفرد واشتهر اسمه وبعد وصيته في ذلك وقال الوعاظ من كلامه في المحافل والمجامع وصحب غير واحد من الرؤساء فاختص بهم واغتبطوا بعقله وتحرزه في منطقه حتى أنه كان يجمع بين صحبة الأضداد ويرى كل منهم أنه هو المختص به، وناب في القضاء مسؤولاً عن المناوي وغيره وأضيف إليه قضاء الجزيرة وكذا لبيار ورام المناوي بولايته إياها كف العلاء بن اقبرص عنها وكان يعين عليه بالشيخ بن الشيخ ولم يكثر من تعاطي الأحكام وتعفف جداً ودرس بأم السلطان وباقراسنقرية وكانت محل سكنه والفقه والحديث بتربة الست طغاي بالصحراء والفرائض بالسابقية وكان الزين الاستادار عينه لمشيخة مدرسته أول ما فتحت ثم صرفها عنه للشمس الشنشي بسفارة السفطي ولم يكن ذلك بمانع للشهاب عن مزيد الإحسان له لكونه كان صديقاً لوالده بل حكى لي من رآه مرة يقدم نعله، وأعرض بأخرة عن تعاطي الشعر بل غسل جميع ما كان عنده من نظم ونثر بحيث لم يتأخر منه إلا ما كان ببرز قيل ويقال إن ذلك لم يكن عن قصد وإنما اتفق أنه جمع أوراق نظمه ثم أفرد منها ما لا يرتضيه ليغسله ففاجأه بعض أصحابه فقام لتقيه وأمر بعض من كان عنده بغسل الأوراق التي عن يمين مجلسه فاشتبه الأمر عليه بحيث غسل ما كان يحب بقاءه فلما عاد سقط في يده وغسل الباقي وأكثر حينئذ من النظر في الفقه والمداومة على الاشتغال به بل وتردد إلى الشرواني للقسرة عليه لأجل بعض الرؤساء من أصحابه فولع به جماعة من الشبان ونحوهم تلحيناً ورداً فتحمل وتجرع كل مكروه من ذلك وما وجد قائماً يردعهم وآل أمرهم معه إلى أن أبرز مصنف ملقب بجامع المارداني فيه من الهجو ونحوه ما ليس بمرضي مما الحامل عليه الحسد وهو مع ذلك يكابد ويتجلد ولم يقابل أحداً منهم بنظم ولا نثر ثم رام قطع هذه الحادثة فأنشأ السفر إلى الحج فحج وزار المدينة النبوية وعاد في البحر فأقام يسيراً وصار يتودد لأكثر من أشرت إليهم ثم رجع بعد صلاته على العلم البلقيني إلى الحرمين في البحر أيضاً وصحبته ميبرات لأهلهما فوصل المدينة في رمضان سنة ثمان وستين فأقام بها حتى رجع إلى مكة صحب الركب الشامي فحج ثم عاد إليها أيضاً فأقام بها إلى نصف شعبان من التي تليها ثم رجع من الينبوع إلى مكة فاستمر بها إلى ربيع الأول لسنة سبعين فشهد المولد ثم رجع في البحر إلى المدينة أيضاً فأقام بها حتى مات مبطوناً في ثالث عشر شوال من السنة بعد أن تعلل معظم رمضان ودفن بالبقيع بين السيد إبراهيم والإمام مالك رضي الله عنهما وغبط بذلك كله وتفرق الناس جهاته. وكان رحمه الله فاضلاً بارعاً ذكياً وجيهاً حسن المحاضرة والمفاكهة والمعاملة كثير التخيل كثير التحري في الطهارة مداوماً على الضحى والإكثار من الصيام والقيام والتلاوة مع خضوع وخشوع متحرزاً في ألفاظه وتحسين عبارته  متأنقاً في ملبسه ومشيته ومسكنه وخدمته وهيبته عطر الرائحة حسن العمة بهجة في أموره كلها باراً بكثير من الفقهاء والفقراء ساعياً في إيصال البر إليهم حسن السفارة لهم وبغيرهم ممن يقصده من جيرانه فمن دونهم مقبول الكلمة خصوصاً عند الزيني بن مزهر صاحبه وقد جر إليه خيراً كثيراً وحصل لفقراء الحرمين بواسطته بر وفضل، وبالجملة فكان في أواخر عمره حسنة من حسنات دهره، ومما بالغ في أذيته وتقبيح سيرته وطويته ورميه الدائم بالعظائم البقاعي بحيث قال لي صاحب الترجمة قد عجزت عن استرضائه ليكف كل ذلك لكونه لما بلغه قوله في قصيدة "وما أنيسي إلا السيف في عنقي" قال يستحق مع ملاحظة كون الناس استحسنوا قصيدة صاحب الترجمة في ختم فتح الباري على قصيدته وكونه عمل مرثية لشيخنا على روى قصيدته الثقيلة وزنها فكانت بديعة الانسجام والرقة مع انه لخوفه من شره لم يبرزها إلى غير ذلك بل كاد مرة أن يقتله فإنه برك عليه في مجلس الإملاء والخنجر بيده هذا مع مطارحة بينهما فكان جواب البقاعي:

أيا من سما حذقاً وحفظاً ومقولا

 

فكان إياساً أحمداً وكذا قـسّـا

معاذ إلهي أن أفرط في الـذي

 

جعلت لنابسطاً بنظمك أو أنسى

وبين يدي الله تلتقي الخصوم، وقد صحبته كثيراً وسمعت من نظمه ونثره مما كتبت منه جملة في المعجم والوفيات وغيرهما وكتبت عنه القصيدة المشار إليها وأودعتها في الجواهر بل وسمعت أيضاً ولكنه لم يسمح لي بكتابتها لما قلت ومن نظمه في مليح منجم:

لمحبوبي المنجـم قـلـت يومـاً

 

فدتك النفس يا بـدر الـكـمـال

براني الهجر واكشف عن ضميري

 

فهل يوماً أرى بدري وفـي لـي

أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم الصدر أبو البركات بن المجد المكراني الشافعي نزيل مكة وأخو محمد الآتي. اشتغل في الفقه والعربية والصرف ونحوها يسيراً ولازمني بمكة في المجاورة الثالثة فسمع على كثيراً ومن ذلك مجالس من شرحي للألفية بحثاً وكتبت له إجازة وهو ساكن جامد اضطرب في اسم أبيه فقال مرة هكذا ومرة عبد القادر لكونه لا يعرفه إلا بلقبه وكأن إسماعيل أصح.

أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم شهاب الدين أبو العباس بن المجد القاهري الحريري الجوهري القادري الحنفي أحد نوابهم ويعرف بابن إسماعيل. ولد في سنة خمس وأربعين وثمانمائة والتي بعدها ومات أبوه وهو حمل فلما ترعرع حفظ القرآن والعمدة والقدوري وألفية ابن مالك والجرومية وعرض في سنة ستين فما بعدها على العلم البلقيني وابن الديري والأقصرائي والعز الحنبلي والقرافي آخرين ممن أجازه بل عرض جميع فصول أبقرات في الطب على الصدر السبكي وأماكن منها على الشرف بن الخشاب وغيرهما من رؤساء الطب ومهرته ثم أعرض عن تعاطي ذلك وأقبل على الاشتغال فاخذ عن التقي الشمني الفقه والعربية والحديث وجل ذلك بقراءته وكذا عن الأمين الأقصرائي والسيف والكافياجي ولازم الزين قاسماً حتى حمل عنه الكثير جداً في الفقه وأصوله والحديث وأوقاف الخصاف وجملة من رسائله وتصانيفه وسمع عليه مختصر مشكل الآثار لابن رشد وكذا اشتدت عنايته بملازمة الأمشاطي قبل قضائه وبعده وكان قارئ دروسه أيام قضائه وبعده لازم نظاماً في شرح الشمسية للقطب وفي شرح أكمل الدين علي المنار في الأصول وفي الطارقية في الإعراب وقرا عليه مشارق الصغاني وغيره وعلى البدر بن الغرس جزءاً في القضايا له وعلى المظفر الأمشاطي في شرح الموجز ولم يقتصر في الأخذ عن علماء مذهبه بل أخذ معظم ألفية ابن مالك تقسيماً عن السنهوي وفي ابتدائه في الجرومية والمكودي عن النور الوراق المالكيين والقطر وشرحه عن الشرف عبد الحق السنباطي وقطعة من توضيح ابن هشام عن الجوجري ومعظم شرح العقائد عن الزيني زكريا وجميع ألفية العراقي عني مع قراءة قطعة من أول شرحي عليها بعد أن حصله وقطعة تقرب من النصف من شرح معاني الآثار للطحاوي، وسمع على النشاوي وعبد الصمد الهرساني وأم هاني الهورينية وهاجر القدسية والنور على حفيد الجمال يوسف العجمي وتلقن منه الذكر وألبسه الخرقة والعذبة وطائفة، وقد حج في سنة سبعين ودخل الشام للنزهة واجتمع بالبدر بن قاضي شهبة وزار بيت المقدس وتنزل في الجهات كالأشرفية برسباي والصرغتمشية والشيخونية وناب في القضاء عن المحب بن الشحنة فمن بعده ورقاه الأمشاطي في مستهل ذي القعدة سنة سبع وسبعين للجلوس بجامع الصالح عوضاً عن الصوفي وبعده جلس في أيام الشمس الغزي بجامع الفكاهين ثم بالصالحية وأذن له غير واحد كالزين قاسم في التدريس وغيره كالنظام فيه وفي الإفتاء أيضاً وحضرنا معه ختمه لمتن المنار وشرحه عليه وصرح بحضرتنا بما هو أعلى من ذلك، واستقر في تدريس الجمالية برغبة ابن الغرس له عنه ثم في تدريس الحسينية بعد شيخه نظام وأعاد بجامع طولون كل ذلك مع عدم تهالكه على القضاء ومداومته للاشتغال ومزيد الرغبة في العلم وتحصيله مع بهجته وتواضعه وعقله وفضيلته حسن محاضرته بحيث كنت أستأنس به سيما وله إليّ أتم الميل والرغبة وإقباله على ما يهمه وكثره تعلله بالرمد وغيره. مات في صفر سنة ثلاث وتسعين وتأسفنا لفقده واستقر بنوه في جهاته رحمه الله وعوضه الجنة.

أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عمر بن بريد - بموحدة وراء وآخره دال أو هاء مصغر ويقال خلد بدله فلعله اسمه والآخر لقبه - الشهاب الأبشيطي ثم القاهري الأزهري الشافعي نزيل طيبة وأحد السادات. ولد في سنة اثنتين وثمانمائة بابشيط - بكسر الهمزة ثم موحدة ساكنة بعدها معجمة ثم تحتانية وطاء مهملة قرية من قرى المحلة من الغربية - ونشأ بصندنا فحفظ القرآن وكتباً منها العمدة والتبريزي، وأخذ بها الفقه عن البدر بن الصواف والشهاب بن حميد وولي الدين بن قطب وتلا لأبي عمرو على أحمد الرمسيسي البحيري ثم انتقل إلى القاهرة في سنة عشرين فقطن جامع الأزهر مدة وأخذ بها الفقه عن البرهان البيجوري والشمس البرماوي والولي العراقي والشهاب السيرجي وآخرين منهم القاياتي وعنه وعن ابن مصطفى القرماني والعز عبد السلام البغدادي أخذ المنطق وأخذ النحو عن الشهاب أحمد الصنهاجي والشمس الشطنوفي وناصر الدين البارنباري والمحب بن نصر الله وعنه أخذ فقه الحنابلة والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وغيرها عن ابن المجدي والبارنباري تلميذ ابن الهائم وأصول الدين والمعاني والبيان عن البدرشي وأصول الفقه عنه وعن القاياتي والمحلى والمحب بن نصر الله والشرف السبكي وقال أنه كان علامة في حل المنهاج الأصلي لا يلحق فيه وسمع على الولي العراقي والتلواني وابن نصر الله وابن الديري وآخرين منهم شيخنا بل كتب عنه في الإملاء وغيره وكان كثير الاعتقاد فيه حتى أن البهاء بن حرمي حكى لي أنه قال أحب ملاحظتكم لي فلا تقطع توجهك إليه بعد موته فإنه يكفيك وكذا بلغني أن شخصاً سأله أن يريه بعض أولياء الله فمشى به إلى بيت المحلى وقال هذا بيت شخص منهم، وكان مع ملازمته للقاياتي ربما يتعرض له فيما لم يعلم سببه بحيث أن جماعة تعصبوا وأهانوه بل حموا ابن المبارزي على إهانته وبعد ذلك سكن ولزم الاشتغال حتى برع في الفقه وأصوله والعربية والفرائض والحساب والعروض والمنطق وغيرها ونزل في صوفية الحنابلة المؤيدية أول ما فتحت لشدة فاقته وحفظ مختصر الخرقي وصار يحضر عند مدرسهم العز البغدادي فمن بعده مع أقرائه فقه الشافعية وقد تصدى للإقراء فانتفع به جماعة وممن أخذ عنه ابن أسد والشرف يحيى البكري والجوجري وآخرون طبقة بعد أخرى وصنف ناسخ القرآن ومنسوخه ونظم أبي شجاع والناسخ والمنسوخ للبارزي وشرح الرحبية والمنهاج وابن الحاجب الأصليين وتصريف ابن مالك ولا ميته والجمل للخونجي وإيساغوجي والخزرجية ولسان الأدب لابن جماعة وخطبة المنهاج الفرعي وله الحاشية الجلية السنية على حل تراكيب ألفاظ الياسمينية في الجبر والمقابلة لخصها من شرحها لابن الهائم والتحفة في العربية في مجلد ومنظومة في المنطق وأفراد مثلثة وروى الصادي وعجالة الغادي وغير ذلك وعرف بالزهد والعبادة ومزيد التقشف والإيثار والانعزال والإقبال على وظائف الخير وكونه مع فقره جداً بحيث لم يكن في بيته شئ يفرشه لا حصير ولا غيره بل ينام على باب هناك كان يتصدق من خبزه بالمؤيدية إلى أن كان في موسم سنة سبع وخمسين فحج وزارة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة الشريفة وانقطع عنده بها وعظم انتفاع أهلها به في العلم والإيثار وحفظوا من كراماته وبديع إشاراته ما يفوق الوصف وكان بينهم كلمة إجماع وبالغ هو في إكرامهم وفي وصفهم بخطه فيما يكتبه لهم يترجى اتصافهم بذلك وصار في غالب السنين يحج منها بل جاور بمكة في سنة إحدى وسبعين وكنت هناك فكثر اجتماعي به واستئناسي بمحادثته وأقبل ولله الحمد علي بكليته وسمعت من فوائده ومواعظه وكنت أبتهج برؤيته وسماع دعواته وكان على قدم عظيم من الاشتغال بوظائف العبادة صلاة وطوافاً ومشاهدة وتلاوة وإيثاراً وتقشفاً وتحرزاً في لفظه بل وغالب أحواله منعزلاً عن أهلها البتة وربما جلس في بعض مجالس الحديث بأطراف الحلقة وحاوله جماعة في الإقراء فما وافق بل امتنع من التحديث في المدينة أدباً مع أبي الفرج المراغي فيما قيل والظاهر أنه للأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا زال في ترق من الخير وأخباره ترد علينا بما يدل على ولايته حتى مات بعد أن توعك قليلاً بالحمى بعد عصر يوم الجمعة تاسع رمضان سنة ثلاث وثمانين وصلى عليه صبح يوم السبت بالروضة ثم دفن بالبقيع وكان له مشهد حافل جداً وتأسف الناس خصوصاً أهل المدينة على فقده  وقبره ظاهر يزار رحمه الله وإياناً ونفعنا ببركاته، ومما سمعته من نظمه:

المنجيات السبع منها الواقعه

 

وقبلها يس تلك الجامـعـه

والخمس الانشراح والدخان

 

والملك والبروج والإنسان

ووصفه البقاعي بالشيخ الفاضل البارع المفنن الزاهد الشافعي ثم الحنبلي وأنه جاور بالمدينة أكثر من عشرين سنة وانتفع به أهلها وأنه امتنع من إخباره بمولده.

أحمد بن إسماعيل بن خليفة بن عبد العالي الشهاب أبو العباس بن العماد أبي الفداء النابلسي الحسباني الأصل الدمشقي الشافعي، هكذا رأيت بخط الولي في ترجمة والده من ذيله على العبر تكرير خليفة وكذا بخط غيره ورايت من جعل عبد العالي بينهما. ولد في أواخر سنة تسع وأربعين وسبعمائة واشتغل في حياة والده وبعده في الفقه وأصوله والفرائض والعربية والحديث وغيرها وكان ممن أخذ عنه الفقه والفرائض والده والنحو أبو العباس العنابي وسمع الكثير وقرأ بنفسه وطلب الحديث بدمشق والقاهرة فأكثر وحمل الكثير من الأجزاء والمسانيد وعنده جمع جم من أصحاب الفخر بن البخاري وغيرهم كابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وابن الهبل وابن رافع إلى أن ترافق مع شيخنا في السماع على جماعة من شيوخه ودخل حلب فسمع بها على عمر بن ايدغمش وخليل بن محمود وجالس بها البلقيني وغيره ومهر في الفن وضبط الأسماء واعتنى بتحرير المشتبه وكتب بخطه أشياء وتقدم على أقرانه في عدة فنون وهو شاب وكان ذكياً مستحضراً صاحب فنون سريع القراءة مع مشاركة في الفقه وأصوله والعربية وولي تدريس الحديث بالأشرفية وغيرها كالأمينية قديماً وناب في الحكم بل استقل في دولة المؤيد أيام تغلبه بغير إذن الناصر فكان يتورع زعم ويشتد في تنفيذ الأحكام إلى أن أذن بعض رفقته ثم امتحن في أيام الناصر وولي القضاء أياماً قلائل في دولة المستعين وكان ممن أعان على موجب قتل الناصر وبواسطة دخوله في الولاية وحبه للرياسة فتر بعد الفتنة عن الاشتغال سيما ونشأ له ابنه تاج الدين فزاد الأمر إفساداً وألقاه في مهاوي المهالك، وقد ترجمه رفيقه الشهاب بن حجي فقال إنه برع في العربية وسمع الكثير بدمشق ومصر وقرأ بنفسه قراءة صحيحة وكان صحيح الذهن جيد الفهم حسن التدريس إلا أنه كان شرهاً في طلب الوظائف كثير المخالطة للدولة شديد الجرءة والإقبال على التحصيل قال وعزل غير مرة وامتحن مراراً في كل مرة يبلغ الهلاك ثم ينمو وقد تغير بأخرة لما جرى عليه من الممن وكان يحب ولده فيرميه في المهالك ويمقته الناس بسببه وهو لا يبالي بهم قال شيخنا وأخبرني الشيخ نور الدين الأبياري أنه عذله لما دخل القاهرة فيه فقال يا أخي الناس يحسدونه لأنه أعرف منهم بالتحصيل قال فعرفت أنه لا يفيد فيه العتاب. ومما قاله ابن حجي في ترجمة أبيه أنه لما مات أثبت ابن الجزري محضراً بأن من شرط وقف جامع التوبة أن يكون خطيبه حافظاً للقرآن وأن الشهاب يعني صاحب الترجمة لا يحفظه فقرر فيها لذلك وكان الشهاب بمصر فقدم ومعه توقيع بها وانتزعها من ابن الجزري، وذكره العثماني قاضي صفد فيمن كان بدمشق من أعيان الشافعية في العشر الثامن من القرن الثامن فقال في حقه شيخ دمشق وابن شيخها العلامة شهاب الدين له حلقة بالجامع الأموي وشرع في تفسير أجاد في تهذيبه وناب في الحكم مدة ثم ولي قضاء دمشق استقلالاً فلم يحمد، وقال شيخنا في معجمه رأيت بخطه أنه علق على الحاوي الصغير وعلى ألفية ابن مالك وعمل شيئاً من تخريج أحاديث الرافعي وسماه شافي العي في تخريج أحاديث الرافعي، اجتمعت به مراراً وأفادني كثيراً من أجزائه التي كان يضن بها على غيري وحدثني من لفظه بجزء من حديث الجلالي محمد بن علي بن محمد الواسطي بسماعه له على ابن الهبل، زاد في أنبائه وكان شيخنا البلقيني يحبه ويعظمه وشهد له أنه أحفظ أهل دمشق للحديث حتى ولي الأشرفية وقد أكرمني بدمشق ثم قدم القاهرة بعد الكائنة فأعطيته جملة من الأجزاء وشهد لي بالحفظ في عنوان تعليق التعليق قال وكان قد شرع في تفسير كبير أكمل منه كثيراً وعليه فيه مآخذ ثم عدم في الكائنة قال أيضاً وعمل طبقات الشافعية. زاد غيره وترتيب طبقات القراء، وقال التقي بن قاضي شهبة جرت له مع جماعة فتنة وأوذي أذى كثيراً ثم نجا، قال شيخنا وكان نده كرم مفرط قد يفضي إلى الإسراف وعنده شجاعة وإقدام وممن سمع منه ابن موسى الحافظ والأبي. مات في يوم الأربعاء عاشر ربيع الآخر سنة خمس عشرة بمنزلة الصالحية ودفن بها مصروفاً عن القضاء بالأخنائي عفا الله عنه. وترجمه شيخنا أيضاً فيما استدركه على تاريخ مصر للمقريزي ولكنه عنده في عقوده وابن خطيب الناصرية في ذيله وابن فهد في معجمه. وأبوه في المائة قبلها.

أحمد بن إسماعيل بن صدقة الشهاب القاهري الحنفي صهر الأمشاطي ابن أخي زوجته ويعرف بابن الصائغ. ولد في سنة أربع وخمسين وثمانمائة بالقاهرة وأخذ عن الشمني والأقصرائي والتقي الحصني وكذا العلاء وبرع وتنزل بعناية صهره في الجهات كالأشرفية بل استنابه في القضاء واستمر به مع فضيلة عقل وتودد، وقد حج في سنة ست وتسعين ثم في سنة ثمان وتسعين كلاهما في الموسم وتردد إليّ في كليهما ثم في سنة سبع وسبعمائة وجاور سنة ثمان وسكن بالمدرسة الزمامية فأصابه ما أصاب المسلمين من التهبة العام من بني إبراهيم وأعوانهم ولم يبقوا أسوة كنزله شيئاً من المسلمين. ثم حج سنة ثمان ورجع إلى مصر سالماً عمرسه سافر من مكة في أوائل محرم براً صحبة الأتابكي قيت الرجبي.
أحمد بن إسماعيل بن عباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن محمد بن رسول الناصر بن الأشرف بن الأفضل بن المجاهد بن المؤيد بن المظفر بن المنصور ملوك اليمن صاحب زبيد وعدن وتعز وجبلة وغير من بلاد اليمن. ملك بعد أبيه في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة فلم تحمد سيرته وجرت له كائنات وكان فاجراً جائراً من شرار بني رسول وفي أيامه خرب غالب بلاد اليمن لكثرة ظلمه وعسفه وعدم سياسته وتدبيره ولم يزل على ذلك حتى سقطت صاعقة على حصنه المسمى قوارير من زجاج خارج مدينة زبيد فارتاع من صوتها وتمرض أياماً ثم مات في سادس عشر جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين قال الله تعالى: "ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء" وحمل لتعز فدفن بمدرسة أبيه بها إذ لم يبن له مدرسة. ووصفه العفيف الناشري بأنه كان موصوفاً عند العام والخاص بوفور الحلم التام بحيث أنه ترفع إليه الأمور العظام التي لا تحتمل فلا يغضب لها وهذا يؤيد ما تقدم. وملك بعده ابنه المنصور عبد الله الآتي إن شاء الله هو وولد هذا إسماعيل وجده. وذكره المقريزي في عقوده مطولاً.
أحمد بن إسماعيل بن عبد الله الشهاب الطيب ويعرف بالحريري. اشتغل بالطب وتعانى الأدب ونظر في المنطق وكان خاملاً فاتفق أن كاتب السر فتح الله قربه من الظاهر برقوق في عارض عرض له فحصل له البرء سريعاً فأقبل عليه وولاه عدة وظائف يعني كمشيخة خانقاه سال وتدريس الجامع الحصراي والجامع الحاكمي عوضاً عن العلاء الأقفهسي بعد منازعات فنبه قدره بعد خمول طائل ولم يطل في ذلك. ومات في خماس عشر ذي القعدة سنة تسع. قاله شيخنا فيما استدركه على المقريزي في تاريخ مصر وإلا فهو في عقوده، وقال شيخنا في معجمه كان ذكياً فاضلاً تعانى الاشتغال بالطب والأدب وفنوناً أخرى ومهر وكان يتزيا بزي الأعاجم في شكله وملبسه ثم ولي في آخر عمره بعض المناصب لما توصل إلى خدمة الظاهر وحسنت حاله بعد ذلك في دينه ودنياه إلى أن مات بمصر، سمعت من فوائده كثيراً وأنشدني من نظمه في عويس بيتين ثم وقفت على أنهما لغيرة. وقال في الأنباء أنه مهر في الطب والهيئة والمعقولات ونظر في الأدب وكان خاملاً ملقاً جداً اجتمعت به في الكتبيين مراراً وسمعت من نظمه وفوائده ثم اتصل بأخرة بالظاهر فأعطاه وظائف الشيخ علاء الدين الأقفهسي فأثري وحسنت حاله وتزوج وسلك الطريق الحميدة وله نظم ونثر لكنه يطعن في الناس كثيراً ويدعي دعاوى عريضة انتهى، وقال المقريزي ما معناه: ومن الغرائب أن صاحبنا الشمس العمري كاتب الدست حج مع الركب الموسمي في شوال سنة تسع والشهاب هذا بها طيب فلما قدم المبشر على العادة كان معه كتاب العمري أبي فتح الله كاتب السر فكان مما أخبر فيه أنه اجتمع في مكة بولي لله يقال له موسى المناوي فسأله عن جماعة من المصريين منهم الحريري هذا فأخبره أنه طيب حسبما فارقه فقال لا إله إلا الله له مدة يذكر عندنا بعرفة في كل سنة وفي هذه لم يذكر وكان قد توفي قبل الوقوف فكانت عجيبة وفيها بشرى لصاحب الترجمة رحمه الله.
أحمد بن إسماعيل بن عبد الله الدمشقي. سمع علي بمكة في المجاورة الثالثة.

أحمد بن إسماعيل بن عثمان بن أحمد بن رشيد بن إبراهيم شرف الدين ثم دعي شهاب الدين الشهرزوري الهمداني التبريزي الكوراني ثم القاهري عالم بلاد الروم، ورأيت من زاد في نسبه يوسف قبل إسماعيل. ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بقرية من كوران وأرخه المقريزي في ثالث عشر ربيع الأول سنة تسع بشهرزور وحفظ القرآن وتلاه للسبع علي الزين عبد الرحمن بن عمر القزويني البغدادي الجلال واشتغل وحل عليه الشاطبية وتفقه به وقرأ عليه الشافعي وحاشية للتفتازاني وأخذ عنه النحو مع علمي المعاني والبيان والعروض وكذا اشتغل على غيره في العلوم وتميز في الأصلين والمنطق وغيرها ومهر في النحو والمعاني والبيان وغيرها من العقليات وشارك في الفقه ثم تحول إلى حصن كيفا فأخذ عن الجلال الحلواني في العربية وقدم دمشق في حدود الثلاثين فلازم العلاء البخاري وانتفع به وكان يرجح الجلال عليه وكذا قدم مع الجلال بيت المقدس وقرأ عليه في الكشاف ثم القاهرة في حدود سنة خمس وثلاثين وهو فقير جداً فأخذ عن شيخنا بقراءته في البخاري وشرح ألفية العراقي ولازمه وغيره وسمع في صحيح مسلم أو كله على الزين الزركشي ولازم الشرواني كثيراً، قال المقريزي وقرأت عليه صحيح مسلم والشاطبية فبلوت منه براعة وفصاحة ومعرفة تامة لفنون من العلم ما بين فقه وعربية وقراءات وغيرها انتهى. وأكب على الاشتغال والأشغال بحيث قرأ على العلاء القلقشندي في الحاوي ولازم حضور المجالس الكبار كمجلس قراءة البخاري بحضرة السلطان وغيره واتصل بالكمال بن البارزي فنوه به وبالزيني عبد الباسط وغيرهم من المباشرين والأمراء بحيث اشتهر وناظر الأماثل وذكر بالطلاقة والبراعة والجرأة الزائدة فلما ولي الظاهر جقمق وكان يصحبه تردد إليه فأكثر وصار أحد ندمائه وخواصه فانهالت عليه الدنيا فتزوج مرة بعد أخرى لمزيد رغبته في النساء مع كونه مطلاقاً وظهر لما ترفع حاله ما كان كامناً لديه من اعتقاد نفسه الذي جر إليه الطيش والخفة ولم يلبث أن وقع بينه وبين حميد الدين النعماني المذكور أنه من ذرية الإمام أبي حنيفة مباحثة سطا فيها عليه وتشاتما بحيث تعدى هذا إلى آبائه ووصل علم ذلك إلى السلطان فأمر بالقبض عليه وسجنه بالبرج ثم ادعى عليه عند قاضي الحنفية ابن الديري وأقيمت البينة بالشتم وبكونه من ذرية الإمام فعزز بحضرة السلطان نحو الثمانين بل وأمر بنفيه وأخرج عنه تدريس الفقه بالبرقوقية وكان قد استقر فيه بعد ابن يحيى وعمل فيه أجلاساً فاستقر بعده فيه الجلال المحلى وخرج الشهاب منفياً قال المقريزي بعد أن باع أثاثه وأخرجت وظائفه ومرتباته إلى دمشق فلما خرج الحاج توجه معه فرد إلى حلب فلم يشعروا به حتى قدم الطور ليمضي في البحر إلى مكة فقبض عليه وسير به حتى تعدى الفرات وذلك كله سنة أربع وأربعين ولا يظلم ربك أحداً انتهى، وتوصل الشهاب إلى مملكة الروم ولا زال يترقى بها حتى استقر في قضاء العسكر وغيره وتحول حنفياً وعظم اختصاصه بملك الروم ومدحه وغيره بقصائد طنانة وحسنت حالته هناك جداً بحيث لم يصر عند محمد بن مراد أحظى منه وانتقل من قضاء العسكر إلى منصب الفتوى وتردد إليه الأكابر وشرح جمع الجوامع وكثر تعقبه المحلى بما اختلف الفضلاء فيه تصويباً ورداً وقال فيه إن من قصائده في ملكه قوله:

هو الشمس إلا أنه الليث باسلاً

 

هو البحر إلا أنه مالك البـر

وكذا بلغني أنه عمل تفسيراً وشرحاً على البخاري وقصيدة في علم العروض نحو ستمائة بيت وغيرها من القصائد وأنشأ باسطنبول جامعاً ومدرسة سماها دار الحديث بل له مسجد بخطبة وآخر بدونه وفي الغلطة تجاهها مسجد إلى غيرها من الدور، وقد أخذ عنه الأكابر حتى أن المقريزي روى عنه حكاية عن شيخه الجلال في فضل أهل البيت هذا مع كونه ممن أخذ عنه كما أسلفته، وغالب ما نقلته عنه من عقوده. ولما كنت بحلب وذلك في سنة تسع وخمسين دخلها ثم البلاد الشامية وهو في ضخامة زائدة وحج في سنة إحدى وستين وترامى عليه البقاعي في هذا الآن ليتوصل به إذا رجع به للملكة الرومية في طلب كتابه المناسبات من هناك رجاء أن يحصل له رواج بذلك وتبينه زعم بمن يسره الله له ذلك بدون تكلف ولا تطلب والتزم له بتولي إشهار شرحه لجمع الجوامع وأخذ على جاري عادته في المبالغات إذا كانت موصلة لأغراضه "ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور" ولم يزل الكوراني على جلالته وطريقته حتى مات في أواخر رجب سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه السلطان فمن دونه ولعله دفن بمدرسته رحمه الله.
أحمد بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن شمس الزمزمي ويقال له نابت وهو به أشهر. يأتي في النون.
أحمد بن إسماعيل بن عمر بن صالح الفرنوي. مات سنة سبعين وثمانمائة، أرخه ابن عزم.
أحمد بن إسماعيل بن عمر بن كثير الشهاب بن الحافظ العماد البصروي ثم الدمشقي أخو عبد الوهاب الآتي ويعرف كأبيه بابن كثير. ولد سنة خمس وستين وسبعمائة وأحضر على ابن الشيرجي أحد أصحاب الفخر بن البخاري وتزيا بزي الجند وحصل له إقطاع وكان فيما قاله الشهاب بن حجي أحسن أخوته سمتاً عارفاً بالأمور. مات في ربيع الأول سنة إحدى. ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد الشهاب الونائي القاهري الشافعي أخو الشمس الآتي بلغني عن شيخنا ابن خضر أنه كان يقول هو أقعد من أخيه غير أنه كان ساكناً انتهى. وهو ممن حضر عند شيخنا وسمعت أنه قرأ على القاياتي وربما أقرأ وتأخرت وفاته عن أخيه وله ولد في الأحياء فيحقق أمره منه إن كان يحسن.
أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي القطب المقدسي الأصل القلقشندي المولد القاهري الشافعي والد العلاء علي وإخوته المذكورين في محالهم. ولد في رجب سنة أربع وستين وسبعمائة أو قبلها بقلقشندة وانتقل منها إلى القاهرة وهو شاب فحفظ كما قال التقي ابنه القرآن والمنهاج مع غيره قال وطلب من نفسه فأخذ الفقه عن ابن حاتم والأبناسي والبهاء ابي الفتح البلقيني وعليه قرأ الفروع لابن الحداد، والضياء القرمي بحث عليه المنهاج وأذن له في التدريس وكذا حضر عند البلقيني وابن الملقن واشتغل في النحو على موسى الدلاصي نزيل المشهد الحسيني بالقاهرة والصدر الأبشيطي وشهد له أنه لم يأت من بلده أنحى منه وفي الحديث على التقي الدجوي ولازمه مدة وسمع على النجم بن رزين وابن الخشاب والجمال الباجي والمطرز والشهاب الجوهري والشرف بن الكويك وطائفة وتلا على يعقوب الجوشني الضرير وتميز في الفرائض والحساب وكتب الخط الحسن وناب في الحكم قديماً ببعض النواحي عن التقي الزبيري ثم بالقاهرة عن شيخنا وكذا باشر في أوقاف الجرمين وجامع ابن طولون وحدث بالبخاري وابن ماجه وغيرهم سمع منه الفضلاء كابن فهد، وكان ديناً خيراً شهماً سليم الفطرة ملازماً لسلوك الخير والعبادة، وحصل له في سمعه ثقل ومتع بباقي حواسه قال وكان يذكر أنه من ذرية غنيم القدسي. مات في ليلة الثامن من ذي الحجة سنة أربع وأربعين وصلى عليه من الغد في مشهد حافل تقدمهم شيخنا، ذكره في أنبائه باختصار فقال كان حسن الكتابة متقناً للمباشرة وفيه شهامة وهو أكبر من بقي من شهود المودع الحكمي قال وأنجب عدة أولاد منهم ولده علاء الدين وهو أمثلهم طريقة، قلت وقد مسه من القاضي علم الدين بعض المكروه رحمه الله وإيانا.
أحمد بن إسماعيل بن ملك بن غازي سلطان دهلك. أرخه ابن عزم في سنة إحدى وخمسين.
أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن عمر بن عبد العزيز الهواري البنداري أخو مونس الآتي من رؤوس عرب هوارة، ويسمى فيهم بالأمير أحضره الدوادار الكبير معه فعلق رأسه في جماعة بباب زويلة وهم أحياء إلى أن مات وذلك في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين وتوجع الناس من مشاهدته.

أحمد بن إسماعيل الشهاب الأبشيطي القاهري الشافعي الواعظ. ولد سنة ستين وسبعمائة تقريباً تفقه قليلاً ولزم قريبه الصدر الأبشيطي وأدب جماعة من أولاد الكبار ولهج بالسيرة البنوية فكتب منها كثيراً إلى أن شرع في جمع كتاب حافل فيها كتب منه نحو ثلاثين سفراً يحتوي على سيرة ابن إسحاق مع ما كتبه السهيلي وغيره عليها وما اشتملت عليه البداية للعماد بن كثير وعلى ما احتوت عليه المغازي للواقدي وغير ذلك ضابطاً للألفاظ الواقعة فيها وكان يتكلم على الناس في الجامع الأزهر. مات في سلخ شوال سنة خمس وثلاثين وقد جاز السبعين. ذكره شيخنا في الأنباء والمعجم والمقريزي في عقوده وقد شارك الشهاب الأبشيطي الماضي في اسمه واسم أبيه ونسبته.
أحمد بن اقبرص. مضى في ابن آق برص بمهملتين.
أحمد بن أويس بن الشيخ حسن السريسري الكبير بن الحسين بن اقبغا ابن ايلكان بن القان غياث الدين صاحب بغداد وتبريز وسلطانهما درب ملك العراق عن أبيه المتوفى بتبريز في سنة ست وسبعين فأقام إلى سنة خمس وتسعين ثم قدم حلب ومعه أربعمائة فارس من أصحابه جافلاً من تمرلنك حين استيلائه على بغداد لائذاً بالظاهر برقوق فأرسل أمر بإكرامه ثم استقدمه القاهرة وبالغ في إكرامه بحيث تلقاه وأرسل له نحو عشرة آلاف دينار ومائتي قطعة قماش وعدة خيول وعشرين جارية ومثلها مماليك وتزوج السلطان أختاً له وأقام في ظله إلى أن سافر معه حين توجه بالعساكر لجهة الشام وحلب فلما رجع عاد أحمد إلى بلاده بعد أن ألبسه تشريفاً وتزايدت وجاهته وجلالته فلم يلبث أن ساءت سيرته وقتل جماعة من الأمراء فوثب عليه الباقون وأخرجوه وكاتبوا نائب تمرلنك بشيراز ليتسلمها ففعل وهرب هذا إلى قرا يوسف التركماني بالموصل فسار معه إلى بغداد فالتقى به أهلها فكسروه وانهزما نحو الشام وقطعا الفرات ومعهما جمع كبير من عسكر بغداد والتركمان ونزلا بالساجور قريباً من حلب فخرج إليهما نائب حلب وغيره من النواب وكانت وقعة فظيعة انكسر فيها العسكر الحلبي وأسر نائب حماة وتوجها نحو بلاد الروم ولما كان قريباً من بهسنا التقاه نائبها وجماعة فكسروه واستلبوا منه سيفاً يقال له سيف الخلافة وغير ذلك وعاد إلى بغداد فدخلها ومكث بها مدة حاكماً ثم جاء إليها التتار فخرج هارباً بمفرده وجاء إلى حلب في صفر سنة ست وهو بليد في زي فقير فأقام بها مدة ثم رسم الناصر باعتقاله بالقلعة فاعتقل بها ثم طلب إلى القاهرة فتوجه إليها واعتقل في توجهه بقلعة دمشق ثم أطلق بغير رضا من السلطان وعاد إلى بغداد ودخلها بعد أن نزل التتار عنها لوفاة تمرلنك واستمر على عادته ثم تنازع هو وقرا يوسف فكانت الكسرة عليه فأسره وقتله خنقاً في ليلة الأحد سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وجاء الخبر إلى حلب بذلك في جمادى الآخرة. وقد طول شيخنا ذكره في أنبائه وأنه سار السيرة الجائرة وقتل في يوم واحد ثمانمائة نفس من الأعيان قال وكان سفاكاً للدماء متجاهراً بالقبائح وله مشاركة في عدة علوم كالنجوم والموسيقا وله تتبع كبير بالعربية وغيرها وكتب الخط المنسوب مع شجاعة ودهاء وحيل وصحبة في أهل العلم. وكذا طول المقريزي في عقوده وابن خطيب الناصرية ترجمته وقال أنه كان حاكماً عارفاً مهيباً له سطوة على الرعية فتاكاً منهمكاً على الشرب واللذات له يد طولى في علم الموسيقا.
أحمد بن أويس بن عبد الله بن صلوة شهاب الدين بن شرف الدين بن أكمل الدين الجبرتي ثم القاهري الصحراوي الشافعي مدرس تربة الست بالصحراء وإمامها وابن إمامها. مات في ربيع الأول سنة اثنتين أرخه شيخنا في أنبائه، ورأيت بخطه إجازة لمن عرض عليه في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وكذا للزين عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن عبيد القلعي الصمل في سنة ثمانمائة وأبوه ممن أخذ عن ابن القاصح وغيره.

أحمد بن اينال المؤيد الشهاب أبو الفتح بن الأشرف أبي النصر العلائي الظاهري ثم الناصري من ذرية الظاهر بيبرس فأمه ابنة ابن خاص بك. ولد في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بغزة حين كان أبوه بها وهو أمير عشرين ونشأ فقرأ عند العلاء الغزي وغيره وترقى في أيام أبيه وكانت حجته هائلة تضرب بها الأمثال ثم استقر في المملكة بعده في يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الأولى سنة خمس وستين بعهد منه له ودام إلى يوم الأحد تاسع عشر رمضان منها وأرسل به إلى الثغر السكندري في البحر وتألم الناس لذلك سيما قاضي الحنابلة بالعز الكناني ولم يتحاش عن التظاهر بذلك فإنه كان قد أحسن السيرة في تلك الأيام وانكف المماليك به عن تلك البليات العظام واتفقت القلوب على حبه وخضع الأمراء فمن دونهم له وتفاءلوا بالعدل والخير في سلطنته هذا مع تلفته في غالب أيام أمرته إلى العلماء وإكرامه لهم وتفقدهم وميله لرقائق الأشعار ورقة طباعه وحسن عشرته ومزيد عقله وخبرته بالأمور وبعد إرساله لم يلبث أن كسر قيده بل قدم الديار المصرية بعد وفاة أمه وتزوج الدوادار الكبير عظيم المملكة ابنته واستقر حين كونه بالاسكندرية في ذي الحجة سنة ست وثمانين في مشيخة الشاذلية وكان يلقنهم الذكر ويحضر مجالسهم ومن يتوجه معه إلى بيته من جماعة الشاذلية يكرمهم بالإطعام ونحوه ولا وجه له وهو هناك لقضاء حاجة من يقصده إلا بغرض. مات في منتصف صفر سنة ثلاث وتسعين وجيء بجثته إلى القاهرة فدفن عند أبيه رحمه الله وإيانا.
أحمد بن إينال العلائي الظاهري برقوق والد محمد الآتي. ولد سنة إحدى عشرة وثمانمائة وقرأ في القرآن وكان فيما قال لي ولده يحفظ تحفة الملوك، وخدم عند قايتباي الجركسي وأدارا فحصل ولم يتعرض الأشرف إينال له بعد انقضاء دولة مخدومه لكون أبيه من خجداشيته بل زاد في الإحسان إليه وحج وانعزل ببيته على خير وستر وبر للفقراء حتى مات في يوم الأحد تاسع المحرم سنة ست وثمانين ودفن من الغد يوم عاشوراء رحمه الله وعفا عنه.
أحمد بن إينال الأمير شهاب الدين بن الأمير أحد خواص الظاهر وجهه وصحبته أربعون مملوكاً لقتال بلى من عرب الحجاز ثم عاد ومعه جماعة سمروا ثم وسطوا في سنة ثلاث وأربعين.
أحمد بن إينال شهاب الدين الحنفي خادم الشيخونية وسحنتها ووالد أحد فضلاء الحنفية الشمس محمد. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين واستقر عوضه في الخدمة أبو الطيب السيوطي ولم يلتفت لولده وعز ذلك على كثيرين وإن كان المستقر أضبط وأمتن.
أحمد بن أيوب بن أحمد بن عبد الله بن عفان بن رمضان الفيومي الأضل أخو أبي بكر وعمر وعثمان. مات بمكة في ربيع الأول سنة أربع وأربعين.
أحمد بن البدر بن الشجاع عمر الكندي ثم المالكي من بني ملك بطن من كندة الظفاري ملكها بعد أبيه الآتي ودبر المملكة معه جماعة من إخوته ثم وقعت بينهم الفتنة وتفرق شملهم وغلب بعضهم على بعض حتى تفانوا وكان من آخر أمرهم تشتتهم في الأرض فحضر بعضهم إلى القاهرة فأقام بها غريباً طريداً إلى أن خرج عنها في سنة خمس وعشرين، ذكره شيخنا في سنة ثلاث وثمانمائة في أبيه.
أحمد بن البدر بن محمد بن أويس الشهاب المغربي الأصل الطرابلسي الشافعي ويعرف بابن البدر. روى عن بهادر القرمي مسند طرابلس وعن غيره ودرس وأفتى، أخذ عنه جماعة منهم ابن الوجيه والسوبيني وكان فقيهاً نحوياً ديناً متواضعاً وجيهاً. مات في ذي القعدة سنة ثلاثين، ذكره شيخنا في أنبائه باختصار، وقال لي الصلاح الطرابلسي الحنفي أن والده أخذ عنه القراءات السبع فالله أعلم.
أحمد بن بردبك سبط الأشرف إينال وأخو محمد الآتي.
أحمد بن برسباي الشهابي بن الأشرف الدقماق الظاهري أخو العزيز يوسف وأصغر أولاد أبيه. مات أبوه وهو حمل وأمه أم ولد جركسية. مات عن نحو سبع وعشرين سنة في أوائل ربيع الأول سنة ثمان وستين بالقاهرة بعد أخيه بنحو أربعين يوماً كان قد تولى تربيته زوج أمه قرقماس الأشرفي أمير سلاح وأحضر له من علمه القرآن والخط المنسوب وأقرأه العلم ولم يكن يظهر من بيته البتة حتى ولا للجمعة مع حسن الشكالة وامتداد القامة وشهد السلطان فمن دونه الصلاة عليه بمصلى المومني ودفن مع أبيه في تربته.
أحمد بن بركات بن محمد بن محرز الجزائري. مات سنة ست وستين أرخه ابن عزم.

أحمد بركة الشهاب الدمشقي كتب عنه البدري في مجموعه قوله:

مليح يغيب البدر عند حـضـوره

 

ويخجل غصن البان بالقد إن خطر

له شامة فوق الجبـين كـأنـهـا

 

قليل سواد الغيم في طلعة القمـر

وقوله:

له خال بخط المسـك قـدرا

 

على كرسي الخدود قد تعلى

كشجر قد غدا في روض ورد

 

وسالفة تمـد عـلـيه ظـلا

أحمد بن بلبان بن عبد الله الشهاب أبو العباس القمري اللؤلؤي الدمشقي الحنبلي، وصفه البرهان الحلبي بالمحدث المقرئ وأنه يحفظ القرآن ويستحضر كتابه في مذهب أحمد وأنه قرا الحديث بصوت حسن وأنه قدم عليه في سنة تسع وثلاثين فقرأ عليه ابن ماجه.
أحمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد الحكمي من ذرية الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي. ذكره العفيف مختصراً ولم يؤرخه.
أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة المكي الآتي جده قريباً، ممن أخذ عني بمكة.
أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي الحنبلي. سمع من أبي محمد بن القيم جزءاً من حديث أبي القسم المنبجي أنابه الفخر عن محمود بن أحمد عنه. ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لي، وبيض لوفاته.
أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن يوسف بن عبد الملك بن عبد الله بن سالم ابن عبد الملك بن عيسى بن أحمد بن عوانة بن حمود بن زياد بن علي بن محمد بن جعفر بن علي التقي بن محمد التقي بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو العباس بن أبي يحيى الحسيني القيرواني الأصل التونسي المالكي نزيل مصر ويعرف بابن عوانة. ولد في يوم عاشوراء سنة تسع وعشرين وثمانمائة بتونس ونشأ بها وقدم القاهرة في أول دولة الأشرف إينال وحج منها في سنة ثمان وخمسين وكانت الوقفة الجمعة وصحب خطيب مكة فنوه به وعرفه بالأكابر من الأمراء وغيرهم وشاع بين العامة شبهه بالنبي صلى الله عليه وسلم وكتابة علماء القيروان كابن أبي زيد صاحب الرسالة فمن قبله باستفاضة نسب شخص من أسلافه. مات في مستهل المحرم سنة إحدى وتسعين بالاسكندرية وكان توجه إليها بإلزام السلطان له مع صهره أبي عبد الله البرنتيشي كالامين وكان كثير المحاسن عالي الهمة مع من يقصده لا يهاب ملكاً ولا غيره كريماً شهماً متودداً متجملاً في ملبسه ومركبه ممن تكرر تردده إليّ مع من يقصده في الاجتماع بي من غرباء بلده كقاضي الركب وربما سمع معهم علي ومقاصده شريفة وخصاله منيفة عوضه الله الجنة.

أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي بن إسماعيل الشهاب أبو العباس بن سيف الدين الحموي الأصل الحلبي الحنبلي القادري والد الزين عبد القادر الآتي ويعرف بابن الرسام. ولد تقريباً كما قرأته بخطه سنة ثلاث وسيعين وسبعمائة أو ثلاث وستين كما كتبه بعضهم، وأما شيخنا فقال في معجمه أنه في حدود السبعين بل قبلها بحماة ونشأ بها فاشتغل يسيراً وسمع على قاضيها الشهاب أبي العباس الماداوي الأربعين المخرجة له والمعجم المختص للذهبي وعلى الحسن بن أبي المجد وغيرهما من شيوخ بلده وأحمد بن حسين الحمصي بها والعماد إسماعيل بن بردس وأبي عبد الله بن اليونانية ببعلبك ومما سمعه على ثانيهم الصحيح والمحب الصامت بدمشق ومما سمعه عليه العلم والذكر والدعاء كلاهما ليوسف القاضي والبلقيني والعراقي وجماعة بالقاهرة وأجاز له ابن رجب وابن سند وعبد الرحيم بن محمود بن خطيب بعلبك ويحيى بن يوسف الرحبي وآخرون واشتغل واذن له بالإفتاء ولكن كانت طبقته في العلم متوسطة بل منحطة عن ذلك، وقد جمع في فضائل الأعمال كتاباً سماه عقد الدرر واللآلي في فضل الشهور والأيام والليالي في أربع مجلدات وفي المتبانيات آخر يقضي العجب من وضعهما ودل صنعه في ثانيهما على عدم علمه بموضوع التسمية سيما وقد أوقف شيخنا، وتعانى الوعظ فاتى فيه بأخبار مستحسنة وحدث وسمع منه الفضلاء كابن فهد والأبي وغيرهما بل سمع منه شيخنا وابن موسى المراكشي وولي قضاء بلده مراراً تخللها قضاء طرابلس ثم حلب واستمر قاضياً ببلده حتى مات في ثامن عشر ذي القعدة سنة أربع وأربعين كما أخبرني به ولده ورأيت نسخة من الصحيح معظمها بخطه أرخ كتابة بعض أجزائها في المحرم سنة اثنتين وأربعين، وكان صاحب دهاء ورأيت من قال أنه كان يعرف بابن شيخ السوق وكأنه إن صح هجر. وقد ترجمه شيخنا في معجمه وقال أنه جمع كتاباً في فضائل الأيام وكان يحسن عمل المواعيد وولي قضاء بلده ثم قضاء حلب وقدم القاهرة مراراً سمعت من لفظه بعض شيء من أربعي المرداوي باكباب وبراعة وذكره بعض المتأخرين فقال: ققاضي حماة وواعظها ومفتيها توفي في شوال عن نحو سبعين سنة وهو والد القاضي زين الدين الرسام كاتب سر حلب وناظر جيشها والقاضي محب الدين محمد أبي الوليد المالكي قاضي حماة، وذكره المقريزي في عقوده باختصار وأنه عمل المواعيد فأجاد.
أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن موسى الأشعري اليماني نزيل مكة ويعرف بالمخدوعة ممن له فضل وتمييز في العربية والنظم ويتكسب بالنساخة الجيدة مع مزيد فاقته وكثرة أخلاقه وعدم موافاته في الكتابة ولولا ذلك لكان غنياً منها وقد كتب من تصانيفي كشرح الألفية وحضر عندي كثيراً بل قرا علي بعض تصانيفي وغيرها وأنشد بحضرتي شيئاً من نظمه وامتدح بعض الأعيان وحكى عنه النجم بن فهد في ترجمة المحب محمد بن العلاء محمد بن عفيف الدين الايجي مناماً.
أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن يحيى العامري الحرضي اليماني. ممن أخذ عني بمكة في ذي الحجة سنة أربع وتسعين.
أحمد بن أبي بكر بن أحمد الشهاب أبو العباس ثم القاهري الشافعي الصوفي ويعرف بابن الزاهد. ولد في العشر الأخير من رمضان سنة أربع وأربعين وسبعمائة وحج غير مرة منها في سنة أربع وستين وجاور سنة خمس فسمع بها على العفيف اليافعي أشياء من تصانيفه ومروياته ثم سنة ثلاث وتسعين وسمع بها على ابن الصديق والشهاب بن الناصح والشمس محمد بن قاسم بن محمد بن مخلوف الصقلي المالكي وأبي الحسن علي بن أحمد العقيلي المالكي ثم سنة إحدى وثمانمائة وسمع فيها على الأبناسي ودخل بيت المقدس في خلال ذلك فسمع به في رمضان سنة خمس وثمانين وسبعمائة على البدر أبي عبد الله محمود بن علي العجلوني والاسكندرية بعد ذلك فسمع بها على أبي عبد الله محمد بن يوسف الأنصاري المالكي المسلسلات بل سمع بالقاهرة سنة ست وستين على المحب الخلاطي السنن للدارقطني وعلى الجمال بن نباتة السيرة لابن هشام وبعد ذلك على ابن الفصيح وابن أبي المجد وآخرين، وأجاز لجماعة منهم التقي الشمني وذلك في سنة ست وثمانمائة، وترجمته بأبسط مما هنا في تاريخي الكبير ورأيت من أرخه سنة تسع عشرة رحمه الله.

أحمد بن أبي بكر بن أحمد الشهاب أبو العباس الهكاري الكردي الشافعي نزيل مكة وحفظ الحاوي وعرضه على العماد الحسباني وسمع من ابن أميلة وابن قوالح والكمال بن حبيب والجمال الباجي وآخرين بدمشق وحلب والقاهرة والاسكندرية وتردد إلى مكة غير مرة وانقطع نحو أربع عشرة سنة متوالية متصلة بموته على طريقة حسنة برباط العز الأصبهاني وله أصحاب من ذوي الاعتبار بديار مصر يصل إليه منهم أو من بعضهم في كل سنة ما يستعين به في أمره، وحدث سمع منه الفضلاء وكان فيه مروءة وكياسة ولطف عشرة. مات في العشر الأخير من صفر سنة ثمان عشرة ودفن بالمعلاة رحمه الله. ذكره التقي الفاسي في تاريخ مكة وابن فهد في معجمه.
أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم - ككبير - بن قايماز بن عثمان بن عمر الشهاب أبو العباس الكتاني البوصيري القاهري الشافعي. ولد في العشر الأوسط من المحرم سنة اثنتين وستين وسبعمائة بأبوصير من الغربية ونشأ بها فحفظ لقرآن وجوده ببوصير على الشيخ عمر بن الشيخ عيسى وقرأ عليه الميقات وانتفع بلحظه ودعائه ثم انتقل بإشارته بعد استرضاء والده إلى القاهرة فأخذ الفقه عن النور الآدمي وحصت له بركاته وطرفاً من النحو عن البدر القدسي الحنفي وسمع دروس العز بن جماعة في المنقول والمعقول ولازم الشيخ يوسف إسماعيل الأنباني في الفقه وسمع الكثير من جماعة منهم التقي بن حاتم والتنوخي والبلقيني والعراقي والهيثمي وكثرت عنايته بهذا الشأن ولازم فيه ابن العراقي على كبر كثيراً وولده الولي وكذا لازم شيخنا قديماً في حياة شيخهما المذكور ثم بعده إلى أن مات حتى كتب عنه من تصانيفه اللسان والنكت للكاشف وزوائد البزار على الستة وأحمد وغير ذلك وقرأ عليه أشياء ووصفه بالشيخ المفيد الصالح المحدث الفاضل وكتب بخطه أيضاً منن تصانيف غيره الكثير كالفردوس ومسنده بحيث علق بذهنه من أحاديثهما أشياء كثيرة كان يذاكر بها مع عدم مشاركة في غيره ولا خبرة بالفن كما ينبغي لكنه كان كثير السكون والتلاوة والعبادة والانجماع عن الناس والإقبال على النسخ والاشتغال مع حدة في خلقه وخطه حسن مع تحريف كثير في المتون والأسماء ومما جمعه زوائد ابن ماجه على باقي الكتب الخمسة مع الكلام على أسانيدها وزوائد السنن الكبرى للبيهقي على الستة في مجلدين أو ثلاثة وزوائد مسانيد الطيالسي وأحمد ومسدد والحميدي والعدني والبزار وابن منيع وابن أبي شيبة وعبد والحرث بن أبي أسامة وأبي يعلى مع الموجود من مسند ابن راهويه على الستة أيضاً في تصنيفين أحدهما يذكر أسانيدهم والآخر بدونها مع الكلام عليها والتقط من هذه الزوائد ومن مسند الفردوس كتاباً جعله ذيلاً على الترغيب للمنذري سماه تحفة الحبيب للحبيب بالزوائد في الترغيب والترهيب، ومات قبل أن يهذبه ويبيضه فبيضه من مسودته ولده على خلل كثير فيه فإنه ذكر في خطبته أنه يقتفي أثر الأصل في اصطلاحه وسرده ولم يوف بذلك بل أكثر من إيراد الموضوعات وشبهها بدون بيان عمل جزءاً في خصال تعمل قبل الفوت فيمن يجري عليه بعد الموت وآخر في أحاديث الحجامة إلى غير ذلك، وحدث باليسير سمع منه الفضلاء كابن فهد وناب في الإمامة الحسينية وكان قاطناً بها ثم أم بالقبة منها وتنزل في صوفية الشيخونية ثم المؤيدية أول ما فتحت واستمر على طريقته حتى مات وقت الزوال من يوم الأحد سابع عشري المحرم وذلك يوم فتح السد عام أربعين بالحسينية بعد أن نزل به الحال وخفت ذات يده جداً وطالت عليه ودفن بتربة طشتمر الدوادار رحمه الله وإيانا، وقد ذكره شيخنا في أنبائه والمقريزي في عقوده وابن فهد وآخرون.
أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل الحسيني نسباً فيما قال وبلداً لأنه من أبيات الفقيه حسين من اليمن ويشهر بالمذكور. رجل عامي يسير بالقافلة إلى المدينة النبوية كل سنة غالباً وربما يتكرر له أكثر من مرة في السنة رأيته كثيراً وجلست معه في سنة ثمان وتسعين بالحرمين وذكر لي أنه حين توفي الأهدل كان ابن خمس عشرة سنة فيكون مولده سنة أربعين تقريباً.
أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل الفقيه أبو العباس الدنكلي اليماني الشافعي. اشتغل بالعلم وتفقه وبرع قال الأهدل في تاريخ فقيه محقق ولي قضاء المحالب واجتمعت به ثم ترك القضاء زهداً فيه وسمعت بوفاته سنة ثمان وثلاثين.

أحمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر أبو النصر بن الزين المراغي المدني الشافعي أخو شيخنا أبي الفتح محمد وذاك الأكبر ظناً، سمع معه على أبيه والعلم سليمان بن أحمد السقا والعراقي والهيثمي وابن حاتم وغيرهم وبعض ذلك في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وفي ظني أن وفاته في هذا القرن فيحرر.
أحمد بن أبي بكر حسين شهاب الدين القاهري الصيرفي ويعرف بابن حيينة حفظ القرآن واستقر في الصرف بالبيبرسية وغيرها ثم فصل عنها بعد أن تمول وأنشأ داراً فأكثر وتنزل في جهات وباشر صرف الجوالي حين تكلم ابن الجمالي ناصر الخاص ثم الزين بن عبد الباسط ثم ولده فيها ووضع يده فيما قيل على مال ليستوفي منه بعض ما كان أورده للذخيرة مما استهلك فيه بزعمه ماله فرسم عليه لاسترجاعه منه وأقام في الترسيم نحو ست سنين بل أهين بالضرب وغيره كل ذلك وهو مصر على إظهار العجز وقاسى ذلاً بعد عز وثروة ورثى له كثيرون حتى من كان سيئ المعاملة معه من المستحقين مما الظن أنهم سبب محنته، واستمر كذلك حتى مات في ليلة الأحد حادي عشري رمضان سنة أربع وثمانين وصلى عليه من الغد ودفن بحوش البيبرسية عوضه الله خيراً وسامحه.
أحمد بن أبي بكر بن رسلان بن نصير - ككبير - بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن محمد بن مسافر الشهاب البلقيني ثم المحلي قاضيها الشافعي ابن أخي السراج البلقيني وأخو البهاء أبي الفتح رسلان وجعفر وناصر الدين محمد ووالد أوحد الدين محمد ويعرف بالعجيمي - بضم العين مصغر - ولد في سنة سبع وستين وسبعمائة ببلقينة وتوفي أبوه وهو ابن خمس سنين فانتقلت به أمه إلى المحلة فحفظ بها القرآن وصلى به ثم تحول إلى عمه السراج بالقاهرة فحفظ العمدة والمحرر وألفية ابن مالك وبعض المنهاج الأصلي ومن أول التدرب له إلى الفرائض وبحث عليه في الفقه وأصوله وكذا على أخيه البهاء أبي الفتح وفي النحو على سرحان المالكي إمام الصالحية والمحب بن هشام وحضر دروس الأبناسي والقاضي ناصر الدين بن الميلق والبدر الطنبذي بل قرأ على الشهاب الأذرعي درساً واحداً لما قدم عليهم القاهرة وكان يقول أيضاً أنه سمع على أبي اليمن بن الكويك والمعين عبد الله قيم الكاملية والفرسيسي وابن الملقن ثم عاد إلى المحلة في سنة أربع وثمانين وسبعمائة فأخذ في الفقه أيضاً عن قاضيها العماد الباريني وناب في الحكم بها عن قاضيها العز عبد العزيز بن سليم - بالتصغير - جد المحب بن الإمام لأمه ثم بالقاهرة عن ابن عمه الجلال البلقيني مع إضافة عدة قرى إليه بل ولي القضاء الأكبر بالمحلة سنة عشر وثمانمائة عنه وعن من بعده إلى سنة ثمان وثلاثين سوى تخللات يسيرة وأثرى وصنف في الفرائض كتاباً سماه الروضة الأريضة في قسم الفريضة قرضه له ابن عمه والجلال بن خطيب داريا وكأنه أخذها عن سرحان، وكان إماماً فقيهاً عالماً مفنناً وقوراً عاقلاً يوصف بالدهاء والحيل ويذكر بين غالب أهل بلده بسوء السيرة في القضاء وغيره مع قول بعض الثقات أنه ما أخذ عاله في مال يتيم قط وكان يحكى أنه أسلم على يديه نيف وثلاثون نفساً. مات بالمحلة في عصر يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى سنة أربع وأربعين ودفن صبيحة يوم الثلاثاء في مشهد حسن صلى عليه عمر ولده وهو المستقر في قضاء المحلة بعده وأثنوا على الميت خيراً رحمه الله وإيانا. ومن حكاياته عن عمه السراج أنه حكى أن الشيخ عيسى بن الشيخ عمر النفياي نزل البحر يتوضأ فرأى الجن وهم يقولون:

ليت الغنى لو دام

 

وشملنا يلـتـام

وممن ذكره شيخنا في أنبائه وابن فهد وآخرون.
أحمد بن أبي بكر بن سراج البابي. فيمن جده علي بن سراج.

أحمد بن أبي بكر بن صالح بن عمر الشهاب أبو الفضائل المرعشي ثم الحلبي الحنفي خال الشمس بن أجا. ولد في سنة ست وثمانين وسبعمائة بمرعش من البلاد الحلبية وقرأ بها القرآن وبعض المختصرات واشتغل يسيراً ثم تحول منها إلى منتاب في سنة أربع وثمانمائة فتفقه بها عل عالمها عيسى ثم إلى حلب في سنة ست عشرة فقطنها وبحث الكشاف وشرح المفتاح على الزين عمر البلخي والمغني في الأصول وغيره على البدر بن سلامة مع قراءة الصحيحين عليه وتقدم في الفقه وأصوله والعربية وشارك في فنون وأذن له غير واحد في الإفتاء والإلقاء وتصدر من سنة عشرين بحلب فانتفع الناس به وقدم القاهرة غير مرة وصار عالم حلب وفقيهها ومفتيها وعرض عليه الظاهر جقمق قضاءها فتنزه عنه مع تقلله. وصنف كنوز الفقه ونظم العمدة للنسفي في أصول الدين وزاد عليها أشياء وكذا نظم الكنز وخمس البردة، أجاز في بعض الاستدعاءات ولقيه العز بن فهد وقد اسن فكتب عنه تخميس البردة وأخذ عنه الشمس بن المغربي المقري أخو قاضي الحنفية بمصر وكذا الشيخ عبد القادر الأبار. ومات عقب ابن فهد بيسير في سنة اثنتين وسبعين ومن نظمه:

ولما رأينـا عـالـمـاً بـجـواهـر

 

خدمناه بالعقد المـنـظـم مـن در

على رأي من يروي من الشعر حكمة

 

خلافاً لمن قال القريض بنـا يزري

ومدحه بعضهم بقوله:

عن العلماء يسألني خلـيلـي

 

ألا قل لي فمن أهدى وأرشد

ومن أحمدهم فعلاً وفضـلاً

 

فقلت المرعشي الشيخ أحمد

أحمد بن أبي بكر بن طباجوا البعلي الخباز أبوه العطار هو. سمع في سنة تسعين وسبعمائة ببلده عن محمد بن علي اليوتيني ومحمد بن محمد بن إبراهيم الحسيني ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي الصحيح قالوا أنابه الحجار، وحدث أخذ عنه بعض أصحابنا وما لقيته في الرحلة وكأنه مات قبلها.
أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر العزابي الخير بن العماد بن الزين القرشي العمري المقدسي الحنبلي أخو ناصر الدين محمد وأخوته ويعرف كسلفه بابن زريق. ولد في سنة ثلاثين وثمانمائة بصالحية دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن عند إسماعيل العجلوني وتجريد العناية لابن الحاج واشتغل في الفقه والعربية عند التقي بن قندس وأذن له بالإفتاء والإقراء وسمعه أخوه في سنة سبع وثلاثين فما بعدها على ابن ناصر الدين وابنة ابن الشرائحي وابن الطحان وآخرين وحدث باليسير ويذكر بالشجاعة والإقدام ونحو ذلك ولكنه سقط عن فرسه فعجز عن المشي إلا بعكازين. مات بدمشق في ليلة الثلاثاء ثامن ذي الحجة سنة إحدى وتسعين ودفن عند أقاربه. أرخه اللبودي.
أحمد بن الزكي أبي بكر بن عبد الرحمن المصري أخو إبراهيم وعلي وعمر، ممن أخذ عني بمكة.
أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن أيوب جلال الدين أبو الفضل الطولوني الغزولي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن أخي الريس. حفظ القرآن وغيره وأخذ عن الشرف السبكي في الفقه وغيره وتلقى عن عمه الشمس محمد بن الجمال عبد الله الآتي الرياسة وسائر وظائفه بالجامع الطولوني بل باشر النقابة عند الونائي في ولايته الثالثة لدمشق وكان سمساراً في الغزل ذا حظ تام فيها بحيث لا يدانيه في قبول كلمة عند البائع والمشرتي غيره مع خير وكرم، وقد روى عنه البقاعي مناماً في ترجمة شيخه السبكي ووثقه مع طعنه في شهادة شيخ الناس العز عبد السلام البغدادي. مات سنة أربع وسبعين.
أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الشهاب القرشي المخزومي اليماني الزبيدي ثم المكي الشافعي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في جمادى الآخرة سنة تسعين وسبعمائة بزبيد من بلاد اليمن ونشأ بها وتردد إلى مكة مراراً للحج وسمع بها من عمه الجمال بن ظهيرة وأجاز له العراقي والهيثمي وابن صديق وطائفة وحدث سمع منه صاحبنا ابن فهد وكان خيراً مباركاً كثير الطواف ساكناً متكسباً بالتجارة وانقطع بأخرة بمكة حتى مات في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين بعد أن أجاز لي.
أحمد بن الفخر أبي بكر بن عبد الله القرشي المكي الشاهد أبوه ممن أخذ عني بمكة وأهلها وكثير منهم ينازعون فيه.

أحمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن محمد بن حسين بن التاج علي القسطلاني المصري القباني عم صاحبنا الشهاب الآتي، ولد سنة ثلاثين وثمانمائة. ممن سمع مني بمكة وكان ممن قرأ القرآن وتكسب بالقبان وجاور بعد الثمانين. مات في سنة أربع وتسعين عن بضع وسبعين تقريباً.
أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب بن أحمد الشهاب المحلى أخو محمد الآتي. تكسب بالشهادة وناب في القضاء وعمل أمانة الحكم بها مدة وكان حسن الخط خيراً يقرأ القرآن ويجيد الصناعة. مات بعد الخمسين قبل أخيه.
أحمد بن أبي بكر بن علي بن سراج شهاب الدين البابي الأصل الحلبي الشافعي. تفقه بعبيد بن أبي المنى وتخرج في الكتابة بابن المجروح وناب عن ابن خطيب الناصرية فمن بعده بالباب إلى أن انفصل عنه وأنشد حينئذ:

عاديتمونا بلا ذنب ولا سبـب

 

وقد عدوتم كما الحيات تنساب

لأرحلن إلى أرض أعيش بها

 

لا الناس أنتم ولا الدنيا الباب؟

وتكسب بالشهادة بل وقع للسيد التاج عبد الوهاب حين قضائه بحلب وتردد للقاهرة غير مرة وأخذ عن شيخنا فيما قيل وكتب عنه بعض الطلبة من نظمه وغيره في الهجاء كثيراً. مات في عيد الأضحى سنة سبع وثمانين بحلب وقد جاز الستين.
أحمد بن أبي بكر بن علي بن عبد الله بن بوافي - بفتح الموحدة والواووكسر الفاء - ابن يحيى بن محمد بن صالح الشهاب بن الفخر بن الولي النور أبي الحسن الأسدي المعشمي - بميمين أولاهما مفتوحة وبعدها عين مهملة ساكنة ثم شين معجمة مفتوحة - المكي سبط البرهان الأردبيلي ويعرف جده بالطواشي. ولد في سنة خمس وستين وسبعمائة بمكة ظناً وحضر على العز بن جماعة بل سمع الضياء الهندي وفاطمة ابنة التقي الحرازي وعبد الوهاب القزوي وأجاز له الكمال بن حبيب وأخوه الحسين وآخرون، وكان خيراً ديناً متواضعاً متقشفاً في لباسه متعبداً منعزلاً عن الناس معتقداً فيهم. مات في ضحى يوم الجمعة سابع عشر شعبان سنة تسع وعشرين وصلى عليه عقب صلاة الجمعة بالمسجد الحرام ودفن بالشبيكة من أسفل مكة بوصية منه وحملت جنازته على الرؤوس وشيعه أمير مكة علي بن عنان رحمه الله. ترجمه الفاسي في تاريخه وشيخنا في أنبائه والمقريزي في عقوده وابن فهد في معجمه.

أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يعقوب الشهاب أبو العباس بن الرضي بن الموفق الناشري - بنون ومعجمة - الزبيدي - بفتح الزاي - الشافعي. ولد في يوم الجمعة مستهل المحرم سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة وتفقه بأبيه والجمال الريمي والشمس أبو ضوء وغيرهم وسمع الحديث من أيبه والمجد الشيرازي وطائفة وكان عالماً عاملاً فقيهاً كاملاً فريداً تقياً ذكياً غاية في الحفظ وجودة النظر في الفقه ودقائقه مقصوداً من الآفاق بحيث ازدحم عليه الخلائق وتفقه به جمع كثيرون في المملكة اليمنية وممن أخذ عنه من أهل بيته الموفق علي بن أبي بكر الناشري وولده الجمال محمد الطيب والفقيه موفق الدين علي بن محمد بن محمد والشرف بن المقري والكمال موسى بن محمد الضجاعي والجمال بن الخياط والجمال بن كبن، ودرس بالصلاحية من زبيد وغيرها كل ذلك مع التواضع والتقلل من الدنيا وبذل همته للطلبة سيما من أنس منه الفائدة حتى أنه ربما قصده بنفسه إلى موضعه وإذا عرض لأحدهم ما انقطع بسببه عن الحضور في وظيفته خرج إلى المدرسة وقرأ ما تيسر من القرآن كأنه للنيابة عنه قياماً بما عليه من العهدة محتسباً لخطاه تلك وفعله، ولي قضاء زبيد وأعمالها في جمادى الأولى سنة ست وثمانين فأقام إلى صفر سنة تسعين ثم انفصل ولم يدع له الحق صديقاً بابن عمه محمد بن عبد الله الآتي ولم يلبث أن أعيد في سادس عشر ربيع الآخر منها فأقام يسيراً ثم انفصل في ربيع الآخر من التي تليها بالنفيس سليمان بن علي ثم أعيد في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين فأقام دون شهر وضج منه كثير من الناس سيما أهل الدولة وأتباع السلطان لما يعلمه منهم من التعدي والجور فرموه عن قوس واحدة ونفرت طباع كثيرين عنه فصرفه السلطان بأخيه علي مع كونه لم يكن يرضى للقضاء غيره لصلاحه وعفته وورعه ومعرفته وكونه بأخرة لا نظير له ولكن خوفاً منهم، وجرت له مع الصوفية بزبيد لما أنكر عليهم الاشتغال بكتب ابن عربي واعتقاد ما فيها لا سيما الفصوص وشق ذلك على أكابرهم فتعصبوا عليه بسبب ذلك والتمسوا من السلطان منعه من التعرض لهم وكان السلطان فيه حسن اعتقاد فلم يزده ذلك ألا حمية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولقب في وقته لذلك بناصر السنة وقامع المبتدعة وله تصانيف مفيدة ومذاكرة جيدة فمن تصانيفه اختصار المهمات واختصار أحكام النساء لابن العطار والإفادة في مسألة الإرادة وعمل كتاباً حافلاً بين فيه فساد عقيدة ابن العربي ومن ينتمي إليه، قال الحمال بن الخياط سمعت من لفظه أكثره وهو رد على شيخنا المجد الشيرازي ونصرة لشيخنا الوالد في رد النحلة المشار إليها وذكر ولده أنه احترق فيما بعد. قلت وكأنه أراد تسكين الفقية بدعوى احتراقه. وحج في سنة سبع وسبعين وزار ورجع في التي بعدها. ذكره الخزرجي في تاريخ اليمن مطولاً وشيخنا في معجمه وقال اجتمعت به واستفدت منه بزبيد زاد في أنبائه ونعم الشيخ كان، وكذا ذكره التقي بن قاضي شهبة في طبقات الشافعية وآخرون. مات في خامس عشري المحرم سنة خمس عشرية وقد جاز السبعين، وقد ذكره المقريزي في عقوده باختصار رحمه الله وإيانا.
أحمد بن أبي بكر بن علي شهاب الدين السيوطي أخو الشريف محمد الآتي أثبته الولي العراقي في سامعي إملائه سنة إحدى عشرة.
أحمد بن أبي بكر بن علي الطهطاوي المكي أخو عبد الكريم الآتي. ممن سمع علي بمكة.
أحمد بن أبي بكر بن علي الكيلاني بن خواجا. يأتي فيمن لم يسم أبوه من أواخر الأحمدين.

أحمد بن أبي بكر بن مر بن يوسف الشهاب بن الزكي القرشي العبدري الميدومي الأصل المصري الشافعي الآتي أبوه ويعرف بالميدومي. ولد في يوم الأربعاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين وسبعمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشهاب الأشقر والعمدة والمنهاجين وألفية ابن مالك وعرضها على جماعة واشتغل في الفقه على أبيه والسراج الدموشي والجمال السمنودي والشمس بن القطان وغيرهم وحضر دروس الجلال البلقيني وغيره وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده وتصدر بالجامع العمري وحج وزار وكان تام العقل متواضعاً وله حضور في الرابعة سنة سبع وتسعين لختم الموطأ على النجم البالسي والشمس بن المكين البكري المالكي وحدث به سمعه منه الفضلاء وقرأته عليه. مات في يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى سنة ثمان وستين رحمه الله.
أحمد بن أبي بكر بن عمر ويعرف جده بابن العريض. ذكره ابن عزم.
أحمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر. مضى بدون محمد في نسبه وكأنه زيادة.
أحمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن أحمد الشهاب الدمشقي الأصل القاهري الشافعي والد صلاح الدين أبي اليمن محمد ويعرف بابن الحزمي وبابن حبيلات. ولد في ذي الحجة سنة سبع عشرية وثمانمائة وحفظ القرآن وزعم أنه سافر مع أبيه إلى الاسكندرية فلقي بها ابن مرزوق وكذا لقي بالمدينة حين حج سنة إحدى وثلاثين الجمال الكازروني وقد حج قبلها ثم بعدها مراراً ودخل الشام في سنة خمس وأربعين وحضر عند التقي بن قاضي شهبة وكذا أخذ بالقاهرة عن الشمس البرماوي والشهاب المحلى خطيب جامع ابن ميالة والشمس الشنشي والبوتيجي والنسابة وبالمحلة عن ابن قطب ولا اعتمد أخباره في هذا وإن كان يمكن في بعضه وإنما نشأ كأبيه تاجراً في قيسارية طيلان نعم أخذ يسيراً عن السراج والصاوي وحسن الأعرج وحصل كتباً كشرح المنهاج لابن الملقن وفتح الباري ثم بدا له القضاء فناب عن العلم البلقيني بالقاهرة وأضاف إليه بعض الأعمال واستمر ينوب عن من بعده مع خدمة الحواشي بل أذن له شيخنا في العقود قديماً كما قرأته بخطه على قصة، وكان أحد القاضيين المتوجهين لبيت المقدس لبناء الكنيسة فحصلت له حمى مع زعمه أنه إنما قدمه للزيارة وعاد وهو ضعيف فدام كذلك إلى أن عوفي واستمر نائباً في القضاء مع دربة في الجملة حتى مات في ربيع الثاني سنة أربع وتسعين عفا الله عنه وإيانا.
أحمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر الناشري الآتي أبوه وجده وحج مع أبيه وجاور سنتين ولازمني في السماع هناك فيهما حين المجاورة الثالثة بعد الثمانين.
أحمد بن أبي بكر بن محمد بن الرداد الزبيدي اليماني. يأتي في ابن أبي بكر بن محمد إذ الرداد ليس اسم أب له بل هو لقب.
أحمد بن أبي بكر بن محمد بن عثمان بن أحمد بن عمر بن سلامة المارديني الحلبي الحنفي. ولد سنة سبعين هكذا رأيته بخطى في الأحمدين وهو غلط صوابه الحسن وهو أخو البدر محمد وسيأتي كل منهما.
أحمد بن أبي بكر بن محمد بن علي بن أحمد بن داود الحسيني المقدسي الشافعي الآتي أبوه ويعرف كهوبابن أبي الوفاء أخو أبي الوفاء محمد الآتي، وأجاز له جماعة باستدعاء ابن أبي شريف وبلغني أنه توفي بالروم قريب الثمانين بعد أن تحنف وأنه أصغر من أخيه أبي الوفاء وأنه كان ينظم الشعر الحسن رحمه الله.
أحمد بن أبي بكر بن محمد بن علي الشهاب المسوقي الواداني المغربي الأصل المدني المولد والمقيم بها وبمكة ثم انقطع بالمدينة وكان ممن سمع علي بها وقد دخل القاهرة مراراً ولديه جرأة.
أحمد بن أبي بكر بن محمد بن العماد الشهاب الحموي الحنبلي قدم القاهرة شاباً فعرض كتبه وأخذ عن الجمال بن هشام والعز الحنبلي وغيرهما، وسمع بقراءتي على محيي الدين بن الذهبي وطائفة، ومما سمعه في البخاري بالظاهرية ودخل دمشق فأخذ عن البرهان بن مفلح والتقي بن قندس وتميز في الحفظ يسيراً وقدم القاهرة الأيام السعدية فتكسب بالشهادة وكان مع يبسه وجموده عديم التدبير بل هو إلى الحمق أقرب بحيث نافر القاضي. مات قريباً من سنة ثمان وثمانين إن لم يكن فيها وأظنه قارب الخمسين رحمه الله وعفا عنه.

أحمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد الشهاب بن الزين الأنصاري السمنودي ثم القاهري الشافعي الخطيب أخو التاج محمد الآتي ويعرف بابن تمرية. ولد سنة تسع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة وقرأ القرآن وجوده عند الزراتيتي وأخذ الفقه عن البيجوري ولازم القراءة في التقسيم عند الشرف السبكي وكذا حضر عند التلواني ولازم القاياتي وقرأ على الزين طاهر في شرح الشاطبية للفاسي وغيره وأخذ الفرائض ونحوها عن ابن المجدي وسمع على الكمال بن خير، ومما سمعه منه الكثير من الشفا وتناول جميعه منه في سنة سبع عشرة والزين الزركشي، ومما سمعه عليه صحيح مسلم بل كان ضابط الأسماء فيه وشيخنا ولازمه في الأمالي وابن عياش لقيه بمكة في آخرين قيل أن منهم الجمال الحنبلي وقرأ كلا من الصحيح والشفا على شيخنا الرشيدي في جامع الأزهر وخطب بالمؤيدية نيابة عن الكمال بن البارزي وجاور سنة ثلاث وأربعين وقرأ هناك البخاري وغيره وكان فاضلاً خيراً متحرياً في النية ساكناً تام العقل مأنوساً حسن الملتقى مديد القامة جهوري الصوت من صوفية البيبرسية جالسته كثيراً وسمع بقراءتي وأجاز في بعض الاستدعاءات وبلغني أنه رأى الرافعي في المنام وسأله عن بعض المسائل. مات في وستين رحمه الله.
أحمد بن أبي بكر بن محمد الشهاب أبو العباس بن السراج القرشي البكري التيمي المكي ثم الزبيدي الصوفي ثم القاضي الشافعي ويعرف بابن الرداد. ولد في خامس عشري جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة وتفقه بأبيه وغيره وسمع من بعض الشيوخ بمكة وأجاز له من دمشق أبو بكر بن المحب وعمر بن أحمد الجرهمي ومحمد بن محمد بن داود المقدسي ومحمد بن أحمد بن الصفي الغزولي وآخرون ولم يكن عنده رواية على قدر سنه، ودخل اليمن فاتصل بصحبة الأشرف إسماعيل بن الأفضل فلازمه واستقر من ندمائه ثم صار من أخصهم به وغلب عليه ولم يكن ينقطع عنه يوماً واحداً وكذا لازم صحبة الشيخ إسماعيل الجبرتي، وكانت لديه فضائل كثيرة ناظماً نافراً ذكياً إلا أنه غلب عليه حب الدنيا والميل إلى تصوف الفلاسفة وكان داعية إلى هذه البدعة التي ذاقها وعرف مغزاها يعادي عليها ويقرب من يعتقد ذلك المعتقد ومن عرف أنه حصل نسخة بالفصوص قربه وأفضل عليه وأكثر من النظم والتصنيف في ذلك الضلال البين إلى أن أفسد عقائد أهل زبيد إلا من شاء الله، ونظمه وشعره ينعق بالاتحاد وكان المنشدون يتحفظونه لإنشاده في المحافل تقرباً بذلك وله تصانيف في التصوف، وعلى وجهه آثار العبادة لكنه يجالس السلطان في خلواته ويوافقه على شهواته من غير تعاط معهم لشيء من المنكرات ولا تناول للمسكرات، وولي القضاء بعد وفاة المجد الشيرازي بثلاث سنين لكون الناصر بن الأشرف تركه شاغراً بعد المجد هذه المدة ينتظر قدوم شيخنا عليه ليوليه إياه فلما طال الأمد سعى فيه بعض الأكابر للفقيه الناشري فخشي صاحب الترجمة من تمكنه من الإنكار على المبتدعة بحيث يواجه ابن الرداد بما يكره وكان المجد يداهنه فبادر من أجل ذلك بطلب الوظيفة من الناصر والناصر لا يفرق بين الرجلين ويظن أن هذا عالم كبير فولاه له مع كونه مزجي البضاعة في الفقه عديم الخبرة بالحكم فأظهر العصبية وانتقم ممن كان ينكر عليه بدعته من الفقهاء فاهانهم وبالغ في ردعهم والحط عليهم فعوجل ومات عن قرب وذلك في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وصاروا يعدون موته من الفرج بعد الشدة. قاله شيخنا فيما اجتمع من أنبائه ومعجمه قال وقد سمعت من نظمه ومن فوائده وسمع علي بزبيد جزءاً من الحديث وسمع بقراءتي وأجاز في استدعاء أولادي في أول سنة وفاته قلت وذكره المقريزي في عقوده وقال له شعر جيد فمنه:

ولو أن لي ما كان في الكون كله

 

وكانت لي الأكوان بالأمر ساجدة

لما نظرت عيني إليها ولازنـت

 

إذا لم تكن ذاتي لذلـك واحـدة

ومنه مما قاله قبل وفاته بيوم:

تعبنا من الدنيا ومن طول غمها

 

وما بعدها خير وأبقى وأفضل

فعجل لنا بالخير يا خير مفضل

 

ويا خير مأمول عليه المعول

والخزرجي في تاريخ اليمن فقال أنه برع في فنون وكان فقيهاً نبيهاً فصيحاً صبيحاً عالماً عاملاً كاملاً جواداً كريماً حليماً اشتغل بالنسك والعبادة والحج والزيارة وظهرت له كرامات وصارت له وجاهة عند الأشرف لاعتقاده فيه ومحبته وأحبه الناس وانهالت عليه الدنيا وصنف في الحقيقة وسلوك الطريقة وكان قد لبس الخرقة من إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي الآتي عن أبي بكر بن أبي القسم علي بن عمر بن الأهدل عن أبيه عن عمه أبي بكر بن علي عن أيبه علي بن محمد عن الشيخ عبد القادر، ويحتاج هذا السند إلى تحرير والمعتمد في ترجمته ما قدمته.
أحمد بن أبي بكر بن محمد الشهاب العبادي - نسبة لمنية أبي عباد قرية من الغربية من أعمال القاهرة - ثم القاهري الحنفي. تفقه بالسراج الهندي وفضل ودرس الناس وشغل الناس ثم صاهر القلنجي وناب في الحكم ووقع على القضاء ورأيته شهد في إجازة مؤرخة سنة ست وتسعين، ودرس بالحسينية وكان يجمع الطلبة ويحسن إليهم وجرت له محنة مع السالمي ثم أخرى مع الظاهر برقوق وأشار إليها شيخنا في أنبائه، وذكره ابن خطيب الناصرية فقال قدم حلب في سنة ثلاث وتسعين صحبة الظاهر فأقام بها مدة وهي أربعون يوماً ورأيته بخدمة البلقيني بجامع حلب وقرأ عليه بعض الطلبة هناك وكان إماماً عالماً نحوياً حسن الشكلة ديناً درس وأفتى سنين وانتفع به الطلبة. مات في ليلة الأحد تاسع عشر ربيع الآخر سنة إحدى بالقاهرة وممن أخذ عنه النحو والفرائض الشهاب السيرجي وأذن له بل كتب له تقريظاً على أرجوزة له في الفرائض ونحوه.
أحمد بن أبي بكر بن الشمس محمد فخر الدين اللاري الهناجي وهي قرية من لار الشافعي لقيني بمكة في مجاورتي الثالثة فلازمني في سماع أشياء رواية ودراية وكتبت له ووصفته بالشيخ الصالح المحصل المجيد.
أحمد بن أبي بكر بن محمد الأنصاري الشافعي الشاذلي المقري القاهري، ويعرف بأبيه. ولد سنة بضع وستين وثمانمائة تقريباً ونشأ فحفظ القرآن وتلا به إفراداً وجمعاً على الزين جعفر وعمر النشار والشمس الحمصاني وحفظ الكثير من الشاطبية والمنهاج واشتغل على جماعة كالكمال بن أبي شريف بل قرأ عليه قطعة من مسند الشافعي وكذا أخذ في الفقه عن النور الأشموني والشمس بن المسد وعنه وعن الشمس العطري وملاّ علي في العريبة وعن الأخير أخذ في الأصول وحضر عند عبد الحق ويس بل والجوجري وقرأ على الديمي أزيد من نصف البخاري وجميع الأذكار، وحج غير مرة وجاور وتكسب بإقراء الأطفال وأقام بالمدينة أكثر من نصف شهر ولقيني بها فقرأ علي الثلاثيات والشاطبية وغيرهما وهو له قابلية وتوجه.
أحمد بن أبي بكر بن محمود بن محمد الدمنهوري القاهري. سمع مع أبيه على الصلاح الزفتاوي والحلاوي والسويداوي والأبناسي والغماري وابن الشيخة والمراغي ختم البخاري. ذكره البقاعي وما لقيته.
أحمد بن أبي بكر بن معدان الشهاب أبو العباس اليماني الأديب صاحب الخط البديع والخلق الوسيع والمنصب الرفيع والعرض الوافر المنيع اشتغل بفنون الأدب واعتنى بمعرفة أنساب العرب وشارك في كثير من العلوم وبرز في المنثور والمنظوم فلذلك استقربه السلطان كاتب إنشاءاته وأوحد جلسائه مع شرف النفس وعلو الهمة والكرم والحلم ثم انعزل وتقنع واشتغل بالحرث والزراعة وكان حياً في سنة ثمانمائة. ذكره الخزرجي في تاريخ اليمن وأثبته هنا لتجويز أن يكون تأخر لما بعدها.

أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أيوب الشهاب أبو العباس بن الزين الكناني القلقيلي - نسبة لقرية قلقيليا بين نابلس والرملة - ثم السكندري الأزهري الشافعي المقرئ ويعرف بالشامي ثم بالشهاب السكندري وهو الذي استقر. ولد في عاشر رمضان سنة سبع وخمسين وسبعمائة كما أخبرني به وكتبه لي بخطه واعتنى بالقراءات فتلا بالسبع على الشمس العسقلاني وعليه سمع الشاطبية وعلى الزكي أبي البركات الأسعردي وناصر الدين بن كستغدي وابن السكاكيني وخليل بن المسيب والشرف يعقوب الجوشني وابن الجزري وبالأربعة عشر على الفخر البلبيسي إمام الأزهر وعليه سمع التيسير والعلاء بن الفالح وأذنوا له في الإقراء وسمع على الصدر محمد بن علي بن منصور الدمشقي الحنفي القاضي جل الصحيح مع سائر ثلاثياته في سنة خمس وثمانين وسبعمائة بقراءة المحب بن هشام وقال أنه قرأته بتمامه بعد على الشمس بن الديري وأنه سمع على الصلاح البلبيسي العنوان في القراءات وبعضه بقراءته على السويداوي التيسير للداني وأنه كتب على الزين العراقي من أماليه مع سماعه للمسلسل بالأولية منه بشرطه، وقد حدث وتصدى للإقراء فانتفع به خلق سمع منه الفضلاء وكنت ممن قرأ وسمع عليه وأخذ عنه ابن أسد والأعيان طبقة بعد أخرى وانقطع بالجامع الأزهر دهراً مع تأديب الأيتام بمتب الجانبكية كل ذلك بعد موت ممحق لكونه كان في خدمته وكان خيراً متوضعاً متقشفاً سهلاً لين الجانب أكولاً عارفاً بطرق القراءات ذاكراً لها إلى حين وفاته حسن الأداء لها ملازماً لنفع الطلبة وهو مع تقدمه في السن صحيح العقل والسمع عليّ الهمة طويل الروح، وقد أثبت شيخنا اسمه في القراء بالديار المصرية وسط هذا القرن بل وصفه في شهادة عليه بالشيخ الإمام والحبر الهمام شهاب الدين بركة المسلمين علم الأداء وقدوة الأئمة القراء وحامل لواء الإقراء وذلك في سنة خمس وأربعين، وفي أخرى قبلها بالشيخ الإمام الفاضل، وكذا ممن شهد عليه ابن الديري والأقصرائي والقاياتي والونائي وطاهر ووصفه بالعالم العلامة بقية السلف وحيد دهره وفريد عصره شيخنا ولم ينفك عن الإقراء حتى مات في يوم الثلاثاء سابع عشر ذي الحجة سنة سبع وخمسين عن مائة سنة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن عبد القادر بن يوسف بن خليل بن مسعود بن سعد الله الشهاب بن العماد الخليلي ثم الدمشقي الحنبلي. ولد في سنة ست وثلاثين وسبعمائة أو التي بعدها وسمع علي أبي محمد بن القيم طرق "زد رغباً تزدد حباً" لأبي نعيم وغير ذلك، وكذا سمع من والده والماد أحمد بن عبد الهادي وأبو الهول الجزري وآخرين، وحدث سمع منه الفضلاء وممن سمع من شيوخنا الأبي ووصفه ابن موسى بالإمام العالم العدل ووصف والده بالإمام، وأجاز لشيخنا قديماً في سنة سبع وتسعين ثم لابنته رابعة في سنة أربع عشرة، ومات في ليلة الأربعاء ثامن عشر المحرم سنة ست عشرة ورأيت من حذف خليلاً من نسبه ومن جعل يوسف الثاني في نسبه ابن عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد الله، وهو في عقود المقريزي بدون خليل في نسبه وسعد بدون إضافة ابن عبد الله وأرخه في سنة ست وعشرين والأول أتقن.
أحمد بن أبي بكر بن الخطيب المورعي اليماني أحد العلماء المتأخرين. قال الأهدل كان رجلاً قصيراً فقيهاً محققاً يعرف الروضة ويستحضر نصوصها وهو يومئذ مفتي البلد يذكر بالخير والدين اجتمعت به في رحلتي إلى مورع، ومات بعد اجتماعي به ببضع عشرة تقريباً رحمه الله وإيانا.
أحمد بن أبي بكر بن الديوان. يأتي في آخر الأحمدين فيمن لم يسم أبوه.
أحمد بن أبي بكر بن شمس الدين اللاري. فيمن جده محمد قريباً.
أحمد بن أبي بكر البهاء الحواري الدمشقي الشافعي وهو بلقبه أشهر ممن أخذ عن التقي بن قاضي شهبة ثم ولده البدر وتقدم في الفقه وصار أحد المفتين بدمشق وصنف فيه كتاباً حاكى فيه جامع المختصرات سماه الإرشاد، وناب في القضاء قليلاً ثم ترك وانجمع عن الناس لا سيما قبل موته وأقام بتربة القبيبات في ظاهر دمشق. مات سنة تسع وثمانين وقد قارب الثمانين.
أحمد بن أبي بكر أبو العباس المكدي الزيلعي العالم الفقيه. تفقه بالشهاب أحمد بن أبي بكر الناشري وبرع في الفرائض والحساب. مات في سنة ست أو سبع وثلاثين. ذكره العفيف.

أحمد بن أبي بكر البرنهي قاضي أ ب. مات في سنة خمس وعشرين. أرخه ابن عزم.
أحمد بن أبي بكر العبادي الحنفي. فيمن جده محمد.
أحمد الشهاب بن الأتابكي تاني بك. ولد في سنة خمس عشرة وثمانمائة فقد كان فيما قيل وقت دخول المؤيد مع الخليفة المستعين ابن أربعين يوماً. مات في ليلة الجمعة لعشرين من شوال سنة سبع وسبعين ببركة الحاج وحمل في محفته التي توجه فيها إلى بيته فوجد قد ختم عليه فغسل خارجه بالحوش أو بالمقعد وصلى عليه في آخر يومه ودفن بتربة أبيه بباب القرافة وكان قد توجه أمير الأول وهو في آخر الكراهة لذلك والتململ منه لشدة مرضه بحيث أنه لم يمكنه طلوع القلعة اليوم الماضي للبس الخلعة بل أركب في المحفة على أنه تكرر سفره أمير الحاج في أيام الظاهر خشقدم وسافر معه التقي الحصني زوج ابنته في مرة منها وهو في طهاشبه المصادر لكثرة كلفه التي لا يعوض عنها ما العادة جارية بل به يستدين سيما في هذه ومع ذلك فنزل الأمير المعين الآن عوضه على بركة وأضافه السلطان إقطاعه وهو ربع بلد منية مرجاً لنفسه وفتحت حواصله بعد فوجد بها من البيارم والشاشات ونحوها الكثير وصاح عياله بسبب ذلك كله وأكثروا الابتهال والدعاء.
أحمد بن تاني بك الشهاب بن أبي الأمير الإياسي الحنفي ثم الشافعي. ولد في شعبان سنة ثلاث وستين وثمانمائة بالجودرية ونشأ في كنف أبويه فاشتغل يسيراً وقرأ عند الزين عبد الغني الإشليمي ثم تطلع إلى الحديث ولازم الديمي ثم لازمني مدة وقرأ علي التقريب وشرح النخبة والاقتراح وغير ذلك وقرأ على الشاوي وفهم في الجملة فلما سافرت تردد لابن الكمال السيوطي فشفعه بعد أن كان قد قرأ على الصلاح الطرابلسي في الفقه وعلى غيره ثم سافرا، وبالجملة فهو من نمطه لظنه الوصول بغلطه ولذا بعدته بعد أن خبرته ثم لما رجعت هنا؟ ويتردد ويظهر سخطاً على صاحبه مع فهم في هذا الشأن وتحصيل لجملة من تصانيفي بحيث ذكر لي أنه مشتغل بجمع الحفاظ ورام مني وصفه بذلك فما أسعفته وشرع يتوسع في الكثير باستجازة أناس من المهملين وقد يكون اعتماده في رواياتهم عليهم بل على ما يتوهمه مما يكون خطأ سيما في الغرباء فإنه زاد في شأنهم حين حج فاراً من الطاعون وابتدأ بالمدينة ثم جاء لمكة بعد أشهر ودام بها نحو سنتين وكان يتردد إلى فيها والله تعالى يلهمه الخير وينفعه وينفع به المسلمين.
أحمد بن تقي المالكي. هو ابن محمد بن أحمد بن علي يأتي.
أحمد بن تميم. هو ابن علي بن يحيى بن تميم يأتي.
أحمد بن ثقبة - بمثلثة وفتحات - بن رميثة واسم رميثة منجد بن أبي نمر محمد بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الشريف شهاب الدين الحسني المكي أميرها. وليها شريكاً لعنان بن نعاس في ولايته الأولى بتفويض من عنان ليستظهر به على آل عجلان المنازعين له مع كونه كان ضريراً كحل لما مات ابن عمه أحمد بن عجلان بن رميثة وأمر ولده محمد لكنه كان من أجل بني حسن وأسعدهم وأكثرهم خيلاً وسلاحاً وكان خطيب مكة يذكرهما في خطبته. مات في آخر المحرم سنة اثنتي عشرة ودفن بالمعلاة وقد قارب السبعين أو بلغهاوخلف أربعة ذكور وبعض بنات. ذكره الفاسي في تاريخ مكة مطولاً.
أحمد بن جاحق المؤيدي جارنا وسبط أخت جهة شيخنا أمه الشريفة سمع على شيخنا وجهته وتكسب بحانوت في الباسطية.

أحمد بن جار الله بن زائد بن يحيى بن محيي بن سالم بن معقب بن محمد بن موسى بن محمد بن موسى الشهاب السنيسي المكي الشافعي أخو علي الآتي ويعرف بابن زائد. ولد في سنة ست وأربعين وسبعمائة أو بعدها بقليل وسمع من الجمال بن عبد المعطي الشفا بفوت من أوله وأجاز له العز بن جماعة والعماد بن كثير وابن سند وابن رافع وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وابن الهبل والحراوي والأسنائي وأبو البقاء السبكي وآخرون وتفقه في ابتداء أمره قليلاً بالشيخ أحمد بن ناصر الواسطي وحضر مجالس اليافعي في الحديث وغيره وكذا حضر دروس الشهاب بن ظهيرة فصارت له بعض مشاركات في الفقه وفي مسائل فرضية وحسابية ولازم الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة ونظر له في أمواله بوادي مرو غيرها فأنتفع بذلك وكثرة مراعاة الناس له فأثرى واتسعت أمواله واستفاد بمكة دوراً ونخيلاً وسقايا كثيرة بالوادي المذكور وغيره ورزق عدة أولاد. ومات في ليلة الأحد سادس عشر بيع الأول سنة سبع وعشرين بمكة ودفن من الغد بالمعلاة. ذكره الفاسي باختصار في تاريخ مكة.
أحمد بن جار الله بن صالح بن أبي المنصور أحمد بن عبد الكريم ثم الجلال بن الشهاب الشباني الطبري الأصل المكي الحنفي أخو علي الآتي أيضاً. ولي نيابة قضاء جدة واستقر فيه أخوه على بعده. مات كهلاً شهيداً من ضربة بساقه من لصوص خرجوا عليهم بمضيق حين توجهه لعرفة سنة ثمان وعشرين فأقام هو وأخوه بها لعجزه عن الحج حتى مات على إحرامه في ليلة الحادي عشر أول أيام التشريق فحمل إلى المعلاة فدفن بها.
أحمد بن جار الله المكي البناء الشهير بالحمة. مات بها في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين.
أحمد بن جانبك كوهيه الآتي أبوه.
أحمد بن جبريل الخليلي المؤذن سمع الميدومي وحدث عنه مع جماعة في سنة أربع وثمانمائة بنسخة إبراهيم بن سعد سمعها منهم التقي أبو بكر القلقشندي.
أحمد بن جعفر بن التاج عبد الوهاب النابلسي الحنبلي سبط البدر بن عبد القادر. ممن أخذ عني مع خاله الكمال وغيره.
أحمد بن الظاهر أبي سعيد جقمق أمه خوندشاه زاده ابنة عثمان متملك الروم. مات بالطاعون. في يوم الأربعاء مستهل صفر سنة ثلاث وخمسين عن سبع سنين.
أحمد بن أبي جعفر. في ابن محمد بن أحمد بن عمر بن الضياء محمد بن عثمان الحلبي.
أحمد بن جلال. في يعقوب بن جلال بن أحمد بن يوسف.
أحمد بن جلبان بن أبي سويد بن أبي دعيج بن أبي نمي الشريف الحسني. مات في ليلة الأربعاء سادس عشري المحرم سنة اثنتين وستين بخيف بني شديد وحمل إلى مكة فدفن بها. أرخه ابن فهد.
أحمد بن جمعة بن عبد الله الواسطي الأصل الخراز والده والبزار هو بقيسارية الإمارة ممن قرأ القرآن وتكلم في البيمارستان وقتاً وسمع على ابن الجزري في سنة ثمان وعشرين. مات في المحرم سنة سبع وخمسين بمكة وخلف بها دوراً وأبناء.
أحمد بن الجوبان شهاب الدين الدمشقي الذهبي الكاتب المجود والد عبد الكافي الآتي، قال شيخنا في أنبائه كان كثير المداخلة للدولة بسبب التجارة وكانت له دنيا واعتنى به المشير فأرسله إلى صاحب اليمن بكتاب المؤيد فلم ينل منه غرضاً ورجع إلى مكة فمات بمنى في ثاني ذي الحجة سنة ست عشرة ونقل إلى مكة بعد غسله وتكفينه بها ودفن بالمعلاة عن خمسين سنة أو نحوها وكان حج معنا من القاهرة في التي قبلها وتوجه من ثم إلى اليمن، قال الفاسي في تاريخ مكة وكان مع ذلك يحضر مجالس العلم والحديث وينظر في كتب الفقه والحديث والأدب فنبه ونظم الشعر وتردد إلى مكة للحج والتجارة مراراً وهو ممن عرفناه بدمشق في الرحلة الأولى وسمع معنا فيها من بعض شيوخنا وأمر ابنه بالسماع معنا فسمع كثيراً.

أحمد بن حاتم بن محمد بن حاتم بن عبد الله البسطي الصنهاجي الحبسي الفاسي المالكي نزيل القاهرة ويعرف بين المصريين بحاتم. ولد في جمادى الثانية سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بباب الحبسة من فاس ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة والجرومية وألفية ابن مالك وغيرها وأخذ بتلمسان عن جماعة منهم يحيى بن أحمد بن أبي القسم العقباني ومحمد بن الجلاب وبقسطنطينية عن ابن القسم بن أبي الحديد بل حضر بتونس عند إبراهيم الخدري وقرأ بطرابلس المعرب على أحمد حلولو القروي في آخرين بهذه وغيرها كإبراهيم الناجي وأخذ عنه الفقه والفرائض وحضر عند أبي عبد الله التريكي وتحول إلى القاهرة في سنة ثلاث وسبعين فأخذ بها عن البرهان الأنصاري في الرسالة وارتفق به وبأخيه وحج معه في سنة أربع وسبعين وعن السنهوري والنور بن التنسي وكذا التقي الحصني وحضر عند سيف الدين الحنفي في التفسير والأصول والأمين الأقصرائي قرأ على البدر بن القطان ايساغوجي وبعض الشمسية في آخرين منهم بالاسكندرية شعبان بن جنيبات وأجاز له الشاوي واختص بتمر الوالي وبغيره من الأمراء، وحج غير مرة الثانية في سنة إحدى وثمانين وجاور التي تليها وكذا في سنة ثمان وثمانين إلى موسم سنة أربع وتسعين، ودخل القاهرة في أوائل سنة خمس فدام السنة التي بعدها، وتزايد اختصاصه بالملك وصار يبيته عنده في بعض ليالي الأسبوع مع اختصاصه قبل ذلك بالأتابكي أيضاً وبالغ كل منهما في إكرامه واقتفى أثرهما غير واحد كما سافر لزيارة بيت المقدس ثم دخل منه الشام وعاد إلى القاهرة ثم إلى مكة في موسمها ولم يلبث أن أصيب في مال غدي عليه وتعددت أملاكه بمكة وجافى شافعيها مع مزيد إكرامه وحنبليها وغيرهما وخالطه كثيرون لأطماعه لهم بالقراءة وغيرها بحيث صار ممن يرغب ويرهب ثم رجع إلى القاهرة وجرى على عادته في الطلوع والدوران إلى أن ضعف وهو الآن أثناء سنة تسع وتسعين ولم يزل يظهر لي زائد التودد والتردد بكل من البلدين ويوهم ما لا يخفى علي وربما يقول لي إذا ذكرتني لأحد فلا تصفني إلا بالصلاح دون العلم وكأنه علم كساد سوقه في معرفته لشأنه عندهم على أنه وأقرأ بالقاهرة قليلاً ثم بمكة في الفقه وغيره ورأيت منه استحضاراً في الفقه وبعض مشاركة واستحضاراً لكثير من أحوال بعض أئمة المغاربة وإتقاناً فيما يبديه، وتميز في الطب مع مزيد عقل وخبرة زائدة بمداخلة الناس واستجلاب الخواطر بحيث صحب مع من أشرنا إليه أكابر الأمراء والمباشرين فمن دونهم وحمد من بعضهم في مخالطته لهم ومرابطته معهم ولسانه محفوظ وعقله ملحوظ وقد تنزل في جهات وقررت له مرتبات سوى الهوائي.
أحمد بن حامد. هو ابن محمد بن محمد بن حامد.

أحمد بن حجي بن موسى بن أحمد بن سعيد بن غشم بن غزوان بن علي بن مشرف بن تركي الشهاب أبو العباس بن العلاء أبي محمد السعدي نسبة للصحابي عطية بن عروة السعدي الحسباني الدمشقي الشافعي أخو النجم عمر الآتي ويعرف بابن حجي - بكسر المهملة والجيم الثقيلة - ولد في ليلة الأحد رابع المحرم سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بظاهر دمشق ونشأ فحفظ القرآن والتنبيه وتفقه بأبيه ولازمه كما ذكر نحو عشرين سنة وبالشمس بن أبي حسن الغزي وابن قاضي شهبة وأبي البقاء والتاج السبكيين والعماد الحسباني والأذرعي وابن قاضي الزبداني وابن خطيب يبرود والشمس الموصلي والعنابي وسمع من العماد بن السيرجي وابن النجم وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر ومحمد بن المحب وأحمد بن عمر الأبكي والتقي بن رافع ومحمد بن أبي بكر السوقي الكثير حتى سمع ممن بعد هؤلاء، وله إجازة من ابن القيم والعلائي والزيباوي وابن نباتة وخلق. وكتب الكثير وتميز وتقدم في الفقه والحديث وأذن له في الإفتاء والإقراء وناب في الحكم مدة وولي خطابة الجامع الأموي ونظره مراراً وترك النيابة بل أريد على القضاء الأكبر بدمشق مراراً وهو يمتنع حتى وليه في حياته أخوه النجم وجمع شرحاً على المحرر لابن عبد الهادي كتب منه قطعة ونكتاً على ألغاز الأسنوي وكذا على مهماته وتاريخاً مفيداً ديل به على تاريخ ابن كثير بدأ فيه من سنة إحدى وأربعين وآخر ما علق منه إلى ذي القعدة سنة خمس عشرة وكان انحابه وبعلم الميقات ومعجماً لشيوخه على حروف المعجم وكتاباً نفيساً سماه الدارس في أخبار المدارس يدل على اطلاع كثير. وقدم القاهرة مراراً آخرها في الرسلية عن المؤيد قبل سلطنته سنة ثمان وحصل نسخة من تعليق التعلق لشيخنا وشهد له في عنوانها بالحفظ وكتب خطه بذلك في أصله. وحدث بالقاهرة وببلده بالكثير ودرس وأفتى، وممن سمع منه من شيوخنا العلم البلقيني والأبي وانتهت إليه في آخر وقته رياسة العلم بدمشق وكان أشياخه ونظراؤه يثنون عليه كل ذلك مع الدين والصيانة والانجماع على نفسه والملازمة لبيته والحظ من العبادة. قال شيخنا في معجمه اجتمعت به بدمشق وسمعت من فوائده وذاكرته. وقال في موضع آخر ورأيت في تاريخه في ترجمة والده قال رأيت أبي في النوم في أواخر سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة في الأسدية فقمت خلفه فقلت كيف أنتم فتبسم وقال طيب فمشيت معه إلى الباب فكان من جملة ما سألته أيهما أفضل الاشتغال بالفقه أو الحديث فقال الحديث بكثير قال فقلت له أدع لي فدعا لي بثلاث بوفاء الدين وخاتمة الخير ونسيت الثالثة ثم التفت إلي كالمودع فقال أنهم يشكرونك فقلت من؟ قال الملائكة فقلت بالله قال نعم قال فاستيقظت مسروراً. بل أشار شيخنا لها في معجمه فقال ومن الفوائد عنه ما وجدته بخط المحدث خليل بن محمد هو الأقفهسي أنه سمعه يقول رأيت أبي في النوم فعرفت أنه ميت فقلت كيف أنت قال طيب بعد أن تبسم فقلت أيما أفضل الاشتغال بالفقه أو الحديث قال الحديث بكثير انتهى. وسلم من الفتنة العظمى ومات في سادس المحرم سنة ست عشرة رحمه الله وإيانا. وقد ذكره ابن موسى وابن فهد في معجميهما وابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية وآخرون كالمقريزي في عقوده وأنه جرت بينهما مباحث بمجلس كاتب السر فتح الله.
أحمد أمير بن حسن السر الزردكاش. كان متقدماً في صناعته ثم اعتزل الناس واعتقد. مات في يوم السب تاسع صفر سنة أربع وستين وصلى عليه بالأزهر في طائفة ودفن في بيت والده بالقرب من زاوية بني وفا بحارة عبد الباسط.
أحمد بن حسن شاه الشهاب أبو الفضل القاهري الحنفي ويعرف بابن الحسن. اشتغل بعد بلوغه وحفظ كتباً وبرع في فنون بعد جلوسه أولاً عند السدار على باب الكتبيين ثم تنزل في صوفية الأشرفية. ومن شيوخه الشمني والأقصرائي والحصني وآخرون واختص بالأولين حين عقد له أولهما على ابنته قبل موته وجعله أحد أوصيائه فلم يلبث أن مات في حياة والده قبل أن يتكهل في ظهر يوم الأربعاء ثامن عشر رجب سنة ثلاث وسبعين قبل دخوله على المشار إليها لصغرهاوصلى عليه من الغد وكان قد حج في موسم سنة إحدى وسبعين وأحرم فارنا وأخبرني وأنا هناك بمصاهرته للشيخ سروراً منه بذلك، ونعم الشاب فضلاً وديانة وعقلاً وانجماعاً، وقد سمع بقراءتي على السيد النسابة والبارنباري والشمس السكري والأزهري.

أحمد بن حسن بن إبراهيم شهاب الدين الدماطي ثم الأزهري كان بارعاً في الكتابة والتذهيب يجيد القراءة في الجوق ممن اشتهر ببني الجيعان، وحج غير مرة وجرت على يديه كثير من المبرات وصار خبيراً بتقرقتها بل جدد جامع جزيرة الفيل وأحكمه وأتقنه مستعيناً في ذلك بما يأخذه من الرؤساء ونحوهم وربما توفر له منه ما يضمه لما يتحصل له من جهاته ونحوها بحيث خلف من النقد وغيره ما يوازي ثلاثة آلاف دينار بل كان الظن به أكثر، كل ذلك مع تعاني الظرف مع كثافته والسخرية بالناس حتى بمن عرف به مع ركاكته وقد عزره أبو البركات الهيثمي بشيء سلكه في سخريته بقوالح وإلا مروراء هذا، وبلغني أنه لم يتزوج قط وأنه ربما نظم ورأيته كتب على مجموع البدري:

يا شمس بدر جاءنـي

 

بوجهه ينفي الحزن

وقال صفني واختصر

 

فقلت مجموع حسن

مات في ذي القعدة سنة تسعين وقد قارب السبعين ظناً عفا الله عنه وإيانا.
أحمد بن حسن بن أحمد بن إبراهيم شهاب الدين الخريمي الكناني الجازاني اليماني الشافعي نزيل الحرمين ويعرف بالجازاني. ولد سنة أربع وستين وثمانمائة تقريباً بأبي عريش من أعمال جازان من اليمن ونشأ بها فقرأ القرآن وهاجر لمكة صحبة خاله فقطنها وحفظ الإرشاد وجمع الجوامع وألفية النحو واشتغل بها وبالمدينة على غير واحد من أهلها والقادمين عليها كإسماعيل بن أبي يزيد ومعمر والنور للطنتدائي وأبي الخير بن أبي السعود والسمهودي في الفقه والفرائض والعربية وغير ذلك، ومن شيوخه في العربية البدر حسن المرجاني قرأ عليه الكافية والنصف الأول من المتوسط مع جميع شرحه لقواعد ابن هشام بل قرأ عليه مؤلفاً له في الدماء وحضر دروس الجمال بل سمع على والده في الصحيحين والسيرة وعلى عمه الفخر أبي بكر قليلاً في الفقه وفرائض الإرشاد وكذا قرأ على السيد للكمال بن حمزة في الإرشاد حين مجاورته بمكة وقبل ذلك فيه إنما على الشهاب الخولاني بل قرأ على النور بن عطيف الإيضاح في المناسك للنووي والفاعلية وعلى المحب بن أبي السعادات مفترقين، ودخل الشام وبيت المقدس وأخذ عن الكمال بن أبي شريف والتقي بن قاضي عجلون وكذا أخذ بالقاهرة عن عبد الحق السنباطي والزين النشاوي وحضر عند زكريا حين دخوله مصر وكتب من تصانيفي ترجمة النووي والابتهاج وقرأهما ولازمني في مجاورتي بعد الثمانين في مجاورتي بعد التسعين فسمع الكثير ومن ذلك ألفية الحديث بكمالها بحثاً وقرأ على جملة من أوائل الكتب وكتبت له إجازة في كراسة والآن في سنة تسع وتسعين مقيم بالقاهرة قضى الله مآربه وهو خير ساكن كان ربما يتكسب بالتأديب ثم أعرض عنه وله حرص على التحصيل.
أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام الشهاب بن البدر القرشي العمري المقدسي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي ابن أخي الحافظ الشمس محمد بن أحمد بن عبد الهادي ووالد البدر حسن الآتي ويعرف بابن عبد الهادي. ولد تقريباً سنة سبع وستين وسبعمائة وسمع على أبيه وعمه إبراهيم بن أحمد وأبي حفص البالسي في آخرين منهم الصلاح بن أبي عمر وكان خاتمة أصحابه بالسماع سمع منه الفضلاء في المسند لأحمد والجزء الثاني من أمالي أبي بكر بن الأنباري، وحدث سمع منه الفضلاء كابن فهد أجاز لي وكان صالحاً ديناً خيراً قانعاً متعففاً من بيت صلاح وعلم ورواية مات في يوم الجمعة ثالث رجب سنة ست وخمسين وصلى عليه عقب صلاة الجمعة بالجامع المظفري ودفن بالروضة بسفح قاسيون جوار الموفق بن قدامة رحمهما الله وإيانا.
أحمد بن حسن بن أحمد بن محمد بن فليتة الجدي الأصل المكي ويعرف بالحنش.مات في ربيع الأول سنة ثلاث وستين في مكة.
أحمد بن حسن بن أحمد الشهاب الهيتمي ثم القاهري الأزهري نقيب الأسيوطي وولد عبد القادر.
نشأ بين المجاورين فقرأ القرآن وكتب المنسوب ونسخ به أشياء بالأجرة وغيرها وقرأ في الأجواق وتنزل في الصوفية ونحوهم وانتمى لبنى ابن عليبة بتعليم أبنائهم وخدمهم فصار يتكلم في تعلقاتهم لحذقه بالكلام فترفع حاله وعرف بين الناس خصوصاً وقد خدم لولوي الأسيوطي  حتى كان هو المتولي لأموره كلها لا يقدم عليه غيره وصار عنده شبه النقيب واستمر في نمو من المال إلى أن مات في يوم الأحد ثالث شعبان سنة اثنتين وثمانين وكان توجه للاسكندرية لملاقاة الزين عبد القادر بن عليبة فحم هناك فرجع فأقام دون أسبوع ثم مات وصلى عليه بالأزهر في مشهد حافل ودفن بالقرب من تربة الشيخ سليم وتأسف الأسيوطي على فقده لمزيد نصحه له وأظنه جاز الأربعين عفا الله عنه.
أحمد بن حسن بن أحمد الطائي الصعدي اليماني. لقيته بمكة في رمضان سنة سبع وتسعين فسمع مني المسلسل بشرطه وعلى ختم السيرة الهشامية ومؤلفي في ختمها وقصيدة البوصيري الهمزية وكتبت له إجازة وقال لي أنه ولد في آخر سنة خمس وخمسين أو أول التي تليها بصعدة واشتغل قليلاً وسمع على بعض الآخذين عن يحيى العامري وقرأ في هذه السنة بالمدينة النبوية حين كان فيها للزيارة على قاضيها خير الدين بن القصبي المالكي في الموطأ ورجع إلى بلاده.
أحمد بن حسن بن إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل الشهاب العنتابي ثم القاهري الحنفي والد الشمس محمد ومحمود المعروف كل منهما بالأمشاطي ممن اشتغل وفضل وذكر بالخير ورافق شيخنا في السماع قبل القرن على بعض شيوخه في المستخرج وغيره وأثبت اسمه في الطباق وشيخه ونسبه في بعضها عجمياً وفي بعضها كحكاوياً وفي بعضها عينتابياً وكذا سمع بعد ذلك. مات في سنة تسع عشرة.
أحمد بن حسن بن خليل بن محمد بن خليل بن رمضان بن الخضر بن خليل بن أبي الحسن الشهاب بن البدر بن الغرس التنوخي الطائي العجلوني ثم الدمشقي الشافعي والد إبراهيم الماضي ويعرف بابن الغرس. ولد في المحرم سنة إحدى وسبعين وسبعمائة كما قرأته بخطه وسمع عائشة ابنة عبد الهادي والجمال بن الشرائحي أجاز لي وكتب بخطه أنه سمع عليها الثلاثيات وأن من شيوخه الشمس محمد القلقشندي المقدسي والضياء والتقي أبو بكر الفرعوني وغيرهم ووصفه ابن ناصر الدين بالشيخ المحدث ووالده بالشيخ الصالح البركة المقرئ العالم. مات في أحمد بن حسن بن داود بن سالم بن معالي الشهاب العباسي الحموي الحنبلي. ولد في سنة خمس وتسعين وسبعمائة بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن والمحرر في الفروع والطوفي في أصولهم وألفيتي الحديث وابن مالك والشذور وتفقه بالعلاء بن المغلي، وقال ابن أبي عذيبة أنه سمع الكثير من مشايخ عصره ووصفه بالشيخ الإمام واقتصر من نسبه على أبيه، وولي قضاء بلده في سنة خمس وعشرين فأقام إلى أن كف بعد الستين فاستقر فيه ولده الموفق عبد الرحمن الآتي. ومات في أوائل سنة ثلاث وسبعين.
أحمد بن حسن بن صلح الشهاب السبكي مؤدب أولاد الزكي بمكة سمع علي معهم في المجاورة الثالثة.
أحمد بن الحسن بن عبد الله الجوهري. صواب جده علي وسيأتي.
أحمد بن حسن بن عجلان بن رميثة واسم رميثة منجد بن أبي نمى محمد بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن الشريف الحسني المكي. نشأ بمكة وأشركه أبوه مع أخيه بركات في إمرتها سنة إحدى عشرة وثمانمائة وتكرر له ذلك وبعد موت أبيهما توجه إلى زبيد من اليمن مفارقاً لأخيه المذكور فمات هناك في سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
أحمد بن حسن بن عطية بن محمد بن فهد الهاشمي المكي الآتي أبوه وجده سمع علي بمكة.
أحمد بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي عم إبراهيم بن عمر الماضي ووالد يوسف الذي ورثه. نقل عنه ابن أخيه أنه كان يقول من أراد أن يغتسل بالماء البارد في زمن البرد ولا يضره فليقل يا ماء لا تؤذيني أشتكيك غداً إلى رب العالمين وأنه كان إذا اغتسل يقوله فوجده صحيحاً قال مع أني لا أغتسل بالماء الحار إلا نادراً وربما اغتسلت والثلج ينزل على جسمي وقال أنه هو الذي علمه الكتابة واستفاد منه وأرخ مولده قبل سنة سبعين وسبعمائة تقريباً بخربة روحا من البقاع ووفاته بها سنة عشرين وثمانمائة ظناً عفا الله عنه.

أحمد بن حسن بن علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم بن أحمد بن هاشم بن بعاس ابن جعفر الشريف الشهاب أبو العباس الحسيني القسطيني الأصل المصري المولد والمنشأ الشافعي ويعرف بالنعماني نسبة للأستاذ أبي عبد الله بن النعمان. ولد تقريباً سنة أربع وخمسين وسبعمائة بمسجد النور شرقي راوية الأستاذ المشار إليه من مصر وسمع على أبي محمد عبد الله بن خليل بن فرج بن سعيد المقدسي ثم الدمشقي الشافعي نزل الحرم الصحيحين والمصابيح وتأليفه تحفة المريدين وعلى مهنا بن أبي بكر بن إبراهيم خادم الفقراء برباط الحوري مصباح الظلام لابن النعمان ولبس الخرقة النعمانية من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عبد الله بن النعمان وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن قفل القرشي وأقام بالزاوية المشار إليها مديماً للذكر والأوراد والإرشاد فانتفع به الناس وصارت له وجاهة وجلالة وشفاعات مقبولة، وممن كان يقوم معه في مهماته لاعتقاد جلالته الأمين الأقصرائي وأخذ عنه الشمس بن عبد الرحيم المنهاجي سبط ابن اللبان والمحب الفيومي والجمال البارنباري وابنه الولوي والشهاب بن الدقاق والجلال البكري وآخرون، وكان نقمة على أهل الذمة فيما يجدونه في كنائسهم بل هو القائم في هدم كنيسة النصارى الملكيين بقصر الشمع حتى صارت جامعاً وقال لي صاحبنا البرهان النعماني أحد أصحابه وخليفته في المشيخة أنه أسلم على يديه ثمانون كافراً وأنه لم يبق في قصر الشمع ولا دموة ولا في المدينة كنيسة لليهود ولا النصارى إلا وقد شملها من السيد إما هدم أو بعض هدم وإما إزالة منبر أو نحو ذلك مما فيه إهانة لهم وأنه كان كثير الصدقة والصيام والتهجد والذكر والبكاء غير مانع له عن ذلك ما به من مرض الباسور والفتق وغيرهما كثير المحاسبة لنفسه والتوبيخ لها غاية في التواضع والحث على الخير، حج وجاور بمكة سبع سنين وعزم على الاستيطان هناك لعداوة بعض من كان أركان الدولة الناصرية له فاتفق أن بعض أهل الكشف لقيه إما في الطواف أو في الحرم فامسك بأذنه وقال له ارجع إلى مصر وعمر الزاوية فإن الكلاب تدخلها من حائط انهدم فيها فقدمات عدوك في هذا اليوم ورحم في تابوته فانثنى عزمه عن الإقامة ورجع وكان الأمر كذلك. مات وقد عمر في ليلة الثلاثاء ثالث ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين بمصر وصلى عليه من الغد بجامعها في مشهد حافل لم ير بمصر أعظم منه ودفن بالزاوية النعمانية وأوصى أن يقال حين دفنه سبعين ألفاً لا إله إلا الله فنفذت وصيته رحمه الله وإياناً.
أحمد بن حسن بن علي بن عبد الله الشهاب النشوي القاهري الحنفي. اشتغل وتميز في الكتابة وشارك في الجملة مع لطف وحسن عشرة ولما كنت بالمدينة النبوية وكان قاطناً بها صحبة شيخ الخدام بها قائم قرأ على الشفا ولازمني في أشياء ثم بعد موته قدم القاهرة في أول سنة إحدى وتسعين ثم عاد إليها صحبة شاهين ولكنه لم يكن معه كذاك ثم رأيته بمكة في موسم سنة ثمان وتسعين ورجع إلى المدينة ونعم الرجل تودداً أحسن الله إليه.

أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الشهاب الأذرعي الدمشقي ثم المصري الشافعي. ولد باذرعات وتحول منها إلى دمشق وحفظ القرآن وأخذ عن ناصر الدين بن قديدار في العلم والتصوف وأم بجامع بني أمية فاتفق أن المؤيد حين كان نائبها سمع قراءته فطرب فاستدعى به فقرره إمامه ولما كانت الوقعة بينه وبين الناصر وانهزم الناصر حضرت المغرب فتقدم للإمامة على العادة فقرأ في الأولى "واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض" الآية فاستحسنها الأمير وتفاءل بتمام النصر فكان كذلك ولذا زاد حين تم الأمر له في تقريبه وجعله من ندمائه واستقر به وبذريته في إمامة جامعه وكذا اختص بالزيني عبد الباسط واستقر به في مشيخة مدرسته التي أنشأها بخط الكافوري وأثرى ولم يزل يؤم من بعد المؤيد من الملوك حتى مات بعد تعلله نحو سبعة أشهر بالاستسقاء وغيره في العشر الأول من جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين عن ثلاث وسبعين سنة وخلف ثلاثة عشر ذكراً سوى الإناث وكان عاقلاً ساكناً نيراً مشاركاً جيد القراءة في المحراب إلى الغاية ندي الصوت بحيث كان يشارك في الموسيقا منطوياً على ديانة وخير واهتمام مع من يقصده ومحبة في المعروف ومزيد انقياد للشرع وتعظيم حملته. ومن لطائفه أنه استعمل في إغراء السلطان بالأكرم النصراني فقرأ به في الصلاة سورة "اقرأ" فلما انتهى إلى قوله "وربك الأكرم" بكى وقطع القراءة فسأله المؤيد عن ذلك فقال أجللت هذا الوصف العظيم أن يتسمى به هذا اللعين وأشار إلى النصراني فكان ذلك سبباً لإتلافه، ومحاسنه كثيرة وهو ممن سمع على شيخنا وكان مبجلاً له وقد أطلت ترجمته في التبر المسبوك.
أحمد بن حسن بن علي بن محمد الشهاب بن البدر الطلخاوي الأصل القاهري الآتي أبوه. ممن حفظ القرآن وكتباً وعرض وحضر درس أبيه وكذا سمع علي وزوجه أبوه ابنة للخطيب علي بن عبد الحق.
أحمد بن الحسن بن علي الشهاب الجوجري ثم القاهري. ولد سنة أربع وستين وسبعمائة وقرأ كثيراً وسمع على الشمس بن قاضي شهبة بعض الأموال لأبي عبيد ولازم العلاء على الأقفاصي وغيره كالبدر الطنبذي، ونظم الشعر فأجاد وتكسب بالشهادة بل ناب في لحكم وكان أديباً فاضلاً. ذكره شيخنا في معجمه ما عدا أخذه عن الطنبذي وأنشد له:

إن الحلاوي مع قوم يخالطـهـم

 

إلا محاسومه عنهم محاسنـهـم

السعد والفخر والطوخى صاحبهم

 

فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهـم

فالسعد والفخر هما الأخوان أبناء غراب والطوخي هو البدر الوزير، قال شيخنا فلما سمعتهما عززتهما بثالث بعد قتل النجم بن حجي:

وابن الكويز وعن قرب أخوه قضى

 

والبدر والنجم رب اجعله ثامنهـم

والبدر هو ابن محب الدين والنجم هو ابن حجي قال وقد لازم المشار إليه هؤلاء السبعة ملازمة شديدة واختص بكل منهم اختصاصاً بالغاً، ولم يؤرخ شيخنا وفاة الجوجري هذا وقد كان شيخ التصوف بالبشتكية مع خزن كتب العرابية بجوارها وغير ذلك، ورأيت بخطه الجيد نظماً يمدح به الجعبرية في الفرائض أوله:

سقى الله قبر المعتني بالمصـالـح

 

وتاج الدنا والدين ذي الفضل صالح

وذكره المقريزي في عقوده باختصار ولم يعين وفاته أيضاً وسمى جده عبد الله غلطاً ونسب نظم شيخنا لصاحب الترجمة أيضاً.
أحمد بن حسن بن أبي عبد الله محمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أحمد بن علي القيسي القسطلاني أمه آمنة ابنة أحمد بن يوسف المدني أجاز له في سنة اثنتين وثمانمائة العراقي والهيثمي والحلاوي والسويداوي وابن سبع وابن قوام وابنتا ابن عبد الهادي وابنة ابن المنجا وعمر البالسي وآخرون ولم يؤرخ ابن فهد ولا غيره وفاته نعم قال أنه لم يعقب.

أحمد بن حسن بن محمد بن سليمان بن عبد الله الشهاب أبو العباس البطائحي المصري الشافعي نزيل القاهرة. ولد في رمضان سنة ثلاثين وسبعمائة وسمع من الخلاطي السنن للدارقطني وعن العز بن جماعة قطعة من قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا ومن الحسن بن عبد العزيز المدخل لابن الحاج ومن البدر بن الخشاب قطعة من مسند أبي يعلى ومن العلم سليمان بن سالم الغزي الأذكار وكان يذكر أن ابن عبد الهادي أجاز له واستقر في خدمة البيبرسية وحدث بختم مسلم والنسائي شريكاً لابن الكويك وغيره بقراءة شيخنا وكذا حدث بالأذكار سمع منه غير واحد ممن أخذنا عنه. ومات بالبيبرسية في سنة عشر. ذكره شيخنا في معجمه باختصار، وتحرر وفاته فإنه أجاز في استدعاء لابن فهد مؤرخ بذي الحجة سنة اثنتي عشرة. وقال المقريزي في عقوده أنه كان يلازم ابن الملقن. ولم يجزم بمولده بل قال فيه تخميناً والأول أضبط وسمي والده حسناً، وجوزت كونه من الناسخ إن لم أكن احاشيه عن هذا.
أحمد بن الحسن بن محمد بن محمد بن زكريا بن محمد بن يحيى بن مسعود بن غنيمة بن عمر الشهاب أبو العباس بن المحدث البدر أبي محمد القدسي السويداوي الأصل القاهري المولد والدار الشافعي ويعرف بالسويداوي. ولد في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وأسمعه أبوه الكثير من شيوخ عصره كابن المصري وابن فضل الله وابن القماح ومحمد بن غالي وأحمد بن كشغدى وإبراهيم بن الخيمي وابن طي وابن أيوب المشتولي وصالح بن مختار الأشنهي وأبي حيان وعائشة ابنة الصنهاجي وغيرهم من أصحاب ابن عبد الدائم والنجيب ونحوهم وأكثر من الشيوخ والمسموع وأجاز له من دمشق المزي والبرزالي والذهبي والشهاب الجزري وابنة الكمال في آخرين ليس ببعيد أن يكون منهم الحجار والختني والدبوسي والواني وابن قريش لحصر والده على الطلب ولكن لم نقف على ذلك، وأخذ عن القطب الحلبي والركن بن القريع. وتفقه على مذهب الشافعي وحضر الدروس وبحث في الروضة وجلس مع الشهود وحدث قديماً قبل الثمانين وتفرد بكثير من مروياته وكانت عنده عدة أجزاء من مروياته وهو أصول والده وكان يحدث منها ثم توزعها الطلبة، وسمع منه البرهان الحلبي والولي العراقي، وأكثر عنه شيخنا وروى لنا عنه خلق تأخر بعضهم إلى بعد السبعين قال شيخنا وقد قرأ عليه بعض الطلبة بإجازة بعض من أدركه بالظن والتخمين فلتحقق إجازته منهم ثم تجاوز فقرأ عليه المعجم الكبير للطبراني بإجازته من عبد الله بن علي الصنهاجي وهو خطأ قبيح فإن الصنهاجي مات قبل مولد الشيخ بسنة وقد نبهت الشيخ بعد مدة على فساد ذلك فأشهد على نفسه بالرجوع عنه ثم أشهدني أنه رجع عن جميع ما قرئ عليه بالإجازة إلا إجازة محققة وكان خيرأً محباً للحديث وأهله وأضر بأخرة وأقعد بتربة الست زينب خارج باب النصر إلى أن مات بها في ليلة التاسع عشر من ربيع الآخر سنة أربع وقد قارب الثمانين أو أكملها ودفن هناك، وكان نعم الشيخ رحمه الله. وممن ترجمه الأقفهسي في معجم ابن ظهيرة وروي عنه بالإجازة قال وكان خيراً صالحاً، والتقي الفاسي في ذيله والقريزي في عقوده وأنه سمع عليه كثيراً وكان نعم الرجل خيراً محباً للحديث وأهله وأبوه كان من كبار المحدثين سمع الكثير وجمع وأما جده فكان يعرف بالقدسي لصحبة القدسي الواعظ وتعاني الوعظ فتعلم منه وسمع من النجيب وابن مضر ومنصور بن سليم وله نظم ونثر. مات في رمضان سنة ست وعشرين وثمانمائة.
أحمد بن حسن بن محمد الشهاب المنوفي ثم القاهري الشافعي المقرئ نزيل المنكوتمرية وقريب التقي عبد الغني المنوفي. حفظ القرآن والحاوي وغيرهما واشتغل يسيراً وأخذ القراءات عن الزين جعفر السنهوري بل قرأ اليسير بواسطته على شيخنا وصلى به التراويح وكذا أخذ عن قريبه ابن أبي السعود والبدر حسن الأعرج وتكسب بالشهادة وكان عاقلاً فهماً كيساً. مات في ليلة الاثنين سادس المحرم سنة إحدى وسبعين بعد توعكه أياماً وتأسف عليه غالب معارفه وقد جاز الأربعين عفا الله عنه.

أحمد بن حسن شهاب الدين المحلى الشافعي المقرئ ويعرف بابن جليدة - تصغير جلدة - وهي شهرة خاله تلا عليه وعلى الشهاب الاسكندري القلقيلي للسبع وتصدر لإقراء الأطفال دهراً بل أخذ عنه جماعة القرآن كالشمسين النوبي وابن أبي عبيد وأم بجامع الغمري بالمحلة وأقرأ ولده، وكان خيراً حج مراراً وجاور وآخر الأمر توجه في البحر. ومات في شوال سنة أربع وسبعين بمكة رحمه الله وإياناً.
أحمد بن حسن بن قفند. هكذا كتبه ابن عزم.
أحمد بن حسن الشهاب الحنفي شيخ المنجكية. مات بعد انقطاعه بالفالج مدة في شوال سنة إحدى وثمانين وصارت المشيخة لناصر الدين الأخميمي أحد أئمة السلطان.
أحمد بن حسن الشهاب الطنابي ثم القاهري الحنفي المؤدب جد البدر الدميري الآتي في المحمدين لأمه قال لي أنه كان يؤدب الأطفال بحانوت الزجاجيين وله نيابة عن المحتسب في النظر في فقهاء المكاتب يقر المتأهل ويمنع غيره بصولة وحرمة وديانة وممن انتفع بتعليمه البهاء البلقيني والمناوي والضاني ويتولى مع ذلك العقود والقراءة بصفة البيبرسية. مات في سنة إحدى وثلاثين ودفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله.
أحمد بن حسن البطائحي. مضى فيمن جده محمد بن سليمان.
أحمد بن الحسن البيدقي المصري أمين الحكم بها. سمع علي الميدومي وغيره وحدث سمع عليه شيخنا وذكره في معجمه وأنه مات خاملاً في رمضان سنة إحدى عشرة وقد جاز السبعين، وقال المقريزي في عقوده أنه الذي تولى الدعوى على ناصر الدين بن محمد بن الميلق.
أحمد بن حسن الحلبي، ممن سمع مني بمكة.
أحمد بن حسن الرومي المكي الفراش بها ويعرف بالأقرع. مات بها في شعبان سنة اثنتين وتسعين.
أحمد بن حسن السندبسطي القاهري المديني الشافعي الناسخ، كتب لابن حجي المطلب وغيره وسمع مني بالقاهرة وحفظ القرآن وغيره واشتغل عند الفخر المقسي في الفقه وقرأ عليه البخاري وعلى ابن قاسم في الفقه والعربية وكذا حضر عند يحيى الدماطي حين كان يجيء الزاوية، وجود الكتابة على ابن سعد الدين وغيره وحج غير مرة.
أحمد بن الحسن العباسي الحنبلي. مضى فيمن جده داود بن سالم.
أحمد بن الحسن الغماري العروسي. كبير الشهرة بالغرب كله بالصلاح والخير عمر نحو المائة. ومات في رمضان أو شوال سنة أربع وسبعين. أفاده لي بعض المغاربة.
أحمد بن أبي الحسن علي بن عيسى الشهاب الحسني السمهودي الشافعي والد عبد الله الآتي وكان أبوه من أعيان سمهود وعدولها فنشأ ولده بها وحفظ القرآن والمنهاج وارتحل إلى قوص فتفقه بها وانتفع في الفقه بأخي زوجته القاضي ناصر الدين السمهودي المذكور جده عبد الرحيم في الطالع السعيد وولي قضاء بلده وقتاً وغير ذلك مع ما أضيف إليها من الأعمال فحسنت مباشرته وكان ذا ثروة تلقاها عن أبيه فلذا كان متجملاً في هيئته وطريقته مع العفة في القضاء والطريقة الحسنة، وقد حج ورجع إلى مصر فمات بها بعد العشرين. أفادنيه حفيده السيد علي ابن عبد الله نزيل طيبة نفع الله به.
أحمد بن الحسين بن إبراهيم محيي الدين المدني الأصل الدمشقي والد نجم الدين. ولد سنة إحدى أو اثنتين وخمسين وسبعمائة بدمشق وكان أبوه انتقل من المدينة إليها ونشأ بدمشق فطلب العلم وعني بصناعة الإنشاء وباشر التوقيع من صغره في أيام جمال الدين بن الأمير ودخل مصر بعد اللنك فباشر التوقيع أيضاً ثم قدم مع شيخ ومعه صهره البدر بن مزهر وأسند وصيته إليه وصحب الفتحي فتح الله فاستكتبه أيضاً في الإنشاء وعول عليه في المهمات فلما مات رجع إلى دمشق ولي بها كتابة السر في أوائل سنة ثمان عشرة وكان ديناً عاقلاً ساكناً منجمعاً عن الناس فاضلاً عفيفاً كثير التلاوة متنسكاً ورعاً مشكور السيرة عارفاً متودداً لا يكتب على شيء يخالف الشرع لكنه ينسب للتشيع. مات في صفر سنة عشرين. ذكره شيخنا في أنبائه ورأيت من أرخه نقل ذلك غلطاً كالمقريزي فإنه قال في عقوده أنه مات في ثالث شعبان سنة ثمان عشرة نعم أرخه ابن قاضي شهبة في يوم الأربعاء سنة عشرين لكن خامس عشري المحرم من السنة بعد ما تعلل مدة ودفن بتربة الصوفية بدمشق عن نحو سبعين سنة وكان بسبب تجرئه ينسب إلى نففن ورد ما نسب إليه من التشيع وأنه كان من خيار المسلمين أهل السنة رحمه الله.

أحمد بن حسين بن أحمد بن قاوان الشهاب بن الفاضل البدر بن الشهاب الكيلاني المكي الشافعي الآتي أبوه وجده وهو سبط السراج الحنبلي الشريف قاضي الحرمين ويعرف كسلفه بابن قاوان. أخذ عن أبيه وغيره وسمع مني وعلي اليسير بمكة في المجاورة الثالثة وهو شاب ساكن سافر إلى كلبرجة وغيرها ولم يحصل في سفره على طائل لكون عم والده قتل في تلك الأيام بل ضيع قدراً كبيراً في ذهابه وإيابه كان معه لأبيه وسافر بعد موته إلى كنهايت فغرق مركبه قبل وصولها ثم دخلها في البر مجرداً فسوعد في استرجاع بعض ما كان معه من نقد وغيره ودام بها إلى أن مات فيها أو في غيرها بعيد التسعين عوضه الله الجنة.
أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن يوسف بن علي بن أرسلان - بالهمزة كما بخطه - ابن أبي بكر الدمشقي الخطيب. ولد سنة تسع وتسعين وسبعمائة وكتب بخطه في سنة ثلاث وسبعين ببعض الاستدعاءات وما علمت أمره.
أحمد بن حسين بن حسين بن حسين الشهاب أبو الفتح بن الفتحي المكي أوسط أخوته الثلاثة وخيرهم وزوج ابنة الشمس محمد الكيلاني نائب الإمام بمقام الحنبلي. ولد في ذي الحجة سنة أربع وستين بمكة وسمع علي.

أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن يوسف بن علي بن أرسلان - بالهمزة كما بخطه وقد تحذف في الأكثر بل هو الذي على الألسنة - الشهاب أبو العباس الرملي الشافعي نزيل بيت المقدس ويعرف بابن رسلان ويقال أنهم من عرب نعير وقال بعضهم من كنانة كان والده خيراً قارئاً تاجراً وأمه أيضاً من الصالحات لها أخ له أوراد وتلاوة كثيرة فولد لهما صاحب الترجمة في سنة ثلاث أو خمس وسبعين وسبعمائة برملة. ولد ونشأ بها لم تعلم له صبوة على طريق والديه وخاله فحفظ القرآن وله نحو عشر سنين ويقال أن أباه أجلسه في حانوت بزاز فكان يقبل على المطالعة ويهمل أمرها فظهرت فيها الخسارة فلامه على ذلك فقال أنا لا أصلح إلا للمطالعة فتركه وسلم له قياده، وحكى ابن أبي عذيبة نحوه فقال وكان أبوه تاجراً له دكان فكان يأمره بالتوجه إليها فيذهب إلى المدرسة الخاصكية للاشتغال بالعلم وينهاه أبوه فلا يلتفت لنهيه بل لازم الاشتغال وكان في مبدئه يشتغل بالنحو واللغة والشواهد والنظم وقرأ الحاوي الصغير وحله على الشمس القلقشندي وابن الهائم وأخذ عنه الفرائض والحساب وولي تدريس الخاصكية ودرس بها مدة ثم تركها والإفتاء ببرها وأقبل على الله وعلى الاشتغال تبرعاً وعلى التصوف وألبس خرقته جماعة من المصريين والشاميين في مدة لا يكلم أحداً انتهى. وقال آخر أنه أقبل على الاشتغال وحفظ كتباً واتفق قدوم مغربي الرملة وكان يقرئ البيت من ألفية ابن مالك بربع درهم فلزمه حتى أخذها عنه بحيث تأهل لإقرائها واشتهر بحسن إفادتها وإلقائها وتحول لبيت المقدس فتفقه بالقلقشندي وأخذ عن ابن الهائم وصحب الشهاب بن الناصح والجلال عبد الله بن البسطامي ومحمد القرمي ومحمد القادري وأخذ عنهم التصوف وتلقن منهم الذكر وسمع من الشهاب أولهم وكذا من القرمي ومن الشهاب أبي الخير بن العلاء الصحيح ومن أبي حفص عمر بن محمد بن علي الصالحي ويعرف بابن الزراتيتي الموطأ رواية يحيى بن بكير وانتفع في العلم أيضاً بالشمس العيزري الغزي ونظر في الحديث وغيره. وقد قال ابن أبي عذيبة أنه ارتحل به أبوه إلى القدس من الرملة فألبسه الشيخ محمد القرمي الخرقة وسمع عليه الصحيح بسماعه له على الحجار بدمشق وكذا لبسها من الشهاب ابن الناصح وأبي بكر الموصلي وسمع كثيراً من أبي هريرة بن الذهبي وابن العز وابن أبي المجد وابن صديق وغيرهم كأبي الخير بن العلائي، ومما سمعه عليه البخاري والترمذي ومسند الشافعي والجمال بن ظهيرة والتنوخي وابن الكويك وبالرملة من أبي حفص عمر الزراتيتي ومما سمعه عليه الموطأ ومن أبي العباس أحمد بن علي بن سنجر المارديني الشفا والترمذي وابن ماجه وسيرة ابن هشام وابن سيد الناس وغالب تصانيف اليافعي بروايته عنه من نسيم بن أبي سعيد بن محمد بن مسعود بن محمد بن مسعود بن محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن إسماعيل بن علي الدقاق معالم التنزيل للبغوي والحاوي الصغير والعوارف للسهروردي ومسند الشافعي والأذكار والأربعين كلاهما للنووي كل ذلك بقراءته للبغوي على والده عن الصدر أبي المجامع الجويني عن مؤلفه وبروايته لتصنيفي النووي عن علي بن أحمد النويري العقيلي بسماعه من يحيى بن محمد التونسي المغراوي أنا مؤلفهما ومن الشهاب الحسباني صحيح البخاري وقرأ غالب البخاري على الجلال البلقيني وأذن له بالإفتاء وسمع والده السراج وحضر عنده وقرأ النحو على الغماري، وأجازه النشاوري ولا زال يدأب ويكثر المذاكرة والملازمة للمطالعة والأشغال مقيماً بالقدس تارة وبالرملة أخرى حتى صار إماماً علامة متقدماً في الفقه وأصوله والعربية مشاركاً في الحديث والتفسير والكلام وغيرها مع حرصه على سائر أنواع الطاعات من صلاة وصيام وتهجد ومرابطة بحيث لم تكن تخلو سنة من سنه عن إقامته على جانب البحر قائماً بالدعاء إلى الله سراً وجهراً آخذاً على يدي الظلمةمؤثراً صحبة الخمول والشغف بعدم الظهور تاركاً لقبول ما يعرض عليه من الدنيا ووظائفها حتى أن الأمير حسام الدين حسن ناظر القدس والخليل جدد بالقدس مدرسة وعرض عليه مشيختها وقرر له فيها في كل يوم عشرة دراهم فضة فأبى بل كان يمتنع من أخذ ما يرسل به هو وغيره إليه من المال ليفرقه على القراء وربما أمر صاحبه بتعاطي تفرقته بنفسه محافظاً على الأذكار والأوراد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معرضاً عن الدنيا  وبنيها جملة حتى أنها لما سافر الأشرف إلى آمد هرب من الرملة إلى القدس في ذهابه وإيابه لئلا يجتمع به هو أو أحد من أتباعه وأن تضمن ذلك تفويت الاجتماع بمن كان يتمناه كشيخنا فإنه سأل عنه رجاء زيارته فقيل أنه غائب حتى صار المشار إليه بالزهد في تلك النواحي وقصد للزيارة من سائر الآفاق وكثرت تلامذته ومريدوه وتهذب به جماعة وعادت على الناس بركته وشغل كلا فيما يرى حاله يليق به في النجابة وعدمها وهو في الزهد والورع والتقشف واتباع السنة وصحة العقيدة كلمة إجماع بحيث لا أعلم في وقته من يدانيه في ذلك وانتشر ذكره وبعد وحيته وشهد بخيره كل من رآه، قال ابن أبي عذيبة وكان شيخاً طويلاً تعلوه صفرة حسن المأكل والملبس والملتقى له مكاشفات ودعوات مستجابات غير عابس ولا مقت ولا يأكل حراماً ولا يشتم ولا يلعن ولا يحقد ولا يخاصم بل يعترف بالتقصير والخطأ ويستغفر وإذا أقبل على من يخاصمه لاطفه بالكلام اللين حتى يزول ما عنده ولا ينام من الليل إلا قليلاً ولما اجتمع مع العلاء البخاري وذلك في ضيافة عند ابن أبي الوفاء بالغ العلاء في تعظيمه بحيث أنه بعد الفراغ من الأكل بادر لصب الماء على يديه ورام الشيخ فعل ذلك معه أيضاً فما مكنه وصرح بانه لم ير مثله، وجدد بالرملة مسجداً لأسلافه صار كالزاوية يقيم بها من أراد الانقطاع إليه فيواسيهم بما لديه على خفة ذات اليد ويقرئ بها وكذا له زاوية ببيت المقدس وكذا قال ابن أبي عذيبة أنه بنى بالرملة جامعاً كبيراً به خطبة وبرجاً على جانب البحر بثغر يافا فخفض المينا وكان كثير الرباط فيه ولما قدم العلاء البخاري القدس اجتمع به ثلاث مرات الأولى مسلماً وجلسنا ساكتين فقال له الشيخ أبو بكر بن أبي الوفا يا سيدي هذا ابن رسلان فقال أعرف ثم قرأ الفاتحة وتفرقا والثانية أول يوم من رمضان اجتمعا وشرع العلاء يقرر في أدلة ثبوت رؤية هلال رمضان بشاهد ويذكر الخلاف في ذلك وابن رسلان لا يزيد على قوله نعم وانصرفا ثم أن العلاء في ليلة عاشره سأل ابن أبي الوفاء في الفطر مع ابن رسلان فسأله فامتنع فلم يزل يلح عليه حتى أجاب فلما أفطر أحضر خادم العلاء الطست والإبريق بين يدي العلاء فحمل العلاء الطشت بيديه معاً ووضعه بين يدي ابن رسلان وأخذ الإبريق من الخادم وصب عليه حتى غسل ولم يحلف عليه ولا تشوش ولا توجه لفعل نظير ما فعله العلاء معه غير أنه لما فرغ العلاء من الصب عليه دعا له بالمغفرة فشرع يؤمن على دعائه ويبكي ثم أن خادم العلاء صب عليه فلما تفرقا خرج ابن أبي الوفاء مع ابن رسلان فقال له ابن رسلان صحبة الأكابر حصر قال ابن أبي لوفاء ثم دخلت على العلاء فشرع يثني عليه فقلت له يا سيدي والله ما في هذه البلاد مثله فقال العلاء والله ولا في مصر مثله وكررها كثيراً. وله تصانيف نافعة في التفسير الحديث والفقه والأصلين والعربية وغيرها كقطع متفرقة من التفسير ونسب إليه ابن أبي عذيبة نظم القراءات الثلاثة الزائدة على السبعة ثم الثلاث الزائدة على العشرة وأنه أعربهم إعراباً جيداً بحيث سأل الشمس القباقبي في قراءتها عليه فسمح له ولكن لم يتهيأ ثم سأل ولده الشهاب أيضاً في ذلك فأجاب وما تهيأ أيضاً وأنه نظم في علم القراءات فصولاً تصل إلى ستين نوعاً انتهى وكشرحه لسنن أبي داود وهو في أحد عشر مجلداً ورما استمد فيه من شيخنا ببعض الأسئلةونقل عنه في باب تنزيل الناس منازلهم من الأدب بقوله قال شيخنا ابن حجر وكذا نقل عنه في شرحه لصفوة الزبد وغيره ومختصره المقتصر فيه على ضبط ألفاظه وشرحه للأربعين النووية وللبخاري وصل فيه إلى آخر الحج قيل في ثلاث مجلدات ولتراجم ابن أبي جمرة في مجلد وللشفا معتنياً فيه بضبط ألفاظه ولألفية العراقي في السيرة وله تنقيح الأذكار وعلى التنقيح للزركشي والكرماني استشكالات كمل منها مجلد وشرح كلاً من جمع الجوامع في مجلد ومنهاج البيضاوي في مجلدين وفيما قيل مختصر ابن الحاجب ونظم أصول الدين من جمع الجوامع وخاتمة التصوف منه وجعل الأول مقدمة والثاني خاتمة لمنظومة الزبد وشرح النظم المشار إليه مزجاً مطولاً وآخر مختصراً كالتوضيح وكذا شرح كلاً من البهجة الوردية وأصلها لم يكمل واحد منهما وعمل تصحيح الحاوي واختصر كلاً من الروضة والمنهاج بحذف الخلاف في ثانيهما وأدب القضاء للغزي وعمل منظومة نافعة سماها صفوة  الزبد للشرف البارزي وتوضيحاً لها وشرحاً وشرح ملحة الحريري مزجاً وأعرب الألفية وغير ذلك نظماً ونثراً كفوائد مجموعة نفيسة تتعلق بالقضاء وبالشهود واختصار حياة الحيوان للدميري مع زيادات فيه لقطعة من النباتات وطبقات الفقهاء الشافعية وسمى بعضها بخطه قال وجميعها تحتاج لتبييض واستغفر الله، وعندي من نظمه وفوائده الكثير ومن ذلك قوله لم أزل أسمع في ألسنة الناس الدعاء بخاتمة الخير ولم أجد له أصلاً حتى ظفرت بذلك في الحلية لأبي نعيم من طريق الصلت بن عاصم المرادي عن أبيه عن وهب بن منبه قال لما أهبط الله آدم إلى الأرض استوحش لفقد أصوات الملائكة فهبط عليه جبريل عليه السلام فقال يا آدم هلا أعلمك شيئاً تنتفع به في الدنيا والآخرة قال بلى قال قل اللهم ادم لي النعمة حتى تهنيني المعيشة اللهم اختم لي بخير لا تضرني ذنوبي اللهم اكفني مؤنة الدنيا وكل هول في القيامة حتى تدخلني الجنة انتهى وعلى كلامه وشعره روح، ومما نظمه في المواطن التي لا يجب رد السلام فيها:

رد السلام واجب إلا عـلـى

 

من في صلاة أو بأكل شغلا

أو شرب أو قراءة أو أدعـية

 

أو ذكر أو في خطبة أو تلبية

أو في قضاء حاجة الإنسـان

 

أو فـي إقــامة أو الأذان

أو سلم الطفل أو السـكـران

 

أو شابة يخشى بها افتـتـان

أو فاسق أو ناعـس أو نـائم

 

أو حالة الجماع أو محاكـم

أو كان في الحمام أو مجنوناً

 

هي اثنتان بعدها عشـرونـا

وله:

دواء قلبك خمس عند قسـوتـه

 

فادأب عليها تفز بالخير والظفر

خلاء بطـن وقـرآن تـدبـره

 

كذا تضرع باك ساعة السحـر

ثم التهجد جنح الليل أوسـطـه

 

وأن تجالس أهل الخير والخير

وكذا نظم مسنده بالبخاري مع حديث من ثلاثياته واقتصر فيه من شيوخه على ابن العلائي ولكنه وهم حيث قرن مع الحجار وزيرة فابن العلائي لم يرو عنها، وممن أخذ عنه الكمال بن أبي شريف وأبو الأسباط الآتي في الأحمدين وما لقيت أحداً إلا ويحكي لي من صالح أحواله ما لم يحكه الآخر، ومما بلغني أن طوغان نائب القدس وكاشف الرملة وردت عليه إشارة الشيخ بكف مظلمة فامتنع وقال طولتم علينا بابن رسلان إن كان له سر فليرم هذه النخلة لنخلة قريبة منه فما تم ذلك إلا وهبت ريح عاصفة فألقتها فما وسعه إلا المبادرة إلى الشيخ في جماعة مستغفراً معترفاً بالخطأ فسأله عن سبب ذلك فقيل له فقال لا قوة إلا بالله من اعتقد أن رمي هذه النخلة كان بسببي أو لي فيه تعلق ما فقد كفر فتوبوا إلى الله وجددوا إسلامكم فإن الشيطان أراد أن يستزلكم ففعلوا ما أمرهم به وتوجهوا أو نحو هذا. وحكى صهره الحافظ التاج بن الغرابيلي عنه أنه كان قليلاً ما يهجع من الليل وأنه في وقت انتباهه ينهض قائماً كالأسد لعل قيامه يسبق كمال استيقاظه ويقوم كأنه مذعور فيتوضأ ويقف بين يدي ربه يناجيه بكلامه مع التأمل والتدبر فإذا أشكل عليه معنى آية أسرع في تينك الركعتين ونظر في التفسير حتى يعرف المعنى ثم يعود إلى الصلاة، وقال لي العز الحنبلي أنه أخذ عنه منظومته الزبد وأذن له في إصلاحها وكتب له خطه بذلك بل سأله في الإقراء عنده ولو درساً واحداً ويحضر الشيخ عنده فامتنع من ذلك أدباً. وممن لقيه في صغره جداً وحكى لي من كراماته أبو عبد الله بن العماد بن البلبيسي ومن قبله أبو سعد القطان وأبو العزم الحلاوي ومناقبه كثيرة ومراتبه شهيرة، وعندي من ترجمته ما لو بسطته لكان في كراسة ضخمة. مات في رمضان وقال ابن أبي عذيبة في يوم الأربعاء رابع عشري شعبان سنة أربع وأربعين بسكنه من المدرسة الختنية بالمسجد الأقصى من بيت المقدس ودفن بتربة ماملا بالقرب من سيدي أبي عبد الله القرشي وارتج بيت المقدس بل غالب البلاد لموته وصلى عليه بجامع الأزهر وغيره صلاة الغائب، وقال ابن قاضي شهبة وقد صلينا عليه صلاة الغائب بالجامع الأموي في يوم الجمعة رابع رمضان، وهذا يؤيد أن موته في شعبان وقيل إنه لما ألحد سمعه الحفار يقول "رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين" ورآه حسين الكردي أحد الصالحين بعد موته فقال له ما فعل الله بك قال أوقفني بين يديه وقال يا أحمد أعطيتك العلم فما عملت به قال علمته وعملت به فقال صدقت يا أحمد تمن علي فقلت تغفر لمن صلى عليّ فقال قد غفرت لمن صلى عليك وحضر جنازتك، ولم يلبث الرائي أن مات. ولم يخلف في مجموعه مثله علماً ونسكاً وزهداً نفعنا الله ببركاته. قال ابن قاضي شهبة: وكان جامعاً بين العلم والعمل والزهد ولم يكن بعد الحصني أزهد منه وسئل عنه عمر بن حديم العجلوني الزاهد الولي حين قدم القدس أهو من الأولياء فقال ما أهون الولي عند الناس وأين درجة الولاية فقيل له هو عارف فقال وما أهون العرفان عندكم فقيل له فما هو فقال عابد خائف قيل له فعبد الملك الموصلي فقال رجل ينطق بالحكمة قيل له فأبو بكر بن أبي الوفاء فقال رجل قائم بما عليه من حقوق العباد. فحكى هذا كله للعز عبد السلام القدسي فقال لله در هذا الرجل وكيف فاتني الاجتماع به وتأسف على لقيه. وترجمه المقريزي في عقوده وقال أنه كتب إلي وكتبت إليه ولم يقدر لي لقاؤه فرحمه الله فلقد كان مقبلاً على العبادة غزير العلم كثير الخير مربياً للمريدين محسناً للقادمين متبركاً بدعائه ومشاهدته صادق التأله متخلقاً من المروءة والعلم والزهد والفضل والانقطاع إلى الله بأكمل الأخلاق بحيث يظهر عليه سيما السكينة والوقار ومهابة الصالحين قال وبالجملة فلا أعلم بعده مثله، ولم يسلم الشيخ من أذى البقاعي فقد قرأت بخطه في بعض مجاميعه أن جماعته الموجودين الآن لم ينبغ منهم غير شخص واحد وهو أبو الأسباط وأما بقيتهم فمساوئ كل منهم غالبة عليه أو ليس فيه حسنة إلا نادراً وإني كنت أتعجب من ذلك جداً لكون الشيخ كان من العلماء الزهاد قل أن رأيت مثله وما زلت متعجباً إلى أن جلا عني ذلك شخص فقال أنا أظن أنهم عوقبوا لأن الشيخ كان حسن الآداب فكانوا يسيؤون أدبهم معه تصديقاً للمثل "إذا حسن أدب الرجل ساء أدب غلمانه" قال فذكرت ذلك للقاياتي فقال صدق هذا  القائل وأنا شاهدت مثل ذلك وهو أن الصدر بن العجمي كان مع توقد ذهنه وحسن تصوره وطلاقة لسانه لا يقدر يحكي عن الشمس الأسيوطي مسألة وذلك أنه كان هو ونور الدين العبسي - بالموحدة - يتحاكيان ويتغامزان عليه انتهى. وتضمن ذلك إساءته على خلق من الخيار منهم ابن أبي شريف والله المستعان.
أحمد بن حسين بن خلد بن حسين شهاب الدين الهيتمي سمع الجمال بن السابق بقراءته على الزين الزركشي معظم صحيح مسلم وقال لي أنه توفي سنة خمسين فتنظر ترجمته.
أحمد بن حسين بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الشهاب بن البدر الأذرعي ثم الدمشقي الشافعي الآتي أبوه من معجم شيخنا وغيره ويعرف كأبيه بابن قاضي اذرعات نائب الحكم بدمشق. مات بها في ليلة الأحد عشري صفر سنة أربع وستين ودفن من الغد بمقابر باب توما. أرخه ابن اللبودي.
أحمد بن حسين بن علي الشهاب الحسني الأرميوني ثم القاهري الأزهري المالكي قدم القاهرة بعد أن بلغ فنزل الجامع الأزهر وحفظ القرآن وكتباً واشتغل في الفقه وغيره ولازم الزين طاهراً وأبا القاسم النويري ملازمة تامة بحيث مر على ابن الحاجب وغيره من كتب المذهب عندهما غير مرة وكان ثانيهما يقول هو من أهل العلم، وكذا أخذ عن الزين عبادة وغيره وأكثر من التردد للمناوي في شرح ألفية العراقي وغيره وللأمين الأقصرائي وفضل وسمع على جماعة ومن ذلك ختم البخاري على أم سيف الدين ومن شركها وأسمعه معه أحمد ومحمد وفاطمة وهي في الرابعة من أولاده وانتمى لقراجا الظاهري وتزايد إحسانه إليه فلما اخرج عن الديار المصرية احتاج إلى التكسب بالشهادة وجلس بحانوت بالقرب من الجملون وكذا بجامع الصالح ثم ناب في القضاء عن الحسام بن حريز فمن بعده وجلس بالشوائين دهراً ثم قبيل موته بجامع الفكاهين قليلاً وقام بردع كثير من المتمردين عملاً بناموس الشرع فمنعه السلطان في بعض الأوقات إلى أن أعيد بسفارة الأمين الأقصرائي وسكن أمره من حينئذ وقصد بالفتاوى وكان مسدداً في كتابته عليه المدار فيها مع جمود حركته وتواضعه في الاستفادة بحيث كان يكثر من إرسال الفتاوى إلي وربما قصدني هو بالسؤال وكثرة تودده وسكونه. مات في صبيحة يوم الجمعة رابع عشري جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وصلى عليه من الغد بعد صلاة الجمعة بالأزهر ثم دفن بقبر اشتراه بنفسه في أيام ضعفه بالقرب من الشيخ عبد الله المنوفي وخلف كتباً ونحو ثلثمائة دينار وزيادة على عشرة أولاد، وفي الظن أنه قارب السبعين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن حسين بن علي الشهاب المرحومي الأصل الأشموني المولد القاهري المديني المالكي الآتي أبوه. ولد تقريباً سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بأشمون وانتقل به أبواه إلى القاهرة فقطنوها تحت نظر الشيخ مدين، وحفظ القرآن والرسالة والمختصر وألفية النحو وعرض على العلم البلقيني وابن الديري وابن الهمام وابن قديد والبدر البغدادي وأبي القسم النويري وطاهر وغيرهم في الفقه والعربية والفرائض ونحوها وكذا قرا في التسهيل وابن عقيل على يحيى الدماطي وأذن له وعلى ابن قاسم في التوضيح لابن هشام وسمع عليه في العربية وغيرها غير ذلك وصحب الشيخ مدين وكان أبوه خادم زاويته وخطب بها وتكسب بالنساخة وتعليم الأبناء وقرأ علي الشفا والكثير من صحيح البخاري واليسير من مسلم وأبي دواد ومن الترغيب وفي البحث قطعة من شرح النخبة ولازمني في أشياء حتى قرأ علي من تصانيفي السر المكتوم واليسير من ارتياح الأكباد وكتبهما بخطه بل سمع الكثير من البخاري على أم هانئ الهورينية وبعضه على الجلال بن الملقن والشهاب الحجازي وغير ذلك مما ضبطته وهو من الخيار المقلين، وحج في سنة سبع وتسعين ورام المجاورة في التي بعدها فعرض له ضعف شديد فرجعت به زوجته.

أحمد بن حسين بن علي الشهاب أبو البقاء الزبيري. ولد في حدود السبعين وسبعمائة أو قبلها بصعيد مصر وقدم القاهرة فلازم حلقة البلقيني مدة طويلة والعراقي وسمع عليه كثيراً وابن الملقن واستفاد من كلامه والهيثمي والتنوخي وغيرهم كالأبناسي وابن العراقي والكمال الدميري والعراقي والشطنوفي والشهاب العاملي والبيجوري والبرماويين وآخرين ممن أخذ عنهم العلم وسمع عليهم الحديث وفضل وقدم بيت المقدس بعد الثلاثين وثمانمائة واشتغل في النحو وصحب ابن رسلان وتنزل بمدارس الفقهاء ثم انقطع بالمدرسة الطولونية مشتغلاً بالعبادة مع الزهد والعلم ولما قدم التقي بن قاضي شهبة إلى القدس مشى إلى الطولونية لزيارته وكذا أخذ عنه العلاء بن السيد عفيف الدين في سنة خمسين. مات في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وحضر جنازته غالب أهل البلد ودفن بباب الرحمة ورجع مبارك شاه النائب منها فسقط عن فرسه بحيث توهم إما الموت أو فساد بعض أعضائه فلم يقع شيء منهما وعد ذلك من كراماته.
أحمد بن حسين بن علي العراقي الطائفي ثم القاهري الشافعي. ولد بالطائفة من أعمال سخا وتحول إلى المحلة مع أخيه فحفظ القرآن بجامع الغمري ومختصر أبي شجاع ثم قدم القاهرة فقطنها ونزل في سعيد السعداء واقرأ بني البدر بن عليبة، وتزوج وكان خيراً ساكناً ممن سمع مني. مات في ليلة الثلاثاء خامس عشر ذي القعدة سنة تسع وثمانين ودفن في تربة ابن عليبة خارج باب النصر وأظنه جاز الثلاثين رحمه الله وإيانا، وبلغني أن بالطائفة ضريح الشيخ علي العراقي وهو جد أعلى لهذا.
أحمد بن حسين بن علي النغشواني ويدعى بالجنيد وهو به أشهر. سيأتي.
أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم الشهاب بن البدر المكي الشافعي شقيق علي وسبط أبي الخير بن عبد القوي الآتيين ويعرف كأبيه بابن العليف - بضم العين تصغير علف - ولد في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والألفية النحوية والأربعين النووية وعرضهما والكثير من المنهاج وسمع بمكة على التقي وتكسب بالنساخة بل وشهد في عمارة المسجد النبوي مع عقل وتؤدة وحسن عشرة تميز ولم يسلم مع ذلك ممن يعاديه بل كاد أن يفارق المدينة لذلك، وربما نظم ما يقع له فيه الجيد كتب لي بقصيدة رثى بها ابن أبي اليمن أولها:

بأية حكم لا تـدان عـزائمـه

 

يحاربنا صرف الردى ونسالمه

وأنشدني أخرى رثى بها صاحبنا ابن فهد وامتدحني بما أوردته في محل آخر مع غيره من نظمه وراسل أبا البقاء بن الجيعان بقصيدة جليلة، وأغلب إقامته الآن بطيبة على خير وانجماع وتقلل ونعم الرجل.
أحمد بن حسين بن محمد بن سليمان بن محمد البظائحي. صوابه ابن حسن وقد مضى.
أحمد بن حسين بن محمد بن علي بن عبد الرحيم بن الشيخ محمود الشهاب الطائفي الغمري المالكي الضرير. حفظ القرآن وغيره ودأب في الاشتغال في الفقه والعربية والفرائض ولازم أبا الجود دهراً وكذا سمع شيخنا وغيره وصحب أبا عبد الله الغمري وحج معه وأقرأ بعض بني عليبة وحصل كتباً وتميز في الجملة وصار يستحضر مسائل وفوائد وأكثر من النسخ والعبادة والتوجه والانفراد مع ضعف بصره ثم كف وقطن الطائفة لا يخرج منها إلا للجمعة أو الحاجة وربما تردد منها إلى القاهرة أحياناً ولا ينفك في كل قدمة عن التردد إلي والسماع مني وعلي ونعم الرجل.
أحمد بن حسين بن محمد بن عثمان الشهاب الخوارزمي المكي الشافعي. ممن حفظ القرآن والشاطبية والمنهاج والألفية وأخذ القراءات عن الزين بن عياش وهو الذي رثاه فجمع عليه للعشر والفقه عن القاضي أبي السعادات بن ظهيرة وعبد الرحمن بن الجمال المصري والنحو عن الجلال المرشدي ولازمه بحيث كان أصل جماعته، وتميز ودرس بالمسجد الحرام ودخل اليمن وصحب جماعة من الشاميين وارتفق برهم وكان ثقة خيراً ذكياً فاضلاً. مات بمكة في يوم الأربعاء ثامن عشري ذي الحجة سنة خمس وأربعين. أرخه ابن فهد.
 أحمد بن حسين بن محمد بن علي الشغدري الشاوري اليماني الحسيني الشافعي. ممن قدم مكة قبل الأربعين أو بعدها بيسير وحفظ الشاطبية والبهجة وجمع الجوامع والألفية والتلخيص ولازم الشهاب الشوابطي حتى جرد عليه القرآن بل تلاه عليه جمعاً وإفراداً وبحث عليه التنبيه بكماله وكذا بحث البهجة والتلخيص وغيرهما على ولده الجمال محمد وسكن رباط البدر الطاهر حتى مات وكان خيراً صالحاً عالماً مفنناً آية في الذكاء حسن المذاكرة متعففاً محبباً إلى الناس وربما نظم. مات في ربيع الآخر سنة خمسين وشيعه معتقدوه إلى المعلاة وببركته حصل عند الجلوس على قبره إظلالهم بالغمام بل استمر حتى رجعوا إلى محالهم وأنشد قبيل موته إما له أو متمثلاً:

صلوا مغرماً قد واصل السقم جسمه

 

من أجلكم طيب المنام فقد فـقـد

بأحشائه نار تأجـج فـي الـهـوى

 

فكيف بإطفاء الغـرام وقـد وقـد

رحمه الله. وذكره ابن فهد مطولاً.
أحمد بن حسين بن محمد. في أحمد القزويني من آخر الأحمدين.
أحمد بن حسين البسطامي بن الإعزازي شيخ زاوية ابن الأطعاني بحارة المشارقة ظاهر حلب. جود القرآن لأبي عمرو وحفظ ربع المنهاج وصحب الشرف أبا بكر الحبشي وكان مات بمكة بعد الستين.
أحمد بن الحسين بن النصيبي المقدسي الخليلي. ولد سنة أربعين وسبعمائة وسمع من الميدومي نسخة إبراهيم بن سعد ومجالس الخلال العشرة وغيرهما وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى الحافظ ورفيقه شيخنا الأبي والتقي أبي بكر القلقشندي وحدثنا عنه وآخرين أجاز لشيخنا ولولده في سنة إحدى وعشرين وذكره لذلك في معجمه وأنه مات بعدها، وقد أثبت ابن فهد في نسبه في غير موضع محمداً فصار أحمد بن محمد بن حسين.
أحمد بن حمزة بن محمد الحسني الهدوي الصعدي المكي ويعرف بأبي سواسواي والد محمد. مات بمكة في ربيع الأول سنة سبع وستين. ذكره ابن فهد وقال في محمد سبط أبي سواسوا ويحرر التئامهما.
أحمد بن أبي حمو موسى بن عبد الواحد وعبد الواحد هذا جد له أعلى أبو العباس العبد الوادي التلمساني سلطان المغرب الأوسط وما والاها والملقب بالمعتصم. مات في سنة خمس وستين وله ذكر في حوادث سنة ثلاث وثلاثين أو التي بعدها من أنباء شيخنا، وترجمه الزين عبد الباسط مطولاً.
أحمد بن خاص شهاب الدين الحنفي. أحد الفضلاء المتميزين أكثر من الاشتغال بالفقه والحديث ليلاً ونهاراً وكتب كثيراً وجمع ودرس. مات في سنة تسع قاله البدر العيني، وقال شيخنا في أنبائه أن البدر أخذ عنه وكان يطريه.
أحمد بن خالد المقدسي كتب في الاستدعاءات. ومات به في ثاني عشر ذي القعدة سنة أربع وخمسين ولم أعلم أمره.
أحمد بن خرص الجميعي القائد. مات بمكة في يوم الأربعاء سابع المحرم سنة خمس وستين. أرخه ابن فهد.
أحمد بن خضر المقسي الفران السطوحي ويعرف بخروف. شيخ معتقد ممن يذكر بالجذب ويقصد للزيارة والتبرك به ويتكلم في حال صحوه بما يدل على فضل في الجملة. مات في يوم السبت سابع ذي الحجة سنة خمس وستين وكان بأخرة قد استوطن قرب جامع بلكتمر الشيخوني المعروف بالجامع الأخضر بطريق بولاق وعمرت له زاوية هناك فدفن بها. ذكره المنير وابن تغري بردي.
أحمد بن خفاجا الشهاب الصفدي شيخها وزاهدها كان جيداً صالحاً خيراً زاهداً عابداً قانتاً لأهل بلده فيه اعتقاد كبير سيما وهو لا يقبل لأحد شيئاً وكان في أول أمره حائكاً ثم تركها وتقنع بكروم له. مات بعد أن عمر طويلاً بصفد في سابع عشر رجب سنة خمسين.
أحمد بن خلف شهاب الدين المصري ناظر المواريث كان أبو مهتاراً عند ابن فضل الله. مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين. ذكره شيخنا في أنبائه.

أحمد بن خليل بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر الشهاب الدمشقي الصالحي الشافعي سبط الجمال يوسف بن محمد بن أحمد الحجيني أحد المسندين الآتي في محله ويعرف بابن اللبودي وابن عرعر ولكنه بالأولى أشهر. ولد في سابع عشر شعبان سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بسفح قاسيون من دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل في فنون ومن شيوخه في الفقه البدر بن قاضي شهبة والزين عبد الرحمن بن النشاوي وفي العربية الشهاب بن زيد، وطلب الحديث وتخرج بالخيضري فيما قيل وسمع على الشهاب أحمد بن حسن بن عبد الهادي خاتمة أصحاب الصلاح بن أبي عمر بالسماع ومجير الدين بن الذهبي وآخرين أولهم مؤدبه شعبان بن محمد بن جميل الصالحي الحنبلي سمع عليه بقراءة الخيضري معظم السيرة لابن هشام وتميز وتعانى نظم الشعر فبرع وتكسب بالشهادة بباب البريد ولما دخلت دمشق سمع بقراءتي على جمع من شيوخها وكنت أستفهمه عمن بها من المسندين إذ ذاك فلا يكاد يفصح وأوقفني على مصنف له جمع فيه الأواخر ظريف في بابه وعلى تاريخ استفتحه من سنة مولده استمد فيه من تاريخ التقي بن قاضي شهبة وغيره وأظنه خرج الأربعين والمعجم وكذا خرج الأربعين لشيخه البدر بن قاضي شهبة بل أرسل إلي يذكر أنه جمع قضاة دمشق ثم رأيت نظمه في ذلك أرسل به للعز بن فهد، وبالجملة فما رأيت بدمشق طالباً لهذا الشأن غيره وقد كتبت من نظمه ونثره وأكثر الاستمداد مني على يد صاحبنا البرهان القادري ومن ذلك الخصال المستوجبة للظلال وبعد أن فارقته حج ولقي صاحبنا ابن فهد وسمع منه ومن غيره بعض الشيء ظناً بل قرأ على التقي بن فهد وكتب له وأنا بمكة بإبلاغي سلامه وتعريفي بكثرة أشواقه واستمراره على نشر ألوية الدعاء والثناء وأنه لولا ما يراه من استصغار نفسه للكتب إلي لكتب فإنه من أكبر المحبين، ثم إنه كتب إلي بعد ذلك طائفة مشتملة على نظم ونثر وأدب كبير وتكررت مكاتباته إلي وفي بعضها السؤال عن مؤلفي في الرحمة ونعم هو ذكاء وفضلاً وتواضعاً وتودداً ولطافة، ومما كتب عنه العز بن فهد قوله:

قلت لوجه الحبـيب يومـاً

 

والقلب قد مل منه صـده

قد كنت تروي عن ابن بشر

 

واليوم تروي عن ابن عقده

وقوله:

يا ناظري انظر فديتك لا تـكـن

 

ممن غدا يبدي التعنت في الأمور

وإذا رأيت بيوت نظمي قد وهـت

 

سامح فكم عند الفقير من القصور

وكتب علي بعض الاستدعاءات:

أجازهم ما التمسوا بشرطه المعهود

 

راقم هذا أحمد ابن الفتي اللبـودي

وكان متزوجاً بأخت إبراهيم بن المعتمد الماضي كما أن ذاك كان متزوجاً بأخته ولكن ماتت زوجة هذا في حياته واستمر هو حتى مات في يوم الجمعة قبل العصر سادس المحرم سنة ست وتسعين وصلى عليه بالجامع الأموي ثم بالجامع المظفري ثم دفن بتربة الموفق بن قدامة عند أبيه رحمه الله وإيانا.
أحمد بن خليل بن أحمد بن سليمان الكامل بن الكامل بن الأشرف الأيوبي الآتي أبوه. فر إلى جاهنشاه بتبريز خوفاً من ابن أخيه ناصر فلم يلبث أن قتل ناصر جيء بهذا وتمكن الحصن فدام نحو سنتين ثم تغلب عليه ابن عمه خلف بن محمد بن سليمان الماضي وفر هذا إلى بغداد بعد تملك حسن بك الحصني ثم إلى مصر فأكرمه عتيق جده مرجان العادلي مقدم المماليك وكانت منيته بها في أيام الظاهر خشقدم. استفدته من بعض أقاربه وهو والد منصور المقيم بحماة.
أحمد بن خليل بن أحمد بن علي بن أحمد بن غانم بن أبي بكر بن محمد بن موسى بن غانم بن عبد الرحمن شهاب الدين الأنصاري الخزرجي العبادي المقدسي المصري الشافعي ويعرف بابن غانم وبالجنيد خادم الربعة بالمؤيدية. كان يذكر أنه سمع على أبي الخير بن العلائي بالقدس كثيراً بقراءة الشمس القلقشندي وتحيل على الإثبات التي عند ابن الرملي في ذلك واستجازه البقاعي قبل وقوفه عليها وقال أنه ولد في منتصف رجب سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ومات في حدود سنة ستين أو قبل ذلك.

أحمد بن خليل بن أحمد الشهاب بن الغرس السخاوي الأصل القاهري البرجواني. ولد في تاسع عشري ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثمانمائة ونشأ في ثروة وعز ثم تقاعد به الزمن مع ذكاء وفطنة وذوق بحيث عمل العرافي العود قرضه له من دب ودرج نظماً ونثراً وكنت ممن كتب لي به فما رأيت أن أكتب وسمعت منه مقامة حسنة عملها بعد موت الزيني بن مزهر وكان يحسن إليه كثيراً، وقد حج في البحر وجاور ودخل كثيراً من البلاد الشامية وتغرب وكان كثير المخالطة لابن تغري بردي وبلغني أنه عمل المواعيد وباشر في أوقاف الباسطية، وبالجملة فهو بديع الذكاء مفرط الفاقة. ومما كتب به: ما يقول مولانا الفاضل اللبيب الذي حاز من البلاغة أوفى نصيب في اسم من أربعة تركب ثلاثة أرباعه لا تستحيل بالانعكاس في كل مذهب وفيه ثلاثة أحرف متماثلة وهي جمع لأشياء حاملة نصفه الأول بعد تصحيف ثانيه كم راحت عليه روح معانيه وكم عاشق ذليل رضي بمقلوبه ليفوز باللذة من وصل محبوبه وإن صحفت بعد قلبه الثاني والأول كان فعل أمر وإن لم تفهمه فسل وإن كررت هذا الأمر مع إضافة وصف فم الحبيب كان صفة لقنديل أو مجنون سليب وإن صحفت ثاني هذا الاسم وحذفت أوله كان جمعاً لآلات مستعملة وإن حذفت آخره كان اسماً لمأكول تعرفه بالذوق إن فهمت ما أقول وإن أشكل تصحيف آخره بعد حذف الأول كان اسم آلة فيها النصف من أشكل وإن صحفت ثاني نصفه الأول بترتيب كان صفة من أوصاف ردف الحبيب أو صفة لعاشق متيم كئيب وإن قلبت هذا النصف وصحفته كان اسم شيء من البهار إن عرفته وإن صحفت بعض هذا الاسم فيما تحكي فكتبي لك تحصل بغير شك وفيه شك إن قلبته أو لم تقلبه فتأمل معانيه فإنها مجيبة وربما ازداد بالتصحيف بالمدد حتى يصير ستاً بالعدد فأبنه يا من غدت الفصاحة طوع يديه وتأمله فإنه ظاهر ومساق الكلام عليه.
أحمد بن خليل بن حسن الأنصاري المكي ويعرف والده بالفراء. ذكره الفاسي في تاريخ مكة وقال أنه نشأ بها وفيها ولد فيما أحسب وعنى بحفظ القرآن وصار يصلي به التراويح إماماً ويخطب ليالي في بعض المدارس وعني بالكتابة حتى حسن خطه ثم لايم الدولة بمكة لكون مقبل العرامي زوج أمه كان يخدمها ويسافر بها إلى مصر فاستكتبه إليها وعرف أهلها به فعرفوه فلما مات عمه صار يسافر بهم إلى مصر ويدخل في أمورهم عند الناس وحصل في نفوس بعض أعراب الحجاز منه شيء لتقصيره في خدمتهم فقدر أنه وافق بعضهم في السفر إلى مكة في سنة ثلاث عشرة فقتل بين العقبة وينبع في ليلة سابع عشر ربيع الآخر منها ووصل رفيقه بحوائجه وذكر أنه فارقه ليلاً لحاجة في بعض الطريق فجاءه من لا يعرفه فقتله واتهم به رفيقه فالله أعلم، وكان كثير الأذى للناس والتسلط عليهم وعليه اعتمدت في كونه أنصارياً سامحه الله.
أحمد بن خليل بن طبخ الجودري المؤدب نزيل مكة ممن سمع مني بها وكان يجيد حفظ القرآن ويقرأ به على القبور وغيرها. مات بها في سنة ست وتسعين.

أحمد بن خليل بن كيكلدي الشهاب أبو الخير بن الحافظ الصلاح أبي سعيد العلائي الدمشقي ثم المقدسي الشافعي خال الشمس محمد بن التقي إسماعيل القلقشندي. ولد سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة بدمشق واعتنى به أبوه فأسمعه من كبار الحفاظ والمسندين بها كالمزي والبرزالي والذهبي وابن المهندس وابن نباتة وأبي الحسن بن ممدود البندنيجي وأبي المعالي بن أبي التائب والشرف بن الحافظ والحجار وأبي بكر بن عنتر وأبي عبد الله بن طرخان والفخر عبد الرحمن بن الفخر البعلي وزينب ابنة يحيى بن العز عبد السلام وزينب ابنة الكمال وحبيبة ابنة الزين وعائشة الحرانية بل أحضره على العفيف إسحاق الآمدي وست الفقهاء ابنة الواسطي وارتحل به إلى القاهرة بعد الأربعين فأسمعه من الأستاذ أبي حيان وأبي نعيم الأسعردي والجمال يوسف المعدني والتاج عبد الوهاب القمني والميدومي وإسماعيل التفليسي وجمع من أصحاب النجيب وغيره، وأجاز له خلق وهو مكثر سماعاً وشيوخاً ومن شيوخه أيضاً والده وكذا من عيون مروياته الصحيح والسنن لابن ماجه وموافقات عبد وثلاثياته وجزء أبي الجهم سمعها مع غيرها على الحجار والمعجم الصغير الطبراني وجزء إبراهيم بن فهد سمعهما على ابن أبي التائب والجامع للترمذي سمعه رفيقاً للتنوخي على شيوخه، وخرج له المحدث أبو حمزة أنس بن علي الأنصاري أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً حدث بها وبجل مروياته سمع منه الأئمة كالحافظ الجمال بن ظهيرة وابن رسلان وابن أخته الشمس القلقشندي وولده شيخنا التقي أبو بكر وأكثر عنه وأخته أسماء والجمال بن جماعة وابن الديري ومن لا أحصيه كثرة وصار رحلة تلك البلاد وقصده شيخنا فمات قبل وصوله لكنه أجاز له بل كان يظن حضوره عليه ببيت المقدس سنة خمس وسبعين في صغره مع أبيه، وكذا حدث بالقاهرة وبدمشق أيضاً حيث دخلها لضرورة في سنة خمس وتسعين في دار الحديث الأشرفية بحضرة الشهاب الحسباني، وكان خيراً فاضلاً محباً للحديث وأهله. وممن ترجمه سوى شيخنا التقي الفاسي في ذيله والمقريزي في عقوده وأنه كتب له بالإجازة في سنة أربع وسبعين وكان من أعيان بلده. مات في ربيع الأول سنة اثنتين عن ست وسبعين سنة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن خليل بن يعقوب بن إبراهيم القادري المدير. ولد سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة وقرأ القرآن عند ابن أسد وتكسب حريرياً وبالدوران للأعلام بالموتى لفقره وعياله.
أحمد بن خليل بن يوسف بن عبد الرحمن العنتابي الحنفي المقرئ الضرير. قال شيخنا في أنبائه كان عارفاً بالقراءات له يد طولى في حل الشاطبية ونونية السخاوي ومنظومة النسفي في الفقه، ممن يسكن بحارة البساتين بعنتاب ويقرئ الناس، قال العيني قرأت عليه سنة ست وسبعين أرخه في صفر سنة خمس وقال في آخر ترجمته أنه توفي قبل ذلك بسنتين أيام تمرلنك انتهى. وفي سنة ثلاث أرخه شيخنا.
أحمد بن خليل الصوفي أحد الأطباء ووالد الموجودين الآن كان يجلس عند عطار بباب جامع الأقمر كولده الآن وآخر عهدي به بعد الستين.
أحمد بن خيربك أخو محمد وإسماعيل وأمير المؤمنين عبد العزيز بني يعقوب الآتي ذكرهم لأمهم وتزوج ابنة البساطي.
أحمد بن داود بن إبراهيم بن داود الصالحي القطان أبوه المؤذن هو. ولد سنة سبع وعشرين وسبعمائة وسمع على المزي والبرزالي والعز محمد بن إبراهيم بن أبي عمر وعبد الرحيم بن إبراهيم بن أبي اليسر وآخرين وحدث سمع منه الفضلاء، وذكره شيخنا في معجمه وقال لم أجد له سماعاً على قدر سنه ثم ذكر أنه قرأ وسمع عليه أشياء وكذا سمع عليه العز عبد السلام المقدسي. مات في رجب سنة ست، وهو في الأنباء باختصار وكذا في عقود المقريزي.

أحمد بن داود بن سليمان بن صلاح بن إسماعيل الشهاب البيجوري ثم القاهري الأزهري الشافعي. ولد بالبيجور سنة خمس وأربعين وثمانمائة وقدم القاهرة فحفظ القرآن والمنهاجين والألفيتين ويقول العبد وعرض على خلق ولازم الاشتغال عند الشرف عبد الحق السنباطي وأخي أبي بكر في التقسيم وغيره بحيث كان جل انتفاعه بهما، وكذا أكثر من الحضور عند الجوهري والزين السنتاوي والطنتدائي الضرير وقرأ على الشرف موسى البرمكيني وعلى الزين زكريا يسيراً وربما حضر عند العبادي ثم الشهاب العمري والبدر المارداني والشهاب أحمد بن عبد الله المنهلي، وطلب الحديث وأكثر عن بقايا الشيوخ سماعاً وإجازة وحصل بعض مسموعه وكان يراجعني في كثير من الأسانيد مع قراءة البخاري وغيره علي وتحصيل جانب من شرح الألفية وقراءة بعضه وربما استملى علي وضبط الأسماء في بعض السنن على المنشاوي بحضرة الخيضري وكذا قرأ على الديمي والسنباطي وآخرين، وحج وتنزل في الصلاحية والبيبرسية وغيرهما وأقرأ ولد العبسي وقتاً وتكسب بالشهادة وشارك في الفقه ونحوه وأذن له الجوجري في الإقراء من سنة ست وثمانين والشرف عبد الحق فيه وفي الإفتاء وكذا إجازة المارداني والعميري والمنهلي والسنتاوي والخيضري وغيرهم وكتبت له: وقفت على هذه الأجايز الصادرة ممن صيرهم الله تعالى يشار إليهم بالتدريس والإفادة وأحكام التأسيس والإرادة نفع الله بهم ورفع بالعلم من تمسك بسببهم وعولت على ما أبدوه ومشيت فيما اعتمدوه ورأوه وقلت إن المجاز نفع الله به غير متأخر عن هذه المرتبة لاجتهاده في العلم واعتداله فيما تحمله وكتبه بحيث أنه لازمني رواية ودراية وساومني فيما ارتفع له بين أهل الحديث راية بل قرأ وسمع الكثير وصار المرجع في معرفة من صار يذكر في هذه الأزمان بالإسناد والتذكير لأنه حصل من ذلك جملة وتفضل على القاصرين بما فضله منه وأجمله كل ذلك مع سلوك الاعتدال واشتهاره بتجنب الطريق المصاحبة للاعتلال بل جلس للتدريس سنين متعددة وأزال عن الطلاب ما كان لديهم فيه الإشكال والتلبيس وبعده وكان يحضر في ختومه الأعيان من الفضلاء والشبان وذكر باستحضار الفقه والمشاركة في غيره ثم لم يزل في ارتقاء في عمله وخيره وكنت ممن سبق مني الأذن له في ذلك وتحقق مني المشي في هذه المسالك رزقني الله وإياه الإخلاص بالقول والعمل ووفقني لما يكون وسيلة لحسن الخاتمة عند الأجل. وحج في سنة ست وتسعين في البحر وجاور بقية السنة وجلس بباب السلام بل أقرأ وعاد مع الركب فمات بالمويلحة في المحرم سنة سبع وتسعين وتأسفنا عليه فنعم الرجل كان.
أحمد بن داود بن محمد شهاب الدين الدلاصي. شاهد الطرحي كان من الأعيان المعتبرين بالقاهرة. مات في ربيع الأول سنة اثنتين. قاله شيخنا في أنبائه، وطول المقريزي في عقوده ترجمته وأنه باشر عند جماعة من الأمراء في دواوينهم وناب عنه في الحسبة وسكن في ذلك وأنه زاد على الستين وكان له به أنس، ثم ساق عنه حكاية اتفقت للظاهر برقوق حين كان في سجن الكرك.
أحمد بن دريب بن خلد الشهاب أبو الغواير بن قطب الدين الحسني صاحب جازان وابن صاحبها. حاصره السيد محمد بن بركات في سنة اثنتين وثمانين كما في الحوادث.
أحمد بن دلامة الخواجا الشهاب البصري ثم الدمشقي. أنشأ مدرسة بصالحية دمشق، ومات في ثامن عشر المحرم سنة ثلاث وخمسين فدفن بعد العصر من يومها رحمه الله.

أحمد بن راشد بن طرخان شهاب الدين الملكاوي ثم الدمشقي الشافعي نشأ بدمشق وتفقه وبرع وشارك في الفنون ودرس وأفتى وناب في الحكم مع الدين المتين ونصر السنة. قاله شيخنا في معجمه وقال جالسته بجامع دمشق وسمعت من فوائده وسمع معي من بعض الشيوخ وحدثني بجزء من حديثه غاب عني الآن وقد قال الشهاب الزهري يعني في حياة الشرف الشريشي وغيره أنه ليس بدمشق من أخذ العلم على وجهه غيره. ومن مروياته الجزء الثالث من حديث عبيد الله بن محمد بن علي الميدلاني سمعه على أبي علي بن الهبل عن الفخر ورأيت سماعه في طبقات التاج السبكي الكبرى عليه في عدة أجزاء ونحوه قوله فيما استدركه على المقريزي كان بارعاً في الفتيا وتدريس الفقه محباً في السنة ملازماً للاشتغال، وقال في أنبائه كان ديناً خيراً يحب الحديث والسنة، قال ابن حجي كان ملازماً للأشغال والاشتغال ويكتب على الفتاوى كتابة جيدة محررة واشتهر بذلك فصار يقصد من الأقطار قال وكان في ذهنه وقفة وكان يلازم الجامع الأموي في الصلوات وله حلقة به يشتغل فيها ودرس بالدماغية وغيرها، وكان يميل إلى ابن تيمية ويعتقد رجحان كثير من مسائله مع حدة ونفرة من كثير من الناس انفصل من الوقعة وهو سالم ولكن حصل له جوع فتغير منه مزاجه وتعلل إلى أن مات في نصف رمضان سنة ثلاث، وهو في عقود المقريزي باختصار رحمه الله وإيانا.
أحمد بن راشد الينبعي قاضيها من قبل إمام الزيدية وصاحب صنعاء لكونه زيدياً فدام سنين حتى مات وكان يتوقف في قبول كثير من مخالفيه مع نسبة لخبرة مذهبه، وحج في سنة تسع عشرة فأدركه أجله بعد الحج في النفر الأول أو الثاني منها ودفن بالمعلاة وبني على قبره نصب. ذكره الفاسي.
أحمد بن راشد التيمي البناء المكي. مات في ربيع الأول سنة سبع وخمسين.
أحمد بن ربيعة بن علوان الدمشقي المقرئ أحد المجودين للقراءات العارفين بالعلل أخذ عن ابن اللبان وغيره وانتهت إليه رياسة هذا الفن بدمشق، وكان مع ذلك خاملاً لمعاناة ضرب المندل واستحضار الجن. مات في شعبان سنة ثلاث وقد جاز الستين. قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد بن رجب بن طيبغا المجدي أحد مقدمي الألوف الشهاب بن الزين القاهري الشافعي ويعرف بابن المجدي نسبة لجده. ولد في العشر الأول من ذي الحجة سنة سبع وستين وسبعمائة بالقاهرة، ونشأ بها فحفظ القرآن وبعض المنهاج ثم جميع الحاوي وألفية النحو وغير ذلك وتفقه بالبلقيني وابن الملقن والكمال الديمري والشرف موسى بن البابا وبه انتفع في الحاوي لمزيد تقدمه فيه والشمس العراقي وعنه أخذ الفرائض وغيرها وكذا أخذ الفرائض والحساب عن التقي بن عز الدين الحنبلي والعربية عن الشمس العجيمي وقيد عنه شرحاً على الشذور في آخرين منهم في الميقات ومتعلقاته الجمال المارداني وكان يخبر أنه سمع الموطأ على المحيوي القروي وجد في الطلب واجتهد بأعظم سبب بحيث كان يحكي أنه مر على الميمي خمساً وستين مرة، وبرع في فنون تقدم بذكائه المفرط الذي قل أن يوازى فيه وأشير إليه بالتقدم قديماً وصار رأس الناس في أنواع الحساب والهندسة والهيئة والفرائض وعلم الوقت بلا منازع، واشتهر بإجادة إقراء الحاوي، وانتدب للإقراء وانتفع به الفضلاء وأخذ عنه الأعيان من كل مذهب طبقة بعد أخرى وممن لازمه وانتفع به شيخنا ابن خضر والنور الوراق المالكي والشرف بن الجيعان والسيد علي والشهاب السجيني والهيثمي والبدر المارداني والزين زكريا والبدر حسن الأعرج، وحكى لي عنه أنه صعد القلعة للاجتماع بالأشرف في قضية ضاق صدراً بها فما تيسر فرجع وقد تزايد كربه فاتفق أنه دخل مدرسة قريبة من القلعة فتوضأ وصلى ركعتين ورفع رأسه فوجد بجانب محرابها مكتوباً:

دعها سماوية تجري على قدر

 

لا تعترضها بأمر منك تنفسد

فاستبشر بذلك وآلى أن قضى أمره أن يضمنه في أبيات فلم يلبث أن جاء قاصد السلطان بطلبه وحصل الغرض فقال في أثناء أبيات:

فقلت للفكر لما صار مضطرباً

 

وخانني الصبر والتفريط والجلد

دعها سماوية تجري على قـدر

 

لا تعترضها بأمرمنك تنفـسـد

فخفني بخفي اللطف خالقـنـا

 

نعم الوكيل ونعم العون والمدد

وكذا حكاها لي عنه الشرف بن الجيعان وعين المكان، وكنت ممن أخذ عنه، وممن حضر عنده الشيخ الشهاب الكلوتاتي المحدث الشهير، وله تصانيف كثيرة فائقة منها الدوريات وجزء في الحناني وآخر في قول المديون لرب الدين ضع وتعجل ومختصر في الفرائض بديع لم يسبق إليه سماه إبراز لطائف الغوامض في إحراز صناعة الفرائض وآخر أكبر منه لكنه لم يشتهر كاشتهاره لكونه لم يتم فإنه قسمان علمي وتم في مجلد وعملي لم يتم كتب منه كراريس وتعرض فيه لخلاف الأربعة سماه الكافي وشرح الجعبرية والرسالة الكبرى وهي ستون باباً لشيخه المارداني والتلخيص لابن البناء في الحساب وهو عظيم الفائدة بل هو من أعظم تصانيفه في مجلد ضخم والرسالة لابن السراج وله أيضاً في الحساب المبتكرات في دون كراس وكذا من تصانيفه إرشاد الحائر في العمل بربع الدائر وزاد المسافر والقول المفيد في جامع الأصول والمواليد والدرر في مباشرة القمر والدر اليتيم في حل الشمس والقمر وهو نفيس في بابه وكشف الحقائق في حساب الدرج والدقائق والمنهل العذب الزلال في معرفة حساب الهلال والفصول في العمل بالمقنطرات ورسالة في العمل بالجيب والضوء الأح في وضع الخطوط على الصفائح ورسالة في الربع المستر وأخرى في الربع الهلالي وكراسة في معرفة الأوساط وأخرى في استخراج التواريخ بعضها من بعض وله في إخراج القبلة بثلاث نقط من غير دائرة اثنا عشر بيتاً وشرحها والتسهيل والتقريب في طرق الحل والتركيب والإشارات في كيفية العمل بالمحلولات والمنثورة في علوم شتى وله مصنف في الحديث وكتابة جيدة على الفتاوي، كل ذلك مع الديانة والأمانة والثقة والتواضع والسكون والسمت الحسن وإيراد النكتة والنادرة والظرف والانجماع عن الناس بمنزله المجاور للأزهر والاستغناء عنهم بإقطاع بيده بل كان يبر الطلبة والفقراء أيضاً وبلغني أنه كان يقول إذا استغرقت في غوامض الميقات أحس بالظلام في قلبي وأني كالممقوت. وولي مشيخة الجانبكية الدوادارية بالشارع ولاه إياها الأشرف وهو المبتكر للتصوف فيها لكون واقفها كان عتيقه وأسند إليه وصيته. واستمر على طريقته الجميلة حتى مات في ليلة السبت حادي عشر ذي القعدة سنة خمسين عن أربع وثمانين سنة ودفن من الغد بالقرب من الطويلة في مشهد حسن أمهم شيخنا ولم يخلف بعده في فنونه مثله ولم يذكره شيخنا مع واقعة دينية اتفقت له عارضه فيها بمقصد صالح من كل منهما أشار إليها في سنة ثلاثين. وقد قال العيني في تاريخه كان من أهل العلم والدين كاف الشر عن الناس منقطعاً عنهم ملازماً لبيته وعنده بعض مسك اليد مع القدرة على الدنيا انتهى، ومستنده في ذلك فيما ظهر لي أنه لأجل كون عياله كن إماء كان يخرج لهن ما يحتجن إليه في كل يوم بالمعروف خوفاً من تبذيرهن ويصل ذلك كذلك على لسان النسوة إلى البدر لكونه من جيرانه وإلا فلم أر من طلبته الفقراء ونحوهم إلا وهو يذكر بره وصلته إليه رحمه الله وإيانا.
أحمد بن رجب بن محمد بن عثمان بن جميل الشرف البقاعي الدمشقي الشافعي والد البرهان بن الزهري الماضي. مات في فتنة التتار سنة ثلاث.
أحمد بن رسلان. هو ابن الحسين بن الحسن بن علي بن رسلان.
أحمد بن رسلان السفطي القاهري الشافعي أحد من جد ومهر إلى أن صار يستحضر الكثير من الفروع الفقهية ويباحث ويستشكل ويفهم قليلاً وهو من كبار الطلبة بالخانقاه الشيخونية مات في ربيع الأول سنة ست وعشرين وقد أكمل الستين.
أحمد بن رضوان بن علي بن رضوان شهاب الدين القاهري الشافعي. نشأ فحفظ القرآن وغيره ودار مع أبيه في الأسباع ونحوها واشتغل يسيراً وترفع عن طريقة والده فناب في القضاء وتنزل في وظائف وباشر في جهات كالخشابية وكان عاقلاً كيساً ذا ثروة كأبيه واستجد داراً داخل باب النصر. مات فجأة في يوم الثلاثاء خامس شوال سنة ست وثمانين في حياة أبيه وقد جاز الأربعين وكثر تأسف الناس عليه مع التوجع لأبيه رحمه الله.

أحمد بن رمضان بن عبد الله الشهاب السليماني ثم الحلبي الشافعي الضرير نزيل القاهرة ويعرف بالشهاب الحلبي. ولد تقريباً سنة ثمان وثمانمائة بالسليمانية بالقرب من آمد وانتقل منها في صغره فجود القرآن بعد أن حفظه على كل من عبد الله الشيرازي بحصن كيفا والعلاء علي بن أبي سعيد وابنة البرهان إبراهيم بماردين وابن شلنكار بعنتاب، وتلا لعاصم والكسائي وابن عامر على البدر حسين الرهاوي بها ولأبي عمرو على عبيد الضرير ومحمد الأعزازي كلاهما بحلب ولعاصم على الشمس الحوراني بطرابلس وله ولابن عامر وغيرهما على الشمس بن النجار بدمشق وللكسائي على الشمس القباقبي بغزة وبالجامع الكبير على البرهان الكركي بالقاهرة وكذا جمع البعض بها على التاج بن تمريه وطاف سوى ما سلف من الأماكن كل ذلك مع ضرره الذي كان ابتداؤه في صغره من جدري عرض له وحافظته قوية قال لي أنه حفظ العمدة ومعالم التنزيل والشاطبيتين وألفية العراقي في الحديثية والحاوي والمنهاج الفرعيين وجمع الجوامع وألفية ابن مالك والحاجبية وجملة ولكن اشتغاله في غير القراءات يسير فأخذ في الفقه والعربية والتفسير وغيرها عن ابن زهرة بطرابلس وسمع عليه وعلى البرهان الحلبي والتاج بن بردس وابن ناصر الدين وابن العصياتي وطائفة وقطن القاهرة دهراً وقرأ على شيخنا من حفظه من أول البخاري إلى مواقيت الصلاة وأقرأ الطلبة وممن قرأ عليه الأمير يشبك الفقيه رأيته عنده وفي مجلس شيخنا كثيراً وكذا قرأ عليه ابن القصاص إمام الجيعانية، وهو حسن الأبهة نير الشيبة كثير التودد زائد المقال له فهم في الجملة. ومات قريب الثمانين عفا الله عنه.
أحمد بن رمضان التركماني الأجقي صاحب أدنة وسيس وإياس وغيرها. ولي الأمرة من قبل الثمانين واستمر يشاقق العسكر الشامي تارة ويصالحوه أخرى وتجردوا له مرة سنة ثمانين كما في الحوادث ثم في سنة خمس وثمانين فكسر فيها أمير عسكره أخوه إبراهيم فلما كانت الفتنة العظمى ورجع اللنك إلى العراق استقر قدم أحمد واستمر على ذلك حتى مات في أواخر سنة تسع عشرة. وكان شيخاً كبيراً مهيباً شهماً علي الهمة كريماً صاهره الناصر على ابنته، وله اليد البيضاء في طرد العرب عن حلب في ذي الحجة سنة ثلاث. ذكره شيخنا في أنبائه وابن خطيب الناصرية وزاد مع طيش ومحبة في الفتن فكان تارة يدخل تحت الطاعة وتارة يشاقق ويكثر الفساد وتجردت إليه العساكر الحلبية مراراً.
أحمد بن زكريا التلمساني المغربي المالكي. أخذ عن ابن مرزوق الحفيد وتقدم في أصول الفقه والمنطق وشارك في الفقه وغيره، وهو في سنة تسعين حي ويكون تقريباً في حدود السبعين، وممن أخذ عنه صاحبنا عبد الله الحسناوي وله ذكر في أبي الفضل البجائي.
أحمد بن الزين الوالي. يأتي في ابن عمر.
أحمد بن سالم بن حسن شهاب الدين الجدي نزيل مكة وقاضي جدة ويعرف بابن أبي العيون. تفقه كثيراً بابن سلامة نور الدين وحضر دروس الجمال بن ظهيرة وولده المحب علي وكان لهما واداً، وجاءه توقيع بقضاء جدة في سنة اثنتين وعشرين ووافقه المحب على ذلك وتوجه لها فباشر الأحكام على صفة لا يعهد مثلها بها فشق ذلك على المحب فاستدعاه لأمر ما فلم يحضر فعزله ثم أعاده وسئل في صرفه فأجاب وكان مما يعانى التجارة وحصل دنيا وعقاراً والتقط من المنسك الكبير لابن جماعة ما يتعلق به بمذهب الشافعي في كراريس وكان يذكر أنه من ربيعة الفرس. مات بمكة في أوائل ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ودفن بالمعلاة وهو في عشر الخمسين ظناً. ذكره الفاسي في تاريخ مكة.
أحمد بن سالم بن حسن الإسحاقي نسبة لمحلة إسحاق من الغربية. ولد قبل الخمسين وثمانمائة وتكسب بالشهادة ونسخ واشتغل قليلاً وقد اجتمع بي فأخذ عني شيئاً.
أحمد بن سالم العبادي ثم القاهري الأزبكي شقيق إبراهيم الماضي ومحمد الآتي ممن يتسمى شافعياً كأنه لأجل الوظائف وإلا فالثلاثة لا أهلية فيهم، وقد حج مع أبيه وأخيه في موسم سنة ثمان وتسعين فرجعا وتأخر إبراهيم.
أحمد بن أبي السعادات بن عادل الحسيني المدني أخو عبد الله وعبد الرحمن وعبد الكريم المذكورين. ولد سنة سبع وستين بالمدينة وحفظ القرآن والقدوري واشتغل قليلاً وهو ممن سمع مني بالمدينة النبوية.

أحمد بن سعد بن أحمد الشهاب الخيفي - بالمعجمة ثم تحتانية بعدها فاء - المكي حفظ القرآن وتنزل مع قراء سبع سودون الطياري وأجاز له في سنة سبع وثمانمائة الجوهري وعبد الكريم حفيد القطب الحلبي وأبو اليمن الطبري وعائشة بنة عبد الهادي وغيرهم وسمع بمكة سنة أربع عشرة على الزين المراغي المسلسل بالأولية وختم البخاري وكان مباركاً له نظم، كتب عنه النجم بن فهد وقال مات في ليلة الأحد تاسع شعبان سنة سبع وثلاثين بمكة.
أحمد بن سعد بن مسلم شهاب الدين الأريحي الدمشقي المكي الحنفي المقرئ نائب مقام الحنفية بها وشيخ رباط ربيع. شهد على ابن عياش في ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثمانمائة بإجازة عبد الأول المرشدي. مات في ليلة الخميس مستهل جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
أحمد بن سعد الهندي المكي القائد نائب مكة للسيد بركات ثم لولده وكان طويلاً مهاباً جريئاً. مات في ليلة الخميس ثامن المحرم سنة خمس وستين. أرخه ابن فهد.
أحمد بن سعد الدين. في بدلاي.
أحمد بن أبي السعود. في ابن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى.
أحمد بن سعيد بن أحمد السماقي الحسباني أخو القاضي شرف الدين قاسم والشاهد بسوق صاروجا. مات في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة عن سبعين سنة بدمشق. ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد بن سعيد بن محمد بن إبراهيم قاضي الشام السنوسي. ذكره ابن عزم.
أحمد بن سعيد بن محمد بن مسعود الجريري - بفتح الجيم وبمهملتين نسبة لقرية من قرى القيروان تنسب لشخص يقال له ابن جرير - المرادي المالقي المالكي. ولد في سنة عشر وثمانمائة بالقرية المذكورة وقرأ بها القرآن لنافع ثم انتقل إلى القيروان فأخذ الفقه عن عمر المسراتي ثم إلى تونس فأخذه عن أبوي القسم بن أحمد البرزالي ولازمه أربعاً وعشرين سنة فأكثر حتى كان انتفاعه به وابن عبدوس وعمر بن محمد القلشاني - بكسر القاف وسكون ثم معجمة ثم نون - وعنه أخذ الأصلين والعربية والمعاني والبيان والمنطق ومحمد الطبلبي - بموحدتين الأولى مضمومة بينهما لام ساكنة - محمد بن مرزوق وأبي القسم العقباني والعربية أيضاً عن حسن العلويني وأحمد الشماع، والفرائض والحساب عن يوسف التونسي، وسمع على البرزالي وابن مرزوق والعقباني والشماع في آخرين ثم قصد التجرد وظهر له أن النية في الاشتغال والأشغال فاسدة فارتحل للحج في سنة أربع وأربعين وسافر في البحر في أواخر ربيع الآخر منها في مركب لبعض الفرنج فخرج عليهم مركب للحسويين فأصيب مركبهم منه فقصدوا رودس وأقاموا بها نحو عشرين يوماً حتى أصلحوها ثم قدم القاهرة وسافر منها في البحر أيضاً إلى مكة فقدمها في رمضان منها فحج وزار صحبة المركب وقطن المدينة وصاهر قاضيها فتح الدين بن صالح وبقي على طريق السياحة مدة ثم سئل في الأشغال فامتنع ثم استخار الله فانشرح له صدره وتصدى لإقراء الفقه والعربية وكان محمد بن نافع الآتي وغيره يمتنعون من الإقراء معه وربما حضر بعضهم عنده مع الصلاح والعبادة حتى أنني رأيت أهل المدينة فيه كلمة إجماع ومع ذلك فقال البقاعي أنه لقيه في جمادى الثانية سنة تسع وأربعين وكتب عنه من نظمه:

يا سيدي يا رسول الله يا سنـدي

 

يا عمدتي يا رجائي منتهى أملي

أنته الوجيه الذي ترجى شفاعتـه

 

كن لي شفيعاً غداً يا خاتم الرسل

ومن إنشاده لأبي يحيى بن عقيبة القفصي مما أنشد له:

أزف الحمام وأنت ساه معرض

 

عن كل خطب فما لئيم يعرض؟

يا ويح من ركب البطالة واعتدى

 

يشتد في طلب الخصام وينهض

وبحث معه وأنه رآه شديد الإعجاب بنفسه مع إظهار الصلاح والمبالغة في التبرئ من الدنيا وبالغ في الحط منه ووصفه بالعجب والكبر والحسد قال وأهل المدينة مفتونون به، وهجاه بقوله:

وثعبان بدا فـي زي حـبـل

 

لأجعله جريراً لـلـبـعـير

يخادع كالجريري كل كسـر

 

فقلت لحاك ربي من جريري

قلت ولم يلبث أن مات في صبيحة يوم الخميس لخ رمضان سنة تسع وأربعين وكان له مشهد عظيم لم يتخلف عنه أحد من أهل السنة رحمه الله وإيانا وهو والد زوجة البدر حسن بن زين الدين وقد استفدت بعض شيوخه من إجازته لعبد السلام الأول ابن الشيخ ناصر الدين الكازروني حين عرض عليه بعض محافيظه.

أحمد بن سعيد بن محمد الشهاب أبو العباس التلمساني المغربي المالكي. ولي قضاء الاسكندرية ودمشق وطرق البلاد ودخل شيراز وشهد بها وفاة ابن الجزري وذلك في سنة ثلاث وثلاثين، وعمر الدار والحمام داخل باب الفرج فلم يمتع بذلك إلا قليلاً، وهو ممن قرأ على شيخنا في صحيح مسلم وغيره وأثنى على مباشرته لقضاء الاسكندرية في ترجمة الجمال عبد الله بن الدماميني من تاريخه فإنه قال أنه استقر بعده وباشره متحفظاً في مباشرته إلى أن شاعت سيرته المستحسنة وقد رأيته كثيراً بين يديه، وولي قضاء الشام بعد وانفصل بابن عبد الوارث ثم أعيد ثم انفصل، مات مصروفاً في رابع ربيع الثاني سنة أربع وسبعين بدمشق وصلى عليه بالجامع ودفن بمقبرة باب الفراديس في الجهة الشرقية وكان قد قدم القاهرة قبل بيسير وحاول عود القضاء فما أمكن رحمه الله، وكان فاضلاً في الفقه والعربية وغيرهما.
أحمد بن سعيد ويكنى أبا نافع هو به أشهر. شيخ مسن من صوفية البيبرسية كان حكوياً ضخم الشكالة طلق العبارة كثير المماجنة والدعابة، غير متحرز في ألفاظه وحكاياته، سمعت من ذلك جملة باب البيبرسية وكأنه كان من قدماء صوفيتها فقد رأيته سماعه بها على النور علي بن سيف الأبياري لليسير من سنن ابن ماجه في سنة ثلاث عشرة وشيخه ضابط الأسماء وكانت وفاته بعد سنة أربعين عفا الله عنه.
أحمد بن سفري الإمام شهاب الدين. سمع هو وصهره برهان الدين على شيخنا المتباينات له بقراءة يحيى بن فهد.
أحمد بن سلطان النشيلي ثم القاهري. نشأ في خدمة صهره فقيراً جداً وكان يحضر دروسه وتنزل في سعيد السعداء وغيرها بل أم بالسابقية فلما ولي القضاء صار أحد شهود المودع وحضر الترك وكاس وتعددت ثيابه النفيسة الفاخرة وكثرت جهاته فلما امتحن القاضي وجماعته اختفى فدام مدة الترسيم عليهم ثم لما عملت المصلحة ظهر ويقال أنه على مال أيضاً وهو من نمطهم في إظهار الأدب مع باطن الله أعلم بحقيقته.
أحمد بن سلمان بن محمد الشهاب الحموي. ممن سمع مني بمكة.
أحمد بن سليمان بن أحمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عوجان الشهاب المغربي الأصل المقدسي المالكي ويعرف بابن عوجان - بمهملة ثم واو ثم جيم مفتوحات - والد محمد وفاطمة. ولد في سنة ثلاث وستين وسبعمائة وولي قضاء المالكية بالقدس في سنة خمس وثمانمائة فكان ثاني مالكي بها وعزل غير مرة ثم يعاد ولم تحمد سيرته في القضاء لبذله ثم ارتشائه مع أنه كان عالماً فقيهاً فاضلاً يفتي ويدرس ويعرف صناعة القضاء حتى كان في كتابة الشروط وإتقانه لها ومعرفة الخلاف فيها بمكان، قال الشمس الهروي كان يكتب مائة سطر ما يحكم عليه في سطر. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين ورآه البرهان بن غانم في النوم بعد موته بقليل فسأله عن حاله فحلف له بالطلاق أن الله قد غفر له، واستقر عوضه في قضاء المالكية ابنه. ذكره ابن أبي عذيبة مطولاً وقال أن الشهاب أخبره أنه حج مرة فنام في الحرم المدني فرأى النبي صلى الله عليه وسلم جالساً داخل الحجرة وأنه رام الدخول مع من يدخل فمنع فصار يترقق لمن يمنعه ويبالغ فقال له صلى الله عليه وسلم أدخل على ما فيك من دبر فكان يحكيها وهو بكي قال وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما دخل عليه سلم على غفير إيلياء إذا رجعت إليها فقال ومن هو يا رسول الله فقال خليفة، وقال ابن أبي عذيبة أن والده سليمان مات في سنة سبع وثمانمائة عن تسعين - بتقديم التاء - فأزيد وكان مرقياً للخطباء وجابي الصدقات الحكمية وبلغنا من الثقات أنه كان سيء العقيدة يعتقد أن الشمس فعالة وأنها تستحق العبودية.
أحمد بن سليمان بن أحمد الشهاب المصري ثم السكندري المالكي ويعرف بالتروجي - نسبة لتروجة من نواحي الاسكندرية سكن الاسكندرية وقتاً ثم جال في البلاد ودخل العراق والهند وعظم أمره ببنجالة من بلاد الهند وحصل له فيها دنيا ثم ذهبت عنه وانتقل إلى الحجاز وأقام بالحرمين سنين، ومات بمكة في رابع شوال سنة اثنتي عشرة ودفن بالمعلاة عن نحو ستين سنة. وكانت له نباهة في العلم ويذاكر بأشياء حسنة من الحكايات والشعر وينطوي على خير وبلغني أنه وقف عدة كتب وجعل مقرها برباط الخوزي من مكة وبه كان يسكن وفيه توفي رحمه الله. قاله الفاسي في تاريخ مكة.

أحمد بن سليمان بن جار الله بن زايد السنبسي المكي. ذكره ابن فهد هكذا مجرداً.
أحمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن العز محمد بن التقي سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن أبي عمر المقدسي ثم الصالحي الحنبلي أخو عبد الرحمن الآتي. ذكره شيخنا في معجمه وقال أنها أجاز له في استدعاء الصرخدي سنة اثنتين وبيض له.
أحمد بن سليمان بن عقبة البناء. مات بمكة في ربيع الأول سنة اثنتين وستين.
أحمد بن سليمان بن عيسى البدماصي ثم القاهري الحنفي نزيل الإينالية بالشارع وإمامها ووالد التقي محمد الحنبلي البسطي شيخ سوق الفاضل الآتي. شيخ معمر من أهل القرآن يذكر بخير. مات وقد أضر.
أحمد بن سليمان بن غازي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن تورشاه بن أيوب بن محمد بن أبي بكر بن أيوب بن شاذي الأشرف أبو المحامد بن العادل بن المجاهد بن الكامل بن العادل بن الأوحدي المعظم بن الصالح نجم الدين صاحب مصر بن الكامل الأيوبي صاحب حصن كيفا وأعمالها من ديار بكر. وليها بعد أبيه في سنة سبع وعشرين وكان مشكور السيرة محباً لرعيته لوفور عقله وسياسته وديانته مع فضل وميل زائد إلى الأدب ومشاركة في فنون وكرم وشجاعة وظرف. ذكره شيخنا في أنبائه وقال أنه كان خرج في عسكره لملاقاة السلطان على حصار آمد فاتفق أنه نزل لصلاة الصبح فوقع به فريق من التركمان فأوقعوا به على غرة فقتل وذلك في شوال سنة ست وثلاثين ودفن بالحصن وهو في أوائل الكهولة ووصل ولده الصالح خليل مع بقية أصحابه إلى السلطان فقرره في مملكة أبيه ولقب بالكامل قال وكان فاضلاً أديباً له شعر حسن وقفت على ديوانه وهو يشتمل على نوائح في أبيه وغزل وزهديات وغير ذلك، وكان جواداً محباً في العلماء رحمه الله. قلت وممن ذكره المقريزي في عقوده وقال أنه مات عن نحو الستين فالله أعلم وشق قتله على الأشرف كثيراً، ومن نظمه:

بدا حبي وقد خـضـب الـيدين

 

فأتلف مهجتي بالحـاجـبـين

وبين النوم والجفـن اخـتـلاف

 

كما بين الذي أهوى وبـينـي

ترفق يا حبيب القلب واعطـف

 

لتنعم بالرضا عيني بـعـينـي

إذا رمت سلواً الـق قـلـبـي

 

يجرجره الجـمـال بـقـائدين

وإن أذنبت ذنـبـاً يا غـزالـي

 

أرى لك عند قلبي شافـعـين

يعنفني فـؤادي كـيف أسـلـو

 

مليحاً ساكناً في الـنـاظـرين

يذوب القلب مني حين يضحـى

 

شروداً للغـرام مـحـركـين

فزرني يا حبيبي تـلـق أجـراً

 

ودس فضلاً على رأسي وعيني

أحمد بن النجم سليمان بن محمد بن سليمان بن مروان بن علي بن منجاب بن حمايل الزملكاني الشيباني البعلي ثم الصالحي. أحد رواه الصحيح عن الحجار وسمع أيضاً من غيره وله إجازة من أبي بكر بن محمد بن عنتر وغيره، وحدث سمع عليه الياسوفي وغيره. مات في ذي الحجة سنة إحدى، قاله شيخنا في أنبائه، وذكره المقريزي في عقوده وأنه أجاز له التقي بن تيمية وغيره وأنه مات في دمشق وقد جاز الثمانين.
أحمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله الشهاب الكناني الحوراني الأصل الغزي الحنفي المقرئ نزيل مكة وأخو عبد الله الآتي. اشتغل بالقراءات وتميز فيها وفهم العريبة واشتغل وقطن مكة على خير وانجماع مع تحرز وتخيل، وقد لازمني كثيراً في الرواية وكتبت له إجازة وسمعته ينشد من نظمه:

سلام على دار الغرور لأنها

 

مكدرة لذاتها بالـفـجـائع

فإن جمعت بين المحبين ساعة

 

فعما قليل أردفت بالموانـع

ثم قدم القاهرة من البحر في رمضان سنة تسع وثمانين وأنشدني من لفظه قصيدتين في الحريق والسيل الواقع بالمدينة وبمكة وكتبهما لي بخطه وسافر لغزة لزيارة أمه وجاءتني مطالعته في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وأنه قرأ فيها البخاري وأقبل عليه جماعة من أهلها ويلتمس مني سندي به وبغيره.
أحمد بن سليمان بن محمد الديروطي الشافعي ويعرف بابن عزيرة وهي أمه. قرأ على شيخنا في البخاري وكذا على البرهان الكركي وشاركه مشاركة يسيرة في الفقه والنحو والفرائض وتكسب بالشهادة وحج. مات في يوم الاثنين ثامن ربيع الأول سنة ست وسبعين.

أحمد بن سليمان بن نصر الله بن إبراهيم الشهاب البلقاسي ثم القاهري الأزهري الشافعي والد سليمان الآتي ويعرف جده إبراهيم بالخطيب وهو بالزواوي لكونه كما سمعته منه كان يجلس في المكتب وحده بالزاوية منه فهو لقب كما كان الشيخ صالح الزواوي يقول في شهرته بها أنه لقب. ولد سنة أربع وعشرين وثمانمائة تقريباً ببلقاس من الغربية وانتقل منها وهو صغير إلى القاهرة فقطن بالأزهر وحفظ القرآن والعقيدة للغزالي ومختصر التبريزي والمنهاج كلاهما في الفقه والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك والعراقي والشاطبية وكذا بلوغ المرام لشيخنا فيما بلغني وغير ذلك وعرض في سنة سبع وثلاثين فما بعدها على خلق منهم شيخنا والقاياتي والشهاب بن المحمرة والعلم البلقيني وابن الديري والأقصرائي وباكير والبساطي والزين عبادة وابن تقي والحناوي وطاهر والمحب بن نصر الله وأقبل بجد على الاشتغال فلازم القاياتي في الفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان وغيرها من الفنون بحيث كان جل انتفاعه به وابن المجدي في الفرائض والحساب والميقات والهيئة والهندسة وغيرهما مما كان يؤخذ عنه والشمس الحجازي في الفقه وغيره أخذ عنه في مختصره للروضة وفي العجالة والونائي والعلم البلقيني لكن يسيراً وكذا اشتدت عنايته في الفنون بملازمة الكافياجي، وأخذ عن الشمني وابن الهمام ومن لا أحصيه كثرة، وجمع للعشر على الزين طاهر والشهاب السكندري وللثمان على الزين رضوان المستملي وأكثر التردد إليه حتى قرأ عليه شرح معاني الآثار للطحاوي وأشياء منها قطعة من الحلية لألبي نعيم واغتبط بشيخنا وأخذ عنه الكثير بقراءته وقراءة غيره فكان مما قرأه هو السنن للدارقطني وزوائد ابن حبان على الصحيحين والموجود من صحيح ابن خزيمة وأكثر في الرواية والدراية عمن دب ودرج ورافقنا على ابن الفرات والرشيدي والصالحي والشهاب العقبي، وسمعت الكثير بقراءته وكذا سمع بقراءتي أشياء بل وأخذ عن جماعة قبلنا كابن بردس وابن ناظر الصاحبة وابن الطحان والزين الزركشي ولا يزال يدأب حتى برع وتقدم في فنون وأشير إليه بالفضيلة التامة وأذن له القاياتي سنة ثمان وأربعين في إقراء الفقه وأصوله والمعاني والبيان والبديع لمن شاء في أي وقت شاء قال لعلمه بتأهله لذلك في آخرين منهم كشيخنا وابن المجدي والزين طاهر، وتصدى للاشتغال في حياة جل شيوخه فانتفع به الطلبة وربما كتب على الفتوي، وكان إماماً علامة قوي الحافظة حسن الفاهمة مشاركاً في فنون طلق اللسان محباً في العلم والمذاكرة والمباحثة غير منفك عن التحصيل بحيث أنه كان يطالع في مشيه ويقرئ القراءات في حال أكله خوفاً من ضياع وقته في غيره أعجوبة في هذا المعنى لا أعلم في وقته من يوازيه فيه طارحاً للتكلف كثير التواضع مع الفقراء سهماً على غيرهم سريع القراءة جداً، وقد حج مع والده ولم يزل على طريقته في الاشتغال والأشغال حتى مات قبل أن يتكهل في ليلة الجمعة تاسع شوال سنة اثنتين وخمسين ببيته في سويقة السباعين وصلى عليه بالأزهر ودفن بتربة يونس الدوادار المستجدة تجاه تربة برقوق رحمه الله وإيانا، ولم يسلم من أذى البقاعي حيث وصفه في بعض الأثبات بابن المهتدي وهذا لو صح لم يكن بقادح فيه والله حسيبه.
أحمد بن سليمان الهندي. يأتي في مكي.
أحمد بن سنان بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري المكي القائد. مات في يوم السبت تاسع رجب سنة سبع وأربعين بالهدة وحمل إلى مكة فوصلوا به في آخر ليلة الأحد فدفن بالمعلاة.
أحمد بن سند. هكذا بخطى في الآخذين عني وأظنه محمد بن سند المسمى أبوه بعلي وسيأتي إن شاء الله.
أحمد بن شاه روخ بن تيمورلنك كوركان المعروف بأحمد جوكي. كان من أعيان أولاد أبيه وممن له سطوة وإقدام وشجاعة فكان لذلك يرسله في العساكر إلى الأقطار وفتح عدة بلاد وقلاع ووقع بينه وبين اسكندر بن قرا يوسف متملك تبريز حروب ووقائع آخرها في سنة وفاته، ومات بعد ذلك في شعبان سنة تسع وثلاثين فاشتد حزن أبيه عليه. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار قال واتفق أن والده مات له في هذه السنة ثلاثة أولاد كانوا ملوك الشرق بشيراز وكرمان وهذا كان من أشدهم.
أحمد بن شاهين الكركي سبط شيخنا وشقيق يوسف الآتي. مات في حياة أبويه بعد أن استجاز له جده في سنة خمس وعشرين جماعة.

أحمد بن شاور بن عيسى الشهاب العاملي ثم القاهري الشافعي الفرضي تقدم في الفرائض والحساب ومتعلقاتهما، ومن شيوخه الشمس الكلائي ووصفه الزين العراقي في طبقة الشيخ، وقال شيخنا في أنبائه كان عالماً بالفرائض مشاركاً في غيرها. مات في صفر سنة اثنتين. قلت وأخذ عنه ممن لقيته الجمال عبد الله بن محمد بن الرومي الحنفي وكتبت له كما في ترجمته من معجمي إجازة بليغة والشهاب السيرجي وله تقريظ لمنظومة أثبته في ترجمته.
أحمد بن شبوان بن عمر أبو العباس بن أبي الجود الحصيني من عرب بالقرب من الجزائر العابدي العلوي المغربي المالكي. شيخ فاضل مفنن قدم علينا القاهرة فقرأ على ألفية العراقي بحثاً وسمع مني في الأمالي وغيرها وكذا قرأ على ابن قاسم وغيره ثم رجع إلى غزة فأقام بها يسيراً عند قاضيها وغيره ولم يلبث أن مات بها في الطاعون سنة إحدى وثمانين شهيداً وكان مع فضيلته صالحاً رحمه الله ونفعنا به.
أحمد بن الشريفة. هو ابن محمد بن محمد بن يعقوب. يأتي.
أحمد بن شعبان بن علي بن شعبان الشهاب الأنصاري الفارسكوري الأصل الغزي الشافعي أمثل بني أمية ويعرف بابن شعبان الكساني. نشأ بغزة فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي وجمع الجوامع وألفيتي الحديث والنحو وغير ذلك كالشاطبية والرائية، وأخذ عن ابن الحمصي في الفقه وغيره، وقدم القاهرة فاخذ عن المناوي والعبادي وغيرهما وتلا فيها للأربعة عشر على الزين جعفر وفي بيت المقدس للسبع على الشمس بن عمران وفي غزة على الزين محمد أبي شامة القادري وبرع وتفنن ونظم وأفاد وتصدى للتدريس والإفتاء فانتفع به جماعة مع تصون وخير واستقامة، وقد أخذ عني قليلاً ثم بعد مدة رجع إلى بلده فاستقر بها وتمشيخ وصار يجمع الناس على الذكر فراج بين عرب البوادي والقرى بالنسبة لكساد سوق العلم، وحج وجاور وأقرأ الطلبة هناك وبالاسكندرية ودمياط ودمشق وبيت المقدس وغيرها وكثرت طلبته واستقر به الأشرف قايتباي في قراءة الحديث بمدرسته بغزة ونعم الرجل.
أحمد بن شعبان. عمل البرددارية في الخاص وتمول وأنشأ داراً حسنة بالقرب من زاوية الشيخ مدين بالمقسم وكان ممن يثني عليه في طائفته مع أنه كان قد أعرض عن البرددارية وقتاً وتعلل مدة إلى أن مات في ليلة الجمعة سادس عشري جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وصلى عليه بعد الصلاة ودفن في حوش بالقرب من تربة الأشرف برسباي وكان مصاهراً للبدر بن الغرس فعمل له بعد جمعة مأتماً عفا الله عنه.
أحمد بن شعيب خطيب بيت لهيا كان عابداً قانتاً كثير التهجد والذكر حتى قال الشهاب بن حجي أنه قل من كان يحلقه في ذلك. مات في المحرم سنة إحدى. ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد بن شعيب. في ابن محمد بن شعيب. يأتي.
أحمد بن سكر ويدعى بدير يأتي في الموحدة.
أحمد بن شهاب الدين بن أحمد بن شهاب بن أحمد بن عباس الشرباصي ثم الفارسكوري الخامي ويعرف بابن الأديب. ولد تقريباً في سنة ثمانمائة بشرباص يحركها أولها معجمة وآخرها مهملة من عمل دمياط، ونظم الشعر وارتزق من الحياكة، ولقيه ابن فهد والبقاعي وابن الإمام في سنة ثمان وثلاثين فكتبوا عنه من نظمه قصيدة أولها:

من ذا الذي من مقلتيه يقيني

 

هذا الذي أخلصت فيه يقيني

وغير ذلك، وكان عامياً مطبوعاً مع كونه أمياً لا يحسن الكتابة وكذا كان أبوه من المشتهرين هناك بالأدب.
أحمد بن الشهيد. هكذا ذكره شيخنا في سنة ثلاث عشرة من أنبائه وقال أنه كان أولاً يتعانى صناعة الفراء ثم اشتغل قليلاً وباشر في ديوان السلطان ثم ولي الوزارة ثم وقعت فتنة اللنك وهو وزير فاستصحبه إلى بلاده ثم خلص منه بعد ثلاثين وورد دمشق فباشر نظر الجيش وغيره في شعبان انتهى.

أحمد بن شيخ بن عبد الله المظفر الشهاب أبو السعادات بن المؤيد المحمودي وأمه سعادات من أهل الشام. ولد في يوم الأحد ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين، ولي السلطنة بعد أبيه في اليوم الذي دفن فيه أبوه من المحرم سنة أربع وعشرين وسنه حينئذ سنة وثمانية أشهر وبعض شهر، ودخل حلب مع أمه لما تزوجها الطاهر ططر قبل أن يتسلطن ثم خلعه في شعبان منها. ومات بعد ذلك في سجن الاسكندرية هو وأخوه إبراهيم الصغير الماضي في الطاعون فكانت وفاة هذا في ليلة الخميس سلخ جمادى الثانية سنة ثلاث وثلاثين ودفنا بالثغر ثم نقلا بعد مدة إلى القاهرة فدفنا عند أبيهما بالقبة من الجامع المؤيدي وكان بعينه حول فاحش حصل عند سلطنته من دق الكوسات حين غفلة فلاقوه إلا بالله. وقد ذكره شيخنا في أنبائه باختصار جداً والمقريزي في عقوده.
أحمد بن صالح بن أحمد بن عمر واختلف فيمن فوقه ففي ثبت البرهان الحلبي يوسف بن أبي السفاح وقيل أحمد الشهاب أبو العباس بن صلاح الدين أبي البقاء الحلبي الشافعي والد عمر وصالح الآتيين وأخو ناصر الدين محمد ويعرف بابن السفاح لكون أبيه ابن أخت قاضي حلب النجم عبد الوهاب والزين عمر ابني أبي السفاح. ولد في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به وغيره وسمع من الكمال بن حبيب سنن ابن ماجه وغيرها وعلى الشهاب بن المرحل وغيره واشتغل يسيراً وتعانى ببلده الكتابة في التوقيع إلى أن مهر فيه ثم ولي نظر الشيخ بها بعد الفتنة التمرية ثم عزل وسافر إلى القاهرة فاستقر موقع الأمير يشبك أتابك العساكر بعد أخيه ناصر الدين ثم ولي كتابة السر بصفد ثم بحلب مرة بعد أخرى وباشرها مباشرة حسنة ثم قدم القاهرة واستقر في توقيع الأشرف قبل سلطنته فلما تسلطن استقر به كاتب السر ابن الكويز في كتابة السر ببلده إرادة للراحة منه فتوجه إليها بعد أن كان يباشر توقيع الدست مدة فلما مات الشريف شهاب الدين أحمد ابن ابراهيم بن عدنان الحسيني كاتب السر وأخوه العماد أبو برك استدعى الأشرف فاستقر به في كتابة السر بمصر وذلك في رمضان سنة ثلاث وثلاثين واستقر بولده عمر عوضه في حلب فباشر الشهاب الوظيفة بدون دربة وسياسة لكونه لم يكن بالفاضل حتى ولا في الإنشاء مع سوء خط بحيث أنه أرسل مطالعة للأشرف فلم يحسن البدر بن مزهر قراءتها لضعف خطها وتركيب ألفاظها ولا فهم المراد نها فجعلها في طي كتاب يتضمن أنا قد عجزنا عن فهمما في كتابك فالمخدوم ينقل خطواته إلينا ليقرأه على السلطان، وكان ذلك سبباً لغرامته جملة وكذا مع طيش وخفة مزاج بحيث أنه كثيراً ما كان يكلم نفسه ومع ذلك فاستمر فيها حتى مات في ليلة الأربعاء رابع عشر رمضان سنة خمس وثلاثين بعد توعكه خمسة أيام وصلى عليه السلطان والقضاة والأمراء والأعيان في مصلى المؤمني ودفن بالقرافة الصغرى واستقر عوضه الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن كاتب المناخات. قال شيخنا في أنبائه: وكان قليل الشر غير مهاب ضعيف التصرف قليل العلم جداً ولذا كان السلطان يتمقته في طول ولايته مع استمرار خدمته له ببدنه وماله ويقال أنه أزعجه بشيء هدده به فضعف قلبه من الرعب وكان ذلك سبب موته، وقال في معجمه: وكانت قد انتهت إليه رياسة الحلبيين بها. وقال العلاء بن خطيب الناصرية كان أخي من الرضاعة وصديقي وفيه حشمة ومروءة وعصبية وقيام في حاجة من يقصده مع دين وميل إلى أهل العلم والخير وإحسان إليهم قال وبنى بحلب مدرسة ورتب فيها مدرساً وخطيباً على مذهب الشافعي. وقال العيني ليس به بأس من بيت مشهور بحلب ولكنه لم يكن من أهل العلم وبه بعض وسوسة، وقد سها شيخنا حيث سمى جده محمد بن محمد بن أبي السفاح وأما في معجمه فلم يزد على اسم أبيه. وممن أخذ عنه ثلاثيات ابن ماجه وغيرها المحب بن الشحنة، وأثنى التقي بن قاضي شهبة عليه فقال أنه باشر جيداً وكانت وطأته خفيفة على الناس بالنسبة إلى من تقدمه. واختصر المقريزي في عقوده ترجمته وأرخه في تاسع عشر رمضان عفا الله عنه.
أحمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن موسى الشهاب أبو العباس الحسني - قبيلة من خولان - الرازحي - ورازح بينها وبين أب نحو يومين - اليماني الشافعي كتبت له في سنة أربع وتسعين وأنا بمكة على نسخة معه بالمنهاج إجازة وهو شيخ مبارك.

أحمد بن صالح بن تاج الدين الشهاب المحلى خطيب جامع ابن ميالة. يأتي في أحمد بن محمد بن عبد الله.
أحمد بن صالح بن الحسن بن إبراهيم اللخمي السكندري شيخها المالكي. ولد سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة بالاسكندرية وسمع وهو كبير من العرضي لما قدمها عليهم بعد سنة ستين جامع الترمذي وحدث به عنه بسماعه من زينب بنة مكي وإجازته من الفخر على ابن البخاري بسندهما وكذا قرأ على يحيى بن أحمد بن محمد الملقي كما أثبته ابن الجزري في ترجمة يحيى إلى "المفلحون" قال شيخنا في معجمه أجاز لي في سنة ثمان وتسعين، ومات بعد القرن. قلت قد تلا عليه السراج عمر بن يوسف البسلقوني في سنة سبع وثمانمائة بل وأخذ عنه الفقه أيضاً وقال أنه قرأ على أبي عبد الله الأريسي القباقبي، وذكره المقريزي في عقوده باختصار.
أحمد بن صالح بن خلاسة الشهاب الزواوي المغربي المالكي نزيل جامع الأزهر. سمع على الشرف بن الكويك والولي العراقي وغيرهما وكتب عن شيخنا في الأمالي وغيرها وجاور بالمدينة النبوية وعمل فيها حارساً ببعض النخل وكان المجد صالح الزواوي الآتي يجتمع معه هناك لوثوقه بخيره وفضله وكثرة عبادته وقد أقام بالأزهر مدة. ومات في ربيع الأول سنة خمس وخمسين عن نحو السبعين بعد أن أجازني.
أحمد بن صالح بن الشيخ محمد بن أبي بكر المرشدي المكي الأصل والمنشأ الهندي المولد الشافعي. ممن حفظ القرآن وتكسب بعمل العمر وكذا بالتسبب قليلاً وسافر فيه لليمن وغيره وسمع مني بمكة ثم سافر إلى مندوه للمعيشة.
أحمد بن صالح بن محمد بن محمد بن أبي السفاح. هكذا نسبه شيخنا في أنبائه وصوابه أحمد صالح بن أحمد بن عمر، وقد تقدم.
أحمد بن صالح بن محمد شهاب الدين الشطنوفي القاهري والد الشمس محمد الآتي. ذكره شيخنا في الأنباء فقال العامل بمودع الحكم بالقاهرة وكان يجيد الكتابة والضبط وللجهد به جمال. مات في ليلة الجمعة حادي عشري ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وتلاشى الأمر بعده جداً فلله الأمر، وذكر لي ولده وهو من النجباء أن مولد والده ومض، وقال غيره أنه جاز الثمانين رحمه الله.
أحمد بن صالح الشاعر. هو ابن محمد بن صالح يأتي.
أحمد بن صبح أحد الظلمة بدمشق. مات بقلعتها في سنة ثلاث وتسعين.
أحمد بن صحصاح - بمهملات - يأتي في ابن محمد بن محمد بن علي بن عثمان.

أحمد بن صدقة بن أحمد بن حسين بن عبد الله بن محمد بن محمد الشهاب أبو الفضل بن فتح الدين أبي الفتح بن أبي العباس العسقلاني المكي الأصل القاهري الشافعي ويعرف بابن الصيرفي، هكذا أملي علي نسبه وأراني مكتوباً مؤرخاً سنة ثلاث وثلاثين بابتياع والده من أبيه وغيره مكاناً بحارة زويلة ليشهد بذلك ثم كتب لي ذلك بخطه وزعم أن جده كان عالماً قارئاً للسبع وأن أباه حسيناً كان من أكابر التجار له وصية فيها قرب ومبرات ثبتت على السبكي في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، وابتنى مسجداً وعليه أوقاف باق بعضها فالله أعلم. كان والده صيرفياً بالاصطبلات الشريفة ويعرف بابن شهاب وكان كأبيه يسكن بحارة زويلة فولد له هذا في سابع ذي الحجة سنة تسع وعشرين وكتب لي بخطه أنه وقت صلاة الجمعة سابع ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة وأنه كان توءماً لآخر اسمه أبو بكر عاش سبعة أشهر وأن أمهما رأت في زمن حملها رؤيا غريبة حسنة وأنه نشأ فحفظ القرآن وهو ابن تسع ولم يحتج إلى إعادته والعمدة والشاطبيتين والجزرية في التجويد وألفيتي الحديث والنحو والتنبيه وجمع الجوامع وتلخيص المفتاح والخزرجية في العروض والقوافي وحاوي الحساب والبردة وبانت سعاد وانتهى حفظه لها في أواخر سنة خمس وأربعين وتزوج في التي تليها وحج مع أبويه في التي تليها فلما رجع وذلك في أول سنة ثمان وأربعين أقبل على التفهم والأخذ عن المشايخ في التي تليها فأخذ القراءات عن الزين طاهر والنورين البلبيسي إمام الجامع وابن يفتح الله والشموس أبي عبد القادر الضرير الأزهري وابن العطار وابن موسى الحنفي والشهاب السكندري والتاج بن تمرية والعلاء القلقشندي والزين بن عياش وكأنه إن صح لقيه بمكة وأقصى ما جمع للعشر، والعروض والقوافي عن الشهابين الخواص والأبشيطي وغيرهما والفرائض والحساب عنهما وعن البوتيجي والشهاب الشارمساحي في آخرين من المغاربة وغيرهم كابن المجدي فإنه أخذهما عنه مع الجبر والمقابلة وغير ذلك من الحساب المفتوح وغيره والفلك والمقنطرات والجبر والهندسة والهيئة والحكمة والعربية عن الخواص والقلقشندي وطاهر وكذا الحناوي وابن قديد والشرواني والأبدي والبدر العيني في آخرين من علماء القاهرة وغيرهم كالتقي الحصني فيها وفي الصرف وعلم الحديث عن شيخنا وأنه سمع عليه وعلى العيني وابن الديري في آخرين والفقه والأصلين والمعاني والبيان وفن الأدب والبديع والمنطق والتصوف وغيرها عن جماعة، ومن شيوخه الذين لازمهم في الفقه وأصوله المحلى ومما قرأ عليه شرحه لجمع الجوامع وغالب شرحه للمنهاج الفرعي وفي العقليات ونحوها الكافياجي والشرواني ومما قرأه عليه العضد مع حواشيه وشرح المنهاج الأصلي للأسنائي، وأخذ بمكة في سنة إحدى وسبعين التصوف عن عبد المعطي المغربي وكذا مع السلوك بالقاهرة عن أبي الفتح بن أبي الوفاء وتلقن الذكر من مدين ولازم في الفقه وغيره القلقشندي والمناوي والبوتيجي وقسم عليه المهذب وابن حسان وفي الكتابة بأنواعها ابن الصائغ وفي الكوفي والهندي مع غيرهما وبالتذهب بالمشاهدة من فقيهه الشمس بن البهلوان، وتعلم اللسان التركي بالمشاهدة من بعض رفقائه في المكتب وسمي من شيوخه في أوائل اشتغاله القاياتي والونائي وجد في التحصيل واجتهد في التفريع والتأصيل والعقلي والنقلي وأنهى الكتب الكبار من مشكلات العلوم والفنون مع المحققين حتى تميز وترافق مع أبي البركات الغراقي فيما أخذه عن شيخنا من شرح الألفية وفيما أخذه عن العيني من شرح الشواهد له، وأشير إليه بالفضيلة التامة مع مزيد الذكاء وسرعة النادرة والطلاقة حتى أذن له غير واحد في التدريس والإفتاء وعظمه المحلى وغيره ودرس وأفتى وأسمع الحديث بالطيبرسية لكون إمامتها معه ثم حصلت له مشيختها وكان يجتمع عنده في ختومه الأئمة وعمل بسبب ذلك التذكرة في مجالس الكرام في ختم البخاري. وأخذ عنه الفضلاء بالقاهرة ومكة بل كتب عنه صاحبنا النجم بن فهد فيها حين دخلها مع الرجبية وكان قاضي ركبهم بل ناب في القضاء عن المناوي فمن بعده وجلس بقاعة الصالحية وإيوانها وقتاً ثم بخلوة فيها وشق في الابتداء ذلك على كثيرين سيما أهلها لصغر سنة وحرفة أبيه فلم يلتف لهذا واستمر على طريقته في الاشتغال وتعاطي الأحكام إلى أن صار في الأيام الولوية من أماثل النواب وزاد حتى سجل عليه في  وصف أبيه بالعلم وأكثر من ذلك بل وصف جده بالتسليك ونحوه وما نهض أحد يمنعه سيما وقد أبرز المكتوب الذي أشرت إليه أولاً ويذكر بتساهل فيه وقامت عليه الثائرة حين أثبت أنه عصبة لعلي بن عبد الرحمن الصيرفي بل وفي أكثر ما يخبر به سيما في إكثاره الحكاية عن شيخنا وابن المجدي مما اتفق له معهما ويكثر عجبي من إكثاره لذلك عن أولهما بحضرتي ومعي مع عدم التوقف في تقدمه في الفضائل ولحاقه بالجوجري في تفننه وذكائه وتفرده عنه بالقراءات كما تفرد هو بصدق اللهجة وحسن النظم ولكن قد أكثر هذا منه ورأيت من ينسبه للشرقة فيه أحياناً والحق أن الكثير منه كالتضمين، ولو فرغ نفسه للعلم في هذه الأزمان التي قل فيها من يزاحمه في فضائله ولزم التحري لما لحقه غيره وقد حركته لذلك غير مرة فما وفق. ومن تصانيفه شرح التبريزي في الفقه والورقة في أصول الفقه للعز بن جماعة والكافي لشيخه الخواص في العروض ومقدمة في الفلك وكتابة على ديوان ابن الفارض وهو من رؤوس الذابين عن كلامه الرافعين لأعلامه ونظم في واقعتها أشياء أودعتها في أخبارها بل له جواب أكثره غير مرضي ولقد قال له بعض الفسقة من الشعراء حين سمع منه قوله في كائنتها لم أزل أنا وأبي وجدي وجد أبي نعتقده نحن في واقعة لا ننتقل عنها إلى أبيات ليست في ضمنها أو كما قال، ونظم النخبة لشيخنا والإرشاد في الفقه لابن المقري والحاوي في الحساب لابن الهائم مع شرحه للأصل وفي القراءات قصيدة على روى الشاطبية ووزنها وأبوابها مع ما تفرد به كل من الكتب الثلاثة التيسير والعنوان والشاطبية بل له ديوان شعر ومنظومة في العروض وأخرى في أصول الفقه، وسمعته ينشد كثيراً من نظمه ومن ذلك:

أستار بيتك أمن المستجـير وقـد

 

علقتها طامعاً في العفو يا بـاري

وقد نزلت ببيت قد أمـرت بـأن

 

نأتيه للأمن في العقبى من النـار

وإنني جار بيت أنت حـافـظـه

 

فارحم جواري كما أوصيت للجار

واستقر في تدريس الفقه بالشيخونية برغبة الجلال بن الأمانة له عنه وفي الميعاد والتفسير بالبرقوقية بعد اللقاني وعمل في كل منهما أجلاساً ثانيهما أحفل مع كونه أهمل، وتزايد انتماؤه للبدري أبي البقاء بن الجيعان وخدمته له وخطب بالمحل الذي جدده بالزاوية الحمراء وكذا الأمير أخور وأتباعه وكان في ركبه سنة ثمان وتسعين مع الانجماع وكأنه للنفرة من مخالطة غيره ممن كان معه.

أحمد بن صدقة بن تقي العزي - نسبة للعز بن جماعة لكونه كان في خدمته بل كانت أمه زوجاً لمفتاح بن عبد الله عتيق البدر والد العز - أخذ الفقه واشتغل قليلاً ثم لازم سوق الكتب في حانوت ثم افتقر فصار ينادي على الكتب وينسخ مع ضعف خطه وكان ساكناً ضعيف الحال والبنية. مات في سنة تسع. ذكره شيخنا في أنبائه والمقريزي في عقوده.
أحمد بن الصلاح هو بن محمد بن محمد بن عثمان بن نصر بن المحمرة. يأتي.
أحمد بن طاهر بن أحمد بن محمد بن محمد جلال الدين بن الزين بن جلال الخجندي المدني الحنفي والد الشمس محمد الآتي ويعرف بابن جلال. ولد في يوم الاثنين حادي عشر المحرم سنة أربع وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فقرأ القرآن والعمدة وعرض على بعض الشيوخ بل سمع على الزين بن أبي بكر المراغي واشتغل يسيراً عند أبيه وعمه واعتنى بالأسفار وقضاء حوائج أخوانه ونحوهم ثم توجه إلى الحج وركب البحر فانقطع خبره ويقال أنه مات قبل الثمانين بنواحي سمرقند رحمه الله.
أحمد بن ططر. كذا رأيته بهامش نسختي من الأنباء أظنه نقلاً من العيني وصوابه محمد وسيأتي إن شاء الله.
أحمد بن طوغان ويسمى علي بن عبد الله الصالحي الحمامي ويعرف بابن البيطار. سمع في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة على أبي الهول الجزري أشياء منها جزء فيه عوالي من مسموعات أبي نعيم، وحدث سمع منه ابن فهد وغيره ومات في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين بصالحية دمشق ودفن بسفح قاسيون رحمه الله.
أحمد بن طوغان بن عبد الله الشيخوني ويعرف بدوادار النائب. مات أبوه وهو صغير فرباه سودون النائب فباشر الدوادارية عنده وأثرى وكان يحب أهل الخير والصلاح وترامى على أهل الحديث والصلاح واختص بهم ولازم مطالعة كتب أهل الظاهر واشتهر ذلك حتى صار مأوى لمن ينسب إلى ذلك مع تعانيه العمل بما يقتضيه قول الأطباء فيما يتعلق بالغداء والعشاء بحيث يكثر الحمية في زمن الصحة ولا يأكل إلا بالميزان فلا يزال معتلاً. مات في جمادى الأولى سنة ثمان رحمه الله. ذكره شيخنا في الأنباء.
أحمد بن الطيب محمد بن أحمد بن أبي بكر بن الشهاب بن الجمال الناشري اليماني الشافعي. حفظ المنهاج وتفقه بأبيه وأذن له بالإفتاء ولكنه تورع عنها في حياته بل وبعده وشارك في الفضائل وحصل من الكتب جملة ودرس وأفاد وكان متواضعاً حسن الأخلاق معرضاً عن الشهرة. مات في سنة ست وسبعين رحمه الله.
أحمد بن عابد الشهاب القدسي الشافعي وأظنه منسوباً إلى جده. ذكر لي أبو العباس القدسي الواعظ أنه لازمه في الفقه وغيره.
أحمد بن عادل بن مسعود الشريف الفقيه شهاب الدين المدني الحنفي. سمع على النور المحلى سبط الزبيري في الاكتفاء للكلاعي سنة عشرين.
أحمد بن عاشر. هو ابن قاسم بن أحمد. يأتي.
أحمد بن عاصم الفيومي ثم الشبراوي الشافعي. تحول من الفيوم مع أبيه ظناً فقطن شبرى الخيمة مع تردده للاشتغال.
أحمد بن عامر الشهاب المجدلي الشافعي ويعرف بكنانة. ذكر لي بلديه أبو العباس القدسي الواعظ أنه أول شيخ تخرج به.

أحمد بن عباد بن شعيب الشهاب أبو العباس القنائي ثم القاهري الشافعي نزيل القطبية المجاورة للصاحبية ويعرف بالخواص لكونه كان يتكسب أول ما قدم الجامع الأزهر بعمل المراوح بعد رعي الغنم في بلاده. ولد بقنا من أعمال أسيوط بالصعيد وقدم منها في سنة ست وثمانمائة وهو كما أخبر رجل كامل فدخل الأزهر وحفظ القرآن والبهجة وألفية ابن مالك وعروض الشاري وبانت سعاد وغيرها واشتغل بالفنون فأخذ الفرائض والحساب عن ابن المجدي وناصر الدين البارنباري وعنه أخذ العروض وكذا أخذ عنه وعن الشرف السبكي والشمس البوصيري الفقه وحضره عند الشمس البرماوي والبرهان البيجوري والولي العراقي والنحو عن الشمس بن الجندي والحناوي وقرأ عليه الصحيح في آخرين في هذه العلوم وغيرها حتى بلغني أنه كان يقرأ على الشمس بن سارة في العضد أو غيره ولم يزل يدأب حتى أشير إليه بالفضيلة والبراعة في الفقه وأصوله وفي الفرائض والحساب والعربية والعروض والمعاني وغيرها مع الحرص على تكرير محافيظه، وتصدى للإقراء مدة طويلة فانتفع به الناس وتخرج به جماعة وعمل في العروض مقدمة رأيتها وسماها الكافي في العروض والقوافي وقد شرحها من طلبته الشهاب بن الصيرفي ونظمها هو الشهاب القليجي، وممن أخذ عنه الزين المنهلي وابن سولة وابن الصيرفي ومن لا أحصيه كثرة وكان حسن التعليم لين الجانب حاد الخلق مديماً للأشغال طول نهاره بدون ضجر ولا ملل مع التقشف ونحافة البدن وكثرة التوعك ومزيد اعتقاد الناس فيه بل لم يره أحد إلا اعتقده والتقلل من الدنيا فلم يكن باسمه سوى وظيفة التصوف بالفخرية ثم الإمامة بالقطبية ومشيختها وكانت محل إقامته ولذلك كان المناوي يرسل إليه ولده زين العابدين ليصحح عليه لوجه في البهجة، رأيته ونعم الرجل كان ولكنه لم يكن بالذكي. مات بالقطبية بعد تمرضه مدة في شعبان سنة ثمان وخمسين وقد قارب الثمانين ودفن خارج باب النصر في حوش الصوفية رحمه الله وإيانا ونفعنا به.
أحمد بن عباد الشهاب السفطي. ذكره ابن فهد في معجمه وقال أنه ذكر أنه سمع الصحيح من التقي بن حاتم وهو ممن أثبته الولي العراقي فيمن سمع منه الإملاء في سنة ثمان عشرة وسمي أباه أرسلان.
أحمد بن عبادة بن علي بن صلح بن عبد المنعم الشهاب بن الزين الأنصاري الخزرجي الزرزاري الأصل القاهري المالكي. أخذ الفقه عن أبيه وغيره والعربية عن الحناوي وكذا أخذ عن العز عبد السلام البغدادي العربية والمنطق وتردد للمجد البرماوي وسمع عليه كثيراً من السيرة النبوية وكذا سمع من شيخنا وبرع في العربية وغيرها وشارك في الفقه وكان متأخراً عن أخيه النور علي فيه مقدماً عليه في غيره، وباشر تدريس الأشرفية بعد موت والده بل تصدى للإقراء وأخذ عنه الفضلاء وناب في القضاء، وكان فقيراً ضعيف النظر بل كف ورغب عن جل وظائفه ولم يكن بالمرضي. مات في سنة إحدى وثمانين وأظنه زاد عن الستين ورأيت بعض المهملين أرخه سنة سبع وخمسين رحمه الله وعفا عنه.
أحمد بن عبادة. يأتي في ابن محمد بن محمد بن عبادة.
أحمد بن عباس بن أحمد بن عمر بن ناصر بن أحمد المناوي - نسبة لمنية مسود بالمنوفية - الأزهري الشافعي. شاب يكثر الاشتغال جداً ويأخذ عمن دب ودرج، ومن شيوخه الزين زكريا وكذا تردد إليّ وقتاً في شرحي للألفية وغيره وهو حسن الفهم غير سريعه ناب في إمامة البيبرسية ثم استقل بإمامة سعيد السعداء ولازم ابن الصيرفي وقرأ عليه في البرقوقية حين استقر في التفسير بها بل كان يجلس عنده أحياناً للشهادة، وترقى حاله قليلاً وتزوج.
أحمد بن عباس بن أحمد البارنباري. شهد على بعض الحنفية سنة إحدى.
أحمد بن العباس العبادي التلمساني. مات سنة ست وستين. أرخه ابن عزم.
أحمد بن عبد الباسط بن خليل شهاب الدين بن الزيني ناظر الجيش الآتي أبوه. مات بالطاعون في مستهل شعبان سنة ثلاث وثلاثين بعد أن بلغ وناب عن والده في كتابة العلامة وكانت جنازته حافلة.
أحمد بن عبد الباقي الشهاب بن العماد الأقفهسي. هكذا رتبه بعضهم وهو غلط وصوابه ابن عماد بن يوسف يأتي.
أحمد بن عبد الحميد بن سليمان بن حميد شهاب الدين اللاري النابلسي ثم الصالحي. سمع من الصلاح بن أبي عمر في سنة أربع وسبعين وسبعمائة الأولين من تخريج أبي سعد البغدادي عن شيوخه. ذكره التقي بن فهد في معجمه ولم يزد.

أحمد بن عبد الحميد المالكي. في ابن يوسف بن عمر بن يوسف.
أحمد بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة محب الدين القرشي الشافعي قاضي جدة وأخو عطية وابن عم كريم الدين عبد الكريم بن عبد الرحمن وزوج أخته فاطمة وأمه من زبيد. ولد في رجب ظناً سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن وغيره واشتغل عند شيوخ بلده وسمع من الزين الأميوطي وأبي الفتح المراغي وقريبه أبي السعادات بن ظهيرة، ومما سمعه عليه جزء ابن الجهم وإحياء القلب الميت، وأجاز له في سنة ست وثلاثين من أجاز لقريبه المحب محمد بن أبي حامد محمد بن أبي الخير محمد بن أبي السعود محمد بن حسين، ودخل مصر غير مرة أولها في سنة أربع وخمسين وكذا دخل دمشق وحلب وطرابلس وغيرها وزار بيت المقدس والخليل وناب في قضاء جدة وخطابتها من سنة بضع وستين عن قريبه الكمال أبي البركات بن ظهيرة وغيره فحمدت سيرته لمزيد تواضعه ورفقه ولينه وخفة وطأته، وهو ممن أكثر التردد إليّ في مجاورتي الأخيرة كان الله له.
أحمد بن عبد الخالق بن عبد المحيي بن عبد الخالق الشهاب بن السراج الأسيوطي ثم القاهري الشافعي نزيل الناصرية ووالد الولوي أحمد الماضي وأخو إسماعيل الآتي. ولد تقريباً سنة خمس وسبعين وسبعمائة وسمع من عمه العز عبد العزيز والتنوخي وعبد الله بن المعين ومحمد بن علي بن قيم الكاملية وجويرية ابنة الهكاري ومن مسموعه عليها ثلاثيات البخاري وجزء فيه مجلسان من أمالي أبي جعفر البختري وأبي بكر الشافعي وغير ذلك، وحدث سمع منه الفضلاء وممن سمع منه ولده، وكان صالحاً عابداً خيراً رضي الأخلاق جداً كثير التهجد والتلاوة ذا هيئة حسنة وشكالة مقبولة وشيبة منورة عليه سمت الصالحين وسكينتهم ووقارهم اجتمع الناس على الثناء عليه حتى قال بعض رفقائه في الشهادة رافقته نحو أربعين سنة فما سمعت منه ما أكره، وقال يحيى العجيسي جاره في الناصرية أنا في جواره منذ نيف وثلاثين سنة ما عبت عليه خصلة وقال أخوه: مات أبونا وخلف دنيا واسعة فخرتها وكنت أعطيه اليسير جداً في كل يوم فلما بلغ واستقل بنفسه لم يقل لي يوماً من الأيام ما فعلت في تركة والدي لا تصريحاً ولا تلويحاً. مات في يوم السبت ثاني عشري ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين بالمدرسة الصالحية محل سكنه ودفن بتربة الصوفية شيعه العلم البلقيني وخلق. رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عبد الخالق بن علي بن الحسن بن عبد العزيز بن محمد بن الفرات الشهاب بن الصدر بن النور البدر القاهري المالكي. كان أبوه من أعيان الموقعين ونشأ هو بالقاهرة فاشتغل بالفقه وأصوله والعربية والطب والأدب ومهر في الفنون العقلية ونظم الشعر الحسن مع لطافة الشكل وبشاشة الوجه وحسن الخلق. قاله شيخنا قال وكانت بيننا مودة سمع معنا من بعض الشيوخ وسمعت من نظمه كثيراً وهو القائل:

إذا شئت أن تحيا حياة سعـيدة

 

ويستحسن الأقوام منك المقبحا

تزيّ بزي الترك واحفظ لسانهم

 

وإلا فجانبهم وكن متصولحـا

مات في شوال سنة أربع ولم يدخل في الكهولة. ذكره شيخنا في معجمه وأنبائه، وقال المقريزي في عقوده أنه كان إذا كتب له البيت من الشعر أو نحوه في ورقة لم يرها ودفعت إليه ويده من تحت ذيله قرأها ويده وثوبه يحول بين بصره وبين رؤيتها إلا أنه يمر بيده على المكتوب خاصة فيقرأ ما كتب في الورقة امتحناه بذلك غير مرة وشاهدت غيره أيضاً يفعل مثله انتهى. وحكى لنا الزيني عبد الباسط بن ظهيرة عن شخص من التجار اسمه عمر بن بسيس أنه شاهد هو وغيره منه مثل ذلك.
أحمد بن عبد الخالق بن محمد بن خلف المجاصي - بفتح الميم والجيم مخففاً قرية في المغرب - كان شاعراً ماهراً طاف البلاد وتكسب بالشعر وله مدائح وأهاج كثيرة وتنزل في صوفية سعيد السعداء. مات بالقاهرة في ربيع الآخر سنة اثنتين وقد ناهز الثمانين، قال المقريزي في عقوده أنه قال من حين جاوزت الأربعين أجد كل سنة نقصاً في بدني وقوتي وعزمي وأنه أنشده الكثير قال وشعره كثير.
أحمد بن عبد الدائم بن عمر الشهاب بن القاضي زين الدين المرصفاوي. قال الزين رضوان أنه سمع على الشرف بن الكويك وأشار إلى أنه مات ولم يبين تاريخ موته.

أحمد بن عبد الدائم بن عمر الشريف الحسني بن عمر الشريف البدر النسابة. قيل أنه بالمشهد الحسيني وأنه استجيز وهذا لا أعرفه أصلاً.
أحمد بن عبد الرحمن بن الموفق أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد الشهاب بن الزين أبي الفرج الدمشقي الصالحي الحنبلي أخو يوسف الآتي ويعرف أبوه بابن الذهبي وهو بابن ناظر الصاحبية وربما أسقطت الياء. ولد في سنة اثنتين وستين وسبعمائة وأرخه بعضهم بسنة ست وستين لغرض، وسمع من أبيه ومحمد بن الرشيد عبد الرحمن المقدسي وأحمد بن محمد ابن إبراهيم بن غنائم بن المهندس والشهاب أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن أحمد بن عبد الهادي والعماد أبي بكر بن يوزسف الخليلي وناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة في آخرين، وقرأت بخط الخيضري ما نصه: ذكر لي شيخنا يعني ابن ناصر الدين الحافظ مراراً أن والد صاحب الترجمة قال له ما فرحت بشيء من أني أحضرت ولدي - وعني صاحب الترجمة - جميع مسند أحمد على البدر أحمد بن محمد بن محمود بن الرقاق بن الجوخي أخبرتنا به زينب ابنة مكي بمندة، قال ابن ناصر الدين وكان والده من الثقات، وكذا حكاه المحدث ناصر الدين بن زريق عن ابن ناصر الدين معيناً لكونه حين الحضور في الثالثة ولكنه سكت عن توثيقه، ثم قال ابن زريق فالله أعلم بصحة ذلك انتهى. وقد اعتمد الناس قول ابن ناصر الدين وحكاية توثيقه لوالده فحدث صاحب الترجمة بالمسند أو جله بدمشق بل واستدعى به الظاهر جقمق بعناية بعض أمرائه في سنة خمس وأربعين مع آخرين من المسندين إلى القاهرة، وحدث به أيضاً وبغيره من مروياته وسمع من الأعيان وكان ختم المسند وهو ترجمة عبد الرحمن بن أزهر بحضور شيخنا، ورجع إلى بلده فمات في شوال سنة تسع وأربعين، وكان ديناً خيراً أحد الشهود بمجلس الحكم الحنبلي بدمشق رحمه الله. وقد ذكره شيخنا في معجمه باختصار فقال أحمد بن عبد الرحمن بن الناظر الحنبلي سمع من المسند الحنبلي على أحمد بن جوخي وحدث أجازنا في سنة تسع وعشرين. وترجمته في الأنباء إنما كتبها الخيضري ولست لمؤلفه فاعتمده.
أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن سليمان البهاء بن الجلال الأنصاري الأسنائي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن العكم. ولد قبل الأربعين وثمانمائة وناب في القضاء بعد وفاة أبيه بل ولي أمانة الحكم وحبس الأسيوطي يده بأخرة ثم رفعه بالكلية زكريا وصار مقتصراً على النيابة إلى أن سافر في البحر حين رأى اختلال أمر قاضيه وجماعته فوصل مكة في شعبان سنة اثنتين وتسعين على هيئة إملاق فدام بها حتى حج وبلغه وفاة ولد له فاشتد حزنه ولم يلبث أن تعلل ومل فرجع إلى جدة ليتوجه منها إلى القاهرة بعد الزيارة فاشتد عليه الضعف بها فعاد لمكة فتزايد ضعفه واستمر كذلك نحو شهرين إلى أن مات في ثالث عشري جمادى الأولى أو الثانية سنة ثلاث وتسعين ثاني يوم طلق زوجة له كان اتصل بها هناك وبالغت في خدمته ويقال أنه لم يكن حينئذ واعياً وصلى عليه بعض عصر يومه ثم دفن بالمعلاة بتربة لابن شمس وكانت فيه حشمة في الجملة لكن مع تساهل شديد عفا الله عنه.

أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن الشهاب أبو محمد بن البهاء بن الشهاب القمصي البارنباري - وبارنبار مقابل منية القمص وهي أعظم منها - القاهري الشافعي والد الجلال عبد الرحمن الآتي. كان أبوه من أصحاب عبد العال خليفة الشيخ أحمد البدوي ممن يذكر بالكرامات والأحوال وله ببلده منية القمص زاوية أنشأها وولد له صاحب الترجمة بها قريباً من سنة خمسين وسبعمائة فيما أخبرني به ولده والأشبه أن يكون بعد ليناسب تاريخ عرضه فحفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وغيرها وعرض في سنة خمس وثمانين وسبعمائة على الأبناسي ووصف والده بالشيخ الصالح الزاهد العابد المربي الناسك السالك كهف الفقراء والمساكين الشيخ بهاء الدين بن الشيخ الصالح شهاب الدين البارنباري، وكذا عرض على ابن الملقن وإسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة وقال أولهما أنه سمع عليه قبل ذلك دروساً فيه وقرأ عليه بعضه بحثاً وكتب شرحه له أي المنهاج الفرعي بكماله والصدر الأبشيطي والجمال الأسنوي والشهاب بن النقيب والبهاء أحمد بن التقي السبكي ومحمد بن عبد البر السبكي والبدر حسن بن العلاء القونوي وأكمل الدين الحنفي والسراج الهندي وآخرين، ووصف كلهم والده بالولاية والصلاح ورأيت خط الكمال الدميري على الجزء الأخير من شرحه للمنهاج بخط صاحب الترجمة بما نصه: بلغ الشيخ الإمام العلامة المحقق مفيد الطالبين وصدر المدرسين وأوحد العلماء العاملين سيدي الشيخ شهاب الدين بن سيدي الشيخ الإمام العارف المسلك صاحب الأحوال السنية والطرائق المرضية زين الدين بن الشيخ شهاب الدين القمصي أدام الله النفع به قرأه عليه من أول باب المساقاة إلى ههنا وقابل أصله هذا بأصلي فالله تعالى يجعله وإياي من الذين أحسنوا الحسنى وزيادة وأن يبلغ في الدنيا والآخرة مراده وأن يرفعه مع الذين أوتوا العلم درجات وأن يوفقه وإياي في الحركات والسكنات وكان انتهاء ذلك في تاسع عشر شعبان سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة انتهى وحكى لي ولده أنه قرأ على الجمال الأسنوي معظم تصانيفه بعد أن كتبها بخطه وكذا كتب النكت لابن النقيب وقرأها عليه وتخريج المصابيح للصدر المناوي وقرأه عليه قال وكان فقيهاً فاضلاً متقدماً في علوم مع كثرة التلاوة حتى أنه ربما تلا الختم بكماله وهو منتصب على قدميه وله صوت عريض، وقد أخذ عنه جماعة منهم ولده والزين القمني وغيرهما وانعزل عن الناس وأقام بزاوية والده عند ضريحه إلى أن مات في رابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين بمنية ابن سلسل وكان خرج إليها بمفرده فقدرت وفاته بها واستجيبت دعوته فإنه دعا أن لا يموت ببلده فحمل منها إلى المنية ودفن عند أبيه رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الدمشقي الأصل المكي الشهير كأبيه ابن قيم الجوزية. ممن ورث أباه وتزوج ابنة أبي البقاء بن الضياء واستولدها وماتت تحته ثم تناقص حاله وصار عطاراً بباب السلام ثم ارتحل بولديه وأخيه إلى القاهرة فماتوا بها في طاعون سنة ثلاث وسبعين بعد دخوله منها الشام عفا الله عنه.

أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أحمد بن منصور بن نعيم - بالفتح ككبير - الشهاب أبو الأسباط العامري - نسبه لقبيلة بني عامر - الرملي الشافعي ويعرف بكنيته. ولد سنة خمس أو ست وثمانمائة تقريباً بالرملة ونشأ بها فقرأ معظم القرآن عند الشهاب بن رسلان وصحبه إلى أن مات وحفظ الحاوي وجمع الجوامع وألفية ابن مالك وعرض على جماعة منهم الولي بن العراقي وشيخنا وأجاز له بل أخذ عن ثانيهما النخبة وغيرها وأذن له في الإقراء وتفقه بابن رسلان وبالشمسين المالكي نسبة الشافعي والبرماوي عنه أخذ العربية والأصول وغيرهما، وسمع ببيت المقدس على القبابي وابن بردس وغيرهما كالشمس بن الديري فإنه حضر عليه في صغره وبالخليل علي التدمري جزءا ابن عرفة وبدمشق على ابن ناصر الدين وغيره ودخل الديار المصرية غير مرة وكذا دخل الشام وحج وزار وتصدى للإقراء فكان ممن أخذ عنه أبو العباس القدسي الواعظ. وولي قضاء بلده في أواخر سنة أربع وأربعين حين كان الونائي قاضي دمشق فحسنت سيرته جداً وكثر ثناء الناس عليه وصرف عنها غير مرة ثم أعرض عن ذلك ولزم الاشتغال والأشغال والإفتاء والتجارة في الصابون وغيره وعرف بتمام الفضيلة حتى صار عالم بلده وربما نظم الشعر مع الإقبال على العبادة وسلوك طريق الخير ومزيد التواضع واقتفاء طريق السلف وصدق اللهجة والمحاسن الجمة، وقد لقيته ببلده فأخذت عنه أحاديث ثم كثر اجتماعي معه بالقاهرة وأرسل إليّ بمصنف له أفرده لرجال البخاري استمد فيه من تهذيب شيخنا وأصله فأصلحته له، وقطن ببيت المقدس بأخرة حتى مات في رمضان سنة سبع وسبعين. وقد ترجمه البقاعي مراراً مراعياً التعرض لبعض رفقائه فقال أنه ليس في تلامذة ابن رسلان مثله علماً وعقلاً وأنه برع في الفقه والنحو والأصول وغيرها وكتب الكثير بخطه الحسن السريع وعنده عقل وافر وتواضع كثير وصلاح وسكينة وبشر للأصحاب وتودد مع تؤدة وشكل مقبول وسمت حسن وليس في الرملة الآن من يدانيه علماً وديناً وعقلاً، ووصفه بالإمام العلامة قاضي الرملة وعالمها رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عبد الرحمن بن حسن أبو حسيل النجار ويعرف بابن بنيفة. مات في المحرم سنة تسع وخمسين.
أحمد بن عبد الرحمن بن حمدان بن حميد - بالتكبير - الشهاب بن الزين العنبتاوي - بفتح النون وإسكان الموحدة بعدها فوقانية نسبة إلى عنبتا قرية من عمل نابلس - المقدسي الصالحي الحنبلي أخو إبراهيم الماضي. ولد تقريباً سنة ست وسبعين وسبعمائة وسمع من المحب الصامت وأبي الهول وغيرهما وحدث سمع منه الفضلاء كابن فهد وتكسب بالشهادة. مات في سابع عشر رمضان سنة إحدى وأربعين مطعوناً.
أحمد بن عبد الرحمن بن داود بن الكويز أخو صلاح الدين محمد الآتي. سمع فيما أظن على شيخنا.

أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن أحمد بن هرون بن بدر بن علي بن عامر بن هارون بهاء الدين بن عماد الدين العامري الجهني التتائي القاهري الشافعي. هكذا قرأت نسبه بخطه، ويعرف بابن حرمي - بمهملتين مفتوحتين ثم ميم وكأنه عمه فسيأتي حرمي بن سليمان. ولد بالقاهرة في سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وبخطى أيضاً سنة أربع وتسعين فالله أعلم، ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية النحو وبعض منهاج الأصول، وعرض على جماعة كالبرهان البيجوري وعنه أخذ في الفقه وكذا عن الشمسين البرماوي والعراقي وآخرين بل ذكر أنه سمع مع أخيه البدر محمد علي السراج البلقيني ختم البخاري بقراءة الشهاب الحسيني قال وأحفظ عنه قوله له أحسنت يا شهاب الدين قال وكنت فيمن ظهر مع الزين العراقي للاستسقاء في سنة ست وثمانمائة وسمعت خطبته انتهى. ورأيت له سماعاً على النور الأبياري نزيل البيبرسية في سنن ابن ماجه سنة ثلاث عشرة وهو ممن لازم شيخنا فأكثر وكتب عنه شرح البخاري وغيره في الإملاء وغيره وزاد بره له ولم تكن ثروته في أثناء ذلك من إرث أخيه بمانعة له عن قبول بره إما لعدم ظنه وجوبه أو كان يدفعه لمستحق، وقد أم بالحجازية وتنزل في بعض الجهات وتكسب بالنساخة وقتاً وكذا بالشهادة إلى آخر وقته، وحكى لي أن عدالته ثبتت على الولي العراقي بشهادة الحناوي والشمس الطنتدائي والشريف عمر بن محاسن وتمام تسعة واحتج للعاشر لالتزام الولي أن لا يثبت عدالة لغير شافعي يزكيه عشرة فأثنى عليه ولده التاج عبد الوهاب. وكان ثقة خيراً متعبداً بالتلاوة والقيام محباً في الحديث وأهله ذاكراً لكثير من المتون مع التحري في نقله وألفاظ الحديث يتعانى التجارة في الصابون وغيره عليه سيما الخير وكنت ممن استأنس به وبزيارته إلى أحياناً وسمعت منه ما أسلفته في الشهاب الأبشيطي مما هو في مناقب شيخنا. مات في ليلة الخميس سادس شوال سنة خمس وسبعين وصلى عليه من الغد في مشهد حضره الأمين الأقصرائي والعبادي والشافعي وتقدم للصلاة وغيرهم ودفن بتربة البيبرسية وأثنى عليه الناس كثيراً وخلف دنيا طائلة وولداً ذكراً رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن الشهاب بن الصالح القدوة بركة المسلمين الزين الدفري المالكي. أجاز له الولي العراقي في سنة ثمان عشرة بعد سماعه منه وعليه أشياء.

أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف بن هشام الشهاب بن التقي بن الجمال الأنصاري القاهري الشافعي أخو الولوي محمد الآتي وذاك أكبر ويعرف كسلفه بابن هشام. ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة واشتغل كثيراً وأول ما أخذ العربية عن الشمس الشطنوفي ولم يلبث معه إلا يسيراً حتى برع فيها ثم أخذها عن قريبه الشمس العجيمي سبط ابن هشام وعظمه جداً بحيث أنه لما قدم العلاء البخاري ولازمه قال له أنك لم تستفد منه أكثر ما عندك فقال أوليس صرنا فيه على يقين. وكذا لازم العز بن جماعة في العلوم التي كان يقرئها وأخذ عن البرماوي في آخرين كالشمس البساطي وقرأ أيضاً على النظام يحيى الصيرامي المواقف وحضر معه عنده فيه القاياتي والجلال المحلى وخلق وكان يقول قرأت على البرهان بن حجاج الأبناسي في المنطق ولم أفهم عنه شيئاً ثم لما صار يبحث معه فيه كان يحمد الله على ذلك، وحضر دروس الولي العراقي وإملاءه وأثبت اسمه في بعضها سنة ثمان عشرة وثمانمائة وتقدم في الفنون سيما العربية بحيث فاق فيها وتصدى للإقراء وقرأ عليه الكمال بن البارزي في المختصر والمحيوي يحيى الدماطي في التسهيل وكان يكتب عليه شرحاً كما أنه كتب على نسخته من توضيح الألفية لجده حواشي كثيرة جردها في تصنيف مستقل الشمس البلاطنسي في مجلد انتفع به الفضلاء والعز السنباطي في شرح الشمسية كل ذلك في بيت ابن البارزي وشيخنا ابن خضر والفرباني بل وحضر دروسه الشهاب بن المجدي وتنزل في صوفية المؤيدية ثم أعرض عنه وتنزل في التفسير بها مع مرتب يسير في الجوالي وكذا ولي خزن كتب الأشرفية ثم أعرض عنه لما وقع بينه وبين ابن الهمام فاستقر فيه حينئذ الشمس بن الجندي وقام الكمال بن البارزي بكفايته وكان غاية في الذكاء مجيداً للعب الشطرنج بل كان غالية فيه مع حسن الشكالة ومزيد الكرم والحدة المفرطة وسوسة في الطهارة، والصلاة ولم يكن اشتغاله إلا وهو كبير فإن الشهاب الريشي واجهه وهما يتلاعبان الشطرنج بقوله يا عامي فحمى من ذلك واشتغل من ثم. وقد ذكره شيخنا في أنبائه باختصار، وقال أنه فاق في العربية وغيرها وكان يجيد لعب الشطرنج وانصلح بآخره وسكن دمشق فمات بها في ضحوة يوم الخميس رابع جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين بالإسهال شهيداً ودفن بباب الصغير وكان قدمها لزيارة الكمال بن البارزي ثم عاد لمصر، ثم رجع فمات وحضر جنازته العلاء البخاري والقضاة والأعيان رحمه الله وإيانا، وأرخ بعضهم مولده سنة سبع وتسعين وأنه مات عن نحو أربعين ولقب والده صفي الدين.
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد شهاب الدين بن القاضي مجد الدين بن فخر الدين القاهري الشافعي ويعرف كسلفه بابن الجيعان. نشأ في كنف أبيه فقرأ القرآن وغيره، وتخرج في المباشرة قليلاً وباشر الكتابة في الخانقاه البيبرسية فلم يحمده ضعفاء أهلها وكان مترفعاً لا لمعنى، وقد حج غير مرة. مات وقد جاز الأربعين في ليلة الجمعة خامس عشري ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وصلى عليه من الغد بعد صلاة الجمعة بالأزهر ثم دفن بتربتهم في مشهد حافل واستقر بعده في البيبرسية أخوه عبد الرحيم خاتمة بني أبيه عفا الله عنه.
أحمد بن الرحمن بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الشهاب أبو الفضل النابلسي الشافعي ويعرف بابن مكية وهي أم أحمد الأعلى. إمام الجامع الكبير بنابلس والمتكلم فيه على العامة، سمع مني المسلسل وغيره وقرأه على بعض القول البديع وسمع علي أشياء وقال لي أنه سبط خطبا ابنة عبد الله بن تقي ابنة خالة التقي أبي بكر القلقشندي والتي كانت تروي عن أبي الخير بن العلائي وتوفيت قبل السبعين بعد أن أخذ عنها الطلبة من المقادسة ونحوهم.
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن فضل الحواري الدمشقي ثم المزي الشافعي. كتب بخطه أشياء وقال أنه الإمام يومئذ بالشرفي يونس الأشرفي بمدينة غزة. مات في يوم الثلاثاء في جمادى الثانية سنة ثلاث وأربعين.
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الناصر الزبيري. يأتي فيمن جده محمد بن عبد الناصر.
أحمد بن الزين عبد الرحمن المدعو عبيد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن يوسف بن إبراهيم الديروطي الشافعي ويعرف بابن أبي المنيح. أخذ عني بالقاهرة أشياء.

أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر بن أحمد بن مسعود الشهاب الريمي اليماني وأربعي النووي والبردة وقرأها بالمدينة على الأبشيطي ومحمد بن المراغي، كان شافعياً فتحنبل وقرر في درس خير بك بمكة وصار ملازماً للحنبلي في ذلك وغيره وهو المكي الآتي أبوه وابنه نزيل الكرام. ولد في أول ليلة من إحدى الجمادين سنة تسع وثلاثين وثمانمائة بمكة وحفظ القرآن، وهو إنسان خير كثير الطواف والعبادة عليه سيما الخير زار المدينة غير مرة وصحب النجم عمر بن فهد وسمع منه ومن غيره كوالده التقي وأبي الفتح المراغي وقرأ الفاتحة على الزين بن عياش وتكسب بفعل العمر ثم بإقراء الأولاد وكتب عنه ابن فهد:

أهو مليح من أول حرف اسمه عين

 

إذا قلبته وجدته يا ولام في عـين

جرح قلبي وأخذ عقلي حبيب العين

 

ترك دموعي تجري كشبه العـين

وكان في ظله ثم في رفد ولده وكذا لازمني بمكة في سماع أشياء وسمعت منه هذا.
أحمد بن عبد الرحمن بن علي الشهاب المحلى القاهري الأصل الطولوني الشافعي المبتلي. كان أبوه من مياسير التجار ونشأ هو كذلك مع مصاحبة الاشتغال فلازم السيف الحنفي في العربية وغيرها وحج مع أبيه في سنة ست وخمسين فقرأ القرآن على الديروطي وحضر دروس أبي البركات الهيثمي ويعقوب المغربي وغيرهما وسمع هناك وهنا بقراءتي يسيراً على أبي الفتح المراغي وغيره، وابتلى بالجذام ولازال في تزايد حتى مات عن نحو الثلاثين ظناً أظنه في حياة أبيه عوضهما الله الجنة.
أحمد بن عبد الرحمن بن علي السكندري المسدي. سمع مني بالقاهرة.
أحمد بن عبد الرحمن بن عمر شهاب الدين البساطي. أثبته الولي العراقي في السامعين أماليه في سنة عشر.
أحمد بن عبد الرحمن بن عوض بن منصور بن أبي الحسن الشهاب الأندلسي الأصل الطنتدائي القاهري الشافعي أخو محمد الآتي. ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة الطنتدي ونشأ بها فحفظ القرآن والحاوي وغيره ودخل القاهرة فعرضها على البرهان بن جماعة في ولايته الأولى ثم عاد إلى بلده وأكب على الاشتغال وحفظ ما نيف عن خمسة عشر ألف بيت رجز في عدة علوم منها تفسير الشيخ عبد العزيز الديريني ونظم المطالع للموصلي ثم قدم القاهرة قبيل الثمانين فقطنها ولازم الأبناسي والبلقيني وابن الملقن والزين العراقي وكذا قرأ على الضياء العفيفي وتميز ولا سيما في الفرائض وكأنه أخذها عن الكلائي، وولي إعادة الحديث بقبة البيبرسية وإمامة الرباط بها والتدريس بالمنكوتمرية وخطب بجامع الحاكم ولكونه كان يقول في خطبته عند أمير المؤمنين عمر اقيدا بالخيراً ما لقيته السلطان منذ أسلم؟ أنكر عليه يونس الواحي فلم يلتفت لإنكاره وقدر اجتماعهما تجاه الحجرة النبوية فقال يونس يا رسول الله إن هذا الرجل يقول كذا في حق صاحبك وأنا أنهاه فلا ينتهي فخجل الشيخ، وتصدى لإقراء العلم فأخذ عنه الفضلاء كشيخنا ابن خضر، وممن أخذ عنه العم والوالد. وكتب على جامع المختصرات شرحاً في ثمان مجلدات وتوضيحاً في مجلد، وكان فقيهاً فرضياً متواضعاً متقشفاً على طريقة السلف، قال شيخنا في معجمه اجتمع بي كثيراً وطالت مجالستي له والسماع من فوائده وكتب بخطه من تصانيفي كثيراً وكذا كتب عني أكثر مجالسي في الإملاء وسمع كثيراً علي ومعي وحصل هل في آخر عمره خلط في رجليه ثم في لسانه ثم مات في ثالث شوال سنة اثنتين وثلاثين، وتبعه في ذكره ابن قاضي شهبة في طبقاته والمقريزي في عقوده ولم يذكره شيخنا في الأنباء وكان من مجاوريه ودفن في حوش البيبرسية رحمه الله.

أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عساس بن بدر بن علي بن يوسف بن عثمان كمال الدين أبو البركات بن التقي أبي الحزم بن الحافظ الجمال أبي عبد الله الأنصاري الخزرجي المطري الأصل المدني الشافعي ولد كما قرأته بخط أخيه أبي حامد نقلاً عن خط أبيهما بعد غروب الشمس من يوم الخميس لثمان خلون من شعبان سنة ستين وسبعمائة، وسمع من العز بن جماعة جزءاً من حديثه تخريجه لنفسه وغيره ومن الأمين بن الشماع وحمزة بن علي الحسني السبكي، ودخل القاهرة والاسكندرية وسمع بها من حسن بن علي العمري وأجاز له في سنة إحدى وستين فما بعدها أبو الحرم القلانسي وناصر الدين التونسي ومصطفى الدين العطار وأحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني وآخرون، وحدث سمع منه التقي بن فهد وروى عنه هو وأبو الفتح بن صالح، وكان فقيهاً صوفياً عارفاً بعلم الصوفية والحديث والعربية وأصول الدين غواص الفكر على الدقاق واستنباط الفوائد ويذاكر بأشياء مفيدة، وينسب إلى معاناة الكيمياء، وقد تزهد ودخل اليمن وأقام بها نحواً من عشرة أعوام وأقام في مدينة حلس عند القاضي ابن العراق حتى مات وكانت وفاته في أول ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين ودفن هناك رحمه الله، وهو في أنباء شيخنا باختصار.
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الشهاب بن الوجيه الأنصاري المكي الآتي أبوه ويعرف كهو بابن الجمال المصري. حفظ القرآن وجوده على الزين بن عباش وأحضر في الثالثة سنة ثلاث عشرة ثم في الرابعة على الزين المراغي في مسلم وابن حبان، ودخل الهند وقطنها وقتاً واستولد بها أولاداً ورجع بهم إلى مكة ثم عاد إليها فكانت المنية سنة ثلاث وسبعين عفا الله عنه.
أحمد بن عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن حسن أبو اليسر بن أبي الفضل الحنفي. في الكنى.
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله السيد نور الدين بن الصفي الحسيني الأيجي الشافعي أخو السيد معين الدين محمد الآتي وهذا أكبر وذاك أعلم. ولد في ضحى الجمعة تاسع عشر جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين وثمانمائة بشيراز وأخذ في النحو والصرف عن غياث الدين الأيجي وفي الكلام عن الشرف حسن البدخشوني الحنفي وفي المعاني عن قوام الدين الشيفكي وأخيه إمام الدين في الفقه عن سعد الدين الكازروني وصاهره على ابنته ولكن جل اشتغاله عند أبيه، وسمع الحديث بشيراز على الشرف الجرهي وابن الجزري وبمكة وكان أول دخوله لها في سنة خمس وأربعين على أبي الفتح المراغي وبالمدينة على المحب المطري في آخرين منهم الزين بن عياش وتلا عليه في القرآن؛ وزار بيت المقدس ولقي بها بعض المعتمرين وكذا دخل الشام وحلب وغيرهما وحدث باليسير وشارك في الفضائل قليلاً وانفرد عن أهل بيته بإقبال ملوك عصره وعظمائهم عليه بحيث يترددون إليه ولا ينفكون عن أوامره إلى أن حصل بينه وبين صاحب هرموز تنافر بحيث قطع ما كان يصل إليه وهو شيء كثير وتناقص حاله بسبب ذلك مع كونه لم يكن يدخر شيئاً بل له جهات هي بيد أقربائه ونحوهم فلا يسأل عنها وأنا أحضر له منها مهما كان قنع به كما بلغني مع مزيد من ذلك وقد رأيته بمكة حين قدومه لها مع بني جبر في موسم سنة ثلاث وتسعين وهو بالمفاصل بحيث لا يمشي إلا معتمداً على العكاز ونحوه بل لا يستطيع النهوض في كثير من أوقاته فحج ثم تلبث ليزور بعد انفصال المولد من ربيع الأول سنة أربع فعاقه المرض واستمر كذلك ينشط تارة وينقطع أخرى وبالغ في التأدب معي وجاء ليعيزين في الأخوين والتمس مني الإجازة لولده ولجماعته بل حدثت بحضرته وماشاني في بعض الأسئلة وعليه نور وخفر ومهابة مع لطف ذات وجميل عشرة كل ذلك وهو غير مقتصر على ما يلائمه بل يستعمل أشياء غير مناسبة ويكثر الجماع حتى أنه تزوج عدة زوجات واحدة بعد أخرى سوى ما معه من السراري وأكثر من تحمل الديون في الإنفاق ونحوه ويقال أنه ممن يرغب في الكيمياء وأنفدت ابنته السيدة بديعة جل ما كان معها حتى ملت، وقد فارقته بمكة بعد انفصال الموسم وسافر للمدينة فدام بها قليلاً ثم ركب البحر من الينبوع ليرجع لبلاده وبلغ جدة فتعلل فعاد لمكة وكانت منيته بها في عصر يوم الخميس رابع عشري جمادى الأول سنة خمس وتسعين ودفن من الغد عقب الصبح عند سلفه من المعلاة رحمه الله وإيانا.

أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الناصر بن تاج الرياسة شهاب الدين بن التقي المحلى ثم الزبيري الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه وأخوه العلاء علي. ذكره شيخنا في أنبائه فقال أحد موقعي الحكم كان قد مهر في صناعته وحصل منها مالاً جزيلاً مع شدة إمساكه حتى كان ما ورثه أخوه منه نحو ألفي دينار سوى العقارات وكان شديد الإتلاف فهماً طرفا نقيض. مات في نصف ذي الحجة سنة تسع عشرة وليس محمد في نسبه في الأنباء بل نسب فيه لجد أبيه.
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد النور العثماني التونسي. سمع بقراءتي في مكة على أبي الفتح المراغي سنة ست وخمسين.
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن شرف بن منصور الشهاب بن الزين الدمشقي الشافعي أخو إبراهيم الماضي وغيره ووالد العلاء علي الحنفي الآتي ويعرف كسلفه بابن قاضي عجلون. اشتغل على الشرف الغزي وباشر التوقيع عند أركماس الدوادار ثم في أول ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ولي كتابة السر بدمشق بعد البهاء بن حجي ثم صرف عنها في ربيع الأول من التي تليها بالصلاح خليل بن السابق. ومات في ليلة الخميس تاسع عشري ذي الحجة سنة إحدى وستين رحمه الله.
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الشامي المدني ويعرف بابن الشامي. ممن سمع مني بمكة.
أحمد بن عبد الرحمن بن منصور بن محمد بن مسعود بن محمد الشهاب بن الإمام المقرئ الزيني الفكير بفتح الفاء ثم كاف مكسورة بعدها تحتانية ثم راء نسبة لقبيلة - التونسي ثم السكندري المالكي الآتي أبوه ويعرف بالعسلوني - بمهملتين - ولد سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالاسكندرية ونشأ بها فقرأ القرآن على أبيه وغيره وحفظ العمدة واشتغل على والده في التهذيب للبرادعي وأجاز له الزين أبو بكر المراغي. ودخل القاهرة ودمشق وغيرهما وأم بجامع الغربي بالاسكندرية خمسة وثلاثين عاماً وجلس شاهداً بباب البحر منها وقتاً ثم ترك وأقبل على التكسب بالتجارة، قرأت عليه بالثغر جزءاً وكان خيراً وضيئاً أنشأ مات به قريب السبعين رحمه الله.
أحمد بن عبد الرحمن بن الناظر الحنبلي. فيمن جده أحمد بن إسماعيل.
أحمد بن عبد الرحمن بن العلامة جمال الدين بن هشام. مضى أيضاً فيمن جده محمد بن عبد الله بن يوسف.
أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن علي بن أحمد الشهاب بن التاج أبي الفضل الهمداني الكوفي الأصل البغدادي الدمشقي ثم القاهري الحنفي ويعرف بابن الفصيح - بفاء مفتوحة ثم مهملة مكسورة وآخرها مهملة - نشأ فتعانى التجارة ثم عمل نقيب الحكم الحنفي بدمشق ثم سكن القاهرة مدة، وكان ابن الآدمي يكرمه ويعظمه لقرابة بينهما من جهة النساء وبعنايته استقر في خدمة البيبرسية سنة خمس عشرة فاستمر فيها إلى أن مات في مستهل شعبان سنة ثمان وعشرين عن بضع وسبعين سنة. قال شيخنا: وكان قليل الكلام محباً في الانجماع معاشراً لأناس مخصوصين كثير المعرفة بالأمور الدنيوية وما تردد أنه سمع على ابن أميلة ومن قبله لكن لم أقف على ذلك تحقيقاً وسألته عنه فلم يعترف به بل سألته أن يجيز لجماعة فامتنع ظناً منه أن ذلك على سبيل السخرية لشدة تخيله. قلت مع أنه من بيت حديث وقد حدثنا غير واحد عن أبيه، وهو وأبوه في الدرر الكامنة.

أحمد بن عبد الرحيم بن حسن بن علي بن الحسين بن علي بن القسم الشهاب بن الزين بن البدر أبي محمد التلعفري الأصل الدمشقي الشافعي ويعرف بابن المحوجب. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بدمشق ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن والمنهاج وعرض على البلاطنسي والتقي الأذرعي وحميد الدين الحنفي وابن مفلح وآخرين وسمع على والده وعمه وأسماء ابنة المهراني والجمال بن جماعة حين قدم عليهم وعلى الشاوي ونسوان الكنانية بالقاهرة في آخرين بل قرأ على الشهاب بن زيد البخاري وعلى البرهان الناجي بعضه والسيرة بكمالها وغير ذلك وأجاز له البرهان الحلبي وأخذ عن البلاطنسي والبدر بن قاضي شهبة وخطاب والرضى الغزي والزين النشاوي وحسين قاضي الجزيرة في آخرين، وكتب المنسوب وشارك في الفضائل وحج في سنة ست وستين واختص بالزين بن مزهر ودخل القاهرة غير مرة واستقر بعد النابلسي في نظر المسجد الشهير بابن طلحة تجاه البرقوقية ثم رغب عنه لإمامها عبد القادر وخالط غير واحد من الأمراء سيما نائب الشام قجماس وانتفع الناس به مع حشمه وكرم ورفق وتواضع ورغبة في الخير وميل إلى أهل الحديث وتوجه لكثير من الكتب بخطه واستكتابه حتى أنه حصل أشياء من تصانيفي، ومما كتبه طبقات ابن السبكي الكبرى وتاريخ قزوين للرافعي وبيننا وبينه آنسة وله أفضال كثر الحمد له بسببه وقد تعرض له لمرافعة من لم يراقب الله فيه ودام في الترسيم مدة وباع كتبه وغيرها وانجمع سيما بعد موت الزيني بن مزهر وبعد انقضاء الطاعون المنفصل عن موت بنيه وعياله وارتفاقه بذلك في وفاء بعض ديونه توجه لمكة في البحر من الطور فوصلها في شوال سنة ثمان وتسعين وتكرر الاجتماع معه والاستئناس بمحاسنه ثم عاد مصحوباً بالسلامة والقبول.

أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم الولي أبو زرعة بن الزين أبي الفضل الكردي الأصل المهراني القاهري الآتي أبوه ويعرف كأبيه بابن العراقي. ولد في سحر يوم الاثنين ثالث ذي الحجة سنة اثنتين وستين وسبعمائة بالقاهرة وأمه عائشة ابنة لمغاي العلائي أحد أجناد أرغون النائب بكر به أبوه فأحضره الكثير على ابن الحرم القلانسي والمحب أبي العباس الخلاطي وناصر الدين التونسي والشهاب أحمد بن محمد بن أبي بكر العسقلاني بن العطار والعز بن جماعة والجمال بن نباتة وخلق، ورحل أول ما طعن في الثالثة سنة خمس وستين إلى دمشق فأحضره بها على الحافظين الشمس الحسيني والتقي بن رافع والمحدث أبي الثناء المنبجي وأبي حفص الشحطبي والشرف يعقوب الحريري والعماد محمد بن موسى بن السيرجي وابن أميلة وابن النجم وابن الهبل وابن السوقي وست العرب حفيدة الفخر بن البخاري وغيرهم من أصحاب الفخر بن البخاري وغيره وببيت المقدس على الزيتاوي واستجاز له خلقاً كالعرضي وابن الجوخي وأبي حفص عمر بن علي بن شيخ الدولة السيوطي خاتمة أصحاب العز الحراني، وكذا روى بالإجازة عن العفيف اليافعي ولما رجع من الرحلة مع أبيه حفظ القرآن وعدة مختصرات من الفنون ونشأ يقظاً طلب بنفسه واجتهد في استيفاء شيوخ الديار المصرية وأخذ عمن دب ودرج. ومن شيوخه أبو البقاء السبكي والبهاء بن خليل والزين بن القاري والحراوي والبهاء بن المفسر وجويرية والباجي، بل وارتحل إلى دمشق ومعه رفيق والده الحافظ نور الدين الهيثمي بعد الثمانين ولكن بعد موت تلك الطبقة وأخذ بها عن الحافظ أبي بكر بن المحب وأبي الهول الجزري وناصر الدين بن حمزة والشمس بن الصفي الغزولي وجماعة من أصحاب التقي سليمان وأبي المعالي المطعم وأبي نصر بن الشيرازي والقسم بن عساكر، وكذا ارتحل مع أبيه إلى مكة والمدينة غير مرة ترافق مع والده في أولها وكانت سنة ثمان وستين الشهاب بن النقيب أحد الأعلام وابتدأ بالمدينة النبوية فأقاما بها شهراً ثم توجها إلى مكة فكان لصاحب الترجمة منه حظ كبير من الإحسان والملاطفة، وسمع بمكة على الكمال أبي الفضل النويري والبهاء بن عقيل النحوي ومحمد بن أحمد بن عبد المعطي وأحمد بن سالم بن ياقوت المكي والعفيف النشاوري والجمال الأميوطي وبالمدينة على البدر عبد الله بن فرحون، وبالجملة فهو مكثر سماعاً وشيوخاً وكتب الطباق وضبط الأسماء وسمع الأئمة بقراءته وخرج لغير واحد من شيوخه كالصدر بن المناوي وعبد الوهاب الأخنائي المالكي وابن الشيخة والبلقيني وأبي البركات بن النظام القوصي ولم يتهيأ له إفراد شيوخه ومسموعه لعله لقصور الهمم خصوصاً في هذا النوع، نعم عمل لنفسه فهرستاً لطيفاً وكذا أورد ابن موسى في أوراق رحلته والتقي الفاسي في ذيله على التقييد من مروياته نبذة وشيخنا في معجمه يسيراً وتدرب بوالده في الحديث وفنونه وكذا في غيره من فقه وأصل وعربية وعادت بركة تربيته عليه وكذا تفقه بالأبناسي وعظم انتفاعه به وتوجه الشيخ إليه بحيث ساعده في تحصيل وظائف لخصوصية كانت بينه وبين والده وبالسراج البلقيني بحيث كان معوله في الفقه عليه وأفرد حواشيه على الروضة وانتفع الناس بها خصوصاً فيما تجدد من الحواشي بعد جمع البدر الزركشي وطرز تصانيفه بكثير من اختياراته ومباحثه مفتخراً بإيرادها وإضافتها إليه وبابن الملقن وغيرهم بل حضر دروس الجمال الأسنائي بالناصرية مدة وعلق عنه وسمع عليه التمهيد والكوكب وقطعة من أول المهمات وغير ذلك من تصانيفه ومروياته بل قرأ عليه بنفسه المسلسل بالأولية وأخذ أصول الفقه والمعاني والبيان وغيرهما من الفنون عن الضياء عبيد الله العفيفي القزويني الشافعي فقرأ عليه منهاج البيضاوي وغالب التلخيص مع سماع سائره إلى غيره من كتب عديدة وفنون شتى انتفع به فيها، والعربية عن شيخ النحاة أبي العباس بن عبد الرحيم التونسي المالكي وانتفع به فيها ولم يلبث أن برع في الحديث والفقه وأصوله والعربية والمعاني والبيان وشارك في غيرها من الفضائل، وأذن له غير واحد من شيوخه بالإفتاء والتدريس، واستمر يترقى لمزيد ذكائه حتى ساد وأبدى وعاد وظهرت نجابته ونباهته واشتهر فضله وبهر عقله مع حسن خلقه وخلقه ونور خطه ومتين ضبطه وشرف نفسه وتواضعه وشدة انجماعه وصيانته وديانته  وأمانته وعفته وطيب نغمته وضيق حاله وكثر عياله، ودرس وهو شاب في حياة أبيه وشيوخه في عدة أماكن وقال أبوه في دروسه قديماً:

دروس أحمد خير من دروس أبه

 

وذاك عند أبيه منتهـى أربـه

بل قام بسد وظائف أبيه حين توجه على قضاء المدينة وخطابتها ولكن وثب عليه شيخه السراج بن الملقن فانتزع دار الحديث الكاملية خاصة منه وتحرك صاحب الترجمة لمعارضته وتحدث في تمييز كفاءته فحمل عليه كل من شيخه الأبناسي والبلقيني فسكت وطار بكل ذلك ذكره وسار فيه فخره ثم أضيفت إليه جهات أبيه بعد موته فزادت رياسته وانتشرت في العلوم وجاهته، وكان من الأماكن التي درس فيها الحديث المدرسة الظاهرة البيبرسية والقانبيهية والقراسنقرية وجامع طولون والفقه الفاضلية والجمالية الناصرية مع مشيخة التصوف بها ومسجد علم دار، وناب القضاء عن العماد أحمد بن عيسى الكركي في سنة نيف وتسعين فمن بعده وأضيف إليه في بعض الأوقات قضاء منوف وعملها وغير ذلك وسار فيه سيرة حسنة واستمر في النيابة نحو عشرين سنة ثم ترفع عن ذلك وفرغ نفسه للإفتاء والتدريس والتصنيف وكذا الإملاء بعد موت والده بالديار المصرية بل وبمكة حين حج في سنة اثنتين وعشرين فإنه أملى هناك مجلساً ابتدأه بالمسلسل بالأولية مع فوائد تتعلق به حضره الأئمة من المكيين وغيرهم ثم مجلساً آخر أملى عليه أحدهما الزين رضوان والآخر التقي بن فهد ولقيه الشرف بن المقرئ العلامة حينئذ، وكذا أملى بالمدينة النبوية في تلك السنة مجلساً باستملاء الزين رضوان للأول والشرف المناوي للثني إلى أن خطبه الظاهر ططر بغير سؤال إلى قضاء الديار المصرية في منتصف شوال سنة أربع وعشرين وثمانمائة مع وجود السعاة فيه بالبذل وذلك عقب موت الجلال البلقيني بأربعة أيام فسار فيه أحسن سيرة بعفة ونزاهة وحرمة وصرامة وشهامة ومعرفة وكان يحض أصحابه على الاهتمام بإجابة من يلتمس منهم الشفاعة عنده عملاً بالسنة وليكون لهم عند المسؤول له بذلك أياد وقام جماعة عليه حتى ألزموه بتفصيل الرفيع من الثياب وقرروا له أن في ذلك قوة للشرع وتعظيماً للقائم به، وإلا فلم يكن عزمه التحول عن جنس لباسه قبله، ولم يكن فيما بلغنا في حال نيابته يثبت عدالة غير شافعي بتعديل عشرة أنفس احتياطاً وتحرياً، ولم يلبث أن مات الظاهر فبايع لولده الصالح محمد بالسلطنة بعده قبل انفصال السنة ثم لنظامه الأشرف برسباي في ثامن ربيع الآخر من التي بعدها واستمر القاضي حتى صرف في سادس ذي الحجة منها لإقامته العدل وعدم محاباته لأحد من أجله وتصميمه في أمور لا يحتملها أهل الدولة حتى شق على كثيرين منهم وتمالؤوا عليه بعد أن كان منع نوابه من الحكم في شوال منها مختاراً لأمر خولف فيه وبلغ الأشرف فاسترضاه ووافقه على الأمر الذي كان غضب بسببه حتى كان ذلك سبباً للتمادي والممالأة عليه في صرفه فكانت مدة ولايته سنة ودون شهرين وممن ساعد في صرفه قصروه أمير أخور وابن الكويز كاتب السر والعلاء بن المغلي قاضي الحنابلة وظهرت كرامة الولي في المتعصبين في عزله وأكبرهم العلاء فإنه قام بقلبه وقالبه في صرفه لكونه كان يتمشيخ عليه وولاية الآخر لكونه كان تتلمذ له فأحب أن يكون رفيقه ممن يعرف له دون من يتعاظم عليه فانعكس الأمر وندم بعد أن تورط وصار يبالغ في نقيض ما كان منه بحيث كتب على فتيا بالغ فيها في الحط عليه ثم عوقب بأن أصيب بولده قبل إكمال الحول من عزل الولي ثم أصيب في نفسه. قاله شيخنا قال وكذا صنع الله بابن الكويز فإنه كان الأصل الكبير في ذلك لامتناع الولي من إجابته في أخذ مجمع الزوائد بخط مؤلفه ولغير ذلك فلم ينتفع بنفسه بعد إلا قليلاً واستمر موعوكاً ستة أشهر إلى أن مات عقب الولي بشهر واحد ومجتمع الكل عند الله انتهى بزيادة، وتألمت الخواطر الصافية لعزله وتكدرت معيشته هو سيما وقد جاهره وقت عزله بعض المزورين بما لا يليق واستقروا ببعض تلامذته وإن كان هو ابن شيخه وصار المستقر يتكلم بما لا يجمل مما يقول صاحب الترجمة حين وصول ذلك إليه أعرف ذنبي ويشير لما أشرت إليه مع شيخه ابن الملقن وأظهر السرور به في الحالة الراهنة من اقتصر على ملاحظة الأمور الدنيوية ولزم طريقته قبل في الانجماع على العلم وإفادته وتصنيفه وإسماعه إلى أن مات قبل استكمال سنة من صرفه مبطوناً شهيداً آخر يوم الخميس سابع عشري شعبان سنة ست وعشرين وصلى عليه صبيحة يوم الجمعة بالأزهر في مشهد حافل شهده خلق من الأمراء والقضاة والعلماء والطلبة تقدم القاضي المستجد مع كونه أوصى لمعين ثم دفن إلى جانب والده  بتربة طشتمر من الصحراء رحمه الله وإيانا ونفعنا به وبسلفه وعلومهما. وتأسف الخيرون على فقده، قال شيخنا في أنبائه ولما صرف عن القضاء حصل له سوء مزاج من كونه صرف ببعض تلامذته بل ببعض من لا يفهم عنه كما ينبغي وكان يقول لو عزلت بغير فلان ما صعب علي قال واستيعاب قضاياه يطول، وكان من خير أهل عصره بشاشة وصلابة في الحكم وقياماً في الحق وطلاقة وجه وحسن خلق وطيب عشرة، ولما وقف القاضي علم الدين على كونه صرف ببعض الدهر وغلظ اليمين فرأى ذلك مصنف الطبقات فضبب عليه في نسخته، وقال شيخنا في معجمه أنه قرأ وسمع عليه ومن لفظه قال وكان مجلس الإملاء قد انقطع بعد موت أبيه إلى أن شرع فيه من ابتداء شوال سنة عشر وثمانمائة فأحيا الله به نوعاً من العلوم كما أحياه قبل بأبيه، وأثنى على ولايته قال إلا أنه غلب عليه بعض أصهاره ممن لم يسر سيرته فلزق به اللوم وتعصب عليه بعض أهل الدولة، قال وكان الغالب عليه الخير والتواضع وسلامة الباطن قال وتحدث بكثير من مسموعاته عاليها ونازلها، قال وأعلى ما عنده مطلقاً جزء ابن عرفة حضره على القلانسي بإجازته من العز الحراني عن ابن كليب قال ولم يخلف بعده مثله، وقال في رفع الأصر وكثر الأسف عليه خصوصاً من طلبة العلم، وقال البرهان الحلبي أنه سمع بقراءته على أبيه وغيره قال وهو عالم نشأ نشأة حسنة في غاية من اللطافة والحشمة وحسن الخلق والخلق كثير الأشغال والاشتغال من أول عمره إلى آخره وكان بعد موت الجلال البلقيني أوحد فقهاء مصر والقاهرة وعليه المعتمد في الفتيا. وقال التقي الفاسي أخذت عنه أشياء من تواليفه ومروياته وانتفعت به كثيراً في علم الحديث وغيره قال وهو أكثر فقهاء عصرنا هذا حفظاً للفقه وتعليقاً له وتخريجاً وفتاويه على كثرتها مستحسنة ومعرفته للتفسير والعربية والأصول متقنة وأما الحديث فأوتي فيه حسن الرواية وعظيم الدراية في فنونه، قال وحدث بكثير من مسموعاته وله آمال كثيرة أملاها بعد والده، وقد كتب له والده أنه سامع فيما حضره ببلاد الشام مع كونه كان في الثالثة لما رأى فيه والده من الفطنة الكثيرة قال وهو كثير الذكاء والمروءة والمحاسن قاض لحوائج الناس إلى أن قال وكان يغلب عليه الخير والتواضع وسلامة الباطن، وقال الجمال بن موسى: الإمام العلامة الفريد شيخ الحفاظ هو أشهر من أن يوصف. وقال البدر العيني كان عالماً فاضلاً له تصانيف في الأصول والفروع وفي شرح الأحاديث ويد طولى في الإفتاء كان آخر الأئمة الشافعية بالديار المصرية. وكذا أثنى عليه وحسنوا للسلطان تولية ابن شيخه على بذل مال التزم به مع قولهم أنه أعلم منه وأنه من بيت العلم والرياسة تنغصت حياته وأصيب كل من تعصب عليه واستمر بطالاً من الحكم عمالاً في الأشغال والتدريس والجمع في حلقته متوفر وأكثر أيامه يشتغل ويشغل وتصنيفه ودروسه من محاسن الدروس يجري فيها بدون تلعثم ولا توقف، وكان في أوخر حياته بعد وفاة السراج البلقيني أوحد فقهاء مصر والقاهرة ومن عليه الفتوى والمعتمد انتهى. وسمعت من يقول أنه كان في تقريره للعلم كأنه خطيب فصاحة وطلاقة وإعراباً بل لو رام شخص كتابة ذلك تمكن مها إن كان سريعها وجعله والده ثاني اثنين يرجع إليهما بعده في علم الحديث كما بينته في ترجمة شيخنا ووصفه بالحافظ وهو جدير بذلك وكان إذا وردت عليه مناسخة يستعمل أحد جماعته الزين البوتيجي فيها مع قوله ليس ذلك عجزاً مني إنما لتيسره عليك سيما وينشأ عنه تزيينه والتفات الناس إليه في ذلك؛ وقريب منه أنه لما اجتمع به ابن المقرئ في مكة كما قدمنا قال له أنت القائل "قل للشهاب بن علي بن حجر" قال نعم قال فأنشدناهما ففعل، قد كثرت تلامذته والآخذون عنه بحيث أنه قل من فضلاء سائر المذاهب من لم يأخذ عنه وأكثر عنه ممن أخذت عنه الزين رضوان والبوتيجي المحلى عنه وقال لنا أنه كان في طاقيته قطعة من عود السيسان يعني شجر المخيط لأجل العين والمناوي وكان أكثر من علمناه ويحكى عنه بأن الولي كان زوجاً لأخته والأبي، وفي الأحياء الكثير ممن أخذ عنه رواية وطائفة ممن أخذ عنه دراية كالعبادي وقال لنا أنه أعلمه برؤيته للأسنوي في المنام فقال له الولي بعد أن كنت تلميذاً صرت رفيقاً وربما يعيش بعض الرواة عنه إلى مضي عشرين من القرن العاشر وأعلى من ذلك ما رواه لنا شيخنا عن شيخه الزين  قال سمعت ابني أبا زرعة يقول لا أعلم حديثاً كثير الثواب مع قلة العمل أصح من حديث "من بكر وابتكر وغسل واغتسل ودنا وأنصت كان له بكل خطوة يمشيها كفارة سنة - الحديث" بل أعلى من هذا أيضاً أن الشرف يعقوب المغربي المنوفي في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة كان يواظب الحضور عنده في الظاهرية لكونه منزلاً في طلبتها مع كون السراج بن الملقن كان قرأ عليه في مذهب مالك ولذا قال الولي فقد أخذ المذكور عني وأخذ عنه شيخي قال وهذه ظريفة، وحدث عنه شيخنا في حياته فقال أنا أبو العباس بن أبي الفضل بن أبي عبد الله الصحراوي بقراءتي عليه بالصالحية ولم ينتبه لكونه هو الإفراد مع كونه في السامعين منه لتخريجه الواقع فيه ذاك غير واحد من طلبته، وحدث الولي في غير ما موضع من ضواحي القاهرة كانبابة وساقية مكة من الجيزة والجزيرة الوسطي والمكان المعروف بالسبع وجوه وطنان وغيرها من القليوبية ومنوف بل وببعض من مناهل الحجاز كالينبوع وكان يتولى ضبط الأسماء بنفسه لقصور غالب الطلبة في ذلك وربما أحضر بعد المسندين المنفردين لمجلسه يسمع عليه هو ومن شاء الله ومن طلبته وجماعته قصداً للخير وعموم النفع ولكن بلغنا أنه لم يلحق في ذلك شيخنا، وبالجملة فمحاسنه كثيرة. ومما علمته من تصانيفه فهرست مروياته على وجه الاختصار والبيان والتوضيح لمن أخرج له في التصحيح وقد مس بضرب من التجريح وهو أول ما صنفه والمستجاد في مبهمات المتن والإسناد جمع فيه بين تصانيف من قبله في ذلك مع زيادات جمة رتبه على الأبواب، وتحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل، وأخبار المدلسين، والذيل على الكاشف للذهبي ذكر فيه من تركه الذهبي ممن في تهذيب المزي وأضاف إليه رجال مسند أحمد مما استمده من الشريف الحسني، والأطراف بأوهام الأطراف للمزي، والذيل على ذيل والده على الوفيات للحافظ أبي الحسين بن أيبك افتتحه من سنة مولده وقفت منه على نحو مجلد لطيف ينتهي إلى سنة ست وثمانين وسبعمائة وقال التقي الفاسي أنه وقف منه إلى سنة ثلاث وتسعين فالظاهر أنه أكمله، وترجمة والده وسماها تحفة الوارد، وشرح نظم والده للاقتراح في الاصطلاح وقفت على أماكن منه بل شرح أبياتاً من ألفية والده وشرح السنن لأبي داود كتب منه إلى أثناء سجود السهو سبع مجلدات سوى قطعة من الحج ومن الصيام أطال فيه النفس وهو من أوائل تصنيفه لم يكمله ولم يهذبه وأكمل شرح والده على ترتيب المسانيد وتقريب الأسانيد وهو كتاب حافل وعمل كتاباً في الأحكام على ترتيب سنن أبي داود كتب منه قطعاً مفرقة وجمع طرق حديث المهدي وفضل الخيل وما ورد فيها من الخير والنيل وأربعين في الجهاد بدون إسناد وشرح الصدر بذكر ليلة القدر والأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية الواردة عليه من التقي بن فهد والدليل القويم على صحة جمع التقديم وجزء في الفقر بين الحكم بالصحة والموجب وتنقيح اللباب للمحاملي وشرح البهجة الوردية وسماه النهجة المرضية واختصر المهمات مع إضافة حواشي شيخه البلقيني على الروضة وغيرها إليها بل أفرد حواشي شيخه المشار إليها كما قدمته في مجلدين وانتفع فيه بما كان البدر الزركشي جمعه في الأماكن التي ألمحت من روضة الشيخ وعمل التعقبات على الرافعي كتب منه نحو ست مجلدات على أماكن مفرقة والنكت على المختصرات الثلاثة جمع فيها بين نكت ابن النقيب على المنهاج ونكت النسائي على التنبيه وتصحيح الحاوي لابن الملقن والتوشيح للتاج السبكي مع زيادات من كلام البلقيني وغيره سماها تحرير الفتاوي واختصر المنسك الكبير للعز بن جماعة وعمل نكتاً على الإيضاح في المناسك للنووي في كراسة ونكتاً على المنهاج الأصلي سماها التحرير لما في منهاج الأصول من المعقول والمنقول وجزءاً في أفراد تراجم رجاله المذكورين فيه وشرحاً للمتن مختصراً جداً اقتصر فيه على حل اللفظ وشرحاً لنظم والده له المسمى النجم الوهاج ولجمع الجوامع ملخصاً له من شرحه للزركشي واختصر الكشاف مع تخريج أحاديثه وتتمات ونحوها وله تذكره مفيدة في عدة مجلدات، إلى غير ذلك مما انتشر كثير منه وحمله عنه الأئمة وكان ممن قرأ عليه مبهماته في سنة خمس وتسعين شيخنا أبو الفتح المراغي وأقر الأئمة ببعض تصانيفه في حياته وكان يسر بذلك وهي مهذبة محررة سيما شرحه للبهجة والنكت وشرح جمع الجوامع. وله نظم كثير ونثر يسير وخطب فمن  نثره ما قرض به المائة العشاريات تخريج شيخنا لشيخهما التنوخي وما كتبه في إجازة أبي الفتح المراغي مما كتبه في موضع آخر. ومن نظمه ويقع فيه المقبول مما كتبته عن غير واحد من أصحابه مما أنشده في أماليه:

إن ترد رحمة واسـعة

 

في الدنا ثم في القارعة

فارحم الخلق طراً تجد

 

راحماً رحمة واسـعة

ومنه:

يا رب عفواً شاملاً لـسـائر الـذنـوب

 

فقد صبوت في الصبا وشبت في المشيب

ومنه:

قالوا الكريم من القبيح لضيفه

 

عند القدوم مجيئه بـالـزاد

قلت القبيح أن يجيء مخالفاً

 

تزودوا فـإن خـير الـزاد

وأنشدونا عنه عن شيخه الجمال الأسنائي سماعاً مما قاله وقد رويته عن أصحابه:

يا من سما نفساً إلى نيل العـلا

 

ونحا إلى العلم العزيز الرافع

قلد سمّى المصطفى ونسـيبـه

 

والزم مطالعة العزيز الرافعي

وعن شيخه الجمال بن نباتة حضوراً مما قاله وقد رويته أيضاً عن أصحابه:

دعوني في حل من العيش ماشا

 

ومرتقباً من بعده عفو راحـم

أمد إلى ذات الأساور مقلتـي

 

وأسأل للأعمال حسن الخواتم

وامتدحه بعض الشعراء بقصيدة فلم يجزه عليها فكتب له:

أقاضي ولي الدين إن قصيدتي

 

يتيمة بكر بعلها قادر ملـي

تفض بلا شيء لها وتردهـا

 

علي بلا مهر وأنت لها ولي

وترجمته تحتمل أضعاف هذا.
أحمد بن عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن علي بن إسماعيل بن علي بن صالح بن سعيد الشهاب أبو البهاء أبو حامد القلقشندي المقدسي الشافعي الخطيب أخو العلاء علي ابنا التقي أبي بكر الآتيين. ولد في سابع عشر رمضان سنة ثمانمائة ببيت المقدس ونشأ بها فقرأ القرآن عن العلاء بن اللفت الضرير وحفظ التنبيه وعرضه على الشهاب بن الهائم والشمس الهروي وغيرهم وسمع الحديث على الشهاب بن الناصح والشمس محمد بن سعيد شيخ زاوية الدركاه وأبي إسحاق إبراهيم بن الحافظ أبي محمود ويوسف الغانمي ومحمد بن يوسف التازي وغزال عتيقة عمه في آخرين وبنابلس على العلاء علي بن محمد بن السيف وأجاز له العراقي والهيثمي والصدر المناوي وآخرون واشتغل يسيراً وتنزل طالباً بالصلاحية فقيهاً في سنة إحدى عشرة ثم معيداً بها وكذا في ربع الخطابة بالمسجد الأقصى كلاهما بعد موت والده سنة إحدى وعشرين، لقيته ببيت المقدس فحملت عنه أشياء وكان خيراً متواضعاً من بيت علم ورياسة. وهو جد الصلاح خليل الجعبري لأنه مات في رجب سنة تسع وتسعين واستقر بعده في ربع الخطابة أخوه فصار معه النصف فيها.

أحمد بن عبد الرحيم بن محمود بن أحمد الشهاب بن الزين بن شيخنا البدر العيني الأصل القاهري الحنفي. ولد في حدود سنة خمسين وثمانمائة ونشأ في حياة أبيه عند الأمير خشقدم لكونه ابن ربيبته فرباه واستمر معه حتى تسلطن فأنعم عليه بإمرة عشرة ثم بعدة إقطاعات وسكن قلعة الجبل كعادة بني الملوك وصار يخاطب بسيدي ويكتب له المقام الشهابي سبط المقام شريف ولا زال يرقيه حتى صيره من مقدمي الألوف بالديار المصرية فزادت حرمته وعظمته وصارت الأمور غالباً لا تصدر إلا عنه في الولايات والعزل ونحو ذلك مع لطف وصوت طري بالقراءة ونحوها وتقريب اللطفاء وذوق جيد وعقل رصين وفهم متين ولم يغير مع ارتفاعه طباعه في البشاشة والتواضع والإحسان للواردين عليه بل سار على سيرة أكابر الملوك في الإنعام والمماليك خصوصاً لما سافر مع جدته خوند الكبرى أمير الحاج سنة ثمان وستين فإنه فعل من المعروف والإحسان شيئاً كثيراً وعقد عنده مجلس الحديث في الأشهر الثلاثة فما تخلف كبير أحد عن حضور مجلسه ابتداء ومخطوباً راغباً أو راهباً وصار يعطيهم الصرر عند الختم والخلع وغير ذلك وكنت ممن خطب لذلك وجاءني قاصده مرة أخرى فما انشرح الخاطر لتغيير مألوفي، بل وعمل مدرسة جده تداريس وتصوفاً ونحو ذلك وكان من جملة المقررين هناك الشمني والأقصرائي والحصني والعبادي وخلق وكان ينزل في مجلسه كل أحد منزلته بحيث أن العبادي رام الجلوس فوق الشمني فأخذه بيده وحوله إلى الجهة الأخرى وكذا لما امتنع التقي القلقشندي من تمكين خطيب مكة أبي الفضل النويري من الجلوس فوقه زبره أعظم زبر بحيث فات المجلس وآخر أمره في أيام الظاهر كونه أمير أخور ثم في أيام الظاهر تمربغا ارتقى لأمرة مجلس ولم يلبث أن زال ذلك كله أول استقرار الأشرف وصودر على أموال كثيرة تفوق الوصف وأهين مرة بعد أخرى ثم انصلح أمره مع السلطان بحيث أنه أمده في ختان بنيه ببعض ما أخذ منه وكان مهماً حافلاً وأسعفه بما يرتفق به في عمارة بيت جده المجاور لمدرسته بل عزل الشافعي والمالكي لتوقفهما في ثبوت التزام من بعضهم له في تلك الأيام كما شرحته في الحوادث وكل هذا بحسن نيته وكرم أصله وبنيته ولذا تزايد إقبال السلطان عليه بحيث صار يتكلم معه في كثير من المآرب فتقضي وشرع في سنة إحدى وتسعين في تكملة عمارته تجاه مدرسة جده لتكون سكناً لولده محمد عند اتصاله بابنة الأمير لاشين أمير مجلس كان في بيت هائل بالأزبكية وصار بابه محط رحال المستغيثين من القاطنين والوافدين ثم انجمع عن ذلك بعد تلافيه لما كان قرر مع الملك في شأنه بحيث تكلف شيئاً كثيراً واستمر على وجاهته ثم جاور بمكة واستبدل المدرسة المجاهدية ثم قائمه عظيم وهدم ما تحتها من الدكك في المسجد وبرز في الشارع الأعظم بروزاً فاحشاً، وارتحل إلى المدينة الشريفة سنة ثمان وتسعمائة وتوفي ابن النحاس في ذي الحجة ودفن بقبة سيدنا الحسن والعباس والله يجازيه على أفعاله.
أحمد بن عبد الرحيم بن يوسف ويعرف بابن الغزولي. ممن سمع مني بالقاهرة قريب التسعين.
أحمد بن عبد الرزاق بن سليمان بن أبي الكرم بن سليمان الشهاب الدمشقي ويعرف بابن أبي الكرم. متولي ديوان الناصري محمد بن إبراهيم بن منجك كأبيه كان مثرياً معدوداً في رؤساء دمشق مذكوراً بحسن المباشرة وبخير وبر وهو الذي زاد في مدرسة أبي عمر بصالحية دمشق من جهة المشرق ووقف على ذلك وقفاً، مات في ثامن عشر رجب سنة سبع وأربعين ودفن بالروضة من صالحية دمشق.
أحمد بن بعد الرزاق بن عثمان الشهاب القاهري التاجر الشافعي ويعرف بابن النحاس حرفة أبيه المنتقل عنها إلى التجارة المقتدي صاحب الترجمة بأبيه فيها بحيث حصل دنيا طائلة يقال أنها عشرة آلاف دينار مع اشتغاله بالعلم عند المحلى والمناوي والعبادي والحناوي وابن قديد في الفقه والنحو وغيرهم وتميز بحيث ذكر بعض الطلبة بمكة والقاهرة، كل هذا مع يبس وحبس يد ولذا ضاع جل ما حصل أو جميعه على يد ولده في السبب ونحوه، وقد حج كثيراً وجاور غير مرة ورجع في سنة تسعين قاضي المحمل لكون قاضيه في تلك السنة وهو أبو الحجاج الأسيوطي تخلف عن الركب مجاوراً ثم لم يلبث أن تزوج أم حافظ الدين المنهلي وصار يبيت معها بالنابلسية. ومولده في يوم الاثنين ثالث رمضان سنة أربع وعشرين.

أحمد بن عبد السلام بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد السلام بن أبي المعالي الشهاب الكازروني المؤذن. ولد بمكة وبها نشأ وتزوج وباشر الأذان بباب العمرة كأبيه ثم سافر إلى اليمن والديار المصرية غير مرة وانقطع بمصر نحو عشرين سنة. حتى مات ببعض قرى الصعيد فإنه كان يسافر إليها لعمل مصالح صوفية سعيد السعداء لكونه منهم وربما أذن بالخانقاه أحياناً وكان حسن التأذين صيتاً. مات في آخر سنة سبع عشرة أو أوائل التي بعدها. ترجمه الفاسي في مكة.
أحمد بن عبد السلام الشريف الصفي التونسي الحكيم بقيتهم وصاحب التصانيف في الفن. مات في حدود سنة عشرين أو بعدها بقليل.
أحمد بن عبد الطاهر بن أحمد بن عبد الظاهر التفهني ثم القاهري الشافعي أخو عبد القاهر الآتي. ممن سمع مني بالقاهرة.
أحمد بن عبد العال بن عبد المحسن بن يحيى الشهاب السندفائي ثم المحلى الشافعي الجزيري ويعرف بابن عبد العال. ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة تقريباً بسندفا من أعراب الغربية وهي بفتح المهملتين بينهما نون ساكنة ثم فاء ممدودة، وحفظ بها القرآن وصلى به وبعض المنهاج، وحضر دروس القاضيين العماد إسماعيل الباريني والكمال جعفر والشيخ عمر الطريني في الفقه والنحو وغيرهما، وحج قبل القرن سنة مات بهادر، وتردد إلى القاهرة مراراً قرأ في بعضها من البخاري على شيخنا بل سمع جميعه في سنة ثماني عشرة على التاج أبي البركات إسحاق بن محمد بن إبراهيم التميمي الخليلي الشافعي بسماعه له على أبي الخير بن العلائي، وتعانى النظم بالطبع وإلا فهو عامي وربما وقع له الجيد وقد أفرده بديوان سماه الجوهر الثمين في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ولقيه ابن فهد والبقاعي وغيرهما في سنة ثمان وثلاثين بالمحلة فكتبا عنه منه:

مكانك من قلبي وعيني كلاهمـا

 

مكان السويدا من فؤادي وأقرب

وذكرك في نفسي وإن شفها الظما

 

ألذ من المـاء الـزلال وأعـذب

وأنشد له المقريزي في عقوده:

يا من يقول الشعر غير مهـذب

 

ويسومني تهديب ما يهـذي بـه

لو أن أهل الأرض فيك مساعدي

 

لعجزت عن تهذيب ما تهذي به

وقال توفي سنة عشرين وهذا غلط.
أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن سالم بن ياقوت الشهاب المكي المؤذن. ولد في سنة سبع وثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها وسمع على ابن صديق مسند الدارمي وأجاز له العفيف النشاوري والتنوخي والعراقي والهيثمي وطائفة وحدث سمع منه الفضلاء، ودخل بلاد سواكن من مدة تزيد على ثلاثين سنة وسافر منها إلى بر السودان فتزوج هناك ورزق أولاداً وصار يحج غالباً وربما جاور ثم انقطع عن الحج من بعد الأربعين بقليل واستمر حتى مات هناك في أوائل سنة ست وخمسين وكان خيراً ساذجاً.
أحمد بن عبد العزيز بن أحمد العلامة إمام الدين أو همام الدين الشيفكي ثم الشيرازي، قال شيخنا في أنبائه قرأ على السيد الجرجاني المصباح في شرح المفتاح وقدم مكة فنزل في رباط رامست وأقرأ الطلبة وكان حسن التقرير قليل التكلف مع لطف العبارة وكثرة الورع ومعرفته بالسلوك على طريق كبار الصوفية وتحذيره من مقالة ابن العربي وتنفيره عنها واتفق أنه كان يقرئ في بيته بمكة فسقط بهم البيت إلى طبقة سفلى فلم يصب أحد منهم بشيء بل خرجوا يمشون فلما برزوا سقط السقف الذي كان فوقهم. مات بمكة في يوم الجمعة خامس عشري رمضان سنة تسع وثلاثين، واقتصر ابن فهد على تاريخ وفاته ولكنه أفاد اسم جده نعم ترجمه في ذيله لتاريخ مكة.
أحمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد الشهاب الأنصاري المغربي الأصل المدني أخو محمد الآتي.
أحمد بن عبد العزيز بن عثمان الشهاب الأبياري ثم القاهري الشافعي والد البدر محمد بن الأمانة الآتي ترجمة ولده فيما نقله شيخنا عنه فقال كان يعرف الفرائض والحساب وينقل كثيراً من الفقه من كتاب تمييز التعجيز ويقرأ بالسبع وله حظ من إتقان القراءات ومخارج الحروف، ورحل إلى حلب وأقرأ. مات في ثاني عشر سنة اثنتين وقد نيف على السبعين وأما أبوه فكانت وفاته في سنة خمس وخمسين وسبعمائة.

أحمد بن عبد العزيز بن علي بن إبراهيم بن رشيد الشهاب القاهري الحنبلي النجار أبوه. ولد تقريباً سنة إحدى وستين وثمانمائة بحدرة علاء من القاهرة، نشأ فحفظ القرآن وكتباً كالعمدة والمقنع وألفية النحو والملحة وجل الطوفي والشاطبية، وعرض على الأمين الأقصرائي وسيف الدين والأمشاطي والفخر المقسي والجوجري والبكري والبامي واشتغل في الفقه على البدر السعدي والشهاب الشيني ولازم الأبناسي وابن خطيب الفخرية وابن قاسم والبدر حسن الأعرج والعلاء الحصني في العربية والأصلين وغيرها وكذا لازمني في الألفية وشرحها وشرح النخبة والبخاري بقراءته وقراءة غيره وقرأ على الزين زكريا في الرسالة القشيرية وغيرها، وحج وتميز وفهم وتنزل في الجهات كالشيخونية وكتب بالأخرة وغيرها وتكسب بالشهادة ثم ولي عاقداً فاسخاً بعد سعي كبير وصاهر ابن بيرم على ابنته.
أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الشهاب الجوجري الأصل القاهري الحنبلي أخو الجمال عبد الله بن هشام لأمه ولذا يعرف بابن هشام بل انتسب أنصارياً. ولد في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ تحت كنف أخيه وربما حضر دروسه في الفقه وغيره واختص بابن الأهناسي وبالولوي بن تقي الدين وقتاً ولازمه قديماً وحديثاً وناب عنه في بعض العمل المضاف له ثم لا زال يجتهد ويتوسل بطرق في التقرب من قاضي الحنابلة العز حتى زوجه ابنته واستنابه في القضاء واستولدها ولداً، أضيف له بعد موت جده تدريس الصالح وغيره من التداريس والجهات ببعض كلفة وصار ينوب عنه بعد المشي مع الأبناسي أو كاتبه أحياناً فيما يؤديه، وحج غير مرة وجاور سنة ثلاث وتسعين بجماعته وبولده بعد مفارقته لزوجته ابنة البدر السعدي، وتكررت مناكدته للبدر مرة بعد أخرى مع كونه ممن ناب عنه وكثر اجتماعه وانقطاعه لضعفه بحيث انقطع عن مباشرة القضاء بمنية وشبرى ولكن ربما يعين عليه البدر قاضيهم ما يرتفق به وهو من أحبابنا مع علي همة وتودد.
أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز الشهاب بن البدر وغيره ودار مع الطلبة قليلاً واستقر في المباشرة بجامع طولون والناصرية والأشرفية وغيرها بعد أبيه وحسن حاله بالنسبة لما قبله وتزوج زوجة التقي القلقشندي بعد وذكر بالدربة والعقل والتودد والخبرة والمباشرة واليقظة فيها. ومات مزاحماً للخمسين ظناً في ليلة خامس صفر سنة ثمان وثمانين بعد تعلله مدة طويلة وفقد بصره رحمه الله وعفا عنه.
أحمد بن عبد العزيز ن يوسف بن عبد الغفار بن وجيه بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الصمد بن عبد النور الشهاب بن العز السنباطي الأصل القاهري الشافعي نزيل الباسطية والآتي أبوه وجده. ولد في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن واشتغل عند العز عبد السلام البغدادي والمناوي والشريف النسابة والتقي الحصني وزكريا في النحو والصرف والفقه وغيرها من العقلي والنقلي، ولازم الشهاب الأبدي في العربية ولذا أحضر فيها عند البدر أبي السعادات البلقيني. وأجاز له خلق قديماً باستدعاء ابن فهد، بل وسمع قليلاً ولا أستبعد سماعه عند شيخنا وتميز في العربية وأقرأها الطلبة وأجاز تعليمها وتكسب بالشهادة وتنزل في الصلاحية والبيبرسية وغيرهما، وهمته عليه سيما مع من يميل إليه مع التأنق في ملبسه وعمته ومعيشته بحيث لا يبقى على شيء، وفيه محاسن وبسط في الكلام مدحاً وقدحاً كان الله له.
أحمد بن عبد العزيز الشيفكي ثم الشيرازي. مضى فيمن جده أحمد.
أحمد بن عبد الغني بن عبد الرزاق بن أبي الفرج الشهابي بن الأمير فخر الدين بن الوزير تاج الدين ولي قطيا وحج، ومات وهو في الكهولة بقطيا في أوائل المحرم سنة سبع وخمسين ونقل فدفن بمدفنهم من المدرسة.
أحمد بن عبد القادر بن إبراهيم الصدر أبو البركات بن المجد المكراني الأصل المكي الشافعي. مضى في ابن إسماعيل ورأيت بخط بعضهم تسميته محمداً كأخيه.
أحمد بن عبد القادر بن حسين بن علي الغمري الآتي جده وأخوه محمد. ممن سمع مني في سنة خمس وتسعين.

أحمد بن عبد القادر بن عبد الوهاب القرشي الآتي أبوه. ولد في مستهل ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة ونشأ فأسمعه يسيراً علي وكذا على الفتحي وقبل ذلك أحضره على النشاوي والرضى والأوجاقي وأبي السعود الغراقي ثم على عبد الغني البساطي وأجاز له جماعة.
أحمد بن عبد القادر أبي القسم بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطي الشهاب أبو العباس بن المحيوي الأنصاري المكي المالكي الآتي أبوه وولده أبو السعادات محمد. ولد في يوم الأحد ثاني عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة، ورأيت من أرخه سنة أربع بمكة، ونشأ بها في كنف والده فحفظ القرآن وصلى به على العادة وأربعي النووي والمختصرين الأصلي والفرعي لابن الحاجب وألفية ابن مالك وعرض على ابن الهمام والبلاطنسي وأبي السعادات بن ظهيرة وأبي البقاء بن الضياء، وغيرهم من أهل مكة والقادمين عليها، وتلا بالقرآن تجويداً على علي الديروطي وأخذ الفقه والعربية عن والده والأصول عن أحمد بن يونس وابن إمام الكاملية والزين خطاب والمحب أبي البركات الهيثمي والمنطق عن مظفر الدين الشيرازي، وسمع من أبي الفتح المراغي وغيره وتصدر بالمسجد الحرام في الفقه والعربية والحديث، وناب في القضاء وكان جم المحاسن مع صغر سنه. مات في آخر يوم الثلاثاء منتصف ربيع الأول سنة ثمان وستين وصلى عليه بعد صلاة الصبح من الغد عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وفجع به وتجرع غصته رحم الله شبابه.
أحمد بن عبد القادر بن أبي الفتح محمد بن أحمد أبي عبد الله الحسني الفاسي المكي الحنبلي. ولد بعد العشرين وثمانمائة، ومات أبوه وهو صغير فكفلته أمه وهي أم الوفاء ابنة الإمام رضي الدين محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضي الطبري، وسمع من أبي شعر وأبي المعالي الصالحي وأبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وإبراهيم الزمزمي وابن أخيه عبد السلام وأجاز له في سنة تسع وعشرين جماعة منهم الواسطي والزين الزركشي وابن الفرات وعائشة الحنبلية والتدمري والقبابي وخلق، وناب في إمامة المقام الحنبلي وقتاً ودخل القاهرة وكان مفرط العقود. مات في ضحى يوم الخميس ثاني صفر سنة إحدى وستين وصلى عليه بعد صلاة الظهر ودفن بالمعلاة رحمه الله.
أحمد بن عبد القادر بن محمد بن طريف - بالمهملة كرغيف - الشهاب بن المحيوي النشاوي - بالمعجمة - القاهري الحنفي أخو أم الخير وابن أخي التاج عبد الوهاب الآتيين وكذا أبوه. ولد في سنة أربع وتسعين وسبعمائة كما رأيته بخطه ويتأيد بإثبات كونه كان في الخامسة سنة تسع وتسعين، وحينئذ فمن قال أنه في سنة ست وتسعين فقد أخطأ - بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن ومقدمة أبي الليث والكثير من المجمع، واسمع في الخامسة على ابن أبي المجد الصحيح وعلى التنوخي والعراقي والهيثمي ختمة وسمع علي الحلاوي كثيراً من مسند أحمد وعلي الهيثمي بعضه وعلى سارة ابنة التقي السبكي مشيخة ابن شاذان وغالب معجم أبيها، وأجاز له أبو حفص البالسي وابن قوام وفاطمة ابنة المنجا وفاطمة ابنة عبد الهادي وطائفة وتنزل في صوفية الجمالية بعد الصلاحية، ودخل الاسكندرية والصعيد، وتكسب بعمل السراسيج وجلس لذلك ببعض الحوانيت وصار وجيهاً بين أربابها سيما حين يقصده الطلبة ثم أعرض عنها ولزم التقي الشمني فحضر عنده بعض دروسه ثم بعنايته قرره الجمالي ناظر الخاص بالسبيل الذي جدده بنواحي المنية إلى أن رغب عنه بعد موته وصار يرتفق مع تصوفه ببر التقي له ثم بعده ببر الطلبة ونحوهم، وحدث بالبخاري غير مرة سمع منه الفضلاء وكذا حدث بغيره وصار بأخرة فريد الوقت وهو ممن سمعنا عليه قديماً ثم صار بأخرة يكثر التردد ويلازم حضور مجلس الإملاء غالباً، وكان خيراً قانعاً باليسير محباً للطلبة صبوراً عليهم متودداً إليهم حافظاً لنكت ونوادر وفوائد لطيفة ذا همة وجلادة على المشي مع تقدمه في السن لكونه فيما يظهر لم يتزوج إلا بعد الأربعين ومتع بمواته إلى أن مات في ليلة الخميس ثامن عشري ذي القعدة سنة أربع وثمانين وصلى عليه من الغد بمصلى باب النصر تقدم الناس في الصلاة الزيني زكريا وقد ناف عن التسعين ونزل الناس بموته في البخاري بالسماع المتصل درجة رحمه الله وإيانا.

أحمد بن عبد القادر بن محمد بن الفخر عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن البعلي الحنبلي ابن عم عبد الرحمن بن عبد الله الآتي. ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وسمع على المزي وأحمد بن علي الجزري الأول والثاني من حديث أبي نجيح وحدث سمع منه شيخنا وذكره في معجمه وابن خطيب الناصرية وكان لقيه له في سنة خمس عشرة وآخرون، وقال المقريزي في عقوده أنه توفي بعد سنة خمس عشرة.
أحمد بن عبد القادر بن محمد بن الشيخ مرتفع الشهاب النيربي الصالحي سمع من أبي حفص عمر بن محمد بن أبي بكر الشحطبي تابع حديث ابن عيينة رواية محمد بن عبد الله بن يزيد المقري أنابه الفخر وحدث سمع منه ابن موسى وشيخنا الأبي. وذكره شيخنا في معجمه وأنه أجاز لابنته رابعة.
أحمد بن عبد القوي بن محمد بن عبد القوي أحمد بن محمد بن علي بن معمر بن سليمان بن عبد العزيز بن أيوب بن علي الشهاب بن العلامة الولي أبي محمد البجائي الأصل المكي المالكي أخو القطب أبي الخير محمد ووالدهم المدعو يسر الآتيين ويعرف بابن عبد القوي. ولد في يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة سبع وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع من ابن صديق والزين المراغي ومحمد بن عبد الله البهنسي وأجاز له العراقي والهيثمي والشهاب الجوهري وآخرون، وحضر دروس أبيه والبساطي حين جاور بمكة، وتكسب بالشهادة ويقال أنه لم يحمد فيها وناب في حسبة مكة عن أبي البقاء بن الضياء، وحدث سمع منه الطلبة ورأيته بمكة فأنشدني من نظمه لفظاً:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

 

بطيبة حيث الطيبون نزول

وهل أرد الزرقاء رياً وأنثني

 

إلى روضة؟ الظل ثم ظليل

مات في عشاء ليلة السبت حادي عشر رجب سنة إحدى وستين بمكة وصلى عليه صبيحة الغد ودفن بالمعلاة سامحه الله.
أحمد بن عبد الكافي بن عبد الوهاب البليني - هكذا ذكره شيخنا في سنة ست وثمانمائة من أنبائه وهو سهو بمائة سنة سواء فوفقته سنة ست وسبعمائة مع أنه لم يذكره في الدرر.
أحمد بن عبد الكريم بن محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغني الشهاب بن النجم بن الشمس الدمشقي الصالحي الحنبلي المذكور أبوه وعماه أمين الدين محمد وشهاب الدين أحمد، ويعرف كسلفه بابن عبادة. كان كل من جده وأحد أولاده الشهاب حنبلياً وخالفه ولداه الآخران فتشفع الأمين وتحنف والد صاحب الترجمة ونشأ هذا خطيباً وولي قضاء الحنابلة بدمشق كجده وعمه الشهاب وذلك بعد صرف البرهان بن مفلح فدام قليلاً ثم صرف به أيضاً، وعرض له ضربان في رجليه فانقطع به مدة وسافر لمكة فجاور بها حتى مات في شعبان سنة إحدى وتسعين وكان معه ولده من ابنة ابن الدقاق وزوجه ابنة خاله محمد بن عيسى القاري.
أحمد بن عبد الكريم بن البشيري الموقع. سكن بقرب باب زيادة جامع الحاكم. مات في سابع عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وكان ممن يخالط الفضلاء بل سمع في النسائي الكبير بقراءة البقاعي على جماعة وتردد له.
أحمد بن عبد اللطيف بن أحمد بن جار الله بن زائد السنبسي - بمهملتين مكسورتين بينهما نون ثم موحدة مكسورة - المكي الشافعي الماضي جده والآتي شقيقه عبد العزيز. حفظ القرآن والمنهاج وغيره واشتغل في الفقه والعربية مع فهم وخير وعقل وانتفع بتربية خاله الشيخ أبي سعد الهاشمي، ومات في يوم الأربعاء ثاني عشري رمضان سنة خمس وستين بمكة ودفن بالمعلاة.
أحمد بن عبد اللطيف بن أبي بكر بن أحمد بن عمر الشهاب بن السراج الشرجي ثم الزبيدي الحنفي الآتي، قال شيخنا في أنبائه اشتغل كثيراً ومهر في العربية وكذا كان أبوه ودرس بالصالحية بزبيد، اجتمعت به وسمع علي شيئاً من الحديث وسمعت من فوائده. مات بحرض في سنة اثنتي عشرة عن أربعين سنة انتهى، وذكره الخزرجي في تاريخه في ترجمة والده وقال أنه أخذ عن أبيه وغيره وتفنن في الفقه والنحو والآداب ودأب وحصل كثيراً وكان حسن الخط جيد الضبط والنقل عارفاً ذكياً ناسكاً تقياً حافظاً مرضياً ساد في زمن الشباب.
أحمد بن عبد اللطيف بن علي الشريف الشهاب بن الكمال المحرنق. مات في يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين.

أحمد بن عبد اللطيف بن موسى بن عميرة - بالفتح - بن موسى بن صالح الشهاب أبو العباس بن السراج القرشي المخزومي اليبناوي - بضم التحتانية وسكون الموحة بعدها نون - ثم المكي الحنبلي نزيل صالحية دمشق والآتي أبوه وابن أخي االشهاب أحمد بن موسى المذكور في المكيين للفاسي وأنه توفي سنة تسعين وسبعمائة. ولد في ليلة الجمعة عشري ربيع الأول سنة سبع وثمانمائة بمكة نشأ بها فحفظ أربعي النووي والشاطبية ومختصر الخرقي والعمدة في الفقه أيضاً للشيخ موفق الدين والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك وعرضهما على جماعة من أهل مكة والقادمين إليها، وسمع على الزين المراغي وطائفة، وأجاز له غير واحد، وارتحل إلى دمشق بعد الثلاثين فقطنها مع تردده في بعض السنين إلى مكة وطلب بنفسه وسمع بالقاهرة ودمشق وحلب وغيرها ورافق ابن فهد وابن زريق والخيضري وغيرهم وقرأ وكتب الطباق وتميز ولازم الأستاذ أبا شعر وتفقه وأثنى عليه البرهان الحلبي ووصفه بالشيخ الفاضل المحدث وأنه سريع القراءة صحيحها وأنه قرأ عليه المحدث الفاضل وسنن ابن ماجه ومشيخة الفخر بن البخاري وغير ذلك، وكذا أثنى عليه ابن ناصر الدين وشيخنا وهو ممن أخذ عنهما أيضاً وقرأ على ابن الطحان سيرة ابن هشام، ووصفه المرداوي بالمحدث والمتقن. وقال غيره أنه نظم الشعر وحدث بشيء من شعره، وقال ابن فهد: وكان خيراً ديناً ساكناً منجمعاً. مات في أوائل رمضان سنة إحدى وأربعين بدمشق ودفن بالروضة بسفح قاسيون.
أحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشهاب أبو الخير بن الموفق الآتي ويعرف بابن موفق الدين والد بهاء الدين محمد. مولده في شوال سنة خمس وعشرين بالقاهرة وقرأ القرآن والعمدة والأربعين والمنهاج والملحة وغير ذلك وعرض على شيخنا والقاياتي والشرف السبكي وابن البلقيني وغيرهم بل سمع على شيخنا وكان يجيء إليهم السراج الوروري لإقرائه والشمس المالكي لتكتيبه، وحج وباشر بعد أبيه كتابة ديوان جيش الشام والأشراف ثم انفصل عن الأولى بالبدر بن الأنبابي وعن الثانية بتاج الدين بن قريميط أحد كتاب المماليك ثم صارت للبدري أبي البقاء بن الجيعان ولذلك كان كثير الإمداد له في حال انقطاعه حتى مات بعد تعلله مدة صبيحة يوم الثلاثاء رابع جمادى الأولى سنة ست وتسعين ودفن بتربته.
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني ويعرف بالحرضي. ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة، وسمع من الزينين أبي بكر المراغي والطبري والشمس الشامي وابن الجزري والجمال بن ظهيرة وأجاز له في سنة مولده التنوخي وابن الذهبي وابن العلائي وخلق، وتكسب بالشهادة وسجل على الحكام. مات سنة ست وعشرين بمكة. ذكره ابن فهد وغيره وكان حياً سنة اثنتين وأربعين.
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن زعرور - بالفتح - بن عبد الله بن أحمد بن أبي محلى المرداوي المقدسي الصالحي الحنبلي ويعرف بابن عبد الله وربما لقب زعرور ويقال أنه لقب جده أحمد. ولد في سنة خمس وستين وسبعمائة وسمع على أبي الهول الجزري النصف الثاني من عوالي أبي نعيم تخريج الضياء وحدث سمع منه ابن فهد وغيره. ومات.
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله الشهاب بن الجمال القلقشندي. يأتي في ابن علي بن أحمد بن عبد الله فالصواب في اسم أبيه علي.
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن محمد الشهاب بن الجمال بن الشهاب بن إمام الدين بن السيف بن الفخر أبي المحاسن بن القاضي الشمس القزويني ثم القاهري الحنفي النقيب والد محمد الآتي. قال شيخنا في أنبائه ولد سنة إحدى وستين وسبعمائة وكان حنفياً يستحضر كثيراً من الأحكام المتعلقة بمذهبه وباشر النقابة عند ابن الطرابلسي وولده مدة، ثم لما عزل بابن العديم اتصل هو بالجلال البلقيني فقرره نقيباً مضافاً لغيره وكان لا بأس به لولا مكر فيه ودهاء ورام الاستقرار بعده عند الولي العراقي فأبعده فلما صرف بابن البلقيني الأصغر خدمه إلى أن مات وذلك في ربيع الأول سنة ست وعشرين بعد ضعف شديد مدة.
أحمد بن عبد الله بن أحمد اليرتقي. في ابن محمد المريقي.

أحمد بن عبد الله بن أحمد الشهاب أبو العباس بن الجمال العقيلي الزيلعي اليماني الحنفي. راسلني وأنا بمكة بعد الثمانين يطلب الإجازة فكتبت له وذكرت فيها ما بلغني من أوصافه حسبما أثبته في التاريخ الكبير.
أحمد بن عبد الله بن أحمد الجزائري الرابطي. ذكره ابن عزم مجرداً.
أحمد بن عبد الله بن أحمد الدمشقي المقرئ شيخ الإقراء بدمشق في زمنه ويعرف بابن اللبان. مات بها في سنة إحدى وعشرين عن سن عالية وقد سمع كثيراً. قاله ابن أبي عذيبة ويحرر.
أحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن الأحمر. روي عن الميدومي، سمع منه شيخنا التقي أبو بكر القلقشندي نسخة إبراهيم بن سعد في سنة أربع وثمانمائة وحدثنا بها.

أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرح بن بدر بن عثمان بن كامل أو جابر بن ثعلب الشهاب أبو نعيم العامري الغزي ثم الدمشقي الشافعي والد الرضي محمد ويعرف بالغزي. ولد في ربيع الأول سنة سبعين وسبعمائة - وقال شيخنا في معجمه سنة ستين تقريباً وفي أنبائه سنة بضع وخمسين - بغزة ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه وفي كبره الحاوي وأخذ عن قاضيها العلاء علي بن خلف بن كامل وسمع عليه الصحيح أنابه الحجار ثم تحول إلى دمشق بعد الثمانين وهو فاضل فقطنها وأخذ بها عن الشرفين بلديه الغزي وابن الشريسي وقاضيها الشهاب أحمد الزهري الفقه وأصوله ومما أخذه عن الأخير المختصر ما بين قراءة وسماع وأذن له في الإفتاء سنة إحدى وسبعين وكذا أخذ عن البرهان الصنهاجي، ورحل إلى القدس فأخذ عن التقي القلقشندي، وبرع في الفقه وأصوله وشارك في غيرهما مع مذاكرة حسنة في الحديث ومتعلقاته، وناب في الحكم عن الشمس االأخنائي في آخر ولايته وعن غيره وولي نظر البيمارستان النوري وغيره فحمدت قوته وعفته وعين مدة للقضاء استقلالاً فلم يتم وولي إفتاء دار العدل والتدريس بعدة أماكن وتصدى للإقراء قديماً وجلس لذلك بالجامع في حياة مشايخه وأفتى وأعاد واشتهر وتفرد برياسة الفتوى بدمشق فلم يبق في أواخر عمره من يقاربه في رياسة الفقه إلا ابني نشوان بل لم يزل في ارتفاع حتى صار من مفاخر دمشق وأذكر أهلها للفقه وأصله، وكان يرجع إلى دين وعفة من صغره وكذا في القضاء مع علو همة ومروءة ومساعدة لمن يقصده وحسن عقيدة وسلامة باطن لكن مع عجلة فيه وحدة خلق، قال شيخنا وكان صديقنا النجم المرجاني يقرظه ويفرط فيه. ومن تصانيفه الحاوي الصغير في أربعة أسفار وشرح جمع الجوامع للتاج السبكي ومختصر المهمات للأسنوي في خمسة أسفار وأحسن فيه وغير ذلك وعمل شيئاً على رجال البخاري وكم لكل منهم فيه من الحديث. وحج من دمشق غير مرة وجاور بمكة ثلاث سنين متفرقة وكانت وفاته بها مبطوناً في ظهر يوم الخميس سادس شوال سنة اثنتين وعشرين وله اثنتان وستون سنة وصلى عليه في عصر يومه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بجوار قبر أبي الفضل النويري وجماعته، وقد ذكره شيخنا في معجمه باختصار وأنه أجاز لابنه محمد وتفرد برياسة الفتوى بدمشق ولذا قال في أنبائه مع بسط ترجمته قال وبلغني أن صديقه النجم المرجاني صاحبنا رآه في النوم فقال له ما فعل الله بك فتلا عليه "يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي - الآية" وقال العز عبد السلام كنا إذا جئنا درس الملكاوي ولم يجيء هو ولا يجيء القبابي نكون كالحدادين بلا فحم، وقال العلاء البخاري: بلغني صيته وأنا وراء النهر من أقصى بلاد العجم، وذكره التقي بن قاضي شهبة في طبقاته فقال أجزت له محبة سنة خمس وتسعين، وحج وجاور ثلاث مرات وناب في الحكم بعد الفتنة واستمر وباشر المرستان والجامع فانحط بسبب ذلك، وكان فصيحاً ذكياً جريئاً مقداماً وبديهته أحسن من رويته وطريقته جميلة باشر الحكم على أحسن وجه، واختصر التقي الفاسي ترجمته في ذيل التقييد وطولها في تاريخ مكة وقال فيه أنه سمع منه فوائد علمية كثيرة وحكايات مستحسنة وأنه أجاز له ورزق قبولاً عند نائب دمشق قال وولي نظر البيمارستان النوري والجامع الأموي وغير ذلك من الأنظار الكبار كوقف الحرمين والبرج والغاية وحمد في مباشرته لتنمية غلال ما ينظر فيه من الأوقاف وقلة طمعه في ذلك وعادى بسببها جماعة ممن له فيها استحقاق من القضاة والفقهاء وغيرهم وظهر عليهم في غير ما قضية، إلى أن قال وفي خلقه حدة وعادت عليه هذه الحدة بضرر في غير ما قضية وكان بأخرة عند حكام دمشق أعظم قدراً من كثير من قضاتها وفقهائها وإليه الإشارة فيما يعقد من المجالس وحكم بجرح غير واحد من القضاة بدمشق ومنع بعض المفتين والوعاظ وتم مراده، قال وتوجه من مكة في بعض مجاوراته إلى الطائف لزيارة ابن عباس وأقرأ بمكة المختصر الأصلي في حلقة حافلة بالفقهاء وكذا أقرأ غير ذلك وأذن فيها لغير واحد من طلبته بالإفتاء والتدريس. قلت وممن سمع منه ابن موسى وابي وروى لنا عنه وذكر بعضهم من تصانيفه اختصار تعليقة البرهان الفزاري على التنبيه ورتبها وأنه ابتدأ في شرحه للحاوي من البيوع فلما تم شرع في تكملته من أوله فوصل إلى التيمم ثم مات فشرع ابنه في تكملته وله منسك وشرح لمختصر ابن الحاجب بديع  ولكنه احترق في الفتنة وقطعة على المنهاج إلى الصلاة في مجلدين وكذا قطعة عن البيضاوي وعلى ألفية ابن مالك وعلى العمدة وفي أسماء البخاري وغير ذلك وكان يقول الحافظ أبو نعيم الأصبهاني قد شاركته في اسمه واسم أبيه فلا تكنوني إلا بكنيته، وهو في عقود المقريزي باختصار.
أحمد بن عبد الله بن بلال الفراش والوقاد بالحرم المكي وأخو محمد وإسحاق، الظن أنه عم أبي نار الزيت أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بلال. قاله ابن فهد.
أحمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله شهاب الدين أبو الفضل بن الجمال النابلسي الأصل القاهري المولد التاجر أبوه ويعرف باللفاف. قرأ علي بحضرة أبيه وغيره من حفظه من أول المنهاج إلى التيمم وسمع من لفظي المسلسل وأوائل الكتب الستة كل ذلك في سنة إحدى وتسعين بمنزلي وأجزت لهما.
أحمد بن عبد الله بن حسن بن أبي بكر العامري الحرضي اليماني ممن أخذ عني بمكة في ذي الحجة سنة أربع وتسعين.
أحمد بن عبد الله بن الحسن بن طوغان بن عبد الله الشهاب الأوحدي - نسبة لبيبرس الأوحدي نائب القلعة لكون جده لما قدم من بلاد الشرق سنة عشر وسبعمائة اتصل بخدمته وناب عنه بالقلعة فشهر به - القاهري المقرئ الشافعي الأديب المؤرخ. ولد في المحرم سنة إحدى وستين وسبعمائة وتلا بالسبع بل بالأربع عشرة على التقي البغدادي وكذا لازم الفخر البلبيسي الإمام في ذلك اثنتي عشرة سنة، وسمع الحديث وطاف على الشيوخ الحراوي وجويرية ثم ابن الشيخة وغيرهم وقرأ التيسير للداني على السوداوي، ورافق شيخنا في بعض ذلك وكتب بخطه وبرع في القراءات والأدب وجمع مجاميع واعتنى بالتاريخ وكان لهجاً به وكتب مسودة كبيرة لخطط مصر والقاهرة تعب فيها وأفاد وأجاد وبيض بعضها فبيضها التقي المقريزي ونسبها لنفسه مع زيادات، وله نظم كثير قال شيخنا سمعت من نظمه وفوائده وأنشد عنه قوله:

إني إذا ما نابني أمر نـفـى تـلـذذي

 

واشتد منه جزعي وجهت وجهي للذي

قال وكتب عنه رفيقنا الصلاح الأقفهسي:

أغيد زاد فـي تـبـاعـده

 

عني فسقمي لأجله حاصل

مذ دام لي هاجراً بلا سبب

 

ما زلت حتى عملته واصل

ونظمه سائر ومنه:

رب قد ضاقت المسالك طراً

 

واعتراني هم براني ضـرا

فأجرني من الهموم وهب لي

 

يا إلهي من عسر أمري يسرا

وكان بزي الأجناد قليل ذات اليد. مات في تاسع عشري جمادى الأولى سنة إحدى عشرة. ذكره شيخنا في معجمه وأنبائه وأثبت ابن الجزري في ترجمة الفخر البلبيسي من طبقات القراء له قراءة هذا عليه وكذا قرأت بخطه أنه يروي عن زينب ابنة محمد بن عثمان بن عبد الرحمن السكري ابنة العصيدة وفي ترجمته من عقود المقريزي فوائد واعترف بانتفاعه بمسوداته في الخطط وأنه ناوله ديوان شعره قال وكان ضابطاً متقناً ذاكراً لكثير من القراءات وتوجيهها وعللها حافظاً لكثير من التاريخ سيما أخبار المصريين فإنه لا يكاد يشذ عنه من أخبار ملوكها وخلفائها وأمرائها وقلع حروبها وخطط دورها وتراجمع أعيانها إلا اليسير مع معرفة النحو والعروض والنظم الحسن والحفظ في الفقه لمذهب الشافعي وكثرة التعصب للدولة التركية والمحبة لطريق الله، إلى آخر كلامه عفا الله عنهما.
أحمد بن عبد الله بن الحسن بن عطية بن محمد بن المؤيد الزيدي. توفي محرماً ملبياً في ليلة الخميس رابع ذي الحجة سنة سبع ودفن بالمعلاة. قاله التقي الفاسي في تاريخ مكة.
أحمد بن عبد الله بن حسن الشهاب البوصيري المصري الشافعي. قال شيخنا في معجمه وأنبائه تفقه ولازم الولوي الملوي وبرع في الفنون ودرس مدة وأفاد وتعانى التصوف وتكلم على مصطلح المتأخرين فيه، حضرت دروسه وكان ذكياً صاحب فنون لكنه غير متثبت في النقل ولازم عبد الله الحجاجي المجذوب إلى أن مات في جمادى الأولى سنة خمس، وذكره المقريزي في عقوده باختصار وأنه خدم الشيخ عبد الله الحجاجي المجذوب.

أحمد بن عبد الله بن خلف بن أبي بكر بن محمد الشهاب الشبراوي ثم القاهري الشافعي إمام الشرابسية. سمع على المؤرخ ناصر الدين بن الفرات في ذي القعدة سنة ست وتسعين ختم الشفا أخذ عنه ابن فهد وأجاز. مات في يوم الخميس خامس صفر، وأرخه بعضهم بربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ودفن من يومه.
أحمد بن عبد الله بن رشيد الشهاب السلمي الحجازي الحنفي الضرير. سمع عليه المجد إمام الصرغتمشية في سنة أربع وتسعين الختم من الدارقطني وجزء الغطريف. وكتبته هنا حدساً وإلا فما وقفت له على ترجمة.
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن عبد المحسن بن جمال الثناء شهاب الدين بن أمين الدين البصري الأصل المكي الشافعي شقيق العفيف عبد الله الآتي والشهاب أكبرهما. اشتغل وسمع عن التقي بن فهد وغيره وسافر لبر سواكن قريباً من سنة سبعين وانتفع به أهل تلك النواحي في إدخاله في قضاياهم ونحوها شبه القاضي، وهو الآن سنة ثلاث وتسعين في قيد الحياة.
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الشهاب العلوي الزبيدي أخو الشرف إسماعيل الوزير الآتي. قتله الظاهر صاحب اليمن وأخو الناصر لكونه رأى زوجة أخيه المذكور فأعجبه جمالها فأمره بطلاقها وضيق عليه حتى فعل وما وسعه بعد دخوله بها إلا الفرار إلى مكة رجاء إزالة قهره وألمه فلما بلغ الظاهر ذلك قتل أخاه ونهب بيوتهما وأزل نعمتهم وذلك في سنة ثلاث وثلاثين.
أحمد بن عبد الله بن عبد الغفار الأشموني. ممن سمع مني بالقاهرة.
أحمد بن عبد الله بن عبد القادر بن عبد الحق بن عبد القادر الحكيم بن محمد بن عبد السلام نور الدين أبو الفتوح بن الجلال أبي الكرم بن أبي الفتوح بن أبي الخير الطاوسي - نسبة لطاوس الحرمين - الأبرقوهي الأصل الشيرازي الشافعي والد القطب محمد وابن أخي الظهير عبد الرحمن الآتي هو وأبوه من بيت كبير لهم شهرة وجلالة بشيراز ذكرت في تاريخي الكبير فهم جملة ولد تقريباً في سنة تسعين وسبعمائة وتلا القرآن بعدما تعلمه من أدباء مجودين لعاصم على أبيه وسمع الكثير منه بالعشر على ابن الجزري وكذا قرأ القرآن ومقدمات العلوم على الظهير عبد اللطيف البكري وأخذ في مبادئ العلوم أيضاً عن التاج محمود الفاروثي والشهاب داود اللاري والفخر أحمد الشيفكي والكمال محمود الخوارزمي ولازم الثاني كثيراً في الكافيتين وشروحهما وشرح الشمسية في المنطق بل وبعض الكشاف والثالث في كافية النحو والريحانية في الصرف وشرحهما لكل من السد ركن الدين والتفتازاني والرابع شرح الشمسية للقطب وأخذ الحاوي وشرحه للقونوي والمنهاج الأصلي وشرحه للأسنوي عن الجمال محمود بن أبي الفتح السرسنائي والكثير من شرح المواقف عن مؤلفه الصدر الأصبهاني وجملة من المطول والمختصر وغيرهما عن السيد الجرجاني مع حاشية على أولهما وشرحه لمفتاح السكاكي وعن الركن الخوافي شرحه للمختصر الأصلي والمواقف للأيجي وعن الشمس التستري المطول في آخرين في هذه العلوم وغيرها، وتفنن وبرع وأذن له غير واحد من الأكابر كالركن الخوافي، واعتنى بالرواية وارتحل بسببها - ولكن ما أظنه دخل مصر والشام - وحصل منها جانباً بحيث زاحمت شيوخه سماعاً وإجازة المائتين ولم يتوقف في الأخذ عن أقرانه بل ومن دونهم وأفرد له مشيخة طالعتها وفيها الكثير مما ينتقد وفيهم عمه محمد بن عبد القادر الآتي وفيها أن من تصانيفه خزانة الآلي في الأحاديث العوالي ونشر الفضائل في ترجمة رجال الشمائل وتنقيح الحاوي في الفقه وتحقيق التنقيح ورسائل وغيرها كالذي كتبه على الكافية وهو بالفارسية جمع فيه أكثر ما في شروحهما حتى شرح النجم الرضي، وبالجملة فهو من نوادر تلك النواحي وقد لقيه صاحبنا السيد العلائ الأيجي فلبس منه الخرقة وسمع منه بعض الأحاديث وقال لي أنه كان عالماً صنف في الفقه وغيره وأخذ عنه الأجلاء. ومات وقد عمر قريباً من سنة إحدى وسبعين ومن شيوخه بالسماع عماه عبد الرحمن ومحمد والجنيد البلياني وابن الجزري والمجد الفيروزابادي والسيد نور الدين الأيجي والشرف الجرهي وسعد الدين المصري، وأما بالإجازة فكثير كالجمال أبي الفضل محمد بن علي النويري وممن قبلهم كان ابن صديق أجاز له في سنة ست وثمانمائة.

أحمد بن عبد الله بن محمد الشهاب المنهلي ثم القاهري الأزهري الشافعي. ولد بمنا وهلة بالقرب من منوف سنة عشرين وثمانمائة تقريباً واتقل منها هو وأبوه وآله فقطن القاهرة وجاور بالأزهر فحفظ القرآن وجوده على جماعة أجلهم إمامة النور البلبيسي وقرأ ببعض الروايات على الزين جعفر السنهوري وكذا حفظ المنهاج ولازم العبادي في الفقه في أكثر من عشرين سنة كان القارئ فيها في التقاسيم واشتغل في النحو على السنهوري والجوجري وفي الفرائض على السيد على تلميذ ابن المجدي وفي الأصول عن الإمامي وسمع على شيخنا النسائي الكبير أو جله وتميز في الفقه والفرائض وأقرأ فيه الطلبة وهو أجل قراء الصفة بالباسطية طيب النغمة وارتفق في معيشته بتعليم بني واقفها ثم التاجي بن عبد الغني بن الجيعان، وحج وجاور كثيراً واستقر في مشيخة الرواق بعد الشمس الخالدي وهو إنسان خير متواضع.
أحمد بن عبد الله بن علي بن إبراهيم الحيري الأصل المدني الشافعي أحد الفراشين هو وأبوه بالحرم المدني. قرأ علي في مجاورتي بها أربعي النووي ثم قدم وأبوه القاهرة فاجتمعا في آخر سنة إحدى وتسعين.
أحمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن نصر الله بن أحمد الشهاب بن الجمال بن العلائي الكناني العسقلاني الأصل القاهري الحنبلي الآتي أبوه وكان يعرف بابن الجندي. ولد في أواخر سنة ثمانمائة أو في التي بعدها بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والتسهيل في الفقه وسمع على والده فأكثر وعلى الشهاب الطريني وابن الكويك وصالحة التركمانية في آخرين، وأجاز له الزين المراغي والجمال بن ظهيرة وطائفة كعائشة ابنة ابن عبد الهادي، وحج وسافر إلى دمياط وزار القدس والخليل وارتزق مدة بالسمسرة في الكتب وتقدم من أهلها لمعرفته بل لأصله ثم تركها بعد ولاية ابن عمه العز قضاء الحنابلة وجلس مع الحنابلة بباب الصالحية فتكسب بالشهادة مع جهات باسمه كالتصوف بالأشرفية، وحدث باليسير سمع منه الفضلاء أخذت عنه، ومات بعد أن ورث العز وغيره وكونه لم يحصل على طائل في ليلة الثامن من شوال سنة إحدى وثمانين وصلى عليه من الغد ثم دفن رحمه الله وعفا عنه.
أحمد بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن محمد بن حسن العجمي ويعرف بالصرفي نزيل مكة. مات بها في يوم الجمعة حادي عشر ربيع الآخر سنة إحدى وستين. أرخه ابن فهد ووصفه بالشيخ.
أحمد بن عبد الله بن عمر السرسي ثم القاهري المالكي نزيل الصحراء. ممن لازمني في الرواية والدراية واشتغل يسيراً ثم تكسب بالتعليم لفقره وضرورته.
أحمد بن عبد الله بن فرح المكي الشهير بالأقباعي. حفظ القرآن وكان شيخ حلقة السبع بالمسجد وتكسب بالسمسرة وكان لا بأس به مقلاً لكونه سافر إلى كنباية فارتاش بحيث اشترى بمكة بعد عوده داراً واستمر بها حتى مات في ربيع الأول سنة خمس وخمسين.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن لاجين الشهاب بن الجمال الرشيدي القاهري الشافعي أخو الشمس محمد الآتي وأبوهما وعمهما. ولد تقريباً سنة سبعين وسبعمائة واعتنى به أبوه فأسمعه الكثير على ابن حاتم وأبي اليمن بن الكويك وعزيز الدين المليجي وابن الفصيح وابن الشيخة والتنوخي في آخرين وأجاز له ابن الحافظ العلاء وابن الذهبي وجماعة وحدث سمع من الفضلاء، وكان خيراً. مات في يوم الأحد ثامن عشر شعبان سنة أربع وأربعين بالقاهرة رحمه الله.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم السخاوي ثم البلقيني نزيل القاهرة ثم مكة ويعرف بالشاذلي. ولد بسخا وقدم مع أبيه إلى بلقينة ثم بمفرده إلى القاهرة فلازم الشيخ محمد الحنفي سنين ثم تحول إلى مكة فقدمها في سنة إحدى وهو ابن ثماني عشرة سنة فقطنها حتى مات في شوال سنة سبع وأربعين، وكان خيراً يخطب بوادي المبارك من نخله وله سماع في المنسك الكبير لابن جماعة على الشهاب المرشدي.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد الرومي الآتي أخوه محمد وأبوهما. كان تارة يجلس مع أخيه شاهداً وتارة تاجراً في الشرب ونحوه وهو خير من أخيه بكثير. مات بعيد الثمانين تقريباً.

أحمد بن عبد الله بن محمد بن داود بن عمرو بن علي بن عبد الدائم الشهاب أبو العباس الكناني الأصل المجدلي المقدسي الشافعي الواعظ ويعرف بأبي العباس القدسي. ولد كما أخبرني به في سنة تسع وثمانمائة - وكذا نقله غيري عنه وأنه في أوائلها وزعم البقاعي أنه أخبره بأنه في حدود سنة خمس عشرة فالله أعلم - بالمجدل ونشأ به فقرأ القرآن عند بلديه عبد الله بن خلد وصلى به وتلاه تجويداً على الشمس محمد بن موسى المعروف بابن أبي بيض والجمال محمود بن حنون القاضي المجدليين، وحفظ المنهاج وجمع الجوامع وألفية ابن مالك وتصريف العزي والجمل للخونجي في المنطق والياسمينية في الجبر والمقابلة والنخبة لشيخنا وغيرها، وعرض على جماعة وأول ما انتقل من بلده إلى غزة ثم إلى الرملة ثم إلى بيت المقدس ثم إلى الشام ثم إلى القاهرة ومكة وجاور بها في سنة أربع وأربعين ولزم الاشتغال في كل منها بالفقه والأصلين والعربية والفرائض والحساب والعروض وأول ما تخرج بالشهاب أحمد بن عامر المعروف بكتانة وابن أبي بيض المذكور والبرهان إبراهيم بن رمضان البصير، ولقي بدمشق العلاء البخاري وسمع كلامه وجلس بحلقته وراءها، وجل انتفاعه في الفنون بأبي القسم النويري ومن ذلك العربية وكذا أخذها عن العلاء القابوني وناصر الدين الإياسي الحنفي وأخذ عن رسلان ولازمه في الفقه وأصوله والنحو واللغة والحديث وهو الآمر له بالوعظ والفقه عن ماهر والعز القدسي والتقيين ابن قاضي شهبة والحريري والشهاب بن المحمرة والعلم البلقيني والشرف السبكي والجمال الأمشاطي وعليه قرأ العروض أيضاً والقاياتي والونائي وعظمت ملازمته لهما في الفقه والعربية والأصلين وغيرها والشمس المالكي نسباً الشافعي مذهباً وعنه أخذ اليامسينية وكثيراً من بهجة الحاوي في آخرين منهم القاضي شمس الدين الأعسر وولي الله الشهاب بن عايد والشمس القباقبي وعليه سمع بعض مصنفه في القراءات الأربعة عشر والعبادي وأبي الأسباط الرملي والشمس المكيني، وبعضهم في الأخذ أكثر من بعض، وممن أخذ عنه الأصل وغيره من الفنون والعماد بن شرف والحديث التاج بن الغرابيلي وشيخنا أكثر من ملازمته وحضور مجالسه في الإملاء وغيره، وكذا سمع الحديث على الزين بن عياش بمكة بل وتلا عليه لأبي عمرو، وأبي الفتح المراغي والمحب بن نصر الله البغدادي والبساطي والزين الزركشي والقبابي والتدمري والعز القدسي والسعد بن الديري وعائشة الحنبلية في آخرين حتى أنه أخذ عن غالب مشايخ العصر في مصر والشام ومكة وغيرها وتردد لمن دب ودرج، وأجاز له العز بن الفرات وجماعة ولقي بمكة أيضاً الشيخ محمد الكيلاني المقري، وجد في التحصيل حتى برع وأذن له في التدريس والإفتاء القاياتي والونائي وابن قاضي شهبة والبلقيني والعبادي وآخرون ورأيت إذن القاياتي له بالإقراء ووصفه بالمولى الإمام الفاضل الكامل سلالة الأماثل ونجل الأفاضل الشيخ العلامة وأنه قرأ عليه الربع الأول من الحاوي وكذا من الوصايا إلى النكاح ومن العدد إلى آخره ومن المنهاج من البيع قطعة وافرة متوالية وبقراءة غيره من كل من باقي أرباعه كأنه في التقسيم وبقراءته الكثير من جمع الجوامع كل ذلك بحثاً وتحقيقاً ونظراً، وولي الإعادة بالصلاحية ببيت المقدس والتصدير في المسجد الأقصى وتصدى لنفع الطلبة، وناب بأخرة عن العلم البلقيني وجلس ببعض الحوانيت بعناية الولوي البلقيني فإنه كان ممن اختص به وقتاً وراج أمره عليه ولكن ما تحصل في القضاء على طائل، وعقد مجلس الوعظ قديماً من سنة ست وثلاثين وساد فيه وتمول منه جداً وتخطى الناس فيه لكونه غاية في الذكاء وسرعة الحفظ بحيث سمعته يحكي أنه حفظ نحو خمسين سطراً من صحاح الجوهري بحضرة السفطي من مرتين أو ثلاثة مستحضراً لكثير من التفسير والحديث والفقه وأصوله والعربية حافظاً لجمل مستكثراً من الأشعار القديمة وغيرها وكذا الحكايات والنوادر في ذلك كله ومجالسه في الوعظ نهاية ولو تحرى الصدق لكان نسيج وحده في معناه إلا أنه ينسب إلى مجازفة في القول والفعل بحيث يحصل التوقف في أكثر ما يبديه مع دهاء وملق وقدرة على استجلاب الخواطر وإلفات الناس إلى جانبه مع أنه ليس عليه رونق العلماء ولا أئمة الوعاظ، وقد ترجمه الشهاب بن أبي عذيبة فبالغ ووصفه بشيخنا الشيخ الإمام العلامة الواعظ المفتي المدرس معيد  الصلاحية وإمام أهل الوعظ بلا منازع من مدة متطاولة وكتب عليها البرهان الأنصاري والشهاب العميري وغيرهما من أهل بيت المقدس إن الأمر فوق ما ذكر؛ بل كان العز القدسي يبالغ في إطرائه ويقول أنه لم يصعد كرسي الوعظ بعد الزين القرشي مثله، قال ابن أبي عذيبة ومع ذلك فلم ينصفه لأنه أحفظ من الزين بكثير قال ولقد قال العز أيضاً أنه أحفظ من ابن تيمية مع ما انضم إليه من معرفة الحديث وتمييز صحيحه من ضعيفه إلى غير ذلك من فنونه وقيل إن البلاطنسي كان كثير المحبة والثناء عليه وكذا غالب أهل دمشق حتى أنه عرض عليه قضاء بعض بلادها فامتنع، وأما شيخنا فإنه أورد له حادثة في تاريخه مؤذنة بإجلاله وقال أنه اشتغل كثيراً بالقدس وفيه فرط ذكاء وتعانى الكلام على العامة فمهر في ذلك واجتمع عليه خلق كثير ونقل عن أبي البقاء بن الضياء الحنفي المكي أنه من الفضلاء الأذكياء انتفع به الناس واشتغل عليه الطلبة وكتب على الفتوي ووعظ بالمسجد فاجتمع عليه العوام وبعض الخواص انتهى. وإلى هذه الكائنة أو غيرها أشار ابن أبي عذيبة فقال وجرت له محنة بسبب الوعظ افتراء عليه فنصره الله بقيام أهل الحق معه. قلت بل جرت له حوادث وخطوب أشنعها كائنته مع عشيره وصديقه البقاعي التي أوردتها في سيرته المفردة ومحصلها حكاية التفاعل من الجنبين والمقاهرة بأخذ مال كثير كان مودعاً لصاحب الترجمة عند الآخر فجحده إياه واتفقت قضايا قبيحة من الطرفين أنزه قلمي عن المرور عليها وآل الأمر إلى وزن البقاعي بعد ما رغب عن شيء من وظائفه ليمنع عنه ظن صدقه في دعواه أكثر المال المدعى به وأشهد كل منهما على نفسه بالبراءة من المال والعرض وصار كل منهما بهذه الحادثة مثلة لكن صار البقاعي يسلى نفسه بقوله أما المال فلا يظن بي أخذه وأما التفاعل فأكبر ما فيه أن يقال رام شخص فعلاً ففعل فيه مثله وأقبح، وبواسطة هذه الحكاية أكثر من التردد للدوادار الكبير يشبك الفقيه والزيني كاتب السر وعقد مجلس الوعظ عند كل منهما واغتبطا به وما نهض الغريم إلى بلوغ أربه والله أعلم بحقيقة أمرهما والجنسية علة الضم، هذا وقد كتب البقاعي عنه جوابه عن لغز ابن الوردي بل كتب عنه من نظم ولده وشيخه ابن رسلان والمحب بن الشحنة وغيرهم واعتمده في أشياء أثبتها ووضع ترجمته في شيوخه؛ وآل أمره إلى أن تعلل من يده من وقعة في الحمام كسرت منها رجله فيما قيل ثم مات في ليلة الأربعاء سادس عشري جمادى الثانية سنة سبعين ودفن من الغد بالقرافة الصغرى في تربة يشبك الدوادار وتجاذب كل من إبراهيم الجبرتي وسميه البقاعي الدعوي بأن موته من كرامته لسبق خصومة قريبة بينه وبين الجبرتي أيضاً وقد لقيت أبا العباس كثيراً وكان يكثر المجيء إلي خصوصاً بعد كائنته المشار إليه وقرأ علي بمجلس العلاء الصابوني ديباجة بعض تصانيفه واستجازني بروايته مع سائر ما صنفته ورويته ولما اجتزت بالمجدل اجتمع بي وأوقفني على شرح كتبه على منظومة لأبي الفتح السبكي في تعداد الخلفاء وذيلها الشهاب بن أبي عذيبة وهو في نحو عشرة كراريس وأنشدني أشعاراً زعم أنها نظمه وليس بمدفوع عن كل هذا والله أعلم ومن ذلك ما ذكر أنه جوابه عن لغز ابن الوردي وهو:

عندي سؤال حسن مستظرف

 

فرع على أصلين قد تفرعا

قابض شيء برضا مالكـه

 

ويضمن القيمة والمثل معا

فقال:

خذ الجواب نظم در مبدعا

 

بالحسن هذا محسن تبرعا

أعار صيداً من حلال ثم إذ

 

ا حرم ذا أتلفه فاجتمعـا

ومما أنشده ملغزاً في حر وكتبه عنه ابن أبي عذيبة أبيات تزيد على عشرين أولها:

سألتك يا خير الأنام بأسـرهـم

 

عن اسم ثلاثي بنظم مسـطـر

عليه مدار النصف من دين أحمد

 

عليه صلاة الله والآل تعطـر

أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بلال الوقاد بالمسجد المكي ويعرف بقار الزيت وقد ينسب لجده بلال. مات بمكة في جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن أبو العباس الناشري اليماني. كان فقيهاً فاضلاً كريماً قرأ الحديث على والده واشتغل في بدايته بالعلم بجامع المهجم وغيره. وتزوج ابنة عم له ثم بان بأن بنيهما رضاعاً فحجبت عنه مع مزيد حبه لها وكاد يموت بل كان ذلك في سنة أربع وعشرين بعد موتها قبله.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله السيد الشهاب بن الجلال الحسني التبريزي الشافعي أخو محمد الآتي وخال العلاء محمد بن العفيف محمد الآتي أيضاً سمع من أخيه المذكور بعض ما زعم أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وكذا سمع منه البردة. مات.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي الشهاب بن العفيف اليمني العدني المكي كان أبوه من أعيان التجار بعدن بولد له صاحب الترجمة بها ثم انتقل مع أبيه إلى مكة وأقام بها معه وبعده نحو أربعين سنة إلا أنه ربما سافر في بعض السنين إلى اليمن لحاجة ثم يعود إلى أن توجه إليها مرة فأدركه الأجل بجدة في جمادى الأولى سنة عشرين فحمل إلى مكة فدفن بالمعلاة وكان تعانى الزراعة بعد موت والده فيما خلفه له ولأخوته من الأراضي والسقايات بأرض نافع من وادي نخلة، وما مات حتى باع نصيبه في ذلك وغيره وكان ينطوي على خير ومروءة، وصاهر الجمال موسى بن البدر بن جميع على ابنته وكان له ولد اسمه محمد ويلقب بالجمال توفي قبله بمكة في سنة سبع عشرة. ذكره الفاسي.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي الشهاب القليجي القاهري الحنفي. ولد في ثامن عشري ذي القعدة سنة تسع وعشرين وثماني مائة وحفظ القرآن والكنز واشتغل على ابن الديري والشمني والزين قاسم وكذا حضر دروس ابن الهمام والعز عبد السلام البغدادي وأخذ أيضاً عن البرهان الهندي والأبدي والتقي الحصني والشهاب الخواص وسمع على شيخنا وغيره وتعانى الأدب وتميز وشارك في الفضائل واستقر في موقعي الدست وناب في القضاء في سنة ثلاث وخمسين عن شيخه ابن الديري فمن بعده وقرأه عليه العلم الزواوي وقال لي أنه بارع فيه بدون تكلف فإنه أتقن أصله مع مؤلفه ولكنه مزري الهيئة غير متصون، ومن نظمه إجابة لمن سأله إجازة قول القائل:

هذا صباح وصـبـوح فـمـا

 

عذرك في ترك صباح الصباح

فقال:

تمنع الحب وفقد الـنـدى

 

وخوف واش ورقيب ولاح

وله أيضاً:

لقد ضرني من كنت أرجو به نفعا

 

وقد ساءني أفعاله خلتها أفـعـى

إذا ما بدا لي ضاحكاً زدت خـيفة

 

وفي ضحك الأفعى لا تأمن اللسعا

وقوله:

عودتني منك الجميل تكـرمـا

 

فعن المكارم لا أعود محـيرا

فامنن به مجرى عوائد فضلكم

 

فالقطر أحسن ما يكون مكررا

أحمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى ولي الدين بن الجمال القاهري الشافعي الآتي أبوه وولده التقي محمد ويعرف بابن الزيتوني. ولد في صبيحة يوم الأحد سابع عشر ربيع الآخر سنة عشر وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشمس بن الخص وبعضه عند صهره الفخر عثمان القمني وصلى به والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك وعرض على الجمال والشمس البساطيين والجمال عبد الله السملاي المالكيين في آخرين، وأخذ في الفقه عن أبيه والبرهان بن حجاج الأبناسي والجمال يوسف الأمشاطي والشرف السبكي والشمسين الحجازي والونائي في آخرين وعن أوليهما والحناوي والجمال بن هشام أخذ العربية، وأملى عليه الحناوي على مقدمته فيها تعليقاً عزم صاحب الترجمة على تبييضه ولازم ابن خضر والشنشي في الفقه والعربية والأصول وغيرها وكذا قرأ في الأصول والعربية على الولوي السنباطي وسمع عليه وعلى الحناوي والنور بن القيم وشيخنا، وأكثر من التردد إليه وأسمع ولده معه عليه وحضر مجالس السعد بن الديري في التفسير وغيره وخطب بجامع الطواشي وغيره بل تصدر عقب والده ببعض الأماكن وتكسب بالشهادة وكان قد تدرب فيها بأبيه بحيث كان يزبره إذا اقتصر على عبارة واحدة فيما يتكرر له ويقول له تسلك مسلك لعوام في التقيد بالألفاظ ليكون ذلك حثاً منه على تنوع العبارات في المعنى الواحد، وقد حج وباشر النقابة عند المناوي ثم عند البدر البلقيني وراج أمره فيها وكذا جلس للتوقيع بباب الحسام بن حريز ثم أصيب بالفالج وانقطع مدة تزيد على عشر سنين مديماً للتلاوة فيما بلغني إلى أن مات في ليلة السبت ثامن ربيع الثاني سنة تسعين ودفن من الغد بحوش سعيد السعداء وكان عاقلاً متواضعاً كثير التودد حسن الهيئة حلو الكلام بعيد الغور متميزاً في صناعة الشروط مشاركاً معروفاً بصحبة بيت ابن الأشقر رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر بن عبد الخالق بن خليل بن مقلد بن سالم بن جابر محيي الدين أبو اليسر بن التقي بن النور أبي البركات بن أبي المعالي بن الشرف بن العفيف الأنصاري الدمشقي الشافعي نزيل الصالحية ويعرف بابن الصائع وهو بكنيته أشهر، ولد في العشر الأخير من جمادى الآولى أو الآخرة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة وأحضر على الشهاب أحمد بن علي الجزري وأسمع على أبي عبد الله بن الخباز وأجاز له محمد بن عمر السلاوي وداود بن سليمان خطيب بيت الأبار والشمس بن النقيب وسمع من الحافظ المزي والتقي السبكي والجمال إبراهيم بن الشهاب محمود ومن ابن الوردي البهجة من نظمه وغير ذلك وكذا سمع من أبي الفرج بن عبد الهادي وعبد الرحمن بن أحمد المرداوي والوادياشي وزينب ابنة الكمال وعبد القادر بن القرشية؛ وأكثر ذلك بعناية أبيه فأكثر وتفرد بأشياء سمعها واشتغل قليلاً وطلب بنفسه وقرأ على محمد بن أبي بكر بن خليل الإعزازي والصلاح بن أبي عمر مفترقين مشيخة الفخر وكتب الطباق وتخرج قليلاً بابن سعد، وكان حسن المذاكرة ولكنه لم ينجب كما أنه يحب التواريخ والآداب ولكن لم يكن يدرك الوزن. قاله شيخنا في معجمه وحكى ما يشهد لذلك وقال إنه قرأ عليه وكتب عنه أبياتاً لابن الوردي وكان عسراً في التحديث وأجاز لابنته وروى لنا عنه مجير الدين الذهبي وشعبان العسقلاني وآخرون، مات في رمضان سنة سبع؛ وذكره المقريزي في عقوده بحذف محمد الثالث.

أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد الشهاب الأموي الدمشقي المالكي. نشأ بدمشق فتعاطى الشهادة وكتب جيداً وخدم البرهان التادلي ثم ولي قضاء طرابلس ثم دمشق في سنة خمس وثمانمائة نحو ثلاثة أشهر ثم صرف ثم أعيد في التي بعدها فامتنع النائب من إمضاء ولايته ثم أعيد من قبل شيخ سنة اثنتي عشرة وانفصل بعد أربعة أشهر وهرب مع شيخ إلى بلاد الروم وقاسى شدة فلما تسلطن شيخ ولاه قضاء الديار المصرية في ثامن عشر ربيع الآخر سنة ست عشرة بعد عزل الشمس محمد المدني مع كراهية شيخ له ويسميه الساحر ولكن كان ذلك بعناية بعض أهل الدولة ولم يتم له سنة حتى صرف في ثاني عشر رمضان من التي تليها بالجمال عبد الله الأقفهسي ثم ولي قضاء الشام في سنة إحدى وعشرين فأقام به نحو أربعة أشهر وصرف ثم أعيد في جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين واستمر حتى مات في ليلة الثلاثاء حادي عشر صفر سنة ست وثلاثين لكون الأشرف كان يعتقده فإنه بشره وهو في السجن بالسلطنة فلما تسلطن اتفق أنه كان حينئذ قاضياً فاستمر به ولم يسمع فيه كلاماً لأحد مع شهرته بسوء السيرة ومزيد الجهل والتجاهر بالرشوة حتى حصل من ذلك مالاً جزيلاً تمزق بعده عفا الله عنه، ذكره شيخنا في أنبائه ورفع الأصر.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد الصدر أبو المعالي بن الجمال أبي محمد بن الشرف بن ناصر الدين المقدادي البهوتي ثم القاهري الحنفي، مات في أواخر ربيع الآخر سنة أربع وثمانين بعد أن توعك مدة وكان ينتمي للمحب بن الأشقر وللعضدي الصيرامي بل كان يزعم أنه من جماعة والده النظام وأنه كان هو ووالده ممن ينوب عن قضاة الحنفية. وقد كتب في التوقيع وسمع ختم البخاري في الظاهرية وتردد إلى الأكابر وكان يحكي من أحوال ذاك الدور الكثير وربما استقل ولم يصدق ثم بعد انقضاء تلك الحلبة انعزل سامحه الله وإيانا.
أحمد بن عبد الله بن محمد الشهاب الردماني اليماني. ممن سمع مني بمكة.
أحمد بن الجمال عبد الله بن محمد الششتري المدني. ممن سمع على الزين المراغي في سنة خمس عشرة وكتب قصيدة ابن عياش في القراءات الثلاثة في سنة ثلاث وثلاثين.
أحمد بن عبد الله بن محمد الشهاب الطلياوي الأزهري الشافعي المقرئ. سمع على ابن الكويك والكمال بن خير والولي العراقي والفوي والطبقة ويقال أنه أخذ القراءات عن الفخر البلبيسي إمام الأزهر وتلا عليه لأبي عمرو الشهاب السجيني الفرضي ولغالب السبع إفراداً وجمعاً جعفر السنهوري وكان يقرئ الأطفال وانتفع به جماعة في ذلك أجاز ومات في أحمد بن عبد الله بن محمد الشهاب القلعي المصري الحنبلي نزيل مكة ويعرف بشيخ المنبر. قطن مكة وتردد منها مراراً إلى القاهرة ودمشق وتنزل في الشيخونية وخالط الناس وحضر بعض الدروس وكذا سمع على ابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان بحضرة البدر البغدادي الحنبلي بالجيزة ولازم الحضور عندي في المجاورة الثانية بمكة بل كان يزعم أن سبب تلقيبه بشيخ المنبر ملازمته لجلوسه أسفل منبر القارئ بين يدي شيخنا وينشد عنه أبياتاً قالها فيه فالله أعلم. مات وقد قارب السبعين ظناً في يوم الأربعاء خامس رمضان سنة اثنتين وثمانين بالشخونية وكان قدم من الشام وهو متوعك ودفن من الغد عفا الله عنه.
أحمد بن عبد الله برهان الدين السيواسي قاضيها الحنفي. اشتغل ببلاده ثم قدم حلب فلازم الاشتغال بها ودخل القاهرة فأخذ عن فضلائها أيضاً ثم رجع إلى بلده فصاهر صاحبها ثم عمل عليه حتى قتله وصار حاكماً بها وتزيا بزي الأمراء واتفق له مع عسكر الظاهر برقوق ما ذكر في حوادث سنة تسع وثمانين وسبعمائة وفي سنة تسع وتسعين نازله التتار الذين كانوا بأذربيجان فاستنجد الظاهر فأمده بجريدة من عساكر الشام فلما أشرفوا على سيواس انهزم التتار منهم فقصده قرابلوك بن طور على التركماني أواخر سنة ثمانمائة فتقابلا فانكسر عسكر سيواس وقتل برهان الدين في المعركة إما فيها كما أرخه العيني أو في أول سنة إحدى كما لشيخنا في وفياتها وحوادثها ولذا أوردته هنا.

أحمد بن عبد الله شهاب الدين بن جمال الدين القوصي ثم المصري أحد الشهود المميزة بمصر ولد سنة نيف وسبعين وسبعمائة واشتغل بالفقه والأدب سمعنا من نظمه أشياء حسنة وحج معنا في سنة خمس وثمانمائة، مات في ثاني عشر رمضان سنة عشر، قاله شيخنا في معجمه؛ وهو غير أحمد بن إبراهيم بن أحمد الشهاب القوصي الماضي مع اتفاقهما في الاسم واللقب والنسبة والوقت ولكن ذاك يماني وهذا مصري؛ وذكره المقريزي في عقوده وأنه تفقه للشافعي وبرع في الوراقة وتكسب بالشهادة وقال الشعر ومات في ثامن عشري رمضان.
أحمد بن عبد الله الشهاب البوتيجي ثم القاهري الشافعي؛ قال شيخنا في الأنباء: تفقه ومهر وكان يستحضر المنهاج عن ظهر قلبه وبعد تكسبه بالشهادة تركها تورعاً؛ مات سنة سبع وعشرين.
أحمد بن عبد الله الشهاب البوصيري؛ فيمن جده حسن.
أحمد بن عبد الله الشهاب الحسني الأصل المدني شيخ الفراشين والمداحين بحرمها، ممن سمع مني بالمدينة.
أحمد بن عبد الله الشهاب الحلبي ثم الدمشقي الشافعي؛ قاضي كرك نوح وسمى شيخنا مرة والده محمداً؛ قال ابن حجي فيما نقله عنه شيخنا في الأنباء: كان من خيار الفقهاء وقد ولي الخطابة والقضاء بكرك نوح ثم قضاء القدس وناب بالخطابة بالجامع الأموي وفي تدريس البادرائية. مات في ذي الحجة سنة خمس.
أحمد بن عبد الله الشهاب المكي مكبر حرمها ويعرف بالحلبي؛ قال الفاسي في مكة: كان من طلبة درس يلبغا وسافر مراراً إلى مصر والشام للاسترزاق وانقطع لذلك بالقاهرة سنين حتى صار بها خبيراً ثم رجع إلى مكة فدام بها سنين حتى مات في يوم النحر سنة تسع وذلك فيما أحسب قبل التحلل. ودفن بالمعلاة سامحه الله.
أحمد بن عبد الله الشهاب الطوخي ثم القاهري الحنبلي سبط البرهان الصالحي الماضي أو قريبه. اشتغل وحفظ المحرر ورافق ابن الجليس وغيره في الحضور عند المحب بن نصر الله واختص بالشرف بن البدر البغدادي وقرأ على قريبه البرهان البخاري في سنة ست وأربعين. ومات في سنة تسع وأربعين وكان فيه زهو وإعجاب وربما دعي بالإمام أحمد.
أحمد بن عبد الله الشهاب العجيمي الحنبلي؛ قال شيخنا في الأنباء: أحد الفضلاء الأذكياء أخذ عن شيوخنا ومهر في العربية والأصول وقرأ في علوم الحديث ولازم الإقراء والاشتغال في الفنون. ومات عن ثلاثين سنة بالطاعون في رمضان سنة تسع بالقاهرة.
أحمد بن عبد الله شهاب الدين القزويني. مضى فيمن جده أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن يوسف.
أحمد بن عبد الله الشهاب القلقشندي، مضى فيمن جده أحمد بن عبد الله وأن صوابه أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله وسيأتي.
أحمد بن عبد الله الشهاب النحريري المالكي. قدم القاهرة وهو فقير جداً واشتغل وأقرأ الناس في العربية ثم ولي قضاء طرابلس وامتحن من منطاش بالضرب بالمقارع والسجن بدمشق فلما فر منطاش رجع إلى القاهرة وقد تمول فسعى إلى أن ولي قضاء المالكية في المحرم سنة أربع وتسعين بعد موت الشمس محمد الركراكي فلم تحمد سيرته بل كان كما قيل:

لقد كشف الأثراء عنـه خـلائقـاً

 

من اللؤم كانت تحت ثوب من الفقر

فصرف في ذي القعدة منها؛ وكذا كان بيده نظر وقف الصالح تلقاه عن العماد الكركي في رجب سنة تسع وتسعين ولم تحمد سيرته فيه أيضاً مات معزولاً في يوم الخميس ثاني عشر رجب سنة ثلاث. ذكره شيخنا في أنبائه وقال في رفع الأصر وحط عليه المقريزي في عقوده.
أحمد بن عبد الله الشهاب النحريري المالكي؛ آخر من ناب في القضاء بدمشق ثم ولي قضاء حماة ثم حلب. ومات بها في شعبان سنة أربعين. أرخه ابن اللبودي.
أحمد بن عبد الله أبو مغامس المكي أحد تجارها وهو بكنيته أشهر؛ كان في مبدأ أمره صيرفياً ثم حصل دنيا وصار يداين الناس كثيراً فاشتهر. مات في يوم الجمعة رابع ربيع الآخر سنة خمس عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين أوجازها. ذكره الفاسي في مكة.
أحمد بن عبد الله النووي شيخ نوى من القليوبية ويعرف بابن طفيش ممن تكرر نزول الأشرف قايتباي له بل حج معه في سنة أربع وثمانين وضخم حتى صار ليس بالوجه البحري أرفع كلمة منه مع كونه صادره أثناء مصادقته. ومات واستقر بعده ابنه عبد الله.

أحمد بن عبد الله الدمياطي ويعرف بالشيخ حطيبة - بمهملتين مصغراً - قال شيخنا في أنبائه نقلاً عن خط المريزي: أحد المجاذيب الذين يعتقد فيهم العامة الولاية قيل أنه كان متزوجاً محباً للمرأة فبلغه أنها اتصلت بغيره فحصل له من ذلك طرف خبال ثم تزايد به إلى أن اختل عقله ونزع ثيابه وصار عرياناً وله في حالته هذه أشعار منها موالياً:

سرى فضحتي وأنت سركي قد صنت

 

قصدي رضاك وأنت تطلبي لي العنت

ذليت من بعد عزي في الهوى وهنـت

 

يا ليت في الخلق لا كنتي ولا أنا كنت

مات في أول المحرم سنة ثمان.
أحمد بن عبد الله الرومي ويعرف بالشيخ صارو وهو الأشقر بالتركية؛ قال شيخنا في أنبائه قدم من بلاده فعظمه نائب الشام شيخ قبل أن يتسلطن وصار من خواصه؛ وسكن الشام فكان يقبل شفاعته ويكرمه وولاه عدة وظائف وكان كثير الإنكار للمنكر. وقد حج وجاور. مات في شعبان سنة خمس عشرة بحلب عند شيخ لما ولي نيابتها وقد شاخ.
أحمد بن عبد الله البوصيري. مات سنة إحدى. ذكره ابن عزم وينظر فيمن اسم جده حسن بل الظاهر أنه غيره.
أحمد بن عبد الله التركماني أحد من كان يعتقد بمصر. مات في ربيع الأول سنة اثنتين؛ قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد بن عبد الله الخالع الناسخ. قال شيخنا في أنبائه كان شافعي المذهب إلا أنه يحب ابن تيمية ومقالاته وكان حسن الخط كتب ثلثمائة مصحف وعدة نسخ من صحيح البخاري. مات سنة سبع عشرة مطعوناً؛ وأرخه التقي بن قاضي شهبة في جمادى الأولى سنة خمس عشرة فيحرر.
أحمد بن عبد الله الدوري المكي فراش بحرمها. سمع العز بن جماعة وما علمته حدث وباشر الفراشة سنين كثيرة جداً وأمانة الزيت والشمع قليلاً ولم يحمد في انتمائه وكان على ذهنه قليل من الحكايات المضحكة يحكيها عند قبة الفراشين ويجتمع عنده الأطفال لسماعها ويترددون إليه لذلك وكان مع ذلك يصلي بالناس التراويح بالقرب منها فيصلي معه الجم الغفير لمزيد تخفيفه ويلقبون صلاته المسلوقة وقد أثكل عدة أولاد في حياته ولذا رغب قبل موته بقليل عن الفراشة لابن أخته ووقف جانباً من داره بالمسفلة من مكة على أولاد أخته ومات بمكة سحر يوم الجمعة رابع عشر شوال سنة تسع عشرة وقد جاز الستين ظناً غالباً ودفن بالمعلاة. قاله الفاسي في مكة.
أحمد بن عبد الله الذهبي الشافعي، قال شيخنا في أنبائه اشتغل قليلاً وحفظ المنهاج ثم صحب الشيخ قطب الدين وغيره وسافر بعد اللنك إلى القاهرة فعظم بها وسافر معه أكابر الأمراء في الاعتناء بعمارة الجامع الأموي والبلد وحصل له إقبال كبير ثم عاد إلى مصر في أول الدولة المؤيدية ثم توجه رسولاً إلى صاحب اليمن وحصلت له دنيا ثم عاد فمات في جمادى الأولى سنة تسع عشرة.
أحمد بن عبد الله الزهوري. مضى في أحمد بن أحمد بن عبد الله.
أحمد بن عبد الله الزواوي الملوي المغربي المالكي نزيل الجزائر. من المشهورين بالصلاح والعلم والورع والتحقيق. مات في عاشر المحرم سنة أربع وثمانين عن أربع وثمانين سنة. أفاده لي بعض المغاربة.
أحمد بن عبد الله العرجاني الدمشقي. قال شيخنا في أنبائه اشتغل قليلاً وكتب خطاً حسناً وتعانى الإنشاء والنظم وباشر أوقاف السميساطية وكان يحب السنة والآثار. مات في المحرم سنة خمس.
أحمد بن عبد الله القوصي. مضى في الملقبين شهاب الدين قريباً.
أحمد بن أبي عبد الله بن أبي العباس بن عبد المعطي. يأتي في ابن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد المعطي.
أحمد بن عبد الملك بن أبي بكر بن علي بن عبد الله بن علي الشهاب الموصلي الأصل المقدسي الشافعي الآتي أبوه. من بيت كبير قدم عليّ بولد له عرض المنهاج وجمع الجوامع والألفية واستفدت منه وفاة أبيه.
أحمد بن عبد المهدي بن علي بن جعفر المشعري. مات بمكة في ربيع الأول سنة سبع وأربعين.
أحمد بن عبد النور بن أحمد البهاء أبو الفتح الفيومي القاهري الشافعي والد الصدر محمد الآتي وهو بكنيته أشهر. كان أحد خطباء الفيوم ثم قدم القاهرة فقطنها وأخذ عن علمائها وكتب بخطه جملة ومن ذلك كما وقفت عليه أوسط شروح المنهاج لابن الملقن وأرخه في سنة ثلاث وسبعين وناب في القضاء عن الصدر المناوي وأنجب أولاداً. مات في وثمانمائة رحمه الله.

أحمد بن عبد الواحد بن أحمد الشهاب البهوتي ثم القاهري الشافعي المصري التاجر صهر الفخر عثمان الديمي أخو زوجته ثم والد التي تليها. سمع بقراءته ومعنا على الرشيدي والصالحي بل وشيخنا، ومما سمعه ختم البخاري بالظاهرية، وأخذ القراءات عن الزين عبد الغني الهيثمي واشتغل يسيراً وحضر الدروس وفهم في الجملة ولكن همته متوجهة للتجارة والتحصيل مع يبس وإمساك وهو والد جلال الدين خال صلاح الدين محمد بن الديمي.
أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد الشهاب بن التاج بن الشهاب الدمشقي بن الزهري. قرأ بعض التمييز واشتغل قليلاً في حياة أبيه ثم ترك بعد موت أبيه واستقر هو وأخوه الجلال في جهات أبيهما مع كثرتها لم يخرج عنهما سوى تدريس الشامية البرانية ودرس بالعادلية الصغرى ولبس خلعة بقضاء العسكر في سنة خمس وعشرين فباشر أياماً ثم ترك مطعوناً في يوم الثلاثاء ثاني عشر بيع الأول سنة ثلاث وثلاثين.
أحمد بن عبد الوهاب بن التقي أبي بكر الغزي وكيل الناصري. يأتي في أواخر الأحمدين ممن لم يسم أبوه.
أحمد بن عبد الوهاب بن داود بن علي بن محمد السيد سعد الدين أبو محمد بن التاج الحسيني المحمدي القوصي ثم المصري الشافعي. ولد بقوص وتفقه ثم دخل القاهرة واشتغل وبرع في الفقه وغيره ثم الشام فأقام بها فأقام بتبريز وأصبهان ثم يزد ثم شيراز وأقام بالمدرسة البهائية منها إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ثلاث عن نيف وسبعين سنة. ذكره شيخنا في أنبائه، زاد غيره وكان يروي مصنفات النووي عن والده وكذا البردة عنه سماعاً برواية أبيه عن النووي والبوصيري ويروي بالإجازة العامة عن زينب ابنة الكمال وصحبه السيد صفي الدين عبد الرحمن الأيجي والطاوسي ووصفه بأنه مفتي الشافعية بشيراز، وذكره العفيف الجرهي في مشيخته وأنه مات عن نيف وتسعين كذا في نسخة بتقديم التاء.
أحمد بن عبيد الله بن عوض بن محمد الشهاب بن الجلال بن التاج الأردبيلي الشرواني القاهري الحنفي أخو البدر محمود الآتي ويعرف بابن عبيد الله. ولد في صفر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة واشتغل قليلاً وتعلم بالتركي وكان جميل الصورة فقربه كثير من الأمراء وتنقلت به الأحوال إلى أن ناب في الحكم بالجاه عن التفهني فمن بعده مع قلة البضاعة في الفقه والمصطلح ولذلك حفظت عنه عدة أحكام فاسدة. وكان مع ذلك يلازم الجلوس بمسجد بظهر الخانقاه الشيخونية إلى أن مات بالإسهال الدموي والقولنج والصرع في ليلة الأربعاء ثالث عشري رمضان سنة أربع وأربعين. ذكره شيخنا في إنبائه، وله ذكر أيضاً في حوادث سنة خمس وعشرين والتي قبلها منه، وأخبرني أخوه أنه حفظ النافع وأنه درس بالايتمشية برغبته له عنها فلما مات عادت الوظيفة له؛ عفا الله عنه.

أحمد بن عبيد الله - وربما قيل عبيد بلا إضافة - ابن محمد بن أحمد بن عبد العال الشهاب السجيني ثم القاهري الأزهري الشافعي الفرضي أخو عبد الوهاب ووالد عبد الله الآتيين. ولد أول ليلة من رمضان سنة ست عشرة وثمانمائة بسجين المجاورة لمحلة أبي الهيثم من الغربية وهي بكسر السين المهملة ثم جيم مخففة، ونشأ فقرأ القرآن بها ابتداء ثم بالمقام الأحمدي من طنتدا عيادة، وتحول صحبة جده لأمه بعد أن قرأ بعض المنهاج إلى القاهرة في سنة ست وثلاثين فقطن الأزهر وأكمل به المنهاج مع حفظ ألفية ابن مالك وشذور الذهب واشتغل في الفقه على الشرف السبكي والجلال المحلى بل أخذ عنه قطعة من شرحه لجمع الجوامع في الأصلين وغير ذلك، وقرأ على العبادي في بعض التقاسيم؛ وكذا حضر دروس القاياتي والونائي والحجازي مختصر الروضة والشرواني وابن حسان وغيرهم من الشافعية؛ وابن الهمام والشمني والأقصرائي والكافياجي وغيرهم من الحنفية؛ ومما أخذه عن الشرواني أصول الدين؛ واشتدت عنايته بملازمة ابن المجدي في الفقه وأصوله والعربية والفرائض والحساب والمساحة والجبر والمقابلة والهندسة والميقات وسائر فنونه التي انفرد بها وقصر نفسه عليه بحيث تكرر له أخذ كثير من هذه الفنون عنه غير مرة وكان جل انتفاعه به، وجود القرآن على ابن الزين النحراري في بعض قدماته القاهرة بل قرأ لأبي عمر وعلي الشهاب الطلياوي والزين طاهر وسمع عليه غالب شرح الألفية لابن المصنف ولازم الشهاب الخواص في الفرائض والميقات؛ والشهاب الأبشيطي في الصرف وقرأ عليه عدة مناظيم له منها منظومة الناسخ والمنسوخ للباري؛ وسمع على الزين الزركشي وطائفة كابن الديري والشمس الشنشي بل تردد لشيخنا في الرواية والدراية وقرأ على السيد النسابة البخاري وأجاز له في استدعاء ابن فهد المؤرخ بتاسع عشري رجب سنة ست وثلاثين خلق؛ وحج مراراً أولها في سنة تسع وأربعين وجاور بالمدينة نحو عامين لضبط بعض العمائر وكذا ضبط بعض العمائر في غيرها؛ وسمع بمكة على ابي الفتح المراغي وبالمدينة على أخيه والمحب المطري بل قرأ عليه أكثر النصف الأول من البخاري وسمع من لفظه غير ذلك، وسافر في بعض حجاته إلى الطائف للزيارة وكذا دخل الصعيد فزار أبا الحجاج الأقصري وعبد الرحيم القنائي وغيرهما من السادات واختص بالشرف بن الجيعان وسمع عليه الشرف بعض تصانيف شيخهما ابن المجدي بل قرأ عليه وأقرأ الشهاب أولاده فعرف بصحبتهم وانتفع بمددهم ولكن لم يتوجهوا إليه في أمر يليق به بلى قد ولي مشيخة رواق ابن معمر بجامع الأزهري في سنة ست وخمسين عقب الشمس بن المناوي والتاجر وقراءة الحديث بتربة الأشرف قايتباي. وتنزل في الجهات وجلس مع بعض الشهود من طلبته وقتاً وكذا مع آخرين ببولاق وعرف بالبراعة في الفرائض والحساب والتقدم في العمليات والمساحة وتردد عليه الفضلاء لأخذ ذلك ولكنه لم يتكلف له للتصدي ولو تفرغ لذلك لكان أولى به، وكتب على كل من مجموع الكلائي والرحبية شرحاً. وكان فاضلاً حاسباً فرضياً خيراً متقشفاً متواضعاً طارحاً للتكلف ممتهناً نفسه مع المشار إليهم حضر إلي معهم غير مرة وقرأ علي شيئاً من كلامي وهو كثير المحاسن تعلل مرة بعد أن سقط وفسخ عصب رجله الأيسر بحيث صار يمشي على عكاز واستمر معللاً حتى مات في آخر يوم الأربعاء ثامن رجب سنة خمس وثمانين بمنزله من بولاق وحمل إلى بيته بالباطلية فغسل فيه من الغد ثم صلى عليه بالأزهر في أناس منهم المالكي والزيني زكريا والبكري تقدمهم الشهاب الصندلي ثم دفن بتربة بالقرب من تربة الشيخ سليم بجوار أخيه وتأسف الناس عليه وأثنوا عليه جميلاً حتى سمعت من بعض قدماء الأزهريين أن الشيخ حسن النهياوي كتب في بعض مراسلاته أن بقاءه أمن من الدجال رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عبيد بن علي بن أحمد. مضى في ابن عبد الرحمن بن علي بن أحمد.
أحمد بن عبيد بن محمد بن أحمد. في ابن عبيد الله قريباً.
أحمد بن عبيد الله بن محمد المنيني. ممن أخذ عني بمكة.

أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن أحمد بن عبد اللطيف بن النجم بن عبد المعطي الشهاب بن الفخر البرماوي القاهري الشافعي الآتي أبوه. ولد قبل سنة عشر وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فاشتغل بالفقه والعربية وغيرهما، ومن شيوخه في النحو الحناوي وتميز فيه وتكسب بالشهادة بل ولي القضاء ولم يحصل فيه على طائل، وكان خيراً وفي الظن أنه تأخر إلى قريب الستين.
أحمد بن عثمان بن أحمد القجطوخي ثم القاهري الأزهري المالكي أبو عثمان. ولد تقريباً سنة أربع وأربعين وثمانمائة بقوج طوخ من الغربية ونشأ بها فقرأ القرآن ثم تحول إلى الأزهر واشتغل وقرأ على داود وغيره في الفقه وغيره وكذا قرأ في الرواية على النشاوي والمحب بن الشحنة والزين زكريا وآخرين منهم كأبيه والديمي، وهو قارئ الحديث عند تغري بردي القادري الاستادار في حياة صاحبه الدوادار الكبير وبعده ختم كتباً كباراً وهرع الفضلاء فمن دونهم لسماعها كخلد والكمال الطويل، وتنزل بواسطة ذلك في جهات وانتعش بعض انتعاش وربما تكلم في بعض تعلقات البيبرسية وتأخر عليه بعض شيء بل في شيء يتعلق بالاستدارية.

أحمد بن عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله الشهاب أبو الفتح الكرماني الأصل القاهري الحنفي المحدث ويعرف بالكلوتاتي. ولد في أواخر ذي الحجة كما قرأته بخطه وهو المعتمد أو في رمضان كما قاله شيخنا في أنبائه سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وأجاز له العز ابن جماعة فهرست مروياته والصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وخلق وحبب إليه الطلب بعناية صديقه الشمس بن الرفا ودار على الشيوخ وسمع على ناصر الدين الحراوي والعفيف النشاوي والتقي بن حاتم وجويرية ابنة الهكاري وغيرهم من أصحاب ابن الصواف وابن القيم ثم من أصحاب وزيرة والحجار والواني والدبوسي والختني ثم من أصحاب النجيب ثم من أصحاب الفخر ثم من بعدهم حتى قرأ على أقرانه ومن سمع بعده وكان ابتداء قراءته سنة تسع وسبعين وهلم جراً ما فتر ولا وني وتكررت قراءته للكتب الكبار حتى أنه قرأ البخاري أكثر من ستين مرة وشيوخه فيه نحو من ذلك إلى غيره من الكتب الكبار والمعاجم والمشيخات والمسانيد والأجزاء مما لا ينحصر. وأخذ علوم الحديث عن العراقي وولده وشيخنا ومما قرأه عليه الاقتراح لابن دقيق العيد وعلوم الحديث للتركماني بل لابن الصلاح والإلمام وغير ذلك من تصانيفه كتعليق التعليق بكماله وقطعة من أطراف المسند ومروياته وأجازه غير واحد منهم شيخنا بالإقراء. بل كان شيخنا ممن استفاد منه المسموع والشيوخ ووصفه في إجازة له بالأخ في الله تعالى الشيخ الإمام العالم الفاضل الكامل الأوحد المحدث مفيد الطالبين عمدة المحدثين جمال الكملة القدوة المحقق، زاد في أخرى البارع صدر المدرسين جمال الحفاظ المعتبرين بقية السلف المتقين خادم سنة سيد المرسلين، وكذا أخذ الفقه عن العز الرازي والشمس ابن أخي الجار والبدر بن خاص بك وأكمل الدين والجلال التباني وغيرهم والقراءات عن جماعة وأكثر من الاشتغال بالعربية على الغماري والشهاب الصنهاجي وعبد الحميد الطرابلسي والسراج وطائفة ولم يمهر فيها حتى كان بعض الشيوخ إذا سمع قراءته يقول له احرم سلم وكذا لم يمهر في غيرها حتى قال شيخنا أنه لم ينتقل عن الحد الذي ابتدأ فيه في الفهم والمعرفة والحفظ والقراءة درجة مع شدة حرصه على الاشتغال في الحديث والفقه والعربية والقراءة وتحصيله الكثير من الكتب بحيث كتب بخطه جملة من تصانيف الشيوخ ثم من تصانيف الأقان كالولي العراقي ثم شيخنا وآخرين وخطه رديء وفهمه بطيء ولحنه فاش لكنه كان ديناً خيراً كثير العبادة على وجهه وضاءة الحديث وكان في أكثر عمره متقللاً من الدنيا حتى كان يحتاج إلى التكسب بالشهادة ثم قرر في قراءة الحديث بالقصر الأسفل من القلعة بأخرة بعد السراج قارئ الهداية فقرأ صحيح مسلم عدة سنوات فلما كانت سنة أربع وثلاثين كان متوعكاً فقرر عوضه شيخنا الشمس الرشيدي لكونه كان مصاهراً له ولذا استقر فيها عوضه، بل كان باسمه قبل ذلك إسماع الحديث بتربة الظاهر برقوق خارج باب النصر استقر فيها في سنة سبع شعرة، قال شيخنا وقد صاهر الزين العراقي على ابنته جويرية فأولدها أولاداً ماتوا وتزوج ابنة له منها النجم الفاسي فأولدها ولدين ومات عنهما فنشأ في كفالته إلى أن فارق جدتهما فسافرت بهما مع ابنته إلى مكة فماتا هناك قال وقد أشرت عليه أن يجمع شيوخه إرادة أن يتيقظ ويتخرج كما تمهر غيره فما أظنه فعل. قلت قد رأيته اختصر الناسخ والمنسوخ للحازمي وعمل مختصراً في علوم الحديث قال أنه من كلام العلماء وتخريجاً لنفسه لم يكمله ومختصر تهذيب الكمال شرع فيه وله ثبت في مجلدين فيه أوهام كثيرة التقط شيخنا منها اليسير وبينه في جزء سماه سكوت ثبت كلوت، وأسمع في أواخر عمره من لفظه لكونه عرض لسمعه ثقل، سمع منه خلق من الأعيان كالمناوي وابن حسان وتغري برمش الفقيه وابن قمر وفي الإحياء منهم جماعة، ولم يرزق حظاً ولا نباهة، ومات في يوم الاثنين رابع عشري جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين بالقاهرة ودفن جوار الزين العراقي ولم يخلف بعده في معناه مثله رحمه الله ونفعنا به، ورأيت من نقل عن تغري برمش الفقيه أنه قال لم ندرك فيمن أدركنا أكثر سماعاً منه قيل له ولا ابن حجر قال نعم ولا أشياخه. وهذا مجازفة فكم من كتاب وجزء ومشيخة ومعجم قرأه شيخنا أو سمعه لعل الكلوتاتي ما رآه. وقد ترجمه المقريزي في عقوده باختصار وأنه لم يخلف بعده في قراءة الحديث مثله.

أحمد بن عثمان بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم البهاء أبو الفتوح بن الفخر أبي عمرو بن التاج أبي عبد الله بن البهاء أبي الفداء المناوي الأصل السلمي القاهري الشافعي أخو البدر محمد ووالد علي وعمر الآتي ذكرهم. ولد في رجب سنة أربع وثمانين وسبعمائة واشتغل على ابن عم والده الصدر المناوي وغيره وأجيز بالإفتاء والتدريس واستقر هو وأخوه بعد أبيهما في وظائفه كالجاولية والسعدية والسكرية والقطبية العتيقة والمجدية والمشهد الحسيني وإفتاء دار العدل، وخطب بالجامع الحاكمي وقبله بالصالحية وناب في الحكم بالقاهرة وغيرها من أعمال الوجه البحري، وولي أنظاراً كثيرة وتزوج خديجة ابنة النور علي بن السراج بن الملقن وأولدها المذكورين وابنة تزوج بها الولوي السفطي وغيره، وكان حسن السمت والتودد وافر العقل كثير المروءة محباً في أهل العلم رئيساً ذا وجاهة زائدة بحيث عين مرة للقضاء وكانت نفسه تسمو إليه فلم يتفق. مات في يوم الاثنين سادس عشر رمضان سنة خمس وعشرين عن نحو الأربعين ودفن بالقرافة الصغرى، واستقر ابناه في جهاته واستنيب عنهما خالهما جلال الدين بن الملقن رحمه الله. ذكره شيخنا باختصار في إنبائه، وحكى لي ولده النور أنه روى عن الشهاب البطائحي وأنه كان يطالع المطلب ويحضر دروس الجلال البلقيني فيستكثر الجلال ما يبديه من الأبحاث والنقول ويضج من ذلك بحيث أداه إلى أخذ النسخة التي كان يطالع منها من خازن كتب الخطيري واستكتمه ومع هذا فلم يخف على البهاء وعدل لنظر غيره من كتب الأصحاب التي بالمحمودية وغيرها ولزم طريقته في المباحثة ونحوها حتى صار الجلال يقول له أنت تطالع من خزانة محمود وأنا أستمد من الملك المحمود.
بسم الله الرحمن الرحيم أحمد بن عثمان بن محمد بن خليل بن أحمد بن يوسف الشهاب بن الفخر الدمشقي الشافعي الآتي أبوه ويعرف كل منهما بابن الصلف - بفتح المهملة وكسر اللام ثم فاء. ولد في شعبان سنة عشر وثمانمائة وأحضره أبوه في الثانية مع الكمال بن البارزي على عائشة ابنة ابن عبد الهادي الصحيح وثلاثيات الدارمي وعليها وعلى الجمال بن الشرايحي مجلساً من أمالي أبي موسى المديني أخره وحزنه، وباشر الرياسة بجامع بني أمية بعد والده وكذا استقر في غيرها من الجهات، أجاز في بعض الاستدعاءات بل حدث؛ أخذ عنه بعض الطلبة، وقال لي أنه عرض له فالج مع العقل والمشي، وأنه حي في سنة تسع وثمانين.

أحمد بن عثمان بن محمد الشهاب الريشي القاهري الشافعي ويعرف بالكوم الريشي؛ وهي من ضواحي القاهرة خربت. ولد تقريباً سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بالقاهرة وحفظ بها القرآن وصلى به والعمدة وقال أنه عرضها على ابن الملقن والبرهانين ابن جماعة والأبناسي والصدر الأبشيطي وكتبا، واشتغل يسيراً بالفقه ثم انتقل إلى كوم الريش فسكنها وخطب بجامعها عن التقي الزبيري والمجد إسماعيل الحنفي مدة فاشتهر بالانتساب لها، ثم انتقل إلى القاهرة وخطب بجامع عمرو وغيره وأدب الأطفال وأقبل على الطلب فأخذ الفقه عن البرهان البيجوري والشمس الشطنوفي والعلاء البخاري وآخرين، ولازم الشمس العراقي في الفقه والفرائض قال وأجاز لي، وبحث في الحساب على الجمال المارداني وأخذ النحو عن الشطنوفي والعز بن جماعة وغيرهما كالشمس السيوطي والمعقولات عن العز البساطي والعلاء البخاري وغيرهم وعلم الحديث عن الولي العراقي؛ بل كان يقرأ عليه في شرحه لجمع الجوامع وعلى العز ابن ماجه وشرحه لابن الصلاح وشرح العمدة لابن دقيق العيد بحيث قيل أنه لو عكس كان أولى ومما بحثه على العز التمهيد والكوكب وشرح الألفية لابن المصنف وشرح الطوالع للأصبهاني والكثير، وتلا ببعض الروايات على الفخر إمام الأزهر والشرف يعقوب الجوشني والشطنوفي وغيرهم وبالسبع جمعاً على الزراتيني وسمع الحديث على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي وابن الكويك والشهاب البطائحي وقاري الهداية وآخرين ولم ينفك عن ملازمة الدروس سيما القاياتي والونائي بل لازم الأمالي عند شيخنا وغيرها خصوصاً في شهر رمضان ومع ذلك كله فلم يمهر ولا كاد؛ نعم كان يستحضر أشياء مفيدة لكثرة تواليها على سمعه ويكثر من إيرادها بحيث صار الطلبة تضيفها إليه هذا مع إذن العزلة وكذا أذن له الزراتيتي في إقراء السبع وغيرها وآخرون كالشطنوفي ووصفه بالشيخ الإمام الفاضل الكامل العالم القدوة العمدة بل أذن له الولي العراقي حين قراءته عليه لألفية أبيه بحثاً ووصفه بالشيخ الفاضل البارع الكامل المفنن ذي المناقب الحميدة والمزايا العديدة نفعه الله ونفع به ورزقه فهم المشتبه وقراءته بأنها قراءة بحث ونظر وإتقان معتبر في إقرائها وإفادتها، وانتهى ذلك في شوال سنة عشرين، وحج في سنة تسع عشرة وقال كما قرأته بخطه أنه تلا من البركة إلى الينبوع إحدى عشرة ختمة ومنه لمكة خمساً وفي الطواف واحدة، ومن مكة إلى منى ثم عرفة ثلاثة ومن منى إلى طيبة سبعة وعند رأس النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة ومن المدينة إلى الينبوع خمسة وكذا منه إلى الأزلم ثم منه إلى العقبة ثم منها إلى البركة خمسة فجملتها أربعون وبدأ في ختمة بالبركة وأهدى ثوابها للحضرة النبوية زيادة في شرفه وإلى سائر الأنبياء والمرسلين والصحابة أجمعين، وحدث باليسير سمعت عليه أشياء وكتبت من نوادره وما جرياته جملة وفيها الكثير من المضحكات سيما أبيات ذيل بها على أبيات السهيلي "يا من يرى" وأنشد عن شيخه الشمس السيوطي قوله:

جاوزت ستين سنـه

 

كأنها كانت سـنـه

وعيشتي قد أصبحت

 

من بعد صفو آسنه

إن كان لي عمر فقد

 

قطعت منه أحسنه

يا ليت شعري كلـه

 

سيئة أو حسـنـه

وقد ترجمه شيخنا فقال فيما قرأته بخطه: كان أبوه طحاناً بكوم الريش ونشأ فحفظ القرآن وحصل القراءات وحفظ كتباً وناب في الخطابة عن المجد إسماعيل الحنفي بكوم الريش وأقرأ أولاد التاج بن الظريف ثم أولاد ناصر الدين بن التنسي ثم أقبل على الاشتغال فلازم الشطنوفي والشمس العراقي والعز بن جماعة، واشتهر بالطلب ونزل في الجهات وكان حسن المفاكهة صبوراً على مزح من يعاشره من الرؤساء ويجيد اللعب بالشطرنج ويستحضر كثيراً من المسائل وإذا حفظ شيئاً أتقنه ولكنه لم يكن في حسن التصوير بالماهر مواظباً مجالسي في الإملاء إلى أواخر ذي الحجة فلم ينقطع عنها غير مجلسين، وكان يذكر أنه واظب القراءة في مشهد الليث نحو خمسين سنة انتهى. مات في يوم الأربعاء حادي عشري المحرم سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه في يومه بجامع الأزهر تقدم الناس الولوي السفطي القاضي ودفن بالقرب من ضريح الليث بالقرافة رحمه الله وإيانا.

أحمد بن عثمان بن نظام الجرخي البخاري الحنفي ويقال له مالا زاده. قرأ عليه يوسف بن أحمد الآتي المصابيح في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة وعظمه جداً وكتب له إجازة حافلة.
أحمد بن عثمان بن يوسف الخرباوي البعلي. ولد سنة إحدى وسبعين وسبعمائة واشتغل على ابن اليونانية والعماد يعقوب وسمع عليهما وولي قضاء بعلبك ثم قدم دمشق، وكان فاضلاً في الفقه وغيره وعنده سكون وانجماع وعفة. مات مطعوناً في جمادى الأولى سنة ست وعشرين، ترجمه شيخنا في أنبائه.
أحمد بن عثمان بن العفيف علم الدين العلوي الحصني الأسعردي الشافعي الصوفي ويعرف بالعلمي رأيت خليل بن إبراهيم بن عبد الرحمن الدمياطي كتب منه عقيدة له نظمها أولها:

الله ربي واحد فـي ذاتـه

 

أحد قديم دائم بصـفـاتـه

حي عليم قـائم بـحـياتـه

 

وهو القدير وماله من رافد

وأجازه بها وبإقرائها وبماله من تصنيف نظماً ونثراً وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وستين.
أحمد بن عثمان شهاب الدين بن الفقيه فخر الدين القمني الأصل القاهري الشافعي. نشأ بالقاهرة واشتغل وفضل في فنون وربما أقرأ وحج وجاور مع أبويه ومات في حياتهما شاباً قبيل سنة ثلاثين بعد أن تزوج أمي بكراً ولم يلبث أن مات فاتصلت بالوالد.
أحمد بن عربشاه. في ابن محمد بن عبد الله بن إبراهيم.
أحمد بن عرفات. تكسب بالشهادة وبرع فيها مع نقص ديانته وفحش طباعه، وحج غير مرة وجاور سنة ست وثمانين.
أحمد بن أبي العز بن أحمد بن أبي العز بن صلح بن وهيب فخر الدين الأذرعي الأصل الدمشقي الحنفي ابن الكشك ويعرف بابن الثور - بفتح المثلثة - سمع من أول البخاري إلى الوتر علي الحجار ومن إسحاق الآمدي وعبد القادر بن الملوك وغيرهما. مات في صفر سنة إحدى عن ثمانين سنة إلا أياماً. ذكره شيخنا في معجمه وقال أنه أجاز له في سنة سبع وتسعين، زاد في الأنباء وكان أحد العدول بدمشق، والمقريزي في عقوده باختصار.
أحمد بن عطا الله بن أحمد السمرقندي. ممن سمع مني بمكة.
أحمد بن عطية بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن أبي ظهيرة المكي الحنبلي ابن أخي المحب قاضي جدة عرض علي قبل بلوغه أو معه في ربيع سنة ثلاث وتسعين محافيظه أربعي النووي ومختصر الخرقي والألفية في أفراد أحمد عن الثلاثة للعز محمد بن علي بن عبد الرحمن ومختصر البرهان بن مفلح في أصول الفقه وألفية ابن مالك والجرومية وتلخيص المفتاح بل وقرأ على من حفظه جميع الأربعين وسمع في البخاري، وهو ذكي قوي الجنان والحافظة حل في كتابه الفقهي على العلاء بن البهاء البغدادي حين مجاورته ويحضر عند قاضي مكة والكريمي الحنبليين وترجى له البراعة إن لزم الاشتغال وقد أجزت له.
أحمد بن عقبة اليماني الحضرمي ثم المكي نزيل القاهرة أحد من يعتقده الكثير من الناس دام بالقاهرة مدة حتى مات في شوال سنة خمس وتسعين بتربة من الصحراء.
أحمد بن علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد الشهاب أبو محمد المناوي الأصل القاهري الشافعي أخو إبراهيم الماضي ومحمد الآتي. ولد تقريباً سنة تسعين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والتبريزي في الفقه وعرضه على الشمس العراقي وغيره وقرأ في الفقه على الجمال القرافي والمحب المناوي، وحج في سنة خمس وثلاثين وبعدها وزار القدس والخليل وتكسب بالشهادة إلى أن مات وكان رفيقه فيها أولا الشمس محمد بن قاسم السيوطي فسمع عليه جزءاً من تساعيات العز بن جماعة تخريجه لنفسه بسماع الأسيوطي منه وحدث به قرأته عليه وكان صوفياً بخانقة سعيد السعداء وطالباً بالسابقية وغيرها ساكناً مديماً للجلوس بحانوت السروجيين بالقرب من سوق أمير الجيوش وربما جلس بغيره ولم يكن بالماهر في صناعته. مات في ليلة الاثنين سابع ذي الحجة سنة سبع وستين رحمه الله.

أحمد بن علي بن إبراهيم بن عدنان بن جعفر بن محمد بن عدنان الشهاب أبو العباس بن العلاء الحسيني المنقري الدمشقي الشافعي أخو العماد أبي بكر. ولد في سابع شوال سنة أربع وسبعين وسبعمائة وقيل سنة إحدى بدمشق ونشأ بها فحفظ التنبيه واشتغل في الفقه وشيء من العلوم وسمع الحديث ولكن لم يصرف همته لذلك؛ ولي نظر العذراوية ثم نظر الجامع الأموي في سنة اثنتين وثمانمائة وبعد الفتنة باشر كأبيه وجده نقابة الأشراف بدمشق لما ولي أبوه كتابة السر، وناب في القضاء عن ابن عباس والأخنائي والزهري، وولي نظر الجيش لنوروز مدة لطيفة ثم عزل وصودر وأخرجت جهاته ثم استرجعها وولي كتابة السر بدمشق في الأيام المؤيدية سنة عشرين بعد أن ناب عن أبيه فيها فباشر خمس سنين وشهرين ثم استنابه النجم بن حجي في القضاء لما حج أولاً وثانياً فلما استقر النجم في كتابة سر مصر استقل هذا بقضاء الشام في الأيام الأشرفية وذلك في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين فلما عزل ابن حجي وعاد لمصر حصل بينهما شر كبير أدى لبذل الأموال الجزيلة من كل منهما وعاد النجم للقضاء ورجع السيد لدمشق منفصلاً إلى أن استقر في نظر جيشها بعد البدر حسين فدام نحو عشرة أشهر ثم استقر في كتابة سر مصر بعد جلال بن مزهر في منتصف ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين، وكانت طرحته خضراء برقمات ذهب فباشرها مباشرة حسنة ولم يلبث أن مات مطعوناً في ليلة الخميس ثامن عشري جمادى الآخرة من التي بعدها ودفن في تربة الأشرف عند السيد حسن بن عجلان بعد الصلاة عليه بباب الوزير في محفل شهده السلطان، ولما جاء الخبر لدمشق بوفاته وأخذ أهله في البكاء عليه سقط سقف العزيزية التي كانت تحت نظره. ذكره شيخنا في أنبائه ومعجمه وابن خطيب الناصرية في ذيله لكونه سافر مع نائب دمشق أيام المؤيد إلى حلب؛ وكان من رؤساء بلده ذا حشمة وعقل وتخير وتمول له ثروة جزيلة ومآثر بها حسنة وأملاك كثيرة مع مكارم وأفضال عارياً من الفضائل بحيث يتأسف لذلك ويقول ليتني كنت من أهل العلم ولم يحج ولا عمل من الصالحات التي يذكر بها شيئاً؛ وقال شيخنا في معجمه أجاز لأولادي ولم أقف له على سماع طائل إلا إن كان أخذ شيئاً عن بعض شيوخنا اتفاقاً، وقال العيني أنه كان مطبوعاً بشوشاً لكنه متهم بأشياء وقال غيره كانت بيده تداريس وأنظار وهي بباب الجامع القاعة العظيمة المعروفة بقاعة القاضي الفاضل وكذا أثنى عليه المقريزي في عقوده قال عند الله نحتسبه ونسأله أن يلحقه بسلفه الكريم.
أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد شهاب الدين الحسيني سكناً الشافعي الشاهد والد بركات ويعرف بابن أبي الروس. ممن حفظ القرآن وأخذ عن الزين البوتيجي ونقل لي عنه بشارة تتعلق بي وكذا أخذ عن الشريف النسابة والحناوي وعبد السلام البغدادي وتكسب بالشهادة ولم يتميز في العلم مع دين وستر وقد انهرم والظاهر كما قال لي ولده أن مولده تقريباً سنة خمس عشرة وهو سنة تسع وتسعين في الإحياء.

أحمد بن علي بن إبراهيم بن مكنون الشهاب الهيتي ثم القاهري الأزهري الشافعي. ولد بهيت وهي من أعمال المنوفية وقدم القاهرة فحفظ القرآن وكتباً كالمنهاج الفرعي وجمع الجوامع وألفية ابن مالك وبلغني أنه كان يعد نفسه إذا ختم المنهاج أنه يطعمها من عرعر طباخ على باب الجامع؛ ولازم الاشتغال عند أئمة العصر كالقاياتي والونائي والجمال بن المجبر وابن المجدي وشيخنا وكتب عنه من أماليه وسمع عليه وعلى الزين الزركشي وناصر الدين الفاقوسي وعائشة الكنانية وآخرين؛ وبرع في الفقه وكثر استحضاره له بل وللكثير من شرح مسلم للنووي لإدمان نظره فيه وقرأ عليه الطلبة ودرس بجامع الفكاهين ولازمه الفخر عثمان الديمي وهو الذي كان يعينه على المطالعة في إكمال ابن ماكولا وشرح مسلم وكان لا يمل من المطالعة والاشتغال مع الخير والدين والتواضع والجد المحض والتقلل الزائد والاقتدار على مزيد السهر ولولا بطء الفهم لكان نادرة في وقته وقد سمعت بقراءته في الروضة على شيخنا الونائي وكثرت مجالستي معه وسمعت من فوائده وأبحاثه وكان جرش الصوت في مباحثته ومخاطباته لا يعرف الفضول ولا الخوض فيما لا يعنيه طوالاً حسناً وضيئاً في لسانه لثغة، وعين في أواخر عمره لبعض التداريس فلم يتم أمره فيه، ولم يلبث أن مات بالطاعون في يوم الأحد رابع عشر المحرم سنة ثلاث وخمسين وصلى عليه من يومه بالأزهر ودفن بجوار شيخه القاياتي وقد زاد على الأربعين بيسير رحمه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن إبراهيم الحلبي ابن أخي الصوة يأتي في أواخر الأحمدين فيمن لم يسم أبوه.
أحمد بن علي بن إبراهيم الشهاب المدني ويعرف بالخياط ممن سمع مني بالمدينة النبوية.
- أحمد بن علي بن إبراهيم الشهاب القاهري الحنفي خادم الأمين الأقصرائي ويعرف بالقريصاتي حرفة أبيه بل واستمر هو يزاولها وقتاً ويقال له اللالي أيضاً. ولد في سنة أربع وعشرين وثمانمائة وترقى بخدمة الشيخ وملازمته في الحج والمجاورة بالحرمين وغيرهما وحضر دروسه وما انفك عنه حتى مات بعد إذنه له في التدريس والإفتاء فيما قيل وتموله بالانتماء له جداً واستقراره بجاهه في جهاته وظائف كثيرة، وباشر الخدمة بالأشرفية نيابة وكان يروم استقلاله بها بعد موت صاحبها فسبق مما كان الأمر فيه على خلاف القياس، وقد أخبرني أنه رافق أبا السعود بن شيخة في الأخذ عن الشمس الفيومي والعجمي وفي السماع على الزين الزركشي ومن ذكر في ترجمته بل قرأ على أبي الجود في الفرائض وعلى الشرف العلمي المالكي أيضاً في النحو وكذا قرأ فيه الحاجبية على المحب الأقصرائي، وجاور بعد شيخه مع أخت المحب التي كانت زوجاً للدويدار سنة سبع وثمانين وكان هو المتولي للأمور الظاهرة وزوجته للأمور الباطنة فلا يتعداهما شيء إلى أن ماتت وسلم لهما ما كنزاه ظاهراً وخفية كل ذلك مع قلة كلفته وتبسطه؛ وكذا لازم خدمة البرهاني الكركي الإمام حتى صار في أيام اختفائه هو المتولي لقبض جهاته وانتزعها منه الملك.
أحمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل المحب بن العلاء القلقشندي الأصل القاهري الشافعي أخو إبراهيم الماضي لأبيه وذاك الأصغر. صاهر الشمس بن قمر على ابنته وسمع الحديث وأجيز ولكن لم يتأهل لجفاء أبيه له.
أحمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر الشهاب الشاذلي المصري الشافعي أخو محمد الآتي ويعرف بابن أبي الحسن وهي كنية أبيه. سمع من شيخنا في سنة خمس وثمانمائة ترجمة البخاري من جمعه.

أحمد بن علي بن أحمد بن عباس الشهاب البنبي ثم القاهري الجيزي الشافعي نزيل الخروبية بالجيزة ومؤدب الأطفال بها. ولد سنة سبعين وسبعمائة تقريباً بقرية بنب وقرأ بها بعض القرآن ثم نقله أبوه إلى القاهرة وأكمله بها وتلا لأبي عمرو علي الشرف يعقوب الجوشني وحفظ التنبيه والمنهاج الفرعي وألفية ابن مالك وأخذ الفقه عن الأبناسي والبلقيني وقريبه أبي الفتح والبدر الطنبذي وغيرهم والنحو عن المحب بن هشام ولازم الشيخ قنبر في العلوم التي كانت تقرأ عليه الأصول والمنطق والنحو وغيرها وانتفع به كثيراً وبحث على الشهاب بن الهائم في الحساب والفرائض فأكثر، وحج في سنة اثنتين وتسعين وجاور وسمع جل البخاري على ابن صديق وجل الشفا على أبي الحسن علي بن القاضي شهاب الدين أحمد النويري المالكي وبالقاهرة جميع علوم الحديث لابن الصلاح علي الحلاوي وتحول إلى الجيزة حين جعل المؤيد الخروبية مدرسة فقطنها وتصدى لتعليم الأطفال فانجب عنده جماعة، وكان صالحاً كثير التلاوة غنياً بالقرآن عن الناس، لقيه السنباطي والبقاعي وآخرون ومات في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين بالجيزة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمد بن المحن بن يوسف الحسني الصوفي القادري المرغياني نسبة لقرية من قريات حلب الحنبلي شيخ الفقراء بتلك الناحية ويعرف بابن المحن ممن أثبته البقاعي وأنه ولد في سنة ستين وسبعمائة.
أحمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم الشهاب بن النور العقيلي الهاشمي النويري المكي المالكي. ولد في صفر سنة ثمانين وسبعمائة بمكة وحفظ القرآن والرسالة لابن أبي زيد وسمع من العفيف النشاوري وابن صديق وأجاز له ابن حاتم والمليجي وأبو الهول الجزري والعراقي والهيثمي وجماعة وحضر دروس الشريف عبد الرحمن بن أبي الخير الفاسي وولي إمامة مقام المالكية شريكاً لأخيه وناب في القضاء ثم وليه استقلالاً عوضاً عن التقي الفاسي ولكنه لم يتمكن من المباشرة ولم يزل يحصل له من التجارة الدنيا الطائلة وهو ينفدها أولاً فأولاً. مات في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ودفن بالمعلاة، وقد طول التقي الفاسي ترجمته في تاريخ مكة.
أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله الشهاب بن الجمال أبي اليمن الفزاري القلقشندي ثم القاهري الشافعي والد النجم محمد الآتي. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة واشتغل بالفقه وغيره وسمع على ابن الشيخة ومن في وقته. وكان أحد الفضلاء ممن برع في الفقه والأدب وكتب في الإنشاء وناب في الحكم وشرح قطعاً من جامع المختصرات بل شرع في نظمه وعمل صبح الأعشى في قوانين الإنشا في أربع مجلدات جمع فيه فأوعى وكان يستحضر أكثر ذلك مع جامع المختصرات والحاوي وكتاباً في أنساب العرب، وهو ممن قرض سيرة المؤيد لابن ناهض مع تواضع ومروءة وخير، مات في يوم السبت عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وله خمس وستون سنة. ذكره شيخنا في معجمه وأنبائه والمقريزي والعيني وآخرون وسمى العيني والمقريزي والده عبد الله وهو وهم وقال آخر أنه برع في العربية وعرف الفرائض وشارك في الفقه وسمع الحديث ونظم ونثر وأرخ وفاته في ليلة السبت عاشر جمادى الثانية.

أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن عبد المغيث بن فضل الشهاب أبو العباس الأنصاري النشرتي الأصل - نسبة لنشرت بالغربية بالقرب من سخا وسنهور - القاهري الشافعي الآتي والده وولده محمد ويعرف بالنشرتي. ولد في مستهل ربيع الأول سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن على أبيه وصلى به في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة والعمدة والتنبيه والشاطبية وغيرها، وعرض على الزين العراقي وولده والهيثمي والكمال الدميري والزين الفارسكوري والبرشنسي وأبي الحسن بن الملقن في آخرين منهم ممن لم أر في كتابتهم التصريح بالإجازة البلقيني وغيره وابنه الجلال والصدر المناوي، وتلا بالسبع على الشهاب بن هاشم والزراتيتي واشتغل بالفقه على السيد النسابة وهو من أوائل من قرأ عليه وغيره وتكسب بإقراء المماليك بالطباق السلطانية وبتلاوة الأجواق ورافق ابن الركاب في ذلك وقتاً وصار بأخرة يكرهها لما فيها من التمطيط وشبهه ولذا تركها وحج في سنة ثمان وأربعين وجاور وتلا بعض القرآن هناك بالسبع على ابن عياش ومحمد الكيلاني وحضر الإيضاح للنووي عند الجلال البكري وكان صالحاً خيراً كثير التلاوة والتسبيح والتهجد وإدمان الصوم واستمر على الطريق الحسنة حتى مات في أواخر ذي الحجة سنة ستين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر أبو الفضل بن النور المنوفي أخو محمد الآتي. ولد سنة تسع وأربعين وثمانمائة تقريباً ونشأ فقرأ القرآن أو أكثره وجلس مع أبيه شاهداً وسمع مني بل أجاز له شيخنا وغيره باستدعائي. مات في يوم الأربعاء ثاني جمادى الثانية سنة تسعين ودفن في يومه وكان موته هو وأخوه وأبوهما متقارباً عفا الله عنه.
أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن سليمان بن حمزة شهاب الدين بن فخر الدين بن نجم الدين بن عز الدين بن التقي الصالحي الحنبلي الخطيب بالجامع المظفري. أرخه شيخنا في أنبائه سنة أربع عشرة ولم يترجمه.

أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن وجيه الشهاب أبو حامد بن النور أبي الحسن بن الشهاب بن القطب أبي البركات الشيشيني الأصل القاهري الميداني الحنبلي. ولد بعد عصر يوم الخميس خامس عشر شوال سنة أربع وأربعين وثمانمائة بميدان القمح خارج باب القنطرة ونشأ به في كنف أبويه فحفظ القرآن والمحرر والطوفي وألفية النحو وتلخيص المفتاح وغالب المحرر لابن عبد الهادي وعرض على جماعة فكان منهم من الشافعية العلم البلقيني والمناوي والبوتيجي والمحلى والعبادي والشنشي ويحيى الدماطي والزين خلد المنوفي والكمال بن إمام الكاملية والتقي الحصني والفخر المقسي والزين زكريا ومن الحنفية ابن الديري والأقصرائي وابن أخته المحب والشمني ومن المالكية السنباطي ومن الحنابلة العز الكناني والنور بن الرزاز وأجازه كلهم وكان أول عرضه في سنة ثمان وخمسين؛ ولما ترعرع أقبل على الاشتغال فأخذ الفقه عن والده واليسير عن العز والعلاء المرداوي والتقي الجراعي حين قدومهما القاهرة والأصلين والمعاني واليبان والمنطق عن التقي الحصني بحيث كان جل انتفاعه به والعربية عن الشمني وأصول الدين أيضاً عن الكافياجي في آخرين وكذا لازم الشرواني، وسمع الحديث من جماعة ممن كان يسمع الولد عليهم بل سمع علي ختم الدلائل للبيهقي مع تصنيفي في ترجمة مؤلفها وكتب من تصانيفي أشياء وقابل بعضها معي وكان يراجعني في كثير من ألفاظ المتون ونحوها بل أخبر أنه سمع في صغره مع والده على شيخنا في الإملاء وغيره وكذا مكة حين كان مجاوراً معه في سنة إحدى وخمسين على أبي الفتح المراغي والشهاب الزفتاوي؛ وحج مع الرجبية في سنة إحدى وسبعين وجود في القرآن على الفقيه عمر النجار وبرع في الفضائل وناب في القضاء عن العز ثم عن البدر لكن يسيراً واستقر بعد العز في تدريس الأشرفية برسباي بكلفة لمساعدة وكذا أعاد لي الصالح ودرس وأفتى وتعانى القراءة على العامة في التفسير والحديث وراج بينهم بذلك وهو قوي الحافظة وفي فهمه قصور عنها مع ديانة وخير ما أعلم له صبوة ولكنه لا تدبير له بحيث أنه هو المحرك بفتياه لابن الشحنة في كائنة شقرا مما كان السبب في عزله وأسوأ من ذلك أنه عمل مؤلفاً حين تحدث الملك بجباية شهرين من الأماكن في سنة أربع وتسعين ليستعين بذلك في الإنفاق على المجردين لدفع العدو ومؤيداً له فقبحه العامة في ذلك وأطلقوا ألسنتهم فيه نظماً ونثراً وكادوا قتله وإحراق بيته حتى أنه اختفى ولم يجد له مغيثاً ولا ملجأ ونقص بذلك نقصاً فاحشاً وسار أمر تقبيحه فيه إلى الآفاق ولم يلبث أن مات شخص مغربي بعدن كان له معه زيادة على ألفي دينار بعضها أو كلها لتركة بني الشيخ الجوهري فإنه أحد الأوصياء وكاد يموت من كلا الأمرين ولكن ورد عليه العلم بأنه قبل موته أقر ثم ضبط وحفظ مما اطمأن به في الجملة وسافر لمكة في البحر بعياله أثناء سنة سبع وثمانين فأقام بها وعقد الميعاد فلم يكن له تلك القابلية بمصر واستمر حتى حج ثم رجع فيها مع الركب على أنه قد دخل في عدة وصايا وكاد أمره في أيام الأمشاطي أن يتم في القضاء حين صرف البدر وكذا قيل أنه تحدث له في قضاء مكة بعد السيد المحيوي الفاسي ولمي يتهيأ له ذلك.

أحمد بن علي بن أحمد بن يوسف بن أبي الحسن الشهاب المنزلي ثم القاهري الأزهري الشافعي أخو الشمس محمد السكري لأبيه خاصة ويعرف بابن القطان. ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بالمنزلة، ومات أبوه وهو صغير فحفظ القرآن وبعض المنهاج الفرعي ثم تحول مع أخيه إلى القاهرة فقطنها وجاور بالأزهر فجود القرآن عند الفقيه عمر التتائي وأكمل المنهاج وجمع الجوامع والألفيتين وعرض على المناوي والشمني والأقصرائي والكافياجي والفخر السيوطي وجماعة وأخذ عن العبادي والفخر المقسمي ولازم تقسيمهما في الفقه من سنة سبعين إلى أن مات ثانيهما وكذا أخذ بقراءته وقراءة غيره عن التقي الحصني الفقه والعربية والمعاني والبيان وعلم الكلام، ولازم إبراهيم العجلوني في الفقه وأصوله والشرف عبد الحق السنباطي في العلوم المتداولة والسنهوري في العربية وأصول الفقه بل قرأ عليه كلاً من الصحيحين وسنن أبي داود وعظم انتفاعه به وأصول الفقه أيضاً عن الكمال بن أبي شريف والعربية أيضاً وغيرها عن الجوجري والنور ابن التنسي والمنطق عن أحمد بن يونس المغربي والفرائض والسحاب عن البدر المارداني، وجود معظم القرآن على عبد الدائم الأزهري وسمع على الجلالين ابن الملقن والقمصي والشاوي والزفتاوي ونشوان والهوريني وهاجر وخلق كالديمي والمشهدي وطلب بنفسه وقرأ الكثير ولازمني في الاصطلاح والمالي وغير ذلك دراية ورواية، وحج في سنة أربع وسبعين وجاور التي بعدها وقرأ هناك على النجم ابن فهد والكمال المرجاني بل وحج قبلها واجتمع بالشرواني وهو أحد قراء شرح الروض على مؤلفه الزيني زكريا أيام قضائه وأقبل عليه لحسن تصوره وسكونه وعقله وتواضعه ولطافة عشرته، وله ذوق حسن في الأدب وطبع مستقيم في الوزن وغيره بحيث تخرج به بعض من صار شاعراً وكذا تميز في القبول بهذا الشأن وخرج بمراجعتي لشيخه النور على سبط الجمال يوسف بن العجمي عن شيوخه وقرأه عليه بحضرتي، كل ذلك مع تقلله وكونه ليست معه وظيفة ولا تصوف بل هو في ظل أخيه ولزم من ذلك مساعدته له في صناعته وتعب في ذلك كثيراً سيما في هذه السنين وكل وقت يهم بالإعراض عنه ويأبى الله إلا ما أراد ثم أنه سافر في البحر وطلع منه لجدة في ليالي الحج من سنة سبع وتسعين فلم يتمكن من إدراكه وجاور السنة التي تليها وأقرأ الطلبة مع ملازمته لإقراء البدر ابن أخي وللقراءة على دراية ورواية بحيث ختم على فيها كتباً وكنا مستأنسين به وحضر كثيراً من دروس القاضي وأثنى عليه سيما حين المراجعة بينه وبين الخطيب الوزيري بل كان الفضلاء كلهم معه فيما قاله ثم رجع مع الركب أسمعنا الله عنه كل خير.
أحمد بن علي بن أحمد الشهاب البغدادي الشافعي قاضي الركب العراقي ويعرف بابن الدخنة. سجن بالبرج مدة ثم خلص بعد أن أجزته.
أحمد بن علي بن أحمد الشهاب البقاعي ثم الدمشقي الحنفي ويعرف بابن عبية وناب في القضاء بدمشق وصاهر العلاء المرداوي على ابنته وكان سريع الحركة ممن نافره البقاعي مع اختصاصه به وقدم القاهرة فأخذ عني. مات في ذي الحجة سنة تسع وثمانين عفا الله عنه.
أحمد بن علي بن أحمد الشهاب السكندري ثم القاهري المالكي أخو الشاهد بالكعكيين ويعرف بابن القصاص ممن سمع في البخاري بالظاهرية ومن ذلك المجلس الأخير بل قرأ في شعبان سنة خمس وأربعين على الزركشي بعض صحيح مسلم وسمع على شيخنا واشتغل وفهم. مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ولم يكن محموداً عفا الله عنه.
أحمد بن علي بن أحمد الشهاب الزيادي الأصل - نسبة لمحلة زياد بالتشديد من الغربية - القاهري الشافعي أخو محمد الآتي. ولد سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والمنهاج وعرض على جماعة وجود الخط وكتب به أشياء وحضر دروس البكري وغيره وكذا حضر عندي في البرقوقية وغيرها وتنزل في بعض الجهات وقرأ في الجوق وحج وجاور بمكة والمدينة وهو فقير خير متودد.
أحمد بن علي بن أحمد الشهاب الطيبي القاهري ابن عم يوسف بن محمد الآتي ممن أخذ عني.
أحمد بن علي بن أحمد الحسني الهاشمي المكي الأمير صاحب واسط من وادي مر. مات بها في يوم الجمعة رابع ذي القعدة سنة ثمان وأربعين. أرخه ابن فهد.

أحمد بن علي بن أحمد النويري المالكي إمام مقام المالكية بمكة. مضى فيمن جده أحمد بن عبد العزيز بن القسم.
أحمد بن علي بن أزدمر شهاب الدين الطرابلسي الناسخ ويعرف بابن يومند. ولد في المحرم سنة تسع وستين وسبعمائة بطرابلس الشام ونشأ بها وسمع ببعلبك من الشمس محمد بن محمد بن إبراهيم الحسيني ومحمد بن علي بن أحمد اليونيني ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي صحيح البخاري، وحدث سمع منه الفضلاء وتكسب بالشهادة. مات في أحمد بن علي بن إسحاق بن محمد بن الحسن بن محمد بن مصلح بن عمر بن عبد العزيز حاجي - هكذا أملي على نسبه وساقه بعضهم فجعل بعد محمد الثاني عمر بن عبد العزيز بن مصلح فالله أعلم. شهاب الدين بن العلاء التميمي الداري الخليلي الشافعي أخو عبد الرحمن الآتي وسبط البرهان إبراهيم بن يوسف بن محمود القرماني الماضي. ولد في ثامن عشري ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالخليل ونشأ به فقرأ القرآن على جماعة منهم الشمس محمد بن أحمد بن مكي وإسماعيل بن إبراهيم بن مروان وغيرهما وحفظ العمدة والمنهاج وألفية ابن مالك وعرض على والده - وكان قاضي بلده - وابن الهائم والزين القمني والعلاء بن الرصاص في آخرين وتفقه بأبيه وعنه أخذ في العربية وعن ابن الهائم في الفرائض وقرأ البخاري فيما أخبر عن جده لأمه بل قال أنه سمعه على أبي الخير بن العلاء بقراءة القلقشندي ووجدته كذلك بخط العماد إسماعيل بن جماعة والله أعلم. وحج مرتين وولي قضاء الخليل والرملة في سنة تسع وثمانمائة وأضيف إليه مرة قضاء غزة مع الخليل وانفصل في أثناء ذلك مراراً وكذا ناب بالقاهرة عن شيخنا بجامع الصالح وبولاق. وولي بأخرة قضاء بيت المقدس عوضاً عن البرهان بن جماعة فأقام دون نصف سنة وانفصل بالمذكور فلم يلبث إلا يسيراً، ومات في العشر الأخير من رمضان سنة اثنتين وستين ودفن بمقبرة باب الرحمة رحمه الله. وكان متواضعاً خيراً ذاكراً لمسائل وأشعار وسمعت من يصفه بالعفة في قضائه ولكنه كان رأس إحدى الطائفتين المتحاربتين ببلد الخليل نسأل الله التوفيق. ومما كتبت عنه ما أنشدنيه لفظاً من نظمه:

أمم أمام المصطفى فلك الهنـا

 

بالفضل والفوز الكثير وبالمنى

وانزل بساحته ولذ بـجـنـابـه

 

ما خاب من يلجو إليه وإن جنى

يحمي النزيل بجاهه وذمـامـه

 

نال السعادة من أتى هذا الفنـا

هذا الفنا قد حـل فـيه بـينـا

 

هذا الفنا قد حل فيه شفيعـنـا

أحمد بن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى تاج الدين أبو العباس ابن القاضي علاء الدين البهنسي الأصل المصري المالكي ويعرف بابن الظريف بالمعجمة المضمومة وتشديد التحتانية بعدها فاء. ولد في المحرم سنة ست وأربعين وسبعمائة بالقاهرة وسمع من ناصر الدين التونسي السنن لأبي داود ومن العز بن جماعة المسلسل والبردة وغيرهما وبمكة من قاضيها الشهاب الطبري وعلي بن الزين والشيخ خليل المالكي ومحمد بن سالم بن علي الحضرمي، وطلب العلم فأتقن الشروط ومهر في الفرائض والحساب والفقه وانتهى إليه التميز في فنه مع حظ كبير من الأدب ومعرفة حل المترجم وفك الألغاز والذكاء المفرط، وقد وقع للحكام بل ناب في الحكم ونسخ بخطه التاريخ الكبير للصفدي وتذكرته بكمالها وشرح عروض ابن الحاجب وجملة، قال شيخنا في إنبائه وكان يودني كثيراً وكتب عني من نظمي وقد نقم عليه بعض شهاداته وحكمه ثم نزل عن وظائفه بأخرة وتوجه إلى مكة فمات بها في رجب سنة إحدى عشرة، وقال في معجمه كان أوحد عصره في معرفة الوثائق سريع الخط جداً وافر الذكاء يحل المترجم والألغاز في أسرع من رجع الطرف ناب في الحكم فلم يحمد ثم خم له بخير فإنه حج في سنة عشر فجاور بمكة فمات بها في رجب من التي تليها، سمعت عليه العاشر من أبي داود وأخبرني الشمس محمد بن علي الهيثمي قال اجتمعت معه فكتبت له مترجماً:

هذا المترجم قد كتبت لكي أرى

 

من ذهنك الوقاد ما لا يوصف

فامنن على بحله فـي سـرعة

 

إذ كنت في حل المترجم تعرف

قال فكتب لي بعد أن تفكر فيه لأجل حله:

إني إذا كتب المترجم لي فتى

 

أظهرت أني عنده لا أعرف

فأطيل فيه الفكر وقتاً واسعاً

 

هذا الذي من أجله أتوقـف

وقد ترجمه الفاسي في تاريخ مكة وذيل التقييد وأنه دفن بالمعلاة بقرب الفضيل بن عياض بعد تعلله مدة بالاستسقاء وقال أنه اجتمع به بالقاهرة ومكة ولم يقدر له السماع منه لكنه أجاز له، وذكره ابن فهد في معجمه وقال أنه أجاز له العفيف اليافعي والشهاب الحنفي والتقي الحرازي وطائفة ولم يدانه أحد في زمنه في معرفة الوثائق والسجلات ولا في سرعة كتابتها بحيث أنه يفرغ من كتابة البسملة قبل أن تجف البسملة في المكتوب الكبير الذي هو عدة أسطر، وكان جميل المحاضرة حسن العشرة جيد المذاكرة وكان يرمي قبل كتابته بعظائم في تصوير الحق بصورة الباطل وعكسه وامتحن بسبب ذلك وتردد إلى مكة غير مرة ولم يرقى معناه مثله. ومن محاسنه أنه كان لا يرى غضباً بل لا يزال بشوشاً انتهى. وقد سمع منه جماعة عدة أجزاء من السنن ممن حدثنا عفا الله عنه.
أحمد بن علي بن إينال شهاب الدين بن العلاء بن الأتابك اليوسفي. نشأ بالقاهرة فلما ترعرع أخذه الظاهر جقمق وهو إذ ذاك من أمراء العشرات لسابق حقوق لأبيه عليه فإنه كان في رقه قبل استرقاق الظاهر برقوق له وكذا كان يقال جقمق العلائي فرباه ورقاه وعمله خازنداره ثم بسفارته أمره الأشرف بطرابلس فأقام بها إلى أن ملك الظاهر فأمره بالقاهرة عشرة ثم عمله نائب الاسكندرية مدة ثم أنعم عليه بإمرة طبلخاناه فدام كذلك سنين ثم أعطاه مقدمة بعد انتقال إينال الأجرود إلى الأتابكية فأقام حتى مات في ليلة الثلاثاء سابع عشري ذي القعدة سنة خمس وخمسين وصلى عليه السلطان بسبيل المؤمني وقد ترجمه في الوفيات مطولاً.
أحمد بن علي بن أيوب الشهاب المنوفي إمام الصالحية بالقاهرة. اشتغل كثيراً وكان كثير المزاح حتى رماه بعضهم بالزندقة. مات في صفر سنة اثنتين وله ستون سنة، ذكره شيخنا في أنبائه، وقال المقريزي في عقوده: الشافعي اشتغل كثيراً وضبطت عليه كلمات حمله عليها مجونه لو نوقش عليها هلك.
أحمد بن علي بن أبي بكر بن حسن الشهاب بن أبي الحسن الشوبكي الأصل النحريري القاهري نزيل الظاهرية القديمة ووالد الشمس محمد النحريري المالكي. مات في رجب سنة ست وخمسين عن ثلاث وستين سنة. وله ذكر في ولده.
أحمد بن علي بن أبي بكر بن شداد شهاب الدين الزبيدي المقري. ولد تقريباً سنة ست وخمسين وسبعمائة وسمع من والده وحدث سمع منه الفضلاء؛ روى عنه ابن فهد فإنه أجاز له في استدعاء مؤرخ بالمحرم سنة تسع عشرة.
أحمد بن علي بن الشرف أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الشهاب بن النور المناوي الأصل القاهري الآتي أبوه وعمه عبد الرحيم. الموقع بباب الشافعي بل أحد جماعة المودع ممن اشتغل في التنبيه على الشمس العماد الأقفهسي وسكن بالقرب من سيدي حبيب جوار بيت ابن العلم. مات بالعقبة وهو متوجه لمكة آخر شوال سنة ثمان وتسعين ودفن بها في مستهل ذي القعدة وكان بارعاً في التوقيع ساكناً جامداً.
أحمد بن القاضي موفق الدين علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله الشهاب أبو الفضل الناشري اليماني أخو عبد المجيد الآتي. ولد سنة تسع وثمانين وسبعمائة وحفظ المنهاج وكثيراً من الفوائد الأدبية وحضر مجالس عمه الشهاب أحمد وسمع المجد اللغوي وابن الجزري وقرأ العربية على عبد الله بن محمد الناشري والفرائض على علي بن أحمد الجلاد وأخذ عنه العفيف الناشري ووصفه بالفضل والأخلاق الحسنة والشمائل المرضية مع مداومة العبادة والقيام والأوراد وأنه ولي قضاء زبيد نيابة عن والده من سنة اثنتين وعشرين إلى أن مات في سنة أربع وخمسين وأنجب أولاداً منهم الجمال محمد وكان أبوه ولي القضاء الأكبر بعد الشهاب أحمد بن أبي بكر الرداد الماضي.
أحمد بن علي بن أبي بكر بن محمد بن قوام الشهاب البالسي ثم الصالحي. ولد في سنة إحدى وستين وسبعمائة وحضر في الرابعة على عمر بن محمد الشحطبي السابع من حديث ابن عيينة وسمع من علي بن البهاء عبد الرحمن ومحمد بن الرشيد عبد الرحمن المقدسيين وأبي بكر بن محمد بن أبي بكر البالسي والمحب الصامت وأبي الهول الجزري وآخرين، وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى وشيخنا الأبي، وذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لابنتي رابعة ومن معها؛ وكذا ذكره المقريزي في عقوده. ومات قريب العشرين.

أحمد بن علي بن أبي بكر الشهاب الحسيني سكناً الترجمان أحد الصوفية بخانقاه سعيد السعداء. ولد قبل القرن بكثير بل الظن أنه قبل سنة سبعين وكان يذكر أنه كتب عن الزين العراقي من أماليه. وروى عن الشيخ عمر السمنودي ما أنشده إياه وكأنه من نظمه:

يا أيها الراضي بأحكامـنـا

 

لا بد أن تحمد عقبى الرضا

فوض إلينا وابق مستسلـمـاً

 

فالراحة العظمى لمن فوضا

في أبيات. كتب عنه البقاعي في سنة سبع وثلاثين وقال أنه مات بالقاهرة في حدود سنة أربعين.
أحمد بن علي بن أبي بكر الشهاب بن النور بن الزين الشارمساحي ثم القاهري الشافعي المقري الفرضي، وشارمساح من أعمال دمياط. شيخ جاوز الثمانين بيسير لكنه لم يكتف بسنه حتى ادعى أنه عمر وجاز المائة بأربعين سنة فأكثر وأعانه على ذلك الهرم فهرع إليه من لا يحصى ثم تبين لهم حيث روجعت فيه فساده وظهور الخلل فيه بالكشط في أوراق عرضه وغيرها فانكشف المعظم عنه. وقد حفظ العمدة والشاطبيتين والحاوي وعرض في شعبان سنة إحدى وتسعين فما بعده على الأبناسي وابن الملقن والعسقلاني والغماري والنور أخي بهرام وأبي العباس أحمد بن عمر بن يوسف المقري الضرير عرف بالشنشي، وأجازوا له ولقب في أكثرها بالولد على العادة، وسمع على الفوي في سنة اثنتين وعشرين صحيح مسلم وسيرة ابن سيد الناس وكان يذكر أنه أخذ القراءات عن العسقلاني وأبي الصفا خليل بن المسيب وغيرهما كأخي بهرام وأنه تفقه بالأبناسي والطبقة وأخذ العربية والفرائض عن الغماري وأنه تجرد وطاف البلاد وكل ذلك ممكن، وهو ممن برع في الفرائض والحساب والقراءات ومهر في الحاوي مع مشاركة في فنون كالنحو وكتب على مجموع الكلائي شرحاً حافلاً في مجلد أقرأه الطلبة وكذا أخذ عنه القراءات والفرائض والحساب جماعة ويقال أن ممن أخذ عنه الشمس البامي وحدث باليسير. مات وقد ضعف بصره في رجب سنة خمس وخمسين بعد أن كتب على استدعاء بعض الأولاد ودفن داخل المدرسة الجاولية رحمه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن حسن الغمري. ممن سمع مني في سنة خمس وتسعين.
أحمد بن علي بن حسين بن حسن بن علي بن عبد الواحد الشهاب العبادي ثم القاهري الأزهري الشافعي ابن أخي السراج عمر الآتي. ولد في سنة سبع وثمانمائة تقريباً بمنية عباد وقدم القاهرة فحفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفيتي الحديث والنحو وجمع الجوامع وغيرها، وعرض على جماعة واشتغل عند الشمس البرماوي والبرهان البيجوري والولي العراقي والطبقة ثم شيخنا وداوم مجلسه في الإملاء وفي رمضان وأحياناً في غيرهما وابن المجدي والقاياتي والنائي والعلم البلقيني بحيث صار يستحضر الكثير من الفقه وتصدى للإقراء بجامع الأزهر فيه غالباً وربما أقرأ الفرائض والحساب واليسير من العربية وعمله في الفقه أحسن من ذلك كله وحافظته أمتن من غيرها كل ذلك مع المداومة على التلاوة وشهود الجماعة ومباشرة إملائه بالخشابية والشافعي وغيرهما وتصوفاته بالجمالية والبيبرسية وغيرهما وعدم انفكاكه عن ذلك وارتفاقه في معيشته بالشهادة بحانوت الطارمة وصار بأخرة يقصد بالفتاوى وشكر بعض الطلبة كتابته فيها، وبالجملة فكان خيراً قليل الفضول كثير السكون محباً في المذاكرة بالعلم شديد الصحب في مباحثاته وهو ممن أنكر على البقاعي من التوراة ونحوها وتحرك لذلك فتوسل إليه بعمه حتى سكت على مضض ونعم الرجل كان. مات بعد انقطاعه أزيد من شهر في يوم الأحد تاسع عشر ربيع الأول سنة ثمانين وصلى عليه من الغد بالأزهر بمصلى باب النصر ودفن بحوش سعيد السعداء وقد جاز السبعين رحمه الله وإيانا.

أحمد بن علي ن حسين بن علي بن يوسف الشهاب الدمياطي ويعرف بالأشموني نسبة لأمه لكون أصلها منها. ولد بدمياط ونشأ بها قبانياً ثم حبب إليه العلم فأخذ عن الشهاب الجديدي ولازم الشهاب البيجوري في الفقه والعربية وغيرهما حتى برع ومما حمله عنه جامع المختصرات، وتردد إلى القاهرة وأخذ عن العلم البلقيني وكذا قرأ على البرهان العجلوني في الفقه والمعاني والبيان وغيرها وعن الجوجري وابن قاسم وزكريا ولكن جل انتفاعه إنما هو بالشهابين وبثانيهما أكثر بحيث لم يشتهر بغيره وقرأ في تقسيم التنبيه عند إمام الكاملية وحضر عندي في عدة مجالس وكذا أخذ عن البقاعي وتزايد اختصاصه به بحيث كان يرسل إليه ببعض تصانيفه وناب عن الصلاح بن كميل في قضاء دمياط وحج وجاور وانتهى هناك لابن أبي اليمن وكتب عنه، ولما مات الصلاح ضيق عليه فانتمى للأمير تمراز فكفهم عنه واستمر مقيماً عنده حتى سافر معه في سنة تسع وثمانين إلى البلاد الحلبية ودام معه حتى مات بحلب غريباً في ثاني ربيع الأول سنة تسعين عن نحو خمسين سنة وخلف أماً وأولاداً رحمه الله وعفا عنه، وكان شديد الحرص على التحصيل بدون تحر ولا تعفف مع تضييق على نفسه بحيث تمول جداً حسبماً بلغني وأنه زائد الذكاء حسن الفهم قليل الحافظة بحيث لم يحفظ القرآن شديد الحقد عديم التصون له ذوق في النظم ومنه قوله:

إذا وافق الأربـعـا رابـع

 

ورابع عشر مضى أو بقي

ورابع عشـرين أو أربـع

 

بقين فنحس فثـق واتـق

وبلغني أنه كتب للمحلى سؤالاً فرأى قوة تركيبه فسأله عن كتابه فقال جامع المختصرات فقال ولذلك سؤالك يكد أو كما قال.
أحمد بن علي بن حسين بن البدر النجم بن الزين الرفاعي الصحراوي شيخ طائفته ووالد علي الآتي. ولد في يوم الثلاثاء ثالث شعبان سنة تسع وثلاثين وثمانمائة وتردد إلي كثيراً في سماع الحديث ومجالس الإملاء وكذا سمع على بقايا من المسندين وقرأ على إمام الكاملية وفيه حشمة وتودد.
أحمد بن علي بن حسين المصري الأصل المكي ويعرف بابن جوشن كان أحد التجار بمكة وبلغني أنه وقف على الفقراء جهة بالهدة بني جابر. مات في سنة إحدى بمكة ودفن بالمعلاة. قاله الفاسي في تاريخها.
أحمد بن علي بن خلف بن عبد العزيز بن بدران الشهاب الطنتدائي ثم القاهري الحسيني - لسكناه الحسينية منها - الشافعي والد إبراهيم الماضي قال شيخنا في معجمه وغيره لازم شيخنا البلقيني فقرأ عليه وكتب عنه من فتاويه قدر مجلد ومن غيرها ومهر في العربية وشارك في الفنون وكتب الخط الحسن وكان حسن القراءة للحديث جداً لطيف المزاج حسن الخلق رافقنا في السماع على عدة مشايخ وسمعنا من فوائده ونظمه مراراً. مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وقد زوجه الشمس البوصيري ابنته واستولدها وناهيك بهذا جلالة لصاحب الترجمة أيضاً. وذكره المقريزي في عقوده وأنه سمع بقراءته الحسنة على البلقيني.
أحمد بن علي بن خليل شهاب الدين المقدسي صهر التقي أبي بكر القلقشندي المقدسي على ابنته وسبط الجمال عبد الله بن جماعة شيخ الصلاحية ويعرف بابن اللدي. ولد سنة خمس وعشرين وثمانمائة ببيت المقدس وحفظ العمدة والمنهاج والألفيتين وغيرها وسمع على جده لأمه وصهره وابن أخيه أبي حامد أحمد بن عبد الرحيم والسراج الحمصي بل وعائشة الكنانية في آخرين من أهل بلده والواردين عليه، وهو ممن سمع معي كثيراً مما قرأته هناك وكان عارفاً بلقاء الأكابر بمروءة وتودد وكرم. مات في رمضان سنة ثمانين ببيت المقدس ودفن بتربة ماملا عند القلقشندي رحمه الله وعفا عنه.
أحمد بن علي بن أبي راجح. يأتي فيمن جده محمد بن إدريس.
أحمد بن علي بن زكريا الشهاب الجديدي والد الشهاب أحمد الماضي. كان معروفاً بالصلاح والكرامات وللناس فيه اعتقاد. مات في ليلة سابع صفر سنة ثلاث وأربعين رحمه الله.

أحمد بن علي بن سالم بن أحمد بن عبد الخالق الشهاب البرلسي الشوري المالكي أخو البدر حسن الآتي. ولد في سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بشورى من البرلس وحفظ القرآن وابن الحاجب الفرعي والأصلي وكافيته في العربية وجود القرآن على محمد الجبرتي وأخذ عن الشهاب بن الأقيطع وأخيه البدر وغيرهما ولكن جل انتفاعه بأخيه، وقدم القاهرة غير مرة منها في سنة ثمانين وأخذ عني بقراءته وسماعاً أشياء وكتبت له إجازة طويلة وتكسب بالشهادة مع فهم وخير ووجاهة بين أهل بلده بحيث يرجعون إليه ويشهد بينهم.
أحمد بن علي بن سعيد بن عمر اليافعي المكي الخراز الدلال. مات بها في ربيع الأول سنة ثمان وستين.
أحمد بن علي بن سليمان بن عبد الرحمن شهاب الدين الفيشي ثم القاهري الشافعي الناسخ. حفظ القرآن وغيره واشتغل يسيراً وشارك وكتب الخط الجيد وتشاغل بالنسخ بالأجرة حتى كتب الكثير جداً ومما كتبه شرح البخاري لشيخنا نحو مرتين وأكثر وشرح ابن الملقن وجل الخادم وهو سريع الكتابة غير صحيحها وأم بجامع الغمري وبغيره وخطب وقرأ على القول البديع تصنيفي بعد أن كتب منه نسخاً وكذا قرأ على غيره بل قرأ الحديث على العامة ببعض الجوامع؛ وحج غير مرة وجاور وتكسب بالشهادة زمناً وتعانى التجارة وآخر أمره جلس لها في سوق الشرب حتى مات في حياة أبويه ليلة السب ثالث المحرم سنة أربع وثمانين بعد توعكه أياماً بمرض حاد وصلى عليه من الغد بمصلى باب النصر ودفن بحوش بتلك النواحي ولم يقصر عن الخمسين وكان عاقلاً ساكناً محتملاً قائماً بما يصلحه رحمه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن سنان بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري أحد قواد مكة. مات في مقتلة أشرت إليها في الحوادث في صفر سنة ست وأربعين وطيف برأسه بجدة ثم دفن من يومه، وكان من أعيان القواد المنفردين بمزيد التمول والعقار والأموال ويضارب ويقارض وله سبيل بطريق المعلاة بالقرب من مسجد الراية وقف عليه الدار المتصلة به.
أحمد بن علي بن الشيخ أبي العباس بن أبي الحسن القبابلي. يأتي في أحمد بن علي بدون زيادة.
أحمد بن علي بن صبيح المدني أحد فراشيها وأخو محمد الآتي. ممن سمع مني بالمدينة.
أحمد بن علي بن عامر بن عبد الله الشهاب بن نور الدين المسطيهي ثم القاهري الشافعي الآتي أبوه. نشأ فلازم البرهان بن حجاج الأبناسي في الفقه والعربية وغيرهما وانتفع به وأمره بالقراءة على العبادي وكان من أوائل من أخذ عنه وكذا حضر دروس الونائي في التقسيم وغيره والقاياتي لكن يسيراً في آخرين منهم ابن البلقيني وشيخنا وأكثر من التردد إليه والاستفادة منه وبرع في فنون وكان غاية في الذكاء مع حسن الشكالة ولطف العشرة والبزة وله نظم ونثر وناب في القضاء عن السفطي فمن بعده بل سمعت أن أول من ابتكر ولايته القاياتي بعناية الولولي بن تقي الدين فإنه كان من عشرائه المختصين به وعمل أمانة الحكم لابن البلقيني. مات في حياة أبيه في سحر يوم الاثنين خامس عشر المحرم سنة ثلاث وخمسين عن نحو الأربعين ودفن في يومه عفا الله عنه، وخلف ابنة نشأت في كفالة أمها وقد خلفه شيخه العبادي عليها وتزوج بالابنة بعد البهاء بن المحرقي الخطيب واستولدها يحيى الآتي. ومن نظم صاحب الترجمة:

بما بجفنيك من سحر ومن سـقـم

 

أحكم بما شئت غير الهجر واحتكم

يا راشقي بسهام من لـواحـظـه

 

أصبت قلبي فدا والكلم بالـكـلـم

وكف كف الجفا بالوصل منك فقد

 

أصبحت من ألمي لحماً على وضم

في أبيات

أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد بن أبي الحسن بن عبد الصمد بن تميم التقي أبو العباس بن العلاء بن المحيوي الحسيني العبيدي البعلي الأصل القاهري سبط ابن الصائغ ويعرف بابن المقريزي - وهي نسبة لحارة في بعلبك تعرف بحارة المقارزة وكان أصله من بعلبك وجده من كبار المحدثين فتحول ولده إلى القاهرة وولي بها بعض الوظائف المتعلقة بالقضاء وكتب التوقيع في ديوان الإنشاء وأنجب صاحب الترجمة. وكان مولده حسبما كان يخبر به ويكتبه بخطه بعد الستين، وقال شيخنا أنه رأى بخطه ما يدل على تعيينه في سنة ست وستين وذلك بالقاهرة ونشأ بها نشأة حسنة فحفظ القرآن وسمع من جده لأمه الشمس بن الصايغ الحنفي والبرهان الآمدي والعز بن الكويك والنجم بن رزين والشمس بن الخشاب والتنوخي وابن أبي الشيخة وابن أبي المجد والبلقيني والعراقي والهيثمي والفرسيسي وغيرهم بل كان يزعم أنه سمع المسلسل على العماد بن كثير. ولا يكاد يصح وحج فسمع بمكة من النشاوري والأميوطي والشمس بن سكر وأبي الفضل النويري القاضي وسعد الدين الاسفرايني وأبي العباس بن عبد المعطي وجماعة، وأجاز له الأسنوي والأذرعي وأبو البقاء السبكي وعلي بن يوسف الزرندي وآخرون ومن الشام الحافظ أبو بكر بن المحب وأبو العباس بن العز وناصر الدين محمد بن محمد بن داود وطائفة؛ واشتغل كثيراً وطاف على الشيوخ ولقي الكبار وجالس الأئمة فأخذ عنهم وتفقه حنفياً على مذهب جده لأمه وحفظ مختصراً فيه ثم لما ترعرع وذلك بعد موت والده في سنة ست وثمانين وهو حينئذ قد جاز العشرين تحول شافعياً واستقر عليه أمره لكنه كان مائلاً إلى الظاهر ولذلك قال شيخنا أنه أحب الحديث فواظب على ذلك حتى كان يتهم بمذهب ابن حزم ولكنه كان لا يعرفه انتهى. هذا مع كون والده وجده حنبليين. ونظر في عدة فنون وشارك في الفضائل وخط بخطه الكثير وانتقى وقال الشعر والنثر وحصل وأفاد وناب في الحكم وكتب التوقيع وولي الحسبة بالقاهرة غير مرة أولها في سنة إحدى وثمانمائة والخطابة بجامع عمرو وبمدرسة حسن والإمامة بجامع الحاكم ونظره وقراءة الحديث بالمؤيدية عوضاً عن المحب بن نصر الله حين استقراره في تدريس الحنابلة بها وغير ذلك، وحمدت سيرته في مباشراته وكان قد اتصل بالظاهر برقوق ودخل دمشق مع ولده الناصر في سنة عشر وعاد معه وعرض عليه قضاؤها مراراً فأبى وصحب يشبك الدوادار وقتاً ونالته منه دنيا بل يقال أنه أودع عنده نقداً. وحج غير مرة وجاور وكذا دخل دمشق مراراً وتولى بها نظر وقف القلانسي والبيمارستان النوري مع كون شرط نظره لقاضيها الشافعي وتدريس الأشرفية والإقبالية وغيرها ثم أعرض عن ذلك وأقام ببلده عاكفاً على الاشتغال بالتاريخ حتى اشتهر به ذكره وبعد فيه صيته وصارت له فيه جملة تصانيف كالخطط للقاهرة وهو مفيد لكونه ظفر بمسودة الأوحدي كما سبق في ترجمته فأخذها وزادها زوائد غير طائلة، ودرر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة ذكر فيه من عاصره، وإمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأخوال والحفدة والمتاع وكان يحب أن يكتب بمكة ويحدث به فتيسر له ذلك، والمدخل له وعقد جواهر الأسفاط في ملوك مصر والفسطاط والبيان والإعراب عما في أرض مصر من الأعراب والإلمام فيمن تأخر بأرض الحبشة من ملوك الإسلام والطرفة الغريبة في أخبار حضرموت العجيبة ومعرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم وإيقاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء والسلوك بمعرفة دول الملوك يشتمل على الحوادث إلى وفاته؛ والتاريخ الكبير المقفي وهو في ستة عشر مجلداً وكان يقول أنه لو كمل على ما يرومه لجاوز الثمانين، والأخبار عن الإعذار والإشارة والكلام ببناء الكعبة بيت الحرام ومختصره وذكر من حج من الملوك والخلفاء، والتخاصم بين بني أمية وبني هاشم وشذور العقود وضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري والأوزان والأكيال الشرعية وإزالة التعب والعناء في معرفة الحال في الغناء وحصول الإنعام والمير في سؤال خاتمة الخير والمقاصد السنية في معرفة الأجسام المعدنية وتجريد التوحيد ومجمع الفرائد ومنبع الفوائد يشتمل على علمي العقل والنقل المحتوى على فني الجد والهزل بلغت مجلداته نحو المائة وما شاهده وسمعه مما لم ينقل في كتاب وشارع النجاة يشتمل  على جميع ما اختلف فيه البشر من أصول دياناتهم وفروعها مع بيان أدلتها وتوجيه الحق منها والإشارة والإيماء إلى حل لغز الماء وهو ظريف وغير ذلك. وقرض سيرة المؤيد لابن ناهض وقد قرأت بخطه أن تصانيفه زادت على مائتي مجلدة كبار وأن شيوخه بلغت ستمائة نفس، وكان حسن المذاكرة بالتاريخ لكنه قليل المعرفة بالمتقدمين ولذلك يكثر له فيهم وقوع التحريف والسقط وربما صحف في المتون مما رأيته بخطه في ذلك ابن البدر وهو بفتح الموحدة والدال المهملة فضبطه بخطه بالبدل وعلي بن منصور الكرجي شيخ السلفي وهو بالجيم فضبطه بالخاء المعجمة وكثيراً ما يجعل عبد الله عبيد الله وعكسه بل وبلغني أنه جعل أبا طاهر بن محمش راوي الحديث المسلسل بالأولية حين حدث به بالخاء المعجمة بدل المهملة، وأما في المتأخرين فقد انفرد في تراجمهم بما لا يوافق عليه كقوله في ابن الملقن أنه كان يسيء الصلاة جداً وكان مع ذلك يكثر الاعتماد على من لا يوثق به من غير غزو إليه حتى فعل ذلك في نسبه فإن مستنده في كونه من العبيديين كونه دخل مع والده جامع الحاكم فقال له يا ولدي هذا جامع جدك لا سيما وما قاله ابن رافع في نسبه عبد القادر جده أنصارياً يخدش في هذا وإن توقف صاحب الترجمة فيه لكنه مع ذلك لم يكن يتجاوز في تصانيفه في سياق نسبه عبد الصمد بن تميم وإن أظهر زيادة على ذلك فلمن يثق به ثم رأيت ما يدل على أنه اعتمد في هذه النسبة العرياني المشهور بالكذب فالله أعلم ومن يصف من يكون كذلك بالحافظ يريد الاصطلاح فقد جازف وما أحسن قول بعضهم مما في بعضه توقف. وكان كثير الاستحضار للوقائع القديمة في الجاهلية وغيرها وأما الوقائع الإسلامية ومعرفة الرجال وأسمائهم والجرح والتعديل والمراتب والسير وغير ذلك من أسرار التاريخ ومحاسنه فغير ماهر فيه، وكانت له معرفة قليلة بالفقه والحديث والنحو واطلاع على أقوال السلف وإلمام بمذهب أهل الكتاب حتى كان يتردد إليه أفاضلهم للاستفادة منه مع حسن الخلق وكرم العهد وكثرة التواضع وعلو الهمة لمن يقصده والمحبة في المذاكرة والمداومة على التهجد والأوراد وحسن الصلاة ومزيد الطمأنينة فيها والملازمة لسننه حتى أن بعض الرؤساء فيما بلغني عتبه على انقطاعه عنه فأنشد قول غيره:

قالت الأرنب اللفوت كـلامـاً

 

فيه ذكرى لتفهـم الألـبـاب

أنا أجري من الكلاب ولـكـن

 

خير يومي أن لا تراني الكلاب

ولو أنشده قول ابن المبارك:

قد أرحنا واسترحنا

 

من غـدو ورواح

واتصـال بـلـئيم

 

أو كريم ذي سماح

بعفاف وكـفـاف

 

وقنوع وصـلاح

وجعلنا اليأس مفتاحا

 

حاً لأبواب النجاح

لكان أحسن، والخبرة بالزايرجة والاصطرلاب والرمل والميقات بحيث أنه أخذ لابن خلدون طالعاً والتمس منه تعيين وقت ولايته فيقال أنه عين له يوماً فكان كذلك وعد من النوادر كل ذلك مع تبجيل الأكابر له إما مداراة له خوفاً من قلمه أو لحسن مذاكراته، وقد حدث ببعض تصانيفه ومروياته بمكة والقاهرة سمع منه الفضلاء وأخبر أنه سمع فضل الخيل للدمياطي على أبي طلحة الحراوي مرتين فاعتمدوا إخباره بذلك وقرئ عليه مرة بل كتب بخطه قبيل موته بسنة أنه لا يعلم من يشاركه في روايته، ورأيت بخط صاحبنا النجم بن فهد أنه حضر في الرابعة على الحراوي وما علمت مستنده في ذلك. وقد ترجمه شيخنا في معجمه بقوله وله النظم الفائق والنثر الرائق والتصانيف الباهرة وخصوصاً في تاريخ القاهرة فإنه أحيا معالمها وأوضح مجاهلها وجدد مآثرها وترجم أعيانها. ولكنه لم يبالغ في أنبائه لهذا الحد بل قال وأولع بالتاريخ فجمع منه شيئاً كثيراً وصنف فيه كتباً وكان لكثرة ولعه به يحفظ كثيراً منه قال وكان حسن الصحبة حلو المحاضرة. وقال العيني كان مشتغلاً بكتابة التواريخ وبضرب الرمل تولى الحسبة بالقاهرة في آخر أيام الظاهر يعني برقوق ثم عزل بمسطره ثم تولى مدة أخرى في أيام الدودار الكبير سودون ابن أخت الظاهر عوضاً عن مسطره بحكم أن مسطره عزل نفسه بسبب ظلم سودون المذكور. وقال ابن خطيب الناصرية في ترجمة جده: وهو جد الإمام الفاضل المؤرخ تقي الدين وقال غيره جمع كتاباً فيما شاهده وسمعه مما لم ينقله من كتاب ومن أعجب ما فيه أنه كان في رمضان سنة إحدى وتسعين ماراً بين القصرين فسمع العوام يتحدثون أن الظاهر برقوق خرج من سجنه بالكرك واجتمع عليه الناس قال فضبطت ذلك اليوم فكان كذلك. ومن شعره في دمياط:

سقى عهد دمياط وحياه من عـهـد

 

فقد زادني ذكراه وجداً على وجدي

ولا زالت الأنواء تسقى سحابـهـا

 

دياراً حكت من حسنها جنة الخلـد

وهي أكثر من عشرين بيتاً. مات في عصر يوم الخميس سادس عشري رمضان سنة خمس وأربعين بالقاهرة بعد مرض طويل وذلك على ما قاله شيخنا تكملة ثمانين سنة من عمره؛ ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة بحوش الصوفية البيبرسية رحمه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد الشهاب ابن الشيخ نور الدين بن النقاش الميقاتي الآتي أبوه. ولد سنة سبع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة. فاضل متميز في الميقات متقن للحسابيات والوضعيات خبير بالمباشرة في الرياسة خلف والده في مباشراته وقطن البارزية في بولاق لسد مباشرتها واستنابه في جهاته بالقاهرة. وكان منجمعاً عن الناس مع مشاركة في النحو والصرف وغيرهما ونظم حسن وعشرة لطيفة واستحضار لنكت وظرائف وأظنه لم يتزوج. ومن نظمه فيمن اسمه يونس:

قم فاقطف الوردة مـن خـده

 

ولا تخف في ذاك من يحرس

وآنس النفس بـذكـر الـذي

 

لساقه فهـو لـهـا يونـس

عذاره والقد مـع طـرفـه

 

ما الآس ما البان ما النرجس

وذكره العذب إذا مـا نـبـا

 

حلت مخافات العدى يونـس

وقوله:

كل من طبعـه الأذية

 

ما يموت إلا مقهـر

شامت فيه الأعـادي

 

وعلى نفسه يحسـر

لا تكن يا صاح تغتاب

 

لا ولا صاحب نميمه

واترك المزح ودعه

 

مع الألفاظ الدميمـه

والزم التقوى ففيهـا

 

ساعة منها غنيمـه

لا ترم قط سـواهـا

 

تندم الآن وتخـسـر

وتصير بين الخـلائق

 

أخمل الناس وتقهـر

وقوله:

من ذا الذي يمنع ما قـدره

 

من أمره وهو الذي صوره

لو كان للناس مـن نـفـسـه

 

موعظة أو كان ذا تبـصـره

رأى بعين الحال في حـالـه

 

وحال عما حـالـه انـكـره

فكـيف والآية فـيه أتــت

 

أي قتل الإنسان ما أكـفـره

يا أيها الإنسـان مـا غـرك

 

بربك المنـعـم إلا الـشـره

فاقلع عن الذنب وتب واستقـم

 

واخضع له إن ترتجي الآخره

وقل إلهي سيدي مقـصـدي

 

سؤلي مناي العفو والمغفـره








مات تقريباً سنة سبع وتسعين.
أحمد بن علي بن عبد الله بن حاتم بن محمد بن عمر بن يوسف الشهاب بن العلاء الطرابلسي الأصل الحنبلي ويعرف بابن الحبال. ولد سنة تسع وأربعين وسبعمائة وتفقه واشتغل قديماً وسمع الحديث من عمه الجمال يوسف وكان مع القائمين في إزالة دولة الظاهر برقوق بحيث أخذ معهم وضرب ثم اشتهر بعد اللنك بطرابلس وعظم شأنه وناب في قضائها ثم استقل بل صار أمر البلد إليه وأكثر من القيام مع الطلبة والرد عنهم والتعصب لعقيدة الحنابلة والإنصاف لأهل العلم مع قلة بضاعته في العلم وكان أهل طرابلس يعتقدون فيه أقصى رتب الكمال حتى نقل ابن قاضي شهبة عن الشاب التائب أنهم لو علموا جواز بعث الله لنبي في هذا الزمان لكان هو، واستمر إلى أن نوه به ابن الكويز في أول ولاية الظاهر ططر وبعناية الدودار الكبير برسباي قبل سلطنته بقليل لكونه كان يعرفه من طرابلس حتى استقر في قضاء الشام فدخلها في جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وشرط أن لا يلزم بالركوب مع القضاة لدار السعادة فاستمر إلى أن صرف في شعبان سنة اثنتين وثلاثين بسبب ما اعتراه من ضعف البصر والارتعاش وثقل السمع بحيث كان الأمور لذلك تخرج كثيرة الفساد مع كونه وهو كذلك يكثر العبادة ويلازم الجماعة، قال التقي بن قاضي شهبة: وكان قد باشر مباشرة رديئة باعتبار أنه كان لا يبصر ولا يهتدي لشيء ففسد النظام وأثبت أشياء مزمنة ومع ذلك مشت لكونه في نفسه جيداً والنائب وغيره يعتقدونه فهلك بسبب ذلك خلق كثير واستفتى عليه علماء الشافعية والحنفية والحنابلة فأفتوا بعزل القاضي بالعمى وآخر أمره لم يبق له فهم ولا بصر إلا اليسير، كل ذلك مع كثرة عبادته على كبر سنه وإلمامه بالحديث وكونه ليس في الفقه بذاك، وبعد عزله حمل إلى طرابلس فمات بعد وصوله إليها بيوم في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين عن أربع وثمانين سنة، ذكره شيخنا في إنبائه واختصره في معجمه وقال أجاز لنا غير مرة. وفي عصره أحمد بن الحبال أيضاً وهو ابن محمد بن محمد بن أحمد بن أبي غانم وسيأتي.
أحمد بن علي بن عبد الله بن علي بن أبي راجح محمد بن إدريس الشهاب القرشي الشيبي المكي. مات بها في المحرم سنة ست وسبعين عفا الله عنه.
أحمد بن علي بن عبد الله بن محمد القاهري الأصل المقسي ويعرف بابن قريميط. ولد في ذي الحجة سنة ستين بالقاهرة ونشأ فقرأ القرآن عند الفيومي إمام الزاهد وأخي الفخر المقسي وقرأ في المنهاج عند الشمس المسيري ولازمه فيه بالقاهرة وكذا بمكة حين مجاورته بها وتكسب قياساً ثم من سنة إحدى وثمانين بالمباشرة بديوان يشبك الجمالي وسافر معه في التجاريد الثلاثة وحمد عقله وحذقه وأدبه مع الفضلاء وإحسانه إليهم بحيث رتب لنور الدين الكلبشي في كل شهر ديناراً وكذا يكثر الإحسان لأمين الدين بن النجار ولحذقة طلبته؛ واستخبرته عن تجريدة سنة خمس وتسعين فوجدته محرراً ضابطاً.

أحمد بن علي بن عبد الله الشهاب الدلجي المصري الشافعي اشتغل بمصر وفضل في النحو وغيره من العقليات ثم توجه لطرابلس فأقام بها يسيراً ثم رجع إلى دمشق وقد تميز فدرس بالأتابكية نيابة عن البارزي وتعانى الشهادة وحصل منها دنيا وولي مشيخة خانقاه حانوت بسفارة العلاء البخاري وكتابة إلى مصر بحيث انتزعت من ابن حجي، وكان حسن العبارة جيد الخط عارفاً بالصناعة فصيح العبارة فاضلاً ولكنه كان متنقصاً للناس كثير الاستهزاء بهم. مات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وهو في عشر السبعين ظناً ولم يتزوج قط وكان يزعم أنه يعيش العمر الطبيعي. والتقط من شرح البخاري للكرماني فوائد وأفادنيها وجمع بين التوسط والخادم في مجلدات مع زوائد كثيرة ومعقولات بخطه الجيد ووقع لخطيب مكة منها أربعة أجزاء ضخمة أو أكثر وكان فيما بلغني يشكره ويقول أنه يستدل به على زيادة فضيلته. قال ابن قاضي شهبة كان فاضلاً في صناعة الشهادة جيد الخط ويتكلم في العقليات جيداً غير أنه كانت تنسب إليه أشياء فالله أعلم.
أحمد بن علي بن عبد الله النفياني الأصل القاهري نزيل المنكوتمرية. شاب حفظ القرآن واشتغل عند البدر حسن الأعرج والزينين الأبناسي وأخي ولازمني في تقريب النووي وغيره وتنزل في الصوفية.
أحمد بن علي بن عبد الله قيم مدرسة الولوي البلقيني ويعرف بالبصيري بالتصغير. ممن نشأ في بيت الولوي المشار إليه وأقربائه وكثرت مرافعاته ولم يحصل على طائل بل نسبت إليه جريمة فاحشة مع زيارة الليث ونحوه.
أحمد بن علي بن خيل الشهاب القاهري أحد صوفية سعيد السعداء ويعرف بابن السكري حرفة أبيه. ممن يشتغل عند الزين زكريا والبكري ثم نزل للكمال الطويل ونحوه، وقد حج وتردد إلي وعنده سكون وأدب.
أحمد بن علي بن علي بن عيسى فتح الدين أبو الفتح المنوفي القلعي الشافعي. أحد النواب وهو بكنيته أشهر. يأتي في الكنى.
أحمد بن علي بن علي بن محمد الشهاب القمني الأصل ثم القاهري المقرئ ويعرف بابن الشيخ علي. وكان والده وهو ابن أخت الزين القمني من أهل القرآن والخير فولد له هذا في خامس عشري رمضان سنة تسع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة داخل باب زويلة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشهاب الصعيدي أحد من جمع للسبع على الزين طاهر وتلاه لأبي عمرو وعلى الزين عبد الغني الهيثمي وتدرب في قراءة الأجواق فتميز حتى صار أحد رؤساء القراء وانفرد بالتبرع في القراءة في المشاهد والمجامع ونحوها وعدم مزاحمته لجماعته في ذلك وكثرت جهاته وأملاكه وثروته مع رغبته في الملاطفة والمماجنة والألفاظ التي يستطرفها عشراؤه ورام الأشرف قايتباي التعرض له رجاء حوز شيء وضيق عليه في سنة تسع وثمانين، ويقال أن سببه تسميته له قاشان فما ظفر منه بشيء فأطلقه ولم يلبث أن احترق له ملك هائل بحارة الروم وتحاموا إعلامه لضعفه إذ ذاك، وقد قصدني غير مرة وعرض ولده عليّ، ورأيته كتب على مجموع البدري مقطوعاً أظنه لغيره ولكنه قال إنه لكاتبه فالله أعلم.

أحمد بن علي بن عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سالم الشهاب الكلاعي الحميري الشوايطي اليمني ثم المكي الشافعي والد الجمال محمد وعلي. ولد في العشر الأخير من رمضان سنة إحدى وثمانين وسبعمائة بشوايط - بمعجمة ثم مهملة بلدة بقرب تعز - ونشأ بها فحفظ القرآن ثم قدم تعز بعد التسعين فحفظ بها الشاطبية وتلا على الشيخ عبد الله البنبي ختمة جمع فيها بين قراءة قالون عن نافع وابن كثير وأبي عمرو بل وجمع عليه للسبع من أول القرآن إلى "ويسألونك عن الأهلة" ثم تلا ختمة للسبع على المقرئ عبد الرحمن بن هبة الله الملحاني، ثم انتقل إلى مكة سنة ثلاث وثمانمائة فقطنها حتى مات وسافر منها إلى الزيارة النبوية غير مرة ولذا تردد إلى اليمن مراراً ولقي بحران من بلادها محمد بن يحيى الشارفي الهمداني شيخ الملحاني المتقدم فتلا عليه أيضاً للسبع وذلك في سنة تسع وثمانمائة وكذا تلا في حال إقامته وأذنوا له في الإقراء وتفقه في المدينة بالجمال الكازروني بحث عليه من التنبيه إلى الرهن وفي مكة بالشمس الغراقي بحث عليه في التنبيه أيضاً والمنهاج وسمع بمكة على الشريف عبد الرحمن الفاسي وابن صديق والمراغي والجمال بن ظهيرة والزين الطبري والولي العراقي حين قدمها وعلي بن مسعود بن علي بن عبد المعطي في آخرين وبالمدينة على المراغي أيضاً والرضى أبي حامد المطري ورقية ابنة ابن مزروع وجماعة وكتب بخطه الكثير لنفسه ولغيره وأقرأ الأطفال مدة وعكف بالمسجد الحرام يقرئ ويدرس ويفيد فعم الانتفاع، وباشر مشيخة الباسطية هناك حين أعرض عنها الشيخ عمر الشيبي بعد أن كان أحد صوفيتها وحدث سمع منه الفضلاء وممن قرأ عليه شيخنا الأمين الأقصرائي تلا عليه لأبي عمرو في بعض مجاوراته ولقيته بمكة فحملت عنه الكثير، وكان إماماً فاضلاً مفنناً خيراً ديناً ساكناً متواضعاً ذا سمت حسن ونسمة لطيفة بالجرم وانجماع وملازمة للعبادة والإقراء والطواف محباً إلى الناس قاطبة مبارك الإقراء. وقد وصفه شيخنا بالشيخ القدوة الفاضل الأوحد الفقيه. مات في صبح يوم الأربعاء رابع عشر ذي القعدة سنة ثلاث وستين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن عمر بن أحمد بن محمد بن محمد بن محرز الشهاب بن النور بن السراج الصندفي المحلى المالكي سبط الشيخ أبي بكر الطريني ويعرف بابن محرز. ممن أخذ عني بالقاهرة.
أحمد بن علي بن عمر بن كنان شهاب الدين العيني الأصل المدني الشافعي والد الفخر يعني الآتي هو وأبوه أيضاً كان يذكر أنه ينتسب للزبير بن العوام ووصل نسبه به. ولد بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره وقرأ على ابن الجزري طيبته من حفظه وأجاز له وكذا سمع على النور المحلى سبط الزبير في سنة عشر بعض الاكتفاء للكلاعي. وكان خيراً متعبداً منجمعاً عن الناس كثير التلاوة تحول في آخر عمره لمكة فدام "بها إلى أن" مات في يوم الاثنين ثامن عشر ذي القعدة سنة تسع وستين بمكة ودفن بجوار والده في المعلاة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن عمر شهاب الدين القاهري نزيل مكة ويعرف بابن الشوا. عامي تعلق على المتجر فحصل قدراً ولم يكن بالمرضي. مات في ليلة الخميس رابع جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين بمكة وقد قارب السبعين وهو الذي لفت خالي عن طريقة والده إلى التجارة وركب به البحر متوغلاً في البلاد حتى قيل إنه أتلفه فالله قبيله.
أحمد بن علي بن عواض الشهاب التروجي ثم السكندري الحنفي ويعرف بابن عواض. حفظ فيما قيل الكنز واشتغل بالتجارة وبذل في قضاء الاسكندرية ثلاثة آلاف دينار عجل ثلثها وصرف به الدرشابي فمكث أزيد من شهر بالقاهرة ثم مات بها في جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين ويقال أنه هدد بالمقشرة في وزن الباقي بحيث كان ذلك سبباً لموته وصلى عليه بالأزهر ثم دفن بتربة المجاورين وهو في نحو الستين وكان مصاهراً لابن محليس ممن يذكر بخير وديانة عفا الله عنه.

أحمد بن علي بن عيسى بن علي بن عيسى بن عبد الكريم الشهاب الزملكاني ثم الدمشقي الشافعي ويعرف بابن السديدارة - بضم السين وفتح الدال المهملتين ثم تحتانية. ولد سنة سبعين وسبعمائة فيما كتبه بخطه ببعض الاستدعاءات، ورأيت من قال سنة ثمان وستين وأن أباه مات سنة خمس وسبعين وهو ابن سبع سنين وسمع في صغره من مشايخ بلده وشهد على القضاة قديماً وتعين بعد موت السويدي وابن الحساني إلى أن صار هو ورفيقه الشمس الأذرعي عين شهود الشام بل عمل نقيب الشافعي هناك، مع شح زائد حتى على نفسه. مات في يوم الجمعة سادس جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخلف من النقد شيئاً كثيراً.
أحمد بن علي بن عيسى بن محمد بن عيسى الحسني السمهودي. مضى في ابن أبي الحسن.
أحمد بن علي بن عيسى الزين الأنصاري الدهروطي ثم القاهري الشافعي والدا التاج محمد الأتي ويعرف بالأنصاري تزوج ابنة المجد اسماعيل قاضي الحنفية وكان بعد صهره بقليل.
أحمد بن علي بن أبي القسم بن القسم بن محمد بن حسن اليمني المكي الزيدي ويعرف بابن الثقيف. عنى قليلاً بالعربية والشعر ونظم ومدح السيد حسن صاحب مكة وغيره وهجا صاحب ينبع وأقبل على اللهو واجتماع الناس عنده لذلك وحنق بعضهم منه لاجتماع بعض الشباب عنده فقتل لذلك فيما قيل في ليلة الجمعة رابع عشري شوال سنة تسع عشرة عن نحو الثلاثين أو أزيد بقليل وطل دمه وأنكر المتهم بقتله ذلك والموعد القيامة وقد فاز بالشهادة ولعلها أن تكفر عنه. قاله الفاسي في مكة.
أحمد بن علي بن قرطاي الشهاب أبو الفضل بن العلاء بن السيف المصري الحنفي سبط محمد بن بكتمر الساقي الحنفي ويعرف بسيدي أحمد بن بكتمر. ولد في يوم الأحد ثالث عشري شعبان سنة ست وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها في ترف زائد ونعمة سابغة وثروة ظاهرة من أقطاع وأوقاف كثيرة جداً حتى أن غلته تزيد على عشرة دنانير كل يوم فيما قيل ومع ذلك فلا يزال في دين كثير لكونه يقتني الكتب النفيسة بالخطوط المنسوبة والجلود المتقنة وغير ذلك من الآلات البديعة والقطع المنسوبة الخط وقد اشتغل في الفنون وأتقن صنائع عدة وبرع في الفقه وكتب على العلاء بن عصفور فبرع في الكتابة وفنونها حتى فاق في المنسوب لا سيما في طريقة ياقوت، وكان يقول إنه سمع على ابن الجزري حديث قص الأظفار وعلى القبابي وأكثر النظر في التاريخ والأدبيات وقال الشعر الجيد وهو ممن قرض سيرة المؤيد لابن ناهض. وكان فاضلاً أديباً شاعراً لطيفاً حسن المحاضرة صبيح الوجه محباً في الفضائل والتحف ذا ذهن وقاد مع السمن الخارج عن الحد بحيث لا يحمله إلا الجياد من الخيل حتى أنه يقترح لأصحاب الصنائع أشياء في فنونهم فيقرون بأنها أحسن مما كانوا يريدون عمله وهو من أفكه الناس محاضرة وأحلاهم نادره وأحسنه وجهاً وأطهرهم وضاءة عنده من لطيفات الصفات بقدر ما عنده من ضخامة الذات، وله وجاهة عند الأكابر، ومحاسنه شتى غير أنه كان مسرفاً على نفسه ينفد أوقات جده ويستدين أيضاً كما تقدم، وقد قطن القدس ودمشق والقاهرة وتوفي بها في الطاعون ليلة الاثنين عاشر ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وحمل جنازته ثمانية أنفس منهم أربعة بالخشب الذي يسمونه أقواباً رحمه الله. ومن نظمه مما كتبه عنه البقاعي:

تسلطن إلى ما بين الأزاهر نرجس

 

بما خص من إبريزه ولـجـينـه

فمد إليه الـورد راحة مـقـتـر

 

فأعطاه تبراً من قراضة عـينـه

ومن نظمه:

إن إبـراهـيم أورى

 

في الحشا منه ضراما

ليت قلبـي بـلـقـاه

 

نال برداً وسـلامـاً

وقوله:

رعى الله أيام الربيع وروضها

 

بها الورد يزهو مثل خد حبيبي

وإني وحق الحب ليس ترحلي

 

سوى لمكان ممرع وخصـيب

وعندي من نظمه بهامش الأنباء سوى هذا وقد أثنى عليه المقريزي.
أحمد بن علي بن قوام. فيمن جده أبو بكر بن محمد بن قوام.

أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الشهاب السنديمي المكي. أجاز له في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة العفيف النشاوري وابن حاتم والعراقي والهيثمي وابن صديق والصردي وابن خلدون وابن عرفة والغياث العاقولي وآخرون، وسمع على ابن الجزري وغيره أجاز لي وكان أحد خدام درجة الكعبة وأضر بأخرة ثم قدح له فأبصر. مات في ليلة الخميس رابع صفر سنة أربع وخمسين وصلى عليه من الغد ودفن بالمعلاة.
أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد. حفيد البدر ابن شيخنا ابن حجر.
أحمد بن علي بن أبي راجح محمد بن إدريس أبو المكارم العبدري الشيبي الحجبي المكي كان من أعيان الحجبة. توفي في أوائل سنة ثمان غريقاً في البحر المالح وهو متوجه إلى بلاد اليمن. ذكره الفاسي في مكة.
أحمد بن الفقيه علي بن محمد بن تميم شهاب الدين أبو عبد الباسط الدمياطي الشافعي ويعرف بالزلباني. شيخ معمر رأيته بالسابقية في سنة سبع وسبعين حيث قدم القاهرة في بعض المقاصد وأخبرني أنه جاز المائة بسنين وأمارات الصدق عليه لائحة، وقد تسارع جماعة للاجتماع به ومصافحته، وهو ممن صحب الزين أبا بكر الخوافي وعبد العزيز الغزنوي وتلقن منهما الذكر وصافحاه، وهو ممن أخذ عن الشبرلسي سمعته يقول لا إله إلا الله ويذكر شيئاً من الآداب الصوفية وقرأ الفاتحة ودعا لي، ولم يلبث أن رجع إلى بلده ومات. وممن أخذ عنه الزين زكريا.
أحمد بن علي بن محمد بن سليمان البهاء الأنصاري الثتائي القاهري الأزهري الشافعي أخو الشرف موسى وأخويه محمد وأبي بكر ووالد محمد الماضي. ولد في سنة سبع وثمانمائة بتتا قرية بالمنوفية وقدم القاهرة فاشتغل بالعلم وكتب المنسوب ثم صحب الأكابر وتعانى المتجر وعرف بالصيانة والديانة وجاور بمكة عدة سنين حتى مات في ليلة الأربعاء سابع عشر صفر سنة ثلاث وستين وصلى عليه بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، وكان حلو اللسان كثير الأدب كريم النفس متجملاً في حركاته وخدمه والواردين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن محمد بن ضوء الشهاب أبو عبد العزيز الآتي الصفدي الأصل المقدسي الحنفي ويعرف بابن النقيب أخو يوسف الآتي. ولد في ليلة الاثنين سابع عشري رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وسمع من الزيتاوي سنن ابن ماجه بفوت ومن اليافعي وخليل بن إسحاق الداراني وعبد المنعم بن أحمد الأنصاري والعلائي وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى ووصفه بالشيخ الإمام العالم وشيخنا الأبي، قال شيخنا في معجمه أجاز لأولادي وذكره في أنبائه فقال: أحمد بن علي بن النقيب.
تقدم في فقه الحنفية وشارك في فنون وكان يؤم بالمسجد الأقصى مات سنة ست عشرة.
أحمد بن علي بن محمد بن عبد الكريم بن حسن الكيلاني المكي ويعرف أبوه بالخواجا شيخ علي. ولد سنة سبع بمكة ونشأ بها فسمع في سنة أربع من الزين أبي بكر المراغي الختم من مسلم وأبي داود وابن حبان. ومات ظناً باليمن.
أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشهاب البلقيني الأصل المصري القادري. أخذ عن حسن الكشكشي القادري بل وفيما قيل عن ابن الناصح وتجرد وساح مدة ثماني عشرة سنة وصار مشهوراً بالصلاح. مات في يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسين ودفن ظاهر باب النصر رحمه الله.
أحمد بن علي بن محمد بن عبد المؤمن البتنوني الأصل القاهري الباسطي زوج ابنة أبي العباس الغمري الآتي سمع مني مع أبيه وكذا سمعا على القمصي.
أحمد بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن علي بن يوسف الكمال أبو العباس بن الصلاح الدمشقي الحنفي الشمس الرقي المقري ويعرف بابن عبد الحق وقديماً باب قاضي الحصن وعبد الحق جد جده لأمه وهو عبد الحق بن خليل الحنبلي. ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وأحضر بإفادة جده لأمه على أبي محمد بن أبي التائب والبندنيجي وأسماء ابنة صصرى وسمع على المزي والبرزالي وأكثر والشمس بن نباتة وإبراهيم بن محمد بن عثمان بن أبي عصرون وعائشة ابنة المسلم الحرانية وخلق كثير من أصحاب ابن عبد الدائم؛ وتفرد بأشياء وحدث بالكثير، قرأ عليه شيخنا جملة وقال إنه لم يكن محموداً في سيرته ويتعسر في التحديث. مات في ثاني ذي الحجة سنة اثنتين وأنا بدمشق وقد جاز السبعين. ذكره شيخنا في معجمه وأنبائه والفاسي في ذيله والمقريزي في عقوده.

أحمد بن علي بن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمد بن ناصر بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الشهاب أبو العباس بن أبي هاشم بن الحافظ الشمس أبي المحاسن الحسيني الدمشقي الشافعي والد العز حمزة الآتي وكذا أبوه. ولد سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة وسمع من أبي هريرة بن الذهبي وابن صديق وأبي العباس بن عبد الحق الحنفي وأبي اليسر ابن الصائغ وزينب ابنة محمد بن محمد بن عثمان السكري وغيرهم الكثير، وحدث سمع منه الفضلاء وأذن بالجامع الأموي بل كان رئيس المؤذنين فيه. مات بدمشق في سلخ صفر أو أول ربيع الأول سنة ثمان وأربعين رحمه الله.
أحمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام بن علي بن عبد الكافي الشهاب أبو العباس القرشي التميمي البكري الغضايري الحنفي المؤذن أخو الشمس محمد يعرف بابن سكر - بضم المهملة ثم كاف مشددة - سمع بإفادة أخيه من البدر الفارقي وأبي زكريا يحيى بن المصري وأبي الفرج بن عبد الهادي والحسن بن السديد ويوسف بن عبد الله الدمشقي والشهاب أحمد بن أبي بكر بن علي الزبيري والموفق أحمد بن أحمد بن عثمان الشارعي والشمس محمد بن محمد بن عمر السراج وإبراهيم بن محمد بن عبد الغني بن تيمية في آخرين، وأجاز له المزي والذهبي وابن الجزري وفاطمة ابنة العز وآخرون وحدث سمع منه الأئمة كشيخنا بالقاهرة والتقي الفاسي وذكره في تقييده والمقريزي في عقوده وأنه روى له المسلسل والعمدة، وكان شيخاً ساكناً مؤذناً بالمنصورية وجامع الحاكم وله بقربه دكان يبيع فيه الفخار. مات بالقاهرة في رجب سنة ست وله بضع وسبعون سنة.
أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر الشهاب بن النور الفاكهي الأصل المكي الشافعي ابن أخت السراج معمر الآتي وأبوه. ولد في شعبان سنة ثمان وستين وثماني مائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي والإرشاد لابن المقري وألفية ابن مالك وعرض على البرهان بن ظهيرة والمحب الطبري والعلمي في آخرين وسمع مني بمكة وبالمدينة أشياء بل قرأ علي بالقاهرة في سنن أبي داود وتكرر قدومه لها وهو حاذق فطن متودد.
أحمد بن علي بن محمد بن علي شهاب الدين بن السابق. مات في أواخر شعبان سنة في محبسه بالمقشرة وكان شيخ العرب بالغربية تلقاها بعد موت ابن عمه السراج عمر بن عبد الله بن السابق واستمر فيها مدة إلى أن صودر في نحو ثلاثين ألف دينار فيما قيل وآل أمره إلى أن طيف به وقد سلخ رأسه على جمل ثم أودع السجن فلم يلبث إلا نحو شهر ومات، كل ذلك بعد أن استقر عوض إبراهيم بن عمر المذكور وهو أخوه لأمه.
أحمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر المحب أو الشهاب أبو العباس بن المصري الأصل المكي الشافعي ويعرف بابن الفاكهي وهو عم والد لمذكور قريباً وابن أخت الجلال عبد الواحد المرشدي. ولد سنة سبع وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج والعمدة في أصول الدين للنسفي وعرضهما على جماعة. وتفقه بالنجم الواسطي ولازمه حتى قرأ عليه المنهاج بحثاً وسمع الحاوي غير مرة عليه بحثاً وكذا حضر دروس خاله في التفسير والعربية وغيرهما ودروس أبي السعادات بن ظهيرة وتفنن وبرع وأذن له النجم في الإقراء والإفتاء سمع على الزين المراغي الصحيحين بفوت، وأجاز له جماعة وناب في قضاء جدة عن القاضي نور الدين علي بن داود الكيلاني وعن اليونيني، ورام النيابة بمكة فما تمكن بعد أن أذن له فيه، أجاز لي ومات في عاشر جمادى الآخرة سنة خمس وستين بمكة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله شهاب الدين الردادي الحنفي أخو المحمدين اشتغل قليلاً. ومات في منتصف شعبان سنة إحدى وستين عن أربع وستين سنة عفا الله عنه.

أحمد بن علي بن محمد بن أبي الفتح النور المنذري الدمشقي ثم الحلبي الشافعي ويعرف بابن النحاس وبالمحدث. اشتغل بالحديث وحصل منه طرفاً وأخذ عن الصلاح الصفدي وسمع بدمشق وحلب الكثير من أصحاب ابن عبد الدائم ثم أقام بها وأقرأ بهما بعض الطلبة وكانت محاضرته حسنة يستحضر من التاريخ وأيام الناس طرفاً جيداً وأثنى البلقيني على فضيلته وتحول إلى كلمز من أعمال حلب فسكنها وقرأ البخاري على الناس ثم انتقل إلى سرمين فمات بها في سنة ثلاث فيما يغلب على ظني. قاله ابن خطيب الناصرية، وأورده شيخنا في سنة أربع ومن إنبائه باختصار نقلاً عنه.
أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أيوب الشهاب بن النور بن البرقي الحنفي الآتي أبوه وجده وأخواه محمد وأبو بكر وهما شقيقان وصاحب الترجمة شقيق لأخته. ولد بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وناب عن ابن الديري فمن بعده، وله حشمة وستر في الجملة بالنسبة لأخويه وهو ممن كان مع الركب الأول في سنة ست وتسعين فحج ورجع.
أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبادة. يأتي قريباً فيمن جده محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن عبادة.
أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهاب أبو العباس بن نور الدين بن أبي عبد الله الحسني الفاسي الممكي المالكي والد التقي محمد الآتي. ولد في ثاني عشري ربيع الأول سنة أربع وخمسين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العز بن جماعة منسكه الكبير وغيره ومن الفقيه خليل المالكي واليافعي وطائفة وبالقاهرة من البهاء أبي البقاء السبكي وغيره وبحلب من جماعة وأجاز له العلائي وسالم المؤذن وغيرهما كالصلاحين الصفدي وابن أبي عمرو وابن النجم وابن أميلة وابن الجوخي وزغلش والبياني والزيتاوي، وحفظ في صغره كتباً وأخذ الفقه والعربية عن جماعة منهم أبو العباس بن عبد المعطي وموسى المراكشي وأشياء من العلم عن القاضي أبي الفضل النويري وكذا أخذ عن غير واحد بمصر وغيرها الأصول والمعاني والبيان والأدب وغير ذلك وأذن له ابن عبد المعطي بالإفتاء، وتقدم في معرفة الأحكام والوثائق ودرس وأفتى وحدث وصنف في مسائل مع نظم ونثر فيه أشياء حسنة وأكثر من مدح النبي صلى الله عليه وسلم وكذا له مدائح في أمراء مكة وولي مباشرة الحرم بعد أبيه في سنة إحدى سبعين وناب في قضايا عن صهره وشيخه القاضي أبي الفضل وعن ولده المحب والجمال بن ظهيرة وابن أخته السراج عبد اللطيف الحنبلي وكذا ناب في العقود عن المحب النويري وولده العز بل ناب بأخرة في قضاء المالكية عن ولده التقي، ودخل الديار المصرية والشام واليمن غير مرة وكذا زار النبي صلى الله عليه وسلم مراراً كان في بعضها ماشياً وجاور بالمدينة أوقاتاً كثيرة وكان معتبراً ببلده ذا مكانة عند ولاتها بحيث يدخلونه في أمورهم وهو ينهض بالمقصود من ذلك بل صاهر أمير مكة السيد حسن بن عجلان على ابنته أم هانئ ومن نظمه فيه من قصيدة:

عدلت فما تؤوي الهلال المشارق

 

لينظره بالمغربين المـشـارق

فما رائح إلا بخـوفـك أعـزل

 

ولا صامت إلا بفضلك ناطـق

كل ذلك مع كثرة المروءة والإحسان إلى الفقراء وغيرهم وشدة التخيل والانجماع. ترجمه ولده في تاريخ مكة وبيض له في ذيل التقييد. وقال شيخنا في إنبائه أنه عني بالعلم فمهر في عدة فنون وخصوصاً الأدب وقال الشعر الرائق وفاق في معرفة الوثائق ودرس وأفتى وحدث قليلاً، أجاز لي وباشر شهادة الحرم نحو خمسين سنة، زاد في معجمه وكان كثير التخيل والانجماع سمعت من نظمه وفوائده وأجاز لابني محمد. مات بمكة في يوم الجمعة حادي عشري شوال سنة تسع عشرة وصلى عليه عقب صلاة الجمعة عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بجوار ابنته المذكورة وكانت جنازته حافلة، وممن ترجمه المقريزي في عقوده. رحمه الله وإيانا.

أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد شيخي الأستاذ إمام الأئمة الشهاب أبو الفضل الكناني العسقلاني المصري ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن حجر وهو لقب لبعض آبائه. ولد في ثاني عشري شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بمصر العتيقة ونشأ بها يتيماً في كنف أحد أوصيائه الزكي الخروبي فحفظ القرآن وهو ابن تسع عند الصدر السفطي شارح مختصر التبريزي وصلى به على العادة بمكة حيث كان مع وصيه بها؛ والعمدة وألفية ابن العراقي والحاوي الصغير ومختصر ابن الحاجب الأصلي والملحة وغيرها، وبحث في صغره وهو بمكة العمدة على الجمال بن ظهيرة ثم قرأ على الصدر الأبشيطي بالقاهرة شيئاً من العلم وبعد بلوغه لازم أحد أوصيائه الشمس بن القطان في الفقه والعربية والحساب وغيرها وقرأ عليه جانباً كبيراً من الحاوي وكذا لازم في الفقه والعربية النور الأدمي وتفقه بالأبناسي بحث عليه في المنهاج وغيره وأكثر من ملازمته أيضاً لاختصاصه بأبيه وبالبلقيني لازمه مدة وحضر دروسه الفقهية وقرأ عليه الكثير من الروضة ومن كلامه على حواشيها وسمع عليه بقراءة الشمس البرماوي في مختصر المزني وبابن الملقن قرأ عليه قطعة كبيرة من شرحه الكبير على المنهاج، ولازم العز بن جماعة في غالب العلوم التي كان يقرئها دهراً ومما أخذه عنه في شرح المنهاج الأصلي وفي جمع الجوامع وشرحه للعز وفي المختصر الأصلي والنصف الأول من شرحه للعضد وفي المطول وعلق عنه بخطه أكثر من شرح جمع الجوامع، وحضر دروس الهمام الخوارزمي ومن قبله دروس قنبر العجمي وأخذ أيضاً عن البدر بن الطنبدي وابن الصاحب والشهاب أحمد بن عبد الله البوصيري وعن الجمال المارداني الموقت الحاسب، واللغة عن المجد صاحب القاموس والعربية عن الغماري والمحب بن هشام، والأدب والعروض ونحوهما عن البدر البشتكي والكتابة عن أبي علي الزفتاوي والنور البدماصي، والقراءات عن التنوخي قرأ عليه بالسبع إلى "المفلحون" وجوده قبل ذلك على غيره، وجد في الفنون حتى بلغ الغاية وحبب الله إليه الحديث وأقبل عليه بكليته طلبه من سنة ثلاث وتسعين وهلم جراً، لكنه لم يلزم الطلب إلا من سنة ست وتسعين فعكف على الزين العراقي وتخرج به وانتفع بملازمته وقرأ عليه ألفيته وشرحها ونكته على ابن الصلاح دراية وتحقيقاً والكثير من الكتب الكبار والأجزاء القصار وحمل عنه من أماليه جملة واستملى عليه بعضها. وتحول إلى القاهرة فسكنها قبيل القرن وارتحل إلى البلاد الشامية والمصرية والحجازية وأكثر جداً من المسموع والشيوخ فسمع العالي والنازل وأخذ عن الشيوخ والأقران فمن دونهم واجتمع له من الشيوخ المشار إليهم والمعول في المشكلات عليهم ما لم يجتمع لأحد من أهل عصره لأن كل واحد منهم كان متبحراً في علمه ورأساً في فنه الذي اشتهر به لا يلحق فيه فالتنوخي في معرفة القراءت وعلو سنده فيها والعراقي في معرفة علوم الحديث ومتعلقاته والهيثمي في حفظ المتون واستحضارها والبلقيني في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع وابن الملقن في كثرة التصانيف والمجد الفيروزابادي في حفظ اللغة واطلاعه عليها والغماري في معرفة العربية ومتعلقاتها وكذا المحب بن هشام كان حسن التصرف فيها لوفور ذكائه وكان الغماري فائقاً في حفظها والعز بن جماعة في تفننه في علوم كثيرة بحيث أنه كان يقول أنا أقرئ في خمسة عشر علماً لا يعرف علماء عصري أسماءها، وأذن له جلهم أو جميعهم كالبلقيني والعراقي في الإفتاء والتدريس. وتصدى لنشر الحديث وقصر نفسه عليه مطالعة وقراءة وإقراء وتصنيفاً وإفتاء وشهد له أعيان شهوده بالحفظ وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الأدب والفقه والأصلين وغير ذلك على مائة وخمسين تصنيفاً ورزق فيها من السعد والقبول خصوصاً فتح الباري بشرح البخاري الذي لم يسبق نظيره أمراً عجباً بحيث استدعى طلبه ملوك الأطراف بسؤال علمائهم له في طلبه وبيع بنحو ثلثمائة دينار وانتشر في الآفاق ولما تم لم يتخلف عن وليمة ختمه في التاج والسبع وجوه من سائر الناس إلا النادر وكان مصروف ذلك إليهم نحو خمسمائة دينار، واعتنى بتحصيل تصانيفه كثير من شيوخه وأقرانه فمن دونهم وكتبها الأكابر وانتشرت في حياته وأقرأ الكثير منها وحفظ غير واحد من الأبناء عدة منها وعرضوها على جاري العادة على مشائخ العصر. وأنشد من نظمه في  المحافل وخطب من ديوانيه على المنابر لبليغ نظمه ونثره. وكان مصمماً على عدم دخوله في القضاء حتى أنه لم يوافق الصدر المناوي لما عرض عليه قبل القرن النيابة عنه عليها ثم قدر أن المؤيد ولاه الحكم في بعض القضايا ولزم من ذلك النيابة ولكنه لم يتوجه إليها ولا انتدب لها إلى أن عرض عليه الاستقلال به وألزم من أجابه بقبوله فقبل واستقر في المحرم سنة سبع وعشرين بعد أن كان عرض عليه في أيام المؤيد فمن دونه وهو يأبى وتزايد ندمه على القبول لعدم فرق أرباب الدولة بين العلماء وغيرهم ومبالغتهم في اللوم لرد إشاراتهم وإن لم تكن على وفق الحق بل يعادون على ذلك واحتياجه لمداراة كبيرهم وصغيرهم بحيث لا يمكنه مع ذلك القيام بكل ما يرومونه على وجه العدل وصرح بأنه جنى على نفسه بتقلد أمرهم وأن بعضهم ارتحل للقائه وبلغه في أثناء توجهه تلبسه بوظيفة القضاء فرجع، ولم يلبث أن صرف ثم أعيد ولا زال كذلك إلى أن أخلص في الإقلاع عنه عقب صرفه في جمادى الثانية سنة اثنتين وخمسين بعد زيادة مدد قضائه على إحدى وعشرين سنة؛ وزهد في القضاء زهداً تاماً لكثرة ما توالى عليه من الأنكاد والمحن بسببه وصرح بأنه لم تبق في بدنه شعرة تقبل اسمه. ودرس في أماكن كالتفسير بالحسنية والمنصورية والحديث بالبيبرسية والجمالية المستجدة والحسنية والزينية والشيخونية وجامع طولون والقبة المنصورية والإسماع بالمحموية والفقه بالخروبية البدرية بمصر والشريفية الفخرية والشيخونية والصالحية النجمية والصلاحية المجاورة للشافعي والمؤيدية وولي مشيخة البيبرسية ونظرها والإفتاء بدار العدل والخطابة بجامع الأزهر ثم بجامع عمرو وخزن الكتب بالمحمودية وأشياء غير ذلك مما لم يجتمع له في آن واحد، وأملى ما ينيف على ألف مجلس من حفظه واشتهر ذكره وبعد صيته وارتحل الأئمة إليه وتبجح الأعيان بالوفود عليه وكثرت طلبته حتى كان رؤس العلماء من كل مذهب من تلامذته؛ وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى وألحق الأبناء بالآباء والأحفاد بل وأبناءهم بالأجداد ولم يجتمع عند أحمد مجموعهم وقهرهم بذكائه وتفوق تصوره وسرعة إدراكه واتساع نظره ووفور آدابه؛ وامتدحه الكبار وتبجح فحول الشعراء بمطارحته وطارت فتواه التي لا يمكن دخولها تحت الحصر في الآفاق، وحدث بأكثر مروياته خصوصاً المطولات منها كل ذلك مع شدة تواضعه وحلمه وبهائه وتحريه في مأكله ومشربه وملبسه وصيامه وقيامه وبذله وحسن عشرته ومزيد مداراته؛ ولذيذ محاضراته ورضى أخلاقه وميله لأهل الفضائل وإنصافه في البحث ورجوعه إلى الحق وخصاله التي لم تجتمع لأحد من أهل عصره؛ وقد شهد له القدماء بالحفظ والثقة والأمانة والمعرفة التامة والذهب الوقاد والذكاء المفرط وسعة العلم في فنون شتى؛ وشهد له شيخه العراقي بأنه أعلم أصحابه بالحديث. وقال كل من التقي الفاسي والبرهان الحلبي: ما رأينا مثله، وسأله الفاضل تغري برمش الفقيه أرأيت مثل نفسك فقال الله تعالى: "فلا تزكوا أنفسكم". ومحاسنه جمة وما عسى أن أقول في هذا المختصر أو من أنا حتى يعرف بمثله خصوصاً وقد ترجمه من الأعيان في التصانيف المتداولة بالأيدي التقي الفاسي في ذيل التقييد والبدر البشتكي في طبقاته للشعراء والتقي المقريزي في كتابه العقود الفريدة والعلاء بن خطيب الناصرية في ذيل تاريخ حلب والشمس بن ناصر الدين في توضيح المشتبه والتقي بن قاضي شهبة في تاريخه والبرهان الحلبي في بعض مجاميعه والتقي بن فهد المكي في ذيل طبقات الحفاظ والقطب الخيضري في طبقات الشافعية وجماعة من أصحابنا كابن فهد النجم في معاجيمهم وغير واحد في الوفيات وهو نفسه في رفع الأصر وكفى بذلك فخراً وتجاسرت فأوردته في معجمي والوفيات وذيل القضاة بل وأفردت له ترجمة حافلة لا تقي ببعض أحواله في مجلد ضخم أو مجلدين كتبها الأئمة عني وانتشرت نسخها وحدثت بها الأكابر غير مرة بكل من مكة والقاهرة وأرجو كما شهد به غير واحد أن تكون غاية في بابها سميتها الجواهر والدرر. وقد قرأت عليه الكثير جداً من تصانيفه ومروياته بحيث لا أعلم من شاركني في مجموعها وكان رحمه الله يودني كثيراً وينوه بذكرى في غيبتي مع صغر سني حتى قال ليس في جماعتي مثله؛ وكتب لي على عدة من تصانيفي وأذن لي في الإقراء والإفادة بخطه وأمرني بتخريج حديث ثم أملاه. ولم يزل على جلالته وعظمته في  النفوس ومداومته على أنواع الخيرات إلى أن توفي في أواخر ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وكان له مشهد لم ير من حضره من الشيوخ فضلاً عمن دونهم مثله وشهد أمير المؤمنين والسلطان فمن دونهما الصلاة عليه وقدم السلطان الخليفة للصلاة؛ ودفن تجاه تربة الديلمي بالقرافة وتزاحم الأمراء والأكابر على حمل نعشه ومشى إلى تربته من لم يمش نصف مسافتها قط، ولم يخلف بعده في مجموعه مثله. ورثاه غير واحد بما مقامه أجل منه رحمه الله وإيانا. ومن نظمه مما قرأته عليه وأنشدنيه لفظاً:

خليلي ولى العمر منا ولم نتب

 

وننوي فعال الصالحات ولكنا

فحتى متى نبني بيوتاً مشـيدة

 

وأعمارنا منا تهد وما تبنـى

وقوله:

لقد آن أن نتقـي خـالـقـا

 

إليه المآب ومنه النـشـور

فنحن لصرف الردى مالـنـا

 

جميعاً من الموت واق نصير

وقوله:

سيروا بنا لمتاب

 

إن الزمان يسير

إن الدار البلاء ما

 

لنا مجير نضير

وقوله:

أخي لا تسوف بالمتاب فقد أتـى

 

نذير مشيب لا يفارقـه الـهـم

وإن فتى من عمره أربعون قـد

 

مضت مع ثلاث عدها عمر جم

أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن أبي بكر بن يفتح الله الشهاب بن النور السكندري المالكي ويعرف بابن يفتح الله. مات بمكة وكان مجاوراً بها في يوم الاثنين سابع عشري جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين بعد أن تعلل مدة ودفن من الغد جوار قبر أبيه، وكان ظريفاً خفيف الروح ولم يسلك مسالك أبيه وقد استنابه البدر بن المخلطة في القضاء بالاسكندرية وما حمد له ذلك سامحه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن محمود بن عبادة - بالفتح - الشهاب الأنصاري الحلبي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي المؤذن ويعرف بابن الشحام - بمعجمة ثم مهملة مثقلة - ولد في يوم الجمعة قبيل الصلاة خامس عشري المحرم سنة إحدى وثمانين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فقرأ القرآن على أبيه والفخر العجلوني وغيرهما والعمدة للموفق بن قدامة وحضر في الفقه عند العلاء بن اللحام بل حضر مواعيد الزين بن رجب والجمال العرجاوي وسمع الحديث على الكمالين ابن النحاس وابن عبد الحق والحسن بن محمد بن أبي الفتح البعلي وأبي حفص البالسي، وآخرين وحدث ببلده وبيت المقدس وغيرهما سمع منه الفضلاء، وحملت عنه بالصالحية وكفر بطنا أشياء وكان خيراً منوراً محباً في الحديث باشر مشيخة الكهف والإمامة بجبل قاسيون والأذان بجامع بني أمية وحج مرتين وزار بيت المقدس، ومات هناك في إحدى الجمادين سنة أربع وستين ودفن بمقبرة الزاهرة.

أحمد بن علي بن محمد بن مكي بن محمد بن عبيد بن عبد الرحيم الأنصاري الدماصي - بمهملتين نسبة لدماص قرية بالشرقية - ثم القاهري البولاقي الحنفي ويعرف بقرقماس لمشاركته لتركي اسمه كذلك اشتهر بالعسف في أحكامه. ولد كما قرأته بخطه في سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن والمختار وتذكرة الكبير والمنظومة كلها في الفقه والمنار في أصوله والحاجبية في العربية واشتغل في الفقه على الجمال يوسف الضرير وخير الدين وفي أصوله على الزين طاهر وغيره وفي العريبة على العز بن جماعة بل حضر دروسه في غيره وسمع سنن أبي داود وابن ماجه على الغماري وختمهما على الأبناسي وأولهما على المطرز وثانيهما على الجوهري. وحج في سنة أربع وأربعين ودخل دمياط والصعيد وناب في القضاء عن التفهني والعيني فمن بعدهما، وحدث باليسير سمع منه الفضلاء وكنت ممن أخذ عنه شيئاً، وتكلم في سيرته وأهين في أيام الظاهر جقمق وطيف به وأنشأ ببولاق جملة أماكن أتى الحريق على أكثرها. مات في يوم الخميس سادس عشر ربيع الثاني سنة اثنتين وستين وصلى عليه بكرة الجمعة الأمين الأقصرائي عند جامع الحظيري ودفن بالقرافة. وولده قريب النمط منه وأما حفيده عبد القادر فهو وإن كان أحد الفضلاء فسيرته أيضاً غير مرضية وسيأتي.
أحمد بن علي بن محمد بن موسى بن منصور الشهاب بن النور أبي الحسن المحلى ثم المدني الشافعي الآتي أبوه. ولد بطيبة سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة ونشأ بها فحضر على الجمال الأميوطي في سنة خمس وثمانين عدة أجزاء وسمع منه ومن يوسف بن إبراهيم بن البنا وسليمان بن أحمد السقا وجماعة، وأجاز له العراقي والهيثمي والبلقيني وآخرون، وحدث سمع منه الفضلاء، قرأت عليه بمنى والمدينة أشياء، وكان خيراً ذا همة ومعرفة ودهاء. مات في ليلة السبت عاشر أو خامس المحرم سنة ثمان وخمسين بمكة المشرفة وكان أقام بها لمرض عرض له أيام الحج رحمه الله وإيانا.
أحمد بن علي بن محمد بن نصر الله بن علي بن محمد بن نصر الله الدركواني الأصل الحموي الحنبلي المقرئ، ودركو بفتح الدال المهملة قرية من قرى حماة، ويعرف كأبيه وجده بالخطيب لكون جده كان خطيب دركوا. كان مولد أبيه بها ونشأ بها ثم تحول منها إلى حماة فولد له الشهاب هذا في سنة ثمان وأربعين وثمانمائة ومات هو في سنة إحدى وستين فحفظ القرآن وجوده على عبد الرحمن الكازواني - نسبة لقرية كازو من حماة - الحموي وعليه قرأ البخاري بل تلا عليه إفراداً وجمعاً للسبع وأجاز له وكذا تلا معظم البقرة للسبع بالقاهرة مع الأزرق أحد رواة ورش والأصبهاني أحد رواة قالون على الزين جعفر السنهوري وقرأ في المحرر من كتبهم على قاضي طرابلس العلاء بن باديس العلاء الحموي قبل انتقاله لطرابلس وكذا قرأ عليه وعلى الشمس بن قريحان في العربية وعليهما معاً في البخاري وقرأ فيه أيضاً على الشمس بن الحمصي الغزي بها، وحج وزار القدس والخليل وقدم القاهرة مراراً وقرأ فيها البخاري على الديمي ثم اجتمع بي أواخر سنة خمس وتسعين فقرأ علي من أول كل من الكتب المن مسند إمامه أحمد وإمامنا الشافعي وغير ذلك وقأ على الخيضري وغيره؛ وخطب بالجامع الكبير ببلده نيابة وقرأ فيه على العامة وتكسب بالتجارة على وجه جميل.
أحمد بن علي بن محمد أبو العباس الشاذلي الشافعي. رأيت نسخة من شرح ألفية العراقي قال ناسخها أنه كتبها من نسخته وهي مقروءة على شيخنا وأذن له. وعلى القاياتي أيضاً ويشبه أن يكون أحمد بن محمد بن عبد الغني الآتي في الكنى وقع الغلط في نسبه ومذهبه فيحرر.
أحمد بن علي بن محمد الشهاب الحسيني المصري ويعرف بابن بنت شقائق. كان شريفاً معروفاً يتعانى الشهادة. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى. قاله شيخنا في إنبائه.
أحمد بن علي بن محمد الشهاب المناوي ويعرف بابن زريق ممن سمع مني بالقاهرة.
أحمد بن علي بن محمد الشهاب القرافي ثم القاهري الشافعي ويعرف بالشاب التائب. كان أديباً فاضلاً مطارحاً جيد الخط ممن أخذ عن ابن الهمام وله فيه قصيدة حسنة، وعن الشمني والحصني ومما أخذه عنه المطول وغيرهم وله مجموع مفيد وأقرأ التوضيح لابن هشام. لقيته وكتبت عنه قوله فيمن اسمها شقراء:

سبقت لميدان الفؤاد بحبهـا

 

شقراء تجذب مهجتي بعنان

فتراكبت حمر الدموع شبهها

 

مذ جالت الشقراء في الميدان








وكتبت عنه غير ذلك. وممن تطارح معه الشهاب المنصوري وبلغني عن ابن بردبك دعواه فيه التفرد بمجموعه. مات في يوم الثلاثاء خامس شعبان سنة إحدى وستين. وهو غير الشهاب أحمد الشافعي المعروف أيضاً بالشاب التائب فذاك اسم أبيه عمر بن أحمد بن عبد الله وسيأتي.
أحمد بن علي بن محمد الشهاب المصري التاجر نزيل مكة ويعرف بالعاقل. ممن أنشأ بمكة داراً وكذا بمنى مع شيل عمله بها في سنة تسع وأربعين وكان مسرفاً على نفسه. مات في ليلة الخميس عشري رمضان سنة أربع وستين بجدة وحمل إلى مكة فدفن بها وخلف أولاداً. أرخه ابن فهد.
أحمد بن علي بن محمد الشهاب الصوفي الشافعي. ممن سمع ختم النسائي الكبير على النسابة واللذين معه.
أحمد بن علي بن محمد الشهاب الغزي الحنفي نزيل مكة من أصحاب يحيى الواعظ. قرأ علي في سنة ثلاث وتسعين أربعي النووي ثم في التي تليها بعض البخاري ولازمني فيهما وهو ممن قرأ بمكة على المحب بن حرباش في الفقه وعلى عبد الله الشامي في النحو، وفيه سكون وجمود.
أحمد بن علي بن محمد الشهاب المصري ثم المكي أحد الخواجكية ويعرف بالكواز نسبة فيما يزعمونه لصالح شهير بينهم ممن له مآثر وقرب في إصلاح المسجد الحرام وعين حنين ومحل المولد الحنفي النبوي وغير ذلك بل عمل سبيلاً بالأبطح ويقال إن ما كان بيده من المالية لأخيه حسين؛ وكان معظماً جواداً يجتمع عنده الأعيان من التجار والدولة ويكرمهم بحيث كان شاه بندر نحده ممدحاً بحيث كان ممن يمدحه البرهان الزمزمي فضلاً عن أبي الخير بن عبد القوي ويرمي مع ذلك بالبشع. مات بعد أن تضعضع وخدم الدولة بكلبرجة.
أحمد بن الشيخ علي بن ناصر الدين بن محمد البعلي العطار هو وأبوه. ولد ببعلبك ونشأ بها فسمع الصحيح على الزين عبد الرحمن بن الزعبوب أنا الحجار لقيته بها فقرأت عليه الثلاثيات ونعم الرجل. مات في - أحمد بن علي بن محمد الخانكي شقيق أبي الخير محمد الآتي وسبط النور الرشيدي ويعرف بابن التاجر. ولد سنة ثلاث وثلاثين بالخانقاه ونشأ فقرأ القرآن واشتغل عند النور البوشي ثم قاضي بلده الشمس الونائي ومحمود الهندي وتنزل في صوفية المكان، وتقنع وقد حضرني بولد له عرض علي المنهاج وجمع الجوامع والألفية وعليه سيما الخير.
أحمد بن علي بن محمد السجستاني الحنفي لقيه العلاء بن السيد عفيف الدين غير مرة منها بسجستان في سنة ست وخمسين حين عود الشيخ من مكة فحدثه بالأحاديث الزينيات المكذوبات عن الجلال أبي الفتح محمد بن محمد الحافظي البخاري السرغي الآتي.
أحمد بن علي بن محمد الهندي. ممن أخذ عني بمكة.
أحمد بن علي بن منصور الحميري والبجائي شارح الجرومية. ممن أخذ عنه بالقاهرة البرهان اللقاني. مات سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن عزم.
أحمد بن علي بن موسى أبو يوسف الأتكاوي المالكي أخو زوجة الشيخ إبراهيم الأتكاوي الماضي كما أن الشيخ إبراهيم أخو زوجته فالحاصل أن كلاً منهما أخو زوجة الآخر، وهو بكنيته أشهر ويقال له أيضاً أبو نجور - بنون ثم جيم مشددة وآخره راء - تأخرت وفاته عن صهره إلى قريب الأربعين ظناً وكان سيداً كبيراً يذكر بصلاح كثير قال له الجمال يوسف الصفي أحد السادات كما سمعه منه الشهاب أحمد الصندلي يا سيدي أحمد أفض علي من قلبك إلى غير ذلك من الكرامات والأحوال الصالحة؛ وقد جود القرآن على بلديه شيخ القراء الشمس محمد بن سيف الدين تلا عليه لأبي عمرو وتمام أربع روايات وأقبل على الطريق وأخذ عن بلديه صهره المشار إليه أخذ عنه جماعة من أهل بلده وغيرها وقدم القاهرة غير مرة فأخذ عنه العبادي والصندلي وإمام الكاملية وحكى من كراماته وكشفه واجتمع به في آخرها الزين زكريا، وحج ومات بها سنة خمس وأربعين تقريباً ودفن بتربة الشيخ سليم رحمه الله وإيانا. وهو جد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد الآتي لأمه.
أحمد بن علي بن موسى الأزرق المكي شيخ معلاتها ويعرف بكباس بموحدتين ثانيتهما مشددة بينهما كاف مفتوحة وآخره مهملة. مات بمكة في رجب سنة ثلاث وثمانين.

أحمد بن علي بن يحيى بن تميم بن حبيب بن جعفر بن محمد بن علي بن القسم بن الحسن الشهاب الحسيني العلوي الدمشقي وكيل بيت المال بها. ولد سنة سبع عشرة وسبعمائة وسمع من الحجار وابن تيمية والمزي وغيرهم الكثير، وولي وكالة بيت المال ونظر المرستان النوري ونظر الأحباس ونظر الأوصياء فشكر في مباشراته وكان تيدمر يعظمه ويقدمه ثم ترك المباشرة وانقطع ببيته وكان الشريف ناصر الدين بن عدنان يطعن في نسبه، قال شيخنا لكني رأيت بخط السبكي نسبته حسينياً، وقد حدث بالكثير سمع منه الفضلاء قرأ عليه شيخنا أشياء وذكره في معجمه وأنبائه وقال إنه مات وقد تغير قليلاً من الهرم في رابع ربيع الآخر سنة ثلاث وله سبع وثمانون سنة واستراح من رعب الكائنة العظمى. وهو في عقود المقريزي باختصار.
أحمد بن علي بن يحيى بن جميع الشهاب بن النور الصعدي العدني. رئيس تجار اليمن، كانت له بعدن وغيرها أموال جمة مع حشمة ووجاهة وتمكن من الأشرف إسماعيل صاحب اليمن وآداب ومعرفة وحسن وجه، قال المقريزي في عقوده إنه اجتمع به بالقاهرة بمجلس ابن خلدون وذاكره بأشياء من أحوال اليمن. ومات بعدن بعد رجوعه من الحج في محرم سنة سبع عن خمس وعشرين سنة وأظنه مذكوراً في كتابي فيراجع.
أحمد بن علي بن يفتح الله. مضى فيمن جده محمد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب.
أحمد بن علي بن يوسف الشهاب أبو العباس المحلي ويعرف بالطريني ويلقب مشمش. كان يخدم أولاد القونوي ورافقهم في السماع صحبة الزين العراقي على العرضي لمشيخة الفخر وغيرها وعلى المظفر بن العطار والمحب الخلاطي وأبي الحرم القلانسي وآخرين منهم أبو طلحة الحراوي سمع عليه فضل العلم للمرهبي وعبد القادر بن أبي الدر البغدادي سمع عليه من سنن أبي داود وحدث باليسير سمع منه الفضلاء وممن سمع منه العز الحنبلي وابن خاله الشهاب أحمد بن عبد الله والشمني، قال شيخنا أجاز لي وهو ممن كان يحضر عندي درس القبة البيبرسية لما وليته سنة ثمان وثمانمائة، وكان شاهداً في شؤون المفرد ومباشراً في بعض المدارس وعند بعض الأمراء ساكناً خيراً سمعت أصحابنا يثنون عليه، ومات في أول جمادى الأولى وقيل ثاني ربيع الأول سنة ثلاث عشرة. ذكره في القسم الثاني من معجمه ونسبه كما هنا وكذا في أنبائه، وأما في الأول فقال: أحمد بن يوسف بن علي بن محمد، وكذا رأيته في غير ما موضع وهو الصواب وكذا هو في عقود المقريزي.
أحمد بن علي بن شهاب الدين بن أبي الروس. فيمن جده إبراهيم بن محمد.
أحمد بن علي الشهاب بن الأمير نور الدين التركماني ويعرف بابن الشيخ علي. ولي نيابة الكرك وصفد واستقر بأخرة أميراً كبيراً بدمشق مات في ذي القعدة سنة ست بمصر. قاله شيخنا في أنبائه وترجمه غيره بأنه من أمراء الظاهر برقوق وأنه ولي نيابة صفد ثم تنقل في الولايات حتى صار من مقدمي الألوف بدمشق. ومات بها في ذي القعدة ورأيت في حوادث سنة إحدى أن أحمد بن الشيخ علي الذي كان نائب صفد مات فيها وحمل موجوده إلى الظاهر برقوق وقيمته نحو عشرة آلاف دينار فيحرر مع ما تقدم.
أحمد بن علي المصري أخو محمد الضرير الآتي ويعرف كسلفه بابن أبي الرداد أحد أمناء النيل. مات في يوم الثلاثاء ثامن عشري شوال سنة سبع وثمانين ودفن بتربتهم عند أبيه.
أحمد بن علي بن الحبال. فيمن جده عبد الله بن علي بن حاتم بن محمد.
أحمد بن علي بن النقيب الحنفي منيمن جده محمد بن ضوء.
أحمد بن علي الزفوري ويعرف بابن سابة كان رأساً في المعاملين الذين يحملون اللحم للمماليك وصاهره أبو الفوز بن زين الدين على بنته ومات قريب التسعين.
أحمد بن علي الشهاب الحبيشي - نسبة لمينة حبيش - ثم القاهري المالكي الأزهري ثم المديني. كان أبوه نجاراً فحفظ القرآن والرسالة وألفية النحو وقطعة من الشامل لبهرام وتفقه بالوراق والسنهوري والنور بن التنسي والبدر بن مخلطة وشارك فيه والعربية والأصلين والفرائض وغير ذلك. وتكسب بالشهادة وأقرأ الطلبة بالأزهر وغيره ونعم الرجل سكوناً وفضلاً.

أحمد بن علي شهاب الدين الحلواني التعزي السباك. ولد في حدود سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ونشأ فأخذ عن جماعة أقدمهم الوجيه عبد الرحمن بن محمد المرغياني التعزي وتخرج بأبيه الجمال محمد وتميز ثم لازم القاضي الشمس يوسف بن الجاي عالم الجبال في وقتنا وقرره علي بن طاهر في أماكن فأثرى وناب في القضاء ودرس بل وتصدى للإفتاء بتعز فأجاد وكان أديباً لبيباً ناسكاً راغباً في الانجماع بمنزله. مات في سنة سبع وثمانين بتعز. أفاده لي بعض اليمانيين.
أحمد بن علي الشهاب السكندري المالكي. فيمن جده أحمد.
أحمد بن علي السكندري المدني أخو محمد الآتي. ممن سمع مني بالمدينة.
أحمد بن علي الفيلالي المغربي. كان كأبيه عالماً صالحاً حج ولقي بالقاهرة جماعة ومات في سنة ستين. أفادنيه بعض المغاربة.
أحمد بن علي أبو العباس بن الرئيس أبي الحسن بن الشيخ القبايلي. وزير صاحب المغرب كان سلفه من خواص بني عبد المؤمن وقتل أبوه أبو الحسن سنة أربع وسبعين وسبعمائة بيد يعقوب بن عبد الحق المريني وكان كاتباً مطيقاً ونشأ ولده فأتقن الكتابة وباشر الأعمال السلطانية وتميز في معرفة الحساب وصناعة الديوان فلما ظهر السلطان أبو الحسن امتحن ثم خدمه وناصحه وقام بعده بولاية ولده أبي فارس ثم عقد لأخيه أبي عامر ثم ببيعة أخيه أبي سعيد ثم أوقع أهل الشر بينهما فأرسل إليه وإلى ابنه عبد الرحمن فسجنهما ثم ذبحهما في شوال سنة ثلاث. ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد بن علي المصري الرسام. ولد بعد الخمسين وسبعمائة وتعانى صناعة الرسم وتعاطى النظم مع عامية شديدة ولكنه كان سهلاً عليه وله نوادر لطيفة. قاله شيخنا في معجمه سمعت من نظمه وأنا شاب وكان عند إنشائه الشعر كأنه يتكلم لعدم تكلفه لذلك. مات في ثالث ربيع الأول سنة سبع عشرة، وعنوان نظمه في ابن خلدون لما عزل من أبيات:

تداعت روحه للقدس لما

 

عزل يوماً بأنفاس الخليل

وممن ذكره باختصار المقريزي في عقوده.
أحمد بن الشيخ علي أحد قراء الجوق. فيمن جده علي بن محمد.
أحمد بن الشيخ علي أخو نائب صفد. مضى قريباً في الملقبين شهاب الدين.
أحمد بن علي. صوابه محمد بن سند وسيأتي.

أحمد بن عماد بن يوسف بن عبد النبي الشهاب أبو العباس الآقفهسي ثم القاهري الشافعي والد محمد الآتي ويعرف بابن العماد. نشأ فأخذ قديماً عن الجمال الأسنوي من أول المهمات إلى الجنايات وأحكام الخناثي بقراءته والكوكب والتمهيد سماعاً؛ وكان يحضر مجلس السراج البلقيني وسمع على خليل بن طرنطاي الدوادار الزيني كتبغا صحيح البخاري أنا به الحجار ووزيرة وصحيح مسلم أنابه العز أبو عمران الموسوي وعلى ابن الشهيد نظم السيرة له وعلى الشمس الرفاء صحيح ابن حبان بفوت قيل إنه أعيد له وعلى ابن الصائغ تخميس البردة وعلى الجمال الباجي وآخرين وكذا سمع على الزين أبي الحسن علي بن محمد بن علي الأيوبي الأصبهاني المجلدين الأولين من سنن البيهقي بسماعه لجميع الكتاب على العز أبي الفضل محمد بن إسماعيل بن عمر بن الحموي بسماعه له على الفخر بن البخاري بسنده، ومهر وتقدم في الفقه وسعة نظره بحيث كتب على المهمات لشيخه الأسنوي كتاباً حافلاً فيه تعقبات نفيسة سماها التعقبات على المهمات اكثر فيه من تخطئته وربما أفذع في بعض ذلك ونسبه لسوء الفهم وفساد التصور مع قوله إنه قرأ الأصل على مصنفه ولكن قد سمعت بعض الفضلاء يقرر حسن مقصده في ذلك لتضمنه التفات الناس إلى سماع ما رأى أن غيره خطأ لأنه لو أورد الكلام ساذجاً بدونه لم يلتفتوا إليه لكون الأسنوي أجل عندهم وأعلم، وأما شيخنا فقال إن في ذلك أدل دليل على بركة الشيخين والجزاء من جنس العمل، وكذا له على المنهاج عدة شروح وجد من أكبرها قطعة إلى صلاة الجماعة في ثلاث مجلدات أطال فيه النفس يكثر الاستمداد فيه من شرح المهذب وأصغرها في مجلدين سماه التوضيح وفي أحكام المساجد وفي أحكام النكاح وسماه توقيف الحكام على غوامض الأحكام وفي آداب الطعام والأبريز فيما يقدم على موت التجهيز والقول التام في أحكام المأموم والإمام وهو غير آخر في موقف المأموم والإمام وشرح العمدة والأربعين النووية والبردة وعمل كتاباً في أحكام الحيوان واختصره وسماه التبيان فيما يحل ويحرم من الحيوان ونظمه في أربعمائة بيت وله التبيان في آداب حملة القرآن وربما يسمى تحفى الأخوان في نظم التبيان للنووي يزيد على ستمائة بيت نونية تعرض فيه لمؤدب الأبناء؛ والاقتصاد في كفاية العقاد تزيد على خمسمائة بيت وله عليه شرح مختصر وكشف الأسرار تسلط به الدوادار على الأسئلة لكثير من الفقهاء بعد الثمانين وثمانمائة وهو مسبوق به من النيسابوري، والدرة الفاخرة يشتمل على أمور تتعلق بالعبادات والآخرة وفيه الكلام على قوله تعالى: "ونضع الموازين بالقسط" ونظم قصيدة في حوادث الهجرة سماها نظم الدرر من هجرة خير البشر وشرحها وله آداب دخول الحمام ونظم التذكرة لابن الملقن في علوم الحديث وشرحها وغير ذلك نظماً ونثراً. قال شيخنا في إنبائه: أحد أئمة الفقهاء الشافعية في هذا العصر سمعت من نظمه من لفظه. وقال في معجمه سمعت من لفظه قصيدة مدح بها شيخنا البلقيني، زاد في معجم البرهان الحلبي يوم ختمت عليه قراءة دلائل النبوة للبيهقي ومدحني فيها وهو من نبهاء الشافعية كثير الاطلاع والتصانيف قال ونعم الشيخ كان رحمه الله وكان أخذ عنه شيخنا الرشيدي أحكام المساجد وكتبه بخطه وقرأه عليه أيضاً البرهان الحلبي مع سماع التبيان من تصانيفه وكتب عنه:

إمام محب ناشـئ مـتـصـدق

 

مصل وباك خائف سطوة الباس

يظلهم الرحمن في ظل عرشـه

 

إذا كان يوم الحشر لا ظل للناس

قال وهو كثير الفوائد دمث الأخلاق وفي لسانه بعض حبسة. مات في سنة ثمان وعينه المقريزي بأحد الجمادين وقال أنه أحد فضلاء الشافعية ورأيت له جزءاً سماه البيان التقريري في تخطئة الكمال الدميري وكتب عليه شيخنا ابن خضر المخطئ الكمال هو المخطئ رحمهم الله، وكذا من مناظيمه المواطن التي تباح فيها الغيبة وهي عشرة أبيات وبلغها إلى نحو العشرين والدماء المجبورة في نحو أربعين بيتاً وبلغها ستة وثلاثين ظناً والأماكن التي تؤخر فيها الصلاة عن أول الوقت وبلغها نحو أربعين في اثني عشر بيتاً وشرحها والنجاسات المعفو عنها ويسمى الدر النفيس وهي مائتان وسبعون بيتاً وقصيدة لامية نحو خمسمائة بيت مشتملة على مسائل نثرية ومنظومة في العدد الكثير.

أحمد بن عمر بن إبراهيم بن هاشم القمني الآتي أبوه وابنه البدر محمد.
أحمد بن عمر بن إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم بن أحمد الشهاب الخليلي الموقت حفيد المحدث البرهان القلانسي. ولد في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة وسمع على التدمري وإبراهيم بن حجي سمع عليهما بقراءة ابن ناصر الدين في سنة ست وعشرين جزء الحسن بن عرفة بل سمع من لفظ القارئ جزءاً من عواليه ثم سمع في كبره على الجمال بن جماعة. وكان خيراً كثير التلاوة والصلاة محباً لطلبة الحديث كتب على استدعاء في سنة تسعين ومات في صبيحة يوم الجمعة سابع عشري ربيع الثاني سنة خمس وتسعين ببيت المقدس وصلى عليه بعد صلاة الجمعة بالأقصى ثم دفن بباب الرحمة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عمر بن أحمد بن عمر الشهاب الزبيدي اليماني المنقش والد عمر الآتي كان فقيهاً مشاركاً في فنون كثيرة مشهوراً بالنحو فيها وصنف فيه شرحاً على الظاهرية ومن شيوخه فيه الجمال محمد بن أبي القسم المقدسي بالمعجمة وفي الفقه الشهاب أحمد بن أبي بكر الناشري، وولي كتابة الشرع مدة طويلة. أفادنيه بعض أصحابنا اليمانيين. وذكره العفيف الناشري وأنه تفقه بالجمال الطبيب وقرأ اللغة على الرضي أبي بكر بن محمد الديمي والعروض على البدر الدماميني والفرائض على احمد بن أبي بكر المكوي والفقه والتفسير على الشهاب الناشري والعربية عن الجمال المقدسي وكان مبارك التدريس انتفع به جماعة أخذت عنه النحو وولي كتابة الشرع بزبيد والأنكحة بل وتدريس الصلاحية بها وصنف درر الأخبار وجواهر الآثار يشتمل على آداب وحكايات وغيره من التآليف وله نظم ونثر وشرح مقدمة طاهر في النحو وكان جده حنفياً فتحول بنوه شافعية.
أحمد بن عمر بن أحمد بن عيسى الشهاب أبو العباس الأنصاري المصري الشاذلي الشافعي الواعظ ويعرف بالشاب التائب لقبه بذلك كما قرأته بخطه بلبل الأفراح أبو صالح عبد القادر الجبلي في المنام. ولد على ما قرأته بخطه بعد عصر يوم الخميس سابع عشري ذي الحجة سنة سبع وستين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فطلب العلم واشتغل بالنحو وتفقه شافعياً وصار معدوداً في الفضلاء وقال الشعر الذي حدث ببعضه. ومن شيوخه البلقيني وابن الملقن والعز بن الكويك ومن المالكية الغماري وابن خلدون والشمس بن مكين المصري وصحب أبا عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن الزيات أحد أصحاب يحيى الصنافيري ومال إلى التصوف ولبس الخرقة الشاذلية من حسين الخباز الموسكي عن القطب ياقوت الحبشي عن أبي العباس المرسي عن أبي الحسن الشاذلي، والقادرية من العلاء علي الحسني الحموي بسنده إلى جده عبد القادر، وسافر إلى الحجاز ودخل اليمن ثم رجع بعد سنين فخلق للميعاد بالأزهر وغيره على طريق الشاذلية والأشعرية وكان يكثر فيه النقل الجيد بعبارة حسنة وطريقة مليحة ونظم الشعر على طريقتهم كل ذلك مع الظرف واللطف والتواضع، وبنى زاوية خارج باب زويلة هي التي كانت مع الشمس الجوجري بعد وصار للناس فيه اعتقاد جيد، واختصر زاد المسير وسماه لب الزاد وعمل النكت والحواشي على التفاسير وغير ذلك وزار بيت المقدس ووعظ بقية السلسلة مدة وكذا ارتحل إلى دمشق فقطنها وبنى بها أيضاً زاوية بين النهرين وعمل بها المواعيد الهائلة وأحبه أهلها وزاد اعتقادهم فيه حتى مات بها بسكنه من أعلى المؤيدية تحت القلعة في يوم الخميس ثامن عشر أو ثاني عشر رجب سنة اثنتين وثلاثين عن نحو السبعين ودفن بمقبرة باب الصغير شمالي بلال وكانت جنازته مشهودة واتفق على أن موته في رجب واختلف في تعيين يومه وعدده. وآخر ما جاور بمكة السنة التي قبلها قال وهي مجاورتي الخامسة وعرض عليه صاحبنا النور بن أبي اليمن فيها بعض محافيظه. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار وقال إنه اشتغل بالفقه قليلاً وتعانى المواعيد فمهر فيها وكان بلغ من حفظه وطاف البلاد في ذلك فدخل اليمن مرتين ثم العراق مراراً ودخل حصن كيفا وكثيراً من بلاد الشرق وأقام بدمشق مدة وحج مراراً، وكان فصيحاً ذكياً يحفظ شيئاً كثيراً وله رواج زائد عند العوام وبنى عدة زوايا بالبلاد انتهى. وسمى المقريزي وابن فهد في معجمه جده عبد الله وقال أولهما سمعت ميعاده بالجامع الأزهر فتكلم في تفسير آية وأكثر من النقل الجيد بعبارة حسنة وطريقة مليحة قال ونعم الرجل كان.

أحمد بن عمر بن أحمد بن منصور بن موسى الشهاب التروجي الشافعي ويعرف في نايحته بان عمر. ولد في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة تقريباً بتروجة قرية من أعمال البحيرة قرب الاسكندرية وحفظ القرآن بالاسكندرية وصلى به وتلاه بالروايات على بعض المغاربة والمنهاج الفرعي وعرضه على البدر بن الدماميني وبحث فيه وفي ألفية ابن مالك على النور علي بن صلح والزين خلف التروجي بالاسكندرية وتردد للقاهرة كثيراً فحضر بها دروس الشمس العراقي والجلال البلقيني والبساطي والقاياتي والونائي وسمع على شيخنا وغيره وحج في سنة ثمان وعشرين ونظم الشعر الحسن وحل المترجم مما أجاد في الكثير منه. وله في شيخنا مدائح منها قصيدة سمعتها منه أولها:

جمال أحمـد جـاءت فـيه آيات

 

وفي معانيه قد صحـت روايات

وفي محاسنه الحسناء قـد وردت

 

أخبار صدق وفي المعنى حكايات

وسبقتها بتمامها في الجواهر، وكذا في ترجمته من معجمي غير ذلك وكان خيراً ساكناً يذاكر بنبذة يسيرة في الفقه والعربية مع سلامة الصدر وله بفقيهنا الشهاب بن أٍد صحبة وربما كان يراجعه في بعض الألفاظ وقد كتب عنه هو وغير واحد من أصحابنا بل وتطارح مع البقاعي وما سلم من أذاه؛ وأظنه كان عاقد الأنكحة بناحيته. مات في حدود سنة ستين بالاسكندرية وخلف ولداً اسمه علي قطنها.
أحمد بن عمر بن أحمد الشهاب أبو العباس الواسطي الأصل الغمري المحلي الشافعي أخو الشمس محمد الآتي. مات في يوم الأربعاء ثاني عشر ربيع الأول سنة ست وخمسين بالمحلة وقد رأيته كثيراً وسمعت أنه اشتغل وأقام بالأزهر مدة وفضل وما كان أخوه يحمد أمره وربما هجره رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عمر بن أحمد الشهاب النمراوي ثم المحلى صهر الغمري ويعرف بابن النخال. اشتغل يسيراً وسمع مني أشياء.
أحمد بن عمر بن أحمد الشرنبابلي. سمع مني بالقاهرة.
أحمد بن عمر بن أصلم الآتي أبوه وأخوه يحيى وهذا أكبرهما أو كان ظن ذاك أن يكون هو المشار إليه وكان هذا هو المتأخر مع عدم تصونه.
أحمد بن عمر بن بدر الشهاب الدمشقي التاجر نزيل مكة ووالد محمد وأخو محمد الآتيين ويعرف بالجعجاع. ممن سمع مني بمكة.
أحمد بن عمر بن جعمان أبو العباس الصريفي، من أهل بيت وصلاح ممن لا يشك من يراه أنه من كبار الأولياء الأخيار الأتقياء. مات في سنة أربع وثلاثين. ذكره العفيف، وممن أخذ عنه ولده الجمال الطاهر الآتي في المحمدين وقريبه أبو القسم بن إبراهيم بن عبد الله الآتي أيضاً.
أحمد بن عمر بن حجي بن موسى بن أحمد الشهاب بن النجم بن العلاء الحسباني الأصل الدمشقي الشافعي أخو البهاء محمد ويعرف بابن حجي. ولد في ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثمانمائة ورغب له أبوه قبل قتله عن تدريس الشامية البرانية واستنكر الناس ذلك لصغره جداً ولكونها لم يلها إلا الأساطين واستنيب عنه فيها واستمرت معه حتى مات في رابع عشر جمادى الأولى سنة خمس وأربعين فاستقر بعده فيها أخوه.

أحمد بن عمر بن خليل الشهاب العميري المقدسي الشافعي الواعظ ويعرف بالعميري بالتصغير. ولد في صفر سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة ببيت المقدس وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وجمع الجوامع وألفيتي الحديث والنحو وغيرها، وأخذ عن الزين ماهر والعماد بن شرف والشهاب الزبيدي والد أبي البقاء وكان يجعله وراء ظهره لكونه أمرد، وبالقاهرة عن العلم البلقيني والمناوي وتخرج في الأصول بسراج الرومي وأبي الفضل المغربي وعن أولهما أخذ أشياء من العقليات ولبس خرقة التصوف من ابن رسلان وسمع الحديث من الجمال بن جماعة والتقي القلقشندي والشهاب بن حامد والزين القابوني في آخرين من أهل بلده والواردين عليها، ودخل القاهرة غير مرة وأخذ فيها عن السيد النسابة والأمين الأقصرائي ومما أخذ عنه في التفسير وسيف الدين بل أخذ عن شيخنا وسمع أيضاً على الشاوي والأبودري والمجد إمام الصرغتمشية في آخرين؛ ودخل حلب فما دونها وتخرج في الوعظ بأبي العباس القدسي وعقد المجلس بالأزهر وبمكة حين جاور بها وببلده ورزق القبول في الوعظ ودرس وأفتى وحدث وعد في أعيان الوقت وقرره الأشرف قايتباي في مشيخة مدرسته بالقدس فدام بها حتى مات في ليلة السبت تاسع ربيع الأول سنة تسعين وصلى عليه من الغد النجم بن جماعة ثم دفن بتربة ماملا وكان له مشهد عظيم لم ير بتلك البلاد مثله وصلى عليه بالأزهر صلاة الغائب. وكان خيراً فاضلاً متودداً متأدباً رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عمر بن رضوان بن عمر بن يوسف بن محمد الشهاب بن الزين الحلبي ويعرف بابن رضوان. ولد في حدود سنة خمس وثمانين وسبعمائة وحفظ القرآن وسمع من ابن صديق الصحيح أنابه الحجار وحدث سمع منه الفضلاء، وقدم القاهرة فلقيته بها وأخذت عنه شيئاً وكان خيراً ذا مروءة ومحافظة على التلاوة عدلاً مرضياً محمود السيرة. مات في ليلة الجمعة منتصف رجب سنة إحدى وخمسين وصلى عليه بعد الجمعة بجامع المهمندار ودفن بالجبل التحتاني.
أحمد بن عمر بن سالم بن محمد بن علي بن أحمد الشهاب بن السراج الشامي الأصل القاهري البولاقي الشافعي ويعرف بالشامي. ولد تقريباً في سنة خمس وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج والألفية وعرضها فيما قال في سنة إحدى وثمانمائة على العراقي وابن الملقن والغماري والدميري والقويسني وطائفة واشتغل في الفقه على الآخرين والأبناسي والطنتدائي في آخرين وحضر دروس الغماري في العربية وغيرها وقال أنه سمع على ابن الملقن مجلساً أملاه في المسلسل، وكذا رأيت سماعه في أمالي العراقي الكبير بخطه في سنة تسع وتسعين ووصف والده بالرسول، وكان خيراً شاهداً هذا بالقرب من جامع الواسطي ببولاق حريصاً على كتابة الإملاء عن شيخنا مع بعد مكانه. ومما كتبته عنه مما كتبه عن الزين العراقي في إملائه من نظمه:

الله أنزل للـخـلائق رحـمة

 

وسعت جميع الخلق في دنياهم

ويتمها مائة غداً مخـصـوصة

 

بالمؤمنين فلا تنال سـواهـم

مات بعيد شيخنا بيسير ظناً.
أحمد بن عمر بن شرف الشهاب القرافي ثم القاهري المالكي والد الشمس محمد الآتي ويعرف بابن قومة. كان مذكوراً بالصلاح وجودة التعليم للأبناء انتفع به في ذلك الشهاب بن تقي وولده، وبلغني مما يشهد لصلاحه أنه غاب عن بني مكتبه ثم جاء فوجدهم فيما يلعبون به عمل أحدهم قاضياً وآخر شاهداً آخر رسولاً ونحو ذلك فقال هكذا يكون فكان كذلك، مع الفضل في الفقه والعربية بحيث أن ولده أخذ العربية عنه.
أحمد بن عمر بن عبد الله الشاب التائب. هكذا سمي جده عبد الله المقريزي ثم ابن فهد، وسماه شيخنا وغيره أحمد بن عيسى وقد تقدم.

أحمد بن عمر بن عثمان بن علي الشهاب الخوارزمي الدمشقي الشافعي أخو إبراهيم الماضي ويعرف بابن قرا أحد الأعيان ممن أخذ في الفقه عن ناصر الدين التنكزي والتقي الحصني كان يقرأ عليه في كتابه الحاوي والتقي بن قاضي شهبة، وبلغني أنه سمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي وارتحل فسمع على التاج ابن بردس وغيره وقرأ على ابن ناصر الدين ثم باينه كالبلاطنسي فلم يلبث أن نافره البلاطنسي وجمع فيه جزءاً سماه جد المفترى فيما ابتدعه ابن قرا ثم غير اسمه وسماه الباعث. وكان عالماً صالحاً ديناً مصرحاً بالحط على الطائفة العربية بل وأتباع ابن تيمية بحيث أنه قال مجيباً لمن سأله عن اعتقاده من المخالفين له: اعتقادي زيتونة مباركة لا غربية ابن عربي ولا شرقية ابن تيمية وقد درس ووعظ وحلق للأوراد والذكر وجمع في ذلك شيئاً بل بنى زاوية شهيرة خلف بستان الصاحب وكان يجتمع عليه الفقراء يطعمهم مع نورانية وتجمل وحسن بزة بحيث يسمى ملك العباد ولما دخل بيت المقدس اجتمع عليه أعيانه كالكمال بن أبي شريف وأخذو عنه ثم سافر منه إلى الخليل ثم إلى مكة مع الركب وكان ذلك في سنة أربع وستين وفيها شهد على بن عمران بإجازته للنوبي وقال لي أنه كان مجيداً لإقراء الحاوي وأمره بالاجتماع على الزين ماهر وأعلمه بأن ابن أبي الوفاء فاسد العقيدة قال وكانت عمامته شبيهة ببني الأتراك مع صغرها. وقال ابن أبي عذيبة أنه أحد الأعيان الصلحاء المشار إليهم بدمشق، ولم يلبث أن مات في بلده في عاشر جمادى الأولى سنة ثمان وستين وصلى عليه من الغد عن بضع وستين ودفن بالقبيبات بتربة قبلي مقبرة التقي الحصني وكانت جنازته حافلة رحمه الله.
أحمد بن عمر بن علي بن عبد الصمد بن أبي البدر الشهاب أبو العباس البغدادي ثم الدمشقي القاهري الشافعي ويعرف بالجوهري وربما نسبه شيخنا اللولوي وقد يقال اللال. ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة ببغداد وقدم مع أبيه وعمه دمشق فأسمع بها من المزي والذهبي وداود بن العطار وآخرين، وقدم القاهرة فاستوطنها وسمع فيها من الشرف بن عسكر وحدث بها وبمصر بسنن ابن ماجه وغيره غير مرة أخذ عنه الأكابر كشيخنا وقال أنه كان شيخاً وقوراً ساكناً حسن الهيئة محباً في الحديث وأهله عارفاً بصناعته جميل المذاكرة به على سمت الصوفية ولديه فوائد مع المروءة التامة والخير ومحبة التواجد في السماع والمعرفة التامة بصنف الجوهر. مات في ربيع الأول سنة تسع وقد تغير ذهنه قليلاً. قلت وقد أثنى عليه المقريزي في عقوده وساق عنه حكايات تأخر بعض من حضر عليه وأجاز له إلى قريب التسعين.
أحمد بن عمر بن قطينة - بالقاف والنون مصغر - شهاب الدين كان أبوه عامياً فنشأ ابنه في الخدم وتنقل حتى باشر استادارية بعض الأمراء فأثرى من ذلك ثم باشر سد الكارم في أيام الظاهر برقوق وامتحن مراراً ثم خدم عند تغري بردي والد الجمال يوسف استادارا وطالت مدته في خدمته ثم استقر به السلطان وزيره في سنة اثنتين وثمانمائة واستعفى بعد اسٍبوع بمساعدة أميره المشار إليه فأعفي وعاد إلى خدمته ثم تصرف في عدة أعمال حتى مات في يوم الأحد ثاني عشر المحرم سنة تسع عشرة عن مال جزيل، وقد ذكره شيخنا في إنبائه باختصار جداً.
أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام الشهاب بن الزين بن الحافظ الشمس القرشي العمري المقدسي الصالحي الحنبلي نزيل الشبلية ويعرف بابن زين الدين. ولد في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وأحضر على أبي الهول الجزري ودنيا وفاطمة وعائشة بنات ابن عبد الهادي، وسمع من أبيه ومحمد بن الرشيد عبد الرحمن بن أبي عمر والشهاب أحمد بن أبي بكر بن العز ومحمد بن محمد بن عمر بن عوض وجماعة، وزعم ابن أبي عذيبة أنه سمع ابن أميلة وطبقته وكذب بحت، وحدث سمع منه الأئمة، ولقيته بصالحية دمشق فقرأت عليه أشياء وكان خيراً من بيت حديث وجلالة. مات في يوم الخميس رابع شوال سنة إحدى وستين رحمه الله.
أحمد بن عمر بن محمد بن أبي بكر بن محمد شهاب الدين بن المحب بن الشمس الخصوصي ثم القاهري الشافعي أخو أثير الدين محمد الآتي وسمع من الولي العراقي في أماليه كثيراً وتكسب بالشهادة وتميز فيها وتأخر عن أخيه.

أحمد بن عمر بن محمد بن أبي بكر المرشدي المكي ابن عم أحمد ابن صالح بن محمد الماضي وشقيق أبي حامد ومحمد الآتي ممن حفظ القرآن والمنهاج وغيره وتكسب بإقراء الأبناء وبالعمر وكذا أحياناً بالسفر للطائف ونحوه وسمع مني بمكة في المجاورة الثالثة وهو خير.
أحمد بن عمر بن محمد بن عمر الشهاب القاهري ثم المنوفي الشافعي ويعرف بابن القنيني. ولد في سنة ست وثمانين وسبعمائة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية ابن مالك وعرضها فيما أخبر على البلقيني والصدر المناوي والقويسني والدميري وغيرهم، وقطن منوف ووقع على قضاتها ولقيته بها فاستجزته لقرائن تودي باعتماده في مقاله. مات قبل الستين تقريباً.
أحمد بن النجم أبي القسم عمر بن التقي محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد المحب أبو الطيب الهاشمي المكي. مات وهو ابن ستين وخمسة أشهر في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين.
أحمد بن عمر بن محمد البدر أبو العباس الطنبذي القاهري الشافعي. ولد في حدود الأربعين وسبعمائة ونشأ طالباً للعلم وبرع في الفقه وأصوله والعربية والمعاني والبيان ودرس وأفتى وعمل المواعيد وكان مفرطاً في الذكاء والفصاحة، متقدماً في البحث ولكن لكونه لم يتزوج يتكلم فيه ولم يكن ملتفتاً لذلك بل لا يزال مقبلاً على العلم على ما يعاب به حتى مات في حادي عشري ربيع الأول سنة تسع وقد جاز الستين، وذكره شيخنا في معجمه فقال الفقيه اشتغل كثيراً ولازم أبا البقاء السبكي وسمع على القلانسي وناصر الدين الفارقي ورأيت سماعه عليه لجزء حنبل بن إسحاق بخط شيخنا العراقي في أول المحرم سنة سبع وخمسين وكذا قرأ على مغلطاي جزءاً جمعه في الشرف قائماً في سنة تسع وخمسين وكتب له خطه وأفتى ودرس ووعظ ومهر في الفنون وكان رديء الخط غير محمود الديانة وقد سمعت من فوائده وحضرت دروسه، ونحوه في الإنباء لكنه سمى والده محمداً ونص ترجمته فيه: بدر الدين أحد الفضلاء المهرة أخذ عن أبي البقاء والأسنوي ونحوهما وأفتى ودرس ووعظ وكان عارفاً بالفنون ماهراً في الفقه والعربية فصيح العبارة وله هنات سامحه الله. وقال المقريزي بعد أن سمى والده عمر بن محمد كان من أعيان الفقهاء الأذكياء الأدباء الفصحاء العارفين بالأصول والتفسير والعربية، وأفتى ودرس ووعظ عدة سنين ولم يكن مرضي الديانة، وكذا سماه في عقوده وقال إنه كان مفرط الذكاء فصيح العبارة متقدماً على كل من باحثه إلا أنه أخره عدم تزوجه وما سمع عنه بمعاشرة المتهمين فكثر الطعن عليه وشنعت القالة فيه ولم يكن هو يفكر في هذا بل لا يزال مقبلاً على الاشتغال بالعلم على ما يعاب به انتهى. والصواب أنه أحمد بن محمد بن عمر فقد قرأت بخط تلميذه الشهاب الجوجري ما نصه: توفي شيخنا الإمام العالم العلامة الأستاذ رئيس المحققين عمدة المفتين أوحد الزمان شيخ الفنون النقلية والعقلية المفوه المحقق المدقق النصوح للطللبة بدر الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ العدل شمس الدين محمد بن الشيخ سراج الدين عمر الطنبذي الشافعي بالمدرسة الحسامية تجاه سوق الرقيق في ليلة الأحد ثامن عشري ربيع الأول سنة تسع وصلى عليه يوم الأحد بجامع الحاكم تقدم الناس الجمال عبد الله الأقفهسي المالكي وكان له مشهد عظيم وأثنى الخلق عليه حسناً ودفن خارج باب النصر بتربة الجمال يوسف الاستادار فرحمه الله ما أغزر علمه وأكثر تحقيقه وأحسن تدقيقه. قلت وقد بلغنا أنه كان يضايق الصدر المناوي القاضي في المباحث ونحوها فتوصل حتى علم وقت مجيئه وهو مشغول لمحله من المدرسة المشار إليها وهي قريبة من سكن القاضي فجاءه ليلاً ومعه بقجة قماش ودراهم فوجده غائب العقل فأمر من غسل أطرافه ونزع تلك الأثواب ثم ألبسه بدلها ووضع الدراهم وقال لبواب المدرسة اعلم أخي بمجيئي حين بلغني انقطاعه فوجدته مغموراً فقرأت الفاتحة ودعوت له بالعافية ثم انصرفت فكان ذلك سبباً لخضوعه ورجوعه وعد ذلك في رياسة القاضي.
أحمد بن عمر بن محمد شهاب الدين النشيلي ثم القاهري الشافعي أخو محمد دلال الكتب. ممن اشتغل وقرأ على الخيضري ونحوه وعلى النشاوي وعبد الصمد الهرساني.
أحمد بن عمر بن محمد القاهري الشيخي الماوردي أخو ناصر الدين محمد الآتي. ممن سمع على شيخنا ختم البخاري بالظاهرية.

أحمد بن عمر بن محمد المقدسي. ممن قرض للشهاب السيرجي نظماً ونثراً.
أحمد بن عمر بن مطرف القرشي المكي السمان ويعرف بجده. مات بمكة في شوال سنة اثنتين وأربعين.
أحمد بن عمر بن معيبد وزير اليمن. مات سنة أربع وعشرين. ذكره ابن عزم.
أحمد بن عمر بن هلال الشهاب أبو العباس الحلبي الصوفي المعتقد. اشتغل بحلب وقدم القاهرة فصحب البلالي ثم رجع لبلده وكثر أتباعه ومعتقدوه ولكن حفظت عنه شطحات فمقته الفقهاء في إظهار طريق ابن عربي فلم يزد أتباعه ذلك إلا محبة فيه وتعظيماً له حتى كانوا يسمونه نقطة الدائرة ومات في سنة أربع وعشرين. ترجمه هكذا المقريزي في عقوده.
أحمد بن عمر بن يوسف بن علي بن عبد العزيز الشهاب بن الزين الحلبي الشافعي الموقع والد النجم عمر والمحب محمد الآتيين وكان يعرف قديماً بابن كاتب الخزانة. ولد في خامس شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بحلب ولازم العز الحاضري حتى قرأ عليه التوضيح لابن هشام واستمر على العمل فيه حتى صار تام الفضيلة في العربية جداً مع الفضيلة أيضاً في المعاني والبيان والعروض، وسمع على البرهان الحلبي والطبقة، وأجاز له ابن خلدون والسيد النسابة الكبير بل عين لها وولي كتابة الخزانة، كل ذلك مع التعبد والقيام والمثابرة على الجماعات والاتصاف بالعقل والرياسة والحشمة والتودد ومراعاة أرباب الدولة والطريقة الحسنة والمحاسن الجمة. أخذ عنه ابن فهد وغيره. مات في ليلة الأربعاء عاشر المحرم سنة أربعين وصلى عليه بالجامع الأعظم ثم صلى عليه بباب دار العدل نائب حلب تغري برمش ودفن بتربته خارج باب المقام. ذكره ابن خطيب الناصرية بأنقص من هذا واصفاً له بالفضيلة والدين والعقل والطريقة الحسنة.
أحمد بن عمر الشهاب بن الزين الحلبي والوالي ويعرف بابن الزين. باشر عدة وظائف منها ولاية القاهرة في الأيام الظاهرية برقوق وكان جباراً ظالماً غاشماً لكن كان للمفسدين به ردع ما، مات في يوم الأحد ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وهو معزول، ذكره شيخنا في إنبائه باختصار وكذا المقريزي في عقوده وغيرها ووصفه بالأمير بن الحاج.
أحمد بن عمر الشهاب البلبيسي البزار، مات في يوم الجمعة ثاني عشر رجب سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وقد جاز الثمانين وكان من خيار التجار ثقة وديناً وأمانة وصدق لهجة جاور عدة مجاورات بمكة وسمع الكثير وأنجب أولاداً رحمه الله. قاله شيخنا في إنبائه وأظنه والد السراج عمر الآتي وإن سميت جده في ترجمة شيخنا محمداً.
أحمد بن عمر الشهاب الدنجيهي ثم القاهري القلعي الشافعي. مات وقد قارب السبعين أو حازها في يوم الأحد حادي عشر ذي القعدة سنة سبع وسبعين وثمانمائة، وكان قد نشأ فقيراً بجامع القلعة ثم ترقى حتى صار أحد مؤذنيه ثم رئيساً فيه بحيث رقي في الخطابة بالجلال البلقيني وغيره بل جلس فيه مع الشهود ثم صار شاهد ديوان عليباي الأشرفي ثم كسباي المؤيدي ثم استقر في جملة أئمة القصر بعناية يشبك الفقيه وعمل نقابة أئمته والنيابة في نظر الأوقاف الجارية تحت نظر مقدم المماليك في أيام جوهر النوروزي ثم نيابة الأنظار الزمامية عنه أيضاً، وكان خيراً رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عمر الشهاب السعودي البلان نقيب الذكارين بزاوية أبي السعود. مات في يوم الاثنين ثاني عشر ذي الحجة سنة تسع وستين وكان مشكور السيرة. أرخه المنير.
أحمد بن عمر المصراتي القيرواني إمام جامع الزيتونة بتونس. مات بها في سنة تسع وثمانين.
أحمد بن عيسى بن أحمد بن عيسى بن أحمد القاهري أخو أبي الفتح محمد الكتبي. له ذكر في أبيه ولم يكن بمحمود. مات قريب السبعين.
أحمد بن عيسى بن أحمد الشهاب الصنهاجي المغربي ثم القاهري الأزهري المالكي المقرئ نزيل جامع الأزهر. كان ماهراً في القراءات والعربية والفقه متصدياً للإقراء جميع النهار وممن أخذ عنه الشمس القرافي. مات في سابع المحرم سنة سبع وعشرين وكثر التأسف عليه. ترجمه شيخنا في أنبائه.

أحمد بن عيسى بن أحمد الدمياطي ثم القاهري النجار والد الأمين محمد الآتي. ممن تميز جداً في صناعته وأتى أشغالاً ثقالاً ورأى حظاً في أيام الجمالي ناظر الخاص وهو الذي عمل المنبر المكي ثم منبر المزهرية وجامع الغمري، وحج غير مرة وجاور وقد هش وعجز وأظن مولده في سنة عشرين. ومات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين بالمنزلة.
أحمد بن عيسى بن عثمان بن عيسى بن عثمان الشهاب بن الشرف القاهري أخو الفخر محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن جوشن سمع على شيخنا في رمضان وغيره وكان فقيراً ضعيف الحركة ألثغ يقيم أحياناً عند أخيه وقتاً بالزاوية المجاورة لتربتهم بالصحراء وكان هو الخطيب بها غالباً. مات في ليلة الأحد ثامن شعبان سنة تسع وسبعين رحمه الله.
أحمد بن عيسى بن علي بن يعقوب بن شعيب الداودي الأوراسي المغربي المالكي. ولد تقريباً في سنة أربع وثمانمائة بأوراس وحفظ بها القرآن برواية ورش والرسالة ثم انتقل إلى تونس فقرأ بها القرآن لنافع بكماله وحفظ بها بعض ابن الحاجب الفرعي ثم أخذ الفقه عن أبوي القسم البرزلي سمع عليه جميع كتابه الحاوي في الفقه وهو في ثلاث مجلدات والعبدوسي وسمع عليه صحيح البخاري ومحمد بن مرزوق وبحث عليه في الأصول والمنطق والمعاني والبيان، وحشى كتبه التي قرأها على مشايخه، لقيته بالميدان وقد قدم حاجاً في سنة تسع وأربعين ومات.
أحمد بن عيسى بن محمد بن علي الشهاب المنزلي ثم القاهري الأزهري الشافعي الضرير ويعرف في ناحيته بعصفور وقد يصغر. ولد في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالمنزلة ونشأ بها ثم تحول بعد بلوغه منها إلى القاهرة فقطن الأزهر وحفظ القرآن والمنهاج والرحبية وألفية ابن مالك والجرومية وأخذ في الفقه عن المناوي والعبادي بل وعن العلم البلقيني وغيرهم وفي الأصلين عن العلاء الحصني وكذا المعاني والبيان والعربية بل أخذ عن التقيين الحصني والشمني قليلاً ولازم السنهوري في العربية ومن قبله الأبدي والشهاب السجيني في الفرائض والحساب وتزوج ابنته والسيد علي تلميذ ابن المجدي بل أخذ عن البوتيجي وأبي الجود وسمع على السيد النسابة وابن الملقن والنور البارنباري وناصر الدين الزفتاوي وأم هانئ الهورينية والحجاري والمحبين الفاقوسي والحلبي بن الألواحي والشمس الرازي القاضي الحنفي والجمال بن أيوب الخادم والبهاء بن المصري وغيرهم، ولازم التردد لغير هؤلاء، وحصل له ومد كف منه في سنة ثلاث وسبعين وهو فما يظهر صابر وشاكر ولكن كثرت منازعاته في الدروس والمجالس مع يبس عبارته وكلمته وعدم تأدبه سيما بعد انفكاكه.

أحمد بن عيسى بن موسى بن عيسى بن سليم أو سالم وجمع المقريزي بينما فقال سليم - ككثير - بن سالم بن جميل ككبير أيضاً، وزاد بن راجح: بن كثير بن مظفر بن علي بن عامر العماد أبو عيسى بن الشرف أبي الروح بن العماد أبي عمران الأزرقي العامري المقيري - بضم الميم ثم قاف مفتوحة وآخره راء مصغر نسبة للمقبري قرية من أعمال الكرك الشافعي أخو العلاء علي. ولد في شعبان سنة إحدى وقيل اثنتين وأربعين وسبعمائة بكرك الشوبك وحفظ المنهاج وجامع المختصرات وغيرها واشتغل بالفقه وغيره وقدم مع أبيه وكان قاضي الكرك القاهرة بعد الأربعين فسمع بها من أبي نعيم الأسعردي وأبي المحاسن الدلاصي وأبي العباس أحمد بن كشتغدي ومحمد بن إسماعيل الأيوبي في آخرين منهم الحافظ المزي، وبالقدس من البياني وغيره، وقدم القاهرة غير مرة واستقر في قضاء الكرك بعد أبيه وكان كبير القدر فيه محبباً إلى أهله بحيث أنهم لم يكونوا يصدرون إلا عن رأيه فلما سجن الظاهر برقوق به قام هو وأخوه في خدمته ومساعدته ومعاونته فلما خرج وصلا معه إلى دمشق فحفظ لهما ذلك فلما تمكن أحضرهما إلى القاهرة واستقر بهذا في قضاء الشافعية وبأخيه في كتابة السر وذلك في رجب سنة اثنتين وتسعين فباشر بحرمة ونزاهة وصيانة ودخل معه حلب واستكثر في ولايته من النواب وشدد في رد الرسائل وتصلب في الأحكام فتمالأ عليه أهل الدولة وألبوا حتى عزل في أواخر سنة أربع وتسعين بالصدر المناوي وأبقى السلطان معه تدريس الفقه بالصلاحية المجاورة للشافعي والحديث بجامع طولون ونظر وقف الصالح بين القصرين مع درس الفقه واستمر إلى أن أشغرت الخطابة بالمسجد الأقصى وتدريس الصلاحية هناك فاستقر به فيهما وذلك في سنة تسع وتسعين فتوجه إلى القدس وباشرهما وانجمع عن الناس وأقبل على العبادة والتلاوة حتى مات في سابع عشر أو يوم الجمعة سابع عشرين ربيع الأول سنة إحدى بعد أن رغب في مرض موته عن الخطابة لولده الشرف عيسى ولكن لم يتم له، وكان ساكناً كث اللحية أثنى عليه ابن خطيب الناصرية، ونقل شيخنا عن التقي المقريزي أنه حلف له أنه ما تناول ببلده ولا بالديار المصرية في القضاء رشوة ولا تعمد حكماً بباطل انتهى، والمقريزي ممن طول ترجمته في عقوده وهو أول من كتب له من القضاة عن السلطان الجناب العالي بعد أن كان يكتب لهم المجلس وذلك بعناية أخيه كاتب السر فإنه استأذن له السلطان بذلك واستمر لمن بعده وقد كانت لفظة المجلس في غاية الرفعة للمخاطب بها في الدولة الفاطمية ثم انعكس ذلك في الدولة التركية وصار الجناب أرفع رتبة عن المجلس ولذا وقع التغيير. أفاده شيخنا في إنبائه وقال إنه حدث ببلده قديماً ولما قدم القاهرة قاضياً خرج له الولي العراقي مشيخة سمعها عليه شيخنا بل قرأ بعضها وكذا سمع عليه غير واحد ممن أخذنا عنه.
أحمد بن عيسى بن موسى بن قريش الشهاب القرشي الهاشمي المكي الشافعي والد الزين عبد الواحد الآتي. نشأ بمكة وبها ولد فحفظ القرآن وقرأ في التنبيه وتلا بالقرآن على ابن عياش والكيلاني وسمع على الزين المراغي في سنة ثلاث عشرة وبعدها الحديث، وقدم القاهرة وغير مرة وكذا دمشق وسمع على شيخنا وغيره، وكان لين الجانب فقيراً. مات بمكة في ليلة الجمعة سابع عشر شعبان سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد، وبلغني أنه تسلق في ثوب الكعبة حتى صعد إلى أثنائها مبالغة في التوسل بذلك لبعض مقاصد.
أحمد بن عيسى بن يوسف بن عمر بن عبد العزيز الهواري البنداري أمير عرب هوارة ويعرف بابن عمر. استقر بعد صرف أخيه سليمان الآتي إلى أن مات في أول سنة اثنتين وثمانين وكان أحسن حالاً من أخيه واستقر بعده في الإمرة ابن أخيه داود بن سليمان.
أحمد بن الشرف عيسى القيمري الخليلي الغزي. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة وسمع الكثير وحدث وروى أجاز لنا. قاله ابن أبي عذيبة.
أحمد بن عيسى السنباطي الحنبلي. في ابن محمد بن عيسى بن يوسف.
أحمد بن عيسى العلوي نزيل مكة خال أبي عبد الله وأبي البركات وكمالية بني القاضي على النويري. مات بها في ذي القعدة سنة ست وأربعين.

أحمد بن غلام الله بن أحمد بن محمد الشهاب الريشي القاهري الميقاتي. قال شيخنا في إنبائه كان اشتغل في فن النجوم وعرف كثيراً من الأحكام وصار يحل الزيج ويكتب التقاويم واشتهر بذلك. مات في صفر سنة ست وثلاثين وقد أناف على الخمسين.
أحمد بن أبي الفتح بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود شهاب الدين البيضاوي المكي الزمزمي الشافعي أخو محمد الآتي وأبوهما. ولد سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وحفظ المنهاج وغيره وسمع على القاضي عبد القادر وباشر الأذان.
أحمد بن أبي الفتح العثماني. يأتي في ابن محمد.
أحمد بن أبي الفضل بن ظهيرة. في ابن محمد بن أحمد بن ظهيرة.
أحمد بن قاسم بن أحمد بن عبد الحميد التميمي التونسي المالكي ويعرف بابن عاشر، استقر به السلطان في مشيخة تربته بعد شيخه القلصاني.
أحمد بن قاسم بن ملك بن عبد الله بن غانم الشريف العلوي المكي. كان مقيماً بالروضة من وادي مر، مات في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين بمكة ودفن بالمعلاة.
أحمد بن أبي القسم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الشهاب بن الشرف بن الشهاب بن أبي إسحاق الحكمي اليماني الشافعي الآتي أبوه، من بيت كبير. ولد سنة عشرين وثمانمائة واشتغل في الفقه على والده وعمه عمر والبدر حسين الأهدل وتميز على أخيه أبي الفتح وغيره بالاشتغال، وقدم مكة غير مرة وأخذ عن نحويها القاضي عبد القادر العربية وترجمه بأنه ذاكر لفقه الشافعي يدرس التنبيه والحاوي ونقل من فوائده جملة. فمنها:

وكل أداريه على حسب حالـه

 

سوى حاسد فهي التي لا أبالها

وكيف يداري المرء حاسد نعمة

 

إذا كان لا يرضيه إلا زوالهـا

وقول القائل:

إن الزمان إذا رمى بصروفه

 

شكيت عظائمه إلى عظمائه

فلجوا بجودهم دياجي صرفه

 

عمن رمى فيعود في نعمائه

مات سنة بضع وستين.
أحمد بن أبي القسم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن المغربي الخلوف. يأتي فيمن اسم أبيه محمد قريباً.
أحمد بن أبي القسم بن محمد بن أحمد المحب النويري المكي الخطيب. يأتي في أحمد بن محمد.
أحمد بن أبي القسم بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو الخير الناشري ويسمى عبد القادر أيضاً. ولد في رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة وأخذ عن جده أبي عبد الله وارتحل لزبيد فأخذ بها عن الموفق علي بن أبي بكر الناشري وتفقه بابن عمه الجمال أبي الطيب وبغيره. وسمع على ابن الجزري وغيره، وكان فقيهاً علامة صالحاً عارفاً بالفرائض والعربية منعزلاً ورعاً قانعاً مديماً للاشتغال ولا زال يترقى في المحافظة على الطاعات، وهو ممن أخذ عنه جماعة كأخويه إسماعيل وإسحاق ومحمد بن أحمد بن عطيف، وناب عن أبيه في الأحكام بسهام وولي خطابتها بعد عمه الفقيه علي، بل استقل بعد أبيه بالأحكام بالكدرا وما يواليها سهام. مات بعد سنة خمس وأربعين.
أحمد بن أبي القسم بن محمد بن علي الفقيه أبو جعفر بن الرصافي الأندلسي الغرناطي نزيل مكة وشيخ الموفق. أثنى عليه ابن عزم بالسكون والديانة والتحري وسلامة الصدر المؤدية للغفلة مع إلمام بالفقه وتصور جيد، وقال لي غيره كان عارفاً بالفقه مع إكثاره الطواف والقيام والتلاوة بل قيل إنه لم يكن ينام الليل وأنه ورث من والده نقداً كثيراً ذهب منه بحيث احتاج في آخر عمره. مات في جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين عن بضع وسبعين ودفن بتربة المغاربة من المعلاة.
أحمد بن أبي القسم بن موسى بن محمد بن موسى العبدوسي. ذكره ابن عزم.
أحمد بن أبي القسم الضراسي ثم اليمني المكي الشافعي. ولد في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وسبعمائة قال فيما كتب به إلي بمكة إن من شيوخه المجد الشيرازي وابن الجزري والنفيس العلوي وابن الخياط وغيرهم وما علمت قدراً زائداً على هذا. نع رأيت القاضي محيي الدين بن عبد القادر المالكي قاضيها وصفه بالإمام العلامة شهاب الدين ونقل عن خطه سؤالاً لشيخنا أجابه عنه أوردته في فتاويه.
أحمد بن أبي القسم القسنطيني. ذكره ابن عزم أيضاً.
أحمد بن قرطاي. مضى في ابن علي بن قرطاي.

أحمد بن قفيف بن فضيل بن ذحير - ثلاثتها بالتصغير - العدواتي خال محمد بن بدير ويعرف بأبيه. قتلهما الشريف محمد بن بركات عند مسجد الفتح بالقرب من الجموم من وادي مرفي يوم الخميس سابع المحرم سنة ثلاث وسبعين وحملا إلى مكة فدفنا بها.
أحمد بن قوصون الدمشقي الشيخ المقري. مات في ليلة حادي عشر ذي الحجة سنة ست وأربعين.
أحمد بن قياس - بكسر أوله مخففاً - بن هند والشهاب بن الفخر الشيرازي الأصل القاهري الشافعي أخو محمد والد ناصر الدين محمد. مات سنة تسع عشرة.
أحمد بن كندغدي - بنون ساكنة بعد الكاف المفتوحة وغين معجمة بدل المهملة المضمومة وكسر الدال بعدها تحتانية - شهاب الدين التركي القاهري الحنفي نزيل الحسينية بالقرب من جامع آل ملك. كان عالماً فقيهاً ديناً بزي الأجناد توجه عن الناصر فرج رسولاً إلى تمرلنك فمرض بحلب وعزم على الرجوع فاشتد مرضه حتى مات بها في ليلة السبت رابع عشر ربيع الأول سنة سبع وصلى عليه من الغد ودفن خارج باب المقام بتربة موسى الحاجب وقد جاز الستين. ذكره ابن خطيب الناصرية وأورده شيخنا في معجمه وضبطه كما قدمنا وقال: أحد الفضلاء المهرة في فقه الحنفية والفنون اتصل أخيراً بالظاهر برقوق ونادمه ثم أرسله الناصر إلى تمرلنك فمات بحلب في جمادى الأولى كذا قال سمعت من فوائده كثيراً وقرأ عليه صاحبنا المجد بن مكانس القمامات بحثاً، زاد في إنبائه وكان يجيد تقريرها على ما أخبرني به المجد وقال فيه إن اشتغل في عدة علوم وفاق فيها واتصل بالظاهر في أواخر دولته ونادمه بتربته شيخ الصفوي أحد خواص الظاهر وحصل الكثير من الدنيا وقال إنه مات قبل أن يؤدي الرسالة في رابع عشر ربيع الأول. أرخه البرهان المحدث وأثنى عليه بالعلم والمروءة ومكارم الأخلاق. وقال العيني أنه كان ذكياً مستحضراً مع بعض مجازفة ويتكلم بالتركي. وممن ذكره القمريزي في عقوده وقال إنه قارب الخمسين وبلغها رحمه الله.
أحمد بن لاجين الظاهر جقمق الآتي أبوه له ذكر فيه.
أحمد بن مباركشاه ويسمى محمد بن حسين بن إبراهيم بن سليمان الشهاب القاهري السيفي يشبك الحنفي الصوفي بالمؤيدية ويعرف بابن مباركشاه. ولد في يوم الجمعة عاشر ربيع الأول سنة ست وثمانمائة بالقاهرة واشتغل بالعلوم على ابن الهمام وابن الديري وآخرين حتى برع وأشير إليه بالفضيلة التامة وصنف أشياء وجمع التذكرة وأقرأ الطلبة مع التواضع والأدب والسكون والقناعة والمداومة على التحصيل والإفادة وتعانى نظم الشعر على الطريقة البيانية وقد سمعت منه من نظمه الكثير بل سمعت بقراءته على شيخنا في أسباب النزول له وفي غيره، وكان شيخنا كثير التبجيل له والإصغاء إلى كلامه، وامتدحه بقصيدة طنانة دالية أودعتها الجواهر وغالب الظن أنني سمعته وهو ينشدها له، ومن العجيب أنني رأيته كتب نسخة بخطه من مناقب الليث له وقرأها على أبي اليسر بن النقاش عنه. مات في أحد الربيعين سنة اثنتين وستين، ومما كتبته من نظمه:

لي في القناعة كنز لا نفاد له

 

وعزة أوطأتني جبهة الأسد

أمسى وأصبح مسترفداً أحداً

 

ولا ضنيناً بميسور على أحد

أحمد بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي ويعرف بالهدباني نسبة لأمير حج وما حققت لماذا، وكان من أعيان أشراف ذوي رميثة مشهوراً فيهم بالشجاعة وتجرأ على قتل القائد محمد بن سنان بن عبد الله بن عمر العمري وما التفت إلى أقربائه مع فروسيتهم وتزوج ابنة السيد أحمد بن عجلان وورث منها عقاراً طويلاً تجمل به حاله. مات في شوال أو ذي القعدة سنة عشرين ونقل إلى مكة فدفن بالمعلاة منها عن بضع وستين سنة، ترجمه الفاسي في مكة.

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي الشهاب أبو زرعة بن الشمس بن البرهان البيجوري الأصل القاهري الشافعي الماضي شقيقه إبراهيم وجدهما والآتي والدهما. ولد في أيام التشريق سنة عشرين وثمانمائة بالقاهرة وأمه ابنة أخت جده. ونشأ بها في كنف أبويه فحفظ القرآن وبلوغ المرام لشيخنا والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحديث والنحو وتلخيص المفتاح وغير ذلك، وعرض على جماعة فمنهم ممن لم يأخذ عنه بعد البدر بن الأمانة والجلال المحلي، واعتنى به أبوه فأسمعه على الولي العراقي وابن الجزري والفوي والواسطي والزين القمني والكلوتاتي وشيخنا، ومما سمعه من لفظ الأولين المسلسل وكذا سمعه على الرابع وعليه وعلى الأول جزء الأنصاري في آخرين وأجاز له جماعة من أصحاب الميدومي وابن الخباز وغيرهما، وتفقه بالشرف السبكي والعلاء القلقشندي والونائي ولمناوي وكذا أخذ في الفقه عن والده وشيخنا والقاياتي والعلم البلقين، وأكثر من ملازمة البرهان بن خضر في الفقه بحيث أخذ عنه التنبيه والحاوي والمنهاج وجامع المختصرات إلا نحو ورقتين من أول الجراح من الأخير فقرأهما على ابن حسان، وأخذ العربية عن والده والقلقشندي وابن خضر والأبدي والشمس الحجازي والبدرشي وابن قديد والشمني وأبي الفضل المغربي، والصرف عن والده والفرائض والحساب عن الحجازي وأبي الجود والبوتيجي، وأصول الفقه عن القلقشندي وابن حسان والآبدي والشمني وأصول الدين عن الآبدي والمغربي والعز عبد السلام البغدادي؛ والمعاني والبيان عن الشمني، والمنطق عن القلقشندي وابن حسان والآبدي والمغربي والتقي الحصني وطاهر نزيل البرقوقية، والطب عن الزين ابن الجزري والميقات عن الشمس الطنتدائي نزيل البيبرسية والجيب عن العز الونائي والكتابة عن الزين بن الصائغ وتدرب في صناعة الحبر ونحوها والنشابة عن الأسطا حمزة وبيغوت وطرفاً من لعب الدبوس والرمح عن ثانيهما والميقات عن الشمس الشاهد أخي الخطيب دراية والشاطر شومان وصنعة النقطة وابداب المساحة عن أحمد بن شهاب الدين وتفنن فيما ذكرته في غيره حتى برع في سبك النحاس ونقل المبارد وعمل ريش الفصاد والزركش بحيث لا أعلم الآن من اجتمع فيه وليس له في كثير من الصنائع أستاذ بل بعضها بالنظر ومع ذلك فهو خامل بالنسبة لغيره ممن هو دونه بكثير. وقد تصدى للإقراء بالأزهر على رأس الخمسين وأقرأ فيه كتباً في فنون، وحج غير مرة وجاور بالمدينة النبوية في سنة ست وخمسين وأقرأ بها أيضاً كتباً في فنون؛ وزار بيت المقدس والخليل ودخل الاسكندرية ومنوف والمحلة ودمياط ورسخ قدمه بها من سنة إحدى وستين وهلم جراً؛ وانتفع به جماعة من أهلها وصار يتردد أياماً من الأسبوع لفارسكور للتدريس بمدرسة ابتناها البدر بن شعبة، وفي غضون ذلك حج عن زوجة للأمير تمراز وسمعته بعد عوده يقول إن فريضة الحج سقطت عنا لعدم الاستطاعة؛ واستقر به الأشرف قايتباي في تدريس مدرسته هناك ثم في مشيخة المعينية بعد وفاة الجديدي بعد منازعة بينهما فيها أولاً، وعلق على ما علمه من الدبوس والرمح شيئاً واختصر مصباح الظلام في المنقاف وزاد عليه أشياء تلقفها عن شيخه وكذا اختصر من كتاب المنازل لأبي الوفاء البوزجاني المنزلة التي في المساحة وزاد عليها أشياء من مساحة التبريزي وشرح جامع المختصرات لكونه أمس أهل العصر به وسماه فتح الجامع ومفتاح ما أغلق على المطالع لجامع المختصرات ومختصر الجوامع وربما اختصر فيقال مفتاح الجامع واختصره وسماه أسنان المفتاح. وهو ممن صحبته قديماً وسمع بقراءتي ومعي أشياء وراجعني في كثير من الأحاديث ونعم الرجل تودداً وتواضعاً.

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن العلامة الجلال أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهاب أبو المحاسن بن الشمس بن البرهان الخجندي المدني الحنفي الماضي جده. ولد في ليلة الأربعاء ثامن رمضان سنة ست وثلاثين وثمانمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ القرآن والكنز وعرض في سنة خمس وخمسين فما بعدها على غير واحد ببلده والقاهرة ودمشق منهم السيد علي لعجمي شيخ الباسطية وابن الديري والأمين والمحب الأقصرائيين وابن الهمام والزين قاسم والكافياجي والعز عبد السلام البغدادي الحنفيون والبلقيني والمحلي والعبادي والعلاء الشيرازي والسيد علي الفرضي الشافعيون والولوي السنباطي والقرافي المالكيان والعز الحنبلي وأجاز له من عدا المالكيين وابن الهمام والأمين واشتغل عليه وعلى العز والكافياجي والسيد المذكرين والشرواني وابن يونس وعثمان الطرابلسي، وفضل بحيث درس وخلف أباه في إمامة الحنفية المستجدة بالمدينة وكان خيراً ديناً فاضلاً. مات بالقاهرة في يوم الثلاثاء ثاني عشري رمضان سنة إحدى وثمانين وكان قدم من الشام فقطن بصالحية قطيا ودفن بحوش سعيد السعداء بالقرب من البدر الحنبلي واستقر بعده في الإمامة أخوه إبراهيم الماضي.
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم الشهاب أبو العباس بن الكمال الأنصاري المحلي الأصل القاهري الشافعي والد المحمدين الجلال العالم والكمال. ولد سنة سبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فأخذ عن البلقيني والطبقة وكتب من تصانيف ابن الملقن وحفظ التنبيه وتكسب بالتجارة في البر وكان خيراً رأيته، ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وولده غائب في الحج فصلى عليه ودفن بتربتهم تجاه تربة جوشن خارج باب النصر رحمه الله.
احمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر وقيل عبد الله بدل أبي بكر وكأن أبا بكر كنية عبد الله الشهاب بن الشمس الشطنوفي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه. ولد كما بخط أبيه في سنة سبع وتسعين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل يسيراً وأخذ عن والده وغيره وترافق هو والزين السندبيسي على أبيه في شرح التسهيل لابن أم قاسم ولكنه لم يتميز، وسمع على ابن الكويك والكمال بن خير والجمال عبد الله بن فضل الله والشمسين الشامي وابن البيطار والكلوتاتي والفوي والولي العراقي وطائفة وأجاز له جماعة، وتنزل في الجهات كالمؤيدية وباشر أوقاف الحرمين بل وتدريس الحديث بالشيخونية تلقاه عن والده واختص بشيخنا وبولده وعظمت محبته فيهما وكذا كان من خواص الزين البوتيجي ومحبيه، وقد زوج المناوي ولده زين العابدين بابنته، سمعت عليه كتاب الثمانين للأجراء بقراءة التقي القلقشندي برباط الآثار الشريفة. وكان خيراً ديناً متواضعاً وقوراً كثير التودد حسن العشرة لين الجانب. مات في سادس عشري صفر سنة خمس وخمسين ودفن من الغد واستقر بعده في الشيخونية الفخر عثمان المقسي نيابة واستقلالاً.
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن سعيد الصفي أبو اللطائف بن الشمس الوزير المالكي أبوه الحنفي هو لأجل جده لأمه نور الدين السدميسي الحنفي. عرض علي في ربيع الأول سنة تسعين الأربعين النووية والكنز وسمع مني المسلسل بالأولية وكان معه المحب القلعي خازن المؤيدية، وهو فطن لبيب.
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي بن أبي البركات البهاء أبو المحاسن بن الجمال أبي السعود بن البرهان القرشي المكي شقيق الصلاح محمد الآتي وهذا أصغرهما ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في يوم الخميس ثامن عشر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين بمكة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن والمنهاج وسمع مني حضوراً بمكة في المجاورة الثالثة وهو في الرابعة المسلسل وغيره وكذا على أم حبيبة زينب ابنة الشوبكي من أول ابن ماجه إلى باب التوقي ومن الشفاعة إلى آخره مع ما فيه من الثلاثيات وثلاثيات البخاري وجزء أبي سهل بن زياد القطان وأبي يعلى الخليل وأسلاف النبي صلى الله عليه وسلم للمسيتي وحديث الول للديرعاقولي، ثم سمع علي بقراءة أخيه الشفا وغيره، ودار مع والده قبل ذلك المدينة النبوية وسمع بها على الشيخ محمد بن أبي الفرج المراغي، ولازم والده في سماعه الحديث وغيره، وهو حاذق فطن بورك فيه.

أحمد بن محمد الطيب بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليمني. تفقه بعمه أحمد وبالأزرق وغيرهما ومات بعد أبيه بنحو ثلاث سنين قاله الأهدل.

أحمد بن محمد بن إبراهيم واختلف فيمن بعده فقيل ابن شافع وقيل ابن عطية بن قيس الشهاب أبو العباس الأنصاري الفيشي - بالفاء والمعجمة - ثم القاهري المالكي نزيل الحسينية ويعرف بالحناوي - بكسر المهملة وتشديد النون. ولد في شعبان سنة ثلاث وستين وسبعمائة بفيشا المنارة من الغربية بالقرب من طنتدا وانتقل وهو صغير مع والده إلى القاهرة فجود بها القرآن على الفخر والمجد عيسى الضريرين وعرض ألفية ابن مالك على الشمس بن الصائغ الحنفي وابن الملقن وأجازا له وقال أولهما إنه سمعها على الشهاب أحد كتاب الدرج عن ناظمها، وأخذ الفقه عن الشمس الزواوي والنور الجلاوي - بكسر الجيم - ويعقوب المغربي شارح ابن الحاجب الفرعي وغيرهم، والنحو عن المحب بن هشام ولازمه كثيراً حتى بحث عليه المغني لأبيه وسمع عليه التوضيح لأبيه أيضاً الطنبذي، ولازم العز بن جماعة في العلوم التي كانت تقرأ عليه مدة طويلة وانتفع به، وكذا لازم في فنون الحديث الزين العراقي ووصفه بالعلامة ومرة بالشيخ الفاضل العالم وكتب عنه كثيراً من أماليه وسمع عليه ألفيته في السيرة غير مرة وألفيته في الحديث وشرحها أو غالبه ومن لفظه نظم غريب القرآن وأشياء وسمع أيضاً على الهيثمي بمشاركة شيخه العراقي وعلي الحراوي والعز بن الكويك وابن الخشاب وابن الشيخة والسويداوي ومما سمعه على الحراري رباعيات الصحابة ليوسف بن خليل وفضل صوم ست شوال للدمياطي وعلى ابن الكويك موطأ ملك ليحيى بن يحيى بفوت، ولازم الحضور عند الجلال البلقيني وكان هو وأبوه السراج ممن يجله وانتفع بدروس أبيه كثيراً وجود الخط عند الوسيمي فأجاد وأذن له وكان يحكي أن بعضهم رآه عنده وقال له وقد رأى حسن تصوره أترك الاشتغال بالكتابة وأقبل على العلم فقصارى أمرك في الكتابة أن تبلغ مرتبة شيخك فقيه كتاب فنفعه الله بنصيحته وأقبل على العلم من ثم، وحج مرتين وناب في الحكم عن الجمال البساطي فمن بعده وحمدت سيرته في أحكامه وغيرها، وعرف بالفضيلة التامة لا سيما في فن العربية، وتصدى للإقراء فانتفع به خلق وصار غالب فضلاء الديار المصرية من تلامذته، وممن أخذ عنه النور بن الرزاز الحنبلي مع شيخوخته، وكان حسن التعليم للعربية جداً نصوحاً، وله فيها مقدمة سماها الدرة المضية في علم العربية مأخوذة من شذور الذهب كثر الاعتناء بتحصيلها وحرص هو على إفادتها بحيث كان يكتب النسخ منها بخطه للطلبة ونحوهم وكنت ممن أعطاني نسخة بخطه، حكى أن سبب تصنيفها أنه بحث الألفية جميعها في مبدأ حاله فلم يفتح عليه بشيء فعلم أنه لا بد للمبتدئ من مقدمة يتقنها قبل الخوض فيها أو في غيرها من الكتب الكبار أو الصعبة ولذا لم يكن يقرئ المبتدئ إلا إياها، وشرحها جماعة من طلبته كالمحيوي الدماطي وأبي السعادات البلقيني وطوله جداً بل كان المصنف قد أملى على علي الولوي بن الزيتوني عليها تعليقاً، ودرس الفقه بالمنكوتمرية وولي مشيخة خانقاه تربة النور الطنبذي التاجر في طرف الصحراء بعد الجمال القرافي النحوي وكذا مشيخة التربة الكلبكية بباب الصحراء، وخطب ببعض الأماكن وحدث باليسير سمع منه الفضلاء وعرضت عليه عمدة الأحكام وأخذت عنه بقراءتي وغيرها أشياء والتحقت في ذلك بجدي لأمي فهو ممن أخذ عنه ولذا كان الشيخ يكرمني، وكان خيراً ديناً وقوراً ساكناً قليل الكلام كثير الفضل في الفقه والعربية وغيرهما منقطعاً عن الناس مديماً للتلاوة سريع البكاء عند ذكر الله ورسوله كثير المحاسن على قانون السلف مع اللطافة والظرف وإيراد النادرة وكثرة الفكاهة والممازحة ومتع بسمعه وبصره وصحة بدنه، من لطائفه قوله تأملت الليلة وسادتي التي أنام عليها أنا وأهلي فإذا فوقها مائة وسبعون عاماً فأكثر لأن كل واحد منا يزيد على ثمانين أو نحوها، وكان يوصي أصحابه إذا مات بشراء كتبه دون ثيابه ويعلل ذلك بمشاركة ثيابه له في غالب عمره فهو لخبرته بها يحسن سياستها بخلاف من يشتريها فإنه بمجرد غسله لها تتمزق أو كما قال، مات في ليلة الجمعة ثامن عشري جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وصلى عليه بجامع الحاكم ودفن بمقبرة البوابة عند حوض الكشكشي من نواحي الحسينية رحمه الله وإيانا.

أحمد بن محمد بن إبراهيم الشهاب الشكيلي المدني ملقن الأموات بها. ممن سمع مني بالمدينة النبوية. مات بها في يوم الجمعة سادس عشر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وصلى عليه في عصره. كتب إلي بوفاته الفخر العيني.
أحمد بن محمد بن إبراهيم الخواجا شهاب الدين الكيلاني المكي ويعرف بشفتراش - بمعجمة مضمومة وفاء أو موحة وهي بالفارسية الحلاق. مات بمكة في ليلة الجمعة خامس صفر سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد وكان مباركاً حريصاً على المبادرة للجماعة.
أحمد بن محمد بن إبراهيم الهندي. ممن أخذ عني بمكة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مفلح الشهاب بن الشمس القلقيلي الأصل المقدسي الشافعي الآتي أبوه وابنه النجم محمد. كان صيتاً حسن الصوت ناظماً ناثراً كاتباً مجموعاً حسناً. مات فجأة في ثامن عشري شعبان سنة تسع وأربعين في حياة أبيه وتأسف أبوه على فقده بحيث كان كثيراً ما ينشد:

شيئان لو بكت الدماء عليهما

 

عيناي حتى تؤذنا بـذهـاب

لم يبلغ المعشار من عشريهما

 

فقد الشباب وفرقة الأحباب

ومن نظم صاحب الترجمة يخاطب شهاب الدين موقع جانبك:

يا شهاباً رقي العلى

 

لا تخن قط صاحبك

زادك اللـه رفـعة

 

ورعى الله جانبـك

أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن داود الشهاب بن الشمس بن الشهاب القاهري الحنفي أخو عبد الله وأخويه ويعرف كسلفه بابن الرومي.
أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل الصعيد ثم المكي الحنبلي نزيل دمشق وسبط الشيخ عبد القوي. ذكره النجم عمر بن فهد في معجمه وغيره وأنه ولد بمكة قبل سنة عشر وثمانمائة ونشأ بها وسافر لدمشق فانقطع بسفح قاسيون ولازم أبا شعرة كثيراً وبه تفقه وانتفع وتزوج هناك وأقام بها وقد سمع في سنة سبع وثلاثين مع ابن فهد بدمشق على ابن الطحان وغيره بل كتب عنه ابن فهد مقطوعاً من نظمه. ومات بها في الطاعون سنة إحدى وأربعين ودفن بسفح قاسيون، وكذا ذكره البقاعي وزاد في نسبه قبل إسماعيل "يوسف" وبعده عقبة بن محاسن، وقال سبط عفيف الدين البجائي.
أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن زيد الشهاب أبو العباس بن الشمس الموصلي الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن زيد. ولد كما كتبه لي بخطه نقلاً عن أبيه في صفر سنة تسع وثمانين وسبعمائة ومن قال سنة ثمان فقد أخطأ؛ ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما حتى برع وأشير إليه بالفضائل وسمع الكثير على عائشة ابنة عبد الهادي والصلاح عبد القادر بن إبراهيم الأرموي وعبد الرحمن بن عبد الله بن خليل الحرستاني والجمال عبد الله بن محمد بن التقي المرداوي والشمس محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن المحب في آخرين، ولازم العلاء بن زكنون حتى قرأ عليه الكتب الستة ومسند إمامهما والسيرة النبوية لابن هشام وغيرها من مصنفاته وغيرها وكذا قرأ بنفسه صحيح البخاري على أسد الدين أبي الفرج بن طولوبغا، وقرأ أيضاً على ابن ناصر الدين ووصفه بالشيخ المقرئ العالم المحدث الفاضل وسمع أيضاً على شيخنا بدمشق، وحدث ودرس وأفتى ونظم يسيراً وجمع في أشهر العام ديوان خطب واختصره وكذا اختصر السيرة لابن هشام وعمل منسكاً على مذهبه سماه إيضاح المسالك في أداء المناسك وأفرد مناقب كل من تميم والأوزاعي في جزء سمي الأول تحفة الساري إلى زيارة تميم الداري والثاني محاسن المساعي في مناقب أبي عمرو الأوزاعي وله كراسة في ختم البخاري سماه تحفة السامع والقاري في ختم صحيح البخاري وغير ذلك، لقيته بدمشق فحملت عنه أشياء وعلقت عنه من نظمه. وكان خيراً علامة عارفاً بالفقه والعربية وغيرهما مفيداً كثير التواضع والديانة محبباً عند الخاصة اولعامة تلمذ له كثير من الشافعية مع ما بين الفريقين هناك من التنافر فضلاً عن غيرهم لمزيد عقله وعدم خوضه في شيء من الفضول، مات في يوم الاثنين تاسع عشري صفر سنة سبعين ودفن بمقبرة الحمريين ظاهر دمشق بعد أن صلى عليه في مشهد حافل البرهان بن مفلح وحمل نعشه على الرؤوس رحمه الله وإيانا. ومما كتبته من نظمه قصيدة في التشوق إلى مدينة الرسول وزيارة قبره ومسجده صلى الله عليه وسلم وإلى مكة على منوال بيتي بلال رضي الله عنه أولها:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

 

بطيبة حقاً والوفود نـزول

وهل أردن يوماً مـياه زريقة

 

وهل يبدون لي مسجد ورسول








أحمد بن محمد الطيب بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو عبد الله أو قال العباس الناشري. بيض له العفيف ومضى في أحمد بن الطيب.
أحمد بن محمد بن جبريل بن أحمد الشهاب أبو العباس الأنصاري السعدي المكي الأصل ثم القاهري نزيل البرقوقية ويعرف بأبي العباس الحجازي، ولد في عشر خمسين وسبعمائة وقال بعضهم قبل سنة خمس بشعب جياد من الحجاز ثم انتقل منها وهو ابن اثنتي عشرة إلى القاهرة مع الزكي بن الخروبي فأقام بها حتى مات بالبيمارستان المنصوري في الطاعون سنة إحدى وأربعين وكان شيخاً حسناً عليه سيما الخير والصلاح، ولد شعر حسن كتب عنه بعض أصحابنا مما أنشده في قصيدة طويلة يمدح بها شيخه:

غاض صبري وفاض مني افتكاري

 

حين شال الصبا وشـاب عـذاري

طرقتني الهموم مـن كـل وجـه

 

ومكان حتـى أطـارت قـراري

وكذا امتدح غيره من الأكابر وربما رمى بسرقة الشعر. وقد ذكره شيخنا في سنة أربعين من أنبائه وسمي جده رمضان ولم يزد في نسبه وقال: المكي الشاعر المعروف بالحجازي أبو العباس ذكر لي أنه ولد في سنة إحدى وسبعين تقريباً بجياد من مكة، وتولع بالأدب وقدم الديار المصرية في سنة ست وثمانين صحبة الزكي الخروبي وتردد ثم استقر بالقاهرة وتكسب فيها بمدح الأعيان وكان ينشد قصائد جيدة منسجمة غالبها في المديح فما أدري أكان ينظم حقيقة أو كان ظفر بديوان شاعر من الحجازيين وكان يتصرف يه؛ وإنما ترددت فيه لوقوعي في بعض القصائد على إصلاح في بعض الأبيات عند المخلص أو اسم الممدوح لكونه فيه زحاف أو كسر والله يعفو عنه؛ قال وأظنه مخطئاً في سنة مولده فإنه كان اشتد به الهرم وظهر عليه جداً فالله أعلم.
أحمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب قطب الدين أبو العباس القسطلاني المكي المالكي أخو الكمال محمد قاضي مكة. ولد في صفر سنة ست وتسعين وسبعمائة وسمع من محمد بن معالي وعلي بن مسعود بن عبد المعطي وأبي حامد الطبري وابن سلامة وبالاسكندرية من سليمان بن خلد المحرم، وأجاز له سنة مولده فما بعدها جماعة كأبي الخير بن العلائي وأبي هريرة بن الذهبي، ودخل كنباية سنة ست عشرة وثمانمائة فمات هناك قبل العشرين، وكذا ذكر ابن الزين رضوان: الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد القسطلاني المكي المالكي ويعرف بابن الزين، وقال إنه قاضي مكة سمع على ابن الكويك والجمال الحنبلي رفيقاً لأبي البقاء بن الضياء وابن موسى. والظاهر أنه هذا وليس بقاضي مكة وإنما هو أخو قاضيها.
أحمد بن محمد بن أحمد بن راهب شهاب الدين القاهري ويعرف بالدبيب تصغير دب. ولد في جمادى الأولى سنة سبع وستين وسبعمائة وكان شيخاً ظريفاً مفرط القصر داهية حافظاً لكتاب الله حضر عند ابن أبي البقاء وغيره وتنزل في الجهات وباشر النقابة في بعض الدروس وكتابة الغيبة بالخانقاه البيبرسية ورأيت بعد موته سماعه لصحيح مسلم على الجمال الأميوطي وكذا بأخرة على الشهاب الواسطي للمسلسل وأجزائه، وما أظنه حدث نعم قد لقيته مراراً وعلقت عنه من نوادره ولطائفه اليسير وكان مكرماً لي. مات في يوم الاثنين ثامن ربيع الأول سنة سبع وأربعين بعد أن فجع بولد له كان حسن الذات فصبر وكان له مشهد حافل ودفن بتربة الشيخ نصر خارج باب النصر عند ولده عوضهما الله الجنة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن سرحان السلمي النهيايي التونسي المغربي المالكي. سمع على أبي الحسن محمد بن أبي العباس أحمد الأنصاري البطرني المسلسل وقرأ عليه عرضاً الشاطبيتين والرسالة وأجاز له وكذا عرضها على عيسى الغبريني وسمع من لفظه صحيح البخاري وتفقه عليه؛ ترجمه كذلك الزين رضوان وقال أنه أنشده لنفسه في صفر سنة اثنتين وعشرين آخر قصيدة له في جمع أصول الحلال:

فتلك تسع أصول الـعـيش طـيبة

 

واسأل ان احتجت حتى يأتي الفرج

واستجازه فيها لابن شيخنا وغيره.

أحمد بن محمد بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة الشهاب بن العز المقدسي الحنبلي. سمع من العز محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر وغيره. وناب في الحكم عن أخيه البدر. مات في المحرم سنة اثنتين وله إحدى وستون سنة، قاله شيخنا في إنبائه قال ولي منه إجازة، وذكره في معجمه وقال أنه ولد سنة إحدى وأربعين ومن مروياته المنتقى من أربعي عبد الخالق بن زاهر سمعه على العز المذكور. وذكره المقريزي في عقوده باختصار.
أحمد بن محمد بن أحمد بن السيف الشهاب الصالحي الحنبلي. سمع من علي بن العز عمر وفاطمة ابنة العز إبراهيم وغيرهما وحدث، قال شيخنا في تاريخه ومعجمه: أجاز لي ومات في جمادى الآخرة سنة اثنتين.
أحمد بن محمد بن أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الشهاب بن الخطيب الكمال أبي الفضل بن الشهاب القرشي المكي الشافعي والد أبي الفضل محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة وأمه فتاة لأبيه. ولد بمكة ونشأ بها وسمع من أبيه وابن الجزري والشامي وابن سلامة والشمس الكفيري وغيرهم، وأجاز له عائشة ابنة ابن الهادي وابن طولوبغا وابن الكويك والمجد اللغوي، وآخرون وتفقه بالوجيه عبد الرحمن بن الجمال المصري ودرس، واختل بأخرة وبرأ. ومات في أواخر شوال سنة ثمان وثلاثين بمكة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ولي الدين المحلى الشافعي الخطيب الواعظ والد محمد صهر الغمري الآتي. أخذ عن الولي بن قطب والبرهان الكركي وغيرهما، وقدم القاهرة فقرأ على شيخنا البخاري وعلى العلم البلقيني ومن قبلهما على جماعة، وحج مراراً ورغب في الانتماء للشيخ الغمري فزوج ولده لإحدى بناته وابتنى بالمحلة جامعاً وخطب به بل وبغيره ووعظ؛ وكان راغباً في التحصيل زائد الإمساك مع ميله إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد سجنه الظاهر جقمق بالبيمارستان وقتاً لكونه أنكر الشخوص التي بقناطر السباع واستتباع الناس رقيقهم مع تكليفهم بما لعلهم لا يطيقونه من الجري خلف دوابهم وكثرة الربوع التي يسكنها بنات الخطا حيث لم يفهم حقيقة مرادة بل ترجم له عنه بأنه يروم هدم قناطر السباع والربوع ومنع استخدام الرقيق فقال هذا جنون. وكذا شهره مع غيره الزين الاستادار من المحلة إلى القاهرة على هيئة غير مرضية لكونه نسب إليه الإغراء على قتل أخيه. وبالجملة كان سليم الفطرة. مات في شعبان سنة اثنتين وثمانين وورثه أحفاده وغيرهم لكون ولده مات في حياته رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عثمان بن سند الشهاب أبو العباس بن البدر الأنصاري الأبياري الأصل ثم القاهري الصالحي الشافعي أحد الأخوة الخمسة وهو أصغرهم، ويعرف كسلفه بابن الأمانة. ولد يوم الأربعاء منتصف رجب سنة تسع وعشرين وثمانمائة بالصالحية ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وغيره وعرض على جماعة وأخذ عن العلاء القلقشندي في الفقه وغيره ولازمه وكذا أخذ في الفقه عن السيد النسابة والمناوي في عدة تقاسيم والزين البوتيجي وقرأ عليه في الفرائض وعلى الأبدي في العربية وسمع على شيخنا وغيره، وكان ممن يحضر عندي حين تدريسي بالظاهرية القديمة بل أجاز له باستدعاء ابن فهد خلق من الأجلاء، وحج غير مرة وتميز قليلاً وأجاد الفهم وشارك ونزل في الجهات وباشر الأقبغاوية وأم بالظاهرية القديمة وتكلم في الجمالية نائباً مع حسن عشرة ولطافة وديانة وتواضع. مات في ليلة الثلاثاء ثالث المحرم سنة ست وتسعين وصلى عليه من الغد ودفن رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أحمد بن الجمال عبد الله بن علي الدمشقي الشافعي الشهير بابن أبي مدين. ولد في سنة ست وستين وثمانمائة تقريباً بدمشق، وحفظ القرآن وصلى به في جامع يلبغا والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو والشاطبية والجزرية في التجويد وعرض على الشهاب الزرعي والناجي وملا حاجي والخيضري والبقاعي وضيا الكشح والشمس بن حامد وغيرهم وقرأ في النحو على الزين الصفدي وفي الفقه على ضياء؛ وحج ودخل القاهرة في سنة إحدى وتسعين.

أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عمر بن عبد القوي التاج السكندري المالكي سبط الشاذلي ويعرف بابن الخراط. قال شيخنا في معجمه لقيته بالاسكندرية فأراني ثبته بخط الوادياشي وأنه سمع عليه التيسير للداني والموطأ، وبخط غيره أنه سمع عليه أيضاً الشفا وترجمة عياض له في جزء ودرء السمط في خبر السبط لابن الأبار بسماعه للأخير على محمد بن حبان عن مؤلفه وبعض التقصي لابن عبد البر. وقرأ عليه شيخنا مسموعه منه وبعض الموطأ وسداسيات الرازي بسماعه لها على الشرف أبي العباس بن الصفي والجلال أبي الفتوح بن الفرات وغير ذلك. ومات في عاشر صفر سنة ثلاث ولم يذكره في إنبائه. وذكره المقريزي في عقوده وغيرها بدون أحمد وما بعد عبد الله.
أحمد بن محمد بن أحمد بن الجمال عبد الله الغمري ثم القاهري الشافعي ويعرف كسلفه بابن المداح. حفظ القرآن وكتباً عرضها علي في جملة المشايخ وسمع علي، وهو فطن ذكي وإلى سنة ست وتسعين لم يبلغ.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن البريدي ربيب ابن المفضل. ممن سمع مني مع زوج أمه بالقاهرة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن محمد الشهاب الكناني الزفتاوي المصري ثم القاهري الشافعي أخو علي الآتي. ولد تقريباً سنة ثلاث أو أربع وسبعين وسبعمائة وقتل سنة سبعين بمصر ونشأ بها فقرأ القرآن والحاوي والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك وقال أنه أخذ الفقه بقراءته عن أبيه والشمس بن القطان والبدر القويسني والنور الأدمي والأبناسي وابن الملقن والبلقين، وعن ابن القطان والصدر الأنشيطي والعز بن جماعة أخذ الأصول وعن العز اشياء من العقليات وعن والده والشمس القليوبي وناصر الدين داود بن منكلي بغا النحو وسمع الحديث على التنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي والمطرز والنجم البالسي وناصر الدين بن الفرات والشرف القدسي في آخرين. وأجاز له جماعة وحج مراراً وناب في الحكم عن الصدر المناوي فمن بعده. واختص بشيخنا لكونه بلديه وحصل فتح الباري وجلس بجامع الصالح خارج باب زويلة وقتاً ثم بالصليبة وغيرهما. وكتب في التوقيع الحكمي كثيراً وحدث بالقاهرة ومكة وغيرهما وسمع منه الفضلاء، حملت عنه أشياء وكان خيراً ساكناً جامداً محباً في الحديث وأهله وقال فيما كتبه بخطه أن جده التقي البياني. مات في يوم الثلاثاء خامس ربيع الأول سنة إحدى وستين بصليبة القاهرة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عمر بن علي بن عبد الصمد بن أبي البدر الشهاب أبو العباس البغدادي ثم الدمشقي القاهري الشافعي ويعرف بالجوهري وربما نسبه شيخنا اللولوي وقد يقال اللال. ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة ببغداد وقدم مع أبيه وعمه دمشق فأسمع بها من المزي والذهبي وداود بن العطار وآخرين، وقدم القاهرة فاستوطنها وسمع فيها من الشرف بن عسكر وحدث بها وبمصر بسنن ابن ماجه وغيره غير مرة أخذ عنه الأكابر كشيخنا وقال أنه كان شيخاً وقوراً ساكناً حسن الهيئة محباً في الحديث وأهله عارفاً بصناعته جميل المذاكرة به على سمت الصوفية ولديه فوائد مع المروءة التامة والخير ومحبة لتواجد في السماع والمعرفة التامة بصنف الجوهر. مات في ربيع الأول سنة تسع وقد تغير ذهنه قليلاً. قلت وقد أثنى عليه المقريزي في عقوده وساق عنه حكايات تأخر بعض من حضر عليه وأجاز له إلى قريب التسعين.
أحمد بن عمر بن قطينة - بالقاف والنون مصغر - شهاب الدين كان أبوه عامياً فنشأ ابنه في الخدم وتنقل حتى باشر استادارية بعض الأمراء فأثرى من ذلك ثم باشر سد الكارم في أيام الظاهر برقوق وامتحن مراراً ثم خدم عند تغري بردي والد الجمال يوسف استادارا وطالت مدته في خدمته ثم استقر به السلطان وزيره في سنة اثنتين وثمانمائة واستعفى بعد اٍبوع بمساعدة أميره المشار إليه فأعفي وعاد إلى خدمته ثم تصرف في عدة أعمال حتى مات في يوم الأحد ثاني عشر المحرم سنة تسع عشرة عن مال جزيل، وقد ذكره شيخنا في إنبائه باختصار جداً.

أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام الشهاب بن الزين بن الحافظ الشمس القرشي العمري المقدسي الصالحي الحنبلي نزيل الشبلية ويعرف بابن زين الدين. ولد في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وأحضر على أبي الهول الجزري ودنيا وفاطمة وعائشة بنات ابن عبد الهادي، وسمع من أبيه ومحمد بن الرشيد عبد الرحمن بن أبي عمر والشهاب أحمد بن أبي بكر بن العز ومحمد بن محمد بن عمر بن عوض وجماعة، وزعم ابن أبي عذيبة أنه سمع ابن أميلة وطبقته وكذب بحت، وحدث سمع منه الأئمة، ولقيته بصالحية دمشق فقرأت عليه أشياء وكان خيراً من بيت حديث وجلالة. مات في يوم الخميس رابع شوال سنة إحدى وستين رحمه الله.
أحمد بن عمر بن محمد بن أبي بكر بن محمد شهاب الدين بن المحب بن الشمس الخصوصي ثم القاهري الشافعي أخو أثير الدين محمد الآتي وسمع من الولي العراقي في أماليه كثيراً وتسكب بالشهادة وتميز فيها وتأخر عن أخيه.
أحمد بن عمر بن محمد بن أبي بكر المرشدي المكي ابن عم أحمد ابن صالح بن محمد الماضي وشقيق أبي حامد ومحمد الآتي ممن حفظ القرآن والمنهاج وغيره وتكسب بإقراء الأبناء وبالعمر وكذا أحياناً بالسفر للطائف ونحوه وسمع مني بمكة في المجاورة الثالثة وهو خير.
أحمد بن عمر بن محمد بن عمر الشهاب القاهري ثم المنوفي الشافعي ويعرف بابن القنيني. ولد في سنة ست وثمانين وسبعمائة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية ابن مالك وعرضها فيما أخبر على البلقيني والصدر المناوي والقويسني والدميري وغيرهم، وقطن منوف ووقع على قضاتها ولقيته بها فاستجزته لقرائن تودي باعتماده في مقاله. مات قبل الستين تقريباً.
أحمد بن النجم أبي القسم عمر بن التقي محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد المحب أبو الطيب الهاشمي المكي. مات وهو ابن ستين وخمسة أشهر في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين.

أحمد بن عمر بن محمد البدر أبو العباس الطنبذي القاهري الشافعي. ولد في حدود الأربعين وسبعمائة ونشأ طالباً للعلم وبرع في الفقه وأصوله والعربية والمعاني والبيان ودرس وأفتى وعمل المواعيد وكان مفرطاً في الذكاء والفصاحة، متقدماً في البحث ولكن لكونه لم يتزوج يتكلم فيه ولم يكن ملتفتاً لذلك بل لا يزال مقبلاً على العلم على ما يعاب به حتى مات في حادي عشري ربيع الأول سنة تسع وقد جاز الستين، وذكره شيخنا في معجمه فقال الفقيه اشتغل كثيراً ولازم أبا البقاء السبكي وسمع على القلانسي وناصر الدين الفارقي ورأيت سماعه عليه لجزء حنبل بن إسحاق بخط شيخنا العراقي في أول المحرم سنة سبع وخمسين وكذا قرأ على مغلطاي جزءاً جمعه في الشرف قائماً في سنة تسع وخمسين وكتب له خطه وأفتى ودرس ووعظ ومهر في الفنون وكان رديء الخط غير محمود الديانة وقد سمعت من فوائده وحضرت دروسه، ونحوه في الإنباء لكنه سمى والده محمداً ونص ترجمته فيه: بدر الدين أحد الفضلاء المهرة أخذ عن أبي البقاء والأسنوي ونحوهما وأفتى ودرس ووعظ وكان عارفاً بالفنون ماهراً في الفقه والعربية فصيح العبارة وله هنات سامحه الله. وقال المقريزي بعد أن سمى والده عمر بن محمد كان من أعيان الفقهاء الأذكياء الأدباء الفصحاء العارفين بالأصول والتفسير والعربية، وأفتى ودرس ووعظ عدة سنين ولم يكن مرضي الديانة، وكذا سماه في عقوده وقال إنه كان مفرط الذكاء فصيح العبارة متقدماً على كل من باحثه إلا أنه أخره عدم تزوجه وما سمع عنه بمعاشرة المتهمين فكثر الطعن عليه وشنعت القالة فيه ولم يكن هو يفكر في هذا بل لا يزال مقبلاً على الاشتغال بالعلم على ما يعاب به انتهى. والصواب أنه أحمد بن محمد بن عمر فقد قرأت بخط تلميذه الشهاب الجوجري ما نصه: توفي شيخنا الإمام العالم العلامة الأستاذ رئيس المحققين عمدة المفتين أوحد الزمان شيخ الفنون النقلية والعقلية المفوه المحقق المدقق النصوح للطللبة بدر الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ العدل شمس الدين محمد بن الشيخ سراج الدين عمر الطنبذي الشافعي بالمدرسة السحامية تجاه سوق الرقيق في ليلة الأحد ثامن عشري ربيع الأول سنة تسع وصلى عليه يوم الأحد بجامع الحاكم تقدم الناس الجمال عبد الله الأقفهسي المالكي وكان له مشهد عظيم وأثنى الخلق عليه حسناً ودفن خارج باب النصر بتربة الجمال يوسف الاستادار فرحمه الله ما أغزر علمه وأكثر تحقيقه وأحسن تدقيقه. قلت وقد بلغنا أنه كان يضايق الصدر المناوي القاضي في المباحث ونحوها فتوصل حتى علم وقت مجيئه وهو مشغول لمحله من المدرسة المشار إليها وهي قريبة من سكن القاضي فجاءه ليلاً ومعه بقجة قماش ودراهم فوجده غائب العقل فأمر من غسل أطرافه ونزع تلك الأثواب ثم ألبسه بدلها ووضع الدراهم وقال لبواب المدرسة اعلم أخي بمجيئي حين بلغني انقطاعه فوجدته مغموراً فقرأت الفاتحة ودعوت له بالعافية ثم انصرفت فكان ذلك سبباً لخضوعه ورجوعه وعد ذلك في رياسة القاضي.
أحمد بن عمر بن محمد شهاب الدين النشيلي ثم القاهري الشافعي أخو محمد دلال الكتب. ممن اشتغل وقرأ على الخيضري ونحوه وعلى النشاوي وعبد الصمد الهرساني.
أحمد بن عمر بن محمد القاهري الشيخي الماوردي أخو ناصر الدين محمد الآتي. ممن سمع على شيخنا ختم البخاري بالظاهرية.
أحمد بن عمر بن محمد المقدسي. ممن قرض للشهاب السيرجي نظماً ونثراً.
أحمد بن عمر بن مطرف القرشي المكي السمان ويعرف بجده. مات بمكة في شوال سنة اثنتين وأربعين.
أحمد بن عمر بن معيبد وزير اليمن. مات سنة أربع وعشرين. ذكره ابن عزم.
أحمد بن عمر بن هلال الشهاب أبو العباس الحلبي الصوفي المعتقد. اشتغل بحلب وقدم القاهرة فصحب البلالي ثم رجع لبلده وكثر أتباعه ومعتقدوه ولكن حفظت عنه شطحات فمقته الفقهاء في إظهار طريق ابن عربي فلم يزد أتباعه ذلك إلا محبة فيه وتعظيماً له حتى كانوا يسمونه نقطة الدائرة ومات في سنة أربع وعشرين. ترجمه هكذا المقريزي في عقوده.

أحمد بن عمر بن يوسف بن علي بن عبد العزيز الشهاب بن الزين الحلبي الشافعي الموقع والد النجم عمر والمحب محمد الآتيين وكان يعرف قديماً بابن كاتب الخزانة. ولد في خامس شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بحلب ولازم العز الحاضري حتى قرأ عليه التوضيح لابن هشام واستمر على العمل فيه حتى صار تام الفضيلة في العربية جداً مع الفضيلة أيضاً في المعاني والبيان والعروض، وسمع على البرهان الحلبي والطبقة، وأجاز له ابن خلدون والسيد النسابة الكبير بل عين لها وولي كتابة الخزانة، كل ذلك مع التعبد والقيام والمثابرة على الجماعات والاتصاف بالعقل والرياسة والحشمة والتودد ومراعاة أرباب الدولة والطريقة الحسنة والمحاسن الجمة. أخذ عنه ابن فهد وغيره. مات في ليلة الأربعاء عاشر المحرم سنة أربعين وصلى عليه بالجامع الأعظم ثم صلى عليه بباب دار العدل نائب حلب تغري برمش ودفن بتربته خارج باب المقام. ذكره ابن خطيب الناصرية بأنقص من هذا واصفاً له بالفضيلة والدين والعقل والطريقة الحسنة.
أحمد بن عمر الشهاب بن الزين الحلبي والوالي ويعرف بابن الزين. باشر عدة وظائف منها ولاية القاهرة في الأيام الظاهرية برقوق وكان جباراً ظالماً غاشماً لكن كان للمفسدين به ردع ما، مات في يوم الأحد ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وهو معزول، ذكره شيخنا في إنبائه باختصار وكذا المقريزي في عقوده وغيرها ووصفه بالأمير بن الحاج.
أحمد بن عمر الشهاب البلبيسي البزار، مات في يوم الجمعة ثاني عشر رجب سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وقد جاز الثمانين وكان من خيار التجار ثقة وديناً وأمانة وصدق لهجة جاور عدة مجاورات بمكة وسمع الكثير وأنجب أولاداً رحمه الله. قاله شيخنا في إنبائه وأظنه والد السراج عمر الآتي وإن سميت جده في ترجمة شيخنا محمداً.
أحمد بن عمر الشهاب الدنجيهي ثم القاهري القلعي الشافعي. مات وقد قارب السبعين أو حازها في يوم الأحد حادي عشر ذي القعدة سنة سبع وسبعين وثمانمائة، وكان قد نشأ فقيراً بجامع القلعة ثم ترقى حتى صار أحد مؤذنيه ثم رئيساً فيه بحيث رقي في الخطابة بالجلال البلقيني وغيره بل جلس فيه مع الشهود ثم صار شاهد ديوان عليباي الأشرفي ثم كسباي المؤيدي ثم استقر في جملة أئمة القصر بعناية يشبك الفقيه وعمل نقابة أئمته والنيابة في نظر الأوقاف الجارية تحت نظر مقدم المماليك في أيام جوهر النوروزي ثم نيابة الأنظار الزمامية عنه أيضاً، وكان خيراً رحمه الله وإيانا.
أحمد بن عمر الشهاب السعودي البلان نقيب الذكارين بزاوية أبي السعود. مات في يوم الاثنين ثاني عشر ذي الحجة سنة تسع وستين وكان مشكور السيرة. أرخه المنير.
أحمد بن عمر المصراتي القيرواني إمام جامع الزيتونة بتونس. مات بها في سنة تسع وثمانين.
أحمد بن عيسى بن أحمد بن عيسى بن أحمد القاهري أخو أبي الفتح محمد الكتبي. له ذكر في أبيه ولم يكن بمحمود. مات قريب السبعين.
أحمد بن عيسى بن أحمد الشهاب الصنهاجي المغربي ثم القاهري الأزهري المالكي المقرئ نزيل جامع الأزهر. كان ماهراً في القراءات والعربية والفقه متصدياً للإقراء جميع النهار وممن أخذ عنه الشمس القرافي. مات في سابع المحرم سنة سبع وعشرين وكثر التأسف عليه. ترجمه شيخنا في أنبائه.
أحمد بن عيسى بن أحمد الدمياطي ثم القاهري النجار والد الأمين محمد الآتي. ممن تميز جداً في صناعته وأتى أشغالاً ثقالاً ورأى حظاً في أيام الجمالي ناظر الخاص وهو الذي عمل المنبر المكي ثم منبر المزهرية وجامع الغمري، وحج غير مرة وجاور وقد هش وعجز وأظن مولده في سنة عشرين. ومات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين بالمنزلة.
أحمد بن عيسى بن عثمان بن عيسى بن عثمان الشهاب بن الشرف القاهري أخو الفخر محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن جوشن سمع على شيخنا في رمضان وغيره وكان فقيراً ضعيف الحركة ألثغ يقيم أحياناً عند أخيه وقتاً بالزاوية المجاورة لتربتهم بالصحراء وكان هو الخطيب بها غالباً. مات في ليلة الأحد ثامن شعبان سنة تسع وسبعين رحمه الله.

أحمد بن عيسى بن علي بن يعقوب بن شعيب الداودي الأوراسي المغربي المالكي. ولد تقريباً في سنة أربع وثمنمائة بأوراس وحفظ بها القرآن برواية ورش والرسالة ثم انتقل إلى تونس فقرأ بها القرآن لنافع بكماله وحفظ بها بعض ابن الحاجب الفرعي ثم أخذ الفقه عن أبوي القسم البرزلي سمع عليه جميع كتابه الحاوي في الفقه وهو في ثلاث مجلدات والعبدوسي وسمع عليه صحيح البخاري ومحمد بن مرزوق وبحث عليه في الأصول والمنطق والمعاني والبيان، وحشى كتبه التي قرأها على مشايخه، لقيته بالميدان وقد قدم حاجاً في سنة تسع وأربعين ومات.
أحمد بن عيسى بن محمد بن علي الشهاب المنزلي ثم القاهري الأزهري الشافعي الضرير ويعرف في ناحيته بعصفور وقد يصغر. ولد في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالمنزلة ونشأ بها ثم تحول بعد بلوغه منها إلى القاهرة فقطن الأزهر وحفظ القرآن والمنهاج والحربية وألفية ابن مالك والجرومية وأخذ في الفقه عن المناوي والعبادي بل وعن العلم البلقيني وغيرهم وفي الأصلين عن العلاء الحصني وكذا المعاني والبيان والعربية بل أخذ عن التقيين الحصني والشمني قليلاً ولازم السنهوري في العربية ومن قبله الأبدي والشهاب السجيني في الفرائض والحساب وتزوج ابنته والسيد علي تلميذ ابن المجدي بل أخذ عن البوتيجي وأبي الجود وسمع على السيد النسابة وابن الملقن والنور البارنباري وناصر الدين الزفتاوي وأم هانئ الهورينية والحجاري والمحبين الفاقوسي والحلبي بن الألواحي والشمس الرازي القاضي الحنفي والجمال بن أيوب الخادم والبهاء بن المصري وغيرهم، ولازم التردد لغير هؤلاء، وحصل له ومد كف منه في سنة ثلاث وسبعين وهو فما يظهر صابر وشاكر ولكن كثرت منازعاته في الدروس والمجالس مع يبس عبارته وكلمته وعدم تأدبه سيما بعد انفكاكه.

أحمد بن عيسى بن موسى بن عيسى بن سليم أو سالم وجمع المقريزي بينما فقال سليم - ككثير - بن سالم بن جميل ككبير أيضاً، وزاد بن راجح: بن كثير بن مظفر بن علي بن عامر العماد أبو عيسى بن الشرف أبي الروح بن العماد أبي عمران الأزرقي العامري المقيري - بضم الميم ثم قاف مفتوحة وآخره راء مصغر نسبة للمقبري قرية من أعمل الكرك الشافعي أخو العلاء علي. ولد في شعبان سنة إحدى وقيل اثنتين وأربعين وسبعمائة بكرك الشوبك وحفظ المنهاج وجامع المختصرات وغيرها واشتغل بالفقه وغيره وقدم مع أبيه وكان قاضي الكرك القاهرة بعد الأربعين فسمع بها من أبي نعيم الأسعردي وأبي المحاسن الدلاصي وأبي العباس أحمد بن كشتغدي ومحمد بن إسماعيل الأيوبي في آخرين منهم الحافظ المزي، وبالقدس من البياني وغيره، وقدم القاهرة غير مرة واستقر في قضاء الكرك بعد أبيه وكان كبير القدر فيه محبباً إلى أهله بحيث أنهم لم يكونوا يصدرون إلا عن رأيه فلما سجن الظاهر برقوق به قام هو وأخوه في خدمته ومساعدته ومعاونته فلما خرج وصلا معه إلى دمشق فحفظ لهما ذلك فلما تمكن أحضرهما إلى القاهرة واستقر بهذا في قضاء الشافعية وبأخيه في كتابة السر وذلك في رجب سنة اثنتين وتسعين فباشر بحرمة ونزاهة وصيانة ودخل معه حلب واستكثر في ولايته من النواب وشدد في رد الرسائل وتصلب في الأحكام فتمالأ عليه أهل الدولة وألبوا حتى عزل في أواخر سنة أربع وتسعين بالصدر المناوي وأبقى السلطان معه تدريس الفقه بالصلاحية المجاورة للشافعي والحديث بجامع طولون ونظر وقف الصالح بين القصرين مع درس الفقه واستمر إلى أن أشغرت الخطابة بالمسجد الأقصى وتدريس الصلاحية هناك فاستقر به فيهما وذلك في سنة تسع وتسعين فتوجه إلى القدس وباشرهما وانجمع عن الناس وأقبل على العبادة والتلاوة حتى مات في سابع عشر أو يوم الجمعة سابع عشرين ربيع الأول سنة إحدى بعد أن رغب في مرض موته عن الخطابة لولده الشرف عيسى ولكن لم يتم له، وكان ساكناً كث اللحية أثنى عليه ابن خطيب الناصرية، ونقل شيخنا عن التقي المقريزي أنه حلف له أنه ما تناول ببلده ولا بالديار المصرية في القضاء رشوة ولا تعمد حكماً بباطل انتهى، والمقريزي ممن طول ترجمته في عقوده وهو أول من كتب له من القضاة عن السلطان الجناب العالي بعد أن كان يكتب لهم المجلس وذلك بعناية أخيه كاتب السر فإنه استأذن له السلطان بذلك واستمر لمن بعده وقد كانت لفظة المجلس في غاية الرفعة للمخاطب بها في الدولة الفاطمية ثم انعكس ذلك في الدولة التركية وصار الجناب أرفع رتبة عن المجلس ولذا وقع التغيير. أفاده شيخنا في إنبائه وقال إنه حدث ببلده قديماً ولما قدم القاهرة قاضياً خرج له الولي العراقي مشيخة سمعها عليه شيخنا بل قرأ بعضها وكذا سمع عليه غير واحد ممن أخذنا عنه.
أحمد بن عيسى بن موسى بن قريش الشهاب القرشي الهاشمي المكي الشافعي والد الزين عبد الواحد الآتي. نشأ بمكة وبها ولد فحفظ القرآن وقرأ في التنبيه وتلا بالقرآن على ابن عياش والكيلاني وسمع على الزين المراغي في سنة ثلاث عشرة وبعدها الحديث، وقدم القاهرة وغير مرة وكذا دمشق وسمع على شيخنا وغيره، وكان لين الجانب فقيراً. مات بمكة في ليلة الجمعة سابع عشر شعبان سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد، وبلغني أنه تسلق في ثوب الكعبة حتى صعد إلى أثنائها مبالغة في التوسل بذلك لبعض مقاصد.
أحمد بن عيسى بن يوسف بن عمر بن عبد العزيز الهواري البنداري أمير عرب هوارة ويعرف بابن عمر. استقر بعد صرف أخيه سليمان الآتي إلى أن مات في أول سنة اثنتين وثمانين وكان أحسن حالاً من أخيه واستقر بعده في الإمرة ابن أخيه داود بن سليمان.
أحمد بن الشرف عيسى القيمري الخليلي الغزي. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة وسمع الكثير وحدث وروى أجاز لنا. قاله ابن أبي عذيبة.
أحمد بن عيسى السنباطي الحنبلي. في ابن محمد بن عيسى بن يوسف.
أحمد بن عيسى العلوي نزيل مكة خال أبي عبد الله وأبي البركات وكمالية بني القاضي على النويري. مات بها في ذي القعدة سنة ست وأربعين.

أحمد بن غلام الله بن أحمد بن محمد الشهاب الريشي القاهري الميقاتي. قال شيخنا في إنبائه كان اشتغل في فن النجوم وعرف كثيراً من الأحكام وصار يحل الزيج ويكتب التقاويم واشتهر بذلك. مات في صفر سنة ست وثلاثين وقد أناف على الخمسين.
أحمد بن أبي الفتح بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود شهاب الدين البيضاوي المكي الزمزمي الشافعي أخو محمد الآتي وأبوهما. ولد سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وحفظ المنهاج وغيره وسمع على القاضي عبد القادر وباشر الأذان.
أحمد بن أبي الفتح العثماني. يأتي في ابن محمد.
أحمد بن أبي الفضل بن ظهيرة. في ابن محمد بن أحمد بن ظهيرة.
أحمد بن قاسم بن أحمد بن عبد الحميد التميمي التونسي المالكي ويعرف بابن عاشر، استقر به السلطان في مشيخة تربته بعد شيخه القلصاني.
أحمد بن قاسم بن ملك بن عبد الله بن غانم الشريف العلوي المكي. كان مقيماً بالروضة من وادي مر، مات في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين بمكة ودفن بالمعلاة.
أحمد بن أبي القسم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الشهاب بن الشرف بن الشهاب بن أبي إسحاق الحكمي اليماني الشافعي الآتي أبوه، من بيت كبير. ولد سنة عشرين وثمانمائة واشتغل في الفقه على والده وعمه عمر والبدر حسين الأهدل وتميز على أخيه أبي الفتح وغيره بالاشتغال، وقدم مكة غير مرة وأخذ عن نحويها القاضي عبد القادر العربية وترجمه بأنه ذاكر لفقه الشافعي يدرس التنبيه والحاوي ونقل من فوائده جملة. فمنها:

وكل أداريه على حسب حالـه

 

سوى حاسد فهي التي لا أبالها

وكيف يداري المرء حاسد نعمة

 

إذا كان لا يرضيه إلا زوالهـا

وقول القائل:

إن الزمان إذا رمى بصروفه

 

شكيت عظائمه إلى عظمائه

فلجوا بجودهم دياجي صرفه

 

عمن رمى فيعود في نعمائه

مات سنة بضع وستين.
أحمد بن أبي القسم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن المغربي الخلوف. يأتي فيمن اسم أبيه محمد قريباً.
أحمد بن أبي القسم بن محمد بن أحمد المحب النويري المكي الخطيب. يأتي في أحمد بن محمد.
أحمد بن أبي القسم بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو الخير الناشري ويسمى عبد القادر أيضاً. ولد في رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة وأخذ عن جده أبي عبد الله وارتحل لزبيد فأخذ بها عن الموفق علي بن أبي بكر الناشري وتفقه بابن عمه الجمال أبي الطيب وبغيره. وسمع على ابن الجزري وغيره، وكان فقيهاً علامة صالحاً عارفاً بالفرائض والعربية منعزلاً ورعاً قانعاً مديماً للاشتغال ولا زال يترقى في المحافظة على الطاعات، وهو ممن أخذ عنه جماعة كأخويه إسماعيل وإسحاق ومحمد بن أحمد بن عطيف، وناب عن أبيه في الأحكام بسهام وولي خطابتها بعد عمه الفقيه علي، بل استقل بعد أبيه بالأحكام بالكدرا وما يواليها سهام. مات بعد سنة خمس وأربعين.
أحمد بن أبي القسم بن محمد بن علي الفقيه أبو جعفر بن الرصافي الأندلسي الغرناطي نزيل مكة وشيخ الموفق. أثنى عليه ابن عزم بالسكون والديانة والتحري وسلامة الصدر المؤدية للغفلة مع إلمام بالفقه وتصور جيد، وقال لي غيره كان عارفاً بالفقه مع إكثاره الطواف والقيام والتلاوة بل قيل إنه لم يكن ينام الليل وأنه ورث من والده نقداً كثيراً ذهب منه بحيث احتاج في آخر عمره. مات في جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين عن بضع وسبعين ودفن بتربة المغاربة من المعلاة.
أحمد بن أبي القسم بن موسى بن محمد بن موسى العبدوسي. ذكره ابن عزم.
أحمد بن أبي القسم الضراسي ثم اليمني المكي الشافعي. ولد في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وسبعمائة قال فيما كتب به إلي بمكة إن من شيوخه المجد الشيرازي وابن الجزري والنفيس العلوي وابن الخياط وغيرهم وما علمت قدراً زائداً على هذا. نع رأيت القاضي محيي الدين بن عبد القادر المالكي قاضيها وصفه بالإمام العلامة شهاب الدين ونقل عن خطه سؤالاً لشيخنا أجابه عنه أوردته في فتاويه.
أحمد بن أبي القسم القسنطيني. ذكره ابن عزم أيضاً.
أحمد بن قرطاي. مضى في ابن علي بن قرطاي.

أحمد بن قفيف بن فضيل بن ذحير - ثلاثتها بالتصغير - العدواتي خال محمد بن بدير ويعرف بأبيه. قتلهما الشريف محمد بن بركات عند مسجد الفتح بالقرب من الجموم من وادي مرفي يوم الخميس سابع المحرم سنة ثلاث وسبعين وحملا إلى مكة فدفنا بها.
أحمد بن قوصون الدمشقي الشيخ المقري. مات في ليلة حادي عشر ذي الحجة سنة ست وأربعين.
أحمد بن قياس - بكسر أوله مخففاً - بن هند والشهاب بن الفخر الشيرازي الأصل القاهري الشافعي أخو محمد والد ناصر الدين محمد. مات سنة تسع عشرة.
أحمد بن كندغدي - بنون ساكنة بعد الكاف المفتوحة وغين معجمة بدل المهملة المضمومة وكسر الدال بعدها تحتانية - شهاب الدين التركي القاهري الحنفي نزيل الحسينية بالقرب من جامع آل ملك. كان عالماً فقيهاً ديناً بزي الأجناد توجه عن الناصر فرج رسولاً إلى تمرلنك فمرض بحلب وعزم على الرجوع فاشتد مرضه حتى مات بها في ليلة السبت رابع عشر ربيع الول سنة سبع وصلى عليه من الغد ودفن خارج باب المقام بتربة موسى الحاجب وقد جاز الستين. ذكره ابن خطيب الناصرية وأورده شيخنا في معجمه وضبطه كما قدمنا وقال: أحد الفضلاء المهرة في فقه الحنفية والفنون اتصل أخيراً بالظاهر برقوق ونادمه ثم أرسله الناصر إلى تمرلنك فمات بحلب في جمادى الأولى كذا قال سمعت من فوائده كثيراً وقرأ عليه صاحبنا المجد بن مكانس القمامات بحثاً، زاد في إنبائه وكان يجيد تقريرها على ما أخبرني به المجد وقال فيه إن اشتغل في عدة علوم وفاق فيها واتصل بالظاهر في أواخر دولته ونادمه بتربته شيخ الصفوي أحد خواص الظاهر وحصل الكثير من الدنيا وقال إنه مات قبل أن يؤدي الرسالة في رابع عشر ربيع الأول. أرخه البرهان المحدث وأثنى عليه بالعلم والمروءة ومكارم الأخلاق. وقال العيني أنه كان ذكياً مستحضراً مع بعض مجازفة ويتكلم بالتركي. وممن ذكره القمريزي في عقوده وقال إنه قارب الخمسين وبلغها رحمه الله.
أحمد بن لاجين الظاهر جقمق الآتي أبوه له ذكر فيه.
أحمد بن مباركشاه ويسمى محمد بن حسين بن إبراهيم بن سليمان الشهاب القاهري السيفي يشبك الحنفي الصوفي بالمؤيدية ويعرف بابن مباركشاه. ولد في يوم الجمعة عاشر ربيع الأول سنة ست وثمانمائة بالقاهرة واشتغل بالعلوم على ابن الهمام وابن الديري وآخرين حتى برع وأشير إليه بالفضيلة التامة وصنف أشياء وجمع التذكرة وأقرأ الطلبة مع التواضع والأدب والسكون والقناعة والمداومة على التحصيل والإفادة وتعانى نظم الشعر على الطريقة البيانية وقد سمعت منه من نظمه الكثير بل سمعت بقراءته على شيخنا في أسباب النزول له وفي غيره، وكان شيخنا كثير التبجيل له والإصغاء إلى كلامه، وامتدحه بقصيدة طنانة دالية أودعتها الجواهر وغالب الظن أنني سمعته وهو ينشدها له، ومن العجيب أنني رأيته كتب نسخة بخطه من مناقب الليث له وقرأها على أبي اليسر بن النقاش عنه. مات في أحد الربيعين سنة اثنتين وستين، ومما كتبته من نظمه:

لي في القناعة كنز لا نفاد له

 

وعزة أوطأتني جبهة الأسد

أمسى وأصبح مسترفداً أحداً

 

ولا ضنيناً بميسور على أحد

أحمد بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي ويعرف بالهدباني نسبة لأمير حج وما حققت لماذا، وكان من أعيان أشراف ذوي رميثة مشهوراً فيهم بالشجاعة وتجرأ على قتل القائد محمد بن سنان بن عبد الله بن عمر العمري وما التفت إلى أقربائه مع فروسيتهم وتزوج ابنة السيد أحمد بن عجلان وورث منها عقاراً طويلاً تجمل به حاله. مات في شوال أو ذي القعدة سنة عشرين ونقل إلى مكة فدفن بالمعلاة منها عن بضع وستين سنة، ترجمه الفاسي في مكة.

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي الشهاب أبو زرعة بن الشمس بن البرهان البيجوري الأصل القاهري الشافعي الماضي شقيقه إبراهيم وجدهما والآتي والدهما. ولد في أيام التشريق سنة عشرين وثمانمائة بالقاهرة وأمه ابنة أخت جده. ونشأ بها في كنف أبويه فحفظ القرآن وبلوغ المرام لشيخنا والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحديث والنحو وتلخيص المفتاح وغير ذلك، وعرض على جماعة فمنهم ممن لم يأخذ عنه بعد البدر بن الأمانة والجلال المحلي، واعتنى به أبوه فأسمعه على الولي العراقي وابن الجزري والفوي والواسطي والزين القمني والكلوتاتي وشيخنا، ومما سمعه من لفظ الأولين المسلسل وكذا سمعه على الرابع وعليه وعلى الأول جزء الأنصاري في آخرين وأجاز له جماعة من أصحاب الميدومي وابن الخباز وغيرهما، وتفقه بالشرف السبكي والعلاء القلقشندي والونائي ولمناوي وكذا أخذ في الفقه عن والده وشيخنا والقاياتي والعلم البلقين، وأكثر من ملازمة البرهان بن خضر في الفقه بحيث أخذ عنه التنبيه والحاوي والمنهاج وجامع المختصرات إلا نحو ورقتين من أول الجراح من الأخير فقرأهما على ابن حسان، وأخذ العربية عن والده والقلقشندي وابن خضر والأبدي والشمس الحجازي والبدرشي وابن قديد والشمني وأبي الفضل المغربي، والصرف عن والده والفرائض والحساب عن الحجازي وأبي الجود والبوتيجي، وأصول الفقه عن القلقشندي وابن حسان والآبدي والشمني وأصول الدين عن الآبدي والمغربي والعز عبد السلام البغدادي؛ والمعاني والبيان عن الشمني، والمنطق عن القلقشندي وابن حسان والآبدي والمغربي والتقي الحصني وطاهر نزيل البرقوقية، والطب عن الزين ابن الجزري والميقات عن الشمس الطنتدائي نزيل البيبرسية والجيب عن العز الونائي والكتابة عن الزين بن الصائغ وتدرب في صناعة الحبر ونحوها والنشابة عن الأسطا حمزة وبيغوت وطرفاً من لعب الدبوس والرمح عن ثانيهما والميقات عن الشمس الشاهد أخي الخطيب دراية والشاطر شومان وصنعة النقطة وابداب المساحة عن أحمد بن شهاب الدين وتفنن فيما ذكرته في غيره حتى برع في سبك النحاس ونقل المبارد وعمل ريش الفصاد والزركش بحيث لا أعلم الآن من اجتمع فيه وليس له في كثير من الصنائع أستاذ بل بعضها بالنظر ومع ذلك فهو خامل بالنسبة لغيره ممن هو دونه بكثير. وقد تصدى للإقراء بالأزهر على رأس الخمسين وأقرأ فيه كتباً في فنون، وحج غير مرة وجاور بالمدينة النبوية في سنة ست وخمسين وأقرأ بها أيضاً كتباً في فنون؛ وزار بيت المقدس والخليل ودخل الاسكندرية ومنوف والمحلة ودمياط ورسخ قدمه بها من سنة إحدى وستين وهلم جراً؛ وانتفع به جماعة من أهلها وصار يتردد أياماً من الأسبوع لفارسكور للتدريس بمدرسة ابتناها البدر بن شعبة، وفي غضون ذلك حج عن زوجة للأمير تمراز وسمعته بعد عوده يقول إن فريضة الحج سقطت عنا لعدم الاستطاعة؛ واستقر به الأشرف قايتباي في تدريس مدرسته هناك ثم في مشيخة المعينية بعد وفاة الجديدي بعد منازعة بينهما فيها أولاً، وعلق على ما علمه من الدبوس والرمح شيئاً واختصر مصباح الظلام في المنقاف وزاد عليه أشياء تلقفها عن شيخه وكذا اختصر من كتاب المنازل لأبي الوفاء البوزجاني المنزلة التي في المساحة وزاد عليها أشياء من مساحة التبريزي وشرح جامع المختصرات لكونه أمس أهل العصر به وسماه فتح الجامع ومفتاح ما أغلق على المطالع لجامع المختصرات ومختصر الجوامع وربما اختصر فيقال مفتاح الجامع واختصره وسماه أسنان المفتاح. وهو ممن صحبته قديماً وسمع بقراءتي ومعي أشياء وراجعني في كثير من الأحاديث ونعم الرجل تودداً وتواضعاً.

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن العلامة الجلال أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهاب أبو المحاسن بن الشمس بن البرهان الخجندي المدني الحنفي الماضي جده. ولد في ليلة الأربعاء ثامن رمضان سنة ست وثلاثين وثمانمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ القرآن والكنز وعرض في سنة خمس وخمسين فما بعدها على غير واحد ببلده والقاهرة ودمشق منهم السيد علي العجمي شيخ الباسطية وابن الديري والأمين والمحب الأقصرائيين وابن الهمام والزين قاسم والكافياجي والعز عبد السلام البغدادي الحنفيون والبلقيني والمحلي والعبادي والعلاء الشيرازي والسيد علي الفرضي الشافعيون والولوي السنباطي والقرافي المالكيان والعز الحنبلي وأجاز له من عدا المالكيين وابن الهمام والأمين واشتغل عليه وعلى العز والكافياجي والسيد المذكورين والشرواني وابن يونس وعثمان الطرابلسي، وفضل بحيث درس وخلف أباه في إمامة الحنفية المستجدة بالمدينة وكان خيراً ديناً فاضلاً. مات بالقاهرة في يوم الثلاثاء ثاني عشري رمضان سنة إحدى وثمانين وكان قدم من الشام فقطن بصالحية قطيا ودفن بحوش سعيد السعداء بالقرب من البدر الحنبلي واستقر بعده في الإمامة أخوه إبراهيم الماضي.
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم الشهاب أبو العباس بن الكمال الأنصاري المحلي الأصل القاهري الشافعي والد المحمدين الجلال العالم والكمال. ولد سنة سبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فأخذ عن البلقيني والطبقة وكتب من تصانيف ابن الملقن وحفظ التنبيه وتكسب بالتجارة في البر وكان خيراً رأيته، ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وولده غائب في الحج فصلى عليه ودفن بتربتهم تجاه تربة جوشن خارج باب النصر رحمه الله.
احمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر وقيل عبد الله بدل أبي بكر وكأن أبا بكر كنية عبد الله الشهاب بن الشمس الشطنوفي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه. ولد كما بخط أبيه في سنة سبع وتسعين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل يسيراً وأخذ عن والده وغيره وترافق هو والزين السندبيسي على أبيه في شرح التسهيل لابن أم قاسم ولكنه لم يتميز، وسمع على ابن الكويك والكمال بن خير والجمال عبد الله بن فضل الله والشمسين الشامي وابن البيطار والكلوتاتي والفوي والولي العراقي وطائفة وأجاز له جماعة، وتنزل في الجهات كالمؤيدية وباشر أوقاف الحرمين بل وتدريس الحديث بالشيخونية تلقاه عن والده واختص بشيخنا وبولده وعظمت محبته فيهما وكذا كان من خواص الزين البوتيجي ومحبيه، وقد زوج المناوي ولده زين العابدين بابنته، سمعت عليه كتاب الثمانين للأجراء بقراءة التقي القلقشندي برباط الآثار الشريفة. وكان خيراً ديناً متواضعاً وقوراً كثير التودد حسن العشرة لين الجانب. مات في سادس عشري صفر سنة خمس وخمسين ودفن من الغد واستقر بعده في الشيخونية الفخر عثمان المقسي نيابة واستقلالاً.
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن سعيد الصفي أبو اللطائف بن الشمس الوزير المالكي أبوه الحنفي هو لأجل جده لأمه نور الدين السدميسي الحنفي. عرض علي في ربيع الأول سنة تسعين الأربعين النووية والكنز وسمع مني المسلسل بالأولية وكان معه المحب القلعي خازن المؤيدية، وهو فطن لبيب.
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي بن أبي البركات البهاء أبو المحاسن بن الجمال أبي السعود بن البرهان القرشي المكي شقيق الصلاح محمد الآتي وهذا أصغرهما ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في يوم الخميس ثامن عشر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين بمكة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن والمنهاج وسمع مني حضوراً بمكة في المجاورة الثالثة وهو في الرابعة المسلسل وغيره وكذا على أم حبيبة زينب ابنة الشوبكي من أول ابن ماجه إلى باب التوقي ومن الشفاعة إلى آخره مع ما فيه من الثلاثيات وثلاثيات البخاري وجزء أبي سهل بن زياد القطان وأبي يعلى الخليل وأسلاف النبي صلى الله عليه وسلم للمسيتي وحديث الول للديرعاقولي، ثم سمع علي بقراءة أخيه الشفا وغيره، ودار مع والده قبل ذلك المدينة النبوية وسمع بها على الشيخ محمد بن أبي الفرج المراغي، ولازم والده في سماعه الحديث وغيره، وهو حاذق فطن بورك فيه.

أحمد بن محمد الطيب بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني. تفقه بعمه أحمد وبالأزرق وغيرهما ومات بعد أبيه بنحو ثلاث سنين قاله الأهدل.

أحمد بن محمد بن إبراهيم واختلف فيمن بعده فقيل ابن شافع وقيل ابن عطية بن قيس الشهاب أبو العباس الأنصاري الفيشي - بالفاء والمعجمة - ثم القاهري المالكي نزيل الحسينية ويعرف بالحناوي - بكسر المهملة وتشديد النون. ولد في شعبان سنة ثلاث وستين وسبعمائة بفيشا المنارة من الغربية بالقرب من طنتدا وانتقل وهو صغير مع والده إلى القاهرة فجود بها القرآن على الفخر والمجد عيسى الضريرين وعرض ألفية ابن مالك على الشمس بن الصائغ الحنفي وابن الملقن وأجازا له وقال أولهما إنه سمعها على الشهاب أحد كتاب الدرج عن ناظمها، وأخذ الفقه عن الشمس الزواوي والنور الجلاوي - بكسر الجيم - ويعقوب المغربي شارح ابن الحاجب الفرعي وغيرهم، والنحو عن المحب بن هشام ولازمه كثيراً حتى بحث عليه المغني لأبيه وسمع عليه التوضيح لأبيه أيضاً وغير ذلك وعن الشمس الغماري والشهاب أحمد السعودي وظنا البدر الطنبذي، ولازم العز بن جماعة في العلوم التي كانت تقرأ عليه مدة طويلة وانتفع به، وكذا لازم في فنون الحديث الزين العراقي ووصفه بالعلامة ومرة بالشيخ الفاضل العالم وكتب عنه كثيراً من أماليه وسمع عليه ألفيته في السيرة غير مرة وألفيته في الحديث وشرحها أو غالبه ومن لفظه نظم غريب القرآن وأشياء وسمع أيضاً على الهيثمي بمشاركة شيخه العراقي وعلي الحراوي والعز بن الكويك وابن الخشاب وابن الشيخة والسويداوي ومما سمعه على الحراري رباعيات الصحابة ليوسف بن خليل وفضل صوم ست شوال للدمياطي وعلى ابن الكويك موطأ ملك ليحيى بن يحيى بفوت، ولازم الحضور عند الجلال البلقيني وكان هو وأبوه السراج ممن يجله وانتفع بدروس أبيه كثيراً وجود الخط عند الوسيمي فأجاد وأذن له وكان يحكي أن بعضهم رآه عنده وقال له وقد رأى حسن تصوره أترك الاشتغال بالكتابة وأقبل على العلم فقصارى أمرك في الكتابة أن تبلغ مرتبة شيخك فقيه كتاب فنفعه الله بنصيحته وأقبل على العلم من ثم، وحج مرتين وناب في الحكم عن الجمال البساطي فمن بعده وحمدت سيرته في أحكامه وغيرها، وعرف بالفضيلة التامة لا سيما في فن العربية، وتصدى للإقراء فانتفع به خلق وصار غالب فضلاء الديار المصرية من تلامذته، وممن أخذ عنه النور بن الرزاز الحنبلي مع شيخوخته، وكان حسن التعليم للعربية جداً نصوحاً، وله فيها مقدمة سماها الدرة المضية في علم العربية مأخوذة من شذور الذهب كثر الاعتناء بتحصيلها وحرص هو على إفادتها بحيث كان يكتب النسخ منها بخطه للطلبة ونحوهم وكنت ممن أعطاني نسخة بخطه، حكى أن سبب تصنيفها أنه بحث الألفية جميعها في مبدأ حاله فلم يفتح عليه بشيء فعلم أنه لا بد للمبتدئ من مقدمة يتقنها قبل الخوض فيها أو في غيرها من الكتب الكبار أو الصعبة ولذا لم يكن يقرئ المبتدئ إلا إياها، وشرحها جماعة من طلبته كالمحيوي الدماطي وأبي السعادات البلقيني وطوله جداً بل كان المصنف قد أملى على علي الولوي بن الزيتوني عليها تعليقاً، ودرس الفقه بالمنكوتمرية وولي مشيخة خانقاه تربة النور الطنبذي التاجر في طرف الصحراء بعد الجمال القرافي النحوي وكذا مشيخة التربة الكلبكية بباب الصحراء، وخطب ببعض الأماكن وحدث باليسير سمع منه الفضلاء وعرضت عليه عمدة الأحكام وأخذت عنه بقراءتي وغيرها أشياء والتحقت في ذلك بجدي لأمي فهو ممن أخذ عنه ولذا كان الشيخ يكرمني، وكان خيراً ديناً وقوراً ساكناً قليل الكلام كثير الفضل في الفقه والعربية وغيرهما منقطعاً عن الناس مديماً للتلاوة سريع البكاء عند ذكر الله ورسوله كثير المحاسن على قانون السلف مع اللطافة والظرف وإيراد النادرة وكثرة الفكاهة والممازحة ومتع بسمعه وبصره وصحة بدنه، من لطائفه قوله تأملت الليلة وسادتي التي أنام عليها أنا وأهلي فإذا فوقها مائة وسبعون عاماً فأكثر لأن كل واحد منا يزيد على ثمانين أو نحوها، وكان يوصي أصحابه إذا مات بشراء كتبه دون ثيابه ويعلل ذلك بمشاركة ثيابه له في غالب عمره فهو لخبرته بها يحسن سياستها بخلاف من يشتريها فإنه بمجرد غسله لها تتمزق أو كما قال، مات في ليلة الجمعة ثامن عشري جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وصلى عليه بجامع الحاكم ودفن بمقبرة البوابة عند حوض الكشكشي من نواحي الحسينية رحمه الله وإيانا.

أحمد بن محمد بن إبراهيم الشهاب الشكيلي المدني ملقن الأموات بها. ممن سمع مني بالمدينة النبوية. مات بها في يوم الجمعة سادس عشر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وصلى عليه في عصره. كتب إلي بوفاته الفخر العيني.
أحمد بن محمد بن إبراهيم الخواجا شهاب الدين الكيلاني المكي ويعرف بشفتراش - بمعجمة مضمومة وفاء أو موحدة وهي بالفارسية الحلاق. مات بمكة في ليلة الجمعة خامس صفر سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد وكان مباركاً حريصاً على المبادرة للجماعة.
أحمد بن محمد بن إبراهيم الهندي. ممن أخذ عني بمكة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مفلح الشهاب بن الشمس القلقيلي الأصل المقدسي الشافعي الآتي أبوه وابنه النجم محمد. كان صيتاً حسن الصوت ناظماً ناثراً كاتباً مجموعاً حسناً. مات فجأة في ثامن عشري شعبان سنة تسع وأربعين في حياة أبيه وتأسف أبوه على فقده بحيث كان كثيراً ما ينشد:

شيئان لو بكت الدماء عليهما

 

عيناي حتى تؤذنا بـذهـاب

لم يبلغ المعشار من عشريهما

 

فقد الشباب وفرقة الأحباب

ومن نظم صاحب الترجمة يخاطب شهاب الدين موقع جانبك:

يا شهاباً رقي العلى

 

لا تخن قط صاحبك

زادك اللـه رفـعة

 

ورعى الله جانبـك

أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن داود الشهاب بن الشمس بن الشهاب القاهري الحنفي أخو عبد الله وأخويه ويعرف كسلفه بابن الرومي.
أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل الصعيدي ثم المكي الحنبلي نزيل دمشق وسبط الشيخ عبد القوي. ذكره النجم عمر بن فهد في معجمه وغيره وأنه ولد بمكة قبل سنة عشر وثمانمائة ونشأ بها وسافر لدمشق فانقطع بسفح قاسيون ولازم أبا شعرة كثيراً وبه تفقه وانتفع وتزوج هناك وأقام بها وقد سمع في سنة سبع وثلاثين مع ابن فهد بدمشق على ابن الطحان وغيره بل كتب عنه ابن فهد مقطوعاً من نظمه. ومات بها في الطاعون سنة إحدى وأربعين ودفن بسفح قاسيون، وكذا ذكره البقاعي وزاد في نسبه قبل إسماعيل "يوسف" وبعده عقبة بن محاسن، وقال سبط عفيف الدين البجائي.
أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن زيد الشهاب أبو العباس بن الشمس الموصلي الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن زيد. ولد كما كتبه لي بخطه نقلاً عن أبيه في صفر سنة تسع وثمانين وسبعمائة ومن قال سنة ثمان فقد أخطأ؛ ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما حتى برع وأشير إليه بالفضائل وسمع الكثير على عائشة ابنة عبد الهادي والصلاح عبد القادر بن إبراهيم الأرموي وعبد الرحمن بن عبد الله بن خليل الحرستاني والجمال عبد الله بن محمد بن التقي المرداوي والشمس محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن المحب في آخرين، ولازم العلاء بن زكنون حتى قرأ عليه الكتب الستة ومسند إمامهما والسيرة النبوية لابن هشام وغيرها من مصنفاته وغيرها وكذا قرأ بنفسه صحيح البخاري على أسد الدين أبي الفرج بن طولوبغا، وقرأ أيضاً على ابن ناصر الدين ووصفه بالشيخ المقرئ العالم المحدث الفاضل وسمع أيضاً على شيخنا بدمشق، وحدث ودرس وأفتى ونظم يسيراً وجمع في أشهر العام ديوان خطب واختصره وكذا اختصر السيرة لابن هشام وعمل منسكاً على مذهبه سماه إيضاح المسالك في أداء المناسك وأفرد مناقب كل من تميم والأوزاعي في جزء سمي الأول تحفة الساري إلى زيارة تميم الداري والثاني محاسن المساعي في مناقب أبي عمرو الأوزاعي وله كراسة في ختم البخاري سماه تحفة السامع والقاري في ختم صحيح البخاري وغير ذلك، لقيته بدمشق فحملت عنه أشياء وعلقت عنه من نظمه. وكان خيراً علامة عارفاً بالفقه والعربية وغيرهما مفيداً كثير التواضع والديانة محبباً عند الخاصة والعامة تلمذ له كثير من الشافعية مع ما بين الفريقين هناك من التنافر فضلاً عن غيرهم لمزيد عقله وعدم خوضه في شيء من الفضول، مات في يوم الاثنين تاسع عشري صفر سنة سبعين ودفن بمقبرة الحمريين ظاهر دمشق بعد أن صلى عليه في مشهد حافل البرهان بن مفلح وحمل نعشه على الرؤوس رحمه الله وإيانا. ومما كتبته من نظمه قصيدة في التشوق إلى مدينة الرسول وزيارة قبره ومسجده صلى الله عليه وسلم وإلى مكة على منوال بيتي بلال رضي الله عنه أولها:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

 

بطيبة حقاً والوفود نـزول

وهل أردن يوماً مـياه زريقة

 

وهل يبدون لي مسجد ورسول








أحمد بن محمد الطيب بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو عبد الله أو قال العباس الناشري. بيض له العفيف ومضى في أحمد بن الطيب.
أحمد بن محمد بن جبريل بن أحمد الشهاب أبو العباس الأنصاري السعدي المكي الأصل ثم القاهري نزيل البرقوقية ويعرف بأبي العباس الحجازي، ولد في عشر خمسين وسبعمائة وقال بعضهم قبل سنة خمس بشعب جياد من الحجاز ثم انتقل منها وهو ابن اثنتي عشرة إلى القاهرة مع الزكي بن الخروبي فأقام بها حتى مات بالبيمارستان المنصوري في الطاعون سنة إحدى وأربعين وكان شيخاً حسناً عليه سيما الخير والصلاح، ولد شعر حسن كتب عنه بعض أصحابنا مما أنشده في قصيدة طويلة يمدح بها شيخه:

غاض صبري وفاض مني افتكاري

 

حين شال الصبا وشـاب عـذاري

طرقتني الهموم مـن كـل وجـه

 

ومكان حتـى أطـارت قـراري

وكذا امتدح غيره من الأكابر وربما رمى بسرقة الشعر. وقد ذكره شيخنا في سنة أربعين من أنبائه وسمي جده رمضان ولم يزد في نسبه وقال: المكي الشاعر المعروف بالحجازي أبو العباس ذكر لي أنه ولد في سنة إحدى وسبعين تقريباً بجياد من مكة، وتولع بالأدب وقدم الديار المصرية في سنة ست وثمانين صحبة الزكي الخروبي وتردد ثم استقر بالقاهرة وتكسب فيها بمدح الأعيان وكان ينشد قصائد جيدة منسجمة غالبها في المديح فما أدري أكان ينظم حقيقة أو كان ظفر بديوان شاعر من الحجازيين وكان يتصرف يه؛ وإنما ترددت فيه لوقوعي في بعض القصائد على إصلاح في بعض الأبيات عند المخلص أو اسم الممدوح لكونه فيه زحاف أو كسر والله يعفو عنه؛ قال وأظنه مخطئاً في سنة مولده فإنه كان اشتد به الهرم وظهر عليه جداً فالله أعلم.
أحمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب قطب الدين أبو العباس القسطلاني المكي المالكي أخو الكمال محمد قاضي مكة. ولد في صفر سنة ست وتسعين وسبعمائة وسمع من محمد بن معالي وعلي بن مسعود بن عبد المعطي وأبي حامد الطبري وابن سلامة وبالاسكندرية من سليمان بن خلد المحرم، وأجاز له سنة مولده فما بعدها جماعة كأبي الخير بن العلائي وأبي هريرة بن الذهبي، ودخل كنباية سنة ست عشرة وثمانمائة فمات هناك قبل العشرين، وكذا ذكر ابن الزين رضوان: الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد القسطلاني المكي المالكي ويعرف بابن الزين، وقال إنه قاضي مكة سمع على ابن الكويك والجمال الحنبلي رفيقاً لأبي البقاء بن الضياء وابن موسى. والظاهر أنه هذا وليس بقاضي مكة وإنما هو أخو قاضيها.
أحمد بن محمد بن أحمد بن راهب شهاب الدين القاهري ويعرف بالدبيب تصغير دب. ولد في جمادى الأولى سنة سبع وستين وسبعمائة وكان شيخاً ظريفاً مفرط القصر داهية حافظاً لكتاب الله حضر عند ابن أبي البقاء وغيره وتنزل في الجهات وباشر النقابة في بعض الدروس وكتابة الغيبة بالخانقاه البيبرسية ورأيت بعد موته سماعه لصحيح مسلم على الجمال الأميوطي وكذا بأخرة على الشهاب الواسطي للمسلسل وأجزائه، وما أظنه حدث نعم قد لقيته مراراً وعلقت عنه من نوادره ولطائفه اليسير وكان مكرماً لي. مات في يوم الاثنين ثامن ربيع الأول سنة سبع وأربعين بعد أن فجع بولد له كان حسن الذات فصبر وكان له مشهد حافل ودفن بتربة الشيخ نصر خارج باب النصر عند ولده عوضهما الله الجنة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن سرحان السلمي النهيايي التونسي المغربي المالكي. سمع على أبي الحسن محمد بن أبي العباس أحمد الأنصاري البطرني المسلسل وقرأ عليه عرضاً الشاطبيتين والرسالة وأجاز له وكذا عرضها على عيسى الغبريني وسمع من لفظه صحيح البخاري وتفقه عليه؛ ترجمه كذلك الزين رضوان وقال أنه أنشده لنفسه في صفر سنة اثنتين وعشرين آخر قصيدة له في جمع أصول الحلال:

فتلك تسع أصول الـعـيش طـيبة

 

واسأل ان احتجت حتى يأتي الفرج

واستجازه فيها لابن شيخنا وغيره.

أحمد بن محمد بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة الشهاب بن العز المقدسي الحنبلي. سمع من العز محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر وغيره. وناب في الحكم عن أخيه البدر. مات في المحرم سنة اثنتين وله إحدى وستون سنة، قاله شيخنا في إنبائه قال ولي منه إجازة، وذكره في معجمه وقال أنه ولد سنة إحدى وأربعين ومن مروياته المنتقى من أربعي عبد الخالق بن زاهر سمعه على العز المذكور. وذكره المقريزي في عقوده باختصار.
أحمد بن محمد بن أحمد بن السيف الشهاب الصالحي الحنبلي. سمع من علي بن العز عمر وفاطمة ابنة العز إبراهيم وغيرهما وحدث، قال شيخنا في تاريخه ومعجمه: أجاز لي ومات في جمادى الآخرة سنة اثنتين.
أحمد بن محمد بن أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الشهاب بن الخطيب الكمال أبي الفضل بن الشهاب القرشي المكي الشافعي والد أبي الفضل محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة وأمه فتاة لأبيه. ولد بمكة ونشأ بها وسمع من أبيه وابن الجزري والشامي وابن سلامة والشمس الكفيري وغيرهم، وأجاز له عائشة ابنة ابن الهادي وابن طولوبغا وابن الكويك والمجد اللغوي، وآخرون وتفقه بالوجيه عبد الرحمن بن الجمال المصري ودرس، واختل بأخرة وبرأ. ومات في أواخر شوال سنة ثمان وثلاثين بمكة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ولي الدين المحلى الشافعي الخطيب الواعظ والد محمد صهر الغمري الآتي. أخذ عن الولي بن قطب والبرهان الكركي وغيرهما، وقدم القاهرة فقرأ على شيخنا البخاري وعلى العلم البلقيني ومن قبلهما على جماعة، وحج مراراً ورغب في الانتماء للشيخ الغمري فزوج ولده لإحدى بناته وابتنى بالمحلة جامعاً وخطب به بل وبغيره ووعظ؛ وكان راغباً في التحصيل زائد الإمساك مع ميله إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد سجنه الظاهر جقمق بالبيمارستان وقتاً لكونه أنكر الشخوص التي بقناطر السباع واستتباع الناس رقيقهم مع تكليفهم بما لعلهم لا يطيقونه من الجري خلف دوابهم وكثرة الربوع التي يسكنها بنات الخطا حيث لم يفهم حقيقة مرادة بل ترجم له عنه بأنه يروم هدم قناطر السباع والربوع ومنع استخدام الرقيق فقال هذا جنون. وكذا شهره مع غيره الزين الاستادار من المحلة إلى القاهرة على هيئة غير مرضية لكونه نسب إليه الإغراء على قتل أخيه. وبالجملة كان سليم الفطرة. مات في شعبان سنة اثنتين وثمانين وورثه أحفاده وغيرهم لكون ولده مات في حياته رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عثمان بن سند الشهاب أبو العباس بن البدر الأنصاري الأبياري الأصل ثم القاهري الصالحي الشافعي أحد الأخوة الخمسة وهو أصغرهم، ويعرف كسلفه بابن الأمانة. ولد يوم الأربعاء منتصف رجب سنة تسع وعشرين وثمانمائة بالصالحية ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وغيره وعرض على جماعة وأخذ عن العلاء القلقشندي في الفقه وغيره ولازمه وكذا أخذ في الفقه عن السيد النسابة والمناوي في عدة تقاسيم والزين البوتيجي وقرأ عليه في الفرائض وعلى الأبدي في العربية وسمع على شيخنا وغيره، وكان ممن يحضر عندي حين تدريسي بالظاهرية القديمة بل أجاز له باستدعاء ابن فهد خلق من الأجلاء، وحج غير مرة وتميز قليلاً وأجاد الفهم وشارك ونزل في الجهات وباشر الأقبغاوية وأم بالظاهرية القديمة وتكلم في الجمالية نائباً مع حسن عشرة ولطافة وديانة وتواضع. مات في ليلة الثلاثاء ثالث المحرم سنة ست وتسعين وصلى عليه من الغد ودفن رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أحمد بن الجمال عبد الله بن علي الدمشقي الشافعي الشهير بابن أبي مدين. ولد في سنة ست وستين وثمانمائة تقريباً بدمشق، وحفظ القرآن وصلى به في جامع يلبغا والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو والشاطبية والجزرية في التجويد وعرض على الشهاب الزرعي والناجي وملا حاجي والخيضري والبقاعي وضيا الكشح والشمس بن حامد وغيرهم وقرأ في النحو على الزين الصفدي وفي الفقه على ضياء؛ وحج ودخل القاهرة في سنة إحدى وتسعين.

أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عمر بن عبد القوي التاج السكندري المالكي سبط الشاذلي ويعرف بابن الخراط. قال شيخنا في معجمه لقيته بالاسكندرية فأراني ثبته بخط الوادياشي وأنه سمع عليه التيسير للداني والموطأ، وبخط غيره أنه سمع عليه أيضاً الشفا وترجمة عياض له في جزء ودرء السمط في خبر السبط لابن الأبار بسماعه للأخير على محمد بن حبان عن مؤلفه وبعض التقصي لابن عبد البر. وقرأ عليه شيخنا مسموعه منه وبعض الموطأ وسداسيات الرازي بسماعه لها على الشرف أبي العباس بن الصفي والجلال أبي الفتوح بن الفرات وغير ذلك. ومات في عاشر صفر سنة ثلاث ولم يذكره في إنبائه. وذكره المقريزي في عقوده وغيرها بدون أحمد وما بعد عبد الله.
أحمد بن محمد بن أحمد بن الجمال عبد الله الغمري ثم القاهري الشافعي ويعرف كسلفه بابن المداح. حفظ القرآن وكتباً عرضها علي في جملة المشايخ وسمع علي، وهو فطن ذكي وإلى سنة ست وتسعين لم يبلغ.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن البريدي ربيب ابن المفضل. ممن سمع مني مع زوج أمه بالقاهرة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن محمد الشهاب الكناني الزفتاوي المصري ثم القاهري الشافعي أخو علي الآتي. ولد تقريباً سنة ثلاث أو أربع وسبعين وسبعمائة وقتل سنة سبعين بمصر ونشأ بها فقرأ القرآن والحاوي والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك وقال أنه أخذ الفقه بقراءته عن أبيه والشمس بن القطان والبدر القويسني والنور الأدمي والأبناسي وابن الملقن والبلقيني، وعن ابن القطان والصدر الأنشيطي والعز بن جماعة أخذ الأصول وعن العز اشياء من العقليات وعن والده والشمس القليوبي وناصر الدين داود بن منكلي بغا النحو وسمع الحديث على التنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي والمطرز والنجم البالسي وناصر الدين بن الفرات والشرف القدسي في آخرين. وأجاز له جماعة وحج مراراً وناب في الحكم عن الصدر المناوي فمن بعده. واختص بشيخنا لكونه بلديه وحصل فتح الباري وجلس بجامع الصالح خارج باب زويلة وقتاً ثم بالصليبة وغيرهما. وكتب في التوقيع الجكمي كثيراً وحدث بالقاهرة ومكة وغيرهما وسمع منه الفضلاء، حملت عنه أشياء وكان خيراً ساكناً جامداً محباً في الحديث وأهله وقال فيما كتبه بخطه أن جده التقي البياني. مات في يوم الثلاثاء خامس ربيع الأول سنة إحدى وستين بصليبة القاهرة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن السبكي الحمصي الشافعي. أجاز لابن شيخنا وغيره بإخبار بن موسى المراكشي وصوابه محمد بن محمد كما في رحلة ابن موسى.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عرندة الشهاب المحلي القاهري الشافعي والد عبد الرحمن الآتي ويعرف بالوجيزي. قال شيخنا في إنبائه: ولد سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة بالمحلة وقدم القاهرة فحفظ الوجيز فعرف به وأخذ عن علماء عصره ولازم التاج السبكي لما قدم القاهرة وكتب الكثير جداً لنفسه ولغيره، وكان صحيح الخط ويذاكر بأشياء حسنة مع معرفة بالحساب، ثم حصل له سوء مزاج وانحراف لكن لم يتغير به عقله، مات في جمادى الأولى سنة ثماني عشرة. ومما كتبه من تصانيف شيخنا تعليق التعليق وسمعه أو جله على مصنفه بقراءة الشمس الزركشي وكان خطه نيراً، وقد ذكره المقريزي في عقوده وأنه صحبه مدة وناب عنه في بعض تعلقاته وأنه أخبره أنه ركب بحر النيل لبعض نواحي الصعيد فرافقه تركي وجمع فيهم رجل فقير صالح معتقد فكان يتورع عن الأكل معهم ودام على ذلك أياماً لا يتناول شيئاً فلما كان بعد ذلك هب ريح عاصف اضطرب منه النيل وعظمت أمواجه فإذا بحوت من الماء وثب وثبة ثم سقط عن يديه فتناوله وجعله غذاء له أياماً.

أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد الذروي ثم المكي ابن أخت النجم محمد بن أبي بكر المرجاني. ولد بذروة من صعيد مصر الأعلى ونشأ بها فحفظ القرآن واستوطن مكة أواخر سنة اثنتي عشرة فلم يخرج منها إلا في التجارة لليمن مراراً وكذا دخل القاهرة وابتنى بها دوراً وأثرى وكثرت أمواله وتكسب أولاً بالبز في دار الإمارة من مكة مدة ثم ترك، وكان مديماً للتلاوة، أجاز له في سنة ثمان وثمانين فما بعدها باستدعاء خاله الحافظان المحب الصامت والصدر الياسوقي ورسلان الذهبي والشمس محمد بن أحمد المنبجي ومحمدبن أحمد بن عمر بن محبوب ومحمد بن محمد بن داود بن حمزة ومحمد بن محمد بن عبد الله بن عوض ويحيى بن يوسف الرحبي والكمال محمد بن محمد بن نصر الله بن النحاس وأحمد بن عبد الغالب المكسيني وإبراهيم بن أبي بكر بن السلار وأحمد بن إبراهيم بن يونس العدوي. وأجاز لي وآخرون أجازوا لي، ومات في ليلة السبت خامس المحرم سنة ثلاث وخمسين بمكة وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة رحمه الله وعفا عنه وعنا.
أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن حسن الباريني ثم الطرابلسي الشافعي تلميذ التاج بن زهرة ويعرف بابن الشيخ علي. ممن سمع مني المسلسل بشرطه وقرأ علي في البخاري وسمع بعضه أيضاً وكذا سمع على النشاوي والديمي وغيرهما وأجزت له.
أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن الشهاب بن القرداح. يأتي في ابن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن.
أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى شهاب الدين بن التاج الأنصاري الدهروطي الأصل القاهري لشافعي أحد جيران المنكوتمرية كأبيه الآتي وجده الماضي ويعرف بالأنصاري. ممن حفظ القرآن وغيره وعرض على شيخنا وجماعة وسمع عليه ثم تكسب بالشهادة وربما جلس عند زوج أخته الفخر الأسيوطي وبأخرة كان بمجلس ابن فيشة مع ابن الرومي بالحسينية ويقال أنه لم يتحرر وقد خطب ببعض الأماكن وباسمه جهات صارت إليه من أبيه. مات بعد أن انقطع مدة بالفالج في ليلة سابع عشر ربيع الثاني سنة خمس وتسعين وصلى عليه من الغد بعد صلاة الجمعة بجامع الحاكم ثم دفن بزاوية سمر محل سكنه تجاه المنكوتمرية.

أحمد بن محمد بن أحمد بن علي الشهاب بن التقي بن الدميري ثم المصري القاهري المالكي ابن أخت التاج إبراهيم ووالد عبد القادر وعبد الغني الآتيين ويعرف بابن تقي وابن أخت بهرام. ولد بفوة في سنة خمس وثمانين أو قبلها أو بعدها وانتقل إلى القاهرة في صغره مع والده فحفظ بها القرآن والموطأ والعمدة وابن الحاجب الفرعي والأصلي وألفية النحو والتلخيص وغيرها ومن فقهائه الشهاب أحمد القرافي والد الشمس الشهير وعرض على جماعة منهم التقي الزبيري وناصر الدين الصالحي والطبقة وتفقه بخاله وبالشمس بن مكين وعبد الحميد الطرابلسي المغربي في آخرين، وأخذ العربية عن الغماري والأصلين عن البساطي وأصول الدين أيضاً بحلب عن سعد الدين الهمداني قرأ عليه شرح الطوالع للبهنسي قراءة بحيث والعروض لابن الحاجب عن محمود الأنطاكي وسمع على الحلاوي والتنوخي وابن أبي المجد والعراقي والنجم البالسي والتقي الدجوي وطائفة وبعض ذلك بقراءته ولكنه لم يكثر، واشتهر بقوة الحافظة بحيث كان فيها من نوادر الدهر يحفظ الورقة بتمامها من مختصر ابن الحاجب من مرتين أو ثلاث تأملاً بدون درس على جاري عادة الأذكياء غالباً بل بلغني أنه حفظ سورة النساء في يويمن والعمدة في ستة أيام والألفية في أسبوع وأن السراج عمر الأسواني أنشد قصيدة مطولة من إنشائه وكررها مرة أو مرتين فأحب إخجاله فقال له أنها قديمة فأنكر السراج ذلك فبادر الشهاب وسردها حفظاً؛ وكانت نادرة واتفق كما بلغني أن بعض شيوخه سأله في ليلة عيد هل يحفظ له خطبة رجاء استنابته فيها فقال لا لكن إن كان عندك نسخة بخطبة فأرنيها حتى أمر عليها فأخرج له خطبة في كراسة بأحاديثها ومواعظها على جاري عادة خطب العيد فتأملها في دون ساعة ثم خطب بها. ولم يزل مجداً في العلوم حتى برع وتقدم باستحضار الفقه وأصوله والعربية والمعاني والبيان والمشاركة في جميعها مع الفصاحة ومعرفة الشروط والأحكام وجودة الخط وقوة الفهم والنظم الوسط والاستحضار لشرحي مسلم للقاضي والنووي ومع هذا كله فكان غير متأنق في هيئته مع ثروته، ودرس وأفتى وطار صيته وصار إليه مرجع المالكية خصوصاً بعد البساطي بل عين في حياته للقضاء فلم يتفق لكنه استخلفه بمرسوم من السلطان حين جاور بمكة وحج هو مرتين مفرداً وكان دخوله حلب ودمشق متضمناً لأمير المؤمنين المستعين بالله حين سار الناصر ومعه القضاة والخليفة على العادة بعد سنة عشر لقتال شيخ، وأول ما ناب عن ابن خلدون في سنة أربع وثمانمائة واستمر ينوب عمن بعده، ولي تدريس الشيخونية برغبة البساطي عقب موت الجمال الأقفهسي وكذا بالحجازية بالقرب من رحبة العيد برغبة قريبه الولوي بن التاج بهرام المتلقي له عن أبيه وبجامع الحاكم والفاضلية والقراسنقرية برغبة أصيل الخضري له عنها وبالقمحية وغيرها وأعاد بالحسينية وناب في الخطب بالمشهد الحسيني قليلاً ولم يشغل نفسه بتصنيف نعم شرع في تعليق على كل من الموطأ والبخاري فكتب منهما يسيراً، وممن أخذ عنه الفقه الشمس بن عامر وكذا أقرأ في الشيخونية شرح الألفية لابن عقيل وكان الكمال بن الأسيوطي يحضر عنده فيه بل هو الذي قدمه واستمر على جلالته حتى مات في يوم الأربعاء ثاني عشر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وصلى عليه بسبيل المؤمني ثم دفن بجوار بيته في تربة السيدة رقية بالقرب من المشهد النفيسي قريباً من قبر قريبه التاج بهرام ولم يخلف بعده مثله، وترجمته مبسوطة في ذيل القضاة والمعجم وغير ذلك، وذكره شيخنا في أنبائه ومشتبه النسبة وبن فهد في معجمه وآخرون منهم ابن أبي عذيبة باختصار ووهم في عدة أماكن تعلم مما تقدم فقال: الحافظ الفقيه المؤرخ ناب في قضاء المالكية مدة وسئل بالقضاء الأكبر مراراً فامتنع وكان فقيهاً متفنناً حافظاً نادرة من نوادر الزمان لا يكاد الخلفاء يفارقونه ساعة واحدة وعنده تيه وحمق وعلق بأطراف أصابعه جذام قبل موته. مات في شوال سنة ثلاث وأربعين وقد جاز الستين. قلت وقرأت بخط شيخنا وصفه في عرض أصغر ولديه عليه بأوحد المدرسين جمال المفتين رحلة الطالبين أقضى القضاة العلامة. وبخط المحب بن نصر الله الحنبلي بالشيخ الإمام العالم العلامة البحر الزاخر الفهامة أقضى القضاة العلامة صدر المدرسين مفتي المسلمين لسان المتكلمين حجة المجتهدين. ووالده بالشيخ الإمام العالم العلامة  شمس الدين. الدين.
أحمد بن محمد بن أحمد بن علي الشهاب القاهري الشافعي التاجر ويعرف بابن قيصر. ممن حفظ القرآن ومختصر أبي شجاع والمنهاج وألفية النحو وعرض على جماعة حسبما زعم في كل ذلك وأنه اشتغل عند السنتاوي والبكري في التقسيم وغيره وكذا في مكة عند الخطيب أبي بكر بن ظهيرة واختص بالنجم بن يعقوب المالكي والزيني عبد الباسط بن ظهيرة وخالطهما وصارت له حركة وقوة بهما ثم وقع بينه وبينهما في سنة ثلاث وتسعين بحيث شكاهما للسلطان وأن ثانيهما أخذ منه مكاناً جدده بجدة يعرف قديماً بصهريج مريم ابنة ابن غزي بالقرب من صهريج يوسف الظفاري وأحمد بن مختار الجديين وصار مشتملاً على ثلاث صهاريج وقاعة وبجانبها مسجد. وآل الأمر إلى أن صالحه عبقا عنه بمال دفعه ثم صولح عن المالكي عند نائب جدة وما حمد في ذلك سيما مع معاملته ولم يلبث أن سافر بتقليد الخليفة إلى صاحب اليمن في سنة ست وتسعين وأكرمه ثم رجع.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن عبد الله الشهاب بن الجمال المدعو بالظاهر. من أبيات الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل من اليمن ويعرف كسلفه بابن جعمان وجعمان وعجيل أخوان لأم. ولد في ربيع الثاني سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بأبيات ابن عجيل ونشأ فحفظ القرآن وجوده على بلديه أبي القسم زبر بن مطر والبهجة وبحث فيها على أبيه وإبراهيم بن أبي القسم بن جعمان الملتقي نسبه معه في عبد الله فأحمد جد هذا وعمر جد ذاك أخوان شقيقان، وكذا قرأ على ثانيهما الإرشاد وربع العبادات من الروضة وعنه أخذ العربية وقرأ عليه الجمل وشرح القطب للمصنف وسمع عليه البخاري والوجيز للواحدي وقرأ على العفيف عبد الله بن جعمان عن إبراهيم المذكور الشفاء وسمع عليه الوسيط للواحدي، وتردد منها لزبيد ثم سافر للحج في سنة سبع وتسعين ولقيني في ذي الحجة منها ومعه خط حمزة بأنه رجل صالح فقيه عالم عارف فاضل أديب أحد المفتين المدرسين بزبيد يحب العلم والعلماء فتفضلوا والحظوه بعين العناية وارفعوا قدره فإنه أهل فضل كما هو الظن فيكم جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم فحدثته المسلسل تجاه الكعبة، وأنشدني من نظمه. وسيأتي أبوه في المحمدين.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن رضوان شهاب الدين الدمشقي الشافعي سبط الشمس محمد بن عمر السلاوي ولذا يعرف بالسلاوي وهو والد عمر الآتي. ولد قبل الأربعين وسبعمائة سنة ثمان وثلاثين أو نحوها، وكان أبوه حريرياً بحيث عرف ابنه بابن الحريري أيضاً فمات وابنه صغير ونشأ يتيماً فاشتغل بالفقه ولازم العلاء حجي والتقي الفارقي وكان يدعى أنه سمع من جده لأمه لكن لم يوقف على ذلك مع نسبة الحافظ الهيثمي له إلى المجازفة، وكذا سمع على التقي بن رافع وابن كثير بل قال ابن حجي أنه قرأ عليهما ثم أخذ في قراءة المواعيد وقرأ الصحيح مراراً على عدة مشايخ وعلى العامة وكان صوته حسناً وقراءته جيدة وولي قضاء بعلبك سنة ثمانين ثم قضاء المدينة بعد العراقي بعد سنة تسعين ثم تنقل في ولاية القضاء بصفد وغزة والقدس وغيرها، وكان كثير العيال متقللاً. مات في أواخر المحرم سنة ثلاث عشرة بدمشق وهو آخر من بقي بها من طلبة الشافعية وأكبرهم سناً فيما قاله الشهاب بن حجي، قال شيخنا وقد اجتمعت به كثيراً وسمعت جل البخاري بقراءته في سنة خمس وثمانين بمكة على النشاوري وكانت بيننا مودة، ترجمه شيخنا في معجمه وإنبائه. وزاد في إنبائه محمداً قبل عمر، وذكرته في تاريخ المدينة وذكره القمريزي في عقوده وأنه كان يتردد إليه بدمشق فكان يأنس به وأرخه في تاريخ عشري صفر بدمشق.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن علي الشهاب الحوراني الأصل الحموي نزيل مكة وأحد أعيان التجار والآتي أخوه عمر والد يحيى وذاك أصغر وأبذل للفقراء وأما هذا فشيخ متمول شديد الحرص ويعرف بالحوراني وله أبو بكر وغيره. وكلهم ممن اجتمع بي بمكة في المجاورة الرابعة، وكان ممن يبذل الزكاة وغير ذلك من المآثر مع تواضح واطراح وانجرار في الخير وإقبال على ما يهمه وله أتباع ووكلاء براً وبحراً، وكنت ممن وصلني. مات في يوم الأربعاء منتصف ذي الحجة سنة ست وتسعين ولم يخلف في سنه بعده من التجار كبير أحد.

أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن ثابت بن عثمان بن محمد بن عبد الرحمن بن ميمون بن محمود بن حسان بن سمعان بن يوسف بن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة النعمان القاضي تاج الدين النعماني الفرغاني البغدادي الأصل الكوفي الدمشقي الحنفي والد حميد الدين محمد الآتي مع الكلام في نسبه. ولد في يوم الاثنين حادي عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بالكوفة، وسمع الحديث، وبرع في فنون، ودرس وأفتى، وأخذ عنه الأعيان، وكتب رسالة تشتمل على أربعة عشر علماً، ونظم أرجوزة في علوم الحديث وشرحها واختصر شرح البخاري للكرماني، وولي قضاء بغداد فحمدت سيرته وامتحن على يد قرا يوسف لكونه يريد إظهار أمر الشرع فقبض عليه وجدع أنفه ثم أخرجه من بغداد ففارقها وقدم القاهرة بعد سنة عشرين فأكرمه المؤيد وأجرى عليه راتباً يكفيه ثم رسم له بالتوجه إلى دمشق فما تيسر له إلا بعد استقرار الظاهر ططر فأقام بها حتى مات في أول المحرم سنة أربع وثلاثين. وممن أخذ عنه ابنه والزين قاسم الحنفي وارتحل معه إلى الشام حتى أخذ عنه علوم الحديث لابن الصلاح وجامع مسانيد أبي حنيفة للخوارزمي وغير ذلك وأجاز له في سنة ثلاث وعشرين. وذكره المقريزي في عقوده وأنه صحبه ورأى بخطه إجازة لبعض الطلبة ذكر فيها مرويات عديدة.
أحمد بن القاضي أبي جعفر محمد بن أحمد بن عمر بن الضياء محمد بن عثمان الشهاب القرشي الأموي الحلبي الشافعي أخو علي الآتي ويعرف كسلفه بابن العجمي وهو بابن أبي جعفر. ولد بعيد الأربعين وثمانمائة وقرأ القرآن والمنهاج وغيره وعرض واشتغل يسيراً وسمع معي اليسير ببلده على أخته عائشة وغيرها وصاهر أبا ذر بن البرهان الحلبي على ابنته عائشة وما سلك الطريق المرضي بحيث أملق جداً. ومات بالاسكندرية بعد أن عمل حارساً ببعض حماماتها في أواخر سنة سبع وثمانين أو أوائل التي بعدها.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن يوسف بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الشهاب بن الأمير ناصر الدين التنوخي الحموي الدوادار أخو يحيى الآتي ويعرف بابن العطار. ولد في أوائل القرن تقريباً بحماة وقدم مع أبيه القاهرة وتنقل معه في ولايات حتى مات بالقدس وهو ناظره حينئذ فعاد الشهاب إلى الاهرة فأقام بها في ظل صهره الكمال بن البارزي مدة ثم بسفارة الزين عبد الباسط عمل الدوادارية لتمرباي التمربغاوي الدوادار الثاني واستمر فيها إلى أن مات الأشرف فاستقر به الظاهر جقمق بعناية خوند البارزية دواداراً للعزيز فلما تسلطن الظاهر قربه وجعله من جملة الدوادارية وأثرى فلم يلبث أن مات في المحرم سنة خمس وأربعين، وكان عاقلاً حافظاً لكثير من الشعر وأخبار الناس مشاركاً في فضيلة مع ذكاء وفهم وحسن محاضرة وبراعة في أنواع الفروسية كالرمي بالنشاب علماً وعملاً، ولم يخلف في أبناء جنسه مثله.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن يوسف بن علي الشهاب بن المحب بن الشهاب بن الزين الحلبي ثم القاهري الشافعي الماضي جده. أحد الموقعين وخادم الجمالية وابن أخي النجم موقع بردبك. أخذ عني يسيراً. ومات في ثاني عشر ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانين قبل إكمال الأربعين. وهو ممن لازم المحب بن الشحنة كأبيه وعمه. وهو والد المحب محمد سبط النجم الموقع.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى الميقاتي المناخلي. ذكره ابن عزم فلم يزد.
أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الفضل ويسمى محمداً بن عبد الله بن جمال الدين الشهاب بن الجمال الحراري الأصل المكي الحنفي أخو عبد الله الآتي سبطا القاضي عبد القادر المالكي. ممن سمع مني بمكة في المجاورة الثالثة وقدم القاهرة في أثناء سنة خمس وتسعين ثم عاد لمكة في موسمها.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن قاسم الشهاب بن الشمس العثماني البيري الأصل ثم الحلبي القاهري والد محمد الآتي، ويعرف بابن أخي الجمال الاستادار. كان أبوه شيخ سعيد السعداء وكذا البيبرسية في وقتين مختلفين ثم كان هو أحد الحجاب بالقاهرة، أجاز له باستدعاء ابن فهد جماعة. ومات في صبيحة يوم الاثنين ثاني عشر صفر سنة تسع وخمسين وله سبعون سنة تقريباً ودفن بتربة عمه بالصحراء خارج القاهرة عفا الله عنه.

أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر الشهاب أبو العباس بن الناصر أبي عبد الله المقدسي الدمشقي الصالحي الحنبلي ويعرف بابن زريق بتقديم الزاي قريب ناصر الدين محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن الآتي، وأمه أمة اللطيف ابنة محمد بن محمد بن أحمد بن المحب سيأتي أيضاً. ولد على رأس القرن ومات أبوه وهو طفل فقرأ القرآن والخرقي ومختصر الهداية لابن رزين وزوائد الكافي على الخرقي نظم الصرصري والطوفي ومفردات المذهب نظم ابن عمه القاضي عز الدين وجانباً من الفروع، واشتغل في العلوم على الشمس القباقبي والشرف بن مفلح، وناب في القضاء لابن الحبال وغيره ولازم المسجد للوعظ ونحوه، وكان زائد الذكاء ذا فضيلة ونظم ونثر وملكة في تنميق الكلام بحيث يبكي ويضحك في آن واحد وفصاحة وحسن مجالسة، وكثرة استحضار لمحافيظه وغالب اشتغاله بعمله ودبكة لامع الأشياخ، ولما ماتت أمه رغب عن وظائفه وانجمع عن الناس وأقبل على العبادة وكثر بكاؤه وندمه، ولم يلبث أن مات بعد سنتين وذلك في سنة اثنتين وأربعين سامحه الله وعفا عنه. ترجمه لي قريبه المشار إليه.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز المحب بن العز بن المحب بن القاضي الكمال أبي الفضل الهاشمي النويري المكي الشافعي والد الشرف أبي القاسم. ولد في ليلة الخميس ثامن عشر شوال سنة ثمان وثمانمائة بمكة وأمه كمالية ابنة القاضي علي بن أحمد النويري. نشأ بمكة فسمع بها من الزين أبي بكر المراغي المسلسل وغيره ومن ابن الجزري الشمائل وغيرها ومن ابن سلامة والتقي الفاسي وغيرهما ومن ابن سلامة والتقي الفاسي وشيخنا وطائفة وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد القادر الأرموي وابن طولوبغا وآخرون واشتغل يسيراً وحدث سمع منه بعض الطلبة وأجاز في بعض الاستدعاءات وولي حسبة مكة وقتاً؛ وكان فقير النفس شديد التشكي ذا همة مع من يقصده جلست معه في مجاورتي الأولى كثيراً. ومات في ضحى يوم الأربعاء مستهل صفر سنة ست وستين بمكة وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ثم دفن بالمعلاة قريباً من الفضيل بن عياض مما يلي القبلة سامحه الله ورحمه وإيانا.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الشهاب أبو الطاهر بن الزين ابن الجمال بن المحب الطبري المكي الشافعي. ولد تقريباً سنة سبع وأمه عائشة ابنة سعد أبي رحمة النويري وسمع على أبيه وابن الجزري وأجاز له الزين المراغي وآخرون. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين بمكة عن عشرين أو أكثر.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن قريش - هكذا قرأت نسبه بخط ولده - الشهاب أو النجم أبو العباس بن النجم أو الشمس أبي عبد الله بن الشهاب المخزومي البامي الأصل - بباء موحدة ثم ميم كما هو على الألسنة وهو الذي قرأته بخطهما نسبة لقرية من الصعيد تحول منها قبل بلوغه - القاهري الشافعي والد الشمس محمد الآتي والمذكور جده وأبوه ويعرف بالبامي. قال شيخنا في أنبائه أنه كان يصحب الصدر المناوي وتقدم في ولاية القضاء ثم ولي تدريس الشريفية بالقرب من الجودرية وسكن بها إلى أن مات في سنة أربعين وقد جاز الثمانين. وذكره في مشتبه النسبة في اليامي بالتحتانية والنامي بالنون فقال وبموحدة شهاب الدين البامي صاحبنا بالمدرسة الشيخونية انتهى. ومن شيوخه الصدر الأبشيطي ورأيت إذنه له في التدريس والفتوى وذلك في سنة إحدى وثمانمائة وقال أنه عاشره سفراً وحضراً وخالطه فوجده ديناً عفيفاً حسن الأخلاق محافظاً على أداء الفرائض والسنن ملازماً لتلاوة كتاب الله تعالى مداوماً على الاشتغال بالعلم سخي النفس بالجود والمعروف حسن الصحبة والمخالطة مع ما من الله به عليه من الفهم المليح في العلم ورزقه الذهن السليم وحسن تصور المسائل والعثور على الصواب في شرح فقه التنبيه وغيره، إلى آخر كلامه.

أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عوض بن عبد الخالق الزين أبو العباس بن ناصر الدين البكري الدهروطي الشافعي جد الجلال محمد بن عبد الرحمن الآتي. ولد في سنة خمس وأربعين وسبعمائة بدهروط وأخذ عن أبيه وعنه ابنه عبد الرحمن بل وحفيده الجلال واختصر الروضة مع مزيد كثير في مجلد سماه عمدة المفيد وتذكرة المستفيد وله أيضاً الرابح في علم الفرائض. ومات في المحرم سنة تسع عشرة بعد أن أثكل ابنه. أفادنيه حفيده.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الشهاب العروفي الدمشقي الصالحي الحنبلي صهر الجمال الباعوني ونقيبه ويعرف بالعروفي. ولد في جمادى الأولى سنة سبع وثمانمائة بالصالحية وشنأ بها فحفظ القرآن والعمدة وحضر فيها عند التقي ابن قندس وسمع على عبد الرحمن بن خليل الحرستاني سابع حديث شيبان وحدث به سمعه منه الطلبة قرأته عليه ببرزة من ضواحي الشام وكان قد تعانى الشروط وباشر النقابة عند صهره فحمدت سيرته، وحج غير مرة وأم بالصاحبة ونعم الرجل. مات بعد السبعين.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أيوب الكمال أبو البقاء بن الشيخ المحب أبي الفضل الدمشقي الشافعي الآتي أبوه ويعرف كهو بابن الإمام، ولما جاز التمييز عرض علي منظومة أبيه في العقائد المسماة تحفة العباد بما يجب عليهم في الاعتقاد، وسمع مني المسلسل في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين بمكة ثم بعد تحفة الأحباب قواعد الفرائض والسحاب لأبيه أيضاً، سمع مني وعلي مع أبيه غير ذلك كختم البخاري مع النصف الأول من مؤلفي في ختمه وختم مسلم وأبي داود والترمذي مع مؤلفاتي في ختم كل منها وختم الشفا مع النصف الأول من مؤلفي في ختمه والمسلسل بيوم العيد بعد فراغ الإمام من الصلاة وشروعه في خطبة العيد وحديث زهير العشاري وكتبت له إجازة في كراسة فيها تعظيم زائد لأبيه، وهو فطن لبيب قد شرع أبوه في تصنيف كتاب في الأحكام لأجله وربما كان يراجعني فيه.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن عمر الشهاب أبو العباس الأيكي الفارسي الخواصري الفيروزابادي الحنبلي نزيل بيت المقدس ثم الرملة ويعرف بابن العجمي وبابن المهندس ويلقب بزغلش - بفتح الزاي وسكون المعجمة وكسر اللام وآخره معجمة - قال شيخنا في معجمه سمع بالقدس والشام من جده وأبيه وأبوه صاحب الفخر أيضاً ومن الميدومي وابن الهبل وابن أميلة في آخرين منهم محمد بن عبد الله بن سليمان بن خطيب بيت الآبار سمع عليه جزء الأنصاري وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن فلاح قال أنه سمع عليه الأذكار، وطلب بنفسه ومهر في القراءات وحصل الكثير من الأجزاء والكتب وتمهر قليلاً ثم افتقر وخمل في آخر عمره وصار يكدي، لقيته بالرملة فذكر لي ما يدل على أنه ولد سنة أربع وأربعين، ومما سمعه على الميدومي المسلسل وقد سمعه منه شيخنا وقرأ عليه غير ذلك، ومات في رمضان سنة ثلاث، وقال في الأنباء وجدته حسن المذاكرة لكنه عاني الكدية واستطابها وصار زري الملبس والهيئة قال وتفرقت يعني بعد موته كتبه مع كثرتها. قلت وسماع الزين الزركشي لصحيح مسلم على البياني بقراءته في الشيخونية وانتهى في رمضان سنة خمس وستين وسبعمائة، وذكره القريزي في عقوده باختصار.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن زبالة الشهاب بن الشمس الهواري الأصل القاهري الينبوعي الآتي أبوه، ولي قضاءها بعد موت أبيه ولم يلبث أن مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين وهو ممن سمع مع أبيه على أبي الفتح المراغي واستقر بعده ابن عمه محمد بن عبد الوهاب بن أحمد.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الشهاب بن ناصر الدين المصري ثم القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن المهندس. استقر بعد أبيه في كثير من جهاته حتى في الدعاء بين يدي القاضي الشافعي في تدريس الصالحية وكان مطبوعاً فيه، ومات في رابع عشري ذي القعدة سنة سبع وسبعين وأظنه دخل في سن الكهولة عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحراري. مضى فيمن جده أحمد بن أبي الفضل.

أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد المعطي بن أحمد بن عبد المعطي بن مكي بن طراد بن حسن بن مخلوف الشهاب أبو العباس بن أبي عبد الله بن شيخ النحاة أبي العباس الأنصاري الخزرجي السعدي العبادي المكي المالكي ابن عم عبد القادر بن أبي القسم الآتي. ولد في ليلة الاثنين حادي عشر ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها وسمع من الزين الطبري وابن سلامة، ولبس الخرقة من الشهاب بن الناصح وأذن له في إلباسها وأجاز له في سنة أربع وتسعين فما بعدها البلقيني والعراقي وابن الملقن والهيثمي والتنوخي وابن أبي المجد والعلائي وابن الذهبي وابن الشيخة وآخرون وأجاز في الاستدعاءات. ومات في حادي عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين بمكة ودفن بالمعلاة عند أهله رحمه الله.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن عبد الله أو أيوب الشهاب أبو العباس بن ناصر الدين بن أصيل أخو محمد الآتي. ولد في رجب سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ونشأ في كنف أبيه وحج مع قبح سيرته واتهم بإخفاء وديعة كانت عند أبيه لقراجا الطويل ومكث في المقشرة زيادة على ست سنين بعد أخذ السلطان قاعته وغيرها وفي أثناء ذلك حين الترسيم على جماعة الشافعي زعم خبره بجامع طولون فأخرج بالترسيم لعمل حسابه فلم يبد شيئاً فعاد بعد أن ذكرت له جريمة فاحشة في ليلة السابع والعشرين من رمضان أن ارتكبها هناك وكذا زعم في هذا الحال مستوراً بأن تزويره في أشياء من هذا النمط وطال حبسه مع تزوجه وهو بها عدة نساء كن يجئن إليه بها منهن ابنة الولوي البلقيني وربما يتوجه لبعضهن بعد إرضاء المعلم والأمر فوق هذا، وهو ممن سمع البخاري ومشيخة ابن شادان وغيرهما على النشاوي وحفظ القرآن والمنهاج وعرض على جماعة واستمر مسجوناً حتى مات في ذي الحجة سنة ست وتسعين.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي المحب أبو العباس بن فتح الدين المالكي الخطيب الآتي أبوه وابنه البدر محمد ويعرف بابن المحب. ولد في ليلة الثلاثاء ثامن ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وأخذ الفقه عن الزين طاهر وأبي القسم النويري وكذا عن الزين بعادة والعربية عن الراعي والأصلين وغيرهما عن الشمني والشرواني بل وحضر دروس البساطي والقاياتي ولازم النواجي في العربية واللغة والعروض وغيرها من فنون الأدب وبرع وصار أحد الفضلاء ولا أستبعد أن يكون نظم، وخطب بجامع القيمري بسويقة صفية وأم للمالكية بالصالحية وكان حسن العشرة سمعت بقراءته على شيخنا الموطأ لابن مصعب وقطعة من السيرة لابن هشام وحمدت فصاحته وإتقانه حتى أن شيخنا وصفه في ثبته لذلك بالشيخ الفاضل الأصيل الباهر العلامة الخطيب بل بلغني أن الزين طاهراً كان يقول له: أنت زين المجالس التي تحضرها، وكذا كان غير واحد من شيوخه يعظمه وكتب يسيراً على المختصر للشيخ خليل وأقبل بأخرة على الذكر والتلاوة والملازمة لبعض المتصوفة حتى مات في يوم الثلاثاء ثالث عشري المحرم سنة ست وخمسين عن أزيد من ثلاث وأربعين عاماً بأشهر ودفن بين الصوفيتين بقارعة الطريق، شهدت دفنه والصلاة عليه ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن رضوان الشهاب السلاوي. مضى بدون محمد الثاني.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر. مضى فيمن جده أحمد بن محمد بن الحسين بن عمر.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن أبي سالم الشهاب بن البدر بن الشهاب بن الأطعاني الحلبي. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة وأخذ عن أبيه وجلس بعده بزاويته بإشارة الشرف أبي بكر الحيشي وكان مقعداً لكون أبيه صاح فأثر ذلك عليه. ومات في ليلة الخميس ثاني عشر شوال سنة اثنتي عشرة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد الشهاب بن البهاء أبي البقاء بن الشهاب أبي الخير بن الضياء العمري المكي الحنفي شقيق الجمالي محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن الضياء. ولد في ليلة الأحد تاسع ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بمكة وناب عن أخيه ودخل القاهرة غير مرة ونسب إليه ما لا أثبته. مات في ليلة السبت خامس عشر ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين بمكة. أرخه ابن فهد.

أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن البهاء الشهاب بن العدل الشمس الأنصاري الأخميمي القاهري الحنفي والد الناصري محمد وعلي الآتيين وجدهما في محالهم. ولد وقرأ القرآن على رفيق والده الفقيه خليل الحسيني وتلا به علي وأم بالظاهر جقمق وهو أمير فلما تسلطن استقر به، وكان خيراً. مات في يوم السبت تاسع عشري شعبان سنة ثلاث وستين رحمه الله.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان أبو السعود بن المحب الطوخي الأصل القاهري الشافعي سبط النور الفوي وخطيب جامع الفكاهين الآتي أبوه وهو بكنيته أشهر. ولد تقريباً سنة ثمان وثمانمائة وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والملحة والورقات، وعرض على جماعة ورافق البدر أبا السعادات البلقيني في الأخذ عن غالب شيوخه وقتاً ثم ترك وجلس مع الشهود ثم تصرف بباب الشافعي، ثم أعرض عن ذلك واقتصر على الخطابة المشار إليها مع ما باسمه من مرتبات ووظائف كالتصوف بالشيخونية ورزق من قبل أسلافه ومع ذلك ربما نسخ لنفسه وبالأجرة وصار بأخرة يجمع الناس والقراء في بيته عند الهكارية على طعام يعمله في كل شهر ويتكلف لذلك وأظن أكثره على الفتح لاعتقاد كثير من الناس فيه وربما يحضر عنده القضاة والمشايخ وبعض الأمراء وقصدني لذلك غير مرة فما تيسر، وقد أكثر التردد إلي قبل ذلك وبعده وقرأ علي العمدة وتصنيف للصدر المناوي وغير ذلك، ثم هش وضعف بصره وظهر ما كان بيده من البياض ومع ذلك فهو مأنوس بهج خفيف الوطأة. مات في جمادى الأولى سنة تسعين.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله الشهاب بن الشمس بن ناصر الدين السكندري الأصل المصري القاهري المالكي شقيق علي الآتي ويعرف كسلفه بابن التنسي. ولد تقريباً قريب العشرين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والرسالة وابن الحاجب وبحث فيهما عند الزين عبادة بل حضر دروس البساطي وغيره وفهم ونبل ولكن لم يلبث أن ترك تصديقاً لؤيا عبرها له أول شيخيه وجلس عند أبيه بمسجد الفجل شاهداً رفيقاً للقرافي ونحوه فأتعب نفسه ذلك، وتولع بالتجارة وسافر فيها بنزر يسير جداً بعد استئذان أبويه إلى الاسكندرية غير مرة فنتج ولا زال يترقى حتى تمول جداً وعد في ذوي الوجاهات سيما مع تموله وبهائه ونورانيته ومديد قامته وذكره بعلي الهمة والفتوة وسرعة الحركة، وحج أوائل اشتغاله بالتجارة سنة أربعين وكانت الوقفة الجمعة ثم تكرر حجه بل سافر إلى بلاد اليمن ودمشق فما دونها ووصل الجون وزار بيت المقدس وغيرها وخالط الأكابر سيما عظيم الدولة الجمالي ناظر الخاص وبعده أخذ في الانهباط إلى أن صار كآحاد الناس مقيماً بالبرقوقية وذكر لي أن همته للجماع انقطعت من مدة متطاولة وأنه عرض على ابن الهمام حين رجوعه مع جانبك الجداوي من مكة جميع ما يحتاج إليه في رجوعه بحيث لا يحتاج إلى المشار إليه رام بذلك التقرب لخاطره فقال له يا أحمد إن تسكت وإلا أعلمته بهذا فكف. مات في المحرم سنة سبع وتسعين رحمه الله وعوضه الجنة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله الشهاب بن الجمال بن الناصر بن التنسي ابن عم الذي قبله والآتي أبوه وأنه غرق في سنة أربع عشرة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهاب بن الشمس المصري الأصل المدني الشافعي الرئيس هو وجد أبيه فمن يليه بالمدينة الشريفة ويعرف بابن الريس وبابن الخطيب. ولد في رابع شوال سنة أربع وستين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ المنهاج والعمدة وسمع بها واشتغل وأخذ عني بها الكثير ثم قدم القاهرة في سنة خمس وتسعين فاشتغل عند مدرسي الوقت ودخل الشام وغيرها ولا بأس به.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف أبو الفضل بن الشمس بن الشهاب العقبي الصحراوي الآتي جده وأبوه، اعتنى به عم أبيه الزين رضوان فأسمعه على الشرف بن الكويك والولي العراقي والجمال الحنبلي والشمس الشامي والنور الفوي وطائفة واستجاز له خلقاً، وما علمته حدث ولكنه أجاز في استدعاء ابني.

أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد أبو العباس اليماني الأشعري شيخ القراءات في عصره باليمن مطلقاً. ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة ثم مال إلى أنه سبع بتقديم السين، ممن انتفع به العفيف الناشري في القراءات وأرخ وفاته في ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة إحدى وأربعين وصلى عليه بمسجد الأشاعر بعد صبح يوم الجمعة ودفن عند شيخه المقرئ أبي بكر بن علي بن نافع.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الشهاب المدني الأصل الدمياطي وانتقل منها قبل بلوغه إلى القاهرة فأخذ في الفقه عن الشهاب الطنتدائي وفي غيره عن الأبناسي وكذا أخذ عن ابن خضر وعن شيخنا في الألفية الحديثية وشرحها رفيقاً للكوراني ولزم الاشتغال مدة وجاور بمكة نحو عشر سنين في مرتين وأقام في غضون ذلك بالمدينة أشهراً وزار بيت المقدس والخليل وتقرب من الظاهر جقمق فمس جماعة من الأعيان وغيرهم من غاية المكروه ووثب عليه قاضي المالكية البدر التنسي وسجنه وكاد أن يقتله وكذا عزره ابن الديري وآل أمره إلى أن خذل وجلس يتكسب بالشهادة تجاه سوق أمير الجيوش مع كونه غير مقبول وكتب من فتح الباري بخطه الرديء كثيراً، وكان يقصدني للاستفادة مني وفي كثير من الأسئلة وكنت أتحامى الكلام معه كما أنه حضر هو وابنه إلى الشرواني وكان يقرر في العقائد فقطع التقرير حتى انصرف وقال ما المانع من تحريفه ما نحن فيه ويشهد هو وابنه علينا بما يقتضيه، وخطب بجامع ابن ميالة وغيره حتى مات في ليلة الخميس ثامن عشري المحرم سنة سبع وثمانين ودفن بتربة تجاه الأهناسية عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد أبو العباس الأنصاري المكي الشافعي. مضى فيمن جد أبيه محمد بن عبد المعطي بن أحمد.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الدمشقي العوريفي. كذا كتبه ابن عزم وصوا به العروفي، وقد مضى بزيادة أحمد بن محمد ثالث في نسبه.
أحمد بن محمد بن أحمد بن مظفر قطب الدين صاحب كجرات التي منها كهنات وأخو صاحبها الآن محمودشاه. وكأنه استقر بعد القطب وكان سفاكاً منهمكاً بحيث كان سبب موته إصابته بعود سيفه على ساقه أو نحوه.
أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر الشهاب ابن قاضي المالكية بطيبة الشمس السخاوي بن القصبي أخو خير الدين محمد الآتي وأبوهما. ممن سمع مني بالقاهرة والمدينة وكذا سمع على صهره الجلال القمصي وكان أبوه زوجه بابنته ثم فارقها وقطن مع أبيه بالمدينة وهو مصاب بإحدى عينيه.
أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى الشهاب المسيري ثم القاهري الشافعي نزيل المؤيدية وأحد الفضلاء المعروفين بالديانة والانجماع رأيته كثيراً بالمحمودية بين يدي شيخنا، ومن محافيظه المنهاج والحاوي وكلاهما في الفروع والمنهاج الأصلي وأخذ عن المجد البرماوي والجمال بن المجبر، وسمع على ابن بردس وابن ناظر الصاحبة وابن الطحان في آخرين، وتنزل في المؤيدية عند المحدثين وغيرها وأقرأ الطلبة ولم يتزوج وحج وجاور. مات في رجوعه في المحرم سنة تسع وخمسين ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن إسماعيل بن عقبة بن محاسن الصعيدي ثم الدمشقي. مضى بدون يوسف.
أحمد بن الولوي محمد بن أحمد بن يوسف بن حجاج السفطي الأصل القاهري. مات أبوه وهو صغير فنشأ غير متصون خصوصاً وقد تدرب بخاله عبد البر بن الشحنة وذويه وخاصم أخته وغيرها. مات في أحمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن معالي الشهاب أبو الفضل الزعيفريني أحد المباشرين بباب الولوي الأسيوطي ثم الزيني زكريا وسبط البدر حسن البرديني وليس بمحمود. وسيأتي جده وأبوه وأنه سمع بقراءته على العز بن الفرات شرح معاني الآثار للطحاوي وكذا سمع معه بمكة في سنة ثلاث وأربعين على التقي بن فهد وسمع بالقاهرة على الزركشي في صحيح مسلم وعلى ابن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصاحبة والزين رضوان، وسافر لبيت المقدس مع والده فسمع على الجمال بن جماعة والتقي أبي بكر القلقشندي وأجاز له جماعة باستدعاء أبيه وغيره. ومولده في ذي القعدة سنة ست وثلاثين بالقاهرة وحفظ المنهاج وألفية النحو وعرض على المحلى والبلقيني والمناوي والأقصرائي وآخرين.

أحمد بن محمد بن أحمد شهاب الدين المسيري ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن حذيفة وهو ابن عم محمد بن أحمد الآتي. قدم القاهرة فاشتغل بالفقه والعربية يسيراً وتردد لبعض الشيوخ وأدمن مطالعة شرح المنهاج للتقي الحصني وكان قد كتبه أو جله بخطه وحضر عندي كثيراً في مجالس الإملاء وغيرها وسمع بقراءتي على جماعة ورأى لي مناماً حسناً أثبته في مكان آخر بل سمع على شيخنا وغيره وكان من جماعة الغمري ثم إمام الكاملية صوفياً بالصلاحية والبيبرسية وبيده بعض دريهمات. مات في أحد الربيعين سنة خمس وسبعين بالطور راجعاً من مكة بعد أن حج فإنه كان ممن سافر صحبة إمام الكاملية. وقد اشترك مع الشهاب المسيري الماضي قريباً في اسمه واسم أبيه وجده ونسبته وذاك متيمز باسم جد أبيه يحيى وبفضيلته وشهرته.
أحمد بن محمد بن أحمد القاضي شهاب الدين بن قاضي القضاة الشمس بن الحلاوي الحلبي قاضيها الحنفي منفصلاً في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين. أرخه ابن اللبودي.
أحمد بن محمد بن أحمد الشهاب الذهبي أبوه الصالحي من ذرية بني الأرموي ويعرف بابن الذهبي. ولد تقريباً سنة سبع وسبعين وسبعمائة وسمع من أبي الهول الجزري بفوت وحدث به سمعه منه الفضلاء كابن فهد، ومات قبل دخول الشام.
أحمد بن محمد بن أحمد الشهاب القسطلاني المكي المالكي. مضى فيمن جده أحمد بن حسن بن الزين محمد.
أحمد بن فخر الدين محمد بن الشهاب أحمد القرشي القاهري الحنفي والد قاسم الآتي ويعرف بابن السبع، باشر النقابة عند الكمال بن العديم وولده.
أحمد بن محمد بن أحمد بن السيف الحنبلي. مضى في السين المهملة من أجداد الأب.
أحمد بن محمد بن أحمد الشهاب بن الشمس المصري ويعرف بابن الشيخ. ممن سمع مني بالقاهرة.
أحمد بن محمد بن أحمد الشريف شهاب الدين بن كندة. ممن أخذ عني بالقاهرة.
أحمد بن محمد بن أحمد الشهاب السمنودي ثم القاهري الشافعي نزيل مكة ووالد العز عبد العزيز ويعرف بابن المراحلي وهي حرفته وحرفة أبيه من قبله كان حفظ القرآن وصحب الشمس البوصيري وغيره من الأكابر وعادت بركتهم عليه وحفظ من كرامات الأولياء ومناقبهم جملة بل ألم ببعض المسائل وسمع على ابن الجزري الترمذي وغيره ومن الفوي والكلوتاتي وشيخنا وطائفة، ولما ترقى ولده في التجارة صار في ظله وأقام معه بمكة مديماً فيها للطواف والتلاوة والمطالعة لكتب الرقائق والأذكار ونحوها من وظائف العبادات مع الانجماع إلا عن مجالس الحديث ونحوها وربما اشتغل في النحو وغيره، وكنت أستأنس برؤيته في غضون ذلك. ورد القاهرة مع ولده ثم إنه تحرك بأخرة للقدوم عليه إذ كان بالقاهرة. فمات في رجوعه بموضع من مراسي العرض قريب الطور في ثاني عشر رجب سنة ثلاث وثمانين، ودفن هناك وقد قارب السبعين وقد ضاع لولده عند بعضهم بسبب تفريطه بعض المال ولم يمكنه المطالبة بذاك رعاية لوالده ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أحمد المدني ويعرف بابن المرجح. ممن أخذ عني بالمدينة.
أحمد بن محمد بن أحمد الشهاب المحلي الأصل القاهري المالكي ويعرف بابن النسخة. شهد كأبيه في القيمة أزيد من ثلاثين سنة وامتنع شيخنا حين كان نائباً من قبوله أيام عزه وضخامته بجاه جمال الدين وقد أقبل اثنين من المهندسين دونه لكونه كان كما قال شيخنا غاية في إبطال الأوقاف وتصييرها ملكاً بضروب من الحيل ومهارة شهر بها بحيث فاق في ذلك أهل عصره مع مروءة وعصبية ومداراة ولكنه كان يقدم في صناعته على أمر عظيم وذاك شيء مشهور وزاد رواجاً في أيام الأشرف بحيث أقدم على إعلام الولي العراقي بعزله بفظوظة وجرأة ورقاه ولده العزيز لوكالة بيت المال وكانت شاغرة بموت نور الدين بن مفلح ثم صرفه الظاهر عنها بالولوي السفطي. ومات بذات الجنب في يوم الأحد ثاني عشري صفر سنة تسع وأربعين عن ستين سنة أو زيادة وأمره إلى الله تعالى.
أحمد بن محمد بن أحمد الحسني أو الحسيني الهدوي اليمني المكي ويعرف بسواسوا ممن نوزع في شرف أبيه، أمه سبطة أبي البقاء بن الضياء. مات بمكة في يوم الأحد ثامن ربيع الأول سنة أربع وتسعين وهو ممن أخذ عني بمكة، وكان شاباً حسن الصورة والوصي عليه بمكة قاضيها الحنبلي وبالقاهرة يشبك الجمالي.

أحمد بن محمد بن أحمد الشهاب الأسنوي ثم القاهري شقيق عبد الكريم وابن أخت الشرف الأنصاري وأخته. ولد سنة ست وأربعين أو التي بعدها وحفظ القرآن وزوج ابنه بخاله الشرف من أمه وتكسب بالتجارة.
أحمد بن محمد بن أحمد الشهاب المشهدي القاهري الزركشي الحنبلي. ممن اشتغل وفهم وسمع ختم البخاري على أم هانئ الهورينية ومن كان معها؛ وقرأ في الجوق وتكسب بالشهادة ثم كف مع ملازمته حضور بعض وظائفه وكان حاد الخلق.
أحمد بن محمد بن أحمد المعلم الشهاب القافلي والد الكمال محمد وأخو أبي بكر. مات في يوم الأربعاء ثاني ذي القعدة سنة خمس وثمانين، وكان خيراً راغباً في مجالس الحديث بحيث سمع عندي غالب دلائل النبوة وقطعة من البداية لابن كثير ومن القول البديع وغير ذلك ذا ثروة حصلها من التجارة وغيرها رحمه الله.
أحمد بن محمد بن أحمد الشهاب الكيلاني الشافعي نزيل مكة ووالد محمد وحسين وعبد الغفار وإبراهيم المذكورين في محالهم ويعرف بقاوان بقاف معقودة. نشأ فأخذ العلم عن عبد الرحمن الحلال وغيره وفضل وقدم القاهرة ومعه أول ولديه فأخذا عن الزين الزركشي ثم عن شيخنا وكتب له فهرسته البقاعي، وكان ذا سمت حسن وجلالة واحتشام ووجاهة عند الملوك وتفضل سيما من الغرباء من العلماء ونحوهم عظيم الرغبة في الاجتماع بذوي الفضائل محباً للمذاكرة معهم ولذا رغب في تزوجه بابنة الشريف شمس الدين ابن أخي التقي الحصني واستولدها إبراهيم وغيره وزوج ابنه الصغير بابنة الكمال بن الهمام حين مجاورته بمكة ولكن لكونه لم يوافق على تركه بمكة حين رجوعه لمصر ولا سمح هو أيضاً بفراق ولده تفارقا. ومن لطائفه أنه لما اجتمع بيحيى العجيسي حين ورد مكة صحبه ابن البارزي سنة خمسين رام جر الكلام معه في شيء من العلم ليستأنس به جرياً على عادته، فكلمه يحيى بما فيه جفاء وعض على شفتيه على طريقته فلم يحتمل ذلك وبادر لفراقه قائلاً له يا شيخ أنت جمعت بين الجهل وقلة الأدب. لقيته في سنة ست وخمسين بمكة وجلست معه وحصل منه فضل ما وذلك مجلس للتدريس بالمسجد الحرام لختام رباط السدرة في حلقة فكثر الحضور عنده فيها فمر بالشهر وغيره. مات في آخر ليلة الجمعة سادس عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين بمكة وصلى عليه بعد صلاة الجمعة ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أحمد القطب ويدعى أيضاً الشهاب بن اختيار الدين بن فخر الدين الردي الأصل الهروي المولد والدار الشافعي الواعظ نزيل بلد الخليل. ولد في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثمانمائة بجوخا - بجيم مفتوحة ثم واو بعدها معجمة من أعمال طبس - الكيلكي ممن حج وطاف البلاد ووعظ في كلها وتكرر قدومه القاهرة وعقد حين جاء مستفتياً فيما عارضه فيه البقاعي المجلس بالأزهر وأخذ حينئذ عني وكتبت له إجازة متضمنة للجواب عن مسألته وسمعته يقول:

يا عين كوني بالقليل قـنـوعة

 

فيا طول ما جاك الكثير وراح

أحمد بن محمد بن أحمد المحب بن العز النويري المكي الشافعي. مضى فيمن جده أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
أحمد بن محمد بن أحمد البسطامي. ممن أخذ عني بمكة.
أحمد بن محمد بن أحمد البسكري المغربي المدني بن حامد أخو محمد الآتي ممن أخذ عني بالمدينة في مجاورتي بها.
أحمد بن محمد بن أحمد السلي. كذا قاله ابن عزم وأنه مات سنة بضع وثلاثين.
أحمد بن محمد بن أحمد الحجازي. ممن أخذ عني بمكة.
أحمد بن محمد بن أحمد المالكي. عرض عليه ابن فهد بعض محافيظه في موسم سنة اثنتين وعشرين بمكة وأجازه وأورده في شيوخه وقال أنه لم يعرفه وأظنه ابن النسخة الماضي قريباً.
أحمد بن محمد بن أحمد الخطيب بمنية سمنود. ممن أخذ عني بالقاهرة.
أحمد بن محمد بن أحمد الهدوي. مضى قريباً فيمن يلقب سواسوا.

أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يوسف بن سمير بن خازم أبو هاشم المصري الطاهري التيمي ويعرف بابن البرهان. ولد فيما بين القاهرة ومصر في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وسبعمائة واشتغل بالفقه شافعياً وسمع الحديث وأحبه ثم صحب بعض الظاهرية وهو شخص يقال له سعيد السحولي فجذبه إلى النظر في كلام ابن حزم فأحبه ثم نظر في كلام ابن تيمية فغلب عليه بحيث صار لا يعتقد أن أحداً أعلم منه، وكانت له نفس أبية ومروءة وعصبية ونظر كبير في أخبار الناس فطمحت نفسه إلى المشاركة في الملك مع أنه ليس له فيه قدم لا من عشيرة ولا وظيفة ولا مال فلما غلب الظاهر برقوق على المملكة وحبس الخليفة رام جعل ذلك وسيلة لما حدثته به نفسه فغضب من ذلك وخرج في سنة خمس وثمانين إلى الشام ثم إلى العراق يدعو إلى طلب رجل من قريش فاستقرأ جميع الممالك ودخل حلب فلم يبلغ قصداً ثم رجع إلى الشام فاستغوى كثيراً من أهلها وكان أكثر الموافقين له ممن يتدين منهم الياسوفي والحسباني لما يرى من فساد الأحوال وكثرة المعاصي وفشو الرشوة في الأحكام وغير ذلك فلم يزل على هذه الطريقة إلى أن نمى أمره إلى بيدمر نائب الشام فسمع كلامه وأصغى إليه ولم يشوش عليه لعلمه أنه لا يجيء من يديه ثم نمى أمره إلى نائب القلعة شهاب الدين بن الحمصي وكانت بينه وبين بيدمر عداوة شديدة فوجد فرصة في التألب عليه بذلك فاستحضر ابن البرهان واستخبره وأظهر أنه مال إلى مقالته فبث له جميع ما كان يدعو إليه فتركه ثم كاتب السلطان بذلك كله فلما علم بذلك كتب إلى النائب يأمره بتحصيل ابن البرهان ومن وافقه على رأيه وبتسميرهم فتوزع النائب عن ذلك وتكاسل عنه وأجاب بالشفاعة فيهم والعفو عنهم وأن أمرهم متلاش وإنما هم قوم خفت أدمغتهم من الدرس ولا عصبة لهم واستمر ابن الحمصي في انتهاز الفرصة فكاتب أيضاً بأن النائب قد عزم على المخامرة فوصل إليه الجواب بمسك ابن البرهان ومن كان على رأيه وإن آل الأمر في ذلك إلى قتل بيدمر فمات الياسوفي خوفاً بعد أن قبض عليه وفر الحسباني ولما حضر ابن البرهان إلى السلطان استذناه واستفهمه عن سبب قيامه عليه فأعلمه بأن غرضه أن يقوم رجل من قريش يحكم بالعدل فإن هذا هو الدين الذي لا يجوز غيره وزاد في نحو هذا فسأله عن من معه على مثل رأيه من الأمراء فبرأهم فأمر بضربه فضرب هو وأصحابه وحبسوا في الخزانة حبس أهل الجرائم وذلك في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين واستعملوا مع المقيدين ثم أفرج عنهم في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين فاستمر ابن البرهان مقيماً بالقاهرة على صورة إملاق إلى أن مات لأربع بقين من جمادى الأولى سنة ثمان وحيداً فريداً بحيث لم يحضر في جنازته إلا سبعة أنفس لا غير ورأيته بعد موته فقلت له أنت ميت قال نعم فقلت ما فعل الله بك فتغير تغيراً شديداً حتى ظننت أنه غاب ثم أفاق فقال نحن الآن بخير لكن النبي صلى الله عليه وسلم عتبان عليك فقلت لماذا قال لميلك إلى الحنفية فاستيقظت متعجباً وكنت قلت لكثير من الحنفية إني لأود لو كنت على مذهبكم فيقال لماذا فأقول لكون الفروع مبنية على الأصول فاستغفرت الله من ذلك، قال وقد كنت أنسيت هذا المنام فذكرنيه شهاب الدين أحمد بن أبي بكر البوصيري بعد عشر سنين. وكان ذا مروءة علية ونفس أبية حسن المذاكرة والمحاضرة عارفاً بأكثر المسائل التي يخالف فيها أهل الظاهر الجمهور يكثر الانتصار لها ويستحضر أدلتها وما يرد على معارضيها، وأملي وهو في الحبس بغير مطالعة مما يدل على وفور اطلاعه مسألة رفع اليدين في السجود ومسألة وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة ورسالة في الإمامة، قاله شيخنا قال وقد جالسني كثيراً وسمعت من فوائده كثيراً وكان كثير الإنذار لما حدث بعده من الفتن والشرور بما جبل عليه من الاطلاع على أحوال الناس ولا سيما ماحدث من الغلاء والفساد بسبب رخص الفلوس بالقاهرة بحيث أنه رأى عندي قديماً مرة منها جانباً كبيراً فقال لي احذر أن تقتنيها فإنها ليست رأس مال فكان كذلك لأنها كانت في ذلك الوقت يساوي القنطار منها عشرين مثقالاً فأكثر وآل الأمر في هذا العصر إلى أنها تساوي أربعة مثاقيل ثم صارت تساوي ثلاثة ثم اثنين وربع ونحو ذلك ثم انعكس الأمر بعد ذلك وصار من كان عنده منها شيء اغتبط فيه لما رفعت قيمتها من كل رطل لستة إلى اثني عشر ثم إلى أربعة وعشرين ثم تراجع الحال لما فقدت ثم ضرب فلوس أخرى خفيفة جداً وجعل سعر كل رطل ثلاثين وظهر في الجملة أنها ليست مالاً يقتنى لوجود الخلل في قيمتها وعدم ثباتها على قيمة واحدة. ذكره شيخنا في أنبائه ومعجمه بما تقدم وقال في الثاني وقد سمع ببغداد وحلب ودمشق وغيرها من جماعة من المسندين إذ ذاك ومن مسموعه على الشمس محمد بن أحمد بن الصفي الغزولي منتقي الذهبي من المعجم الصغير للطبراني كما رأيته بخط الشرف القدسي ووصفه فيه بالشيخ الإمام وفي الطبقة الصدر الياسوفي بقراءة الحسباني وذلك في سنة سبع وثمانين ورأيت البرهان الحلبي يطري ابن البرهان ويصفه بالفضل وسمع معه وبقراءته وكذلك نور الدين بن علي بن يوسف بن مكتوم بحماة، وقال في أنبائه قرات بخط البرهان المحدث بحلب أنشدني أبو العباس أحمد بن البرهان عن الشيخ برهان الدين الآمدي قال دخلت على العلامة أبي حيان فسألته عن القصيدة التي مدح بها ابن تيمية فأقربها وقال كشطناها من ديواننا ثم جيء بديوانه فكشف وأراني مكانها في الديوان مكشوطاً، قال المحدث فلقيت الآمدي فقال لي لم أنشده إياها ولا أحفظها إنما أحفظ منها قطعاً قال وكان الآمدي قد ذكر قبل ذلك الحكاية بزيادات فيها ولم يذكر القصيدة قال ثم لقيت ابن البرهان بحلب في أوائل سنة سبع وثمانين فذاكرته بما قال لي الآمدي فقال لي أنا قرأتها على الآمدي فظهر أنه لم يحرر النقل في الأول، والقصيدة مشهورة لأبي حيان وأنه رجع عنها. وقد ذكره ابن خطيب الناصرية ملخصاً من شيوخنا والبرهان الحلبي والمقريزي في عقوده وطوله وآخرون.

أحمد بن محمد بن إسماعيل بن حسن جلال الدين بن المولى قطب الدين بن العلامة تاج الدين بن السراج الكربالي - نسبة لكربال من شيراز - المرشدي نسبة لجد أمه الشافعي عفيف الدين الجنيد الكازروني البلياني خليفة الشيخ أبي إسحاق الكازروني أحد المسلكين الصفوي نسبة للسيد صفي الدين الحسني الأيجي لكون جدة والده لأمه أخت الصفي المذكور الشافعي. ولد في رمضان سنة إحدى وستين وثمانمائة بشيراز ونشأ بها فأخذ في النحو الصرف والمعاني والبيان عن ملا صفي الدين محمود الشيرازي النحوي الشافعي تلميذ غياث الدين الذي كان يقال له سيبويه الثاني ولذا قيل لهذا سيبويه الثالث، والمنطق عن ملا جلال الدين محمد الدواني قريبة بكازرون الشافعي قاضي شيراز ومفتيها والفرد في تلك النواحي، وفي الفقه عن السيد وجيه الدين إسماعيل بن العز إسحاق بن نظام الدين أحمد الأحمدي الشيرازي الشافعي المفتي، وكلهم في سنة أربع وأربعين أحياء، وسمع الحديث على السيد نور الدين أحمد بن صفي الدين وحج معه في سنة ثلاث وتسعين ولقيني في التي بعدها فسمع من لفظي أشياء منها المسلسل وحديث زهير، وحضر بعض الدروس، وسمع الباب الأخير من البخاري وما في الصحيح من الثلاثيات والنصف الأول من مصنفي في ختمه وكتبت له إجازة في كراسة، وهو إنسان فاضل متميز نير الشكالة فصيح العبارة ثم اختل أمره لتعاني الكيمياء وتحمل ديوناً مع كثرة تزوجه وما وسمه به إلا الفرار لبلاده لطف الله به.
أحمد بن محمد بن إسماعيل شهاب الدين الشنباري ثم السنيكي القاهري الشافعي قدم القاهرة فنزل في صوفية الصلاحية وغيرها واشتغل يسيراً ولازم أبا العدل البلقيني وسمع بقراءتي الشمائل النبوية وختم الشفا على شيوخ في يوم عرفة وتكسب بالشهادة ولم يمهر وربما أم بالخانقاه، وكان مديماً للتلاوة لا بأس به. مات في رجب سنة سبع وثمانين وأظنه جاز الستين.
أحمد بن محمد بن إسماعيل الصفدي الحسري. ممن سمع علي بمكة في المجاورة الثالثة.
أحمد بن محمد بن إسماعيل المجدي ويلقب ينوص لشدة شقرة شعره. كان يباشر أوقاف الحنفية حسن المباشرة. مات في ربيع الأول سنة إحدى. قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد بن محمد بن الياس الشهاب بن الشمس بن الزين أحد الصلحاء المعتبرين ويسمى أيضاً عثمان الدينوري الأصل القاهري الشافعي ويعرف بالمزملاتي. قرأ القرآن وحفظ العمدة والتنبيه وعرض على البلقيني والعراقي وولده والكمال الدميري والتقي الدجوي والعز بن جماعة والزين الفارسكوري وعلى ابن الملقن والبيجوري وأجازوه والبلالي وغيره ممن لم يجز، وسمع صحيح البخاري على ابن أبي المجد والختم على العراقي والهيثمي والتنوخي وباشر كأبيه السقاية بالخانقاه الصلاحية وكان لذلك يعرف بالمزملاتي. وكان خيراً أجاز لي ومات.
أحمد بن محمد بن أيدمر الشهاب أبو العباس الأبار. سمع على صدقة الركني العادلي تصنيفه منهاج الطريق وحدث به في سنة عشرين. وممن سمعه منه النور بن الركاب المقري.

أحمد بن محمد بن بركوت الصلاح بن الجمال بن الشهاب المكيني الأصل نسبة لمكين الدين اليمني لكونه معتق سعيد معتق جده صاحب الترجمة القاهري الشافعي ربيب ابن البلقيني ووالد البدر محمد الآتي وأبوه ويعرف أولاً بأمير حاج. ولد في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ في كفالة أمه وتحت نظر زوجها ابن البلقيني وقرأ في القرآن وكل من المنهاجين الفرعي وألفية ابن مالك وبعضاً من جامع المختصرات وأقام مدة بزي الجند ثم بعد أن كبر تزيا للفقهاء وعدله بعض الحنفية وصار يركب مع عمه المشار إليه للدروس وغيرها وولع بالنظر في بعض دواوين الشعراء وأتقن الموسيقى ونحوها وتردد لكل من الحناوي والأبدي في النحو البوتيجي في الفرائض وكان فيما بلغني يثنى على ذكائه والعز عبد السلام البغدادي والكافياجي في آخرين منهم ابن المجدي كل ذلك يسيراً جداً حضر دروس عمه في الفقه والحديث وغيرهما وكذا سمع على شيخنا اليسير اتفاقاً وعلى ا لبدر النسابة والعلاء القلقشندي والكمال بن البارزي وتمام أربعين نفساً الختم من البخاري بالظاهرية القديمة في آخرين. وحج مع أمه وأول ما استنابه عمه في قضاء خانقاه سرياقوس ثم انفصل عن قرب ولزم بابه والانتماء لولده البهاء أبي البقاء وكذا التردد للولوي البلقيني مع الأخذ عنه في العجالة وغيرها ولما مات البهاء استقل بالتكلم عمه وانقاد له جداً ولم يصد عنه بوجه من الوجوه بل حضر الوصايا والتحدثات والتعازير وشبهها مما يجلب نفعاً دنيوياً فيه وصار ما يشغر من النظائف يعينه له حتى يرغب عنه أو يبقيه ولم يتمكن أحد من إبرام أمر ولو قل بدون مراجعته وقام في بابه بما لا ينهض بأعبائه غيره وقصد بالهدايا الجليلة من النواب والمباشرين والجباة ونحوهم وأحدث له عمه في كثير من الأوقاف التي تحت نظره إما نيابة أو مباشرة أو غير ذلك خارجاً من المرتبات التي في أوقاف الصدقات وغيرها فتأثل وكثرت أمواله وذخائره وصفي لونه ووقته واقتنى الكتب النفيسة والأملاك وزاد في التنعم والتبسط في أنواع المآكل والمشارب وسائر التفهكهات ومشى على طريقة أماثل المبشرين في الخدم والأتباع والمركوب خصوصاً من وقت تزوجه بابنة السبرباي على الفسخ على زوجها وصارت له وجاهة عند النواب فمن بعده وكتب له عمه في التعايين الشيخ صلاح الدين خليفة الحكم بالديار المصرية أبقاه الله تعالى وأذن له حسبما بلغني في الإفتاء والتدريس فأقرأ المنهاج والحاوي وغيرهما لجماعة ممن استنابهم القاضي بسفارته أو بترقيها وغيرها كل ذلك في حياة عمه، وولي في أيامه أيضاً تدريس الفقه بالناصرية بعد أبي العدل البلقيني ثم استرضاه الولوي الأسيوطي فيه فتركه له والشريفية البهائية تدريساً ونظراً وتدريس الفقه بالخروبية البدرية بمصر والشهادة بوقف الصارم والخطابة والنظر بجامع المغربي بالقرب من قنطرة الموسكي برغبة الولوي البلقيني له عنها وتدريس الفقه بالأشرفية القديمة بعد الشهاب بن صالح والإسماع بالمحمودية بعد الشهاب بن العطار والحسبة بالقاهرة ومصر بعد الشيخ علي العجمي ببدل نحو ثلاثة آلاف دينار ثم لم يلبث أن عزل عنها وكذا ولي بعد وفاة عمه مشيخة الخانقاه الجاولية وتدريس الحديث بها والنظر عليها برغبة النور بن المناوي الأسمر له عن ذلك والخطابة بجامع الحاكم والمباشرة به عنه أيضاً وتدريس الصالح بعد ابن المقن بكلفه للناظر ابن العيني وغير ذلك، وما زال مرعي الجانب نافذ الأوامر عند عمه حتى بعد وفاة أمه غير أنه أنهى إلى الأشرف اينال ما اقتضى عنده الأمر بسجنه في حبس الرحبة مرة ونفيه أخرى وفي كليهما يسترضي بالمال حتى يتخلص على كره منه، وقال الزيني بن مزهر حين حبسه هذا بجنايته على صاحب الحاوي حيث أقدم على إقرائه، واختفى مرة بعد عزل عمه مدة من أجل الفسخ السابق لتزويجه المشار إليها وكانت قلاقل طويلة وما ظفر المعارض بأرب. ولما مات عمه رام الفات الشرف المناوي إليه فما أمكن بل صار يصرح ويلوح ويلوب ويؤنب ويقبح ويرجح ويدندن ويعين مما لم يحتمله صاحب الترجمة مع وفور مداراته ومراعاته حتى كان ذلك سبباً لولايته القضاء وباشره على قاعدته في باب عمه بسياسة ومداراة واحتمال وتدبير لدنياه وعدم هرج لكونه درب الأمور ولم يحتج لوسائط إلا في النادر وأظهر كل من كان يناوئ المناوي من النواب فضلاً عن غيرهم ما   كان لديهم كامناً حسبما شرحت ذلك كله في الحوادث بل وفي ترجمته من القضاة إلى أن انفصل بعد نحو سبعة أشهر ولزم منزله غير آيس من العود مع كدر متجدد وضيق معيشة وقهر حتى مات في ليلة الخميس خامس ربيع الأول سنة إحدى وثمانين بعد أن تعلل مدة بالاستسقاء وغيره وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم في مشهد ليس بالطائل ثم دفن في الفسقيةالتي فيها البلقيني الكبير وأولاده وأنكر العقلاء وغيرهم ذلك عفا الله عنه وإيانا.
أحمد بن محمد بن بطيخ شهاب الدين. أحد فضلاء الأطباء وخيارهم تنزل في الجهات وكان عاقلاً بهي المنظر متودداً. مات في وله ذكر في أخيه على ابن بطيخ.
أحمد بن المحب محمد بن بلكا القادري. اعتنى به أبوه فأسمعه بقراءتي وعلي ولم يلبث أن مات بالطاعون سنة أربع وستين وكان رفيقاً لولدي عوضهما الله الجنة.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن أحمد الشهاب القاهري الحنفي والد محمد الآتي، ويعرف بابن الخازن وبخازن صهريج منجك لكون أبيه كان أميناً على حواصل منجك. ولد تقريباً سنة سبع وخمسين وسبعمائة بصهريج منجك بالقرب من قلعة الجبل من القاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وبحث على الشهاب بن خاص بك كتاب النافع في فقه مذهبه ثم تكسب بالشهادة وعرف بالعدالة وكثرة التلاوة ولو اعتنى به في السماع لأدرك القدماء ولكنه سمع بأخرة على التنوخي والفرسيسي والسويداوي وآخرين، وحج وجاور بالحرمين مراراً وسمع هناك على العفيف النشاوري وأبي العباس بن عبد المعطي، وحدث سمع منه الفضلاء، مات في ثاني جمادى الآخرة سنة ست وأربعين بسكنه من الصهريج رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر أبو الرضى بن الجمال أبي اليمن المراغي المدني أخو الحسين الآتي. سمع على جده في سنة خمس عشرة.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن رسلان بن نصير الشهاب بن ناصر الدين البلقيني الأصل القاهري الشافعي ابن أخي السراج عمر الآتي. ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً وعرض على جماعة وتدرب بأبيه في توقيع الحكم واشتغل بالقراءات والعربية ووقع في الحكم ثم ناب في القضاء بأخرة وأم بالملكية بالقرب من المشهد الحسيني وكان حسن الصوت بالقرآن جداً فكان الناس يهرعون إلى سماعه سيما في قيام رمضان من الأماكن النائية بحيث يضيق الشارع عنهم، وخدم ابن الكويز وهو كاتب السر ثم ابن مزهر فأثرى وصارت له وجاهة وحصل جهات ثم تمرض أكثر من سنة بعلة السل حتى مات في سادس عشري رجب سنة ثمان وثلاثين ودفن عند أبيه بمقابر الصوفية. ذكره شيخنا في أنبائه، ورأيته شهد على التاج بن تمرية في إجازته لأبي عبد القادر سنة خمس وثلاثين ورقم شهادته بخطه الحسن فلعله قرأ على التاج.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سعد الله الواسطي. يأتي فيمن جده أبو بكر بن محمد بن سعد الله.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سعد بن مسافر بن إبراهيم الشهاب الدمشقي النيني الشافعي نزيل مسجد القصب ويعرف بابن عون، مات في أواخر شعبان سنة إحدى وأربعين ودفن بمقبرة باب الفراديس. أرخه ابن اللبودي ووصفه بالشيخ الفقيه وقال رأيت خطه على استدعاء وما وقفت له على شيء، وكذا ذكر البقاعي في شيوخه وأرخ موته بالظن المخطئ.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن الهاشمي العباسي أخو العباس. كان أبوه أمير المؤمنين المتوكل على الله، عهد إليه بالخلافة بعده ولقبه بالمعتمد على الله ثم خلعه وسجنه حتى مات ولما خلعه عهد لابنه الآخر العباس.

أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح الشهاب أبو العباس الهيثمي القاهري المالكي ابن أخي الحافظ علي بن أبي بكر الآتي. ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وسمع من أبيه وعمه والزين العراقي وابن الشيخة والتنوخي وغيرهم، وأجاز له في جملة أخوته العفيف النشاوري وجماعة، وحدث سمع منه الفضلاء، وكان خيراً يتكسب بالشهادة عند حبس الرحبة، مات في ليلة الثلاثاء سادس ذي الحجة سنة أربعين بالقاهرة ودفن من الغد بالصحراء بعد أن صلى عليه شيخنا بمصلى باب النصر رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن الصفي محمد بن المجد حسين بن التاج علي القسطلاني الأصل المصري الشافعي ويعرف بالقسطلاني وأمه حليمة ابنة الشيخ أبي بكر بن أحمد بن حميدة النحاس. ولد في ثاني عشري ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين ونصف الطيبة الجزرية والوردية في النحو، وتلا بالسبع على السراج عمر بن قاسم الأنصاري النشار وبالثلاث إلى "وقال الذين لا يرجون لقاءنا" على الزين عبد الغني الهيثمي، وبالسبع ثم بالعشر في ختمتين على الشهاب بن أسد وبالسبع لجزء من أول البقرة على الزين خلد الأزهري، وكذا أخذ القراءات عن الشمس بن الحمصاني إمام جامع ابن طولون والزين عبد الدائم ثم الأزهري وأذن له أكبرهم وأخذ الفقه عن الفخر المقسي تقسيماً والشهاب العبادي وقرأ ربع العبادات من المنهاج ومن البيع وغيره من البهجة على الشمس البامي وقطعة من الحاوي على البرهان العجلوني ومن أول حاشية الجلال البكري على المنهاج إلى أثناء النكاح بفوت في أثنائها على مؤلفها وعن العجلوني أخذ النحو قرأ عليه شرح الشذور لمؤلفه والحديث عن كاتبه قرأ عليه قطعة كبيرة من شرحه على الهداية الجزرية وسمع مواضع من شرحه على الألفية وكتبه بتمامه غير مرة ثم قرأ منه بمكة أكثر من ثلثه، ولازمني في أشياء وسمع على المتون والرضي الأوجاقي وأبي السعود الغراقي وقرأ الصحيح بتمامه في خمسة مجالس على النشاوي وكذا قرأ عليه ثلاثيات مسند أحمد وسمع عليه مشيخة ابن شاذان الصغرى وغيرها، وحج غير مرة وجاور سنة أربع وثمانين ثم سنة أربع وتسعين وستين قبلها على التوالي. ورجع مع الركب فتخلف بالمدينة وقرأ بمكة على زينب ابنة الشوبكي السنن لابن ماجه وغيرها وعلى النجم بن فهد وآخرين وصحب البرهان المتبولي وغيره وجلس للوعظ بالجامع الغمري سنة ثلاث وسبعين وكذا بالشريفية بالصبانيين بل وبمكة وكنا يجتمع عنده الجم الغفير مع عدم ميله في ذلك؛ وولي مشيخة مقام أحمد بن أبي العباس الحراز بالقرافة الصغرى وأقرأ الطلبة وجلس بمصر شاهداً رفيقاً لبعض الفضلاء وبعده انجمع وكتب بخطه لنفسه ولغيره أشياء بل جمع في القراءات العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية في التجويد والكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز وشرحاً على الشاطبية وصل فيه إلى الإدغام الصغير زاد فيه زيادات ابن الجزري من طرق نشره مع فوائد غريبة لا توجد في شرح غيره وعلى الطيبة كتب منه قطعة مزجاً وعلى البردة مزجاً أيضاً سماه مشارق الأنوار المضية في مدح خير البرية قرضته أنا وجماعة وله أيضاً نفائس الأنفاس في الصحبة واللباس والروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر ونزهة الأبرار في مناقب الشيخ أبي العباس الحرار وتحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري ورسائل في العمل بالربع وأظنه أخذه عن العز الوفائي. وهو كثير الأسقام قانع متعفف جيد القراءة للقرآن والحديث والخطابة شجي الصوت بها مشارك في الفضائل متواضع متودد لطيف العشرة سريع الحركة وقد قدم مكة أيضاً بحراً صحبة ابن أخي الخليفة سنة سبع وتسعين فحج ثم رجع معه كان الله له.

أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الشهاب بن الجمال الأنصاري الذروي المكي ويعرف بابن الجمال المصري. ولد في رجب سنة ست وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها، وسمع بمكة من العفيف النشاوري التعقبات وغيرها ومن الجمال الأميوطي، وأجاز له العراقي والهيثمي والبلقيني والتنوخي وآخرون؛ ودخل مع أبيه اليمن فانقطع بها وتزوج وصار يتردد لمكة ثم انقطع بها، وحدث سمع منه الفضلاء. مات في رجوعه من القاهرة إلى مكة بالبحر المالح أواخر سنة إحدى وأربعين ودفن ببعض الجزائر رحمه الله.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الشهاب بن الجمال الذروي الأصل المكي الشافعي ابن عم الذي قبله ويعرف بابن المرشدي. ولد بمكة سنة اثنتين وثمانمائة وسمع بها على الزين المراغي وغيره وحفظ المنهاج وغيره وحضر دروس الفقه وغيره عند غير واحد بمكة، وزار المدينة في بعض السنين ماشياً، ودخل اليمن غير مرة منها في صحبة أبيه سنة ثلاث وعشرين وعاد في آخرها فأدركه أجله في البحر على نحو يومين فمات غريقاً شهيداً في نصف ذي القعدة منها وفاز بالشهادة وكان ذا خير ودين وعبادة وحياء. قاله الفاسي في مكة.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الشهاب بن النجم ابن عم اللذين قبله ويعرف بابن المرجاني. سمع على الزين المراغي في سنة ثلاث عشرة صحيح مسلم والبخاري وابن حبان بفوت يسير منهما واليسير من أبي داود، وتوجه من مكة في سنة ثمان وثلاثين أو التي بعدها لبلاد الهند فأقام بكنباية وكان يقرأ الحديث عند ملكها ويثيبه على ذلك حتى مات في المحرم سنة سبع وستين.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن إسماعيل بن عمر بن السلار الشهاب الصالحي ابن أخي الشيخ ناصر الدين إبراهيم. ولد في العشر الأول من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وسمع من الشرف بن الحافظ وابن التائب ومحمد بن أحمد بن راجح وغيرهم، وأحضر على الحجار جزء أبي الجهم، وأجاز له أيوب بن نعمة الكحال وجماعة؛ وحدث سمع منه الحافظ الغرس الأقفهسي، أجاز لي من دمشق. ومات في سابع عشر ذي الحجة سنة إحدى. ذكره شيخنا في معجمه وأنبائه ثم المقريزي في عقوده.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف الشهاب بن البدر المخزومي السكندري المالكي ويعرف بابن الدماميني. ولد في سنة تسعين وسبعمائة بالاسكندرية ونشأ بها فقرأ القرآن على الشيخ مقبل والشهاب بن اللاج وغيرهما وصلى به وحفظ الرسالة لابن أبي زيد وألفية ابن مالك والحاجبية وقطعة كبيرة من مختصر الشيخ خليل، وتفقه عند أبيه والكمال الشمني والفقيه سعيد السكندريين وغيرهم، وعرض مقدمة في العربية على السراج البلقيني وابن خلدون والشرف الدماميني وغيرهم وسمع الحديث على ابن الموفق وابن الخراط وابن الهزير والتاج بن موسى، وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وآخرون، وقدم القاهرة فحدث بها سمع منه الفضلاء سمعت منه بالقاهرة ثم بالاسكندرية، وكان إنساناً حسناً منعزلاً عن الناس ذا وجاهة في بلده مع ثنائهم عليه بالخير والفضيلة لكنه كان أحد شهود الخمس ولو تعفف عنها كان أولى به وقد تعانى الأدب وقتاً، ونظر في دواوين الشعر فحفظ من ذلك جملة صالحة كان يذاكر به، وربما نظم ومنه مما قال إن والده كتبه عنه في تذكرته في ضرير:

وضرير قال لي إذا أظلمت

 

مقلتاه وسخت بالعـبـرات

طرفي البحر ودمعـي درة

 

قلت لكن هو بحر الظلمات

مات قريب سنة ستين تقريباً بالاسكندرية.

أحمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن حسن بن سلمان الجمال أبو العباس ابن الشيخ ناصر الدين الجزري الأصل السكندري المالكي ويعرف بابن قرطاس أحد عدول الثغر في مسطبة العتالين منه. ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة تقريباً بالثغر وقرأ به القرآن وصلى به، وحفظ الرسالة وغالب ألفية ابن مالك وبحث الرسالة على سعيد المهدوي مع بعض ابن الحاجب الفرعي وبعض الألفية وجميع الجرومية، وسمع الموطأ على الكمال بن خير وأبي الطيب محمد بن أحمد بن محمد بن علوان والشفا وسداسيات الرازي على أولهما، ودخل القاهرة في سنة عشرين تقريباً ولم يقرأ بها على أحد ثم رحل في سنة تسع وعشرين ولقي شيخنا والشهاب بن المحمرة وغيرهما وعني بالشفا فقرأه على جماعة وأتقن قراءته بل قال الشهاب بن هاشم أنه حسن القراءة للحديث النبوي جداً، وقد حدث باليسير وممن لقيه البقاعي وقال أنه مات في حدود سنة أربعين بالاسكندرية وأبوه ممن أخذ عنه شيخنا وأرخه في سنة تسع وتسعين أو بعدها.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن سعد الله الشهاب أبو العباس المقدسي ثم القاهري ويعرف بالواسطي. ولد سنة خمس وأربعين وسبعمائة وسمع على الميدومي المسلسل وغيره وعلى البرهان بن جماعة، وقدم القاهرة فأقام بها نيفاً وعشرين سنة ولكن ما شعر به أهلها حتى أفادهم إياه الزين عبد الرحمن القلقشندي في سنة ست وعشرين فتبادر الناس إلى السماع منه واستدعى به كل من الولي العراقي وشيخنا والتلواني لمجلسه فأسمع عليه طلبته وأكثر الناس عنه، وفي الموجودين ممن سمع منه الشهاب البيجوري الماضي، وكان خيراً ديناً يكثر الجلوس بالأدميين كأنه كان أدمياً مواظباً على الصلاة على عاميته جلداً جاز التسعين وهو قوي البنية قليل الشيب لا يشك من رآه أنه لم يجز السبعين أو نحوها. مات في ليلة الأربعاء حادي عشر رجب سنة ست وثلاثين بالقاهرة وصلى عليه من الغد بالمصلى خارج باب النصر ودفن بالقرب من تربة الشيخ جوشن. وقد ذكره شيخنا في معجمه والمقريزي في عقوده كلاهما باختصار.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمر بن الشيخ أبي الحسن علي الشهاب الحسيني العلوي الدهروطي ثم المصري الشافعي ويعرف بابن الدقاق. ولد بدهروط وتحول منها لمصر وأخذ الفقه عن والعربية عن ابن عمار وناب في القضاء وكان مات في رجوعه من الحج في المحرم سنة ست وستين ودفن بعجرود وكان قد جاور بمكة وأقرأ.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد القسطلاني. مضى فيمن جده أبو بكر بن عبد الملك بن محمد بن أحمد.

أحمد بن محمد المدعو مظفر بن أبي بكر بن مظفر بن إبراهيم الشهاب التركماني الأصل القاهري الشافعي شقيق عمر الآتي وأمهما تونسية أقامت في صحبة والدهما خمسين سنة لم يختلفا ويعرف بابن مظفر. ولد تقريباً سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو على أبيه والبعض من الشاطبية والمنهاج وقرأ فيه على النور الأدمي واجتمع بالأبناسي الكبير وحضر دروس الأبناسي الصغير وصحب الشهاب أحمد الزاهد ثم الجمال الزيتوني وتكسب في بعض سني الغلاء بسقي الماء وإقراء الأطفال وقتاً، وممن قرأ عنده الشمس محمد بن الغرزوبة، وانتفع في العزلة والتقلل وكان كثير السياحة يتوجه للقرافة على قدميه لزيارة الشافعي والليث وغيرهما ويتفكر في عجائب المخلوقات متقللاً من الدنيا بل متجرداً لا يلوي على أهل ولا مال ما علمته تزوج قط إلا قبيل موته فيما قيل لا قصداً للاستمتاع بل للسنة، وعرض عليه بعد أخيه التكلم له في وظائفه فأبى مؤثراً الانفراد وحب الخمول وعدم الشهرة بل ربما فر من بعض من يقصده للدعاء قانعاً باليسير حريصاً على مواساة قريبة له لانعدام يأخذ مالعله يرد عليه مائلاً لمخالطة الفقراء ونحوهم، كل ذلك مع لطف العشرة والتودد والأدب والفصاحة والسمت وحسن التلاوة والصلاة واستحضار أشياء من مقامات الحريري وغيرها من نكت وفوائد، وللناس فيه اعتقاد، ولما قدم العلاء البخاري مصر عرضوا عليه أن يؤم به ففعل ثم أعرض عن ذلك لكثرة القاصدين للعلاء وميله للعزله، وصار بأخرة يبيت بالمنكوتمرية ويؤثرها على غيرها لقلة من يأوي بها فكثرت مجالستي معه بها وصليت خلفه وسمعت قراءته الشجية بل قرأت عليه الفاتحة وسمعت من كلماته النافعة جملة ودعا لي كثيراً وأخبرني بجملة من أحوال أبيه المذكور في سنة تسع وتسعين. مات بالإسهال في يوم السبت ثاني عشر صفر سنة ست وتسعين ودفن من يومه رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى الشهاب القرشي اليماني الحرضي ثم الزبيدي الشافعي نزيل القاهرة ثم مكة ويعرف بالزبيدي. ولد سنة ثمان وأربعين وثمانمائة تقريباً وتفقه في بلاده بالفقيه عمر القمني أخذ عنه الإرشاد لشيخه ابن المقري قراءة وسماعاً وأجاز له في سنة سبع وستين، وقدم القاهرة فقرأ القراءات فيما أخبرني به على إمام الأزهر النوري وعبد الدائم والشهاب السكندري وابن كزلبغا ثم على الزين جعفر السنهوري ولازم الزين زكريا وحمل عنه شرحه للبهجة والجوجري وقرأ عليه الإرشاد أيضاً ووصفه بالشيخ الفاضل العالم الكامل وقال قرأه بفهم ودراية بحيث اطلع على خباياه وفوائده واتضحت له معانيه مع تقييد شوارده وحصل شرحه له وقرأ عليه وسمع قطعة منه، وقال إنه كان السبب في تأليفه له فطالما سأل فيه ووصفه بالفقيه الفاضل المقرئ المجود المفنن وأذن له في إفادتهما وذلك في سنة ثمان وسبعين وكذا أخذ عن ابن قرقماس وسمع على جماعة من المسندين لازمني بالقاهرة ثم بمكة حتى قرأ علي شرحي على ألفية الحديث وسمع القول البديع وحصلهما مع شرح الهداية وقرأ قطعة منه وغيرها من تصانيفي وغيرها وكتبت لهم إجازة حسنة وتصدى بمكة لإقراء المبتدئين وانتفعوا به في القراءات وفي العربية مع خير وسكون وتقنع وإقبال على شأنه ومحبة في العلم وأهله وإرفاد للفقراء بعيشه في بعض الأوقات ولكنه جامد الحركة، وقد قدم القاهرة في أثناء سنة ثمان وثمانين ثم عاد لمكة وسافر منها إلى اليمن وأخذ منه رأس علمائه الفقيه يوسف المقري شرحي على الألفية ونعم الرجل، ثم لما تزايدت فاقته سيما حين الغلاء بمكة في سنة ثمان وتسعين عاد إلى اليمن لطف الله به.
أحمد بن النجم محمد بن أبي بكر الشهاب المرجاني الأصل المكي. مضى فيمن جده أبو بكر بن علي بن يوسف.
أحمد بن محمد بن حاجي بن دانيال الشهاب أبو العباس الكيلاني الشافعي المقرئ ويعرف بالحافظ الأعرج، برع في فنون وأتقن القراءات مع ابن الجزري وغيره وأقرأها غير واحد، وممن قرأ عليه جعفر السنهوري، وأثبت شيخنا اسمه في القراء بمصر في وسط هذا القرن، ومات في الطاعون بعد الأربعين.
أحمد بن محمد بن حذيفة المسيري. مضى فيمن جده أحمد رأيته منسوباً لذلك فيمن سمع على التقي بن فهد بمكة.

أحمد بن محمد بن حسب الله القرشي المكي ويعرف بابن الزعيم. مات أبوه وهو صغير فاستولى أخوه على ماله وفات منه وعوضه بيسير من النقد فأضاعه الآخر واحتاج إلى أن صار يتكسب بالخياطة ثم عاجلته المنية بالاخترام في منتصف جمادى الآخرة سنة تسع بمكة ودفن بالمعلاة عن نحو ثلاثين فأزيد. قاله الفاسي في مكة.
أحمد بن محمد بن حسن بن الشيخ أبي الحسن الشهاب اللامي نسبة لجده والد الشيخ مصباح الصندلي ثم القاهري الشافعي ويعرف بالصندلي. شيخ معمر كثير التلاوة والعبادة مع السكون ممن رافق الشيخ مهنا في الأخذ عن شيخنا والشهاب بن المحمرة والقاياتي وكذا أخذ عن إبراهيم الأدكاوي وقال الغمري فيه وفي مهنا كما سيجيء هناك أنهما خلاصة الناس أو نحو هذا، وتزايد اعتقاد الكمال إمام الكاملية فيه. مات في ليلة الأحد ثامن عشري ذي الحجة سنة تسع وثمانين وقد جاز التسعين وصلى عليه من الغد بجامع الأزهر في محفل مأنوس ودفن بجوار الشيخ سليم بالقرب من تربة طشتمر حمص أخضر، وكنت ممن احب سمته وسكونه وزرته مراراً رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن حسن بن علي بن عبد الرحيم اللقاني الأصل القاهري أحد فضلاء المالكية أبوه. أثكله أبواه وقد قارب المراهقة في ربيع الثاني سنة خمس وتسعين.
أحمد بن محمد بن حسن بن كريم - بضم أوله - البعلي التاجر. سمع في سنة خمس وتسعين ببلده صحيح البخاري على التقي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن الزعبوب أنابه الحجار وحدث سمع منه الفضلاء. ومات قبل رحلتي.
أحمد بن محمد بن حسين بن إبراهيم. مضى في أحمد بن مباركشاه.
أحمد بن أبي الخير محمد بن حسين بن الزين محمد بن الأمير محمد بن القطب محمد بن أبي العباس الشهاب أبو العباس القسطلاني المكي. سمع بها من العفيف النشاوري وغيره وأجاز له في سنة سبعين جماعة واشتغل قليلاً وجود الكتابة وصار يكتب الوثائق ويسجل على الحكام مع تأديبه الأبناء بالمسجد الحرام تحت منارة باب علي. مات في العشر الأخير من شوال سنة ثلاث بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة.
أحمد بن محمد بن حسين الشهاب بن الشمس الأوتاري المقدسي الشافعي الآتي أبوه. ولد سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة ببيت المقدس واشتغل وتميز وكان مقرئاً أديباً ناظماً ناثراً صاحب فنون. مات في يوم الأربعاء سابع رجب سنة أربع وسبعين رحمه الله.
أحمد بن محمد بن حسين النصيبي. مضى بدون محمد.
أحمد بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن علي بن عمر بن حمزة الشهاب العمري الحراني الأصل المدني والد عبد القادر الآتي ويعرف بالحجار. ممن سمع مني بالمدينة.
أحمد بن محمد بن خليل بن أحمد بن عبد القادر بن عرفات الشهاب بن خليل الخباز جده والمتصرف أبوه الشافعي نزيل المنكوتمرية وقتاً. قرأ القرآن والمنهاج واشتغل في الفقه والعربية والمعاني وغيرها. ومن شيوخه الزين الأبناسي والبدر ابن خطيب الفخرية وابن قاسم وأخي، ولازمني فقرأ البخاري وغيره وسمع أشياء وتولع بالميقات ففهم شأنه وباشر بالمدرسة الجمالية ناظر الخاص نيابة وكتب بخطه أشياء كشرحي للألفية وجلس شاهداً مع ابن داود.
أحمد بن محمد بن خليل بن هلال بن حسن الشهاب بن العز الحاضري الحلبي الحنفي الآتي أبوه. ولد في سادس شوال سنة أربع وثمانين وسبعمائة بحلب وسمع بها على الشهاب بن المرحل إلى الطلاق من النسائي وأجاز له الشمس العسقلاني المقري ومحمد بن محمد بن عمر بن عوض وغيرهما وحدث سمع منه الفضلاء. لقيته بحلب وقد شاخ وكف فقرأت عليه من أول النسائي جزءاً وكان خيراً كثير المحافظة على التلاوة الحسنة وشهود الجماعات مداوماً على السبع في الجامع الكبير نحو أربعين سنة حسن المعرفة بالتعبير مشهوراً به صنف به حادي العلبير في علم التعبير، وحفظ في صغره المختار واشتغل على أبيه وغيره، ولم يل القضاء كأخوته ولذا كان البرهان الحلبي يقدمه، بل أقام مدة يتكسب من صناعة الحرير وهي عقد الأزرار فلما كف تعطل. مات في حدود سنة ستين ظناً.
أحمد بن محمد بن رجب شهاب الدين بن ناصر الدين أحد الأمراء العشرات بالديار المصرية وحجابها الصغار. مات في يوم الأحد حادي عشر رجب سنة خمس وكان شاباً جميل الصورة شجاعاً باسلاً.
أحمد بن محمد بن رمضان الحجازي. في أحمد بن محمد بن أحمد بن جبريل بن أحمد.

أحمد بن محمد بن زين شهاب الدين السخاوي ثم القاهري. أثبته الولي العراقي هكذا فيمن سمع منه المجلس الخمسين بن المائتين من أماليه وأظنه ابن مون الذي كان بارعاً في النحو وغيره وأخذ عنه الشمس الجوجري والسراج بن حريز وغيرهما وقال بعض المالكية إنه كان يحضر دروس أبي القسم النويري إلى آخر وقت وأنه كان يزعم أخذه عن بهرام. وسيأتي في أواخر الأحمدين ممن لم يسم آباؤهم وأنه عمر ومات سنة اثنتين وستين.
احمد بن محمد بن سالم بن محمد بن قاسم. هو شميلة، يأتي في المعجمة.
أحمد بن محمد بن سعيد الشهاب الشرعبي اليماني التعزي الشافعي المقرئي نزيل السميساطية من دمشق إمام عالم مقرئ مفنن أديب بارع لقيه البقاعي وقال أنه ولد باليمن سنة خمس وتسعين تقريباً. ومات في يوم الخميس ثاني عشري ذي الحجة سنة سبع وثلاثين بدمشق.
أحمد بن محمد بن سعيد الحمصي الشافعي. ولد في ثاني عشر ذي القعدة سنة ست عشرة وثمانمائة وقال أنه سمع من شيخنا المسلسل وأنه أخذ عن الشرف المناوي وبلديه الشمس بن العصياتي ولقيه الشمس بن مسدد المدني بعد الثمانين فأخذ عنه.

أحمد بن محمد بن زين شهاب الدين السخاوي ثم القاهري. أثبته الولي العراقي هكذا فيمن سمع منه المجلس الخمسين بن المائتين من أماليه وأظنه ابن مون الذي كان بارعاً في النحو وغيره وأخذ عنه الشمس الجوجري والسراج بن حريز وغيرهما وقال بعض المالكية إنه كان يحضر دروس أبي القسم النويري إلى آخر وقت وأنه كان يزعم أخذه عن بهرام. وسيأتي في أواخر الأحمدين ممن لم يسم آباؤهم وأنه عمر ومات سنة اثنتين وستين.
احمد بن محمد بن سالم بن محمد بن قاسم. هو شميلة، يأتي في المعجمة.
أحمد بن محمد بن سعيد الشهاب الشرعبي اليماني التعزي الشافعي المقرئي نزيل السميساطية من دمشق إمام عالم مقرئ مفنن أديب بارع لقيه البقاعي وقال أنه ولد باليمن سنة خمس وتسعين تقريباً. ومات في يوم الخميس ثاني عشري ذي الحجة سنة سبع وثلاثين بدمشق.
أحمد بن محمد بن سعيد الحمصي الشافعي. ولد في ثاني عشر ذي القعدة سنة ست عشرة وثمانمائة وقال أنه سمع من شيخنا المسلسل وأنه أخذ عن الشرف المناوي وبلديه الشمس بن العصياتي ولقيه الشمس بن مسدد المدني بعد الثمانين فأخذ عنه.

الأبناسي يعني والد عبد الرحيم والشيخ عبد الله الغمري يعني الواعظ الذي تزوج الغمري ابنته والشيخ محمد الغمري والمرجي والشيخ الزفتاوي لعله عمر والشيخ علي خادم جعفر الصادق وشمس الدين بن البيطار وجمال الصغير والشيخ أحمد والمعلم سليمان الخامي والشيخ أحمد خادم سيدي نصر والحاج أحمد بن بطوط وشمس الدين محمد بن البرددار يكونوا أوصياء على الجامع والأولاد مجتمعين ومتفرقين. ثم نقل عنه الجماعة الحاضرون أنه قال هؤلاء ركب إلى الجنة. وبخطه رسالة نصها الحمد لله على كل حال من أحمد الزاهد إلى الولد الشيخ محمد الغمري لطف الله به وغفر له وختم له بخير والسلام عليك وعلى الجماعة ورحمة الله وبركاته ونسأل الله تعالى كمال الإعانة لك وللأصحاب على خيري الدنيا والآخرة والقصد من هذه الرسالة ذكرها. وأخرى افتتحها بقوله: الحمد لله على كل حال من أحمد إلى الشيخ محمد الغمري وجماعة الفقراء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وليحذر أن يكون خاطركم متغيراً لقلة الاجتماع فإن ثم للفقير ضرورة من جهة جمع البدن والم فيه يمنعني الاجتماع فإن كان عندكم التفات إلى حركة سفر فالإذن معكم وإن كان ثم إقامة بشرط أن لا تلتفتوا إلى اجتماع إلا إذا قدر ولا بأس أن تقابل إلى آخر ما كتب. وأخرى بعد الحمد والصلاة من أحمد الزاهد إلى جماعة الفقراء لطف الله بهم أجمعين وأعانهم على طاعته وجعلهم من خواص عباده بفضله ورحمته إنه على ما يشاء قدير والفقير بلغه فضل الله تعالى عليكم من محبة الخلق وقبولهم والمنزل الصالح والإعانة على ذلك تيسير الرزق فلله الحمد فأكثروا من الشكر والدوام على العبادة والذكر جمعنا الله وإياكم في دار كرامته مع المتقين الأخيار والفقير لا بد له أن شاء الله تعالى من الهجرة إليكم والإقامة عندكم أياماً بعد أيام قلائل فإن الفقير معوق من جهة عمارة إلى آخرها.
أحمد بن محمد بن سليمان بن أبي بكر الخواجا شهاب الدين الدمشقي والد العلاء علي الآتي ويعرف بابن الصابوني. باشر قضاء دمشق حين تولاه والده ونظر جيشه وبنى جامعاً خارج باب الجابية وكان خيراً. مات في ليلة ثامن عشري المحرم سنة ثلاث وسبعين بقلعة دمشق وكان معتقلاً بها ثلاثة أشهر وصلى عليه من الغد بجامع دمشق ودفن بجامعه عفا الله عنه وإيانا.
أحمد بن محمد بن سبيل الطاهري المدني. ممن أخذ عني بها.

أحمد بن محمد بن شعبان الصالحي القصار بن الجوازة. مات سنة أربع عشرة. ذكره ابن عزم.
أحمد بن محمد بن شعيب الشهاب الغمري ثم المحلي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن شعيب. ممن سمع مني وكذا سمع على الشاوي والقمصي وآخرين ولازم ولد شيخه أبا العباس الغمري وصار مقصوداً في كثير من حوائج أهل تلك الغواحي، وحج غير مرة منها في سنة ست وخمسين وتكرر قدومه مع المشار إليه القاهرة، وتعلل فيها آخر قدماته أزيد من شهر وحمل منها وهو ضعيف جداً إلى شر نبابل فأقام بها يسيراً ثم مات في يوم الأربعاء تاسع عشر رجب سنة تسع وثمانين وقد جاز الستين وخلت مبلغأ ما كان الظن فيه القدرة عليه وحصل التأسف على فقده فقد كان عالي الهمة درباً عاقلاً من أجلّ أصحاب المشار إليه وأنفعهم له كما أن ولده كان من أصلح أصحاب أبيه رحمهم الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن صالح بن عثمان بن محمد بن محمد الشهاب أبو الثناء بن الشمس بن الصلاح بن الفخر بن النجم بن المحيوي الأشليمي ثم الحسيني القاهري الشافعي نزيل البرقوقية ويعرف بابن صالح ويقال له أيضاً سبط السعودي يعني الشيخ العالم المبارك الأديب المصنف الشمس السعودي ولكن شهرته بابن صالح أكثر لأن جده كان كما قدمت يلقب صلاح الدين فغلب عليه الصلاح بغير إضافة وربما قيل له صلاح فظن أنه اسمه وكان آخر أجداده محيي الدين قاضي الدمار وجده الصلاح ذا أموال عظيمة ومكارم عميمة واتصال بالأكابر ويحكي أنه مر به بعض مشايخ العرب فأضافه فقال إنه لم ير أكرم من ثلاثة كلهم فقهاء والصلاح أكرمهم. ولد في العشر الأول من ربيع الأول سنة عشرين وثمانمائة بالحسينية ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به والعمدة والمنهاج وجمع الجوامع والفية ابن مالك ومقدمة الحناوي والتلخيص، وعرض على شيخنا والمحب بن نصر الله والمجد البرماوي وأجازوه وغيرهم، وأخذ عن القاياتي الفقه والأصلين والصرف وغيرها والفقه وأصوله عن الونائي وأصول الدين عن الشمني والعربية عن الحناوي والفقه أيضاً عن الفقيه النسابة ولازم العز عبد السلام البغدادي والعضد الصيرامي شيخ البرقوقية في المعاني والبيان والصرف وغيرها وأبا القسم النويري في المنطق والعروض وأخذ شرح النخبة وغيره عن شيخنا، ثم كان بعد ممن جفاه مع أنه كان يقول كنت أجيئه وأنا في غاية الانحراف منه فما أفارقه إلا وقد امتلأ قلبي له حباً بخلاف غيره فإنن كنت آتيه وأنا ممتلئ القلب من حبه فبمجرد أن يقع بصري عليه ويناولي يده يذهب ذلك رحمهم الله، وبرع في فنون وأقبل على فن الأدب ففاق فيه وطارح الأدباء وقال النظم الرائق الممكن القوافي المنسجم الألفاظ والمعاني والنثر الفائق ونظم عقائد النسفي التي شرحها التفتازاني في قصيدة من بحر البسيط روية اللام ألف بغير حشو، وكان هو والشهاب بن أبي السعود مع ما بينهما من التباين كفرسي رهان وامتدح الأعيان كشيخنا والبهاء بن حجي والزين عبد الباسط والكمال بن البارزي وارتبط بفنائه واختص به وقتاً وحج صحبته، وولي تدريس الفقه بالأشرفية القديمة والحديث ببعض المساجد والخطابة بالمنجكية وغير ذلك وأقبل بأخرة على إقراء التلخيص وغيره وأعرض عن الانتساب إلى الشعر، وكان غاية في الذكاء أعجوبة في سرعة الإدراك والنادرة ذاكراً لمحفوظاته إلى آخر وقت مع حسن المحاضرة ولطف النسمة وظرف البزة وقلة الخوض فيما لا يعنيه ولم يكن عند العز الحنبلي في معناه مثله حتى إنه كان يكثر التأسف على فقده وسمعت بعض من يعاني الشعر من مخالطيه يقول إنه كان أرق نظماً من شعراء عصره وكذا كان الشرف بن العطار الذي لمزيد اختصاصه مال معه عن جانب شيخنا ينوه به جداً ويطريه بحيث يرجحه على ابن نباتة وقد كتب عنه غير واحد من أصحابنا واعتنى النجم بن حجي بجمع نظمه ونثره فوقع له من ذلك الكثير وكنت ممن كتب عنه جملة كما أثبت شيئاً منها في معجمي والجواهر بل قرض لي بعض تآليفي فأحسن ومن ذلك قوله فكانني عنيته بقولي في شيخ شيخ الحديث قديماً إذ نثرت عليه عقد مدحي نظيماً:

وقد حفظ الله الحـديث بـحـفـظـه

 

فلا ضائع إلا شـذى مـنـه طـيب

وما زال يملا الطرس من بحر صدره

 

لآلئ إذ يملي عـلـينـا ونـكـتـب

مات بالقاهرة في يوم الاثنين عاشر شعبان سنة ثلاث وستين بقبة البرقوقية ودفن بباب النصر وتأسفنا على فقده رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
أحمد بن محمد بن صالح الشهاب الحلبي ثم القاهري الحنفي نزيل الشيخونية ويعرف بابن العطار كان أبوه عطاراً فقدم ابنه القاهرة فانتمى للزين التفهني وأخذ عنه الفقه وغيره ونزل بالصرغتمشية والشيخونية وصار أحد المقررين لسماع الحديث بالقصر عند السلطان فأقبل الأشرف عليه وأصغى في مقاله إليه ثم عرضت له ماليخوليا فأقام بها مدة ثم سافر إلى الشام وأخذ وهو هناك عن الشمس البرماوي بقراءته في شرح ألفية العراقي وأثنى عليه وعن غيره وصحب تغري بردي المحمودي واستقر إمامه بل عمله مباشر وقفه ولما اجتاز الأشرف بالشام سنة آمد انتمى لجوهر الخازندار ورجع معه إلى القاهرة فعاونه في إعادته بالصرغتمشية وغيرها كتوصف بالشيخونية وحلقة في البخاري ومعلوم بالخاص، وصارت له وجاهة بحيث راج أمره عند من يصحبه أو يتردد إليه من الأمراء لما اشتمل عليه من التفنن والمهارة باللغة التركية حسن الشكالة مع الفصاحة والكرم وكذا قرا على الزين الزركشي صحيح مسلم وعلى شيخنا غالب البخاري وجميع شرح معاني الآثار للطحاوي وناب في العقود عن ابن الديري واعتذر عن رغبته فيه باضطراره في المجالس لمباشرته وإلا فما كان يقصر به عن أعلى، وباشر قراءة البخاري عند حرماس الكريمي أمير مجلس الملقب فاسق، بل لما مات شيخنا استقر عوضه في إسماع الحديث بالمحمودية ورام أخذ القراءة أيضاً فنازعه البدر الدميري فيها متمسكاً بعدم إمكان الجمع بين الوظيفتين وكانت بينهما قلاقل، وامتحن في أيام الظاهر جقمق وضرب بين يديه ثم أمر بنفيه إلى الطينة لكونه قال ليوسف الرومي أحد صوفية الشيخونية وأصحاب الشمس الكاتب لما اجتاز به وهو في شباكها الكافياجي وأبو يزيد الرومي وقد أرخيا العذبة وقال لهما قد طولتما أذنابكما هذا يتضمن الاستهزاء بالسنة النبوية فهو كفر فانزعج يوسف من مقالته واستعان بالكاتب في إنهاء الأمر إلى السلطان بعد الاستفتاء والكتابة بعدم الاستلزام المقالة ذلك وراسل الشهاب شيخ المكان وهو الكمال بن الهمام يلتمس منه الشفاعة فيه مع كون الكمال منحرفاً عنه فأجاب وكتب إلى السلطان رسالة نصها أما بعد فإن شهاب الدين بن العطار وإن كان رجلاً فيه شدة فهو من أهل العلم وقد حصل له من التعزير زيادة من المبالغة وكونه أساء على خصمه فلا بد أن خصمه أيضاً أساء عليه ولو أرسلتموها إلي لكفيتكم همهما وأصلحت بينهما الله إلا إن كنتم تصغروني وتستضعفون جانبي فترك الوظيفة ليل أعز من التكلم فيها والقصد الصفح عنه والعفو من التقي وترك هذه الساعة العظيمة التي حصل بسببها الردع عن العود لمثلها وكذا شفع فيه غيره من الأمراء فأجاب واستمر مقيماً بالقاهرة يدرس ويحدث إلى أن مات رحمه الله وقد اقتنى كتباً نفيسة وأشياء مهمة حضرت مبيعها. وممن أخذ عنه البرهان الكركي الإمام.
أحمد بن محمد بن صالح المسيري الرجل الصالح المجذوب نزيل ناحية منية ابن سلسل ويعرف بالخشاب. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة فيما أحسب وكان البرهان بن عليبة يحفظ كثيراً من كراماته وماجرياته وأثبته البقاعي في معجمه.

أحمد بن محمد بن صدقة بن مسعود بن أبي الفرج الشهاب بن الصلاح الدلجي الأصل والموطن القاهري المولد عالم الصعيد ويعرف بالدلجي وهو سبط عبد المؤمن القرشي جد صاحبنا عبد القادر بن عبد الوهاب الآتي ولذا يعرف هناك بسبط عبد المؤمن. ولد بالقاهرة قبيل الثلاثين وثمانمائة بيسير وانتقل مع أمه إلى دلجة فحفظ القرآن والتنبيه والبهجة وألفيتي الحديث والنحو والشاطبيتين وجمع الجوامع وعرض بعضها على جماعة كالجلال المحلي وقال أنه سمع على شيخنا بل قرأ عليه يسيراً وكذا قرأ على التقي بن فهد والشوايطي بمكة حين مجاورته بها وأخذ عن المحلي والمناوي والوروري في الفقه وعن الأخير العربية وعن البامي في الأصول ولازم الزين زكريا في فنون وقدم القاهرة غير مرة وحضر عندي مجلس الإملاء بل سألني في تقرير الضعيف من الألفية مع سماعه لدروس منها ومن شرحها وقرأ على البعض من عمدة المحتج وتناول سائره وكنت عنده بالمحل الأعلى وقد حضر مرة عند الخيضري فجاءني وأبدى من عجبه المزيد، وناب في القضاء هناك ودرس وأفتى وتزوج ابنة المحلي بعده مع عدة زوجات، وهو وافر الذكاء قوي الحافظة يستحضر كثيراً من الحديث وشروحه والتاريخ والأدب مع مشاركة في الفقه والعربية ومزاحمة بذكائه في كل ما يرومه وطلاقة وقدرة على جلب الخواطر إليه، ولو تفرغ للاشتغال كما ينبغي لكان أمه وتزايد تعبه لكثرة تولع الملك بكثرة رزقه حين المرافعة فيه سيما بعد قتل الدوادار الكبير مع أنه كان انحل عنه. مات بعد أن ضعف بصره بعلة عسر البول في تاسع ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وخلف أربعة عشر ولداً سبعة ذكور واجتهد أمير سلاح تمراز بسفارة أبي الطيب السيوطي وكونه أحد أوصيائه في عدم إخراج شيء من رزقه عنهم. ودفن بزاوية جده لأمه في دلجة ولم يخلف هناك مثله عفا الله عنه وإيانا.
أحمد بن محمد بن صدقة الشهاب المصري القادري الشافعي أحد الصوفية بالصلاحية والجماعة القادرية. وجدت معه أوراقاً بعرض العمدة على البلقيني وابن الملقن والعراقي والدميري وغيرهم فيها كشط بمحل اسمه فأعرضت عنها مع إمكانه ولكنه قد سمع الشاطبية على الشرف بن الكويك والزراتيتي مع شيخنا الزين رضوان فاستجزناه لذلك. مات في حدود الستين.
أحمد بن محمد بن صلاح. هو ابن محمد بن محمد بن عثمان بن نصر بن عيسى. يأتي فصلاح لقب جده لا اسمه.
أحمد بن محمد بن طلاداي شهاب الدين الباسطي - لسكناه حارة عبد الباسط - الحنفي المقري ويعرف بدقماق. ممن لازمني يسيراً في قراءة الشفا وغيره وقرأ على الزين جعفر السنهوري ثم على الناصري الأخميمي في القراءات وحفظ الشاطبية وربما اشتغل في العربية ولست أحمده.
أحمد بن محمد بن عاصد الفريابي الشامي. ممن سمع مني بمكة.
أحمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي العباس بن عبد المعطي. مضى فيمن جده أحمد بن محمد بن عبد المعطي.
أحمد بن محمد بن أبي العباس الحفصي ابن أخي السلطان أبي فارس وصاحب بجاية. مات في سنة عشر فقرر السلطان بدله أخاه الدبال محمد. قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد بن محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي الشهاب بن البهاء أبي البقاء السبكي القاهري الشافعي أخو البدر محمد الآتي. ناب في الحكم عن أخيه وولي نظر بيت المال بالقاهرة. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين، ذكره شيخنا في أنبائه. وقال غيره كان فقيهاً فاضلاً درس عن أبيه بالظاهرية بدمشق، وقدم القاهرة فلما استقر أبوه في قضائها استقر عوضه في نظر بيت المال، ومات في يوم الجمعة سابع عشري ربيع الآخر فجأة. وغلط من زاد في نسبه محمداً أيضاً كالمقريزي في عقوده فقال: أحمد بن محمد بن محمد بن عبد البر.
أحمد بن محمد بن عبد الحق بن أحمد بن محمد بن محمد السنباطي ثم القاهري شقيق الشرف عبد الحق الآتي. ممن سمع على جماعة من الشيوخ وحج مع أيبه وجاور يسيراً وسافر وتقلب به في أحوال لم ينجح في جملة منها وتعب قلب أخيه بسببه مع حبه له.

أحمد بن محمد بن عبد الحق الشهاب الغمري ثم القاهري الخطيب التاجر أخو علي الآتي. ولد في سنة عشرين وثمانمائة تقريباً بمنية غمرو ونشأ بها فحفظ القرآن وتكسب كأبيه بالتجارة في البز وتحول بعده إلى القاهرة فقطنها وخطب أحياناً بجامع الغمري بها، وحج وأنجب أولاداً وسمع علي بل وعلى شيخنا فيما أظن. مات بعد أن تضعضع حاله وتوعك قليلاً في ليلة الاثنين تاسع شوال سنة ثمان وثمانين وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم ثم بمصلى باب النصر ودفن بالقراسنقرية رحمه الله.
أحمد بن محمد بن عبد الدائم الأشموني الأصل القاهري المالكي الآتي أبوه وذاك ابن أخت الشيخ مدين. ولد في ذي الحجة سنة تسع وستين وثمانمائة وحفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً عند الزين الأبناسي وغيره وسمع علي بالقاهرة في شرح معاني الآثار وغيره ثم قرأ علي بمكة في سنة ثلاث وتسعين في الشفا وغيره ولازمني فيها وفي التي تليها في سماع أشياء وكتبت له إجازة وكان نور الدين الحسني أحد مريدي والده حين فارق مكة في موسم سنة اثنتين وتسعين استخلفه في مشيخة رباط السلطان فاستمر مقيماً هناك ولكن يده محبوسة عن تمام التصرف وقد تزوج هناك وجاءتة ابنة، مع اشتغاله بالفقه وغيره عند بعض المغاربة وحضوره درس قاضي المالكية وانجماعه وجودة طريقته، ثم رجع إلى القاهرة فاستقل وعاد في البحر أثناء سنة خمس وتسعين على خير من ملازمة التلاوة والذكر والاشتغال بالفقه وغيره مع كثرة أدبه وتودده كان الله له.
أحمد بن محمد بن عبد رب النبي الشهاب البدراني. ممن سمع مني بمكة في سنة أربع وتسعين.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحمود السهروردي البغدادي. ممن شارك والده في الأخذ عن السراج القزويني أخذ عنه العز عبد العزيز بن علي البغدادي القاضي في سنة إحدى عشرة وثمانمائة وأظنه كان حنبلياً.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان الشهاب بن التاج بن الجلال بن السراج البلقيني الأصل القاهري الشافعي والد البدر محمد الآتي وأوسط الأخوة الثلاثة. ولد في سابع شعبان سنة ثمان وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند النور المنوفي والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض على جده والولي العرقي والشطنوفي والشمس بن الديري والعز عبد العزيز البلقيني والجمال عبد الله الأقفهسي المالكي في آخرين منهم المجد البرماوي بل قرأ عليه وعلى والده المنهاج بتمامه وعلى عم والده العلم العمدة بتمامها وشيخنا وسمع على جده وابن الكويك والشهاب البطائحي والشمس البرماوي وقاري الهداية وغيرهم، وأجاز له جماعة منهم عائشة ابنة عبد الهادي وعبد القادر الأرموي، وتلقن الذكر من البرهان الأدكاوي ولبس منه الخرقة لما قدم لزيارة جده واشتغل في الفقه عند المجد البرماوي وكان يثني على ذهنه وحضر دروس جده، وحج مع والده في سنة خمس وعشرين صحبة الرحبي وناب في القضاء عن عم والده ولكنه لم ينتدب له بل أعرض عنه بعد، ودرس برباط الآثار النبوية برغبة أبيه له عنه وعمل الميعاد بالحسينية برغبة عم والده الضياء عبد الخالق له عنه، وكان يذاكر بجملة من الفوائد والفروع محافظاً على الجماعات وشهود تصوفية بالبيبرسية والسعيدية منجمعاً عن الناس باراً بوالده بل وبغيره من الفقراء سراً محباً في النكتة والنادرة طارحاً للتكلف يميل إلى الفضاء وأماكن النزه مع الحرص والاستقصاء في الطلب لما يستحقه ولو أدى لنقص، كثير الوسواس في الطهارة وترديد النية ثم بطل وصار أحسن حالاً مما تقدم لا سيما في ميزد الانجماع لضعف حركته، توعك أشهراً ثم مات في آخر صفر سنة إحدى وثمانين وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم في محفل فيه القضاة وغيرهم تقدم الناس أخوه البدري أبو السعادات ثم دفن بمدرستهم رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خليف بن عيسى الشهاب أبو الخطاب بن الإمام أبي حامد المطري المدني الشافعي أخو المحب محمد الآتي. سمع على أبي الحسن المحلي سبط الزبير ومن قبله على الزين المراغي في سنة خمس عشرة وثمانمائة.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة الصالحي الحنبلي الآتي أبوه ويعرف بابن زريق. أسره اللنكية وهو شاب ابن عشر سنين فمات أبوه أسفاً عليه كما سيأتي عوضهما الله الجنة.

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان الشهاب أبو الفضل السخاوي الأصل القاهري ولدي. ولد في عصر يوم السبت خامس جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وثمانمائة بسكننا بالقرب من المنكوتمرية ونشأ في كنف أبويه واجتهدت في الاعتناء به فأحضرته في السنة الأولى من عمره على العلاء القلقشندي وابن الديري والعلم البلقيني والمحلي والزينين شعبان ابن عم شيخنا وابن الشيخ خليل القابوني وخلق وأسمعته الكثير من الكتب الكبار والأجزاء القصار وانتفع الناس في ذلك بمرافقته وأجاز له خلق من الأماكن النائية وغيرها وثبته في مجلد ومشى في زفة حياته خلق فيهم من لم يمش في ذلك قط؛ وكان نجيباً ذكياً بارعاً في الجمال محبباً إلى الأكابر أتى على معظم القرآن وكتب عني بعض الأمالي وقابل معي كثيراً. مات بالطاعون في ضحى يوم الأحد سادس جمادى الثانية سنة أربع وستين وصلى عليه بجامع الحاكم في مشهد حافل لم يعهد في هذه الأيام نظيره تقدمهم الشافعي ثم دفن بحوش البيبرسية وشيعه خلق أيضاً وتأسف الناس عليه ورثاه غير واحد عوضني الله وأمه خيراً فلقد كان من محاسن الأبناء فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الشهاب أبو العباس وأبو زرعة بن الشمس بن الزين الصبيبي المدني الشافعي حفظ الحاوي والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك وأخذ الفقه عن قريبه الجمال الكازروني ولازمه كثيراً حتى قرأ عليه جملة من كتب الحديث وبه تخرج وكذا قرأ البخاري ومسلماً على الشمس محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن المحب، وأخذ العربية والأصول عن النجم السكاكيني ومما قرأ عليه الألفية، ووصفه بالشيخ الإمام العالم العلامة في آخرين من علماء الشاميين وغيرهم، وكتب المنسوب وبرع في العربية والعروض وصنف في العروض وغيره وحدث ودرس وقرأ عليه سليمان بن علي بن سليمان بن وهبان الشفا. مات في أوائل سنة تسع وأربعين ودفن بالبقيع رحمه الله.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن رجب الشهاب الطوخي ثم القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن رجب وفي القاهرة بالطوخي. ولد في سنة سبع وأربعين وثمانمائة بطوخ بني مزيد ونشأ بها فقرأ القرآن والمنهاج التنقيح وألفيتي الحديث والنحو والملحة والشاطبية وجمع الجوامع وبعضاً من غيرها وعرض على جماعة كالشمني والأقصرائي، وقرأ الشاطبية بتمامها على الشمس بن الحمصاني؛ وتردد إلى القاهرة مراراً ثم قطنها، وحج غير مرة وجاور بمكة شهراً وأدمن الاشتغال في الفقه والحديث والأصلين والعربية والصرف والمنطق والمعاني والبيان والفرائض والحساب والقراءات والتصوف وغيرها، وبرع وأشير إليه بالفضيلة التامة، ونظم جمع الجوامع والورقات لإمام الحرمين والنخبة والمنهاج وشرح بعض مناظيمه وشرح في نظم المغني وغير ذلك وتكسب بالشهادة وأم بالباسطية وخطب بها وبغيرها نيابة؛ ومن شيوخه الجلال البكري وأبو السعادات والمحيوي الطوخي والشرف البرمكيني والزين زكريا والأبناسي وأخي وعبد الحق والعلاء الحصني وابن أبي شريف والجوجري والفخر الديمي والزين جعفر، ومن المالكية السنهوري وبعضهم في الأخذ أكثر من بعض وسمع على النشاوي والقمصي وحفيد الشيخ يوسف العجمي وابنة الزين القمني وآخرين وكثير منه بقراءته وقرأ علي شرحي للألفية مرة بعد أخرى وكذا حمل عني شرح المؤلف بقراءته وقراءة غيره وأكثر عني رواية كالكتب الستة ودراية وأملى وكتب بخطه من تصانيفي أشياء ومدحني بعدة قصائد سمعتها من لفظه مع أشياء من نظمه مما امتدح به ابن مزهر وابن حجي والكمال بن ناظر الخاص وغير ذلك وأقرأ الطلبة بالباسطية وغيرها وعرض عليه الزين زكريا قضاء بلده وامتنع واقتصر على التكسب بالشهادة وحج غير مرة آخرها في موسم سنة اثنتين وتسعين وجاور في التي تليها وأقرأ هناك العربية والفقه وحضر قليلاً عند القاضي امتدحه بل قرأ علي في الاستيعاب ولازم دروسي إلى أن تعلل فدام نحو شهرين ثم مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين ودفن بالمعلاة. وكانت جنازته مشهودة وخلف ذكراً وأنثى وأماً وزوجة رحمه الله وعوضه الجنة.

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الشهاب أبو العباس بن أبي القسم الحميري الفاسي الأصل القسنطيني المولد التونسي الدار المغربي المالكي ويعرف بالخلوف. ولد في ثالث المحرم سنة تسع وعشرين وثمانمائة بقسنطينة وسافر به أبوه وهو في المهد إلى مكة فأقام معه فيها أربع سنين ثم تحول به إلى بيت المقدس فقطنه وحفظ به القرآن وكتباً جمة في فنون وعرض على جماعة ولازم أبا القسم النويري في الفقه والعربية والأصول وغيرها حتى كان جل انتفاعه به وكذا أخذ رواية وغيرها عن الشهاب بن رسلان والعز القدسي وماهر وغيرهم وبالقاهرة النحو والصرف والمنطق وغيرها عن العز عبد السلام البغدادي في آخرين وممن أخذ عنه العربية ببلاد المغرب أحمد السلاوي وقال أنه أحفظ من لقيه بها، وتعانى الأدب فبرع نظماً ونثراً وكتب لمولاي مسعود بن صاحب المغرب عثمان حفيد أبي فارس ولي عهد أبيه الملقب بذي الوزارتين، ونظم المغني والتلخيص وغير ذلك وعمل بديعية ميمية سماها مواهب البديع في علم البديع أولها:

أمن هوى من ثوى بالبان والعلم

 

هلت براعة مزن الدمع كالعنم

وشرحها شرحاً حسناً وكذا له رجز في تصريف الأسماء والأفعال سماه جامع الأٌقوال في صيغ الأفعال وفي علم الفرائض سماه عمدة الفارض وعمل في العروض تحرير الميزان لتصحيح الأوزان وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً وكذا مدح ملوك بلاده، وقدم القاهرة غير مرة منها في أثناء سنة سبع وسبعين وثمانمائة في البحر إلى أن حج في موسمها ثم عاد واستمر إلى أن سافر في ربيع الثاني سنة إحدى وثمانين وأكرم نزله وانصرافه ولقيته مودعاً له فكتبت عنه من نظمه ما ضمن فيه قول ابن الأحمر صاحب الأندلس:

أفاتكة اللحظ التي سلبت نسكـي

 

على أي حال كان لا بد لي منك

فأما بذل وهو أليق بـالـهـوى

 

وإما بعز وهو أليق بالمـلـك

فقال:

أماط الهوى عن واضحي برقع النسك

 

فوجدت من أهواه عن هوة الشـرك

فقلت وقد أفتت لحاظك بـالـفـتـك

 

أفاتكة اللحظ التي سلبت نـسـكـي

على أي حال كان لا بد لي مـنـك

 

 

يميناً بنجم القرط منك إذا هوى

 

وخال على عرش بوجنتك اسـتـوى

لئن لم تفني لا بد للقلـب مـا نـوى

 

فأما بذل وهـو ألـيق بـالـهـوى

وإما بعز هو ألـيق بـالـمـلـك

 

 

وهو حسن الشكالة والأبهة ظاهر النعمة طلق العبارة بليغاً بارعاً في الأدب ومتعلقاته ويذكر بظرف وميل إلى البزة وما يلائمها كتب عنه غير واحد بالقاهرة والاسكندرية وقد أثنى علي نظماً ونثراً بما أثبته في مكان آخر.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن القرداح. يأتي في ابن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن التاج أبو العباس البلبيسي ثم القاهري الخطيب الشافعي الخطيب. ولد سنة ثمان عشرة أو سبع عشرة وسبعمائة واشتغل وتفقه ولم يحصل له من سماع الحديث ما يناسب سنه ولكنه جاور بمكة فسمع من الكمال بن حبيب عدة كتب كسنن ابن ماجه ومعجم ابن قانع وأسباب النزول وحدث بها عنه وممن سمع من شيوخنا الشمس الرشيدي وولي أمانة الحكم بالقاهرة للبرهان بن جماعة فشكرت سيرته ثم تركها تورعاً وزهادة وكذا ناب في الحكم ببولاق وولي التدريس مع الخطابة بجامع الخطيري وسكن به، ومازال يعرف بالخير حتى مات في ثاني عشري ربيع الأول سنة إحدى. قال شيخنا اجتمعت به والمنني سمعت منه شيئاً من معجم ابن قانع ولو كان سماعه على قدر سنه لعلا فيه درجة، وذكره المقريزي في عقوده.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبي زيد شيخ المسر. ذكره ابن عزم كذا.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السطوحي المنير من المشايخ الأحمدية. لازمني في الإملاء وغيره مدة بل وقرأ علي في البخاري والمجلس الذي عملته في ختمه وتمسح على طريقتهم.
أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الجرهي. هو نعمة الله يأتي.

أحمد بن محمد بن عبد الرزاق بن محمد الشهاب البوتيجي القاهري الشافعي ويعرف بين أهل بلده بالميري - بفتح الميم ثم تحتانية وآخره راء مهملة. ولد كما بخط أبيه في يوم الأحد منتصف ذي القعدة سنة ست وثمانمائة بأبوتيج ونشأ بها فقرأ القرآن على الشمس المدني بن فرحون وجوده على جماعة منهم الفقيه بركة المقيم بزاوية الشرف بن حريز عم حسام الدين وحفظ التبريزي وغيره وقدم القاهرة في سنة تسع وعشرين فنزل بالفاضلية عند بلديه الزيني البوتيجي وقرأ عليه في الفقه والفرائض وغيرهما ثم التمس منه الشرف المناوي ليقيم عنده فعظم اختصاصه به وملازمته له وقرأ عليه في البهجة تقسيماً وكذا قرأ على أحمد الخواص في الفقه وغيره وعلى عمر الحصني في ايساغوجي، وكان يكتب عن شيخنا في الإملاء بل سمع على الزين الزركشي في مسلم وأجاز له الشهاب البوصيري وأخذ عن الأدكاوي وعمر الطباخ والسيد محمد بن محمد الطباطبي ولم يتميز في شيء من هذا، وحج هو زين العابدين ابن شيخه في سنة خمسين وسمعا على أبي الفتح المراغي ثلاثيات الصحيح بقراءة ابن الفالاتي وكذا على التقي بن فهد، وتنزل في جهات وتردد للأنصاري وقانم التاجر وآخرين ومع مزيد اختصاصه بالمناوي زعم أنه لم يدخل في شهادة فضلاً عن القضاء هذا مع أن باسمه شهادة في الكسوة وتزوج زوجة ولده بعد موته ولم يحمد ابناه صنيعه معهما وتناقص حاله جداً. مات في سنة وتسعين عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن مسعود الشهاب أبو العباس بن الجمال الطيب البكري الصديقي القاهري الطنتدي الأصل اليمني الزبيدي الشافعي ويعرف بالطنتداوي. ولد في جمادى الثانية سنة خمس وسبعين وثمانمائة بزبيد ونشأ بها فحفظ القرآن وحل الإرشاد لابن المقرئ واشتغل في الفقه عند الكمال موسى بن زين العابدين بن الرداد وفي الكافي في العروض لابن العمك اليمني على أبي بكر الزبيدي التليمي وسافر لقضاء فريضة الحج فوصل مكة في ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وثمانمائة فحضر قليلاً عند قاضيها الشافعي ولازم الحنبلي في التصوف وقرأ علي بعض بلوغ المرام وسمع اليسير من الترغيب للمنذري ثم توجه في القافلة التي كنا فيها صحبة الحنبلي إلى المدينة النبوية فحضر عدة من دروس الشريف السمهودي وقرأ علي أيضاً الشمائل النبوية وسمع على غيرها وعمل قصيدة نبوية.
أحمد بن محمد بن عبد الغالب بن محمد بن عبد القاهر الماكسيني الشافعي. ولد في سابع عشر جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وسبعمائة وسمع من جده جزء ابن زبر الصغير أنابه إسماعيل بن أبي اليسر ومن علي بن العز عمر مشيخته وكان يكتب خطاًحسناً ويتكسب بكتابة القصص ثم جلس مع الشهود بالعادلية وهو من بيت رواية. ذكره شيخنا في معجمه باختصار وقال أجاز لي سنة سبع وتسعين وبعدها وأظنه مات على رأس القرن، وقال في أنبائه أنه مات في صفر سنة تسع وأرخ مولده سنة ثمان وثلاثين وفي معجمه سنة بضع والأول أثبت، وهو عند المقريزي في عقوده وفي النسخة سنة ثلاث وضبب.
أحمد بن محمد بن عبد الغني الشهاب أبو العباس السرسي الأصل القاهري الحنفي الشاذلي وهو بكنيته أشهر ممن أخذ عن الجمال الضرير وانتفع به وربما وافقه في المجيء إلى العز بن جماعة قرأ على شيخنا شرح ألفية العراقي وصحب محمد الحنفي فاختص به وتلمذ له مع تقدمه عليه في الفنون وغيرها بحيث راج أمر الحنفي به وكان ابن الهمام يصرح بفضيلته وربما أرسل إليه الطلبة لقراءة تصانيف ابن الهمام عليه بل هو في الفضيلة والصلاح كلمة اتفاق وتصدى للإقراء في حياة الشيخ محمد وبعده فتخرج به جماعة وتسلك بإرشاده غير واحد، وكان إماماً علامة واعظاً فصيحاً طارحاً للتكلف كثير المحاسن سمعت وعظه. ومات في يوم الثلاثاء ثامن عشري جمادى الآخرة سنة إحدى وستين عن أزيد من ثمانين سنة فيما قيل ودفن بالقرافة الصغرى وكان له مشهد عظيم رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن عبد الغني الأزدي السكندري ويعرف بابن شافع ولد في رمضان سنة سبع وعشرين وسبعمائة وأسمع على ابن الصفى وغيره قال شيخنا في معجمه قرأت عليه مشيخة الرازي ومات بعد القرن بيسير.

أحمد بن محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور النابلسي الحنبلي المعبر عم البدر محمد بن عبد القادر الآتي. ذكره شيخنا في معجمه وقال: الفقيه المفتي لقيته بنابلس فقرأت عليه المستجاد من تاريخ بغداد تخريج ابن جعوان بسماعه له على البياني. قلت وممن روى لنا عنه التقي أبو بكر القلقشندي، وله تصنيف في التعبير.
أحمد بن محمد بن عبد الكريم الشهاب التزمنتي ثم القدسي الشافعي والد الولوي محمد الآتي. قال شيخنا في معجمه سمع من القلانسي واشتغل بالفقه ثم سكن بيت المقدس وبه لقيته وسمعت منه شيئاً من المعجم الصغير للطبراني. مات سنة بضع.
أحمد بن محمد بن عبد الكريم الخولاني اليماني الشافعي. إنسان خير قطن مكة مديماً للاشتغال عند النور بن عطيف بل أخذ في اليمن عن فقيهه عمر الفتي وجماعة كالنهاري القاضي وتميز في الفقه ولازم عبد الحق السنباطي في مجاورته ثم لازمني في أخذ شرحي للألفية وحصله بخطه وغير ذلك من تصانيفي ثم قرأ علي جل الألفية مع سماعه لها ونعم الرجل سكوناً وانجماعاً وتقنعاً وربما أقرأ الطلبة سيما في الإرشاد وناب في مشيخة رباط ابن الزمن وأقرأ هو في بيت البوني اضطراراً ثم أعرض عن ذلك.
أحمد بن محمد بن عبد اللطيف بن أبي السرور الشهاب أبو السرور بن القطب أبي الخير الحسني الفاسي الأصل المكي المالكي أخو عبد اللطيف الآتي هو وأبوهما. عرض علي بالقاهرة محافيظه وسمع علي بقراءة أبيه وغيره وهو الآن سنة سبع وتسعين إما بالروم أو حلب.
أحمد بن محمد بن عبد اللطيف بن الفرات المصري الأديب الطشت دار ويعرف بين أبناء صنعته بجردمرد. ولد بالقاهرة سنة سبع وتسعين وسبعمائة تقريباً وقرأ بها القرآن وتعانى من صغره الارتزاق بغسل الثياب وصقلها وخدم في بيوت الأكابر بذلك ونحوه وتعانى حفظ الشعر بحوره وفنونه فحصل من ذلك الكثير بل نظم وحج بعد سنة ثلاثين وسافر إلى حلب ودخل الاسكندرية ودمياط واقترح عليه شيخنا أن ينظم على قوله المواليا لك يا علي عين فقال ارتجالاً، وكتب عنه البقاعي في سنة إحدى وأربعين، ومات بعد ذلك.
أحمد بن محمد بن عبد اللطيف الشهاب بن النظام بن التاج الهمداني الأصل القاهري الشافعي الكلوتاتي. ولد في نصف شعبان سنة ستين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فسمع بمكة على ابن صديق الصحيح وعلى أبي الطيب السحولي الشفا أنابه الزبير بن علي الأسواني وعلى الجمال بن ظهيرة أشياء، ولقيته بالقاهرة في سنة إحدى وخمسين فأجاز لي وذكر أنه كان سمع بالقاهرة على غير واحد فضاعت أثباته بذلك، وكان إنساناً بهياً خيراً ساكناً يتكسب ببيع الأقباع والكلوتات محترماً بين جيرانه وأهل حرفته. وأظنه مات قريباً من وقت لقيي له ولو اتنى به لعلا سنده رحمه الله.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن حمام الشهاب الدمشقي ثم المكي ويعرف بابن حمام. كان عطاراً بباب السلام ثم سافر سفيراًل للرازار التاجر واتهم ثم صاهره ابن قيت على أخته وانتفع به أيضاً وصار من التجار المتمولين السفارين حتى مات بعد أن صارت له دور بمكة وجدة في يوم الأحد تاسع ذي الحجة سنة خمس وخمسين. أرخه ابن فهد.

أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن أبي نصر محمد بن عرب شاه بن أبي بكر الأستاذ الشهاب أبو محمد بن الشمس الدمشقي الأصل الرومي الحنفي والد التاج عبد الوهاب ويعرف بالعجمي وبابن عرب شاه وهو الأكثر وليس هو بقريب لداود وصالح ابني محمد عربشاه الهمداني الأصل الدمشقيين الحنفيين أيضاً. ولد في ليلة الجمعة منتصف ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فقرأ القرآن على الزين عمر بن اللبان المقرئ ثم تحول في سنة ثلاث وثمانمائة في زمن الفتنة مع أخوته وأمهم وابن أخته عبد الرحمن بن إبراهيم بن خولان إلى سمرقند ثم بمفرده إلى بلاد الخطا وأقام ببلاد ما وراء النهر مديماً للاشتغال والأخذ عن من هناك من الأستاذين فكان منهم السيد الجرجاني وابن الجزري وهما نزيلا سمرقند الأول بمدرسة أيدكوتمور والثاني باع جداً وعبد الأول وعصام الدين بن العلامة بن الملك وهما من ذرية صاحب الهداية وأحمد الترمذي الواعظ وأحمد القصير وحسام الدين الواعظ إمام مسجد السيد الإمام ومحمد البخاري الزاهر، ولقي بسمرقند في سنة تسع وثمانمائة الشيخ عربان الأدهمي الذي استفيض هناك أنه ابن ثلثمائة سنة فالله أعلم. وبرع في فنون واستفاد اللسان الفارسي والخط الموغولي وأتقنهما واجتمع في بلاد المغل بالبرهان الأندكاني والقاضي جلال الدين السيرامي وأخذ عنه وقرأ النحو على حاجي تلميذ السيد، ثم توجه إلى خوارزم فأخذ عن نور الله وأحمد بن شمس الأئمة السيراني الواعظ وكان يقال له ملك الكلام الفارسي والتركي والعربي، ثم إلى بلاد الدشت وسراي، وحاجي ترخان وبهاء الزاخر مولانا حافظ الدين محمد بن ناصر الدين محمد البزازي الكردري فأقام عنده نحو أربع سنين وأخذ عنه الفقه وأصوله ومما قرأ عليه المنظمة ثم إلى قرم واجتمع بأحمد ببروق وشرف الدين شارح المنار ومحمود البلغاري ومحمود اللب أبي وعبد المجيد الشاعر الأديب، ثم قطع بحر الروم إلى مملكة ابن عثمان فأقام بها نحو عشر سنين فترجم فيها للملل غيات الدين أبي الفتح محمد بن أبي يزيد بن مراد بن عثمان كتاب جامع الحكايات ولامع الروايات من الفارسي إلى التركي في نحو مجلدات وتفسير أبي الليث السمرقندي القادري بالتركي نظماً وباشر عنده ديوان الإنشاء وكتب عنه إلى ملوك الأطراف عربياً وشامياً وتركياً فبالعجمي لقرا يوسف ونحوه وبالتركي لأمراء الدشت وسلطانها وبالمغلي لشاروخ وغيره وبالعربي للمؤيد شيخ، كل ذلك مع حرصه على الاستفادة بحيث قرأ المفتاح على البرهان حيدر الخوافي وأخذ عنه العربية أيضاً فلما مات ابن عثمان رجع إلى وطنه القديم فدخل حلب فأقام بها نحو ثلث سنة ثم الشام وكان دخوله لها في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين فجلس بحانوت مسجد القصب مع شهوده يسيراً لكون معظم أوقاته الانعزال عن الناس وقرأ بها على القاضي شهاب الدين بن الحبال الحنبلي صحيح مسلم في سنة ثلاثين فلما قدم العلاء البخاري سنة اثنتين وثلاثين مع الركب الشامي من الحجاز انقطع إليه ولازمه في الفقه والأصلين والمعاني والبيان والتصوف وغيرها حتى مات وكان مما قرأ عليه الكافي في الفقه والبزدوي في أصوله، وتقدم في غالب العلوم وإنشاء النظم الفائق والنثر الرائق وصنف نظماً وثنراً مرآة الأدب في علم المعاني والبيان والبديع وسلك فيه أسلوباً بديعاً نظم فيه التلخيص عمله قصائد غزلية كل باب منه قصيدة مفردة على قافية أشار إليه شيخنا بقوله وأوقفني على منظومة في المعاني والبيان أجاد نظمها وجعل كل باب قصيدة مستقلة غزلاً يؤخذ منه مقصد ذلك الباب انتهى، ومقدمة في النحو وعقود النصيحة والرسالة المسماة العقد الفريد في التوحيد، ونثراً تاريخ تمولنك سماه عجائب المقدور في نوائب تيمور وفاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء وخطاب الأهاب الناقب وجواب الشهاب الثاقب والترجمان المترجم بمنتهى الأرب في لغة الترك والعجم والعرب. وأشير إليه بالتفنن حتى كان ممن يجله ويعترف له بالفضيلة شيخنا وأثنى على نظمه التلخيص كما قدمته، بل كتب عنه من نظمه ليدخله في البلدانيات فقال أنشدني بمنزلة برزة بالقرب من قرية القابون التحتاني في سابع رمضان سنة ست وثلاثين لنفسه:

السيل يقلع ما يلقاه من شـجـر

 

بين الجبال ومنه الأرض تنفطر

حتى يوافي عباب البحر تنظره

 

قد اضمحل فلا يبقى له أثـر








مع حرص صاحب الترجمة حين كونه بالقاهرة على ملازمته والاستفادة منه بل امتدحه بقصيدة بديعة أتى فيها بألغاز وتعام وأهاج وجناسات وتلعب فيها بضروب الأدب أودعتها الجواهر والدرر سمعتها منه؛ ومن لطيف أبياتها بيتاً جمع فيه حروف الهجاء وهو:

خض بحر لفظ حديثه تغش العلا

 

واجزم بصدقك ناطقاً إذ تسنـد

وبيت عاطل:

العالم العلم الإمام لدى العلا

 

العامل الحكم الهمام الأوحد

وبيت شطره الأول مما يستحيل بالانعكاس وشطره الثاني عاطل مع كونه مما لا يستحيل أيضاً فالأول مركب من آمن والثاني من أحمد وهو:

نم آمناً من نم انما آمـن

 

دم حامداً ما أم آدم أحمد

وكثر اجتماعهما وطرح شيخنا عليه من الأسئلة التي فيها من الفكاهة والمداعبة مما تعرف منه الملاءة والقدرة على التخلص منه ما أودعت منه أشياء في الجواهر عند الكلام على قوة شيخنا في التفسير وغيره رحمهما الله، وكان أحد الأفراد في إجادة النظم باللغات الثلاث العربية والعجمية والتركية جيد الخط جيد الإتقان والضبط عذب الكلام بديع المحاضرة مع كثرة التودد ومزيد التواضع وعفة النفس ووفور العقل والرزانة وحسن الشكالة والأبهة سيما الخير ولوائح الدين عليه ظاهرة، وقد لقيته بالقاهرة في الخانقاه الصلاحية سنة خمسين فكتبت عنه من نظمه أشياء وسمعت من لفظه العقد الفريد وعقود النصيحة وكتبهما إلي بخطه وبالغ في الأدب والتواضع. ومات بالخانقاه المذكورة في يوم الاثنين منتصف رجب سنة أربع وخمسين ودفن بتربتها والناس مشغولون في الاستسقاء عند توقف النيل غريباً عن أهله ووطنه بعد أن امتحن على يد الظاهر جقمق وطلبه لشكوى حميد الدين عليه وأدخله سجن المجرمين فدام فيه خمسة أيام ثم أخرج واستمر مريضاً من القهر حتى مات بعد اثني عشر يوماً عوضه الله خيراً، وترجمته محتملة للبسط فقد كان من محاسن الزمان وممن ترجمه باختصار المقريزي في عقوده. ومما كتبته عنه لنفسه:

قميص من القطن من حله

 

وشربة ماء قراح وقوت

ينال به المرء ما يبتـغـي

 

وهذا كثير على من يموت

ومنه معمي:

وجهك الزاهي كبـدر

 

فوق غصن طلـعـا

واسمك الزاكي كمشكا

 

ة سناهـا لـمـعـا

في بـيوت أذن الـل

 

ه لها أن تـرفـعـا

عكسها صحفه تلـق

 

الحسن فيه أجمـعـا

ومنه:

فعش ما شئت في الدنيا وأدرك

 

بها ما شئت من صيت وصوت

فحبل العيش موصول بقـطـع

 

وخيط العمر معقود بـمـوت

ومنه:

وما الدهر إلا سلم فبـقـدر مـا

 

يكون صعود المرء فيه هبوطه

وهيهات ما فيه نـزول وإنـمـا

 

شروط الذي يرقى إليه سقوطه

فمن صار أعلى كان أوفى تهشما

 

وفاء بما قامت عليه شروطـه

وترجمه بعضهم فقال: العلامة أحد أفراد الدهر في الفضل والسجع وعلم المعاني والبيان والبديع والنحو والصرف والنظم والنثر، كان ممن أسر مع اللنك ونقل إلى سمرقند ثم خرج منها في سنة إحدى عشرة وجال ببلاد الشرق ورجع إلى دمشق في سنة خمس وعشرين فأقام بها مدة يتكسب بالشهادة في بعض حوانيتها، وقدم القاهرة في سنة أربعين وصنف عجائب المقدور في نوائب تيمور من ابتدائه إلى انتهائه أبان فيه عن فضل كبير وملكة للسجع وغزارة اطلاع بحيث لخصه المقريزي وترجم مؤلفه فقال: نثره سجعاً فعلاً ووشحه بالأشعار فحلا إلى أن قال لأنه بحر بلاغة وفصاحة أنشدنا كثيراً من شعره وله معرفة بالفقه واللغة ولكن الغالب عليه الأدب، وله نظم كثير منه كتاب مرآه الأدب يشتمل على المعاني والبيان والبديع وهو نظم بطريقة الغزل يكون نحو ألفي بيت وكتاب في علم النحو نظمه بطريقة الغزل أيضاً نحو مائتي بيت وقصيدة غزلية في الصرف بديعة مدح بها بعض أعيان الدولة وعقيدة في نحو مائتي بيت وشرحها في مجلد وخطاب الإهاب الناقب وجواب الشهاب الثاقب بينه وبين البرهان الباعوني وحميد الدين القاضي أبان فيه عن حفظ كثير للغة وكثرة اطلاع وغزارة فضل وسبب وضعه أن الباعوني كتب له بستة أبيات التزم فيها بالظاء الممالة أولها:

أأحمد لم تكن والله فـظـا

 

ولكن لا أرى لي منك حظا

واستوفى كثيراً من اللغة وكان قد وقع بينه وبين حميد الدين فحصل للشهاب ستة أخرى قبل نظره في كتب اللغة وعملها في ستة أبيات فعجب من كثرة اطلاعه وسعة دائرته ثم كتب إليه بأبيات التزم فيها الراء قبل الألف والراء بعدها أولها:

من مجيري من ظلوم منه

 

أبـعــدت فـــرارا

واستوفى ما في الباب قال الشهاب فلم أجد له قافية فكتبت له على لسان حميد الدين قصيدة بغدادية أولها:

أي خداوند عجعبوا

 

عن موالاة التناغي

فلم يقدر على الجواب بمثلها وكتب إلي بقوله:

يا شهاب الدين يا أحم

 

مد يابن عرب شاه

واستوفى القافية فظفرت بأشياء تركها فقلت:

قد أتى الفضل عليه

 

حلل اللطف موشاه

فتعجب من سعة دائرته وكثرة اطلاعه ثم قال له أنا والله ما عرفتك إلا الآن قال فقلت له والله وإلى الآن ما عرفتني وطال الجواب بينهما على هذا المنوال حتى ألف من ذلك مجلداً فمن ذلك ما كتب به البرهان:

ابن عرب شاه كف عـنـي

 

أولا فخذ ما يجيك مـنـي

واعلم بأنـي خـصـم ألـد

 

الشر دأبي والمكر فـنـي

خلفي رجال لهـم مـجـال

 

في الحرب لا يخلفون ظني

إلى آخرها ومن جملة المراسلات أن البرهان أرسل إليه بعشرة أبيات التزم فيها الباء والتاء واستوفى ما في الصحاح أولها:

إن الذميم وأنـت يا

 

هذا به عين الخبير

واستوفى القوافي وظن أني لم أجد قافية فأجبته وآخر الأمر توجه حميد الدين إلى مصر وشكاهما إلى السلطان وقال له البرهان هجاني فلم يرد عليه إلا بقوله يكتب له من اليوم بكفه عن هجائك فلما خرج قال السلطان للشمس الكاتب إن الباعوني رجل جيد لولا أنه عرف منه شيئاً ما قاله، وألغز إليه أبو اللطف الحصكفي فأجابه بعد أن أجاب شعراء القاهرة بغير المراد ثم ألغز هو إليه وأجابه بما لم أطل بإيراده هنا، وشعره كثير جداً وتصنيفه الماضي فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء في مجلد ضخم فيه عجائب وغرائب على لسان الحيوانات من أواخر ما ألف، ولما دخل مصر بعد الخمسين في الطاعون وجد غالب بيت الكمال بن البارزي مات كزوجته وأخته فرثاهم بقصيدة طنانة على عدة قواف وأظهر في مخالصها من كل قافية إلى الأخرى قوة عجيبة وملكة للنظم لا ينهض غيره لشق غبارها من قافية اللام إلى قافية الألف إلى الهاء إلى غيرها تزيد على سبعين بيتاً أولها:

إلام الدهر يردي بالكمـال

 

ويوذي بالردى أهل الكمال

أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشهاب بن محيي الدين القاهري ويعرف بابن الأزهري الآتي أبوه. باشر أوقاف الباسطية وغيرها بل خطب بمدرستها وامتنع اللقاني حين جاء عقدانها من الصلاة خلفه بل أنزله ولم يلبث أن مات في يوم الثلاثاء ثامن المحرم سنة اثنتين وثمانين وصلى عليه من الغد بجامع المارداني وأظنه جاز الأربعين ولم يكن بالمرضى فعلاً وقولاً سامحه الله وإيانا واستقر بعده في الخطابة أخي أبو بكر وكان هو خطيب يوم المنع المشار إليه اتفاقاً فكان ذلك من نوادر الاتفاقيات.

أحمد بن محمد بن عبد الله بن حسن بن يوسف بن هارون بن فرحون - هكذا أملاه علي مع اختلاف فيمن بعد حسن فقيل فرحون بن عبد الحميد بن رحمة وقيل غير ذلك - ولي الدين أبو حاتم بن القطب القرشي المهلبي البهنسي القاهري الشافعي الآتي أبوه وأخوه عبد الله. ولد في ثاني عشر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فسمع على المطرزي والغماري والتنوخي والأبناسي وابن الشيخة والعراقي والجوهري في آخرين منهم أبوه حسبما كان يقوله، وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وعرضهما على البلقيني وابن الملقن والعراقي والأبناسي وجماعة، وحج غير مرة أولاها في سنة ست وتسعين وجاور وتلا لأبي عمرو إلى الأنعام على بعض القراء وبحث على عبد الوهاب بن اليافعي من أول التنبيه إلى التفليس وعلى البدر حسن الزمزمي في الفرائض وجميع المرشدة في الحساب لابن الهائم وقال أنه سمع حينئذ على الفقيه علي النويري والشمس بن سكر واشتغل كثيراً ثم ترك وجاور أيضاً في سنة اثنتين وعشرين وأنه سمع بالقلعة على ابن أبي المجد في سنة تسع وتسعين وأن الشمس بن الصالحي سأله في النيابة عنه وأمانة المودع فأبى تعففاً، وكان معظماً عند الخلفاء العباسيين معروفاً بصحبتهم وله تردد إلى الأكابر وأثرى بعد أخيه المشار إليه وتعانى التجارة وكثرت أسفاره بسببها وطوف بلاد الصعيد ودخل الاسكندرية ودمياط وصار من رجال العالم، ورأيته يذاكر في مجلس شيخنا بأسماء البلدان وأحوالهم وتراجم أهلها مذاكرة حسنة يربى فيها على غيره قرأت عليه يسيراً، ومات في شعبان سنة أربع وخمسين بجدة ودفن بها على ما بلغني وخلف مالاً جزيلاً رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن حمام. مضى فيمن جده عبد الله بن إبراهيم.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الشهاب الأشليمي المصري الجيزي نزيل خروبيتها الشافعي. ولد في سنة خمس وستين وسبعمائة أو قبلها في قرية سمنديل من قرى الغربية وتحول منها إلى إشليم فقرأ القرآن وكان أبوه أحد مقطعيها ثم انتقل إلى القاهرة فتلا لأبي عمرو على الفخر البلبيسي والشرف يعقوب الجوشني والزراتيتي، وحفظ الحاوي وألفية ابن مالك وتصريف العزي والشاطبية وبحث الحاوي والمنهاج على الأبناسي ولازمه كثيراً حتى بحث عليه الألفية وغيرها والحاوي فقط على البدر الطنبذي وحضر دروس السراج البلقيني كثيراً وسمع على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي، وحدث سمع منه الفضلاء وحج قبل القرن وولي مشيخة خانقاه المحسني بالاسكندرية وأقام بها فوق السنة والخانقاه الصلاحية بالفيوم وأقام بها ست سنين وعقود الأنكحة بالديار المصرية عن البدر بن أبي البقاء، ثم قطن الجيزة من وقت جعل المؤيد الخروبية مدرسة حتى مات بها في المحرم سنة تسع وأربعين بعد أن ضعف بصره من حدود سنة ست وأربعين رحمه الله، وكان فاضلاً صالحاً كثير التلاوة كريماً وحكى أنه سمع الأبناسي يقول للبلقيني أنه سمع كلام الموتى في قبورهم وذلك أنني كنت في البقيع من المدينة الشريفة فوقفت عند قبر جديد لأسأل عن صاحبه فقال لي شخص كان يقرأ على قبر: يا سيدي لم تقف عند قبر هذه الرافضية قال فرأيت البلقيني احمر وجهه ونزلت دموعه وقال آمنت بذلك.

أحمد بن محمد بن عبد الله بن داود الشهاب القليوبي الأصل القاهري المولد المكي المنشأ الشافعي سبط الشمس محمد بن محمد الطويل ويعرف بابن خبطة - بمعجمة ثم موحدة مفتوحتين وهو لقب لبعض أجداده لكونه مرض فأختبط ثم صح. ولد في سنة سبع وعشرين وثمانمائة بالكاملية وانتقل صحبة أمه وخاله الزين عبد الغني الآتي إلى مكة قبل استكماله السنة الأولى فنشأ بها وحفظ القرآن وصلى به التراويح في سنة سبع وثلاثين وحفظ العمدة والشاطبيتين ومن المنهاج إلى الجراح والمنهاج الأصلي والكافية وبعض الألفية وعرض بعض محافيظه على الجمال المرشدي والزين بن عياش وجماعة بمكة والجمال الكازروني وغيره بالمدينة وقرأ الحديث بمكة على التقي بن فهد وأبي السعادات بن ظهيرة وسمع بها من أبي الفتح المراغي وغيره من أهلها والقادمين إليها كالزين أبي شعر الحنبلي وبالقاهرة على ابن بردس وابن ناظر الصاحبة والزركشي والشريف عبد اللطيف الفاسي وقرأ على الشريف النسابة ولازم شيخنا في قراءة الكثير من البخاري وبعض شرحه للنخبة وسماع غالب الترغيب للمنذري وغير ذلك وتلا ببعض الروايات على ابن عياش والطباطبي ثم جمع بأخرة على بعض القراء واستظهر حينئذ الشاطبية فإنه كان نسيها وأذن له وقرأ في الفقه قديماً على الكمال إمام الكامية بمكة والشمس محمد بن عبد العزيز الكازروني بالمدينة والقاياتي والونائي بمصر وحضر دروس أبي السعادات بمكة وغيره وأخذ عن الشمني في حاشيته على الشفا وغيرها وعلى الكازروني قرأ في العربية وكذا حضر فيها عند الأبدي وقرأ في الأصول على إمام الكاملية أخذ عنه الكثير من شرحه للمنهاج الأصلي وأخذ أيضاً عن مظفر الدين الشيرازي وتولع بفن الأدب وتدرب فيه يسيراً بمذاكرة الشهاب بن صالح الماضي وكذا تدرب في التوقيع والاسجالات بأبي السعادات وبرع فيهما بوفور ذكائه وفطنته وامتدح أبا السعادات وغيره ورثى بعض أمراء مكة وأنشأ الخطب وترسل عن سلاطين مكة وغيرهم مع الشكالة الحسنة والمحاضرة اللطيفة والبزة الجميلة والذكاء المفرط وكتابة المنسوب، وقد ناب في قضاء جدة وخطابتها عن الكمال أبي البركات بن ظهيرة واختص بأبي السعادات من صغره وهلم جراً وحظي عند وتأثل من صناعة التوقيع وغيرها ونسبت له هنات لكنه أظهر بأخرة التوبة وانعزل وأكثر الطواف والعبادة والتلاوة؛ ورأيته على خير وطريقة جميلة، وقد دخل مصر مراراً أولها في سنة أربع وأربعين وزار المدينة غير مرة وأقام في بعضها أشهراً لقيته في الحجة الأولى بمكة وعلقت عنه من نظمه ونثره ثم لقيته ثانياً واستعار الجواهر فانتقى منه كثيراً وبالغ في إطرائه وكتب في الثناء عليه وعلى مؤلفه أشياء سمع بعضها منه النجم بن فهد أعجله الموت عن تبييضها وما رأيت هناك في فن الأدب أذوق منه. مات على إنابة وخير وأنا بمكة فيها في ليلة ثاني عشر ذي القعدة سنة إحدى وسبعين مبطوناً شهيداً وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة رحمه الله وعفا عنه. ومما كتبته من نظمه يستدعي قاضيه الجلال أبا السعادات للحضور عنده:

قاضي القضاة الشرع يا أعلى الورى

 

قدراً وأعـلـى رتـبة وكـمـالا

أنا اجتمعنـا عـاريين فـاكـسـنـا

 

فجمال مقدمك الـسـعـيد جـلالا

منه:

والله والله مـا أعـددت لـي عـدداً

 

يوم القيامة تنجـينـي مـن الـنـار

سوى شفاعة خير الخلـق قـاطـبة

 

المصطفى المجتبى من صفوة الباري

عسى به الله أن يعفو ويصفـح عـن

 

جرمي وجرمي وأسراري وأسراري

أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة المحب أبو العباس وأبو الفتح بن الجمال أبي حامد القرشي المخزومي المكي الشافعي الآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن ظهيرة وأمه علما ابنة عم أبيه الشهاب بن ظهيرة: ولد في أثناء يوم الخميس رابع جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وسعبمائة بمكة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وصلى به في سنة تسع وتسعين وكتبا كالمنهاجين والألفيتين والشاطبية وعرض على جماعة كالأبناسي وسمع عليه الموطأ بل وحضر عنده دروساً في الفقه وسمع من ابن صديق والزين المراغي وآخرين وأجاز له النشاوري والأميوطي والتنوخي وابن حاتم والبلقيني وخلق ولازم دروس أبيه نحو خمس عشرة سنة وبه انتفع كثيراً وقرأ على المراغي العمد في شرح الزبد لابن البارزي وعلى الشهاب العمري المنهاج الأصلي مع سماع جانب من جمع الجوامع عليه وحضر عند أبي عبد الله الوانوغي دروساً كثيرة في التفسير والأصول والعربية وغيرها وقرأ في المنطق عليه وحضر عنه الحسام الأبيوردي في الأصول والمعاني والبيان والمنطق وأخذ الفرائض والحساب والفلك عن حسين الزمزمي وأجاز له بالإفتاء والتدريس المراغي وابن حجي والجلال البلقيني والولي العراقي لما حج في سنة اثنتين وعشرين والشهاب الغزي مكاتبة وبرع وتفنن في الفقه والفرائض والحساب وغيرها وتصدى لنشر العلم بالمسجد الحرام عند الأسطوانة الحمراء في سنة تسع وثمانمائة فحضر دروسه أهل مكة والغرباء وأثنوا على دروسه فيها، استنابه أبوه في القضاء والخطابة بل نزل له في مرض موته عن تدريس المجاهدية والبنجالية فباشرهما قريباً من عشر سنين وكان والده استنجز له مرسوماً بأن يكون نائباً عنه في حياته مستقلاً بعد وفاته فحكم له نائب الحنبلي بمكة بعد موت أبيه في رمضان سنة سبع عشرة بصحة هذه الولاية المعلقة وباشر بها أشياء ثم جاءت الولاية لغيره ثم له في شعبان من التي تليها فباشر بعفة ونزاهة وحرمة ولم يلبث أن حرف في شوال من التي تليها ثم أعيد بعد شهر إلى أن مات. وكان إماماً علامة خيراً ديناً عاقلاً صيناً ورعاً نزهاً متواضعاً زائد التودد كبير الإنصاف قليل الشر ذكياً فصيحاً مسدداً في فتاويه كثير التحقيق في دروسه جميل المحاضرة حسن التصرف في الزكوات والصدقات يسوى في ذلك بين القريب والبعيد ذا وسوسة في الطهارة والصلاة حدث ودرس وأفتى، وردت عليه أشياء كثيرة من الطائف وغيره فأجاب عنها وله نظم ونثر فمن نظمه:

دماء حج على أنـواع أربـعة

 

تفصيلها في خلال النظم منثور

الأبيات. وممن سمع منه صاحبنا ابن فهد، وقد ذكره شيخنا في أنبائه وقال: قاضي مكة وابن قاضيها ومفتيها وابن مفتيها قال وكان ماهراً في الفقه والفرائض والحساب والفلك حسن السيرة في القضاء قال وخلت مكة بعده ممن يفتي فيها على مذهب الشافعي؛ زاد في موضع آخر وكذا انقرض بموته الذكور من نسل جمال الدين، وكأنه لم يستحضر ولده أبا الفتح محمد الآتي أو لصغره سيما وقد مات تلوه بخمسة وخمسين. وكذا أثنى عليه التقي الفاسي وقال أنه لم يخلف بعده مثله وذكره ابن قاضي شهبة وآخرون كالمقريزي في عقوده وقال نعم الناس نزاهة وديانة وخيراً وإنصافاً وحسن فضيلة وجميل محاضرة تردد إلي فحجت سنة خمس وعشرين وأهدي إلي. مات بعد تمرض نحو أربعين يوماً في ضحى يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين بمكة ونادى المؤذن بالصلاة عليه فوق زمزم وصلى عليه بعد صلاة العصر، تقدم الناس الشمس محمد بن أحمد بن موسى الكفيري الدمشقي ودفن بالمعلاة عند أبيه وجده بجوار قبر جده مقرئ مكة العفيف عبد الله الدلاصي وكثر الأسف عليه لمحاسنه رحمه الله وإيانا.

أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الشريف الشهاب بن الشمس بن الكمال الحسني الجرواني ثم القاهري الشافعي. ولد في عاشر رجب سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وعرض على ابن الملقن والبدر بن أبي البقاء وغيرهما، وحضر في الفقه عند الأبناسي والقويسني وجماعة وناب في الحكم عن الجلال البلقيني وغيره، وحج مراراً وزار القدس والخليل، وتكسب بالشهادة وقتاً ثم ترك وكان أحد صوفية البيبرسية نير الشيبة حسن الهيئة أجاز لي. ومات في حدود الخمسين وحكى لي أن الأبناسي كتب بحضرته على فتيا ثم بعد توجه السائل تذكر أنه أخطأ فتألم وأرسل في طلبه فلم يوجد فما كان يعد يسير إلا وقد جاءه السائل وأخبر بأن تلك الورقة سقطت في البحر فسر بذلك وكتب له بالجواب فكانت من النوادر.
احمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن أبي الفتح بن أبي البركات محمد بن محمد بن علي بن أبي القسم بن حسن بن عبد القوي البجائي التونسي المالكي ويعرف بأبي العباس بن كحيل ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانمائة بتونس ونشأ بها فقرأ القرآن وتلا الفاتحة على أبي عبد الله محمد بن محمد بن مسافر العامري وقال أنه قرأ عليه المسلسل، وتلا بالسبع ويعقوب على أبي القسم بن أحمد البرزلي وأبي محمد عبد الله بن مسعود القرشي عرف بابن قرشية وأبي عبد الله الشقوري وأبي محمد القلاق في آخرين، وأعلى ما عنده في ذلك طريق الحرمين قرأ بها على أبي القسم بن ميمون المعروف بالفلاحي بينه وبين ابن وضاح ثلاثة أنفس وأخذ النحو عن أبي عبد الله الصنهاجي صاحب الجرومية بحيث عليه الجمل للزجاجي والمقرب لابن عصفور وغيرهما وأبي الحسن الأندلسي المعروف بسمعت بحث عليه ألفية ابن مالك وغيرها والمنطق وعلم الكلام عن أبي عبد الله محمد بن خلفة الآتي بالضم وآباء العباس العرجوني والبسيلي والشماع وعن الأخيرين والأبي وأبي العباس المدغري أصول الفقه وعن الصنهاجي وأبي القسم البرزلي والعبدوسي وأبي يوسف يعقوب الزعبي وأبي عبد الله محمد بن مرزوق العجيسي وغيرهم الفقه وعن الشماع والمرغدي وأبي الفضل بن الإمام وغيرهم المعاني والبيان كل ذلك بقراءته وعلم الهندسة حضوراً وسماعاً عن ابن مرزوق بل سمع في مجلسه غالب ما كان يقرأ عليه من علوم شتى وكذا على أبي القسم العقباني، وأما علم الوثائق والأحكام وما يتعلق بذلك فأخذه عن المعمر أبي عبد الله محمد بن محمد الأنصاري الخزرجي ويعرف بابن الحاج، وسمع الحديث على أبي زكريا يحيى بن منصور وأبي عبد الله بن مسافر وأبي القاسم الأندلسي والشريف أبي عبد الله التلمساني وسمع بحث ابن الصلاح على أبي محمد عبد الواحد العرياني ومن شيوخه أيضاً أبو عبد الله السماد والقاضي أبو مهدي الغبريني وأبو بكر العبري وفي شيوخه كثرة؛ ولقي شيخنا في سنة ست وأربعين وأنشده قوله:

قد فزتم بين الأنـام وحـزتـم

 

رهن السباق بنشر فتح الباري

فالله يكلؤكم ويبقى مجـدكـم

 

ويحوطكم من أعين الأغـيار

وصنف متناً في الفقه سماه المقدمات في مجلد لطيف وكتاباً في الوثائق سماه الوثائق العصرية وفي التصوف سماه عون السائرين إلى الحق، ولقيته بالقاهرة في جامع الأزهر فكتبت عنه ما تقدم وغيره، وكان فاضلاً مفوهاً طلق العبارة حسن المحاضرة بهي المنظر حسن الخبر والمخبر والغالب عليه التصوف والصلاح وقد ألزمه صاحب تونس في السنة المشار إليها أن يكون قاضي الركب وبلغنا أنه مات قريب سنة تسع وستين، وله أقارب علماء مصنفون رحمه الله وإيانا.
أحمد بن أبي الفضل محمد بن العفيف عبد الله بن القاضي تفي الدين أبي اليمن محمد بن أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر الشهاب بن الجمال القرشي العمري الحرازي المكي. سمع من الزين المراغي في سنة أربع عشرة الختم من مسلم وأبي داود. مات بها في عصر يوم الأربعاء خامس عشري شوال سنة تسع وخمسين.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن التقي محمد بن أحمد الشهاب القرشي العمري الحرازي المكي الشافعي ابن عم الذي قبله. مات بمكة في ليلة الأحد ثالث رجب سنة ست وستين. أرخه ابن فهد أيضاً، وهو ممن لازم البرهاني بن ظهيرة وانتفع به وانجذب ثم صح. رحمه الله.

أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد العمري المصري الأصل المكي لخواص الآتي أبوه. ممن سمع مني بمكة.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو العباس القلشاني المغربي المالكي أخو عمر الآتي. ممن أخذ عن عيسى الغبريني وغيره كابن عرفة وتقدم بحيث شرح ابن الحاجب والرسالة، ولي قضاء الجماعة بتونس بعد محمد بن عقاب المتولي بعد عمر أخي صاحب الترجمة ثم صرف بابن أخيه محمد بن عمر الآتي ولزم الإمامة بجامع الزيتونة والفتيا حتى مات بعد الستين بل قال ابن عزم سنة ثلاث وستين، أفادني ترجمته بعض تلامذته ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن عبد الله التاج السكندري بن الخراط. فيمن جده أحمد بن عبد الله بن عمر.
أحمد بن محمد بن عبد الله الشهاب أبو العباس بن صلاح الدين المحلي ثم القاهري الشافعي خطيب جامع ابن ميالة بالقرب من بين السورين. ممن أخذ الفقه عن الأبناسي والطبقة وأصول الفقه والفرائض والعربية وغيرها عن غير واحد واختصر شرح الشذور وناب في القضاء عن الجلال البلقيني وجلس بأخرة في حانوت الشافعية ظاهر باب الشعرية وخطب بالجامع المذكور وسكن فيه وتصدى به لإشغال الطلبة وممن قرأ عليه في الابتداء الفخر عثمان المقسي وابن قاسم وكذا أبو البقاء بن العلم البلقيني. وكان إماماً بارعاً في الفقه وأصوله والفرائض والعربية والصرف مع النسك والعبادة والصلاح واعتقاد الناس فيه وكانت بينه وبين الظاهر جقمق وهو أمير صحبة فلما استقر امتنع من الصعود إليه. مات في يوم الأربعاء ثامن عشر ذي الحجة سنة أربع وأربعين. أرخه المقريزي وسمى والده صالح بن تاج الدين وكأنها كانت صلاح فتحرفت وتاج الدين لقب جده وقال كان فاضلاً في الفقه والفرائض والنحو وله سلوك ونسك وللناس فيه اعتقاد ودرس وخطب مدة رحمه الله.
أحمد بن محمد بن عبد الله الشهاب بن الناصح. يأتي فيمن جده محمد لا عبد الله.
أحمد بن محمد بن عبد الله الشهاب الدمشقي الصالحي الذنابي. ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن عبد الله الشهاب المغراوي المالكي. كان عالماً بالفقه وأصوله والنحو وأخذ عنه الجلال البلقيني والجمال الطيماني وكان يعارض ابن خلدون في أحكامه ويفتي عليه ويناظره وكان العز بن جماعة يعظمه كثيراً وأما هو فيقول متى كان العز إنما اشتغل على كبر وكان جندياً وأنا اشتغلت قبله بزمان، ومع فضله كان خاملاً جداً لأمور منها أنه كان ممن صحب السالمي وتمكن منه وعادى بسببه أكابر الدولة فلما ذهب السالمي آذوه سيما مع عدم تردده للأكابر وتحامقه عليهم، وقدم دمشق في سنة أربع عشرة ونزل بالمدرسة الزنجيلية وأخذ عنه الطلبة ثم عاد لبلده وترك الاشتغال بحيث قل استحضاره ومع ذلك فقال التقي بن قاضي شهبة أنه لم يترك بمصر والشام في المالكية مثله. مات في شوال سنة عشرين وقد قارب السبعين، وقد ذكره شيخنا في أنبائه باختصار فقال: أحمد بن أبي أحمد المغراوي المالكي اشتغل كثيراً وبرع في العربية وغيرها وشارك في الفنون وشغل الناس وعين مدة للقضاء فلم يتم ذلك. مات في تاسع عشر شعبان. ونقل ابن قاضي شهبة عن الشيخ محيي الدين المصري حكاية أنه سمع صاحب الترجمة يحكي أنه حضر مجلس ابن عرفة فقال لأصحابه يوماً بعد تقرير شيء: من يعترض على هذا بدون محاباة؟ فانتدب أبو عبد الله بن منصور لانتقاده فرده ابن عرفة واستمرا في المعارضة بقية الدرس ثم كذلك في كل من الأيام الثلاثة بعده إلى أن أغلظ ابن عرفة على ابن منصور وشتمه وهو لا ينفك عن انتقاده بل قال له هذا الكلام لا يردني فإن كنت تردني بغيره فافعل فما وسعه إلا أن قال له الحق معك في كل ما قلت ثم أذن له بالإفتاء فقال بعض الحاضرين أما كان هذا في اليوم الأول ووفرت لنا دروسنا في هذه الأيام فقال إنما أردت أتيقن أهو ثابت أو مزلزل حتى علمت تمكنه أو نحو هذا، ولم يلبث شغور تدريس فشهد له بانفراده باستحقاقه وولاه له وحضر ابن عرفة معه قال المغراوي وكنت ممن حضر معهما. وعن الشرف عيسى المالكي القاضي أن المغراوي بحث مع البساطي في مسألة فقال له أعرفها وأنت في مغراوة خلف البقر فقال له يا جاهل يا ولد خرى مغراوة ما فيها بقر قط أولئك عرب أصحاب إبل ترحل وتنزل وأما أنا فوالله العظيم هو ذاك الذي أعرفها وأنت في بساط ترعى البقر.

أحمد بن محمد بن عبد الله الشهاب النفطي المدني. كان أميناً على حواصل الحرم النبوي وخدام الحرم وله ملاءة وأولاده بالمدينة تردد مها إلى مكة للحج مراراً في سنة عشر وثمانمائة في أثناء السنة وأقام بها إلى أن خرج إلى الحج ثم توفي بمنى بعد وقوفه بعرفة في أيام التشريق منها ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين ظناً، وهو ممن سمع بالمدينة من قاضيها البدر بن الخشاب. قاله الفاسي في مكة.
أحمد بن محمد بن عبد الله الطيب التونسي ويعرف بالسقطي. ممن أخذ عني بالمدينة.
أحمد بن محمد بن عبد الله بلكا. في أحمد بن محمد بن بلكا.
أحمد بن محمد بن عبد المنعم الشهاب البوصيري القاهري المالكي ممن طلب بنفسه ورافق الأقفهسي ثم شيخنا ووصفه الفخر عثمان البرماوي من أئمة القراء بالشيخ المقريئ وكأنه قرأ القراءات وكان عنده أجزاء كثيرة ويقال له بكونها ألفاً أو ألفين بل كتب بخطه بعض الأجزاء رأيت جزءاً أرخ كاتبته في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة وهو سقيم جداً مع نقله من خط صحيح جداً.
أحمد بن محمد بن عبد المهيمن كذا رأيته في نسخة من عقود المقريزي وسيأتي بزيادة محمد قبل المهيمن.
أحمد بن البهاء محمد بن عبد المؤمن بن خليفة أبو العباس الدكالي المكي أخو أبي الفضل ومحمد. ولد في أوائل عشر السبعين وسبعمائة ونشأ في كفالة السيدة أم الحسين ابنة أحمد بن الرضي الطبري على وجه جميل وسمع على العز بن جماعة فلما بلغ واستقل بنفسه رغب لأخويه عما يخصه من الوظائف والصرر بمال أذهبه فيما لا فائدة فيه ثم خدم الدولة بمكة من بني حسن وتزيا بزيهم في اللباس وغيره وتنقل في خدم أناس منهم ثم أعرض عن ذلك وسكن ببعض الربط بمكة متجرعاً ألم الفقر والحاجة إلى أن توجه إلى الينبع في أثناء سنة عشرين فأقام هناك كذلك حتى مات في صفر سنة ثلاث وعشرين وقد بلغ الستين أو جازها، وقد دخل مصر غير مرة واليمن فيما أحسب. ذكره الفاسي في مكة وقال وما إخاله حدث ولكن أظنه أجاز لي.
أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف الشهاب بن القاضي فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني الحنفي أخو سعد وسعيد وعبد الله ومحمد وهو وسعيد أفضل أخوتهما. مات في رمضان سنة أربع وستين ولم يعقب ذكراً.
أحمد بن محمد بن عبية المقدسي. يأتي بإثبات محمد ثان قبل عبية.
أحمد بن محمد بن عثمان بن أيوب شهاب الدين الأشليمي ثم القاهري أخو الشرف محمد الأصيلي والنور علي الأشليمي ووالد النجم محمد. نشأ فقرأ القرآن وتكلم في أوقاف أخيه فحمد تصرفه وطاب أمره مع تقصيره عن أخويه في الاشتغال في الجملة وتأخره عنهما في السن وله حرص على الجماعة وإقبال على شأنه وملازمة لتصوفيه ووظائفه.
أحمد بن محمد بن عثمان بن سليمان الشهاب بن المحب القرمي الأصل القاهري الحنفي أخو إبراهيم ومحمد ويعرف كأبيه بابن الأشقر. استقر في مشيخة الخانقاه السرياقوسية عوضاً عن أبيه وانفصل عنها ثم أعيد ثم رغب عنها لأخيه الأصغر وكان مخمول الحركات مبذراً.
أحمد بن محمد بن عثمان بن عبد الله وقيل أيوب بدل عبد الله الشهاب بن القاضي أصيل الدين الأشليمي القاهري والد ناصر الدين محمد الآتي ويعرف بابن أصيل. ناب في الحكم ومات في صفر سنة تسع عشرة مطعوناً. ذكره شيخنا في أنبائه.

أحمد بن محمد بن عثمان بن عمر بن عبد الله النابلسي الأصل المقدسي نزيل غزة ويعرف بابن عثمان الخليلي. ولد في ثامن عشري رجب سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة وسمع بإفادة أخيه المحدث برهان الدين المترجم في المائة قبلها على الميدومي والشمس محمد بن إبراهيم بن عبد الكريم القرشي الذهبي سمع عليه جزء الغطريف والبهاء محمد بن عبد الله بن سليمان خطيب بيت الآبار سمع عليه اقتضاء العلم العمل للخطيب والعلاء علي بن أيوب بن منصور المقدسي تلميذ النووي وفاطمة وحبيبة ابنتي إبراهيم بن عبد الله أبي عمر والبرهان بن جماعة والفخر النويري وآخرين كالعلائي سمع عليه كتباً من تصانيفه منها القول الحسن في بعث معاذ إلى اليمن وتحقيق المراد في أن النهي يقتضي الفساد، وأجاز له المزي والذهبي وعبد القادر بن القرشية ويوسف المعدني وابن السديد وأبو نعيم الأسعردي وجماعة من الشاميين والمصريين. قال شيخنا في معجمه: وكان ديناً صالحاً فاضلاً خبيراً ببعض المسائل منقطعاً بمسجده الذي بناه بغزة مقبول القول في أهلها اجتمعت به فيه وعرفت بركته وقرأت عليه أشياء منها المسلسل، زاد في أنبائه: وكان للناس فيه اعتقاد ونعم الشيخ كان وسمى الذي بناه جامعاً. وكذا ذكره الفاسي في مكة وقال أنه سمع منه في رحلته الأولى بغزة وكانت لديه فضيلة وله شهرة في الصلاح والخير وبلغني أنه ينتحل في التصوف مذهب ابن عربي وذكر لي أنه قدم مكة مراراً وجاور بها ثم حج في سنة أربع وأقام بمكة حتى مات في يوم الخميس مستهل صفر سنة خمس بمنزله برباط الدمشقية بأسفل مكة وصلى عليه ضحى ودفن بالمعلاة شهدت الصلاة عليه ثم دفنه وله اثنان وسبعون سنة. وهو في عقود المقريزي وزاد في نسبه علياً بعد عمر.
أحمد بن محمد بن عثمن بن عمر الشهاب الأبوصيري المسيري الأصل المحلي ثم الأزهري الشافعي ويعرف بالمسيري. ولد في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة تقريباً بالمحلة وقدم القاهرة فحفظ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه وألفية النحو وغيرها وعرض على المناوي والبلقيني والأقصرائي في آخرين وأخذ عن البدر حسن الضرير ثم عن الشرف عبد الحق السنباطي والجوجري ولازم ابن قاسم في كتب كثيرة سردها والفخر المقسي والعبادي في آخرين وكان انتفاعه في الفقه بالمقسي وقرأ على الشهوي والشرق العبر مكيني في التوضيح لابن هشام وسمع على العلاء الحصني في الكلام وكذا أخذ عن الديمي وكاتبه وتميز في فنون سيما الفقه وأقرأ بعض الطلبة بل صار ممن يقسم عليه وقرأ الحديث ببعض أماكن المحلة وصارت له وجاهة فيها وبين كثير من الفضلاء مع خير في الجملة، وحج في سنة أربع وتسعين ثم في سنة ثمان وتسعين ورجع في كليهما وتكرر تردده إلي فيهما أيضاً.
أحمد بن محمد بن عثمان بن الجمال يوسف بن إبراهيم الشهاب التبريني ثم الحلبي الحنفي ويعرف بالتبريني. ولد تقريباً سنة تسع وأربعين وثمانمائة بتبرين ورجع وهو صغير مع أبويه إلى حلب فحفظ القرآن وصلى به في جامعها بمحراب الحنابلة والمختار والفقه الأكبر في أصول الدين والكافية وتصريف العزي واشتغل عند ابن أمير حاج وغيره وقرأ الفرائض والحساب على يوسف الأسعردي ولازم الكمال الأردبيلي نزيل حلب الشافعي في فنون؛ وقدم علينا من حلب مرافقاً للمحيوي عبد القادر بن الأبار فقرأ على شرح النخبة بتمامه بحثاً وجل المقاصد الحسنة وسمع على في البحث غالب شرحي للألفية وبعض الصحيحين وغير ذلك بل قرأ علي أماكن من الكتب الستة والموطأ ومسند الشافعي ومسند أحمد وشرح معاني الآثار للطحاوي والأذكار والرياض ومن لفظي المسلسل وعشاريين ومسلسل الصف وحديثاً لأبي حنيفة: وأنشدني لنفسه يخاطبني مما فيه بعض خلل:

سما فضلك اسـتـقـر بـهـا شـهـب

 

المعاني حسادك في عـكـس ونـكـس

غدوت مـحـمـوداً وأنـت مـحـمـد

 

وناهيك فخراً بمن رقي العرش والكرسي

مدحت الشهاب تـكـرمـاً ولـكـن مـا

 

نسبة الشهاب في المـدح لـلـشـمـس

وقوله:

لئن فضلت البشاشة على القرى

 

فهي وهو مع السخاوي أفضل

وله مشاركة في العربية والصرف مع عقل وأدب وربما اتجر وكتبه واصلة إلي مع أخباره.

أحمد بن محمد بن عثمان الشهاب النحريري ثم القاهري الضرير نزيل الظاهرية القديمة ومن بقايا شيوخها المكثرين من الجلوس ببابها. مات في ليلة الاثنين رابع رجب سنة تسع وسبعين عن سن عالية سامحه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن عثمان البربهاري المكي الدهان ويعرف بجده. مات بمكة في شعبان سنة سبع وسبعين.
أحمد بن محمد بن عثمان المزملاتي. في من جده الياس.
أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الشهاب القاهري الواعظ ويعرف بابن القرداح، وربما قيل له القرداح بضم القاف ومهملات وهو لقب أبيه. ولد بعد الثمانين أو في حدودها وجزم شيخنا في تاريخه نقلاً عنه بأنه سنة ثمانين، ولازم العز بن جماعة في فنون كالموسيقا وغيرها، وأخذ علم الميقات وغيره عن الجمال المارداني، وعلم الفلك عن الشمس محمد بن أيوب رئيس الجامع العمري بمصر وضرب في كثير من الفنون بنصيب ونظم ونثر النظم الوسط فما دونه وسمعت أنه بحث اقليدس بكماله على ابن المجدي وانتهى إليه حسن الإنشاد في زمانه مع قبول الوجه والكلام والفصاحة ورخامة الصوت وحسن الشكل وله اليد الطولى في الضرب بالعود والبراعة في ضرب السنطير، وكان المؤيد شيخ يميل إليه ويأخذه معه في منتزهاته وخلواته وباشر التأذين والتسبيح عنده فكان لا يتمكن من الأكل على سماطه لشرف نفسه فضلاً عن تعاطي الخطف كغيره ولذا قال مخاطباً لناصر الدين بن البارزي:

ارحم عبيداً ذاب من ألم العنا

 

والجوع والتسهيد والتبريح

هبني عملت مؤذناً لكننـي

 

بشر ولست أعيش بالتسبيح

كتب عنه غير واحد، قال شيخنا أنه من مفاخر الديار المصرية في حسن الإنشاد لا يفوقه أحد من أهل العصر فيه ولم يكن بمصر والشام في هذا الوقت أحد يساويه فيما اجتمع فيه من طيب النغمة ومعرفة الفن واجتناب اللحن واختراع التلحين الذي لم يسبق إليه قال ونظم الشعر فكان ربما يدرك منه الوسط المقبول والكثير منه سفساف ولكن كان يسهله بحسن إنشاده، قال وقد حضر مجالس الحديث وسمعنا من نظمه الكثير ومدحني بأبيات عدة مرار وطارحني بأبيات تائية فوقانية معتذراً عن قضية اتفقت له وأبرزها في قالب الاستفتاء، وقال في تاريخه وكان يعمل الألحان وينقل كثيراً منها إلى ما ينظمه فإذا اشتهر وكثر العمل به تحول إلى غيره، ولم يسق شيخنا في تاريخه نسبه بل اقتصر على أحمد بن محمد ثم قال ابن عبد الرحمن وأما في معجمه فقال بعد محمد ابن أحمد بن علي بن عبد الرحمن وفيه قلب. مات في يوم السبت خامس عشر ذي القعدة سنة إحدى وأربعين بالقاهرة في الطاعون بعد أن أسرع إليه الشيب والهرم وخلف مالاً جزيلاً وكتباً تزيد على ألف مجلد سوى ما اختلس فيما قيل منها، وأورد له شيخنا من نظمه في معجمه:

الحمد لله طاب العيش وابنسطـت

 

نفوسنا حين زال الهم وانصرفـا

ببرء قاضي القضاة العالم العلم ال

 

بحر الخضم ومن للرسل قدخلفا

قد أظهر الله في توعيكه عجـبـاً

 

للخلق شاع جهاراً ليس فيه خفـا

لما شكا جسمه نقصاً فشـابـهـه

 

بحر القياس وولي يطلب التلفـا

وحين عوفي زاد البحر وانحدرت

 

أمواجه ثم نلنـا فـرحة ووفـا

وقد ذكره العيني فقال الواعظ الفائق لم يكن مثله في زمانه مع اشتغاله ببعض العلم. وأغفله المقريزي من تاريخه وهو عجيب ولكنه أورده في عقوده باختصار وقال كان لي به أنس وأرخ موته في شوال.

أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن موسى الشهاب بن فتح الدين أبي الفتح الأبشيهي المحلي الشافعي نزيل القاهرة وأخو البدر محمد الآتي وسبط الشهاب بن العجيمي الماضي الواعظ ويعرف بالأبشيهي. ولد بالمحلة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وأخذ ببلده عن يعقوب الرومي في النحو والصرف وعن خاله أوحد الدين في الفقه وقدم القاهرة فقرأ على النظام الحنفي في العربية وعلى التقي الحصني في المعاني والبيان وعلى الجلال المحلي في شرحيه للمنهاج وجمع الجوامع وكذا أخذ عن العلم البلقيني والمناوي وآخرين قليلاً منهم الزين زكريا ومما أخذ عنه القطب شرح الشمسية والمختصر للتفتازاني وفي العضد وغير ذلك ويقال أن جل انتفاعه إنما كان به مع مزاحمة صاحبه مع محمد الطنتدائي الضرير ومن شيوخه أيضاً السنهوري المالكي وأبو السعادات البلقيني وسمع على أم هاني الهورينية وغيرها وبرع وناب في القضاء وأكثر من التردد للأمير تمراز وخدمته فلما مات البدر بن القطان وكان إذ ذاك رأس نوبة النوب قرره في تدريس الشافعية بالشيخونية وقام الجلال البكري وقعد وأفحش عماد الكردي وأبعد فلم يلتفت الناظر لذلك واستمر خاطر الجلال مغيراً منه بحيث شافهه بالمكروه وقابله هو بنحوه، ولم يحمد العقلاء ذاك منه؛ وقرأ عليه صغار المشتغلين في التقسيم وغيره سيما بعد استقرار شيخه زكريا في المنصب فإنه صار بيده الوصل والقطع والتقديم والتأخير وعين عليه الأمور المهمة النافعة وأظهر التعفف مع إخبار بعض المعتبرين لي ممن وثق هو به بتعاطيه على يديه وصار بيته مجمعاً خصوصاً وابن قاسم أحد نواب المالكية جاره وصهره وابن خالته ونقيب الشافعي العلاء المحلي صاحبه وعشيره واستقر في تربة طشتمر حمص أخضر وكذا في تدريس الألجيهية بكلفة لناظرها عقب ابن المرخم ولكن قام عليه الأتابك حمية لولد المتوفى إلى أن أعذر ثم لم يلبث الولد أن رغب عنها لغيره واسترضى هذا بل قرره القاضي في تدريس الحديث بالأشرفية القديمة بعد أبي السعادات البلقيني وفهم عن الشهاب الغضب لذلك فبالغ في قبولي له ورغبته عنه فما سمحت نفسي بذلك ولما قبض على جماعة أستاذه كان هو منهم ثم أطلق دونهم. وبالجملة فكان عاقلاً متودداً ولكن كانت نفسه تحدثه بالقضاء الأكبر فعوجل. ومات بعد تعلله في تاسع عشر ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين، ودفن بحوش صوفية سعيد السعداء واستقر بعده في الشيخونية الجلال بن الأمانة وفي الأشرفية ابن القاضي وابن أخي الميت رحمه الله وعفا عنه.
أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن ناصر الشهاب الدرشابي الأصل - نسبة لبلدة بالبحيرة - السكندري المالكي. ولد بها سنة أربعين وثمانمائة تقريباً ونشأ فحفظ القرآن والمختصر والرسالة والثلث من ابن الحاجب والجرومية وألفية النحو وعرض على جماعة وقرأ في الفقه على أبي القسم النويري والزين طاهر والولوي السنباطي والأبدي والنور الوراق وأبي الفضل المغربي وأحمد بن يونس وآخرين وبعضهم أكثر من بعض وفي العربية على ابن يونس والأبدي وكذا عن الشمني وفي الفرائض عن أبي الجود والشمس بن جنيبات وسمع على شيخنا والأمين الأقصرائي والزكي المناوي بل قرأ على السيد النسابة في البخاري وعلى ابن يفتح الله الموطأ وغيره كما أملي على ذلك كله مما لم أعرف شيئاً منه وكذا سمع مني المسلسل بشرطه وقرأ علي يسيراً من أول البخاري وأجزت له. وناب في القضاء بالاسكندرية عن ابن البدر بن المخلطة ثم استقل بقضائها في شوال سنة أربع وثمانين عوضاً عن العفيف فدام به إلى إحدى الجمادين من التي تليها وصرف به ثم عاد في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين واستمر، وقدم القاهرة غير مرة وحج في سنة تسع وستين وجاور ورأيت جماعة من المكيين يحمدون تصرفه حين قدومهم عليه فيما لهم من الأوقاف تحت نظره.

أحمد بن محمد بن علي بن أحمد اللياني ثم البسكري المالكي ويعرف بابن فاكهة. قدم القاهرة في سنة تسع وثمانين فحج ثم اجتمع بي فسمع مني المسلسل وغيره وقرأ علي في الصحيحين والموطأ وقال لي أنه ولد تقريباً سنة ست وأربعين وثمانمائة بليانة - بكسر اللام وتحتانية وبعد الألف نون قرية من بسكرة - وتحول منها لبسكرة وهو طفل فقرأ بها القرآن والرسالة وإلى النكاح من ابن الحاجب والجرومية والألفية ثم ارتحل لتونس ومسافة ما بينهما نحو اثني عشر يوماً فلازم إبراهيم الأخضري في الفقه وأصله والتفسير والحديث وغيرها وأقام بها خمسة أعوام ولاء وارتحل إليها مرة بعد أخرى؛ ومن شيوخه أيضاً في الفقه وأصله والعربية وغيرها محمد الكومي وكذا أخذ عن محمد الواصلي ومحمد الرضاع وأحمد النخلي والسلاوي وآخرين من شيوخ تونس بل وأخذ في بجاية وبينها وبين بسكرة خمسة أيام عن سليمان بن يوسف الحسناوي وعيسى بن أحمد الحنديسي وقرأ للسبع جزءاً من أول القرآن على محمد التونسي العربي المؤدب.
أحمد بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن محمد بن محمد الشهاب الزاهدي الدمشقي. شيخ صالح مشهور بالصدق معمر أخبر أن مولده سنة سبع وثلاثين وسبعمائة وتأيد بأن أهل دمشق ينقلون عن من تقدمهم الاعتراف له بقدم السن فعلى هذا فقد أدرك إجازة زينب ابنة الكمال العامة ولذا قرأ بعض الجماعة عليه بها شيئاً. وكان خادم مقام الشيخ رسلان بدمشق. مات في يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين بالجامع الناصري من مسجد القصب وصلى عليه ودفن بمقبرة الشيخ رسلان وكانت جنازته حافلة.
أحمد بن محمد بن علي بن إسماعيل الشهاب المدعو بركات بن الشمس المحلي الأصل المكي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بالخطيب وهو كاتب الغيبة لكونه كاتب غيبة جماعة الأشرفية بمكة. ولد بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية وأربعي النووي ومنهاجه ومختصر أبي شجاع وألفية النحو وعرض على جماعة كالبرهاني بن ظهيرة وولده والقضاة الثلاثة والإمام المحب الطبري وعبد المعطي المغربي الخطيب والمحب النويري في آخرين من طبقتهم فما دونها وسمع علي الشفاء وغيره في سنة سبع وتسعين وأدب الأبناء وربما كتب.
أحمد بن محمد بن علي بن مفلح الشهاب الزبيدي. كان رجلاً صالحاً عابداً زاهداً ملازماً لبيته لا يخرج منه إلا للجمعة ويتقوت هو وعياله من نسخ المصاحف وللناس فيه اعتقاد زائد سيما في آخر عمره بحيث اشتهر ذكره وبعد وصيته وكان يحكي أن والده سأل إسماعيل الجبرتي في الدعاء له وهو طفل فلما رآه قال هذا وارث ولآخرته حارث، سمعه من صاحب الترجمة الكمال موسى الدوالي وقال أنه كان كما تفرس فيه الشيخ فإنه كانت أمارات الخير والفلاح عليه من صغره ظاهرة، ولم يزل على طريقته المرضية صلاحاً وزهداً وورعاً ومحاسن حتى مات في أول دولة على بن طاهر سنة ستين وهو ممن شهد جنازته وحمل نعشه بل وشهده الجم الغفير وصلى عليه بجامع زبيد ودفن بجانب جده علي رحمه الله.
أحمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الفقيه العالم المفتي الشهاب أبو عبد الله أو قال العباس حفيد قاضي القضاة الموفق اليماني الناشري سبط عم أبيه الشهاب أحمد بن أبي بكر. ولد سنة خمس عشرة وثمانمائة وحفظ القرآن والشاطبية والحاوي وقرأه على كل من خاله القاضي الطيب والجمال محمد بن إبراهيم بن ناصر تلميذ ابن المقرئ وبرع فيه وصار يستحضره في الوقائع ويستخرج منه أكثر الفقه منطوقاً ومفهماً ثم قرأ الروضة على أولهما وأذن له في الإفتاء والتدريس فدرس وأفتى وقتاً، وكان قد اشتغل أولاً بالقراءات السبع وقرأ عند أخيه المقرئ عبد الله القراءات وغيرها وكذا أخذ القراءت عن العفيف الناشري، ثم عكف على الحاوي فنقله في أسرع مدة، وهو جيد الحفظ له مع ذلك يد طولى في الجب والمقابلة ومشى على طريقة حسنة من النسك ولعبادة كأخيه ومات في حياة أبويه سنة سبع وخمسين فاشتد جزعهما عليه وسافر أقاربه ونحوهم وقدرت وفاة أخيه صالح ثاني يوم موته ولم يكن كاسمه عند خاله فتمثل بما قيل:

من شاء بعدك فليمت

 

فعليك كنت أحـاذر

أحمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد الخواجا الشهاب بن الخواجا الشمس الحلبي الأصل الدمشقي بن المزلق - بضم الميم وفتح الزاي وكسر اللام المشددة - أخو حسن وعلي الآتيين. مات في ليلة ثالث عشر المحرم سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة وصلى عليه من الغد بجامع دمشق ودفن بتربة والده خارج باب الجابية وكانت جنازته حافلة وكثر الثناء عليه، وهو الذي أنشأ المطبخ بباب البريد ثم وقف عليه أهل الخير رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن علي بن تقي. فيمن جده أحمد بن علي.

أحمد بن محمد بن علي بن حسن بن إبراهيم الزكي ثم الشهاب أبو الطيب أو أبو العباس الأنصاري الخزرجي السعدي العبادي الشافعي المقرئ سبط أخي النور الهيثمي ويعرف بالشهاب الحجازي. ولد في سابع عشري شعبان سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة قريب البيبرسية وطاف به أبوه يوم سابعه بجوانبها تبركاً بأماكن الصالحين وقرأ القرآن والعمدة ونور العيون والتنبيه والملحة والمقامات الحريرية إلا اليسير منها وكان غاية في سرعة الحفظ وقال إنه عرض على ابن حاتم والأبناسي والعراقي والهيثمي والمحب بن هشام والمجد إسماعيل الحنفي والزين الفارسكوري والفخر البرماوي في آخرين، وجود القرآن على أبيه والزراتيتي بل قرأ على أبيه عدة روايات ولبس الخرقة من الشهاب الناصح وتلقن الذكر من الحافي وسمع على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي والمجد الحنفي والبدر النسابة الأكثر وابن الكويك والولي العراقي والنور الفوي في آخرين منهم فيما كان يقوله الفرسيسي ولازم العز بن جماعة في كثير مما كان يقرأ عليه والولي العراقي في الفقه وأصوله والحديث والعربية وكتب عنه أكثر أماليه بل قرأ عليه المقامات وكذا قرأ معظمها على شيخنا ولازم مجلسه أيضاً في الأمالي وغيرها وقرأ فيها أيضاً على البساطي وأخذ في الفقه وأصوله والعربية أيضاً عن الشمس البرماوي والفقه أيضاً عن البيجوري والنحو أيضاً عن البساطي بل وعن الشمس السيوطي والشهاب المغراوي وناصر الدين بن أنس ثم عن الحناوي وعن ابن أنس أخذ الفرائض والعروض عن ناصر الدين البارنباري وأكثر الحضور في صغره عند الكمال الدميري بدرس الحديث في قبة البيبرسية وسمع عليه من شرحه لابن ماجه وفي المقامات والعربية وكان الكمال ينوه بنجابته وقوة ذكائه وحافظته وربما سبق بالدرس يقول نعيد للشيخ الصغير ولحظه كثيراً وتدرب بوالده في قراءة الجوق ومعرفة الأنغام بحيث كان يقصد لسماع قراءته في حال صغره من الأماكن النائية وكذا تدرب في الخط المنسوب بالزين عبد الرحمن بن الصايغ وتنزل في صوفية السعيدية والبيبرسية وكان أحد قراء الصفة بهما، ولم يزل متقدماً في الذكاء وسرعة الحفظ إلى أن تعاطى حب البلاذر وأكثر منه بحيث كانت سلامته على غير القياس قال ومن ثم صرت لا أحفظ إلا بتكلف زائد وأعقبني ذلك في السنة المستقبلة حرارة خرج في بدني منها أزيد من مائة دمل واحمرت واستمرت الدماميل تعتريني كل قليل بل انقطعت عن القراءة بسبب تعاطيه مدةن وأقبل على فن الأدب وهجر ما عداه حتى غلب عليه وفاق فيه وطارح الأدباء وكان ممن طارحه شيخنا بل كان كثير الميل إليه ووصفه بالشيخ الفاضل العلامة فخر المدرسين عمدة البلغاء، وناهيك بهذا من مثله جلالة وقد كتب بخطه الكثير لنفسه وغيره وبلغت تذكرته أزيد من خمسين مجلدة واخصتر شرح المقامات للشريشي بل عمل لها شرحاً وله كتاب في الألغاز وآخر في الحماقة رتبه على حروف المعجم وآخر في النيل وآخر فيما وقع في القرآن على أوزان البحور وقرأها عليه الشهاب بن عرب شاه وكتب له أبياتاً يلتمس منه الإجازة فيها وأشياء كثيرة وخمس البردة وجمع شعره ونثره في دوان استدرك عليه بعض طلبته ما تجدد له أو فاته منهما مرتباً لذلك على الحروف كأصله وهو قل من كثر ومدح الأكابر وطار صيته في فن الأدب وتخرج به جماعة وممن قرأ عليه المقامات البدر بن المخلطة، وحدث بالبخاري وغيره مراراً أخذ عنه الفضلاء حملت عنه أشياء وكتبت عنه من نظمه جملة وقرض لي عدة من تصانيفي بل أكثر من حضور الإملاء عندي وهو أحد من حضر إملائي وإملاء شيخي ورفيقي وشيخهما العراقي، وحج ودخل دمياط والاسكندرية وغيرهما وكان خيراً مديماً للتلاوة والكتابة والانجماع على نفسه خصوصاً بأخرة حسن المجالسة والعشرة طارحاً للتكلف كثير التودد لأصحابه والذكر لمحاسنهم والأسف على من يفقده منهم سريع الدمعة ظريف النادرة حلو الكلام سريع الجواب كثير المحاسن مشهوراً بخفة الروح بديع النظم والنثر، وترجمته عندي في المعجم والوفيات أبسط مما هنا. مات في رمضان سنة خمس وسبعين ودفن بتربة تجاه الناصرية فرج بن برقوق وكثر التأسف على فقده رحمه الله وإيانا. ومن نظمه:

قالوا إذا لم يخلـف مـيت ذكـراً

 

ينسى فقلت لهم في بعض أشعاري

بعد الممات أصيحابي ستذكرني

 

بما أخلف من أولاد أفكـاري








وقوله:

يا من غدا من الذنوب في خجل

 

وخائفاً من الخطايا والـزلـل

ارحم جميع الخلق وارج رحمة

 

فإنما الجزاء من جنس العمـل

أحمد بن محمد بن علي بن حسن المارديني الأصل الكركي ثم الخانكي ويعرف بابن سميط. كان بواب المدرسة الأشرفية بالخانقاه بل هو المتولي الصرف على عمارتها مع ولعه بالمطالب وخدمته للواردين. مات في رمضان سنة اثنتين وثمانين عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن علي بن حسين الخانكي ثم القاهري الشافعي نزيل البيبرسية. ممن اشتغل قليلاً وصحب ابن الشيخ يوسف الصفي وسمع مني في جماعة وجلس بحانوت الحنابلة ظاهر باب الفتوح لا بأس به.
أحمد بن محمد بن علي بن درباس شهاب الدين بن علاء الدين المصري. ذكره البقاعي في شيوخه مجرداً وما علمت أمره.
أحمد بن محمد بن علي بن سالم الولوي أبو الخير بن المحب الدمشقي الشافعي الآتي أبوه وجده ويعرف كهما بابن سالم. ولد في مستهل جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين بدمشق وحفظ القرآن وصلى به والمنهاج وجمع الجوامع والألفية وعرض الأول بالشامية البرانية.
أحمد بن محمد بن علي بن شعبان. يأتي بإثبات محمد قبل شعبان.
أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي الشهاب أو الشمس الطولوني لبلد المهندسين. مضى في ولده أحمد بن أحمد بن محمد بن علي.
أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله السفطي الآتي أبوه. ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن علي بن عبد الهادي الشهاب القمني القاهري المالكي. حفظ القرآن والإرشاد والجرومية وألفية ابن مالك وغيرها وأخذ الفقه عن الزنيين عبادة وطاهر وغيره عن القاياتي وابن الهمام في آخرين منهم شيخنا سمع عليه الحديث بل قرأ بنفسه على البدر بن التنسي والحسام بن الحريز وناب في الحكم عن البدر فمن بعده، وحج مراراً منها في الرجبية سنة إحدى وسبعين ثم بعدها اعتل وجاور أيضاً وكان خيراً طوالاً فاضلاً.مات في العشر الثاني من ربيع الآخر سنة تسع وسبعين بعد أن اعتل بالفالج مدة وقد قارب السبعين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن عبد الغفار المالكي. ممن عرض عليه خير الدين بن القصبي بعيد الخمسين وأظنه الذي قبله.
أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أحمد الشهاب بن البدر القرشي الطنبذي القاهري والد الصلاح والمحب أبي الفضل المحمدين الآتيين ويعرف كسلفه بابن عرب. مات في رجب سنة خمس وسبعين بعد أن أثكل أول ولديه، وكان في خدمة فيروز الزمام وقتاً عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن علي بن مهنا الصفدي الحنفي الآتي والده. عرض عليه الصلاح الطرابلسي في ربيع الأول سنة تسع وأربعين وما علمت ترجمته وقال لي الصلاح المشار إليه أنه ولي قضاء طرابلس.
أحمد بن محمد بن علي بن عنبر. هكذا ذكره ابن فهد مجرداً.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الدائم بن رشيد الدين بن عبد الدائم بن خليفة بن مظفر الشهاب السلمي المنصوري الشافعي ثم الحنبلي ويعرف بابن الهائم وبالمنصوري أكثر. ولد في سنة ثمان وتسعين وسبعمائة وقال فيما كتبه إنه سنة تسع وتسعين وبلفظه أنه قبيل القرن بيسيربالمنصورة ونشأ بها فحفظ القرآن ثم انتقل منها إلى القاهرة فحفظ التنبيه وعرضه على الجمال الأقفهسي المالكي وغيره والملحة ودخل في صغره مع والده دمشق وقطن القاهرة في سنة خمس وخمسين وبحث في التنبيه على الشرف عيسى الأقفهسي الشافعي القاضي وألفية ابن مالك على الشمس بن الجندي وأخذ عنه أشياء من تصانيفه في الفن كالزبدة والقطرة وقال لما فرغ من قراءته:

ثناؤك شمس الدين قد فاح نشره

 

لأنك لم تبرح فتى طيب الأصل

أفاض علينا بحر علمك قطـرة

 

بها زال عن ألبابنا ظمأ الجهل

وكذا أخذ النحو أيضاً عن البدر حسن القدسي شيخ الشيخونية وسمع الحديث على شيخنا والرشيدي وتنزل في حنابلة الصوفية بالشيخونية وتعانى الأدب وطارح الشعراء وصار بأخرة أوحد شعراء القاهرة مع عدم تقدمه في الفنون حتى كان العز قاضي الحنابلة وناهيك به يرجحه على كثيرين، وقد حج وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد أنشد بعضها بين يديه صلى الله عليه وسلم وخمس البردة وامتدح غير واحد من الأعيان منهم شيخنا كما أثبت قصيدة له فيه بالجواهر أنشدها بحضرته قديماً وكتبها عنه الأكابر كشيخنا ابن خضر وسمعتها من لفظه مع أشياء وجمع نظمه في ديوان كبير ثم انتخبه في مجلد وسط ومما كتبته عنه قوله:

رب جبّان كبدر الدجـى

 

نعشقه وهو لنا يقلـي

واعجباً منه كريم غـدا

 

يجمع بين الجبن والبخل

وقوله في مولود لي:

ليهنك شمس الدين فرعك مشبـه

 

سجاياك والقطر الشهي من الطخا

وذلك من جود اإلـه وفـضـلـه

 

فقرعك من جود وأصلك من سخا

وكان ظريفاً كيساً متواضعاً متقللاً قانعاً مشاراً إليه بالشعر في الآفاق. مات بعد انقطاعه في يوم الاثنين سادس جمادى الثانية سنة سبع وثمانين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن مثبت - بضم الميم وفتح المثلثة وتشديد الموحدة المكسورة بعدها مثناة - الشهاب، ولقبه القريزي في عقوده بالبدر الأنصاري المقدسي المالكي ويعرف بابن مثبت. ولد في رجب سنة ثلاثين وسبعمائة ببيت المقدس وسمع الكثير من الميدومي والعلائي والبياني والعز بن جماعة والعماد محمد بن موسى بن السيرجي والعفيف اليافعي وخليل المالكي والفخر عثمان النويري وقرأ عليه الموطأ ليحيى بن بكير وأبي الحرم القلانسي وأبي عبد الله ابن الخباز ومحمد بن عمر بن عبد العزيز الجزري ومحمد بن عمر بن قاضي شهبة والخطيب عبد الله بن المحب الطبري ويوسف بن الحسن الحنفي والتقي الحرازي وغيرهم ببيت المقدس ومكة والقاهرة وغيرها، ومما سمعه على الميدومي جزء الأنصاري ونسخة إبراهيم بن سعد والغيلانيات وثمانيات النجيب وجزء محمد بن يزيد بن عبد الصمد وعلى العز بن جماعة متبايناته الكبرى وعلى ابن الخباز قمع الحرص بالقناعة للخرائطي وعلى الجزري القطيعيات إلا خامسها أنابه الفخر وزينب ابنة مكي قال أنا ابن طبرزد، وحدث سمع منه جماعة منهم شيخنا والتقيان أبو بكر القلقشندي وابن فهد قال شيخنا وكان إمام المسجد الأقصى خطه رديا وفهمه بطياً في نقله يزيد على ما ذكره الحافظ النور الهيثمي ولكن قد وصفه الشهاب العسجدي بالمحدث الفاضل والشهاب أبو محمود بالفقيه المحدث ابن الشيخ الإمام والعز بن جماعة بالحذق. مات بعد أن اختلط اختلاطاً شديداً في سنة ثلاث عشرة ببيت المقدس ورأيت من كتب تجاه وفهمه بطياً أي فهم خطه وهو خلاف الظاهر فالله أعلم.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن جوشن المكي أخو أبي القسم وعبد الكريم. مات بها في ذي الحجة سنة أربع وسبعين.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن شعبان الشهاب الصالحي القصار الآدمي الاسكاف القباني والده أخو محمد الآتي ويعرف بابن الجوازة وربما حذف محمد الثاني من نسبه. ولد سنة أربع وأربعين وسبعمائة وسمع من أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي جزء الجابري ونسخة إسماعيل بن قيراط وغيرهما وحدث سمع منه الفضلاء ولقيه ابن موسى في سنة خمس عشرة فسمع عيه هو ورفيقه الموفق الأبي، وذكره شيخنا في معجمه وقال أنه أجاز لأولاده سنة أربع عشرة.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر الرضي بن الكمال بن العلاء البلقيني القاهري الشافعي الزركشي. مات في يوم الأحد العشرين من ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين عن خمس وعشرين سنة.
أحمد بن الشمس محمد بن علي بن محمد بن عبد الكريم الشهاب الهيثمي الأصل القاهري أخو عبد الكريم وعلي وهو أصغر الثلاثة. اشتغل بالتجارة وتكرر سفره لمكة وغيرها وخالط أمين الدين الهيصم وغيره ولم يحصل على طائل. مات قريب الستين بعد أن افتقر جداً.

أحمد بن محمد بن علي بن معين بن سابق الشهاب بن معين الدين بن الحاج الفارسكوري الشافعي ويعرف بابن معين. ولد بعد سنة إحدى وثمانمائة تقريباً بفارسكور من أعمال المرباحية ومات أبوه وهو صغير فارتزق بعده بالحياكة ثم أقبل على الخير فقرأ القرآن والرحبية والملحة ثم سافر إلى القاهرة والاسكندرية ولازم الطلب وصار يسأل من يلقاه من الفضلاء فعرف من النحو ما يصلح به لسانه ونظم الشعر ومنه:

لا تلمني على سكوني صاح

 

أنا مذ ذقت حبهم غير صاح

في أبيات كتبها عنه ابن فهد وغيره ببلده، وكان ديناً خيراً فقيراً يثني عليه أهل بلده حياً في سنة سبعين.
أحمد بن محمد بن علي بن هارون بن علي الشهاب المحلي ثم السكندري قاضيها الشافعي والد البدر محمد ويعرف بالشهاب المحلي. ولد تقريباً قبل القرن بيسير بالمحلة من الغربية ونشأ بها فحفظ القرآن وتعانى التكسب بماء الورد ونحوه في بعض الحوانيت بل كان ينتقل إلى سنباط للابتياع على عطار بها من أصناف العطر وغيره واستنابه حينئذ الشمس الشنشي بجوجر وعملها في سنة أربع وعشرين ثم قارض بعض الأتراك وسافر في ذلك للحجاز وغيره واستمر إلى أن تزوج امراة من ذي اليسار وأثرى بما ورثه منها فخالط حينئذ الأكابر ولازم خدمتهم بماله ونفسه، وناب عن شيخنا في بعض حوانيت القاهرة بالقرب من درب ابن النيدي، وترقى بعناية الجمالي ناظر الخاص إلى قضاء الاسكندرية ببذل كثير سنة ثلاث وخمسين بعد الولوي السنباطي ولقيته بها وهو قاضيها ما علمت تعينه ورأيته يحفظ من شرح المنهاج للدميري الكثير ويسرده سرداً حسناً بدون تلعثم ولكنه كان خبيراً بأمر دنياه عارياً إلا من المال مع سلامة صدر ومداراة وخدم بالأموال الجزيلة وكرم زائد حتى صار بيته محلاً للوافدين من الفضلاء والمعتبرين. مات في توجهه من القاهرة إلى الاسكندرية بقرية أدكوبا لمزاحمتين في ليلة الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ستين، وكان قد عزم على الحج وأذن له فيه فعاقه عن المرض وغيره عفا الله عنه وعنا.
أحمد بن علي بن يعقوب الشهاب بن الشمس القاياتي الأصل القاهري الشافعي بن القاياتي. ولد تقريباً في سنة ست وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وتنقيح اللباب لابن العراقي، وعرض على شيخنا والنائي وغيرهما وحضر ختانه وختان أخيه في يوم واحد البرهان الأدكاوي، واشتغل يسيراً على جماعة والده فقرأ على الزين طاهر والوروري ويحيى العلمي في العربية وعلى ثانيهم خاصة في الصرف وعلى ثالثهم في الأصول على ابن حسان في الفقه وعلى أبي الجود في الفرائض ولم ينجب ولا كاد وسمع صحيح مسلم على الزركشي وكذا سمع على ابن الطحان وابن بردس وابن ناظر لصاحبة وشيخنا في آخرين ولما مات أبوه اشترك مع أخيه في وظائفه ودرس في الحديث بالبرقوقية وكذا درس بغيرها واختص بمشيخة البيبرسية وكان شيخنا استرجعها بعد موت والده فاقتلعها الظاهر جقمق منه لهذا وتألم شيخنا أشد من تألمه بأخذ والده لها وامتحن هو وأخوه على يد تمر الوالي وطيف بهما على هيئة غير مرضية وغضب الأمين الأقصرائي لذلك وامتنع من حضور الأشرفية في ذاك اليوم وشافه الأمشاطي الأمير بما ينفعه عند الله لكونه انتصاراً لبني العلماء في الجملة وإلا فقد قال البقاعي في ترجمة أبيه وإن كان فيه شائبة غرض ما نصه: وبالغ أولاده في الرقاعة والجلوس فوق الأكابر من الأمراء وغيرهم في المحافل مع ارتكاب الفواحش والانهماك في المساوئ والنشأة الدنية في سن الطفولية والسيرة القبيحة على قرب العهد قال وانضم إليه ولي الدين أحمد بن تقي الدين البلقيني وكان معروفاً بالمجاهرة بأنواع الفسق والانقطاع إلى الخلاعة والسخرية والإضحاك للأكابر فزادهم في الفساد وجرأهم على أنواع العناد فكان ذمهم كلمه إجماع انتهى. وقد حج بعد أبيه في موسم سنة ست وخمسين ورجع فأقام منعزلاً عن الناس مع مباشرة وظائفه وصار عاقلاً متواضعاً متودداً لين الجانب إلى أن مات في الأربعاء حادي عشر صفر سنة تسع وسبعين ودفن من يومه بحوش سعيد السعداء جوار والده بعد أن صلي عليه بعد العصر بمصلى باب النصر في مشهد حسن وخلف طفلاً وابنتين واستقر بعده أخوه أبو الفتح في البيبرسية ثم بعد يسير مات الطفل ثم إحدى البنتين عفا الله عنه ورحمه وإيانا.

أحمد بن محمد بن علي بن يوسف بن أحمد الشهاب أبو العباس القاهري الأصل المحلي الشافعي التاجر ويعرف بابن المصري لكون جد أبيه أو جده منها. ولد في المحرم سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالمحلة ونشأ بها فقرأ القرآن وحفظ العمدة والمنهاج وألفية النحو وعرض على جماعة واشتغل يسيراً ففي الفقه عند المناوي وغيره وفي العربية وغيرها عند الشمني والسنهوري، وتكسب بالبز وخطب بجامع الغمري بالمحلة وكذا قرأ فيه الطلبة وناب في القضاء وصار أحد فضلاء بلده وأعيانها ممن أحسن النظم والنثر وشرع في نظم الإرشاد لابن المقرئ وكتب منه إلى الإقرار بحضرتي منه الخطبة وسماه نتيجة الإرشاد، وسمع مني مع ولديه في سنة ثمان وسبعين المسلسل وكتبت من نظمه:

إذا تقرر أن الرزق مـقـسـوم

 

وأنه لم يفت والحرص مذمـوم

مازال ذو الزهد مرزوقاً بلا تعب

 

كما الحريص معنى وهو محروم

وقوله:

مالت لتوديعي يوم النـوى

 

ودمعها ينهل في الـخـد

فأذكرتني الغصن لما انثنى

 

وانتثر الظل على الـورد

وعندي مما كتبته من نظمه قديماً غير ذلك.
أحمد بن محمد بن علي حافظ الدين أبو المعالي بن الشمس الجلالي الحنفي الآتي أبوه ويعرف بابن الجلالي. نشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وأخذ عن أيبه والأمين الأقصرائي والشمني وسيف الدين وابن عبيد الله والتقي الحصني وطائفة وبرع واستقر بعد أبيه في خزن كتب المحمودية وفي تدريس الألجيهية وخطابة البرقوقية وغير ذلك ولازمني في بحث ألفية العراقي وقرأ علي أربعي النووي وغيرها وكتب بخطه الحسن بعض تصانيفي وأشياء، وناب في القضاء ثم ترك حين مناكدة ابن الشحنة له في كتب المحمودية، وكان فاضلاً متأنقاً سليم الفطرة عديم لشر جمع خطباً بل وكتب على الهداية في دروسه شيئاً. مات في حياة أمه بعد أن رغب حين اليأس عن التدريس والخطابة للصلاح الطرابلسي في عاشر شعبان سنة إحدى وسبعين وأنا بمكة ولم يبلغ الثلاثين عوضه الله الجنة، واستقر بعده في الخزن سالم العبادي وفسد أمرها.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب أبو العباس الأنصاري الخزرجي الحمصي الأصل الشافعي. ولي قضاء دمشق أزيد من ثلث سنة ثم عزل وقدم حلب وهو معزول في سنة تسع وثمانمائة وأقام بها مدة ثم رجع إلى دمشق وكتب عنه البرهان الحلبي لبعضهم:

إن الولائم عشرة في واحـد

 

من عدها قد عز في أقرانه

الأبيات. مات في شعبان سنة ست عشرة. ذكره ابن خطيب الناصرية ولم يؤرخه إنما أرخ وفاته التقي بن قاضي شهبة وقال أنه ولي الشام أيضاً مرتين فلم يمكنه النائب من المباشرة لدخوله فيما لا يليق بآحاد الناس فضلاً عن أهل العلم.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب أبو مرحوم القاهري الزركشي الماوردي الوفائي. ممن تردد إلي في الإملاء وغيره.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب بن الشمس القاهري الفاضلي الضرير أخو عبد العزيز الزريكشي ويعرف بصهر ابن الجندي وبابن الرقيق. كان أحد أهل الشرب ممن يتجر ويعامل الناس على خير وسداد ورغبة في الصالحين والعلماء وأحسن حالاً من أخيه. مات في ثامن ذي القعدة سنة سبع وثمانين، ودفن ليلة الجمعة رحمه الله.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب بن الشمس العاقل الموقع أبوه الآتي أخذ عن سيف الدين بن الخوندار في فنون ثم عن ملا على الكرماني ثم عن الخطيب الوزيري ولازمني في الصرغتمشية وقرأ علي بها في شرح ألفية الحديث مع جودة الفهم وظرف البزة ولطف العشرة لكنه كثير التعلل عافاه الله.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب السنهوري الأزهري. ممن أخذ عني.

أحمد بن محمد بن علي الشهاب القاهري الشافعي ويعرف بابن شهيبة وبابن بيضون ثم هجراً وصار يعرف بالكتبي. ولد سنة ثلاثين وثمانمائة تقريباً نشأ فقرأ القرآن وتلا به للسبع على الزين جعفر، وكذا حفظ غيره من كتب العلم واشتغل عند السيد النسابة والزين البوتيجي والعز بن عبد السلام البغدادي وغيرهما وكتب الإملاء عن شيخنا وقرأ على القاضي ولي الدين السنباطي والبوتيجي في آخرين وحضر دروس العبادي بالبرقوقية وغيرها والبدر المارداني والبرهان التلواني بالحاجبية وكذا سمع على العلاء القلقشندي والتقي بن المنمنم والنجم عبد الأعلى المقسمي وعبد الملك الطوخي وطائفة ودار مع الطلبة وعمل كتيباً وقتاً ثم ترك ذلك وحج وتردد لبعض الأعيان وزاد تودده وأدبه وتنزل في الجهات وأم بسعيد السعداء. مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين ودفن بحوش الصوفية السعيدية. وهو شقيق علي الهنيدي الغزولي وكان أبوهما يدولب القزازة رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن علي الشهاب الفيشي الأزهري المالكي. ولد تقريباً سنة أربع وأربعين بفيشا الصغرى وحفظ القرآن والرسالة وبعض ابن الحاجب وجميع الجرومية والواغليسية لعبد الرحمن المالكي في العقائد، وتحول إلى القاهرة قبيل السبعين فلازم النور بن التنسي في عدة تقاسيم وكذا في العربية وأخذ عن أحمد بن يونس في المنطق وعن البدر بن خطيب الفخرية في أصول الدين والمنطق وعن عبد الرحيم الأبناسي في العربية وعن يحيى العلمي وابن تقي في الفقه وعن الطنتدائي الضرير والسنتاوي في العربية وعن الجوجري وزكريا في أصول الفقه ولازم اللقاني في الفقه مدة في التقاسيم وغيرها وكذا لازم السنهوري حتى برع وأشير إليه بالفضيلة في فنون وأخذ عن عبد الحق السنباطي في الأصول والصرف والنحو والمنطق وعن العلاء الحصني في الأصلين والعريبة والصرف وعن التقي الحصني في المعاني والبيان والمنطق وعن ملا على الكرماني في الصرف وغيره وعن عبد الله الكوراني المختصر بكماله وبعض نحو ومنطق وعن الكمال بن أبي شريف في الأصول وعن أخيه في النحو وقرأ على جل ألفية العراقي وغيرها وكتب القول البديع وغيره وسمع على الشمني وغيره كالحسام بن حريز بل قرأ على الديمي في البخاري وتلا لنافع وأبي عمرو على الشمس محمد الشرواني نزيل تربة السلطان وحفظ بالقاهرة ألفية النحو وجمع الجوامع وإيساغوجي ونصف الشاطبية وأقرأ الطلبة في الفقه وغيره مع تعففه وقناعته وتقلله وإقبال البرهان اللقاني عليه وتنزل في جهات كتربة السلطان قايتباي وسكنها والمزهرية وتكسب قليلاً بالشهادة ثم استنابه ابن تقي وجلس بحانوت الشوائين ونعم الرجل.
أحمد بن محمد بن علي أبو العباس المصمودي الماجري - بجيم معقودة بينها وبين القاف - المغربي نزيل المدينة النبوية قرأ عليه ابن أبي اليمن البخاري بروايته له عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق.
أحمد بن محمد بن علي بن الفيومية. فيمن لم يسم أبوه من أواخر الأحمدين.
أحمد بن محمد بن علي البرلسي المالكي تلميذ ابن الأقيطع ويعرف بابن الحصان - بمهملتين الأولى مضمومة والثانية خفيفة - من الفضلاء الخيار ممن سمع مني.
أحمد بن محمد بن علي البعلي ثم الصالحي القطان أبوه نزيل مدرسة أبي عمرو ويعرف بحلال ضد حرام. سمع في سنة أربع وسبعين وسبعمائة من المحب الصامت الثقفيات خلا الأولين وقطعة من أول الراابع ومن أخيه عمر بن المحب ورسلان الذهبي وعبد الله الحرستاني وأحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر والعماد أبي بكر بن محمد بن أحمد بن الحبال في آخرين وحدث سمع منه الفضلاء وعمر. ومات قبل دخولي دمشق.
أحمد بن محمد بن الفقيه علي الخيوطي المصري. قال شيخنا في معجمه اشتغل كثيراً وعني بالقراءات ورافقنا في سماع الحديث وأخذت عنه من القرآن تجويداً ونسخ لي كثيراً، ومات في أول الكهولة في شوال سنة سبع.

أحمد بن محمد بن عماد بن علي الشهاب أبو العباس القرافي المصري ثم المقدسي الشافعي والد المحب محمد المذكور في أواخر القرن قبله ويعرف بابن الهائم. ولد في سنة ست وخمسين وسبعمائة - كما جزم به الفاسي وابن موسى وغيرهما وتردد شيخنا في معجمه بينه وبين ثلاث وخمسين وجزم بالثاني في أنبائه - بالقرافة وسمع في كبره من التقي بن حاتم والجمال الأميوطي والعراقي ونحوهم واشتغل كثيراً وبرع في الفقه والعربية وتقدم في الفرائض ومتعلقاتها وارتحل إلى بيت المقدس فانقطع به للتدريس والإفتاء وناب هناك في تدريس الصلاحية عن الزين القمني مدة بل ولي نصفه شريكاً للهروي ودرس بأماكن وانتفع به الناس واستمر كذلك حتى مات بل جهز له القمني مرسوم الخليفة بانفراده به فعورض وكان خيراً مهاباً معظماً قواماً بالحق علامة في الفقه وفرائضه والحساب وأنواعه والنحو وإعرابه وغير ذلك انتهت إليه الرياسة في الحساب والفرائض وجمع في ذلك عدة تآليف عليها معول من بعده كالفصول في الفرائض وهو نافع وترغيب الرائض في علم الفرائض والجمل الوجيزة في الفرائض والأرجوزة الكبرى الألفية في الفرائض المسماة بالكفاية والصغرى المسماة النفحة المقدسية في اختصار الرحبية في الفرائض والفصول المهمة في علم مواريث الأمة والمعونة في صناعة الحساب الهوائي ومختصرها الأول المسمى بالوسيلة والثاني المسمى بالمبدع وأيضاً اللمع المرشدة في صناعة الغبار ومختصرها نزعة النظار في صناعة الغبار ومختصر تلخيص ابن البنا المسمى بالحاوي وشرح الياسمينية في الجبر والمقابلة والمنظومة اللامية في الجبر أيضاً من بحر البسيط وأخرى لامية من بحر الطويل المسماة بالمقنع وشرحها الكبير المسمى بالممتع في شرح المقنع والمختصر المسمى بالمشرع وكذا له في الفقه شرح قطعة من المنهاج في مجلد وقفت عليه والعجالة في حكم استحقاق الفقهاء أيام البطالة وغاية السول في الإقرار بالدين المجهول والمغرب عن استحباب ركعتين قبل المغرب وجزء في صيام ست شوال والتحرير لدلالة نجاسة الخنزير ورفع الملام عن القائل باستحباب القيام ونزهة النفوس في بيان حكم التعامل بالفلوس وفي الأصول ونحوه اللمع في الحث على اجتناب البدع وتحقيق المنقول والمعقول في نفي الحكم الشرعي عن الفعال قبل بعثة الرسول ومختصر اللمع للشيخ أبي إسحاق في الأصول وله في العربية الضوابط الحسان فيما يتقوم به اللسان التي صارت علماً على السماط وشرحها شرحاً حسناً والقصيدة الميمية التي هي من بحر البسيط نظم السماط وعدتها ثلثمائة وخمسون بيتاً ونظم قواعد الإعراب لابن هشام وسماه تحفة الطلاب وشرحها شرحاً مطولاً في مجلد ومختصراً وخلاصة الخلاصة في النحو والتبيان في تفسير غريب القرآن وغير ذلك وقال فيما قراته بخطه إن الذي لم يكمل منها شرح الجعبرية في الفرائض وشرح الكفاية في الفرائض أيضاً وقد قارب الفراغ وهو ثلاثة أجزاء ضخمة والعقد النضيد في تحقيق كلمة التوحيد كتب منه ثلاثين كراساً وتحرير القواعد العلائية وتمهيد المسالك الفقهية والبحر العجاج في شرح المنهاج وشرح الخطبة خاصة منه في عشرين كراساً في قطع الكامل من مسطرة خمسة وعشرين وقطعة جيدة من التفسير إلى قوله "فأزلهما الشيطان عنها" وإبراز الخفايا في فن الوصايا والعجالة في حكم استحقاق الفقهاء أيام البطالة وتعاليق على مواضع من الحاوي وله تعريض في أحمد بن يوسف بن محمد بن السيرجي وسارت بمؤلفاته وفضائله الركبان وتخرج به كثير من الفضلاء ورحل إليه من الآفاق وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى ورأيته كتب للعماد بن شرف إجازة حافلة ولقيت جمعاً من أصحابه وكتب لشيخنا على استدعاء أجزت لهم وإن لم أكن بصفات المطلوب منهم الإجازة متصفاً؛ وقال في تاريخه اجتمعت به في بيت المقدس وسمعت من فوائده. مات في العشر الأخير من جمادى الآخرة كما قاله المقريزي ونحوه قول شيخنا في أنبائه ولكنه قال في معجمه في رجب وهو الذي مشى عليه المقريزي في عقوده مع اختصاره لترجمته قال وله بي اجتماع في المقدس وقربه ابن موسى بالعشر الأوسط منه سنة خمس عشرة بعد ان أثكل ولده المشار إليه وكان نادرة عصره فصبر واحتسب، وممن روى لنا عنه الزين ماهر والتقي القلقشندي وسمع منه الأبي ثلاثيات البخاري وبعض التحرير والمغرب وصيام ست شوال وابن يعقوب بعض الإعراب وشرحها.

أحمد بن محمد بن عماد الشهاب أبو العباس المصري ثم الدمشقي الضرير نزيل حلب ويقال له حميد الضرير وحميد المعبر. اشتغل بالقاهرة ودخل الشام مراراً وكان جيداً حسناً لطيفاً عنده ظرف وله في التعبير يد طولى وينظم نظماً جيداً ويعلم الناس الوعظ مسترزقاً بذلك كله وسافر إلى القاهرة وتوفي بعد الفتنة التمرية. ذكره ابن خطيب الناصرية وكتب عنه الناس من نظمه مرثيته في أحمد بن عمر بن محمد بن أبي الرضى وغيرها وارخه شيخنا في سنة ثلاث وأنه كان يعلم الوعاظ ما يقولونه في المشاهد والمجامع وأشار للمرثية بالموشح المشهور وقال غيره أنه دخل الشام يسترزق مع الوعاظ وأنه كان يعبر بغير أجرة وله إصابات عجيبة وله نظم ويد في الوعظ.
أحمد بن محمد بن عماد الدمنهوري ثم المكي العطار بها والد الجمال محمد الآتي. قدم إليها بعد الثمانين بقليل وعانى التسبب في العطر ببعض الحوانيت مع نسخ كتب العلم والرغبة في تحصيلها كسيرة ابن هشام والرياض النضرة للمحب الطبري وغيرهما وتمول وأنشأ ملكاً بناحية الحزورة ثم ذهب منه ذلك وضعف حاله كثيراً حتى مات في شعبان سنة ست عشرة ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين أو جارها وكان ينطوي على خير ودين. قاله الفاسي في مكة.
أحمد بن محمد بن عماد صوابه ابن أبي بكر بن محمد بن عماد الشهاب الحموي الحنبلي وقد مضى.
أحمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الوهاب بن علي بن نزار الطفاوي. له ذكر في أخيه عبد الله.
أحمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن علي بن عمر الشهاب أبو البقا بن المحب خليفة الشيخ أبي السعود بن أبي الغنائم وشيخ الطائفة السعودية الآتي أبوه. ولد قريباً من سنة ثمان عشرة فقد كان ختانه في سنة ثمان وعشرين، ونشأ على طريقة غير مرضية بحيث أتلف كثيراً من جهاة الزاوية التي لهم بالقرافة ونحوها وآل أمره إلى أن افتقر وانقطع فيها قائماً بسبب العادة وفقرائه.
أحمد بن محمد بن عمر بن علي الشهاب بن الشمس القليحي القاهري الحنفي. كان منموقعي الحكم بل ناب أيضاً.
أحمد بن محمد بن عمر بن خزيمة الفراش بالمسجد المكي المولد. مات في أواخر سنة تسع وثلاثين وولي وظيفة إفتاء دار العدل مع حسن العشرة وعدم اشتهار بعلم. مات في يوم الخميس ثاني عشر ذي القعدة سنة تسع واستقر بعده في وظيفة الإفتاء ابن الطرابلسي. ذكره شيخنا في تاريخه. وهو عم أحمد بن عبد الله بن محمد الماضي وقد تزوج صاحب الترجمة شهدة ابنة سارة ابنة التقي السبكي وأولدها رجب امرأة سمع منها الطلبة وستأتي هي وأمها في النساء إن شاء الله.
أحمد بن محمد بن عمر شهاب الدين الحسيني سكنا الزيات أبوه الشاهد هو الشافعي ويعرف بابن عزيز تصغير عز. ممن لازمني في قراءة البخاري وغيره بل قرأ علي الأذكار بتمامه وكذا قرأ على الديمي واشتغل يسيراً عند ابن قاسم وغيره وتنزل في البرقوقية وغيرها وحج غير مرة وجاور وكتب بخطه أشياء وجلس بحانوت المالكية بالجوانية وانتمى للعلاء بن الصابوني ناظر الخاص وتكرر دخوله مكة في التجارة مع مشاركة وإرسال بما لعله يكون من الأخبار لمن يكون بمكة.

أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن إبراهيم ولي الدين أبو زرعة ابن الجمال البارنباري المصري الشافعي سبط داود بن عثمان بن محمد بن عبد الهادي السبتي ويعرف بابن البارنباري. ولد في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً منها المنهاج، واشتغل عند البهاء بن القطان والشهاب بن مبارك شاه الأول في الفقه والثاني في العربية وصحب البرهان المتبولي وغيره، وحج مرتين وكتب عن شيخنا الإملاء بل وسمع بأخرة على جماعة كعمه النور علي والبدر النسابة وهاجر القدسية، وناب في القضاء عن المناوي في سنة أربع وخمسين فمن بعده واستقر به العز الكناني سنة سبعين في مشيخة الآثار وكذا استقر به الزين زكريا في قضاء دمياط بعد الصلاح بن كميل وحمد في ذلك كله لعقله ومداراته وخبرته وسياسته مع فضيلة وتواضع، وقد تردد إلي كثيراً وسمعته ونحو علو الأهرام يحكي عن جده لأمه وكان من الصالحين أنه سمعه يحكي عن أبيه عن جده عن ولي الله أبي العباس السبتي أنه قال يصلي العشاء بجامع عمرو في مصر كل ليلة مائة رجل من رجال القيروان وقابس وبعرفات والصبح ثمانون منهم. وتصدر بجامع عمرو ثم رغب عنه وأقرأ بعض الطلبة وكتب على مختصر أبي شجاع مطولاً ومختصراً وشرع في شرح على المنهاج. ومات هو بدمياط في ليلة الثلاثاء ثالث عشر المحرم سنة تسع وثمانين ودفن بتربة تجاه فتح الأسمر رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن هاشم بن محمد بن عبد الله الشهاب الصنهاجي - نسبة لقبيلة بالغرب - السكندري المولد والمنشأ القاهري الحسيني الدار المالكي المقرئ والد محمد الآتي ويعرف بابن هاشم. ولد في يوم الجمعة ثالث عشر رجب سنة ثمانين وسبعمائة بثغر الاسكندرية وحفظ بها القرآن وصلى به والعمدة والرسالة لابن أبي زيد وغالب المختصر الفرعي لابن الحاجب وجميع مفتاح الغوامض في أصول الفرائض للصردي وألفية ابن مالك وعرض على قريبه الشريف العلامة الشهاب أحمد بن محمد بن مخلوف الحسيني السكندري المالكي وأجازه بل وبحث عليه في مبادئ ابن الحاجب الفرعي ويقال أنه ممن أخذ عن الفاكهاني وأذن له في الإفتاء والتدريس وكذا أخذ الفقه أيضاً عن الشمس محمد بن يوسف الأنصاري المسلاتي المالكي وانتفع به جداً والبدر الدماميني والنحو عن الجمال القرافي النحوي بحسينية القاهرة وتلا بالسبع على الزين عبد الرحمن العسلوني التونسي الفكيري نزيل الثغر والنور علي بن محمد اللخمي السكندري المرخم ثم ارتحل سنة ست وتسعين إلى القاهرة للحج فقرأ بالسبع أيضاً على الفخر البلبيسي إمام الأزهر ربع حزب وحج ثم عاد إلى بلده ثم استوطن القاهرة من سنة تسع وثمانمائة مع دخوله بلده في كل سنة ولقي ابن الجزري بالقاهرة سنة تسع وعشرين فقرأ عليه الفاتحة والي المفلحون بالسبع من طريقي الشاطبية والتيسير والتمس منه نظرا فأجابه نظماً أيضا وطلب الحديث من كبرة من سنة سبع وعشرين فما بعدها فسمع على الكمال بن خير وأبي الطيب محمد بن أحمد بن علوان التونسي الشهير بابن المصري والواسطي والزركشي والطبقة ولازم شيخنا وكان عظيم الاغتباط به وقبل ذلك على ابن خمسين، وبرع في القراآت وتصدى لها فانتفع به جماعة وممن أخذ عنه الشهاب بن أسد والشهاب المنيحي، وكتب عنه ولده البقاعي وولي مشيخة البساصية بالثغر وأم بجامع كمال من الحسينية. وكان خيراً وقوراً عليه سكينة وعنده فضل جيد وتنقيب كثير لحقائق ما يرد عليه من المسائل وسلامة فطرة جداً ودين متين مقرئاً حسن التأدية بالقرآن اعتنى بالنظم فنظم متوسطاً. مات في ليلة سابع عشري ذي القعدة سنة خمس وخمسين بالاسكندرية رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن وجيه بن مخلوف بن صلح بن جبريل بن عبد الله الشهاب أبو حامد بن القطب أبي البركات الشنشي ثم المحلي ثم القاهري الشافعي الماضي حفيده أحمد بن علي والآتي ولده وأبوه ويعرف بابن قطب. ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالمحلة ونشأ بها ثم قدم القاهرة فحفظ القرآن والتنبيه وعرضه واشتغل يسيراً وسمع مع أيبه على قريبه النور الهوريني الشفا، وتكسب بالشهادة في ميدان القمح وغيره وقاسى فاقة ثم ناب في القضاء عن شيخنا إلى أن مات في سادس ذي الحجة سنة إحدى وأربعين بعد أن أخذ عنه بعض الطلبة.

أحمد بن محمد بن عمر الشهاب أبو العباس بن الشمس أبي عبد الله الغمري الأصل المحلي الشافعي ويعرف بأبي العباس الغمري. مات والده وهو صغير مراهق أو دون ذلك فنشأ فحفظ القرآن عند أبي جليدة وقرأ على شيخنا اليسير وكذا على العلم البلقيني وسمع على الشاوي والقمصي والحجازي وإمام الكاملية وآخرين بل أسمعه والده حين كان معه بمكة وهو صغير على أبي الفتح المراغي وغيره وأجاز له جماعة، وحمل عني شيئاً كثيراً في الإملاء وغيره ورأيت خير الدين بن القصبي عرض عليه محافيظه قديماً في سنة اثنتين وخمسين وانتدب لجامعي أبيه بالمحلة والقاهرة فزاد فيهما زيادات كثيرة بل وأنشأ بطرف المحلة جامعاً كان موطناً للفساد ولذا عرف بجامع التوبة، إلى غيره من الأماكن التي جددها أو أنشأها وله في كل ذلك همة عالية مع فهم جيد وتدبر وسكون وعقل واحتمال ومزيد تواضع بحيث اشتهر اسمه وارتقى صيته، وحج غير مرة وجاور وكاد أن يأخذه العرب خارج المدينة لكنه سلمه الله بعد أن استلبوه وكتب بخطه أشياء ومن ذلك عدة من تصانيفي بل ربما جمع ولم يزل أمره في نمو مع عدم تردده لأحد من بني الدنيا وأنجب عدة أولاد أكبرهم أبو الفتح وكذا له عدة أحفاد وأسباط بورك فيهم.
أحمد بن محمد بن عمر الشهاب المقدسي الشافعي ويعرف بابن أبي عذيبة. ولد في سنة تسع عشرة وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ به فاشتغل على جماعة منهم العماد بن شرف والعز عبد السلام القدسي ولازم أبا العباس القدسي في المنهاج والبهجة والألفية وقرأ عليه البديع وغيره ورغبه في هذا الفن وأمده ولذا كان قريب النمط منه في الكذب والمجازفة وطلب بنفسه وقرأ وقتاً وسمع ببلده على القبابي وعائشة الحنبلية والشموس بن المصري والصفدي الحنفي والعرياني المغربي وابن الجزري والشهابين ابن المحمرة وابن حامد وأبي بكر الحلبي في آخرين وبغزة على الناصري الإياسي، وحج وجاور في سنة أربع وثلاثين ولقي هناك وبالمدينة جماعة وارتحل إلى القاهرة فأخذ بها عن شيخنا قرأ عليه جزء أبي الجهم في شوال سنة سبع وثلاثين وغيره وعن الشرف السبكي وسمع الزين الزركشي والمحب بن نصر الله وناصر الدين الفاقوسي في آخرين ولقي بالشام التقي بن قاضي شهبة فاستمد منه وانتفع بتاريخه وتراجمه وقال إنه أول من أذن له في الكتابة في التاريخ والجرح والتعديل والتصنيف وأشار عليه به وقال له أنت حافظ هذه البلاد بل وغيرها وقال قد أجزت ذلك لك بإجازتي لذلك من الحافظ الشهاب بن حجي سعيد بن المسيب في زمانه بإجازته لذلك من الحافظين العماد بن كثير والتقي بن رافع بإجازتهما لذلك من الحافظين الذهبي والبرزالي انتهى. وكذا أخذ وهو هناك عن حافظه ابن ناصر الدين وأول سماعه فيما غلب على ظنه سنة ثلاثين وقال إنه يروي عن البرهان الحلبي بالإجازة المكاتبة منه غير مرة بل كتب عن التقي الحصني والعلاء البخاري وغيرهما ممن قدم بيت المقدس، وولع بالتاريخ وجمع من ذلك جملة لكنه تتبع مساوئ الناس فترق لذلك بعده ولم يظفر مما كتبه بطائل مع ما فيه من فوائد وإن كان ليس بالمتقن وجمع لنفسه معجماً وقفت على جلد بخطه وفيه اوهام كثيرة جداً ومجازفات تفوق الحد بل من أجل ما سلكه كان القدح فيه بين كثيرين. مات في غروب ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الآخر سنة ست وخمسين وغسل بالسلامية وصلى عليه بعد صلاة الجمعة ودفن بجامع خجا على الأردبيلي من باب الرحمة عفا الله عنه وإيانا. ورأيت بخطه من نظمه:

وفي الصحيح خبر مـسـلـسـل

 

عن ابن عمرو يرو أصحاب الأثر

الراحمون ربـنـا يرحـمـهـم

 

هذا بمعناه وبـاقـيه اشـتـهـر

أحمد بن محمد بن عمر الفقيه العلامة النحوي الشهاب الحاجر. قرأ على أبيه وغيره وبرع في العربية وأفادها الناس وممن قرأ عليه الشهاب أحمد بن علي الناشري مع خط جيد كتب به الكثير وسار. مات في أوئل هذا القرن وتفرق ماله بموته.
أحمد بن محمد بن عمر البدر الطنبذي تقدم في ابن عمر بن محمود وذكره هنا هو الصواب.
أحمد بن محمد بن عمر البرشومي القاهري. سمع الحديث وكتب الطباق وربما كتب في الاستدعاءات ونحوها عن ابن الشيخة وغير من المسندين للضرورة.
أحمد بن محمد بن عياش. يأتي في ابن محمد بن محمد بن يوسف بن علي بن عياش.

أحمد بن محمد بن عيسى بن الحسن تقي الدين الياسوفي ثم الدمشقي ويعرف بالثوم - بضم المثلثة - أحضر على الشهاب أحمد بن علي الجزري بعض عوالي فضل الله بن الجبلي وروي عنه وعن غيره. قال شيخنا في معجمه أجاز لي ودخلت دمشق وهو بها ولم أسمع منه، وقال في تاريخه وكان له مال وثروة ثم افتقر بعد الكائنة وصارت أمواله حججاً لا تحصيل منها. مات في العشر الأول من جمادى الثانية سنة خمس عن ست وستين سنة وممن سمع منه الجزء المشار إليه التقي الفاسي وشيخنا عبد الكافي بن الذهبي وآخرون.
أحمد بن محمد بن عيسى بن علي الشهاب اللجائي - بفتح اللام المشددة والجيم نسبة لقبيلة من أورنة إحدى قبائل البربر - الفاسي المغربي المالكي. ولد بفاس في رمضان سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وأخذ القراءات عن أبي عبد الله محمد الفيشي الكفيف وأبي الحجاج يوسف بن منحوت الأنصاري وتفقه بأبيه وبالخطيب أبي القاسم عبد العزيز الباز عند راي ومما قرأه على ثانيهما المدونة في مدة اثنتي عشرة وكان يشهد على قراءته وعن أبيه أخذ العربية والمعاني والبيان وغيرها وناب في قضاء بلده خمس عشرة سنة ثم عرض عليه استقلالاً فأبى وضيق عليه ليقبل ثم خلص وسافر حاجاً فاجتاز بأبي فارس وأكرموا وروده وصل لمكة بعد الثلاثين بيسير وتردد منها للزيارة النبوية ثم سافر لمصر ولما قدم القاهرة أخذ عن المقريزي بعض كتابه إمتاع الأسماع وقيل إنه عرض عليه القضاء بعد البساطي فلم يوافق، وترجمه المقريزي في عقوده فقال ونعم الرجل هو أخبرني أنه في سنة عشرين كثرت الأمطار والسيول بأعمال فاس فظهر إنسان طوله ذراع في عرض شبر. ثم قدم القاهرة وتوجه منها في البحر لبلاده فأسر بجزيرة رودس ثم خلص بمال جبي له من القاهرة وعاد إليها ثم سافر منها في سنة ثلاث وأربعين فبلغنا موته وهو بالصحراء قبل وصوله انتهى. وهو ممن تميز في الفقه والعربية وغيرهما كالفرائض والحساب وبحث عليه ابن أبي اليمن في سنة تسع وثلاثين بمكة العمدة في الحديث وألفية النحو والرسالة لابن أبي زيد وقطعة من مختصر ابن الحاجب الفرعي وأذن له في الإقراء والمحيوي عبد القادر إلى الرضاع من تهذيب البرادعي وفرائض ابن الحاجب وإلى باب الضروب من تلخيص ابن البنا في الحساب والبعض من التسهيل والمغني وأذن له في إقراء الفقه والعربية والحساب وقال أنه لم ير من العلماء أعظم منه بحر لا يجارى في الفقه والعربية وعلوم الأدب والقراءات مع حسن الخلق وكثرة التواضع واللطافة لكنه يعتريه في أثناء تدريسه بعض غيبة وأنه دخل التكرور بعد الأسر فأقام سنة يقرأ بها التفسيرن ومات هناك؛ وكذا أخذ عنه بالقاهرة البرهان اللقاني وآخرون وأرخه ابن عزم سنة ثلاث وأربعين.
أحمد بن محمد بن عيسى بن موسى بن عمران بن أبي بكر بن أحمد بن زكريا الشهاب الدمشقي الشافعي الفولاذي. ولد في ستة أربع أو ست وثمانين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فقرأ القرآن على عثمان الحداد وحفظ الحاوي والألفية والحاجبية والمنهاج الأصلي وتفقه بالجمال الطيماني وناصر الدين السكري وغيرهما وأخذ العربية عن جماعة منهم محمد المدني وعليه قرأ في الأصول وسمع على التاج والعلاء ابني بردس وعبد القادر الأرموي وابن المحب الأعرج وابن الجزري بل وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والجمال بن الشرائحي والجلال البلقيني وبعض ذلك بقراءته ولازم بأخرة ابن ناصر الدين فقرأ عليه البخاري ومسلم وتصدى لإقراء الفقه في حياة العلاء البخاري فأقرأ من أوله إلى أثناء الرهن عن ظهر قلبه وكذا حج وأقرأ ثم أعرض عن وظائف الفقهاء وتكسب بحرفة الفولاذ وحدث سمع منه الفضلاء، حملت عنه اليسير ومات في ليلة الاثنين رابع عشري ربيع الأول سنة سبع وستين ودفن بمقبرة عاتكة خارج دمشق ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.

أحمد بن محمد بن عيسى بن يوسف بن أحمد بن محمد الشهاب الحلبي الحنفي ويعرف بابن الموازيني. ولد سنة ثمانين وسبعمائة وسمع ختم الصحيح على ابن صديق وحدث سمع منه الفضلاء وأجاز لي، وكان قد طلب وفضل؛ وولي نظر الجامع الكبير والخطابة مع الإمامة بجامع تغري بردي وقتاً وجلس يتكسب بالشهادة في باب الحلاوية من حلب وكتب الحكم عن العز الحاضري كل ذلك مع عدة في أرباب الأصوات الطربة وأهل الخير وكذا كان والده في المؤذنين المعروفين بالخير. مات في حدود سنة اثنتين وستين رحمه الله.
أحمد بن محمد بن عيسى بن يوسف الشهاب بن العدل بن الشمس بن الشرف السنباطي الأصل القاهري الحنبلي والد عبد الله الآتي ويعرف بابن عيسى. ولد تقريباً بعد السبعين وسبعمائة وسمع البخاري بتمامه على العزيز المليجي وناب في الحكم عن المحب البغدادي والعز القدسي وكان يوصف أحياناً في التعيين بالزاهد لأنه لم يكن يتناول على الأحكام شيئاً، وكان يباشر في دواوين الأمراء ولما مرض المحب مرض الموت طمع في ولاية المنصب لكونه كان يباشر شهادة ديوان الناصري محمد بن الظاهر جقمق فلم يلبث أن مرض قبل وفاة المحب مرض الموت ومات بعد المحب بأيام في يوم الخميس ثالث عشري جمادى الأولى سنة أربع وأربعين عن قريب السبعين. وقد ترجمه شيخنا في الأنباء وقال أنه اشتغل قليلاً وتعانى الشهادة عند الأمراء بل كان شاهداً في الأحباس ساكناً وقوراً متعففاً ناب في الحكم مدة، زاد غيره وكان عنده طرف يسير من العلم ودعوى كثيرة وكان والده يكتب خطاً حسناً كتب بخطه كتباً قال في مختصر الخرقي منها أنه كتبه برسم ابنه يعني هذا وأرخها في سنة ثمان وثمانين. وليس صاحب الترجمة بأخ لعمر بن عيسى الذي أكمل شرح الخرقي للزركشي فذاك اسم جده محمد بن موسى وسيأتي في محله.
أحمد بن محمد بن فرج الخواجا الصيرفي. مات سنة تسع عشرة. ذكره ابن عزم.
أحمد بن محمد بن أبي الفرح الشهاب بن الناصري نقيب الجيش وابن نقيبه ويعرف كل منهما بابن أبي الفرج، استقر بعد أبيه فيها على مال مع كونه باشرها في حياته لعجزه عن الطلوع والركوب وسافر في خدمة السلطان السفرة الشمالية في سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة فمات هو ورأس نوبته محمد بن المرضعة فيها بحلب واستقر بعده حفيد عمه ناصر الدين محمد المدعو أمير حاج بن محمد بن الفخر عبد الغني صاحب الفخرية الآتي.
أحمد بن محمد بن الفلاح. يأتي قريباً في ابن محمد بن اللاح.
أحمد بن محمد بن فندو المظفر شاه بن الجلال صاحب بنجالة من الهند وابن صاحبها. استقروا به بعد أبيه في سنة سبع وثلاثين وهو ابن أربع عشرة سنة.
أحمد بن محمد بن فهيد المغيربي. يأتي فيمن لم يسم جده.
أحمد بن محمد بن قاسم الشهاب الطوخي ثم القاهري الشافعي خادم الجمالية. ولد في صفر سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة واشتغل وتنزل في الجهات. وصحب نصر الله الروياني وابن أبي الوفاء وتسلك، وأخشى أن يكون على طريقتهما وسمع الحديث على ابن الكويك والولي العراقي؛ وكان سنه يحتمل أقدم منهما، وقرره جمال الدين كاتب غيبة مدرسته وربما كان ينوب عنه فيها الجلال القمصي ولذا كان خادماً بها، وكان مديماً للعبادة والخير بهياً نير الشيبة حسن السمت على ذهنه فوائد ونوادر؛ حملت عنه أشياء. ومات في يوم الخميس ثاني عشر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين بعد أن تعلل مدة واستقر بعده في الخدمة الشمس ابن أخت الشيخ مدين رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
أحمد بن محمد بن أبي القسم الحواري ثم العثماني شاهد المطبخ السلطاني كان محباً في أهل الخير دام في وظيفته من أول دولة الأشرف نحو خمسين سنة. مات في ثالث ربيع الأول سنة أربع عشرة ذكره شيخنا في أنبائه والمقريزي في عقوده وأنه أناف على السبعين. وقال أنه كان من أصحاب أبيه وأنه أخبره عن مفلح العلائي أنه لما نفى الوزير علم الدين عبد الله بن زنبور لقوص حملت له من أستاذي العلاء علي بن فضل الله كاتب السر ألف دينار برسم النواتية فردها. وقال سلم عليه واشكر إحسانه وقل له أنه أخذ معه برسم المشار إليهم ستة وثلاثين ألف دينار ودفع إلى القنا خمسمائة دينار، فلما رجعت قال لي سيدي همة الصاحب أكبر من هذا ولم يعارضني فيما أعطاه لي.

أحمد بن محمد بن قاضي خان بن محمد بن يعقوب بن حسن بن علي بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عمر بن محمد العلاء أبو العباس بن الشمس بن الحميد بن البهاء الهندي الحنفي. حج في سنة تسع وتسعين وجاور وأخبر أن مولده سنة إحدى وسبعين وأنه اشتغل على والده وجده وعلى مولانا محمود بن إدريس وأجاز له مشايخه بالتدريس والإفتاء وولاه السلطان محمود شاه بن محمد شاه منصب الإفتاء بدار ملكه، وأخبر أن جده محمد بن إسماعيل هو الفقيه محمد العدني المشهور عندهم بالولاية والمناقب الكثيرة، وهو أول من سكن نهر واله من أجداده وله ذرية كثيرون هناك، أخذ عني بمكة وقرأ عدة كتب منها صحيح البخاري وصحيح مسلم والشفا للقاضي عياض وحضر عندي دروساً وكتبت له إجازة حافلة وسافر مصحوباً بالسلامة في أثناء سنة تسعمائة.
أحمد بن محمد بن قماقم شهاب الدين الدمشقي الشافعي، وقماقم لقب أبيه ويعرف أيضاً بالفقاعي وهي حرفة أبيه ورأيته بخطي من معجم شيخنا القباقبي والأول الصواب. نشأ هو فاشتغل بالعلم وأخذ عن العلاء حجي وغيره وأذن له مدرس الشامية في الإفتاء سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وقرأ بالروايات على ابن السلار، وقدم القاهرة سنة الكائنة العظمى فأقام بها مدة واجتمع بشيخنا مراراً وسمع بقراءته على البلقيني وغيره في الحديث والفقه وكان يفهم ويذاكر، بل قال ابن حجي أنه كان يستحضر البويطي بحيث سمعت البلقيني يسميه البويطي لكثرة استحضاره له. وقد درس بالأمجدية. مات في جمادى سنة تسع بدمشق. قاله شيخنا في تاريخه.
أحمد بن محمد بن قوصون السمان الدمشقي الشافعي. كان أبوه سمساراً فقرأ هو القرآن وحفظ المنهاج واشتغل على الشرف الغزي فكان يثني على حفظه وجودة ذهنه وقرأ في آخر عمره على الجمال الطيماني وأدب الأبناء قبل الفتنة وبعدها بأماكن فانتفع به خلق قال التقي الشهبي عرض على بعض تلامذته عشر مصنفات وكان ديناً خيراً صالحاً حصل له في آخر عمره ضعف في بدنه وخلط في عينيه وضعف عن المشي وكان التقي الحصني كثير التردد إليه والمحبة له. مات في ليلة الجمعة حادي عشر ذي لحجة سنة ست وأربعين عن سن عالية ودفن بالباب الصغير بالقرب من قبر معاوية رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
أحمد بن محمد بن كمال بن علي بن أبي بكر بن إبراهيم بن حسن بن يعقوب بن شهاب بن عمر بن عبد الرحمن العلامة الشهاب بن الكمال الدلواني الهندي الأصل المكي الحنفي من اشتغل فقرأ على الشهاب بن الضياء أماكن من الهداية ومن المغني في أصولهم وغير ذلك بل سافر إلى القاهرة وأخذ بها أيضاً وأجازه قبل ذلك في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة العفيف النشاوري والتقي بن حاتم والبرهان بن فرحون والعراقي والهيثمي وآخرون وناب عن الشهاب بن المفيد سنة سبع وعشرين في إمام المقام الحنفي وتميز في الوثائق مع معرفة بالنحو والصرف ومسائل الفروع والخلافيات. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ودفن بالمعلاة. أفاده ابن فهد فيما استدركه على الفاسي.
أحمد بن محمد بن كميل. صوابه محمد بن أحمد بن عمر بن كحيل.
أحمد بن محمد بن اللاج القلاحي السكندري المقرئ أجاز لابن شيخنا وغيره في سنة سبع عشرة. ويحرر اسم جده فقد وجدته في استدعاء هكذا وفي معجم شيخنا الفلاح وقال إنه انتهت إليه رياسة الإقراء ببلده.
أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحيم الشهاب بن الشمس الحروري بفتح المهملة ثم راء مشددة مضمومة وآخره مهملة نسبة إلى قرية تسمى حرور من دمشق - القاهري الشافعي. ولد في ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو على الشرف يعقوب الجوشني والنور أخي بهرام واشتغل بالفقه على أبيه وجده وقال إنه كان فاضلاً وسمع على التنوخي والأبناسي والغماري وابن الشيخة والعراقي والمطرز والجوهري وآخرين وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وابن العلاء وجماعة؛ وأجاز لي وكان قد حج في سنة خمس وعشرين ودخل الاسكندرية وباشر عند الزمام، وكان نافذ الكلام أيام فارس الخزندار. مات بعد الخمسين تقريباً رحمه الله وعفا عنه وإيانا.

أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد الشهاب بن ناصر الدين بن النجم الدمشقي الأصل القاهري البريدي ويعرف بابن الشهيد. ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن والعمدة وسمع الصحيح ومسند الشافعي وغيرهما على ابن المجد وكذا سمع على التنوخي والعراقي والهيثمي والمطرز والحلاوي والسويداوي وآخرين أجاز لي وكان أبوه بريدياً فسافر معه إلى دمشق والاسكندرية في اشتغال الملوك وخلفه في اسم البريدية وتنزيله في ديوان الأجناد السلطانية إلى أن مات في سنة ثلاث وخمسين وكأن فتح الدين محمد بن إبراهيم بن ناظم السيرة عم والده فيحرر.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن أبي غانم الشهاب الأنصاري الحلبي الأصل الصالحي السكندري بن أبي بكر بن محمد بن أحمد المذكور في المائة قبلها ويعرف بابن الحبال وبابن الصائغ. سمع من الشهاب أحمد بن عبد الرحمن المرداوي جالس المخلدي الثلاثة ومن عبد الله بن القيم والشمس عبد الرحمن بن محمد بن العز بن أبي عمر والشهاب أحمد بن محمد بن علس وحسن بن علي بن مسلم اللبان وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى ووصفه بالشيخ الفاضل الجليل المسند وشيخنا الأبي عدة أجزاء وأجاز لشيخنا وذكره في معجمه والمقريزي في عقوده. ومات يوم الجمعة سابع عشري رجب سنة خمس وعشرين بالصالحية ودفن من الغد بالسفح.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن بن المحب أبي محمد بن أبي القسم بن أبي الفضل الهاشمي العقيلي النويري المكي الخطيب وابن الخطيب الشافعي سبط القتي بن فهد أمه أم هانئ. ولد في النصف الثاني من ليلة السبت سادس عشري رجب سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فقرأ القرآن وصلى به وقرأ في التنبيه وغيره وأحضر على محمد بن علي الزمزمي والجمال محمد بن إبراهيم المرشدي والتقي المقرزي وحسن ابنة محمد الحافي وسمع على أبي المعالي الصالحي والزين شعر وأبي الفتح المراغي والزين الأميوطي وزينب ابنة اليافعي وطائفة منهم جده لأمه وأحضر في الرابعة على عبد الرحمن بن خليل القابوني تقريب العراق عني بسماعه له على مؤلفه وأجاز له خلق باستدعاء خاله النجم بن فهد واستقر في ربع الخطابة بالمسجد الحرام شريكاً لأبيه وعمه وولده ثم استقر أولاده بها بعد أبيهم وطاف هذا أماكن كاليمن والروم والحبشية وغيرها وكذا دخل القاهرة غير مرة وخطب بالأزهر وكذا بغيرها من الأماكن التي دخلها كل ذلك للسحت كما أنه تزوج الضريرة ابنة سيدي الكبير مع تقدمها في السن طمعاً في مالها وأتلف عليها بتبذيره وعدم تدبيره شيئاً كثيراً إلى أن ماتت معه وبعده انكشف حاله جداً وطيف له على مثلها أو نحوها ليستتر بها فما تهيأ ولم يكن عمه يرضاه، وعنده من الحمق ومزيد الجرءة والتساهل ما الله به عليم، وحكى لي المظفر الأمشاطي وهو من أصدقاء أبيه وعمه أنه عرض له في صغره اختلال بحيث صار يتعلق بأذيال الكعبة وربما مزقها وجيء به حينئذ للشيخ سلام الله العالم الطبيب فقال بحسب ما أظنه هذا احتيال منه على التظالم من الكتاب، قال الحاكي والذي ظهر لغيره بقرائن خلافه ولذا لوطف بالحقن ونحوها ومع ذلك فيظهر فيه بقايا مع تحامق سيما ويرتكب في خطبه ما لا يحمده عليه من له أدنى عقل بل ربما يؤدي إلى إبطالها ولا زال يترسل في ذلك إلى أن منع وأذن لإمام المقام في الخطابة وكان يتناوب هو وأولاده فيها وجر ذلك لمرافعته في عالم الحجاز فما تمكن بل منع من الوصول إلى القاهرة واختير له الإقامة بالمدينة النبوية فما كان بأسرع من سحبه منها في رمضان سنة اثنتين وتسعين وقد استلب في مجيئه ثم عاد إلى مكة في موسمها على وظيفة بعد أن خطب بالجامع الأزهر وتعرض لشيء مما أنكر عليه فوجد الجمالي أبا السعود صار رئيس الحجاز بعد موت والده وسلك معه ما اقتضته رياسته بمقابلته بالسلام والإكرام بل ساعده في تمشية ما رسم له بأخذه من مكان بباب شبيكة حتى بناه بيتاً واستمر التودد الظاهر بينهما وترك جل ما كان يسلكه في خطبه ولا شك أن معاداة العاقل أسلم من مخالطة الأحمق والمداراة خير من المماراه والتمكن أحسن من التلون، وقد تزوج كل من ولدين لابن عمه أبي بكر بن أبي الفضل بابنتين له كبيرتين وكانت حكايات والله يحسن العاقبة.

أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز نسيم الدين أبو الطيب ابن صاحبنا الكمال أبي الفضل بن أبي الفضل الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي ابن عم الذي قبله وسبط الخواجا جمال الكيلاني أمه أم هاني. ولد قبيل الستين بمكة ونشأ فحفظ القرآن والبهجة وعرضها في سنة إحدى وسبعين وأنا بمكة. وكنت ممن عرض علي وأقام في القاهرة مع أبيه يحضر معه. بل قرأ في التقسيم على العبادي وتردد لزكريا وغيره ولم يلبث أن مات في يوم السبت رابع رمضان سنة ثلاث وسبعين بالقاهرة مطعوناً وصلى عليه بجامع المارداني ودفن عند الونائي بالتنكزية في باب القرافة وكان له مشهد حافل عوضه الله الجنة.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى بن رحمة بن ظهير العلم المالكي. ولد سنة تسع وسبعين وسبعمائة تقريباً - وقال شيخنا قبيل التسعين وهو أشبه - بمنشية المهراني وقرأ القرآن والرسالة في الفروع وتفقه بالشمس البساطي وغيره حتى تقدم في فنون وأشير إليه بالفضيلة التامة واستحضار فروع المذهب وأذن له في الإفتاء والتدريس وناب في الحكم عن الجمال الأقفهسي فمن بعده وشكرت سيرته في أحكامه وعد من أعيان النواب المترشحين للقضاء الأكبر ودرس وأفتى ونظم ونثر وكتب الخط الحسن مع الثروة والحشمة والبيت الشهير، وهو أحد من أجاب البقاعي في مخاصمته التي سماها أشد البقاع نظماً، وقد حج غير مرة وجاور وتعانى التجارة ومات بالقاهرة في ليلة الأربعاء خامس عشري رمضان سنة اثنتين وأربعين مطعوناً بعد أن تعلل مدة. وذكره شيخنا في أنبائه وقال أنه جاز الخمسين. قال ورام ولاية القضاء فلم يتفق له. وكان ضعفه عقب وفاة البساطي فاستقر بعد ابن التنسي وقد ثقل هو في الضعف. قال وكان يتعانى الآداب ويتولع بالنظم وصحب التقي بن حجة مدة؛ ووقع عنده وعند المقريزي إبدال أحمد في نسبه بمحمد فصار أربعة على الولاء والصواب ما قدمته، وقال المقريزي أنه كان فقيهاً جسيماً من بيت علم ورياسة.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن روزبة الشهاب أبو العباس بن الناصر أبي الفرح بن الجمال الكازروني المدني الشافعي. ولد في ليلة رابع صفر سنة سبع وعشرين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي والشاطبية وألفية ابن مالك وعرض في سنة اثنتين وأربعين فما بعدها ببلده وبالقاهرة والشام وحلب وحماة على خلق منهم أبو الفتح المراغي والمحب المطري وشيخنا والمقريزي والبرهان الباعوني والصدر بن هبة الله بن البارزي، وسمع بالقاهرة على الزين الزركشي وبالمدينة على جده وأخذ المنهاج الأصلي بحثاً عن أبي السعادات بن ظهيرة حين كان بالمدينة، وكان أصيلاً. مات فيها شهيداً نفخ عليه ثعبان في رجله وهو بالفقير حديقة من العوالي فحمل إلى بيته فأقام أكثر من شهر وقضى. وذلك سنة ثلاث وستين رحمه الله.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الخالق بن عثمان الشهاب بن البدر الأنصاري الدمشقي الأصل القاهري المولد والدار الشافعي أخو الزين أبي بكر الآتي وأبوهما ويعرف سكلفه بابن مزهر. ولد في سنة عشرين وثمانمائة أو التي قبلها ونشأ في رياسة أبيه فحفظ القرآن والتنبيه واشتغل يسيراً وحج وجاور وسمع هناك أشياء على الشرف أبي الفتح المراغي وكذا زار بيت المقدس ولم يوافق على الدخول فيما عرض عليه من الوظائف اللائقة به، وعاش بعد والده مدة حتى مات في يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين بالطاعون ودفن من الغد بتربة والده بالصحراء وكان له مشهد حافل رحمه الله.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد الشهاب الحمصي. ولد في ثالث جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة كما كتبه بخطه وكتب على استدعاء وأثبته البقاعي في شيوخه. مات في أواخر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ودفن بمقبرة باب توما وكانت جنازته حافلة. قاله ابن اللبودي قال وما وقفت له على شيء.
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عز الدين الشهاب بن المحب بن الأوجاقي أخو الرضى محمد وعبد الرحيم الآتيين. ولد في سنة إحدى وثمانمائة وقرأ القرآن وغيره وشارك أخاه في السماع على الشرف بن الكويك والجمال بن الحنبيل ومات في إحدى الجمادين سنة ستين في حياة أمه ودفن بالقرب من مقام الشافعي رحمه الله.

أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد الشهاب أبو العباس بن الشرف الششتري المدني الشافعي سبط ناصر الدين بن صالح القاضي وأخو الشمس محمد المقرئ ووالد محمد الآتي كل منهم. حفظ المنهاج والشاطبية والطيبة وقرأ القراءات على الشمس الكيلاني والسيد إبراهيم الطباطبي بل قرأ على الجمال الكازروني في الصحيح وأقام بمكة زيادة على عشرين سنة وأخذ بها عن حفيد اليافعي والشمس الزعيفريني وناب في خطابة بلده وإمامتها عن خاله فتح الدين بن صالح فمن بعده وكان خيراً رضياً مشاركاً في الفقه والعربية أقرأ الطلبة ومات في المحرم سنة سبع وسبعين وقد زاد على الستين.
أحمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل بن موفق الشهاب الديروطي الشافعي. سمع مني بالقاهرة ورأيته فيمن شهد على الديروطي في إجازته لابن القصبي.
أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن أيوب البهاء أبو الفضل بن البدر أبي البقاء بن فتح الدين أبي عبد الله وأبي الفتح القرشي المخزومي المحرقي الأصل القاهري الشافعي الآتي جده وولده يحيى وأخوه المحب محمد والبهاء الأصغر ويعرف كسلفه بابن المحرقي. ولد بعد ظهر السبت ثالث عشري رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة بالقرب من الأزهر، ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النحو، وأخذ الفقه عن المناوي قرأ عليه المنهاج بحثاً وعن العبادي وصاهره على ربيبته ابنة المسطيهي والفخر عثمان المقسي والزين زكريا والجلال البكري قراءة وسماعاً ولازمهم في التقاسيم ومما قرأه على الزين العجالة والأصول عن الأول سمع عليه المنهاج الأصلي وإمام الكاملية قرأ عليه قطعة من شرحه له وقرأ كثيراً من الفقه وأصوله على أبي السعادات البلقيني والعربية بمكة عن أحمد بن يونس المغربي والشهاب التغلبي وبالقاهرة على البرهان الحلبي والجوجري والسنهوري ومما قرأه عليهما التوضيح لابن هشام وعلى ثانيهما من شرح إيساغوجي والفرائض والحساب عن الشهاب السجيني والميقات عن العز الوفائي والنور النقاش والبدر المارداني قرأ عليهم رسالتي الجيب والمقنطرات للجمال المارداني جد الأخير لأمه وبعض شرح ألفية العراقي عن الزين قاسم الحنفي وعلم الكلام مع فنون كثيرة عن التقي الحصني ومما قرأه عليه شرح العقائد للتفتازاني وكذا أخذ عن الكافياجي بعض تصانيفه وغيره، وسمع الحديث بمكة في سنة خمس وستين على الزين الأميوطي والتقي بن فهد وبمنى في أيامها على النجم محمد بن أحمد بن عبد الله القلقشندي وكان حج في موسم التي قبلها ثم جاور وسمع بعد ذلك سنة ست وسبعين بالقاهرة على الشهاب الشاوي والزين عبد الصمد الهرساني والبهاء المشهدي والخيضري؛ شاركه في الأربعة ابنه المشار إليه، واجتمع في مكة بكل من عبد الكبير الحضرمي وإدريس اليماني ومحمد الزعيفريني وأذن له كل من العبادي وأبي السعادات في الإفتاء والتدريس بعد امتحان ثانيهما له في مسائل كثيرة من فنون متعددة وكذا أذن له الحصني في إقراء شرح العقائد وكل من الجوجري والسنهوري في إقراء التوضيح والعربية وفي الإفتاء وثانيهما في إقراء شرح إيساغوجي، وحلق في الأزهر وأسمع الحديث وخطب بالأزهر وبجامع عمرو بن استقر به الأشرف قايتباي في خطابة تربته وحمدت خطابته وحسن تأديته مع سكونه وحشمته والجماعة وربما خطب بالسلطان في جامع القلعة حين يعرض للقاضي توعك.
أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبية. يأتي بدون أبي بكر.

أحمد بن محمد بن محمد بن حامد بن أحمد بن عبد الرحمن بن حميد بن بدران بن تمام بن درغام - بمهملتين ثم معجمة - بن كامل الشهاب أبو العباس بن الشمس بن القاضي الشمس الأنصاري القدسي الشافعي أخو محمد ووالد الشمس أبي حامد الآتيين ويعرف بابن حامد. ولد في سنة ستين وسبعمائة تقريباً وقيل سنة أربع وخمسين ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج والألفية والملحة وغيرها وعرض على البرهان بن جماعة وهو كبير في سنة خمس وثمانين وابني القلقشندي إبراهيم بن محمد وسمع على جده السفينة الجرائدية وغيرها وعلى الجلال عبد المنعم الأنصاري جزء أبي الجهم بكماله وغيره وسمع على أبيه أيضاً وكذا من لفظ الشهاب بن مثبت المسلسل وغيره وقرأ على الجمال عبد الله بن سليمان الأجاري المالكي الشفا وعلى البرهان بن الشهاب أي محمد صحيح مسلم بل أخبر أنه سمع على البرهان بن جماعة وأبي الخير بن العلائي وابن مرزوق ويحيى الرحبي والعاقولي وكله ممكن وكذا سمع على عبد الرحمن بن يوسف الكالدنسي والشمس الندرومي مجتمعين بحرم القدس في سنة إحدى وسبعين والعلاء بن النقيب وابن الرصاص والتقي القلقشندي وولديه الشمس محمد والبرهان إبراهيم وصهر والده الشمس بن الخطيب والبدر محمود العجلوني والعليمي والشهاب بن الناصح والسراج البلقيني وسرى الدين القاضي وخطيب القدس العماد الكركي والنجم بن جماعة وابن عمه الخطيب عماد الدين إسماعيل وأجاز له بسؤال أبيه الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة والبرهان إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن فلاح وعبد الوهاب بن السلار والشمس بن قاضي شهبة وابن المحب وآخرون باستدعاء الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن يحيى الندرومي مؤرخ بربيع الآخر سنة أربع وسبعين والشيخ محمد القرمي وجماعة وصحب عبد الله البسطامي وأبا بكر الموصلي وسمعه ينشد مراراً:

نحن في غفلة وفي عـمـه

 

والمنايا تخطفن خطف الذباب

قل لمن لا يهوله كتفه الـص

 

ى يهيأ لكتفة الـقـصـاب

وأكثر من الاشتغال والتحصيل والسماع وكتب بخطه الكثير وولي مشيخة الفخرية وعرض عليه قضاء القدس قديماً بسؤال الشمس الهروي له فيه فأبى، وكان صالحاً زاهداً ناسكاً قانعاً باليسير ديناً خيراً منجمعاً عن الناس على طريق السلف طارحاً للتكلف تعفف حتى عما كان باسمه من الوظائف ولزم بيته إلا إلى المسجد وصار مقصوداً بالدعاء والتبرك به، أثنى عليه غير واحد وانتفع به ولده بل أخذ عنه الفضلاء، وحدث بأشياء وصار خاتمة من يروي عن جماعة من شيوخه بتلك النواحي أجاز لي. وأبوه ممن مات في سنة سبع وثمانين وسبعمائة وجده في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة. ومات هو بعد أن ثقل سمعه وأقعد قبل وفاته بنحو ثلاثة أشهر في ظهر يوم الخميس ثاني عشر ذي القعدة سنة أربع وخمسين وصلى بعد العصر عند المحراب الكبير ودفن من يومه بمقبرة البسطامية عند عمه العلاء علي بن حامد رحمه الله وإيانا.

أحمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف الله بن خليفة التقي أبو العباس بن الكمال بن أبي عبد الله التميمي الداري القسنطيني الأصل السكندري المولد القاهري المنشأ المالكي ثم الحنفي الآتي أبوه ويعرف بالشمني - بضم المعجمة والميم ثم نون مشددة نسبة لمزرعة ببعض بلاد المغرب أو لقرية وقد لا يتنافيا. ولد في العشر الأخير من رمضان سنة إحدى وثمانمائة بالاسكندرية وقدم القاهرة مع أبيه فأسمعه على ابن الكويك والجمال الحنبلي والصدر الأبشيطي والتقي الزبيري والفوي والولي العراقي والشهاب الطريني وخليل القرشي القارئ والشموس الشامي وابن البيطار والزراتيتي والنور الأنباري الكثير وأجاز له البلقيني والعراقي والهيثمي والجمال الرشيدي والتقي الدجوي والجوهري والحلاوي والبدر النسابة وناصر الدين بن الفرات والزين المراغي والجمال بن ظهيرة ورقية بنة يحيى وآخرون، وتلا لأبي عمر على الزراتيتي وتفقه أولاً كأبيه لمالك بأحمد الصنهاجي والبساطي وانتفع به في الأصلين والنحو والمعاني والبيان والمنطق وغيرها وكذا انتفع بالعلاء البخاري حيث سمع عليه التويح والتوضيح في أصول فقه الحنفية والهداية وفي فقههم وشرح المفتاح في المعاني وجملة وأخذ عن النظام الصيرامي المنطق والمطول بتمامه ولازمه ملازمة تامة في العقليات وغيرها حتى في الفقه قبل تحنفه أخذ عنه الهداية وتحول حنفياً في سنة أربع وثلاثين بعد موته بواسطة ولده العضدي وحضر عنده فيما قبل تقسيم الكنز والهداية وغيرها حين كان صوفياً بالبرقوقية ومقيماً بها، وسمعت من يذكر في سبب تحوله حنفياً كون البساطي قدم بعض رفاقه ممن التقى أمثل منه بكثير عليه، وأخذ العربية عن الصنهاجي أيضاً والشمس الشطنوفي وبه وبالشمس العجيمي سبط ابن هشام انتفع به فيها وأصول الدين عن ابن خضر شاه الرومي الحنفي مدرس الجانبكية والطب عن الشمس محمد البلادري وكان إليه الغاية فيه والخزرجية في العروض والقافية وفصول ابن الهائم في الفرائض والنزهة في الحساب بالقلم ورسالتي المارداني عن ناصر الدين البارنباري والهندسة والهيئة بقراءته والحساب سماعاً عن ابن المجد والمنطق بقراءته وآداب البحث عن أبي بكر العجمي الطبيب والحديث عن شيخنا بحث عليه دروساً من شرح ألفية العراقي في سنة اثنتين وثلاثين وكان لازمه بعد والده فأحسن إليه وساعده في استخلاص مبلغ ممن وثب عليه في بعض وظائف أبيه وآثره هو بمثله وزاد إقبالاً عليه حين وقع السؤال عن حكمة الترقي من الذرة إلى الحبة إلى الشعيرة في قوله فلحقوا ذرة وأجاب التقي بديهة بأن صنع الأشياء الدقيقة فيه صعوبة والأمر بمعنى التعجيز فناسب التدلي من الأعلى إلى الأدنى فاستحسنه وزاد في إكرامه والتعريف بفضيلته وحضر مع والده مجلس أبي الحسن علي بن وفا ويقال أنه حمله في حال صغره ودار به في مجلس السماع وأخبرني عنه أنه رد على العراقي تصنيفه الباعث على الخلاص من حوادث القصاص ثم صحب بعده أبا الفتح وكذا رأى خليفة حين اجتمع على الإنكار عليه وكتب على بعض الكتاب بالمحمودية وكذا علي بن عبد الرحمن بن الصائغ ولازمه مدة وحضر عند أبي الفضل بن الإمام التلمساني واستمر يدأب في الفضائل حتى اشتهر وتصدى للإقراء وصنف شرحاً لنظم والده النخبة عمله في حياة شيخنا وحاشية على المغني لخصها من حاشية الدماميني وزاد عليها اشياء نفيسة سماها المنصف من الكلام على مغني ابن هشام وتعليقاً لطيفاً على الشفا في ضبط الفاظه لخصه من شرح البرهان الحلبي وأتى بتتمات يسيرة فيها تحقيقات دقيقة سماه مزيل الخفا عن ألفاظ الشفا وشرحاً متوسطاً للنقاية في فقه الحنفية وسمعته يتألم ممن سلخه وزاحمه فيما له فيه من التحقيقات ونحوها مما لم يسبق إليه وفهرستاً لمروياته وغير ذلك وأقرأها مراراً وتنافس الناس في تحصيل الحاشية وتوسل بعض المغاربة بسلطانهم عند من ارتحل إليه وكتبها في إعارتها وكذا أقرأ غيرها من مشكلات الكتب كالكشاف واليبضاوي في التفسير والدارحديثي وشرح المواقف وشرح المقاصد في أصول الدين والعضد والفنري في أصول الفقه والرضي شرح الكافية في العربية وهو غاية ما في هذا النوع من الفن المطول والمختصر في المعاني والبيان وما على ما سبق من الحواشي؛ وانفرد بتقرير جميع ذلك بدون ملاحظة كراس ولا حاشية مع استحضاره لتقرير  مشايخه فيما يتوقف العلم بالمراد غالباً عليهم يه وحكى لي بعض أخصائه من ثقات تلامذته أنه سمعه بعيد الخمسين يقول أنه أقرأ المطول بغير مطالعة اثنتي عشرة مرة قال ذلك وقد اتفق دخول اثنين من أبناء العجم الجمالية فوجداه يقرئ فيه فجلسا عنده وبحثا معه واستشكلا عليه فلم ينقطع عنهما بل افحمهما بحيث امتلأت أعينهما من جلالته وصرحا بعد الانفصال عنه للمشار إليه بأنهما لم يظنا في أبناء العرب من ينهض بذلك وبلغ الشيخ فتبسم وقال ما تقدم، وأخذ عنه علم العروض رفيقه العلامة سيف الدين بن الخوندار، وكذا حدث بأكثر مروياته قرأت عليه الكثير من سنة خمسين وبعدها وحضرت كثيراً من دروسه في العضد والكشاف وغيرهما وأخذت عنه شرحه لنظم النخبة وشرح والده لمتن النخبة وخرجت له قديماً مشيخة وقف عليها شيخنا وكتب عليها ووصف التقي بالإمام العلامة فخر المدرسين مفيد الطالبين مفتي المسلمين ووالده بالشيخ الإمام العلامة المحدث المكثر المفيد وقال متع الله المسلمين ببقائه وداوم ارتقائه وحدث بها مراراً وخرجت له باخرة المسلسل بالنحاة وحدث به أيضاً وكان لا يقدم على أحد من الأكابر فضلاً عن غيرهم وينوه بي في غيبتي كثيراً وقرض لي عدة من تصانيفي بل وانتقى بعضها وفي تفصيل ذلك طول وكان إماماً علماً علامة مفنناً سنياً متين الديانة زاهداً عفيفاً متواضعاً متودداً صبوراً حسن الصفات منقطع القرين سريع الإدراك قوي الحافظة ممتع المحاضرة جيد الكتابة فصيحاً رائق العبارة قادرأ على التعبير عن مراده بعبارات متنوعة في نثر حسن وربما نظم أيضاً فكتبت من نظمه ما عمله لما ولي الظاهر ططر ونوه بقتله وخيف من فساد الترك:

يقول خليلي العدا أضـمـرت

 

إذا مات ذا الملك سوء الورى

فقلت سـل الـلـه إبـقـاءه

 

ويكفينا الظاهر المضـمـرا

كل ذلك مع الشهامة وحسن الشكالة والأبهة وبشاشة الوجه ومحبة الحديث وأهله وحطه على الاتحادية ومن زاغ ممن ينسب إلى التصوف وتقلله من التبسط في الدنيا وتقنعه بخلوة في الجمالية يسكنها وأمة سوداء لقضاء وطره وغير ذلك وكونه ليس باسمه سوى مشيخة مدرسة اللالا وراتب يسير بالجوالي ولذلك لما التمس منه قانباي الجركسي حين ابتنى تربته التي تحت قلعة الجبل بإرشاد بعض أصحابه له في ذلك الإقامة فيها ويكون خطيبها وشيخ الصوفية بها مع غير ذلك من الوظائف ويهيئ له مسكناً حسناً أجاب وتحول فأقام بها وكان ذلك سبباً لمزيد انجماعه وعكوفه على ما هو بصدده ورسم له بفرس من اسطبل السلطان وألح عليه فركبها لحظة وعجز فنزل عنها وأرسلها لموضعها فرجعوا بها إليه وقالوا له إن لم تركبها فانتفع بثمنها ولم ينفك الفضلاء عن ملازمته والأكابر عن التبرك به وزيارته وأشار عليه بعض الجماعة بعد موت واقفها بالعود إلى الجمالية ويأتيها يوماً بعد يوم ليزيد الانتفاع به فما وفق واستمر مقيماً بالقانبهية لكنه مكث مدة يجيء إلى الجمالية أياماً معينة ولم ينقطع عنها إلا لعذر وناب عن العضدي شيخ البرقوقية في مشيختها حين مجاورته بمكة وكذا في سفره لبيت المقدس ولم أسمع أنه كتب على فتيا مع سؤالهم له في ذلك ولا كان له رغبة في حضور عقود المجالس ونحوها بحيث لم يتفق له ذلك فيما أعلمه سوى مرة واحدة بعد جهد كبير في مجلس لم يكن يه غيره والأمين الأقصرائي والسيفي فمن دونهم وتكلم بكلمات يسيرة وكذا ألح عليه حفيد العيني أيام ضخامته في الحضور عنده وكان قرره متصدراً فيما جدده بمدرسة جده بطل أمره بعد يسير فلم يجد بداً من ذلك وجاء العبادي ليجلس فوقه بينه وبين الحنفي فأشير بخلاف هذا وجعل السراج من جهة أخرى بل كان خطب للقضاء فأبى بعد مجيء كاتب السر إليه واخبره أنه لم يجب نزل إليه السلطان فصمم وقال: الاختفاء ممكن فقال له فيماذا تجيب إذا سألك الله عن امتناعك مع تعيينه عليك، فقال يفتح الله حينئذ بالجواب ولم يكن يحابي في الدين أحداً، التمس منه بعض الشبان من ذوي البيوت إذنه له بالتدريس بعد أن أهدى إليه شيئاً فبادر لرد الهدية وامتنع من الإذن وربما كتب فيما لا يرتضيه لقصد جميل ككتابته على كراس من تفسير البقاعي الذي سماه المناسبات فإنه قال لي حين عتبته على ذلك: إنما كتبت لصونه عما رام تمربغا أن يوقعه به والله ما طالعته وليس هو عندي في زمرة العلماء، ولم وسع الله عليه بسبب ما تقدم صار يواسي الطلبة وغيرهم من قدماء أصحابه ومن يعلم احيتاجه ويصرح لبعض خواصه أنه لو تحقق إبقاء الوظائف باسم أولاده لآثر بجميع ما يفضل عنه وقد عم النفع به حتى بقي جل الفضلاء من سائر المذاهب من أهل مصر بل وغيرها من تلامذته واشتدت الرغبة في الأخذ عنه وتزاحموا عليه وهرعوا صباحاً ومساء إليه وامتدحه من الشعراء الشهاب المنصوري وغيره وبالجملة فهو كلمة إجماع لم يتدنس بما حيط مقداره بل راعى لمنصب العلم حقه منحه الله تعالى كثرة الأسقام من قبل الثلاثين في الأعضاء الباطنة وكذا بحبس البول بالحصاة وكثرة الرعاف وغير ذلك فكان قل أن يصح لكنه لا ينقطع إلا عن امر كبير ويتحرى ما يلائمه من أكل ونحوه إلى قبيل موته وعرض له حينئذ استسقاء ورمد ومات بمنزله من تربة قايتاي شرقي قلعة الجبل في ليلة الأحد سابع شعري ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وصلى عليه من الغد عند باب محل سكنه تقدم الناس الشافعي ودفن بحوش داخل التربة وتأسف الناس على فقده ولم يخلف بعده في مجموعه مثله وخلف ذكرين وأنثى من جارية وألف دينار وحفظت جهاته لولديه ورثاه غير واحد رحمه الله وإيانا ونفعنا به.
أحمد بن محمد بن محمد بن حسن أبو الهدى بن أبي الخير بن الشيخ الحنفي الآتي أبوه وجده. ولد سنة سبع وثمانمائة سنة مات جده.

أحمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الشهاب بن الكمال أبي البركات بن الجمال أبي السعود القرشي المكي الحنفي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع ابن صديق والمراغي والجمال بن ظهيرة وغيرهم وأجاز له التنوخي والعراقي والهيثمي وابن منيع وابنتا ابن عبد الهادي وآخرون ونزل طالباً في المدارس ودخل مصر للتنزه وبعض بلاد اليمن للتجارة وكان مائلاً لحفظ الأشعار والنظر في التاريخ مذاكراً بأشياء مستحسنة في ذلك. مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين ذكره الفاسي في مكة.
أحمد بن محمد بن محمد بن خلد بن موسى الحمصي الحنبلي ابن أخي عبد الرحمن بن محمد بن خلد الآتي هو وأبوه ويعرف بابن زهرة. ولي قضاء الحنابلة ببلده وقدم القاهرة فناب عن قاضيها العز الكناني.
أحمد بن محمد بن محمد بن دمرداش الشهاب الغزي الحنفي ابن أخت قاضي الحنفية الشمس بن المغربي ويعرف بابن دمرداش. ممن أخذ الفقه عن خاله والعربية والمعاني والبيان والتصوف عن الشمس الحمصي في آخرين ممن وردوا عليه وبرع في فنون مع الدين وجودة النظم والنثر والسيرة الجميلة وتكسبه بالشهادة التي صار عين اهل بلده فيها.
أحمد بن محمد بن محمد بن ريحان البعلي. كذا في ابن عزم.
أحمد بن محمد بن محمد بن سالم بن محمد الضياء القرشي المكي ثم القاهري القباني أخو سالم الآتي. ولد سنة ثلاث وتسعين تقريباً وأجاز له الزين المراغي والمجد اللغوي وغيرهما أجاز لنا وتكسب بالوزن بالقبان وكذا بالوزن في مخبز سعيد السعداء وكان أحد صوفيتها مشكور السيرة موثوقاً بأمانته كثير التحري في صناعته عديم الخوض فيما لا يعنيه ساكناً ديناً لم يزل على ذلك حتى مات في ذي الحجة سنة سبع وستين رحمه الله. ورأيت من قال في نسبه الحموي المكي فيحرر.
أحمد بن الشمس محمد بن القطب محمد بن السراج البخاري الأصل المكي ابن شيخ الباسطية المكية الآتي كل من أخويه عبد الله وشقيقه محمد وأبيهم. ولد في صفر سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمكة وأمه بيضاء ماتت حين تميزه وهو ممن قرأ علي في سنة سبع وتسعين في أبي داود ولازمني في الشفا وغيره بل سمع مني قبل طفوليته.
أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد بن عمر بن يوسف بن إسماعيل الشهاب أبو الخير بن الضياء الصاغاني الأصل - نسبة للإمام الشهير الرضي صاحب المشارق وغيرها فيما قاله - الهندي الأصل المدني المولد المكي الحنفي والد المحمدين الآتيين ويعرف بابن الضياء. ولد في ضحى سادس عشري ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالمدينة النبوية وسمع بها من خليل المالكي والعفيف المطري والعز بن جماعة وكذا سمع منه ومن الموفق الحنبلي بمكة ومن أبي البقاء السبكي والبهاء بن خليل وعبد القادر الحنفي وإبراهيم بن إسحاق الآمدي وغيرهم بالقاهرة وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وخلق من بغداد وغيرها تجمعهم مشيخته تخريج التقي بن فهد، وحدث سمع منه غير واحد من أصحابنا فمن فوقهم. وقال شيخنا في معجمه اجتمعت به مراراً وأجاز لأولادي. وقال الفاسي أنه اعتنى بالعلم كثيراً وله في الفقه نباهة ودرس وأفتى كثيراً وولي بعد وفاة أبيه درس يلبغا الخاصكي بالمسجد الحرام وكذا ولي تدريس البنجالية والزنجيلية والأرغونية بدار العجلة فيها ثم نقل الدرس بالأخيرتين إلى المسجد وناب في عقود الأنكحة عن العز النويري ثم في الأحكام عنه أيضاً سنة ثلاث وثمانمائة ثم عزله فلم يتجنب الأحكام محتجاً بأن مذهبه أن القاضي لا ينعزل إلا بجنحة وأنه لم يأتها؛ ولم يلبث أن استقل بقضاء مكة من قبل الناصر فرج سنة ست وكان أول حنفي استقل بها ثم عزل بعد أيام قليلة وناب عن الجمال بن ظهيرة ثم أعيد استقلالاً ثم صرف بالجلال المرشدي ولكنه لم يقبل فأعيد واستمر إلى أن مات بعد أن عجز عن الحركة والمشي لسقوطه من سرير مرتفع عن الأرض فانفكت بعض أعضائه وتألم كثيراً لذلك نحو شهرين في ليلة الأحد رابع عشر ربيع الأول سنة خمس وعشرين بمكة وصلى عليه من الغد بالمسجد الحرام ودفن على أبيه بالمعلاة وذكره المقريزي في عقوده وصدر ترجمته بالهندي المكي وقال نعم الرجل رحمه الله.

أحمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغني بن منصور الشهاب أبو العباس الشمس بن أبي عبد الله بن الشمس بن الفقيه الزين بن الجمال الحراني الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي الآتي أبوه ويعرف كهو بابن عبادة - بالضم - من بيت وجيه فعبادة وعبد الغني عند الذهبي وغيره. ولد في صفر سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فقرأ القرآن على العلاء الشحام وغيره والعمدة والخرقي وعرضهما على العلاء بن اللحام والشهاب بن حجي وغيرهما وعلى ابن اللحام اشتغل في الفقه وكذا حضر فيه وهو صغير جداً عند ابن رجب وغيره وسمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي وناب في القضاء لأبيه ثم استقل به بعد وفاته فباشره بعفة ونزاهة وصرف قبل استكمال سنتين فلزم منزله منجمعاً عن الناس وكتب بخطه تفسير ابن كثير وعرض عليه العود فأبى وحج مرتين وزار بيت المقدس والخليل وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه وكان متواضعاً بهياً حسن الشكالة مزجي البضاعة. مات في شوال سنة أربع وستين ودفن من يومه بمقبرتهم شرقي الروضة من سفح قاسيون رحمه الله.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبدا لبر بن يحيى السبكي. هو ابن محمد بن عبد البر مضى ومحمد الثاني زيادة.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الشهاب بن التقي بن ناصر الدين الأقفهسي ثم القاهري نزيل مكة أبو الشمس محمد الآتي. ولد بالقاهرة ونشأ بها لفحظ القرآن ومختصر أبي شجاع والملحة وعرضها في سنة سبع وتسعين فما بعدها على جماعة وقدم مكة بعد الثلاثين فقطنها وأدب الأبناء وكان خيراً مباركاً ساكناً كثير التلاوة. مات في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين ودفن بالمعلاة. ذكره ابن فهد.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد الشهاب البجائي الأبدي المغربي المالكي نزيل الباسطية ويعرف بالآبدي. اشتغل في بلاده وقرأ في بجاية على أبي عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله البيوسقي البجائي الشفا وبعضه على أبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد القماح الأندلسي وقدم القاهرة فحضر دروس القاياتي وابن قديد والعز عبد السلام البغدادي وترافق هو وابن يونس الآتي في الأخذ رواية عن العز عبد السلام القدسي ولا أستبعد أن يكون أخذ عن شيخنا وحج وأخذ عن الجمال الكازورني بالمدينة إجازة وعن غيره وكتب بخطه أشياء بل درب زوجته نفيسة وكانت تكتب له أيضاً؛ وتقدم في العلوم سيما العربية فلم يكن بعد شيخنا ابن خضر من يدانيه في إرشاد المبتدئين وله فيها حدود نافعة كما أنه كتب على إيساغوجي شرحاً مفيداً وتصدى لنفع الطلبة بالأزهر أولاً ثم بالباسطية حين سكنها برغبة أحد شيوخه العز البغدادي له عنها إلى أن مات وأخذ عنه الأعيان من كل مذهب فنوناً كالفقه والعربية والصرف والمنطق والعروض، وكنت ممن أخذ عنه العربية وغيرها بل أخذ عنه أخي أيضاً وكان كثير الميل إلينا متواضعاً بشوشاً رضياً مجاب الدعوة حتى قيل أنه لكثرة ما كان يرى من تهكم الشباسي بالطلبة بل وبالشيوخ دعا عليه فابتلي بالجذام، عديم التردد لبني الدنيا بعيداً عن الشر ودخوله مع أبي الفضل المغربي في كائنة الشريف الكيماوي بتلبيس من المشار إليه ليتقوى به ومع ذلك فلم يتكلم ولم يزل على وجاهته في العلم وإقرائه حتى مات في عشري رمضان سنة ستين بالقاهرة ودفن بتربة الصلاحية وقد جاز الستين ظناً رحمه الله وإيانا. ورأيت من يقول أن سنة وفاته سنة إحدى وأن الجمالي ناظر الخاص أرسل يلتمس منه قضاء المالكية بعد وفاة السنباطي فاعتذر بضعفه ولم يلبث أن مات، وهو ملتئم مع كونها في سنة إحدى فإن السنباطي مات في رجب منها.

أحد بن الكمال محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن منصور القاهري شقيق محمد وعبد الرحمن ويعرف كأبيه بابن إمام الكاملية قال إنه ولد في سنة أربع وأربعين وثمانمائة بالكاملية ونشأ في كنف أبويه مع النساء فقرأ بعض المنهاج وجميع الزبد واختلف عليه غير واحد من المعلمين وربما قرأ تفهماً على أبي العزم الحلاوي والشمس المسيري ونحوهما ولم ينجب ولا كاد وسمع مع والده بقراءتي على عدة من الشيوخ وحج معه وجاور غير مرة وسمع هناك على التقي بن فهد وغيره كأبي الفتح المراغي وكذا زار بيت المقدس وسمع به بعضاً على التقي القلقشندي ونحوه ولما مات أبوه تمشيخ بدون مقتضيها لكن لكون الفساق وثبوا له ولأخيه علي حتى اغتصبوا مني مشيخة الحديث بالكاملية بل تلطف معي السلطان في أمرها إكراماً لخوند بسفارة بعض الطواشية وكذا لكونه عمل شيخ السبع الأصيلي وصار يتجوه على الضعفاء بالطواشي المتهم وربما حصل له أشياء وسلك شبه طريقة أبيه في عمل وقت في يوم عاشوراء يجمع له من الناس أموالاً يدخر جلها وتباين مع أخيه عبد الرحمن لأسباب دنيوية وآل الأمر إلى النزول عن التدريس المشار إليه لابن النقيب وتعجب أهل الديانة من هذا الصنيع أولاً وثانياً وكان بمكة مجاوراً في سنة تسع وتسعين وزوجة أخيه هناك فلم يصلها بشيء ولا أظنه سأل عنها.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد السلام بن موسى الشهاب أبو الخير بن العز المنوفي الأصل القاهري الشافعي قاضي منوف ويعرف بابن عبد السلام. ولد بعد صلاة الجمعة رابع عشر ربيع الأول سنة سبع وأربعين وثمانمائة ونشا في كنف أبيه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية ابن مالك وعرض على البوتيجي والمحلي والمناوي والأقصرائي وإمام الكاملية وسمع على أبيه جزء البطاقة في آخرين وتفقه بالعلم البلقيني وابن عمه البدر أبي السعادات والسراج العبادي والجلال البكري وآخرين كالبدر حسن الأعرج وعنه أخذ أيضاً الفرائض والحساب وأخذ عن ابن قاسم والزين الأبناسي في النحو وعن ثانيهما في الأصول وأخذ عني في الحديث أشياء وكتب عني جملة، وبرع في الفقه وشارك في غيره وناب عن الزين زكريا في بلده منوف ثم عنه بالقاهرة مضافاً إلى منوف، وكتب شرحاً على مختصر أبي شجاع وعلى الستين مسئلة للزاهد وعلى الجرومية وعمل فتاوى شيخه البكري وعمل كتاباً في النيل وغير ذلك؛ وحج وجاور وحضر دروس البرهان بن ظهيرة وجمع نبذة من فتاويه أيضاً بإشاراته وقرأ على العامة بزاوية شرف الدين وولع بالنظم فأتى منه بقصائد وغيرها مع نثر جيد وخط حسن واستحضار لكثير من فروع الفقه ومن شرح مسلم وغيرهما ومشاركة في كثير من الفضائل وسلامة فطرة ومحاسن.
أحمد بن البدر محمد بن محمد بن عبد العزيز المباشر. مضى في أحمد بن عبد العزيز بن محمد.
أحمد بن أبي اليمن محمد بن محمد الطويل بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي. ولد بها من مستولدة لأبيه الآتي وسمع على أبي الفتح المراغي وأجاز له في سنة ست وثلاثين جماعة ودخل مصر للاسترزاق مرتين فأدركه أجله في الثانية بالطاعون بها سنة أربع وخمسين.

أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد المحسن بن محمد الصدر أبو العباس بن ناصر الدين الكناني الزفتاوي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه ولد سنة ست وعشرين وثمانمائة تقريباً بالقاهرة وحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين وألفية النحو وعرض على شيخنا والعز عبد السلام القدسي وابن البلقيني والتلواني والونائي والبدر بن الأمانة وابن الديري والمحب بن نصر الله وأجازوه في آخرين كالقاياتي والشهاب بن تقي وآخرين ممن لم يجز واشتغل في النحو عند الأبدي والراعي والخواص والتقي الحصني وعليه قرأ الأصول وسمع على الشمني في حاشيته على المغني بل سمع عليه في التفسير والحديث وغيرهما وفي الفقه عند البوتيجي والبلقيني والمناوي والعبادي واشتدت ملازمته للأول فيه حتى أنه قرأ عليه شرح البهجة لشيخه الولي وفي الفرائض حتى أنه قرأ عليه المجموع للكلائي مرتين والأشنهية وشرحها لابن الهائم وعدة مقدمات في الحساب وانتفع به كثيراً وقرأ عليه الكتب الستة وكذا للمناوي بحيث حضر عنده تقاسيم المتون الأربعة التنبيه والمنهاج والحاوي والبهجة بل أخذ عنه المنهاج الأصلي وغيره وأخذ المجموع أيضاً عن أبي الجود بل حضر دروس ابن المجدي في الفرائض والحساب وغيرهما ودروس ابن حسان في الفقه وغيره وسمع الحديث على شيخنا بل كتب عنه في الإملاء والزين الزركشي بعض صحيح مسلم في سنة خمس وأربعين وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وابن بردس بعض مسند أحمد والرشيدي والبخاري بالظاهرية القديمة ومسلماً بالحلاوية والنسائي الكبير على أبيه وجماعة منهم الأبودري وإمام الصرغتمشية والشمني والجلال بن الملقن والعراقي وبابن حانوت وأجاز له آخرون وكتب بخطه الكثير وشرح الرحبية في الفرائض وله جزء في عاشوراء وغير ذلك، وجلس عند أيبه شاهداً ثم ناب في القضاء ولم ينفك عن طريقته في الكتابة والتحصيل وهو أمثل جماعته فضلاً وخيراً. وحج في سنة أربع وأربعين مع أبيه وفي سنة ثلاث وثمانين وجاور التي تليها وحضر دروس قاضيها البرهاني راوية ودراية وكذا زار بيت المقدس والخليل بأخرة سنة تسعين وسمع فيهما من جماعة. مات في ليلة الجمعة سابع عشر جمادى الثانية سنة خمس وتسعين وصلي عليه من الغد بعد الجمعة في الأزهر رحمه الله وإيانا، وقد رأيت بخط شيخنا الزين رضوان استدعاء لهذا وأخويه الولوي أبي الفضل محمد وأم محمد زينب ولمحمد ابن ثانيهما وأحمد بن ثالثهما وهو ابن التاج الأخميمي أرخه بربيع الأول سنة ست وأربعين أجاز لهم فيه شيخنا وابن عمه شعبان والشريف النسابة الشافعيون والعيني وابن الديري والأمين الأقصرائي والعز عبد السلام البغدادي والعز عبد الرحيم بن الفرات والشمس محمد بن يوسف الرازي الحنفيون والشهاب الحجازي والشمس محمد بن أحمد بن عمر السعودي الفقيه والشمس محمد بن عباس العاملي والصدر بن روق والعز بن أبي التائب وعمر بن السفاح والجمال يوسف بن علي الدميري والشمس محمد الطوخي والبدر حسين بن محمد بن أحمد بن محمد الكلابي الضرير وأم هانئ الهورينية الشافعيون ورجب الخيري المالكي والشريف السراج عبد اللطيف الحسني المكي قاضيها الحنبلي والعز أحمد بن إبراهيم الحنبلي وقريبه المحب محمد بن يحيى وابنا خاله نشوان وأحمد والبرهان الصالحي الحنبليون وتجار ابنة ناصر الدين محمد بن التقي محمد بن مسلم.

أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر بن سليمان النجم بن القطب الدمشقي الخيضري الشافعي الاتي أبوه. ولد في صفر سنة اثنتين وستين وثمانمائة بدمشق ونشأ في كنف أبيه لحفظ القرآن وعرض وقدم مع أبيه القاهرة فسمع على الشاوي وأجاز له جماعة وربما قرأ هو بل قسم جامع المختصرات على العبادي والبكري والجوجري وزكريا فكان ما تحاكاه الطلبة وأذنوا له في الإفتاء والتدريس وتكلم على العوام بجامع الأزهر فمنعه قاضي المالكية المقتضي لذلك غير ملتفت لأبيه قاصداً وجه الله وتوجه فباشر جهات أيبه حتى تدريس دار الحديث الأشرفية وسمعت أن البقاعي حضر عنده فيها وقضاء دمشق وكتابة سرها وذكر بأوصاف فأهانه السلطان بل كان سبباً لتكليف أبيه ثم رضي عنهما وصرف بعد مدة عن القضاء بالشهاب بن الفرفور واستمر على كتابة السر خاصة ثم صرف عنها في سنة تسعين بالشريف موفق الدين الحموي الحنبلي وأخباره معجرفة وكلماته مقرفة حتى قيل أنه يرافع في أبيه وأنه كان يدعو عليه ولم يزل على حاله حتى بلغه توعك أبيه فبادر إلى المجيء فأدركه وهو غائب بحيث لم يع له ومات فوضع يده على كتبه فباعها، وحضر إلي لما قدمت من مكة في المحرم سنة خمس وتسعين فسلم علي ولم يلبث أن شيع أنه جن واستمر في خلطته ورجع إلى بلدته وتكرر قدومه إلى القاهرة.
أحمد بن المحب محمد بن الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة. كذا في بعض نسخ الأنباء ومحمد الأول زيادة في نسبه والمحب لقب أحمد وقد مضى في أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد المهيمن الشهاب البكري القاهري الشافعي والد عبد الرحمن ويعرف بابن خطيب بستيل. سمع الكثير من الميدومي ومما سمعه معه جزء الدراع في سنة اثنتين وخمسين بقراءة الزين العراقي وهو من العوالي التي تفرد بها الميدومي، واشتغل فأخذ عن البهاء بن عقيل وناب عنه لما ولي القضاء والجمال الأسنوي وغيرهما وأجاز له في استدعاء بخط الزين العراقي محمد بن إسماعيل الأيوبي وابن النحاس والقلانسي وابن القطرواني وابن الأكرم وابن الرصاص وأحمد بن محمد بن الحسن بن الجزائري وناصر الدين الفارقي والشريف أبو الركب الحسين بن محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الحق بن عبد الكافي وعلي بن أحمد بن عبد المحسن وابن الرفعة وابن جماعة والعلائي وآخرون وورث من أبيه مالاً جزيلاً فمزقه في اللهو وعني بالنظر في كلام الصوفية وفتن بمقالة ابن عربي فكان داعية إليها. ومات له ابن متمول فورثه فمزق ذلك أيضاً وكبر فاحتاج فصار يسأل ولكن لا يلحف باليسير، سمع عليه غير واحد ممن أخذنا عنه ومنهم شيخنا وترجمه هكذا. وقال سمعت عليه الثالث من أبي داود بسماعه له على الميدومي، زاد في موضع آخر ولا أستبيح الرواية عنه. مات في سنة تسع؛ وأغفلة في الأنباء، وذكره المقريزي في عقوده باختصار.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبيد أبو البركات بن أبي سعد بن القطان الآتي أبوه. اعتنى به أبوه فأقرأه القرآن وأسمعه الحديث وهو ممن سمع مني وخلف والده سعيد السعداء وغيرها.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبية وهو ابن محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبية حسبما رأيته بخطه الشهاب الحلبي الأصل المقدسي المولد الشافعي الواعظ نزيل دمشق ويعرف بابن عبية. برع مع نظم جيد وخط حسن وخبرة بالوعظ ورياضة ورأيت خطه في سنة أربع وستين بالشهادة في إجازة النوبي كابنه وأثنى المشهود له عليه بالفضيلة وجودة النظم وكذا رأيت خطه في سنة ثمان وثمانين ومما نظمه تخميس البردة وولي قضاء القدس وقتاً وامتحن في حين الترسم على كنيسة اليهود وزيد في إهانته وآل أمره إلى أن خلص ورجع فأقام بالشام يسترزق من الوعظ بل قرأ على البرهان بن مفلح صحيح مسلم ومما كتبته عنه قوله في كائنته المشار إليها واستغاثته أولها:

يا رب مس الضر قلبي وانكسـر

 

فاجبر لكسري أنت أرحم من جبر

وأغث فقد أمسيت منقطع الرجـا

 

مما سواك وما بغيرك ينتـصـر

ناداك في الظلمات يونس ضارعاً

 

وكذاك أيوب وقد عظم الضـرر

أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله الأمير شهاب الدين بن كاتب السر ناصر الدين بن البارزي أخو الكمال محمد ووالد عبد الرحيم الآتي. مات في حياة أبيه يوم الاثنين تاسع عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين. أرخه شيخنا، زاد المقريزي وصلى عليه السلطان ودفن خلف شباك ضريح إمامنا الشافعي من القرافة رحمه الله تعالى.
أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن موسى بن علي الشهاب أبو العباس الطوخي ثم القاهري الشافعي والد المحب محمد الآتي. من بيت صلاح وديانة قال شيخنا في أنبائه كان جيد الخط حسن الضبط سريع الكتابة جداً يقال إنه كان يكتب بالمدة الواحدة عشرين سطراً. مات في سنة اثنتين ووصفه البدر الزركشي في عرض بعض أولاده بالأخ في الله الشيخ الإمام المحقق الصالح القدوة، وابن الملقن بالفقيه الإمام العالم الفاضل الصالح الأصل، والأبناسي بالشيخ الإمام العلامة والصدر المناوي بالإمام الفاضل الناسك العابد المعتقد صاحب الأصالة المرضية والديانة الزكية، والبرشنسي بالإمام العالم العامل الورع الناسك الكامل، والركراكي بالإمام العالم العلامة.

أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن نصر بن عيسى بن عثمان الشهاب أبو العباس الأموي العثماني القاهري الشافعي ويعرف بابن المحمرة، وهي أمه نسبت إلى التحمير من الحمرة، وبابن السمسار لكون أبيه وعمه كانا من سماسرة الغلال بساحل بولاق وبابن الصلاح لكونه لقب أبيه أو جده وبابن البحلاق، وكان يأنف منها إلا من الثالث ولكنه بالأول أشهر. ولد في ليلة خامس عشري صفر سنة سبع وستين وسبعمائة - وقيل تسع والأول أصح - بالمقس خارج القاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وغيرهما وكان ذكياً فلازم ابن الملقن والبلقيني والعراقي والغماري في العلم وكذا المجد البرماوي وطلب الحديث وقتاً ودار على الشيوخ وأخذ عن الباجي والتقي بن حاتم وابن رزين وابن الخشاب وغيرهم من أول سنة خمس وسبعين وهلم جراً وكتب الطباق ثم صحب السالمي وصار يقرأ له على الشيوخ كابن أبي المجد والتنوخي والصردي وابن الشيخة ونحوهم وصحبه إلى مكة وقرأ له بالمدينة على بعض شيوخها ومن مسموعه على الباجي المحدث الفاضل والسلماسيات وقطعة من المعجم الكبير للطبراني وقال إنه قرأ سدس مسلم في مجلسين وجميعه في ستة مجالس وكان فصيحاً مفوهاً سريع القراءة جيدها بحيث قال له التقي الدجوي لما قرأ عليه لقد قرأت قراءة لو قرأها العلم البرزالي لتحدا بها وأجاز له أبو الخير بن العلائي وأبو هريرة بن الذهبي وجماعة وباشر شهادة المخبز بالصلاحية وتكسب بالشهادة سنين في رحبة العبد وصحب الأكابر وناب في الحسبة عن المقريزي وجلس ببابه أياماً في القضاء عن الجلال البلقيني فمن بعده وتصدى لذلك بكليته، واقتنى مالاً وعقاراً وصارت له دربة في الأحكام إلى أن اشتهر بذلك وبغيره من الفضائل فإنه كانت له مشاركة جيدة في العلوم مع الشكالة الجميلة والشيبة النيرة والأبهة والمهابة والسكينة وحسن العشرة والطلاقة والفصاحة والمداومة على الأوراد والتعبد والمداراة لأرباب الدولة، ودرس وأفتى وحدث بالكثير أخذ عنه الفضلاء وعرف بالتجمل جداً وولي عدة مناصب كالمشيخة بسعيد السعداء وتدريس الفقه بالشيخونية وقضاء الشام، وكانت ولايته له في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وباشره مباشرة حسنة بعفة ونزاهة وصرامة، ودرس بالعادلية في الكشاف وبالغزالية وبدار الحديث الأشرفية وغيرها ثم ولي مشيخة الصلاحية ببيت المقدس ودرس بها في الروضة مستمداً من الخادم للزركشي لكونه كان في ملكه واستمر بها حتى مات في ليلة السبت سادس عشر ربيع الآخر سنة أربعين ودفن بتربة ماملا ولما رغب له شيخنا عن الفقه بالشيخونية ورغب للبدر بن الأمانة عن الحديث بالمنصورية قال الناس لو عكس كان أولى فقال شيخنا: إنما أردت بيان حال كل من الرجلين فيما لم يشتهر به وناهيك بهذا من مثله. وذكره التقي بن قاضي شهبة فوصفه بالإمام العالم العلامة الجامع بين أشتات العلوم بقية العلماء الأعلام قاضي القضاة وقال أنه تفنن في العلوم ودرس وأفتى وناب في القضاء مدة ودخل في قضايا كبار وفصلها وولي بعض المعاملات على قاعدة فقهاء مصر فحصل منها مالاً وصار يتجر بعد أن كان مقلاً يتكسب من شهادة المخبز ومهر في صناعة القضاء وحج وجاور، ولما ولي قضاء دمشق سار سيرة حسنة مرضية بحسب الوقت ولم يعدم من يفتري عليه إلا أنه كان متساهلاً بحيث لا يبحث عن القضايا الباطلة ولا يتولى الحكم بنفسه ولا يفصل شيئاً ولا ينكر على ما يصدر من نوابه مع اطلاعه على حالهم ويصرح بأنه لا يجوز لهم مداراة عن المنصب، قال وكان فاضلاً في الفقه والحديث والنحو يحفظ كثيراً من التاريخ حسن المحاضرة لطيف المفاكهة يكتب على الفتاوي كتابة حسنة، وله أوراد وصلاة وذكر وغيرها، وخلف دنيا طائلة حازها ولده، ولم يزد صاحبه المقريزي على مولده ووفاته وشيء من وظائفه ولكنه ترجمه في عقوده باختصار وأثنى عليه وقال ونعم الرجل سياسة وصرامة ومعرفة وفضيلة، وصدر ترجمته بقوله أحمد بن صلاح. وقال العيني كان له استعداد في صناعة التوقيع وينسب لبخل عظيم.
أحمد بن أي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز العقيلي النويري المكي أخو علي الآتي ويعرف بابن أبي اليمن. ولد سنة إحدى وثمانمائة ومات في رمضان من التي تليها.

أحمد بن محمد صحصاح - بمهملات - بن محمد بن علي بن عمر بن عثمان الشهاب أبو العباس الأبشيهي الفيومي الأصل الخانكي الشافعي عم عبد القادر بن محمد الآتي ويعرف بابن أبي حرفوش وربما يكتب بخطه أحمد بن صحصاح. ولد بعيد الخمسين تقريباً واشتغل قليلاً عند العبادي والشرف عبد الحق والشهاب بن شعبان الغزي والشمس البلبيسي الفرضي وزاحم بذكائه وفطنته وسافر ودخل الشام وبيت المقدس وحج وجاور مراراً بل وسافر في أثناء سنة أربع وتسعين من مكة إلى الهند ولقيني بالقاهرة فأخذ عني شيئاً ثم بمكة في السنة المذكورة والتي قبلها فحمل عني الكثير بقراءته وقراءة غيره دراية ورواية من تصانيفي وغيرها وكتب أشياء من تصانيفي وانتقى كلاً من المقاصد الحسنة وارتياح الأكباد وعنده أنه اختصرهما، ومما قرأه عليّ قطعة من أول شرحي لتقريب النووي بحثاً ومدحني كثيراً وأنشد ذلك من لفظه للجماعة بحضرتي بل سمعت من نظمه غير ذلك:

يا رب اشف غريباً ما لـه أحـد

 

سواك يا راحم المسكين يا شافي

وانظر إليه بعين اللطف وارحمه

 

يا راحم الخلق يا ذا الحلم يا كافي

وكتبت له بمسموعاته ومقروآته علي ثبتاً بل قرضت له بعض مجاميعه، وبالجملة فهو بديع الذكاء سريع الحركة بهمة وعفة وقد اجتمع بالبرهان الباجي بدمشق وبالديمي بالقاهرة ليسمع منهما بل سمع ببلده وبالقاهرة من جماعة بإرشاد ابن الشيخ يوسف الصفي ولو توجه كما ينبغي للاشتغال لأدرك.
أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الخالق الشهاب أبو العباس النويري الغزي ثم القاهري المالكي أخو أبي القسم محمد الآتي. ولد في سنة خمس وثمانمائة تقريباً بالميمون وتحول في صغره منها مع أبيه إلى غزة فنشأ بها وحفظ القرآن والعمدة والطيبة الجزرية والرسالة في فروعهم وألفية ابن مالك وعرض على جماعة منهم ابن مرزوق شارح البردة وغيرها حين لقيه بالاسكندرية في ربيع الأول سنة عشرين وأجاز له وكذا أخذ عن ابن الجزري وابن رسلان وآخرين واشتغل على أخيه في الفقه والعربية وغيرهما كالقراءات بل تلاه بالعشر في سنة أربعين بمكة على الزين بن عباس ولم يمهر في شيء من ذلك وولي قضاء غزة مراراً وكذا حج غير مرة وجاور ولقيته بالطور في بعض توجهاته إلى مكة فسمعت خطبته وغير ذلك؛ وهو متواضع طارح للتكلف مديم التلاوة شديد العناية بالتجارة ثم أعرض عنها وصار يرتفق في معيشته بعقد الأزرار غير منفك عنه ومع ذلك فليس من المنسيين. مات في منتصف جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين ودفن بجانب صهره الشمس بن الحمصي بتربة التفليسي وكانت جنازته حافلة سامحه الله وإيانا.

أحمد بن محمد بن محمد بن عمر بن رسلان بن نصير الولوي أبو الفضل وأبو الرضا بن التقي بن البدر بن السراج البلقيني الأصل القاهري الشافعي وأمه من ذرية المحب ناظر الجيش فهي كافية ابنة أحمد بن التقي عبد الرحمن ناظر الجيش ابن المحب ناظره. ولد في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج والألفية وغيرها كجمع الجوامع وعرض في سنة ثلاث وعشرين فما بعدها على البيجوري والشطنوفي والبهاء المناوي وشيخنا وأجازوا له في آخرين كالمحب بن نصر الله والمجد البرماوي وأخذ عن الأخير والطنتدائي والوفائي وعم والده في الفقه وعن القاياتي وابن الهمام والمحلي والبرهان الأبناسي في الأصول وعن العز عبد السلام البغدادي في العربية وغيرها وعن الكافياجي في المنطق وغيره وسمع على الشهاب الواسطي والولي بن العراقي وعم والده الجلال البلقيني وجماعة وأجاز له غير واحد وتقدم بجودة ذكائه فدرس الفقه بجامع ابن طولون وبالحجارية مع الخطابة بها وبجامع المغربي والميعاد بهما وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده وصحب الرؤساء كالزيني عبد الباسط ثم الجمالي ناظر الخاص وغيرهما واختص بهم وحظي عندهم ورأى وقتاً وبارز شيخنا بما نقمه عليه أهل الديانة ولم يحمد هو عاقبته، ثم بأخرة أعرض عن ذلك كله وأقرأ الطلبة قبل وبعد وصحب الشيخ مدين وتلمذ له وابتنى بجوار بيت نفسه مدرسة لطيفة وعقد فيها مجلساً للوعظ على طريقة بني أبي الوفا فكان يورده من إنشائه فيقع الموقع عند الخاصة والعامة، ثم ترقى حتى صار يعمله بالأزهر وازدحم الناس لسماعه، وسافر للشام في أثناء ذلك للتنزه وبيت المقدس للزيارة وتصدر على طريقته للوعظ بجامع بني أمية فوقع من الشاميين موقعاً عظيماً وحسنوا له الدخول في القضاء فرجع فسعى وبذل فيه قدراً طائلاً باع من أجله قاعته ووظائفه حتى أجيب بعد صرف الباعوني وسافر في رمضان ومعه جماعة من أصحابه فوصلها وأقام بها ولم يرزق في بدنه صحة ولا في أصحابه سلامة بل مات بعضهم وتعلل بعضهم واستمر هو في التوعك، وهو مع ذلك يباشر بشهامة وعفة في أول أمره وطال مرضه إلى أن مات بعد سنة وأزيد من شهر من ولايته في يوم الاثنين ثاني عشر ذي القعدة سنة خمس وستين بدمشق وصلى عليه بجامعها ودفن بتربة ابن حنقرا بمقبرة الصوفية في طرفها القبلي على جادة الطريق وقد حضرت عنده في مجالسه وخطبه جملة وبالغ في الثناء علي بما أثبته في موضع آخر، وكان متواضعاً اعجوبة في الذكاء والفطنة والفهم الثاقب مع كثرة المحفوظ حسن الشكالة والخط متأنقاً في مأكله وشمربه وملبسه وسائر أموره طلق العبارة قوي المناظرة طري الصوت جهوريه يضرب بحسن خطابته المثل جيد العشرة مع سرعة التقلب كثير المحاسن ظريفاً لطيفاً سريع النادرة وافر الحشمة لطيف المنادمة كثير الاستحضار للشعر وفن الأدب نادرة في أقاربه بل في أبناء جنسه محباً في الفضلاء كثير الأدب معهم والتكرم عليهم والتنويه بذكرهم ورزق حظاً في كثرة من مكان يلم به منهم بحيث قرأ بين يديه في دروسه جماعة من الأعيان وانتفعوا على يديه من ماله وبسفارته، درس وأفاد وخطب وأعاد ووعظ وذكر وأنشأ خطباً غاية في الحسن وبيض من مواعيده جملة وشرع في شرح حافل للمنهاج الفرعي كتب منه يسيراً وكذا ابتدأ في كتابة نكت على قطعة الأسنوي ابتدأها من باب الخيار أبدى فيها فوائد حسنة، وسمعته ينشد وكأنه لغيره:

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده

 

فلم يبق إلا صورة اللحم والدم

وكم من وجيه ساكت له معجب

 

زيادته أو نقصه في التكـلـم

أحمد بن محمد بن محمد بن عمر الشهاب أبو العباس الشغري - بضم الشين وسكون الغين المعجمتين نسبة لبليدة من الحصون الغربية يجري عندها نهر العاصي قريبة من البحر حلب بينها وبين الفرات ولكنها إلى الفرات أقرب ولا يعرف ببلاد حلب بلدة تسمى بالشغر غيرها - الحلبي الشافعي حفظ القرآن واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما وبلغني أن من شيوخه السراج الحمصي، وقدم القاهرة فأخذ عن شيخنا بقراءته وقراءة غيره وقرض له منظومته في العربية المسماة ملحة الوارد بمدح زين الشاهد بما أثبته في الجواهر وغيره وعلقتها مع نظم عوامل الجرجاني له عنه حينئذ ثم رأيت له بعد دهر شرحاً لجمع الجوامع والبهجة وكتاباً قريب الشبه من عنوان الشرف اشتمل على الفقه والأصلين وعلم الحديث وأربيعن حديثاً سماه الشرف العوالي وهو تابع في الفقه غالباً المنهاج وفي الأصول جمع الجوامع وكأنهما من محافيظه وهو متوط المرتبة. مات قريباً من سنة خمس وثمانين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد بن أبي غانم بن الحبال. مضى فيمن جده محمد بن أحمد بن أبي غانم.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن البهلوان الشهاب بن البدر بن الشمس الآتي أبوه وجده.
أحمد بن التقي أبي الوفا محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد الجعفري القاهري الآتي أبوه وعمه وشقيقه محمد. ولد سنة سبع وخمسين وثمانمائة بالقاهرة وحفظ المنهاج وغيره وتكسب بالشهادة وقراءة الجوق وهو ممن سمع مني.

أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة المحب أبو الطيب بن الجلال أبي السعادات القرشي المخزومي المكي قاضيها الشافعي وابن قاضيها ويعرف كسلفه بابن ظهيرة وأمه أم كلثوم ابنة العفيف عبد الله بن التقي الحراري. ولد في صفر سنة خمس وعشرين وثمانمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن وصلى به والأربعين النووية والعقائد النسفية وألفية ابن مالك والحاوي الصغير والمنهاج الأصلي والتلخيص والشاطبية وعرض في سنة تسع وثلاثين فما بعدها على التقي المقريزي ويحيى بن محمد المغربي الشاذلي والعلم أحمد الأخنائي وأبي القسم النويري المالكية والزين بن عياش وأبي شعر الحنبلي ومحمد بن إبراهيم العجمي والسفطي وابني الأقصرائي وابني الضياء ومحمود بن محمد بن أحمد الموسوي الخوافي وأجازوه إلا الثاني والثالث وأحضر على ابن الجزري وسمع على الشهاب المرشدي وأبي شعر والمقريزي وأبي المعالي الصالحي وأبي الفتح المراغي والأهدل والتقي بن فهد والشوائطي وابن الديري والمحب المطري والجمال الكازروني في آخرين بمكة والمدينة وبعض ذلك بقراءته وأجاز له التقي الفاسي وابن سلامة والنور المحلي والشمس الشامي والنجم بن حجي وابنا ابن بردس والقبابي والتدمري وعائشة ابنة ابن الشرائحي وآخرون منهم شيخنا وأخذ الفقه عن أبيه والكمال الأسيوطي بحيث عليه جل الحاوي وأكثر ذلك بقراءته وقال أنها قراءة بحث وإجادة وإتقان وإفادة وأذن له في إقرائه وتدريسه بعد التحرير والمراجعة والتثبت والمطالعة والشمس بن عبد العزيز الكازروني بحثه عليه بتمامه وأذن له في إقرائه والشمس الأقفهسي قرأ عليه الأعلام بما يتعلق بالتقاء الختانين من الأحكام وتنوير الدياجير بمعرفة أحكام المحاجير كلاهما من تأليفه بحثاً ومقابلة وأذن له أيضاً في إقرائهما وروايتهما والمعاني والبيان عن الشمس بن سارة قرأ عليه التلخيص بتمامه وأذن له في إقرائه وقال أنها قراءة بحث وتحقيق وكذا أخذ في المعاني أيضاً عن الكريمي وعنه وعن الأهدل وابن الهمام وأبي الفضل المغربي وابن قديد وأبي القسم النويري أخذ أصول الفقه بحث على ثانيهم فيه المنهاج وشرحه للأسنوي وعن الآخرين أخذ في العربية وكذا بحث على فقيهه ومؤدبه الشوائطي في أبواب من الألفية والملحة بحثاً دل على سرعة فهم وجودة إدراك في آخرين وعن محمود الخوافي أخذ أصول الدين قرأ عليه العقائد للنسفي بحثاً والتصوف عن البلاطنسي قرأ عليه بحثاً منهاج العابدين للغزالي وقال أنها قراءة بحث اطلع بها على مقاصد الكتاب ووقف بها على ما فيه من اللباب وسمع عليه فاتحة العلوم للغزالي أيضاً وأجاز له وناب في القضاء بمكة عن أبيه في سنة سبع وأربعين بإشارة صاحبنا النجم بن فهد ثم استقل به بعد وفاته إلى أن انفصل بابن عمه البرهاني ثم اعيد بعد مدة مع استمرار أموال الأيتام والغائبين تحت يد المنفصل بعد إحضارها ومشاهدتها ثم أضيف إليه نظر الحرم ورباط السدرة ورباط كلاله وميضأة بركة وقضاء جدة، ثم انفصل عن كل ذلك بعد يسير إلى أن مات وقد درس وأفتى وحدث وصنف جزءاً رد فيه على ابن عمه الخطيب فخر الدين أبي بكر أماكن من تصنيفه في الدماء وقفت عليه وكذا بلغني أن له غير ذلك وكان فاضلاً فاهماً جامد الحركة ناقص العبارة قاصر اليد والتودد حضرت بعض ختومه باستدعائه وسمعت كلامه وصاهر النجم المرجاني على ابنته واستولدها عدة أولاد. مات عن أكثرهم منهم أبو اليمن محمد الآتي. وكانت وفاته يوم الخميس تاسع صفر سنة خمس وثمانين ودفن على أبيه بالمعلاة بعد أن صلى عليه ابن عمه البرهاني بعد صلاة العصر قبالة الحجر الأسود كعادة بني مخزوم ونودي للصلاة عليه فوق قبة زمزم وكان الجمع في جنازته حافلاً رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد العزيز الشهاب بن الصدر السكندري الأصل القاهري الشافعي والد الشرف محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن روق. ولد سنة ست وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ العمدة والمنهاج وعرضهما على الولي العراقي وسمع على الواسطي وغيره وناب في القضاء في عدة من الضواحي وغيرها وخطب للحاكم وغيره وكان متساهلاً في الأحكام وغيرها. مات في يوم الخميس ثالث عشري شوال سنة ثمان وستين وشهدت الصلاة عليه ودفنه عفا الله عنه.

أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن عواض بن نجا بن حمود بن نهار ناصر الدين أبو البعاس بن الجمال بن الشمس بن الرشيدي الزبيري السكندري المالكي سبط ابن التونسي - بفتح المثناة الفوقانية والنون بعدها مهملة - وربما يقال له ابن التونسي وهو والد البدر محمد وغيره ممن سيأتي وأخو الكمال محمد الذي أخذ عنه الجمال بن ظهيرة. ولد سنة أربعين وسبعمائة وتفقه ببلده واشتغل كثيراً في فنون ومهر وفاق في العربية بحيث شرع في شرح على التسهيل وصل فيه إلى التصريف بل وعمل تعليقاً على مختصر ابن الحاجب الفرعي وكذا شرح المختصر الأصلي وللكافية كلاهما له وغير ذلك وولي قضاء بلده في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وتكرر صرفه ثم عوده مراراً وكان عارفاً بالأحكام، ثم قدم القاهرة وظهرت فضائله وولي بها قضاء المالكية في ذي القعدة سنة أربع وتسعين فقطنها وتحول بأهله وأولاده وأسبابه وباشر بعفة ونزاهة مع عقل وتودد وسلامة صدر وطهارة ذيل وقلة كلام ولم يعرف له أذى بقول لا فعل بل عاشر الناس بجميل فأقبلوا عليه بالمحبة سيما وهو من بيت رياسة ووجاهة، وناب عنه البدر بن الدماميني صهرهم القائل فيه يخاطبه من أبيات:

وأجاد فكرك في بحار علومه

 

سبحاً لأنك من بني العـوام

لكن شيخنا متوقف في نسبته للزبير بن العوام. وتعانى التجارة كثيراً وكان موسعاً عليه في المال ولم يكن دخل في المنصب إلا لصيانته. مات في ليلة الخميس مستهل رمضان سنة إحدى واستقر بعده في القضاء ابن خلدون. ذكره شيخنا في تاريخه ورفع الأصر وأثنى عليه بما تقدم، وكذا قال الجمال البشبيشي في وصفه أقام دهراً طاهر اللسان لم ينل أحداً بمكروه وكانت أيامه كالعافية والرعية في أمان على أنفسهم وأموالهم لا ينظر إلى ما بأيديهم ولم يعرف الناس قدره حتى فقد ولم يدخل عليه في طول ولايته خلل ولا أدخل عليه أحد شيئاً من ذلك. قال وفي الجملة كان هو وابن خير قبله من محاسن الوجود؛ وذكره ابن خطيب الناصرية في تاريخ حلب لكونه دخلها مع الظاهر برقوق في سفرته الثانية ناقلاً من شيخنا والمقريزي في عقوده فإنه حسنة من إحسان الدهور وزينة لأهل عصره له ثراء واسع ومال جزيل ومتاجر كثيرة.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشهاب أبو بكر بن شيخ القراء الشمس أبي الخير الدمشقي بن الجزري المتوسط بين أخويه المحمدين الآتيين. ولد في ليلة الجمعة سابع عشر رمضان سنة ثمانين وسبعمائة بدمشق وأجاز له الصلاح بن أبي عمر والحافظ أبو بكر بن المحب وابن قاضي شهبة وابن محبوب وابن عوض وعبد الوهاب بن السلار وابن عمه إبراهيم، بل حضر على بعضهم وسمع من أكثر ومما سمعه علي العسقلاني جميع القراءات جمعاً للاثني عشر والشاطبية والعنوان وسمعه أيضاً على الصلاح البلبيسي والتيسير وغيره من كتب القراءات على السويداوي بل عرض الشاطبية على التنوخي وتلا عليه وعلى أبيه بالعشر وحفظ كتباً وتصدر وأقرأ. هكذا ترجمه أبوه في طبقات القراء له، وممن أخذ عنه بالقاهرة في سنة سبع وعشرين وثمانمائة الزين عبد الدائم الأزهري وابن أسد وقال أنه أخذ عنه شرحه لطيبة والده، وآخرون ومات بعد أبيه بقليل.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد تقي بن الشيخ محمد روزبة الشهاب بن الشمس بن فتح الدين أبي الفتح الكازروني المدني الشافعي الآتي أبوه وجده ويعرف كل منهما بابن تقي بفتح المثناة وكسر القاف. لازمني بالمدينة في سماع الكثير وقرأ اليسير وكتب القول البديع وسمعه من لفظي وهو ممن سمع قبل ذلك على أبي الفرج المراغي وابنة أخيه فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي.
أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله المحب أبو بكر بن فهد وهو بكنيته أشهر. يأتي في الكنى.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الزين أبو الطيب بن حجر المدعو شعبان وهو به أشهر. يأتي في المعجمة.

أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهاب الدمشقي الشافعي أخو الأمين محمد الآتي ويعرف بابن الأخصاصي. ولد في سنة ثمان عشرة وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وقرأ في الفقه على التقي بن قاضي شهبة ورثاه بعد موته وسمع على ابن ناصر الدين، ارتحل فقرأ على شيخنا شرح النخبة له بحثاً وأذن له وكتب بخطه أشياء كالبخاري وشرحه لشيخنا وعمل في الوعظ حادي الأسرار إلى دار القرار اشتمل على مائتين وخمسين مجلساً في عشرة أسفار وكذا شرح مختصر أبي شجاع في الفقه حرره مع الشمس المسيري في بعض مجاوراته وخلف أخاه في مشيخة زاويته بدمشق وكثر اجتماعه معي بالقاهرة ثم بمكة في المجاورة الثالثة وسمعت من نظمه وفوائده وحصل بعض تصانيفي وكان الغالب عليه الخير والانجماع وسلامة الصدر والتواضع والتودد والرغبة في الصالحين وجمعهم على الطعام. مات في رجل سنة تسع وثمانين بدمشق رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي لسان الدين بن أثير الدين بن المحب أبي الفضل الحلبي الآتي أبوه وجده وجد أبيه وعمه وأخوه أبو البقاء محمد، ويعرف كسلفه بابن الشحنة. ولد سنة أربع وأربعين وثمانمائة بحلب ونشأ في كنف أبيه وجده فحفظ القرآن والوقاية وقدم على جده القاهرة في جملة عياله وعلى الزين قاسم وابن عبيد الله وإبراهيم الحلبي ونحوهم يسيراً وكذا قرأ على النجم بن قاضي عجلون في الفرائض والعروض وسمع على جده والبدر النسابة وأجاز له غير واحد وناب عن جده في كتابة السر بالقاهرة ثم ولي قضاء الحنفية ببلده عوضاً عن أبيه وحج مع أبيه وجده وفارقهما من عقبة أيلة إلى حلب لمباشرته، وكان عاقلاً كيساً عفيفاً مشاركاً في الفرائض مع فتور ذهنه وله نظم وسط فمنه لما انفصل جده عن كتابة السر بابن الديري:

كتابة السر قد أضحت مبهـدلة

 

لما قلاها محب الدين قد هانت

وأصبح الناس يدعون المحب لها

 

كيما يرق عليها بعدما بـانـت

مات في ليلة الخميس سلخ صفر أو مستهل ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين بالطاعون شهيداً واستقر بعده في القضاء العز بن العديم بعد ذكر والده لذلك رحم الله شبابه.

أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الجلال أبو الطاهر بن الشمس بن الجلال بن الجمال الخجندي ثم المدني ويعرف بالأخوي لكون جده جلال الدين والد والده ووالد والدته وهو سعد الدين أخوين فهما أبناء عم ولكن قد اختصره بعضهم فقال لكون جد له زوج أخاه لأمه لأخته من أبيه. ولد في جمادى الأولى سنة تسع عشرة وسبعمائة واسم أمه صفية وبشرت أمها في منامها ليلة ولادة ابنتها من رجل بهي الهيئة وسماه أحمد ولهذا سماه به أبوه ونشأ في حجر أبويه فلما بلغ ستاً أو سبعاً توجه به أبوه لمولانا الضياء علم الشام حتى قرأ عليه شيئاً من القدوري وحفظ سوراً من القرآن والتوشيح في اللغة والكافية في النحو لابن الحاجب والفرائض السراجية والمنظومة في الفقه للنسفي ومختصر الأخسيكتي في أصوله وغيرها وبحثها على أبيه ثم لازم العلاء البرهاني الخجندي حتى قرأ عليه مختصر القصاري في الصرف له مراراً ومختصراته في الفرائض وأبواباً من كتابه الذي جمعه في فتاوي المذهب ولم يكمل ولم ينفك عنه حتى مال ولزم ولده الكبير البرهان محمد حتى قرأ عليه بعض كتاب النحو وكتاب ذوي الأرحام لوالده ثم فارقه وهو كهل ولازم أوحد الدين المنيري دهراً في قراءة الجبر والمقابلة والصرف والعربية والعروض والنجديات والألف المختارة للغزي وقد أخذ خمسمائة بيت من نظمه فأكثر وغير ذلك ولما مات رآه بعد موته بثلاثة أيام وكأنه رام القراءة عليه على عادته فامتنع وأشار بجلوسه مكانه، ومن شيوخ الجلال أيضاً سيف الدين الحسامي وهو أخو جدته وخال والدته قرأ عليه ديوانه والزبدة مختصر القانون في الطب والمقامات الحريرية وجماعة آخرون كلهم بخجندة؛ ثم ارتحل منها وهو ابن اثنتين وعشرين سنة في رمضان سنة إحدى وأربعين وأول ما حل سمرقند ولقي بها العلامة شمس الأئمة بن حميد الدين الزرندي فحضر دروسه وخواجه حسام الدين بن عماد الدين وكبير الدين فحضر درسهما ووعظهما وزار من بها كقثم بن عباس وأبي منصور الماتريدي وصاحب البزدوي والهداية والمنظومة وغيرهم من العلماء والمشايخ المدفونين بمقبرة جاكردره ثم بخارا ونزل فيها بمدرسة خان وهي مدينة قديمة مباركة مشرفة بكثير من العلماء ولقي بها صدر الشريعة فحضر عنده واستفاد منه وسيف الدين العزيري فقرأ عليه العمدة الحافظية في أصول الكلام وسمع عليه بعض الأخسيكتي وغير ذلك وعلاه الدين الغوري فأخذ عنه الجامع الصغير الحسامي قراءة وسماعاً والسيد شمس الدين السمرقندي فسمع عليه بعض تلخيص المفتاح وعماد الدين الكلكي فحضر درسه وفوائده والحسام الياغي فحضر وعظه وحميد الدين البلاغاسوني فقرأ عليه اللب في النحو إلا يسيراً من آخره والنجم الوابكني وكان لقيه لهما بوابكن قرية من بخارا وهو بمدرسة ثم فيها نحو ثمانين طالباً وأقام ببخارا سنة وثلثاً وزار من بها من العلماء والكبراء كأبي حفص الكبير وشمس الأئمة الحلواني والكردري وحافظ الدين الكبير وأبي إسحاق الكلاباذي وسيف الدين الباخرزي وسائر من تبتغي زيارته هناك ثم دخل خوارزم على درب قريب من جيحون وسكن فيها بالمدرسة التنكية ووافى بها من محققي العلماء شيوخاً وكهولاً وشباناً عدداً كثيراً وأما من الطلبة فنحو ألف طالب نبلاء أذكياء ولأهل العلم والدين فيها رونق تام وبهجة وحرمة وافرة لا مزيد عليها وفيها ما تشتهي من كل خير وثمار، وممن أخذ عنه بها السيد جلال الدين الكرلابي الحنفي شارح الهداية وغيرها لازمه قريباً من إحدى عشرة سنة حتى أخذ عنه في الشركة الهداية في الفقه في مدة ثمان سنين وبقراءته بمفرده قنية التفاري وبالسماع المصابيح والبعض من المشارق للصغاني والبزدوي والجامعين والزيدات ومن الأصول والفروع والفرائض والتفسير والحديث ما يطول شرحه وأذن له في الإفتاء العلاء بن الحسام السغناقي قرأ عليه أيضاً التلخيص والمعاني والبيان من المفتاح للسكاكي والطوالع والمقصد الأقصى وإلى المحصنات من الكشاف والبعض أيضاً من تفسير البيضاوي ومن شرح المقاصد للأنصاري وسمع البديع والبزدوي والهداية الأخسيكتي والمغني بكلمالها وألبسه الطاقية وأجاز له إجازة عالية وبكى بكاء طويلاً وجعاً لمفارقته والبهاء الحلواني لازمه سنين وسمع عليه التلخيص والإيضاح والتمهيد والبعض من الهداية والمغني والجامع الكبير ومن الكشاف وصرف المفتاح بل قرأ البعض منهما أيضاً  مع نحو المفتاح والمعاني والبيان وغير ذلك والنظام الدارحديثي قرأ عليه شيئاً من بعض كتب النحو وسمع عليه غير ذلك والسراج السبعة الهمداني لازمه سنين وقرأ عليه الشاطبية والتجريد في النحو والمقنع في رسم المصحف وتلا عليه لعاصم وكتب له إجازة بديعة والحسام اللشكينة قرأ عليه شيئاً من مقدمة الخلافي والتاج الخطابي والسيد العزي اليمني سمع عليهما كثيراً وحافظ الدين التفتازاني الشافعي لازمه مدة وقرأ عليه شيئاً من المحرر وبعض الحاوي والمصابيح وجميع المنهاج الأصلي أو جله بحثاً وكتب له إجازة بالمذهبين والكمال البخاري لازمه وقرأ عليه عدة من العلوم منها البعض من المفتاح ومن الكشاف ومن البزدوي ومن الهداية والعربية والمعقول والبيان وجميع شرح الإشارات للطوسي وغير ذلك وكذا سمع عليه بعض القانون والشفا والنجاة وغيرها وكتب له إجازة لم يكتبها لغيره وعبد الرحمن البخاري شرحيك قرأ عليه شرح التنقيح وشيئاً من البزدوي والمغني للخبازي والتحقيق والفخر الخوارزمي قرأ عليه ديوان المتنبي والمعري واليمني للعيني وبعض الحماسة والعراقيات وشيئاً من الكشاف والفائق للزمخشري وسمع عليه المقامات وشيئاً من النحو والصرف وغير ذلك وكتب له إجازة بليغة والنجم الألكني سمع عليه شيئاً من إيضاح التلخيص ونصير الدين المتوني سمع عليه ماقرئ عليه من العلوم والتاج الأنباري الشافعي قرأ عليه شيئاً من إنجاز المحرر وسمع عليه بعض الحاوي في آخرين ممن حضر دروسهم واستفاد منهم، وكانت مدة إقامته بخوارزم اثنتي عشرة سنة ونيفاً وزار من فيها من العلماء والمشايخ كالنجم الكبرى والحسام السغناقي صاحب الهداية والعلاء عزيزاني من الكبار المدفونين بجوار صاحب الكشاف، ثم ارتحل إلى بلده سراي بركة فأدرك بها البهاء الخطابي وزار فيها من الأموات سيف الدين السائل وشهاب الدين السائل ونعمان ثم إلى أقصراي وأدرك أفلاطون زمانه القطب الرازي وجد بها حافظ الدين وسعد الدين التفتازانيات ثم إلى قرم ثم إلى كفة ثم إلى جزيرة يقال لها سنوت ثم عاد إلى قرم وأدرك بها جمعاً منهم أبو الوفا عثمان المغربي الشاذلي صاحب ياقوت العرشي ونال منه حظاً وافراً وأقام بقرم نحو سنتين ثم إلى دمشق فلقي بها الشهاب بن السراج والبهاء أبا البقاء قاضي العسكر وناصر الدين بن الربوة والحسام المصري والعلامة ابن اللبان والسيد حسن والعز عبد العزيز الكاشغريان والولوي والمنفلوطي، ثم ارتحل صحبة الحاج إلى الحجاز فزار المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وأدرك بمكة من الفقراء حيدر ثم لما عاد إلى من الحج عزم على استيطان المدينة وأشير إليه بالعود لجهة الشام فتوجه مع الحاج أيضاً إلى دمشق فلما وصل معان عرج من هناك إلى بلد الخليل فزاره ثم إلى بيت المقدس فأقام بها شهراً ونصفاً من سنة ستين ولقي في صفر منها العلائي الحافظ فكتب بعض تأليفاته ومسلسلاته وقرأ عليه وحضر دروسه بالصلاحية وكان مما قرأه عليه من أول البخاري إلى الغضب في الموعظة بالمدرسة الكريمية وناوله سائره واتفق توجه فقه صالحين فألزموه بالرجوع معهم فاستأذن الشيخ فأذن بعد أن كتب له على الإجازة وهي بخط المجد الفيروزابادي كناه بالطاهر لأنه لما أراد الكتابة سأله عن اسمه ولقبه فذكر هماله وعن كنيته فقال لا أعلم لي كنية ولكن أريد تشريفي بذلك منكم فقال افعل ثم لما فرغ قال قد جرى القلم بأبي طاهر، ووصفه بالشيخ الفقيه الإمام العالم الفاضل الرحال المتقن ووالده بالشيخ الإمام العالم شمس الدين بن الإمام العالم جلال الدين وممن أدرك من الشيوخ بالقدس الجمال البسطامي شيخ الشيوخ مدرس الحنفية والشهاب أبو محمد الحافظ وآخرون ولما انتهى إلى دمشق نزل بالسميساطية وسافر مع الحاج إلى الحجاز فزار وحج فلما عاد إلى المدينة تردد أيضاً في المجاورة فأشير عليه في المنام بالحركة فسافر بعد إلى بغداد وزار مشهد علي ثم أي حنيفة وأقام به نحو أربعة أشهر مشتغلاً بالمذاكرة مع فقهاء المشاهد وعلمائه وزار من قبر هناك من العلماء والأكابر والصلحاء وهم بالرجوع إلى الشام فاحتال رفاقه حتى أخفوا عنه جميع كتبه فجاء إلى بغداد وسكن المستنصرية واشتغل بالطلب والمذاكرة والإفتاء مدة سنتين ونصف وممن أدرك ببغداد الشمس الكرماني والشهاب فضل الله السيرافي الواعظ والفخر العاقولي  وقرأ عليه ثلاثيات البخاري وكتبها له ابن المسمع الفاضل غياث الدين بل كتب عنه الإجازة والعماد بن المحب القرشي وقرأ عليه بعض المشارق وجميع تساعياته وناوله مسند ابن فويرة والمشارق مع الإجازة والجمال عبد الصمد بن شرف الدين الحصري قرأ عليه أحاديث كتبها له تذكرة منه وناوله جامع السمانيد لابن الجوزي وأجاز له والسيد الحسن السمناني والكمالي الكارثي القاضي الحنفي والشمس المالكي مدرس المالكية والشباري السالك العالم العامل والفقيه الصادق نور الدين زاده بن خواجه أفضل بن النور عبد الرحمن الاسفرايني ثم البغدادي ولازم خدمته وصاحبه وتلقن منه الذكر بثلاث حركات وأخبره أنه تلقن ذلك من الشيخين جبريل وأبي بكر الخياط وهو من أصحاب جده بل دخل زاده أيضاً الخلوة والرياضة عند الشيخ خلد الكردستناي وهما من أصحاب شيخه أبي بكر الخياط ثم أن صاحب الترجمة لقي خالد المذكور فإنه مر ببغداد ونزل في رباط درب القرنفليين فصاحبه ولازمه وتلقن منه الذكر أمام خلوة الشيخ ودخل الخلوة وألبسه طاقية كانت على رأسه وأجازه بالسلوك والتلقين وكتب زاده إجازة السلوك والتشبيك والتلقين أيضاً ولقي أيضاً بالحلة الفخر بن المطهر وتكلف له وألبسه فرجيته التبريزية واستنطقه من مباحث علمية وكان الجلال صاحب الترجمة يدخل الخلوة الأيام البيض من كل شهر مدة سنتين قريب النونيزية وولي الدين محب بن الشيخ سراج الدين المحدث وقرأ عليه بعض مسموعاته وكتب له إجازة ثم ارتحل إلى كربلاء وزار سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين الشهيد ثم إلى سر من رأى وزار بها ثلاثة من كبار أهل البيت ثم إلى إيوان كسرى في المدائن وزار قبر سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان، ثم ارتحل إلى المدينة النبوية صحبة الحاج هو وخلد المذكور فلما قضى الحج عاد إليها في سنة ست وستين وأقام بجوار النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت في مكان آخر أنه قدم المدينة في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وستين فلعله قبل استيطانها وكان ممن أدرك بها العفيف المطري والعفيف اليافعي فلازمه وسأله الأسماع فأنظره مدة ثم أمره بجمع الكتب الستة وغيرها مما يريد في الروضة وأن يقرأ عليه من كل بعضه ويناوله إياها مع الإجازة ففعل ذلك في الستة والموطأ ومسند الشافعي وأحمد والوسيط للواحدي والمصابيح وشرح السنة وجامع الأصول والمشارق والعوارف والرسالة وصحاح الجوهري ثم ابن حبان والشمائل للترمذي والبداية ومنهاج العابدين والإحياء ثلاثتها للغزالي ثم جميع أربعي النووي قرأها في أربعة مجالس بحضور جماعة من الفقهاء في الروضة بجنب المنبر وكذا سمع عليه بعض تواليفه وأجازه بكلها ولقي بها أيضاً الأمين أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشماع المصري قاضي القدس فقرأ عليه اليسير من جامع الأصول وسمع عليه شيئاً من الترمذي والعز بن جماعة فسمع عليه الشفا بالروضة بجنب المنبر بقراءة الشمس الخشبي والبردة والشقراطسية وذلك في السنة التي تليها وأجازه وقرأ عليه بعض الكشاف والفائق بواسطتين بينه وبين مؤلفها وبعض ابن حبان والبدر أبا محمد عبد الله بن فرحون فسمع عليه بالروضة بعض البخاري وجميع مسند الطيالسي وأجاز له والقاضي نور الدين على ابن العز يوسف الزرندي سمع عليه الطيالسي أيضاً وبعض الصحيحين والترمذي وابن ماجه وحدثه بمكارم الأخلاق بمناظرة الحرمين له وأجازه وزوجه ابنته عائشة واستولدها ولبس منه ومن العفيف المطري وابن جماعة الخرقة الصوفية والبهاء أحمد بن التقي السبكي قرأ عليه أربعي النووي بالروضة وخطبة شرحه للتلخيص المسى عروس الأفراح وناوله له وكذا سمع بمكة على الكمال بن حبيب مسند الطيالسي أيضاً في سنة ثلاث وسبعين بقراءة الكمال الدميري وقطنها وهو ابن أربعين سنة بعد أن فضل وأشير إليه بالبراعة والجلالة واستمر بها إلى أن مات أكثر من أربعين سنة يدرس ويروي ويفتي ويدرس ويصنف على طريقة شريفة من الإحسان لأهلها والواردين عليها ونشر العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوضع وإلحاق الأصغر بالأكبر حتى انتفع به أهلها وغيرهم وولي تدريس الأمير يلبغا وممن أخذ عنه وانتفع به كثيراً وقرأ عليه جميع مصنفاته وغيرها كالبخاري القاضي نور الدين علي بن محمد بن علي بن يوسف الزرندي ووصفه بالشيخ الإمام العلامة وحيد دهره وفريد عصره والشرف أبو الفتح   المراغي قرأ عليه مسند الطيالسي ومسلسلات العلائي وفوائد الحاج للعلائي وألبسه الخرقة وهي فرجية صوف أزرق ولقنه الذكر وزوجه ابنته أمة الله وكانت عابدة خيرة ثم طلقها كأنه بعد موت أبيها وكذا حدث بجزء عن العز بن جماعة ومن تصانيفه شرح البردة أمعن فيه من التصوف مع الإعراب واللغات وما لا بد للشرح منه وهو في مجلد ضخم وشرح الأربعين النووية والأربعين التوحيدية المسمى بالأنوار التفريدية في شرح الجوامع الأربعينية وشرع في شرح الشفا فكتب منه قطعة في كراريس وكذا في شرح التلخيص وفي تفيسير وفي حاشية على الكشاف بين فيها اعتزاله لكنها فقدت إلى غير ذلك من نظم ونثر وعمل رسالة لطيفة في علم الكلام وعشر رسائل في الكلام على آيات وأحاديث والشراب الطهور في التصوف، وفي آخره شرح قصيد ابن الفارض الذي أوله "شربنا على ذكر الحبيب مدامه" وفردوس المجاهدين يشتمل على ما يتعلق بالجهاد من الآيات والأحاديث وشرحها في مجلد ضخم وارجوزة في أسماء الله وصفاته اشتملت على نحو ألف سماها راح الروح وسلسل الفتوح. ومات في رمضان وقيل في ليلة الخميس سابع ذي القعدة سنة اثنتين بالمدينة البنوية ودفن من الغد مع شهداء أحد بالقرب من حمزة خارج المدينة في قبر كان حفره بيده لنفسه وهو ابن إحدى وثمانين سنة ويقال إنه رام الانتقال عنها قبل موته بأشره فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له أرغبت عن مجاورتي فانتبه مذعوراً وآلى على نفسه أن لا يتحرك منها فلم يبث إلا قليلاً ومات رحمه الله وإيانا، وسمعت من يحكي أنه كان يلقب بمقبول رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه كان يصلي عليه صلى الله عليه وسلم فيقول اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة أنت لها أهل وهو لها أهل فرأى رجل من أكابر أهل الحرم النبي صلى الله عليه وسلم حين هم صاحب الترجمة بالتحول من المدينة وهو يقول له قل لفلان لا تسافر فإنه يحسن الصلاة علي، وسئل الشيخ عن كيفية صلاته فذكرها، وقد ذكره شيخنا في أنبائه باختصار فقال أنه شغل الناس بالمدينة أربعين سنة وانتفع الناس به لدينه وعلمه، وأعاده في سنة ثلاث وأشار إلى أن العيني أرخه فيها. قلت والأول هو الصواب. وكتب إليه أبو عبد الله بن مرزوق وقد أرسل إليه صاحب الترجمة يستد عليه الإجازة لنفسه ولولديه إبراهيم وطاهر بما نصه:

أجزت السائل الأرض المجازا

 

جلال الدين خير من استجازا

أمام معارف وكفى إمـامـا

 

لعلم مذاهب النعمـان حـازا

وإن كنت الأحق بذاك مـنـه

 

لتقصيري حقـاً لا مـجـازا

ولكني ائتمرت له امـتـثـالا

 

ومتتفياً مناهج مـن أجـازا

ووصفه بالقدوة العلم والعلامة الذي منه الأعلام تتعلم إمام الطائفة السنية المحمدية وقدوة الجماعة الحنيفية الحنفية رأس المدرسين في المدينة النبوية وصدر المتصدرين بالروضة الشريفة القدسية، ووصف أباه بافمام العلامة القدوة الأكبر الأشهر أبي عبد الله انتهى. وكان كل من أبيه وجده وجد أبيه علماء، وكتب إليه وهو بالمدينة الشريفة أبوه من بلاده.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد علم الدين الأخنائي المالكي. صوابه أحمد بن محمد بن حمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى وقد مضى.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهاب أبو العباس وأبو الرضي بن الشمس المدني رئيس المؤذنين بالحرم النبوي كأبيه ويعرف قديماً بابن الخطيب ثم بابن الريس وهو والد الشمس محمد وإبراهيم بن عبد الله المذكورين. سمع بالمدينة سنة أربع وثلاثين على الجمال الكازروني وفي سنة تسع وأربعين على أبي السعادات بن ظهيرة وقرأ على المحب المطري جملة وباشر حسبة بلده قليلاً، ودخل القاهرة والشام وغيرهما مراراً فسمع بدمشق من شيخنا المجلس الذي أملاه بجامعها وبحلب على حافظها البرهان، وله نظم فيه المقبول رأيت بخطه منه جملة. ومات في يوم الثلاثاء سابع شعر صفر سنة أربع وخمسين بالمدينة النبوية ولم يكمل الخمسين، ودفن بالبقيع رحمه الله؛ ومن عنوان نظمه:

يا من نزلوا نجداً وفيها حلـوا

 

أنـتـــم أمـــلـــي

يا من جعلوا الجفا وبعدي حلوا

 

لمـوا شــمـــلـــي

وارثوا لمحبكم وهجري خلوا

 

واشـفـوا عـلــلـــي

وامحوا زللي فـالـجـسـم

 

بلـــــــــــــي

أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهاب بن وفا أخو علي الآتي. صوابه بحذف ثالث المحمدين وإبداله بوفا وسيأتي.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمدا لمحب القرشي الزبيري النويري المصري. ولد في يوم الثلاثاء تاسع عشر ذي الحجة سنة تسع وستين وسبعمائة وذكر أنه سمع من التقي بن حاتم. ذكره ابن فهد في معجمه ولم يزد، وقد أجاز سنة أربع وثلاثين في بعض الاستدعاءات.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الأخميمي النقيب. هو أبو القسم مشهور بكنيته يأتي.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين ولي الدين بن بهاء الدين بن شمس الدين البالسي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه. ولد، ونشأ فحفظ القرآن واشتغل باللهو فأتلف ما ورثه ورغب عن جهاته وقاسى شدة وفاقة وسافر إلى الشام وغيرها وكذا حج وجاور وزار بيت المقدس وكانت معه أمه فماتت هناك وعاد إلى القاهرة فلم يظفر بطائل ووجد الشافعي قد فتح خلوته بالسابقية وأعطاها لأمينه وكاد أن يموت ثم لم يلبث أن ظهر العسكر في ربيع الثاني سنة تسعين فسافر موقعاً مع بعض الأمراء، وهو ذكي حاذق ماهر في الحساب والمباشرة وقوي الحظ مع تودد ولقش وظرف.
أحمد بن محمد بن محمد بن مفلح الشهاب أبو الضياء بن الخطيب الشمس الحارسي النابلسي ثم المقدسي الحنبلي ويعرف بابن الرماح. ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن محمد بن المنجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التقي بن الصلاح بن الشرف. الزين بن العز بن الوجيه التنوخي الدمشقي الحنبلي عم أسعد بن علي الآتي. قال شيخنا في أنبائه تفقه قليلاً وناب عن أخيه العلاء علي وكان هو القائم بأمره، ودرس وولي القضاء بأخرة يسيراً وصرف، ولم يلبث أن مات في سنة أربع قبل إكمال الخمسين، وكان شهماً نبيهاً.
أحمد بن محمد بن محمد بن الناصح. سيأتي قريباً فيمن لم يسم جد أبيه.

أحمد بن محمد بن محمد بن وفا الشهاب السكندري الأصل المصري الشاذلي المالكي أخو علي الآتي ووالد أبي المكارم إبراهيم الماضي وأبي الفضل محمد بن عبد الرحمن وأبي الفتح محمد وأبي الجود حسن وأبي السعادات يحيى المذكورين في محالهم ويعرف كسلفه بابن وفا. ولد بظاهر مصر سنة ست وخمسين وسبعمائة ونشأ على طريقة حسنة ملازماً الخلوة والانجماع عن الناس حتى مات في يوم الأربعاء ثاني عشري شوال سنة أربع عشرة ودفن بالقرافة عند أبيه وأخيه. قال شيخنا في أنبائه وهو أسن من أخيه وذاك أشهر قال وكان عنده سكون وقلة كلام وتذكر له أحوال حسنة وليس له نظم ولا كان يعمل المواعيد إلا مع خواص أصحابه قال ونبغ له أبو الفضل محمد ففاق الأقران في النظم والذكاء وغرق بعد أبيه بسنة، وزاد شيخنا في نسبه محمداً وارخه في سنة اثنتي عشرة، ونحوه قول المقريزي في عقوده إن ولده أبا الفضل غرق سنة ثلاث عشرة عن نحو خمسين.
أحمد بن محمد بن محمد بن يعقوب الشهاب أبو العباس الحريري الدمشقي الصالحي ويعرف بابن الشريفة. ولد تقريباً في سنة ست وتسعين وسبعمائة بصالحية دمشق ونشأ بها فسمع على التقي عبد الله بن خليل الحرستاني والعلاء علي بن أحمد المرداوي والزين عمر البالسي وحدث سمع منه الفضلاء ولقيته بدمشق فسمعت عليه بصالحيتها وبداريا أيضاً، وكان خيراً كبير الهمة محافظاً على الجماعة بجامع الحنابلة لا يفتر عن ذلك وحج وزار ورأيت خطه في إجازة سنة ثمان وستين بل لقيه العز بن فهد سنة إحدى وسبعين وأظنه مات قريباً من ذلك.
أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن عياش الشهاب أبو العباس الجوخي الدمشقي المقرئ الشافعي نزيل تعز ووالد الزين عبد الرحمن الآتي ويعرف بابن عياش. ولد في أحد الربيعين سنة ست وأربعين وسبعمائة وتعانى بيع الجوخ فرزق فيه حظاً وحصل منه دنيا طائلة وعني بالقراءات فقرأ على الشمس العسقلاني وبدمشق على الشمس محمد بن أحمد اللبان وعبد الوهاب بن السلار وأسمع في صغره على علي بن العز عمر حضور جزء عرفة وحدث به عنه بمكة وغيرها وكذا سمع من البياني وابن قوالح وتصدى للقراءات وانتفع به جمع من أهل الحجاز واليمن ولقن جمعاً القرآن احتساباً وكان بصيراً بالقراءات ديناً خيراً غاية في الزهد في الدنيا ترك بدمشق أهله وماله وخيله وخدمه وساح في الأرض مع مواظبته وهو بدمشق على صلاة الأولى بجامعها الأموي وتلاوته كل يوم نصف ختمة وجاور بمكة مدة ثم دخل اليمن فأقام به عدة سنين في خشونة من العيش ومداومة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد ذكره ابن الجزري في طبقات القراء وقال: صاحبنا أبو العباس فاضل كامل مقرئ خير صالح دين أخذ السبع عن شيخنا ابن اللبان وابن السلار وجلس للإقراء بالجامع الأموي وانتفع به جماعة مع التقوى والسكون وهو في زيادة علم وخير قرأ عليه السبع صدقة بن سلامة ثم رحل إلى مصر فقرأ ختمة بالعشر على الشمس العسقلاني، وعاد إلى دمشق فأقرأ بها وبالقدس والخليل وغيرها، وقال في موضع آخر أخونا في الله وصاحبنا في تلاوة كتاب الله الشيخ الإمام العلامة الصالح الخاشع الناسك الذي جمع بين العلم والعمل فترك الدنيا وأعرض عن الخلق حتى جاءه الأجل. وقال ابن قاضي شهبة أنه حكى له أنه كان يشتري البيعة بخمسين ألفاً فربما يربح في الحال من مشتر غيره خمسة آلاف، وأرخ وفاته في ثاني شعبان؛ وقال عمر بن حاتم العجلوني لم أر أحداً على طريقة السلف في رفض الدنيا وراء ظهره مع إقبالها عليه والقدرة عليها مثله وله سماع ورواية. مات في حادي عشري ريع الآخر سنة اثنتين وعشرين بتعز وهو عند المقريزي في عقوده رحمه الله.

أحمد بن محمد بن محمد الشهاب بن الصدر بن الصلاح الأنصاري القاهري الشافعي ويعرف بابن صدر الدين. ولد سنة خمس وتسعين وسبعمائة تقريباً ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج رفيقاً للوالد عند الفقيه الشمس السعودي وعرض علي جماعة واشتغل قليلاً وسمع شيخنا وغيره ومما سمعه ختم البخاري بالظاهرية وتنزل بالبيبرسية وتكسب بالشهادة في حانوت باب القوس داخل باب القنطرة وفي سوق الرقيق ولم يكن فيها بالماهر معرفة وخطاً ولكنه كان لا بأس به سكوناً ومحافظة على الجماعة ثم انجماعاً واقتصاداً في معيشته مع دريهمات بيده ربما يعامل فيها وقد حج غير مرة وجاور. مات في ليلة الاثنين منتصف رمضان سنة أربع وثمانين وصلى عليه من الغد ودفن بحوش البيبرسية وأوصى بثلثه لمعينين وغيرهم رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب بن فتح الدين القوصي ثم القاهري موقع الحكم. نشأ بقوص وقدم القاهرة فأقام بها نحو أربعين سنة وباشر التوقيع وتقدم فيه لكنه ما كان يخلو عن غفلة. مات في أواخر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وقد أكمل التسعين على ما كان يزعم. استفدته من تذكرة شيخنا ولم يذكره في تاريخه.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن المولي. في آخر الأحمدين في أحمد بن الشريفة.
أحمد بن محمد بن عز الدين محمد الشهاب بن الجلال الجوهري الحنفي خادم البرقوقية. ولد ونشأ في خدمة العضدي الصيرامي وحضر دروسه وناب في القضاء وباشر النقابة عند ابن الشحنة وبسفارته وافق العضدي على تزوج عبد البر بابنته وكان ما علم، ثم انتمى لسالم العبادي المحتوي على الأمير ازبك الظاهري ولازم خدمته ولم يتفرغ لغيره وعظم اختصاصه به وبأميره وساس الأمور بتؤدة وعقل وحشمة وباطن متسع بحيث حمده غالب أصحابه واستقر شيخ الصوفية بالجامع الأزبكي وحج معه في سنة ثمان وسبعين فكانت الأمور معذوفة به.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب أبو العباس الشغري. مضى فيمن جده محمد بن عمر.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب أبو العباس القوصي ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن البلقاسي ثم بالقوصي. ولد بقوص وتحول منها فحفظ القرآن واشتغل ولازم النظم في كتب الشيخ أحمد الزاهد وكأنه أخذ عنه فحفظ منها فوائد خصوصاً في ربع العبادة لشدة حرصه على إتقان مسائله، وجلس للعامة فأوضح لهم كثيراً من مهمات الدين وانتفع به كثير منهم، وبلغني عن القاياتي أنه كان يقول له أنك قائم عنا بفرض كفاية، وجمع فوائد نظماً ونثراً سمعت من نظمه وفوائده وصليت خلفه وكان يسترزق مما أشرت إليه. ومما كتبته عنه مما أنشدنيه مراراً ما قاله في الدواب التي تدخل الجنة وكتبه عنه ابن فهد أيضاً في سنة خمسين وهو:

يدخل يا صاح دواب عشره

 

في جنة الخلد بنقل البرره

عددهم في نقله مقـاتـل

 

حقاً ما صححـه الأوائل

أكملتها في موضع آخر، وكان فقيراً متقشفاً قانعاً باليسير وتزوج شابة فلم يحصل على طائل. وحصل له رمد أشرف منه على العمى وانقطع بسببه مع ضعف بدنه مدة طويلة حتى مات في ربيع الآخر سنة ستين رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب أبو العباس المصري القرافي ثم المقدسي الشافعي الصوفي ويعرف بابن الناصح. ذكر أنه سمع من الميدومي المسلسل وأبا داود والترمذي من لفظ المحدث أي الحسن الهمذاني وهو في السنة الأولى وأنه سمع من ابن عبد الهادي صحيح مسلم وحدث بذلك كله بمكة وبغيرها. روى لنا عنه جماعة منهم التقيان أبو بكر القلقشندي وابن فهد، قال شيخنا في أنبائه أخذت عنه قليلاً وكان للناس فيه اعتقاد ونعم الشيخ كان سمتاً وعبادة ومروءة. مات في أواخر رمضان سنة أربع وتقدم في الصلاة عليه الخليفة المتوكل على الله، قال ابن خطيب الناصرية أنه سافر في سنة ثلاث وتسعين صحبة الظاهر برقوق إلى البلاد الشامية ورجع معه فأقام بالقرافة حتى مات. وقال لمقريزي في عقوده بعد أن سمى جده عبد الله: إنه اشتهر عند الكافة بالصلاح وتغالى الناس في اعتقاده وحكوا له عدة كرامات وترددوا إليه وسألوه حوائجهم فتصدى لقضائها سنين في أيام الظاهر برقوق، وكانت رسالاته مقبولة عنده فمن دونه من الأمراء حتى مات وقدقارب السبعين. وقال غيرهما أنه كان غاية في القوة ويحكون عنه في ذلك العجائب مع الدين والصلاح والزهد.

أحمد بن محمد بن محمد الشهاب الأموي المالكي. صوابه أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد وقد مضى.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب السنباطي ثم القاهري. ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب الصلطي الأصل المقدسي الشافعي. اشتغل قديماً وسمع على البرهان بن جماعة وأبي الخير بن العلائي وناب في القضاء مدة ومات في يوم الجمعة سادس عشري شعبان سنة اثنتين وخمسين وقد جاز الثمانين عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب المصري ثم المكي الحنفي الشاذلي المقرئ ويعرف بالمسدي شيخ رباط ربيع بمكة ووالد المحب محمد إمام الظاهر خشقدم فمن بعده. لازم الشيخ محمد الحنفي في زاويته وقرأ الشيخ عليه مع أولاده وكان للشيخ إقبال عليه ولما مات تجرد ثم هاجر إلى مكة وقرأ بها القراءات على الزين بن عياش وأقرأ. مات بها في ليلة الأحد عاشر شوال سنة خمس وستين أرخه ابن فهد وممن قرأ عنده القرآن البدر بن الغرس والثناء عليه مستفيض رحمه الله وإيانا.
أحمد بن محمد بن محمد الشهاب الهوي ثم القاهري الحنبلي، اشتغل قليلاً وسمع ختم البخاري عند أم هانئ الهورينية ومن كان معها وكان ساكناً.
أحمد بن محمد بن محمد أبو العباس البعلي الاسكاف هو وأبوه ويعرف بابن ريحان. ولد في سنة خمس وثمانين وسبعمائة تقريباً ببعلبك ونشأ بها فسمع الصحيح إلا يسيراً على الزين أبي الفرج بن الزعبوب أنابه الحجار وحدث سمع منه الطلبة ولقيته ببعلبك فقرأت عليه الحديث الأخير من الصحيح وأجاز ومات قريب الستين ظناً.
أحمد بن محمد بن محمد الأبدي. فيمن جده محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد.
أحمد بن محمد بن محمد الأنبابي المدولب أبوه ويعرف بابن خنبج بخاء معجمة مضمومة ثم نون ساكنة بعدها موحدة مضمومة ثم جيم. ممن يحفظ القرآن ويتلوه ودخل اليمن وجاور بمكة أكثر من سنة ولازمني في سنة سبع وتسعين فكان معنياً في حمل السجادة ونحوها، سمع على حل الشفا وسيرة ابن هشام بفوت يسير والكثير من البخاري وختم سيرة ابن سيد الناس ومؤلفاتي في ختم السيرتين والشفا وقصيدة البوصيري الهمزية وذخر المعاد وكتبت له ثم سافر، وهو في ظل أبيه لطف الله به.
أحمد بن محمد بن محمد القاهري المارداني ويعرف بالهنيدي الشهاب بن الشمس بن ناصر الدين أحد التجار. ولد سنة ست وخمسين وثمانمائة وكان جده مديماً لزيارة الشافعي والليث في أوقاتهما ويسقي الماء للتبرك فيهما ويجلس على البسطة التي على يسار الداخل للشافعي قبل الوصول إلى باب القبة ادباً، واختص بالدوادار دولات باي المؤيدي فاتفق أنه شفع عند رأس نوبته في تخفيف بعض الظلامات فأبى فلما علم الأمير بذلك صرفه واستقر به مكانه مع إبطاله ما جرت العادة به من تقريره على رؤوس النوب ونشأ حفيده فقرأ القرآن أو أكثره وتعانى التجارة وصحب بني القارئ وكان يصل الكثير من أهل مكة البر منهم على يديه بل ربما يصلهم من نفسه وكثرت إقامته بمكة على خير من الجماعات والطواف أحسن الله إليه.
أحمد بن محمد بن محمد الحكري المصري الشافعي رأيته كتب على استدعاء وقال أنه ولد في أواخر سنة إحدى عشرة وثمانمائة وكأنه الذي كان يعرف بابن الجمال. ناب عن شيخنا فمن بعده وسمع عليه أشياء واشتغل يسيراً وكتب شرح المنهاج للدميري بخطه، وكان يقال له المنهاجي، وأظن أباه محمد محمد بن أحمد الآتي.
أحمد بن محمد بن محمد المحلي الهيثمي ثم القاهري خادم الشيخ محمد بن صلح الآتي ويعرف بابن الحسود. ممن أخذ عني.
أحمد بن محمد بن محمود بن عبد الغفار الشهاب أبو العباس بن الشمس الحسني الفوي القاهري الحنفي القاضي قرأ عليه الكمال الشمني في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالشيخونية بعض عوارف المعارف ولا أدري أكمله أم لا ولا عن من رواه وممن سمع بقراءته العز عبد السلام البغدادي والجلال القمصي وضبط الأسماء.

أحمد بن محمد بن محمود بن محمود بن محمد بن عمر بن فخر الدين أبو نور شيخ بن شيخ طاهر بن عمر الشهاب الخوارزمي ثم المكي الحنفي إمام مقام الحنفية بمكة وابن إمامه الآتي وولده محمد في محلهما ويعرف بابن المعيد. ولد في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها وأجاز له في التي بعدها وما بعدها النشاوري والجمال الأميوطي وعبد الواحد الصردي والعراقي والبرهان بن فرحون وغيرهم وسمع على الزين المراغي المسلسل وختم الصحيح وتفقه بأبيه وناب عنه في إمامة الحنفية بمكة مدة لعجزه ثم رغب له عنها قبيل وفاته وكذا تلقى عنه مشيخة رباط رامست وتدريس الحنفية بدرس ايتمش والإعادة بدرس يلبغا ولكنه رغب عن التدريس والإعادة لأبي حامد بن الضياء ودخل الديار المصرية والشامية وبلاد اليمن والعجم وتمول من الأخيرة بما أتلفه في الكيمياء. مات في ظهر يوم الجمعة ثاني عشري رمضان سنة خمسين ودفن بالمعلاة بقبر أبيه لجانب إمام الحرمين عبد المحسن الخفيفي واستقر بعده في الإمامة ابنه. ذكره ابن فهد.
أحمد بن محمد بن محمود بن يوسف بن علي الشهاب أبو العباس الكراني الهندي والده ثم المكي الحنفي ويعرف بابن محمود. ولد في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العز بن جماعة والموفق الحنبلي جزء ابن نجيد ومن خليل المالكي والتقي الحراري وآخرين، وأجاز له الأسنوي وأبو البقاء السبكي وابن القارئ والصلاح بن أبي عمر وجماعة، حدثنا عنه جماعة منهم بجزء ابن نجيد القاضي عبد القادر المالكي، ومات في ظهر يوم الثلاثاء سابع شعبان سنة ثلاثين بمكة وصلى عليه بعد العصر ودفن بالمعلاة رحمه الله.
أحمد بن محمد بن مسعود المغربي الأصل المدني المالكي ويعرف بالمزجج. مسع على الزين المراغي وغيره، ومات في سنة تسع وعشرين بالمدينة.
أحمد بن محمد بن معين الدين أبو العباس القاهري الكتبي القصصي. استكتبه بعضهم في استدعاء فيه بعض الأولاد وقال له نظم لا بأس به وكان يكتب القصص بالرملة ويبيع الكتب تحت الصرغتمشية فينظر شيء من نظمه، ومتى مات.
أحمد بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الشهاب بن الشيخ شمس الدين المقدسي الأصل الصالحي الحنبلي أخو التقي الماضي أبوهما في المائة قبلها. قال شيخنا في أنبائه: ولد سنة أربع وخمسين وسبعمائة واشتغل قليلاً وسمع من جماعة ثم انحرف وسلك طريق المتصوفة والسماعات. مات سنة أربع عشرة.
أحمد بن محمد بن مكنون الشهاب أبو العباس بن الشمس بن أبي اليسر المنافي القطوي الشافعي ويعرف بابن مكنون. ولد بقطية وأبوه إذ ذاك حاكمها سنة تسع وسبعين وسبعمائة ونشأ نشوة حسنة فحفظ القرآن والحاوي واشتغل بالفرائض ولازم الشمس الغراقي فيه وكذا اشتغل في الفقه وكان يستحضر الحاوي وكثيراً من شرحه وبالعريبة قليلاً ثم ولي بعد أبيه قضاء قطية ثم غزة في أول الدولة المؤيدية بعناية ناصر الدين بن البارزي ثم دمياط مع بقاء قطية معه فاستناب فيها قريبه الزين عبد الرحمن واستمر هو في دمياط غاية في الإعزاز والإكرام إلى أن انفصلت الدولة المؤدية، فتسلط عليه أناس بالشكاوي والتظلم مع كثرة احتماله وحسن أخلاقه. قاله شيخنا في أنبائه قال وصاهر عندي على ابنتي رابعة تزوجها بكراً. قلت: وعمل صداقها الهيثمي كما أثبته في الجواهر؛ ومات عنها في رمضان سنة تسع وعشرين وكثر الأسف عليه، وقال المريزي كان فاضلاً يعرف الفقه معرفة جيدة ويشارك في غيره وقدم القاهرة مراراً.
أحمد بن محمد بن منصور الأشموني. في ابن منصور.
أحمد بن محمد بن مهنا بن طريطاي الشهاب بن ناصر الدين بن الزين العلائي الحنفي الآتي أبوه ويعرف كهو بابن مهنا. ولد في سنة ثلاث وثمانمائة وقرأ القرآن وأخذ عن أبيه وغيره وصحب الفقراء وعظم اختصاصه بهم بل هو محب في العلماء متودد للطائفتين عليه وضاءة وله شيبة نيرة مع تأدب وتهذب ورزق متيسر من إقطاع ونحوه وتقدم في المعابرة حتى أنه يعالج بمائة وستين؛ وحج غير مرة منها في سنة ثمان وسبعين وكذا زار بيت المقدس وكثر اجتماعه بي وحمدت أدبه وقد كبر وشاخ وله عدة أولاد أكبرهم أبو القسم وفارقته أم من عداه وتوجهت لمكة فجاءنا موته وأنه في منتصف شوال سنة أربع وتسعين ولم يحصل بعده على طائل رحمه الله وإيانا.

أحمد بن محمد بن موسى بن فياض بن عبد العزيز بن فياض الشهاب أبو العباس المقدسي الأصل الحلبي الحنبلي القاضي. ولي قضاء حلب سنين في مرتين إحداهما عن عمه الشهاب أحمد بن موسى بسكون وعقل، وكان شكلاً حسناً رئيساً عنده لطف وحشمة ورياسة ومكارم ومحبة في العلماء. مات معتقلاً في الفتنة بقلعة حلب في رابع عشر رجب سنة ثلاث. ذكره ابن خطيب الناصية.
أحمد بن محمد بن موسى بن محمد الشهاب المغراوي الأصل الأبشيهي ثم القاهري والد البهاء محمد الآتي. كان يباشر في جهات كالسابقية ويتكسب بالشهادة ولازم شيخنا في الإملاء وعاش بعده مدة حتى مات؛ ولم يكن بالمرضي عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن موسى بن محمود بن قريش الشهاب أبو العباس بن الشمس القاهري الصوفي الحنفي إمام الشيخونية وابن إمامها ووالد تاج الدين ويعرف بابن إمام الشيخونية. قرأ على العز عبد السلام البغدادي الشفا في رمضان سنة ست وخمسين ووصفه بسيدنا ومولانا الإمام الفاضل النحرير ذي الجد والتشمير وقراءته بأنها تطرب منها الأسماع ويتسجلب إلى رونقها الطباع لا لجلجة فيها ولا اضطراب بلا شك وارتياب؛ بل سمع قبل ذلك على ال بدر حسين البوصيري ما قرأه عليه أبو القسم النويري من سنن الدارقطني وهو ثلاثون ورقة من أوله كما بخطه على الجزء الأول منها وكذا سمع على الزركشي صحيح مسلم أو جله وناب في القضاء واختص بخدمة جانبك الفقيه وسافر معه لمكة وكان عاقلاً أشبه من ولده. مات في جمادى الثانية سنة إحدى وتسعين بعد أبيه بقليل عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن موسى الشهاب البيروتي ثم الخانكي الشافعي قدم القاهرة فنزل زاوية المتبولي ببركة الحاج وأخذ عن إبراهيم العجلوني بل على الجلال المحلي وبرع في الفقه وحفظ جامع المختصرات بل كتب عليه شروحاً وقطن الخانكاه من بعد السبعين ونزل في صوفيتها ودرس بأماكن منها وصاهر بها محتسبها الجمال عبد الله الوفائي على ابنته واستولدها وتردد للشرفي بن الجيعان وأفضل عليه وكذا أكثر من التردد إلي وهو إنسان ساكن ذو فضيلة يقين، وحج وجاور وسمع الحديث على المحب الطبي وأبي بكر بن فهد.
أحمد بن محمد بن ناصر بن علي بن يوسف بن صديق الشهاب أبو العباس المصري العقبي ثم المكي الشافعي نزيل بجيلة والعطار بها ويعرف بابن جميلة. ولد في يوم الجمعة تاسع ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العز بن جماعة والكمال بن حبيب والجمال بن عبد الله المعطي وأحمد بن سالم والشهاب بن ظهيرة وإبراهيم بن يحيى الصنهاجي وعلي بن أحمد الفوي وارتحل إلى القاهرة فسمع بها البهاء بن خليل وأحمد بن حسن الرهاوي وابن القارئ في آخرين وأجاز له عمر العقبي ومحمد بن أبي بكر السوقي وابن النجم وابن الهبل وابن رافع وجمع روى عنه ابن فهد وغيره. مات في سنة إحدى وثلاثين بقرية ضفادع من أعمال بجيلة.
أحمد بن محمد بن ناصر بن علي الشهاب الكناني المكي الحنبلي. ولد قبل الخمس بمكة وسمع بها العز بن جماعة والفخر النويري والكمال بن حبيب والجمال بن عبد المعطي والنشاوري وغيرهم وارتحل فسمع بدمشق ابن أميلة وابن قوالح وبحماة بعض أصحاب ابن مزيز وبحلب من جماعة سنة سبعين وبالقاهرة عبد الوهاب القروي وغيره وبالاسكندرية البهاء الدماميني ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن يفتح الله وصار له بعض أخساس، بل قال شيخنا في أنبائه أنه كان خيراً فاضلاً وكذا قال ابن خطيب الناصرية وكانت لديه فضيلة وفيه خير واحتمال وحدث باليسير انتهى. قال الفاسي: مات في رمضان سنة اثنتي عشرة بعد أن أقعد ودفن بالمعلاة عن ستين أو أزيد، روى عنه ابن فهد وأرخه في سنة اثنتي عشرة كما قدمنا وهما أمس به وأما شيخنا ففي التي قبلها وكذا ابن خطيب الناصرية لكن ظناً.

أحمد بن محمد بن نشوان بن محمد بن نشوان. ولد سنة سبع وخمسين وسبعمائة وقدم دمشق فقرأ القرآن وادب بني الشهاب الزهري فصار يحفظ بتحفظهم التمييز للبارزي بل دار معهم على الشيوخ في الدروس إلى أن تنبه وفضل وأذن له الزهري في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وكذا أن له البلقيني في الإفتاء سنة ثلاث وتسعين واستقر في تدريس الشامية البرانية وتصدر بالجامع وناب في الحكم بعد الفتنة الكبرى وانتفع به الطلبة وقصد بالفتاوى وكان يحسن الكتابة عليها ويتكلم في العلم بتؤدة وسكون وإنصاف لوفور عقله وحسن محاضرته. مات بعد أن حصل له استسقاء طال مرضه به في جمادى الأولى سنة تسع عشرة ذكره شيخنا في أنبائه وابن قاضي شهبة في طبقاته.
أحمد بن محمد بن نصر الديروطي. حدث في دمياط بالشفا عن شيخنا النور بن يفتح الله أخذ عنه الجلال بن الردادي.
أحمد بن محمد بن أبي الوفا في ابن محمد بن محمد بن وفا.
أحمد بن محمد بن يحيى بن شاكر الشهاب بن القاضي صلاح الدين بن الجيعان. شاب حسن يقرأ في النحو وغيره على الشمس الأبودري وزوجه أبوه بابنة أخيه البدري أبي البقاء واستولدها في شعبان سنة خمس وتسعين ذكراً وقد سمع على الديمي ومني وصار يكتب في الديوان مع حذق. مات في ليلة الأربعاء خامس عشري ربيع الثاني سنة ثمان وتسعين عن نحو اثنتين وعشرين سنة عوضه الله وإيانا الجنة.
أحمد بن محمد بن يحيى بن مصلح المنزلي الشافعي أخو يحيى الآتي ويعرف بابن مصلح. أصله من فلاحي المنزلة فنشأ هذا هو وجماعة من أخوته وأهله مفارقين لهم وقرأ على الناصري بن سويدان في الفقه والعربية وعلى الزين عبد الرحمن الديروطي تلميذ الشمس بن الصائغ أربع قراءات من السبعة وكان قد حفظ في كبره القرآن والمنهاج والملحة والشاطبية، وعرضها على جماعة منهم العلم البلقيني فيما بلغني وأقام بمنية راضي من أعمال المنزلة وابتنى بها جامعاً وانتمى إليه الفقراء والمريدون والطلبة وكان قائماً بكلفتهم مما يرد عليه من الفتوحات ونحوها مع تحريه في القبول لا يدخر شيئاً بل ويقوم على جماعة في بركه، وربما أخذ ما كان معهم ووزعه عليهم وعلى غيرهم في السفر وغيره، على قدم عظيم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتلاوة والعبادة وملازمة الأذكار والاشتغال بما يهمه بحيث لم ار أحداً إلا وهو يخبر بتفرده بذلك، وربما أقرأ في ربع العبادات. مات بمكة في يوم الثلاثاء عشرين جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وصلى عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وقد زاد على الثمانين رحمه الله ونفعنا به.
أحمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحيم بن محمد بن أبي المعالي يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن الحسين بن محمد بن شيبة بن إياد بن عمرو بن العلاء الشهاب الشيباني المكي الحنفي أخو عبد الرحمن الآتي ويعرف بابن زبرق. ولد بمكة ونشأ بها وسمع البرهان بن صديق وأجاز له في سنة ثمان وثمانين فما بعدها النشاوري وابن حاتم والتنوخي والعراقي ومريم الأذرعية وآخرون، وكان إماماً وخطيباً بسولة من وادي نحلة اليمانية وله بها مال، روى عنه النجم بن فهد وغيره. مات في ضحى يوم السبت سابع عشر ذي الحجة سنة أربعين بمكة وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.

أحمد بن محمد بن يوسف بن أحمد بن الشيخ إسماعيل بن علي بن حجاج بن سيف الشهاب بن الصدر بن المجد بن الجمال بن الشيخ القدوة الزاهد العارف صاحب المزار في تربة بلبيس الأنصاري البلبيسي الشافعي ويعرف بابن العارف وبابن صدر. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة تقريباً ببلبيس من الشرقية ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو على البدر حسن الغمري - بفتح الغين المعجمة - ومختصر التبريزي في الفقه وعرضه في شعبان سنة ثمان وسبعين على التاج محمد بن أحمد بن النعمان وأجاز له بل هو الذي كتبه بخطه برسمه وفي رمضانها على الجمال البهنسي، وخطب في جامعي بلبيس الأعظمين العزيز والمأموني وكان يؤدي الخطابة بصوت جهوري وله رغبة تامة في تأديتها وربما شهد مع كون وجاهته أعظم من كثير من قضاة ناحيته فإنه من أعيان أهل بلده ورؤسائها وذوي اليسار بها، وبالجملة فهو من عدولها وعنده عصا من خشب القيقب ورثها من أسلافه كانوا يقولون إنها من عكاز سيدي إبراهيم بن ادهم قال وكان القاضي برهان الدين بن جماعة وغيره من أهل العلم ينزلون عندنا ويتبركون بها وكان يقول إن عمه موفق الدين بن سيف الدين كان من المسندين وإن الولي العراقي ممن أخذ عنه قال وكذا الجمل العرياني. قلت وعم والده وهو إسماعيل بن أحمد خاتمة من حدث عن المنذري بالإجازة وله ترجمة في المائة قبلها. ولهم قريب أيضاً اسمه أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن حجاج مترجم في ابن رافع وغيره، أجاز لي صاحب الترجمة ومات وقد جاز المائة سنة بضع وخمسين تقريباً.
أحمد بن محمد بن يوسف بن سلامة بن البهاء بن سعيد الشهاب أبو العباس بن ناصر الدين وربما اختصر فقيل ناصر العقبي الشافعي نزيل النيابة وأخو الزين رضوان ووالد محمد الآتيين ويعرف بالعقبي. ولد تقريباً سنة ثمان وستين وسبعمائة بمنية عقبة وقرأ بها القرآن ثم انتقل إلى القاهرة وتلاه بها للسبع على غير واحد من الشيوخ واشتغل يسيراً وحضر دروس الشمس الغراقي والشطنوفي في الفقه والفرائض والنحو وكذا دروس البلقيني والأبناسي في آخرين ولازم الزين العراقي في أماليه وغيرها، وكان يأتي إنبابة للاشتغال على يوسف بن إسماعيل الإنبابي فتلا عليه للسبع وبحث عليه الشاطبية ومقدمة له في الفرائض مع جميع الحاوي في الفقه ونصف المنهاج وسمع الحديث بالقاهرة على المذكورين والهيثمي والحلاوي والسويداوي والتنوخي وابن أبي المجد وابن الكشك ومريم ابنة الأذرعي وسارة ابنة السبكي في آخرين منهم الجمال عبد الله الحنبلي والشرف بن الكويك وبمكة في سنة خمس وثمانمائة على ابن صديق والزين المراغي وأجاز له باستدعاء شيخنا وغيره جماعة كأبي حفص البالسي والبدر بن قوام وابن منيع وابنة ابن النجا وابنتي ابن عبد الهادي وأفردت له مشيخة مسماة القربى في مشيخة الشهاب العقبي حدث بها غير مرة بعد أن وقف عليها شيخي وقرضها وكذا حدث بغيرها من مسموعاته بل وأقرأ القراءت أيضاً مع كونه كان تاركاً للفن لكن لقصد سنه وإسناده، وحج غير مرة وزار وهو صغير مع والده بيت المقدس؛ وتنزل في صوفية الشيخونية، ثم انقطع دهراً بجوار ضريح يوسف الأنبابي بها وكان خيراً متين الديانة ظاهر الوضاءة ضاحك السن ساكناً وقوراً حسن الخشوع والذكر والابتهال والبكاء عند ذكر الله وسوله صلى الله عليه وسلم يديم التلاوة منقلاً من الدنيا قانعاً باليسير صحيح السمع والبصر قوي الهمة راغباً في الخير عظيم البركة صبوراً على التحديث مكرماً للطلبة؛ قرأت عليه الكثير بأنبابة وغيرها وتحول بأخرة إلى ابنة له بالقرب من الأشرفية ونزل وهومتوعك لصلاة عصر الجمعة بها فسقط من سلم الميضأة فمات شهيداً وحمل إلى منزله ثم صلى عليه بمصلى باب النصر ودفن عند أخيه بتربة قجماس وذلك في يوم السبت رابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين رحمه الله ونفعنا ببركته.
أحمد بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر الشهاب بن التاج بن الجمال الكردي الكوراني الأصل القاهري الشافعي أخو محمد وعلي المذكورين وهو أوسطهما ويعرف كسلفه بابن العجمي. أجاز له من أجاز لأخويه وأخذ عن أبيه. مات تقريباً سنة عشرين وقد جاز الثلاثين.

أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن منصور بن موسى الشهاب الشويكي الأصل الخليلي الأزرقي الشهير بالشافعي. ولد على رأس القرن تقريباً وسمع على جماعة منهم التدمري وابن حجي وابن ناصر الدين وتوفي يوم الخميس سادس عشري ذي القعدة سنة إحدى وتسعين ببلد الخليل ودفن بالمقبرة السفلى.
أحمد بن محمد بن يوسف الشهاب المنوفي الشافعي ويعرف بابن فسية بالفاء المضمومة وفتح السين المهملة بعدها تحتانية مشددة وهو لقب أبيه وكانت أمه تلقب مثله لكن بنون بدل الفاء ولذا يعرف بها أيضاً. ولد تقريباً سنة خمس وستين وسبعمائة في محلة منوف وقرأ بها القرآن وصلى به ونهاية الاختصار والرحبية والملحة وعرضها على القاضي عز الدين بن سليم وغيره وعلى العز المذكور بحث في النهاية وبحث على التاج عبد الله القروي في الملحة والجمل لابن فارس. وحج مراراً أولها في سنة ثلاثين وتكسب بالعطر وغيره وتردد للقاهرة والاسكندرية ودمياط مراراً وجمع في مدح النبي صلى الله عليه وسلم خمسة دواوين بيض أكثرها ويسمى أحدها لوحظ الأبكار وعرائس الأفكار؛ وكتب عنه ابن فهد والبقاعي في نفيه من نظمه وقال ثانيهما مما تبعه فيه الأول إنه عريض الدعوى وشعره في الغالب غير متناسب الصدور والأعجاز قال وطعن بعضهم في صدقه كذا قال ومن أبياته في قصيدة:

يا خير خلق الله يا شمس الهدى

 

يا من له عند الإلـه مـكـان

إني امرؤ يرعى الدياجي ناظري

 

في المدح وهو بها إذا سهران

ومات قريباً في حدود الأربعين فما بعدها.
أحمد بن محمد بن يوسف العجمي الأصل المدني الحنفي أخو يحيى الآتي وذاك الأكبر ويعرف بالذاكر. ممن سمع بالمدينة. ومات في تاسع ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين.
أحمد بن محمد بن يونس بن محمد بن عمر الشهاب بن المحب بن الشرف البكتمري القاهري شقيق يحيى وعبد الرحمن الآتيين وأبوهم وعمه سيف الدين وجدهم لأمهم الزين قاسم بن قطلوبغا الحنفي. ولد في شوال سنة إحدى وستين وثمانمائة وسمع على أم هانئ جدة أبيه واشتغل قليلاً وسمع مني.
أحمد بن محمد الشهاب الحلبي الحنفي ويعرف بابن الأقرب. ولد في سنة بضع وثمانمائة بحلب واشتغل عند أبيه وسمع على الشهاب بن الرسام الحنبلي والبرهان الحلبي وتكسب بالشهادة وتميز يها وامتنع من قضاء عنتاب وحدث ومات بعد التسعين وقد كف وانقطع بمنزله.
أحمد بن محمد ناصر الدين ويعرف بابن أمين الحكم كان ينوب في الحكم بمصر وعدة من بلاد البهنساوية. مات في سنة تسع وثلاثين بعد انقطاعه مدة بمرض عرض له منه فالج.
أحمد بن محمد بن الأوتاري المقدسي الشافعي. ممن كتب بخطه تقريضاً لمجموع البدري في سنة ثمان وسبعين فكان من نظمه فيه:

لنا مجموع قد جمع المعانـي

 

وديوان أتى في الحسن مفرد

ففي ذا الباب جداً حاز حـدا

 

فهل لك طاقة الباب المجدد

وكذا كتب عليه:

مجموعنـا رائق بـهـي

 

له معان بهـا تـفـرد

رأيت مجموع كل شخص

 

قد غار منه وما تجـلـد

أحمد بن محمد بن الحبال. فيمن جده محمد بن أحمد بن أبي غانم.
أحمد بن محمد الشهاب بن الطبلاوي. كان والي القاهرة وكاشف الوجه الشرقي من أعمالها. ضرب الناصر فرج بن الظاهر عنقه بيده لكونه اتهم بمطلقته خوند ابنة صرق في ليلة سابع عشري ذي القعدة سنة أربع عشرة بعد قتل المرأة؛ ولم يكن بمشكور السيرة جرياً على عادة الولاة فأراح الله المسلمين منه فقد كان ساعياً في الأرض بالفساد، ويحرر إن كان هو أخو علي بن محمد بن محمد الآتي.
أحمد بن محمد السنهوري المالكي ويعرف بابن عز الدين أخذ القراءت عن بلديه جعفر.
أحمد بن محمد الشهاب الدمشقي بن العطار مستوفي الجامع الاموي كان أجل من بقي من مباشريه وقد طلب الحديث وقتاً رفيقاً للشمس بن سيد وابن إمام المشهد. مات في شوال سنة إحدى. ذكره شيخنا في أنبائه.

أحمد بن محمد الشهاب بن أبي الفتح العثماني الأموي القاهري ثم المدني المالكي أخو عبد الرحمن الآتي؛ قدم المدينة فتزوج ابنة البدر عبد الله بن فرحون وقرأ على التاج عبد الوهاب بن صلح واستقر في قضاء المالكية بالمدينة عوضاً عن الشمس بن القصبي السخاوي وفي سنة تسع وستين فأقام أربعة أشهر ثم انفصل ورجع إلى القاهرة فكانت منيته بحلب قريباً من سنة سبعين أو بعدها عفا الله عنه.
أحمد بن محمد الشهاب الصفدي قاضيها الشافعي ويعرف بابن الفرعمي نسبة لقرية من ضواحي صفد. ولي قضاء صفد بعد العلاء بن حامد بالبذل فدام سنين ثم أعيد العلاء فلما مات أعيد الشهاب ومات بعد يسير وذلك بعد السبعين ولم تحمد سيرته في أول المرتين وأما في الثانية فكان أشبه خوفاً وبلغني من فضلاء بلده أنه كان فاضلاً وأنه قرأ الصحيح على ابن ناصر الدين عفا الله عنه.
أحمد بن محمد الشهاب بن الشمس بن المغيربي. يأتي قريباً.
أحمد بن محمد الشهاب بن القصاص السكندري المالكي. قرأ على شيخنا الترغيب المنذري وغيره وكان حسن القراءة فاضلاً.
أحمد بن محمد شريف كان خادم شيخ الصوفية بالخانقاه السرياقوسية ويعرف بابن كندة. استقر في الخدمة برغبة ابن يحيى الخادم له عنها. ولم يلبث أن مات في ليلة الجمعة تاسع عشري ربيع الأول سنة تسعين وقد قارب الأربعين. وكان كأبيه عاقد يتكسب منها ومن الشهادة مع البشاشة والتواضع والتوسط في الثروة وله نظم.
أحمد بن محمد شهاب الدين بن ناصر الدين الجمالي حفيد أخت الجمال الاستادار كان أبوه حسن العشرة والمحاضرة والمكارم يستحضر نكتاً وأشعاراً وفوائد وخلفه ابنه في رزقه بمنية خضير من المنزلة ولكنه ضبط موجوده وصاهر بني الجيعان.
أحمد بن محمد الشهاب بن الشمس المصري بن فهيد تصغير فهد ويعرف بابن المغيربي بالتصغير أيضاً وأمه أمة سوداء. ولد بعد السبعين وسبعمائة ونشأ في حجر أبيه فلم شغله بعلم ولكنه زوجه ابنة الأمير أبي بكر بن بهادر وأكثر من معاشرة الترك مع تزيه بزيهم ومعرفته بلسانهم فراج عندهم لا سيما مع انتسابه للفقراء حتى أنه ولي في سلطنة الظاهر جقمق مشيخة المقام الدسوقي وانتزعه ممن كان معه بغير مستند وكثرت فيه الشكوى وكان مع كونه لم يتميز في شيء ممن يأكل الدنيا بالدين ولا يتوقى من يمين يحلفها فيما لا قيمة له مع إظهار تحري الصدق والديانة البالغة ويتوسع في المأكل والملابس من غير مادة فلا يزال مديوناً ويشكو الضيق واستمر كذلك حتى مات بعد ضعفه ستة أشهر في ليلة ثامن ذي الحجة سنة ست وأربعين.
أحمد بن محمد الأمير شهاب الدين بن ناصر الدين المعروف بابن قليب بقاف ولام مصغر نسبة لأجداده من أمه صاحب حاجب طرابلس وأستادار السلطان بها. مات بها بعد مرض طويل في يوم الخميس خامس شعبان سنة إحدى وسبعين وهو في الكهولة وكان عاقلاً ساكناً رضي الخلق عنده كرم وحشمة عفا الله عنه.
أحمد بن محمد بن الهائم. مضى فيمن جده عماد.
أحمد بن محمد ويعرف بابن والي. ولد تقريباً سنة تسعين أو قبلها كتبت عنه قوله:

يقولون لي في البحر تمساح كاسر

 

أصاد لصياد وقـد كـاده كـيدا

فقلت لهم هذا نـهـاية عـمـره

 

ولو راح بيروت لكان له صـيدا

أحمد بن محمد فخر الدين أبو محمد ويدعى أيضاً بأبي شمس الدين المراغي نزيل مكة ويعرف بالخياط. ولد في حدود سنة سبعمائة أو نحوها بمراغة من بلاد العراق وقدم مكة في حدود سنة بضع وثلاثين وسبعمائة وسمع بها في هذه الحدود فما بعدها على شيوخها والقادمين إليها ولبس منهم الخرقة الصوفية وكان أحد مشايخ الصوفية بها مقيماً برباط رامشت ومات بمكة. ذكره التقي بن فهد في معجمه.
أحمد بن محمد البدر الطنبذي. فيمن اسم أبيه عمر بن محمد.
أحمد بن محمد الشهاب البالسي الأصل الدمشقي الحنفي الجواشني. قال شيخنا في أنبائه اشتغل في صباه وصاهر أبا البقاء على ابنته وأفتى ودرس وناب في الحكم وولي نظر الأوصياء ووظائف كثيرة بدمشق وكان حسن السيرة واستقل بالقضاء قليلاً بسعي منه ثم عزل وسعى في العود فلم يتم له ومات في جمادى الآخرة سنة تسع.

أحمد بن محمد الشهاب البالسي الأصل القاهري الشافعي الماوردي ابن أخت النواجي. ممن اشتغل قليلاً وسمع الحديث وتنزل في الجمالية وغيرها ونسخ بخطه الضعيف أشياء؛ كل ذلك مع تكسبه بالوراقين وكان يقرأ على التقي القلقشندي في العمدة حين كان ينوب عن ابن خاله بالجمالية وكذا على الزين المنهلي وكتب عنه بعض الأجوبة وقرأه؛ مع عقل واشتغال بما يعنيه ثم افتقر وكف وانقطع حتى مات بعد التسعين ظناً.
أحمد بن محمد الشهاب البسطامي ويعرف بالمتوكل. مات في يوم الخميس سادس عشري صفر سنة ست وستين. أرخه المنير.
أحمد بن محمد الشهاب البهنسي الأصل القاهري الحنبلي. ولد في سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن والوجيز واستمر على حفظه وحضور دروس قاضيهم العز الكناني وكان ينتمي له بقرابة بحيث استنابه في القضاء قبيل موته وبرع في الشطرنج مع شدة بلادته وجموده. مات فجأة سقطت عليه سقيفة بمصر القديمة في ليلة الخميس تاسع المحرم سنة تسع وسبعين وحمل من الغد للقاهرة فصلي عليه ودفن بحوش البغاددة بالقربة من قاضيه وتأسفت عليه أمه عوضهما الله الجنة.
أحمد بن محمد الشهاب التلعفري ثم الدمشقي كاتب المنسوب. مات بدمشق كهلاً في سنة إحدى عشرة، ويقال أنه كان أستاذاً في ضرب القانون حسن المحاضرة. قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد بن محمد الشهاب الحلبي ثم الدمشقي قاضي كرك نوح. مضى في ابن عبد الله.
أحمد بن محمد بن الشهاب الشارعي ثم القاهري المالكي. كان أبوه وكيلاً بباب ابن الديري فنشأ هذا وتدرب في التوقيع وتعانى في تسجيله الكتابة بقلم الثلث وجاء للمحب بن الشحنة بأسجال عليه فقال إذا كتبت أنت بالثلث فماذا أكتب ثم اقتضى رأيه الكتابة بالنسخ ليحصل التمييز، وقد استنابه الحسام بن حريز وعينه الظاهر خشقدم للتوجه للمرقب لسماع الدعوى على تمراز المحبوس به ففعل وحكم بإراقة دمه في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وبقي خائفاً يترقب بحيث سافر لمكة وغيرها ونسب إليه بعض من كان في خدمته بها من الأمراء اختلاساً فضيق عليه بحيث رام قتل نفسه وانزعج الأمير لذلك فكف عنه وآل أمره إلى أن صار حين التوقف في عمل الاستبدال بالقاهرة يشارط هو عليها ويخرج للاسكندرية ونحوها فينهيها هناك وهو الآن بدمشق منضم لحاجبها يونس الأشرفي وراج بذلك.
أحمد بن محمد الشهاب الطوخي الناسخ. مضى فيمن جده محمد بن عثمان.
أحمد بن محمد الشهاب العجيمي الصوفي بالخانقاه السرياقوسية وصهر ابن الجوجري الأبرازي. قرأ على شيخنا الترمذي في سنة أربع وأربعين وبلغ له بالشيخ وكان متودداً. مات فيما أظن بعد الستين.
أحمد بن محمد الشهاب القرشي الجبرتي التعزي اليماني صاحب المداجر. اشتغل في ابتدائه بالعلوم بحيث شارك في كثير منها مشاركة حسنة خصوصاً الأدب فإنه كان فيه آية، وبرع في الخطوط المتنوعة وفاق فيها ثم أقبل على الرياضة وملازمة الخلوة والذكر حتى ارتقى إلى مقام السادات بل يقال إنه كان يستخدم الروحانية؛ وكان من رجال الدهر أدباً وحزماً وفهماً وعلماً وشهرة لطيف الطبع حسن المحاورة حلو الإيراد مليح المفاكهة فريداً في مجموعه محبباً إلى الفاكهة زائد التودد بحيث يظن كل أحد أنه أخص الناس به، وله كرامات وأخبار بمغيبات وكان فيما يقال لا يأكل من غير خطه ويتعفف عما يصل إليه من الهدايا. مات في سنة ثمان وستين ودفن بالإحساد مقبرة تعز وقبره ظاهر يزار. أفاده صاحب صلحاء اليمن.
أحمد بن محمد الشهاب الكنجي الدمشقي. مات في يوم عاشوراء سنة أربع وتسعين بالمدرسة الرواحية وقد قارب الثمانين ودفن قبلي الشيخ حماد من مقبرة الباب الصغير، وكان صالحاً تالياً أحد شيخي الإقراء بالمدرسة الكلاسة وشيخ السمع بمحراب المالكية في جامع دمشق.
أحمد بن محمد الشهاب المتيجي السكندري المالكي ثم الشافعي والد أبي القسم الآتي. أخذ القراءات عن بلديه الشهاب بن هاشم وكذا اشتغل في الفقه مالكياً والعريبة وغيرهما وارتحل إلى القاهرة فأخذ عن الزين القمني والبرهان بن حجاج الأبناسي وشيخنا والقاياتي وآخرين، وسمع في بلده على الكمال بن خير وبمكة على التقي بن فهد وكان فاضلاً ديناً تصدى للإقراء ببلده ثم بفوة وانقطع بها حتى مات بعد أن كف وعمر. وممن أخذ عنه النور علي بن سليمان الحوشي وكذا الشمس النوبي وأجاز له في سنة اثنتين وسبعين.

أحمد بن محمد الشهاب المريني - بفتح ثم تخفيف - المغربي المالكي قاضيهم بدمشق وكان ينوب فيها عن الشهاب التلمساني ثم ابن عبد الوارث ثم استقل بعده واستمر حتى مات، وكذا كان ممن ناب في نظر اليبمارستان بدمشق عن الجمال الباعوني وفي القضاء بالقاهرة عن قاضيها وجلس بجامع الصالح، ويذكر بمشاركة في الفقه والعقليات مع سلامة فطرة وعفة بحيث يعتقد مع التثبت إلا في أوقاف المالكية فينسب لتقصير فيها وكأنه لبذله حين يرام عزله. مات في سنة ست وتسعين أو التي بعدها على ما تحرر عن سن عالية وله ابن الله يصلحه.
أحمد بن محمد الشهاب الواسطي المناوي. ممن أخذ عني بالقاهرة.
أحمد بن محمد الشهاب الواسطي الاصم: مضى فيمن جده أبو بكر بن محمد بن سعد الله.
أحمد بن محمد الشهاب اليغموري. ولي الحجوبية وشد الدواوين بدمشق وكان مشهوراً بمعرفة المباشرة. قاله شيخنا في أنبائه قال ورأيته عند جمال الدين الأستادار وكان يظهر محبة العلماء وتعجبه مباحثتهم ويفهم جيداً. مات في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة.
أحمد بن محمد النجم والشهاب البامي. مضى فيمن جده أحمد بن محمد بن أحمد بن قريش.
أحمد بن محمد أبو طاهر الخجندي. مضى في ابن محمد بن محمد بن محمد بن محمد.
أحمد بن محمد أبو العباس الشلقي بمعجمة مفتوحة ثم لام مكسورة. يروي عن الجمال الريمي وغيره وصار أحد المفننين بتعز. مات في حدود الثلاثين قال العفيف وقدر رويت عنه إجازة.
أحمد بن محمد الأِعري اليماني. ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة.
أحمد بن محمد البلقيني جماعة: ابن أبي بكر بن رسلان وابن عبد الرحمن وابن محمد بن عمر.
أحمد بن محمد الحريري وكيل الشرع ودلال الكتب أبوه. مات بمكة في صفر سنة ستين.
أحمد بن محمد الحلبي قاضي كرك نوح. مضى في ابن عبد الله.
أحمد بن محمد الدهان رئيس المؤذنين بالجامع الأموي. كان شجي الصوت عارفاً بالميقات وعمر حتى صار أقدم المؤذنين عهداً واعترفهم واشجاهم صوتاً وقد دخل بلاد العجم تاجراً وأقام هناك مدة وكانت لديه خبرة بالأمور. مات في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة عن أربع وثمانين عاماً. ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد بن محمد التونسي الدهان الطبيب في بضع وأربعين.
أحمد بن محمد الذروي اثنان اسم جد أحدهما أبو بكر بن علي بن يوسف والآخر أحمد بن علي بن أحمد.
أحمد بن محمد السنهوري المالكي. مضى فيمن يعرف بابن عز الدين.
أحمد بن محمد الشباسي القاهري الأزهري الشافعي الأجذم. اشتغل في فنون وتميز وحضر عند القاياتي وشيخنا والسفطي وغيرهم، وسمع ختم البخاري في الظاهرية وكان مع فضله جريئاً بذيئاً بحيث ابتلي بالجذام زيادة على الحد ويقال أن الشهاب الأبدي دعا عليه ولم ينفك عن بذاءته وانتمى لعبد الرحيم بن البارزي فحج به معه في الرحبية وكان عند تقبيل الحجر الأسود يتقذر الناس منه. ومات بعد السبعين وكان أبوه من الخيار.
أحمد بن محمد الشكيلي المدني. فيمن جده إبراهيم.
أحمد بن محمد الطنبذي الشافعي. كذا رأيته بخطه في إجازة وأظنه أحمد بن عمر بن محمد البدر الطنبذي الماضي.
أحمد بن محمد الطولوني. مضى في أحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله.
أحمد بن محمد العباسي نسبة للعباسية ثم القاهري الحنفي. كان كأبيه تاجراً فانتمى لعبد البر بن الشحنة وأقرضه فلما ولي ابن الأخميمي القضاء سعى عنده حتى استنابه بل وأعطاه مجلس ابن فيشا بعد موته ثم لم يكتف بهذا حتى زعم أنه عمل ألغازاً وتوصل بمن أوصلها للملك فتمقته سيما وقد سأله أن يكون إمامه بعد المحب بن المسدي وأعطاه ورقة وأشيع أن مستنبيه عزله لذلك وأغلظ عليه فما وسعه إلا أن سافر لمكة بحراً كل ذل في سنة ست وتسعين ولما حج عاد إلى القاهرة وامتنع مستنبيه من إعادته.
أحمد بن محمد القلشاني. فيمن جده عبد الله بن محمد.
أحمد بن محمد الكبيسي بالكاف وعلى الألسنة بالقاف وكأنها معقودة عبد صالح مرافق للشيخ إدريس الآتي يأتي معه من اليمن كل سنة للحج.

أحمد بن محمد الماحوزي المصمودي الشيخ نزيل مكة. ذكره شيخنا في سنة ثمان وثلاثين من أنبائه وبيض له، وأرخه ابن فهد في جمادى الآخرة منها بمكة ولم يزد على وصفه بالشيخ بل قال فيما ذيل به على الفاسي أنه تفقه بتلمسان على أبي عبد الله بن مرزوق وبتونس على أبي حفص عمر بن محمد بن أحمد القلشاني وصدر ترجمته بأنه الماجري وكأنه أصوب من الماحوزي.
أحمد بن محمد المرحومي القاهري المديني الشافعي. رأيته عرض عليه في سنة خمس وتسعين.
أحمد بن محمد المرتقي الحنبلي. قال شيخنا في أنبائه أحد فضلاء الحنابلة اشتغل قليلاً وناب في الحكم وكان خيراً صالحاً. مات في عشري ذي القعدة سنة تسع عشرة، ثم أعاده في التي بعدها فلم يسم أباه ونسبه البرنقي بالموحدة والنون وقال: الدمشقي ثم المكي كان يؤدب الأولاد بدمشق وكان خيراً كثير التلاوة ثم أنه توجه إلى مكة وجاور بها نحواً من ثلاثين سنة وتفرغ للعبادة على اختلاف أنواعها، وأضر في آخر عمره، ومات بمكة، وكذا ذكره النجم بن فهد في ذيله على التقي الفاسي مما نقله من ذيل الأعلام في المشتبه لابن ناصر الدين فقال: أحمد البرنقي الدمشقي ثم المكي الشيخ الصالح العابد الناسك الزاهد شهاب الدين أبو العباس كان يؤدب الأبناء بدمشق بالسنجارية ثم بالكلاسة خيراً كثير التلاوة ثم تركه وتوجه لمكة فجاور بها نحواً من ثلاثين سنة متفرغاً للعبادة والتلاوة والصلاة والطواف والحج والاعتمار مقصوداً بالفتوحات مع تقنعه بالنساخة ولكن أضر قبل موته بمدة. مات سنة إحدى وعشرين. قلت ورأيت من ترجم أحمد بن عبد الله بن أحمد البريقي شهاب الدين الشيخ الإمام الصالح العابد سمع كثيراً وتوفي كبيراً في رمضان سنة إحدى وعشرين وقد بلغ السبعين وهو هذا ولكن الظاهر أنه غير الحنبلي الأول.
أحمد بن محمود بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أبي العز الشهاب بن المحيوي بن النجم الدمشقي الحنفي والد محمد الآتي وأبوه ويعرف كسلفه بابن الكشك. ولد في ليلة الجمعة سابع عشر رمضان سنة ثمانين وسبعمائة واشتغل قليلاً ودرس بالظاهرية وأخذه تمر مع والده إلى تبريز ثم رجعا وخلف أباه في جهاته وناب في القضاء ثم استقل به في سنة اثنتي عشرة وعزل بعد شهرين ثم أعيد في التي تليها ثم عزل في أواخر سنة أربع عشرة ثم أعيد قبل مباشرة ابن القضامي الذي انفصل به ثم انفصل في أواخر ست عشرة وولاه المؤيد نظر الجيش لما خرج لقتال نوروز ثم أعاده إلى القضاء مضافاً له ثم انفصل عن الجيش بعد مباشرته له ست سنين وثلث سنة ثم عن القضاء بعد ثلاث عشرة سنة وثمانية أشهر في سنة اثنتين وثلاثين ثم أعيد له في رمضان سنة أربع وثلاثين وهي الولاية السادسة واستمر حتى مات وعين لكتابة سر مصر، وكان جريئاً مقداماً شديد الرأي، قال التقي بن قاضي شهبة حكى لي أنه غرم من سلطنه المؤيد إلى سلطنة ططر سبعين ألف دينار وبعد ذلك أموالاً كثيرة وكان يقال أن ذلك مما صار إليه وإلى أبيه من الأموال في أيام التتار بحيث أنه قال في مرض موته ما ملك فقيه في زماني من النقد ما ملكت وملك مائتي مملوك ومائتي جارية وكان بيده غالب مدارس الحنفية تداريس وأنظاراً من عامر وخراب ثم إن القاضي شمس الدين الصفدي انتزع منه تدريس القصاعين والصادرية فلما عزل استعادهما، قال شيخنا في أنبائه انتهت إليه رياسة أهل الشام في زمانه، وكان شهماً قوي النفس يستحضر الكثير من الأحكام، ولي قضاء الحنفية بدمشق استقلالاً مدة ثم أضيف إليه نظر الجيش في الدولة المؤيدية وبعدها ثم صرف عنهما معاً ثم أعيد للقضاء وعين لكتابة السر بمصر بعد الشهاب بن السفاح فاعتذر بعسر البول وكانت بينه وبين النجم بن حجي معاداة فكان كل منهما يبالغ في الآخر غير أن هذا أجود. مات بدمشق في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين عن بضع وخمسين سنة وأرخة شيخنا في صفر الاول. أصح وهو من بيت شهير بالعلم والرياسة. ولد بدمشق ونشأ بها فاشتغل بالفقه وغيره وصار رئيس الشام بلا مدافع مع ثروة زائدة وفضل وأفضال، وقد وصفه شيخنا في ترجمة أبيه برئيس الشام، وقال ابن قاضي شهبة أنه لم يكن ولا أحد من نوابه يتعاطى في القضاء شيئاً مع كثرة المداراة قال وكان يتكلم في العلم جيداً ويستحضر جملة من التاريخ.

أحمد بن محمود بن عبد السلام بن محمود الشهاب العدوي نسبة لأبي البركات بن مسافر أخي عدي البقاعي البيتفاري بفتح الموحدة ثم تحتانية ثم فوقانية وفاء وقبل ياء النسبة راء نسبة إلى بيت فار من البقاع - الشافعي خطيب صرفند والد الشمس محمد الآتي ويعرف بالشهاب العدوي. ولد في جمادى الأولى أو الآخرة سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بصرفند من عمل صيدا ونقله أخوه الزين عبد السلام إلى دمشق صغيراً فقرأ بها القرآن وتلاه لأبي عمرو على الشهاب بن عياش واشتغل بالفقه على الشهب الغزي ووالد رضي الدين وابن نشوان والزهري وسمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي وحج مراراً أولها في سنة إحدى عشرة وولي خطابة جامع صرفند فشهر بها، وسافر إلى طرابلس وتردد إلى القاهرة مراراً منها في أواخر سنة ست وأربعين صحبة الونائي ثم سافر في التي بعدها ودخل ثغري الاسكندرية ودمياط، ونظم الشعر الحسن وولي نقابة الشهاب الأموي فمن بعده من قضاة دمشق وكان ديناً متمكناً من عقله مجانباً للناس مسالماً لهم شجاعاً يقظاً له ثروة ورياسة حكى عنه الشريف علي بن محمود القصيري الكردي الآتي أنه قال رافقت بعض الفقراء في الشتاء فوصلنا إلى سيل عظيم لا يقدر على جوازه في العادة فقال لي خاطرك معي فقلت يا سيدي هذا لا يقدر على خوضه فلم يلتف وودعني ثم لما دنا منه لم أِشعر إلا وهو في الجانب الآخر ولم يتبين لي كيف جازه. مات في ليلة الثلاثاء ثاني ربيع الآخر سنة ثمان وستين بدمشق وكانت له جنازة حافلة.
أحمد بن محمود بن عبد الله بن محمود بن عبد الرحمن بن عبد الكريم بن العماد إسماعيل بن إبراهيم الشهاب أبو العباس بن الشرف الحلبي الأصل الدمشقي الشافعي ويعرف كسلفه بابن الفرفور بفاءين، هكذا أملى على نسبه وقال أنه ولد في سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بدمشق وأنه حفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض على البرهان الباعوني وسمع منه المسلسل والزين بن الشيخ خليل القابوني وقرأ عليه بعضاً من مروياته والبدر بن قاضي شهبة وقرأ عليه شرحه الصغير على المنهاج والزين خطاب وأخذ عنه في الفقه في آخرين ممن اشتغل عليهم كالنجم بن قاضي عجلون ومما أخذه عنه العروض وأنه تميز فيه بحيث كتب على الخزرجية توضيحاً ومولى حاجي قرأ عليه بالشامية الجوانية في النحو والمنطق وأصول الفقه وأنه كتب في الشامية على جاري عادتهم في ذلك سنة سبعين، وقدم في التي بعدها القاهرة فأخذ عن العبادي في العجالة وأذن له وكذا البدر، وحج منها مع أبيه في خدمة الزيني بن مزهر مع الجربية، وحضر ما قرئ حينئذ على عبد المعطي المغربي. ومات أبوه هناك وكان استاداره بدمشق فاستمر في خدمة المشار إليه حتى ناب بسفارته أول قدومه معه في القضاء السنة التي تليها أيام ابن الصابوني بمرسوم سلطاني ثم ناب عن الخيضري واستمر إلى أن استقر في نظر جيش الشام في المحرم سنة ست وثمانين عوضاً عن الشريف موفق الدين الحموي ثم بعد دون شهر وذلك في مستهل صفر في القضاء الأكبر عوضاً عن ابن الخيضري فدام فيهما إلى ثامن عشري جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين فانفصل عن القضاء فقط بالشمس محمد بن المزلق ثم أعيد إليه بعده ثاني عشر جمادى الأولى من التي تليها كل ذلك بالبذل الزائد والخدم التي لا تنتهي. وسافر في أواخر الذي يليه بعد مصاهرة الخيضري على ابنة له بكر أمها تركية وكذا تزوج ابنة عبد الرحيم بن الجيعان بعد أبي ولدها التقي بن الرسام وهو عشير ظريف فهم ذكي قل من يسد مسده مسكره متودد وجده العماد الذي اتصل به مترجم في الدررويذ كركثير من الشاميين أصله بحيث قيل مما أستغفر الله من حكايته:

يا ابن الأراذل وليت فينا قاضيا

 

خرف الزمان أم جن الفلـك

إن كنت تحكم باليهود فربمـا

 

أما بدين محمد فمن أين لـك

وقال التقي السبكي الموقع:

تباً لدهر قد أتى بعـجـائب

 

ومحا فنون العلـم والآداب

وأتى بقاض لو انبسطت يدي

 

فيه لردته إلى الـكـتـاب

وقدم القاهرة مطلوباً في أوائل سنة ست وتسعين فانتظم أمره على مال كثير ودام حتى رجع لبلده أوائل جمادى الأولى من التي تليها.

أحمد بن محمود بن محمد بن إبراهيم الدين بن جمال الدين بن القاضي شمس الدين الطولوني الحنفي هو السمين، كان عارياً مع إلمام يسير بصناعة الشهود وقد ناب للحنفية بالكبش بعناية صهر له، وبواسطته سافر على قضاء ركب المحمل في سنة سبعين ثم صرفه الأمشاطي عن النيابة وتوسل بكل طريق في لعود فما أفاده إلى أن مات في ليلة الاثنين ثامن عشر رجب سنة اثنتين وثمانين وكان أبوه ممن يشهد عند الميموني والولد سر أبيه، وقد سمعا معاً ومعهما أخوه عبد القادر المجلس الأخير من البخاري بالظاهرية العتيقة عفا الله عنهم وعنا.
أحمد بن محمود بن محمد بن عبد الله الصدر بن الجمال القيسري الأصل القاهري الحنفي ويعرف بابن العجمي. ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة واعتنى به أبوه فأقرأه القرآن وصلى به قبل استكماله إحدى عشرة سنة في البرقوقية أول ما فتحت سنة ثمان وثمانين وكذا أقرأه الفقه والعربية والمعاني وغيرها وأحضر له المؤدبين والمعلمين من العجم وغيرهم إلى أن ترعرع وبرع في فنون وصار معدوداً في الفضلاء، وباشر التوقيع في ديوان الإنشاء ونظر الجيش بالشام والحسبة بالقاهرة غير مرة ونظر الجوالي ومشيخة الشيخونية وغير ذلك؛ متنقلت به الأحوال. ذكره شيخنا في أنبائه، وكان بارعاً فاضلاً نحوياً نقبها مفنناً في علوم كثيرة مذكوراً بالذكاء التام وحسن التصور وجودة الفهم حسن المحاضرة فصيحاً بليغاً مقداماً مع الكرم والتواضع جالس المؤيد ونادمه وقتاً واتفق أن المؤيد أرسل عسكراً ومقدمه الفخر بن أبي الفرج فرأى في المنام أن الفخر مكشوف الرأس فاغتنم لذلك وقصه على ندمائه فسكتوا إلا الصدر فإنه بشره بالنصر أخذاً من قول الشاعر:

أنا ابن جلا وطلاع الثـنـايا

 

متى أضع العمامة تعرفوني

وكان كذلك، وهو ممن قرض سيرة المؤيد لابن ناهض. مات بالطاعون في يوم السبت رابع عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين، قال المقريزي كان من فضلاء الحنفية وله معرفة جيدة بالنحو، وقال العيني إنه حصل بعض مادة من العلوم يشارر بها الناس ولم يكن جميل المعاشرة ولذا كان أكثر الناس يكرهونه وولي وظائف عدة ولم ينفصل عن واحدة منها بخير ولا شكر، ولي الحسبة في الأيام المؤيدية فخرج منها خائفاً يترقب ونظر الجيش بدمشق فعزل عنه بالضرب والعصر والمصادرة، ونظر المواريث في الأيام المؤيدية فخرج غير مشكور وكذا نظر الكسوة، وآخر الأمر تولى مشيخة الشيخونية فأخذ من وقفها مقدار سبعين ألفاً ومات وهي في ذمته وكذلك بقي في ذمته أشياء كثيرة لأناس معينين، وكان الشمس بن الديري عزره تعزيراً بالغاً لكلامه في ابن عباس بل أراد المؤيد قتله حين شهد عليه أنه زنديق وما كفه عنه إلا مسطره، ومن جملة ما صدر منه أن الناصر أودع عنده في بعض سفراته عشرة آلاف دينار فتصرف فيها ولم يبق منها غير شيء يسير فسلمه الناصر إلى ابن الهيصم فقاسى شدائد وتأخر عنده بعد أخذ كل شيء له ألف دينار وخمسمائة ولا زال يتوسل بالشفاعات عند الناصر حتى أطلقه وسكت، وترجمه بعضهم فقال باشر التوقيع وقدم دمشق مع الناصر في الفتنة التمرية وتخلف مع المتخلفين فوقع في الأسر ثم تخلص وولي حسبة القاهرة مرتين وأكثر ثم قدم دمشق مع المؤيد متولياً نظر جيشها في أول سنة سبع عشرة فباشره سنة وتسعة أشهر ثم عزل ثم ولي حسبة الشام ثم ذهب إلى مصر واختص بالمؤيد فوقع بينه وبين ابن البارزي فعمل عليه حتى أخرج إلى القدس بطالاً وهو في الترسيم فهرب من أثناء الطريق ولم يعلم خبره فاتهم ابن البارزي بقتله وليم ثم ظهر أنه رجع إلى مصر واختفى، وأوذي صهره الولوي السنباطي بسبب ذلك كما سيأتي في ترجمته ثم لم يظهر حتى تسلطن الأشرف فظهر واتصل به ثم لما ولي التفهني القضاء في صفر سنة ثلاث وثلاثين وأعطى عوضه مشيخة الشيخونية وكان فاضلاً في العقليات شاعراً كريماً متلافاً لا يبقى على شيء رحمه الله.

أحمد بن محمود بن محمد الشهاب أو الصدر القاهري الماوردي أبوه المالكي أخو التقي محمد الآتي وسبط ابن العجمي الماضي ويعرف بابن محمود. اشتغل في العربية وغيرها وأخذ عن ابن حجى ونحوه وتميز وسمع الحديث ولازم ابن الغرز ثم جفاه وكذا تردد إلي قليلاً واختص بقربيه البدر حسن بن الطولوني وتنزل في تربة الاشرف قايتباي وتكسب بالشهادة وحج غير مرة بل صار يحمل كثيراً من صدقات أهل الحرمين بحيث تمول وضارب وعامل والله يوفقه.
أحمد بن محمود بن يوسف بن مسعود الشهاب بن الكمال القاهري الحنفي أخو فاطمة الشاعرة لأبيها ويعرف كأبيه بابن شيرين-بالمعجمة-شاب، ولد في ليلة سلخ رمضان سنة أربع وسبعين وثمانمائة ونشأ يتيماُ فحفظ القرآن وكتباً كالنقاية في الفقه والجرومية وحدود الابدي وعرض على نظام واللقاني وآخرين ثم لازم خدمة المظفر الامشاطي ليتدرب به في الطب، ثم سافر في البحر من الطور ليحج في أثناء سنة ست وتسعين فحج ولاطف هناك بيسير ثم عاد.
أحمد بن مسدد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد العفيف أبو الوليد الكازروني المدني الشافعي سبط أبي الفرج الكازروني وأخو عبد العزيز ومحمد المذكورين في محالهم، ولد في المدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وقرأ من أول البيضاوي إلى الفصل الخامس في الاشتراك على سلام الله البكري وأجاز له وأخذ عن الشهاب الابشيطي أشياء وتلقن الذكر من محمد الخراساني وقرأ على حسين بن الشهاب قاوان في سنة اثنتين وثمانين بالمدينة وعلى جده أبي الفرج بعض المنهاج وإيضاح المناسك كلاهما للنووي وتناولهما مع قراءة غير ذلك من مروياته، ولقيني بمنى فقرأ علي ثلاثيات البخاري وسمع مني المسلسل وغير ذلك وكذا سمع مني بالمدينة أشياء ولما وقع الحريق في المسجد النبوي أشرف على الهلاك فسلمه الله لكنه بقي متوعكاً إلى رجب سنة سبع وثمانين أو قرينه وتعاني النظم والنثر وأنى منهما بما لعله يستحسن مع خط حسن وذكاء وفهم في الجملة وعمل جزءاً في المفاخرة بين قبا والعوالي سماه الحدائق الغوالي في قبا والعوالي قرضه له غير واحد وكنت منهم وكذا عمل ورود النعم وصدور النقم في الحريق المشار إليه أجاد فيه ونثر البديع من الأدب في زهر المراثي والندب بعد موت أخيه عبد العزيز وغير ذلك مما أرسل لي بأكثره مع مرثية في الشهاب الابشيطي وغيرها بخطه ومنه قوله:

يا مالك الحسن حال الحول واجتمعت

 

مني ومنك شروط توجب الصدقـه

وأنت تعلم فقري من وصالـك لـي

 

ولست أطلب غير القوت والنفقـه

وقوله في مطر ليلة الحريق:

لم أنس إذ زارت بجنح الدجى

 

سافرة عن ثغرها بـارقـه

نادى رقيب الوصل في اثرها

 

يا قوم قد أنذرتكم صاعقـه

أحمد بن مسعود بن محمد بن محمد الشهاب النابلسي ثم القاهري الناسخ المفنن.ولد في سنة ثلاثين وثماثمائة أو التي قبلها ونشأ فحفظ القرآن.
أحمد بن مسعود بن خليفة المكي المطيبير سمع في شعبان سنة ست عشرة بعدل على الاخوين علي ومسعود ابني هاشم بن علي بن غزوان جزءاً فيه منتقى التقى بن فهد من الثقفيات وبقراءته.مات في آخر يوم الخميس ثامن المحرم سنة خمس وستين بمكة، أرخه ابن فهد، وبرع في التذهيب والكتابة وفاق في تدقيقها بحيث كتب الاخلاص على أرزة مع مشاركة في عربية وغيرها من الفضائل، وقدم القاهرة فنوه به الجمال بن السابق، وكتب لكل من ابن مزهر وابن حجى واختص به والانصاري وسافر معه لمكة فكانت منية مخدومه هناك ورجع هذا فأقام موقعاً بباب الأتابك أزبك فأنه كان ممن استقر في الموقعين قبل ذلك ولكن من ذا يميز، وتردد إلى يسيراً وراجعني في أشياء حين كتابته البخاري للانصاري ونعم الرجل عقلاً وفضلاً وسكوناً، وقد رأيت له تقريظاً لمجموع البدري أحسنه خطاً ولفظاً وتذهيباً، بل من نظمه في معداوي:

معداوي بحر هـمـت فـيه

 

يبالغ في القطيعة والبـعـاد

فلا يطمع فتى بالقرب منـه

 

وطيب الوصل الافي المعادي

أحمد بن مسعود بن هاشم بن علي بن مسعود بن غزوان بن حسين الشهاب أبو حامد الهاشمي المكي ابن عم الشيخ أبي سعد محمد بن علي بن هاشم الآني.ولد بعد العصر من يوم الاربعاء سابع عشرى ربيع الأول سنة خمس وثمانمائة.ذكره ابن فهد ولم يزد.

أحمد بن مسعود المدني نزيل مكة ويعرف بالخرية-بمعجمة مفتوحة ثم راء ساكنة وتحتانية.كان ساكناً خيراً يتكسب بقيسارية دار الإمارة وله دار بجهة المدعى.مات في المحرم سنة ستين ودفن بالمعلاة.
أحمد بن مظفر بن أبي بكر المعمر الطولوني.مات في سنة تسع وخمسين قاله ابن عزم "أحمد"بن أبي بكر.في ابن محمد بن أبي بكر.
أحمد ويدعى بديد بن مفتاح بن عبد الله السليماني المدني الموله.ممن سمع مني بالمدينة أحمد بن مفتاح الشهاب المكي ويعرف بالقفيلي-نسبة لمكان شهير من أعمال حلي-بن يعقوب كان أبوه عند أمير مكة ثقبة بن رميثة الحسني فنشأ هذا مع بنيه في خدمتهم ثم تقلل منها وأقبل على التجارة فاكتسب دنيا وتردد لليمن تاجراً وعرف عند الناس مع خير وأمانة.مات في العشر الأول من ذي الحجة قبل عرفة سنة تسع عشرة.قاله الفاسي في مكة.
أحمد بن مفرح الصباغ.ممن سمع مني بمكة.
أحمد بن مفلح الكازروني.مات سنة إحدى وثلاثين.قاله ابن عزم.
"أحمد"بن مكنون.في ابن محمد بن مكنون.
أحمد بن منصور وقيل ابن محمد بن منصور وهو في معجم شيخنا في الموضعين وقرأته بخطه نفسه باثبات محمد الشهاب الأشموني ثم القاهري الحنفي النحوي ويعرف بالشهاب الأشموني.قال شيخنا في معجمه كان فاضلاً في العربية مشاركاً في الفنون ونظم في النحو منظومة على قافية اللام أذن فيها بعلو قدره في الفن وشرحها شرحاً مفيداً سمعت منه شيئاً منها وسألني في تقريظها فكتبت عليها شيئاً وكذا صنف كتاباً في فضل لا اله الا الله، وكان يقرأ على شيخنا العراقي في كل سنة في رمضان فسمعت بقراءته.ومات في ثامن عشري شوال سنة تسع انتهى.قال المقريزي في عقوده بعد أن نسبه:ابن محمد بن منصور بن عبد الله عن نحو ستين وأنه صحب سنين وكان يقول الشعر الجيد وشارك في الفقه ومال إلى أهل الطاهر ثم انحرف عنهم وأكثر الوقيعة فيهم.قلت ومما قرأه على العراق في صحيح البخاري ومسلم وكتب الخط المنسوب.
أحمد بن منصور الشهاب المالكي.ممن انتمى للقرافي وتدرب في الجملة في الشهادة وجلس ببابه ثم لازم ولده البدر.مات في صفر سنة سبع وتسعين وكان عديم الفضيلة عفا الله عنه.
أحمد بن منصور الحكيم.مات بمكة في رجب سنة اثنتين وستين.
أحمد بن مهدي الريس.مات بمكة في رجب سنة ثلاث وأربعين.
أحمد بن موسى بن أبراهيم بن طرخان الشهاب بن الضياء القاهري الحنبلي والد محمد وأحمد المذكورين ويعرف بابن الضياء.كان بعث قاضي مذهبه القاضي ناصر الدين نصر الله واتفق كما حكاه العز حفيد القاضي أنه قبض له من معاليمه قدراً له وقع ثم جاءه وأبرز طرف كمه وهو مطروز وقال أن السارق قطعه وأخذ المبلغ.ومات في صفر سنه ثلاث.أرخه شيخنا.قال وهو والد صاحبنا الشمس بن الضياء الشاهد بباب البحر ظاهر القاهرة.
أحمد بن موسى بن إبراهيم الشهاب أبو العباس الحلبي الأصل القاهري الحنفي أحد النواب ووالد عبد الرحيم وعبد الله الآتيين.ممن وصف بالعلم وعرض عليه جماعة ممن لقيناهم وسيأتي فيمن لم يسم جده.
أحمد بن موسى بن أحمد بن عبد الرحمن الشهاب أبو الفتح القاهري الحسيني سكنا الشافعي المقرئ ويعرف بالمتبولي نسبة لشيخه البرهان الشهير.

ولد ونشأ فحفظ القرآن واشتغل على السيد النسابة والعلم البلقيني والمناوي والعبادي وإبراهيم الشرواني في الفقه، وأخذ عن الأخير والبوتيجي وأبي الجود الفرائض والحساب وكذا أخذ في الحساب عن التقي الحصني بل لازمه في الفقه والتفسير والأصلين والمعاني والبيان والعربية وغيرها من العقلي والنقلي، وأخذ عن الكافياجي والعز عبد السلام البغدادي أشياء، وتردد لابن الديري في التفسير والحديث وغيرهما وأخذ القراآت عن النور إمام الأزهر والشمس بن عمران وعبد الغني الهيثمي وجمع على ابن أسد للسبع، وسمع الحديث على غير واحد كالسيد النسابة وابن الملقن والقمصي وابن المصري والحجازي والنشاوي وهو ممن سمع البخاري بكماله في الكاملية، وأجاز له غير واحد كالبرهان الباعوني والنظام بن مفلح والشهاب بن زيد، وأذن له البلقيني والكافياجي والعبادي الحصني في الإفتاء والتدريس وابن أسد في الإقراء بل قرص له البلقيني والكافياجي والعبادي والحصني بعض تصانيفه وكذا كتب له العز الحنبلي على بعضها ووقفت على عدة منها والتمس مني تقريظاً فما تيسر، وصحب المتبولي فعرف به، وخطب وقرأ على العامة وتصدر لقراءة الجوق وتكسب بذلك وكذا بالشهادة، وحج وتنزل في سعيد السعداء وغيرها، ومما صنفه الرد على البقاعي في انكار قول يا دائم المعروف وعمل المدد الفائض في الذب عن ابن الفارض وامتدح شيخه الحصني بقصيدة وكذا قال:

من ادعى العلم ولم يوصف به

 

فذاك قد عرض للنـقـص

فالعلم معـروف لأربـابـه

 

يظهر بالنطق وبالفـحـص

واستنابه الزين زكريا في القضاء وباشر ذلك غير متحول عن طريقته وجمع حينئذ في آداب القضاء تصانيف وكثر تردده إلي وإقباله علي وغالب ما أثبته مما أعلمني به.
"أحمد"بن موسى بن أحمد بن عبد الرحمن الجبراوي.هكذا رأيته في خط شيخنا ببعض الأماكن.والصواب في جده محمد وقد ترجمه كذلك في معجمه وغيره وسيأتي.
أحمد بن موسى بن أحمد بن علي بن عجيل الشهاب اليمني بن أبي بكر ابن الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الآتي أبوه وابنه إسماعيل ويعرف بالمشرع.ولد في سنة تسع وعشرين وثمانمائة وتفقه قليلاً وقرأ على خاله إبراهيم بن محمد بن أحمد العجيل الصحيحين وغيرهما أخذه عن أبيه عن النفيس سليمان العلوي؛ثم صحب إسماعيل بن أبي بكر بن الشيخ اسماعيل بن إبراهيم الجبرتي ولبس منه الخرقة وقرأ عليه الرسالة والعوارف ونوادر الأصول وغيرها وشيخه فصحبه خلق وانقطع إليه جماعة لسهولة العيش عنده والرفق بهم وكان ذا مكارم وأخلاق مرضية ما لم يغضب مع رجوعه ولكنه كان مع مطالعته وفهمه لبعض كلمات القوم يتهور ويتطور ويدعى ما ليس له.مات في أول ذي الحجة سنة تسع وسبعين وقيل سنة ثمان عن أربع وخمسين ولم يتهيأ له كأبيه الحج رحمه الله.
أحمد بن موسى بن أحمد بن موسى بن محمد الذوالي الصريفيني اليماني الزبيدي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن المكشكش. سمع مني بمكة مع أبيه أشياء وكتبت له ثبتاً أثنيت فيه عليهما كما بينته في موضع آخر.
أحمد بن موسى بن أيوب.مات في سنة ثلاثين وثمانمائة.أرخه ابن عزم.
أحمد بن موسى بن رجب الشهاب الدمشقي الفاخوري.طلب وقتاً وسمع بقراءة شيخنا ابن خضر في سنة سبع وثلاثين سنن الدارقطني عن البدر حسين البوصيري وكذا سمع بالشام في التي قبلها عليّ ومات.
أحمد بن الشريف موسى بن عبد الرحمن بن عبد الناصر الشطنوفي القاهري الأتي أبوه.سمع على الحاوي مشيخة صالح الأسنوي وفضائل ليلة نصف شعبان لأبي القسم بن عساكر، وأخذ عنه بعض الطلبة.

أحمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله الشهاب المغربي الصنهاجي الأصل المنوفي ثم القاهري الشافعي قريب العز بن عبد السلام لم يجتمع معه في موسى الثاني، ولد تقريباً في سنة ثمانين وسبعمائة بمنوف؛وقرأ بها القرآن وبعض المنهاج ثم نقله أبوه إلى القاهرة فأكمله بها وعرضه على الأبناسي وابن الملقن والعراقي وغيرهم وتفقه بأولهم وأذن له في التدريس وكذا بالبهاء أبي الفتح البلقيني والبيجوري والولي العراقي بل حضر عند البلقيني وابن الملقن وأخذ العربية عن المحب بن هشام والبرشنسي والشطنوفي والأصول عن الزين الفارسكوري والبرماوي وسمع على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي، وحج في سنة عشر، وناب في القضاء عن البلقيني فمن بعده ولزم الكتابة في الإملاء عن شيخنا وأم بجامع أصلم وكان يسكن بالقرب منه ويجلس بحانوت الشهود هناك وكان خيراً ساكناً فاضلاً سمع منه الفضلاء سمعت عليه ومات في سنة ثمان وخمسين.
أحمد بن موسى بن عبد الواحد.في ابن أبي حمو ورأيت من قال"أحمد"بن موسى بن يوسف بن أبي حمو نائب تلمسان.مات سنة تسع وثلاثين فيحرر مع الذي قبله.
أحمد بن موسى بن علي المكي بن اليماني نزيل أجياد من مكة مات بها في سنة سبع وثلاثين.
أحمد بن موسى بن محمد بن عبد الرحمن الشهاب الحبراوي الخليلي.شيخ معمر سمع الميدومي وحدث بالقدس والخليل وكان أحد خدام مسجده.روى لنا عنه الأبي حيث كان موافقاً لابن موسى في الأخذ عنه وكذا روى لنا عنه التقي أبو بكر القلقشندي؛وذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لابنتي رابعة.قلت وتأخر حتى أجاز في سنة سبع وثلاثين.
"أحمد"بن موسى بن محمد بن علي المنوفي ثم القاهري.مضى له ذكر في أخيه إبراهيم.
أحمد بن موسى بن نصير بالتكبير الشهاب المتبولي ثم القاهري المالكي.ولد بعد الخمسين وسبعمائة وسمع من محمد بن المحب عبد الله بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي منتقى المزي من جزء أبي حامد الحضرمي ومن البياني صحيح البخاري ومن البدر بن الجوخي وعبد الرحمن بن خير والتلبنتي في آخرين، وأجاز له محمد ابن أزبك وزغلش والزيتاوي وابن أميلة والصلاح وغيرهم، وتعاني الشروط وتقدم في الوثائق وكتب الخط الحسن وهو الذي كتب وقف الجامع المؤيدي بل ناب في الحكم ثم لما كبر وضعف أعرض عنه وحدث بالصحيح وغيره غير مرة وممن سمع منه شيخنا وابن موسى والكاوتاتي والعلاء القلقشندي والأبي.وأبو البركات بن عزوز التونسي والمحيوي الطوخي والبدر الدميري وآخرون وتغير قبل موته.مات في ثاني ربيع الأول سنة ثلاثين وقد جاز الثمانين وأرخها بعضهم في يوم الأربعاء رابع عشريه وقال عن خمس وثمانين سنة.ذكره شيخنا في معجمه باختصار وبيض له في إنبائه، وأما العيني فقال له يد طولى في صناعة التوقيع وباشرها عند القضاة مدة ثم ناب عن المالكية في القضاء ولم يكن مذموم السيرة بل كان يقال أنه يأخذ الأجرة الكثيرة على الكتابة.
أحمد بن موسى بن هرون الشهاب القاهري المقرئ ويعرف بابن الزيات.
ممن اشتغل وترقى في رياسة قراء الجوق وتمول منها وسافر إلى حلب في سنة آمد وسمع على شيخنا والبرهان الحلبي وغيرهما.مات في يوم الإثنين خامس ربيع الآخر سنة سبع وستين ودفن من الغد، ولعله جاز السبعين أو قاربها.
"أحمد" بن موسى الشهاب بن الضياء الحنبلي.مضى فيمن جده إبراهيم بن طرخان.
أحمد بن موسى الشهاب الحلبي ثم القاهري الحنفي.قدم القاهرة ونزل في الصرغتمشية وشارك في الفقه وفي الفضائل وناب في الحكم.مات في ربيع الأول سنة إحدى.ذكره شيخنا في أنبائه وقد مضى فيمن جده إبراهيم باختصار ورأيت خطه في الشهادة على الفخر عثمان المنوفي بالإذن في الإقراء للجمال الزيتوني أرخها بشوال سنة إحدى وتسعين، وقال المقريزي في عقوده أنه قدم القاهرة وأخذ الفقه بها عن السراج الهندي وترقى حتى ناب في القضاء وجلس ببعض الحوانيت ثم بالصالحية وكان مقتصداً في زيه مشهوراً بالخير فلما جدد يلبغا السالمي الخطابة بالأقمر استقر به خطيباً وكان يربح فيها كثيراً واستمر على النيابة والخطابة حتى مات.
"أحمد" بن موسى الأدكاوي المالكي.في ابن علي بن موسى نسب هنا لجده.
"أحمد" بن موسى.في ابن أبي حمو.

أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن الشهاب المقدسي الباعوني الناصري، وباعون بالقرب من عجلون من عمل صفد كان أبوه منها فانتقل إلى الناصرة من عمل صفد وأيضاً الشافعي نزيل دمشق والد إبراهيم ومحمد ويوسف المذكورين.ولد بالناصرة سنة إحدى وخمسين وسبعمائة تقريباً ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك وغيرها وعرض محافيظه على التاج السبكي والشمس بن خطيب يبرود والجمال بن قاضي الزبداني وابن قاضي شهبة وغيرهم وأخذ عنهم والعماد الحسباني الفقه، وعن أبي العباس العنابي تلميذ أبي حيان النحو وأجاز له، وسمع على زغلش وابن أميلة والشمس بن المحب أصحاب الفخرين البخاري في آخرين، وكتب الخط الحسن وأقام بصفد إلى بعيد التسعين وسبعمائة، وجرت له مع أهلها كائنة لكونه مدح منطاش وغض من برقوق فخرج منها خائفاً يترقب حتى قدم القاهرة ونزل سعيد السعداء وكان السالمي يعرفه من صفد فنوه به عند الظاهر برقوق حتى أحضره عنده وقربه وعامله معاملة أهل الصلاح وزاد في إكرامه وولاه خطابة جامع بني أمية بدمشق ثم القضاء بها وسار سيرة مرضية في سلوك الحق وعدم المحاباة مع الحرمة الوافرة ثم امتحن لكونه امتنع من إقراض السلطان من مال الأيتام بالعزل والإهانة بالسجن ونحوه بعد المبالغة في التنقيب عليه وعدم وجودهم كبير أمر يتعلقون به وإن كان المرء لا يخلو من حاسد ثم أطلق ولزم داره ثم استقر في سنة اثنتين وثمانمائة في خطابة بيت المقدس وتوجه فباشرها مدة ثم أضاف إليه الناصر فرج معها قضاء دمشق وذلك في صفر سنة اثنتي عشرة فباشر ذلك مباشرة حسنة بعفة ونزاهة ومداراة وحرمة ثم عزل فتوجه إلى بيت المقدس على خطابته ثم عاد إلى دمشق ولما استقر الأمر للمستعين بعد الناصر ولاه قضاء الديار المصرية لكونه ممن قام في خلعه وأثبت المحضر المكتتب في حقه ثم صرف عن قرب قبل أن يباشر لا بنفسه ولا بنائبه، ولذا أعرض شيخنا عن ذكره في رفع الأصر وأثبته في ذيله؛وقد حدث روى لنا عنه ولده وشيخنا وجماعة، وكان إماماً بارعاً ديناً فاضلاً آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر شكلا حسناً منور الشيبة طوالا ذا نظم ونثر فائقين ومن نظمه:

سلم إلى الله ماقضـاه

 

لا بد أن ينفذ القضاء

سيجعل الله بعد عسر

 

يسراً به يذهب العناء

يدبر الأمر منه جمعاً

 

ويفعل الله ما يشـاء

ومنه:

ولما رأت شيب رأسي بكت

 

وقالت عسى غير هذا عسى

فقلت البياض لباس الملـوك

 

فإن السواد لبـاس الأسـى

فقالت صدقـت ولـكـنـه

 

قليل النفاق بسوق النـسـا

وله قصيدة في العقيدة أولها:

أثبت صفات العلى وأنف الشبيه فقد

 

أخطا الذين على ما قد بدا جمـدوا

وضل قوم على التأويل قد عكفـوا

 

فعطلوا وطريق الحق مقتـصـد

ألله حي سمـيع مـبـصـر ولـه

 

علم محيط مريد قـادر صـمـد

له كـلام قـديم قــائم أبـــدا

 

بذاتـه وهـو فـرد واحـد أحـد

مات في ثالث أو رابع المحرم سنة ست عشرة بدمشق ودفن بتربة وبزاويةالشيخ أبي بكر بن داود.قال المقريزي وسميت القرية باعونة من أجل أنه كان موضعها دير للنصارى اسم راهبة باعونة فلما أزيل الدير وعملت القرية مكانه عرفت به.قال وكان أبوه حائكاً بها ثم اتجر في البز وركض به في البلاد وولد له أحمد وإسماعيل فأما إسماعيل فصحب الفقراء ونظر في التصوف وسكن صفد وناب في قضاء الناصرة عن قاضي صفد وبه تخرج أخوه هذا وأقرأه في المنهاج؛إلى أن قال وكان يعني صاحب الترجمة رجلاً طوالاً مهاباً عليه خفر وله منظق فصيح وعبارة عذبة وقدرة على سرعة النظم وارتجال الخطب مع جميل المحاضرة وحسن المذاكرة وكثرة الفوائد وسرعة البكاء والعفة الزائدة لكنه كان شديد الإعجاب بنفسه.وذكره شيخنا في معجمه وقال إنه اشتغل في الأدب وتفقه قليلاً وسمع الحديث، وكان شاعراً مجيداً وكاتباً مطيقاً وخطيباً مصقعاً قال واتفق أنه خرج ليخطب فلم ير السلطان الناصر حضر فاستمر جالساً على المنبر قدر ثلث ساعة حتى جاء فقام حينئذ وأشار إلى المؤذنين بالأذان فعاب عليه جماعة ذلك، قال وكان كثير المنامات جداً حتى كان يتهم في الكثير منها، وكان يتعانى الوعظ ويكثر البكاء ولكنه كان لا يستحضر من الفقه إلا قليلاً، وقال اجتمعتبه ببيت المقدس وسمعت عليه الثالث من فوائد ابن الأخشيد وسمعت من نظمه وفوائده، وقال في أنبائه إنه نظم كتاباً في التفسير، وكان ذكياً فطناً قال وكان عريض الدعوى كثير المنامات التي يشهد سامعها بأنها باطلة، قال وكان سريع الدمعة جداً مقتدراً على ذلك حتى حكى لي من شاهده يبكي بعين واحدة قال وكان عفيفاً نزهاً لا يحابي ولا يداهن ولا يعاب إلا بالإعجاب والتزيد في الكلام والمنامات، وقال التقى بن قاضي شهبة إنه كان يكاتب السلطان فيما يريد فيرفع الجواب بما يختار وانضبطت الأوقاف في أيامه وحصل للفقهاء مالا كانوا لا يصلون إليه قبله وانتزع مشيخة الشيوخ من ابن أبي الطيب كاتب السر قال ووقعت له أمور تغير خاطر برقوق عليه منها وكان طلب منه اقتراضاً من مال الأيتام فامتنع فعزله وعقدت له بعد عزله مجالس ولفقوا عليه قضايا فلم يسمع عليه مع كثرة من تعصب عليه أنه ارتشى في حكم ولا أخذ من قضاة البر شيئاً، قال وكان خطيباً بليغاً له اليد الطولى في النظم والنثر والقيام التام في الحق، وكتب بخطه كثيراً وجمع أشياء، وممن ترجمه ابن خطيب الناصريه والمقريزي في عقوده وأنشد عن الجلال بن خطيب داربا فيه لما ولي قضاء دمشق:

قضاء دمشـق بـادل

 

لسه خلتك لايراعوني

رميت بكل مصقـعة

 

وبعد الكل باعونـي

"أحمد" بن ناصر الدين.في ابن محمد بن يوسف بن سلامة.

أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر بن أحمد المحب والشهاب-كما للكرماني-أبو الفضل أو أبو يحيى أو أبو يوسف-كما لشيخنا-بن الجلال أبي الفتح بن الشهاب أبي العباس بن السراج أبي حفص التستري الأصل البغدادي المولد والدار نزيل القاهرة الحنبلي سبط السراج أبي حفص عمر بن علي بن موسى بن خليل البغدادي البزاز إمام جامع الخليفة بها والمعيد بالمستنصرية وأحد المصنفين في الحديث والفقه والرقائق حسبما ذكره ابن رجب في طبقات الحنابلة الآتي كل من أخويه عبد الله وفضل ووالدهم وغيرهم من ولدي صاحب الترجمة الموفق محمد ويوسف وبني أخويه ويعرف بالمحب بن نصر الله البغدادي.ولد في ضحى يوم السبت سابع عشر رجب سنة خمس وستين وسبعمائة ببغداد ونشأ بها على الخير والإشتغال بالعلوم على اختلاف فنونه وكانت لهم هناك ثروة وكلمة وكان والده شيخ المستنصرية فقرأ القرآن واشتغل عليه في الفقه وأصله والحديث والعربية وغيرها وكذا قرأ على جماعة وأظن شيخ الحنابلة ببغداد في وقته ومدرس مستنصريتها الشمس محمد بن القاضي نجم الدين النهرماري المتوفي في حدود السبعين وسبعمائة والشرف بن يشبكا أحد أعيان الحنابلة ببغداد والمتوفي في حدود الثمانين ممن أخذ عنهما الفقه فالله أعلم، وممن قرأ عليه أحد شيوخ أبيه الشمس الكرماني الشارح وأجاز له في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة، ووصفه بالولد الأعز الأعلم الأفضل صاحب الإستعدادات والطبع السليم والفهم المستقيم أكمل أقرانه وحيد العصر شهاب الدين أحمد بلغه الله غاية الكمال في شرائف العلوم وصوالح الأعمال في ظل والده الشريف الشيخ العلامة قدوة الأئمة جامع فنون الفضائل الفاخرة ومجموع علوم الدنيا والآخرة بقية السلف استظهار المسلمين جلال الملة والدين زاده الله جلالة في معارج الكمالات ونصرة ممدوداً في مدارج السعادات وأنه بحمد الله في عنفوان شبابه وريعان عمره على طريقة الشيوخ الكرام وطبقة الأئمة الأعلام والسيل في المخبر مثل الأسد والمرجو من فضل الله وكرمه أن يجعله من العلماء الصالحين والفضلاء الكاملين

إن الهلال إذا رأيت نـمـوه

 

أيقنت أن سيصير بدراً كاملا

فاستخرت الله تعالى واخترت له أن يروي عني جميع ما صح عنه مني من التفاسير والأحاديث والأصول والفروع والأدبيات وغير ذلك خصوصاً الصحاح الخمسة التي هي الأصول الإسلام ودفاتر الشريعة وشرحى صحيح البخاري المسمى بالكواكب الدراري وناهيك بهذا جلالة مع صغر سن المجاز ذاك، وأخذ أيضاً على المجد الشيرازي صاحب القاموس حيث قدم عليهم هناك في حدود نيف وثمانين وسمع ببلده على المحدث أبي الحسن علي بن أحمد بن إسماعيل الفوي قدم عليهم أيضاً في سنة سبع وسبعين أو قريبها صحيح مسلم، وقرأ في سنة اثنتين وثمانين فما بعدها على النجم أبي بكر عبد الله بن محمد بن قاسم السنجاري جامع المسانيد لابن الجوزي والموطأ وسنن أبي داود وعلى الشرف حسين بن سالار بن محمود الغزنوي المشرقي شيخ دار الحديث المستنصرية بعض المصابيح وأجيز في بغداد بالإفتاء والتدريس سنة ثلاث وثمانين وولي بها إعادة المستنصرية وارتحل فسمع بحلب في سنة ست وثمانين على الشهاب بن المرحل والشرف أبي بكرالحراني وأخذ الفقه أيضاً ببعلبك عن الشمس بن اليونانية وبدمشق عن الزين بن رجب الحافظ ولازمه وسمع عليه الحديث وكذا سمع بها على الحافظ أبي بكر بن المحب والجمال يوسف ابن أحمد بن العز، واستدعى في هذه السنة لأخيه النور عبد الرحمن الآتي جماعة من شيوخ الشام، وقدم القاهرة في سنة سبع وثمانين بعد زيارته بيت المقدس فسمع بها العز أبا اليمن بن الكويك وولده الشرف أبا الطاهر والنجم ابن رزين والتقي بن حاتم والمطرز والتنوخي والسويداوي والمجد إسماعيل الحنفي وابن الشيخة والبلقيني وابن الملقن والشهاب الجوهري والشمس الفرسيسي والجمال عبد الله الحنبلي والتقي الدجوي والشهاب الطريني، في آخرين زعم بعضهم منهم جويرية الهكارية والكثير من ذلك بقراءته وسافر منها إلى الإسكندرية فقرأعلى البهاء الدماميني وإلى الحج ثم عاد فقطنها، ولازم حينئذ في الفقه الصلاح محمد بن الأعمى الحنبلي وكذا لازم البلقيني وابن الملقن وكان مما قرأه على ثانيهما من تصانيفه التلويح في رجال الجامع الصحيح وما ألحق به من زوائد مسلم وذلك بعد أن كتب بخطه منه نسخة ووصفه مؤلفه بظاهره بالشيخ الإمام العالم الأوحد القدوة جمال المحدثين صدر المدرسين علم المفيدين وكناه بأبي العباس، وقراءته بأنها قراءة بحث ونظر وتأمل وتدقيق وتفهم وتحقيق فأفاد وأربى على الحلبة بل زاد وصار في هذا الفن قدوة يرجع إليه وإماماً تحط الرواحل لديه مع استحضاره للفروع والأصول والمعقول والمنقول وصدق اللهجة والوقوف مع الحجة وسرعة قراءة الحديث وتجويده وعذوبة لفظه وتحريره وقال فاستحق بذلك أخذ هذه العلوم عنه والرجوع فيها إليه والتقدم على أقرانه والإعتماد عليه، قال وأذنت له سدده الله وإياي في رواية هذا التأليف المبارك وإقرائه ورواية شرحي لصحيح البخاري وقد قرأ جملاً منه علي ورواية جميع مؤلفاتي ومروياتي وأرخ ذلك بجمادى الآخرة سنة تسعين، والعجيب من عدم ملازمته الزين العراقي وهو المشار إليه إذ ذاك في علم الحديث بل لا أعلم أنه أخذ عنه بالكلية أصلاً وإن أدرجه بعضهم في شيوخه مع اعتنائه بالحديث وكونه غير مستغن عن ألفيته وشرحها ولذا كان يراسل شيخنا حين إقرائه لهما بما يشكل عليه من ذلك وربما استشكل فيوضح له الأمر مع قول شيخنا أنه لم يمعن في الطلب أي في الحديث قال ولكن له عمل كبير في العلوم.قلت:وخصوصاً في شرح مسلم ولما استقر بالقاهرة استدعى بوالده فقدم عليه في سنة تسعين وامتدح الظاهر برقوق بقصيدة وعمل له أيضاً رسالة في مدح مدرسته فقرره في تدريس الحديث بها في محرم السنة بعدها بعد وفاة مولانا زاده ثم في تدريس الفقه بها في سنة خمس وتسعين بعد موت الصلاح بن الأعمى وصار هو ووالده يتناوبان فيهما ثم استقل بهما بعد موت والده في سنة اثنتي عشرة، وتوزع كل منهما وساعده جماعة حتى استمر فيهما بل بلغني أن قارئ الهداية انتزع تدريس الحديث منه بعد مزيد التعصب على صاحب الترجمة وكذا ولي المحب تدريس الحنابلة بالمؤيدية بعد شغوره عن العز القدسي وبالمنصورية أظنه عن العلاء ابن اللحام وبالشيخونية بعد العلاء بن المغلي، وناب في الحكم مدة عن المجد سالم ثم عن ابن المغلي ثم استقل به بعده في صفر سنة ثمان وعشرين وتصدى لنشر المذهب قراءة وإقراءً وإفتاءً ولم يلبث أن صرف بعد  سنة وثلث بالعز القدسي فلزم منزله على عادته في الإشتغال إلى أن أعيد بعد سنة وثلثي سنة في صفر سنة إحدى وثلاثين بصرف المشار إليه وعرف الناس الفرق بينهما واستمر بعد المحب حتى مات فمجموع ولايته في المرتين أربع عشرة سنة ونصف سنة ونحو عشرين يوماً، وممن انتفع به في المذهب العز الكناني والبدر البغدادي والنور المتبولي والجمال بن هشام وقرأ عليه ولده مسند إمامه بكماله وكذا حدث بالصحيحين وغيرهما وقرأ عليه التقي القلقشندي وغيره للنساء، قال شيخنا وهي أعلى ما عنده، ولما سافر السلطان الأشرف إلى آمد كان ممن سافر معه في جملة الفضاة على العادة فسمع من لفظه أحد رفقته شيخنا المسلسل عن العز أبي اليمن بن الكويك وعليه بقراءة غيره حديث عرفة في البدن من السنن لأبي داود، كل ذلك بظاهر بيسان وكتب عنه من نظمه في هذه السفرة أيضاً:

شوقي إليكم لا يحـدّ وأنـتـم

 

في القلب لكن للعيان لطـائف

فالجسم عنكم كل يوم في نـوى

 

والقلب حول ربا حماكم طائف

قال وسمعته يقول سمعت سودون النائب يقول: الترك إن أحبوك أكلوك وإن أبغضوك قتلوك.وأورده في القسم الأخير من معجمه وقال إنه اجتمع به كثيراً واستفاد منه ترجمة أبيه وغيرها، هذا مع مزيد إجلاله أيضاً لشيخنا حتى إني قرأت بخطه وقد رفع إليه سؤال ليكتب عليه بعد أن أجاب شيخنا ما نصه ما أجاب به سيدنا ومولانا قاضي القضاة أسبغ الله ظلاله هو العمدة ولا مزيد لأحد عليه فإنه إمام الناس في ذلك:

إذا قالت حذام فصدقوها

 

فإن القول ما قالت حذام

فالله تعالى يمتع بحياته الأنام ويبقيه على توالي الليالي والأيام، وامتدحه بأبيات كتبها بخطه في سنة سبع وثلاثين في آخر نسخة من تصنيفه تخريج الرافعي بعد مقابلة نسخته بنفسه عليها فقال:

جزى الله رب العرش خير جـزائه

 

مخرج ذا المجـمـوع يوم لـقـائه

لقد حاز قصبات السباق بـأسـرهـا

 

وفاز لمرقى لا انتهـا لارتـقـائه

يدوم لـه عـز بــه وجـــلالة

 

وذكر جميل شامـخ فـي ثـنـائه

فلا زال مقرونـاً بـكـل سـعـادة

 

ولا انفك محروس العلى في اعتلائه

ولا برحت أقلامـه فـي سـعـادة

 

توقع بالأحـكـام طـول بـقـائه

وخرقت العادات في طول عـمـره

 

يزيد على الأعمـار عـنـد وفـائه

وكان إماماً فقيهاً مفتياً نظاراً علامة متقدماً في فنون خصوصاً مذهبه فقد انفرد به وصار عالم أهله بلا مدافعة، كلذلك مع الذهن المستقيم والطبع السليم وكثرة التواضع والخلق الرضي والأبهة والوقار والفقد لإحدى كريمتيه والتودد والقرب من كل وسلوك طريق السلف والمداومة على الأوراد والعبادة والتهجد والصيام وكثرة البكاء والخوف من الله تعالى والحرص على شهود الجماعات والإتباع للسنة وإحياء ليلة من كل شهر في جماعة بتلاوة القرآن وإهدائه ذلك في صحيفة إمامه وغيره مع إنشاد قصيدة يبتكرها في تلك الليلة غالباً وعظم الرغبة في العلم والمذاكرة والمحبة في الفائدة حتى إنه اعتنى بضبط ما يقع في مجالس الحديث ونحوها بالقلعة من المباحث وشبهها أيام قضائه على ما بلغني وفتاويه مسددة وحواشيه في العلوم وسائر تعاليقه مفيدة؛وقد رأيت له حواش على تنقيح الزركشي وكذا على فروع ابن مفلح جرد كلا منهما وكذا على الوجيز والمحرر وشرحه والرعاية وأشياء وعطل ولده على الناس عموم الإنتفاع بها وكان أبوه شرع في تجريد ما يتعلق بالعضد من النقود والردود للكرماني ثم لم يكمله فأكمله صاحب الترجمة.وذكره التقى بن الشمس الكرماني في ضمن ترجمة والده نصر الله، فقال وكان والده يعني صاحب الترجمة عنده فضيلة أيضاً خطر في خاطره في وقت شرح صحيح مسلم وصار يجمع ويكتب قال وكان والده أعور اليمنى وهو أعور اليسرى ثم كف والده وقارب هو أيضاً ذلك، وذكره العلاء بن خطيب الناصرية فقال وهو صاحبي اجتمعت به مراراً بالقاهرة وحلب وتكلمت معه وهو رجل فاضل عالم دين فقيه جيد ويكتب على الفتاوى كتابة حسنة مليحة وأخلاقه حسنة وانفرد برياسة مذهب أحمد بالقاهرة؛وقال ابن قاضي شهبة سألت عنه الشهاب بن المحمرة فقال له فضل في الفقه والحديث وغيرهما ثم اجتمعت به بدمشق فرأيته من أهل العلم الكبار يتكلم بعقل وتؤدة مع حسن الشكالة ولكنه مصاب بإحدى عينيه ولم ير في زماننا أحسن من عبارته على الفتوى، وقال التقى المقريزي أنه لم يخلف في الحنابلة بعده مثله.قال ولا أعلم فيه ما يعاب، وذكر نحو ذلك في عقوده وأنه لم يزل منذ قدم الديار المصرية مصاحباً له فيما علمه إلا صواماً قواماً صاحب حظ من قيام وأوراد وأذكار واتباع للسنة ومحبة لها ولأهلها، وصدر ترجمته أنه كان أول حنبلي ولي القضاء حين عمل الظاهر بيبرس البندقداري القضاة أربعة الشمس محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي بل كان أول من درس المذهب الحنبلي بالمدارس الصالحية وأما قبله فكان في تقليد الشرف أبي المكارم محمد بن عبد الله ابن عين الدولة بن أبي المجد بن عين الدولة الشافعي لقضاة مصرمن الكامل أنه لا يستنيب لكثرة نسكه ومتابعته للسنة إلا أنه ولي القضاء فالله يرضى عنه أخصامه وأشار رحمه الله في كلامه إلى ما قال شيخنا حيث نقل عن العز الكناني توافق صاحب الترجمة مع عمه يعني الآتي بعده في اسمه واسم أبيه وجده ومذهبه ومنصبه ومسكنه بالصالحية.قال وفارقه في اللقب وأصل البلد والنسبة إلى الجد الأعلى وطول المدة وسعة العلم والتبسط في بيع الأوقاف ونحو ذلك انتهى.وقد عرضت عليه بعض محفوظاتي وكذا عرض عليه من قبلي الوالد والعم رحمهما الله واتفق في ذلك أمر غريب وهو أنه كتب عرض كل منهما في ورقة كاملة وعرضي بهامش كتابة غيره ولم يصرح في خطه بالإجازة للأولين مع طول كتابته وكتبها لي مع اختصاره ولم يزل على جلالته ورياسته حتى مات بعلة القولنج، وكان يعتريه أحياناً ويرتفع لكنه في هذه العلة استمر أكثر من شهرين ثم قضى بعد أن صلى الصبح بالإيماء يوم الأربعاء منتصف جمادى الأولى سنة أربع وأربعين بالمدرسة المصورية من القاهرة عن ثلاث سبعين عاماً إلا دون شهرين وصلى عليه في يومه خارج باب الناصر تقدم الناس شيخنا ودفن بتربة السلامي وتعرف الآن بتربة البغاددة بالقرب من تربة الجمال الأسنائي ولم يغب له ذهن رحمه الله، واستقر بعده في القضاء البدر البغدادي وفي المؤيدية العز الكناني وفي بقيتها ابنه يوسف، ووقعت لشيخنا اتفاقية غريبة فإنه قال كنت أنظر في ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الأولى في دمية القصر للباخرزي فمررت في ترجمة المظفر بن علي أن له هذه الأبيات الملتزم فيها النون ثم الموحدة قبل اللام يرثي بها وهي:

بلاني الزمان ولا ذنب لي

 

بلى إن بلواه لـلأنـبـل

وأعظم ما ساءني صرفه

 

وفاة أبي يوسف الحنبلي

سراج العلوم ولكن خبـا

 

وثوب الجمال ولكن بلى

قال فتعجبت من ذلك ووقع في نفسي أنه يموت بعد ثلاثة أيام عدد الأبيات فكان كذلك، ونحوه قول القاضي عز الدين الكناني لما مرض العلاء بن المغلي مرض الموت سألتني والدتي عنه وأنا أتصفح كتاباً وكنت أحب موته ليتولى صاحب الترجمة فوقع بصري على قول الشاعر:

رب قوم بكيت منهم فلمـا

 

أن تولوا بكيت أيضاً عليهم

فلم يلبث العلاء أن مات وولي صاحب الترجمة وكان ما نطق به الشعر.
أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل ابن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد الموفق بن ناصر الدين الكناني العسقلاني الأصل القاهري الحنبلي سبط الموفق عبد الله بن محمد القاضي أمه زينب وأخو إبراهيم والد أحمد الماضيين وربما نسب لجده فقيل أحمد بن نصر الله بن أبي الفتح.ولد في المحرم سنة تسع وستين وسبعمائة السنة التي مات فيها جده، واشتغل ومهر وولي قضاء الحنابلة بالديار المصرية بعد أخيه إبراهيم ولم يلبث أن صرف بعد سبعة أشهر أو دونها بالنور الحكري من جمادى الثانية سنة اثنتين وثمانمائة ثم أعيد في آخرها فلم يلبث أن دهمت الناس الكائنة العظمى بالبلاد الشامية باللنكية فخرج مع العسكر المصري ثم رجع بعد الهزيمة فلم يلبث أن مات في يوم الإثنين حادي عشر رمضان سنة ثلاث ودفن من الغد.قال العيني وكان رجلاً حليماً ذا تواضع ومسكنة ولكنه كان قليل العلم؛ وقال ابن أخيه: كان حسن الشكل كثير العلم قوي الإدراك حسن المحاضرة نزهاً له تعاليق في الفقه والنحو وغيرهما تدل على حين تصرفه بالعلم، وقال المقريزي كان مشكوراً، وأرخه في ثاني عشر رمضان، وفي عقوده في حادي عشرة وأنه كان خيراً متواضعاً حيياً محبباً إلى الناس من بيت دين وعلم وعفاف، ولم يذكره شيخنا في أنبائه، بعلم وترجمه في رفع الأصر اعتماداً على ابن أخيه، وقد مضى له ذكر في الذي قبله.
أحمد بن نعمة الله بن عبد الكريم بن محمد بن يحيى بن أبي المجد ابن أبي البقاء بن مكرم الفاضل نور الدين أبو البقاء بن كمال الدين بن نور الدين الفالي السيرافي الشافعي سبط العز إبراهيم بن مكرم الماضي.ولد سنة ست وخمسين وثمانمائة واشتغل على أبيه في النحو والصرف والمعاني والبيان والفقه ثم على جده لأمه ومما قرأه عليه شرح القطب على الشمسية مع حاشية السيد وسمع أكثر شرح التلخيص في المعاني والبيان مع شيء من الكشاف وبعض الحاوي الصغير وسائر شرح المنهاج الأصلي للعبري ودخل شيراز فأخذ أصول الدين والنظر والفقه عن الجلال محمد بن أسعد الصديقي الدواني والمعين جنيد العمري الشيرازيين، وقدم مكة في موسم سنة ست وثمانين فأقام بها مع خاله العلاء محمد إلى أثناء ربيع الأول من التي بعدها وتوجها للمدينة ثم رجعا في قافلتنا أواخر شعبان واستمرا بمكة بقية السنة ثم عادا مصحوبين بالسلامة وقد لازمني في الحرمين دراية ورواية في تصانيفي وغيرها وحمل عني جميع الهداية الجزرية بحثا وغالب ألفية العراقي وسمع بعض شرحي ومن لفظي جميع القول البديع وقرأ عليّ أشياء وكتب لي تراجم جماعة من أقاربه، وكتبت له إجازة حافلة كتبت ملخصها في التاريخ الكبير ونعم الرجل فضلاً ومحاسن.
أحمد بن نوروز شهاب الدين الخضري الظاهري برقوق لكون أبيه كما سيأتي من مماليكه. ولد في سنة اثنتين وثمانمائة أو التي قبلها تقريباً ونشأ يتيماً ثم اتصل بالظاهر حقمق فاستقر به حين كان أمير اخرو شاد الشربخاناة فلما تملك عمله أمير عشرين بالشام وعداد الأغنام ثم ضم إليهما امرة عشرة بالقاهرة، وأثرى وسافر إلى الشام غير مرة وتزوج زينب ابنة الجلال البلقيني وكانت تتهالك في الترامي عليه وتعرض عن ابن عمها مع مزيد ميله إليها ونقصه من الآخر إلى أن أعرض عنها البتة وآل أمره إلى أن ولي إمرة الركب الأول وأخذ في أسباب ذلك فمات في يوم الأحد رابع عشر شعبان سنة اثنتين وخمسين وكان أشقر معتدل القد يلثغ بالسين ولا يذكر بخير ولا دين.
أحمد بن ناصر الدين بن سليمان الهوي.ممن سمع مني بالقاهرة.

أحمد بن نوكار الشهابي الناصري الآتي أبوه.ولد في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة ونشأ فقرأ القرآن والقدوري والمنار وألفية النحو والشاطبية عند فارس الآتي وعرض على شيخنا والعيني وغيرهما بل عرض على الظاهر جقمق وأنعم على فقيهه بمائة دينار وزاد جامكيته وأخيه، وحج في سنة اثنتين وخمسين وجاور قبلها وسافر مع أبيه وزار بيت المقدس واشتغل بالتجويد وغيره وكذا اختص بأخرة بالجلال السيوطي وأخذ عنه في فنون وبذكر بصلاح وورع وتحر وعقل وانعزل وتودد وبلغني أن الأشرف قايتباي جعل نظر جامعه بالكبس له.
أحمد بن هرون الشهاب الشرواني الشافعي.قدم القاهرة قريباً من سنة سبعين وحضر بعض الدروس وأخذ عني يسيراً وظهرت براعته في فنون مع دين وخير وانجماع وممن أذن له في التدريس والإفتاء الفخر عثمان المقسي وسافر إلى القدس فمات قريباً بعد أن وقف كتبه وجئ بها لجامع الأزهر ثم أخذها المذكور ونعم كان رحمه الله.
أحمد بن هاشم بن قاسم بن خليفة القرشي الهاشمي؛مات في رجب سنة اثنتين وستين خارج مكة، وحمل ودفن بمعلاتها.
أحمد بن هاشم الكراني.مات بمكة في مستهل ذي الحجة سنة ست وستين.
أحمد بن هانئ الشهاب الموقع.
أحمد بن هلال الشهاب الحسباني ثم الحلبي الصوفي ويعرف بابن هلال قال شيخنا في أنبائه اشتغل قليلا على القاضي شمس الدين بن الخراط وغيره وكان مفرط الذكاء وأخذ التصوف عن الشمس البلالي ثم توغل في مذهب أهل الوحدة ودعا إليه وصار كثير الشطح وجرت له وقائع وكان أتباعه يبالغون في إطرائه ويقولون هو نقطة الدائرة إلى غير ذلك من مقالاتهم المستبشعة، وذكره في لسان الميزان فقال أحد زنادقة الوقت.ولد بعد السبعين ونشأ بدمشق وقدم حلب على رأس القرن فقرأ على القاضي شرف الدين الأنصاري في مختصر ابن الحاجب الأصلي ودرس في المنتقى لابن تيمية وقرأ في أصول الدين فلما كانت كائنة الططر وقع في أسر اللنكية وشج رأسه ثم خلص منهم بعد مدة وبرح إلى القاهرة فأقام بها وأخذ عن بعض شيوخها وصحب البلالي مدة رجع إلى حلب فصحب الأطعاني ثم انقطع فتردد إليه الناس وعقد الناموس وصار يدعي دعاوي عريضة منها أنه مجتهد مطلق ويطلق لسانه في أكابر الأئمة وأنه مطلع على الكائنات و لا يعتني بعبادة ولا مواظبة على الجماعات ويدعى أنه أخذ من الحضرة وأنه نقطة الدائرة ونقل عنه أتباعه كفريات صريحة وسمع شخصاً ينشد قصيدة نبوية فقال هذه في وقال لأتباعه أن قصرتم بي عن درجة النبوة نقصتم منزلتي وزعم أنه يجتمع بالأنبياء كلهم في اليقظة وأن الملائكة تخاطبه في اليقظة وأنه عرج به إلى السموات وأن موسى أعطى مقام التكليم ومحمداً مقام التكميل وهو أعطى المقامين معاً إلى غير ذلك مما ذاع واشتهر وكثر أتباعه وعظم بهم الخطب واشتدت الفتنة به وقام عليه جماعة وتعصب له بعض الأكابر إلى أن مات في تاسع عشر شوال سنة ثلاث وعشرين.نقلت ترجمته من خط البرهان المحدث بحلب.قلت: وما تقدم عن أنبائه ذكره في سنة أربع وعشرين والأول أشبه، وسمعت المحب بن الشحنة يحكي أنه أخذ عنه وأنه آيف في عقله، وليس هذا ببعيد عن من تصدر منه الخرافات، وذكره ابن أبي عذيبة فقال:الشيخ الإمام الصالح الزاهد الورع العارف المحقق شهاب الدين سئل الشيخ عمر بن حاتم العجلوني عن أمثل من رأت عيناه في الدنيا في العلم والعمل فقال من الأموات ابن هلال ومن الأحياء ابن رسلان سمع كثيراً وعمر.مات سنة إحدى وعشرين.
أحمد بن سلطان اليمن الظاهر هزبر الدين يحيى بن الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول شهاب الدين الغساني شقيق إسماعيل والد يحيى الآتي ويعرف بابن سلطان اليمن.
ممن فر بعد كحله من شقيقه إلى مكة سنة سبع وأربعين وسافر منها للقاهرة واستولى على المنصورية بمكة وسكنها.مات في ليلة السبت ثامن عشرى جمادى الأولى سنة إحدى وستين.أرخه ابن فهد."أحمد"بن يحيى بن أحمد ملك.فيمن لم يسم جده.
"أحمد"بن يحيى بن شاكر بن عبد الغني أبو البركات بن الجيعان.يأتي في الكني.

أحمد بن يحيى بن عبد الله الشهاب أبو العباس الحموي الرواقي الصوفي.ولد سنة سبع وأربعين وسبعمائة وذكر أنه سمع بمكة على العفيف اليافعي في سنة خمس وخمسين وتلقن الذكر ولبس الخرقة الصوفية من يوسف العجمي وأسندها عن النجم الأصفهاني عن نور الدين عبد الصمد عن الشهاب السهر وردي وتعاني طريق التصوف وسكن في الأخير حماة وتردد إلى طرابلس وغيرها وزار القدس سنة سبع وعشرين.قاله شيخنا في أنبائه.قال وقال العلاء يعني ابن خطيب الناصرية:كان صالحاً خيراً ناسكاً مسلكاً يستحضر أشياء حسنة عن الصوفية اجتمعت به في طرابلس فأنشدني، وساق له عن أبي حيان قصيدة أولها:

لاخير في لذة من دونها حـذر

 

ولا صفا عيشةٍ في ضمنها كدر

فالرفع من بعده نصب وفاعلـه

 

عما قليل بحرف الجر ينكسـر

وهي نحو عشرين بيتاً لا تشبه نظم أبي حيان ولا نفسه ولا يتصور لمن ولد سنة سبع وأربعين السماع من أبي حيان المتوفي قبل ذلك بمدة ولقد عجبت من خفاء ذلك على العلاء؛ثم حسبت أن يكون بين الروافي وأبي حيان واسطة انتهى.وقرأت بخط شيخنا في موضع آخر وقد زعم أنه أنشدها له الجمال بن هشام قال أنشدنا أبو حيان قال ولا يعرف أن ابن هشام أخذ عن أبي حيان بل كان يجتنبه، قال وكان الرواقي يقيم بحماة ويأتي طرابلس ثم بلغني أنه توجه إلى القدس وأقام به ومات ما بين ثمان وتسع وعشرين.
أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد أبو الخير الهاشمي المكي الآتي أبوه.مات وقد طعن في الثانية في ربيع الأول سنة سبع وعشرين بمكة.أرخه ابن فهد.
أحمد بن يحيى بن علي بن محمد بن أبي زكريا بن صلح بن عيسى بن محمد بن يحيى الشهاب الصالحي-نسبة لمنية أم صلح قرية بناحية مليج من الغربية وبها ضريح ليحيى الأعلى عصري داود العزب وغيره من الأولياء وكذا إلى حارة الصالحية بالبرقية داخل القاهرة ويعرف بابن يحيى.نشأ فحفظ القرآن والشاطبيتين والتيسير والمنهاج وقرأه بتمامه على الصدر الأبشيطي وأذن له في التدريس والإفتاء وكذا حضر في دروس البلقيني والأبناسي وغيرهما وأخذ القراآت عن بعض أهلها وسمع على الزين العراقي في سنة ست وثمانين غالب السنن للدارقطني وعلى الفرسيسي وناب في القضاء، واستقر في تدريس الفقه بالبرقوقية وجامع الأزهر والقراآت بالمؤيدية والإمامة بالقصر برغبة أخيه له عنها في مرض موته فلما مات وثب عليه الشهاب الكوراني وانتزع البرقوقية منه بعناية كاتب السر ابن البارزي وكذا وثب عليه غيره في المؤيدية محتجاً بأن واقفها شرط أنه إن وقع نزول لا يقرر واحد منهما ولكن لم ينهضوا لأخراجها عنه بل باشرها مع تدريس الحاكم وكنت ممن لم يحضر عنده فيه مع قلة بضاعته وجموده وكذا خطب بجامع الأزهر واتفق أنه حصل له أوائل بعض الفصول شبه الإغماء لصفرة كانت تعتريه وهو في الخطبة فماج الناس وظنوا أنه مات فخطب بالناس الشهاب الهيتي وصلى غيره لكونه ألثغ.وعاش صاحب الترجمة حتى مات في سنة تسع واربعين ودفن بتربة كزل الناصري تجاه تربة خوند أم أنوك من البرقية رحمه الله وكان رغب عن نصف إمامة القصر للنور التلواني واستقر بعده في تدريس الحاكم ابن أسد.
أحمد بن يحيى بن عمر بن محمد بن محاسن الشهاب الأنصاري المقدسي.نزيل مكة وممن ولي نظر القدس فلم يحمد واقفين.مات بمكة في يوم الإثنين سادس عشري جمادى الآخرة سنة ست وسبعين.أرخه ابن فهد.
أحمد بن يحيى بن عيسى بن عياش بن إبراهيم العوكلي القسنطيني.نزيل مكة وشيخ رباط الموفى، وكان ماهراً في آلات التجارة.مات بها في ربيع الآخر سنة ستين.أرخه ابن عزم.
أحمد بن يحيى بن عيسى الشهاب الصنهاجي المغربي المقرئ.سمع التيسير للداني على الفوي مع عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل الكركي.
أحمد بن يحيى بن أبي عبد الله محمد بن أحمد الشريف قاضي الجماعة أبو العباس الحسني التلمساني المغربي المالكي حفيد شارح الجمل للخونجي.ممن أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن الأزرق وقال أنه ممن عمر، وهو سنة ست وتسعين من الأحياء.
أحمد بن الفقيه محيي الدين يحيى بن محمد بن تقي الكازروني المدني أخو علي.سمعا علي الزين المراغي في سنة اثنتي عشرة.

أحمد بن يحيى بن يشبك الفقيه الشهاب الآتي أبوه وجده.كان قد جاز البلوغ حين موت أبيه ولم يتصون مع حسن شكالته وإضافة ما كان باسم أبيه إليه بل ورث جده.مات في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين.
أحمد بن يحيى الشهاب العثماني المعري-معرة سرمين-اشتغل ومهر وولي قضاء الشافعية بحلب في مستهل شوال سنة خمس وثمانمائة وكان حسن السيرة فلم يلبث أن قتل في ليلة الأربعاء ثاني عشرية هجم عليه شخص فضربه في خاصرته فمات.قاله شيخنا في تاريخه نقلاً عن خط مجهول وجده بهامش جزء من مسودة تاريخ حلب لابن العديم قال ثم وجدته في تاريخ العلاء فقال:أحمد بن يحيى بن أحمد بن ملك السرميني من معرة سرمين كان قاضي بلده مدة ثم ولي قضاء حلب بعد الفتنة الكبرى فاغتيل بعد صلاة الصبح ثالث عشر شوال سنة خمس قبل استكمال شهر قال وكانت له مروءة وفيه سكون وسيرته حسنة رحمه الله.
أحمد بن الحسني الدروي المخلافي اليماني.رجل معتقد تحكى له كرامات.توفي تقريباً قبيل الخمسين وخلفه ابنه محيي الدين محمد وممن صحبه الشريف عبد الله بن عامر بن محمد البدر الآتي.
أحمد بن أبي يحيى بن محمد بن خلف أبو جعفر الغساني الأندلسي الوادياشي المالكي ويعرف بالازيرق.قدم القاهرة في أثناء سنة ست وتسعين ليحج فاجتمع بي مع رفيقه وبلديه أبي القسم بن علي بن محمد، وسمع مني المسلسل بشرطه وبعض ارتياح الأكباد بل قرأ على التوجه للرب بدعوات الكرب من تصنيفي من نسخة بخطه وأجزت له.ومولده في سنة ست وستين وثمانمائة بوادياش وحفظ القرآن وألفية النحو والجرومية وعرضهما على بلديه على بن أحمد ابن داود البلوي ودرس غيرهما مما لم يكمله وانتفع به في الفقه والعربية وغير ذلك وكذا أخذ عن غيره قليلاً ثم سمع علي مني أماكن من الكتب الستة والموطأ ومسند الشافعي وغير ذلك وكتبت له؛وسافر في أوائل رجب منها في البحر من الطور ثم عاد مع الركب بعد قضاء نسكه ونعم الرجل.
أحمد بن أبي يزيد من طرباي أخو محمد الآتي وهو الأصغر.ولد في سنة ست وستين بالقاهرة ممن أخذ عني مع أخيه وكذا سمع من الخطيب الحنبلي وغيره وحج وخالطه أخاه في بعض ما كان ينوبه من الضرورات لمخدومه وغيرها.مات فيما بلغني وأنا بمكة سنة سبع وتسعين.
أحمد بن يس بن خلد المعبدي.ممن أخذ عني بالقاهرة.
أحمد بن يعقوب بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد الشهاب أبو العباس ابن الشرف الأطفيحي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بابن يعقوب.

ولد في سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وعدة كتب عرضها على البلقيني ونحوه ومن محفوظاته تقريب الأسانيد للزين العراقي عرضه بتمامه على مؤلفه وحمل عنه شيئاً كثيراً من أماليه وغيرها واشتغل يسيراً وكان والده كما سيأتي علامة مقرئاً صالحاً خيراً فأحسن بربيته وأدبه واكتسب منه دماثة الأخلاق واطراح النفس وأسمعه الكثير عند العراقي والهيثمي والتنوخي وابن أبي المجد وابن الشيخة والحلاوي والسويداوي وابن الهاشم ومريم الأذرعية وخلق، وأجاز له ابن الذهبي وابن العلائي وآخرون من الشام والإسكندرية وغيرهما وتزوج زينب ابنة شيخه العراقي وأولدها عدة وصار مشهوراً ببيت العراقي فلما ولي الولي أبو زرعة القضاء باشر عنده النقابة ثم كان نقيباً لشيخنا وفي الآخر باشر معها أمانة الحكم وأوقاف الحرمين وولي عند غيرهما وكان من رجال القاهرة عقلاً واحتمالاً وتواضعاً ومداراة وكرماً ومروءة مع الحشمة والرياسة والوضاءة والبشاشة وظرف المحاضرة واستجاب الخواطر وكثرة الصوم والتهجد والتلاوة وزيارة الصالحين والإحسان إلى الفقراء والطلبة والمحبة في الحديث وأهله والإنقياد معهم للأماكن التي تقصد للإسماع فيها وقد حج غير مرة وسافر صحبة شيخنا في الركاب السلطاني إلى البلاد الشامية وحدث سمع منه الأئمة، أخذت عنه أشياء وكان شيخنا ينبهني في بعض ما أقرأه عليه على مشاركته له فيه ويأمره بالجلوس للإسماع معه فعل ذلك معي مراراً وربما امتنع صاحب الترجمة من الجلوس ويستمر قائماً بل سمع منه شيخنا بعض الأحاديث في السفرة المشار إليها وكفى بذلك فخراً لكل منهما، وتراخت وفاته عن شيخنا فلم يحصل بعده على طائل ومات في ليلة الأحد حادي عشر ربيع الأول سنة ست وخمسين ودفن من الغد في أقصى الصحراء بجوار سيدي عبد الله المنوفي بوصية منه تعد أن صلى عليه الشرف المناوي وكان له مشهد حافل بالقضاة والعلماء والطلبة والصالحين كثير الإنس، وعظم التأسف لفقده وأطبقوا على حسن الثناء عليه ولقد كان جديراً بذلك ولم يخلف في معناه مثله رحمه الله وإيانا.
أحمد بن يعقوب بن محمد بن صديق البرلسي الآتي أبوه وأخوه محمد.تعاني التجارة وصاهر البرهان بن عليبة على ابنته ولم يحصل منه راحة ومولده قبل الخمسين وثمانمائة.
أحمد بن يلبغا شهاب الدين العمري الخاصكي الحسني صاحب الكيس وأستاذ الظاهر برقوق.كان معظماً في الدولة أحد المقدمين بمصر في أيامه ثم أمير مجلس ثم نفاه إلى الشام وأقام بطالا في طرابلس وآل أمره إلى أن ذبح مع أيتمش في رابع شعبان سنة اثنتين وقد زاد على الأربعين وقارب السبعين.أغفله شيخنا في أنبائه.
أحمد بن يهود الشهاب الدمشقي ثم الطرابلسي الحنفي النحوي. ولد سنة بضع وسبعين وتكسب بالشهادة وتعانى العربية فمهر فيها واشتهر بها وأقرأها فانتفع الناس به فيها بالبلدين، وممن أخذ عنه البرهان السوبيني وشرع في نظم التسهيل فنظم منه سبعمائة بيت ومات قبل إكماله، وكان تحول بعد فتنة اللنك إلى طرابلس فقطنها حتى مات بها في آخر سنة عشرين. ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد بن يوسف بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن يوسف بن سالم بن دليم الدميري البصري ثم المكي ابن أخي أحمد الماضي ويعرف بابن دليم. مات في ذي القعدة سنة ست وستين ودفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف الشهاب أبو العباس الزرعي الأصل المقدسي التاجر ويعرف بابن سياج بكسر المهملة ثم تحتانية خفيفة وآخره جيم. رجل خير أنس سليم الصدر من أهل القرآن والاعتناء بالتجارة صحب إمام الكاملية واشتغل يسيراً عليه وعلى غيره، ولازمني حتى قرأ البخاري في سنة ثمانين مع المجلس الذي عملته في ختمه وحصله؛ وحضر عندي عدة مجالس في الإملاء إلى غيرها مما سمعه ونعم الرجل.
أحمد بن يوسف بن أحمد الشهاب الصحراوي السعودي الحنفي. أحد الفضلاء بالعربية وغيرها غرق ببحر النيل في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وهو ممن أخذ في الابتداء عن الشهاب الزواوي ثم عن التقيين الشمني والحصني وغيرهما وسمع على البدر النسابة والنور البارنباري والطبقة بقراءتي وأقرأ الطلبة وكان يجيء بيت ابني الأخميمي لذلك بل تردد إلي للسؤال عن قوله صلى الله عليه وسلم سني كسني يوسف وغيره رحمه الله.

أحمد بن يوسف بن أحمد الشهاب بن الجمال الاستادار التتري الأصل القاهري عوقب مع الرابية وأتباعه ثم قتل في ربيع الآخر سنة أربع عشرة وكان قد جهزه أبوه أمير الحاج في سنة إحدى عشرة على وجه يفوق الوصف وعاد في أول التي تليها، ويقال إنه مبدع الجمال بحيث امتحن أعجمي به ولكنه كان يقنع بالنظر وذهب في خدمته في الحجة المشار إليها ماشياً وكان أبوه يعلم ذلك إلا إنه لعلمه بعدم شيء زائد على هذا لم يزبره.
أحمد بن يوسف بن إسماعيل بن عثمان الشهاب الكوراني. مضى بدون يوسف.
أحمد بن يوسف بن الحسن العزي الشافعي ويعرف بابن الهرس. ممن أخذ عني.
أحمد بن يوسف بن حسين بن علي بن يوسف بن محمد بن رجب بن أحمد المحب أبو البركات الحسني الحصنكيفي الأصل المكي المقرئ بالحرم ويعرف بابن المحتسب. ولد في سحر ليلة الثلاثاء ثالث عشر شعبان سنة خمس وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها وأجاز له العراقي والهيثمي وابن صديق وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والفرسيسي والسحولي وأبو اليسر بن الصائغ وابن الكويك والمراغي وزيادة على مائة وناب في الحسبة بمكة ثم تركها ودخل مصر واليمن مراراً للاسترزاق وكان يقرأ ويمدح في الجامع ويؤذن بالمسجد الحرام وعليه في كل ذلك أنس كبير مع التودد الزائد للناس حتى وصفه صاحب ابن فهد بشيخ المقرئين بالمسجد الحرام، أجاز لي ورأيته هو وأخوه أبو عبد الله فيمن سمع على التقي بن فهد، ومات في ليلة الأربعاء سادس صفر سنة خمس وخمسين بمكة وصلى عليه من الغد ودفن بالمعلاة.
أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن اليماني ثم المكي والد صديق الآتي ويعرف بالأهدل. أحد من يعتقده الناس باليمن وهو من بيت صلاح وعلم، جاور بمكة زماناً، ومات في سادس عشر ذي الحجة سنة تسع عشرة. ذكره الفاسي مطولاً.
أحمد بن يوسف بن عبد الكريم الشهاب بن الجمال ناظر الخاص المعروف بابن كاتب جكم وهو سبط الكمال بن البارزي وأخو الكمال محمد ناظر الجيش. قرأ القرآن وغيره واستقر في نظر الجوالي وقتاً وكذا في نظر الجيش مرة بعد أخيه ومرة بعد ولد أخيه. وحج غير مرة والغالب عليه اليبس والانجماع.
أحمد بن يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر الشهاب بن الجمال الكردي الكوراني الأصل القرافي الشافعي أخو التاج محمد ويعرف بابن الشيخ يوسف العجمي. تسلك بأبيه واشتغل وفضل ونظم المنهاج الأصلي وعمل حين صلى ابن أخيه علي بالناس خطبة بليغة ضمنها سور القرآن سمعتها من على الذي عملها لأجله وأخبرني أنه أنشأ لأجل أخيه عبد الله لكونه ألثغ خطبة خالية من الراء وأنه مات في سنة عشر بالبحرارية؛ ودفن هناك رحمه الله.
أحمد بن يوسف بن علي بن محمد بن عمر بن عثمان بن إسماعيل الشهاب البرلسي المالكي ويعرف كجده بابن الأقيطع. ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة بالبرلس ونشأ بها فقرأ على الفقيه علي المنطرح وكان صالحاً ثم على الفقيه علي بن محمد بن علي الحسيني وحفظ ابن الحاجب الفرعي وأكثر مختصر الشيخ خليل وبعض ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن مالك بكمالها وكذا الشذور للحنفي عن ناظمه وأخذ الفقه عن محمد الرياحي المغربي تلميذ ابن مرزوق ونزيل البرلس ثم بعد وفاته قدم القاهرة وذلك في أواخر أيام البساطي فأخذ عن الزينين عبادة وطاهر وحج بعد الستين ثم بعد ذلك ودخل دمياط والاسكندرية والمحلة وتصدى في بلده وغيرها كالقاهرة والمحلة للإقراء فانتفع به الطلبة وتخرج به فضلاء مع ملازمته للتكسب بالنسج - بالجيم - على طريقة جميلة وأخذ عني البعض من البخاري وغيره بل حضر عندي في مجالس الإملاء وسمع دروساً في الاصطلاح والتمس مني الإجازة فأجبته وأخبرني أنه جمع كتاباً في الوعظ سماه نزهة النظار في المواعظ والأذكار في مجلدين وأنه شرح مقدمة في العقائد للشيخ عبد العزيز الديريني والجرومية وقواعد القاضي عياض لكنه لم يكمل وعمل منظومة في الفرائض أولها:

الحمد لله العلي ذي الكرم

 

حمداً يوافي مالنا من النعم

وشرحها، وكذا تردد للبقاعي وأخذ عنه ونعم الرجل علماً وصلاحاً وتواضعاً وتقشفاً وتقنعاً ممن اجتمع له الحفظ والذكاء.
أحمد بن يوسف بن علي بن محمد الشهاب الطريني. مضى في ابن علي بن يوسف.

أحمد بن يوسف بن عمر بن يوسف الشهاب الطوخي ثم القاهري الأزهري المالكي والد يوسف ومحمد وابن أخ عبد الحميد الآتي ولذا يقال له ابن أخي عبد الحميد وربما قيل له ابن عبد الحميد، وكان أبوه يعرف بابن رقية. ولد في سنة سبع عشرة وثمانمائة تقريباً وقدم القاهرة وهو ابن عشر في شوال سنة سبع وعشرين مع عمه فحفظ القرآن والرسالة وعرضها على البساطي والزين عبادة وابن التنسي وشيخنا والعلم البلقيني والعيني وغيرهم ولازم الاشتغال عند الزينين عبادة وطاهر وأبي القسم النويري وغيرهم وتميز في الجملة وجلس بباب الحسام بن حريز ثم اللقاني وحج معه بل ناب عنه في القضاء ولكنه لم يتعاط حكماً فيما قال وقد هش وكبر ولديه غلظة ويبس. مات في سنة ثمان وتسعين رحمه الله.
أحمد بن يوسف بن محمد بن محمد بن تاج الدين بن محمد بن الزين محمد بن رسلان بن فخر العرب أبو العباس الحلوجي - بفتح الحاء المهملة وضم اللام المشددة وقبل ياء النسبة جيم - الأصل المحلي ثم القاهري الشافعي ويعرف كأبيه بالسيرجي. ولد في أواخر سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بعد قتل الأشرف شعبان بنحو عشرة أيام بالمحلة وحفظ بها القرآن والمنهاج وغيرهما وقدم القاهرة فأخذ الفقه وغيره عن الأبناسي والبلقيني والشمس العراقي والبدر الطنبذي وحضر دروس الجلال البلقيني وغيره والنحو عن ابن خلدون والشهاب أحمد بن أبي بكر العبادي الحنفي وعنه وعن الشهاب أحمد بن شاور العاملي الشافعي أخذ الفرائض وأذنا له في إقرائها في آخرين، وكان يذكر أنه سمع على البلقيني والعراقي والصلاح الزفتاوي في سنة أربع وتسعين، وهو ممكن ولكن لم نقف عليه، نعم أجاز له الشهاب بن الهائم وابن خلدون وابن الجزري وغيرهم ممن قرض له منظومته بل أذن له ابن الجزري في إقراء الفرائض والحساب وشهد له بالأهلية، وناب قديماً في سنة أربع وثمانمائة عن الجلال البلقيني فمن بعده وصار من أعيان النواب، ولكنه لكونه هو وصاحبه العز بن عبد السلام لم يتحاميا الركوب مع الرهوي نالتهما بعض المشقة من الجلال كما أشار إليه شيخنا في سنة إحدى وعشرين من تاريخه وكذا لكونه سمع الدعوى على المحب بن الأشقر بباب المناوي أقام مدة معزولاً مع تصديه للإفتاء والتدريس سنين بل وصنف الطراز المذهب في أحكام المذهب وعمل قديماً أرجوزة في ثلثمائة بيت وثلاثة عشر بيتاً عدد الأنبياء والمرسلين مشتملة على الحساب والفرائض والوصايا والجبر والمقابلة والخطأين والتناسب والولاء وغير ذلك مع صغر حجمها سماها المربعة لأنه جعلها أربعة أقسام وقف عليها في سنة سبع وتسعين غير واحد من أئمة الشأن وبالغوا في تقريظها والثناء على ناظمها منهم ابن الهائم ووصفه بالعلامة وأثنى عليها واستظهر بها لإمامة ناظمها وكتب الناظم عليها شرحاً في مجلد تلقى ذلك عنه مع غيره من كتب الفن وغيره غير واحد من الفضلاء، وكنت ممن سمع من فوائده ونظمه كما أثبت شيئاً منه في معجمي وعرضت بعض محفوظاتي عليه، وحج وخطب بالصالحية وتصدر بجامع الأزهر بوقف فيروز الناصري، وكذا درس بالطوغانية برأس حارة برجوان وبالحجازية برأس المنجبية من الشارع كلها من واقفيها بل هو الذي كتب وقف أولها، وكان رجلاً طوالاً مفوهاً بارعاً في الشروط حسن الخط مستحضراً لكثير من الفقه متقدماً في الفرائض متأخراً في الفهم؛ قال البقاعي مبالغاً في أذيته جرياً على عادته بعد قوله إن أباه كان يلقب شغيلة - بمعجمتين الأولى مضمومة والثانية مشددة - مما ليس في ذكره فائدة تتعلق بالمترجم وهو من أعيان نواب الشافعية بالقاهرة أو عينهم علماً وقدم هجرة واشتغال غير أن قلمه في التصنيف أحسن من لسانه ويخطئ كثيراً في البحث ويتنقل ذهنه من مسألة إلى أخرى ويجازف في النقل لا يتوقف أن ينسب لمذهب الشافعي مهما خطر في ذهنه بل وإلى نص الشافعي؛ ثم حكى أشياء من مجازفاته قال وهو متكلم فيه من جهة القضاء وغيره فالله تعالى يوفقنا وإياه لما يرضيه أو يعجل له قضاء الموت ليستريح الناس منه. مات في ليلة الجمعة ثالث عشر المحرم سنة اثنتين وستين وصلى عليه في جامع الأزهر بعد عصر الجمعة حيث لم يسعد ولده بإخراجه وقت الجمعة تقدم الناس البلقيني ودفن بتربة أنشأها بالصحراء رحمه الله وإيانا.

أحمد بن يوسف بن محمد بن معالي بن محمد الشهاب أبو محمد الدمشقي ثم القاهري الشافعي والد محمد الآتي ويعرف بالزعيفريني. ولد في يوم الأربعاء عشر ذي الحجة سنة سبع وستين وسبعمائة بدمشق وكتب الخط المنسوب وكانت له فضيلة في نظم الشعر وغيره وجمع ديوان نظمه وكان يزعم أنه يعلم علم الحرف ويستخرج من القرآن ما يعلم به علم المغيبات وخدع بذلك طائفة من الأمراء في الأيام الناصرية وغيرهم من الأكابر وتحرك له حظ راج به مديدة يسيرة وأثرى ثم ركدت ريحه وامتحن في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وقطع الناصر لسانه وعقدتين من أصابع يمناه لكن رفق المتولي لذلك به في قطع لسانه بحيث لم يكن بمانع له من الكلام غير أنه لم يبد ذلك إلا بعد الناصر بل وصار يكتب باليسرى مع أنه لم يرج له أمر بعد بل انقطع حتى مات في يوم الأربعاء ثاني ربيع الأول سنة ثلاثين وكان السبب في امتحانه أنه نظم لجمال الدين الاستادار ملحمة أوهمه أنها قدمية وفيها أنه تملك مصر هو وولده من بعده؛ ومن نظمه وكتبه بيده اليسرى بعد تعطيل اليمنى وأرسل به للصدر علي بن الأدمي:

لقد عشت دهراً في الكتابة مفـرداً

 

أصور منها أحرفاً تشـبـه الـدرا

وقد عاد خطي اليوم أضعف ما ترى

 

وهذا الذي قد يسر الله للـيسـرى

فأجابه الصدر بقوله:

لئن فقدت يمناك حسن كـتـابة

 

فلا تحتمل هماً ولا تعتقد عسرا

وأبشر ببـشـر دائم ومـسـرة

 

ففد يسر الله العظيم لك اليسرى

ومما كتبه عنه شيخنا الزين رضوان العقبي ما أنشده إياه من نظمه في مستهل صفر سنة اثنتي عشرة وثمانمائة في الشفا:

هذا الشفاء من السقـام حـقـيقة

 

لا ما روى بقراط أو جـالـيس

سر إذا ما الراح سرت أنفـسـا

 

دارت على الأرواح منه كـؤس

شرف به خص النبي مـحـمـد

 

دون الورى فمديحـه تـقـديس

جدعت أنوف المشركين ونكسـت

 

بصفاته لـلـمـلـحـدين رؤس

وعلا به مـن قـبـل آدم رتـبة

 

حسداً عليها قد هـوى إبـلـيس

أهدى عياض للنفوس بنـعـتـه

 

أنساً تميل بـراحـه وتـمـيس

من كل معنى قد حكى نفس الصبا

 

يحويه لفظ كالـمـدام نـفـيس

طلعت بليل النفس أقـمـار لـه

 

وبدت بصبح الطرس منه شموس

لو شاهدت بلقيس وصف كتابـه

 

نزلت له عن عرشها بلـقـيس

وقوله مكتفياً مضمناً مورياً:

إني تجنبت المديح لأنه مثـل الـهـوى

 

خلت الديار فلا كريم يرتجى منه النوى

وأشار إلى قول إبراهيم الأديب العزي:

خلت الديار فلا كريم يرتجى

 

منه النوال ولا مليح يعشق

وهو ممن قرض سيرة المؤيد لابن ناهض.
أحمد بن يوسف بن محمد البانياسي؛ سيأتي فيمن لم يسم جده.
أحمد بن يوسف بن منصور بن فضل بن علي بن أحمد بن حسن الفزاري البسكري المغربي والد ناصر بن مرني الآتي. كان من أمراء العرب صاحب ثروة ومعرفة فغضب السلطان منه فأوقع به ونكبه وأهل بيته في غيبة ولده بالقاهرة وذلك بعد سنة ثلاث وكان ذلك باعثاً لولده على الاستقرار بها حتى مات. أفاده شيخنا في ترجمة ابنه من معجمه وأنبائه وأفرده المقريزي في عقوده.
أحمد بن يوسف الشهاب الحوراني الدمشقي العدل الرضي الفقيه. مات في يوم السبت عاشر جمادى الأولى سنة ست وأربعين بدمشق ودفن بمقبرة باب الفراديس وكانت جنازته حافلة.
أحمد بن يوسف الشهاب الخطيب ويلقب درابة - بضم المهملة وتشديد الراء وبعد الألف موحدة - اشتغل قليلاً وجلس مع الشهود دهراً طويلاً وعمل توقيع الحكم ثم توقيع الدرج ثم الدست؛ وكان سليم الباطن قليل الشر مع غفلة. مات في رجب سنة خمس وأربعين وقد قارب التسعين. ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد بن يوسف الأديب شهاب الدين الرعيني. مات في سنة ثلاثين. قاله ابن عزم.
أحمد بن يوسف البانياسي ثم الدمشقي المقرئ قرأ بالروايات وسمع الحديث من سنة سبعين من بعض أصحاب الفخر وغيرهم. مات في شعبان سنة ثلاث عن سبعين سنة. ذكره شيخنا في أنبائه؛ وسمى بعضهم جده محمداً.
أحمد بن يوسف البساطي القاهري المالكي. أظنه رفيق المقسمي وصاحب خالي ولذا شهدا في أسٍجال عدالته.

أحمد بن يوسف الكوراني. مضى فيمن جده إسماعيل بن عثمان وأنه مضى غلطاً في أحمد بن إسماعيل بن عثمان بدون يوسف.
أحمد بن يوسف المرداوي الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن يوسف. ناب في قضاء بلده بل وفي الشام أيضاً؛ وكان فقيهاً نحوياً حافظاً لفروع مذهبه مفتياً لكن مع تساهله ونسبته إلى قبائح. وهو ممن أخذ عنه العلاء المرداوي قال بعضهم لا يعاب بأكثر من ميله لابن تيمية في اختياراته. توفي في صفر سنة خمسين وقد جاز السبعين وليس بابن ليوسف بن محمد بن عمر المرداوي الآتي.
أحمد بن يونس بن سعيد بن عيسى بن عبد الرحمن بن يعلى بن مدافع بن خطاب بن علي الشهاب الحميري القسنطيني المغربي المالكي نزيل الحرمين ويعرف بابن يونس. ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بقسنطينة، ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة، وتفقه بمحمد بن محمد بن عيسى الزلدوي وأبي القسم البرزلي وابن غلام الله القسنطيني وقاسم بن عبد الله الهزبري، وعن الأول أخذ الحديث والعربية والأصلين والبيان والمنطق والطب وغيرها من العلوم العقلية والنقلية وبه انتفع وغير ذلك، وسمع الموطأ على ثانيهم رواه له عن أبي عبد الله بن مرزوق الكبير عن الزبير بن علي المهلبي وأخذ شرح البردة وغيرها عن مؤلفها أبي عبد الله حفيد ابن مرزوق حين قدومه عليهم وتلا بالسبع على بلديه يحيى وارتحل للحج في سنة سبع وثلاثين فأخذ عن البساطي شيئاً من العقليات وغيرها وعن شيخنا والعز عبد السلام القدسي والعيني وابن الديري وآخرين؛ ورجع إلى بلده فأقام على طريقته في الاشتغال إلى أن حج أيضاً بعد الأربعين وجاور بمكة حينئذ وسمع على الأخوين الجلال والجمال ابني المرشدي في العلم والحديث وعلى الزين بن عياش وأبي الفتح المراغي وطائفة وتكرر بعد ذلك ارتحاله من بلده للحج مع المجاورة في بعضها إلى أن قطن مكة في سنة أربع وستين وتزوج بها وتصدى فيها لإقراء العربية والحساب والمنطق وغيرها فأخذ عنه غير واحد من أهلها والقادمين عليها؛ وكذا جاور بالمدينة غير مرة ثم قطنها وأقرأ بها أيضاً وقدم في غضون ذلك القاهرة أيضاً فأقام بها يسيراً وسافر منها إلى القدس والشام وكف بصره وجزع لذلك وأظهر عدم احتماله وقدح له فما أفاد ثم أحسن الله إليه بعود ضوء إحداهما؛ وقد لقيته بمكة ثم بالقاهرة واغتبط بي والتمس مني إسماعه القول البديع فما وافقته فقرأه أو غالبه عند أحد طلبته النور الفاكهاني بعد أن استجازني هو به وسمع مني بعض الدروس الحديثية وسمعت أنا كثيراً من فوائده ونظمه وأوقفني على رسالة عملها في ترجيح ذكر السيادة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وغيرها عبد أن استمد مني فيها وكذا رأيت له اجوبة عن أسئلة وردت من صنعاء سماها رد المغالطات الصنعانية وقصيدة امتدح بها النبي صلى الله عليه وسلم أولها:

يا أعظم الخلق عند الله منـزلة

 

ومن عليه الثنا في سائر الكتب

وكان إماماً في العربية والحساب والمنطق مشاركاً في الفقه والأصلين والمعاني واليبان والهيئة مع إلمام بشيء من علوم الأوائل عظيم الرغبة في العلم والإقبال على أهله قائماً بالتكسب خبيراً بالمعاملة ممتهناً لنفسه بمخالطة الباعة والسوقة من أجلها ولم يزل مقيماً بالمدينة النبوية حتى مات في شوال سنة ثمان وسبعين ودفن بالبقيع رحمه الله.
أحمد بن يونس الفاضل شهاب الدين الغزي ثم الحلبي الشافعي والد إبراهيم الضعيف الماضي، أرخ البرهان الحلبي وفاته في سنة ثلاث ووصفه بالفضل.
أحمد بن يونس الشهاب الصفدي قاضيها الشافعي صهر الشمس بن حامد ولي قضاءها غير مرة صرف في بعضها بالعيزري ثم أعيد في ذي الحجة سنة تسعين.
أحمد ين يونس التلواني الأصل الحسيني سكناً سبط السيد النسابة، سمع عليه وعلى غيره وتكسب بالشهادة.
أحمد بن شمس الأئمة السرائي الواعظ. لقيه ابن عربشاه في خوارزم فأخذ عنه وقال أنه كان يقال له ملك الكلام الفارسي والتركي والعربي.
أحمد بن السيد صفي الدين الأيجي؛ مضى في ابن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله.
أحمد نور الدين ويدعى حاجي نور بن عز الدين بن نور الدين اللاري البيد شهيوري ويعرف بخدمة السيد قاضي الحنابلة بالحرمين وهو بنور أشهر. ممن سمع مني بالحرمين أشياء ولا بأس به.

أحمد الشهاب أبو العباس بن الضياء الحنبلي. في ابن أحمد بن الضياء موسى بن إبراهيم بن طرخان.
أحمد الشهاب بن الأذرعي المالكي قاضي طرابلس ومحدثها. قتل في مقتلة افتات بها نائبها في سنة اثنتين.
أحمد الشهاب بن أصيل. مضى في ابن محمد بن عثمان.
أحمد الشهاب بن البابا. تميز في القراءات وتلا عليه لأبي عمرو والحسام بن حريز.
أحمد الشهاب بن البشازي - بكسر الموحدة ثم شين معجمة خفيفة بعدها زاي معجمة - من علماء دنجية أو دمياط قرأ عليه عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله الدنجيهي.
أحمد الشهاب الكيلاني الأصل المكي الشهير بابن خواجا. مات بمكة في ليلة الأحد سلخ ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه من الغد وأوصى للقاضي وغيره، وهو أخو أبي القسم بن محب الدين لأمه واسم أبيه أبو بكر بن علي.
أحمد الشهاب بن الديوان استادار حلب ثم وكيل السلطان بعد ابن الصوة. سلخ في تاسع جمادى الثانية سنة أربع وتسعين بالقاهرة وقد جاز السبعين واسم أيبه أبو بكر.
أحمد الشهاب بن الشريفة القدسي ثم المكي وهو ابن محمد بن محمد بن المولى ممن كان يتكسب بالكتب وغيرها وله إحساس في النظم ونحوه امتدح شيخنا وغيره ومات بمكة في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين.
أحمد الشهاب الدمشقي ويعرف بابن الصاحب كان أولاديران لبعض الأمراء ثم عمل نقيباً لابن عمته القطب الخيضري ثم ناب في القضاء عن ابن الفرفور فلما توفي القطب طلب لمصر فتوجه وانزعج عن مكالمة الملك وتعلل حتى مات في ثالث شعبان سنة أربع وتسعين ودفن بالقرافة.
أحمد الأمير الشهاب بن الطبلاوي الوالي. مضى في ابن محمد.
أحمد الشهاب بن الطولوني. في ابن محمد بن علي بن عبد الله وفي ولده أحمد بن أحمد.
أحمد الشهاب بن الفيومية جابي وقف الزمام بمكة؛ وهو ابن محمد بن علي ممن يحفظ القرآن ومات في المحرم سنة تسع وخمسين.
أحمد الشهاب بن المراحل. في ابن محمد بن أحمد.
أحمد الشهاب بن مونن السخاوي المالكي. برع في العربية والفقه وأصوله وغيرها وتصدى للإقراء بأبوتيج وكان مقيماً بها وبالقاهرة وممن قرأ عليه من المالكية السراج بن حريز وفي العربية الشمس الجوجري وسمعت أنه كان يحضر عند شيخنا في الإملاء بالكاملية بل كان يحضر دروس أبي القسم النويري إلى آخر وقت ويزعم أنه أخذ عن بهرام وأنه عمر بحيث جاز التسعين أو قاربها ومات في سنة اثنتين وستين.
أحمد الشهاب الدمشقي المالكي بن النحاس. أحد الفساق ممن استنابه المالكي عجزاً وغلبة ببدل ثلثمائة دينار لمن ألزمه بذلك ثم عزله ومات بعد مصروفاً فجأة سقط عن فرسه بباب جيرون فمات في ساعته سنة ثلاث وتسعين.
أحمد الشهاب أبو البقاء الزبيري؛ في ابن حسين بن علي.
أحمد الشهاب أبو العباس اللجائي المغربي الفاسي المالكي، مضى في ابن محمد بن عيسى بن علي.
أحمد الشهاب أبو العباس المغراوي المغربي. ممن قرأ عليه الشهاب الحجازي وغيره في النحو وغيره. ومضى في ابن محمد.
أحمد علم الدين أبو العباس الحصني الشافعي، كتب عنه يوسف بن تغري بردي نظماً له في حريق بولاق الكائن في سنة اثنتين وستين وكذا في نيل مصر قوله:

عجبت من نيل مصـر

 

لما وافـى بـالـزياده

وجـاءنـا بـوفـاءال

 

حسنـي لـنـا وزياده

سبحان من من فضـلاً

 

وعلى الورى وأعـاده

في كل عـام وأجـرى

 

بالجبر في الكسر أعاده

أحمد الشهاب الأبشيهي المقرئ بنواحي جامع الطباخ وخال شمس الدين بن طرطور المقرئ لكونه أخا أمه من الرضاع ولذا جود عليه المدوري للسوسي في ختمتين حسبما أخبرني به ولم يدر على من قرأ.
أحمد الشهاب الأزهري الغزولي بالسرب. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين.
أحمد الشهاب الأقباعي الدمشقي الصوفي القادري الشافعي. ولد في حدود سنة ثمانين وسبعمائة وأخذ عن مشايخ دمشق قبل الفتنة وسمع منهم وكذا أخذ عن الشيخ أبي بكر الموصلي ولزم النظر في الإحياء ومنهاج العابدين والدرة الفاخرة وغيرها من تصانيف الغزالي مع العبادة والتخلق بالأخلاق الشريفة حتى صارت له جلالة ووجاهة ولأهل الشام فيه ميزد اعتقاد وله فيها زاوية بها أصحاب ومريدون وكان أولاً يخيط الأقباع ثم ترك. مات بدمشق في يوم الثلاثاء تاسع عشر شعبان سنة ثلاث وخمسين رحمه الله.

أحمد الشهاب الباريني المحلي الشافعي. ممن تفقه عليه بالمحلة المحب بن الإمام. مضى.
أحمد الشهاب البامي، مضى في ابن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.
أحمد الشهاب البجائي الحميري. في ابن علي بن موسى.
أحمد الشهاب البوتيجي. ممن سمع بمكة على التقي بن فهد وهو ابن محمد بن عبد الرزاق بن محمد، مضى.
أحمد الشهاب الحجازي نزيل القاهرة القديمة وقيل إنه يلقب كلوت كان في أول أمره بحانقياً بسوق أمير الجيوش ثم تحول وتنزل في صوفية البيبرسية وغيرها وأخذ بيتاً بالظاهرية المشار إليها كان بيد الجمالي بن السابق ثم خلوة الكماخي بها وسكنها وتكلم في خزانة كتبها وفي غيرها من جهاته لكونه في ذلك كله من جهة ناظرها بل كان المتكلم فيها؛ وكنت أرى منه عقلاً وسكوناً. مات في أثناء سنة ثلاث وتسعين عن بضع وستين ظناً.
أحمد الشهاب الحجيراني اللؤلؤي كان أبوه خطيب قرية حجيرا فنشأ هذا في طلب العلم وقرأ على ابن الحباب ثم صحب الشيخ الموصلي وحصل كتباً كثيراً وكان يرتزق من ثقب اللؤلؤ. مات بقريته في المحرم سنة سبع وعشرين عن نحو الستين. قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد الشهاب الحلبي الحنبلي ويعرف بخازوق ولي قضاء الحنابلة بحلب مراراً وصرف في سنة خمس وثلاثين بابن الرسام فدخل القاهرة ساعياً في العود فلم يتهيأ إلا بعد مدة ورجع فمرض بدمشق ودخل حلب في محفة لعجزه بالمرض فاستمر قليلاً ثم مات في سنة ثمان وثلاثين. ذكره شيخنا أيضاً.
أحمد الشهاب الحلبي ثم الدمشقي رئيس المؤذنين بجامعها، مات بها فجأة في خامس جمادى الأولى سنة تسع وخمسين؛ وكانت له يد طولى في علم الهيئة ولم يخلف بدمش فيه مثله واستقر بعده في الرياسة شمس الدين الحمصي.
أحمد الشهاب الحمصي ثم الدمشقي المقيم فيها بزاوية أحمد الأقباعي الماضي قريباً. كان بارعاً في الفرائض أخذها عنه التاج بن عرب شاه.
أحمد الشهاب الحميري. في البجائي وأنه ابن علي بن موسى.
أحمد الشهاب الحنفي قاضي طرابلس. قتل في مقتلة افتات فيها نائبها سنة اثنتين.
أحمد الشهاب الدميري كان فاضلاً يستحضر كثيراً من المسائل الفقهية وناب في الحكم ببعض النواحي وبالقاهرة ومرض مدة طويلة بوجع الظهر ثم بالإسهال. مات في حادي عشري صفر سنة ثلاث وأربعين وأظنه جاز الستين. قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد الشهاب الساعي الحلبي. ممن قرأ عليه العفيف عبد الله بن محمد بن أحمد بن أحمد. الشريف الإسحاقي القرآن.
أحمد الشهاب السخاوي. مضى قريباً فيمن يعرف بابن مونن.
أحمد الشهاب السنهوري التاجر بالشرب المتزوج بابنة أخي فتح الدين المؤذن بجامع صلم. مات في جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين ويحرر مع أحمد الشهاب الأزهري الغزولي الماضي قريباً.
أحمد الشهاب الشارعي. مضى في ابن محمد.
أحمد الشهاب الصوة. هو ابن علي بن إبراهيم الحلبي ابن أخي المقتول. وهو الملقب بالصوة له نظم سيأتي منه في عبيد الله بن عبد الله بل كتب عنه منه بمكة بعد التسعين العز بن فهد.
أحمد الشهاب الطوخي الحنبلي. في ابن عبد الله.
أحمد الشهاب الطولوني كبير المهندسين في ابن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي.
أحمد الشهاب العدوي، في ابن محمود بن عبد السلام بن محمود.
أحمد الشهاب العبادي. أحد صوفية الأشرفية. مات في أواخر المحرم سنة إحدى وتسعين وخلف تركة تبلغ ألف دينار فأكثر مع تقتيره.
أحمد الشهاب الغزاوي وكيل الخواجا الناصري. مات في آخر يوم الخميس رابع عشر شعبان سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه بعد صبح يوم الجمعة ثم دفن بالمعلاة وهو ابن عبد الوهاب بن تقي الدين أبي بكر وخلف أخاً تاجراً اسمه شعبان كان الميت يقول أن ما معه من المال له فلم يلتفتوا لذلك ولا لكونه عصبته وجاء مباشر نائب جدة شاهين الجمالي وداوداره فختموا على بيته بحضرة أخيه ثم أخذوا الأخ وجارية للميت وذهبوا بهما إلى جدة ويقال إن المغري لهم عمر النيربي لكون بينه وبين أخ الميت وحشة وزعم أنا ما مع المتوفى إنما هو للناصري فالله أعلم.
أحمد الشهاب الغزاوي وكيل الخواجا الناصري الفيومي ثم القاهري نزيل بيت شيخنا بباب البحر ويعرف بابن الخطيب كان يباشر عند الدوادار وغيره وفيه حشمة وإنسانية وفتوة وربما نظم ويخطب أحياناً بجامع المقسي مع مزيد سمنه والقدح فيه، مات سنة أربع وتسعين أو التي بعدها.

أحمد بن الفيومي.
أحمد الشهاب القروي المغربي المالكي رجل صالح متصوف سلك طريق الشاذلية مع ترك مخالطته للملوك والأمراء ويجيء بركب من الغرب للحج كل سنة فيبجل ويرعى لاعتقاد خيره ولما كان في آخر سنيه ورد بيت المقدس للزيارة وسافر مع الركب الشامي فمات بعد الزيارة وهو متوجه لمكة فجأة بالجديدة في آخر سنة تسع وستين وقد اجتمعت به في الميدان ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
أحمد الشهاب القزاز، لقيه المحب بن الإمام المحلي بمكة فتلا عليه لابن كثير ونافع وكان مقرئاً.
أحمد الشهاب القمني المالكي في ابن محمد بن علي بن عبد الهادي.
أحمد الشهاب القوصي ثم القاهري، كان ممن يعتني بالتجارة ويسافر إلى الحجاز لذلك في البحر وغيره ثم صحب التقوى البلقيني وولده ولي الدين ثم الزيني بن مزهر واقتصر عليه وحج معه في الرجبية مع ملازمته التلاوة ومباشرة تصوف الصلاحية سعيد السعداء وهو في آخر عمره أحسن حالاً. مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين رحمه الله.
أحمد الشهاب الكاسي الكركي، باشر كتابة سرها ثم التوقيع ببلد الخليل واستوطنه وكان قدم القدس في حصار فرج لشيخ ونوروز بالكرك رفيقاً لوالد الشمس بن الغرابيلي وعباس الثلاثة في زي واحد متجندين ذوي فضل وضخامة. مات هذا سنة خمس وعشرين وكان شاعراً جيداً له نظم كثير فمنه في حلاوي:

وجه الحلاوي حلا

 

أعيذه بالمـرسـل

بلا نبات عـارض

 

وريقه من عسـل

عاشقه مكفن قتـيل

 

تلـك الـمـقـل

وسهمـه مـسـير

 

من طرفي المكحل

ومدمعي سكب غداً

 

كشبه غيث همـل

قلبي عليه ناطـف

 

يا ليته لو من لـي

أحمد الشهاب الكاشف. عامي تنقل في الخدم حتى ولي كشف التراب بالغرية وأثرى جداً بحيث سعى في الاستادارية ولزم من ذلك أن دبر الاستادار عليه حتى أخرجه السلطان منفياً إلى دمشق فلم يلبث أن مات بها في رمضان سنة اثنتين وخمسين.
أحمد الشهاب المارديني ثم الدمشقي الحنبلي، كان حسن الشكالة والخط يتكسب بالشهادة كتب عنه البدري في مجموعة قوله:

عزمت على حبي بسورة يونس

 

وكان نفوراً كالظبا فتـأنـسـا

ومال إلى نحوي وحـق بـراءة

 

لقد نلت وصلاً من عزيمة يونسا

مات تقريباً بعد سنة أربع وستين.
أحمد الشهاب المنيجي والد أبي القسم، مضى في ابن محمد.
أحمد الشهاب المدني ويعرف بالنشار. كان يتردد إلى القاهرة بل يكثر بها الإقامة؛ قتل في رجوعه مع نائب جدة بالينبوع سنة ثمان وسبعين غير مأسوف عليه.
أحمد الشهاب المعلقي المالكي الإمام العلامة المسند المعمر. مات سنة تسع وعشرين عن نحو السبعين أو التسعين ليوافق وصفه بالتعمير.
أحمد الشهاب لمغربي الصنهاجي المالكي. كان إماماً فاضلاً مفنناً درس بالأزهر وغيره وانتفع به الفضلاء مات في يوم الأحد تاسع ربيع الأول سنة خمس وخمسين رحمه الله.
أحمد الشهاب المغربي المالكي قاضيهم بطرابلس. أخذ عنه القاضي عبد القادر بمكة ويحتمل أن يكون الذي قبله ولكن تحرر كونه ولي قضاء طرابلس، نعم في شيوخ القاضي أيضاً عبد الله بن عبد الرحمن بن مسعود الآتي وهو ولي قضاء طرابلس جزماً.
أحمد الشهاب المنبجي الدمشقي. مات في ليلة الأحد حادي عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين.
أحمد الشهاب النشرتي المقرئي الحيسوب. تلا عليه المحب بن الإمام لأبي عمرو بالمحلة.
أحمد الشهاب النفياي بكسر النون وسكون الفاء بعدها تحتانية مثناة نسبة إلى بليدة بالوجه البحري ويعرف بالزلباني. قال شيخنا في أنبائه أنه كان من مشاهير الطلبة عند قدماء المشايخ ثم نزل في فقاهة المؤيدية وتكسب بالشهادة مدة حتى مات في سنة ثلاث وأربعين.
أحمد الشهاب النفادي. ممن قرأ عليه القرآن الصدر أحمد الزفتاوي.
أحمد الشهاب الهيثمي. تلا عليه الحسام بن حريز لأبي عمرو.
أحمد الشهاب المعروف باليمني أحد قراء الجوق بالقاهرة تلمذ لابن الطباخ وقرأ معه وحاكاه، وكان للناس في سماعه رغبة زائدة، مات في صفر سنة خمس وعشرين ولم يخلف بعده من يقرأ على طريقته؛ قاله شيخنا في أنبائه.
أحمد بهاء الدين الحواري الدمشقي. مضى في ابن أبي بكر.

أحمد الفخر الشيفسكي الشيرازي. قال الطاوسي قرأت عليه بشيراز مقدمات العلوم كالكافية في النحو والصرف للزنجاني وشرحهما للسيد ركن الدين والتفتازاني وغيرهما وأجاز لي في شهور سنة ثمانمائة والظاهر أنه تأخر عنها ولذا كتبته.
أحمد أبو طاقية عمر نحو التسعين. ومات سنة تسع وعشرين ودفن عند الشيخ عبد الله المنوفي؛ وكانت إقامته بالظاهرية القديمة لكونه متزوجاً بأم أحمد النحريري الضرير نزيلها؛ وقد صحبه جماعة كالسراج الوروري والعز السنباطي وقال لي إنه إخبره أنه صحب الشيخ يوسف العجمي أشهراً وأخذ عنه الميقات الشرف بن الخشاب.
أحمد أبو الطرار بن عروس. مات سنة بضع وستين.
أحمد أبو العباس القبيباتي الحنفي ويعرف بابن فريفير؛ ممن قرأ البخاري على مصطفى بن بقطمر الحنفي بعد العشرين وثمانمائة.
أحمد أبو العباس بن العجل قاضي فاس. مات سنة سبع وخمسين. أرخه ابن عزم وقال مرة أخرى سنة اثنتين وخمسين وأحدهما غلط بل رأيت من ينكر كونه قاضياً وأنه كان مدرساً بمدرسة الصهريج بفاس بالقرب من جامع الأندلس عالماً بعلوم من فقه وعربية وغير ذلك.
أحمد ابن أخت جمال الدين الاستادار وأخو حمزة الآتي. كان ممن صودر في محنته مع أقربائه وآله وخنق في ربيع الآخر سنة أربع عشرة.
أحمد بن الأكرم، هو أحمد المشرقي يأتي.
أحمد المعروف بابن رياض الأحمدي. أخذ عن أبي شامة صاحب الشيخ إسماعيل الأنبابي وكان صالحاً معتقداً مات في يوم السبت خامس عشري رجب سنة ست وخمسين.
أحمد بن الست التونسي. وصفه ابن عزم. مات تقريباً سنة ستين.
أحمد بن السروجي الجابي بوقف المؤيدية. مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين وقد افتقر جداً وعجز بعد أن كان شديد الباس قوي الرأس وأظنه جاز الستين.
أحمد بن الشهيد. قال شيخنا في أنبائه كان أولاً يتعانى صناعة الفرى ثم اشتغل قليلاً وباشر في ديوان السلطان ثم ولي الوزارة ووقعت فتنة اللنك وهو وزير فاستصحبه معه إلى بلاده ثم خلص منم بعد يسير وورد دمشق فباشر نظر الجيش وغيره في شعبان. ومات سنة ثلاث.
أحمد بن الصلف أحد فراشي البيمارستان المنصوري. مات بمكة سنة خمس وثمانين.
أحمد بن العجيل. مضى في المكنيين بأبي العباس.
أحمد بن عروس، مضى في المكنيين بأبي الطرار.
أحمد بن فريفر، في المكنيين بأبي العباس.
أحمد بن الكردي؛ في ابن إبراهيم.
أحمد بن المومني ممن يذكر بين العوام بالجذب ويعتقد لذلك مات في يوم الخميس ثاني عشر ربيع الأول سنة سبعين ودفن قريباً من تربة الشيخ خلد الحجاجي قبلي جامع قوصون، أرخه المنير.
أحمد أخو الزين الاستادار لأنه قتل بالمحلة في رمضان سنة أربع وخمسين وكان عبلاً أخضر اللون ربعة مسرفاً على نفسه.
أحمد الأقطع. يأتي في أحمد الدوادار قريباً.
أحمد حلولو الأزليتني ثم القروي المغربي المالكي نزيل تونس ممن أخذ عنه أحمد بن حاتم المغربي وذكر لي أنه شرح مختصر الشيخ خليل وجمع الجوامع والتنقيح للقرافي والإشارات للباجي وعقيدة الرسالة وأنه في سنة خمس وتسعين في قيد الحياة ولا يقصر سنة عن الثمانين، وقد ولي قضاء طرابلس سنين ثم عزل عنها ورجع إلى تونس فأنعم عليه بمشيخة مدارس أعظمها المنسوبة للقائد تنبك عوضاً عن إبراهيم الأخدري وهو أحد الأئمة الحافظين لفروع المذهب وغيره في التحقيق أمكن وعربيته قليلة.
أحمد خازوق في الملقبين بشهاب الدين الحلبي.
أحمد ذويبة، يأتي في أحمد الصامت قريباً.
أحمد المعروف بشكر الروحي، قدم من الروم قبل الفتنة فسمع بحلب وحماة وحمص ودمشق وبيت المقدس وصار واعظ بلاده ثم وعظ ببيت المقدس وبالشام بالتركي والعربي والعجمي وأحبه الناس واعتقدوه وقطن بيت المقدس وكانت طريقته حسنة مريضة ممتعاً بإحدى عينيه، مات في يوم الأحد عاشر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين ببيت المقدس ودفن بمقبرة باب الرحمة وبنوا على قبره قبة كبيرة وليس بتلك المقبرة سواها وقبة العلاء الأردبيلي رحمهما الله، ومن فوائده في لغات الأصبع:

تثليث با اصبع مع شكل همزته

 

بغير قيل مع الأصبوع قد كملا

أحمد كلوت، في الملقبين بالشهاب الحجازي.

أحمد كمونة الصعيدي، ممن خدم عند الأشرف قايتباي حين إمرته فلما تسلطن استقر به مهتار الشربخاناه؛ وكان إلى الخير أقرب مات فيما قيل سنة أربع وتسعين وخلفه في وظيفته.
أحمد النشار. في الملقبين بالشهاب المدني.
أحمد الآثاري مات بمكة في سنة إحدى وأربعين.
أحمد الأذرعي؛ في ابن إبراهيم.
أحمد الأريحي إمام مقام الحنفية بمكة نيابة قرأ عليه الديروطي القراءات وهو ابن سعد بن مسلم، مضى.
أحمد البامي، في ابن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.
أحمد البرنقي، في ابن محمد.
أحمد البسيلي التونسي، مات سنة ثمان وأربعين.
أحمد الترابي شيخ صالح معتقد عند كثيرين. مات فجأة في يوم الجمعة حادي عشري ذي الحجة سنة خمس وخمسين ودفن من الغد بزاويته تجاه تربة الأسنوي خارج باب النصر رحمه الله.
أحمد الترمذي الواعظ، ممن لقبه الشهاب بن عرب شاه وأخذ عنه.
أحمد الحجافي. مات بمكة في شعبان سنة ثمان وستين.
أحمد الجمالي موقت سوسة.
أحمد حطيبة أحد المجاذيب؛ يأتي في حطيبة.
أحمد الحموي المقرئ، نزيل حلب رجل صالح دين ورع أقام بحلب سنين يقرئ الناس القرآن ويكثر التلاوة والعبادة غير ملتفت إلى الدنيا أصلاً وفارقها قبل الوقعة فسكن القدس مدة ثم انتقل إلى طرابلس وتزوج حينئذ بها ومات فيها وجاء الخبر بذلك إلى حلب في شوال سنة سبع عشرة فصلى عليه بجامعها صلاة الغائب، ذكره ابن خطيب الناصرية وهو ممن قرأ عليه القرآن.
أحمد الخالدي أحد القراء بصفد وكانت عنده عبادة وخير وله شهرة، مات بها في ذي القعدة سنة عشرة، ذكره شيخنا في أنبائه.
أحمد الخشاب المجذوب؛ مضى في ابن محمد بن صالح.
أحمد الخواص هو ابن عبادة بن شعيب.
أحمد الخواص آخر، كان أحد رؤساء قراء الأجواق ويعمل المواليد ويتكسب بذلك مع عمل الخوص وله نظم منه كثير في المدائح النبوية واقترح عليه الشهاب الحجازي النظم في طريق ابن سكرة حيث قال مما اقتفى شيخنا أثره في قوله "جاء الشتاء وعندي من حوائجه" الأبيات فقال:

ما باله المرء في دنياه أحسن من

 

أشياء سبعة لم تنقص عن العدد

صبر وصون وصنوان وصادحة

 

وصرة وصفا ود وصـرف يد

أحمد الخواص آخر أحد المعتقدين بمكة، مات غريقاً في توجهه لسواكن سنة عشرين، ذكره ابن فهد.
أحمد الدهماني القيرواني المغربي نزيل طرابلس. مات بالقاهرة في سنة ثلاث وتسعين وقد ألممت به في حوادثها.
أحمد الدوادار نائب الاسكندرية ويعرف بالأقطع، مات في يوم الأحد تاسع عشر جمادى الثانية سنة أربع وثلاثين بالقاهرة ووصفه العيني بالأسود وأشار إلى أن والده كان طرقياً يفرش البسطات بالرميلة وغيرها بحيث أن ولده لما خدم الأتراك صار يستنكف منه بل ربما أنكره وقد باشر الدوادارية الصغرى للأشرف وكذا الذردكاشية ثم النيابة وأقام مقدار شهرين وكان لما ابتدأ ضعفه استأذن في التحول إلى فوة ثم إلى القاهرة ولم يلبث بها سوى يومين أو ثلاثة ومات واستقر بعده في الينابة جانبك الناصري.
أحمد الدوري شيخ الفراشين بمكة وخال لمحمد بن يسق.
أحمد الزاهد اثنان ابن أبي بكر بن أحمد وابن محمد بن سليمان.
أحمد الزواوي اثنان أحدهما المقيم بالأزهر وهو ابن صاح بن خلاسة والثاني ابن سليمان بن نصر الله.
أحمد الذروي؛ في ابن محمد بن أحمد بن علي.
أحمد السخاوي جماعة ابن محمد بن زين أو مونن وابن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وابن قاضي المالكية بطيبة شمس الدين محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر.
أحمد السطوحي. في ابن خضر.
أحمد السعودي لحنفي في ابن يوسف بن أحمد.
أحمد السلاوي ثم التونسي المغربي المالكي؛ تقدم في العربية وشارك في غيرها وانتفع به الفضلاء وهو ممن أخذ عنه عمر القلجاني بل قال لي الشهاب بن حاتم المغربي أنه أخذ عنه العربية قال وكان شيخاً مسناً فقيهاً نحوباً ممن لقي ابن عرفة وغلب عليه الاشتهار بالعربية مع تقدمه في غيرها سيما الفقه، مات في سنة ثلاث وسبعين بتونس في الطاعون.
أحمد السلوي المغربي كان فاضلاً صالحاً، مات سنة ثلاث وخمسين.
أحمد السنبلي الجبار، مات بمكة في رجب سنة أربع وخسمين.
أحمد الشامي النجار؛ مات بمكة في رجب.

أحمد الشربيني ثم السنباطي الشافعي ويعرف بابن الأديب قدم سنباط فدرس بها وكان يحفظ الحاوي ويوصف بالعلم والشجاعة والكرم وانتفع بالعز بن جماعة وكان العز يقول عن ذهنه أنه لا يقبل الخطأ، وتنزل صوفياً بالجمالية وكان يقرأ على شيخنا همام الدين ووصفه العلاء بن المغلي الناصري بن البارزي فأحضره لإقراء ولده الكمال، مات في الطاعون سنة تسع عشرة أفادني ترجمته العز السنباطي.
أحمد الشربيني ثم القاهري أحد صوفية سعيد السعداء وغيرها؛ نسخ بخطه أشياء وهو الآن في سنة خمس وتسعين. حي.
أحمد الشغري جماعة ابن محمد بن محمد بن عمر وابن.
أحمد الشماع قاضي المحلة، مات سنة بضع وثلاثين.
أحمد السيدي التونسي، مات في آخر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين أرخه ابن عزم.
أحمد الصابوني والد العلاء؛ في ابن محمد بن سليمان.
أحمد صارو ومعناه بالتركية الأشقر، كان من الأتراك المقربين فيرى الفقراء المتصوفة مع مخالطة أمراء الدولة في الأيام الظاهرية برقوق واستوطن دمشق حتى مات في شعبان سنة أربع عشرة وهو في عشر الستين، أثنى عليه المقريزي في عقوده وأنه حسن الاعتقاد كثير الإنكار على المبتدعين محب في السنة وأهلها ونقل عنه في عدم إجابة الدعاء على الظالمين مع العلم بورود إجابة المظلوم مما صدقه فيه أنه لم يبق مظلوم في الحقيقة بل كل يظلم في المعنى الذي هو فيه من له قدرة على ظلمه ولا يتخلف إلا للعجز، وأنه قال له عن الظاهر برقوق يرى ذا عجيباً قال له لا يلتفت لما في البخاري ومسلم إذ أكثر ما فيهما كذب فقال له برقوق يا شيخ إنهما كانا في زمن لو كذب فيه أحد على النبي صلى الله عليه وسلم قتلوه انتهى.
أحمد الصامت المجاور بباب جامع الظاهر ويعرف بذويبة، مات في يوم الأحد سادس عشر ذي القعدة سنة ستين ودفن في زاوية هناك على الطريق وكان معتقداً، ذكره المنير.
أحمد الصيرفي العجمي نزيل مكة، مات سنة إحدى وستين ومضى في ابن عبد الله بن عمر بن أحمد.
أحمد الصعيدي كمونة؛ مضى قريباً.
أحمد الصندلي؛ في ابن محمد بن حسن بن أبي الحسن.
أحمد الصنهاجي المغربي بالملقبين بالشهاب.
أحمد الطوخي جماعة: في ابن محمد بن عبد الرحمن بن رجب وابن محمد بن قاسم وابن أحمد بن فخر الدين عثمان.
أحمد العداس شيخ دمشق صالح مبارك أعجوبة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يهاب في ذلك أحداً وله فيه اتباع ووقائع شهيرة مع عاميته وهو الذي بنى الجامع بدمشق خارج باب النصر منها بمعاونة أهل الخير وكان محله قبل ذلك حانة وقد لقيه بدمشق وترافقت معه في أثناء طريق الزبداني وكذا رأيته بالقاهرة حين قدومه إياها، مات بعد عصر يوم الجمعة ثالث رمضان سنة خمس وستين ودفن من الغد بمقبرة باب الفراديس رحمه الله.
أحمد العقبي جابي الأشرفية برسباي؛ مات في تاسع عشر شوال سنة ست وثمانين، وابن محمد بن يوسف.
أحمد العوكلي المغربي الموقت مات في ربيع الآخر سنة ستين بمكة، أرخه ابن فهد.
أحمد العيني الشامي مات بمكة سنة سبع وخمسين وأظنه الماضي.
أحمد الغمري المراكبي ويعرف بابن خروب كان لا بأس به في أبناء طائفته من جماعة الشيخ محمد الغمري سمع علي يسيراً ومات في ليلة مستهل صفر سنة ست وثمانين.
أحمد الفهمي الموقت بتونس.
أحمد القرشي ما عرفته ولكن رأيت له قصيدة امتدح بها فتح الدين المحرقي أولها:

يا صدر حبك سائر في سائري

 

حتى خيالك في منامي زائري

أحمد القروي اثنان مغربيان قائد الركب وحلولو.
أحمد القزويني ثم المكي ويقال له الخواجا مير أحمد بالميم مات بمكة فجأة في ليلة مستهل المحرم سنة ثمان وخمسين، أرخه ابن فهد وسمي في ذيله أباه حسين بن محمد وله دور بمكة وجدة وكان شرس الأخلاق ومتعاظماً ممن دخل مصر وخالط الأتراك.
أحمد القسيطي المرابط ممن أخذ عنه في الفقه مساعد بن حامد ومات في حدود سنة ستين.
أحمد القصير، ممن لقيه الشهاب بن عربشاه وأخذ عنه.
أحمد القليجي: اثنان حنفيان أحدهما ابن محمد بن عمر بن علي والآخر ابن عبد الله بن محمد بن عمر ابن أخي الأول.
أحمد القوصي اثنان اتفقا في الأب والجد أيضاً فما ابنا محمد بن محمد.
أحمد القيسي الفاسي المتلاعب.
أحمد الكلوتاتي اثنان: ابن عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله وابن محمد بن عبد اللطيف.

أحمد المتبولي اثنان كل منهما اسم أبيه موسى أقدمهما اسم جده نصير والآخر اسم جده أحمد بن عبد الرحمن.
أحمد المرجرلدي - نسبة لبني مزجرلدة - المغربي المالكي أحد العلماء المدرسين مات سنة خمس وستين أحمد المزوعي المغربي أحوال وكرامات وكان عالماً صالحاً مات في الطاعون بمصر بعد السبعين.
أحمد المشرقي الغزي ويعرف بابن الأكرم. أحد المجاذيب ممن يذكر في بلده بكرامات ولأهلها فيه مزيد اعتقاد ولم يكن يلوي على أهل ولا مال، مات بها في المحرم سنة إحدى وثمانين ونزل نائبها فصلى عليه في مشهد حافل.
أحمد المعلقي، مات سنة بضع وثلاثين.
أحمد المغازي الطبيب تونسي.
أحمد المقدسي الحنبلي. رأيته أجاز لمن عرض عليه في سنة اثنتين وثمانمائة بالقاهرة فينظر من هو.
أحمد المقدسي الشيخ، مات بمكة في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين.
أحمد المكيني ربيب البلقيني؛ في ابن محمد بن بركوت.
أحمد الملوتشي الولي الشهير، مات في سنة بضع وثلاثين.
أحمد النحريري المالكي. في ابن عبد الله.
أحمد النخلي - بضم النون أو فتحها كما هو على الألسنة ثم معجمة ساكنة - التونسي من علمائها المفتين العقلاء ممن انتفع به الفضلاء وولي قضاء بني زرت من أعمال تونس مع جلوسه للشهادة بتونس، مات بالطاعون سنة ثلاث وسبعين ومن شيوخه عمر القلشاني وابن عقاب ويعقوب الزعبي.
أحمد الهيثمي، في ابن حسن بن محمد.
أحمد الوراق نزيل الجامع الواسطي ببولاق وأحد المعتقدين عند العامة ونحوهم، ممن زرته ودعا لي وكان يحج في كل سنة والفتوحات ترد عليه وحكى لي أن بعضهم سأله الدعاء وهو جالس بالروضة النبوية. فقال له يا قليل العقل في هذا المحل وأنت عند سيد الكل! هذا أو نحوه، مات في المحرم سنة سبع وخمسين ودفن بالجامع المذكور رحمه الله تعالى.
أحمد يبروق. لقيه ابن عربشاه بقرم.
أحمد ممن يذكر بالجذب ويعتقد بين العامة، مات في يوم الأحد سلخ ذي الحجة سنة ثمان وستين، ودفن بجوار زاوية حليمة المبرقعة داخل باب الشعرية من القاهرة وكان لا يزال في عنقه طبل، أرخه المنير

ذكر من اسمه إدريس إلى انتهاء حرف الألف

إدريس بن حسن بن عجلان الحسني المكي مات في شوال سنة سبع وثلاثين أرخه ابن فهد.
إدريس بن علي بن إبراهيم بن محمد بن حسن بن إبراهيم بن علي بن حمديس بن الحوات العقيلي فيما قيل اليماني الزيلعي الحديدي - نسبة إلى الحديدة من اليمن بمهملات أولاها مضمومة والثانية مفتوحة ثم مثناة تحتانية مشددة - الشافعي، ولديها في سنة تسع وتسعين وسبعمائة أو التي بعدها. شيخ صالح معتقد له جلالة وشهرة بناحيته روى عن القسم بن محمد بن الأهدل ولقيته بمكة في سنة إحدى وسبعين وسيما الخير عليه ظاهرة فسلمت عليه ودعا لي وله تردد كبير إلى الحرمين للحج والزيارة بل لا ينقطع كل عام عن المجيء وجاور بمكة في سنة ست وسبعين وله بها دار اشتراها مما أرسل به إليه أحد نواب الشام وهو خمسمائة دينار؛ ومات في يوم الخميس ثامن ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين رحمه الله ونفعنا به.
إدريس بن ودي الحسني النموي. مات بمكة في جمادى الأولى سنة خمس وأربعين، ذكره ابن فهد.
إدريس بن يحيى بن أبي الفهد بن عبد القوي السري أبو العلاء البجائي الأصل المكي الآتي أبوه وجده وأخوته نعم وغيره، ولد في صفر سنة ست وأربعين بمكة وحفظ القرآن والرسالة لابن أبي زيد أو غالبها، ودخل القاهرة والشام واليمن للاسترزاق وزار المدينة النبوية.
أدكى - بكسر الدال المهملة وفتحها - صاحب مملكة الدست مات قتيلاً في سنة اثنتين وعشرين واستقر بعده محمد خان من ذرية جنكزخان.
أرخن بك بن محمد كرسجي عثمان أخو مراد بك ملك الورم، له ذكر في ولده سليمان.
أردبغا الظاهري برقوق نائب صفد في أيام الأشرف برسباي، وليها في سنة سبع وعشرين إلى أن مات بعد سنة ثلاثين.
أرسطاي الظاهري برقوق. كان في أيام أستاذه من أعيان أمراء الطبلخاناه وباشر فيها رأس نوبة كبير بحرمة وافرة عند المماليك ثم تولى الحجوبية الكبرى بالقاهرة في الدولة الناصرية ثم نيابة الإسكندرية حتى مات في العشر الأوسط من ربيع الآخر سنة إحدى عشرة واستقر عوضه في النيابة سنقر الرومي ذكره العيني وأهمله شيخنا.

أرغون شاه الإبراهيمي المنجكي الظاهري برقوق نائب السلطنة بحلب. كان أصله لإبراهيم بن منجك فتنقل حتى صار جمداراً عند الناس وخازنداراً وأرسله أيام يلبغا الناصري إلى حلب حاجباً فلم يمكنه الناصري وكاتب في الإعفاء فأجيب فلما قتل الناصر ولاه الظاهر نيابة صفد ثم طرابلس ثم حلب في سنة ثمانمائة وبها مات في العشر الأخير من صفر فيما قيل سنة إحدى ودفن خارج باب المقام بتربة بنت له، ويقال أن بعض الأكابر سقاه وقيل أن بعض العرب أغار على جمال له فتوجه في طلبهم ففروا منه فلج في أثرهم وغر بنفسه فأصابه عطش بحيث مات بعض من معه من أناس وخيول وضعف هو واستمر إلى أن مات، وكان حسن السيرة بل سار في حلب أحسن سيرة، قال شيخنا تبعاً لابن خطيب الناصرية وكان شاباً جسيماً عاقلاً عادلاً شجاعاً كريماً، ومن عدله أن غلمانه توجهوا لتحويل الملح الذي في أقطاع النيابة فاستكروا جمالاً فخرج عليهم العرب فنهبوهم فغرم لأصحابها ثمنها وإن شخصاً ادعى عنده في جمل عند صلاة الجمعة وجد به عيباً ليرده فاستمهله إلى أن يصلي فمات الجمل فغرم له ثمنه وقال نحن فرطنا.
?أرغون شاه البيدمري الظاهري برقوق، كان من مماليك بيدمر الخوازرمي نائب الشام فقدمه للظاهر فحظي عليه وجعله ساقياً خاصاً ثم أنعم عليه بأمرة عشرة ثم طبلخاناه وجعله رأس نوبة ثم قدمه وجعله أمير مجلس وكان شجاعاً جسيماً خيراً محباً في العلماء والصالحين ذا خلق حسن وتواضع تركي الجنس يفهم لغة العجم ولكن مع عجلة وقلة تثبت، قاله العيني قال وقد سمع على البخاري ومسلماً والمصابيح وقتل مع أيتمش في شعبان سنة اثنتين بقلعة دمشق وقد زاد على الثلاثين، زاد غيره وهو أبو المقام الناصري محمد بن الظاهر جقمق.
أرغون شاه السيفي تغري بردي أتابك غزة بعد تقدمة دمشق، مات في سنة تسع عشرة.
أرغون شاه النوروزي نورز الحافظي ويقال له المحمودي أيضاً عمل استدارية أستاذه فظلم وعسف فلما انقضت أيامه صودر ثم ولي الوزارة بعد الفخر بن أبي الفرج ثم قبض عليه وعوقب ثم نفي ثم عاد وولاه الأشرف الاستادراية مرة بعد أخرى ثم أضيفت إليه الوزارة أيضاً ثم عزل عنهما وصودر ثم أفرج عنه بطالاً ثم استقر في استادارية السلطان بدمشق حتى مات في حادي عشر رجب سنة أربعين، وكان أعور طوالاً مسمناً ظالماً عسوفاً من سيآت الدهر، ذكره شيخنا في أبنائه باختصار.
أرغون الناصري، مات سنة تسع عشرة.
أرغون السبعاوي الظاهر برقوق الأمير أخور، مات بطالاً ببيت المقدس في ذي القعدة سنة تسع عشرة وكان ديناً خيراً متواضعاً يميل إلى دين وخير وتلاوة وعدم خوض فيما لا يعنيه، وذكره شيخنا في أنبائه فقال: أرغون الرومي ولي نيابة الغيبة للناصر فرج وكان يرجع إلى دين وخير، مات في ذي القعدة بالقدس بطالاً.
أرغون الرومي. هو الذي قبله.
أرغون دوادار الزيني عبد الباسط.
أركماس من صفر خجا المؤيدي أحد أمراء العشرات ورأس نوبة ويعرف بأركماس الأشقر، مات في ويم السبت سلخ ربيع الثاني سنة ثلاث وخمسين بالطاعون وكان زائد الغفلة رحمه الله. أركماس الأشقر، هو الذي قبله.
أركماس الجاموس اليشبكي نسبة ليشبك الشعباني، أحد العشرات في أيام الظاهر جقمق؛ مات بالقاهرة في أواخر ربيع الثاني سنة ثلاث وستين وقد علت سنه.
أركماس الجلباني قرا سنقر الظاهري جقمق. رقاه المؤيد حتى صار أحد المقدمين بالديار المصرية ثم أعطاه نيابة غزة ثم نقله ططر إلى نيابة طرابلس ثم خرج إلى الطاعة فأمسك وأقام بالمدينة النبوية نحو عام ثم بالقدس زيادة على عشرة أعوام ثم ولي نظر القدس والخليل ونيابة القدس فلم تحمد سيرته فعزل وأعطى تقدمة بالشام ومات بالرملة في جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وحمل إلى القدس فقبربه، قال شيخنا في آخر سنة سبع وثلاثين من أنبائه: وقدم جماعة من المقادسة والخليلية يشكون من نائبها أركماس الجلباني أنواعاً من الظلم والأذية بجميع الطوائف ومما اعتمده أنه حبس القاضي شمس الدين البصروي وهو يومئذ قاضي الشافعية به وزعم أنه استنقذه من العوام لئلا يرجموه وحجر على المياه التي ببيت المقدس فختم على الآبار ومنع الناس من الاستسقاء منها إلا بثمن إلى غير ذلك فلما علم السلطان بسيرته أمر بعزله وقرر غيره في الأمر.

أركماس الطويل اليشبكي نسبة ليشبك الشعباني. ممن تزوج أخت النظام الحنفي واستولدها عضد الدين محمد النظامي الآتي، وكان خيراً باراً بالأيتام ونحوهم راغباً في زيارة مشاهد الصالحين بل قيل إنه ممن صحب أكمل الدين وابن عرب الزاهد نزيل الشيخونية وغيرهما، وحج وكان الظاهر جقمق يميل إليه ثم إينال بل هو ممن قدم رفيقاً له في الحلب؛ مات فيما قرأته بخط صهره النظام في نصف ليلة الجمعة ثامن عشر رمضان سنة أربع وأربعين وقد أسن فأكمل الدين مات في سنة ست وثمانين من ذكر القرن.
أركماس الظاهري برقوق. عمل نائب القلعة دمشق في أيام الظاهر ططر ثم قدم الأشرف برسباي بالقاهرة ثم عمله رأس نوبة ثم دوادارا كبيراً وطالت أيامه وتزايدت بالمفاصل الأمة مع ضخامته وعلو مكانته ولكنه لم يكن يعرف اللغة التركية فضلاً عن العربية ولما استقر الظاهر جقمق بقاه على الدوادارية الكبرى وفهم عدم استبقائه فبادر إلى الاستغفار والإذن له في الإقامة بدمياط فأجيب فأقام به مدة ثم عاد إلى القاهرة فأكرمه إكراماً زائداً، ولزم بيته حتى مات في شوال سنة أربع وخمسين وقد زاد على السبعين وصلى عليه السلطان بمصلى المومني وكان ديناً عاقلاً ساكناً رحمه الله.
أركماس من طرباي الأشرف قايتباي أحد خاصكيته ثم أبعده لنيابة طرابلس ثم نقله لدواداريته بحلب بعد قتل ازدمر نائب طرسوس ثم لدواداريته بالشام بعد موت جانبك الطويل وسافر مع المجردين. أركماس المؤيدي هو من صفر الماضي قريباً.
أركماس النوروزي أمير شكار. أصله من مماليك نوروز الحافظي ويلقب بالجاموس أيضاً؛ تأمر في الأشرفية برسباي عشرة وصار أمير شكار ثم ولي الكشف بالوجه القبلي غير مرة إلى أن قتل بالصعيد الأعلى في محاربة الزنج سنة خمس وأربعين تقريباً.
أركماس اليشبكي. هو الطويل: أركماس الجاموس هو النوروز قبله.
أركماس دوادار يلبغا المظفري قبل استقراره في الأتابكية ثم دوادار يشبك الأعرج الساقي أتابكية كان حسن السياسة عارفاً بالأمور مشكور السيرة قليل الشر، وولي نظر الأوقاف بعد موت قطلوبغا حجى، مات في المحرم سنة إحدى وأربعين، قاله شيخنا في أنبائه.
أرنبغا بضم الهمزة والموحدة بن عقبة المكي الباني، مات بها في المحرم سنة ثلاث وتسعين وكأنه سمي بذلك لمجيء تركي أو تأمره عند ولاته والظاهر أنه الآتي قريباً. أرنبغا الحافظي، في الذي بعده.
أرنبغا الظاهري برقوق. عمل أمير عشرة، ومات في حياة أستاذه في يوم الأحد خامس عشر ذي القعدة سنة إحدى. أرخه العيني ونسبه أرنبغا الحافظي. واقتصر شيخنا على اسمه أرنبغا فيمن مات من الأمراء أو ذبح.
أرنبغا اليونسي الناصري فرج عمل أمير عشرة ورأس نوبة في أيام الأشرف برسباي وجاور بمكة مقدماً على المماليك السلطانية سنين ثم جعله الظاهر من جملة الطبلخانات ثم قدم الأشرف إينال فلم تطل أيامه فيها، ومات في ربيع الأول سنة سبع وخمسين.
أزبك جحا السيفي قايتباي. أصله من مماليك نوروز الحافظي ثم صار لقانباي المحمدي نائب الشام وصاحب المدرسة المجاورة للشيخونية ثم بعده خدم المؤيد شيخ وصار خاصكياً ثم في الأيام الأشرفية برسباي صار أمير عشرة ومن رؤس النوب وعينه الظاهر جقمق للسفر إلى البلاد الشامية بالأعلام سلطنة العزيز فلما تسلطن هو كان ممن عصى فقبض عليه وسجن بالإسكندرية ثم بصفد حتى مات بقلعتها في سنة سبع وأربعين وهو في الكهولة وكان ذا مروءة وكرم مع إسراف على نفسه وخفة روح ومجون ودعابة ولذلك لقب جحا.

أزبك من ططخ الأشرفي ثم الظاهري جقمق. جلبه الخواجا ططج من بلاد جركس فاشتراه الأشرف برسباي في سنة أحدى وأربعين وكان مراهقاً ثم انتقل لولده العزيز واشتراه الظاهر جقمق وسمع وهو إذ ذاك عند الأمير تغري برمش الفقيه نائب القلعة في صفر سنة خمس وأربعين على ابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وابن بردس من أول مسند علي من مسند أحمد إلى قوله حدثني سويد ابن سعيد أخبرني عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي رفعه اطلبوا ليلة القدر، وهو المجلس الثالث بكماله، ووصفه التقي القلقشندي وهو القارئ في الطبقة بقوله: وهو لا يفهم من العربي كلمة، وكذا سمع على الأخيرين مع شيخنا ترجمة عبد الرحمن بن أزهر من المسند بالقراءة أيضاً إلى غير ذلك عليهم وما ذكره التقي لا يمنع كونه سماعاً، وأعتقه أستاذه ورقاه بحيث جعله ساقياً ثم عمله أمير عشرة في سنة اثنتين وخمسين عوضاً عن تمراز البكتمري المؤيدي المصارع ثم من رؤس النوب، ثم زوجه ابنته من مطلقته خوند مغلي ابنة الناصر بن البارزي وعمل لها مهماً حافلاً جداً واستولدها عدة كالناصري محمد وماتت في جمادى الأولى سنة سبع وستين فلما مات الظاهر دام فيما كان فيه من أمر الطبلخانات والخازندارية الثانية التي كان استقر فيهما بعد انتقال قراجا عنهما في أيام المنصور ولم تطل مدته حتى قبض عليه الأشرف أينال لكونه ممن قاتل مع ابن أستاذه في القلعة وحمل إلى الإسكندرية فأودع بها مدة ثم نقل إلى صفد فأودع بها ثم أطلق في أوائل سنة ثمان وخمسين ووجه إلى القدس بطالاً فأقام به على طريقة جميلة ولقيته هناك فأظهر تألمه من جماعة من المقادسة ونمهم عليه في كونه كل قليل يركب ومعه جمع كثيرون مع إن ذلك إنما وقع بالإذن له فيه للزيارة ونحوها ولم يلبث أن فرج الله عنه وأحضره الأشرف في سنة إحدى وستين بسفارة الجمالي ناظر الخاص وخوند البارزية واستعمال ابن السلطان وخوند في ذلك واختص بابن السلطان حتى كان يركب معه للصيد إلى أن أنعم عليه بعد قليل في التي تليها بأمرة عشرة جيدة بعد موت جانم الأشرفي البهلوان، واستمر في الترقي إلى أن صار أحد المقدمين؛ فلما أن قتل الظاهر خشقدم عظيم الدولة جانبك الدوادار وتنم كان من جملة المقدمين الذين سيرهم إلى الإسكندرية فقام الأشرف قايتباي وهو إذ ذاك شاد الشربخانات في مراغمته حتى جيء بهم قبل استيفائهم في المحل المأمورين بالتعويق فيه نصف يوم فأقل، وعاد صاحب الترجمة في أوائل سنة ثمان وستين على تقدمته فلم يلبث إلا يسيراً واستقل حاجب الحجاب في تاسع جمادى الأولى منها بعد انتقال بردبك الجمالي الظاهري عنها لنيابة حلب وتعزز زائد منه فدام فيها قليلاً ثم نقل إلى رأس نوبة النوب عوضاً عن تمربغا في أواخر رمضان من التي تليها ثم في ذي الحجة سنة سبعين تزوج بابنة أستاذه الثانية التي كانت زوجاً لجانبك الطريف بعد وفاته وأمها أم ولد تعرف بالقرقماسية نسبة للأتابك قرقماس الشعباني؛ واستولدها عدة كالتي صاهر أمير اخور قانصوه خمسمائة عليها لم يتأخر له منها بعد طاعون سنة سبع وتسعين فلما كان في أواخر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين أرسله الظاهر بلباي لنيابة الشام عوضاً عن برد بك البجمقدار المتخلف عند سوار وما كان بأسرع من استقرار الأشرف المشار إليه في المملكة فرسم بإحضاره وكان وصوله في عشري صفر من التي تليها وارتجت الديار المصرية لذلك حتى كان لقدومه من السرور ما لم يعهد نظيره غالباً وبرز الأكابر والأعيان فمن يليهم لملاقاته إلى قطيا فما فوقها ودونها بل نزل إليه السلطان الزبدانية ليلاً وابتهج به أتم ابتهاج وجلس معه ساعة بل ووضع بين يديه النمجاة وقال له أنت أحق مني فدعا له واستقر به في الأتابكية عوضاً عن جانبك قلقسين لتخلفه في القبض عليه عند سوار وبالغ الأمير في الامتناع لكونه حياً؛ ورسخت قدمه فيها وتكرر سفره قبل ذلك وبعده للبحيرة لعمل مصالحها غير مرة وللقبض على الأخذ لملاقاة الحجيج في سنة اثنتين وسبعين وللتجار يدمراراً متعددة وكذا للحج وأعظم حجارته التي في سنة تسع وسبعين فإنه برز من القاهرة في ثالث شوال وبدأ بالزيارة النبوية وأقام بها خمسة أيام ثم كان وصوله لمكة في تاسع عشر ذي القعدة ودام بها نحو شهر؛ وظهر من مكة في منتصف ذي الحجة بعد المحمل، ودخل القاهرة يوم  الثلاثاء سابع عشر محرم التي تليها وطلع من الغد فبالغ الملك في إكرامه كما أنه بالغ في إكرام خوند لما قدمت مع الركب الموسمي وهو بمكة بالمشي بين يدي محفتها من المدعي، وممن كان في ركب الأمير ذهاباً وإياباً الأميني الأقصرائي وفيه توفي ولده أبو السعود بعد بدر؛ وفي أيام أتابكيته جرف تلك الأماكن التي بخرائب عنتر وابتنى فيها جامعاً هائلاً وقصوراً منيعة وحماماً ووكالة بل أذن للأعيان ومن دونهم فابتنوا هناك أماكن على مراتبهم كل ذلك محاكاة لبركة الرطلي؛ وصارت محلاً للنزه ونحوها كهي ولكسر السد المتوصل لبركتها في أيام النيل يوم مشهود، ثم قرر بالجامع صوفية ومدرسين وقراء وغير ذلك بل عمل فيه خزانة لكتب العلم، وقد عمل بعض الفضلاء مقامة في المناظرة بين الأزبكية وبركة الرطلي وبالغ في نصح السلطان وكان كل منهما زائد الابتهاج بالآخر ولم أزل أشهد منه وأسمع مزيد التودد والثناء ولكن ليس عنده من الوسائط من يرشده لفعل ما لا أحب مشافهته به سيما وهو منفعل مع واحد من جماعته وذاك له أغراض وأهوية مع كون الأمير في حسن الصفاء وسرعة البادرة التي ربما جره التعرض لمن لا يظهر له حسن فعله كالبدر الدميري والتاج الأخميمي وأبي الطيب الأسيوطي وأبي الفتح السوهائي، وأبي الفضل المحلي الحنفي والعلاء الحصني والمحب بن هشام وعبد الرحيم بن الموفق عبد الرحمن العباسي، بل ومن الترك يشبك الجمالي في بعض التجاريد؛ ووثب على بردداره محمد بن إسماعيل بعد أن كان عنده بالدرجة العالية في قبوله وبالغ في إهانته والتضييق عليه وغير ذلك حتى استخلص منه ما يفوق الوصف؛ وبالجملة فهو من محاسن الأمراء له أوراد وأذكار وتهجد وتعبد وتواضع وحفظ لقدماء أصحابه وللمملكة به جمال.
أزبك من قايتباي ويعرف بجحا. مضى قريباً في أزبك جحا.
أزبك الأشقر الرمضاني الظاهري برقوق أمير طبلخناه ورأس نوبة، مات في ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول سنة ست ودفن من الغد وخلف شيئاً كثيراً استولى عليه الناصر، وكان عنده بمحل عظيم.
أزبك اليوسفي الخازندار ويقال له ناظر الخاص. ممن جلب هو وأزبك اليوسفي الشهير بفستق في الأيام العزيزية، وانتقل إلى الظاهر جقمق فأعتقه ورام توليته نظر الخاص ورقاه الأشرف قايتباي للتقدمة ثم أرسله أمير المحمل في سنة ست وثمانين وصار بعد برسباي قرا رأس نوبة النوب وسافر في عدة تجاريد شكرت شجاعته وفروسيته وديانته. أزبك خاص خرجي، يأتي قريباً في أزبك الظاهري برقوق.

أزبك الدوادار، مات بالقدس بطالاً في يوم السبت سادس عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون بعد أن فني به جميع أولاده وخدمه ثم ختم به أهل بيته، ذكره شيخنا في أنبائه باختصار وقال غيره: أزبك الظاهري برقوق تقدم في أيام نوروز بدمشق ثم حبس مدة إلى أن أطلقه المؤيد وأنعم عليه بأمرة خمسة بدمشق ثم قدمه الظاهر ططر بالقاهرة ثم في أيام ابنه عمل رأس نوبة النوب ثم استقر في المحرم سنة سبع وعشرين في الدوادارية الكبرى ثم نفي في سنة إحدى وثلاثين إلى القدس بطالاً فأقام به حتى مات، وكان جليلاً مهاباً وقوراً ديناً مع عقل ومعرفة وهمة عالية وفي إحدى عينيه خلل.
أزبك السمسماني المؤيدي. اشتراه المؤيد قبل سلطنته ثم صار خاصكياً ثم في أيام الأشرف إينال أمير خمسة وسافر مع المجردين إلى الجون وعاد وهو مريض فمات بالقاهرة في ذي الحجة سنة إحدى وستين عن نحو الثمانين.
أزبك الظاهري برقوق الدوادار، مضى قريباً.
أزبك الظاهري برقوق ويعرف بأزبك خاص خرجي لكونه كان خصيصاً عند أستاذه بحيث رقاه حتى صار من المقدمين مع كثرة شره وفتنه إلا أنه كان حسن الصورة مشهوراً بالشجاعة قتل في سنة سبع تقريباً.
أزبك الظاهري جقمق من ممالكيه وسقاته؛ مات بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين وشهد السلطان الصلاة عليه أزبك الظاهري جقمق هو أزبك الخازندار.
أزبك القاضي أحد الخاصكية ممن مات بمكة في المحرم سنة سبع وثمانين ودفن بالمعلاة وكان من الأجناد المقيمين بمكة مع الباشى.
أزبك الأشرف قايتباي قفص. ممن قتل حسبما كتب لي في الوقعة في رمضان سنة ثلاث وتسعين.
أزدمر الإبراهيمي الظاهري جقمق ويعرف بالطويل، كان بعد أستاذه وولده مبجلاً في الأيام الأشرفية فلما استقر الظاهر خشقدم أمرة عشرة ثم نفاه وقدمه الأشرف قايتباي ثم أعطاه الحجوبية بعناية الدوادار الكبير بعد تمر وقدمه على من هو أولى بها منه وآل أمره إلى أن نفي لمكة ثم جيء به في الحديد إلى أسيوط ثم جهز إليه من خنقه وذلك في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وكان شجاعاً فارساً مقداماً يتلو القرآن ويقرأ مع قراء الجوق رياسة مع فهم في الجملة وقوة نفس بحيث أدته إلى معاداته من كان السبب في ترقيه، ولهذا كان سبباً في إعدامه وخوض فيما لا يعنيه وسوء عقيدة واستخفاف بأمور الدين وتنكيل بكثير من الفقهاء وازدرائهم وبذل وكرم، وقد حارب الأمشاطي في استبدال بيت سكنه بالكبش فيما استطاع بل أغلظ عليه القاضي حين قال له بحضرة القضاة والأمراء وقد اجتمعوا بالبيت المشار إليه لعمل مصلحته فيه لو كان بيت في الجنة ما أخذته منك نسأل الله السلامة، واستقر بعده في الحجوبية الأمير برسباي قرا الظاهري.
ازدمر أخو أينال اليوسفي الظاهري برقوق عز الدين أحد مقدمي القاهرة ووالد يشبك الآتي. قتل في سنة ثلاث بظاهر حلب وهو والد فرح سبط الأشرف شعبان بن حسين، قال العيني كان من مماليك الظاهر فأعتقه وأحسن إليه ثم أمره طبلخانات ثم تغير عليه في فتنة عليباي ونفاه إلى الشام مما عمله ابنه الناصر مقدماً بدمشق وفقد في معركة حلب بعد أن قاتل قتالاً شديداً.
ازدمر الأزبكي معتق الأتابك أزبك. لم تكن له عنده وجاهة بل كان غالب أوقاته شاداً له في سبك الثلاث ثم أعتقه وبعد ذلك علم الأشرف قايتباي أنه ابن عمه فأنعم عليه ثم ولاه نيابة طرسوس فرحمه أهلها ثم ولاه سيس فخرج منها خائفاً يترقب قاصد القاهرة فوجه القاصد إليه في أثناء الطريق بتقليد حماة فرجع وباشر بعسف وقلة دربة وبنى قيسارية أخذ فيها من الطريق جانباً وتعدى وزاد ويقال أن أستاذه لام السلطان على جعله نائباً لعلمه بعدم تأهله لشيء ولم يلبث أن فتك به سيف ابن علي أمير العشير بظاهر حماة فقتله مع أتابك حماة طومانباه ولم يوارهما فحضر حمزة بن سفلسيس نائب حماة فواراهما وخرج الدوادار الكبير في عسكر لذلك فلم يظفر بطائل واستقر بعده في النيابة بخدمة جانم السيفي دوادار أستاذه جانبك الجداوي.
ازدمر تمساح من يلباي أحد المقدمين من مماليك الظاهر جقمق ولقب بتمساح لضربه له بين يدي أستاذه حج أمير المحمل غير مرة منها في سنة ثمان وثمانين وكنت ممن رجع في سنة أربع وتسعين في الركب معه فحمدت سيره وفضله وتواضعه وعلو شجاعته وسلامة صدره ثم سافر معه أيضاً في سنة ست وتسعين ونعم الأمير.

ازدمر من محمود شاه الظاهري جقمق الخازندار أحد المقدمين وصهر الأمير يشبك الفقيه على أنبته ويقال له المسرطن تأمر على الحج في سنة تسعين وخرج مع المجردين في سنة خمس وتسعين ثم أرسل نائباً لبعض البلاد ويذكر بخير مع إمساك.
ازدمر دوادار الظاهر برقوق أرخه المقريزي في سنة إحدى.
ازدمر دوادار الأشرف قايتباي بحلب بعد أن كان نائب طرسوس وقتله علاء الدولة مع وردبش صبرا.
ازدمر سيدي أوشا به أحد الأمراء الكبار نقل لنيابة ملطيه في أول سنة ثلاثين ثم رجع إلى حلب أميراً ومات بها في سادس ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وكان من مماليك الظاهر برقوق ثم صار من أتباع شيخ فلما تسلطن أمره قاله شيخنا في أنبائه وأرخه العيني في جمادى الأولى قال ولم يكن مشكوراً، وقال غيره أنه كان ذميم الأوصاف والأفعال وترجمه فقال ازدمر من على خان عز الدين الظاهري برقوق ويعرف بأزدمر سيا أحد مقدمي القاهرة ثم نائب ملطية ثم أحد أمراء حلب وبها مات في ربيع الآخر.
ازدمر من سربابق الأشرفي برسباي أمير منزل نزيل بيت منصور من حارة بهاء الدين، مات تجاه برشوم وهو راجع من بلد اقطاعه في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وكان خيراً وأظنه جاز السبعين.
ازدمر الصوفي الظاهري أحد أمراء الأربعين قيل أنه يحفظ الهداية ويذكر بخير ويتردد إليه أبو الخير بن الرومي ليقرئه.
ازدمر الظاهري جقمق قريب الأشرف قايتباي أمره عشرة ثم عمل أتباك حلب بعد قتل إينال الحكيم ونقله عنها قبل خروجه إليها لنيابة صفد بعد موت بلباي ثم لنيابة طرابلس بعد القبض على نائبها يشبك النحاسي فدام بها سنين إلى أن نقل لنيابة حلب لانتقال قانصوه اليحياوي عنها إلى الشام وكان ممن شهد وقعة الرها مع الدوادار الكبير وقطع أنفه وشفته مع القبض عليه فلما توجه جانبك حبيب رسولا من الأتابك أزبك بسبب الصلح المتضمن إطلاق المقبوض عليهم كان ممن أفرج عنه وجيء به إلى القاهرة مع الأتابك فأعطى إمرة مجلس وكانت شاغرة بموت لاشين ثم سافر باش التجريدة المجهزة لعلاء الدولة بن دلغادر في سنة ثمان وثمانين فلما قتل نائب جانبك المدعو ودربس أعيد لنيابة حلب وابتنى بها حماماً هائلاً وريعاً وكذا تربة بجوار الأنصاري عقب موت زوجته سورباي بل أسرع في بناء خان عظيم بالقرب من سوق الصابون.
ازدمر الظاهري برقوق. هو ازدمر أخو إينال.
ازدمر المزي أحد أمراء الطبلخانات بالقاهرة، مات في يوم الاثنين سابع عشري ربيع الأول سنة إحدى وكان جيداً عفيفاً ديناً. أرخه العيني.
أزدمر قصبة الأشرف برسباي أحد رؤس النوب وممن تأمر على الركب الأول سنة ثمان وثمانين واستقر أمير المراكز بمكة في سنة اثنتين وتسعين بعد موت شادبك ودام ضعيفاً لا يشهد جمعة ولا جماعة غالباً مع شدة ظلمه وقبح يامه ثم صرف في سنة خمس وتسعين ولم يؤذن له في المجيء ثم رجع في موسم التي تليها ويلبغا أحد العرب يحل محله.
أزدمر المسرطن. تقدم قريباً. أزدمر من علي جان. تقدم قريبا.
أزدمر الناصري نسبة لجالبه ناصر الدين الظاهري برقوق، أحد مقدمي القاهرة وفرسانها فقد في سنة أربع وعشرين.
أزدمر من يشبك الظاهري جقمق ويعرف بالفقيه. تنقل حتى صار أمير عشرة في دولة الأشرف قايتباي ثم أنعم عليه بطبلخاناه عند رجوعه من وقعة أذنة ثم سافر صحبة قانصوة الشامي إلى حلب.
اسحق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن كامل التاج التدمري خطيب بلد الخليل. قال شيخنا في أنبائه ذكرانه أخذ عن قاضي حلب الشمس محمد بن أحمد بن المهاجر وعن شيوخنا العراقي رابن الملقن وغيرهما وأجاز له ابن الملقن في الفقه، ومات ليلة مستهل شوال سنة ثلاث وثلاثين، قلت وأرخه ابن حسان عن من يثق به من أهل الضبط في يوم الأربعاء ثامن رمضان ورأيت له كتاباً سماه مثير الغرام إلى زيارة قبر الخليل عليه السلام وكأنه ابن أخ لشيخنا محمد بن أحمد بن محمد بن كامل الآني.

اسحق بن إبراهيم بن إسماعيل وقيل في أبيه سعد بن إبراهيم النجم الإمامي لكونه فيما قيل ينسب لأبى منصور الماتريدي القرمي ثم القاهري الحنفي قاضي العسكر. مات في ثالث صفر سنة ثمانين وقد زاد على الثمانين وكان بيده مع قضاء العسكر تدريس القانبيهية جوار الشيخونية والتربة المقدمية وغيرهما وكان يرخي العذبة ويركب البغلة وتردد للسلطان فمن دونه من الأمراء وأقرأ الطلبة وممن أخذ عنه العربية والمعاني والبيان الزين عبد الباسط خليل بن شاهين بل أخذ عنه ابتداء البرهان الكركي الإمام وكان وخيراً سليم الفطنة أكثر ابن الشحنة من أذيته وتسليط كمال الدين بن أبي الصفا على الجلوس فوقه محتجاً بشرفه فالله حسيبه، وهو ممن سمع بالقاهرة على ابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وابن بردس في المسند وغيره بقراءة التقي القلقشندي ولا أستبعد أخذه عن شيخنا بل بلغني أنه أخذ عن حافظ الدين البزازي فيحرر.
اسحق بن إبراهيم بن محمد بن علي بن قرمان الماضي أبوه. عهد إليه أبوه بمملكة بلاد قرمان مع كونه متأخراً عنده لكن لكراهته في محمد بن عثمان متملك الروم لكون أم بقية أولاده منهم بحيث كان يقول إن دام ملك إسحاق فاسم بني قرمان باق وإن انتزعه أحد من بقية أولادي صار الاسم لأعدائنا بني عثمان فكان كذلك لم يلبث أن عصى على اسحق سائر إخوته وقام بنصرهم ابن عمتهم محمد بن عثمان فكانت حروب انكسر فيها وخاب ظنه في مساعدة صاحب مصر له وتوجه إلى حسن بك بن علي بك بن قرابلك متملك ديار بكر فمات هناك غريباً في أواخر المحرم سنة سبعين واشتهر إخوته بمملكة ابن قرمان غير أنهم مع ابن عثمان كاقل النواب والاسم لهم.
اسحق بن أسعد بن إبراهيم النجم القرمي. مضى قريباً في ابن إبراهيم بن إسماعيل.
اسحق بن داود بن سيف أرغد ملك الحبشة وصار بحر الملقب الحطي ومعناه السلطان هلك أبوه في سنة اثنتي عشرة كما سيأتي بعد أن طالت مدته فأقيم بعده ابن له اسمه تدروس فهلك سريعاً فأقيم بعده هذا فطالت مدته وفخم أمره وهلك في سنة ثلاث وثلاثين فاستقر بعده ابنه اندراس ثم عمه حرنباي بن داود ثم سلمون بن إسحاق ولم تطل مددهم بل كانوا في سنة واحدة وفتح الله عليه بتزايد جيش جمال الدين بن سعد الدين محمد وتأييده عليهم وفتحه المتوالي لبلادهم. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار والمقريزي في عقوده مطولا.

إسحاق بن عبد الجبار بن محمود بن فرفور الحسيني القزويني. انتمى للشيخ محمد بن قاوان وتزوج ابنته من ابنة عمهم قبائل ونال وجاهة وماتت زوجته تحته بالقاهرة فلم يكن ذلك بقاطع لصهره عن تقريبه بل زادت وجاهته وقدم القاهرة معه وبمفرده غير مرة وتولع يسيراً بالاشتغال في النحو والصرف وأصول الدين وصار له إحساس في الجملة ودخل دمشق فما فوقها وزار بيت المقدس ورجع في موسم سنة تسع وثمانين إلى مكة فواجه القاصد بموت صهره فعاد لينظم الأمر لورثته وقاسى في رجوعه مشقة وما سلم إلا ببذل مال ولما قدم نزل في تربة السلطان وهرع الناس لتعزيته وكنت منهم ثم تحول لقاعة الماحوزي وتزوج ست الخلفاء سبطة ابن البلقيني وابنة أمير المؤمنين واغتبط بها وبعد أشهر سافر في البحر صحبة الخواجا علي بن ملك التجار محمود خواجا جهان بن قاوان وكان قدم في الركب الموسمي واستمر الشريف بمكة حتى بلغته وفاة زوجته فبقي يسيراً ثم عاد إلى القاهرة بعد أن زار المدينة في وسط السنة ومعه الشهابي بن حاتم المغرب وكذا زار الطائف وبعد ضعفه بمكة أشهراً بحيث كاد أن يموت وأعرض عن تركتها، كثر تردد الناس إليه بالقاهرة حتى كان ممن يجيئه للعب الشطرنج الجمال عبد الله المكوراني وربما قرأ صاحب الترجمة عليه ورام القراءة على فرفضه بعض أصحابنا حسبما بلغني ولله الحمد ولم يتخلف عن المجيء إليه من الأمراء كبير أحد بل اجتمع عنده الأتابكي وأمير سلاح ومن دونهما من المقدمين فضلاً عن غيرهم ويقال أن له عند الملك وجاهة بحيث انتمى إليه بسببها غير واحد مع كونه متوسط الحال في الإحسان إلا لمن ينهض للتقصير في جانبهم، ولما قدمت مكة في موسم سنة ست وتسعين قصدني بالسلام بالإهداء وسمعت أنه تزوج ابنة أخرى للشيخ محمد من أمه ورايته على خير من طواف وأدب، وتزايدت وضاءته، وشكالته وعمل في سنة سبع وتسعين وليمة للمولد النبوي سمعت من يصف سماطها بأمر عظيم وأن الكلفة له ترتقي لمئين من الدنانير؛ وعم الناس بالإرسال منها ورأيته زائد الإعجاب بنفسه بحيث يرقى نفسه على صاحب الحجاز بل قال لي إنه رجح نفسه على الخيضري عند السلطان وأرسلت له بمؤلفي في أهل البيت؛ كل هذا مع تردد بعض أصحابه من العجم لقراءته عليه وصار ممن يرغب في لتردد إليه إما للرغبة أو الرهبة بحيث أنه ربما يوصى له بعض التجار، ورأيت بعض أهل بلاده يصف أوليته بالتقلل الزائد وإن ما فيه من الثروة من جهة صهره سيما وقد قسمت لتركة على وجه لا أخوض فيه والله أعلم بحقيقة أمره اعتقاداً وانتقاداً وتعففاً وتشرفا.
إسحاق بن عبد الله بن بلال الفراش بمكة أخو أحمد الماضي ومحمد وقريب أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بلال الماضي.
إسحاق بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم التاج والشرف بن السراج بن الشمس الجعبري الخليلي. ولد في شعبان سنة ثمان وستين وثمانمائة بالخليل ونشأ بها وحفظ المنهاج وألفية النحو واشتغل يسيراً وقدم القاهرة فسمع من المسلسل ورجع فمات في العشر الأخير من جمادى الثانية سنة أربع وتسعين ودفن بتربة الرأس إلى جانب والده أرخه ابن أخيه الصلاح خليل ووصفه بالشيخ العالم الفاضل.
إسحاق بن أبي القسم بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن عبد الله أبو يعقوب الناشري. ولد سنة اثنتين وثمانمائة وحفظ الشاطبية وجل الحاوي واشتغل في العربية على الشرف إسماعيل البومة وسمع من جده وأخويه محمد وإبراهيم وناب عن ثانيهما في الأحكام الفخمة وكان فقيهاً صالحاً ذكره العفيف ولم يؤرخ وفاته.
إسحاق بن محمد بن إبراهيم التاج أبو البركات التميمي الخليلي الشافعي سمع من أبي الخير بن العلائي الصحيح وحدث به وممن سمع منه أحمد بن عبد العالي الماضي وكذا سمع منه بسنباط العز عبد العزيز بن يوسف كما سيأتي.

إسحاق بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى الجمال بن الجلال بن العز بن ناصر الدين الفالي الشافعي. ولد سنة سبع وثمانين وسبعمائة وأخذ أكثر العلوم عن والده وأقام في تحقيق الحاوي عليه خمس سنين وبرع في الفقه وأصوله وتصدى بعد موته للتدريس والإفتاء وقصر أوقاته على ذلك حتى تخرج به الفضلاء وعول على فتاويه بين الإجلاء انتهت إليه الرياسة هناك في العلوم الشرعية بحيث بلغني عن السيد الصفي الأيجي أنه قال هو في هذا العصر مثل إمام الحرمين وناهيك بهذا من مثله وكان مهاباً موقراً معظماً عند السلاطين وعرض عليه غير مرة القضاء فآبى.
مات في المحرم سنة سبعين رحمه الله أفادني ترجمته بعض ثقات أقربائه ممن حمل عني.
إسحاق النجم القرمي قيل أنه ابن إبراهيم بن إسماعيل أو بن سعد بن إبراهيم وهو أصح مضي أسد الله بن لطف الله بن روح الله بن سلامة الله المظفر أبو الليث بن النظام بن الفخر بن العز الحسيني الكازروني ثم الشيرازي فاضل قدم قريب الأربعين فأخذ عن شيخنا بقراءته وقراءة غيره ومما قرأه عليه المتباينات وشرح النخبة وقال قراءة بحث واستفادة تشتمل على دلالة الفهم الثاقب والإفادة وكذا قرئ عليه في البخاري وكان كل قليل يمده بألف درهم فلما رام الرجوع تكلم له شيخنا ابن خضر في شيء يتزود به فأمر له بثلثمائة فتأثر السائل والمسئول له وسافر فحين وصوله لبيت المقدس توفي قبل فراغ المبلغ المعين فعد ذلك من كرامات شيخنا.
أسد بن البسيلي ثم القاهري أحد تجار الشرب ممن حج كثيراً وجاور وعامل ويظهر تودداً ولكنه لم يخرج عن جل أقاربه وأظن بينه وبين زوجة الزيني زكريا قرابة أصلحه الله.
أسعد بن علي بن محمد بن محمد بن المنجا بن محمد بن عثمان بن المنجا الوجيه أبو المعالي بن العلاء أبي الحسن بن الصلاح بن الشرف بن الزين ابن الوجيه التنوخي الدمشقي الحنبلي ويعرف كسلفه بابن المنجا، ولد بدمشق قبيل القرن بيسير فأبوه مات في رجب سنة ثمانمائة ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس الليثي وحفظ الخرق وألفية ابن مالك وعرضهما على العز البغدادي القاضي وغيره وبالعز وكذا بالشرف بن مفلح تفقه وناب في القضاء بدمشق وباشر نظر المسمارية وتدريسها وحج وزار بيت المقدس وأحضر في صغره على ابن قوام والبالسي وغيرهما وحدث سمع منه الطلبة ولقيته بدمشق فسمعت عليه أشياء وكان خيراً متواضعاً محباً في الحديث وأهله وبهي الهيئة مرضي السيرة عريقاً في المذهب، مات في سلخ المحرم سنة إحدى وسبعين وصلى عليه في يومه بالجامع المظفري ودفن بتربتهم جوار دارهم غربي الرباط الناصري من سفح قاسيون.
أسد بن محمد بن محمود الجلال الشيرازي البغدادي ثم الدمشقي الحنفي. ذكره شيخنا في أنبائه وقال أنه قدم بغداد في صغره فاشتغل على الشمس السمرقندي في القراآت والقرآن والفقه ثم حضر مجلس الكرمائي وقرأ عليه البخاري كثيراً وجاور معه بمكة وكان يقرئ ولديه وغيرهما في النحو والصرف وغير ذلك مع سلامة باطن ودين وتعفف وتواضع وخط حسن وقدم دمشق وولي أمامة الخانقاه السميساطية بها ودرس وأعاد وحدث وأفاد مات بها في جمادى الآخرة سنة ثلاث وقد جاز الثمانين انتهى ملخصاً، وذكره التقي الكرماني أحد من أشير إليه أنه قرأ عليه وقال قرأت عليه القرآن والشاطبية وغيرهما وكان فاضلاً في القراآت والنحو والصرف واللغة وفقه مذهبه مشاركاً في غيرها مع حسن الصوت بالقرآن والحديث وهو كان القارئ للبخاري بمجلس والدي مدة طويلة بل لازم مجلس والدي نحو ثلاثين سنة وجاور معه بمكة ولزمه حتى مات، ولما قدم علينا الشيخ نور الدين الزرندي الحنفي سمعنا عليه بقراءته وارتحل بسبب الفتنة اللنكية في سنة خمس وتسعين عن بغداد إلى دمشق فأقام بها بعد زيارته القدس والخليل حتى مات عن نيف وستين أو سبعين ودفن بظاهر دمشق رحمه الله.
اسكندر شاه بن أميرزة عمر شيخ بن تيمورلنك أخو محمد الآتي ملك شيراز من بلاد فارس بعد قتل أخيه في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وأحضر قاتل أخيه فعتبه فقال له ما علمت في حقك إلا خيراً فلولا قتلته ما وصلت للمملكة فبادر بقتله لئلا يقال أنه كان بدسيسة منه مع عدم ذلك وكان ذلك في سنة ثمان عشرة.

اسكندر بن قرا يوسف بن قرا محمد بن بيرم خجا لتركمان متملك تبريز وما والاها وأخو جهانشاه الآتي ملك البلاد بعد موت أبيه سنة ثلاث وعشرين كما سيأتي فدام مدة وخربت البلاد في أيامه من كثرة حروبه وشروره إلى أن مات ذبحاً على يد ابنه قوماط شاه في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وهو إذ ذاك محاصر بقلعة النجباء من أخيه جهانشاه وكان شجاعاً مقداماً أهوج فاسقاً لا يتدين بدين. ذكره المقريزي في عقوده مطولاً.
اسكندر دلال العقارات؛ مات في ليلة الجمعة حادي عشر شعبان سنة ثمان وسبعين وكان خاتمة أرباب طائفته ومع ذلك فمستراح منه لما كان عنده من الإقدام على أوقاف المسلمين وعدم احترامها مع إزراء هيئته واحتكار صنعته وخلفه طلماس.
أسلم بالسين أو بالصاد هو أحمد بن اسحق بن عاصم بن محمد بن عبد الله. مضى.
إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن عجيل اليماني الفقيه الصالح، مات في سنة ثمان وعشرين ورثاه الشرف بن المقرئ بقوله:

وما موت إسمعيل موت مجاور

 

إذا مات أبكى ابنا وأوحش منزلا

ولكنه موت رمى كل مـنـزل

 

بما أرمل الناشين فيه وأثـكـلا

وابن الجزري بقوله:

يرحم الله سيداً كـان فـرداً

 

في الندي والعلا إماماً جليلا

لو يفدي بالروح كان قلـيلاً

 

ليس بدعا فداء إسمـعـيلا

إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل المجد الغمراوي ثم القاهري الشافعي. حفظ القرآن واشتغل قليلاً عند الجوجري والعلاء الحصني والبدر بن أبي السعادات البلقيني وابن خطيب الفخرية وكذا أخذ عني وآخرين وحدج وجاور مع الرجبية وتزوج ابنة ابن أخي المقريزي، وكتب الكثير بخطه وتكسب قليلاً من الشهادة بل ناب وقتاً في بعض القرى عن قضاتها ثم أعرض عن ذلك كله لعدم ظفره منه بطائل واختص بالشرف بن البقري وأقرأ أولاده وارتقى بذلك حتى مات في ربيع الآخر سنة ست و ثمانين فجأة سقط عن ظهر دابة فانقطع نخاعه وكان له مشهد حافل وأظنه جاز الأربعين وكان صالحاً متودداً ساذجاً رحمه الله.
إسماعيل بن إبراهيم بن بكر السويري الزبيدي اليماني الشافعي، ولد سنة أربع وثماني مائة بزبيد ونشأ بها فأخذ عن جماعة منهم محمد بن موسى الجلاد الفرضي والشرف بن المقرئ والطيب الناشر والكمال موسى الضجاعي الفقه والحديث وسمع على ابن الجزري والبرشكي وغيرهما وعمر حتى مات في سنة ثمان وثمانين بزبيد؛ وكان خيرا وممن أخذ عنه الفاضل عبد الرحمن بن علي بن محمد الآتي وأفاد ترجمته.
إسماعيل بن إبراهيم بن جوشن سيأتي فيمن جده محمد.
إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن عمر المجد القلعي القاهري الشافعي، ولد في شعبان سنة ثلاث عشرة وثماني مائة بقلعة الجبل ونشأ بها فقرأ على النور علي ابن أحمد الكردي الرفاعي ثم جوده بمكة على الشيخ علي الديروطي وقرأ على القاياتي ربع العبادات من المنهاج وعلى ابن المجدي كشف الحقائق في حساب الدرج والدقائق من تصنيفه مع عدة رسائل وأخذ الفن من قبله عن الكوم الريشي وأدام الاشتغال في التقويم والأحكام حتى برع في ذلك ثم ترك التقويم بإشارة التقي المقرزي أحد المهرة فيه وأكثر من التردد للتقي المذكور حتى قرأ عليه علوم الحديث لابن الصلاح ولم ينفك عنه حتى مات وسمع من لفظ شيخنا في الإملاء حديثاً واحداً وكذا سمع على ابن بردس وابن ناظر الصاحبة والزين الزركشي وبمكة على أبي الفتح المراغي وغيره وأكثر بأخرة عن بقايا من الشيوخ لإسماع أولاده ومن ملازمة مجلسي في الإملاء وغيره وكتبها عني وحج غير مرة وجاور سنة وكان خيراً متودداً سخياً حسن العشرة تام العقل كثير الأدب مائلاً للفقراء والغرباء كتبت عنه من نظمه فيمن اسمها ألف

على وصالي عاذليمن جهل لام ألفوجاءني يعذلنيقلت له لام ألف

وكتبت عنه غير ذلك مما أوردته في معجمي؛ مات في شعبان سنة أربع وتسعين رحمه الله.

إسماعيل بن إبراهيم بن خضر عماد الدين بن برهان الدين الناصري، نسبة للناصرة قرية من صفد الدمشقي النفي أخو الفاضل محيي الدين الملقب كبيش المعجم وصاحب الترجمة أسن فمولده قريب سنة أربعين وثمانمائة وكان أبوهما شاهداً وخدم هذا العلاء بن قاضي عجلون وترقى عنده ولكن مع ذلك لم يستنبه فلما استقر الشرف ابن عيد استنابه بمرسوم سلطاني قيل إنه تكلف لأجله بخمسمائة دينار ثم ناب عن التاج بن عربشاه وامتنع من النيابة عن ابن القصيف ثم استقل بعده في سادس عشري رجب سنة ست وثمانين وحمد مع جهله في سياسته ودربته مع إلمام بالتوقيع وحسن الخط والشكالة والعمة بحيث انفرد بحسن عمامته؛ وقدم القاهرة غير مرة في سنة إحدى وتسعين ثم أودع المقسرة ودام مدة ثم أطلق ثم أعيد إليها.
إسماعيل بن إبراهيم بن أبي رحمة العماد أبو الفدا بن البرهان الجعبري ممن قرأ على البرهان الحلبي سيرة ابن سيد الناس ووصفه بالشيخ الفاضل الصالح الخير المحصل وأرخ قراءته في ربيع الثاني سنة ست وثلاثين ودعا له بقوله نفع الله به ونفعه.
إسمعيل بن إبراهيم بن شرف. يأتي فيمن جده محمد بن علي بن شرف قريباً.
إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي العقيلي الجبرتي ثم الزبيدي الشافعي. ذكره شيخنا في معجمه فقال صاحب الأحوال والمقامات لقيته بزبيد ولأهلها فيه اعتقاد زائد على الوصف وكان يلازم قراءة سورة يس ويأمر بها ويزعم أن قراءتها لقضاء كل حاجة ويروى فيها حديث يس لما قرئت له، وأول ما اشتهر أمهره في كائنة زبيد لما حاصرها الإمام صلاح الدين الهروي إمام الزيدية فقام هو في ذلك وبشر السلطان بالنصر وانهزام الإمام فوقع كما قال فصارت له عنده منزلة ملجأ لكل أحد أما أهل العبادة فللذكر والصلاة وأما أهل البطالة فللسماع واللهو وأما أهل الحاجات فلجاهه، وتلمذ له أحمد بن الرداد ومحمد المزجاجي فجالسا السلطان، وكان الشيخ مغرماً بالرقص والسماعات داعية لمقالة ابن عربي يوالي عليها ويعادي بسببها وبلغ في العصبية إلى أن صار من لا يحصل نسخه من الفصوص تنقص منزلته عنده واشتد البلاء بأهل السنة به وبأتباعه جداً وقد حدثني عن الحافظ أبي بكر بن المحب بالإجازة وعن أبي محمد بن عساكر بالإجازة العامة لأنه كان يذكر إن مولده سنة بضع عشرة ووقفت على استدعاء بخط النجم المرجاني مؤرخ سنة ثمان وثمانين فيه اسمه أجاز لمن فيه أهل ذاك العصر كأحمد ابن إبراهيم بن يونس بن حمزة وعمر بن أحمد الجرهي ومحمد بن أحمد بن خطيب المزة ومحمد بن أحمد بن الصفي الغزولي ومحمد بن محمد بن داود بن حمزة ومحمد بن محمد ابن عوض وآخرون وفيه يقول شاعر اليمين الجمال الذوالي من قصيدة وكان منحرفاً عنه معتقداً لصلاح صالح المصري وكان صالح هذا صاحب كرامات فقام على إسماعيل وأتباعه فتعصبوا عليه وأخرجوه إلى الهند:

صالح المصري قالوا صالح

 

ولعمري إنه للمنـتـخـب

كأن ظني أنه مـن فـتـية

 

كلهم أن تمتحنهم مختـلـب

رهط إسماعيل قطاع الـري

 

ق إلى اله وأرباب الـريب

سف حمقى رعـاع غـاغة

 

أكلب فيهم على الدينا كلـب

تخـذوا دينـهـم زنــدقة

 

فاستباحوا اللهو فيه والطرب

وقال في الأنباء أنه ولد سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة على ما ذكر وتعانى الاشتغال ثم تصوف وكان خيراً عابداً حسن السمت والملبوس مغري بالسماع محباً في مقالة ابن العربي وكنت أظن أنه لا يفهم الاتحاد حتى اجتمعت به فرأيته يفهمه ويقرره ويدعو إليه حتى صار من لم يحصل كتاب الفصوص من أصحابه لا يلتفت إليه، وكان الأشرف قد عظمه بسبب أنه قام معه عند حصار الإمام صلاح الزيدي بزبيد فاعتقده وصار أهل زبيد يتقرحون له كرامات وكان يداوم قراءة سورة يس في كل حالة ويعتقد فيه حديثاً موضوعاً وأراني جزءاً جمعه له شيخنا المجد الشيرازي في ذلك وقام عليه مرة الشيخ صالح المصري فتعصبوا عليه حتى نفوه إلى الهند ثم كان الفقيه أحمد الناشري عالم زبيد يقوم عليه وعلى أصحابه ولا يستطيع أن يغريهم عماهم فيه لميل السلطان إليهم وقد حدث بالإجازة العامة عن القسم ابن عساكر وبالخاصة عن أبي بكر بن المحب انتهى. وكان تحديثه بالأربعين التي من جمالة شيخنا ولقبه فيها كما قال الجمال بن الخياط بشيخ الإسلام هادي الأنام وأطنب في الثناء عليه وكذا بالغ في تعظيمه أبو الحسن الخزرجي في تاريخه وكناه أبا الفداء وأرخ مولده بشعبان سنة اثنتين وعشرين قال وكان في أول أمره معلم أولاد ثم اشتغل بالنسك والعبادة وصحب الشيوخ ففتح عليه وتسلك على يديه الجم الغفير وبعد صيته وانتشرت كراماته وارتفعت مكانته عند الخاص والعام وبالغ الأشرف إسماعيل بن العباس في امتثال أوامره وكان مسكنه ومنشأه بزبيد إلى آخر كلامه، وممن أخذ عنه وبالغ في تعظيمه أيضاً الشرف أبو الفتح المراغي ولبس الخرقة من السراج أبي بكر بن محمد الصوفي، وقال العفيف الناشر ما نصه القائم برياسة الصوفية في وقته من جملة السادات وأرباب الجد في المجاهدات نافذ الكلمة مع الملوك فيمن دونهم ومناقبه كثيرة وفي أصحابه كثرة، وقد رأيت من أصحابه جماعة كلهم يعظمهم ويذكر عنه فضائل جمة لا تنبغي إلا لذي ولاية عظيمة ومرتبة جسيمة وقد لبست الخرقة من يد أبي الفداء إسماعيل بن إبراهيم الحنفي شيخ نحاة عصره بلباسه لها منه انتهى. ومنن طول ترجمته المقريزي في عقوده وصدرها بالهاشمي العقيلي الشافعي. مات في نصف رجب سنة ست وله بضع وثمانون سنة.
إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله العماد أبو الفدا حفيد شيخنا الخطيب الجمال بن جماعة الكناني المقدسي الشافعي أخو النجم محمد الآتي والماضي أبوه. ولد في ثالث عشري رمضان سنة خمس وعشرين وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والمنهاج الفرعي وجمع الجوامع والحاجبية وعرض على جماعة كالشهاب بن المحمرة والتقي القلقشندي وقدم القاهرة غير مرة وقرأ على شيخنا شرح النخبة في مجالس متعددة وأثنى عليه وعلى الجلال المحلي شرحه لجمع الجوامع وغيره سرداً أيضا، ولازم غيرهما وسمع الحديث بها من العز بن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة وببلده من أهلها والقادمين إليها، وحج فلم يسمع هناك شيئاً بل ولا سمع معي إذ وصلت إليهم إلا اليسير وأجاز له جماعة وذكر لي أنه سمع على عائشة ابنة العلاء الحنبلي وكذا المسلسل على التدمري وأنه أخذ عن الشهاب بن رسلان وفي هذا نظر، وخرج لنفسه معجماً سماه ملتمس القناعة وكذا خرج لجده مشيخة وعشاريات انتزعها من عشاريات شيخنا وغيره وعليه في كليهما مؤاخذات وبلغني أنه شرع في شرح الشفا وكذا قيل أنه شرح ألفية الحديث وبالجملة فكان ذكياً فاضلاً ظريفاً متعففاً عن كثير مما يرمي به أبوه منجمعاً عن الناس مع تساهل وترفع. مات في إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن شرف. يأتي قريباً.
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن أحمد البصري الماضي أبوه وأخوه إبراهيم والآتي حفيده محمد بن عبد العزيز ويعرف بابن زقزق.

إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن شرف بن مشرف العماد أبو الفدا القدسي الشافعي ويعرف بابن شرف وربما قيل فيه إسماعيل بن إبراهيم بن شرف أو إسماعيل بن شرف أو ابن إبراهيم بن علي بن شرف. ولد سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين وسبعمائة الشك منه ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن وكتباً وسمع على أبي الخير بن العلائي ولازم الشهاب بن الهائم حتى قرأ عليه غالب تصانيفه وانتفع به جداً بحيث صار إماماً في الحساب مطلقاً بأنواعه وفي علوم الوقت على اختلاف أوضاعه رأساً في الفرائض عالماً بالفقه مبرزاً في النحو وغيره من علوم الأدب متقدماً في الأصول بحراً في المعقول والمنقول محققاً ورعاً عالماً عاملاً حسن الخلق لين الجانب ولم يقتصر في الأخذ عنه بل أخذ عن جماعة كالشمسين القلقشندي والبرماوي والحسام حسن بن علي الخطيبي الأبيوردي قدم عليهم القدس سنة أربع عشرة، وحج وارتحل إلى القاهرة وغيرها وأخذ عن البرهان البيجوري والجلال البلقيني وشيخنا والولي العراقي وخصه بمزيد الملازمة في الفقه وغيره وهو السبب في إكمال شرحه للبهجة حسبما كان الولي يخبر به، وسمع الحديث على ابن العلاء ببلده كما تقدم وعلى الشرف بن الكويك وغيره بالقاهرة، وتجرع الفقر حتى أنه أول ما قدم القاهرة كان فيما بلغني يبيع البطيخ المحزور ليلاً على باب جامع الأزهر بالفلس ونحوه فلما بلغ الولي ذلك شق عليه واستقر به في تعليم أولاد ولده تاج الدين ليرتفق بالغداء معهم وبماله من جامكية وحينئذ قرأ عليه الشر ف المناوي مصنفاً لابن الهائم ي الحساب وذلك سنة عشرين وكذا قرأ عليه غيره من جماعة الولي، ورجع إلى بلده فأقام به وصار أحد أركان العلم هنا وتصدى لنشر العلم فانتفع به جماعة كابن حسان وابن أبي شريف والبقاعي ولم يكن ناظراً إلى الدنيابل توجهه للعلم وله تصانيف عديدة وأوضاع مفيدة منها توضيح لبهجة الحاوي في مجلدين بل وشرحها شرحاً مطولاً كتب منه إلى صلاة الجمعة أسفاراً ونظم أدلتها وشرح التنبيه ومصنفات شيخه ابن الهائم وكتب على ألفية شيخه البرماوي في الأصول توضيحاً حسناً مفيداً واختصر ألغاز الأسنوي وطبقات الشافعية إلى غير ذلك من المجاميع المفيدة كل ذلك مع الجماعة وتقلله وطرحه للتكلف ومداومة الخلوة للكتابة والتصنيف بحيث كتب بخطه سوى تصانيفه أشياء، وله نظم قليل متوسط ولم ينفك عن ذلك حتى مات بعد ظهر يوم الثلاثاء عشري ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه بعد صلاة العصر عند المحراب الكبير بالمسجد الأقصى تقدم الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله ثم دفن بمقبرة الساهرة رحمه الله وإيانا؛ ومن نظمه كما نقلته من خطه مما قاله بمكة بعد دخوله البيت المعظم:

طوباى طوباى في سعين وفي سفري

 

وقد دخلت لـبـيت الـلـه مـولاي

حاشاى حاشاى من خزى ومن نـدم

 

ومن عذابي في موتـي ومـحـياي

من بعد وعد إلهي بالأمـان لـمـن

 

يدخل إلى البيت يا بشراي بشـراي

وقد سبقه السلفي فقال:

أبعد دخول البيت والله ضامن

 

يبقى قبيح والخطايا الكوامن

فحاشا وكلا بل تسامح كلهـا

 

ويرجع كل وهو جذلان آمن

إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن موسى المجد أبو الفداء الكناني البلبيسي الأصل القاهري الحنفي القاضي. ولد سنة ثمان أو تسع وعشرين وسبعمائة واشتغل في الفقه والفرائض والحساب، وممن تفقه به الفخر الزيلعي ورافق الجمال الزيلعي المحدث فأكثر من سماع الكتب والأجزاء بقراءته بل وطلب بنفسه وحصل بعض الأجزاء وسمع من أصحاب النجيب والعز الحرانيين كأحمد بن كشتغدي وبني الفيومي الثلاثة إبراهيم ومحمد وفاطمة ومحمد بن إسماعيل الأيوبي والميدومي، وتخرج بمغلطاي والتركماني وبرع في الفرائض والأدب وكتب بخطه تذكرة مشتملة على فنون وخمس البردة وغير ذلك كشرحه للتلقين في النحو لأبي البقاء ومصنف في الشروط واختصر الأنساب للرشاطي مع زيادات من ابن الأثير وغيره وعمل كتاباً في الفرائض والحساب، قال شيخنا سمعت التاج بن الظريف وكان ماهراً فيهما يثني عليه قال وقد لقيته قديماً وطارحني بلغز على قافية العين وسمعت عليه مشيخته التي خرجها له صاحبنا الصلاح الأقفهسي وهي ثمانية أجزاء بقراءته وقراءتي متثبتاً في التحديث لا يحدث إلا من أصله ومع هذا فقرأ عليه بعض الطلبة جزء البطاقة بسماعه من نور الدين الهمداني بسماعه من المعين وابن عزرون وهو خطأ فاحش فالهمداني لم يلق أحداً منهما ثم ظهر لي وجه الغلط وهو أن السماع كان بقراءة الهمداني على التفليسي، قال ومهر في الشروط ووقع على الحكام ثم ناب في الحكم ثم أعرض عن النيابة عن الشمس الطرابلسي في ولايته الثانية لشيء وقع له معه ولم يلبث أن استقر به الظاهر برقوق عوضه وذلك في العشر الأخير من رمضان سنة اثنتين وتسعين ومكان حينئذ معتكفاً بالطيبرسية فخرج من اعتكافه بقية الشهر وباشر بصلابة ونزاهة وعفة وتسدد في الأحكام وفي الشهود، وكن الظاهر يجله ويكرمه لكونه ممن امتنع من الكتابة في الفتاوي التي كتبت عليه في كائنة الكرك واستمر بمنزله بكوم الريش حتى انقضت تلك المحنة وكان يشكر له ذلك ويقال أن علم السلطان بذلك أنه لما طلبه ليوليه سأله عن اسمه ونسبه فذكر له فأمر بعض خدمه فاحضر كيساً من الحرير الأسود وأخرج منه ورقاً وأمر بعض مماليكه بتصفح أسماء من فيه هل فيه اسمه فلم يجده فقال له أما كتبت في الفتاوى فذكر له فراره واستتاره بمنزله فأعجبه قال المقريزي لكنه دخل في ولايته الجبن خشية من عود الطرابلسي فكان لا يقضى لأحد ويعتذر بأن الطرابلسي وراءه فوقف حاله ومقته من كان يحبه وندم على ولايته من تمناها له ليبس قلمه عن الأمور العامة والخاصة حتى أنه لم يتفق أنه عدل من الشهود في مدة ولايته غير اثنين وأبغضه الرؤساء لرد رسائلهم وذكر بعض من يعرفه أن سبب خموله في المنصب أنه كان يزهو بنفسه ويربى أن المنصب دونه لما كان عنده من الاستعداد ولما في غيره من النقص في العلم والمعرفة فانعكس أمره لذلك وذكر أيضاً أن كبار الموقعين في زمانه كانوا يرجعون إليه فيما يقع لهم من المعضلات ويحمدون أجوبته فيها وكان جمعهم إذ ذاك متوفراً، واشتهر عنه أنه كان إذا رأى المكتوب عرف حاله من أول سطر بعد البسملة غالباً، وبالجملة فلم يكن فيه ما يعاب به سوى ما قدمناه من التوقف في الأمور ولو كانت واضحة؛ تولم يزل على منزلته عند الظاهر حتى تحرك للسفر إلى الشام فتوسل القاضي جمال الدين العجمي ناظر الجيش حينئذ بصهره وصهر السلطان الشهاب الطولوني لكون الشهاب كان شفع عنده في شاهد ليجلسه ببعض الحوانيت فتوقف فحقدها عليه فتكلم مع السلطان في أن المجد عاجز عن السفر لنقل بدنه ولم يتوقف السلطان في الأخبار بذلك لكونه يشاهد أيام الموكب حين جلوسه عن يساره يوم الاثنين والخميس ثقل حركته وبطأه إلى الغاية لكونه عبل البدن ولا يقوم إلا بعد بطء مع الاتكاء على يديه ورفع عجيزته فأمر بإعفاء، وسعى الجمال حينئذ ببذل مال فولاه في شعبان سنة ثلاث وتسعين وانصرف المجد إلى منزله بالسيوفية فأقام فيه بطالاً ولكنه يشغل الطلبة ويحضر وظائفه التي كانت بيده قبل القضاء نعم امتنع عليه مباشرة التوقيع الذي كان جل تكسبه منه فضاق حاله وتعطل إلى أن نسي كأن لم يكن سيما بعد موت الظاهر لكونه كان يتفقده بالعطية وحينئذ كف بصره وتزايد عجزه وضعفه وانهرم وساءت حاله إلى الغاية حتى مات في أول ربيع الأول سنة اثنتين وأرخه شيخنا في معجه بعاشر جمادى الأولى والصواب الأول،  وكان كثير النظم جيد الوزن فيه إلا أنه لم يكن بالماهر في عمله وله أشياء كثيرة من قسم المقبول كقوله:

لا تحسبن الشعر فضلاً بارعاً

 

ما الشعر إلا محنة وخبـال

في الهجو قذف والرياء نياحة

 

والعتب ضغن والمديح سؤال

وقد روى لنا عنه غير واحد من أواخرهم الشهاب الحجازي، وذكره المقريزي في عقوده مطولاً وأن شعره كثير وأدبه غزير وعلمه جم غير يسير صحبته أعوام وأخذت عنه فوائد وكان لي به أنس وللناس بوجوده جمال وأنشد عنه مما اختاره من ديوانه الكثير ومن ذلك:

إذا شئت أن تبقى من المال معدوما

 

فكن قائلاً للشعر أو كن معلـمـا

وإن تك نساخاً فـذاك بـحـارف

 

وأعظم من هذا تكون منـجـمـا

وقوله:

تقللت من وزني قريضاً ودرهما

 

وقد نقدت من بيت مالي الذخائر

وها أنا عن أهل القريض بمعزل

 

فلست بوزان وما أنا شـاعـر

إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن جوشن قريب الفخر محمد بن عيسى الآتي. ممن أخذ عن شيخنا وسمع على ابن الكويك وغيره.
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي الفاضل مجد الدين بن برهان الدين الحياني نسبة لمنزل حبان من الشرقية ثم القاهر الأزهري الشافعي. ولد بها وتحول منها وهو بالغ إلى الأزهر فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وبحث المنهاج على الوروري وكذا قرأ عليه القطر في النحو وحضر دروس المناوي والعبادي والبكري وزكريا والمقسي والجوجري وآخرين من طبقتهم ودونها وفهم في الفقه وفي العربية في الجملة وأدب الكال بن ناظر الخاص ولذا استقر به في مشيخة التصوف بمدرسة أبيه بعد المحيوي الدماطي وبعنايته في الخطابة بجامع الخطيري مع مباشرته عوضاً عن عز الدين المناوي أو يحيى البكري بل ناب في الإمامة بالأزهر مع كثرة تردده في النية ولكنه خير والغالب عليه الصفاء واليبس والميل إلى التحصيل وربما أقرأ بل كان يكثر الأبناء من تصحيح ألواحهم عليه ونعم الرجل. مات بعد ضعف طويل في شوال سنة خمس وتسعين عن نحو السبعين ظناً، واستقر بعده في الجمالية على ابن قريبه المحلي.
إسماعيل بن إبراهيم بن مروان العماد الخليلي. ولد كما قرأته بخطه في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة وأحضر في الثالثة والرابعة على الميدومي أشياء وأخذ القرن تجويداً وبالروايات عن الشهاب بن عياش وحدث سمع منه الفضلاء. وممن روى لنا عنه الأبي وخليل القيمري وكذا قرأ عليه القرآن لأبي عمر والزين عبد الرحمن ابن علي بن إسحاق الخليلي شقير، وكان صالحاً يؤدب الأبناء ببلده. مات في سادس المحرم سنة اثنتين وعشرين، ذكره شيخنا في معجمه وقال أنه أجاز لابنه محمد ولم يحدد وقت وفاته، وأما المقريزي فقال في عقوده نه توفي سنة خمس وعشرين والأول أضبط ظناً.
إسمعيل بن إبراهيم بن موسى بن سعيد بن علي الشيخ أبو السعود المنوفي الشافعي نزيل القاهرة ووالد محمد وأحمد ورمضان المذكورين في أماكنهم. كان عالماً صالحاً ممن أخذ عن الأبناسي وصحب البلالي والزاهد وغيرهما من السادات وتنزل في سعيد السعداء ودرس وأفتى ونظم الشعر سمعت الثناء عليه من غير واحد كالشيخ مدين. مات سنة عشرين تقريباً.
إسماعيل بن إبراهيم الشف الزبيدي الحنفي البومة. أحد مشايخ النحو بزبيد لازم السراج عبد اللطيف الشرجي حتى مهر فيه وفي الصرف وفي اللغة بحيث أنه لما قدم البدر الدماميني زبيد لم يكن في طلبة زبيد من يجاريه سواه وكان لذلك يبالغ في احترامه وينصفه ويعترف له بالفضيلة والتقدم في فنه هذا مع اشتغال في الفقه أيضاً. مات في سنة سبع وثلاثين. أفاده لي بعض فضلاء اليمن، وممن أخذ عنه قراءة وسماعاً العفيف النشاوي وقال أنه شيخ نحاة عصره برع في فنون وأم بمدرسة الجمال المزجاي ودرس بالصلاحية والرحمانية بزبيد في النحو وانتفع به جماعة بل أخذ عنه خلق.
إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي. فيمن جده عبد الصمد.
إسماعيل بن إبراهيم الجحافي الأديب التعزي. قال شيخنا في معجمه شاعر مقتدر على النظم هنأني بالسلامة لما قدمت بلاده سنة ثمانمائة بقصيدة أولها:

سكر السير السابقات بالعراب

 

الأعوجيات بنات الـغـراب

فأجابه شيخنا بقصيدة أولها:

أهلاً بها حسناء رود الشباب

 

وافت لنا سافرة للنـقـاب

قال شيخنا وطارحته بلغز فأجاب عنه ولما دخلت بلادهم سنة ست وثمانمائة لم ألقه وأظنه مات قبل‎.
إسماعيل بن الأمين أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عجبل شرف الدين. من بيت شهير باليمن كان يكرم الوافدين ولكنه لم تطل مدته فإن والده كما تقدم مات في سنة أربعين، ومات هو سلخ ربيع الأول سنة سبع وخمسين.
إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي العماد بن القطب القلقشندي القاهري الشافعي أخو شيخنا العلاء على الآتي وأخيه إبراهيم الماضي وغيرهما ووالد البدر محمد. ممن سمع الكويك بعض الشفا واشتغل قليلاً وجلس مع الشهود وكان ثقيل السمع أجاز لي ومات في.
إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف ابن عمر بن علي بن رسول الأشرف النصر بن الأشرف الغساني اليماني الماضي أبوه والآتي جده قريباً. ولي اليمين بعد أخيه المنصور عبد الله في ربيع الآخر سنة ثلاثين وثمانمائة وهو صغير قبل اختتانه ثم قبض عليه العسكر بمدينة تعز وخلعوه بعمه يحيى ولم يلبث أن مت في السنة بالدملوه. ورأيت من أرخه سنة خمس وثلاثين.
إسماعيل بن أحمد بن أبي بكر المجد القاهري الأخفاق في صهر شيخنا ابن خضر. كان وجيهاً من أرباب حرفته كثير السكون والخير. ممن لازم مجلس شيخنا في السماع وغيره وأظنه حضر بعض دروس الطنتدائي وغيره. مات في الحجة سنة ثمان وسبعين وأظنه جاز السبعين أو قاربها.
إسماعيل بن أحمد بن عبد الوهاب التاج أبو الفدا الخطبا المخزومي القاهري الحنفي خال أم المقريزي. ذكره في عقوده مطولاً وأنه ولد بالقاهرة في حدود بضع وعشرين وسبعمائة ومات في ربيع الآخر سنة ثلاث بعد أن اختلط وأتلف ماله وساءت حاله، وكان ذا فوائد كثيرة وبرف غزيرة. ممن مناب في الحسبة سنين وكذا في القضاء عن الجمال عبد الله بن التركماني الحنفي وزاد اختصاصه به ولم يتزوج قط امتثالاً لوصية أبيه، قال وأخبرني أنه كان له هوي أيام صباه في بعض الصور فرأى في منامه من ينشده:

لا أوحش الله عيني من محاسنهم

 

ولا خلا سمعي من طيب الخبر

ولم أكن أحفظ فتطيرت من ذلك فلم البث أن جاء نعي من كنت أهواه. حكى عنه مما حفظه في منامه غير ذلك.
إسماعيل بن أحمد بن موسى بن أحمد بن علي اليماني من بيت جده الفقيه على بن العجيل ويعرف كأبيه بالمشرع. لقيني في رمضان سنة سبع وتسعين بمكة وسمع على في السيرة النبوية لابن سيد الناس وقال لي أنه ولد في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ببيت ابن عجيل وأنه سمع على أبيه وعمه عبد اللطيف في التفسير والحديث والفقه ورأيت له جماعة يعتقدونه ويمشون معه ولم يلبث أن توجه لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم.
إسماعيل بن أحمد بن يعقوب السنهوري القاهري الأزهري المقرئ الشافعي. اشتغل في القراآت على الشهاب السكندري والتاج بن تمرية والدزوجته الزين طاهر ثم ترك وأم بجامع الأزهر في وقت وقام عليه جماعة في ذلك مع مساعدة بلديه النور السنهوري المالكي محتجاً بقدمه واشتغاله في القراآت وكذا أقرأ في مكتب الأيتام به رب الأتراك وقتاً وعمل مشيخة سبع الكلوتاتي. مات في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين بعد انقطاعه مدة وهو أسن من بلديه المشار إليه بيسير ونعم الرجل رحمه الله.
إسماعيل بن إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم السيدوجيه الدين ابن العز بن النظام الحسيني الحسني الأحمدي الشيرازي الشافعي والد عبد الجليل وأخو حسين الآتيين عالم مفنن أخذ عنه في الفقه الجلال أحمد بن محمد بن إسماعيل بن حسن الصفوي الماضي وهو المفيد لترجمته وقال أنه حي في سنة أربع وتسعين.

إسماعيل بن إسماعيل بن محمد بن علي العماد أبو الفدا بن العماد أبي الجود بن أنيس الدين الأنصاري النابلسي ثم الدمشقي الشافعي ويعرف بابن العماد، ولد في ليلة سابع عشري رمضان سنة ست وعشرين وثمانمائة بفلاميا من أعمال نابلس بقرب جلجوليا ثم انتقل مع أبويه إلى نابلس فنشأ بها ومات أبوه وهو صغير فكفله خاله شرف الدين الموقت فلما ترعرع وقرأ القرآن والغاية نقله إلى بيت المقدس فأقام عند ابن رسلان وكان ذلك بوصية أبيه فاشتغل عنده وألبسه الخرقة ووجهه للحج في البحر في سنة أربع وأربعين فنزل عند أبي اليمن وقرأ عليه في المنهاج وحضر دروس أبي السعادات بن ظهيرة وتلا إلى آخر الأنعام تجويداً على الزين بن عياش وإِلى آخر مريم على عمر المرشدي ورجع صحبة البدر بن قاضي شهبة فقطن الشام ولازمه وكتب شرحه الكبير للمنهاج وشرحه للاشهية في الفرائض وقرأهما عليه بل قرأ على أبيه ف يمتن المنهاج، ومات وقد انتهى إلى أثناء الإقرار منه وكذا حضر تقسيم البلاطنسي غير مرة وكتب مختصره لمنهاج العابدين وقرأه عليه مع غالب المنهاج وقرأ على السوبيني فرائض المنهاج ومصنفه في شروط الصلاة وأخذ أيضاً عن الزين خطاب وغيره من الشامين والمقادسة وأول من تصور معه مسائل الفقه الزين مفلح مولى البرماوي ثم التقى الأذرعي وقرأ الجرومية في النحو على الزين الشاوي وشرح العقائد على يوسف الرومي والشمس بن سعد والكمال بن أبي شريف والقرآن تجويداً على الشمس بن عمران وصحب غير واحد من الصوفية وقرأ وسمع في بيت المقدس على الجمال بن جماعة والتقي أبي بكر القلقشندي والمحب بن الشحنة وكذا سمع على العز الكناني الحنبلي وابن خاله الشهاب حين كانا بالقدس أيضاً في رجب سنة ست وخمسين أشياء أثبتها له ابن أبي شريف وأجاز له البرهان الباعوني والتاج عبد الوهاب بن الديري وناصر الدين بن زريق وأبو اللطف وآخرون بالاستدعاء وغيره ولقيني بمكة حين مجاورة كل منا فلازمني حتى حمل عني الكثير من تصانيفي ومروياتي رواية ودراية وأثبت له ذلك في كراسة واغتبط باجتماعه بي وأرسلني بعد من الشام بطلب القول البديع لكونه سمع جله فأرسلت له به بل تكررت مطالعاته بالتودد وهو إنسان خير له إلمام بكثير من المسائل والأحاديث ينطوي على محاسن.
إسماعيل بن أبي بكر بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الشرف أبو المعروف بن الرضي الجبرتي اليماني ابن عم إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الآتي وهما حفيد الداعية الماضي قريباً. ولد سنة ثمان وثمانمائة وخلف أباه وله نحو خمس عشرة سنة في المشيخة بعناية الشيخ محمد المزجاجي وقدمه على جماعة من أتباعه أسن منه لما ظهر له فيه من لوائح النجابة والخير وحقق الله فراسته حين نشأ على الطريق المستقيم وعاشر العلماء وتأدب وتهذب وشارك في الفضائل وأدمن المطالعة والمباحثة حتى تميز وفاق وصار أمام الصوفية وشيخ العارفين وسلك على يده جماعة منهم أحمد بن موسى بن أحمد بن علي بن عجيل المعروف بالمشرع، مات في سابع عشري ربيع الأول سنة خمس وسبعين بزبيد ترجمه صاحب صالحاً اليمين مع جده وأبيه ورأيت من أرخ وفاته سنة أربع والأول أثبت وذكره العفيف الناشري وقال أنه اتفقت القلوب على محبته لحسن أخلاقه وجودة سيرته.

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله المقري بن إبراهيم بن علي بن عطية بن علي الشريف أبو محمد الشغدري بفتح المعجمة والمهملة بينهما معجمة ساكنة ثم راء قبل ياء النسب لقب لعلي الأعلى الشاوري الشرجي اليماني الحسيني نسبة لأبيات حسن من اليمن الشافعي الأسوي ويعرف بابن المقرئ وسمي الخزرجي جده عبد الله ابن محمد ولم يزد كما أن النفيس العلوي لم يزد أحداً بعد جده عبد الله واقتصر شيخنا في الأنباء على إسماعيل بن أبي بكر وفي المعجم قال إسماعيل بن محمد بن أبي بكر، وتبعه فيه التقي بن قاضي شهبة؛ وأصله من الشرجة من سواحل اليمن كما قاله شيخنا في أنبائه، وقال غيره مما لا ينافيه أصله من بني شاور قبيلة تسكن جبال اليمن شرقي المحالب. ولد كما كتبه بخطه في منتصف جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وسبعمائة، وقال الجمال بن الخياط أنه رجع عنه وصح له أنه سنة أربع وخمسين وسبعمائة، وقال الجمال بن الخياط أنه رجع عنه وصح له أنه سنة أربع وخمسين بأبيات حسين ونشأ بها ثم انتقل إلى زبيد وتفقه بالجمال الريمي شارح التنبيه فقرأ عليه المهذب وسمع غيره في آخرين تفقه بهم وأخذ العربية عن علماء وقته كمحمد ابن زكريا وعبد اللطيف الشرجي ومهر فيهما وفي غيرهما من العلوم وبرز في المنطوق والمفهوم، وتعانى النظم فبرع فيه وأقبل عليه ملوك اليمن وصار له ثم حظ عند الخاص والعام. وولاه الأشرف تدريس المجاهدية بتعز والنظامية بزبيد فأفاد واستفاد وانتشر ذكره في سائر البلاد وولي أمر المحالب وعين للسفارة إلى الديار المصرية ثم تأخير ذلك لطمعه في الاستقرار في قضاء الأقضية بعد المجد الشيرازي اللغوي فلم يتم له مناه بل كان يرجوه في حياة المجد ويتحايل عليه بحيث أن المجد عمل للسلطان الأشرف كتاباً أول كل سطر منه ألف واستعظمه السلطان فعمل الشرف كتابه الحسن الذي لم يسبق إلى مثاله المسمى عنوان الشرف والتزم أن تخرج من أوائله وأواخره وأواسطه علوم غير العلم الذي وضع الكتاب له وهو الفقه لكنه لم يتم في حياة الأشرف فقدم لولده الناصر ووقع عنده بل وعند سائر علماء عصره ببلده وغيرهما موقعاً عظيماً وأعجبوا به وهو مشتمل مع الفقه على نحو وتاريخ وعروض وقواف. وكذا اختصر الروضة وسماه الروض باختصار اسمها أيضاً والحاوي الصغير وسماه الإرشاد وشرحه في مجلدين وعمل بديعيه على نمط بديعية الصفي الموصلي وقصيدة استنبط فيها معان كثيرة تزيد على ألف ألف معني إلى غير ذلك نظماً ونثراً ونظمه كثير التجنيس والبديع حسن الترتيب والترصيع حتى أن النفيس العلوي قال أنه سمع باليمن كلاً من شيخنا وشعبان الآثاري يقول ما أعلم اعلم ولا أفصح في الشعر منه وهو يربي على أبي الطيب المتنبي وقال هو الفقيه الإمام العالم ذو الفهم الثاقب والرأي الصائب بهاء الفقهاء نور العلماء علماً وعملاً وصاحب الحال المرضي قولاً وفعلاً المعتكف عل التصنيف والتحرير والمقبل عليه ملوك اليمن في الرأي والتدبير له الحظوظ التامه عند الخاصة والعامة وهو بذلك جدير وحقيق، وقال الموفق الخزرجي إنه كان فقيهاً محققاً باحثاً مدققاً مشاركاً في كثير من العلوم والاشتغال بالمنثور والمنظوم أن نظم أعجب وأعجز وإن نثر أجاد وأوجز فهو المبرز على أترابه والمقدم على أقرانه وأصحابه وكان يقول الشعر الحسن مع كراهته أن ينسب إليه قلت حتى أنه قال:

بعين الشعر أبصرني أنـاس

 

فلما ساءني أخرجت عينـه

خروجاً بعد راء كان رأبـى

 

فصار الشعر مني الشر عينه

ثم قال الخزرجي ويتعانى في غالبه التجنيس واستنباط المعاني الغريبة بحيث يأتي بما يعجز عنه غيره من الشعراء في أحسن وضع وأسهل تركيب؛ وامتدح الأشرف إسماعيل بن العباس وغيره ولم يزل الأشرف يلحظه ويقدمه وهو جدير بذلك فقد كان غاية في الذكاء والفهم لا يوجد له نظير، وله تصانيف في النحو والشرع والأدب وغير ذلك، وقد قرأ على ديوان المتنبي فاستفدت بفهمه وذكائه أكثر مما استفاد مني وكنت أحب أن لو أتمه لكن حصل عائق. وقال شيخنا في أنبائه أنه مهر في الفقه والعربية والأدب وجمع كتاباً في الفقه سماه عنوان الشرف يشتمل على أربعة علوم غير الفقه يخرج من رموز في المتن عجيب الوضع اجتمعت به في سنة ثمانمائة ثم في سنة ست في كل مرة يحصل لي منه الود الزائد والإقبال وتنقلت به الأحوال وولى إمرة بعض البلاد في دولة الأشرف وناله من الناصر جائحة تارة وإقبال أخرى، وكان يتشوق لولاية القضاء بتلك البلاد فلم يتفق له ومن نظمه بديعية التزم أن يكون في كل بيت تورية مع التورية باسم النوع البديعي وله مسائل وفضائل وعمل مرة ما يتفرع من الخلاف في مسألة الماء المشمس فبلغت آلافاوله شرح مختصر الحاوي في مجلدين، وحج سنة بضع عشرة وأسمع كثيراً من شعره بمكة وترجمه في استدعاء بأنه إمام فاضل رئيس كامل له خصوصية بالسلطان وولى عدة ولايات دون قدره وله تصانيف وحذق تام ونظم مليح إلى الغاية ما رأيت باليمن أذكى منه. وقال في معجمه استفدت منه الكثير وسمع مني كتابي ضوء الشهاب المنتخب من نظمي وأحسن السفارة لي عند السلطان وطار حتى بأبيات رائية، وحج وحدث بشيء من شعره وعين للسفارة إلى القاهرة ثم تأخر ذلك وكان يطمع في ولاية القضاء فلم يتفق له وصنف عنوان الشرف وهو مختصر في الفقه أودعه علوماً أخرى تستخرج من أوائل السطور وأواخرها لم يسبق إلى مثله وأجاز لأولادي في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة؛ وقال ابن قاضي شهبة في طبقاته قال لي بعض المتأخرين شامخ العرنين في الحسب ومنقطع القرين في علوم الأدب تصرف للأشرف صاحب اليمن في الأعمال الجليلة وناظر أتباع ابن عربي فعميت عليه الأبصار ودمغهم بأبلغ حجة في الأفكار وله فيهم غرر القصائد تشير إلى تنزيه الصمد الواحد وله المدح الرائق والأدب الفائق إلى أن قال ترشح لقضاء الأقضية بعد القاضي مجد الدين ودرس بمدارس منسوبة إلى ملوك قطره ولم يزل محترماً إلى أن توفي في سنة سبع وثلاثين في رجب منها ظناً يعني بزبيد، وقال غيره أنه حج في سنة سبع وثمانمائة وحدث فيها ببديعيته في سنة اثنتين وعشرين ولقي فيها الولي العراقي بمكة وقال له أنت القائل:

قل للشهاب بن علي بن حجر

 

سور على مودتي من الغـير

فسور ودي فيك قد بـنـيتـه

 

من الصفا والمروتين والحجر

فقال نعم قال فأنشدنيهما ففعل وفي سنة ثمان وعشرين وأنشدنا عنه الموفق الآبي قصيدة سمعها منه أولها:

إلى كم تمادى في غرور وغفلة

 

وكم هكذا نوم إلى غير يقـظة

والتقى بن فهد ما أثبته في معجمه وكذا عندي من نظمه أشياء وهو شائع فلا نطيل به وله كتاب في الرد على الطائفة العربية وأشياء في ذلك منظومة ومنثورة وآخر من علمته من علماء أصحابه التقي عمر الفتي المتوفي في سنة سبع وثمانين وكان يرجح مختصر الروضة للأصفوني على الروض لشيخه لعدم تقيده فيه بلفظ الأصل الذي قد يؤدي لتباين ظاهر بخلاف الأصفوني فهو متقيد بلفظ الأصل ولذا عمل كتاباً سماه الإلهام لما في الروض من الأوهام وشرح الروض شرحاً بليغاً قاضي الشافعية في وقتنا ومحقق الوقت الزين زكريا الأنصاري وقد ختم تحقيقه بين يديه في أوائل سنة اثنتين وتسعين وكذا شرحه الشيخ شمس الدين بن سولة الدمياطي شرحاً مطولاً بل اختصر الروض نفسه وشرح الإرشاد للعلامة المحقق الكمال بن أبي شريف المقدسي وتداوله الفضلاء والعلامة الشمس الجوجري، وأولهما أتقنهما وأخصرهما نفع الله بجميع ذلك. وقال العفيف الناشري. وهو ممن أخذ عنه: مدقق وقته في العلوم وأشعر أهل زمانه قال وسمعت طلبته يذكرون عنه كثرة العبادة والذكر وقال أيضاً في ترجمة عمه الموفق إن صاحب الترجمة كان غاية في التدقيق إذا غاص في مسئلة وبحث فيها اطلع فيها على ما لم يدركه غيره لكون فهمه ثاقباً ورأيه وبحثه صائباً حتى أنه حرر كثيراً مما اختلف فيه أتم تحرير ومع ذلك فكان غاية في النسيان قيل أنه لا يذكر ما كان في أول يومه ومن أعجب ما يحكى في نسيانه أنه نسى مرة ألف دينار بزنبيل ثم وقع عليه بعد مدة اتفاقاً فتذكره وحاله لا يقتضي نسيان دون هذا القدر فضلاً عنه انتهى. وذكره المقريزي في عقوده ونسبه ابن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد الله وساق من نظمه أشياء وترجمته تحتمل كراريس رحمه الله تعالى.
إسماعيل بن أبي بكر واسمه محمد بن علي الخوافي الآتي أبوه، قدم القاهرة معه في سنة أربع وعشرين وثمانمائة فقال لشيخنا:

أقمت بمصر يا صدر الأعالي

 

وصيتك في العوالم غير خاف

وزينت الورى جيلاً فـجـيلاً

 

فشرفت القوادم والخـوافـي

إسماعيل بن أبي الحسن بن علي بن عيسى كما رأيته بخطه وقيل بدله عبد الله المجد أبو محمد البرماوي ثم القاهري الشافعي والد البدر محمد الآتي. ولد في سنة تسع وأربعين وسبعمائة كما قرأته بخطه في نواحي الغربية، ومات أبوه وهو حمل فلما ترعرع اشتغل بالفقه على ابن البازغي النحريري شارح أبي شجاع ثم تحول إلى القاهرة قديماً وحضر دروس مشايخها وابتدأ بالسراج البلقيني وتكلم معه فأقبل عليه واختص به وأسكنه هو وأمه بالمدرسة بالبدرية بباب سر الصالحية وأرسل إليه يوماً بطعام فأتعب أمه ذلك وقالت له نحن سؤال ومرت ابنها فرده ثم شرت تعطيه من مصاغها فيبيعه وينفقون منه على أنفسهما إلى أن سأله الذي كان يشتري منه وكان نصرانياً في كتابه براءة بينهما ففعل وكتب في آخرها قال ذلك فقير رحمة ربه فلان فقال له ذلك النصراني أنتم عبتم على من قال من أهل الكتاب فقير ونحن أغنياء وأنت قد وقعت في ذلك وكان عامياً لا يفهم معاني الكلام قال فقلت له المكان يضيق عن شرح هذا فتعال إلى المنزل أزيل لك هذا الشك وفارقته فبينما أنا نائم في تلك الليلة رأيت المسيح بن مريم عليه السلام قد نزل من السماء وعليه قميص أبيض قال فقلت في نفسي إن كان من لباس الجنة فهو غير مخيط قال فلمسته بيدي واستثبت في أمره فإذا هو قطعة واحدة ليس فيه خياطة فقلت له أنت عيس بن مريم الذي قالت النصارى أنه ابن الله فقال ألم تقرأ القرآن قلت قال: لقد كفر الذين وقالت النصارى المسيح ابن الله الآيات ثم استيقظت فأتاني ذلك النصراني في الصبح وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأسلم وحسن إسلامه ولم يكن لذلك سبب أعلمه إلا بركة رؤيتي عيسى عليه السلام. ولم يزل المجد يلازم مع مزيد تعلله الاشتغال في فنون العلم ولا سيما على البلقيني فإنه جعله محط رحله وعظم اختصاصه به بحيث كان يقول أنا السائل للبدر الزركشي منه الأذن له في الإفتاء والتدريس وكانت مدة ملازمته له نحو أربعين سنة حتى صار أوحد أهل القاهرة وتخرج به عدة من علمائها بل أكثر علمائها كالشمس البرماوي بلديه، وقال الشهاب بن المحمرة إنه قرأ عليه هو والشمس البرماوي والجمال بن ظهيرة والجمال الطيماني جامع المختصرات تقسيماً في سنة إحدى وثمانين بل قرأ عليه الزين الفارسكوري وهو أسن من هؤلاء والفخر البرماوي وكان من كبار الفضلاء وصار عالماً علامة بحراً فهامة حبراً راسخاً وطوداً شامخاً ومع صبره على الفقر كان زاهداً في الدنيا موقنا بأن ذلك هو الحالة الحسني حتى بلغنا أنه كان يسأل أن يجعل الله ثلاثة أرباع رزقه علما فكان قرير العين بفقره وما آتاه الله من العلم بل يعتب على من يتردد إلى غنى لماله أو ذي جاه لجاهه، وعرض عليه الجلال البلقيني أن يقبل منه التفويض فيما فوض إليه السلطان فقال أنا لا أعرف حكم الله فقال له فإذا قلت أنت هذا فما نقول نحن ألست مقلداً للشافعي فقال أنا مقلده في العبادات. واستمر منقطعاً في بيته مقبلاً على خاصة نفسه وكن يدعو ببقاء شيخنا ويقول أنا أقدم حياته على حياتي فبحياته ينتفع المسلمون؛ وقد سمع على ابن القارئ مشيخته والصحيح وغيرهما وعلى أبي طلحة الحراوي الأول من فضل العلم للمرهبي وفيما كان يخبر به على العز بن جماعة ومن لفظ إبراهيم بن إسحاق الآمدي الثالث عشر من الخلعيات. وقد ذكره شيخنا في معجمه وقال أنه خطب بجامع عمرو يعني بعد موت صهره؛ وكتب بخطه وجمع مجاميع حسنة وفوائد مستحسنة وحصل كثيراً وشارك في عدة فنون من فقه وأصول ونحو وغير ذلك وكان كثير الاستحضار خاملاً ولم يشتهر بذكاء وممن انتفع به الشهاب بن المحمرة والعلم البلقيني وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة وألحق الأبناء بالآباء بل بالأجداد وتأخر أصحابه إلى بعد سنة تسع وثمانين بل وحدث سمع منه الفضلاء كالزين رضوان وابن خضر ثم البقاعي. ومات في يوم الأحد رابع عشر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين عن أربع وثمانين سنة بعد أن تعلل مدة وانهرم منذ أكمل الثمانين بل قبل ذلك، قال شيخنا أجاز في استداعاء أولادي وكتب بخطه: أذنت لهم ناطقاً بما كتبت ما طلب لهم مما صح عندهم أنني قرأته أو سمعته أو أجزت به، وقال في أنبائه إنه مهر في الفقه والفنون وتصدى للتدريس، وفي موضع آخر أنه أسن الشافعية في وقته، وذكره التقي بن قاضي شهبة في طبقاته وقال أنه أخذ عن  الأسنوي ولازم البلقيني مدة طويلة وشارك في الفنون وتقدم واشتهر بمعرفة الفقه وقرأ عليه فضلاء طلبة البلقيني وحكى لي الشهاب بن المحمرة أنه قرأ عليه هو وذكر ما تقدم قال وفي آخر عمره من نحو عشرين سنة ترك الاشتغال وكان في جميع عمره خاملاً ولم تحصل له وظيفة وإنما درس بمدرسة خاملة ظاهر القاهرة وخطب بجامع عمر وبمصر وكان لخموله يقال أن في اعتقاده شيئاً، وقال ابن فهد إنه كان متهماً في دينه بل يقال أنه يترك الصلاة على دين الأوائل من عدم البحث ونحوه انتهى. ولم يثبت ذلك عندي كما أنه قيل أنه كان يقول البخاري ومسلم جنيا على الإسلام حيث أوهما عامة الناس حصر الصحيح فيما جمعاه وردوا كل ما لم يكن فيهما. وأستغفر الله من حكاية كل هذا بل كان علامة مفننا ولكن لم ينتفع بمسوداته التي منها فيما بلغني من بعض الآخذين عنه مختصر المهمات وكتبت في إجازة لفتح الدين صدقة الشارمساحي:

فتح ديني وصل سري بالصلات

 

في علوم كاشفات في الصفات

فاء فتحي قاف قلبي عن فلات

 

باء باق حاء حتم في حـلات

لام ألفى ألف ألـف مـردوات

 

كاملات في وجوه معدمـات

صاد سبع دال زاي في ثبـات

 

فاؤها ختم بدا تاء الـصـلات

وذكره المقريزي في عقوده باختصار وأرخه في رابع عشر جمادى الأولى عن بضع وسبعين والأول قال وله مجاميع مفيدة وقد تردد إلى سنين ولي به أنس رحمه الله تعالى وإيانا. إسماعيل بن حسين بن حسن الكمال أبو البركات بن الشيخ الفتحي المكي وهو بكنيته أشهر يأتي.
إسماعيل بن الحسين بن الرباح المعروف بجده. ولد في حدود سنة تسعين وسبعمائة واشتغل في الفقه وسمع من جماعة وصار يلي قضاء بلاد من حلب كأريحا وسرمين من عمل قاسرين وله نظم حسن مع خير وتودد وإحسان للواردين ومن نظمه مما لا يستحيل بالانعكاس:

جرى سيل بطرفي كيف رطب ليس يرج

 

حرقتي فرط دا فإذا طرفـي تـقـرح

ومنه:

أفديه من ظالم الجفون رشا

 

يسأل في الحب عن متيمـه

يحيا إذا ما سقى قتيل هـوى

 

سمعت هذا الحديث من فمه

لقيه ابن أبي عذيبة بحلب في سنة تسع وأربعين وقال كنت آنس بصحبته، وذكره النجم بن فهد في معجمه فقال ابن الحسين بن سالم بن أبي الفضل بن يحيى بن يعقوب ابن سلامة العماد أبو الفدا الخزرجي الفوعي ثم السرميني الشافعي ويعرف بابن الزرباح. ولد في أحد الربيعين سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة واشتغل بالفقه والنحو على أبيه وفي النحو فقط على السراج النحوي وولي قضاء بلده سرمين من أعمال حلب وينظم الشعر الحسن ومدح رؤساء حلب بقصائد بديعة مع كرم وشجاعة.
إسماعيل بن الحسين بن سالم بن أبي الفضل هو الذي قبله.
إسماعيل بن خليل بن يونس بن سعود عماد الدين الخليلي الشافعي المقرئ. ولد تقريباً في عشر الثمانين وسبعمائة بالخليل ونشأ بها فقرأ القرآن وجوده على الشهاب بن عياش والشمس القباقبي وغيرهما وحفظ بعض المنهاج، وتصدر ببلده وناب في الإمامة والخطابة بالمقام منها وغير ذلك، وكان خيراً ذا شكالة حسنة أبهة رأيته بالخليل وصليت وراءه وسمعت قراءته ولست أستبعد أن يكون سمع ولو على ابن الجزري والتدمري وإبراهيم بن حجى فصغار البلد فضلاً عن كبارهم ممن سمع عليهم. مات قريباً سنة ستين تقريباً.
إسماعيل بن رسلان بن محمد الشبلي. ممن سمع مني.

إسماعيل بن زايد بن أحد مشايخ العربان بالبحيرة. وسط في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين.
إسماعيل بن شبابة من جبال نابلس. قتل في صفر سنة إحدى وتسعين.
إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول يقال أن رسول محمد بن هرون بن أبي الفتح بن نوحى بن رستم الأشرف ممهد الدين أبو العباس بن الأفضل بن المجاهد بن المؤيد بن المظفر بن المنصور الغساني التركماني الأصل اليمني ملكها ووالد الناصر أحمد الماضي. ولد في ذي الحجة سنة إحدى وستين وسبعمائة واستقر في المملكة بعد وفاة أبيه وقبل استكماله ثماني عشرة سنة وذلك في شعبان سنة ثمان وسبعين فسار سيرة محمودة حمده الخاص والعام؛ وكان جواداً لا نظير له في ذلك قريباً مهيباً حليماً صبوراً عطوفاً متحرياً عن سفك الدماء بغير حق شديد البأس حسن السياسة ممدحاً مدحه الأعيان كالفقيه علي بن محمد الناشري والشرف بن المقر، اشتغل بفنون من النحو والفقه والأدب والتاريخ والأنساب والحساب وغيرها فأخذ الفقه عن علي النشاوري والنحو عن عبد اللطيف الشرجي وسمع الحديث على المجد الفيروزابادي وصنف العسجد المسبوك والجوهر المحبوك في أخبار الخلفاء والملوك والعقود واللؤلؤية في أخبار الدولة الرسولية إلى غير ذلك في النحو والفلك وغيرهما وذلك أنه كان يضع وضعاً ويحد حداً ثم يأمر من يتمه على ذلك الوضع ويعرض عليه فما ارتضاه أثبته وما شذ عن مقصوده حذفه وما وجده ناقصاً أتمه؛ وابتنى بتعز مدرسة في سنة ثمانمائة وله مآثر حميدة. ذكره الموفق الخزرجي مطولاً وقال شيخنا في أنبائه أنه أقام في المملكة خمسا وعشرين سنة وكان في ابتداء أمره طائشاً ثم توقر وأقبل على العلم والعلماء وأحب جمع الكتب وكان يكرم الغرباء ويبالغ في الإحسان إليهم امتدحته لما قدمت بلده فأثابني أحسن الله إليه. مات في ربيع الأول سنة ثلاث بمدينة تعز ودفن بمدرسته التي أنشأها بها ولم يكمل الخمسين، زاد غيره واستقر بعده ابنه أحمد ولقب بالناصر، وقال العيني كان مولعاً بالتاريخ مشتغلاً بأخبار الناس وقد جمع تاريخاً حسناً لطيفاً في آخرين. قال وكانت لديه فضيلة ومعرفة بالإنشاء والنظم وله أشعار حسنة، وهو في عقود المقريزي.
إسماعيل بن عبد الخالق بن عبد المحيي بن عبد الخالق مجد الدين بن الإمام سراج الدين بن محيي الدين بن سراج الدين السيوطي القاهري نزيل الناصرية الشافعي أخو أحمد الماضي. ولد في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بالقاهرة. وأحضر الشافعي أخو أحمد الماضي. ولد في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بالقاهرة وأحضر في الرابعة على أبى الفرج بن القارئ غالب مشيخته وسمع من عمه العز عبد العزيز وجويرة الهكارية والمال عبد الله بن المعين قيم الكاملية ومما سمعه عليه جزء الآجري والختلى وعلى التي قبله جزء من حديث البختري والتنوخي وطائفة وحدث سمع منه الفضلاء كابن أخيه، وكان شيخاً وقوراً كثير التلاوة متكسباً بالشهادة صوفياً بالبيبرسية. مات في يوم الجمعة ثاني المحرم سنة تسع وثلاثين وصلى عليه عقب صلاتها بالحاكم. ذكره شيخنا في أنبائه فقال كان وقوراً ملازماً حانوت الشهود قليل الشر.
إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن الجيعان يأتي في أمير حاج فهو به أشهر.
إسماعيل بن عبد الرحمن بن التاجر شيخ سفط أبي تراب أبوه. سلخ كل منهما في شعبان سنة إحدى وسبعين لاتهامهما بقتل شيخ أبشيه الملق وكانا من مساوئ الدهر لفظاً ومعنى.
إسماعيل بن عبد الرزاق المجد أبو البركات الصوفي الكاتب ويعرف ببني الجيعان وهو بكنيته أشهر، في الكني.

إسماعيل بن عبد العظيم بن علي بن يوسف الزفتاوي البوتيجي الأصل الأنبابي ثم المقسي ابن أخي عبد القادر بن علي بن يوسف من أولى النغمات الطربة ممن له نوبة مع المنشدين الذين يماشون الملك في تلك التلحينات وخالط البدر حسن بن الطولوني وغيره، وهو عثير لطيف له عقل وأدب وتودد يتكسب في حانوت سوق أمير الجيوش. ومولده في سنة خمس وستين وثمانمائة بأنبابة ونشأ بها ثم تحول وهو صغير مع أمه فسكنت به عند إخوتها بالمقسم وقرأ القرآن عند الشهابين العقيبي والزبيدي ثم تعانى الأنغام وذاق الفن ووزن الشعر وتردد إلي بالقاهرة ثم كثر مخالطته لي حين كان مجاوراً في سنة سبع وتسعين بأبويه وكان جاء بهما في موسم التي قبلها وحمدت مجاورته وفهمه وحسن تأديته.
إسماعيل بن عبد الله بن إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف ابن علي بن عمر بن رسول الأشرف بن الطاهر بن الأشرف الآتي أبوه. ملك بعده في سنة اثنتين وأربعين وله نحو عشرون سنة فساءت سيرته بسفك الدماء وأخذ الأموال وغير ذلك من أنواع الفساد حتى أنه قتل الأمير سيف الدين برقوق القائم بدولتهم في عدة من الأتراك وغيرهم وهو مذكور في حوادث شيخنا إما في سنة أربع وأربعين أو بعدها. قلت: وسيأتي في ابن يحيى بن إسماعيل قريباً.
إسماعيل بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الشرف العلوي الزبيدي اليماني الوزير أخو أحمد الماضي ويعرف بابن العلوي. ممن ولد باليمن ونشأ بها ومات بمكة في ليلة الخميس خامس المحرم سنة خمس وثلاثين وقد قارب الخمسين، وكان عاقلاً حازماً كاملاً كاتباً ماهراً سيفاً باتراً استقر به الناصر بعد قتل أبيه وعمه في شد الاستيفاء مع كونه إذ ذاك ابن أربع عشرة سنة لمحبته في والده فباشره ونجب في الكتابة واستمر يترقى إلى أن استوزره المنصور ثم الأشرف فلما خلع واستقر الظاهر نكبه وصادره وبالغ في أذاه بكل ممكن مع إحسانه له في مدة أخيه الناصر وابن أخيه المنصور والأشرف ولكنه كان يحسده وما وسعه إلا الهرب إلى مكة فخرب الظاهر بيته وقبض أملاكه وأزال نعمته بل قتل أخاه واستمر هذا بمكة حتى مات بل يقال إنه دس عليه من سمه رحمه الله.
إسماعيل بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله المجد الشطنوفي القاهري الشافعي. ولد سنة ست وستين وسبعمائة وفي ظنه أنه بشطنوف، وقرأ بها غالب القراءات ثم انتقل إلى القاهرة فأكمله وتلا به لنافع على الفخر الضرير، وعرض التنبيه على الأبناسي وابن الملقن والبلقيني وغيرهم وأخذ الفقه عن الأبناسي والبيجوري وجماعة والنحو عن الشمس البوصيري، وحج قبل القرن وسمع ابن أبي المجد وأم بالقراسنقرية بالقاهرة وسكنها حتى مات وتكسب بالشهادة بحانوت قرب جامع الحاكم وكتب على الاستدعاءات. ومات في يوم الأحد سادس ذي الحجة سنة ست وأربعين ودفن من الغد بتربة الصوفية خارج باب النصر.
إسماعيل بن عبد الله بن محمد الريمي. ولي القضاء بتعز ومات سنة سبع وثلاثين بالطاعون بعد اختلاطه بخلط سوداوي.
إسماعيل بن عبد الله المغربي المالكي نزيل دمشق. كان بارعاً في مذهبه تفقه به الشاميون وأفتى وناب في الحكم. مات في شعبان سنة ثلاث عن نحو السبعين وقد ضعف بصره، قاله شيخنا في أنبائه.
إسماعيل بن علي بن إسماعيل النبتيتي الآتي أبوه وجده ويعرف كهو بابن الجمال - بالتشديد والجيم - قرأ القرآن وتعانى الزرع، وحج وذكر بالخير لكنه أمسك في سنة تسع وثمانين بعمل الكيمياء وجرت له بسببها حادثة تألم لها الخيرون وذا الظن خير به كثير من المزلزلين وقام الشافعي حتى سكن أمرها والظاهر أن سببها عدم طوعه لأبيه بحيث عجز الأكابر عن إصلاح ما بينهما.
إسماعيل بن علي بن إسماعيل. جد الذي قبله.
إسماعيل بن علي بن أبي بكر بن عبد الله بن أحمد اليماني الصوفي ويعرف بالحندج. لبس الخرقة من السراج عبد اللطيف بن حسين بن عبد الملك الحسني القبيصي اليماني بلباسه لها من إسماعيل بن الصديق الجبرتي وهو من السراج أبي بكر بن محمد الصوفي، لقيه باليمن في سنة ست وثمانين عبد الله بن عبد الوهاب الكازروني المدني فلبسها منه. وسيأتي إسماعيل بن محمد وأنه يعرف أيضاً بالحندج.

إسماعيل بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الشرف أبو الفداء الناشري. ولد سنة ست وسبعين وسبعمائة وأخذ عن عمه ولزم مجلس والده واعتنى بكتب الأدعية وولي نظر بعض مساجد تعز وتكسب بالزراعة وحج. مات في رمضان سنة أربع وأربعين.
إسماعيل بن علي بن حسن بن هلال بن معلى المجد الصعيدي الأصل القاهري الشافعي ويعرف بابن معلى. ولد سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بخط باب الخرق ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وكتباً كالعمدة والمنهاج ومختصر ابن الحاجب وألفية النحو واشتغل بالفقه والعربية والصرف والأصلين والمنطق وغيرها؛ ومن شيوخه المناوي والتقي الحصني والعلاء الحصني والعز عبد السلام البغدادي والشمني والآبدي، وشارك في الفضائل وتميز وأكثر المباحثة في الدروس ونحوها بصوت جهوري وتنزل في بعض الجهات وأقرأ الطلبة بل أخبرني أنه مر على الروضة بكمالها تدريساً مع ملاحظة المهمات والخادم وغيرهما وعمل الليث العابس في صدمات المجالس وحفظه بعضهم وكذا أخبرني أنه شرح قواعد ابن هشام وأن له غير ذلك كل هذا مع التكسب تحت الربع في سوق النساء وإليه المرجع هناك، وحج غير مرة وكثر تردده إلي وتودده.
إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن عبد الله بن رستم المجد أبو الطاهر البيضاوي ثم المكي الزمزمي الشافعي المؤذن أخو إبراهيم وحسين ووالد نائب أبي إسماعيل المذكورين. ولد سنة ست وستين وسبعمائة بمكة وسمع بها من أبي الطيب السحولي وابن صديق وغيرهما، ودخل القاهرة سنة اثنتين وثمانمائة فسمع بها من الحلاوي بعض مسند أحمد وغيره وأجاز له ابن النجم وابن الهبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وغيرهم؛ واشتغل كثيراً وأخذ العروض عن النجم المرجاني، قال شيخنا في أنبائه وكان يتعانى النظم وله نظم مقبول ومدائح نبوية من غير اشتغال بآلاته ثم أخذ العروض عن النجم المرجاني ومهر، وكان فاضلاً قليل الشر مشتغلاً بنفسه وعياله مشكور السيرة ملازماً لخدمة قبة العباس وله سماع من قدماء المكيين وحدث بشيء يسير سمعت من نظمه؛ وقال في معجمه اشتغل كثيراً وتعانى النظم وكان أبوه على سقاية العباس فاستمر هو وأخوته بها، وأول ما لقيته في سنة خمس وثمانين وسبعمائة وسمعت من شعره وكان إذ ذاك أول ما تعاناه ثم مهر وعمل قصائد نبويات ومدائح في ملوك اليمن وغيرهم بل مدحني بعد ذلك بقصيدة:

إن لم تجودوا بالوصال وطال في

 

هجرانكم ليلي البهيم من السهر

فدجاه يجلوه شـهـاب ثـاقـب

 

من جده كيد العدى عني حجـر

قال وأنشدني لنفسه قصيدة نونية وغير ذلك. مات في عصر يوم الأحد ثالث عشري شوال سنة ثمان وثلاثين بمكة ودفن من الغد بالحجون، وقد لقيه شيخنا العلاء القلقشندي في سنة إحدى عشرة بمكة فأخذ عنه علم العروض وكتب من نظمه مما سمعه منه في ضبط بحور الشعر:

طويل يمد البسط بالوفر كـامـل

 

ويهزج في رجز ويرمل مسرعا

فسرح خفيفاً يقـتـضـب لـنـا

 

من اجتث من قرب لندرك مطمعا

وممن ذكره المقريزي في عقوده وقال أنه سمع منه من شعره ونعم الرجل كان.
إسماعيل بن علي بن محمد أبو الخير البقاعي ثم الدمشقي الشافعي الناسخ. قال شيخنا في أنبائه كان يشتغل بالعلم ويصحب الحنابلة ويميل إلى معتقدهم مع كونه شافعياً ويقرأ الحديث للعامة وينصحهم ويعظهم ويكتب للناس مع الدين والخير؛ وله نظم حسن أنشدني منه بدمشق وكتب بخطه صحيح البخاري في جلد واحد معدوم النظير من الحريق إلا اليسير من هوامشه بيع بأزيد من عشرين مثقالاً فر من الكائنة إلى طرابلس فأقام بها إلى آخر سنة خمس وثمانمائة ورجع فمات بدمشق في المحرم سنة سبع، وقال في معجمه: شيخ حسن يكتب الخطب المنسوب وينظم الشعر المقبول ويتدين لقيته بدمشق فسمع معي وأنشدني من شعره وكان شافعياً لكنه على معتقد الحنابلة ويقرأ الحديث للعامة ويعلمهم أمور الدين إرشاداً، وذكره المقريزي في عقوده وأرخه في المحرم سنة ست.

إسماعيل بن علي بن محمد المجد أبو الفدا الرحبي القاهري الشافعي. فاضل يجلس بحانوت في الدجاجين بالقرب من اليونسية، أجاز له الولي العراقي وغيره في عرضه العمدة والمنهاج واستدعاه بعض الطلبة لبعض الأولاد. ومولده بالرحبة من عمل الشام، طاف البلاد ودخل سيوط مرتين وأخميم وقوص وغيرها وسئل في سنة ثمان وستين وثمانمائة عن مولده فقال لي الآن نحو الثمانين؛ وهو مع هذا السن يستحضر المنهاج ويحفظه. مات قريب السبعين تقريباً.
إسماعيل بن علي بن يوسف الرومي ويعرف والده بالبهلوان. مات بمكة في جمادى الأولى سنة سبع وستين.
إسماعيل بن عمران بن علي الصحافي ثم القاهري الأزهري الشافعي أخو موسى الآتي. ممن قرأ القرآن واشتغل وتردد لي يسيراً في تقرير ألفية الحديث مع حفيد القاياتي وغيره وتكسب بتعليم الأبناء وبالنساخة وربما اشتغل عند المتجددين من المدرسين. وهو خير من أخيه.
إسماعيل بن عمر بن إسماعيل بن السيد - بمهملة مكسورة ثم مثناة تحتانية - واسمه جعفر بن إبراهيم بن حسان العماد أبو محمد الدمشقي العاملي الصفار. ولد سنة سبع عشرة وسبعمائة وسمع من الحجار عوالي طراد ومسند الدارمي بفوت فيه، قال شيخنا في معجمه أجاز لي من دمشق. ومات في جمادى الأولى سنة إحدى، قال في الأنباء وقد جاز الثمانين، وتبعه المقريزي في عقوده.
إسماعيل بن عمر العلوي اليماني؛ سمع على شيخنا في سنة ثمانمائة باليمن من المائة العشاريات.
إسماعيل بن عمر المغربي المالكي نزيل مكة. كان فيما قاله الفاسي في تاريخ مكة فقيهاً نبيلاً صالحاً ورعاً زاهداً كبير القدر لم أر مثله بمكة على طريقته في الخير، وأخبرني صاحبنا الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد العرياني التونسي الآتي عنه بحكاية تدل على عظم شأنه وملخصها أن الخبر رأى بمكة في النوم شخصاً سماه ممن توفي بالاسكندرية فسأله عن حاله فقال له إنه مثقف أي مسجون ولا يخلص إلا أن ضمنه أو شفع فيه الشيخ إسماعيل يعني صاحب الترجمة فأتاه وقص عليه الرؤيا وسأله الدعاء له فدعا له واستغفر فرآه بعد في المنام أيضاً فسأله عن حاله فأعلمه بأنه خلص بشفاعة الشيخ إسماعيل أو بضمانه؛ سكن إسماعيل الاسكندرية مدة ثم تحول إلى مكة فجاور بها من سنة إحدى وثمانمائة إلى أن مات إلا أنه ذهب في بعض السنين إلى المدينة النبوية زائراً وأقام بها وقتاً برباط الموفق غالباً. توفي ليلة الجمعة ثالث عشر رمضان سنة عشر بمكة ودفن بالمعلاة وشهدت الصلاة عليه ودفنه. وذكره شيخنا في أنبائه باختصار فقال جاور بمكة مدة وكان خيراً فاضلاً عارفاً بالفقه تذكر له كرامات.
إسماعيل بن عيسى بن دولات - أو دولت بدون ألف كما بخطه في موضعين - البلكشهري - هكذا ضبطه بخطه في موضعين بشين معجمة مفتوحة أو مضمومة وقد تجعل الهاء واواً - المولد الحنفي نزيل الحرمين ويعرف بالأوغاني - بفتح الهمزة بخطه ومعجمة، احد الصلحاء المائلين لإيواء الفقراء وإطعامهم كان قدم من بلاده مع أبيه وقطنا بيت المقدس عند الصامت فمات أبوه وتسلك هو به وعاد فقطن مكة وتسلك عليه الفقراء وربما آواهم وكان على قدم عظيم من التلاوة والصيام وإدامة الاعتمار وجمع بعض المقدمات في الفقه بل اختصر جامع المسانيد للخوارزمي أبي المؤيد محمد بن محمود وسماه اختيار اعتماد المسانيد في اختصار أسماء رجال الأسانيد رأيته بخطه عند صاحبه عبد المعطي المغربي وقال أنه اختصره أيضاً الجمال بن محمود بن أبي العباس القونوي وأبو البقاء بن الضياء وأبدى في كل منهما علة وفي كتابه أيضاً علل وكذا أراني له عقيدة حسنة وهو ممن أثنى عليه عندي كثيراً، وبالجملة فله طلب وقد لقيته بمكة ثم قدم علينا القاهرة فأقام بها أياماً وقصدني للسلام ثم توجه بعد زيارته للشافعي وغيره فزار بيت المقدس والخليل ورجع لمكة فلم يلبث أن مات بها في ليلة الأربعاء سابع المحرم سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ثم دفن بالمعلاة بجوار أبي العزم القدسي قريباً من تربة عبد المعطي رحمه الله وإيانا.

إسماعيل بن أبي القسم بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو الذبيح الناشري. أخذ عن جده أبي عبد الله وعن عمه الوجيه عبد الرحمن وأخيه الفقيه شهاب الدين، وكان فاضلاً صالحاً ناسكاً ناب عن ابن عمه عبد القادر بن عبد الله في الأحكام بالحديدة فحمدت سيرته. مات فجأة من لفح البرق في سنة ست وثلاثين.
إسماعيل بن الجمال بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن مصلح بن إبراهيم العراقي الأصل المكي الحنبلي الماضي جده. ممن يحضر دروس حنبلي مكة وأكثر الحضور عندي.
إسماعيل بن محمد بن أحمد بن مبارز الشرف أبو المعروف اليمني الزبيدي الشافعي والد أبي النجا محمد الطيب الآتي. ولد في جمادى الثانية سنة أربع وثمانمائة بزبيد ونشأ بها فاشتغل بعد حفظ القرآن بالفقه وأصوله والتفسير والحديث والتصوف على مفتي بلده الموفق علي بن محمد بن عبد الله الفخري وأخذ رواية عن ابن الجزري والتقي الفاسي والنفيس العلوي ثم عن أبي الفتح المراغي في آخرين كالزين البرشكي وصحب إسماعيل الجبرتي وعبد الله بن سلامة ومنهما ومن الفخري والمراغي لبس خرقة التصوف، وكان فقيهاً خيراً صوفياً كثير الذكر والتلاوة والعبادة، عمر ولقيه الجمال عبد الله بن عبد الوهاب الكازروني المدني ومات في يوم الأربعاء منتصف المحرم سنة أربع وثمانين، وهو جد الفاضل عبد الرحمن بن علي بن محمد الآتي لأمه.
إسماعيل بن العز محمد بن أحمد بن القاضي أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي العقيلي النويري الشافعي أخو إبراهيم والمحب أحمد الماضيين. ولد في جمادى الأولى سنة ست وثمانمائة بمكة وسمع بها من الزين المراغي وابن الجزري والتقي الفاسي في آخرين وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وأبو اليسر بن الصائغ وعبد القادر الأرموي وابن طولوبغا وآخرون وباشر حسبة مكة شريكاً لأخيه، ودخل القاهرة فاشتغل بها ونبه وفضل، ومات بها بالطاعون في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ودفن بتربة الصلاحية رحمه الله.
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الشرف الهاشمي العقيلي الجبرتي اليمني الزبيدي حفيد الماضي. ولد في سنة ست عشرة. مات في ظهر يوم الثلاثاء عشري ذي الحجة سنة سبع وسبعين بمكة. أرخه ابن فهد.
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله الناشري الآتي أبوه. كان فاضلاً ذا خط جيد وصوت حسن مديماً التلاوة. ذكره العفيف في أبيه.
إسماعيل بن محمد بن الأمين بن علي بن الأمين بن عبد الملك بن الأمين بن هارون بن يحيى بن فضل الأمين المليكي اليمني الشافعي نزيل مكة ويعرف بالأمين. سمع على شيخنا في سنة أربع وعشرين وثمانمائة بمنى المتباينات وتخريج أربعي النووي وغيرهما من تصانيفه وكذا سمع على ابن الجزري بل أجاز له في سنة ثلاث وعشرين جماعة وحصل وكتب بخطه مجاميع مفيدة.
إسماعيل بن محمد بن أبي بكر بن المقرئ. مضى في ابن أبي بكر بن عبد الله.
إسماعيل بن محمد بن حسن بن طريف العماد أبو الفدا الزبداني الأصل الصالحي الحنبلي. ولد تقريباً سنة سبع وأربعين وسبعمائة وسمع من محمد بن حسن بن عمار الشافعي قطعة من آخر الثاني من مائتي المخلصياتي انتقاء ابن أبي الفوارس وحدث بها سمع منه الفضلاء، وكان صالحاً معمراً يحتمل سنة أحسن من هذا وهو أحد المقرئين بمدرسة الشيخ أبي عمر. مات في المحرم سنة سبع وثلاثين بسفح قاسيون ودفن به رحمه الله.
إسماعيل بن محمد بن عبد اللطيف الجبرتي الحنفي. ممن سمع مني بالمدينة النبوية وله فضل ولديه أدب وفيه خير.
إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن صلاح بن إمام الصرغتمشية. مات سنة أربع وستين، وإسماعيل زيادة فالمجد محمد بن محمد بن علي بن صلاح مات حينئذ.
إسماعيل بن محمد بن محمد الشيخ سعد الدين بن الزين العراقي. كتب ببعض الاستدعاءات بعد سنة اثنتين وعشرين، وقال شيخنا الزين رضوان أن من شيوخه في التلقين النور عبد الرحمن البغدادي ومحمد سيرين وصفي الدين عبد المؤمن فتلقن الصفي من العز طاهر السرائي وهو من أبيه محمود الشكيني بواسطة أخيه وأبوه من الشهاب السهروردي والنور تلقن من أبي بكر الموصلي وهو من عبد الرحمن الخراساني جد النور.
إسماعيل بن محمد بن ميكائيل. يأتي فيمن جده ميكائيل قريباً.

إسماعيل بن محمد بن أبي يزيد بن الشيخ جمال الدين التوريزي الأصل الزبيدي اليماني ثم المكي الشافعي شارح الألفية النحوية. سيأتي في ابن أبي يزيد.
إسماعيل بن محمد شرف الدين الشرجي اليماني الحندج - بضم الحاء والدال المهملتين بينهما نون ساكنة وآخره جيم. نشأ في تصوف وعفاف وصحب الشرف إسماعيل بن أبي بكر الجبرتي ولبس منه الخرقة ونظر في بعض كتب القوم وتهذب وتأدب واشتهر بالإطعام والمكارم مع التقلل وبالسعي في الحوائج والشفاعات بحيث انتشر ذكره وصار ذا وجاهة ووقع في القلوب مع أخلاقه الرضية ونفسه الزكية ونسكه. مات في سنة سبع وثمانين. ترجمه لي بعض الثقات ممن أخذ عني. وقد مضى إسماعيل بن علي بن أبي بكر بن عبد الله بن أحمد وأنه يعرف أيضاً بالحندج.
إسماعيل بن محمد البيجوري الأزهري. ممن كتب بعض تصانيفي وأخذ عني.
إسماعيل بن محمد المقدسي ثم المكي الصوفي. صحب بالقدس الشيخ محمد القرمي سنين وكذا صحب غيره، وقدم مكة في موسم سنة خمس وثمانمائة فأقام بها ثم توجه بعد الحج من السنة التي تليها إلى المدينة فجاور بها ثم عاد إلى مكة وتوجه منها إلى اليمن في أول سنة تسع ثم قدم في أثناء التي تليها ولم يلبث أن مات في يوم السبت منتصف ذي الحجة منها ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين أو جازها ظناً، وكان يسكن في مكة بمعبد الجنيد وعمر فيه أماكن وتأهل بمكة بابنة الشيخ أبي العباس بن عبد المعطي النحوي ورزق منها ابنه وله نظم كتب منه بعضهم:

خذوني مني وأفردوني وغـيبـوا

 

وجودي عني في صفاتكم الحسنى

فنائي بقـائي فـيكـم ولـديكـم

 

حياتي مماتي واللقا عيشي الأهنى

في أبيات، ذكره الفاسي في مكة واسم جده ميكائيل.
إسماعيل بن مروان، في ابن إبراهيم بن مروان.
إسماعيل من نابت بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود مجد الدين الزمزمي الآتي أبوه الماضي جده. قرأ المنهاج والألفية وعرض وحضر عند القاضي محيي الدين المالكي في العربية واشتغل في الفقه وغيره وقرأ البخاري وسمع علي يسيراً، وهو أحد المباشرين للأذان وسقاية العباس. مات في أواخر ذي القعدة سنة ثمان وتسعين بمكة.
إسماعيل بن ناصر بن خليفة عماد الدين الباعوني اخو الشهاب أحمد الماضي. كان شيخ الناصرية من عمل صفد على طريقة الفقراء، له وجاهة وثروة وتجارة. مات في ذي الحجة سنة تسع عن سبعين سنة. قاله شيخنا في أنبائه.
إسماعيل بن محيي الدين يحيى بن أحمد بن يحيى الرسولي المكي سبط ابن الضياء الحنفي وأخو عمر الآتي. ممن سمع مني بمكة ودخل القاهرة واقتات هو وأخوه بانتزاع المدارس الرسولية بمكة وتصديرها كالملك ولزم من ذلك انقطاع أوقافها وتعدياً لأوقاف البغداني وكتبه ولا قوة إلا بالله.
إسماعيل بن يحيى بن أحمد بن إسماعيل بن العباس بن علي بن داود الأشرف بن الظاهر بحسب آخرا بعضها الأشرف بن الأفضل الغساني اليماني الماضي جده قريباً ملوك اليمن. استقر بعد أبيه وكانت فيه حدة مفرطة فعامل العسكر بالحدة والغلظة فكان لا يخلو يوماً من قتل وعقوبة ومصادرة وتوجه إلى بعض العرب المفسدين فهزم غير مرة وكحل أخاه وشقيقه أحمد خوفاً منه على الملك وأخاه حسن في آخرين جملتهم من أقربائه أحد عشر نفساً بل قتل عمته شقيقة أبيه وامرأة أخرى بيده لاتهامه بمصاحبتها وقطع يد امرأة أخرى تضرب بالرمل كل ذلك لتخوفه وتخيله أنهم يسعون عليه في الملك ويفسدون الناس عليه، وكانت أيامه عجيبة وأحواله غريبة ولم يتهن بالسلطنة، ومات بمدينة تعز في ثامن شوال سنة خمس وأربعين ودفن عند أبيه بمدرسته الظاهرية واستقر بعده المظفر يوسف بن عمر بن الأشرف إسماعيل بن العباس.

إسماعيل بن يحيى بن علي بن يحيى مجد الدين بن شرف الدين المهاجري الكردي السنهوتي - بمهملة مفتوحة ثم نون ساكنة بعدها هاء مضمومة وآخره تاء مثناة - الأصل القاهري الحنفي الشطرنجي أخو أحد نواب الحنفية الشمس محمد المعروف بابن يحيى. ولد في أواخر سنة أربع وثلاثين وثمانمامئة أو أوائل التي قبلها بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن ويقول العبد والكنز والمنظومة النسفية والمنار وألفية النحو وعرض على عبد السلام البغدادي وابن الهمام وابن قديد وغيرهم وحضر دروس بعضهم وغيرهم وتخرج في الشطرنج بالوزة وابن سونج والجعيدي بل فاقهم وصار على العوال وتدرب في غيره بغيرهم مع توليده أشياء مستحسنة. وتميز وفاق في كثرة المحفوظ نظماً ونثراً بل ربما نظم مع مشاركة لطيفة في الفضائل وعقل وسكون وقد أخذ عني مصنفي في الشطرنج وتردد لي غير مرة وكتبت من نظمه وسمع على جماعة من المتأخرين كالزين الفاقوسي وناصر الدين الزفتاوي، وحج وجاور بالحرمين وسمع بالمدينة من أبي الفرج المراغي وطاف البلاد واشتهر بين الناس سيما ذوي المناصب وتنزل في الجهات ثم رغب عنها ورأيت منه أمراً بديعاً غريباً وهو أنه إذا ذكر له كلام يسابق لبيان عدد حروفه عند تمامه فلا يحزم وأمره في ذلك وراء العقل حتى في الكلام الكثير؛ ومما أنشدنيه نظمه في غصون:

إن قلبي هام وجـداً

 

وولوعاً بحـمـاك

فلذا ذبت غـرامـاً

 

واشتياقا لـلـقـاك

يا غصوناً في رياض

 

من زهـور وأراك

أنت قد أضنيت قلبي

 

فشفائي في شفـاك

في أبيات. مات بغزة في مرستانها سنة ثلاث وتسعين أو التي قبلها.
إسماعيل بن يحيى مجد الدين بن علم الدين بن البقري أخو الشرف عبد الباسط ذكر في الألقاب.
إسماعيل بن أبي يزيد منسوب لجده فهو ابن محمد بن أبي يزيد بن الشيخ جمال الدين التوريزي الأصل الزبيدي اليماني ثم المكي الشافعي ويعرف بابن بنت غنا. فاضل ساكن دين لازم الفخر أبا بكر بن ظهيرة وكان هو القارئ عليه في دروسه غالباً ثم قرأ على ابن أخيه الجمال أبي السعود بل على أبيه من قبله بالأشرفية المكية وغيرها، كل ذلك مع فضيلته سيما في العربية بحيث كتب على الألفية شرحاً قرضته أنا وغيري، ودرس الطلبة في الفقه والعربية وغيرهما وتردد إلي بمكة يسيراً، وأخذ عني بعض الشيء مع سكون وخير وتقلل؛ ومن شيوخه في الفقه ابن عطيف والشمس الجوجري حين كانا بمكة وكان ثانيهما يعظمه وفي النحو عبد القادر، ونعم الرجل علماً وتواضعاً ولين جانب بورك فيه وفي بنيه.
إسماعيل بن يعقوب بن المتوكل على الله أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد العباسي الهاشمي أخو المتوكل على الله العزي عبد العزيز ومحمد الآتيين للأب وبيرم ممن دخل في بني أخوة المعتضد من استدعاء ابن فهد. وهو حي في سنة خمس وتسعين.
إسماعيل بن يوسف بن عمر بن عبد العزيز البنداري الهواري أمير هوارة القبلية من بلاد الصعيد وأخو عيسى الآتي. كان مذكوراً بالخير وحسن السير لكن لم يكن السلطان يميل إليه وعزله وقتاً بيوسف بن محمد بن إسماعيل بن مازن بل سجنه بالكرك وغيرها فلم تطع هوارة ابن مازن وجرت مفاسد ثم هرب ابن مازن وأعيد هذا بعد أن كادت البلاد تختل وذلك في سنة أربع وأربعين ومات في صفر سنة ثلاث وخمسين بالقاهرة.
إسماعيل بن يوسف السمرقندي الحنفي ممن أخذ عن شيخنا مرافقاً لعلي بن إسلام الآتي.
إسماعيل بن العجمي أمير الإسماعيلية بقلعة الكهف مدينتها أحد حصون الإسماعيلية المنيعة. قدم عليه عسكر من طرابلس فهدموا القلعة وأنعم عليه بأمرة في طرابلس وذلك في سنة ثلاث وأربعين.
إسماعيل العماد السرميني نائب كاتب السر بدمشق ومنشئها وشاعرها. نظم ونثر وكان من أفراد الدهر. مات في رجب سنة ثمان وثلاثين كهلاً.
إسماعيل المجد خطيب جامع المقسي وأحد قراء الصفة بالبيبرسية. كان خيراً حسن التلاوة يتكسب من الشهادة بحانوت الدكة. مات في أول ذي الحجة سنة إحدى وخمسين.
إسماعيل البهلول. رجل صالح. مات في رجب سنة سبع وستين وأرخه المنير.
إسماعيل التبريزي. في الرومي قريباً.
إسماعيل الجياني. مضى في ابن إبراهيم بن محمد بن علي.

إسماعيل الرومي الشافعي الصوفي الطبيب نزيل البيبرسية ويعرف بكردنكس لكونه كان أعوج الرقبة. ذكره لي بعض الفضلاء ممن أخذ عنه وبالغ في الثناء عليه وأنه كان ماهراً بالطب والقراءات وغير ذلك صوفياً عفيفاً؛ وأما شيخنا فإنه قال في أنبائه أنه كان يقرئ العربية والتصوف والحكمة وامتحن بمقالة ابن العربي ونهى مراراً عن إقرائها ولم يكن محمود السيرة ولا العلاج وكان من صوفية البيبرسية. مات في تاسع شوال سنة أربع وثلاثين انتهى. وممن أخذ عنه الشرف بن الخشاب ونسبه تبريزياً وأذن له في إقراء الطب وكان المظفر الأمشاطي يصحح عليه بعض محافيظه.
إسماعيل الرومي نزيل رباط ربيع بمكة. مات بها في سلخ المحرم سنة ست وخمسين.
إسماعيل المغربي نائب الحكم بدمشق. مات سنة ثلاث وثمانمائة.
إسماعيل المهانمي. مات فجأة في صفر سنة تسع وخمسين بمكة.
إسماعيل المقرئ المجود إمام مدرسة الخواجا إبراهيم بصالحية دمشق. مات في المحرم سنة تسع وخمسين. أرخه اللبودي.
إسماعيل أخو إسحاق. شيخ أعجمي فاضل مبارك خواجا. مات بمكة في أوائل رجب سنة اثنتين وتسعين.
إسماعيل أحد أئمة القصر. مات في المحرم سنة ثمانين بالمقشرة وكان أودعها من أيام لكونه نسب إليه التعرض لسرقة جواري الناس وبيعهن في قرى الأرياف وغيرها بعد ضرب الوالي ثم السلطان له.
اسنباي التركماني. في حوادث سنة عشر وثمانمائة.
اسنباي الظاهري برقوق الزردكاش. أسره تمرلنك واختص به بحيث عمله زردكاشا عنده ولزم خدمته حتى مات فقدم القاهرة واستقر به المؤيد زردكاشا كبيراً ثم عزل في أيام الظاهر ططر وأقام أمير عشرة ثم نقله الأشرف إلى نيابة دمياط ثم عاد إلى القاهرة أيام الظاهر جقمق على أمرته واستمر حتى مات في سنة اثنتين وخمسين عن نحو تسعين سنة وهو ممتع بحواسه؛ وبلغنا عن المقريزي أنه قال أنه لم ير من يحفظ الحوادث والوقائع برمتها يعني من أبناء جنسه مثله.
اسنباي الظاهر جقمق ويعرف بالجمالي وبالساقي. رقاه أستاذه إلى إمرة عشرة ثم عمله ابنه دواداراً ثانياً فلما نكب فر هذا واختفى أياماً ثم أمسك ورسم بتوجهه للقدس بطالاً فاستمر حتى مات في شعبان سنة ستين.
اسنباي أميراخور. في حوادث سنة عشر وثمانمائة، وينظر إن كن غير اسنباي التركماني الماضي قريباً.
اسنبغا الناجي الحاجب. مات في العشر الأول من جمادى الأولى سنة ثلاث بالأشمونين وكان توجه لعمارة الجسور السلطانية فأحضروه في مركب إلى القاهرة فدفن بها. قاله العيني.
اسنبغا الناصري محمد بن رجب ثم الطياري سودون وهو الأكثر في شهرته. اتصل بعد سودون بخدمة الناصر فرج وصار من الدوادارية الصغرى ثم صار في أيام الأشرف أمير عشة ثم مقدم البريدية ثم توجه إلى جدة شاداً وحسنت سيرته بالنسبة لغيره ومع ذلك فصودر ونفي إلى طرابلس ثم أنعم عليه فها بأمرة طبلخاناة وآل أمره إلى أن عمل حاجباً ثانياً بالقاهرة وأمير طبلخاناه ثم عمله العزيز دواداراً ثانياً ثم قدمه الظاهر جقمق ثم عمله رأس نوبة النوب ومات وهم في حصار المنصورة ضحوة بهار الجمعة خامس ربيع الأول سنة سبع وخمسين وهو في عشر الثمانين وكان مذكوراً بالعقل والكرم والتواضع والأدب والشجاعة مع مشاركة في الفقه والتاريخ وأيام الناس مذاكرة لطيفة.
اسنبغا الزردكاش. كان أصله من أولاد حلب فباع نفسه تسمى اسنبغا وتوصل إلى أن خدم الناصر فحظي عنده وارتفعت منزلته حتى زوجه أخته واستنابه لما خرج إلى السفرة التي قتل فيها فجرى منه ما شرح في الحوادث إلى أن قبض عليه وحبس بالاسكندرية فقتل بها في سنة ثمان عشرة، ذكره شيخنا في أنبائه وقال قال العيني كان ظالماً غاشماً لم يشتهر عنه إلا الشرور التي في تاريخه ولم يشتهر له معروف.
اسنبغا العلائي دوادار الظاهر برقوق. مات في سادس عشر جمادى الأولى سنة ثلاث. أرخه المقريزي؛ وينظر اسنبغا الناجي.
اسندمر الجقمقي أرغون شاوي الرومي عمل في أيام الظاهر جقمق أمير خمسة ثم عشرة ثم ندبه الأشرف لمكة باشا على مماليكها فتوجه إليها في موسم سنة إحدى وستين فلم يلبث أن مرض بالبطن فرجع في موسم سنة ثلاث فأقام بالقاهرة أشهراً ومات في تاسع جمادى الأولى سنة أربع وستين وقد زاد على الستين وقيل إنه كان مسرفاً على نفسه.

اسندمر النوري الظاهري برقوق. تأمر عشرة في أيام الناصر فرج ثم طبلخاناه في أيام المؤيد ثم تقدم بعده وولي نيابة الاسكندرية في أيام الأشرف ثم حبسه بدمياط مدة ثم وجهه إلى دمشق على تقدمة بها واستقدمه الظاهر وعمل له على ديوان المفرد في كل شهر خمسة آلاف وكان أمله منه فوق هذا. مات في سنة ثمان وأربعين وهو في حدود السبعين؛ وذكر بالإسراف على نفسه حتى بعد كبره مع سلامة الباطن وكثرة التغفل.
أشرف بن حسن بن محمد بن حسن معين الدين بن قاضي كازرون الفخر بن الشرف بن البهاء الحسني الموسوي الكازروني الشافعي سبط سعيد الدين محمد الكازروني. ولد في ثاني ربيع الثاني سنة سبع وأربعين وسبعمائة واعتنى به جده لأمه فاستجاز له ابن الخباز الميدومي والتقي السبكي والشمس محمد بن إبراهيم بن علي الملقن ومحمد بن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن الحافظ عبد الغني المقدسي وأحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الولي بن جبارة وتمام مائة وخمسين نفساً وأخذ عن جده المشار إليه وإمام الدين البردي وأبي الفتوح الطاوسي والمجد إسماعيل الفالي والصدر البزغشي والنور الأيجي وسعد الدين المصري وطائفة، أخذ عنه الطاوسي وقال إنه كان مفتي الشافعية بفارس. مات في يوم الأربعاء سابع عشري ذي الحجة سنة ست وعشرين.
أصبهان شاه بن قرا يوسف. له ذكر في حسين بن علاء الدولة.
أصلان بن سليمان بن ناصر الدين محمد بن دلغادر الأمير سيف الدين ملك أصلان نائب الأتليسيين وأحد من عدى في الملوك وصارت له ضخامة ورياسة ومالية. مات قتيلاً بيد فداوي لا يعلم من هو وقت صلاة الجمعة من ربيع الأول سنة سبعين، وقتل الفداوي من وقته؛ وأحضر سيفه إلى القاهرة فقرر عوضه أخوه شاه بضع.
أعظم شاه بن اسكندر شاه بن شمس الدين غياث الدين أبو المظفر السجستاني الأصل صاحب منجالة من بلاد الهند. كان حنفياً ذا حظ من العلم والخير محباً في الفقهاء والصالحين شجاعاً كريماً جواداً ابتنى بمكة عند باب أم هانئ مدرسة صرف عليها وعلى أوقافها اثني عشر ألف مثقال مصرية وقرر بها دروساً للمذاهب الأربعة وانتهت ودرس فيها في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة. وكذا عمل بالمدينة النبوية مدرسة بمكان يقال له الحصن العتيق عند باب السلام، هذا مع بعثه غير مرة لأهل الحرمين بصدقات طائلة. مات في سنة أربع عشرة أو التي تليها. ترجمه الفاسي في مكة مطولاً وكذا المقريزي في عقوده؛ وقد أخذ المدرسة المكية صاحب الحجاز ابن بركات وبناها لنفسه وكذا أخذ التي بالمدينة صاحب مصر.
أقباي بن عبد الله بن حسين شاه الطرنطاي الظاهري برقوق. صاحب الحاصل والربع بالبندقانين وغيرهما؛ ترقى في أيام الناصر فرج للتقدمة ثم للحجوبية الكبرى ثم لإمرة سلاح ثم لرأس نوبة الأمراء ومات عليها في ليلة الأربعاء سابع عشري جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة ونزل الناصر من الغد لداره ثم تقدم راكباً إلى مصلى المؤمني فصلى عليه وشهد دفنه بتربته التي أنشأها خارج باب البرقية في الروضة، ويقال إن الذي تركه من النقد أربعين ألف دينار مصرية واثني عشر ألف دينار مشخصة خارجاً عن غيره. فأخذ السلطان الجميع، وكان بخيلاً شرها مع ديانة وخير، وقال العيني أنه خلف شيئاً كثيراً جداً فاحتاط السلطان عليه قال ولم يكن محموداً في سيرته ولا في طريقته ولا اشتهر بمعروف.
أقباي الأشرفي قايتباي وليس من مشترواته الطويل، كان كاشف الشرقية ثم ولاه نيابة غزة بعد سيباي الظاهري حين انتقل لحجوبية الشام ثم الرملة مضافاً إليها وكثر الأمن بالطرقات في أيامه لشدة بأسه وعرض له في بدنه بياض.
أقباي الأقنص. يأتي قريباً.
أقباي الدوادار. هو المؤيدي يأتي قريباً.
أقباي طاز. يأتي قريباً.
أقباي الطرنطاي. مضى قريباً.
أقباي الطويل الأشرفي قايتباي. ذكر قريباً والظاهر خشقدم. يأتي قريباً.
أقباي الظاهري خشقدم ويعرف بالأقنص، وسط في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين بالرملة لقتله ملوكاً للزيني الاستادار وما قبل السلطان منه ومن رفقته دفع ألف دينار لمستحقي الدية لكثرة شره وضرر المسلمين من جهته.
أقباي الظاهري خشقدم ويقال له الطويل، استمر خاملاً إلى أن أمره الأشرف قايتباي عشرة لأعلام الأتابك عنه أنه أبان وقت المعركة في كائنة ابن حرسك عن شجاعة واستمر حتى كان من المجردين سنة خمس وتسعين.

أقباي الكركي الظاهري برقوق ويعرف بطاز الخازندار؛ تقدم للناصر فرج ثم سجن بالاسكندرية ثم أعيد إلى تقدمته ولم يلبث أن مات بعد مرض طويل في ليلة السبت رابع عشر جمادى الأولى سنة خمس ودفن من الغد بحوش الظاهر ظاهر باب النصر. ذكره العيني وغيره.
أقباي المؤيدي ولاه أستاذه الدوادارية الكبرى بالقاهرة ثم نيابة السلطان بحلب في سنة ثماني عشرة ثم خرج منها بعد يسير مختفياً على الهجن بحيث وصل القاهرة في اثني عشر يوماً لكونه بلغه أنه تكلم في حقه عند السلطان فاكرمه وولاه نيابة دمشق فتوجه إليها في أوائل سنة عشرين ثم لما دخل المؤيد البلاد الشامية اعتقله بقلعتها وقدر أنه هرب فأمسك ثم قتل بالقلعة في أواخرها، وكان أميراً كبيراً مهيباً جباراً ذا حرمة وله وقف على زاوية جلبان. ذكره ابن خطيب الناصرية، وقال شيخنا في أنبائه قدمه المؤيد إلى الدوادارية الكبرى ثم نيابة حلب، وأحال على الحوادث.
أقباي اليشبكي يشبك الشعباني الجاموس؛ ناب بالاسكندرية في أيام الأشرف برسباي حتى مات في يوم السبت حادي عشري ذي القعدة وقيل في آخر شوال سنة أربعين، وخلف شيئاً جزيلاً، واستقر بعده في النيابة الزين عبد الرحمن بن الكويز؛ وكان غاية في الطمع والتعصب لمن يرشيه، وقال شيخنا في أنبائه إنه استقر بعد أستاذه دويداراً صغيراً وولي نيابة الاسكندرية في سنة تسع وثلاثين، وكان متواضعاً بشوشاً كثير الحرص على التحصيل ولم يحمد في ولايته المذكورة قلت وهو أول أزواج زينب ابنة الناصري محمد بن قلمطاي.
أقبردي الأشرفي في برسباي أمير أخور ثالث في أيام أستاذه ثم أخرجه الظاهر إلى طرابلس أميراً بها فأقام بها حتى مات قبل الخمسين.
أقبردي الأشرفي إينال استادار الأغوار وخازندار السلطان المتوجه لاستخلاص الأموال، قتل في صفر سنة إحدى وتسعين في مقتله.
أقبردي الأشرفي قايتباي بل هو ابن عمه وقريبه. كان خاصكياً سنين ثم ترقى لإمرة عشرة ثم تقدم دفعة بعد جانم ثم استقر به في الدوادارية الكبرى عقب موت يشبك من مهدي وسكن بيته العظيم وتزوج ابنة ابن خاص بك أخت زوجة أستاذه التي كانت زوجاً لجانم المشار إليه وأضيف إليه الوزر بمباشرة موفق الدين تارة وابن البدر حسن أخرى وقاسم شقيقه لنظر الدولة معه ثم صار المتكلم في ديوانه الشرف المعروف بأبي المنصور وولي أمرة السرحة بالوجه القبلي غير مرة فجلب الأموال منه ومن الجهات النابلسية وغيرها وكان ما يفوق الوصف وبالغ حتى كاد أمير سلاح أن ينقمع منه وغضب منه مماليكه فكاد أن يكون فتنة كما شرح ذلك في الحوادث ويقال أنه أرسل بثلاثمائة دينار فرقت بالأزهر وغيره، وحج قبل ترقيه وصار إليه الحل والربط وأضيف إليه والزر والاستادارية وغيرها.
أقبردي التماسيحي الظاهري جقمق، استقر أمير الراكز بمكة عوض أزدمر وقدمها مع الركب سنة خمس وتسعين فدام وماتت زوجته في أثناء سنة سبع وتسعين وتزوج أم الحسن ابنة التقي البلقيني ورأيته مغتبطاً بها، وهوتركي خالص والبلاء من مقدميه وأتباعه.
أقبردي الساقي الظاهري جقمق. اشتراه في سلطنته ونزله في الطباق مع جلبانه البالفانباي الجركسي حتى جعله خاصكياً ثم ساقياً كل ذلك في أقرب مدة ثم ندبه لأمر بحلب يتعلق بالسلطنة فلما وصلها بعث إليه خلعة بنيابة قلعتها مع صغر سنه ثم نقله إلى أتابكيتها بعد سودون القرماني، وقدم القاهرة بعد يسير فأقام بها مدة ثم رجع إلى حلب بعد إلباسه خلعة ثم نقل منها إلى نيابة ملطية، ومات بها في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وحمل منها إلى حلب فدفن بتربته التي أنشأها بها وسنه نحو الثلاثين؛ وكان عفيفاً عاقلاً ساكناً.
أقبدي القجماسي قجماس ابن عم الظاهر برقوق. تنقل حتى ناب بغزة في الأيام الأشرفية بمال فباشرها قليلاً ومات في العشر الأوسط من شوال وقيل ذي القعدة سنة إحدى وأربعين بمخيمه الذي كان رام التحفظ فيه من الفناء خارج غزة وهو في عشر الثمانين، قال المقريزي وأراح الله بموته من جوره وطمعه.
أقبردي المظفري؛ عمل رأس نوبة الجمدارية في أيام المؤيد ثم أمير عشرة في أيام الظاهر جقمق ثم صار من رؤس النوب الصغار ثم أرسله أمير الركب لأول مرة ثم وجهه إلى مكة مقدماً على المماليك السلطانية بها بعد سودون المحمدي وكان مشكور السيرة، مات بمكة في ليلة الثلاثاء رابع عشري شوال سنة سبع وأربعين.

أقبردي منتو لقب بطعام. كان من أمراء الدولة المؤيدية ثم نقل إلى دمشق أمير طبلخاناه وحاجباً ثانياً حتى مات بعد سنة ثلاثين.
أقبردي المؤيدي المنقار. أحد المقدمين في أيام أستاذه. مات بدمشق في صفر سنة عشرين ولم يكن مشكور السيرة. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار.
أقبردي مذكور في حوادث سنة عشرة.
أقبغا من مامش التركماني الناصري فرج. أمره أٍتاذه بأخرة وتعطل بعده حتى أمره الأشرف عشرة ثم نظر الخانقاه بسرياقوس وولاه إمرة الحاج في آخر سني سلطنته ورجع فأقام على إمرته إلى أن استقر سنة ثلاث وأربعين في نيابة الكرك عوضاً عن خليل بن شاهين فلم تطل مدته وقبض عليه لتعاطيه الخمر وسجن بقلعتها، واستقر عوضه في النيابة مازي الظاهري برقوق ثم شفع فيه فأمر بإطلاقه وأنه إن لم يتب ينفى إلى قبرس فما تم المرسوم حتى جاء الخبر بموته بمجلسه في أواخر ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين على الصحيح أو التي تليها، وكان كريماً حسن الملتقى وقول شيخنا أنه كان أحد الأمراء الكبار في دولة الأشرف موول، وينظر حوادث ثلاث وأربعين من أنبائه.
أقبغا سيف الدين العديمي الحلبي الحنفي فتى الكمال عمر بن العديم. ولد في حدود سنة ثمانين وسبعمائة وسمع بحلب على ابن صديق بعض الصحيح وحدث سمع منه الفضلاء؛ وكان ديناً خيراً ملازماً للخير مع العقل والسكون والتقنع بأوقاف وإقطاع من سيده. مات في حدود سنة أربعين.
أقبغا العلاء الهدباني الظاهري برقوق الأطروش، ولي لأستاذه بعد رجوعه إلى اللنكية من الكرك الحجوبية الكبرى بحلب ثم نيابة صفد ثم طرابلس ثم حلب عوضاً عن ارغون شاه في سنة إحدى وثمانمائة وأسس بها جامعه ولم يكمله ثم أمسكه الناصر لكونه ممن أعان تنم نائب دمشق فلما انكسر تنم أسر أقبغا فيمن أسر ثم أطلقه الناصر ثم ولاه نيابة طرابلس سنة أربع ثم دمشق ثم أعيد إلى حلب بعد دقماق واستمر على نيابتها أربعين يوماً ثم مات في ليلة الجمعة سابع عشري جمادى الثانية سنة ست ودفن قبل الصلاة بتربته التي أنشأها داخل جامعه، وكان ساكناً عاقلاً قليل الشر مائلاً إلى الخير؛ ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا.
أقبغا العلاء التمرازي نائب الشام، تقدم في الأيام المظفرية ثم عمله الأشرف أمير مجلس ثم نائب الاسكندرية مع استمراره على إقطاع التقدمة ثم عاد إلى القاهرة على إمرة مجلس ثم استقر في الأيام الظاهرية أتابك العساكر ثم نائب الشام فلما كان في يوم السبت سادس شعر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين خرج بعد الصبح إلى الميدان بدمشق فلعب الرمح وعلم عدة من مماليكه ثم الكرة وغير ذلك كله عدة خيول فلما كان قرب الميدان مال عن فرسه فلحقه مماليكه قبل سقوطه إلى الأرض وتكاثروا عليه ثم حملوه إلى قاعة بالقرب من الميدان وهو ميت ثم نقل إلى دار السعادة في محفة على أنه مريض ثم بعد يسير أشيعت وفاته فصلى عليه ودفن بتربة تنم الحسني نائب دمشق وقد زاد على الستين وكثر الأسف عليه فقد كان ديناً متهجداً متعبداً كثير الصدقات والمحبة في الصلحاء والعلماء مع الانفراد بفنون الفروسية بحيث تخرج به جماعة رحمه الله. وهو مذكور في حوادث شيخنا؛ وتمراز مولاه من مماليك الظاهر برقوق.
أقبغا علاء الدين التركي، في أقبغا الطولوني.
أقبغا علاء الدين الرومي؛ في أقبغا الجمالي قريباً.
أقبغا علاء الدين الظاهري؛ في أقبغا شيطان.
أقبغا التركماني؛ مضى في أقبغا من مامش قريباً.
أقبغا التمرازي؛ سبق قريباً.

أقبغا الجمالي كمشبغا علاء الدين الرومي أحد أمراء الطبلخاناه بالقاهرة؛ عمل كشف الوجه القبلي وغيره بل ولي الاستادارية بالسعي بالمال فلم ينتج أمره وساءت سيرته فعزل وضرب بالمقارع ثم وليها ظناً مرة أخرى وعزل أقبح من الأول ثم أنعم عليه الأِشرف وهو معه في آمد بأمرة عشرة ثم عاد فعمل كشف الوجه البحري وتوجه إلى دمنهور فلم تطل أيامه وقتل في معركة مع العربان في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين، وكان كريهاً مبغضاً أهوج، وقال شيخنا في أنبائه: إنه ولي الاستادارية الكبرى غير مرة وفي الآخر ولاه السلطان كشف البحيرة فتوجه إىل هناك فأغار على بعض العرب فتجمعوا عليه وقتلوه وخرج الوزير الاستادار كريم الدين بن كاتب المناخات بعسكر فجمع العرب وأمنهم وأحضرهم إلى السلطان وذهب دمه هدراً، وكان أهوج مقداماً غشوماً، وأرخ العيني قتله بالقرب من مريوط من حوالي الاسكندرية في العشر الأخير من جمادى الأولى.
أقبغا الجندي الفقيه الدوادار الصغير للناصر. مات في ليلة الثلاثاء ثاني عشري جمادى الأولى سنة ست ودفن من الغدو وخلف موجوداً كثيراً فمن الذهب العين فيما قيل اثنا عشر ألف دينار فأخذه الناصر ولم يكن مشكوراً في وظيفته بل اشتهر بالرشا والبرطيل وأخذ الأموال وارتكاب المحرمات. قاله العيني.
أقبغا جيار، يأتي قريباً.
أقبغا دوادار يشبك. كذلك أقبعا شيطان علاء الدين الظاهري ولي حسبة القاهرة وولايتها وشد الدواوين وجمع بينهما مرة ثم قبض عليه وحبس ثم قتل في ليلة الخميس سادس شعبان سنة إحدى وعشرين، وكان نبيهاً مع ظلم وعفة عن المنكرات والفروج، وقال شيخنا في أنبائه إنه كان حسن المباشرة قليل الفسق.
أقبغا الطولوني علاء الدين التركي الظاهري برقوق ويعرف باللكاس وبأقبغا جيار.كان من خواص أستاذه الظاهر فأنعم عليه بأمرة عشرة ثم بطبلخاناه وجعله رأس نوبة ثم قدمه وجعله أمير مجلس عوضاً عن بيبرس ابن أخته ثم انحطت منزلته عند أستاذه لوقعة عليباي ورسم له بنيابة غزة ثم أمسك قبل دخوله لها وحمل إلى قلعة الصبيبة فاعتقل بها ثم صار من حزب تنم وولاه غزة ثم جرى عليه ما ذكر في الحوادث إلى أن قتل مع ايتمش في شعبان سنة اثنتين وقد ناهز الأربعين وكان يميل إلى العلماء والفقراء.
أقبغا الفيل. من المماليك السلطانية الظاهرية برقوق وأحد أخوة عليباي المقتول وسط مع سبعة من المماليك في سابع عشر المحرم سنة إحدى.
أقبغا القديدي ويعرف بدوادار يشبك؛ كان مقدماً عند يشبك ثم استقر عند الناصر دواداراً صغيراً وأمره عشرة وكانت له وجاهة ومعرفة ويقتدي برأيه في كثير من الأمور. قاله شيخنا في أنبائه ثم نقل قول العيني كان يدعي الحكمة ووفور العقل مع مكر وخبث وعدم اشتهار بخير وحب لجمع المال وحصل في أيام يشبك مالاً جماً ثم لم يزل في ازدياد إلى أن مات في ليلة الخميس ثالث عشر شوال سنة أربع عشرة وخلف شيئاً كثيراً تمول منه بعده جماعة واستولى السلطان على غالبه.
أقبغا اللكاش. في الطولوني قريباً.
أقبغا الهدباني الظاهري. مضى قريباً.
اق بلاط الدمرداشي دمرداش المحمدي. ترقى بعد أستاذه فقدمه المؤيد ثم ولاه نيابة حماة وغيرها ثم أتابكية ثم نقل إلى نيابة ملطية ومات بها ظناً بعد الثلاثين واشتهر بالشجاعة وحسن السيرة.
اق خجا الأحمدي الظاهري، مات وهو والي كشف الوجه القبلي في عشري المحرم سنة خمس وعشرين، ولم يكن مشكوراً.
اق سنقر الأشرفي شعبان بن حسين، أحد الحجاب في الدولة الأشرفية وكان يسميه أغا، مات في حدود الثلاثين وهو في سن الشيخوخة.
اقطوه الموساوي الظاهري برقوق؛ كان من مماليكه ثم صار دواداراً صغيراً في أيام المؤيد ثم أمير عشرة وولي المهمندارية في أيام الأشرف ثم إمرة طبلخاناه ثم نفاه مرة بعد أخرى إلى أن مات بطالاً بالقاهرة بعد ضعف بباطنه في ليلة الثلاثاء ثاني عشر صفر سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه من الغد ولم يكن مشكور السيرة.
أقفجا أمير عشرة مات في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وأعطيت إمرته لأقبغا التركماني.
ألتش الشعباني نائب القلعة، مات في يوم الخميس رابع عشري جمادى الثانية سنة تسع ودفن بتربة بالصحراء جوار تربة الظاهر برقوق عند قبة النصر، ذكره العيني.

الطنبغا سيف الدين القرمشي الظاهري برقوق؛ كان بعد أستاذه ممن انتمى ليشبك ثم كان في الذين تنقلوا في البلاد الشامية في الفتن في الأيام الناصرية وكان في الآخر مع شيخ وهو بالشام قبل سلطنته ثم كان معه حين ناب بحلب فولاه حجوبية الحجاب بها فلما استقل ولاه أميراً كبيراً ثم أتابك مصر، وقدم معه حلب في سنة ثلاث وعشرين ولم يلبث أن جاء الخبر بموت المؤيد فاضطرب الأمراء هناك فكان النصر لصاحب الترجمة وملك حلب ثم قرر غيره فيها وقصد هو دمشق موافقة لنائبها على المصريين وكان المؤيد أوصى أن يكون متحدثاً على ولده فلم يوافق ططر على ذلك وجاء العسكر المصري إلى دمشق فبادر القرمشي لموافقتهم وخرج فعانق ططر فخلع عليه واستمر حتى طلعوا القلعة فأمر ططر بإمساكه ثم قتله فقتل في جمادى الأولى سنة أربع وعشرين ودفن بتربة الطنبغا الحوباني، وكان أميراً ساكناً عاقلاً كارهاً للشر، ذكره ابن خطيب الناصرية وكذا قال شيخنا في أنبائه أنه كان من خيار الأمراء، زاد غيره تواضعاً وليناً، قال العيني لكنه كان بخيلاً طماعاً ولم يشتهر عنه خير ولا معروف.
الطنبغا العلاء المرقبي المؤيدي شيخ، كان من أعيان مماليكه قبل سلطنته وعمله في أيام تلك الفتن بقلعة المرقب من أيام طرابلس فأقام بها مدة فعرف بينهم بالمرقبي وولاه بعدها نيابة قلعة حلب لاستئمانه عنده ثم قدمه بمصر ثم نقله إلى الحجوبية الكبرى فلما تسلطن الظاهر ططر قبض عليه وسجنه مع من سجن من المؤيدية ثم أطلفه ودام معطلاً مدة ثم أعاده الظاهر جقمق إلى التقدمة فلم تطل مدته ومات في ليلة عاشر رجب سنة أربع وأربعين، ذكره المقريزي باختصار، وقول العيني أنه أحد أمراء الطبلخاناة ورؤس النوب تقصير.
الطنبغا العلاء المهمندار أمير عشرة، مات في يوم السبت منتصف شعبان سنة ست عشرة، ذكره العيني.
الطنبغا التركي الدمشقي مولى ابن القواس، سمع من الحجار بعض البخاري ولم يظهر إلا قبل موته بقليل ولم نعلم أنه حدث ولكن قد استجازه بعض أصحابنا، مات في سنة خمس عشرة، قاله شيخنا في أنبائه قال وهو آخر من سمع من الحجار من الرجال.
الطنبغا الرقبي. في المرقبي على الصواب قريباً.
الطنبغا من عبد الواحد ويعرف بالصغير، كان أحد المقدمين بالقاهرة ورأس نوبة المؤيد ثم قدم حلب مجرداً مع الطنبغا القرمشي الماضي قريباً فأقام بحلب مدة فلما جاء الخبر بموت المؤيد وملك القرمشي حلب قرر هذا في نيابتها ولم يلبث أن قتل في وقعة بينه وبين التركمان سنة أربع وعشرين؛ وكان فاضلاً يستحضر كثيراً من السيرة والتاريخ، ذكره ابن خطيب الناصرية.
الطنبغا شادي؛ كان من مماليك يلبغا العمري قتل مع ايتمش النخاسي في سنة اثنتين وقد جاز الخمسين.
الطنبغا سقل أحد المماليك؛ ممن تنقل في خدمة شيخ حين نيابته بالشام وتقدم عنده بحيث بعثه في مهماته غير مرة للناصر فرج فألفت إليه واستمر معه حتى قتل بوقعة اللجون في المحرم سنة خمس عشرة هو ومقبل الرومي وكان من أهل الشر والفتن وهو أعظم أسباب الفتن التي كانت بين الناصر وشيخ حتى زالت الدولة الناصرية، ذكره المقريزي في عقوده.
الطنبغا الظاهري برقوق المعلم ويعرف باللفاف؛ أقام دهراً خاملاً ثم صار في الأيام الأشرفية جملة معلمي الرمح فلما كانت الوقعة بين السلطان وقرقماس الشعباني أصابته جراحات بل وتقطر عن فرسه فعرف له السلطان ذلك وأنعم عليه بإقطاع قلمطاي الإسحاقي الأشرفي الخاصكي ثم بأمرة عشرة زيادة على ذلك بعد نفي سودون المغربي ثم زاده أمرة طبلخاناه عقب نفي أقطوه المساوي أيضاً ثم عمله نائب الاسكندرية مدة ثم صيره بعد موت تمرباي رأس نوبة النوب أحد المقدمين، إلى أن ضعف وكاد يختلط فاستعفي ولزم بيته يسيراً ثم مات في عاشر ربيع الثاني سنة ست وخمسين، وكان خيراً عاقلاً سليم الباطن جداً رأساً في لعب الرمح عرياً عن التدبير والرأي رحمه الله.
الطنبغا العثماني الظاهري نائب الشام، مات في ثاني عشري شوال سنة إحدى وعشرين بالقدس بطالاً.
الطنبغا القرمشي، مضى قريباً فيمن يلقب سيف الدين.
الطنبغا اللفاف والمعلم؛ مضى قريباً.
الطنبغا أمير، مات في شوال سنة إحدى وستين، أرخه ابن فهد.
الغي برص أحد العشرات، مات في يوم الخميس سادس عشري جمادى الأولى سنة ثمان؛ أرخه العيني.

الماس الأشرفي برسباي. تأمر بحلب وتنقل فيها لعدة ولايات ثم صار أتابكها إلى أن قتل في وقعة سوار يوم الوقعة سنة اثنتين وسبعين وقد زاد على الخمسين وكان مليح الشكل مشكور السيرة مشهوراً بالشجاعة رحمه الله.
الماس الأشرفي برسباي، في العلاء قريباً.
الماس الأشرفي قايتباي، رقاه أستاذه بعد كتابته الخط الجيد وقراءته الحسنة وصيره شاد الشربخاناة فكثر الثناء على عفته وديانته سيما حين أبطل في ولايته ما كان مضافاً لها من حماية العاجينية بعد جمع الأطباء وعد في حسناته هذا مع خفره وبهائه ثم صرفه عنها واستقر به في نيابة صفد وخرج مع العساكر لدفع دولات، وكان ممن قتل في رمضان سنة تسع وثمانين وهو ابن ثلاثين وعظم الأسف عليه.
الماس العلائي الأشرفي برسباي أحد الخاصكية، ابتنى له تربة وعمل فيها للحنفية دروساً قرر فيها الزين عبد الرحيم المنشاوي مع سبعة من الطلبة؛ ومات قريباً من سنة ثمانين.
الوغ بك بن شاه رخ. يأتي في المحمدين.
الياس الكركي أحد الحجاب بدمشق، ممن حج بالركب الشامي مراراً. مات في رمضان سنة أربع وثلاثين، أرخه ابن اللبودي.
الياس الهندي الشيخ الصالح نزيل المدينة النبوية، مات بمكة في ذي الحجة سنة أربع وثمانين.
احمان - وسماه المقريزي في أماكن وميان بالوار - ولد بن مانع بن علي بن عطية بن منصور بن حمار بن سيخة الحسيني المدني أميرها، وليها بعد قتل أبيه في سنة تسع وثلاثين وعزل غير مرة ونازلها وهو معزول في سنة أربع وأربعين ومعه جمع كثير من عربانها ويقال أنه كان قصد نهبها فخرج إليه أميرها سليمان بن عزيز ومعه جمع قليل ولكن حصل النصر للفئة القليلة وخذل المذكور وانهزم وعاد المتولي منصوراً ثم وليها حتى مات بها في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين واستقر بعده زبيري بن قيس.
أميران شاه بن تيمور كور والد خليل الآتي. ولاه أبوه أذربيجان في سنة اثنتين وثمانمائة عند قدومه من بلاد الهند إلى البلاد الشامية وجعل معه أخويه أبي بكر وعمر وجماعة من أمرائه وكان تحته تبريز وقتل بعد والده المذكور في سنة تسع.
أمير جان بن شكر الله بن مرتضى الحسني القزويني، سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين رفيقاً لمحمد بن جعفر بن علي الآتي.
أمير حاج بن طنبغا الزين الحلبي ثم القاهري إمام الجمالية والمتصدر بها. ممن تلا على بيرو وقرأ في البخاري على شيخنا أخذ عنه الشمس بن عمران السبع إلى آخر "ق" وكذا روى عنه ابن الد وجود عليه النواجي بل قرأ عليه العلاء بن اقبرس شرح الحاجبية لمؤلفها، وكان مع تقدمه في العلم موصوفاً بالصلاح الغزير حتى حكى عنه الشمس بن شعيرات كرامات كثيرة. مات سنة أربع وثلاثين أو نحوها رحمه الله وإيانا.
أمير حاج بن المجد عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد ويسمى إسماعيل ولكنه بهذا أشهر ويعرف سكلفه بابن الجيعان أحد الأخوة. حج غير مرة وسمع على جماعة منهم شيخنا وغيره وحصل له إقعاد فسافر لدمياط وزار جمعاً من الصالحين ثم عاد معافى؛ مات في رمضان سنة ثمانين وصلى عليه من الغد ودفن بتربتهم.
أمير حاج بن المنصور عثمان بن الظاهر جقمق الآتي جده وأبوه أكبر بني أبيه المذكور، حفظ القرآن والنقاية والألفية وهو الآن مشتغل بالحفظ أمير حاج بن أبي الفرج في محمد بن محمد بن عبد الغني بن أبي الفرج.
أمير حاج بن مغلطاي زين الدين بن الأمير علاء الدين، ولد في حجر السعادة وارتضع ثدي العز والسيادة، ناب في الاسكندرية مدة ثم ولي الاستدارية في سلطنة المنصور حاجي بن الأشرف شعبان، ثم نفاه برقوق إلى دمياط فمات بها بطالاً في ربيع الأول سنة إحدى. ذكره شيخنا في أنبائه والمقريزي في عقوده وعمله في الحاء المهملة.
أمير حاج بن محمد بن بركوت الصلاح المكيني. مضى في أحمد.
أمير حاج الزيني الحلبي؛ ممن قرأ على شيخنا وبلغ له بالشيخ ولعله ابن طنبغا.
أمير زاه علي ابن أخي قرا يوسف، له ذكر في محمد شاه بن قرا يوسف فيحرر.
أمير زاه بن محمد بن شاه أحمد بن قرا يوسف؛ مات في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين بمسكنه في باب الوزير من القاهرة وقد زاد على الثلاثين وشهد السلطان الصلاة عليه؛ وكان قد أحضره حواشي أبيه من العراق في صغره أيام الظاهر جقمق خوفاً عليه من عمه أصبهان بن قرا يوسف متملك بغداد فأقام كآحاد أبناء الأمراء إلى الآن.

أمين بن إدريس بن علي اليماني الماضي أبوه، مات في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين.
أنس بن إبراهيم بن محمد بن خليل ناصر الدين أبو حمزة بن الحافظ البرهان أبي الوفاء الحلبي أخو أبي ذر احمد الماضي، ولد في صفر سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحديث والنحو وعرض واشتغل يسيراً وسمع على أبيه وشيخنا وآخرين وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادي والشهاب أحمد بن حجي وآخرون؛ وقرأ على الكرسي في الجامع في حياة أبيه يسيراً ولقيته بحلب فاجاز لنا، وقد حج ودخل القاهرة للتجارة غير مرة وجلس مع الشهود وحدث بأخرة وحسن حاله قبيل موته، مات في أوائل الطاعون سنة إحدى وثمانين أو أول التي قبلها.
أنس بن علي بن محمد بن أحمد بن سعيد بن سالم بن عمر بن يعقوب بن عبد الرحمن البدر أبو حمزة الأنصاري الدمشقي. ولد في ربيع الأول سنة تسع وخمسين وسبعمائة وأحضر بواسطة قريبه الصدر بن إمام المشهد على عبد الله بن القيم وغيره وأجاز له العز بن جماعة وأبو الحرم القلانسي وغيرهما ثم طلب بنفسه فسمع ابن أميلة ومحمد بن أحمد بن عبد الرحمن المنبجي وسعيد السبكي وغيرهم؛ وأكثر عن أصحاب التقي سليمان القاضي ونحوه؛ وكان أولاً بزي الجند ثم تزيا للفقهاء ولازم ابن المحب وقرأ بنفسه وتميز في علم الحديث وانتقى لنفسه ولبعض شيوخه فخرج للتقي عبد الله بن يوسف الكفري أربعين، وكان مستيقظاً نبيهاً عارفاً بالوثائق معتنياً بالأدبيات مع المروءة والديانة؛ قال شيخنا في معجمه: لقيته بدمشق وسمع معي وكتب عني من نظمي وحدثني بجزء من حديث سعيد بن منصور، قال أنابه محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المنبجي أنابه أبو نصر بن الشيرازي أنا ابن أبي المكارم المصري إجازة أنا عساكر بن علي أنا الرازي بسنده ثم أثنى عليه بما تقدم، وقال في الأنباء سمع معي كثيراً وأفادني مات في سادس عشري رجب سنة سبع بدمشق، وتبعه المقريزي في عقوده باختصار.
أنس بن محمد بن عثمان الفخري. ممن أخذ عني.
أنس بن محمود بن أبي بكر بن كمال ناصر الدين بن الشرف بن العفيف الدراكاني الفركي - وربما تكتب بالجيم بدل الكاف وهي من أعمال شبانكارة - الشيرازي الشافعي خال السيد صفي الدين عبد الرحمن الأيجي؛ كان له عم اسمه شمس الدين محمد وصف بالعلم والعمل وأما الشرف والد هذا فكان صالحاً مقتفياً آثار السلف، أجاز لناصر الدين هذا في استدعاء مؤرخ بذي الحجة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة جماعة وهم الجمال الأميوطي والبرهان القيراطي والأبناسي والشهاب بن ظهيرة والعفيف النشاوري وسعد الله الاسفرايني وآخرون أثبتهم في ترجمته من التاريخ الكبير، سمع عليه السيد العلاء بن السيد عفيف الدين فيما أخبرني به. ومات.
أويس بن شاه ولد بن شاه زادة بن أويس صاحب بغداد، قتل في حرب بينه وبين محمد شاه بن قرا يوسف واستولى محمد شاه على بغداد مرة أخرى؛ قاله شيخنا في أنبائه وأرخه سنة ثلاثين.
إياس الجلالي الحاجب الظاهري، كان أحد أمراء الأربعين ثم أخرج إقطاعه وانفصل من الحجوبية ومات بطالاً في ليلة الثلاثاء تاسع عشي جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين بالقاهرة، ذكره شيخنا في أنبائه.
ايتمش من أردباسي الناصري فرح ثم المؤيدي؛ أعتقه المؤيد وصار من المماليك السلطانية ثم ترقى بعده وصار خاصيكاً ثم تأمر عشرة في أيام العزيز ثم صار في أيام الظاهر استادارالصحبة بعد مغلباي الجقمقي، واستمر حتى مات في صفر سنة إحدى وخمسين، وكان فيما قيل مسرفاً على نفسه مع الشح وعدم الشجاعة.

ايتمش البحاسي الجركسي أتابك العساكر في أيام الظاهر برقوق؛ قربه وأدناه ثم بعده أمسك وقتل بقلعة دمشق في أوئل شعبان سنة اثنتين وقد ناهز الستين، وكان خيراً سيوساً عاقلاً ديناً وهو صاحب المدرسة الايتمشية للحنفية بالقرب من باب الصوة. ذكره ابن خطيب الناصرية، وقال شيخنا في أنبائه كان ممن قام مع برقوق في ابتداء أمرته فأبلى في كائنته بلاء حسناً فحفظ له ذلك وصار عنده مقرباً ثم كان هو مقدم العساكر التي جهزها لقتال يلبغا الناصري لما خرج عليه فكسره الناصري وحبسه بدمشق فلما خرج الظاهر من الكرك خلص واجتمع بالظاهر لما توجه لمصر فقرره أميراً كبيراً ثم لما حضره الموت أوصاه على ولده وجعله المتكلم في الدولة فآل أمره إلى أن قتل، وأثنى عليه العيني بالميل إلى الخير وقلة الشر وكثرة الصدقات ومحبة العلماء والفقراء ومجالستهم قال ولكن كانت فيه غفلة وله ميل زائد في الذكور وهو صاحب المدرسة التي بباب الوزير أمام القلعة والبرج الذي بطرابلس على ساحل البحر.
ايتمش الخضري الظاهي برقوق؛ كان من مماليكه ثم صار من جملة الدوادارية في أيام ابنه الناصر فرح ثم تأمر عشرة في أيام المؤيد إلى أن استقر في الاستادارية الكبرى أوائل أيام الأشرف فلم ينتج فيها وعزل بعد يسير واستمر على إمرته مدة إلى أن أصيب في جسده ببياض بحيث كان يستره بالحمرة فأخرجها الأشرف عنه ودام بطالاً بل أخرج إلى القدس وغيره فلما تسلطن الظاهر داخله وقرب منه جداً ثم لم يلبث أن أبعده ونفاه إلى القدس أيضاً ثم رسم بعوده فلزم داره إلى أن سقط عليه جدار فأخرج من تحته مغشياً عليه فعاش بعد قليلاً ومات في رجب سنة ست وأربعين ودفن بتربة الأمير قطلوبك في الصحراء؛ وكان كما قال شيخنا قارئاً للقرآن محباً في حملته كثير البر بهم مع شر فيه وبذاءة لسان وارتكاب أمور فيما يتعلق بالمال ولذا قال العيني إنه لم يكن مشكور السيرة.
ايدكو ملك الترك وتدعى قبيلته قرنكرات من أرض الدشت. ترقى إلى أن صار من أمراء الخان توقياميس وأحد رؤوس أمراء الميسرة المعدين لمهمات الأمور وللمشورة والرأي إلى أن أحس من اخان بالتعبر عليه فخاف منه وأخذ حذره واستعد للفرار منه سيما وقد قال له وهو محمور لي ولك وأجابه بقوله أعيذ الخان من أن يحقد على عبده ثم احتال حتى فر ولم يفطن به إلا وقد قطع مسافة وما أمكن إدراكه فوصل إلى تيمور فشرح له أمره وأغراه بالمشار إليه واستلوش عساكره بحيث كان ذلك حاملاً له على المسير إلى الدشت بعساكر لا تعد كثرة فكان الظفر له بانهزام توقياميس وغنم تيمور مالاً يدخل تحت الحصر وعظم ايدكو عنده ومع ذلك فخادعه بحيلة حتى مكنه من الانصراف لأهله ثم سقط في يد تيمور ولم يعلم أنه انخدع لغيره وما زال ايدكو حتى استعد لقتال توقياميس وكانت بينهما وقعات كثيرة آل الأمر فيها إلى إخراب الدشت وصارت قفاراً ثم انهزم ايدكو وتشتت جموعه ولم يوقف له على خبر وصفا الوقت لتوقياميس ولم يلبث ايدكو أن مات قريباً جريحاً في نحر سيحون في سنة أربع عشرة، وكان من رجال العالم ذا أخبار غريبة ونوادر عجيبة ومكايد في أعدائه صائبة وأفكار بديعة ووقائع وسياسات ومحبة في العلماء والصلحاء ومواظبة على متابعة شرائع الإسلام له عشرون ولداً ملوكاً ما منهم إلا من له عمل بمفرده وجند يطيعه، وأقام في الدشت عشرين سنة وكانت أيامه غرة في جبين الدهر وهو الذي منع الطير من بيع أولادهم بحيث قل جلبهم إلى الشام ومصر؛ طوله المقريزي في عقوده والله أعلم بحقيقة ما أثبته.
ايدكي الجاركسي الأشرفي برسباي. تأمر عشرة في أوائل أيام الظاهر خشقدم وصار من رؤس النوب إلى أن قتل في وقعة سوار سنة اثنتين وسبعين عن أزيد من خمسين سنة؛ وكان متحركاً شجاعاً مع إسراف على نفسه.
ايدكي الظاهر جقمق من مماليكه وأحد الدوادرية عنده. مات بالطاعون في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين.
ايدن الخشقدمي الزمام. أحد خدام المسجد النبوي ممن سمع مني بالمدينة.
اينال باي بن قجماس بن أسن ابن أخي الظاهر برقوق. قتل بغزة في سنة عشر، ويأتي له ذكر في ولده يوسف.
اينال باي أخو جانم أمير اخور كبير. مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وكان جيداً.

اينال باي الفقيه الحسني الظاهري برقوق الحاجب الثاني ويقال له أيضاً حاجب ميسرة؛ ورأيت بخطي في محل آخر أنه رأس نوبة ثاني وأحدهما غلط، ممن يتردد له الصلاح الطرابلسي ليقرئه، تأمر على الأول سنة خمس وتسعين وأصيب أصبعه في وقعة ثلاث وتسعين ولا بأس به.
اينال حطب العلائي. مات في ليلة الجمعة سادس ذي القعدة سنة تسع ودفن من الغد وحضر الناصر جنازته بمصلى المومني. ذكره العيني.
اينال شيخ الإسحاقي الظاهري جقمق، ولي مشيخة الخدام بالمدينة النبوية عقب مرجان التقوي الظاهري في سنة ثمانين. وكان شديداً سريع البادرة بالضرب فضلاً عن غيره حتى للقفهاء، وللسلطان إليه ميل تام ومبالغة في الثناء على دينه ويبسه، حج غير مرة آخرها في السنة الماضية ورجع إلى المدينة فمات بها في المحرم سنة ست وثمانين ودفن بالبقيع عفا الله عنه، واستقر بعده في المشيخة قانم.
اينال الأجرود. ذبح مع من أمر الناصر بذبحه من الأمراء في سنة إحدى شعرة.
اينال الأجرود العلائي الأشرف. يأتي قريباً.
اينال الأحمدي الظاهري برقوق أحد العشراوات؛ تزوج أخت الأمين ووالدة المحب الأقصرائيين بعد موت زوجها والد المحب واستولدها فاطمة الآتية. مات في.
اينال الأشرفي برسباي الطويل. مات في جمادى الأولى سنة إحدى وستين.
اينال الأشرفي قايتباي، رقاه حتى ناب بالاسكندرية ثم بطرابلس وخرج مع العساكر لدفع دولات فكان ممن أسر، واستقر عوضه في طرابلس بيبرس الأشرفي قايتباي عاد الشربخاناة ولم يلبث أن افتدى نفسه بمال ورجع فقدمه أستاذه ثم مات بيبرس فرجع إلى طرابلس وسافر حين برز العسكر في سنة تسعين لمحل كفالته وليكون في المهم المشار إليه.
اينال الحكمي. تقدم في أيام المؤيد وولي نيابة حلب ثم أمسكه الظاهر ططر وحبسه إلى أن أطلقه الأشرف فحج في سنة ست وعشرين ثم عاد إلى الشام ثم ولي تقدمة بالقاهرة سنين ثم الإمرة الكبرى ثم عاد إلى نيابة حلب عوضاً عن قرقماس في سنة تسع وثلاثين وبمجرد أن وصل ورد عليه مرسوم مع هجان بنيابة الشام فتوجه إليها، ذكره ابن خطيب الناصرية واستمر حتى قتل بعد خروجه عن الطاعة السلطانية في سنة اثنتين وأربعين وحمل رأسه إلى القاهرة ودفنت جثته بتربته التي أنشأها بالقرب من جامع كريم الدين قبلي دمشق قبل إكمالها، وقد أثنى عليه المقريزي بقوله كان مشهوراً بالشجاعة مشكور السيرة إلا أنه لم يسعد جده.
اينال الجلالي ويقال له اينال المنقار، مات بغزة في شعبان سنة ثلاث عشرة لما دخلها شيخ ونوروز، أرخه شيخنا في أنبائه.
اينال الحسني الأشرفي برسباي، أحد الشعرات ممن يسكن سويقة صفية جوار الزير المعلق، مات في التجريد سنة ثلاث وتسعين.
اينال الخصيف الأشرفي قايتباي، واصله ليحيى بن الأمير يشبك الفقيه، ثم صار له وغضب عليه واعتقله بقلعة دمشق مدة ثم أطلقه وأعطاه أمرة ميسرة بحلب، ثم نقله لأتابكيتها وقبض عليه في كائنة الرها ثم أعاده على وظيفته إلى أن نقله لنيابة صفد بعد قتل الماس فشكوه فطلبه ونقم عليه ورام نفيه فشفع فيه نائب الشام قجماس واستقر به حاجب الحجاب بها فلما مات سيباي نقله لنيابة حماة فقمع عليه الفساد، وهو في الفسق والظلم بمكان، له ذكر في جانبك الطويل.
اينال الششماني الناصري فرج، تأمر في أيام أستاذه، ثم امتحن بعده وحبس ثم أطلق وتأمر عشرة بعد المؤيد ثم صار من رؤس النوب في الأيام الأشرفية؛ وباشر الحسبة بعد عزل العيني سنين، وتأمر على المحمل في سنة ست وثلاثين بل وعلى الأول قبلها سنة سبع وعشرين ثم صار أمير طبلخاناه وثاني رأس نوبة ثم ولي نيابة صفد ثم صار أحد المقدمين بدمشق ثم أتابكها بعد قانباي البهلوان إلى أن مات في ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين؛ وكان فيه تدين وتعفف مع جبن وشح فيما قيل، وقد قال شيخنا في مقبل الرومي من سنة سبع وثلاثين أن هذا استقر بعده في نيابة صفد وكان قريب العهد من المجيء من إمرة الحاج وهم يشكون من جوره ووهنه فلله الأمر.

اينال الصصلاي نائب حلب؛ وليها عن المؤيد ثم كان ممن عصى عليه، فقتل في شعبان سنة ثمان عشرة بقلعة حلب، وكان عاقلاً شجاعاً حسن الشكالة، ذكره ابن خطيب الناصرية بأطول من هذا، وقد قرأ عنده القاضي علم الدين البلقيني في حياة أخيه البخاري وألبسه خلعة؛ وقال شيخنا في أنبائه كان من الظاهرية وتنقل في الخدم إلى أن ولي الحجوبية الكبرى بالقاهرة ثم كان ممن انضم إلى شيخ فولاه نيابة حلب في شوال سنة ست عشرة وكان فيمن حاصر معه نوروز إلى أن قتل نوروز ورجع إلى ولايته بحلب؛ وكان شكلاً حسناً عاقلاً شجاعاً عارفاً بالأمور قليل الشر، ثم كان ممن عصى على المؤيد هو وقانباي نائب الشام ونائب طرابلس ونائب حماة وآل أمرهم إلى أن انهزموا وأسروا وقتل اينال بقلعة حلب في شعبان، قال ورأيت الحلبيين يثنون عليه كثيراً ولما حاصر على المؤيد لم يحصل لأحد من أهل بلده منه شر؛ بل طلب أخذ القلعة فعصى عليه نائبها فحاصره أياماً ثم تركه؛ وتوجه إلى الشام.
اينال العلائي الظاهري ثم الناصري الأشرف سيف الدين أبو النصر ويقال له الأجرود وهو والد أحمد الماضي؛ اشتراه الظاهر برقوق هو وأخوه طوخ وهو أكبرهما من جالبهما علاء الدين فأعتق طوخاً وانتقل هذا بعده لولده الناصر فرح فأعتقه وصار خاصكياً إلى أن تأمر عشرة في أيام المظفر وصار من رؤوس النوب ثم من الطبلخاناة ثم رأس نوبة ثاني ثم ولاه الأشرف ينابه غزة في سنة إحدى وثلاثين وسافر معه إلى آمد ثم لما ولي الرها ولاه نيابتها مع تمنع زائد وأمده فيها بالسلاح والمال والعليق وغير ذلك لخرابها حينئذ وجعل عنده مائتي مملوك لحفظها ثم أنعم عليه بتقدمة بمصر زيادة على ما بيده ثم عزله عن الرها بعد نحو ثلاث سنين وأقام مقدماً مدة ثم نقله لنيابة صفد إلى أن استقدمه الظاهر وقدمه ثم عمله دواداره بعد تغري بردي المؤذي في سنة ست وأربعين، وسافر لغزو الفرنج مقدماً غير مرة بل كان من جملة الأمراء في غزوة قبرس الكبرى ثم عمله أتابكاً بعد يشبك السودوني إلى أن استقر في المملكة بعد خلع ولده المنصور في ربيع الأول سنة سبع وخمسين؛ وظهر بولايته مصداق ما حكاه أبو الفضل المغربي أنه كان عند الشرف يحيى بن العطار وهو في غمرات الموت فسمعه يقول اينال الأجرود بقي لرياسته خمس درج وذلك نظراً إلى جبر الكسر في سنة وفاة القاتل فإنها كانت في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وولاية صاحب الترجمة وكون المراد بالدرج السنة. وجرت في أيامه حوادث بينت الكثير منها في التبر المسبوك، واستمر سلطاناً إلى أن استقر ولده الشهابي أحمد بعد خلعه نفسه وموته بعد ذلك بيوم بين الظهر والعصر منتصف جمادى الأولى سنة خمس وستين وقد قارب الثمانين بعد مرضه نحو نصف شهر وصلى عليه بباب القلة من القلعة ثم دفن بالقبة من مدرسته التي أنشأها بالصحراء فكانت مدة مملكته ثمان سنين وشهرين وستة أيام؛ وكان عاقلاً سيوساً بذي اللسان كثير الاحتمال صبوراً بعيداً عن إثارة الفتن والشرور شجاعاً مقداماً عارفاً بالحروب والوقائع بأنواع الملاعب من الفروسية متحرياً في سفك الدماء والحبس يحسب كثيراً من العواقب الدنيوية حتى أنه قال لمن لامه على إبقاء شخص كان يعلم منه ذمة عقل الأمر غير عقل السلطنة؛ وقال عن البقاعي ما أسلفته فيه مع لين ربما يؤدي إلى خراب الإٌقليم وقلة المروءة بل أدى إلى تجرئ مماليكه عليه بالرجم وغيره وعلى سائر الرعايا بجميع أنواع الفسق والكبائر بحيث غطى ذلك جميع ما لعله يذكر في حسناته خصوصاً وميله إليهم أكثر واعتذاره عنهم أشهر؛ هذا مع مزيد شحه ومحبته للمال من أي وجه كان ولذا تزايدت الرشوة في أيامه وبذلك الأموال فيما لم تجر العادة بالبذل فيه وانقاد في أموره كلها لزوجته فتزايد البلاء وعم الضرر سيما للفقهاء وأهل العلم بالنسبة للجوالي والوظائف مما في شرحه طول غير راغب في بر ولا قربة بل هو عديم الصدقة عري عن الانقياد إلى الخير تام البلادة؛ وما أظن السبب في قصر مدته وإلا فهو نقيضه بكل وجه وأنشأ المدرسة التي دفن فيها والتربة المقابلة لها وهما في غاية الحسن ووسع الشارع الذي بين القصرين عند بناية الحمامين والربع والقيسارية وغير ذلك وبالجملة ففيه محاسن معدودة روى له بعد موته منام نسأل الله العفو.

اينال الغرسي خليل بن شاهين. كان خازندار سيده لأمانته وصدق لهجته ثم عمله دواداره لما ناب بملطية، وكان عاقلاً خيراً يقرأ القرآن بل قرأ في بعض الرسائل الفقهية مع سياسة وسمت وأدب وذا قربه أستاذه وأثرى وزوجه أم ولديه. مات بالقاهرة في الطاعون أواخر ذي الحجة ظناً سنة سبع وأربعين وقد زاد على الثلاثين وخلف مالاً وأثاثاً كثيراً، ترجمه ابن سيده.
اينال الفقيه الظاهري جقمق، هو اينال باي الماضي.
اينال اكركي أحد الخاصكية بل هو كبير أغوات السلطان ولذا نزل بعد صلاة الجمعة سابع عشر رمضان سنة ثمان وسبعين للصلاة عليه بمصلى المومني.
اينال المنقار، هو الجلالي، مضى قريباً.
اينال النوروزي أمير سلاح، مات في ربيع الثاني سنة تسع وعشرين بالقاهرة ودفن خارج باب القرافة وخلف شيئاً كثيراً وترك زوجته وهي ابنة تغري بردي الذي كان نائب الشام حبلى فوضعت بعده ذكراً.
اينال اليحياوي الظاهري جقمق ويعرف بالأشقر، تأمر في أيام الظاهر خشقدم وعمل الولاية وأخرج لنيابة ملطية ولا زال يتنقل حتى عمل نيابة طرابلس ثم حلب ثم في الأيام الأشرفية قايتباي عمل رأس نوبة النوب؛ وقاسى الناس منه في أحكامه شدة وتجرد لسوار مدة بعد أخرى وعمل أمير سلاح وجرت له كائنة يقابل عليها شرحتها في محلها من الحوادث، واستمر بعدها في جمود إلى أن سافر إلى الشرقية من أجل العرب فأقام أشهراً ثم ضعف فجيء به في محفة فبمجرد أن وصل وذلك في ليلة الجمعة خامس رمضان سنة تسع وسبعين مات غير مأسوف عليه فقد كنت أشهد في وجهه المقت وكان من سيآت الدهر رحم الله المسلمين.
اينال اليشبكي يشبك الحكمي ويقال له حاج اينال ونسبه بعضهم مؤيدياً خدم عند بعض الأمراء قليلاً لما أمسك أستاذه المذكور ثم صار من أمراء دمشق ثم قدم بها في أيام الظاهر جقمق ثم نقل لنيابة الكرك ثم لحماة ثم لطرابلس ثم لحلب بعد جانب في سنة ثلاث وستين كل ذلك بالبذل إلى أن مات بها في ليلة الخميس سابع عشري شعبان ودفن من الغد وقد قارب الستين، وكان مسرفاً على نفسه بل ساءت سيرته بأخرة وأبغضه الحلبيون ورجموه غير مرة لكثرة متاجره وشرهه في جمع المال مع سكون وعقل ورياسة وحشمة وتواضع.
اينال اليشبكي يشبك الشعباني، صار بعد أستاذه في أيام الأشرف خاصكياً ورأس نوبة الجمدارية ثم امتحن بسبب تربة أستاذه وأمره الظاهر عشرة إلى أن مات في صفر سنة ثلاث وخمسين.
اينال معتقد لكثيرين؛ تسلك به خجا بردي الآتي وكان حنفياً جركسياً من مماليك نوروز نائب الشام فتجرد في أيامه وجال في الروم وغيرها بعد اشتغاله بالجامع الأزهر، ثم قدم القاهرة في الأيام الظاهرية جقمق ونزل بزاوية قريبة من مضارب الخيام بالرملة وانتمى إليه جماعة وكان يقصد بالمبرات وفي الشفاعات واستمر حتى مات عن سن بالطاعون سنة أربع وستين ودفن بزاوية تلميذه المشار إليه عند مضارب الخيام من الرملة.
أيوب بن إبراهيم الجبرتي شيخ رباط ربيع بمكة، كان ذا حظ جيد من العبادة والخير وللناس فيه اعتقاد، ودخل القاهرة مراراً للاسترزاق وقررت له صرر بأوقاف الحرمين واستقر في مشيخة رباط ربيع سنين إلى أن مات في رمضان سنة سبع وعشرين ودفن بالمعلاة وقد جاز الستين ظناً؛ وكانت إقامته بمكة نحو أربعين سنة. ذكره الفاسي في مكة فيمن سمع من شيخنا أيوب اليمني وأظنه هذا.
!- أيوب بن حسن بن محمد نجم الدين بن البدر بن ناصر الدين بن بشارة مقدم العشير ببلاد صيدا. أقام فيها مدة اربع سنين ففعل كل قبيح وآل أمره إلى أن وسط في أواخر سنة ثلاث وخمسين.
أيوب بن سعيد أو سعد بن علوي نجم الدين الحسباني الباعوني الدمشقي الشافعي، ولد سنة تسع وأربعين وسبعمائة وحفظ التنبيه وعرضه على ابن جميلة وطبقته وأخذ عن لعماد الحسباني ودونه ثم فتر عن الطلب واعتذر بأنه لم يحصل له فيه نية خالصة وسمع من ست العرب حفيدة الفخر الأول والثاني من أمالي القاضي أبي بكر الأنصاري أنابهما جدي حضوراً أنا ابن طبرزد وكان ذا أوراد من تلاوة وقيامة وقناعة واقتصاد في الحال وفراغ من الرياسة مع سلامة الباطن، روى لنا عنه الأبي لقيه مع ابن موسى، ومات في صفر سنة ثمان عشرة، ذكره شيخنا باختصار في أنبائه.

أيوب بن سليمان المغراوي المؤدب. شيخ صالح جاور بالمدينة وقرأ في ألفية ابن مالك على القاضي نور الدين علي بن محمد بن علي الزرندي بعد سنة عشرين وثمانمائة.
أيوب بن عبد السلام بن أيوب بن مخلوف الشبشيري - من أعمال المحلة - الأزهري الشافعي نزيل مكة ويعرف بالشيخ أيوب قدم القاهرة واشتغل يسيراً وتنزل في الجهات ثم مرض شديداً وأقام بالبيمارستان مدة فاشرف على الشفاء وكان على خلاف القياس ثم سافر إلى مكة حين توجه إلى العافية في سنة احدى وثمانين فقطنها على خير واستقامة وكتبت معه إلى القاضي فأكرمه وشمله بلحظه في جهات تيسرت له كمشيخة سبع حانربك ورباط ابن مزهر والتصوف بالأشرفية ودخل في بعض الوصايا فتعب وأتعب وحضر دروسه ودروس ولده وربما أقرأ، وقدم القاهرة في سنة أربع وتسعين لشيء من ذلك فقضى أربه وحضر عند القاضي وغيره ثم عاد في موسم سنة خمس ثم سافر في موسم التي تليها، وهو ممن اجتمع بي هناك وأخذ عني في الاصطلاح وغيره وصليت التراويح خلفه وظاهره لا بأس به ولكثيرين من أهل مكة فيه كلام.
أيوب بن علي بن محمود بن العادل سليمان الأيوبي أخو الصالح زين الدين آخر ملوك الحصن من بني أيوب. كان هو القائم بتدبير المملكة لأخيه إلى أن قتلهما مع أخ لهما ثالث اسمه عبد الرحمن حسن باك بن علي بن قرا بلوك صاحب ديار بكر وملك الحصن بمخامرة بعض امراء الصالح عليه وذلك في سنة ست وستين كما سيأتي في خلف بن محمد بن سليمان.
أيوب اليماني، ممن سمع من لفظ شيخنا في البخاري ولعله ابن إبراهيم الجبرتي. الماضي.
آخر حرف الهمزة واخترت أن يكون انتهاء المجلد الأول.
وكان فراغه يوم الأربعاء تاسع عشر جمادى الثانية سنة أربع وثمانين وتسعمائة على يد العبد الفقير عبد العال الخيضري الحنفي.
انتهى الجزء الثاني. ويليه الجزء الثالث أوله حرف الباء الموحدة.
//المجلد الثاني

الجزء الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم

حرف الباء الموحدة

بابي سنقر بن شاه رخ بن تيمور لنك صاحب مملكة كرمان وأخو محمد الآتي. مات في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وقيل من التي قبلها، وكان ولي عهد أبيه وفيه شجاعة موصوفة وجرأة عظيمة. ذكره شيخنا باختصار عن هذا.
باشاه الحاجب بالديار المصرية، مات وهو بطال في العشر الأخير من شوال سنة اثنتين. باكير هو أبو بكر بن إسحاق بن خلد.
باك نائب قلعة حلب، مات في أواخر سنة احدى وأربعين.
بايزيد في أبي يزيد من الكنى.
بتخاس بمثناة ثم معجمة السودوني. أرخ ابن دقماق موته في سنة أربع.
بتخاص العثماني الظاهري. برقوق. دام جندياً نحو خمسين سنة ثم أمره الظاهر جقمق عشرة ثم صار حاجباً ثانياً إلى أن أخرج الظاهر خشقدم أقطاعه ووظيفته وأنعم عليه بأقطاع حلقة تقوم بأوده واستمر بطالا حتى مات في ربيع الاول سنة أربع وسبعين، وقد ناهز المائة.
بجاس بضم أوله وتخفيف الجيم وآخره مهملة سيف الدين العثماني النوروزي النحوي من كبار الجراكسة في بلاده، وأصله من مماليك يلبغا الخاصكي. قدم القاهرة وهو كبير فاشتراه الظاهر برقوق وترقى عنده إلى أن أمره وصار أحد المقدمين وكان خيراً قليل الشر؛ مات في عاشر رجب سنة ثلاث بطالا؛ فانه كان استعفى فأعفاه الظاهر وأعطاه أقطاعاً تكفيه مع ما كان له من الثروة والمال والاملاك، واليه ينسب جمال الدين الاستادار وتزوج ابنته سارة. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عن هذا.
بختك الناصري أحد أمراء العشرات وصهر يشبك الفقيه، مات في صفر سنة ثلاث وخمسين بالطاعون، وكان متوسط السيرة.
بداق بن جهانشاه بن قرا يوسف، ناب عن أبيه في شيراز ثم خالف عليه فقصده أبوه ففر لبغداد فتملكها وحاصره أبوه دون السنتين حتى ملكها وقتله مع خلق كثيرين جداً وغلت الاسعار بسبب الحصار حتى حكى لي بعض من كان في العسكر أن رأس الغنم بيع بما يوازي مائة دينار مصرية والرطل البغدادي من الثوم بنحو خمسة عشر ديناراً قال وأكلت لحوم البغال والحمر الاهلية ونحوها وكان شجاعاً كريماً ظهر له كنز كبير قيل انه اثنا عشر خابية ففرقه على العسكر ولم ينظر إليه بل قال إن أصحابه لم ينتفعوا به فنحن أولى، هذا مع شيعيته وفساد عقيدته وتجاهره بالمعاصي بحيث يأكل في رمضان نهاراً على السماط مع كثيرين.

من اسمه بدر

بدر بن علي القويسني القاهري الشافعي، كان عالماً صالحاً درس وأفتى وأخذ عنه غير واحد ممن لقيناهم، وأجاز النور البلبيسي وكتب في عرض سنة ست؛ وما رأيت من ترجمه. وكأن بدراً لقبه واسمه.
بدر القبة واسمه بدر أبو النور الحبشي فتى ابن عزم. اعتنى به سيده وأسمعه الكثير واستجاز له ثم مات في سنة اربع وسبعين، وكان حاذقاً.
بدر الحبشي مولى سابق الدين مثقال الطواشي. كان بواباً لمدرسته بالقصر وفيه خير وديانة، مات بعد سنة ثمانمائة ذكره المقريزي في عقوده وانه اخبره انه من ولد بعض اجناد الحطي متملك الحبشة وانهم كانوا إذا توقف نزول المطر ببلادهم من وقته احضر الحطي طائفة معروفين بينهم فيأمرهم ان ينزلوا المطر فان امتنعوا عاقبهم إلى ان يقع المطر وعندهم ان هذه الطائفة تسحر المطر حتى لا ينزل وانه شاهد هناك حية تنتصب بأعلى الجبل وتمتد محنية فتصير على قدر قوس قزح وانه شاهد شجرة يستظل بها مائتا فارس وقال انه ثقة صدوق شديد في الله يوثق بقوله وامانته صحبناه سنين.
بدر الحبشي مولى أبي جمال الدين المغربي. رباه سيده وعلمه القرآن والخطوط المتنوعة مع فصاحة ثم صار لابن عليبة ثم للسلطان واغتبط به وعول عليه في أشياء، وصار يكثر السفر لمكة واسكندرية في التجارة مع عقل وتؤدة.
بدر الكمالي بن ظهيرة. ذبح بجدة سنة احدى وتسعين.
بدر الشهير بالحسام. مات في المحرم سنة احدى وستين بمكة.
البدر بن الشجاع عمر الكندي ثم المالكي من بني مالك بطن من كندة الظفاري ملك ظفار ووالد احمد الماضي. غلب ابوه على مملكة ظفار في حدود الستين وسبعمائة، وكان وزير صاحبها المغيث بن الواثق من ذرية علي بن رسول فوثب عليه فقتله وتملك ظفار ثم مات عن قرب فاستقر ولده صاحب الترجمة فطالت مدته، وغلب على أعدائه ومهد بلاده وعدل فيها واشتهر، وكان جواداً مهاباً. مات في سنة ثلاث. ذكره شيخنا في إنبائه.
بدلاي المسمى شهاب الدين احمد بن سعد الدين أبي البركات بن احمد ابن علي الجبرتي سلطان المسلمين بالحبشة ومن كان ينكى هو وأخ له اسمه صير الدين في كفار الحبشة حسبما حكى العيني بعضه في سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة من تاريخه. قتل في المعركة سنة سبع وأربعين، وكان ابتداء ملكه في سنة خمس وثلاثين بعد موت أخيه جمال الدين محمد الآتي بدير ويسمى أحمد بن سكر شهاب الدين الحسني نسبة لحسن بن عجلان لكون والده عتيقه كان زعيم الأقطار الحجازية وعميدها ووزيرها. ولد في سنة سبع أو تسع وثمانمائة بمكة. مات في جمادى الأولى سنة تسع وستين، ورأيت من أرخه في التي بعدها بوادي الآبار من عمل مكة، وحمل إلى مكة فغسل بالبيت الذي أنشأه صاحب مكة، وصلى عليه عقب الصبح ودفن بالمعلاة على والده وكانت جنازته حافلة جداً ومشى الشريف فمن دونه معها إلى محل دفنه: ولم يخلف من أبناء جنسه مثله رياسة وحشمة ووجاهة وسناءً وتواضعاً وهو القائم بأعباء ولاية السيد الجمال محمد بن بركات بعد موت أبيه ثم مشى الواشي بينهما في أواخر سنة أربع وستين فنزع عن طاعته إلى موضع يقال له اليربوع فتبعه بعسكره فلم يقابله وأرسل يطلب الامان إلى أن أصلح بينهما عبد الكبير الحضرمي وغيره في جمادى الثانية سنة سبع وستين وحلف على الطاعة وكتب بذلك خطه عفا الله عنه. بديد في أحمد بن مفتاح.
برجان قرا الناصري. كتب عنه البدري في مجموعه قوله:

من آل حام قمر مشرق

 

تحسبه في سيره ساكن

سألته ما الاسم يا سـيدي

 

فقال يا مغرور بي فاتن

من اسمه بردبك

بردبك اثني عشر، يأتي قريباً في بردبك الظاهري.
بردبك الاسمعيلي الظاهري برقوق أحد العشرات. مات في جمادى الأولى سنة أربعين  بردبك الأشر في اينال. ملكه في سني قبرس سنة تسع وعشرين وثمانمائة فرباه وأعتقه وعمله خازنداره وزوجه ابنته الكبرى ثم دواداره فلما تسلطن عمله دواداراً ثالثاً مع اقطاعه امرة عشرة ثم نقله إلى الدوادارية في سنة تسع وثمانين واستقر في امرته أنيه شاذبك بن صديق وفي الشادية قانصوه الطويل الاشرفي برسباي بعد نفي تمراز الأشرفي فارتقى في العظمة ونفوذ الكلمة وقصده الناس في حوائجهم فساس الامور وادخر الأموال الكثيرة سوى ما ينفده في الصدقات والانعامات ونحو ذلك وعقد ببيته في الاشهر الثلاثة مجلساً للبخاري فهرع الجل من الفقهاء والقضاة وشبههم له وبلغ به كثير منهم لمقاصد وكنت ممن خطب للحضور فيه وزيد في الالحاح عليه فما انشرح الخاطر لذلك بل بنى بقناطر السباع جامعاً هائلاً وكذا بغزة ودمشق، كل ذلك مع كثرة مماليكه وزيادة حشمه واستمر على وجاهته إلى أن مات أستاذه، واستقر ابنه وكان على عادته بل لما خلع صودر بأخذ ما يفوق الوصف من الاموال ثم أمر بلزوم داره إلى أن رسم له بالتوجه لمكة فتوجه ببنيه وعياله في موسم سنة ست وستين فأقام بها على طريقة حسنة وعمل له مكاناً على جبل أبي قبيس ينفرد به أو يتنزه إلى أن سمح له بالعود إلى القاهرة فسافر صحبة الحاج فلما قرب من خليص محل يقال له الديمة ركب بغلة وسبق بمفرده مع السقائين فخرج عليه جماعة من العربان فسلبوا السقائين ثم قتلوه وهم لا يعرفونه بحربة ولم يستلبوه وذلك في يوم الأحد منتصف ذي الحجة سنة ثمان وستين فحمل إلى خليص فغسل بها وكفن وصلى عليه ودفن إلى أن نقل إلى مكة في السنة التي بعدها؛ وكان وصول جثته في يوم الاحد خامس رجب ودفن بالمعلاة وجعل عليه قبة رحمه الله وعفا عنه وقد جاز الخمسين تقريباً؛ وكان عاقلاً سيوساً ضخماً إلى الطول والشقرة أقرب متواضعاً ذا أدب وحشمة ومحبة للفقراء والصالحين ومزيد إحسان وبر لهم حتى انه تفقد بعد زوال عزه وقبل خروجه إلى مكة كثيراً من الطائفتين بالمال الجزيل بل وإلفاته غالباً لأستاذه إلى الخير والمعروف مع الحرص على جمع المال بطرق يدبرها ومع معرفته للكلام العربي وسرعته لتأديته بدون توقف ولكنه كان يلثغ بعدة حروف وهو الذي قرب البقاعي وخالف غرض أستاذه في قصد إبعاده حتى نال وجاهة دنيوية ولكنه لم يتجر معه في جميع مقاصده؛ ولذا خاطبه بعد انقضاء ايامه بمكروه كبير وأظهر التشفي منه بذلك بحيث ان الأمير قال لقاضي مكة البرهاني ابن ظهيرة انه خيلني من صحبة كل فقيه ونحو ذلك مما حكاه البرهاني، هذا مع كونه في أيام عطلته مشى من بيته إلى المسجد الذي فيه البقاعي حتى خلصه من نقيبين اشتكاه بهما بعض الاتراك من جيرانه ووزن لهما الغرامة من عنده بل لما قدم أولاده القاهرة بعد قتله لم يجئ للسلام عليهم ولا عزاهم مع قرب بيتهم منه جداً ثم جاءهم بعد مدة وخيلهم من أمر يحصل بزعمه التخلص منه بدفع قدر كبير لبعض أتباع الظاهر خشقدم قاصداً بذلك جر النفع له ليحظى به عنده وأبدى ذلك في قالب النصح حسبما أخبرني به أكبرهم.
بردبك الاشرفي إينال. مات في شوال سنة إحدى وثمانين.
بردبك الاشرفي قايتباي مات في سنة سبع وتسعين. بردبك البجمقدار يأتي قريباً.
بردبك التاجي الأشرفي برسباي الأبرص. تنقلت به الاحوال حتى ولي امرة عشرة عن أركماس الجاموس اليشبكي ثم عين بعد لكشف التراب بالبهنساوية فأقام مدة ثم استعفى منهما جميعاً وآل أمره إلى أن عاد لامرة عشرة، وقد ولي بمكة في أيام الظاهر جقمق نظر الحرم وشاد العمارة ثم انفصل وعاد بعد أن فسخت عليه زوجته سعادات ابنة السرباي وجرت قلاقل وحوادث ولا زال في تقهقر وقهر حتى مات في ربيع الاول سنة خمس وثمانين.

بردبك الجمالي الظاهري جقمق ويعرف بالبجمقدار؛ ترقى حتى صار في أيام الظاهر خشقدم مقدماً ثم حاجباً كبيراً؛ وسافر أمير الحاج ثم باشر المجردين إلى جزيرة قبرس حتى سخط عليه لعوده بدون إذن فصرفه عن الحجوبية وأنفده لنيابة حلب ثم أعطاه نيابة الشام بعد برسباي البجاسي ثم كان فيمن خرج لدفع سوار فنسب لمواطأته معه حتى خذل عسكر السلطان، وتخلف هو عنده وجاء الخبر بذلك في أيام الظاهر بلباي فصرفه عن النيابة بخشداشه رأس نوبة النوب أزبك عقب مجيئه من تجريدة العقبة، ولم يلبث أن فارق بردبك سواراً وسافر قاصداً الديار المصرية فأرسل إليه بلباي من رجع به إلى القدس بطالا فأقام به إلى أن أنعم عليه الاشرف قايتباي برجوعه إلى الشام على نيابتها، واستمر حتى مات مسموماً فيما قيل اما في صفر أو الذي قبله سنة خمس وسبعين، واستقر بعده في النيابة برقوق الظاهري.
بردبك الخليلي ويلقب قصقا وهو بالتركي القصير. ناب بصفد، ومات في منتصف رجب سنة احدى وعشرين، ولم يكن مشكوراً. أرخه شيخنا في إنبائه.
بردبك السيفي أحد مقدمي الألوف بمصر. مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون كهلاً وهو والد فرح.
بردبك طرخان الظاهري جقمق أحد العشرات؛ مات في أواخر جمادى الأولى أو أوائل الذي يليه سنة اثنتين وتسعين.
بردبك الظاهري أحد مماليك السلطان وخاصكيته ويعرف باثني عشر. مات بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين.
بردبك العجمي الجكمي جكم من عوض. تنقل في الولايات ثم عمل في الايام الاشرفية الحجوبية بحلب ثم في أول أيام الظاهر النيابة بحماة، وأقام بها إلى أن تنافر مع أهلها وقتل منهم جماعة بل وخرج عن الطاعة وآل أمره إلى أن أمسك ثم سجن باسكندرية ثم نقل إلى دمياط ثم صار في سنة ثلاث وخمسين أحد المقدمين بدمشق وتوجه وهو كذلك أمير الحاج الشامي فحج ثم عاد فلم يلبث أن مات في أوائل رجب سنة خمس وخمسين. بردبك قصفا. مضى قريباً.
بردبك المحمدي الظاهري جقمق ويعرف بهجين؛ عمله استاذه بجمقداراً ثم صار من بعده اميراخور ثالث ثم ثاني ثم قدمه الظاهر خشقدم ثم عمل خازنداراً بعد شغورها سنين ثم حاجب الحجاب ثم نقله الظاهر تمربغا إلى الأخورية الكبرى ثم الاشرف قايتباي لامرة سلاح، وسافر في التجريدة لقتال سوار فقتل في الوقعة يوم الاثنين سابع ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ولم توجد رمته وقد قارب الخمسين وكان لا بأس به.
بردبك المحمدي الطويل ابن عم الاشرف برسباي. تأمر عشرة وعمل شاد أوقاف الاشرفية في سنة تسع وثمانين واستقر في امرته ابنه شاذبك من صديق وفي الشادية قانصوه الطويل الاشرفي برسباي. بردبك هجين. مضى قريباً.

من اسمه برسباي

برسباي بن حمزة الناصري فرح. انتمى بعد أستاذه لنوروز الحافظي وصار من أمراء دمشق فلما خرج نوروز عن طاعة المؤيد كان معه فقبض عليه المؤيد بعد القبض على مخدومه وحبسه ثم أطلقه في أواخر أيامه وبقي في تلك البلاد إلى أن ولاه الاشرف حجوبية الحجاب بدمشق فأقام فيها مدة وأثرى وضخم ثم نقله السلطان إلى نيابة طرابلس بعد قانباي الحمزاوي حين استقر في حلب ثم إلى حلب بعد موت قانباي البهلوان ولم يلبث أن مرض فاستعفى وخرج متوعكاً فمات في أثناء طريق الشام في جمادى الآخرة سنة احدى وخمسين. وكان ديناً خيراً عفيفاً.
برسباي الاشرفي اينال ثم الظاهري. ملكه وصيره خاصكياً دواداراً فضخم حتى كان من القائمين بقتل الدوادار جانبك ولزم من ذلك أنه تجرأ على أستاذه واتفق هو والاجلاب على قتله ووصل له علم ذلك فبادر برسباي إلى الاختفاء ثم أمسك وجئ به إليه فعاتبه ثم ضربه أزيد من ألف عصا ثم وسطه في الحوش في تاسع صفر سنة ثمان وستين؛ وشق على كثيرين الجمع بين الضرب المهلك ثم التوسيط.

برسباي البجاسي. أصله من مماليك تنبك البجاسي نائب الشام الخارج على الاشرف برسباي بدمشق في سنة سبع وعشرين وقتل بها وخدم بعده بالقاهرة عند جانبك الاشرفي الدوادار الثاني ثم اتصل بعد موته بأستاذه الأشرف وصار في آخر أيامه خاصكياً ثم في آخر أيام الظاهر ساقياً ثم أمير عشرة ثم صار من رؤوس النوب ثم نائب اسكندرية ثم تقدم في أيام الاشرف اينال بسفارة ناظر الخاص الجمالي مع خدمة كثيرة ثم تزوج ابنه بردبك سبطة السلطان فراج أمره وولي الحجوبية الكبرى بعد جانبك القرماني ثم الاخورية الكبرى بعد يونس العلائي ولم يرع مع ذلك كله حقه في ولده المؤيد بل مال إلى الاتابك فلما استقر في المملكة لم يحظ عنده بل كان ذلك سبباً لتأخيره ولكنه بسفارة قانم التاجر ولاه نيابة طرابلس ثم نيابة الشام بعد تنم ببذل فلم يشكر لعدم حرمته وطول مرضه مع طمعه وبخله وإن كان ساكناً عاقلاً يظهر العبادة والعفة؛ مات بها في صفر سنة احدى وسبعين وقد زاد على الستين ودفن بزاوية القلندرية من مقبرة الباب الصغير ومستراح منه.
برسباي البواب زوج سرية الظاهر خشقدم أم ولده المنصور. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين بأذنة. برسباي بلاشه.
برسباي التنمي خشداش السلطان والمقرب عنده وأظنه المعروف بلاشه مات في سنة ثلاث وتسعين. برسباي الخازندار. يأتي قريباً في المحمودي.
برسباي الخازندار الاشرفي. مات في طاعون سنة سبع وتسعين.
برسباي الدقماقي الظاهري برقوق الاشرف أبو النصر ودقماق المنسوب إليه هو نائب حماة من عتقاء الظاهر برقوق ابتاعه وأرسل به في جملة تقدمة لأستاذه فأنزله في جملة مماليك الطباق ثم أخرج له قبل موته خيلاً وأنزله من الطباق وقد أعتقه واستمر في خدمته ثم خدمة ابنه الناصر ثم صار من أتباع نوروز ومن قبله كان مع جكم ثم صار مع شيخ بعد قتل الناصر وحضر معه إلى مصر فولاه نيابة طرابلس ثم غضب منه فاعتقله نائب دمشق فلما دخل ططر الشام بعد المؤيد استصحبه إلى القاهرة وقرره دواداراً كبيراً فلما استقر ابنه الصالح محمد كان نائباً عنه في التكلم مدة أشهر إلى أن اجتمع الرأي على خلعه وسلطنة صاحب الترجمة وذلك في ثامن ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثمانمائة وأذعن الأمراء والنواب لذلك وساس الملك ونالته السعادة ودانت له البلاد وأهلها وخدمته السعود حتى مات وفتحت في أيامه بلاد كثيرة من أيدي الباغين من غير قتال، وكذا فتحت في أيامه قبرس وأسر ملكها ثم فودي بمال جزيل حمله إليه وقرر عليه شيئاً يحمله كل سنة وأطلقه وكان الفتح المشار إليه في رمضان سنة تسع وعشرين وثمانمائة ونظم الزين بن الخراط فيه قصيدة هائلة أنشدها للسلطان وخلع عليه حينئذ أولها:

بشراك يا ملك الملـيك الأشـرف

 

بفتوح قبرس بالحسام المشرفـي

فتح بشهر الـصـوم تـم فـيالـه

 

من أشرفٍ في أشرفٍ في أشرف

فتح تفتحت السمـوات الـعـلـى

 

من أجله بالنصر واللطف الخفي

وخرج في رجب سنة ست وثلاثين بعساكره المصرية ثم الشامية وسائر نواب الممالك لطرد عثمان بن قرا بلوك عن البلاد حتى وصل إلى آمد فنازلها وحاصرها ثم رجع فدخل القاهرة في المحرم من التي تليها بعد أن حلف على بذل الطاعة له كما شرح مع غيره في محاله، واستمر إلى أن مرض فعهد لابنه يوسف بالسلطنة في رابع ذي القعدة سنة إحدى وأربعين ولقب بالعزيز وأن يكون الأتابكي جقمق نظام المملكة وأقام في توعكه أكثر من عشرين شهراً إلى أن مات في عصر يوم السبت ثالث عشر ذي الحجة منها فجهز بعد أن انبرم أمر البيعة للعزيز، وصلى عليه عند باب القلة، تقدم الشافعي الناس ثم دفن بتربته التي أنشأها بالصحراء قبل غروب الشمس وكثر ترحم العامة عليه، قال المقريزي وقد أناف على الستين وكانت أيام هدوء وسكون إلا أنه كان له في الشح والبخل والطمع مع الجبن والخور وسوء الظن ومقت الرعية وكثرة التلون وسرعة التقلب في الأمور وقلة الثبات أخبار لم نسمع بمثلها وشمل بلاد مصر والشام في أيامه الخراب وقلت الأموال بها وافتقر الناس وساءت سير الحكام والولاة مع بلوغ آماله ونيل أغراضه وقهر أعاديه وقتلهم بيد غيره انتهى. وله مآثر منها المدرسة الهائلة الشهيرة وكذا التربة التي بها الخطبة والتصوف أيضاً وغير ذلك كالجامع الهائل بخانقاه سرياقوس، واتفق أن العيني أخذ في إطرائه ومدحه بأنه أحسن للطلبة والقراء والفقهاء بما فاق فيه على من تقدمه حيث لم يرتبوا للفقهاء كبير أمر فقال له السبب في ذلك أنهم كانوا يوافقونهم على أغراضهم فلم يسمحوا لهم بكبير أمر وأما فقهاء زماننا فهم لأجل كونهم في قبضتنا وطوع أمرنا نسمح لهم بهذا النزر اليسير. قلت وهذا كان إذ ذاك وإلا فالآن مع موافقتهم لهم في إشاراتهم فضلاً عن عباراتهم لا يعطونهم شيئاً بل يتلفتون لما بأيديهم ويحسدونهم على اليسير ويقدمون آحاد الغرباء ممن لا نسبة لكبيرهم لكثير منهم عليهم ويتكلفون لاعطائهم ما لا يوجد من هو يقارب شرط الواقفين إليهم فانا لله وإنا إليه راجعون؛ ولما بنى المدرسة المشار إليها واشترط فيها أن من غاب أكثر من مدة أشهر الحج تخرج وظيفته عنه سعى عنده في وظيفة بعض المقررين بها لكونه جاور عملاً بما شرطه فقال أستحيي من الله أن أعزل شخصاً هو في حرم الله ومجاور لبيته، ثم ألحق بشرطه ما يخرج ذلك ونحوه، ومدرسته الآن في سنة خمس وتسعين أحسن الأماكن صرفاً فهي مصروفة شهراً بشهر، وسيرته تحتمل مجلداً أو نحوه وهو في عقود المقريزي في دون كراسة.
برسباي الشرفي يونس الدوادار أستادار الصحبة وأمير المحمل في سنة سبع وسبعين القادم في أوائل التي تليها والمتوجه في رابع عشر ربيع الأول منها رسولاً عن السلطان لمتملك الروم يشكر صنيعه في معاونة العساكر المصرية ومعه إليه هدايا سنية منها مصحف بخط ياقوت وخيول وجواهر مع تقليد من الخليفة له فأدركته المنية وهو متوجه في حلب سلخ ربيع الآخر، وكان من خيار أبناء جنسه عفا الله عنه.
برسباي قرا الظاهري جقمق أمير مجلس. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين بأذنة وكان بالنسبة لكثير منهم لا بأس به يتظاهر باكرام الفقهاء والصالحين ويتأدب معهم رحمه الله وعفا عنه.
برسباي كجي الخاصكي القجمدار الأشرفي برسباي مات في شعبان سنة خمس وتسعين.
برسباي المحمودي الأشرفي برسباي ويعرف بالخازندار استقر به الأشرف قايتباي ناظراً على أوقافه المتعلقة بالتربة بعد جانبك الأشقر لاختصاصه به وكان لا بأس به وفيه حشمة مع سوء تصرفه. مات في مستهل رمضان سنة تسعين واستقر بعده في النظر برسباي أحد مماليك السلطان وخازنداريته مع التكلم على أوقاف المدينة.
برسباي المؤيدي شيخ. صار خاصكياً في الأيام الأشرفية ثم ساقياً في أيام السلطان ثم أنعم عليه بامرة عشرة بعد موت اينال الكمالي الناصري وكان عاقلاً ديناً. مات في جمادى الأولى سنة ست وخمسين.
برسباي نابش البرك بمكة، مات في جمادى الاولى سنة أربع وستين.
برسبغا الجلباني. تقدم في أيام الناصر فرج بواسطة عبد اللطيف الطواشي وكان يخدمه واستقر في الدويدارية، ونفي في الدولة المؤيدية إلى القدس وكان فصيحاً عارفاً لا يظن من جهله إلا أنه من أولاد الناس. مات في رجب سنة اثنتين وثلاثين ترجمه شيخنا في أنبائه.

برصيغا أحد المقدمين من الظاهرية برقوق. كان من خيار الناس عقلاً ممن يحفظ القرآن ويقرأ مع قراء الجوق. قتله المؤيد في سنة سبع عشرة.
برعوث بن بثير الجرشي من أشراف المدينة الرفضة الحسينيين تجرأ على الحجرة الشريفة وسرق من قناديلها هو وغيره جملة وآل أمره أن شنق بالمدينة سنة إحدى وستين.

برقوق بن أنص الظاهر أبو سعيد الجركسي العثماني نسبة لجالبه من جركس الخواجا عثمان ابتاعه منه يلبغا الكبير في سنة أربع وستين وسبعمائة واسمه حينئذ الطنبغا فسماه لنتوء في عينيه برقوقاً وكان من جملة مماليكه الكتابية ثم كان بعد قتله فيمن نفي إلى الكرك ثم اتصل بمنجك نائب الشام وحضر معه إلى مصر فاتصل بالأشرف شعبان فلما قتل ترقى إلى إمرة أربعين وكان في جماعة من إخوته في خدمة أيبك البدري ثم لما قام طلقتمر على مخدومهم وقبض عليه ركب برقوق وبركة ومن تابعهما عليه وأقاما طشتمر العلائي بتدبير المملكة أتابكا واستمروا في خدمته إلى أن قام عليه مماليكه في أواخر سنة تسع وسبعين فآل الأمر إلى استقرار برقوق وبركة في تدبير المملكة بعد القبض عليه فلم يلبث أن اختلفا وتباينت أغراضهما وكان برقوق قد سكن الاسطبل السلطاني فأول شيء صنعه أن قبض على ثلاثة من أكابر الأمراء ممن كان في أتباع بركة فبلغه ذلك فركب على برقوق ودام الحرب بينهما أياماً إلى أن قبض على بركة وسجن باسكندرية وانفرد برقوق بالتدبير مع تدبيره سراً الأمر لنفسه استقلالاً إلى أن دخل رمضان سنة أربع وثمانين فجلس حينئذ وذلك في ثامن عشره على تخت الملك ولقب بالظاهر وبايعه الخليفة والقضاة والأمراء فمن دونهم، وخلعوا الصالح حاجي بن الأشرف وأدخل به إلى دور أهله بالقلعة فلما كان بعد ذلك بمدة خرج يلبغا الناصري واجتمع إليه نواب البلاد كلها وانضم إليه منطاش وكان أمير ملطية ومعه جمع كثير من التركمان فجهز لهم الظاهر عسكراً بعد آخر فانكسروا فلما قرب الناصري من القاهرة تسلل الأمراء إليه إلى أن لم يبق عند الظاهر الا القليل فتغيب حينئذ واختفى في دار بقرب المدرسة الشيخونية ظاهر القاهرة فاستولى الناصري ومن معه على المملكة وأعيد حاجي ولقب المنصور واستقر الناصري أتابكا عنده؛ وأراد منطاش قتل برقوق فلم يوافقه الناصري بل شيعه إلى الكرك فسجنه بها ثم لم يلبث أن ثار منطاش على الناصري فحاربه إلى أن قبض عليه وسجنه باسكندرية واستقل منطاش بالتدبير وكان أهوج فلم ينتظم له أمر وانقضت عليه الاطراف فجمع العساكر وخرج إلى جهة الشام فاتفق خروج الظاهر من الكرك وانضم إليه جمع قليل فالتقوا في شقحب بمنطاش فقدر أنه انكسر وانهزم إلى جهة الشام واستولى الظاهر على جميع الانفال وفيهم الخليفة والقضاة وأتباعهم فساقهم إلى القاهرة وصادف خروج المستخفين من مماليكه بقلعة الجبل وقوتهم على نائب الغيبة فدخل الظاهر فاستقرت قدمه بالقلعة وأعاد ابن الاشرف إلى مكانه من دور أهله؛ كل ذلك في أوائل سنة اثنتين وتسعين ثم جمع العساكر وتوجه إلى الشام فحصرها في شعبان من التي تليها وهرع إليه الامراء وتعصب الشاميون لمنطاش فما أفاد بل انهزم منطاش بعد أن دامت الحرب بينهما مدة ووصل في تلك السنة إلى حلب وقرر أمر البلاد ونوابها وعاد إلى القاهرة في المحرم سنة أربع وتسعين، واستقر قدمه في المملكة حتى مات على فراشه في ليلة نصف شوال سنة احدى بعد أن عهد بالسلطنة لولده فرج وله يومئذ تسع سنين لأنه ولد عند خروجه من الكرك ولذا سماه فرجاً واستخلف القاضي الشافعي الخليفة وجميع الامراء وخلع عليه ويقال انه بلغ ستين سنة وكانت مدة استقلاله بأمور المملكة من غير مشارك تسع عشرة سنة وأشهراً، ومدة سلطنته في المرتين ست عشرة سنة ونحو نصف سنة، ومن آثاره المدرسة الفائقة بين القصرين لم يتقدم بناء مثلها في القاهرة وسلك في ترتيب من قرره فيها مسلك شيخون في مدرسته قرر فيها أربعة من المذاهب وشيخ تفسير وشيخ اقراء وشيخ حديث وشيخ ميعاد بعد صلاة الجمعة وغير ذلك وحبب الشريعة وانتفع به المسافرون كثيراً وأماكن بالمسجد الحرام وبعض المواليد وقبة عرفة وغير ذلك به وبالمدينة النبوية وأبطل ضمان المغاني بعدة بلاد منها منية بني خصيب والكرك والشوبك وكان الاشرف أبطله من الديار المصرية ومكس القمح بعدة بلاد أيضاً وكذا أبطل ما كان يؤخذ من أهل البرلس وما حولها وهو في السنة ستون ألفاً وعلى القمح بدمياط وعلى الفراريج بالغربية وعلى الملح بعنتاب وعلى الدقيق بالبيرة وعلى الدريس والحلفا بباب النصر، وكان شهماً شجاعاً ذكياً خبيراً بالامور إلا أنه كان طماعاً جداً لا يقدم على جمع المال شيئاً ولقد أفسد أمور المملكة بأخذ البدل على الولايات حتى وظيفة  القضاء والامور الدينية؛ وكان جهوري الصوت كبير اللحية واسع العينين عارفاً بالفروسية خصوصاً اللعب بالرمح يحب الفقراء ويتواضع لهم ويتصدق كثيراً ولا سيما إذا مرض. وقد ترجمه الفاسي في مكة قال وله سيرة طويلة جمعها بعض أهل العصر في مجلد. قلت قد جمعها ابن دقماق ثم العيني، وذكره المقريزي في عقوده وبيض له وأنه أول ملوك الجراكسة.
برقوق الظاهري جقمق. كان من خواص السقاة ثم تأمر في الايام الاينالية ورقاه الظاهر خشقدم وصار أحد المقدمين وجدد تربة بباب القرافة وعمل فيها صوفية شيخهم ابن السيوطي بسفارة الموقع أبي الطيب السيوطي ولم يلبث أن ولي نيابة الشام بعد برسباي البجاسي. ومات وهو مع العسكر بحلب في شوال سنة سبع وسبعين واستقر بعده في النيابة جانبك قلقسين وأنجب ولداً ذكياً اسمه عليباي.

من اسمه بركات

بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة السيد زين الدين أبو زهير بن البدر أبي المعالي الحسني المكي. ولد سنة احدى وثمانمائة وقيل في التي بعدها بالحشافة بضم المهملة وتشديد المعجمة ثم فاء بالقرب من جدة. وأجاز له في سنة خمس وثمانمائة فما بعدها باستدعاء الجمال بن موسى البرهان بن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين العراقي وابنه والهيثمي والشهاب بن حجي والشهاب الحسباني والجمال بن الشرايحي والجمال بن ظهيرة والمجد اللغوي والفرسيسي وغيرهم وقرأ القرآن وكتب الخط الحسن، ونشأ شريف الهمة سني الافعال جميل الاخلاق فأشركه والده معه في امرة مكة بولاية من السلطان وذلك في سنة تسع وثمانمائة او في التي تليها ثم جعله شريكاً لأخيه أحمد في سنة احدى عشرة حيث صار والدهما نائب السلطنة بالأقطار الحجازية؛ ثم عزلا في التي تليها ثم أعيدها في أواخرها واستمرا إلى سنة ثماني عشرة فعزلا بالسيد رميثة بن محمد بن عجلان ثم عزل بوالدهما في التي تليها وصار في سنة عشرين ينوه بولده هذا ويقول لبني حسن هو سلطانكم، فلما كان في التي تليها تخلي عن الامرة له بانفراده ثم لما بلغه موت المؤيد رام أن يشرك معه أخوه ابراهيم فلم يتهيأ له ثم عزل عنها في أثناء سنة سبع وعشرين بالسيد علي بن عنان ودخل البدر حسن القاهرة فوليها وقدرت وفاته بها في جمادى الاولى سنة تسع وعشرين وجاء الخبر لمكة فارتحل صاحب الترجمة إلى القاهرة والتزم للسلطان بما كان والده التزم به ومن جملته عشرة آلاف دينار في كل سنة على ان ما جرت به العادة من مكس جدة يكون له دون ما تجده من مراكب الهنود فانه للسلطان خاصة فوليها في أواخرها بمفرده فحسنت سيرته وعم الناس في أيامه الأمن والرخاء فلما مات الأشرف واستقر الظاهر طلبه فتوقف لكونه كان حين حج في حدود سنة سبع وثلاثين جرت له معه قضية نقمها عليه فامتنع من القدوم عليه خوفاً منه فرام ولاية أخيه السيد علي وكان إذ ذاك بالقاهرة فما وافقه من يعتمد عليه من أهل دولته على ذلك فأمهل يسيراً ثم ولاه وذلك في أثناء سنة خمس وأربعين، وصرف هذا ثم أعيد في سنة خمسين لما طلب ولده إلى القاهرة في العشر الاول من ربيع الاول منها واستدعاه السلطان للقدوم عليه فما خالف، وقدم القاهرة في مستهل شعبان من التي تليها فنزل السلطان للقائه وبالغ في إكرامه حسبما ذكر في محله من الحوادث ثم رجع في عاشره. وقد رأى من العز ما لم يسبقه إليه أحد من أهله وذلك بعد أن اجتمعت به وأخذت عنه عن بعض شيوخه بالاجازة شيئاً وسمعت من نظمه ما أثبت في معجمي مما اختير منه عدة أبيات، وكان شهماً عارفاً بالامور فيه خير كثير واحتمال زائد وحياء ومروءة طائلة مع حسن الشكالة والسياسة والشجاعة المفرطة والسكينة والوقار والثروة الزائدة وله بمكة مآثر وقرب نافعة. مات في شعبان سنة تسع وخمسين بأرض خالد من وادي مر من أعمال مكة وحمل في سرير على أعناق الرجال حتى دخلوا به مكة من أسفلها من ثنية كدا - بضم الكاف - من باب الشبيكة فغسل بمنزله وكفن وطيف به حول الكعبة سبعاً وصلى عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بالقرب من قبة جده وبنى أيضاً عليه قبة وإلى جانبها سبيل وكان له مشهد عظيم إلى الغاية رحمه الله وبارك في حياة ولده.
بركات بن حسن المرجاني الاصل المكي الشافعي. ممن سمع علي بمكة وقرأ علي أربعي النووي والبعض من مسلم.
بركات بن حسين بن حسن الشيرازي الاصل المكي ويعرف بابن الفتحي شقيق محمد وأحمد المذكورين وهو أصغر الثلاثة. ولد في سنة تسع وستين بمكة وكان ممن سمع مني بها وبالقاهرة وقد قدمها مع أبيه وبمفرده. ونزل عند الأتابك واسمه اسمعيل وسيأتي في الكنى.
بركات بن سلامة بن عوض الطنبداوي ثم المكي. مات بها في ربيع الآخر سنة سبع وستين وكان عطاراً بباب السلام ثم ترك.
بركات بن التقي عبد الرحمن بن يحيى العساسي السمنودي أخو الفاضل الشمس محمد الآتي وهذا أصغر وأبعد عن الاستقامة والخير بحيث تعب أبوه وأخوه من قبله. وهو ممن سمع مني بالقاهرة.

بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة السيد زين الدين بن الجمال الحسني المكي أجل بني أبيه وأقربهم إلى خلافته. ولد في سنة إحدى وستين وثمانمائة إما في ربيع أو بعده وأمه شريفة من بني حسن ودخل القاهرة في سنة ثمان وسبعين ومعه قاضي مكة البرهاني فأكرم السلطان فمن دونه موردهما بعد خدمة طائلة من أبيه وغيره وأشركه مع أبيه ورجع متزايد العز، واستمر يتزايد في الترقي حتى صار مرجعاً في حل الأمور. وربما سافر لدفع العدو ويرجع مسروراً محبوراً. وقد رأيته غير مرة ومنها في زيارتي سنة ثمان وتسعين وقصدني بمجلس جلوسي فسلم علي بأدب وسكون وكان معه حينئذ عجلان وأبو القاسم وعلي من بنيه جملهم الله بحياته وحياة أبيه.
بركات بن محمد بن محرز الجزيري. مات سنة ثلاث وثلاثين. ذكره ابن عزم هكذا.
بركات بن محمد بن يوسف الشامي المدني سبط ابن عبد العزيز أحد شهود الحرم. ممن سمع مني بالمدينة.
بركات بن محمود بن محمد بن حسن الحنفي الآتي أبوه وجده. ولد بعد الستين وثمانمائة.
بركات بن يوسف بن أبي البركات.
بركات ابن أخت السيد حسن دوادار المزرة عند الكريمي بن كاتب المناخات. نشأ في الرسلية عند العلاء بن الأهناسي حين بردداريته واختص بخدمته ومع ذلك فكان من أكبر المرافعين هو وزوجته فيه؛ ثم خدم عند الشرف الانصاري ثم عند ابن مزهر، ثم عمل برد داراً عند ابن عبد الباسط حين استقراره في الجوالي، وآخر أمره استقر بعد اختفاء عبد الحفيظ في برددارية المفرد. مات في شعبان سنة ثمانين غير مأسوف عليه.
بركوت شهاب الدين عتيق سعيد المكيني عتيق مكين الدين اليمني. قال شيخنا في أنبائه كان حبشياً صافي اللين حسن الخلق كثير الافضال محباً في أهل العلم وأهل الخير كثير البر لهم والتلطف بهم لقي حظاً عظيماً من الدين وتنقلت به الأحوال وبني بعدن أماكن عديدة ثم تحول إلى مكة فسكنها وبنى بها داراً عظيمة وصاهر إلى بيت المحلى التاجر فنكح ابنته آمنة واستولدها، وكان كثير التزويج والأولاد بحيث مات له في حياته أكثر من خمسين ولداً. وما مات حتى تضعضع حاله وذلك في ذي القعدة سنة ثلاثين بعدن وله نحو الستين ودفن بالقطيع ومن مآثره بطريق انس سبيل وحوض للبهائم رحمه الله.
برند قيل إنه مغربي وإنه كان نجاماً بالقاهرة مدة علوي وعظيم هناك وصار من الأعيان وقيل بل مكي أو مدني تمكن من تيمورلنك تمكناً زائداً وتحكم في غالب ما استولى عليه أحد عنده بحيث أقطعه أماكن من ممالك خراسان استمرت في عقبه وقدم معه دمشق؛ ذكره المقريزي مطولاً وكتبته هنا، وإلا فهو لم يعين وقت وفاته.
برهان بن الشيخ عبد الكريم بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الانصاري الحضرمي ثم المكي أخو يس الآتي وأبوهما. مات في المحرم سنة ثلاث وثمانين ودفن عند والده بالشبيكة من أسفل مكة.
برهة بن عبد الله الهندي. سمع مني بمكة.
بساط بن مبارك بن محمد بن عاطف بن أبي نمي الحسني المكي. مات بها في رمضان سنة أربع وسبعين.
بسطام العجمي الخواجا نزيل مكة. مات بها في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين.
بشباي رأس نوبة كبير وهو تخفيف من باشباي. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وصلى عليه بالأزهر ثم صلى عليه السلطان بمصلى المؤمني ودفن في القرافة، وأظنه صاحب الخان بالقرب من المشهد الحسيني.
بشير الحبشي الأميني فتى الأمين الطرابلسي؛ ولد تقريباً في عشر التسعين وسبعمائة وقدم مع مولاه محمد بن سويد الحلبي وهو دون البلوغ فأقام عنده يسيراً ثم اشتراه منه الامين الطرابلسي الحنفي فخدمه وربى أولاده وسمع معهم علي الشرف بن الكويك وقرأ يسيراً من القرآن وأعتقه سيده سنة وفاته فتعاني التجارة في السكر وغيره ودخل اليمن وحج كثيراً وجاور وتردد إلى دمياط مراراً ثم قطنها مختفياً من ديون تراكمت عليه ولقيته بها فقرأت عليه جزءاً. ومات بها في الطاعون سنة أربع وستين بعد أن اختل قليلاً لتقدم موت أهله وبنيه عوضه الله خيراً.
بشير الحبشي النويري أحد الفراشين بالمسجد الحرام. مات في المحرم سنة ست وخمسين بمكة.

بشير الحبشي ثم القاهري مولى الخواجا يعقوب كرت والد أبي بكر سبط الحلاوي، حفظ القرآن والتنبيه واشتغل بالقراآت فجمع للسبع بمكة في سنة إحدى وأربعين على الشيخ محمد الكيلاني وللأربعة عشر بها أيضاً في سنة ثمان وأربعين علي الزين بن عياش رفيقاً للشمس بن الحمصاني بل وأخذ قبل ذلك أيضاً عن ابن الجزري حين قدومه القاهرة وأخذ في الفقه وغيره عن القاياتي والونائي وانتفع بمرافقة الوروري والدماطي في الاشتغال وأخذ في الفرائض والحساب عن ابن المجد وصحب في ذلك أيضاً أبا الجود وتسلك بالشيخ محمد الفوي وكان قائماً بأكثر كلفه وأسكنه عنده بل وارتحل لشيخه الادكاوي بها فأخذ عنه وتلقن منه الذكر واغتبط الشيخ به وتردد إلى الشيخ ابن الصائغ المكتب في الكتابة يسيراً وصار يكتب المنسوب وأقبل على العبادة صياماً وقياماً وتلاوة وبراً للفقراء واحساناً اليهم واغتباطاً بصحبة الصالحين بحيث عد منهم وذكر بالاوصاف الجزيلة والكرامات العديدة كل ذلك مع السكون والوقار والانجماع على أنواع الطاعات واستحضار لكثير من الفقه وغيره. وتعاني التجارة فأثرى وتزوج زوجة سيده بعده وحج غير مرة وجاور وزار بيت المقدس والخليل ورجع وهو متوعك فلم يلبث أن مات مطعوناً في جمادى الأولى سنة أربع وستين وقد جاز الستين ودفن بتربة الحلاوي والد زوجته ظاهر الروضة. وأوصى بميراث ووقف كتباً وقد رأيته ونعم الرجل كان رحمه الله.
بشير سعد الدين التنمي الطواشي؛ استقر في مشيخة الخدام بالمدينة النبوية بعد فيروز الركني المطلوب إلى القاهرة سنة أربع وثلاثين؛ ومات في آخر سنة أربعين وهو متوجه لمكة ودفن ببدر واستقر عوضه الولوي بن قاسم سنة تسع وثلاثين فكأنه صرف قبل موته.
بطان الوتاد. جرده ابن عزم هكذا.
بطيخ بن أحمد بن عبد الكريم النصيح العمري أحد القواد بمكة؛ مات في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين بجدة وحمل لمكة فدفن بها وكان من أعيان القواد ومشموليهم ممن عشرته بخمسة عشر.
بغا الحسني نائب حمص، أرخه المقريزي في سنة احدى.
بقر بن راشد بن احمد شيخ عرب الشرقية وابن أخي بيبرس. مات في ربيع الأول سنة سبع وسبعين بعد ضربه ضرباً مبرحاً مرة بعد أخرى.
بك بلاط الاشرفي إينال نفي بعد أستاذه إلى طرابلس على امرة بها إلى أن قتل في وقعة سوار في سنة اثنتين وسبعين شاباً، وبك هو الأمير.
بكتمر بن عبد الله السعدي مملوك سعد الدين بن غراب؛ تربى عنده صغيراً وتعلم الكتابة والقرآن وكان فصيحاً ذكياً ترقى إلى أن سفره السلطان إلى صاحب اليمن ثم عاد فتأمر وتقدم وكان فاضلاً شجاعاً عارفاً بالأمور ورعاً يخاف الله. مات في ربيع الاول سنة احدى وثلاثين، ذكره شيخنا في أنبائه ثم المقريزي في عقوده وأرخه في ربيع الآخر وأثنى عليه بالديانة والصيانة والشجاعة والفروسية وشيء من الفقه وأنه صحبه سفراً وحضراً.
بكتمر جلق نائب طرابلس ودمشق. مات سنة خمس عشرة.
بكلمش بن عبد الله السيفي اينال باي قجماس، سمع علي الغماري في سنة اثنتين وثمانمائة بعض البخاري؛ وحدث رفيقاً لشيخنا الشيخ رضوان ببعض ذلك، سمع عليهما التقي القلقشندي وآخرون كالبقاعي.
بكلمش العلائي أحد الامراء الكبار. مات بالقدس بطالاً في صفر سنة احدى وكان من جماعة الظاهر برقوق وتقدم في الدولة كثيراً؛ قاله شيخنا في أنبائه وقال العيني كان عتيق بعض الجند ثم انتمى لطيبغا الطويل فقيل له العلائي قال وكان مقداماً جسوراً عنده نوع كبر وعسف مع أنه كان شجاعاً شهماً مهيباً وعقيدته صحيحة ويحب العلماء ويجلس إليهم ويذاكر بمسائل ويتعصب للحنفية جداً.
بكير شيخ، لعوام الناس فيه اعتقاد كبير لاندراجه عندهم في المجاذيب بل سمعت عن الجلال البلقيني وأخيه أنهما ممن كان يعتقده وربما حضر ميعادهما وقد رأيته كثيراً وكان يكثر الوقوف بالطرقات. مات في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ودفن في زاوية بسويقة صفية.
بلاط بن عبد الله القجماسي سيف الدين أمير مجلس، سمع على الغماري في سنة اثنتين وثمانمائة بعض البخاري وأثبت البقاعي اسمه في شيوخه. مات في.
بلاط السعدي، كان طبلخاناه في أيام الظاهر برقوق وجرت عليه أمور كثيرة إلى أن مات في جمادى الاولى سنة ثمان وهو بطال. ذكره العيني.

بلاط أحد المقدمين؛ كان من الفجار المفسدين الجاهلين بأمور الدين فغضب عليه السلطان وحبسه باسكندرية ثم أخرجه منها إلى دمياط فقتل في الطريق في سنة اثنتي عشرة. ذكره العيني أيضاً. بلاط تقدم قريباً في بك بلاط.
بلال الحبشي العمادي الحلبي الحنبلي فتى العماد اسماعيل بن خليل الاعزازي ثم الحلبي. ولد في حدود سنة خمس وثمانين وسبعمائة وسمع علي ابن صديق غالب الصحيح وحدث به سمعه عليه الفضلاء سمعت عليه الثلاثيات وغيرها، وكان ساكناً متقناً للكتابة على طريقة العجم بحيث لم تكن تعجبه كتابة غيره من الموجودين؛ تعاني علم الحرف واشتغل بالكيمياء مع إلمامه بالتصوف ومحبة في الفقراء والخلوة وأقرأ في ابتداء أمره مماليك الناصر فرج ولذا كان ماهراً باللسان التركي ثم ولي النقابة لقاضي الحنابلة بحلب ثم لقاضي الشافعية أيضاً ثم أعرض عن ذلك كله، وقطن القاهرة وصحب جمعاً من الاكابر وانتفع به جماعة من المماليك في الكتابة وتردد للجمالي ناظر الخاص ثم الاتابك أزبك الظاهري، وتقدم في السن وشاخ. مات في جمادى الثانية سنة ست وسبعين وشهد الاتابك وغيره من الامراء الصلاة عليه بجامع الازهر عفا الله عنه.
بلال فتى المسند عبد الرحمن بن عمر القبابي القدسي. سمع على سيده ومات في يوم الاثنين تاسع جمادى الآخرة سنة سبع وستين ودفن عند سيده بباب الرحمة رحمه الله.
بلال السروي - بفتح المهملتين وكسر الواو - الحجازي شيخ صالح معمر زاهد. ولد ببلاد الطائف سنة خمس وأربعين وسبعمائة ثم انتقل وهو ابن خمس سنين إلى دمياط واستمر يتردد في البلاد ما بين دمياط واسكندرية والقدس وغيرها ويواظب الحج لقيه القلقشندي والبقاعي والسنباطي في سنة ست وأربعين بالأشرفية من مدينة الخانقاه وأثنى الناس عليه وكاد أن يدعى فيه أمراً عظيماً فالله أعلم بحقيقة أمره وأرخ وفاته بالقاهرة سنة تسع وأربعين على ما بلغه وأنه زاد على المائة؛ بلال رجل صالح معتقد يؤدب الأطفال بالجملون العتيق. مات في سلخ ربيع الأول سنة احدى وخمسين.
بلبان الزيني عبد الباسط. سمر ثم وسط في ربيع الثاني سنة سبع وخمسين.
بلبان الدمرداشي أخو حمزة بن محمد المدعو طوغان الآتي وهذا الاكبر واسمه علي، ممن قرأ القرآن ظاهراً بل قال إنه جوده في مجاورته بمكة فانه حج وجاور غير مرة وجود الكتابة بها وبالقاهرة، واشتغل بعلم الهيئة ولزم التردد لجانبك الجداوي ولذا أخرج الظاهر خشقدم أقطاعه بعد قتله فلما استقر تمربغا أعاده بل عمله خاصكياً ثم لما امتحن أخوه كما ستأتي الاشارة إليه في أيام الأشرف محى اسمه ثم عمله في سنة خمس وتسعين ساقياً وكان أيضاً ممن انتمى لخشقدم الزمام وقتاً في استدارية الوجهين القبلي والبحري، وسافر في عدة تجاريد وسمع مني أشياء وكان أحد الراكزين بمكة في سنة ست وتسعين والتي بعدها ونعم الرجل.
بلبان المحمودي حاجب الحجاب بدمشق. مات في سنة ست وثلاثين.
بهادر بن عبد الله الأرمني ثم الدمشقي السندي - بفتح المهملة والنون - عتيق ابن سند. سمع مع مولاه من أبي العباس المرداوي وابن قيم الضيائية وأحمد ابن محمد بن أبي الزهر الغشولي وزينب ابنة قاسم الدبابيسي في آخرين. قال شيخنا قرأت عليه بدمشق كتاب الصفات للدارقطني وغيرها ومات بها في شوال سنة عشر مقتولاً.
بهادر بن عبد الله الأمير بهاء الدين التركي المجاهدي المعروف بالشمشي، مات في سنة ثمان عشرة.
بهادر بن عبد الله الشهابي الطواشي مقدم المماليك. كان ليلبغا وولي التقدمة من قبل سلطنة الظاهر إلى أن مات وخرج من تحت يده خلق كثيرون من أكابر الأمراء من آخرهم شيخ المحمودي المؤيد. وكان محترماً كثير المال محباً في جمعه. مات في سابع عشري رجب سنة اثنتين بالقاهرة وقد هرم، ذكره شيخنا في أنبائه.
بهادر العثماني نائب البيرة، ممن قتل مع ايتمش في سنة اثنتين.

بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر بن عوض بن عمر التاج أبو البقاء السلمي الدميري القاهري المالكي. ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة تقريباً كما قرأته بخطه وتفقه بالشرف الرهوني وأخذ عن الشيخ خليل وغيره وسمع على البياني وجماعة فقرأت بخطه أنه سمع مجالس من البخاري على أبي الحرم القلانسي وجميعه على الجمال التركماني الحنفي والسنن لأبي داود على الشيخ خليل بمكة في سنة ستين وسبعمائة والترمذي على الجمال بن خير والشفا على الشمس البياني في آخرين كالعفيف اليافعي، وفضل في مذهبه وبرع وأفتى ودرس بالشيخونية وغيرها وناب في القضاء عن الاخنائي والجمال البساطي وابن خير ثم بعد موته اشتغل به وذلك في رمضان سنة احدى وتسعين وسبعمائة أيام قيام منطاش، وتوجه مع القضاة إلى الشام لحرب الظاهر فلما عاد الظاهر عزله بعد أن طعن في صدره وشدقه، وشرح مختصر شيخه الشيخ خليل شرحاً محموداً انتفع به الطلبة لأنه في غاية الوضوح بحل ألفاظه من غير تطويل بدليل أو تعليل واعتمده كل من في زمنه فضلاً عمن بعده وله أيضاً الشامل في الفقه وشرحه والمناسك في مجلدة وشرحها في ثلاثة أسفار وشرح مختصر ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن مالك والدرة الثمينة نحو ثلاثة آلاف بيت وشرحها في حواشي بخطه عليها إلى غيرها من نظم وغيره؛ وكان محمود السيرة لين الجانب عديم الشر كثير البرقل أن يمنع سائلاً شيئاً يقدر عليه انتفع به الطلبة سيما بعد صرفه عن القضاء ومات كذلك في جمادى الآخرة وقيل في ربيع الأول سنة خمس وقد جاز السبعين؛ ذكره شيخنا في أنبائه باختصار جداً.
بولاد نزيل بيت المقدس. في فولاد.
بولاد العجمي الخواجا. مات في يوم الجمعة تاسع عشري رجب سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
بيان بن عيان بن بيان الكاسكاني الكازروني والأولى قرية منها، الشافعي والد عيان الآتي. ولد بكازرون في صفر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ونشأ فخدم العلم وترقى في فنونه لغايات بديعة بحيث كان يقرئ مشكلاته ثم انتسب للسيد صفي الدين وأضرابه وحج إلى أن حصلت له ماخوليا فزعم أنه الحارث الذي يوطئ للمنصور مقدمة المهدي إلى غيرها من الخرافات ككونه خاتم الولياء بل تكلم بكفريات كثيرة وهجره المشار اليهم لذلك مع أنه لو خرج لما تخلف عنه كبير أحد من أهل تلك النواحي لمزيد اعتقادهم فيه وإجلالهم له ولكن كفه الله بل يقال إنه سكن وتاب ورجع في مرض موته. ومات بشيراز في آخر جمعة من شعبان سنة خمس وتسعين.
بيبرس بن أحمد بن بقر شيخ العربان بالشرقية من الوجه البحري وعم بقر الماضي قريباً. مات في سلخ المحرم سنة ست وستين عن قريب السبعين، وكان مليح الوجه طوالاً حشماً كريماً ديناً كثير الأدب والتواضع نادرة في أبناء جنسه رحمه الله.
بيبرس بن علي بن محمد بن بيبرس الركني بن العلائي بن الناصري بن الركني سبط الكمال محمود بن شيرين وجد أبيه هو الآتي قريباً. ولد في ليلة عيد الأضحى سنة ست وسبعين بالقاهرة؛ ومات والده وهو طفل ابن سنتين فنشأ في كفالة أمه تحت نظر وصيه الأتابك أزبك من ططج الظاهري وتردد إليه الشمس العبادي في اقرائه القرآن وكتب عليه باشارة الأتابك وسافر لمكة مع والدته سنة ست وثمانين حين كان الشهابي أحمد بن ناظر الخاص أمير الأول ثم تزوج ورزق بعض الاولاد ثم حج هو وأمه في سنة ثمان وتسعين وجاور التي تليها، وكان منجمعاً عن الناس وربما قرأ على المحلى الشافعي في مقدمة أبي الليث وتردد إلي أحياناً، ورزقه من قبل سلفه متيسر وذلك أن الظاهر برقوق وقف حصصاً أعظمها الأمناوية من الخيرية على شقيقته خوند عائشة والمعين منهم بيبرس الاكبر وأولاده. وكان أبوه على سنن بني الاكابر الامراء كما سيأتي.
بيبرس ابن أخت الظاهر برقوق ويقال له الركني وأمه عائشة ابنة أنس الآتية. أحضره خاله حين أتابكيته سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وصيره بعد أحد المقدمين ثم عمله أمير مجلس ثم نقله عنها وأعطاها لاقبغا اللكاش وصير هذا أتابك العساكر وقيل إن الذي عمله أتابكاً ابن خاله الناصر ثم كان ممن ذبح في سنة إحدى عشرة وهو والد محمد الآتي.
بيبرس الأشرفي إينال. تكلم على جهات أستاذه وولده المؤيد ثم أعطاه الملك امرة عشرة عوض نانق الاشرفي إينال وحج في سنة سبع وتسعين ثم عاد مع الركب.

بيبرس الأشرفي برسباي خال العزيز يوسف وليس بشقيق أمه جلبان، كان خاصكياً في أيام أستاذه ولم يمتحن بعده لعدم شره بل تأمر في أيام الظاهر عشرة ثم في أيام إينال طبلخاناه ثم صار مقدماً ثم حاجباً كبيراً في سنة أربع وستين ثم رأس نوبة النوب في أيام الظاهر خشقدم عوض قانم التاجر فلم تطل مدته بل أمسك في ذي الحجة سنة خمس وستين وحبس باسكندرية مدة ثم أفرج عنه وتوجه للقدس بطالاً إلى أن مات في أواخر رمضان أو أول شوال سنة ثلاث وسبعين وقد زاد على الستين. وكان ساكناً عاقلاً عديم الشر كما سلف لكنه منهمك في اللذات طول عمره.
بيبرس الاشرفي قايتباي. رقاه حتى عمله شاد الشربخاناه ثم نائب طرابلس بعد إينال الاشرفي حين أسره ولم يلبث أن مات في سنة تسعين.
بيبرس ابن أخت الظاهر برقوق؛ مضى قريباً.
بيبرس الطويل الظاهري جقمق الذي عمل باش مكة وقتاً في الايام الاشرفية قايتباي ثم رقاه بعد رجوعه. ومات في تاسع المحرم سنة ثلاث وتسعين وكان لا بأس به.
بيبغا المظفري التركي. كان من مماليك الظاهر وتأمر في دولة الناصر وعمل الأتابكية، وقد سجن مراراً ونكب وكان قوي النفس. مات في ليلة الاربعاء سادس جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه.
بيخجا الظاهري برقوق. هو طيفور يأتي.
بيدمر الحاجب الصغير بمصر. كان معلم الرمح. مات في يوم الأحد سادس عشر ربيع الأول سنة اثنتين لجراحة حصلت فيه في وقعة أيتمش.
بيرم خجا بن قشتدي أصلي الشاد، ولي نظر المسجد الحرام في أواخر سنة خمسين عوضاً عن الخواجا الظاهر؛ وسمع على أبي الفتح المراغي في التي بعدها ووليها مرة ثانية، وله بالمعلاة سبيل وحوض للبهائم انتفع بهما؛ وكان شديد البأس. مات بمكة في ظهر يوم الاثنين حادي عشر صفر سنة ستين أرخه ابن فهد.
بيرم التركي أحد المعتقدين، كان مقيماً بجامع الحاكم؛ مات في جمادى الثانية سنة أربع وستين ودفن بتربة جاني بك المشد. أرخه المنير.
بير أحمد الخواجا الجيلاني. مات في سنة احدى وعشرين وينظر من اسمه أحمد.
بير بضع بن جهاتشاه بن قرا يوسف بن قرا محمد التركماني صاحب بغداد حاصره أبوه فيها زيادة على سنتين إلى أن عجز وسلمها فيما قيل له مع تقادم كثيرة؛ فأقره أبوه عليها ورجع إلى بلاده فحسن له بعض أتباعه الاستمرار على مشاققته وانه إنما أذعن له عجزاً وغلبة فندب إليه ولده الآخر محمد شقيق هذا وتصادما فقتل صاحب الترجمة وجهز برأسه إلى أبيه وذلك في ثاني ذي القعدة سنة سبعين وهو في الكهولة وقتل معه من عساكره نحو أربعة آلاف نفس صبراً.
بير محمد بن العز عبد العزيز بن الشهاب احمد المكي سبط بير محمد الخواجا الآتي بعده أمه صفية ويعرف بابن المراحلي. مات في المحرم سنة احدى وتسعين.
بير محمد بن علي بن عمر الخواجا جمال الدين الكيلاني المكي. مات سنة ستين، وسيأتي في المحمدين.
بيسق الشيخي أميراخور الظاهري برقوق. مات بالقدس بطالاً في جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين؛ وكان الناصر نفاه إلى بلاد الروم وقدم في الدولة المؤيدية فلم يقبل المؤيد عليه ثم نفاه إلى القدس، وله آثار بمكة كعمارة الرواق الغربي للمسجد الحرام، وكان كثير الشر شرس الخلق جماعاً للمال مع البر والصدقة وتأمر على الحاج. ذكره شيخنا في أنبائه. وأظنه الذي قال الفاسي في ترجمة عبد الرحمن بن علي بن احمد بن عبد العزيز النويري المكي إمام مقام المالكية بها أنه أغرى به نوروز الحافظي في سنة أربع وثمانمائة حتى ضربه وسجنه بغير طريق شرعي ولكن لتخيل بيسق انه جاء من مكة ليرافع فيه لما كان يفعله بمكة من الأمور الشاقة على الناس. قلت: وهذا يشعر بأن يكون ولي بمكة شيئاً ولكن لم أر له عنده ترجمة، نعم جرى ذكر شيء من مباشراته في أثناء ترجمة السيد حسن وغيره.
بيسق اليشبكي يشبك الشعباني. عمله السلطان أمير خمسة ثم عشرة ثم نائب قلعة صفد ثم رجع على امرة عشرة ثم نائب دمياط ثم نائب قلعة دمشق ومات بها في شعبان سنة ثلاث وخمسين، وكان متواضعاً خيراً شجاعاً.
بيسق هو محمد بن عبد الكريم.
بيسق شيخ الفراشين بالحرم المكي. في محمد بن احمد بن عبد العزيز.

بيغوت من صفر خجا المؤيدي الأعرج. صار بعد أستاذه خاصكياً إلى أن نفاه الاشرف إلى البلاد الشامية ثم أمره بها طبلخاناه إلى أن ولاه الظاهر نيابة غزة ثم صفد ثم حماة، واتفق أن بعض أهلها شكا منه ومن ولده ابراهيم فطلب الولد هو وابن العجيل على أقبح وجه فأرسل صاحب الترجمة بولده في الحديد فحبس بالبرج من القلعة ثم أرسل بالأمر بحبس والده بقلعة دمشق فبلغه الخبر ففر من حماة عاصياً حتى لحق بالأمير جهان كير بن علي بك بن قرا بلوك صاحب آمد وانضم إليه واتفقا على العصيان على الظاهر فلم يلبثا أن طرقهما بعض أمراء جهانشاه ابن قرا يوسف صاحب تبريز فقبض على هذا وأخذ جميع ما معه وراسل يعلم الظاهر بذلك ثم حبسه بقلعة الرها إلى أن استولى عليها الشيخ حسن بن علي بك ابن قرا يلوك فأطلقه وخيره في أي مكان يذهب إليه فاختار الرجوع إلى الظاهر وركب حتى وصل البيرة ثم حلب فكاتب نواب البلاد الشامية بالشفاعة فيه فقبلوا ورسم بقدومه القاهرة فقدمها في سنة خمس وخمسين فأقام أياماً ثم رسم برجوعه إلى دمشق ورتب له ما يكفيه، ولم يلبث أن مات برد بك العجمي أحد مقدميها فأنعم عليه باقطاعه ثم بعد أشهر مات يشبك الحمزاوي نائب صفد في رمضان منها فنقل لنيابة صفد عوضاً عنه وحمل تقليده وتشريفه على يد يشبك الفقيه فدام بها إلى أن مات في أواخر شعبان - أو ثاني رمضان وهو أقرب - سنة سبع وخمسين عن أزيد من ستين سنة. وكان شجاعاً مقداماً عاقلاً عفيفاً عن القاذورات ديناً خيراً معظماً في الدول رحمه الله.
بيغوت السيفي من برد بك من طبقة المقدم. ممن سمع مني قريب التسعين.
بيغوت قرا من قبجق السلحدار. هو الذي طعن برمحه قاصداً قتل أمير سلاح حين الالتقاء في رمضان سنة ثلاث وتسعين فأقلبه ميتاً وعد ذلك في فروسيته.
بيغوت اليحياوي. ممن قتل مع ايتمش في سنة اثنتين.
بيغوت الأمير الكبير. ممن أمر الناصر بذبحه في سنة احدى عشرة، ويحرر مع بيبرس الركني الماضي.

حرف التاء المثناة

تاج بن سيفا بن عبد الله الفارابي ثم الشويكي - بضم المعجمة مصغر نسبة إلى الشويكة مكان ظاهر دمشق - ويعرف بالتاج الوالي، قال شيخنا في أنبائه: كان في ابتدائه يتعاطى خدمة الاكابر في الحاجة، وذكر لي أنه كان يخدم الشهاب بن الجابي بدمشق وما يدل على أن مولده بعد الخمسين، ثم اتصل بالمؤيد قبل سلطنته بعد أن اتصل بطيبغا القرمشي فخدمه وراج عليه فلما استقر في الملك ولاه الشرطة فباشرها وفوض إليه في أثناء ذلك الحسبة فكان في مباشرته لها ذاك الغلاء المفرط؛ ثم في أواخر الدولة صرف عنها واستقر أستادار الصحبة ثم أعيد اليها في مرض موت المؤيد، وحصل له في أوائل دولة الاشرف انحطاط مع استمراره على الولاية ثم خدم الاشرف فراج عليه أيضاً وأضاف إليه مع الولاية المهمندارية وأستادارية الصحبة وشاد الدواوين والحجوبية ونظر الاوقاف العامة وغيرها وكان المباشر للولاية عنه غالباً أخوه عمر ثم صار بأخرة كالمستبد بها ثم صرف عنها فقط، واستمر فيما عداها حتى مات بعلة حبس البول وقاسى منه شدائد وكان يعتريه قبل هذا بحيث أنه شق عليه مرة فخرجت منه حصاة كبيرة وأفاق دهراً ثم عاوده حتى كانت هذه القاضية، ولم يتعرض السلطان لماله وترافع أخوه عمر وزوجته وقرر عليها خمسة آلاف دينار ثم أعفيت منها باعتناء أهل الدولة، وكان حسن الفكاهة ذرب اللسان لا يبالي بقول وينقل عنه كلمات كفرية مختلطة بمجون لا ينطق بها من في قلبه ذرة من ايمان مع كثرة الصدقة والبر المستمر، وأرخ وفاته في العشرين من صفر والصواب انها كما قال العيني في ليلة الجمعة العشرين من ربيع الاول سنة تسع وثلاثين، وقال إنه صلى عليه من الغد خارج باب النصر ودفن بحوش له بحذاء تربة صوفية سعيد السعداء وكانت جنازته حافلة جداً، قال وكان متواضعاً متسع الكرم له وضع عند المؤيد جاء معه من الشام وتزايد وضعه عند الاشرف، وولي ولايات كثيرة وكان أهل مصر يحبونه ولكن كان في لسانه زلق يرمى منه مهما جاء. وقال المقريزي كان أبوه قدم دمشق من بلاد حلب وصار من جملة أجنادها وممن قام مع منطاش فأخرج عنه الظاهر برقوق أقطاعه وولد له التاج بناحية الشويكة التي تسميها العامة الشريكة خارج دمشق ونشأ بدمشق في خمول وطريقة غير مرضية إلى أن اتصل بشيخ حين نيابته لها فعاشره على ما كان مشهوراً به من اتباع الشهوات؛ وتقلب معه في طوال تلك المحن وولاه وزارة حلب لما ولي نيابتها فلما قدم القاهرة بعد قتل الناصر فرج قدم معه في جملة أخصائه وندمائه فولاه في سلطنته ولاية القاهرة مدة أيامه فما عف ولا كف عن اثم، وأحدث من أخذ الأموال ما لم يعهد قبله ثم تمكن في الأيام الاشرفية وارتفعت درجته وصار جليساً نديماً للسلطان وأضيفت له عدة وظائف حتى مات من غير نكبة، ولقد كان عاراً على جميع بني آدم لما اشتمل عليه من المخازي التي جمعت سائر القبائح وأربت بشاعتها على جميع الفضائح. قلت وهو الذي شفع عند الاشرف في القضاة سنة آمد حتى أعفوا من المسير إليها ورسم باقامتهم في حلب بل وأنعم على المالكي والحنبلي لقتللهما بالنسبة للآخرين بمال وعد ذلك وأشباهه في مآثره.
تاج بن محمود تاج الدين العجمي الاصفهيدي الشافعي نزيل حلب. ولد في سنة تسع وعشرين وسبعمائة تقريباً وورد من العجم إلى حلب فتوجه منها إلى الحجاز فحج ثم عاد إليها وسكن الرواحية بها وولي تدريس النحو بها واقراء الحاوي أيضاً، وكان إماماً عالماً ورعاً عزباً عفيفاً غير متطلع للدنيا صنف شرحاً على المحرر وعلى ألفية ابن مالك في النحو ولكنه ليس بالطائل وغير ذلك، ولم يكن له حظ ولا تطلع إلى أمر من أمور الدنيا، وتصدى لشغل الطلبة والافتاء، وكانت أوقاته مستغرقة في ذلك فالاقراء من بعد الصبح إلى الظهر بالجامع الكبير ومن ثم إلى العصر بجامع منكلي بنا والافتاء من العصر إلى المغرب بالرواحية وربما يقع له الوهم في الفتاوي الفقهية، وهو ممن أسر في الفتنة وأرسل ابراهيم صاحب شماخي يطلبه من تمر لنك واستدعاه إلى بلاده مكرماً فتوجه معه إليها واستمر هناك حتى مات في أثناء ربيع الأول سنة سبع؛ وممن قرأ عليه ابن خطيب الناصرية وترجمه بما هذا ملخصه؛ ونحوه لشيخنا في أنبائه.
تاني بك بن سيدي بك الناصري الساقي المصارع رأس نوبة. مات سنة ست وثلاثين.

تاني بك الاياسي الاشرفي برسباي. ترقى حتى صار أحد الأربعينات ثم حاجب ميسرة وأغاة طبقة الرفرف؛ وهو والد أحمد الماضي. كناه ولده أبا محمد ولقبه أسد الدين وأنه مات مع المجردين بالمصيصة في يوم السبت تاسع عشر ربيع الأول سنة احدى وتسعين وحمل إلى حلب فدفن بها وقد قارب السبعين وكان لا بأس به يسكن في باب الوزير بدرب الاقصرائي في بيت يعرف بأخيه تنم الآتي.
تاني بك البجاسي نائب دمشق. تنقل في الخدم أيام مولاه الناصر فرج؛ وولي نيابة حماة في أيام المؤيد سنة سبع عشرة ثم كان فيمن خامر مع قانباي فلما انكسروا هرب إلى التركمان فسار أقباي وراءه إلى العمق فانهزم إلى بلاد الروم، فلما مات المؤيد دخل دمشق فولاه ططر نيابة حماة؛ ثم نقله بعد سلطنته إلى طرابلس ثم قرر أيام ابنه الصالح في نيابة حلب وسار لقتال نائبها قبله وهو تغرى بردي من قصروه لعصيانه، ثم نقل في أيام الاشرف إلى نيابة دمشق بعد موت تاني بك ميق الآتي بعده ثم بلغ السلطان عنه شيء فكتب إلى الحاجب بالركوب عليه فركبوا وقاتلوه فانكسروا منه ودخل إلى دار العدل مظهراً الاحسان والمخامرة على السلطان فجهز له سودون من عبد الرحمن في عسكر فلما بلغه خرج إليهم فانكسروا منه مع تغيب خيول من معه، وسار في أثرهم إلى أن جاز باب الجابية فسقطت رجل فرسه في حفرة من القناة فوقع فأمسكوه فأمر بقتله فقتل بدمشق بقلعتها في ربيع الاول سنة سبع وعشرين، وكان كثير الحياء والشجاعة والشفقة، وقد أحسن في تلك السنة إلى الحاج لما رجعوا فانهم لقوا مشقة عظيمة بتراكم الرياح بحوران فخرج إليهم بنفسه ومعه أنواع الزاد حتى البغال وفرق ذلك عليهم فانتفع الغني والفقير وأفرطوا في الدعاء له فكان عاقبته الشهادة سامحه الله. ذكره شيخنا في إنبائه وابن خطيب الناصرية.
تاني بك الجركسي شاد الشربخاناة. تنقل في الخدم إلى أن ولي إمرة الحج في سنة ثماني عشرة، وقدم في أول التي تليها وهو ضعيف فلم يلبث أن مات في صفرها، وقد شكر الناس سيرته. قاله شيخنا في أنبائه.
تاني بك القصروي. سكنه بباب الوزير أيضاً مات قريب الثمانين أو نحوها ويذكر بخير تاني بك ميق العلائي الظاهري. قال شيخنا في أنبائه: ولي الحجوبية بالديار المصرية ثم نيابة دمشق، وكان قد خاف من الطاعون فصار يتنقل يميناً وشمالاً فلما ارتفع الطاعون عاد لدمشق فمات فيها بدون طاعون يوم الاثنين ثامن شعبان سنة ست وعشرين واستقر عوضه في نيابة الشام تاني بك البجاسي المذكور قريباً، وهو ممن أغفله ابن خطيب الناصرية، وسيأتي في تنبك جماعة.
تبل بن منصور بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري المكي القائد من أعيانهم، مات في شوال أو رمضان سنة ست وعشرين عن دون الخمسين أو بلغها. ذكره الفاسي.

من اسمه تغري بردى

تغرى بردي بن أبي بكر بن قرابغا الناصري الحنفي نزيل الروضة وسبط الشنشي. ولد في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وثمانمائة واشتغل وأخذ عن العز عبد السلام البغدادي وابن الديري وابن الهمام والاقصرائي وابن عبيد الله وسيف الدين وغيرهم كخير الدين خضر المقيم بكعب الاحبار والد البرهان الحنفي قال إنه أخذ عنه المنطق وفهم الفقه والعربية والقراءات وكان يقول انه أخذها عن نور الدين الديروطي وابن عياش وأنه سمع من شيخنا وتميز قليلاً وأقرأ صغار المبتدئين وتنزل في بعض الجهات، وكان مجاوراً في سنة ست وخمسين بمكة فسمع بقراءتي على أبي الفتح المراغي ثم سمع بالقاهرة على أم شيخه سيف الدين وغيرها وكذا جاور بعد سنة احدى وسبعين. مات في جمادى الاولى سنة خمس وتسعين عن نحو السبعين، وكان خيراً فاضلاً أقرأ وأفاد.
تغرى بردي من قصروه نائب حلب. مات سنة ثمان عشرة قاله ابن عزم.
تغرى بردي سيف الدين الظاهري برقوق البشبغاوي نائب حلب ثم دمشق وكانت ولايته لها في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة واستمر بها حتى مات في المحرم سنة خمس عشرة، وكان كثير الحياء والسكون حليماً عاقلاً، ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً والمقريزي في عقوده.

تغرى بردي الرومي البكلمشي ويعرف لأذاه بالمؤذي، كان في أيام أستاذه بكلمش من جملة المماليك ثم ترقى حتى صار من جملة العشرات في الدولة الناصرية فرج ثم أخرج المؤيد قبل سلطنته أقطاعه وأعاده بعد أن تسلطن بمدة، وأقام خاملاً إلى بعد سنة ثلاث وثلاثين فأنعم عليه الاشرف بامرة طبلخاناه بعد أن عمله قبل من رءوس النوب ثم صار رأس نوبة ثاني ثم أحد المقدمين ثم حاجب الحجاب في سنة اثنتين وأربعين بعد انتقال سودون السودوني لامرة مجلس، ولم يلبث أن صار دواداراً كبيراً بعد نفي اركماس فعظم أمره جداً وقصد في المهمات ونالته السعادة، وعمر مدرسة حسنة في طرف سوق الاساكفة بالشارع قريباً من صليبة جامع ابن طولون وجعل فيها خطبة ومدرساً وشيخاً وصوفية ووقف عليها أوقافاً كثيرة غالبها كما قال شيخنا مغتصب وقرر في مشيختها العلاء القلقشندي وكان قد اختص به وقتاً وأول ما أقيمت الجمعة بها في شوال سنة أربع وأربعين، وكان كما قيل عارفاً بالأحكام قاصداً فيها خلاص الحقوق لا تلفته عن ذلك رسالة ولا غيرها ويكتب الخط الذي يقارب المنسوب ويتفقه ويسأل الفقهاء ويذاكر بأشياء من التواريخ ويعف عن القاذورات مع سبه وفحش لفظه وعدم بشاشته، مات في ليلة الثلاثاء حادي عشر جمادى الآخرة سنة ست وأربعين بعد مرض طويل وصلى عليه بمصلى المؤمني وشهده السلطان والقضاة. قال شيخنا وسر أكثر الناس بموته لنقل وطأته عليهم قال وأظنه قارب السبعين، وأما العيني فقال انه كان يقرأ ويكتب خطاً جيداً وعنده ذوق من الكلام وتحرير في الأحكام ولم يكن جباراً ولا عسوفاً.
تغرى بردي السيفي خازندار أمير سلاح الظاهري. اختص بتمرار العزيزي وقتاً، وقرأ على شيخنا بلوغ المرام تأليفه وحضر مجالسه ومجالس غيره من العلماء. رمات في العشر الأخير من جمادى الأولى سنة سبع وسبعين، وكان عاقلاً خيراً مسيكاً، وهو آخر من علمته قرأ على شيخنا من أبناء جنسه رحمه الله.
تغرى بردي الظاهري ويعرف بسيدي صغير. مات قتيلاً في ليلة الاثنين سابع شوال سنة ست عشرة. قاله العيني وهو أخو قرقماس الآتي مع ذكر لهذا فيه، وكان هذا أعظم من ذاك في الشجاعة والكرم وهما معاً ابنا أخي دمرداش المحمدي الماضي. تغرى بردي الصغير ابن أخي دمرداش. هو الذي قبله.
تغرى بردي ططر الظاهري جقمق وتقدم ثم استقر في حجوبية الحجاب وسافر في عدة تجاريد؛ وحج أمير المحمل في بعض السنين، ومات في شعبان سنة ثلاث وتسعين على فراشه بحلب قبل توجههم للقتال، وبلغني أنه لما برز بدون تطلب وانفرد عن الأمراء بذلك دعا عليه السلطان.
تغرى بردي الظاهري القلاوي. كان من جملة المماليك الظاهرية الجقمقية أيام امرته فكان يرسله إلى اقطاعه قلا بالوجه القبلي كثيراً فلذا اشتهر بالنسبة اليها؛ ولما تسلطن أستاذه ولاه كشف الخيرية ثم نقله لعدة ولايات آخرها الوزر في آخر دولته عوضاً عن أمين الدين بن الهيصم فأقام فيه أشهراً ثم عزل بالأمين في الدولة المنصورية وأعيد لكشف اقليم البهنساوية بالوجه القبلي، ووقعت له أمور مع الاشرف اينال وأخذ منه جملة مستكثرة ثم ولاه البهنسية ثانياً فلما خرج اليها ندم السلطان على ذلك وأرسل إليه سونجبغا رأس نوبة فتلقاه صاحب الترجمة بالقرب من قمن مع علمه بسبب مجيئه؛ وأذعن بالطاعة وتقدم وسلم عليه فلما حاذاه قبض عليه سونجبعا وأسلمه بسبب مجيئه وأنه مأمور بوضعه في الحديد فقال الطائع لا يحتاج لهذا فقال له لشيء كان عنده منه قديماً لا بد من هذا فنادى تغرى بردي رفقته فحطموا عليه وهم كثير بالنسبة لمن مع الآخر ووقع القتال فأصيب سونجبعا بسهم في رقبته فسقط عن فرسه إلى الارض مغشياً عليه ثم أفاق وتكلم بكلمة واحدة ثم قضى؛ فلما رأى ذلك رفقته برز بعضهم وضرب تغرى بردي بالسيف فطارت يده ثم مات واستمر القتال بين الفريقين إلى أن انهزم أعوان سونجبعا وأخذهم ولده وعاد بهم إلى القاهرة، كل ذلك في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين ووصلت رمة هذا إلى القاهرة فدفنت بالقرافة؛ واستقر بعده في البهنساوية قراجا العمري.

تغرى بردي الكمشبغاوي الرومي والد الجمال يوسف المؤرخ. بالغ ابنه في تعظيمه؛ وقال شيخنا في أنبائه: كان جميل الصورة رقاه الظاهر برقوق حتى صيره مقدماً في منتصف رمضان سنة أربع وتسعين؛ ثم ولي نيابة حلب في ذي الحجة سنة ست وتسعين فسار فيها سيرة حسنة وأنشأ بها جامعاً كان ابن طولون ابتدأ في تأسيسه ووقف عليه قرية من عمل سرمين ونصف السوق الذي كان له بحلب وقرر في الجامع مدرسين شافعي وحنفي ثم صرف عنها بأرغون شاه وطلب إلى مصر فأعطى تقدمة، وكان ممن توجه إلى الشام مع ايتمش فنفي إلى القدس ثم ولي نيابة الشام ثم صرف ففر إلى دمرداش بحلب ثم فارقه وتوجه في البحر إلى مصر فقربه الناصر وأعطاه تقدمة ثم استقر سنة ثلاث عشرة أتابك العساكر ثم في أواخرها نائب دمشق فلم يلبث أن مرض في أواخر التي تليها. ومات في الاسبوع الذي دخل فيه الناصر منهزماً وذلك في المحرم سنة خمس عشرة. قال ابن خطيب الناصرية: كان عنده عقل وحياء وسكون، وقال أيضاً انه كان كثير الحياء والسكون حليماً عاقلاً مشاراً إليه بالتعظيم في الدولة. وقال شيخنا عقب ذلك انه كان جميلاً حسن الصورة قال وكان يلهو لكن في سترة وحشمة وافضال والله يسمح له.
تغرى بردي المحمودي الناصري. تنقل في الخدم إلى أن تقدم وقرر رأس نوبة النوب ثم حبس بعد أن كان رأس الذين غزوا الفرنج بقبرس ثم أفرج عنه وقرر أميراً بدمشق بل أتابكها، ومات في قتال قرايلوك في ذي القعدة سنة ست وثلاثين.
تغرى بردي المؤيدي، عمل رأس نوبة النوب؛ وله ذكر في زوجته فاطمة ابنة قانباي فانه خلفه عليها جرباش.

تغرى بردي من يلباي الظاهري القادري الحنفي الخازنداري بل الاستادار. ولد تقريباً قبيل الثلاثين وثمانمائة واشتغل بالعلم على غير واحد من الفضلاء كأبي الفضل المحلى والسيد الوفابي وعبد الرزاق، وكان يتحفظ القرآن حتى بعد ترقيه باللوح مع نور الدين البوصيري وصحب الاشراف القادرية وخدمهم وأمثالهم وتزوج منهم واحدة بعد أخرى، بل سمع الكثير على جماعة من متأخري المسندين مع الولد ونحوه وكتبت له ذلك في كراريس وكنت ممن لازمني، وحضر دروس الأمين الأقصرائي واختص بامام الكاملية ونحوه فلما استقر يشبك من مهدي في الدوادارية وكان صاحب الترجمة أسن منه بل هو أغاته قدمه لخازنداريته وصار المتولي لعمائره وكثير من جهاته، ولا زال في ترق زائد من ذلك بحيث لم يشذ عنه من الأماكن المنسوبة لمخدومه إلا النزر اليسير وشكر العمال ونحوهم صنيعه معهم في المصروف ونحوه وبكوا من سالم في عمائر الاتابك وجرت على يديه من مبرات مخدومه أشياء جزيلة وربما كان هو المحرم له في ابتدائها، وجدد أشياء أو كملها من المساجد والجوامع كجامع الخشابين والمسجد المقارب له والمقابل لدرب الركراكي من المقس وجامع بالكبش وهو خاصة باسم السلطان وزاوية الشيخ شرف الدين بالحسينية والمشهد النفيسي ومشهد غانم بسويقة اللبن، ولم ينهض أحد بما نهض له من ذلك كله مع تؤدة وعقل وعدم طيش بل لم يتحول عن طريقته الأولى في التواضع والتأدب غالباً، وتكلم عنه في سعيد السعداء والبيبرسية والصالح وحمد في هذا كله، ولما مات الدوادار أضيف إليه التكلم في الأستادارية مع مبالغته في التنصل والاستعفاء وعدم إجابته فساس الأمور وسمعت غير واحد يشكرون مباشرته وأن له مزيد نظر في عمارة الجهات وربما ندبه السلطان لعمارة بعض الأماكن كالمطهرة لجامع الأزهر وجاءت بهجة وكجامع سلطان شاه وكذا استقل بالتكلم فيما كان ينوب عن مخدومه فيه كسعيد السعداء بطلب كثير من المستحقين لذلك وعمر جل أوقاف سعيد السعداء كالحمام وجدد لها أشياء بل وعمر المدرسة وغير كثيراً من معالمها وكذا عمر مطهرتها وغير بابها وصار بهجاً ولم يعدم من متكلم فيه بسببه سيما حين تعطلت النفقة من أجل ذلك غالباً عليهم وربما شوفه بالمكروه، ويقال إنه وجد دفيناً قديماً وانه أخذ منه؛ وأضيف إليه بأخرة التكلم في القرافتين بعد صرف القاضي الزيني زكريا عنهما، وابتنى لأخي زين العابدين القادري بالقرب من زاوية سكنهم بباب القرافة أمكنة هائلة؛ بل ابتنى في نفس الزاوية رواقاً وغيره؛ وتكلم في جهات أمير المؤمنين المتوكل عز الدين صاحبه من بلاد وغيرها حتى المشهد النفيسي بسؤال منه له وأذن السلطان فيه ففرض له في كل يوم من متحصلها أربعة دنانير والباقي يرصد لوفاء الديون وندم العز لما نشأ عنه من التضييق عليه ولكن استحكم الامر، وكذا له في جامع الغمري والكاملية اليد البيضاء، وتزاحم كثير من مجاوري جامع الازهر ونحوهم على بابه، ونزل كثيراً من مستحقيهم فيما يشغر تحت نظره من التصوفات ونحوها، وممن قرره الزين جعفر المقري بل بلغني انه قرر كمال الدين الطويل في مشيخة البيبرسية بعد الجلال البكري ولكنه لم يتم، وعقد عنده مجلساً للحديث في كل ليلة فهرع كثيرون إليه وقرئ فيه من الكتب الكبار وشبهها كدلائل النبوة والمعجم الكبير للطبراني ما يفوق الوصف ولكن لا أهلية في القاري ولا في أكثر الحاضرين وانتفع كثير منهم بملازمته كالزين خلد الوقاد حيث استقر به في مسجد خان الخليلي الذي أنشأه للدوادار وفي غيره من الجهات وانتعش هو والقاري وغيرهما وكثيراً ما يتفقد المنقطعين من العلماء ونحوهم كالبدر حسن الاعرج وعثمان الديمي، بل قل أن يموت عالم أو فقيه أو صالح أو فاضل إلا ويبادر للوقوف على غسله بل وربما يساعد في تجهيزه كالأمشاطي وابن سولة وابن قاسم وجعفر وابن الشيخ يوسف الصفي ولذا كان كثير منهم يسند رصيته إليه كابن قاسم؛ وأمره في هذا مشاهد وخيره إن شاء الله متزايد؛ ولا زال في كدر وضرر ومرافعات ومدافعات إلى أن تغيب بعد أن مل وتعب، ويقال إنه توجه لضريح الشيخ عبد القادر ولم يثبت ذلك عندي فرج الله ضائقته.
تغرى برمش بن أحمد البهستي نائب حلب، يأتي قريباً في تغرى ورمش.
تغرى برمش بن عبد الله التركماني. في الذي بعده.

تغرى برمش بن يوسف بن المحب أبا اغلى، ورأيت من كتبه علي بن عبد الله الزين أبو المحاسن التركماني الاقحالي القاهري الحنفي. قال شيخنا في أنبائه قدم القاهرة شاباً وقرأ على الجلال التباني وغيره وداخل الامراء الظاهرية وصارت له عصبة، وكان يتعصب للحنفية مع محبته لأهل الحديث والتنويه بهم وتعصبه لأهل السنة وإكثاره الحط على ابن العربي ونحوه من متصوفي الفلاسفة ومبالغته في ذلك بحيث صار يحرق ما يقدر عليه من كتبه بل ربط مرة كتاب الفصوص في ذنب كلب وصارت له بذلك سوق نافقة عند كثيرين وقام عليه جماعة من أضداده فما بالي بهم مع انه لم يكن بالماهر في العلم، ولما تسلطن المؤيد عرفه فقربه وأكرمه واستأذنه في الحج والمجاورة بعد أن قرب منه بعض تلامذته فسافر إلى مكة فأقام بها من سنة سبع عشرة إلى أن مات. وصار التلميذ المشار إليه ينفق سوقه به ويحصل له الأموال ويرسلها له فتزايد جاهه وكتب له توقيع بتغيير المنكرات فأبغضوه ورموه بالمعائب حتى قال فيه شعبان الآثاري من أبيات:

مبارك ابرك فيه ما ترى

وذكره في معجمه فسمى والده عبد الله وقال إنه كان متعبداً تخرج به جماعة وكان قائماً في هدم البدع الاعتقادية كثير العصبية للسنة مع محبته للحنفية، وكان المؤيد يعظمه، وحج في ولايته فجاور بمكة إلى أن مات. وقد اجتمعت به مراراً وسمعت كلامه وفوائده، وكان أعداؤه يقعون فيه كثيراً ويتهمونه بأمر فظيع، وذكره الفاسي في تاريخ مكة وقال إنه ذكر انه عنى في بلاده بالعلم ثم أتى وهو شاب القاهرة وعنى فيها أيضاً بفنون من العلم وأخذ بها عن جماعة أكابر كالجلال التباني، قال وكان يستحضر فيما يذكره من المسائل أو تجري عنده ألفاظ بعض المختصرات في ذلك ولكنه كان قليل البصارة والذكاء وكان يستحضر كثيراً من الكلمات المنكرات الواقعة في كلام ابن عربي وغيره من الصوفية وذكر ما أشار إليه شيخنا وأنه كان قد سأل عنه وعن كتبه البلقيني وغيره من أعيان علماء المذاهب الأربعة بالقاهرة فأفتوه بذم ابن عربي وكتبه وجواز اعدامها فصار يعلن بذمه وذم أتباعه وكتبه وتكرر ذلك عصراً بعد عصر، قال وكان قد صحب جماعة من الترك بمصر واستفاد بصحبتهم جاهاً وتعظيماً عند أعيان الناس بالقاهرة وغيرها في دولة الظاهر ثم ولده ثم المؤيد مع أن جل أيامه كان بمكة ولذا كان يصل لأهل الحرمين على يديه منه بر كثير وكتب له مرسوماً بانكار المنكرات المجمع عليها وأمر الحكام بمعونته في ذلك ونالته الألسن كثيراً بسبب ذلك لعدم دربته في صرف المبرات ومبالغته في المنكرات بل ربما أوقع به الفعل بعض العوام وكان الظفر له وانتفع بصحبته أناس من أهل الحرمين، وذكر من وقائعه أشياء أكثرها مما يستحسن وأرخ وفاته ليلة الأربعاء مستهل المحرم سنة ثلاث وعشرين وأنه دفن في صبيحتها بالمعلاة وحمل اليها فيما يحمل فيه الطرحي ولم يشيعه الا القليل وأنه كان جاور بمكة قريباً من سنة عشر وثمانمائة وكان حينئذ خامل الذكر كثير التقشف والعبادة وأشعر كلامه بأنه كان اذ ذاك يقرأ على الشمس محمد الخوارزمي المعيد امام الحنفية؛ قال شيخنا وقد ترجمه المقريزي يعني في عقوده وغيرها فبالغ في ذمه فقال رضي من دينه وأمانته بالحط على ابن عربي مع عدم معرفته بمقالته، وكان قد اشتغل فما بلغ ولا كاد لبعد فهمه وقصوره ويتعاظم مع دناءته ويتمصلح مع رذالته حتى انكشف للناس ستره وانطلقت الألسن بذمه بالداء العضال مع عدم مداراته وشدة انتقامه ممن يعارضه في أغراضه ولم يزل على ذلك حتى مات؛ وكذا ذكره ابن فهد في معجمه وان السلطان المؤيد رتبه مدرساً بالجامع الذي بناه بالقلعة وتخرج به جماعة من الجراكسة وأنه سمع من الجلال الخجندي شرح معاني الآثار للطحاوي أنابه عفيف الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن خلف المطري أنابه التقي عبد الرحمن بن عبد الولي اليلداني عن الحافظ الضياء وأبي الحسن محمد بن أحمد ابن علي القرطبي وعبد الله بن بركات بن ابراهيم الخشوعي ومحمد بن عبد الهادي ابن يوسف المقدسي قالوا أنابه الحافظ أبو موسى المديني بسنده. قلت وممن سمع عليه هذا الكتاب أو جله الأمين الاقصرائي وابن أخته المحب ووقف منه نسختين مع كثير من كتب الحديث وغيرها، وسمي جده فيها بالمحب أبا أغلى كما صدرت به ترجمته فمن سماه علياً فقد وهم.

تغرى برمش سيف الدين الجلالي الناصري ثم المؤيدي الحنفي نائب القلعة بالقاهرة ويعرف بالفقيه، كان يزعم أن أباه كان مسلماً وأن بعض التجار اشتراه ممن سرقه فابتاعه منه الخواجا جلال الدين وقدم به حلب فاشتراه السلطان وقدم به القاهرة فقدمه لأخيه جاركس المصارع فلما أحيط به صار للناصر فأقام بالطبقة إلى أن ملك المؤيد فأعتقه وحينئذ ادعاد واشتراه المؤيد منه ثم صار بعد موت المؤيد خاصكياً فلما استقر الاشرف أخرجه عنها مدة ثم أعاده واستمر إلى أن استقر الظاهر فرام أن يتأمر وكلم السلطان في ذلك بما فيه خشونة فأمر بنفيه إلى قوص فأقام مدة ثم شفع فيه عنده فأحضره وأنعم عليه بامرة عشرة وقرره نائب القلعة في رجب سنة أربع وأربعين بعد موت ممجق النوروزي؛ وقربه وأدناه واختص به إلى الغاية، وصارت له كلمة وحرمة لكنه لم يحسن عشرة من هو أقرب إليه منه وأطلق لسانه فيما لا دخل له فيه من أمور المملكة بحيث كان ذلك سبباً لارساله للروم في بعض المهمات ثم عاد فمشى على حالته تلك فعين أيضاً لغزو رودس فسافر ثم عاد فلم يغير طريقته فأمر بنفيه إلى القدس فتوجه إليه وأقام به بطالاً إلى أن مات في ليلة الجمعة ثالث رمضان سنة اثنتين وخمسين وقد زاد على الخمسين؛ وكان قد اعتنى بالحديث وطلبه وقتاء، وأخذ عن شيخنا بقراءته الكفاية للخطيب وغيرها ولازمه، وعن الكلوتاتي وناصر الدين الفاقوسي والشمس بن المصري؛ وقرأ عليه سنن ابن ماجه في سنة اثنتين وثلاثين والزين الزركشي وطائفة؛ ولقي بالشام ابن ناصر الدين وبحلب البرهان الحلبي، ووصفه شيخنا بصاحبنا المحدث الفاضل، وسأل هو شيخنا هل رأيت مثل نفسك فقال قال الله "فلا تزكوا أنفسكم" وقرأت بخطه على تعليق التعليق له مناماً رآه لشيخنا أثبت منه الألفاظ التي وصف بها في حكايته شيخنا في كتابي الجواهر، وبسفارته أحضر ابن ناظر الصاحبة وابن الطحان وابن بردس من الشام إلى مصر فأسمعوا بالقلعة وغيرها وبصحبته انتفع التقي القلقشندي؛ ولا زال بشيخنا حتى لقبه بالحافظ وخاشن أخاه العلاء بسببه ولذا كان التقي يطريه بحيث سمعته يقول انه لا يشذ عنه من التهذيب لفظة؛ وكذا لما رجع من الشام أخبر شيخنا بأنه لم ير في طلبة ابن ناصر الدين أنبه من قطب الدين الخيضري لقربه من الطلب دونهم وانتفع القطب حين حضوره القاهرة بذلك، وبالجملة فكان فاضلاً ذاكراً لجملة من الرجال والتاريخ وأيام الناس مشاركاً في الأدب وغيره، حسن المحاضرة حلو المذاكرة جيد الخط فصيحاً عارفاً بفنون الفروسية محباً في الحديث وأهله مستكثراً من كتبه فرداً في أبناء جنسه مع زهو وإعجاب وتعاظم، وربما كان يقول إن الأمر، وربما كان يقول إن الأمر يصير إليه ويترجى تأخره عن وفاة شيخنا ويقول إنما تكثر ديوني بعد موته إشارة إلى انه هو الذي يأخذ كتبه ويأبى الله الا ما أراد؛ وقد رأيته بمجلس شيخنا وسمعت من كلامه وفوائده وكتبت من نظمه:

خذ القرآن والآثار حقـاً

 

وتوقيفاً واجماعاً بـيانـاً

دع التقليد بالنص الصريح

 

ولا تسمع قياساً أو فلاناً

وغير ذلك، وبلغني أن له قصيدة باللغة التركية عارض بها بعض شعر الروم يعجز عنها فيما قيل الفحول ما وقفت عليها عفا الله عنه.
تغرى برمش السيفي قراقجا الحسني، أصله من سبي قبرس سنة سبع وعشرين وملكه قراقجا المذكور فأعتقه ورقاه حتى جعله دواداره ثم صار بعده خاصكياً إلى أن أنعم عليه الظاهر خشقدم بامرة عشرة وجعله من رؤس النوب لأياد كانت له عنده ودام إلى أن مات بالفالج في ذي الحجة سنة سبعين وقد قارب الستين ودفن من الغد وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمنين.
تغرى برمش اليشبكي يشبك من ازدمر الزردكاش، ترقى بعد أستاذه حتى صار زردكاشاً صغيراً في الأيام الأشرفية ثم ولي الزردكاشية الكبرى، وأنعم عليه بامرة عشرة ثم جعله الظاهر مع الزردكاشية من جملة الطبلخاناه، وسافر في الغزوات في عدة دول وكذا تأمر على الحاج غير مرة، وله مآثر كالجامع بساحل بولاق وعدة أملاك. وكان ضخماً مثرياً مع البخل. مات بمكة في شوال سنة أربع وخمسين وقد زاد على الثمانين.
تغرى برمش أستادار شيخ، خامر عليه إلى الناصر فولاه الاستادارية بالشام؛ فبالغ في العسف فسلطه الله عليه فصادره وعاقبه حتى مات في سنة ثلاث عشرة ذكره شيخنا في أنبائه.

تغرى برمش نائب حلب. هو الذي بعده.
تغرى ورمش بن أحمد واسمه حسين وكان أبوه يدعى بابن المصري، من بهستا أحد أجنادها قبل الفتنة التمرية، وكان له ملك بها فخربت أملاكه في الفتنة وافتقر وتحول بأولاده كهذا فخدم بعض الامراء واتصل بالامير طوخ وحضر معه إلى حلب وهو دواداره. وذلك في سنة خمس عشرة فلما قتل طوخ خدم جقمق دوادار المؤيد وعمل دواداره واستقر به فيها حين صار نائب دمشق فلما أمسك جقمق برسباي الذي صار بعد سلطاناً واعتقله خدمه صاحب الترجمة وأحسن إليه فراعى له ذلك حين استقراره في المملكة وأمره بالقاهرة ثم رقاه حتى صار أحد المقدمين ثم أمير آخور؛ ولا زال حتى ولاه نيابة حلب في سنة تسع وثلاثين ثم شق العصا في أيام الظاهر جقمق، وآل أمره إلى أن قتل في يوم الاحد سابع عشر ذي الحجة سنة إثنتين وأربعين، طول ابن خطيب الناصرية بوقائعه ويليه المقريزي، وأحال شيخنا في الوفيات على الحوادث.
تقي بن عبد السلام بن محمد الكازروني. يأتي في محمد.
تقي بن محمد بن تقي الفخري السنجاري المدني. سمع على النور المحلى سبط الزبير بعض الاكتفاء للكلاعي.
تمراز البكتمري ووجدته في موضع الابو بكري المؤيدي المصارع، تنقل في الخدم وصار في الأيام العزيزية من جملة الدوادارية ثم أمره الظاهر عشرة وأرسله إلى القدس نائباً مرة بعد أخرى ونفاه في المرة الاولى إلى الشام وأخرج أقطاعه في الثانية وأقام بالقاهرة بطالاً وقتاً وعمله شاداً لبندر جدة غير مرة وآخرها أخذ ما اجتمع فيها من المال وفر في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وكان ما حكيته في حوادث التبر المسبوك وأنه قتل في المعركة بين الحديدة وبيت الفقيه ابن حشيبر من اليمن في خامس عشري رمضان من التي تليها وأرسل السلطان مثقالاً الحبشي لصاحب اليمن بهدية وأرسل إليه بجميع موجوده، وكان أشقر ضخماً إلى الطول أقرب رأساً في الصراع مع شجاعة وإقدام وحدة وبطش وخفة وسوء خلق.
تمراز الاينالي الاشرفي برسباي ويعرف بالزردكاش، وتأمر عشرين ثم استقر دواداراً ثانياً في أيام الاشرف إينال.
تمراز الجركسي الاينالي الأشرفي. جلبه إينال المحمودي فاشتراه المؤيد شيخ ثم انتقل للأشرف برسباي فأعتقه وعمله زردكاشاً، ثم صار من حزب الظاهر جقمق إلى أن أبعده إلى البلاد الشامية وقاسى محناً نشأت عن سوء طباعه وسرعة تغيره ثم رجع إلى مصر وأنعم عليه بامرة عشرة بعد موت عليباي الأشرفي بالبذل، ثم أعطاه إينال إمرة طبلخاناه بل وعمله دواداراً ثانياً، وعظم في الدولة وساءت سيرته مع الملك فمن دونه إلى أن نفي للبلاد الشامية فلما مات وتسلطن ابنه المؤيد جاء بغير إذنه فعظم عليه ورسم بعوده ولم يلتفت لمساعدته ولكن أنعم عليه بتقدمه هناك وما كان بأسرع من اغرائه نائبها جانماً على الوثوب على السلطان وحضر معه إلى خانقاه سرياقوس فلم ينتج لهما أمر بل رجعا وأعطى صاحب الترجمة نيابة صفد فلم يلبث أن سحب منها تلوه إلى حسن بك بن قرايلك صاحب آمد فلما قتل جانم أرسل حسن بك يشفع في تمراز وأنعم عليه بعد بامرة عشرين بطرابلس ثم حبس بالمرقب لشكوى مظلوم تعدى بضربه ولم يلبث أن مات المضروب فعين السلطان الشارعي أحد نواب المالكية للحكم فيه فتوجه إليه وحكم باراقة دمه فقتل بالمرقب في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ثم نقل إلى طرابلس فدفن بها وقد زاد على الستين، وكان قبيح السيرة.

تمراز الشمسي الأشرفي برسباي العزيزي نسبة للعزيز بن الأشرف فهو معتقه أمير سلاح وابن أخت الأشرف قايتباي، كان قدومه مع جالبه في سنة ست وثلاثين وهو قريب المراهقة فدام إلى أن صار في الأيام الاينالية ساقياً ثم أضاف إليه إمرة عشرة وعظمه وقربه وساق المحمل في أيامه أحد الباشات فلما أكره الأتابك جرياش كرد المحمدي على الركوب في الأيام الظاهرية خشقدم وأخذه المماليك من تربته وذلك في أثناء سنة تسع وستين واجتازوا به من داخل البلد كان ممن ركب معه فلما فر المشار إليه إلى القلعة أمسك هذا وتحقق الظاهر ركوبه عليه بجراح حصل في يده وجهز لدمياط وأكرم في تجهيزه لها دون اسكندرية لصهره أبي زوجته قرقماس الجلب الأشرفي أمير سلاح ودام بها متحفظاً بالانقطاع ببيته حتى عن الجمعة حذراً من غائلة الظاهر خصوصاً وجرباش كان أيضاً منفياً بها فلما انتهى الأمر إلى الظاهر تمربغا جئ به في حادي عشري جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين هو ودولات باي النجمي بعناية خاله الاتابك قايتباي فنزل في بيته تجاه المدرسة السودونية من زاده بعد أن كان الأمير أزبك من ططخ الظاهري تملكه، وسافر البدر بن القطان ومعه ابن حسن لدمياط للاشهاد على صاحب لترجمة وكان نزوله به فيما قيل باذن من خاله مع ارسال المكاتيب له ليعود الامر كما كان وامتناعه من ذلك واستمر على ملك الاتابك وأعطاه الظاهر حينئذ طبلخاناه ثم لم يلبث أن تملك خاله فصيره أحد المقدمين على اقطاع الظاهر المنفصل وجهزه كاشف التراب بالغربية فدام سنين، وسافر في تجريدة سوار وكان هو أجل من رغب سوار للنزول بأمانه ولذا اشتد غضبه هو وخير بك حديد حين نقض ذلك واستمرت الوحشة بين الدوادار وبينهما، ثم استقر رأس نوبة النوب بعد انتقال اينال الاشقر لامرة سلاح، وماتت زوجته ملكباي ابنة قرقماش في سنة تسع وسبعين وجهز الشهاب البيجوري للحج عنها؛ واتصل بعدها بابنة المنصور بن الظاهر جقمق وهي بكر وله منها ابنة ماتت في الطاعون؛ وولي أمر البحيرة فنظمها وحمدت سيرته ودان له أهل تلك النواحي؛ وفي أثناء تكلمه فيها كان قتل الدوادار يشبك من مهدي فاستقر به عوضه بعد سنة فأزيد في امرة سلاح فتزايدت ضخامته وارتفعت مكانته، وفي أثناء ذلك ماتت زوجته المشار اليها فتزوج في سنة سبع وثمانين ابنة جانم الاشرف نائب الشام كان وهي بكر أيضاً واستولدها؛ وكذا تحول لبيت الظاهر تمربغا المعروف بمنجك بعد سفر قجماش لنيابة الشام بالاجرة لجريانه في أوقافه، فلما كان في تاسع جمادى الاولى سنة تسع وثمانين برزباش التجريدة المجهزة لدفع على دولات أخي سوار وناب عنه في البحيرة مملوكه قراكز فلما قبض بقية خراج سنة أستاذه وأردف ذلك بسنة أخرى انفصل عنها بكرتباي الاشرفي قايتباي، واستمر صاحب الترجمة غائباً في المهم إلى أن أرسل الاتابك اليهم في عسكر ثقيل وصار هو الباش، وكان ما حكي في الحوادث ثم كان قدوم العساكر في أواخر ذي القعدة سنة احدى وتسعين وهو متوعك فدام حتى سافر أيضاً لدفع عسكر ابن عثمان صحبة الاتابك في جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين وكاد أن يقتل فيها فانه لما اختطف السنجق وحمله بنفسه ودخل به إلى ذاك الفريق ونال منهم تكاثروا عليه فعاين قبضه بل ضرب سبع ضربات جرح منها في جبينه ويده ولولا لطف الله لتلف، وعولج لينزل عن جواده فلم يقدروا وأظهر من يقظته وفروسيته ما الله به عليم وبادر خشداشه بيغوت لطعن القاصد لاتلافه فأتلفه ودام متعللاً إلى أن عاد معهم في ربيع الاول من التي تليها واستمر حتى سافر صحبة الاتابك أيضاً في ربيع الثاني سنة خمس، ونعم الامير تودداً للعلماء والفقراء واقبالاً عليهم والارشاد لما يقدر عليه مما تكون فيه المصالح للعامة، ولم أزل أشهد منه الود والثناء حتى في الغيبة مع قلة ترددي إليه وتكرر إلزامه لي بذلك بالنسبة إلى عموم الأمراء ونحوهم مما أرجو جميل قصده فيه.

تمراز القرمشي الظاهري برقوق، ناب بقلعة الروم وبغزة في الأيام الأشرفية سنين، ثم صار أحد المقدمين بالقاهرة ثم رأس نوبة النوب ثم أميراخور ثم أمير سلاح بعد يشبك السودوني حتى مات في الطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين ولم يحضر السلطان الصلاة عليه لاشتغاله بجنازة ابنته، وكان عاقلاً ساكناً قليل الكلام فيما لا يعنيه كريماً جواداً نادرة في أبناء جنسه مع الاسراف على نفسه.
تمراز المؤيدي نائب صفد ثم غزة. مات مخنوقاً بسجن اسكندرية في ثالث عشري جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين ولم يكن فيما قاله المقريزي مشكوراً.
تمراز المؤيدي أحد المقدمين بدمشق. وكان قبل ذلك أمير طبلخاناه بها، ثم استقر حاجباً بها في ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين؛ ثم في رمضان سنة ثلاث استقر مقدماً عوضاً عن أخيه طوخ إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ودفن بتربة قانباي البهلوان قبلي تربة العجمي خارج باب الجابية.
تمراز الناصري، كان في أيام الظاهر طبلخاناه مع خصوصيته به ثم تقدم في الايام الناصرية ثم استقر أمير مجلس ثم نائب السلطنة. وكذا نائب الغيبة غير مرة ثم خامر على الناصر؛ وآل أمره إلى أن مات خنقاً في سنة أربع عشرة، وكان جميل الصورة حسن الهيئة من خاص الترك جيداً يحب العلماء ويكرمهم ويعتقد الفقراء رحمه الله.
تمراز النوروزي نسبة لنوروز الحافظي نائب الشام ويعرف بتعرمص، أحد امرة عشرات ورأس نوبة، أمره السلطان فلما سافر العسكر لرودس كان ممن جرح في حصارها وحمل وهو كذلك فقدرت وفاته بالقرب من ثغر دمياط فدفن به في أواخر جمادى الثانية أو أوائل رجب سنة سبع وأربعين. وكان حسن الشكالة متجملاً في ملبسه ومركبه ذا لحية كبيرة؛ وعنده كرم وحشمة، وقد قال العيني انه مات في رشيد فالله أعلم.
تمراز من حمزة الناصري فرج ويعرف بتمرباي ططر. خدم بعد أستاذه بأبواب الأمراء ثم صار بعد المؤيد في المماليك السلطانية ثم خاصكياً ثم ساقياً في الظاهرية جقمق ثم أمير عشرة ثم في اواخر دولة الاشرف أمير طبلخاناه وسافر أمير حاج المحمل ثم قدمه الظاهر خشقدم، ولم يلبث أن مات في جمادى الأولى سنة ست وستين وقد قارب الثمانين وشهد السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمنين؛ وكان مذكوراً بالشح وسوء الخلق وعدم الشجاعة وترك التجمل في أحواله كلها.
تمرباي الاشرفي برسباي الساقي أحد أمراء العشرات ورؤس النوب. قتل في الموقعة سنة اثنتين وسبعين وكان قبيح السيرة.
تمرباي الأشرفي قايتباي كاشف الشرقية. طعن وهو في محل ولايته فبادر إلى المجئ وكانت منيته في سابع ذي الحجة سنة احدى وثمانين، وصلى عليه السلطان بمصلى المؤمنين، وكان فيما قيل مشكوراً في ولايته قائماً بشأنها له حرمة عند المفسدين بحيث انه يوم وفاته قطعوا الطريق على جماعة برأس الدور.
تمرباي التمرازي تمراز القرمشي الظاهري أمير سلاح. كان أحد أمراء العشرات ومهمندار السلطان. توجه إلى حلب بتقليد نائبها، فمات هناك في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وهو في الكهولة؛ وكان لا بأس به وعنده معرفة ونهضة وزعم انه أخو الظاهر تمربغا.
تمرباي التمر بغاوي تمربغا المشطوب نائب حلب، اتصل بعده بالظاهر ططر وهو أمير فلما تسلطن جعله دواداراً ثالثاً ثم نقله الاشرف إلى الدوادارية الثانية على إمرة عشرة ثم بعد مدة صار من أمراء الطبلخاناة ثم قدمه العزيز ثم نقله الظاهر إلى رأس نوبة النوب فأقام بها حتى مات بعد أن سافر أمير الحاج غير مرة وكذا باشر نيابة اسكندرية بعد الزين بن الكويز في سنة اثنتين واربعين، وكانت وفاته بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين وهو في عشر الستين، وكان عفيفاً متصدقاً له مآثر منها سبيل وقبة ظاهر خانقاه سرياقوس وسبيل بالقرب من الفساقي التي بالمعلاة من مكة، وتربته التي دفن فيها تجاه تربة الظاهر برقوق مع شراسة خلق وبذاءة لسان.
تمرباي السيفي الماس نائب قلعة حلب؛ وليها بعد موت أستاذه بالبذل إلى أن مات بها في المحرم سنة أربع وسبعين ولم يذكر أستاذه فضلاً عنه ممن يذكر.
تمرباي الظاهري جقمق ويعرف بقزل. تأمر في دولة الظاهر تمربغا، قتل في الوقعة سنة اثنتين وسبعين.
تمرباي أحد مقدمي حلب ودوادار السلطان هناك. مات في شوال سنة أربعين.
تمربغا الحافظي. مات في المحرم سنة ثلاث عشرة؛ ذكره شيخنا في أنبائه.

تمربغا الظاهر أبو سعيد الرومي الظاهري جقمق. قدم به بعض تجار الروم البلاد الشامية في سنة اثنتين وعشرين فملكه شاهين الزردكاش نائب طرابلس ثم تنقل إلى أن ملكه الظاهر وهو أميراخور فأحسن تربيته وأدبه وهذبه ثم اختص به وقربه وجعله خاصكياً وسلحداراً في أول سلطنته ثم نقله إلى الخازندارية ثم أمره عشرة، وحج أمير الأول غير مرة ثم أمير المحمل ورقاه إلى الدوادارية الثانية عوضاً عن دولات باي فباشرها بحرمة وافرة ومهابة ودام على ذلك مدة فاشتهر اسمه وبعد صيته وارتقى في الوجاهة لأزيد من منصبه فلما تسلطن ابن أستاذه نقله إلى الدوادارية الكبرى وصار هو المدبر للمملكة؛ وأظهر في أيام المحاصرة من الشجاعة والاقدام والفروسية ما علم؛ ولم يلبث أن انقضت تلك الايام فكان فيمن سجن باسكندرية ثم نقل منها إلى الصبيبة فاستمر بها سنين ثم أطلق وأذن له في التوجه إلى الحج مع الركب الشامي فأقام بمكة أيضاً سنين فلما استقر الظاهر خشقدم استقدمه للجنسية ولأياد له سابقة عليه فقدمه وعمله رأس نوبة النوب ثم أخرجه إلى اسكندرية في جملة جماعة قبض عليهم ثم أعيد بعد أيام قلائل على ما كان عليه بل ولي إمرة مجلس أيضاً فلما تسلطن يلباي صار أتابك العساكر ثم صار بعده سلطاناً في آخر يوم السبت سابع جمادى الاولى سنة اثنتين وسبعين بعد خلعه وسر جمهور الناس به لمزيد عقله وتؤدته ورياسته وفصاحته وفهمه، ولم يلبث أن خلع في يوم الاثنين سادس رجب منها بالأشرف قايتباي ثم أرسل إلى دمياط ليقيم به بدون ترسيم فأقام به إلى أول العشر الثالث من ذي القعدة فحضر إليه محمد بن عجلان وعيسى بن سيف ومن انضم اليهما من الأعراب حمية له فأخذوه وحضروا به إلى جهة الصالحية ليدبر أمر عوده إلى المملكة أو لغير ذلك فسار وهم في خدمته مع أبي الفتح ناظر دمياط ودولات باي وتنم الظاهريين خشقدم وثلاثة مماليك تقريباً إلى قطيا ثم منها إلى جهة غزة فأمسك وأرسل نائبها أرغون شاه يعلم السلطان بذلك ويسئل في إرسال من يتسلمه منه ثم ركب بعساكره وهو معه إلى أن وصل به إلى بلبيس فتسلمه منه الدوادار الكبير يشبك من مهدي، وتوجه به إلى اسكندرية ليكون بها في بيت العزيز يوسف بدون ترسيم ولا تحفظ وأنه يحضر الجمعة والعيدين مع الجماعة وأرسل هو يبالغ في الترقق والتعطف ويعتذر عن صنيعه وأنه إنما حمله عليه ما كان يطرق سمعه من الأمر بسجنه باسكندرية والتضييق عليه فرام التوجه إلى الطور ليتوصل منه في البحر إلى مكة واستمر مقيماً بالثغر على أعز حال وأكرم هيئة مما لم يسبق إليه غيره، إلى أن مات في يوم الجمعة ثامن ذي الحجة سنة تسع وسبعين بعد توعكه عدة أشهر، ودفن هناك بحوش لنائبها إذ ذاك الأمير قجماس بجانب مدرسته ثم عمل على قبره قبة لطيفة نافذة لها، ورتب هناك قراء. ووجد عنده من النقد نحو تسعة عشر ألف دينار فيما قيل سوى ماله هناك من أثاث ومتاجر وغير ذلك؛ هذا مع كونه من قريب أرسل يشتكي الفقر والفاقة بحيث جهز له السلطان فيما قيل ألف دينار وغير ذلك، وكان ملكاً لائقاً فقيهاً فاضلاً يحفظ المنظومة للنسفي؛ ويستحضر كثيراً من المسائل الفقهية مع مشاركة حسنة في فنون كالتاريخ والشعر وحذق وذكاء وعقل تام وجودة رأي وتدبير وفصاحة اللغتين العربية والتركية وطهارة لسان وحشمة وأدب وتجمل زائد في ملبسه ومركبه ومأكله ومشربه ومسكنه، وله في ذلك اختراعات تنسب إليه وعلى ذهنه الكثير من الصنائع كعمل القوس والسهام عارفاً برمي النشاب معرفة تامة إليه انتهت الرياسة فيه بل وفي غيره من أنواع الفروسية والملاعيب. لكنه كان غير عفيف فيما يقال قائماً في أغراض نفسه جداً مع اثارة فتن ومكر وخداع ومزيد تكبر ودخول فيما يقصر أمثاله عن دونه، وتعرض للخلاف بين الحنفية والشافعية؛ وربما نسب إليه التكلم بما لا يليق مما أظنه السبب في سرعة انقضاء مدته بحيث زبره المناوي في أيام عزهما أعظم زبر، ولذا رام الانتقام منه في الأيام المنصورية فعوجل مع انه لما تسلطن تواضع جداً وأعرض عن كثير مما كان ينسب إليه مع توهم طول مدته وأن الأمر عاد إلى الروم آخذاً ذلك من قوله تعالى "سيغلبون في بضع سنين" حيث كانت الباء باثنين والعين بسبعين والضاد بثمانمائة، بل زعم أن طالباً شامياً أخبره انه سمع بسلطنته بمدينة غزة وأنه أخبر بدمشق بمشاهدة درهم عتيق سكته

ويليه الجزء الثاني في الملف رقم 2 .==

ج2. الضوء اللامع لأهل القرن التاسع

الإمام السخاوي

كتاب مهم لمؤلف فذّ جمع فيه كلّ من علمه من أهل القرن التاسع من سائر العلماء والقضاة والصلحاء والروّاة والأدباء والشعراء والخلفاء والملوك والأمراء والمباشرين والوزراء من النّظر الى أقطارهم أو أديانهم. وقد ذكر أسماء الشخصيات التي تناولها وأنسابها والعلوم التي اشتهرت بها

تم نسخه من موقع الوراق

( 2)


باسم الظاهر تمربغا، وذلك قبل سلطنته بأيام حسبما شوهد من جماعة معتبرين فالله أعلم. وقد خطبني في أيام امرته على لسان المحبي بن الشحنة للاجتماع به، وبالغ المشار إليه في ترغيبي فيه فما انشرح الخاطر لذلك ولله عاقبة الأمور.
تمربغا القجاوي كاشف الطير. مات في جمادى الأولى سنة احدى.
تمربغا المشطوب. كان شجاعاً فارساً متواضعاً خيراً. تأمر عشرة في أيام أستاذه الظاهر برقوق ثم طبلخاناه في أيام الناصر ثم قدمه ثم التف على جكم وذهب معه إلى قرايلك وقاسى هناك شدة ثم تخلص وجاء إلى حلب والتف عليه بعض الظاهرية وغيرهم واستولى على حلب مدة، مات في رجب سنة ثلاث عشرة بأرض البلقاء من الشام، وهو مع شيخ ونوروز حين توجههما إلى مصر، وذكره شيخنا في أنبائه باختصار فقال: تمربغا المشطوب. مات بحسبان.
تمربغا النحراري نائب الشام. مات في سنة ثلاث وأربعين.
تمرلنك. في تيمور قريباً.
تمر من محمود شاه الظاهري جقمق، تنقل في الامرة وباشر الولاية دهراً ثم الحجوبية الكبرى. وكان جائراً في الاحكام متساهلاً في الأموال والدماء قاسى الناس منه شدة، وشهر ولدى القاياتي ووصل أذاه لمجاوري الجامع الأزهر. وكان ذلك ابتداء خذلانه. مات في صفر سنة ثمانين بعد تعلله مدة بالزحير وغيره، وصلى عليه السلطان فمن دونه بمصلى المؤمنين؛ ولم تكن عليه وضاءة أهل الاسلام بل كان هو وإينال الشقر كفرسي رهان مع شهامة وعصبية وتجمل في أموره كلها.
تنبك الاشرفي برسباي ويعرف بالصغير، كان في دولة أستاذه خاصكياً ثم في أيام ولده دواداراً ثم نكب بعده وأخرج إلى البلاد الشامية ثم تأمر عشرة في أيام الأشرف اينال وصار من رؤوس النوب إلى أن ندبه الظاهر خشقدم مع المجردين إلى البحيرة فقتل هناك بيد عرب الطاعة في ذي القعدة سنة ست وستين وقد زاد على الخمسين، وكان عاقلاً هيناً ليناً فصيح العبارة جيد التلاوة مليح الصوت متواضعاً حشماً رحمه الله.
تنبك البردبكي الظاهري برقوق. صار خاصكياً في الأيام المؤيدية ورأس نوبة الجمدارية ثم بعد موته أمير عشرة ومن رءوس النوب ثم نائب القلعة في أيام الأشرف برسباي وأنعم عليه أيضاً بطبلخاناه ثم قدمه في آخر أيامه ثم أضيف اليها في الأيام الظاهرية نيابة القلعة ثم نقله إلى حجوبية الحجاب، وأمره على الحاج غير مرة ثم نقله إلى دمياط بسبب عبد قاسم الكاشف الذي زعم الصلاحية كما ذكرته في التبر المسبوك؛ ثم رضى عليه وأعاده للتقدمة، ثم عمله ابنه المنصور أمير مجلس ثم الاشرف أمير سلاح ثم أتابكاً حتى مات في ذي القعدة سنة اثنتين وستين وقد قارب التسعين تقريباً، وكان شيخاً وقوراً هيناً ليناً متديناً رحمه الله.
تنبك الجانبكي جانبك الناصري الثور. اتصل بعده بخدمة السلطان إلى أن تأمر عشرة في أوائل دولة خشقدم وقتل في الوقعة سنة اثنتين وسبعين.
تنبك الجمالي الظاهري جقمق أحد المقدمين ممن غضب لكونه لم يعط امرة مجلس ثم استرضى وصار في مرتبة متوليها مع شغولها وسافر في التجريدة سنة خمس وتسعين ثم استقر فيها ثم في امرة المحمل سنة سبع وتسعين، وكذا تأمر على المحمل أيضاً في سنة إحدى وثمانين بعد حجه قبل ذلك في جملة الركب حياة أستاذه. ويذكر بعقل ووقار وميل للعلماء والصالحين سيما وكل من أبويه ممن تشرف بالاسلام، وقدم القاهرة ومات بها وأمه آخرهما موتاً، وربما قرب بعض الأسقاط، وقد اجتمعت به مرة وبالغ في التأدب والاكرام وكان حين امرته على المحمل قارناً ولم يتعرض لأحد بمكروه. ومات له في طاعون سنة سبع وتسعين عدة عوضه الله خيراً وزاده فضلاً.
تنبك الطولوني أحد أمراء العشرات وكاشف المنوفية. قتل في ربيع الآخر سنة تسع وسبعين واستقر بعده في الكشف ابنه يونس وفي الامرة غيره وختم على موجوده  
تنبك قرا الاشرفي اينال حاجب الحجاب. تنقل إلى أن عمل الدوادارية الثانية في أيام الاشرف قايتباي وقتاً ثم صار أحد المقدمين ثم حاجب الحجاب. وسافر في عدة تجاريد منها التي في سنة خمس وتسعين وحمدت مباشراته سيما مع ميله للعلماء في الجملة، حتى انه يقرأ على الزين جعفر في القرآن وعلى الامشاطي قبل القضاء في الفقه ثم على غيره؛ وتردد إليه عباس المغربي والخطيب الوزيري وتكرر سخطه عليهما، وآل أمره إلى أن صار يقرأ على التقي بن الاوجاقي بحيث تعصب معه على الزيني زكريا، وسئلت في أيام دواداريته في الاجتماع به لقراءته علي فما سمحت مع سماعه مني لبعض الأحاديث واستجازته لي بفضل الخيل للدمياطي، وحلف لي مرة انه لا يقدم على أحداً ولكن ما وجدت لذلك منه ولا من كثيرين ممن بزعمه منهم ثمرة، وممن يتردد إليه وينوه هو بفضيلته أبو النجا بن الشيخ خلف وقام معه في ردع الجلال بن الاسيوطي كثر الله من أمثال الأمير فهو من حسنات أبناء جنسه؛ وقد توفى له عدة أبناء في طاعون سنة سبع وتسعين من ابنة الدوادار بردبك.
تنبك المحمودي نائب دمشق. مات في سنة اثنتين وعشرين.
تنبك الناصري أحد أمراء العشرات ورأس نوبة ويعرف بالبهلوان وبالمصارع. مات بآمد في شوال سنة ست وثلاثين.
تنبك أمير الركب المصري في سنة ثماني عشرة. مات في السنة بعدها، وكل من هؤلاء يقال له أيضاً تاني بك ولذا كتبت هناك جماعة.
تنم من بخشاش الجركسي الظاهري جقمق ويقال له تنم رصاص أحد خاصكية أستاذه، ترقى بعده حتى ولي الحسبة في آخر أيام الأشرف اينال بالبذل ثم صار أمير عشرة في أوائل الظاهر خشقدم ثم نقل لامرة طبلخاناه واستمر حتى قتل بيد بعض الاجلاب في مستهل ذي الحجة سنة سبع وستين بباب القلة ولم يستكمل الاربعين غير مأسوف عليه، وكان مليح الشكل شجاعاً عارفاً متحركاً متجملاً مع مزيد ظلمه وجبروته وشدة قسوته وانتشار أذاه ولذا زاد جانبك الجداوي في تقريبه حتى كان من أعوانه، وابتنى جامعاً بالقرب من سكنه بالسبع سقايات؛ وإنما يتقبل الله من المتقين.
تنم من عبد الرزاق الجركسي المؤيدي. أصله للمشير بدر الدين بن محب الدين الطرابلسي وقدمه للمؤيد فأعتقه وعمله خاصكياً ثم خازنداراً صغيراً ومات قبل أن يلتحي ثم رأس في الأيام الأشرفية رأس نوبة الجمدارية ثم أمير عشرة ثم ولاه الظاهر جقمق الحسبة ثم نيابة اسكندرية ثم حماة ثم حلب فلم يحمد فيها ورجم من أهلها فصرف وصار بالبذل أحد المقدمين ثم أمير مجلس ثم في أيام المنصور أمير سلاح ثم قبض عليه اينال لما تسلطن وسجنه باسكندرية إلى أن أطلقه الظاهر خشقدم، واستقر به في نيابة الشام فلم تحمد سيرته أيضاً لطمعه وشحه وشرهه واسرافه على نفسه إلى أن مات بها في جمادى الاولى سنة ثماني وستين بدار السعادة منها وسر أهل دمشق بموته كثيراً ومنع العامة من دفنه فلم يدفن إلا بعد يومين ثم دفن بالتربة التي أنشأها قانبك المؤيدي شمالي تربة جانم نائب الشام بمقبرة الصوفية ولم يبلغ ما كان يخبر به بعض المنجمين من سلطنة مصر فلله الحمد.
 
تنم سيف الدين الحسني الظاهري برقوق. تنقل في خدمة أستاذه إلى أن ولاه نيابة دمشق بعد وفاة كمشبغا الخاصكي، ثم في سنة سبع وتسعين قاد الجيوش الاسلامية إلى سيواس نجدة لصاحبها برهان الدين بأمر أستاذه الظاهر فلما مات أستاذه خرج عن طاعة المصريين وعزم على التوجه بمن وافقه من النواب والامراء إلى مصر، واجتمعوا كلهم بدمشق، ثم سار بهم في سنة اثنتين وثمانمائة، فلما سمع المصريون خرجوا ومعهم الناصر فرج وهو صغير، فلما وصلوا إلى غزة وبلغهم أن تنم ومن معه وصلوا إلى الرملة استعظموا أمره فراسلوه مع الصدر المناوي قاضي الشافعية وغيره في الصلح فلما دخلوا عليه أكرمهم وخلع عليهم وأنعم عليهم ومال إلى الصلح فأفسد عليه ذلك بعض الامراء فرجع الصدر ولم ينتظم الامر وتهيأ الفريقان للملتقى فانكسر تنم ومن معه من الامراء وأمسك هو وغالب من معه في الوقعة واستمر ركاب السلطان إلى دمشق وصعد قلعتها وبث النواب وقرر أمور دمشق وقواعدها وحبس تنم بها ثم توفي مقتولاً بها في رجب أو شعبان سنة اثنتين؛ وكان أميراً كريماً كبيراً شجاعاً مهيباً عادلاً محترماً ذا همة عالية ورأى وتدبير وخبرة وعرفان، بنى خاناً للسبيل بالقرب من القطيفة على بريد من دمشق وتربة بدمشق. ذكره ابن خطيب الناصرية وقال غيره قتل خنقاً في أول رمضان ودفن بتربته بالقبيبات.
تنم الابو بكري المؤيدي ويقال له الفقيه ويلقب صلاح الدين. كان أحد رءوس النوب وأمير عشرة، مات شهيداً بالاسهال وهو راجع من الحج ببير القروي ودفن باكري في المحرم سنة اثنتين وثمانين وقد قارب الثمانين؛ وكان خيراً صاهر المحب الاقصرائي على ابنته وماتت تحته، وسافر في الغزوات والتجاريد غير مرة وهو صاحب البيت المجاور لمسجد الأميني الاقصرائي بالقرب من الايتمشية الذي صار لشقيقه تاني بك الاياسي الماضي.
تنم الاشرفي قايتباي. أرسله أستاذه لنيابة جدة مرة بعد أخرى ثم أخره السنة الثالثة بعد أن ألبسه الخلعة لها وانتزعها وألبسها لبرد بك الماضي.
تنم الحسني الظاهري، مضى في تنم سيف الدين قريباً.
تنم الحسني الأشرفي برسباي. كان من خواص أستاذه وسقاته وامتحن بعده بالحبس ثم أطلق وآل أمره إلى أن تأمر عشرة في أيام اينال وصار من رؤوس النوب ثم في أول أيام خشقدم عمل رأس نوبة ثاني ثم نائب حماة ثم بطل ثم قدم بحلب. ومات بها في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وهو في عشر السبعين.
تنم الفقيه الحنفي. أخذ عن ابن قديد النحو والصرف وغيرهما وكذا عن ملا شيخ وتصدر للاقراء فانتفع به جماعة من الترك وأبنائهم وغيرهم. وممن أخذ عنه خضر بن شماف ومنه استفدته.
تنم المحمدي والد زوجة أبي بكر بن صلغاي وأحد تجار الباسطية. تردد الي غير مرة وسمع مني المسلسل وبعض البخاري في سنة اثنتين وتسعين.
تنم المؤيدي دوادار السلطان بدمشق. مات في شعبان سنة تسع وثلاثين، أرخه ابن اللبودي.
تنم وسمى تنبك نائب دمشق. مات سنة اثنتين وثمانمائة، وأظنه الماضي قريباً.
توران شاه بن تهمتن شاه بن توران شاه صاحب هرموز، كان في سنة أربع وأربعين وثمانمائة وهو مذكور في الحوادث وبلغني أنه حج في صغره مع ابيه وعمر حتى مات قبيل سنة سبعين، وكان خيراً يرسل بالقاتل والسارق إلى قضاة الشرع ويكرم المراكب الواصلة من مكة بالاعفاء من المكس ويأكل من صيد يده، وسم غير مرة واستقر بعده ابنه مقصود فدام قليلاً ثم كحل ثم ابنه الملا شهاب الدين وشنق بعد سنين في الحمانة ثم ابنه الثالث مرغل وهو بها إلى تاريخه سنة سبع وتسعين.
 
تيمور وهو تمرلنك بن طرغاي الحفظاي الأعرج وهو اللنك بلغتهم فعرف بتمر اللنك ثم خفف فقيل تمرلنك. تغلب على سلطانهم المتصل نسبه بعظيم القان إلى حفظاي واسمه محمود وكان ابتداء ملكه انه لما انقرضت دولة بني جنكزخان وتلاشت في جميع النواحي ظهر في أعقاب بني حفظاي بين كش وسمرقند تيمور هذا وتغلب على ملكهم محمود بعد أن كان أتابكه وتزوج أمه بعد مهلك أبيه واستبد عليه وكان في عصره أمير لبخاري يعرف بحسن من أكابر المغل وآخر بخوارزم من قبل ملوك سراي أهل التخت يعرف بالحاج حسن الصوفي وهو من كبار التتر فنبذ اليهم تيمور العهد وزحف إلى بخارى فملكها من يد حسن ثم زحف إلى خوارزم وتحرش بها وهلك حسن في خلال ذلك وولي أخوه يوسف فملكها تيمور من يده وخربها في حصار طويل ثم كلف بعمارتها وتشييد ما خرب منها وانتظم له ملك ما وراء النهر ونزل بخارى ثم انتقل إلى سمرقند ثم زحف إلى خراسان وطال تحرشه بها وحروبه مع صاحبها شاه ولي إلى أن ملكها عليه سنة أربع وثمانين وسبعمائة ونجا شاه ولي في قلة إلى تبريز وبها أحمد بن أويس بن حسن صاحب العراق وأذربيجان إلى أن زحف عليهم تيمور سنة ثمان وثمانين فهلك شاه ولي في حروبه عليها وملكها تيمور ثم زحف إلى اصبهان فأتوه طاعة ممرضة وحالفه في قومه كبير من أهل نسبه يعرف بقمر الدين وأمده طقتمش صاحب التخت لصراي فكر راجعاً إليه وشغل بحروبه إلى أن محى أثره واشتغل بسلطان المغل وزاحم طقتمش مراراً حتى أوهن أمره ثم رجع إلى أصفهان سنة أربع وتسعين فملكها ثم سار إلى فارس وبها أعقاب بني المظفر اليزدي المتغلبين عليها بعد هلاك بني هولاكو فملكها من أيديهم آخر سنة أربع وتسعين ثم زحف إلى بغداد سنة خمس فاجفل عليها أحمد بن أويس المتغلب عليها بعد بني هولاكو وألحقه بالشام واستولى تيمور على بغداد والجزيرة وديار بكر إلى الفرات؛ واتصلت أخباره بالظاهر برقوق ملك مصر فاستعد للقائه وجمع ونزل عسكر حلب بالقرب من الفرات ونزل تيمور بالرها وأخذها ونهبها وبالغه زحف طقتمش في جموع المغل ووصوله إلى الابواب فأحجم وتأخر إلى قلاع الاكراد وأطراف بلاد الروم وأناخ على قرا باغ باش أذربيجان والابواب ورجع طقتمش صاحب اليخت إلى صراي ثم سار إليه تيمور أول سنة سبع وتسعين وغلبه على ملكه وأخرجه من سائر أعماله فلحق ببلغادر ورجع سائر المغل الذين كانوا معه إلى تيمور فأصبحت أمم المغل والتتر كلها في حملته وصاروا تحت لوائه والملك لله فلما بلغه موت الظاهر برقوق فرج وأعطى من بشره بذلك خمسة عشر ألف دينار تهيأ للمسير إلى بلاد الشام فجاء إلى بغداد فأخذها ثانياً لأنها كانت استرجعت من نائبه بها وهرب منها أحمد بن أويس فلحق بالشام ثم قصد تيمور سيواس في آخر سنة اثنتين وثمانمائة فحاصرها مدة ولم يأخذها ثم إلى عينتاب فأجفل أهل القرى بين يديه وجفل أهل البلاد الحلبية واجتمع عساكر الممالك الشامية بحلب ووصل تيمور إلى مرج دابق وجهز رسولاً إلى حلب فأمر سودون النائب بقتله ثم نزل في يوم الخميس تاسع ربيع الاول سنة ثلاث على حلب ونازلها وحاصرها فخرج النواب بالعساكر إلى ظاهرها من جهة الشمال ما بين نابلي وبالقوسا وتقاتلوا يوم الخميس والجمعة فلما كان يوم السبت حادي عشر الشهر المذكور ركب تيمور وجمع وحشد والفيلة تقاد بين يديه وهي فيما قيل ثمانية وثلاثون وكان قد دخل بلاد الشام في جموع وأمم لا يعلمها الا الله من ترك وتركمان وعجم وأكراد وتتار وزحف على حلب فانهزم المسلمون من بين أيديهم وجعلوا يلقون أنفسهم من الاسوار والخنادق والتتار في أثرهم يقتلونهم ويأسرونهم إلى أن دخلوا حلب عنوة بالسيف فلجأ النساء والاطفال إلى الجوامع والمساجد فلم يفد ذلك شيئاً واستحر القتل والاسر في أهل حلب من التتار فقتلوا الرجال وسبوا النساء والأطفال وقتل خلق كثير من الاطفال تحت حوافر الخيل وعلى الطرقات وأحرقوا المدينة وكانت وقعة فظيعة ثم في يوم الثلاثاء رابع عشره تسلم قلعتها بالامان وصعد اليها في اليوم الذي يليه وجلس في إيوانها وطلب القضاة والعلماء للسلام عليه فامتثلوا أمره. وجاءوا إليه في ليلة الخميس فلم يكرمهم وجعل يتعنتهم بالسؤال وكان آخر ما سألهم عنه أن قال ما تقولون في معاوية ويزيد هل يجوز لعنهما أم لا وعن قتال علي ومعاوية فأجابه القاضي علم الدين القفصي المالكي  
بأن علياً اجتهد وأصاب فله أجران ومعاوية اجتهد وأخطأ فله أجر واحد فتغيظ من ذلك ثم أجاب الشرف أبو البركات موسى الأنصاري الشافعي بأن معاوية لا يجوز لعنه لأنه صحابي فقال تمرلنك ما حد الصحابي ؟ فأجابه القاضي شرف الدين أنه كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تمرلنك فاليهود والنصارى رأوا النبي صلى الله عليه وسلم فأجاب بان ذلك بشرط كون الرائي مسلماً وأجاب القاضي شرف الدين بأنه رأى حاشية على بعض الكتب أنه يجوز لعن يزيد فتغيظ لذلك وذلك بعد أن وعد بالعفو ثم أمر بالانصراف وذلك في الثلث الأول من ليلة الخميس المسفرة عن سادس عشر فانصرفوا ثم ان تمرلنك حضر إلى مقام ابراهيم الخليل عليه السلام فجرى له مع القضاة بعض ما اتفق أولاً واستمر به إلى قريب طلوع الفجر ثم توجه إلى قاعة السلطان الكائنة بالقلعة وأمر بطلب دراهم ممن هو بالقلعة من الحلبيين فكتبت أسماء الناس وقبض عليهم وعوقبوا بأنواع من العذاب بحيث لم يسلم من العقوبة الا القليل ونهبوا القلعة وأخذوا من الأموال والأقمشة ما أذهل التتار ولم يظفروا في مملكة بمثله وأقام التتار بحلب يعاقبون ويأخذون الأموال إلى يوم السبت مستهل أو ثاني ربيع الآخر، ثم رحل إلى جهة دمشق وترك بحلب طائفة من التتار بالقلعة وبالمدينة وأمر على القلعة الأمير موسى، وكان فيه لطف على ما قيل واحسان معروف وحبس من كان في القلعة من الأعيان بها تحت أيدي التتار ولم يسلم من ذلك الا من هرب فوصل تمر إلى دمشق وكان قد وصل اليها الناصر فرج بعساكر الديار المصرية لدفع التتار وحصل بينهم قتال أياماً ثم إن العسكر المصري وقع الخلف بينهم في الباطن وداخلهم الفشل فانكسروا وولوا راجعين إلى جهة مصر، واقتفى التتار آثارهم يسلبون من قدروا عليه أو لحقوه؛ ورجع السلطان إلى مصر وأخذ تمرلنك دمشق وفعل بها أعظم من فعله بحلب فقصد من بالقلعة أن يمتنع منه فأخذ بالأخشاب والتراب والحجارة وبنى برجين قبالة القلعة من ناحية جسر الزلابية فأذعنوا حينئذ ونزلوا فتسلمها ونهب المدينة وخربها خراباً فاحشاً لم نسمع بمثله ولم يصل التتار أيام هولاكو إلى قريب مما فعل بها التتار أيام تيمور؛ واستمر بدمشق إلى العشر الثاني من شعبان ثم رجع إلى ناحية حلب قاصداً بلاده فلما قرب منها أمر من كان من التتار بها بالرحيل وان يصحبوا من بالقلعة من المعتقلين خلا القضاة فأطلق الشرف موسى الانصاري والكمال عمر بن العديم وجماعة معهم وأخذ بقيتهم إلى جهة بلاده فمنهم من هرب من أثناء الطريق ومنهم من استمر معهم عجزاً ورحل التتار كما أمرهم تمرلنك من حلب في العشر الثاني من شعبان وأسروا جميع من صادفوا في طريقهم من النساء والصبيان بعد أن أحرقوا حلب مرة ثانية وهدموا أبراج القلعة وسور المدينة وخربوا المساجد والجوامع والمدارس وقتلوا وسبوا وأسروا واستحلوا الدماء والفروج وقال الشعراء في ذلك قصائد شبه الرثاء والتوجع ونحو ذلك، ولما رجع إلى جهة بلاده أناخ على قرا باغ إلى السنة الثانية وهي سنة أربع فجمع وحشد وقصد بلاد الروم فجمع سلطانها أبو يزيد عسكره وتقدم كل من الفريقين إلى الآخر فحصلت مقتلة عظيمة انكسر فيها صاحب الروم وأسر وتفرق شمل عسكر الروم فأخذ تمرلنك ما يلي أطراف الشام من بلاد الروم وأخذ برصا وهي كرسي مملكة الروم ثم رجع إلى بلاده ومعه أبو يزيد صاحب الروم معتقلاً فتوفى في اعتقاله من السنة واستمر تمرلنك في بلاد العجم ودخل الهند فنازل مملكة المسلمين حتى غلب عليها ثم جرى بينه وبين الناصر فرج مراسلات وصلح وأهدى كل منهما للآخر، وكان شيخاً طوالاً مهولاً طويل اللحية حسن الوجه أعرج شديد العرج سلب رجله في أوائل أمره ومع ذلك يصلي عن قيام، مهاباً بطلاً شجاعاً جباراً ظلوماً غشوماً فتاكاً سفاكاً للدماء مقداماً على ذلك أفنى في مدة ولايته من الأمم ما لا يحصيهم الا الله ووصل إلى أطراف الهند وخرب بلداناً كثيرة يفوتها الحصر؛ جهير الصوت يسلك الجد مع القريب والبعيد ولا يحب المزاح ويحب الشطرنج وله فيها يد طولى ومهارة زائدة وزاد فيها جملاً وبغلاً وجعل رقعته عشرة في أحد عشر بحيث لم يكن يلاعبه فيه إلا أفراد؛ يقرب العلماء والشجعان والاشراف وينزلهم منازلهم ولكن من خالف أمره أدنى مخالفة استباح دمه فكانت هيبته لا تدابي بهذا السبب وما أخرب البلاد الا  
بذلك فانه كان من أطاعه من أول وهلة أمن ومن خالفه أدنى مخالفة وهي، ذا فكر صائب ومكائد في الحرب عجيبة وفراسة قل أن تخطئ عارفاً بالتواريخ لادمانه على سماعه لا يخلو مجلسه عن قراءة شيء منها سفراً أو حضراً مغري بمن له معرفة بصناعة ما إذا كان حاذقاً فيها، أمياً لا يحسن الكتابة حاذقاً باللغة الفارسية والتركية والمغلية خاصة ويعتمد قواعد جنكزخان ويجعلها أصلاً ولذلك أفتى جمع جم بكفره مع أن شعائر الاسلام في بلاده ظاهرة؛ وله جواسيس في جميع البلاد التي ملكها والتي لم يملكها؛ وكانوا ينهون إليه الحوادث الكائنة على جليتها ويكاتبونه بجميع ما يروم فلا يتوجه إلى جهة الا وهو على بصيرة من أمرها، وبلغ من دهائه أنه كان إذا أراد قصد جهة جمع أكابر الدولة وتشاوروا إلى أن يقع الرأي على التوجه في الوقت الفلاني إلى الجهة الفلانية فيكاتب جواسيس تلك الجهات فتأخذ الجهة المعينة حذرها ويأمن غيرها، فإذا ضرب النفير وأصبحوا سائرين ذات الشمال عرج بهم ذات اليمين فإلى أن يصل الخبر الثاني دهم هو الجهة التي يريد وأهلها غافلون. مات وهو متوجه لأخذ بلاد الخطا على مدينة اترار في ليلة الاربعاء سابع عشر شعبان سنة سبع؛ وأرخه المقريزي في التي تليها وأظنه غلطاً. ولم يكن معه من بنيه وأحفاده سوى حفيده خليل بن ميران شاه وحسين ابن أخته فاتفق رأيهم على استقرار الحفيد المذكور عوضه بسمرقند مع وجود أبيه وعمه شاد رخ بهراة ووجود بير عمر في فارس؛ وكان تيمور قد جعل أولاً ولي عهده حفيده محمد سلطان فمات على أقشهر من بلاد الروم في سنة خمس وثمانمائة؛ فعهد إلى أخيه بير محمد وأبعده فصار ولي العهد وهو بفارس، فلما مات تيمور واستولى حفيده خليل على الخزائن وتمكن من الأمراء والعساكر بذل لهم الاموال العظيمة حتى دخلوا تحت طاعته وسار فلما قارب سمرقند تلقاه من بها وعليهم ثياب الحداد وهم يبكون ومعهم التقادم فقبلها منهم ودخلها وجثة جده تيمور في تابوت أبنوس وجميع الملوك والامراء مشاة مكشوفة رءوسهم وعليهم ثياب الحداد حتى دفنوه وأقاموا عليه العزاء أياماً ولعله قارب الثمانين فإنه قال للقاضي شرف الدين الانصاري وغيره كم سنكم فقال له الشرف سني الآن سبعة وخمسون سنة وأجابه غيره بنحو ذلك فقال أنا أصلح أن أكون والدكم. وبالجملة فكانت له همة عالية وتطلع إلى الملك؛ وكان مغري بغزو المسلمين وترك الكفار؛ وصنع ذلك في بلاد الروم ثم في بلاد الهند، وأنشأ بظاهر سمرقند عدة بساتين وقصور عجيبة فكانت من أعظم النزه، وبنى عدة قصبات سماها بأسماء البلاد الكبار كحمص ودمشق وبغداد وشيراز؛ وكان يجمع العلماء ويأمرهم بالمناظرة ويسألهم ويعنتهم بالمسائل، ولما مات كان له من الاولاد ميران شاه وشاه رخ وبنت اسمها سلطان تخت ومن الزوجات ثلاث ومن السراري شيء كثير، وأخباره مطولة وقد أفردها بعض من أخذت عنه بالتأليف؛ والقدر الذي اقتصرت عليه هنا اعتمدت فيه ابن خطيب الناصرية وشيخنا، وترجمته في عقود المقريزي نحو كراستين.
 حرف الثاء المثلثة

ثابت بن محمد بن أحمد بن علي بن حبيب أبو بكر بن حبيب العزازي الجرائحي، وهو بكنيته أشهر. ولد في شعبان سنة ست وعشرين وسبعمائة، وسمع جزء ابن عرفة على أربعة وعشرين شيخاً وحدث به قرأه عليه شيخنا بدمشق، وذكره المقريزي في عقوده.
ثابت بن نعير بن منصور بن جماز بن شيخة الحسيني أمير المدينة. وليها سنة تسع وثمانين وسبعمائة وعزل عنها بجماز ثم أعيد اليها بعد صرف جماز، ومات سنة احدى عشرة، طول المقريزي في عقوده ترجمته.
ثامر مجذوب للعامة فيها اعتقاد كبير وله كلمات فيها اعتبار سمعت منه الكثير منها، وكان يكثر الوقوف عند باب جامع الغمري لاعتقاده في صاحبه. مات بعد الخمسين.
ثقبة بن أحمد بن ثقبة بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي. مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين خارج مكة وحمل فدفن بمعلاتها.

حرف الجيم

جاء الخبر. اسمه فائد.
جابر بن عبد الله الحراشي - بمهملتين مفتوحتين وبعد الألف معجمة - والد محمد الآتي. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة، وتردد في التجارة لمكة كثيراً ورزق فيها حظاً وخدم السيد حسن بن عجلان وكان نظير الشاد له في أمور مكة، واشتهر بالامانة والحرمة وبحسن المباشرة حتى قرر لبني حسن الرسوم وزادهم، وبنى بجدة فرضة ثم تغير على مخدومه لكونه تنكر عليه في رمضان سنة تسع فقبض عليه ثم أفرج عنه فتوجه إلى اليمن ثم قدم مصر مولياً عليه فما أفاده ذلك فرجع ووالى أصحاب ينبع وباشر لهم. وعمل لهم قلعة ولمدينتهم سوراً، وكان قد دخل أيضاً مصر فثار عليه الناصر وصادره وحمله في الحديد إلى مخدومه فتسلمه ثم أفرج عنه وأعاده إلى ولاية جدة فباشرها على عادته فاتهمه بموالاة ابن أخيه رميثة بن محمد بن عجلان؛ وكان رميثة قد هجم على مكة في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وهجم على جدة منها فقام جابر في الصلح فلم يفده ذلك عند مخدومه الا التهمة بموالاة رميثة ثم ظفر به فشنقه على باب الشبيكة في منتصف ذي الحجة منها بعد أن أرسل به الناصر أيضاً إليه في سنة ثلاث عشرة ودفن بالمعلاة وكان داهية ماكراً داعية إلى مذهب الزيدية زائد الظلم بحيث كثر الدعاء عليه خصوصاً في موسم هذه السنة. ذكره شيخنا في أنبائه وطوله التقي الفاسي في مكة عن هذا جارقطلي - وهو على ألسن العامة بالشين المعجمة بدل الجيم - سيف الدين الاشرفي من عتقاء الظاهر برقوق نائب الشام. تنقل في الخدم إلى أن ولي نيابة حماة في الدولة المؤيدية. ثم نقله الاشرف لنيابة حلب عوضاً عن تاني بك البجاسي فكان دخوله لها في شوال سنة ست وعشرين ثم نقل إلى القاهرة فأمر تقدمة ثم عمل أتابكاً ثم نائب دمشق في سنة خمس وثلاثين بعد سودون من عبد الرحمن ومات بها بعد سنة في ليلة الاثنين تاسع عشر رجب سنة سبع وثلاثين، قال شيخنا في أنبائه وكان شهماً مسرفاً على نفسه يحب العدل والانصاف ولم يخلف ولداً، وذكره ابن خطيب الناصرية فقال انه كان أميراً كبيراً شجاعاً مشكور الأيام بدمشق مع حدة يبادر بها إلى سفك الدماء.
جار الله بن احمد بن جار الله بن زائد السنبسي. مات بمكة في المحرم سنة ثمان وثلاثين، أرخه ابن فهد.
جار الله بن بحير من أهل وادي أبي عروة ثم نزيل مكة. ممن سمع مني بها في سنة أربع وتسعين ولم يلبث أن قتل بجدة وراح هدراً: جار الله بن حسن بن مختار. مات بمكة في ذي القعدة سنة سبعين، وسيأتي أبوه.
جار الله بن جويعد بن حازم بن عبد الكريم بن أبي نمي الشريف الحسني النموي. مات بمكة في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين. أرخه ابن فهد أيضاً.
جار الله بن صالح بن أبي المنصور احمد بن عبد الكريم بن أبي المعالي يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن الحسين بن محمد بن شيبة بن اياد بن عمرو بن العلاء بن مسعود جلال الدين الشيباني الطبري الاصل المكي الحنفي والد احمد وعلي ومحمد. سمع من خليل المالكي والعز بن جماعة وابن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الهمداني والموفق الحنبلي والكمال ابن حبيب وابن عبد المعطي في آخرين، وأجاز له ابراهيم بن محمد بن يونس بن القواس والشهاب احمد بن محمد بن عمر زغلس ومحمد بن ابراهيم بن أزبك وخلق، وحدث سمع منه الفضلاء رغبة في اسمه؛ وممن سمع منه التقي الفاسي، وذكره في تاريخ مكة وشيخنا قرأ عليه أحاديث من الترمذي بمدينة ينبع، وقال في معجمه كان خيراً عاقلاً، زاد غيره أحد المنزلين بدرس يلبغا بمكة، تردد إلى القاهرة مراراً وأدركه أجله بها في آخر سنة خمس عشرة بخانقاه سعيد السعداء ودفن بمقبرة صوفيتها وقد بلغ السبعين، وهو القائل فيه الصدر بن الادمي ما اشتهر مما سيأتي في ترجمته؛ وذكره المقريزي في عقوده بزيادة محمد في نسبه بعد صالح.
جار الله ويسمى المحب أبا الفضل محمداً ولكنه بجار الله أشهر - بن عبد العزيز بن عمر بن محمد بن محمد الهاشمي المكي ويعرف كسلفه بابن فهد سبط عم أبيه أبي بكر بن محمد بن فهد؛ أمه كمالية. ولد في ليلة السبت لعشرين من شهر رجب سنة احدى وتسعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها في كنف أبويه وحضر علي وهو في الرابعة في مجاورتي الرابعة من لفظي وبقراءة أبيه وغيره أشياء ثم سمع علي بعد ذلك أشياء وكذا أحضر على المحب الطبري الامام ختم مسلم وثلاثيات البخاري والربع الأول من تساعيات العز بن جماعة كل ذلك بعد المسلسل وأجاز له جماعة كعبد الغني بن البساطي وغيره، ممن أجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي والشمس محمد بن الشهاب البوصيري وغيره ممن سمع علي ابن الكويك.
جار الله بن عبد الله المكي المؤدب. مات بها في شوال سنة ثماني عشرة ودفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد نقلاً عن خط ابن موسى.
جار الله بن مبارك الصفدي القائد. سمع علي ابن سلامة والتقي بن فهد في سنة سبع وثلاثين. مات في المحرم سنة أربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
جار الله الهذباني الشريف الحسني. مات في سلخ شعبان سنة ست وسبعين بوادي الآبار وحمل إلى مكة فدفن بها. أرخه ابن فهد أيضاً.
جانباي الأشرفي قايتباي بل هو ابن أخته وأحد العشرات، تلقى أقطاع نائب اسكندرية قائم قشير عنه ولم يلبث أن مات مطعوناً في سنة احدى وثمانين.
جانبك بن حسين بن محمد بن قلاون سيف الدين بن الامير شرف الدين ابن الناصر بن المنصور؛ ولد سنة بضع وخمسين وأمر طبلخاناه في سلطنة أخيه الأشرف شعبان ولما زالت دولة آل قلاون استمر ساكناً في القلعة مع أهل بيته وكانت عدتهم اذ ذاك ستمائة نفس فما زال الموت يقلل عددهم إلى أن تسلطن الاشرف برسباي فأمرهم بالسكنى حيث شاءوا من القاهرة فتحولوا ولم يكن فيهم يومئذ أقعد نسباً من صاحب الترجمة بل كان قبله بقليل ولد الناصر حسن، مات في سنة احدى وثلاثين وقد زاد على السبعين، قاله شيخنا في أنبائه، وذكره المقريزي في عقوده.
جانبك من أمير الأشرفي برسباي ويعرف بالظريف. كان من صغار خاصكية أستاذه ثم عمله الظاهر خازنداراً صغيراً ثم دواداراً صغيراً ثم أمره عشرة ثم صيره من رءوس النوب فلما تسلطن اينال كان من حزبه ولم يراع للظاهر حقه في ولده فعمله طبلخاناه وخازنداراً وعظم ونالته السعادة رساق المحمل وتزوج بابنة الظاهر واستولدها، وقدمه الظاهر خشقدم بل وعمله دواداراً ثانياً فخف وطاش وتعاظم وتفاقم فقبض عليه وحبسه باسكندرية ثم أخرجه إلى البلاد الشامية فحبسه بقلعة صفد حتى مات فيها سنة سبعين وهو في عشر الخمسين، وكان مليح الشكل حلو الوجه عارفاً بأنواع الفروسية ونحوها مع مزيد بخل وجبروت وخلفه على زوجته الأمير أزبك من ططخ الظاهري.
 
جانبك من ططخ الظاهري جقمق ويدعى بالفقيه، كان أبي يلبغا الجركسي رأس نوبة الناصري محمد بن الظاهر، ومات أستاذه وهو أحد الجمدارية ثم صار في أيام الاشرف اينال خاصكياً ثم أمره الظاهر خشقدم عشرة وطبلخاناه وعمله أميراخور ثاني ثم مقدماً ثم أميراخور أول ثم صار أمير سلاح، وحج بالناس وهو كذلك في سنة ثنتين وثمانين فلم يحمد تصرفه في سيره وأمسك لبعض الاغراض بالعقبة في رجوعه وتوجه به إلى القدس منفياً فلم يلبث أن مات به في رجب سنة ثلاث وثمانين، وكان فيه خير وبر وتواضع مع العلماء والصالحين وله تربة جوار تربة خشقدم قرر فيها جماعة وكذا عمل سبيلاً عند رأس سويقة منعم ثم هدمه الدواد للمصلحة زعم لكونه كان في الطريق؛ وهو المغري للسلطان به بحيث أنه لما جاء مبشر الحاج وكان من أجناد ابن عثمان قال من يروم السلطنة يرسل قاصده هذا اشارة إلى عدم تدبيره ونقص عقله عفا الله عنه.
جانبك من يلخجا الظاهري جقمق. صاهر الامين الاقصرائي على ابنته زينب واستولدها ولداً ذكراً، ومات عنهما في طاعون سنة سبع وأربعين ولم يكمل الثلاثين؛ وكان قد جود الخط وكتب به عدة مصاحف وغيرها كالشفا وقرأه على صهره ووقفه فتنظر من عند جقمق الذي خلفه على زوجته.
جانبك الأبلق هو الظاهري؛ يأتي.
جانبك الأبو بكري الاشرفي برسباي، أحد من تأمر في الأيام الاينالية وتنمر ثم بطل وشاخ وكان يسكن جوار جامع ابن ميالة بين السورين. مات في المحرم سنة أربع وثمانين وكنت المصلي عليه اماماً اتفاقاً بمصلى باب النصر.
جانبك الأشرفي الخاصكي ممن قتل على يد العرب في تجريدة للبحيرة سنة ثمان وستين جانبك الاشرفي برسباي احد المقدمين ويعرف بالمشد، استقر به الاشرف اينال في الشربخاناه ثم اضاف إليه الظاهر خشقدم معها التقدمة إلى أن أمسكه في جماعة من الاشرفية وسجن باسكندرية ثم نقل إلى القدس ثم افرج عنه الاشرف قايتباي وقدم فأقام ببيته بالقرب من باب سر جامع قوصون واختص به التقي الحصني. ومات بطالاً في رمضان سنة احدى وثمانين وكان له مشهد حافل وشهد السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمني ودفن بتربة قريبة من تربة استاذه، وكان رامياً معدوداً متديناً مبجلاً رحمه الله.
جانبك الأشرفي برسباي. اشتراه صغيراً فرقاه إلى أن إمرة طبلخاناه في محرم سنة ست وعشرين وأرسله إلى الشام لتقليد النواب فأفاد مالاً جزيلاً وتقرر أولاً خازنداراً ثم دويداراً ثانياً بعد سفر قرقماش إلى الحجاز وصارت غالب الأمور معذوقة به وليس للدوادار الكبير معه كلام، وتمكن من أستاذه غاية التمكن حتى صار ما يعمل برأيه يستمر وما لا ينتقض عن قرب؛ وشرع في عمارة المدرسة التي بالشارع عند القربيين خارج باب زويلة وابتدأ به مرضه بالمغص ثم انتقل إلى القولنج وواظبه الاطباء بالأدوية والحقن ثم اشتد به الامر فعاده سائر أهل الدولة بعد الخدمة السلطانية فحجبوا دونه فلما بلغ السلطان نزل إليه العصر فعاده واغتم له وأمر بنقله إلى القلعة وصار يباشر تمريضه بنفسه مع ما شاع بين الناس أنه سقى السم وعولج بكل علاج إلى أن تماثل ودخل الحمام ونزل لداره فانتكس أيضاً لأنه ركب إلى الصيد بالجيزة فرجع موعوكاً وتمادى به الامر حتى مات في ربيع الاول سنة إحدى وثلاثين عن خمس وعشرين سنة تقريباً فنزل السلطان إلى داره وجلس بحوشه على دكة حتى فرغ من غسله وتكفينه، ثم توجه راكباً لمصلى المؤمنين ومشى الناس بأجمعهم معه ثم دفن بمدرسته. ذكره شيخنا في أنبائه قال وكان شاباً حاد الخلق عارفاً بالامور الدنيوية كثير البر للفقراء شديداً على من يتعانى الظلم من أهل الدولة وهم أستاذه غير مرة أن يقدمه فلم يقدر ذلك وكان هو في نفسه وحاله أكبر من المقدمين، ولم تلبث زوجته بعده سوى ستة أيام فيقال انه كان جامعها لما أفاق قبل النكسة فأصابها ما كان به، ونقل السلطان أولاده عنده وبنى لهم خان مسرور وكان قد استهدم فأخذ بالربع وعمره عمارة متقنة بحيث صار الذي يتحصل من ريعه يفي لأهل الربع بالقدر الذي كان يتحصل لهم من جميعه وهو الذي أشار إليه شيخنا بقوله:

الدوادار قال لي أنا أقضي مآربـك

 

قم زن المال قلت لا حفظ الله جانبك

وذكره المقريزي في عقوده.
جانبك الأشقر ويقال له أيضاً المغربي الاشرفي قايتباي. أصله من مماليك قانباي المؤيدي أحد أمراء البلاد الشامية فأهداه لقايتباي حين توجه في إمرته لتقليد برد بك البشمقدار واختص به حتى عمل دواداره فلما تسلطن أمره عشرة وصيره من جملة الدوادارية وسافر أمير الأول مرة ثم أمير المحمل مرتين، وكان مشكوراً في الجملة. مات في شعبان سنة ثمانين بعد تعلله نحو شهر وصلى عليه السلطان في مشهد حافل بمصلى المؤمنين ودفنه في تربته.
جانبك الاشرفي اينال؛ ويعرف بالاشقر.
جانبك السيفي اقبردي ثم الاشرفي برسباي والد ناصر الدين محمد أحد جماعة الصرغتمشية. مات في ليلة ثاني جمادى الاولى سنة إحدى وتسعين.
جانبك الاينالي الاشرفي برسباي، ويعرف بقلقسين. ممن سجن في أول الايام الظاهرية جقمق ثم أطلق وتعلم الكتابة على كبر ثم لا زال يترقى في الامرة واستقر مع تقدمته في الحجوبية الكبرى أيام الظاهر خشقدم، وحج أمير المحمل في سنة تسع وستين وعمل الاتابكية وكان وهو كذلك ممن أسر في كائنة سوار وشل ابهام يده ثم تخلص وولي نيابة الشام حتى مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين، وكان في الفروسية بمكان. جانبك البواب. يأتي قريباً.
جانبك التاجي نسبة للتاج الوالي الجركسي المؤيدي شيخ. صار خاصكياً بعد شيخ إلى أن استنابه الظاهر في بيروت وأثرى فتحول إلى غزة ثم صفد ثم حماة كل ذلك بالبذل ثم حلب إلى أن عزله الظاهر خشقدم في سنة ثمان وستين ليكون على أقطاع برد بك البشمقدار حاجب الحجاب بالقاهرة، ولم يلبث أن تمرض أياماً قبل خروجه منها وبعد تأهبه ثم مات بدار السعادة منها في جمادى الثانية من السنة وهو في عشر السبعين، وكان قد حرج إليه التقليد بنيابة الشام بعد تنم فمات وجاء العلم والقاصد المتوجه بذلك في قطيا فاستقر برسباي.
جانبك الثور السيفي أمير الترك بمكة بل ولي نيابة جدة وناب باسكندرية وقتا؛ وكان احد الطبلخاناه والحاجب الثاني. مات بمكة في شعبان سنة احدى واربعين. ارخه ابن فهد وغيره، قال المقريزي ومستراح منه. جانبك الجداوي يأتي قريباً.
جانبك الجكمي جكم من عوض المتغلب على حلب. صيره الظاهر جقمق احد العشرات ورءوس النوب حتى مات في شوال سنة اربع وخمسين وكان متوسطاً.
جانبك الجكمي أيضاً الظاهري. تنقل في الخدم والولايات إلى أن ناب في ملطية مدة حتى مات بها في ربيع الآخر سنة ست وستين؛ وقد اسن واستقر بعده في ملطية اينال الأشقر الوالي.
جانبك حبيب؛ هو العلائي. جانبك حرامي شكل. هو المؤيدي.
جانبك الحمزاوي. ولي نيابة غزة ومات قبل وصوله إلى آمد في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ودفن بدمشق ولم يكن مشكوراً.
جانبك الزيني المؤيدي شيخ. صار خاصكياً في دولة المظفر احمد بن استاذه وتأمر عشرة ثم طبلخاناه كلاهما في ايام خشقدم، ثم سافر في المجردين إلى سوار فعاد وهو مريض ولزم الفراش اشهراً ثم مات في مستهل رجب سنة أربع وسبعين وقد ناهز السبعين، وكان عاقلاً ساكناً صيناً قليل الشر.
جانبك الزيني عبد الباسط. ولي الاستادارية في الدولة الاشرفية برسباي حين كلف استاذه بسدها واستمر إلى أن قبض عليه الظاهر في جملة حواشي مولاه وقرر فيها دواداره محمد بن أبي الفرج، ولما أفرج عن سيده حج معه ثم رجعا إلى الشام وأقام هناك إلى أن قدم القاهرة في أيام الاشرف اينال فأقام بها يسيراً، ومات في رجب سنة ثمان وخمسين ودفن بتربة سيده خارج باب النصر من الصحراء.
جانبك السليماني أحد أمراء دمشق وإليه ينسب خان السليماني بظاهرها ظناً. مات في شعبان سنة سبع وخمسين.
جانبك السودوني من عبد الرحمن نائب رأس نوبة الجمدارية. ممن قتل على يد العرب في تجريدة البحيرة سنة ثمان وستين.
جانبك السيفي. مضى في جانبك الثور قريباً.
جانبك الشمسي المؤيدي. اشتراه المؤيد في أيام أتابكيته، وترقى من بعده حتى صار من أمراء طرابلس، ثم ولي حجوبية الحجاب بحلب ثم عزل وتوجه إلى دمشق فأنعم عليه بامرة طبلخاناه بها إلى أن مات فيها في أواخر ذي القعدة أو أوائل الذي بعده سنة تسع وخمسين. جانبك شيخ. هو المؤيدي يأتي.
 
جانبك الصوفي الظاهري برقوق أحد المقدمين وصاحب تلك الوقائع والحروب. فر من محبسه باسكندرية وأعيا السلطان تطلبه، وامتحن جماعة بسببه إلى أن ظهر عند ابن دلغادر. مات في منتصف ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين واختلف في سبب قتله، وكان فيما قاله المقريزي ظالماً عاتياً جباراً لم يعرف بدين ولا كرم.
جانبك الطياري الظاهري متولي مكس جدة. مات في سنة ثمان وستين. أرخه ابن عزم، ويحرر مع الآتي بعد ثلاثة.
جانبك الطويل الأشرفي قايتباي. رقاه أستاذه لنيابة صفد ثم الكرك ثم لدواداريته بدمشق، وتزوج ابنة جانم زوج النجمي وأم ولده فاشترت له دار إبراهيم بن بيغوت، وهي من أجل دور دمشق بثلاثة آلاف دينار؛ واتحد مع حاجبها اينال الخصيف في الظلم والمعاصي والمخالفة على نائبها في الخروج مع التجريدة حتى كانت منيته بعد انفصال نائبها عنها للتجريدة إما في رجب أو شعبان سنة ثلاث وتسعين. واستراح الدمشقيون منه.
جانبك الظاهري الأبلق أحد العشرات؛ ممن ساق المحمل في جملة الباشات قتله الفرنج في الماعوصة بجزيرة قبرس في أحد الجمادين سنة ثمان وستين.
جانبك الظاهري البواب عفريت، ممن قتل على يد العرب في تجريدة البحيرة سنة ثمان وستين.
جانبك الظاهري جقمق الجركسي الدوادار شاد جدة. أصله فيما قيل لجرباش المحمدي الناصري ثم ملكه قبل بلوغه اسنبغا الطياري واشتراه منه الظاهر قريباً من سنة سبع وثلاثين، وأعتقه وسافر معه في تجريدة أرزنكان فلما تسلطن صيره خاصكياً، ثم ولاه النظر على الكنائس وهدم ما تجدد فيها ثم شادية جدة في سنة تسع وأربعين، فنهض بخبرته في الظلم لما لم يصل إليه من قبله وعاد بشيء كثير له وللسلطان فزاد عنده حظوة، وظهرت له كفاءته ولا زال أمره فيها في نمو وزيادة وعظم حتى قيل له نائب جدة، ثم بعد أستاذه استقر به المنصور في الاستادارية وتعذر لذلك توجهه لجدة في تلك السنة، بل تخلف عنها فيما تقدم أحياناً، ثم كان في أيام الأشرف اينال أعز طائفته بحيث انتفع بسفارته من شاء الله من الظاهرية، وأعفى من الاستادارية واستمر على تكلمه في جدة بل زيد من الأقطاعات وصار من أمراء الطبلخانات وأثرى وحصل بالشراء وغيره من القرى والضياع بديار مصر وغيرها الكثير وأنشأ التربة الجميلة خارج باب القرافة المشتملة على المدرسة والتصوف وكتاب الايتام والحوض وغير ذلك، والبستان الهائل الفائق الوصف وما احتوى عليه من البحرة، وكذا القبتين والرصيف تجاههما الدال على علو همته والبستان والسبيل ظاهر مكة قريباً من العسيلات بطريق منى وغير ذلك؛ وملك الاشرفية فضلاً عن الظاهرية بالعطاء والبذل انقادت له العظماء، وانثالت عليه الاموال من كل وجه لا سيما من بلاد الحجاز فهو المتصرف فيه بحيث كاتبه أكابر ملوك الهند وغيرها؛ وجلبوا إليه التحف ولذا لم يتخلف عن المسير اليها في سنة أربع وستين مع كونه مقدماً بل كان هو القائم بخلع المؤيدي مع مزيد ترفقه به واستجلابه له ثم برجوع جانم وانحلال أمره لقوة شوكته من خجداشيته وحواشيه؛ وبعد ثلاثة أيام من استقرار الظاهر خشقدم استقر به في الدوادارية الكبرى بعد موت يونس الاقباي، وصار مدبر المملكة وصاحب حلها وعقدها ومحط الرحال وزادت عظمته وشاع ذكره وبعد صيته في الآفاق، وكاتبه الملوك وقصد في المهمات التي لا يسدها غيره وسمح بالبذل بما يفوق الذكر كألفي دينار دفعة ومائة ناقة ودون ذلك وفوقه، وكان مهاباً شهماً حاذقاً حسن الشكالة فصيح العبارة باللسانين قصير القامة كيساً سيوساً، ومحاسنه كثيرة وضدها أكثر وأفحش. مات مقتولاً بيد الاجلاب وقت الاسفار من يوم الثلاثاء مستهل ذي الحجة سنة سبع وستين عند باب سر الجامع الناصري فجهز ثم صلى عليه عند باب القلة ثم دفن بتربته بباب القرافة؛ وما تبعه إلا دون عشرة من مماليكه من أكثر من مائتي مملوك فسبحان المعز المذل الفعال لما يريد؛ وما أحسن ما قيل:

باتوا على قلل الاجبال تحرسهـم

 

غلب الرجال فلم تمنعهم القلـل

واستنزلوا من أعالي عز معقلهم

 

فأسكنوا حفرةً يا بئس ما نزلـوا

ناداهم صارخ من بعد ما دفنـوا

 

أين الأسرة والتيجان والحـلـل

أين الوجوه التي كانت محـجـبة

 

من دونها تضرب الاستار والكلل

فأفصح القبر عنهم حين ساء لهم

 

تلك الوجوه عليها الدود يقتـتـل

قد طالما أكلوا دهراً وما نعمـوا

 

فأصبحوا بعد ذاك الاكل قد أكلوا

وقال الفاضل علي بن برد بك مشيراً لقتل تنم رصاص معه:

الدوادار ضجت الأرض منه

 

وبقاع الدنا شكت والعراص

فأزال الجبار دنـياه عـنـه

 

وأذيبت كما أذيب الرصاص

جانبك الظريف. جانبك عفريت. مضيا.
جانبك العلائي بن اقبرس ثم الأشرفي إينال ويقال له جانبك حبيب، كان خاصكياً في أيام أستاذه بل تأمر وفر بعده مرة للغرب ولابن عثمان ثم رجع يطلب من الاشرف قايتباي وصار أميراخور ثاني؛ وهو ممن يذكر بخير وتقريب للصالحين وفهم جيد وآداب ومزيد تواضع وكرم، مع تقلل رزقه وفروسية، وأرسله السلطان في أوائل سنة تسعين لملك الروم أبي يزيد بن أبي عثمان رسولاً في طلب الصلح وحسم مادة الفتن، فعاد في أواخر ذي القعدة منها بخفي حنين ثم هو المنجد للسلطان حين كبابه فرسه مرة في بركة أو نحوها والثانية بالحوش وحمله في كل منهما، ولم يكافئه على ذلك حتى مات بعد مرض طويل في المحرم سنة ثلاث وتسعين؛ واستقر دفنه بتربة سرور شاد الحوش التي أنشأها بحوش الظاهر برقوق، ولم يقدر له الحج مع مزيد تلفته لذلك؛ بل هيأ نفسه ليكون مع السلطان حين توجهه لمكة فتلطف به حتى كف.
جانبك الفقيه. هو من ظطخ الظاهري أمير سلاح. مضى أولاً.
جانبك القرماني الظاهري برقوق. كان ممن خرج على ولد أستاذه الناصر فرج ووقعت له محن بحيث سمر في بعضها ورسم الناصر بتوسيطه ثم شفع فيه فأفرج عنه، وتوجه إلى بلاد ابن قرمان وأقام بها مدة طويلة ولذا نسب إليه، ثم قدم القاهرة وترقى بعد المؤيد إلى إمرة عشرة ثم إلى طبلخاناه في أيام الظاهر جقمق ثم إلى التقدمة ثم إلى الحجوبية الكبرى، كلاهما في أيام الأشرف إينال ثم كان من المجردين إلى بلاد ابن قرمان. ومات في رجوعه بالقرب من الصالحية فحمل إلى القاهرة، ودفن بالقرب من باب القرافة في شوال سنة احدى وستين وقد زاد على الثمانين. وكان عاقلاً ساكناً عارفاً بأنواع الرمح غير متجمل في مركبه وملبسه لشحه فيما قيل.
جانبك قصروه. مات سنة أربع وستين. أرخه ابن عزم.
جانبك قلقسيز، هو الاينالي الاشرفي. مضى.
جانبك القوامي المؤيدي شيخ، خرج بعد موته بمدة إلى البلاد الشامية ثم تأمر بدمشق إلى أن قدم القاهرة في أيام الظاهر خشقدم فأمره عشرة فلم يلبث أن مات في جمادى الأولى سنة سبع وستين، وقد زاد على الستين، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمنين. وكان عاقلاً رئيساً كثير الأدب والتواضع حسن الشكل عديم الشر رحمه الله.
جانبك كوهيه أحد المقدمين غير أنه بطل قبل وفاته من التقدمة لضعفه. مات وأنا بمكة في سنة.
جانبك المحمودي المؤيدي أخو قانبك الآتي. اشتراهما المؤيد وأعتقهما وصار هذا بعده خاصكياً إلى أن أمره الظاهر جقمق عشرة؛ وجعله من رءوس النوب لكونه ممن قام معه وخوف الاشرفية إن دام ابن أستاذهم عاقبته ولذا اختص به، وصارت له كلمة ووجاهة مع طيش وخفة وعدم حشمة إلى أن قبض عليه في سنة سبع وأربعين وسجنه بالبرج من القلعة وأعطى اقطاعه لخير بك المؤيدي الأشقر ثم نقله إلى اسكندرية ثم إلى البلاد الشامية إلى أن قدمه بحلب فلم يلبث أن أثار فتنة ووثب على نائبها قانباي الحمزاوي، وقبض عليه وسجن بالبلاد الشامية إلى أن فرج عنه، وأنعم عليه الاشرف إينال بأمرة طبلخاناه بطرابلس إلى أن مات في أواخر ذي القعدة سنة ستين، وقد ناهز الستين تقريباً.
جانبك المرتد يأتي قريباً جانبك المشد. هو الاشرفي برسباي جانبك المغربي مضيا جانبك المؤيدي شيخ ويعرف بحرامي شكل، طالت أيامه في الجندية بعد أستاذه إلى أن أنعم عليه الظاهر جقمق في أول دولته بأقطاع جيد وصار بواباً ثم تأمر عشرة في أيام إينال، واستقر في رءوس النوب وتزايد حينئذ جنونه وطيشه حتى كان العبيد والصغار والغلمان يسخرون به، وله في ذلك حكايات مضحكة، مات بعد مرض طويل عن نحو الثمانين في ربيع الاول سنة سبعين، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمنين.
جانبك المؤيدي الدوادار. مات سنة سبع عشرة.
جانبك المؤيدي شيخ ويعرف بجانبك شيخ. طالت جنديته إلى أن أنعم خجداشية الظاهر خشقدم بامرة ضعيفة تقارب الجندية إلى أن مات بعدما شاخ بطالاً في المحرم سنة ثلاث وسبعين. وكان من المهملين المنهمكين.
جانبك نائب بعلبك. في النوروزي قريباً.
جانبك الناصري فرج ويعرف بالمرتد. أصله من عتقاء الناصر ثم توجه بعده إلى جركس ثم عاد إلى مصر ولذا قيل له المرتد ثم صار خاصكياً بعد المؤيد شيخ إلى أن تأمر عشرة في أول دولة الظاهر جقمق بعد مباشرة السقاية أياماً ثم صار من رؤس النوب ثم في دولة الاشرف من أمراء الطبلخاناه إلى أن صار من المقدمين فلما كبر وشاخ أخرج الظاهر أقطاعه وأعطاه رزقاً يأكله فدام نحو سنة. ومات في ذي الحجة سنة احدى وسبعين وقد جاز الثمانين، ودفن بتربته التي أنشأها بالقرب من التربة الاشرفية الاينالية بالصحراء، وكان ديناً خيراً مكفوف الشر لين الجانب متواضعاً سليم الباطن مع بخل رحمه الله.
جانبك الناصري فرج، خدم بعده عند خجداشيه برسباي الناصري حاجب دمشق فلما خرج إينال الجكمي نائب الشام ركب هذا بأمر أستاذه المذكور في طائفة حتى قبض عليه وحمله إلى قلعة دمشق، فأنعم عليه الظاهر جقمق لذلك بأمرة طبلخاناه بدمشق ثم صار حاجباً ثانياً بها ثم تنقل حتى ناب بصفد ثم بحماة بعد جانبك التاجي ثم بطرابلس كل ذلك بالبذل إلى أن مات بطرابلس في رجب سنة تسع وستين؛ وقد جاز السبعين، وشكرت حشمته، ولم يكن يدخل القاهرة الا زائراً.
جانبك النوروزي نوروز الحافظي نائب دمشق ويعرف بنائب بعلبك. صار بعد أستاذه للمؤيد ثم عمل بعده خاصكياً إلى أن أمره الظاهر جقمق عشرة وصار من رءوس النوب ثم جهزه إلى المدينة النبوية لقمع المفسدين بها، فأقام هناك سنين وحمدت سيرته وشجاعته مع اصابته بجراحة من العرب في رقبته ودخل سريعاً للاستشفاء للقبر الشريف؛ ثم رجع إلى مصر إلى أن أرسله لمكة أمير الترك بها فأقام أيضاً مدة؛ وأنعم عليه وهو هناك باقطاع شريكه تغري برمش الفقيه ثم رسم بعوده إلى مصر بعد اخراج الاقطاع المشار إليه لبردبك التاجي المستقر في امرة الترك عوضه فقدمها صبحة خلع الظاهر نفسه وسلطنة ولده فأنعم عليه زيادة على أقطاعه بطبلخاناه إلى أن استقر به الأشرف في نيابة اسكندرية بعد يونس العلائي سنة ثمان وخمسين فأقام بها حتى مات في مستهل صفر سنة خمس وستين عن نحو الثمانين، وكان شجاعاً مقداماً كريماً متواضعاً خيراً نادرة في أبناء جنسه جمع بين الشجاعة والتواضع والكرم والديانة رحمه الله.
جانبك النوروزي أيضاً. أمره الظاهر جقمق عشرة ثم ولاه نيابة صهيون. ومات بمنزله بالعريش حين كان قادماً القاهرة معزولاً عنها في رجب سنة أربع وخمسين. وكان ذا شجاعة وإقدام رحمه الله.
جانبك اليشبكي يشبك الجكمي. صار بعده خاصكياً في الدولة الأشرفية برسباي ثم ساقياً في الظاهرية ثم تأمر عشرة بعد سنة ثمان وأربعين وصار رأس نوبة ثم ولي ولاية القاهرة على كره منه والججوبية ثم أضيفت له الحسة في سنة أربع وخمسين ثم عزل عنها بعد مدة، واستمر على الولاية إلى أن نقله الأشرف اينال إلى الزردكاشية بعد القبض على لاجين الظاهري فلم يباشرها بل مرض ولزم الفراش أياماً قليلة ثم مات في ربيع الاول سنة سبع وخمسين، وهو في أوائل الكهولة ودفن بتربة طيبغا الطويل بالصحراء، وكان مشكور السيرة في أحكامه مع ظرف ورشاقة ومعرفة بأنواع الفروسية ومشاركة في الفضائل وحسن محاضرة وذكاء ويقظة بحيث كان نادرة في أبناء جنسه عفا الله عنه.
جانبك اليشبكي من حيدر. رباه سيده وتعلم الكتابة وقرأ وفهم وتدرب حتى كان هو باب مولاه لمزيد يقظته وخبرته؛ ولما كان أستاذه أمير الاول ثم أمير المحمل أنبأ هذا عن فروسية وتدبير وشجاعة وقوة قلب وسافرنا معه في الاول فحمدناه وأهديت له نسخة من مصنفي الابتهاج بأذكار المسافر الحاج، وهو زوج ابنة أبي بكر بن صلغاي؛ وله إلى بعض التردد ثم سار مسلماً لحماة حين استقرار مولاه نائبها، وقال له السلطان المعول انما هو عليك.
جانبك أحد المقدمين بدمشق ودوادار السلطان بها أصله من عتقاء تغري برمش التركماني نائب حلب وكان يزعم مع جهله العرفان قتل في تجريدة سوار سنة ثلاث وسبعين  
جان بلاط الاشرفي اينال، اختص بأستاذه وعمله ساقياً ثم امتحن إلى أن أمره الاشرف قايتباي عشرة، ومات في رمضان سنة ثلاث وسبعين وحضر السلطان الصلاة عليه بالمؤمنين، وكان طوالاً مليحاً جميل الهيئة أحسن حالاً من خجداشيته.
جان بلاط الأشرفي قايتباي، أصله لدولات باي المحجوجب فقدمه حين كان نائباً بملطية للدوادار يشبك فقدمه مع غيره للاشرف فأعتقه وعمله خاصكياً ثم دواداراً صغيراً عوضاً عن أربك قفص؛ بل وصيره الشاد في أوقافه والناظر على خانقاه سرياقوس مع دوادارية المناشير لطرابلس وغيرها من الجهات رغبة في تنميته ومحبة لرفعته؛ ثم أمره عشرة عوضاً عن شاذبك آخوخ حين استقر في نيابة القلعة وأمره على المحمل في سنة ثلاث وتسعين فلما عاد أعطاه إمرة أربعين وألبسه إمرة الحج ثانياً فلم تتم بل سافر مع المجردين الذين باشهم قانصوه الشامي إلى حلب فدام بها ثم عينه رسولاً إلى ابن عثمان وذلك في رمضان سنة ست وتسعين وعين معه البدر بن جمعة مع الانعام عليه، وفي غيبته أعطاه تجارة المماليك ولما عاد واستقر أمر ابن عثمان على الصلح أعطاه تقدمة ثم استبدل له بيت الزيني عبد الباسط تجاه مدرسته ورقاه جداً وكان قد تزوج ابنة المؤيد بن الاشرف اينال وماتت تحته وزوج ابنة الزيني كاتب السر وذكر بعقل.
جانم الاشرفي برسباي ويعرف بالبهلوان، كان من خاصكية أستاذه ثم صيره ساقياً ثم امتحن بعده بالنفي والحبس، وأمره الأشرف اينال عشرة وجعله من رؤوس النوب وساق المحمل من جملة الباشات؛ ومات في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وهو في أوائل الكهولة؛ وكان طوالاً مليح الشكل تام الخلقة شجاعاً مقداماً كريماً عارفاً بأنواع الفروسية رأساً في الصراع مسرفاً فيما قيل على نفسه.
 
جانم الأشرفي برسباي بل هو قريبه ولذا استقدمه من جركس ثم عمله خاصكياً ثم أشركه مع غيره في إمرة الطبلخاناه ثم قدمه في سنة ست وثلاثين ثم عمله أميراخور إلى أن تجرد صحبة العسكر إلى أرزنكان وكان قدومهم بعد موت قريبه فقبض عليه الأتابك وحبسه باسكندرية مدة ثم نقل منها إلى البلاد الشامية ثم أطلق في سنة إحدى وخمسين وأرسل لمكة بطالاً ثم للقدس ثم حبس بقلعة الكرك إلى أن أطلقه الأشرف اينال وقدمه بالقاهرة ثم أعطاه نيابة حلب ثم الشام فلما تسلطن المؤيد خاف من غائلته لقوة شوكته وكاتب أعيان دمشق بالقبض عليه متى أمكنهم واتفق مجئ ولده الشرف يحيى القاهرة شافعاً في بعض الأمراء فوعد بذلك بعد مدة وكان ذلك سبباً لمشيه سراً مع الامراء حتى أذعن جمهورهم لوالده وأخذ عليهم في ذلك العهود والمواثيق واستكتب خطوطهم ورجع وعنده ان الامر قد تم لأبيه وضم أبوه ذلك لما كان يراه من المنامات وما يبشره به من يعتقد صلاحه فبادر بعد أن وقعت هجة نهب فيها جميع ماله من خيول وقماش ومتاع وغير ذلك إلى الميدان على أقبح وجه، وتوقف في دخوله القاهرة كذلك فحسنه له بعض مفسدي أتباعه فما أمكنته المخالفة ووصل مطروداً منهوباً إلى الصالحية فبلغه استقرار الظاهر خشقدم فسقط في يده وما أمكن كل منهما إلى المخادعة لصاحبه حتى استقر به على حاله في نيابة دمشق وعاد اليها بعد وصوله لخانقاه سرياقوس على رغمه وتلافى أمره مع عوام دمشق بالاحسان والمغالطة وسلوك العدل وكذا استعمل مع السلطان ما يقتضي استجلاب خاطره فلم ينجر معه بل أرسل له بعد مديدة بالعزل وأن يتوجه للقدس بطالاً فلم يجب وخرج من دمشق بمماليكه وحشمه إلى جهة الشرق ووقعت له أمور فيه إلى أن توجه لصاحب آمد حسن بك فقام معه وقدم إلى معاملة حلب فلم ينتج أمره فعاد إلى الرها إلى أن دس عليه فيها من قتله من مماليكه في ربيع الاول سنة سبع وستين، وأرسل حسن بك بولده الشرف يحيى مع قاصد له لاستعطاف السلطان عليه فأمر بتوجهه للقدس بطالاً ووبخ القاصد فاعتذر وساعده الامراء حتى رضى عنه وألبسه خلعة وجهز معه أخرى هائلة لمرسله مع هدية، وكان جانم ديناً متعبداً مقتفياً اثر السنة محباً في الفقهاء والصالحين منور الشيبة قصير القامة كثير الافضال والمؤاساة مجتهداً في أحكامه متحرياً في أحواله بحيث عدت حركته وانقياده مع من لم يتدبر العاقبة محنة لما نشأ عنها من السفك والنهب مع حدة وبادرة وسرعة حركة ولكن محاسنه كثيرة وما رأيت أحداً من ثقات أصحابه كالزين قاسم والبرهان القادريين إلا ويذكر عنه أوصافاً جميلة وأنه لا مال له معهم بل هو فيه كأحدهم، وأما خطيب مكة الكمال أبو الفضل النويري فله معه اليد البيضاء خصوصاً حين ورد عليه الشام فانه ما رجع إلا ملكاً، وبالجملة فقد عاش سعيداً وما شهيداً رحمه الله وإيانا.
جانم الاشرفي قايتباي ابن أخي السلطان. بالغ في ترقيه مع صغر سنه فأعطاه نظر الجوالي ثم الكسوة ثم شاد الشربخاناه وسافر البلاد الشامية فجبي منها شيئاً يفوق الوصف ثم قدمه وزوجه اخت زوجته ابنة العلاء بن خاص بك وسيق إليه بسبب ذلك ما لا يحصى بل عزم حسبما استفيض على إعطائه الدوادارية الكبرى فلم يلبث أن مات مسموماً فيما قيل من الدوادار وذلك في ربيع الآخر سنة أربع وثمانين وقد زاد على العشرين بعد أن توعك أياماً بمرض حاد وحول في محفة من بيته بسويقة العزى إلى بولاق ليلاً فأقام به اليوم التالي لها ثم مات فحمل وقت الزوال في محفة أيضاً فغسل وكفن وصلى عليه بمصلى المؤمنين شهده السلطان وجميع الأمراء والعسكر والقضاة الا الحنفي ومشى الامراء ونحوهم إلى تربة السلطان فدفن بالقبة الكبرى منها وتأسف هو وغالب الناس على فقده، وكان شاباً ساكناً عاقلاً حيياً غاية في الجمال عوضه الله الجنة.
جانم الاشرفي قايتباي ويعرف بالأشقر أحد العشرات المذكورين بمزيد الفروسية لكنه كان شهماً مبغضاً. مات في المحرم سنة اثنتين وثمانين وكان قد أمر قبل موته بيسير على كشف البحيرة فمات قبل توجهه اليها غير مأسوف عليه.
 
جانم السيفي تمرباي الزردكاش. عمل خازندار سيده ودواداره؛ واستقر به السلطان في الزردكاشية أول أمره بعد أن كان رأس نوبة عصاه وأحد العشرات، وكان ممن سافر لسوار وحصل له من الدوادار جفاء؛ ويذكر بثروة لكثرة ما معه من الاقاطيع والرزق المشتروات وغيرها مع عدم خير ولكنه قد ابتنى بجوار منزله بالقرب من زقاق حلب سبيلاً ومكتباً للأيتام. مات بعد أن كان عين لا مرة الأول في شعبان سنة أربع وثمانين واستقر بعده في الزردكاشية يشبك الجمالي ناظر الخاص.
جانم السيفي جانبك الجداوي الخازنداري. قرأ على التاج السكندري في القرآن وحج به معه ايام أستاذه وتلطف به في ذلك مع حلفه له على تحري الحل في مصروفه فيه، وكتب الخط المنسوب وأتقنه مع يس الجلالي وكتب به أشياء منها مصحف جليل أتقنه وزمكه وكان وسيلة لتخلصه من الظاهر خشقدم بعد أستاذه؛ وكذا كان يذكر بالفروسية بحيث كان أحد الباشات في سوق المحمل، كل ذلك مع رغبته في ذوي الفضائل واحسانه اليهم، وقد استقر به الأشرف قايتباي بسفارة الدوادار الكبير في نيابة حماة على مال فأقام يسيراً ثم استعفى رجاء عوده إلى القاهرة فعاكسه السلطان ورسم أن يكون بالشام أميراً كبيراً وقرر عوضه في النيابة سيباي الطيوري؛ وكان قصيراً أعرج. مات فيما بلغنا بدمشق سنة ثمان وثمانين.
جانم نائب قلعة حلب كان وقريب سلطان الوقت ممن قدمه ورام أن يزوجه ابنته فمات هو واياها في سنة سبع وتسعين.
جانم الظاهري جقمق أحد مماليكه ودواداريته ويعرف بجانم خمسمائة. مات في صفر سنة ثلاث وخمسين بالطاعون.
جانم ابن خالة يشبك الدوادار وصاحب المدرسة المقابلة لباب جامع قوصون من الشارع وبها خطبة خطبها يس البلبيسي المظفري محمود الامشاطي بخصوصيته بصاحبها كان أحد الدوادارية بل تأمر عشرة وتولى كشف الصعيد وفتك وحصل بحيث أخذ منه الملك جملة وكان يكره انتماءه لقريبه فيما قيل وسافر في عدة تجاريد وأظنه من الاشرفية برسباي بعد أن كان لبعض أمراء الشام.
جانم المؤيدي شيخ. ولي في أيام أستاذه رأس نوبة السقاة ثم صار أمير عشرة ثم من رءوس النوب كلاهما في أيام الاشرف اينال، وكان ساكناً عاقلاً حشماً وقوراً. مات في المحرم سنة احدى وستين.
جانم كان قد أعطى تقدمة وناب في غزة وفي حماة وطرابلس، قال العيني لم يشتهر عنه إلا كل شر، مات في سنة أربع عشرة. ذكره شيخنا.
جاهنشاه بن قرا يوسف والد بداق الماضي.
جبريل بن ابراهيم بن محمد العطيري الشافعي رأيته عرض عليه في سنة خمس وتسعين.
جبريل بن علي بن محمد القابوني ثم الدمشقي الشافعي. سمع على البرهان ابراهيم بن جماعة الأدب المفرد للبخاري وعلى الكمال بن النحاس والبدر حسن بن محمد البعلي واسمعيل بن ابراهيم بن مروان وجماعة وحدث سمع منه الفضلاء أجاز لي وكان ثقة صالحاً خيراً مديماً للتلاوة. مات بدمشق في المحرم سنة خمس وخمسين وقد جاز المائة رحمه الله.
ججكبغا دوادار السلطان بالشام. جهزه الظاهر جقمق لشاه رخ بن تمرلنك ملك ما وراء النهر وقال إنه سالك عن ابن حجر وابن الديري وابن قاضي شهبة وابن المزلق كل واحد على انفراده؛ وأنا أقول طيب أو بخير ولم يسأل عن غيرهم ثم قال الحمد لله بعد في الناس بقية، ومات بعد ذلك.
جخيدب بن جندب بن جخيدب بن لحاف بن راجح. مات سنة تسع وعشرين. جرقطلي في جار قطلي.
 
جرباش كرت الجركسي المحمدي الناصري فرج بن برقوق والد محمد الآتي. ترقى عند أستاذه حتى صار سلحداراً وكان ممن أسند إليه وصيته وزوجه ابنته شقراء واستولدها أولاداً وعمل في أيام الظاهر جقمق أميراخور ثاني ثم لا زال يترقى حتى عمل الاتابكية في دولة الظاهر خشقدم فلما قبض على جماعة من الاشرفية برسباي وثب المماليك وتوجهوا إليه ليملكوه فاختفى ثم توجه لتربته فأخذوه منها كرهاً وأركبوه ومعه ابنه وعدة من المماليك والأمراء ودخلوا به القاهرة إلى أن وصل للبيت المقابل لباب السلسلة فصرف من كان معه لبيوت الامراء وساق هو فاراً إلى السلطان وكان بالاسطبل فقام إليه وعانقه وخمدت الفتنة؛ ومع ذلك فحقد عليه ركوبه معهم إلى أن نفاه لدمياط مع الاذن له في ركوب الخيل وصرف خمسة دنانير له في كل يوم ثم أحضره إلى القاهرة وأقام ببيته حتى مات عن قرب في شوال سنة سبع وسبعين وصلى عليه بمصلى المؤمنين في مجمع شهده السلطان والقضاة ودفن بتربة الظاهر برقوق. وقيل له كرت لكونه كثير الشعر.
جرباش الاشرفي برسباي. كان في أيامه خاصكياً ثم أمره ابنه العزيز عشرة ثم أخرجه الظاهر جقمق لتابكية غزة وتوفي بها في سنة اثنتين وخمسين، وكان لا بأس به.
جرباش الكريمي الظاهري برقوق ويعرف بعاشق. كان من المماليك السلطانية أيام معتقه ثم صار في أيام ابنه الناصر خاصكياً ثم سلحداراً ثم أمير عشرة ورأس نوبة ثم أمسكه شيخ وحبسه ثم لما استقر في المملكة أطلقه وأمره بل قدمه ثم ولاه الاشرف برسباي الحجوبية الكبرى ثم أمير مجلس ثم نيابة طرابلس ثم انفصل وعاد إلى إمرة مجلس ثم نفاه إلى دمياط ثم عرض عليه نيابة غزة فأبى واستمر بدمياط حتى قدمه الظاهر جقمق؛ ثم جعله أمير مجلس ثم أمير سلاح ثم لعجزه صرفه المنصور عنها وأخرج أقطاعه، واستمر ملازماً لداره في سويقة الصاحب حتى مات في المحرم سنة احدى وستين بعدما شاخ؛ ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء، وكان وجيهاً ذا ثروة رأساً في رمي البندق مع انهماكه فيما قيل في اللذات.
جركس سيف الدين القاسمي الظاهري برقوق المصارع. كان من خواص أستاذه وتقدم بعده فولاه ابنه الناصر نيابة حلب عوضاً عن دمرشاس في سنة تسع وثمانمائة ولم يقع بها الا مدة اقامة الناصر بها يوماً أو يومين، ورجع معه للقاهرة خوفاً من جكم، وكان شهماً شجاعاً قتل في سنة عشر بناحية بعلبك. وهو أخو الظاهر جقمق الذي تسلطن بعد دهر. ذكره شيخنا في أنبائه وابن خطيب الناصرية.
جشار النصيح بن احمد بن عبد الكريم بن عبد الله بن عمر العمري احد القواد بمكة. قتل في مقتلة الحديد بجدة في صفر سنة ست واربعين وقطع رأسه وطيف به ثم دفن آخر يومه.
جشار بن عبد الله المجاش الشريف الحجازي مات في ذي الحجة سنة سبع وخمسين جشار بن قاسم من بني أبي نمي الحسني المكي. كان من اعيان الاشراف شجاعاً بدر إلى مبارزة كبيش يوم أداخر فعقر كبيش فرسه. مات في ذي الحجة سنة احدى عشرة بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة.
جشار الخضيري، مات في المحرم سنة ثمان وخمسين بمكة.
 
جعفر بن ابراهيم بن جعفر بن سليمان بن زهير بن حريز بن عريف ابن فضل بن فاضل الزين أبو الفتح القرشي الدهني السنهوري القاهري الازهري الشافعي المقرئ. ولد تقريباً كما كتبه بخطه سنة عشر وثمانمائة بسنهور المدينة؛ ونشأ بها فأوقع الله في قلبه الهجرة عن أهله أمراء العرب ففارقهم إلى المحلة لأبي عبد الله الغمري، وأقام تحت نظر إمام جامعه ابن جليدة فقرأ عنده القرآن ثم تحول إلى القاهرة فنزل جامع الازهر وجمع للسبع على أبي عبد القادر والشهاب السكندري، وعلى ثانيهما سمع الشاطبية والتيسير والعنوان، وكذا على النور الامام لكن إلى الحزب في الكهف وعلى التاج الطوخي إلى المفلحون؛ ومن الأحقاف إلى آخره وعلى الشهاب الطلياوي وعبد الدائم لغالبه وعلى البرهان الكركي إلى النساء وعلى العلاء القلقشندي والشمس بن العطار والتاج الميموني إلى أثناء البقرة وعلى شيخنا والزين أبي بكر المصري وابن زين النحراري إلى المفلحون وللسبع مع يعقوب علي الزين رضوان وللعشر إلى آل عمران على الفخر بن دانيال الأعرج وللأربعة عشر في ختمة على الشمس العفصي ولعاصم وكذا لابن كثير لكن إلى رأس الحزب في الصافات على التاج بن تيمية وأخذ عنه في بحث شرح الشاطبية لابن القاصح وللكسائي وكذا لنافع لكن لأثناء قد أفلح علي الزين طاهر وعليه سمع في البحث الشاطبية باستيفاء شرحيها للجعبري والفاسي ولابن كثير إلى أثناء البقرة على أبي القاسم النويري وقاسم الاخميمي، وأكثر في ذلك عمن دب ودرج وقرأ على البرهان الصالحي من كتب الفن الشاطبية والعنوان والتلخيص لأبي معشر الطبري، وأذنوا كلهم له؛ وكذا اجازه الشمس بن القباقبي في آخرين ولم يقتصر على القراءات بل اشتغل في الحديث والفقه والاصلين والعربية والصرف والفرائض والحساب وغيرها فحضر دروس الشرف السبكي في تقسيم الكتب الثلاثة وغيرها والشمس الحجازي في مختصره للروضة والقاياتي في القطعة للأسنوي مع دروس في ألفية العراقي والصرف والونائي في الروضة مع دروس في جمع الجوامع وابن المجدي في الحاوي وعنه أخذ كتباً في الفرائض والحساب وغيرها، وكذا سمع علي العلاء القلقشندي في الفقه والحديث والنحو، وعلي الزين طاهر الشافية لابن الحاجب وشرحها للجار بردي بحثاً، وسمع عليه الألفية باستيفاء شرحها لابن المصنف وتوضيحها لابن هشام؛ ولازم التقي الشمني في الاصلين والعربية والمعاني والبيان وغيرها، وصحب أبا عبد الله الغمري، وسمع علي الزين الفاقوسي المسلسل بالأولية ومعظم مسند عبد، وعلى المحب بن نصر الله في المسند وغيره، وعلى عائشة الكنانية المسلسل بالأولية وبحرف العين في آخرين من شيوخه الماضين كشيخنا ورضوان والقلقشندي والصالحي والشمني ومن غيرهم، وجود الخط على الزين بن الصائغ وتقدم في القراءات، ولم يذكر بغيرها، وتصدى لها قديماً فقرأ عليه خلق كثيرون وعم الانتفاع به، وأخذ الفضلاء عنه طبقة بعد أخرى وشهد عليه الأكابر كشيخنا مرة في سنة ثمان وأربعين ووصفه بالشيخ الفاضل المجود الكامل الأوحد الماهر الأمثل الباهر، ووصفه بعده بالفاضل المجود المفنن ثم في سنة وفاته بالشيخ العالم الفاضل المقرئ المجود المفنن الأوحد؛ بل قرض له كتاباً سماه الجامع المفيد في صناعة التجويد فقال: وقفت على هذا العقد الفريد والدر النضيد والتحرير المجيد لتلاوة القرآن المجيد فوجدته مجموعاً جموعاً وحاوياً لأشتات الفضائل وللحشو والاسهاب منوعاً فالله يجزي جامعه على جمعه جوامع الخيرات ويعده أعلى الغرفات المعدة لمن كان لربه مطيعاً وكذا قرضه له العلم البلقيني والعز عبد السلام البغدادي وابن الديري والشمني والكافياجي وابن قرقماش والعز الحنبلي والسكندري وابن العطار، ولم يسمح المحب بن نصر الله البغدادي بالكتابة على مؤلف البقاعي في التجويد إلا بعد شهادة صاحب الترجمة له بالاجادة فيه، ثم لم يرع البقاعي له ذلك حين وثب عليه في تدريس القراءات بالمؤيدية حين كاد أن يتم له وتقوى عليه بجاه مخدومه بردبك وكذا أيضاً له الجامع الازهر المفيد لمفردات الأربعة عشر من صناعة الرسم والتجويد وغير ذلك؛ ومع كونه قاصراً فيما عدا القراءات لم يقتصر على اقرائها بل ربما أقرأ العربية والصرف والفقه والفرائض والحساب وله فيها أيضاً براعة وغيرها للمبتدئين، وله فيما سمينا ما عدا الفقه مشاركة حتى إنه  
قرأ عليه غير واحد ممن صار له فضل في المذاهب كالبدر حسين بن فيشا الحسيني سكنا الحنفي والبدر السعدي الحنبلي في فقه مذهبهما، كل ذلك وهو يتجرع الفاقة ويتقنع باليسير من رزيقات ومرتبات وربما أحسن له بعض الأمراء بل رتب له الدرادار الكبير يشبك من مهدي في كل شهر خمسة دنانير وقمحاً في كل سنة وغير ذلك، ونزل بعده في سعيد السعداء وبيبرس وقبله في البرقوقية الحنفية مع كونه شافعياً وفي مرتب يسير بالجوالي وتكلم في نظر جامع سار وجا وانصلح حاله يسيراً وطار اسمه في الآفاق بالفن حتى أن النجم القلقيلي لما ادعى أن ابن الشحنة عبد البر لا يحسن الفاتحة لم يتخلص الا باعلامه السلطان حين قرأها عليه ابحضرته بأنها تصح بها الصلاة. وعرض له رمد بعينيه وقدح له فأبصر بواحدة، وكذا عرض له فالج دام به مدة وبقي منه بقايا، ومع ذلك لم ينفك عن الكتابة والاقراء، ومما كتبه القول البديع من تصانيفي وسمع مني بعضه وكثر تردده الي واستكتابه لي في الاشهاد عليه لمن يقرأ عليه وهم خلق إجازته لكل منهم تكون نحو مجلد، وممن قرأ عليه أخي عبد القادر، وفي الأسانيد من الخلط المستحكم ما يعسر إصلاحه، وبالجملة فهو متفرد بهذا الفن مع مشاركة في غيره وصفاء الخاطر وطرح التكلف وكدر المعيشة إما بالفقر وتنكن زوجته وإما بهما ولذا فارقها بعد أن تزوج ابنتهما خديجة انعام الشريف على الخصوصي؛ ثم لم يزل متعللاً حتى مات ي ذي القعدة سنة أربع وتسعين ودفن بحوش صوفية سعيد السعداء؛ وخلف أختاً شقيقة اسمها فاطمة وابنته المشار اليها رحمه الله وإيانا.
جعفر بن احمد بن عبد المهدي. مات في شوال سنة تسع وأربعين بمكة.
جعفر بن أبي بكر بن رسلان بن نصير البلقيني القاهري الشافعي ابن أخي السراج عمر وأخو البهاء رسلان وناصر الدين محمد والشهاب احمد. ذكره شيخنا في ترجمة والده من أنبائه استطراداً فقال كان فقيهاً فاضلاً ديناً متواضعاً ناب في الحكم وولي قضاء بعض البلاد كسمنود وتأخر بعد رسلان.
جعفر بن محمد بن جعفر البعلي الحنبلي ويعرف بابن الشويخ - بمعجمتين مصغر - سمع في سنة خمس وتسعين وسبعمائة علي الزين عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الرحمن بن الزعبوب الصحيح ببعلبك وحدث سمع منه الفضلاء وما لقيته في الرحلة فكأنه مات قبلها.
 
جعفر بن يحيى بن محمد بن عبد القوي الغياث أبو الغيث المكي المالكي أخو معمر وفضل الآتيين وأبوهما ويعرف بابن عبد القوي. ولد في ذي الحجة سنة ست وخمسين وثمانمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً، وعرض بالقاهرة على شيوخها وعلى كاتبه واشتغل في الفقه والعربية وغيرهما؛ وممن أخذ عنه العربية يحيى العلمي والجوجري بل اختصر شرحه للشذور من أجله وكذا أخذ في الفقه عن أولهما وحضر السنهوري واللقاني وغيرهما ولكن جل انتفاعه انما هو بأخيه، ولازمني في أشياء بل قرأ على جل المنسك الكبير لابن جماعة وقدمه البرهاني ابن ظهيرة للتوقيع ببابه فسبق من قبله لثقته وأمانته وعقله وتواضعه وخفة مؤنته بحيث أقبل عليه أصحاب الاشغال وتميز في ذلك. مات في أواخر شعبان سنة أربع وتسعين وأنا بمكة وشهدت الصلاة عليه ودفنه وتأسفنا على فقده رحمه الله.
جعفر الزين العجمي الحنفي نزيل المؤيدية. ممن قرأ عليه الزين زكريا القاضي شرح الشمسية وغالب حاشيتها للسيد وكذا أخذ عنه الحكمة ووصفه بالفضل والديانة.
جغنوس الناصري. ولي نيابة بيروت ثم صرف عنها. ومات في أوائل العشر الأخير من رمضان سنة سبع وخمسين.
جقمق بن جخيدب بن أحمد بن حمزة بن أبي نمي الحسني المكي. مات في ربيع الأول سنة خمسين خارج مكة وحمل إليها فدفن بها. أرخة ابن فهد.
جقمق الصفوي الحاجب بدمشق، قبض عليه في المحرم سنة خمس وثمانمائة ثم أرسل إلى غزة فلما تولى نوروز سنة ثمان وثمانمائة استصحبه لدمشق وقرره في الحجوبية فلما انكسر نوروز، مات فيها، ذكره شيخنا في أنبائه.
 
جقمق الظاهر أبو سعيد الجركسي العلائي نسبة للعلاء علي بن الاتابك، اينال اليوسفي لكونه اشتراه من جالبه إلى مصر الخواجا كزلك وهو صغير ورباه وأرسله إلى الحجاز صحبة والده ثم أعتقه وبقي عنده مدة حتى عرفه أخوه جركس القاسمي المصارع الماضي قريباً. فكلم أستاذه الظاهر برقوق في طلبه له من سيده ففعل وأعطاه اياه من غير أن يعلمه بعتقه فدفعه الظاهر لأخيه أنيا في طبقة الزمام وأنعم عليه بخيل وقماش ثم جعله خاصكياً بعد ايام كل ذلك بسفارة أخيه ولذا ينتسب ظاهرياً أيضاً ثم صار في الدولة الناصرية ساقياً ثم أمير عشرة ثم قبض عليه الناصر وحبسه بالقلعة لما خرج أخوه عن الطاعة ثم أطلقه واستمر إلى أن اعطاه المؤيد إمرة عشرة ثم طبلخاناه وجعله خازنداراً بعد يونس الركني الأعور ثم صار بعد المؤيد أحد المقدمين ثم استقر في الحجوبية الكبرى أيام الاشرف برسباي ثم نقله في سنة ست وعشرين إلى الأخورية الكبرى وباشر حينئذ نظر الخانقاة الصلاحية سعيد السعداء وكان ينوب عنه فيه الغرس خليل السخاوي أحد أخصائه ثم نقله إلى امرة سلاح ثم إلى الاتابكية واستمر فيها إلى ان مات الاشرف بعد أن أوصاه على ولده المستقر بعده في السلطنة والملقب بالعزيز، وصار صاحب الترجمة نظاماً إلى أن خلع العزيز بعد يسير وتسلطن في يوم الاربعاء تاسع عشر ربيع الاول سنة اثنتين وأربعين واتفق في ذلك ثم في أوائل دولته ما عرف من محاله إلى أن صفا له الوقت وظهر بتملكه صحة ما حكاه النجم بن عبد الوارث البكري المصري المالكي أنه في حدود سنة أربع وثمانمائة جاء شخص اسمه جلال إلى البرهان بن زقاعة الغزي ليشفع له عند الناصر فرج في قضية فأركبه على فرس فحل حبشي عال أصفر معصم بسواد حسن المنظر؛ قال النجم فأعجبني ذلك الفرس جداً فقلت للبرهان لمن هذا الفرس فقال لمن سيصير ملكاً قال فسألت عنه فقيل لي انه لجقمق أخي جركس هذا مع انه حينئذ لم يكن في أهل هذه الزمرة بل كان يظهر الوله والتعامي الزائد والتغفل عن أحوال الناس والتعاطي للأسباب التي تقلل غالباً الهيبة من مزيد التواضع وسائر ما ينافي أحوال الملوك ولكن قد ظهرت كفاءته وبهرت حسناته وكذا بشر به قديماً جماعة منهم الشيخ المعتقد الزين عبد اللطيف بن عبد الرحمن الانصاري الخزرجي ويعرف بابن غانم ووعده إن ولي ببناء زاوية له في القدس فما اتفق؛ ورام حين سلطنته أن يتسمى بمحمد تشرفاً ويبطل اسمه ثم رأى الجمع بينهما لما خيل من طمع الملوك فيه لظنهم كونه من غير الاتراك وكتب كذلك على أبواب كثيرة من الأماكن المجددة كالمنبر الذي جدده للبرقوقية والمدرسة الفخرية بالقرب من سوق الرقيق واستمر في المملكة إلى أن عهد لولده المنصور أبي السعادات عثمان في يوم الأربعاء العشرين من المحرم سنة سبع وخمسين؛ وكانت مدته خمس عشرة سنة الا نحو شهر؛ واتفق في أيامه ما شرح في الحوادث مما يطول إيراده خصوصاً وقد أفرد سيرته في حياته بالتأليف الرضي محمد بن الشهاب أحمد بن الغزي الدمشقي الشافعي ورأيت شيخنا ينتقي منها. وكان ملكاً عدلاً ديناً كثير الصلاة والصوم والعبادة عفيفاً عن المنكرات والقاذورات لا تضبط عنه في ذلك زلة ولا تحفظ له هفوة، متقشفاً بحيث لم يمش على سنن الملوك في كثير من ملبسه وهيئته وجلوسه وحركاته وأفعاله، متواضعاً يقوم للفقهاء والصالحين إذا دخلوا عليه ويبالغ في تقريبهم وعدم ارتفاعه في الجلوس بحضرتهم وما فعله في يوم قراءة تقليده من جلوسه على الكرسي والمعتضد بالله الخليفة دونه بحيث اقتدى به ولده المنصور في ذلك فكأنه لجريان العادة به والا فهو في باب التواضع لا يلحق، ذا إلمام بالعلم واستحضار في الجملة لكثرة تردده للعلماء في حال امرته ورغبته في الاستفادة منهم كالعلاء البخاري؛ بل لا أستبعد أن يكون له حضور عند السراج البلقيني وطبقته فضلاً عن ولده الجلال ونحوه ولهذا انتفع به كثير ممن كان يرافقه عندهم في تقديمهم للمناصب الجليلة كالقاياتي والونائي وغيرهما، مديماً للتلاوة على بعض مشايخ القراء وجوده في حال كونه أميراخور على السراج عمر بن علي الدموشي، تام الكرم بحيث يصل إلى التبذير حتى انه أعطى النجم بن عبد الوارث الماضي النقل عنه أول ترجمته حين أعلمه بأنه عزم على الحج زيادة على ألف دينار دفعة وأما قاضي الحنابلة البدر البغدادي حين حج فشيء  
كثير جداً وكذا الكمال بن الهمام، وكان زائد الاصغاء اليهما في الشفاعات راغباً في إزالة ما يعلمه من المنكرات غير ناظر لكون بعضه من شعار الملوك كابطاله سوق الرماحة للمحمل حسماً لمادة الفساد الذي جرت العادة بوقوعه عند ادارته ليلاً ونهاراً فما عمل في جل ولايته وذلك من مدة عشر سنين إلى أن مات ومسايرة أمير الحاج والمولد الذي يعمل في طنتدا وما كان يعمل بالقلعة من الزفة بالمغاني والمواصيل والخليلية عند غروب الشمس وعند فتح باب القلعة باكر النهار وبعد العشاء التي يقال لها نوبة خاتون وما كان يسقاه الملوك ومن بجانبهم من المراء بداخل المقصورة وقت خطبة الجمعة من المشروب بارشاد شيخنا له في هذا، وخرق جميع ما مع أصحاب خيال الظل من الشخوص وألزمهم بعدم العود لفعله وشدد في أمر المطاوعة جداً؛ كثير التفقد للمحابيس والكشف عنهم والاحسان إلى الأيتام بحيث أنه كان يرسل من يحضرهم له فيمسح رءوسهم ويعطي كل واحد منهم ديناراً، مائلاً لتجديد القناطر والجوامع ونحوها من المصالح العامة كقناطر بني منجا وقنطرة باب البحر وقناطر تبري الدمسيس وقناطر أمين الدين اللاهون وقناطر الرستن بين حمص وحماة والجامع المعلق المجاور لكنيسة الملكيين التي هدمها داخل قصر الشمع والمسجد الذي بخان الخليلي وعمل فيه درساً للشافعية وآخر للحنفية وغير ذلك وجامع الظاهر حيث لم شعثه بالبياض والبلاط ونحو ذلك وجامع الحاكم حيث أزال من بعض أروقته ما كان به من الاتربة المهولة وسقفته بعد تعطيله دهراً مع تبليط الجامع وحدد منبر مدرسة أستاذه البرقوقية، وأنشأ رصيفاً هائلاً ببولاق انتهاؤه عند السبكية وجسراً لأسيوط من الجبل إلى البحر وفيه قناطر أيضاً وسوراً لخانقاه سرياقوس لم يتم؛ وقرر لأهل الحرمين دشيشة للفقراء في كل يوم ولكثير منهم رواتب الذخيرة كل سنة تحمل اليهم من مائة دينار إلى عشرة أو أكثر من ذلك؛ وقراءة البخاري بمكة وما يفوق الوصف مما كثر الدعاء له بسببه؛ وكان يرى أن إصلاح ما يشرف على الهدم أولى من الابتكار؛ ولذا لم يبتكر مدرسة بل ولا تربة وهادن ملوك الأطراف وهاداهم وتودد اليهم؛ ولكثير من التركمان حتى بالتزوج منهم؛ وكان يبدي مقصده في ذلك بقوله كل ما أفعله معهم لا يفي بنعل الخيل أن لو احتيج إلى المسير اليهم، وأثكل ولداً له من نوادر أبناء جنسه فصبر واحتسب كل ذلك والأقدار تساعده والسعد يعاضده بحيث أنه لم يجرد في مدته إلى البلاد الشامية ولا أرسل تجريدة مطلقاً سوى مرة واحدة وهي نوبة الجكمي أول سلطنته مع حدة تعتريه وسرعة بطش وبادرة مفرطة ربما تؤدي إلى ما لا يليق به من ادخال غير واحد من الاعيان حبس أولى الجرائم وغيره من الحبوس وضربه لآخرين ونفيه لغيرهم بحيث وصفه بعض من أشرت إليه ممن سجنه بقوله: إنه حج في حدود سنة سبع وثلاثين وجرت له مع صاحب الحجاز قضية حقدها عليه فقابله عليها بعد تمكنه، قال وقد كان أحقد الناس وأسوءهم انتقاماً لم يكن له دأب إلا أن عاجل كل من كان أغضبه يوماً ما انتهى ووصفه بالحقد الزائد غير صحيح وكم ممن مسه منه مكروه مع كونه من خواصه وأحبابه وممن لم يبغضه قط وما كان ينقم عليه الا أنه بمجرد سماعه عن أحد ما ينكره قابله عليه بدون تفحص ولا تثبت وليت هذا الواصف اقتصر على هذا بل أفحش في حقه بما لا يقبل من مثله جرياً على عادته وعلى كل حال فالكمال لله، ومما يعاب به أيضاً انه كان ينفد ما يتحصل في يديه مع كثرته جداً أولاً فأولاً حتى انه لم يدع في الخزانة ما لا بل ولم يترك من الزردخاناه والشوب والاسطبلات السلطانية الا الربع مما خلفه الملوك قبله أو أقل والاعمال بالنيات، وقد ذكره شيخنا مع كونه ممن ألفته الحساد في أثناء أمره عنه وناله منه ما يخشى عليه بسببه في ترجمة الظاهر من نزهة الألباب في الألقاب له فقال وآخرهم يعني ممن يلقب بالظاهر سلطان العصر الملك الظاهر جقمق فاق ملوك عصره بالعلم والدين والعفة والجود أمتع الله المسلمين ببقائه. قلت وقد اجتمعت به مراراً وأهديت إليه بعد وفاة شيخنا بعض التصانيف وأنعم هو علي بما ألهمه الله به وصار يكثر من الترحم على شيخنا والتأسف على فقده بل سماه امير المؤمنين، وهو ممن اسعد في مماليكه بحيث أضيفت المملكة العظمى لغير واحد منهم فضلاً عمن دونها، ولم يزل على ملكه إلى أن ابتدأ به المرض  
وصار يظهر الجلد ولا يمتنع من الكتابة والحكم حتى غلب عليه الحال وعجز فانحط ولزم الفراش نحو شهر ثم مات وقد زاد على الثمانين وذلك بين المغرب والعشاء من ليلة الثلاثاء ثالث صفر سنة سبع وخمسين فمات تلك الليلة والقراء حوله إلى أن جهز من الغد وصلى عليه بمصلى باب القلة وحضر ولده المنصور الصلاة عليه وكذا الخليفة وهو الذي تقدم للصلاة عليه بالجماعة وكان يوماً مشهوداً لم تر جنازة لملك كجنازته في عدم الغوغاء وكثرة الأنس والخفر؛ ودفن بتربة قانباي الجركسي أميراخور كان التي جددها وأنشأها عند دار الضيافة بالقرب من القلعة، وحكى لي بعض الخيار بعد دهر أنه رآه بعد موته وكأنه في قصر مرتفع ومعه جماعة منهم والده والشيخ أبو الجود وأنه سأله عما فعل الله به فقال له والله لقد أعطانا الملك من قبل أن نرد عليه قال الرائي فقلت في نفسي هذا محتمل لارادة الملك الدنيوي وهو قد أعطيه وأردت تحقيق الأمر فقلت له ما الملك الذي أعطاكه قال الجنة ثم قال وجاء جماعة بعدنا ليس لهم فيها وقت ولا مكان رحمه الله وإيانا.
جقمق سيف الدين من أبناء التركمان ولكنه اتفق مع بعض التجار أن يبيعه ويقسم ثمنه بينهما ففعل ولذا كان يتكلم بالعربي بحيث لا يشك من جالسه أنه من بنى الاحرار، وسمي بعضهم والده عبد الله وهو اسم لمن لا يعلم اسمه غالباً. تنقل في الخدم حتى تقرر دواداراً ثانياً للمؤيد قبل تملكه ثم استمر بل عمله دواداراً كبيراً ثم ولاه دمشق سنة اثنتين وعشرين ثم بعد موته أظهر العصيان وآل أمره إلى أن أمسكه ططر بقلعة دمشق وعصره وأخذ منه مالاً ثم أمر بقتله فقتل صبراً في العشر الاخير من شعبان سنة أربع وعشرين ودفن بمدرسته التي أنشأها بالقرب من شمالي الجامع الاعظم بحضرة الخانقاه السميساطية؛ وكان عارفاً شديداً في دواداريته على الناس. ذكره ابن خطيب الناصرية وشيخنا في أنبائه.
جقمق الأرغون شاوي الدوادار. ولي نيابة دمشق وابتنى فيها في جوار الجامع الاموي مدرسة تعرف بالجقمقية ثم خرج بها عن طاعة المؤيد وجرى له ما جرى. قلت وهو الذي قبله.
جقمق المحمدي الاشرفي برسباي. أحد الخاصكية صاهر الأمين الاقصرائي على ابنته زينب بعد زوجها جانبك. وماتت معه وتهذب بصهره؛ وصارت له وجاهة وحفظ القرآن جيداً وخلفه في إنزال أهل الحرمين وإكرامهم في الجملة واستقر به السلطان حين سفر العسكر في أواخر ربيع الثاني سنة خمس وتسعين رأس نوبة السلحدارية ثم أذن له في التكلم عن الدوادار الثاني شاذ بك حين بلغه عن المتكلم ما لا يعجبه، ومولده سنة خمس وعشرين تقريباً، وحج غير مرة وجاور وسافر في عدة تجاريد، وزار بيت المقدس والخليل. ونعم الرجل.
جقمق المؤيدي الدوادار نائب الشام. مضى قريباً.
 
جكم قرا - بجيم وكاف كقمر - العلائي الظاهري جقمق ويعرف بأميراخور الجمال. ترقى بعد أستاذه اليها ودام على ذلك مدة إلى أن تسلطن الظاهر بلباي فأمره عشرة ثم ولاه الاشرف قايتباي كشف الجسور والشرقية بعناية الدوادار الكبير فانه كان ممن تقرب منه جداً ولازم خدمته والركوب معه حتى عرف به وصيره بعد علي كثير من تعلقاته بل جعله نائباً عنه بالمؤيدية وغيرها حين خرج في التجريدة التي تلف فيها، ثم ولي نيابة اسكندرية بعد اينال الاشرفي قايتباي حين انتقاله منها إلى طرابلس، وتوجه اليها فلم تطب له وتوعك بها مدة فراسل وحضر بعد الاستئذان إلى القاهرة ليتداوى فلم يلبث أن مات في المحرم سنة سبع وثمانين ودفن بتربته التي بناها عند باب مقام الشافعي. وكان ذا همة عالية ورغبة في لقاء العلماء والصالحين ممن يتردد إليه الفخر الديمي حتى كان يقرأ هو وغيره عنده، وكذا كان غيره من علماء الحنفية يتردد إليه للأخذ عنه وكثيراً ما كان يحضر دروس التقي الحصني لمجاورته له، ويجمع الكتب العلمية ويقتنيها ويظهر التفقه والتدين؛ ولما مات التقي دفنه بتربته وساعد ولده، وزارني غير مرة وأظهر همة في التكلم مع تمراز وغيره في الصرغتمشية، وبالجملة فهو من محاسن أتراك وقته رحمه الله وايانا؛ واستقر بعده في نيابة اسكندرية بعد أشهر عليبدي المحمدي الأشرفي قايتباي نقلاً له من نيابة سيس.
جكم أبو الفرج الظاهري برقوق، أمره أستاذه طبلخاناه في سنة موته ثم استقر بعده خامس ذي القعدة سنة احدى رأس نوبة بل قيل إنه لم يتأمر في أيام استاذه وأول ما شهر أمره في تاسع الشهر المذكور نعم ركب على الدوادار يشبك بالقاهرة فكانت النصرة له فاستقر في الدوادارية عوضه وأظهر العدل ثم اعتقل بقلعة المركب ثم نقل إلى حلب فحبس بدار العدل ثم إلى غيرها ثم أطلق وآل امره إلى ان ملك حلب وأقام فيها أياماً ثم اتفق هو وجماعة من الامراء على العصيان ووصلوا إلى الصالحية فخرج الناصر وكانت الكسرة على عسكره ورجع هارباً ثم كر عليهم العسكر المصري ثانياً فكانت النصرة لهم؛ وآل أمر جكم إلى أن أخذ هو وشيخ دمشق ودخلاها واستمرا بها مدة ثم اخذا أيضاً حماة وفي اثناء ذلك ظهر الناصر فرج وتسلطن فجهز تقليد شيخ بنيابة دمشق وجكم بحلب ثم أضيف إليه نيابة الرها وملك عدة قلاع كان نعير أمير العرب قد استولى عليها ومزق التركمان كل ممزق؛ وحصل بحلب وبالرها العدل والامان وقطع الخطبة للناصر، وخطب وضربت السكة باسمه ولقب بالعادل ثم أظهر الدعوة وصرح بخلع الناصر وتوجه نحو آمد لقتال قرايلوك فقتل في ذي القعدة سنة تسع، وكان مهاباً شجاعاً مقداماً مدبراً له حرمة ومهابة ممدحاً مائلاً لمجالسة العلماء ومذاكرتهم مصغياً لنظم الشعر محباً لسماعه بل ويجيز عليه الجوائز السنية؛ يتحرى العدل ويحب الانصاف لا يتمكن أحد معه من الفساد، طول ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا ترجمته وكذا المقريزي في عقوده.
جكم الاشرفي قايتباي أحد الخاصكية ويلقب بالبهلوان لتقدمه في الصراع. مات بالطاعون سنة احدى وثمانين.
جكم الظاهري خشقدم ابن اخت الاشرف قايتباي، امره استاذه عشرة ثم صار أحد الطبلخاناه وحاجب ثاني، مات بالطاعون في رمضان سنة ثلاث وثمانين عن نحو الثلاثين وحضر خاله الصلاة عليه بالمؤمنين، وكان من مساوئ الدهر.
جكم الظاهري برقوق الجركسي؛ ذكره شيخنا مجرداً في سنة ثلاث.
جكم النوري المؤيدي ويعرف بقلقسيز. أعتقه المؤيد وأقام في جملة المماليك السلطانية إلى أن عمله الظاهر جقمق خاصكياً ثم ساقياً ثم فصله عنها وجعله من الاجناد ثم عمله الاشرف اينال أمير عشرة ثم من رؤوس النوب ثم كان ممن خرج مع المجردين، ومات في عوده بغزة في شوال سنة احدى وستين.
جكم نائب قلعة كركر؛ تحيل عليه جماعة من الاكراد حتى قتلوه وطائفة من مماليكه وملكوها وذلك في سنة ثمان وستين.
جلال الاسلام بن نور الاسلام بن محمود بن علي عضد الدين بن شهاب الدين بن نور الدين الكرماني الشافعي. ممن أخذ عني بمكة.
جلبان بن أبي سويد بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني المكي. كان موجوداً في سنة اثنتين وعشرين لابن مقبل بن وهبة استقبله فضربه ليلاً بالسيف وهو متوجه لمكة فحمى لجلبان قومه؛ قاله ابن فهد.
 
جلبان العمري الظاهري برقوق أحد أمراء العشرات والحجاب ممن يميل لدين وخير، ولي حجوبية غزة بعد سنة ثلاثين وثمانمائة تقريباً ومات فيها بعد ذلك بسنيات.
جلبان الكمشبغاوي الظاهري برقوق ويعرف بقراسقل؛ تنقل في خدم استاذه إلى أن استقر في نيابة حلب عوضاً عن قرا دمرداش سنة ثلاث وتسعين؛ وجرت له مع التركمان وقعة بالباب انتصر فيها عليهم ثم أخرى مع نغير انتصر فيها أيضاً ثم قبض عليه أستاذه سنة ست؛ وحبسه مدة بالقاهرة ثم أطلقه وعمله أتابكاً بدمشق ثم كان ممن عصى على ولده الناصر، وقام مع تنم فأمسك وقتل بقلعة دمشق صبراً في رجب أو شعبان سنة اثنتين وقد أناف على الثلاثين، وكان جميلاً جيداً كريماً شجاعاً سيوساً يحب العلماء ويعتقد الفقراء، ذكره ابن خطيب الناصرية وشيخنا.
جلبان المؤيدي نائب الشام ويعرف بالأميراخور. يقال انه كان من مماليك تنبك أميراخور الظاهري المتوفي سنة تسع وتسعين وسبعمائة، فاشتراه بعد سودون طاز الظاهري أميراخور وأعتقه، وتنقل في الخدم حتى صار في خدمة جركس المصارع القاسمي ثم اتصل بالمؤيد أيام امرته فجعله من جملة أمراء آخوريته فلما تسلطن جعله من الآخورية أيضاً، ثم أنعم عليه بامرة عشرة ثم جعله أميراخور ثاني؛ ثم في حدود سنة عشرين جعله من المقدمين ثم لما جهز عسكره إلى الشام في سنة ثلاث وعشرين كان من جملة المقدمين المتوجهين فيه، ولم يلبث أن مات المؤيد والعسكر هناك وتوجه ططر بالمظفر أحمد إلى الشام فكان من جملة المقبوض عليهم وحمل إلى قلعة صفد فحبس بها إلى أن أطلقه نائبها اينال حين خرج عن طاعة الاشرف برسباي فهرب منه وقدم دمشق رغبة في طاعته ومع ذلك قبضه الاشرف ثانياً وحبسه أيضاً ثم أطلقه بعد يسير وأنعم عليه بتقدمة بدمشق ثم بنيابة حماة بعد جارقطلو ثم بنيابة طرابلس بعد موت الأتابك طراباي، ثم نقله الظاهر إلى نيابة حلب بعد عصيان تغري برمش التركماني ثم إلى دمشق بعد موت أقبغا التمرازي وحمل إليه التقليد والتشريف دولات باي المحمودي المؤيدي فناله منه شيء كثير جداً واستمر فيها حتى مات وتردد منها إلى القاهرة غير مرة، وكان مع قصره جداً أميراً جليلاً عاقلاً سيوساً عارفاً بمداراة الملوك مجرباً للوقائع والحروب والمحن متجملاً في مركبه ومماليكه وحشمه قل ان يتفق لأحد ما اتفق له فانه أقام نحو ثلاثاً وأربعين سنة أميراً بمصر والشام إلى غير ذلك، ولم يزل على جلالته حتى مات في صفر سنة تسع وخمسين عن نحو الثمانين وصلى عليه بجامع دمشق ودفن بتربة عتيقه ودواداره شاذ بك ظاهر دمشق قبلي جامع تنكز رحمه الله.
جلبان المؤيدي أحد المقدمين في الدولة المؤيدية ورأس نوبة الصارمي ابراهيم المدعو سيدي. توفي بحبس اسكندرية مقتولاً سنة أربع وعشرين.
جماز بن مفتاح العجلاني المكي. أحد القواد. مات في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين. أرخه ابن فهد.
جماز بن مقبل العمري القائد، قتل مع السيد رميثة في رجب سنة سبع وثلاثين ببلاد الشرق، أرخه ابن فهد أيضاً.
جماز بن منصور بن عمر بن مسعود العمري القائد بمكة، مات بناحية اليمن سنة ست وأربعين، أرخه ابن فهد أيضاً.
جماز بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني أمير المدينة، مات مقتولاً في حرب بينه وبين أعدائه سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وقد كان أخذ حاصل المدينة ونزح عنها فلم يمهل مع أنه كان يظهر إعزاز أهل السنة ومحبتهم بخلاف ثابت بن نعير.
جمال بن عز الدين بن جمان أحمد الكيلاني. هكذا جرده ابن فهد.
جقمق في حوادث سنة عشر.
جميل بن أحمد بن عميرة بن يوسف ويعرف بابن يوسف؛ شيخ العرب ببعض إقليم الغربية والسخاوية من الوجه البحري. مات في جمادى الأولى سنة خمس وستين عن أزيد من ستين سنة وخلف شيئاً كثيراً من حلال وحرام مع أنه كان يتدين ويعف لكن عما عدا المظالم.
جنبك اليحياوي الظاهري أتابك العساكر بحلب وهو تخفيف من جانبك قتل في وقعة حلب بساجورا مع أحمد بن أويس وقرا يوسف في منتصف شوال سنة اثنتين.
 
جنتمر بن عبد الله التركماني الطرنطاي وهو تخفيف أيضاً من جان تمر. كان قد ولي نيابة حمص ونيابة بعلبك وأسر في المحنة العظمى ثم خلص من الأسر بعد مدة وحضر إلى مصر فتولى كشف الصعيد فقتله عرب ابن عمر في صفر سنة أربع، وقتلوا من حاشيته مقدار مائتي نفس ونهبوا جميع ما كان معهم من الانفال والاحمال والخيول. وكان حسن المحاضرة بشوشاً كريماً شجاعاً مقداماً مع ظلم كثير وعسف. ذكره شيخنا في أنبائه.
الجنيد بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن أبي طالب عفيف لدين أبو عبد الله بن جلال الدين أبي الفتوح الكازروني البلياني الاصل الشيرازي المذكور أبوه في المائة قبلها. ولد في شوال سنة ست وأربعين وسبعمائة سمع مع أبيه بمكة من ابن عبد المعطي والشهاب بن ظهيرة وأبي الفضل النويري وجماعة ومن آخرين بالمدينة وبلاده، وأجاز له ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وابن كثير والعز بن جماعة والمحب الصامت وآخرون منهم أبو عبد الله محمد اليزدي والنور الايجي وسعد الدين المصري والزين علي بن كلاه الخنجي وأبو الفتوح الطاووسي خرج لهم عنهم الشمس الجزري مشيخة، وحدث بها وأخذ عنه الطاووسي وقال كان ملاذ الضعفاء والمساكين ذا كرامات ظاهرة وأحوال شهيرة. مات في يوم الجمعة ثامن عشر ربيع الثاني سنة تسع بعد أن صار عالم شيراز ومحدثها وفاضلها. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار لكن في سنة احدى عشرة وقال أفادنا عنه ولده الشيخ نور الدين محمد لما قدم رسولاً عن ملك الشرق بكسوة الكعبة في سنة ثمان وأربعين.
الجنيد بن حسن بن علي محب الدين التخجواني وربما يقال الاقشواني القاهري الشافعي خادم البيبرسية ووالد محمد الآتي ويسمى احمد. ولد تقريباً بعد سنة أربعين وسبعمائة وكتب بخطه على بعض الاستدعاءات مع أنا لم نر له سماعاً نعم سمع بأخرة علي الشهاب الواسطي المسلسل والاجزاء التي اشتهر بروايتها وقبل ذلك على النور الابياري نزيل البيبرسية ثم على الشمس محمد بن عبد الرحمن ابن المرخم بل سمع بقراءتي على شيخنا والسيد النسابة وغيرهما، ولزم وظيفته بصولة وحرمة حتى شاخ فانقطع، وباشرها ابنه إلى أن مات في ذي القعدة سنة سبع وخمسين فاستقر فيها بعده رحمه الله.
الجنيد السكري. في محمد بن محمد بن. وكذا في محمد بن محمد فقط فيجمعا.
 
جهانشاه بن قرا يوسف بن قرا محمد التركماني الاصل صاحب العراقين وملك الشرق، إلى شيراز وممالك اذربيجان. مات قتلاً فيما قيل بيد أعوان حسن بك بن قرا يلك بالقرب من ديار بكر أو موتاً سنة اثنتين وسبعين، وقد زاد على الستين ونهبت أمواله وأرسل حسن بك برأسه إلى القاهرة فعلقت، وكان من أجلاء الملوك وعظمائها لا يتقيد بدين كأقاربه واخوته مع التعاظم والجبروت وسفك الدماء بحيث انه قتل ابنه بيرشاه بضع بداق صاحب بغداد وربما احتجب عن رعيته الشهر في انهماكه. وينسب مع قبائحه إلى فضل في العقليات وغيرها وعلى كل حال فمستراح منه، وكان مولده في اوائل القرن تقريباً بماردين. ولذا قيل انه كان سمي ماردين شاه وأن اباه لما ذكر له ذلك غضب وقال هذا اسم للنسوة وسماه جهانشاه. ونشأ في كنف أبيه ثم أخيه اسكندر ثم لما ترعرع فر منه إلى جهة شاه رخ ابن تيمور فأرسل إليه من قبض عليه وجيء به إليه فأراد قتله فكفته أمه ثم بعد يسير فر ثانياً ولحق بشاه رخ فأكرمه وأنعم عليه بعدد ومدد عوناً له على قتال أخيه إلى أن انكسر ثم قتله ابن نفسه شاه فوماطفي ذي القعدة سنة احدى واربعين وبعث لعمه صاحب الترجمة بذلك، ورسخت قدمه حينئذ في مملكة تبريز وما والاها على انه نائب شاه رخ، وعظم واستمر في تزايد إلى أن عد في ملوك الأقطار ثم ملك بغداد بعد موت أخيه أصبهان؛ وكثرت عساكره وعظمت جنوده وأخذ في مخالفة شاه رخ باطناً، وحج الناس في أيامه بالمحمل العراقي من بغداد في سني نيف وخمسين، ولا زال كذلك حتى مات شاه رخ وتفرقت كلمة أولاده؛ واستفحل أمره لذلك جداً بحيث جمع عساكره ومشى على ديار بكر في سنة أربع وخمسين لقتال جهان كير المذكور بعده وأخذ منه أرزنكان بعد قتال عظيم والرها بقلعتها وأرسل قطعة من عساكره لحصار جهان كير بآمد ووصلت عساكره إلى أراضي ملطية ودوركي ثم أرسل قصاده في سنة خمس وخمسين إلى الظاهر بأنه باق على المودة وأنه ما مشى على جهان كير الاحمية له ورماه بعظائم فأكرم قصاده وأحسن اليهم وأرسل صحبتهم قانم التاجر معه جملة من الهدايا والتحف. جهان شاه هو محمود بن محمد بن قاوان. يأتي.
جهان كير بن علي بك بن عثمن المدعو قرا يلك بن قطلو بك صاحب آمد وماردين وأرزنكان وغيرها. ولد بديار بكر في حدود العشرين وثمانمائة تقريباً ونشأ تحت كنف أبيه وجده وقدم مع والده إلى الديار المصرية، وأنعم عليه بامرة حلب فتوجه اليها وأقام بها مدة إلى أن ولاه الظاهر جقمق الرها، وعظم وكثرت جنوده؛ ثم ملك آمد بعد موت عمه حمزة بعد حروب ثم أرزنكان ثم ماردين وغيرها إلى أن صار حاكم ديار بكر وأميرها وحينئذ أظهر الخلاف على الظاهر وضرب بعض بلاده وانضم إليه بيغوت الأعرج نائب حماة ومن شاء الله وبينما هو كذلك طرقه جها نشاه الماضي قبله فشتت شمله ومزق عساكره، فلما ضاق الامر على صاحب الترجمة أرسل بأمه إلى البلاد الحلبية تستأذن نواب البلاد الشامية وهم بأجمعهم بحلب إذ ذاك في قدومها إلى الديار المصرية لاسترضاء السلطان على ولدها وكان قد أرسل قبل ذلك بولده يسأل الدخول تحت الطاعة فمنعوها فرجعت إلى آمد وفي غضون ذلك أرسل بأخيه حسن في شرذمة من عساكره إلى عمه حسن بن قرا يلوك وهو في عسكر كثيف من عسكر جهانشاه فظفر عمه به فقتله وبعث برأسه إلى أخيه صاحب الترجمة بعد أن قتل حسن المقتول جماعة من عسكر جهانشاه الذين كانوا مع عمه ولما بلغ ذلك جهانشاه غضب واشتد حنقه وقدم إلى آمد فحاصرها وجهان كير بها. جوان اللعين صاحب قبرس. يأتي في صاحب من الألقاب.
جوبان الظاهر برقوق المعلم. كان خاصكياً ومعلماً للرمح في أيام أستاذه تركي الجنس سليم الباطن انتهت إليه الرياسة في تعليم الرمح في زمانه بحيث كان حكماً بين أهله في الأيام المؤيدية ثم الأشرفية برسباي، واستمر على ما هو عليه من القوة في تعليمه حتى بعد شيخوخته. مات في سنة نيف وثلاثين.
جوكي بن شاه رخ. مضى في أحمد.
 
جوهر صفي الدين الارغوني شاوي الحبشي. خدم بعد موت أستاذه في حدود سنة ثلاث وثلاثين عند الظاهر جقمق وهو أميراخور وسافر معه في بعض سفراته إلى البلاد الشمالية فلما تسلطن جعله ساقياً وعظم قدره في الدولة وصارت له كلمة مسموعة مع عقل وأدب وسيرة حسنة مع الناس ثم صار بعد موته رأس نوبة الجمدارية فزادت بذلك عظمته؛ ولم يزل على ذلك حتى مات في شعبان سنة سبعين ودفن من الغد بتربة قانباي الجركسي وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمنين وهو في عشر الستين ولم يخلف بعده مثله ديناً وأدباً وحشمة ورياسة وتواضعاً وعقلاً مع محبته في العلماء والصالحين وكتابة للمنسوب وفضيلة في الجملة رحمه الله وإيانا.
جوهر صفي الدين عتيق الزهوري المصري الدلال. سمع على الجمال الحنبلي ثمانيات النجيب وحدث سمع منه الفضلاء. مات سنة بضع وأربعين، وكان وكيلاً بباب الخرق وربما دلل.
جوهر التمر بغاوي الظاهري الحبشي. ممن يندبه الاشرف في أمور من جملتها بركة ابن الجريش بمكة.
جوهر التمرازي تمراز الناصري النائب الحبشي. خدم بعده المؤيد شيخ وصار من الجمدارية الكبار ثم بعد دهر ولاه الظاهر جقمق الخازندارية بعد موت جوهر القنقباي فحسنت مباشرته ولم يلبث أن عزل بفيروز النوروزي الرومي بل وصودر وسجن ثم أطلق وأقام بطالاً إلى أن ولي مشيخة الخدام بالحرم النبوي بعد موت فيروز الركني، وتوجه إلى المدينة في سنة تسع وأربعين فأقام بها حتى مات في أواخر التي بعدها بعد أن تمرض أياماً وهو في الخمسين تقريباً، واستقر بعده في المشيخة فارس كبير الطواشية هناك؛ وكان مليح الشكل كريماً ذا حشمة وتواضع وذوق، محباً في النادرة والنكتة سريع الفهم لها عفا الله عنه. ذكره العيني باختصار.
جوهر الحبشي فتى عبد القادر بن فريوات الحلبي. ممن سمع مني بمكة.
جوهر الحبشي فتى علي بن الزكي أبي بكر الآتي. ممن سمع مني أيضاً بمكة.
جوهر السيفي استادار الذخيرة، وصرف عنها بالزين عبد الرحمن بن الكويز في سنة أربع وأربعين.
جوهر شرا قطلي الحبشي الخازندار الزمام، مات في صفر سنة اثنتين وثمانين، وصلى عليه ثم دفن بتربة بالقرب من تربة كنفوش، واستقر بعده خشقدم الاحمدي اللالا شاد السواقي.
جوهر الشمسي بن الزمن الحبشي. رباه أحسن تربية وبرع في التجارة، وصار من أعيانهم وابتنى بعض الدور بمكة وقد رافقته في عودي من المدينة بمكة فحمدت عقله وأدبه وخدمته ورغبته في الخير. جوهر الصفوي. يأتي في المنجكي قريباً.
جوهر العجلاني نسبة لعجلان بن رميثة صاحب مكة؛ كان ينطوي على خير وديانة وهو المربي لولدي سيده علي وحسن؛ مات في سنة تسع أو عشر ودفن بالمعلاة، ذكره الفاسي في مكة.
 
جوهر القنقباي نسبة لقنقباي الجركسي الطواشي الحبشي الخازندار الزمام بالباب السلطاني، تنقلت به الاحوال بعد سيده إلى أن خدم عند العلم ابن الكويز؛ فسار عنده سيرة حسنة لأنه كان يحب أهل القرآن، ويدرس فيه ويقرب أهله ويتدين ويتعفف؛ فعظم بذلك قدره عنده، واستمر إلى أن مات فحمل قليلاً ثم اتصل بالأشرف بواسطة سميه جوهر اللالا الآتي قريباً، فاستخدمه في باب السلطان وقربه منه فآنس به لعقله وسكونه وتدينه ولم يلبث أن استقر به في الخازندارية عوضاً عن خشقدم لانتقاله للزمامية فباشرها في أول أمره مباشرة حسنة وتقرب من الناس جداً وتزاحموا على بابه وصار يقضي حاجة من ينتمي إليه فاشتهر بذلك وهرع إليه أرباب الحوائج وأخذ في التقرب من السلطان بتحصيل الأموال من وجوه أكثرها لا يحل، وكان يغريه ويتبرأ عند الناس من ذلك ويظهر الانكار سراً وهو السبب الاعظم في اطلاق أموال التجار ورخص بضائعهم وغلبة الفرنج لهم حتى صار التاجر يغيب السنة فما فوقها ويحضر فلا يستطيع أن يبيع حملاً واحداً من بضاعته ولا يجد من يشتريه ويستدين نفقته على نفسه وعياله وعنده ما يساوي عشرة آلاف دينار وبقوا على هذا البلاء نحو عشر سنين بقية مدة الاشرف بل تمادى الحال على ذلك بعده، وأضيفت إليه بعد الاشرف وظيفة الزمام عوضاً عن فيروز الجركسي بسفارة خوند البارزية فانها كانت تعرفه حين كان زوجاً لابن الكويز بتلك الأوصاف؛ هذا مع كونه كان يعرف ما كان يعامل به الناس في الأيام قبله بل كان أحد المنكرين لسيرته ولكنه أعنى جوهر مع جمعه بين الوظيفتين ومساعدة خوند لم يتمكن مما كان يفعله قبل وصار خائفاً يترقب ويتوقع الايقاع به والسلطان يغضى عنه إلى أن حصل له في موضع مباله دمل فآلمه وحبس عنه الاراقة ثم فتح فتألم منه شديداً مع كونه استراح بفتحه من الالم وكون في موضع آخر فأقام بذلك نحو الشهرين واشتد به الامر في العشر الاوسط من رجب وأرجف بموته ثم كانت وفاته في ليلة الاثنين مستهل شعبان سنة أربع وأربعين آخر يوم من كيك وقد جاز السبعين؛ وله مآثر منها الدار التي بدرب الاتراك بالقرب من جامع الازهر والمدرسة التي عند باب السر لجامع الازهر من الجهة القبلية وفتح لها شباكاً في جدار الجامع وأفتاه بذلك جماعة وامتنع من الكتابة العيني بل حط عليه في تاريخه بسببه كثيراً؛ وكان بناؤه لها في أواخر عمره ولما قرب فراغها مات فدفن بها، ومن قبائحه انه كان له قريب من الحبوش فأسكنه في دير عند بساتين الوزير فعمره وصار هو ومن معه يتظاهرون بما لا يتظاهر به غيرهم بجاهه فالله أعلم بسريرته؛ وأنه حين سافر الكمال بن البارزي لدمشق على قضائها وكان باسمه قضاء دمياط استقر فيه حين سفر الولوي بن قاسم إلى المدينة النبوية عوضاً عنه، وكان هو مقرراً فيه بعد موت ابن مكنون سأله أن ينزل له عنه ففعل فجرى على عادة ابن قاسم فيها لأنه كان يطلع على ذاك لما بينهما من الصداقة بل زاد عليه استئجار الأوقاف بالنزر اليسير بالنسبة لما يحصل له منها جرياً على عادته في سائر مستأجراته فانه كان يستأجر القرية بخمسين ديناراً وهي تغل قدر المائة أو أزيد ويصرف أجرتها على حساب صرف الدينار بأحد عشر وربع درهم وزناً وهو يساوي حينئذ أربعة عشر درهماً وربع درهم ثم يبيع عليهم بذلك عسلاً يقيمه عليهم بثلاثين درهماً وهو يساوي عشرين ونحوها فلا يتحصل لهم من الجهة نحو عشرين وقس على ذلك، ومن خالفه في شيء مما يرومه لا يأمن على نفسه ولا ماله وفي الاحيان يمتنع من صرف الاجرة أصلاً ويقول إن كانت الارض مصرية شرقت مع أنه كان ربما استأجرها مقيلاً ومراحاً وان كانت شامية كانت ممحلة من المطر ونحو ذلك؛ وكانت علامته في مراسيمه لنوابه في دمياط ونحوهم بخطه الداعي جوهر الحنفي، وتوسع في تحصيل الاقطاع والارصادات إلى أن قيل إنه وجد باسمه بعد موته نحو خمسين ما بين رزق واقطاع ومستأجرات، هذا وهو مع ذلك يواظب على الصلاة والتلاوة ويقرب أهل القرآن ويتصدق في فقراء الحرمين بجمل من المال. ذكره شيخنا في أنبائه.
 
جوهر اللالا عتيق أحمد بن جلبان، وكان قبله لعمر بن بهادر المشرف ثم اتصل بخدمة الشرف قبل تملكه فتنقل معه وقرره لآلة ولده الأكبر محمد ثم يوسف ثم تقرر زماماً بعد موت خشقدم مضافاً للوظيفة الأخرى، فلما تسلطن العزيز فخم أمره وشمخت نفسه وظن الأمور تدور عليه فانعكس عليه الأمر وقبض عليه في أول دولة الظاهر وسجن بالبرج ثم أفرج عنه وهو ضعيف بمرض القولنج ثم حصل له الصرع إلى أن مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين عن نحو الستين ودفن بمدرسته التي أنشأها بالمصنع وهي حسنة كان شيخها شيخنا التقي الشمني رحمه الله. وكان محباً في العلماء والصالحين محسناً اليهم مكرماً لهم، أثنى عليه المقريزي وغيره رحمه الله.
جوهر المحبي بن الاشقر الحبشي. ممن تردد لسماع الحديث مع أولادنا.
جوهر المعيني الحبشي نسبة لمعين الدين الدمياطي الابرص. كان له أخ من جملة مماليك بردبك الاشرفي اينال فالتمس من سيده أخذه من معين الدين ففعل فبادر لارساله إليه فأقام في خدمته وصار لخوند الكبرى أم خوند زوجة أستاذه إليه بعض الميل فقدر سفرهما إلى الحج فاستصحبته الكبرى معها فلما وصلت إلى مكة أشارت ابنتها باقامته هناك فأقام مدة وضعف بحيث أشرف على الموت وتوسل حتى أذنوا له في الرجوع فرجع وصار يتردد إلى الكمال امام الكاملية ويقرأ عليه أحياناً فاختص بصحبته ولزم خدمة خوند الكبرى وابن أخيها العلاء بن خاص بك وابنته وأحبوه بالنسبة لابنة أستاذه فلما آل الأمر إلى الأشرف قايتباي وصارت ابنة العلاء زوجته هي خوند كان هذا من جملة خدامها وعمل ساقياً وذكر بديانة ومحبة في العلماء ولزم من ذلك مساعدته لبني شيخه الكمال في أخذ وظيفتي مشيخة الحديث بدار الحديث الكاملية التي صارت إلي بعد أبيهم بطريق شرعي متوهماً أن ذلك فرية سيما ولم يعدم مخاصماً ممن يتشبه بالفقهاء ونحوهم يحثهم على ذلك ومع ذلك فلم ينجر السلطان معهم ومللت فسكنت فبذل هذا حينئذ مالاً حتى اتصل كتاب الوقف بشاهدي زور لكون فيه أن للناظر العزل بجنحة وغيرها مما مع ارتكابهم فيه لما أشرت إليه لا يقتضي إخراج المتأهل وتقرير غيره وآل الأمر إلى أن صارت لعبد القادر بن النقيب بنزول مما ساعده المشار إليه بقدر يسير كان يمكن هذا لو كان توجهه صحيحاً دفعه وابقاء الوظيفة مع من هو منفرد باستحقاقها ولكن شأن هذا غالباً عدم الاهتداء للاصلاح بحيث لم يصلح بين ولدي شيخه ولا بين ولدي النور الفاكهي ونحو ذلك وربما يتعلق بأمر يتوهمه تديناً، وما أحسن قول القائل: من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح. وقد حج في خدمة خوند وابتنى مدرسة بغيط العدة بالقرب من نواحي جامع أمير حسين قرر بها مدرساً وقارئاً للبخاري ونحو ذلك؛ وصار إلى ضخامة ووجاهة، وانتمى إليه غير واحد من الطلبة ونالوا بسببه بعض الجهات وعلى كل حال فهو أولى من خشقدم الزمام ومثقال الحبشة ونحوهما.
جوهر المنجكي ابراهيم بن منجك صفي الدين الحبشي الطواشي ويقال له الصفوي. صار من جملة مقدمي الاطباق مدة حتى ولاه الظاهر جقمق نيابة تقدمة المماليك بعد فيروز الركني فحسنت حاله وعمر مدرسة برأس سويقة منعم عند عرصة القمح تجاه سبيل المؤمنين ولم يتأنق فيها وعمل بها درساً في الفرائض قرر به أبا الجود المالكي وهو الآن مع عبد الرحيم المنشاوي وأول ما أقيمت الجمعة بها في رابع رمضان سنة أربع وأربعين وعزل عن النيابة بجوهر النوروزي حتى مات فجأة في مستهل ذي الحجة سنة احدى وخمسين، ورأيت من أرخه سنة اثنتين وخمسين فالله أعلم، وكان طارحاً للتكلف رقيقاً إلى الطول أقرب.
جوهر النوروزي نوروز الحافظي صفي الدين الحبشي. أصله من خدم ابنة الخواجا الشمسي بن المزلق فلما تزوج بها الأمير نوروز المشار إليه صار في خدمته فعرف به، ورأيت قائل هذا قال في موضع آخر ان أصله من خدام أخت نوروز فالله أعلم، ثم خدم بعده جماعة من أعيان الأمراء كالأتابك جارقطلي إلى أن ولي نيابة تقدمة المماليك بعد سميه الذي قتله في حدود سنة خمسين ثم استقر في الخدمة في سنة اثنتين وخمسين بعد عزل عبد اللطيف العثماني الرومي ثم انفصل في سنة أربع وخمسين بمرجان العادلي المحمودي الذي كان استقر عوضه في النيابة ولزم هذا داره مدة إلى أن مات مرجان في سنة خمس وستين فأعيد وباشرها على أجمل وجه إلى أن اختار الانفصال عنها للعجز عن جلبان الظاهر خشقدم واستقر عوضه نائبه مثقال الحبشة ولزم هذا داره على أحسن حال، وقيل إنه أخرج بعد انفصاله بمرجان إلى القدس بطالاً فالله أعلم، وكان متجملاً في ملبسه ومركبه.
جوهر اليشبكي الهندي المعروف بالتركماني لكونه على الاشهر معتق أخت يشبك الجكمي أميراخور زوجة أقبغا التركماني بل قيل انه معتق يشبك نفسه. اتصل بعد موت أقبغا ببيت السلطان وصار بعد مدة شاد الحوش ثم استقر في دولة الظاهر خشقدم في الزمامية والخازندارية بالبذل بعد عزل لولو الاشرفي في أوائل سنة خمس وستين أو أوائل التي بعدها مع كونه من صغار الخدام، واستمر حتى مات بعد تمرضه أشهراً في ليلة الجمعة مستهل جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وحضر السلطان الصلاة عليه قبل الجمعة بالمؤمنين، ودفن بالصحراء وقد ناهز الستين؛ وهو صاحب البستان الذي أنشأه بقرية دموة بالجيزة.
جويعد بن بريم بن صبيحة بن عمر العمري القائد. مات بمكة في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين؛ أرخه ابن فهد.
جياش بن سليمان بن داود بن أبي بكر زين الدين السنبلي اليماني أحد عظماء الأمراء بها ومات.
جيرك أو ميرك القاسمي وربما زيد الفاء أوله. من كبار الأمراء تنقل في الولايات منها نيابة غزة، ومات بدمشق في جمادى الأولى سنة احدى وعشرين ذكره شيخنا في أنبائه جينوس بن جاكم بن بيدو بن أنطون بن جينوس متملك قبرس ملكها بعد أبيه في حدود سنة ثمانمائة، واستمر بها حتى قبض عليه عسكر الاشرف برسباي وجئ به في جملة اسرى إلى الديار المصرية فأقام بالقاهرة مدة ثم أعيد إلى مملكته بعد تقرير شيء معين عليه في كل سنة إلى أن هلك في سنة خمس وثلاثين؛ واستقر بعده ابنه جوان، وكان شكلاً طوالاً خفيف اللحية أشقرها له ذوق في الجملة ومعرفة لكنه غير عارف باللسان العربي وداخله من الركب من عساكر المسلمين ووفور نظامهم ما اقتضى له الوصية لأولاده وأتباعه بعدم الخروج عن طاعة سلطان مصر فيما بلغنا، وطول المقريزي في عقوده بذكره.

حرف الحاء المهملة

حاتم بن عمر بن زكي الدين الدمشقي. ممن سمع منى بمكة.
حاجي بن إياس الهندي مولى السيد محمد بن جعفر بن علي الآتي سمع منى مع سيده.
حاجي بن الاشرف شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون، استقر في السلطنة بعد أخيه المنصور على وهو ابن نيف على عشر سنين، ولقب بالصالح ثم انفصل بعد سنة ونصف وخمسة عشر يوماً بمدبر مملكته الأتابك برقوق في رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة وأمره باقامته في داره بقلعة الجبل جرياً على عادة بني الأسياد إلى أن خلع الظاهر برقوق وسجن بقلعة الكرك فأعيد ثانياً وغير الصالح لقبه بالمنصور كأخيه، وكان يلبغا الناصري مدبر مملكته حينئذ بل هو السلطان في الحقيقة فأقام دون تسعة أشهر وعاد الظاهر بعد خلعه له ودخلا مصر في صفر سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، واستمر المنصور ملازماً لداره إلى أن مات، وقد زاد على الأربعين في تاسع عشر شوال سنة أربع عشرة بعد أن تعطلت حركة يديه ورجليه منذ سنين، ودفن بتربة جدته خوند بركة أم الاشرف شعبان، قال العيني كان شديد البأس على جواريه لسوء خلقه من غلبة السوداء غير منفك عن الاشتغال باللهو والسكر، ذكره شيخنا.
حاجي بن عبد الله الزين الرومي ويعرف بحاجي فقيه شيخ التربة الظاهرية خارج القاهرة. كان عرياً من العلم إلا ان له اتصالاً بالترك كدأب غيره، مات في شوال سنة ثمان عشرة واستقر في مشيختها الشمس البساطي. قاله شيخنا في أنبائه.
حاجي بن محمد بن قلاوون الملك المنصور. مات في سنة احدى.
حاجي بن مغلطاي ويقال له أمير حاج، مضى في الهمزة.
حاجي فقيه؛ في ابن عبد الله قريباً.
حازم بن عبد الكريم بن محمد أبي نمي الحسني المكي؛ كان من أعيان الأشراف ممن صاهره الشريفان أحمد وعلي ابنا عجلان الأول على أخته والآخر على ابنته وعظم أمره لذلك، ومات في أول القرن، ذكره الفاسي ورأيت من قال في سنة عشر.
حافظ بن مهذب بن نير الجانفوري الهندي. ممن سمع منى بمكة.
حافظ. في عبيد الله بن عبد الله.
حافظ آخر مقرئ كان شيخ قبة المرح. في محمد بن علي.
حامد بن أبي بكر بن علي الزين الجيرتي الحنفي المقرئ نزيل مكة والمتوفي بها في نحو التسعين ممن سمع منى بالمدينة، وكان دائماً خيراً مديماً للأشتغال.
حامد المغربي التاجر السفار. ممن استأجر بالسويقة من مكة بيتاً من أوقاف السيد حسن بن عجلان. مات بها في شوال سنة إحدى وثمانين ودفن بالمعلاة.
حبك بضم المهملة والموحدة وآخره كاف. رأس نوبة وأحد الطبلخاناه بمصر في أيام الناصر فرج. مات في مستهل ذي القعدة سنة ثلاث وخرج أقطاعه الخمسين من مماليك الناصر، وكان من الجهلة المفسدين. قاله العيني.
حبيب الله بن الحسين بن علي السنغري اليزدي الشافعي. قدم القاهرة في رجب سنة أربع وتسعين وهو ابن بضم وثلاثين فنزل البيبرسية وأكرمه السلطان بعناية مرزا وغيره ثم خمد بعد أن حج فيها وعاد ودخل في التي تليها دمياط وتزوج عدة وأقرأ بعض الطلبة كالجلال بن الابشيهي ولازمه التاج بن شرف وغيره؛ ورأيته كتب في إجازة أنه يروى عن جماعة منهم صهره نظام الدين إسحق؛ وبلغني انه أخذ بالقاهرة عن عبد الغني بن البساطي والديمي وببيت المقدس عن الكمال بن أبي شريف وان له تصانيف ولا عهد له بالفقه ونحوه، وقال لي البدر العلائي وهو ممن يطريه انه متميز في الأصلين وأنه في أصل الدين أميز مع العقليات والرياضيات والعربية وانه يقرئ القونوي بحل العبارة من غير تميز في الحفظ والاستحضار ولكنه في معارفه كلها يقرئ ما يطالعه، ثم حكى لي بعض أهل تلك النواحي أن أباه من آحاد المكاسين وان هذا ممن عرف بالسفه بحيث أخذ بأمرد وعزر أقبح تعزير وان ما سبق فيه مبالغة إذ لا وزن له هناك بحيث لا يؤهل لا قراء مقدمات الصرف ونعجب في هذا من المصريين، ورام الاجتماع بي والتمس من بعض الطلبة إعلامه بتعيين يوم ختمه علي لصحيح مسلم فما وافقت، واستمر بالقاهرة حتى مات مطعوناً في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين عفا الله عنه.
حبيب الله بن خليل الله بن محمد الكازروني. ممن سمع منى بمكة.
حبيب الله بن عبيد الله بن العلاء محمد بن محمد الحسني الأيجي الشيرازي المكي الشافعي وأمه السيدة بديعة ابنة النور أحمد بن السيد صفي الدين عم أبيه ويعرف كأبيه وجده بابن السيد عفيف الدين، ولد فطن لبيب قارب المراهقة سمع علي في مكة بل قرأ علي يسيراً وكان مشتغلاً بالقرآن والنجابة عليه لائحة مات في سنة ثمان وثمانين عوضه الله وأبويه الجنة.
حبيب بن يوسف بن صالح بن محمد الكيلاني القاهري الشافعي المقرئ. قرأ على التاج بن تمرية وأقرأ؛ وكان صوفياً بالأشرفية برسباي وقرض لجعفر بعض تصانيفه.
حبيب بن يوسف بن عبد الرحمن الزين الرومي العجمي الحنفي. قرأ للثمان على الشمس الغماري بقراءته على أبي حيان وكذا قرأ على التقي البغدادي وروى عن الشمس العسقلاني وغيره وأم بالأشرفية برسباي واستقر في مشيخة القراء بالشيخونية وبالمؤيدية؛ وتصدى للاقراء فانتفع به خلق. وممن تلا عليه للسبع الشمس بن عمران وابن كزلبغا، واستقر في امامة الأشرفية بعده؛ ورافقه في الأخذ عنه التقي أبو بكر الحصني وذلك في سنة اثنتين وأربعين أو بعدها وروى عنه بالاجازة ابن أسد والتقي بن فهد وآخرون.
حبيب آخر يدري القراءات. تلا عليه في جامع الأزهر وغيره غير واحد؛ مات نحو سنة سبعين.
حجاج بن عبد الله بن عبد الرحمن الفارسكوري الحريري. ولد بعد سنة خمس عشرة وثمانمائة تقريباً بفارسكور وقرأ بها القرآن واشتغل في النحو على يوسف البلان الآتي، ولقيه البقاعي وابن فهد فكتبا عنه في شعبان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة من نظمه.

هب النسيم سرى في غيهب الغسق

 

على الأزاهر ماس الغصن بالورق

وأيقظ الورق مثل الغصن في سحر

 

هبت به نسمة تحيي لمنـتـشـق


في أبيات، وهو حلو النظم بلا تكلف وإن كان غيره أشبه منه في العربية، وتأخر إلى بعد سنة أربع وتسعين.
حجر بن يوسف بن شاهين الكركي الاصل القاهري الآتي أبوه؛ تشبه أبوه في تسميته بلقب الجد الاعلى لجده لأمه شيخنا ولم يلبث أن مات وهو طفل. حدندل، في على غير منسوب.
حرب بن بن عبد القادر شيخ جبال نابلس؛ مات بالبرج في صفر سنة تسع وثمانين.
حرسان بن شميلة بن محمد بن سالم الحفيصي المكي الآتي أخوه راجح وأبوهما، مات بمكة في رجب سنة سبع وتسعين شبه الفجاءة ودفن عند سلفه بالمعلاة.
حرمي بن سليمان الببائي ثم القاهري الشافعي، ولد قبل الخمسين وسبعمائة وتفقه قليلاً وسمع من البهاء بن خليل وغيره وناب في الحكم، ودرس بالشريفية وأعاد بالمنصورية لرغبة بعض العجم له عنها وقال الشاعر في ذلك:

قالوا تولى الببائي مع جهالـتـه

 

وكان أجهل منه النازل العجمي

فأنشد الجهل بيتاً ليس تنـكـره

 

ما سرت من حرم الا إلى حرم

واتفق أن جركس الخليلي غضب على شاهد عنده مرة فصرفه واستخدم عنده حرمياً هذا فنقم عليه أمراً فأنشد الشطر الأخير وأشبع فتحة الراء فعد ذلك من نوادر الخليلي، مات في ربيع سنة سبع وقد جاز الستين، ذكره شيخنا في أنبائه.
حزمان بالفتح وهو اسم جركسي الظاهري برقوق. ممن ترقى في أيام ابن أستاذه حتى عمل نائب القدس ثم صار دواداراً ثانياً ثم خرج عن طاعته وفر قاصداً دمشق فأمسك بغزة وجئ به فحبسه الناصر أياماً ثم وسطه في سنة أربع عشرة.
حزمان الأبو بكري المؤيدي شيخ. ترقى إلى أن صار خاصكياً وعرض عليه الاشرف إينال الامرة عوضاً عن بعض الأمراء المجردين لابن قرمان لكونه كان معه علي المنصور وأصيب بنصل نشاب خرق خده ودخل فيما قيل لجوفه فأبى؛ ولم يلبث أن مات في شوال سنة احدى وستين ودفن بمدرسته التي أنشأها تجاه حدرة البقر من الشارع؛ وخطيبها وامامها الآن المقرئ الشمس قرمش الضرير، وبلغني انه كان خيراً.
حزمان اليشبكي يشبك الشعباني، ترقى بعد أستاذه إلى أن تأمر في أواخر دولة المؤيد أو في دولة ولده، ولم تطل أيامه؛ ومات في سنة أربع وعشرين ودفن بتربة سيده بالصحراء.
حسام بن عبد الله حسام الدين الصفدي؛ كان ممن يعتقد ببلده وله زاوية في حارة يعقوب منها، مات في ربيع الاول سنة ست عشرة ذكره شيخنا.
حسب الله بن سليمان بن راشد السالمي المكي، مات بها سنة ثلاثين.
حسب الله بن سنان بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري المكي القائد، مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وأربعين.
حسب الله بن محمد بن بركوت السبكي العجلاني القائد؛ من خواص السيد أبي القاسم، مات في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين بجدة وحمل إلى مكة فدفن بها، أرخهما ابن فهد.
حسب الله بن محمد بن حسب الله بن معقب الزيدي.
حسب الله النجار، مات بمكة في رمضان سنة اثنتين وسبعين.
حسن بن إبراهيم بن حسن بن ابراهيم البدر بن البرهان المناوي الاصل القاهري التاجر ابن التاجر أخو عبد القادر الآتي والماضي أبوهما ويعرف كل منهم بابن عليبة تصغير علبة؛ نشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وأقبل على التجارة؛ وكان حاذقاً فيها كثير التودد والعقل صبوراً محتملاً معدوداً في وجوه الناس، مات في ظهر يوم الخميس ثاني جمادى الأولى سنة تسع وثمانين ببولاق وجئ به في محفة إلى بيتهم بدرب جقمق من سوق أمير الجيوش، وأظنه قارب الخمسين فقد تزوج خديجة ابنة عمه ناصر الدين محمد في سنة سبع وخمسين، وكان له مشهد حافل ثم دفن بتربتهم بالقرب من مصلى باب النصر.
حسن بن ابراهيم بن حسين بن ابراهيم بن حمزة بن أبي بكر بن عمر البدر الخالدي المخزومي التلوي - بمثناة ثم لام ثقيلتين ثم واو مكسورة نسبة لتلو قرية بظاهر أسعرد. ولد بها في سابع عشر ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثمانمائة وحفظ بها القرآن؛ ثم تحول منها مع أبيه في تجريدة آمد سنة ست وثلاثين حتى دخل القاهرة فحفظ بها المنهاج وعرضه على شيخنا، واستمر كأبيه شافعياً إلى أن تحول أول سلطنة الظاهر جقمق حنفياً، وقرأ على الزين قاسم الحنفي وتعانى النظم فأكثر منه وأتى بما يستحسن وأكثره قصائد. هذا مع كتابة الخط الجيد بحيث يتدرب به فيه واستحضاره لجملة من التاريخ سيما الاتراك المتأخرين ونحوهم والمام بالعربية وفهم جيد والغالب عليه الشعر؛ وقد كان يوسف بن تغري بردي ممن يطريه ويصفه بالفاضل بدر الدين ويورد في تاريخه من نظمه، وهو يقول عنه انه كان عامياً وقد أمره الظاهر بالتزيي للترك وأدرجه في الخاصكية وسافر عنه رسولاً لبعض ملوك الشرق ثم ولاه الظاهر خشقدم نيابة دمياط فأقام بها دون السنتين، وكذا ناب في بعض البلاد الشامية بل ناب سنة سبع وثلاثين في حصن الاكراد ودام به نحو سنتين أيضاً ثم تحول فسكن بعلبك فلما كان في سنة اثنتين وثمانين واجتاز الأشرف قايتباي بتلك النواحي في السفرة الشمالية ولاه نظر مقام نوح بالكرك واستمر في ركابه إلى الشام وتكرر دخوله القاهرة وهو بها في سنة تسع وثمانين، كتب عنه غير واحد ممن أخذ عني من نظمه ومن ذلك في الآثار:

ان يكن عز وصول ولقـا

 

من حبيبٍ ربنا صلى عليه

فلقد نلت المنى يا مقلتـي

 

هذه آثاره إن لـم تـريه

وقوله:

فديتك قد مررت ولم تسـلـم

 

فحركت السواكن من شجوني

فهب خفت السلام من اللواحي

 

أقل من الاشارة بالـعـيون

وقوله وقد عبث عفريت المحمل بالخواجا سليمان تاجر المماليك:

أرى كل شيء يستحـيل بـضـده

 

ولم أر شيئاً في زماني كما كانـا

سليمان كم أردى العفاريت في بلى

 

وعفريت هذا الدهر أردى سليمانا

ولكنه انما قال أرمي في الموضعين. وهو ممن قرض مجموع البدري.

من اسمه حسن

حسن بن ابراهيم بن عمر بدر الدين بن البرهان الحنبلي الماضي أبوه ويعرف بابن الصواف. وحفظ المحرر وأخذ عن والده والبرهان بن حجاج الابناسي وتكسب بالشهادة في حانوت باب الفتوح، رأيته كثيراً وكان فاضلاً منزلاً في الجهات ذا عزم وجلادة على المشي بحيث كان يمشي غالب الليالي لبولاق لسكناه ظناً هناك مع ثروته وقرابته من البدر البغدادي قاضي مذهبه ولذا لما مات أسند وصيته إليه وجعل له إما مائة دينار أو نصفها.
حسن بن ابراهيم الخالدي. مضى فيمن جده حسين بن ابراهيم قريباً.
حسن بن ابراهيم الصفدي ثم الدمشقي الحنبلي الخياط. قرأ عليه العلاء المرداوي ووصفه بالامام المحدث المفسر الزاهد.
حسن بن ابراهيم السي من أهل حصن كيفا. قال شيخنا في معجمه انه جمع لها تاريخاً وكتب إلي ببعضه سنة بضع وعشرين.
حسن بن احمد بن حرمي بن مكي بن فتوح بدر الدين ابو محمد بن الشهاب ابي العباس بن المجد العلقمي القاهري الشافعي والد البهاء محمد الآتي. ولد بالعلاقمة قبيل السبعين وسبعمائة وقدم القاهرة فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية ابن مالك وغيرها، وعرض في سنة احدى وثمانين فما بعدها على الأبناسي وابن الملقن والكمال الدميري وبدر بن علي القويسني في آخرين وأجازوا له والبرهان بن جماعة والبدر الزركشي وطائفة ممن لم يجز، وأخذ الفقه عن البلقيني وابن الملقن والقراءات عن الفخر البلبيسي إمام الازهر وكذا أخذ عن موسى الدلاصي وغيرهم، وناب في القضاء عن الصدر المناوي فمن بعده بالقاهرة وغيرها وكان ناظر الاوقاف، وعرف بالرياسة والحشمة. مات في سادس عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين بالقاهرة عن نحو من خمس وستين. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار وأنه جاز الستين، وكان حسن العشرة والأخلاق بساماً.
الحسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي البدر أبو يوسف بن الشهاب القرشي العمري العبدوي القدسي الصالحي الحنبلي الماضي أبوه ويعرف بابن عبد الهادي وبابن المبرد. ولد بالصالحية ونشأ بها فحفظ القرآن والخرقي واشتغل وسمع الحديث علي الزين عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الرحمن ابن العز محمد بن سليمان بن حمزة الجزء الثاني من حديث عيسى بن حماد زغبة عن الليث وحدث به قرأه عليه ناصر الدين بن زريق؛ وناب في القضاء عن العلاء ابن مفلح، وكان محمود السيرة عفيفاً ديناً متواضعاً ذا مروءة وهمة وكرم طارحاً للتكلف. مات عن بضع وستين في سنة ثمانين بالصالحية ودفن بالروضة رحمه الله وايانا. وهو والد جمال الدين يوسف والشهاب أحمد.
الحسن بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بدر الدين ابن الامام الشهاب الاذرعي والد محمد مامش، وأمه جركسية فتاة لأبيه. حفظ القرآن وجوده على أبيه وبعض المنهاج وسمع ختم البخاري بالظاهرية، ومات وقد تكهل سنة ثمانين تقريباً.
الحسن بن أحمد بن حسن البدر العاملي ثم القاهري الشافعي نزيل سعيد السعداء وأحد أئمتها. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة تقريباً بمنية عامل وقدم القاهرة أوائل القرن فحفظ القرآن والتنبيه والملحة، وأخذ في الفقه عن البرهان البيجوري وحضر في الفرائض عند الشهاب العاملي؛ وصحب ناصر الدين الشاطر ومحمد الاسيوطي وغيرهما، وكان صالحاً ديناً ورعاً زاهداً كثير التلاوة محافظاً على قيام الليل جلست معه كثيراً وصليت خلفه وللناس فيه اعتقاد كبير وهو ممن تصدى لتعليم الاطفال بمكتب السابقية دهراً وانتفع به في ذلك؛ وممن قرأ عنده الولوي الاسيوطي وتلطف في رد شهادته بتعديل بعضهم مع اعترافه بصلاحه والشمس بن الفالاتي والبدر ابن شيخنا، ثم شاخ فترك ذلك واقتصر على وظائف الخير تلاوة وتهجداً وصوماً؛ وتردد إليه لقصد بركته ودعائه. عمر ومات في سنة ثلاث وسبعين رحمه الله.
الحسن بن أحمد بن صدقة بن محمد بن عين الدولة البدر الشكري الحصوني الحلبي الشافعي. ولد في أوائل سنة تسع وخمسين وسبعمائة وحفظ القرآن والحاوي الصغير وحله حلاً حسناً، ومن شيوخه في الفقه الشهاب الاذرعي والزين بن الكركي وفي النحو أبو جعفر الغرناطي والسراج الفوي والسيد الاخلاطي ومحمد الكازروني وعنه أخذ المنطق وعن الفوي والسحري الاصول، وقد أعرض بأخرة عن الاشتغال مع فقهه، وناب في القضاء عن الجمال الحسفاوي وله نظم حسن لكن ربما يدعى الشيء منه ويكون جميعه أو بعضه لغيره أو يأخذ معناه ثم يحوله لبحر آخر، وهو كثير المجون محب للخلاعة واللهو عارف بعض الآلات المطربة وقد كتب عنه صاحبنا النجم بن فهد قصيدة رائية في شيخنا أودعتها الجواهر وكذا كتب عنه في مدحه غيرها. ومات قريب الاربعين ظناً.
الحسن بن أحمد بن علي بدر الدين بن شهاب الدين المصري ثم الدمياطي الشافعي ويعرف في دمياط بحسن المواز وقبل بابن قرمش - بفتح القاف وسكون الراء وكسر الميم ثم معجمة. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة بفندق الكارم من مصر العتيقة وقرأ بها القرآن وصلى به وحفظ العمدة وعرضها على البدر بن الصاحب والشمس المراغي فلما توفي والده خدم القاضي كريم الدين بن عبد العزيز إلى أن انتقل لدمياط بعد سنة خمس وتسعين فقطنها وخدم الفقراء، وحج في سنة عشر وأسره الفرنج عقب حجه من صيدا وأقام عندهم ثلاثين شهراً ثم خلص وعاد إلى محله ثم سافر إلى الشام تاجراً ودخل حلب فما دونها وزار بيت المقدس واجتمع بأكابر أهل تلك البلاد ولقيه صاحبنا النجم بن فهد وترجمه؛ وما علمت وفاته وكذا لقيه البقاعي؛ وكأنه مات قريب الاربعين.
الحسن بن أحمد بن علي بدر الدين الشيشيني. سمع علي شيخنا قلعة من متبايناته بقراءة الفتحي ووصفه بالشيخ.
 
الحسن بن أحمد بن محمد بن سلامة بن عطوف بن يعلى البدر السلمي المكي البزار أخو النور على الآتي ويعرف بابن سلامة. ولد سنة احدى وخمسين وسبعمائة بمكة وأجاز له باستدعاء أخيه الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن الهبل وابن رافع والبهاء بن خليل وأبو البقاء بن السبكي وابن القارئ وابن قواليح وغيرهم، وحدث سمع منه التقي بن فهد وغيره، وهو أحد الشيوخ الذين خرج لهم الجمال بن موسى. وكان يبيع الحرير والبز ويذاكر بأشعار في ولاة مكة من الاشراف ويجهر بالقراءة لبلاغته ويطيل في ذلك. وأضر بأخرة. مات في جمادى الاولى سنة سبع وعشرين ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة ثم ابن فهد في معجمه.
الحسن بن أحمد بن محمد بن عبد الله الدواخلي ثم القاهري الشافعي نزيل طيبة وأخو محمد الآتي وذاك أكبره ممن حفظ القرآن واشتغل وجاور بالحرمين مدة وسمع منى فيهما ثم تزوج فتاة يحيى بن فهد بعد موته وأقام بها في المدينة النبوية، وصار بواباً بمدرسة السلطان هناك ولا بأس به.
الحسن بن أحمد بن محمد بن عثمان البدر أبو علي الطنتدائي ثم القاهري الشافعي المقرئ الضرير والد البهاء محمد وشقيقيه أحمد ثم يحيى، ولد في سنة اثنتين وثمانمائة تقريباً بطنتدا وحفظ بها القرآن ثم تحول منها في سنة تسع عشرة إلى القاهرة فحفظ العمدة والشاطبية وألفية ابن مالك، وعرض بعضها على شيخنا والبساطي وابن مغلى والتلواني والمحب الاقصرائي في آخرين، وجمع للسبع على الشمس العاصفي وحبيب والبعض على ابن الجزري والزراتيتي، وحضر في الفقه عند القاياتي والونائي، وأخذ عن الشمس بن هشام في العربية وقرأ على شيخنا في البخاري حفظاً إلى أول الجنائز، وكان يطلع إلى الظاهر جقمق أحياناً لصحبة بينهما قبل السلطنة وميله إليه بحيث عمل له راتباً على الجوالي وربما أحسن إليه بغير ذلك، وكان خيراً سليم الصدر منعزلاً على التلاوة وربما استعان بمن يطالع له في شرح المنهاج للدميري ونحوه، وكنت ممن يقصدني لذلك وللسؤال عن أشياء قانعاً باليسير سيما بأخرة متعففاً. انقطع ببيته مدة طويلة حتى مات في شعبان سنة ثمان وثمانين وصلى عليه بمصلى باب النصر؛ دفن هناك رحمه الله وايانا.
الحسن بن أحمد بن محمد بن محمد بن وفا أبو الجود بن الشهاب السكندري الاصل المصري المالكي أخو ابراهيم وعبد الرحمن محمد وأبي الفتح محمد ويحيى، ويعرف كسلفه بابن وفا؛ مات في حياة أبيه سنة ثمان وهو ابن تسع عشرة سنة.
 
الحسن بن أحمد بن محمد البدر البرديني ثم القاهري الشافعي ولد بقرية بردين من الشرقية في حدود الخمسين وسبعمائة، وقال شيخنا في أنبائه إنه قدم يعني منها ونشأ بالقاهرة فقيراً ونزله أبو غالب القبطي الكاتب بمدرسته التي أنشأها بجوار باب الخوخة فقرأ على الشمس الكلائي ولم يتميز في شيء من العلوم ولكنه لما ترعرع تكسب بالشهادة ثم ولي التوقيع واشتهر به مع معرفة بالأمور الدنيوية فراج بذلك على ابن خلدون فنوه به والصدر المناوي. قلت ورأيته شهد على الصدر الابشيطي في إذنه للجمال الزيتوني بالتدريس والافتاء في سنة تسع وثمانمائة، قال ولم ينتقل في غالب عمره عن ذلك ولا عن ركوب الحمار حتى كان بآخر دولة الجمال الاستادار فان كاتب السر فتح الله نوه به فركب حينئذ الفرس وناب في الحكم وطال لسانه واشتهر بالمروءة والعصبية فهرع إليه الناس في قضاء حوائجهم وصار عمدة القبط في مهماتهم يقوم بها أتم قيام فاشتد ركونهم إليه وخصوه بها بحيث لا يثق أحد منهم فيها بغيره فصارت له بذلك سمعة وكان يتجوه على كل من فتح الله كاتب السر وابن نصر الله ناظر الجيش بالآخر وعلى سائر الاكابر بهما فحوائجه مقضية عند الجميع، ولما باشر نيابة الحكم أظهر العفة ولم يأخذ على الحكم شيئاً فأحبه الناس وفضلوه على غيره من المهرة لذلك؛ وحفظت عنه كلمات منكرة مثل انكاره أن يكون في الميراث خمس أو سبع لأن الله لم يذكره في كتابه وغير ذلك من الخرافات التي كان يسميها المفردات، بل حج بأخرة فذكر لي عنه الصلاح بن نصر الله أموراً منكرة من التبرم والازدراء نسأل الله العفو؛ وكان مع شدة جهله عريض الدعوى غير مبال بما يقول ويفعل. مات في رجب سنة احدى وثلاثين وقد زاد على الثمانين وتغير عقله؛ وله في هدم الاماكن التي أخذها المؤيد حين بنى جامعه بباب زويلة مصائب استوعبها المقريزي في تاريخه وذكره في عقوده مطولاً، وسيأتي له ذكر في ترجمة صهره الشمس محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد الزعيفريني.
الحسن بن احمد البعلي الشافعي ويعرف بابن الفقيه. ولد في نصف شعبان سنة ست وخمسين وسبعمائة وسمع من أحمد بن عبد الكريم البعلي صحيح مسلم ومن يوسف بن الحبال السيرة لابن اسحق.
الحسن بن أحمد النويري الطرابلسي الحنفي، عرض عليه الصلاح الطرابلسي الشاطبية في ذي القعدة سنة سبع وأربعين وقال انه كان قاضي الحنفية ببلده.
الحسن بن اسماعيل البدر البنبي ثم القاهري الشافعي والد البدر محمد الآتي، قرأ على السراج البلقيني بعض تصانيفه ووصفه بالفاضل العالم وأنه بحث وأجاد فيما يبديه وأجاز له وأرخ ذلك في صفر سنة أربع وسبعين وسبعمائة وصاهر البدر بن الامانة على أخته، وكانت وفاته بعد سنة احدى فان مولد ولده فيها ولكنه لم يدركه ادراكاً بيناً.
الحسن بن الياس الرومي من أعيان التجار ذوي الوجاهات بحيث انتسب إليه جماعة من الخدام منهم لولو الحسني ومرجان الحسني، ومات بالحبشة وهو والد الجمال محمد الآتي. الحسن بن أمير علي بن سنقر حمام الدين بن غرلو نسبة لجد له من جهة الأم. يأتي في آخر من اسمه حسن.
الحسن بن أيوب. يأتي في ابن يوسف بن أيوب.
 
الحسن بن أبي بكر بن أحمد البدر بن الشرف بن الشهاب القدسي ثم القاهري الحنفي أخو الشمس محمد الآتي ويعرف في القدس بابن بقيرة وبقيرة لقب أبيه. ولد سنة ثمان وستين وسبعمائة ببيت المقدس وأخذ فيه عن عمه الشهاب أحمد والشريحي وخير الدين والطبقة. قال شيخنا في الانباء انه اشتغل قديماً من سنة ثمانين وهلم جرا بالقدس ثم بدمشق ثم بالقاهرة؛ وكان فاضلاً في العربية وغيرها؛ وناب في القضاء عن التفهني ثم استقر في مشيخة الشيخونية لما أعيد التفهني إلى القضاء في رجب سنة ثلاث وثلاثين، قال العيني انه قدم مصر وهو لا يلتفت إليه مثل آحاد الطلبة؛ واستقر شاهداً في سوق الجوار ثم ترقى إلى الشيخونية من غير أن يخطر ببال أحد لأنه لم يكن كفؤاً لها ولكن الزمان تغير والرجال قلوا، وكذا ولي تدريس مدرسة سودون من زاده والامامة بها وتدريس مدرسة إينال بالشارع والتدريس بجامع المارداني والخطابة بالبرقوقية. مات في ثالث ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وقد قارب السبعين ودفن في جامع شيخون بالفسقية التي فيها العز الرازي، واستقر في الشيخونية بعده باكير وفي جامع المارد اني المحب الأقصرائي وكان استقر فيه سعد الدين ابن الديري قبله، وممن أخذ عنه في النحو الشهاب المنصوري الشاعر.
الحسن بن أبي بكر بن محمد بن عثمان بن أحمد بن عمر بن سلامة البدر أبو محمد المارديني ثم الحلبي الحنفي أخو البدر محمد الآتي ويعرف بابن سلامة. ولد سنة سبعين وسبعمائة بماردين وكان أبوه مدرسها فانتقل ولده هذا إلى حلب فقطنها وحج وجاور فسمع هناك علي ابن صديق الصحيح وعلي الجمال بن ظهيرة واشتغل كثيراً علي أخيه بل شاركه في الطب وحفظ الكنز والمنار وعمدة النسفى والحاجبية؛ وساح ثم أقام وتكسب بالشهادة مع السذاجة وأم في البانية بجامع حلب ونزل له أخوه عند موته عن تدريس الحدادية. وحدث سمع منه الفضلاء. مات بحلب بعد أن انهرم بعد سنة خمسين ظناً.
الحسن بن ثقبة بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي. كان ممن تغير عليه ابن عمه أحمد بن عجلان فقبض عليه وعلى أخيه احمد وابنه علي وعنان بن مغامس ثم كحلوا خلا عناناً. ومات على ضرره في شعبان سنة ست عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين أو قاربها وهو آخر بني أبيه موتاً قاله الفاسي في مكة ودكره المقريزي في عقوده.
حسن بن جعفر؛ مات بمكة في رمضان سنة اثنتين وثمانين ولعله ابن محمد بن جعفر يأتي.
الحسن بن جودي المارديني له نظم على مجموع البدري أوله:

لله مجموع له قد تشهد المجامع

 

بأنه قطب لها نعم وفرد جامع

وخطه بديع.
حسن بن حسن بن علي بن محمد بن جوشن. كذا كتبه ابن فهد وأرخه في رجب سنة أربع وسبعين.
حسن بن حسن بن علي البدر النائي نسبة لناي بالقليوبية القاهري الشافعي الرفاعي، ولد سنة تسع وأربعين وثمانمائة، ونشأ يتيماً فحفظ القرآن وصلى به بالجمالية ناظر الخاص والمنهاج الفرعي وألفية النحو وجمع الجوامع وكذا منظومة ابن الوردي النحوية في ليلة كما قال؛ وعرض على ابن البلقيني والمناوي والكمال بن إمام الكاملية؛ ثم ترقى للأخذ في الفقه عنهم وعن الفخر المقسي والعبادي بل وقرأ في شرح جمع الجوامع للمحلى على الكمال بن أبي شريف وفي العقليات عن الكافياجي وسيف الدين وقاسم الحنفيين، وحج غير مرة أولها في سنة تسع وستين وقرأ بالمدينة النبوية على أبي الفرج المراغي أوائل الكتب الستة بحضرة الشهاب الابشيطي وقاضيها الشمس بن القصبي وصحب راجحاً وأبا الصفا وآخرين وتلقن من إمام الكاملية ولبس منه الخرقة واختص بشاهين الجمالي وأخيه وغيرهما وحمدوا عقله ودربته وأدبه وسياسته؛ وهو أحد كتاب الزردخانات مع جهات مضافة إليه وهمة علية، وبلغني انه هو وأخوه محمد من فلاحي ناي وطلباً ليقيما بها فتعصب له المذكوران وأخذا لهم مربعة من الظاهر خشقدم بأعقابهما واستقرا به عريف كتاب الايتام بمدرسة أستاذهما وانه انما حفظ مع القرآن قطعة من المنهاج ولم يشتغل الا علي البدر بن خطيب الفخرية فالله أعلم.
الحسن بن حسين بن احمد بن احمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي البدر بن الطولوني الحنفي سبط القاضي جمال الدين محمود القيصري والماضي جده في الأحمدين ويعرف كسلفه بابن الطولوني. ولد سنة ست وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة. ولازم الأمين الاقصرائي والزين قاسم الحنفي وكذا أخذ عن غيرهما بل أخذ عني أشياء وكتبت له اجازة. وحج وعانى الانغام في القراءات والأذان وغيرهما، وساق المحمل في الأيام الأشرفية إينال بل استقر به في المعلمية لكونه قام معه في المحاصرة قياماً كبيراً فراعى له ذلك، وصرف عنها يوسف شاه وذلك في أوائل سلطنته وقتاً، ثم باشرها بعناية الدوادار الكبير يشبك من مهدي لاختصاصه به في الأيام الأشرفية قايتباي. وكان قائماً على بناء جامع الروضة المعروف بالمقسي وسكن هناك؛ وللملك إليه بعض الميل والملاطفة بالكلام وربما يكلمه فيما يتوسل به عنده فيه، وفيه خير وأدب وتواضع وتودد للطلبة وإحسان للفقراء مع اعتنائه بالتاريخ ومذاكرته في أشياء منه وقد اراني جمعاً له فيه وسمعت أنه شرح مقدمة أبي الليث والجرومية ونعم الرجل، وقد حج في سنة ثمان وتسعين موسمياً وكان على خير وهيئة حسنة بحيث قل أن رأيت في الركب ممن يذكر على طريقته مع الافضال جوزي خيراً ومحاسنه جمة زاده الله فضلاً.
 
الحسن بن حسين بن علي بن عبد الدائم بدر الدين الأميوطي القاهري الحسيني سكناً والد المحب محمد الآتي؛ تعانى التوكيل في أبواب القضاة فازدحم الناس عليه لحذقه فيها ولا زال حتى استقر به العلمي البلقيني في نقابته بل صار هو المبرم للقضايا ليس له فضلاً عن رفيقه فيها وهو الشريف الجرواني معه أمر؛ والنواب تحت قهره حتى أنه تعدى إلى إزدراء أقارب أستاذه كأبي العدل قاسم ابن أخيه ولما ضاق الخناق منه قام عليه الولوي البلقيني في أول ولاية الظاهر بمساعدة ابن عم أبيه قاسم المذكور وجماعة وكتب فيه محضراً شهد عليه فيه بأمور معضلة بعضها يقتضي الزندقة والاستهزاء بالشريعة وأهلها وغير ذلك من ارتكاب كبائر من لواط وشرب خمر، وممن كتب فيه التقي القلقشندي والشهاب السيرجي وقال ان فوض إلي أمره حكمت بسفك دمه أو كما قال والبقاعي وشكوه إلى السلطان فأمر بالقبض عليه وبلغه ذلك فاستجار بالزين عبد الرحمن بن الكويز فسعى له ثم قبض عليه بعض الأعوان وجمع من الشرط ليلاً ففر منهم إلى بيت ابن الكويز فأصبح القوم فرفعوا أمرهم ثانياً إلى السلطان فأمر الوالي ونقب الجيش بالجد في طلبه فلم يقدروا عليه واستمر توريه إلى ان شفع فيه تنم المحتسب ودولات باي أميراخور عند ناظر الجيش لكون الولوي ممن ينتمي إليه فتكلم مع شيخنا في سماع الدعوى عليه والحكم بحقن دمه فأجاب وحينئذ آمن على نفسه وظهر ولكن لم يقع حكم له ولا عليه وصادف قرب القرب على ناظر الجيش فتحرك صاحب الترجمة وساعده السفطي حتى وقف للسلطان وأنهى أن الولوي تعصب عليه بجاهه وماله وان الذين كتبوا في حقه رجع أكثرهم وأظهر خطوط بعضهم بذلك فأمر بعقد مجلس بالقضاة والعلماء فعقد بالصالحية في المحرم سنة ثلاث وأربعين وادعى عليه بأمور معضلة فسمع الدعوى عليه ببعضها شيخنا وببعضها الحنفي وأمر الحنفي بحبسه ليبين ما ادعاه من الطعن في الشهود واجتمع بسبب ذلك من لا يحصى عدداً من الناس بحيث قاسى في توجهه إلى الحبس من الاهانة والصفع ما لا يزيد عليه ولولا دفع نقيب الجيش عنه لقتل فيما قيل ثم أخرج في اليوم الثاني من الشهر الذي يليه لمجلس الحنفي فضرب على ظهره مجرداً نحو أربعين وأهين في أثناء ذلك إهانة عظيمة ثم أعيد إلى الحبس واجتمع من الناس أيضاً من لا يعد كثرة ولولا الوالي لقتلوه في رجوعه به، ثم أخرج ثانياً بعد أيام إلى الحنفي أيضاً وادعى عليه ثانياً ولم يكن ما كان يظن، ثم أعيد إلى الحبس ثم أخرج عنه في الحال وسكنت القضية بعد أن كان يظن إراقة دمه لا محالة؛ ولما خلص توصل إلى الدوادار دولات باي وأعلمه بأن تقي الدين البلقيني والد غريمه المشار إليه أوصى من ثلثه بعمارة ميضأة جامع الحاكم الجاري تحت نظر الأمير حينئذ فأرسل إليه نقباءه فما خالف وما تمكن من مكافأته لأكثر من هذا واجتهد في أخذ المحضر حتى عجز ولزم التردد إلى الأكابر كالجمالي ناظر الخاص؛ وصار إلى ضخامة وبنى داراً هائلة بالقرب من صليبة الحسينية؛ ولم يلبث أن مات في ربيع الأول سنة خمس وخمسين قبل إكمال الستين ولم يتمتع هو ولا ابنه ولا أحد ممن ملكها بعده بالدار المشار اليها بل هي مجمولة مشئومة ويقال انه سمع في قبره عوي، وكان من سيئات الدهر عفا الله عنه.
الحسن بن حمزة بن يوسف بن الأمير الحلبي نزيل القاهرة ووالد.
الحسن بن خاص بك البدر أبو محمد الحنفي. كان جندياً بارعاً عالماً مفنناً في الفقه وأصوله والعربية مشاركاً في غيرها، تصدى للافتاء والتدريس مدة وانتفع به الطلبة مع وجاهته عند الأكابر من الأمراء وغيرهم بحيث لا ترد رسالته. قال المقريزي بعد ثنائه عليه بأنه أحد أعيان الحنفية ومقدمي المماليك السلطانية وسمي ولده لاجين، سمعنا بقراءته بمكة في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة الصحيحين ومات سنة ثلاث عشرة عن نحو ستين سنة، وسماه شيخنا في الأنباء محمداً وسيأتي.
 
الحسن بن خليل بن خضر بدر الدين القاهري الحنفي أخو ناصر الدين محمد الكلوتاتي الآتي. كان قد اشتغل عند الزين قاسم الحنفي وغيره وفضل وحج وجاور وداوم العبادة مع الانجماع واليبس الذي يؤدي به إلى نوع ترفع؛ وكان يقصدني كثيراً للمراجعة في شيء كان يجمعه في السيرة النبوية ونحو ذلك؛ وأخبرني انه رأى كأنه في الروضة النبوية والناس وقوف ينتظرون فتح الحجرة وأنه قيل لهم إن المفتاح مع الخادم وسيجئ الآن قال فلم يكن بأسرع من مجيئك ففتحت الحجرة الشريفة ودخل الناس أو كما قال؛ وهو عندي بخط بعض الفضلاء ممن سمعه منه، مات في ربيع الاول سنة ثمانين بين الخطارة وبلبيس وحمل حتى دفن ببلبيس رحمه الله وايانا.
الحسن بن خليل بن علي بن حسن بن يوسف بن خازم - بمعجمتين - ابن هاشم البدر الانصاري الخزرجي السعدي العبادي البقاعي الجديثي - بفتح الجيم وكسر المهملة وآخره مثلثة - الشافعي نزيل بيروت. ولد سنة تسعين وسبعمائة تقريباً. ومات في حدود سنة خمسين ظناً. قاله البقاعي.
الحسن بن داود بن حسين الاطفيحي ثم الطنتدائي الغمري قاضيها ويعرف بفارس ياتي الحسن بن ريس بن حسين السفطي. ممن سمع منى بالقاهرة.
حسن بن زبيري بن قيس بن ثابت بن نغير بن منصور البدر الحسيني أمير المدينة. وليها بعد أبيه الآتي في سنة ثمان وثمانين عن الشريف محمد بن بركات، وهو مع صغره يوصف بعقل، وقد رأيته بالمدينة سنة ثمان وتسعين.
الحسن بن زكريا من يوسف البلبيسي. ممن سمع منى أيضاً بالقاهرة.
الحسن بن سودون بدر الدين الفقيه صهر الظاهر ططر وخال ولده الصالح محمد. كان والده كما سيأتي جندياً من المماليك الظاهرية برقوق فتزوج ططر بابنته شقيقة صاحب الترجمة فصار في خدمته فلما تسلطن قربه وعظم وأنعم عليه الصالح بأمرة طبلخاناه ثم بتقدمة، ولم تطل أيامه ولا متع بالامرة لكونه لم يزل موعوكاً إلى أن مات يوم الجمعة ثالث عشر صفر سنة خمس وعشرين وورثه أبوه وقد أسف عليه ولكنه صبر وتجلد. وكان في حال شبيبته أيام المؤيد حسن الشكالة بارع الجمال ثم حصل له في إحدى عينيه خلل من رمد غشاها؛ مع خلوه عن الفضائل فيما قيل، وموته كان سبباً للتغير والمنافرة بين الأميرين الكبيرين طراي وبرسباي. قاله شيخنا في إنبائه مختصراً.
الحسن بن سودون الفيه. هو الذي قبله.
406 - الحسن بن سويد بدر الدين المصري المالكي والد عبد الرحمن الآتي ويعرف بابن سويد. قال شيخنا في أنبائه أصله من وسق شنودة، وسلفه من القبط ويقال إن والده كان يبيع الفراريج، ذكر لي ذلك بعض ثقات المصريين عن شيخنا شمس الدين المراغي أنه شاهده، ورزق من الأولاد جماعة نبغوا وصاروا من أعيان الشهود بمصر منهم شمس الدين الأكبر صاحب الترجمة فلازم الاشتغال وحضور دروس شيخنا الشمس المذكور ومركز الشافعية بباب العيد والمتجر الكارمي ومجلس الفخر القاياتي، ثم حصل مالاً واتجر فيه إلى اليمن سنة ثمانمائة ثم عاود البلاد مراراً واتسع أمره جداً وتزوج أم هاني ابنة الهوريني سبطة الفخر المذكور بعد موت زوجها والد السيف الحنفي وإخوته فاستولى على تركة جدها بعد موته وأدخل معه فيها من شاء، وبنى مدرسة مقابل حمام جندر مات قبل اكمالها وأوصى لتكمينها بأربعة آلاف دينار فصيرها بنوه بعد جامعاً وأبطوا ما كان صيره هو من كونها مدرسة والتدريس الذي كان بها؛ وحصل في ذلك خبط كبير. مات في أوائل صفر سنة تسع وعشرين.
407 - حسن بن طلحة اليماني الدلال، كان حافظاً للقرآن كثير التلاوة. مات بمكة في ذي الحجة سنة ست وستين.
408 - الحسن بن عباس بن ناصر الدين محمد الصفدي ثم الدمياطي الزيات بها. ولد بنواحي الشام في عشر التسعين وسبعمائة وانتقل إلى دمياط بعد بلوغه بيسير فقطنها، وحج ودخل القاهرة؛ وكان عامياً خيراً متودداً للناس لقيته بدمياط وكتبت عنه من نظمه في شيخنا وغيره. ومات بعد ذلك أظنه قريب الستين.
 
409 - الحسن بن عبد الله بن تقي بدر الدين القاهري القباني المقرىء ويعرف بابن تقي - بمثناة مفتوحة ثم قاف مكسورة. ولد بعد الخمسين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا بالسبع على أئمة عصره حتى أتقنها واشتغل في غيرها وتزوج بابنة الشمس بن الصائغ خالة التقي المقريزي ثم تعلم الوزن بالقبان فاستمر، وكان يؤم شيخنا في التراويح بالمدرسة المنكوتمرية إلى أن مات؛ ووصفه في تاريخه بقوله كان خيراً كثير التأني أتقن السبع قال وذكر لنا التقي المقريزي أنه كان شاباً وصاحب الترجمة رجل. مات في شوال سنة أربع وأربعين عن سن عالية تقرب من التسعين انتهى، وقد صليت خلفه وسمعت قراءته وكان لكبره يكثر توقفه في القراءة أو غلطه فيفتح عليه شيخنا رحمهما الله وإيانا.
410 - الحسن بن عبد الله البدر الطرابلسي المشير ويقال له الأمير ويعرف بابن محب الدين. كان أبوه من مسلمة طرابلس فتسمى بعد اسلامه محمداً وكان ممن تعاني الخدم في الديوان فنشأ ولده على ذلك وولى كتابة سر بلده واتصل بشيخ حين كان نائب طرابلس ولزم خدمته حتى صار كافل مملكة الخليفة المستعين بالله فاستقر به حينئذ أستاداراً، فباشرها بحرمة وعظمة وتزايدت عظمته لما تسلطن المؤيد وولاه الاشاعره ثم عزل بالفخر عبد الغني بن أبي الفرج في سنة ست عشرة وتولى نيابة اسكندرية عوضاً عن خليل التوريزي ثم عزل وأعيد إلى الاستادارية وتزايد ظلمه وعسفه فقبض عليه المؤيد بعد أن أوسعه سباً وهم بقتله فشفع فيه عنده على مال كثير بعد عصره وعقوبته وعقوبة أتباعه حتى عوقبت زوجته الشريفة القديمة دون زوجته خوند حاج ملك الكركية زوجة الظاهر برقوق ثم أفرج عنه ثم استقر في كشف الوجه القبلي وتوجه فظلم أيضاً، ولم يلبث أن صودر وأهين وكذا ولى الوزر في أيام المؤيد وقتاً ثم بعد مدة أعطى تقدمة بطرابلس فلما عصى جقمق على ططر انتمى إليه فصادر الناس وجمع الأموال، فلما سافر الأتابك ططر إلى الشام أمسكوه وضربوه وعصروه، ولا زال تحت العقوبة إلى أن هلك في جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين، وكان ظالماً منهمكاً في اللذات قليل الخير كثير الشر، وقال العيني أنه كان أهوج ظالماً عسوفاً طماعاً.
411 - الحسن بن عبد الأحد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز بن هبة الله بن محمد بن عبد الرحمن البدر أبو محمد القرشي التيمي البكري الحراني الرسعني الحنبلي المؤدب. ولد تقريباً سنة سبعين وسبعمائة بمدينة رأس العين معاملة ماردين وحضر في الرابعة على البهاء عبد الله بن محمد الدماميني منتقي من مشيخة السفاقسي تخريج منصور بن سليم وحدث به سمعه منه الفضلاء وجاور بمكة سنين وأدب بها الأطفال بالمسجد الحرام وكان خيراً متعبداً ساكناً. مات في أحد الربيعين سنة ست وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله. ترجمه الفاسي في مكة وابن فهد في معجمه.
412 - الحسن بن عبد الرحمن بن شجاع البدر بن الزين المقرىء قال إمام الأقصى كريم الدين عبد الكريم بن أبي الوفا أنه تلا عليه للسبع الفاتحة والبقرة ووصفه بالامام العالم.
413 - الحسن بن عبد الرحمن بن عثمان فخر الدين الشارمساحي الاصل الغمري ثم القاهري الشافعي الموقت. ولد سنة ثمان عشرة وثمانمائة تقريباً ببساط في توجه أبويه لمنية غمر؛ ونشأ بمنية غمر فحفظ القرآن وقدم القاهرة وصحب أبا عبد الله الغمري وعمل الرياسة بجامعه والترقية، وهو ممن أخذ في الميات عن عبد الرحيم بن رزين بل أخذ يسيراً عن الشهاب بن المجدي ثم عن البدر المارداني وتميز في ذلك واشتغل بالفقه والعربية قليلاً؛ وسمع على شيخنا وغيره بل قرأ البخاري على البهاء بن المصري وكذا قرأ علي ولازمني؛ وباشر الرياسة بأماكن وأقرأ الابناء ثم بأخرة تكسب أيضاً بالشهادة وربما خطب نيابة وحج عشراً وجاور غير مرة وكذا أقام ببيت المقدس نحو سنتين ثم رجع ومات في سنة ثلاث وتسعين  
414 - الحسن بن عبد الرحمن البدر التعزي اليماني الشافعي بن الصباحي. كان أبوه أو عمه وزيراً للمسعود من بني رسول فنشأ هذا طالب علم وأخذ عن الفقهاء عمر الفتي ويوسف المقرىء وغيرهما بزبيد وغيرها، وتميز في الفقه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة بحيث كان مدار الفتيا بتعز عليه، وولى تدريس زيادة عبد الوهاب بن طاهر بالجامع المظفري وانتفع به حتى مات في تاسع عشر شوال سنة ثمان وتسعين بتعز وقد جاز الكهولة، وله نظم رائق كل ذلك فيما بلغني رحمه الله.
415 - الحسن بن عبد الولي الاسعردي الصالحي من كبار التجار بدمشق. مات في المحرم سنة إحدى؛ ذكره شيخنا في أنبائه.
416 - الحسن بن السلطان عثمان بن العادل سليمان الأيوبي صاحب مدينة حصن كيفا. قتله ابن عمه سنة تسع وخمسين واستقر في المملكة عوضه.
417 - حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمى محمد بن أبي سعد حسن بن علي ابن قتادة بن إدريس بن مطاعن السيد البدر أبو المعالي الحسني المكي أميرها ونائب السلطنة بالبلاد الحجازية. ولد في سنة خمس وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها في كفالة أخيه أحمد فلما مات قدم القاهرة في أوائل سنة تسعين لتأييد أمر أخيه علي وعاد إلى مكة في ثاني ربيعيها أو الذي يليه ومعه جماعة من الأتراك أخيه ثم سافر مع أخيه ورام الأمر لنفسه فلم يمكنه إلا بعد موته وكان إذ ذاك معتقلاً بالقلعة، ووصل مكة في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومعه يلبغا السالمي مسفراً وعدة أتراك يزيدون على المائة أو دونها ومن الخيول دون المائة، ولم تتم السنة حتى وقع بينه وبين بني حسن قتلة أخيه مقتلة كان الظفر فيها له بحيث لم يقتل ممن معه غير مملوك وعبد، وقتل من أشراف الفريق الآخر سبعة ومن أتباعهم نحو الثلاثين، وعظم بذلك جداً وساس الأمور بجدة مع التجار حتى قدومها بعد تركهم لها، واستمر في نمو وزيادة وهيبة في القلوب إلى أن ناب عن السلطنة بالأقطار الحجازية واستناب بالمدينة عجلان بن نغير بن جماز بن منصور وخطب له على منبرها قبل عجلان وبعد السلطان ثم عزل في أثناء سنة ثمان عشرة بالسيد رميثة بن محمد بن عجلان ثن أعيد في التي تليها ثم استعفى وسأل في استقرار الأمر لولديه بركات وإبراهيم وأنهما أولى بالامرة منه لقوتهما وضعف بدنه ورغبته في التفرغ للعبادة وتكرر منه ذلك مرة بعد أخرى ويقال له لسنا نثق في أمر مكة إلا بك وأن أردت ذلك فاستنب أنت من شئت، وباشر خدمة المحمل والأمراء إلى أن صرف في سنة سبع وعشرين بالشريف علي بن عنان بن مغامس ولم يلبث أن أعيد في موسم التي تليها واجتمع بأمراء الحجا، وحج وسافر إلى القاهرة وكانت منيته بها في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين ودفن بالصحراء بحوش الأشرف برسباي؛ وكان فيه خير كثير واحتمال وحياء ومروءة عظيمة وصدقات وصلات؛ وله مآثر منه رباط للفقراء بالقرب من المسجد الحرام وآخر بأجياد واستأجر البيمارستان المنصوري بالجانب الشامي من المسجد والقيسارية المعروفة بدار الإمارة وعمرهما وزاد في البيمارستان ما كثر النفع به إلى غير ذلك كتجويد رباط رامشت، وانفرد بذلك كله عن أمراء مكة الأشراف وملك من العقار بوادي مر كثيراً ومن العبيد نحو خمسمائة. ذكره التقي الفاسي في نحو كراسين من مكة والتقي بن فهد في معجمه وقال أنه أجاز له جماعة من مصر والشام حدث عنهم، وخرج له التقي نفسه أربعين حديثاً حدث بشيء من أولها، وذكره شيخنا في أنبائه باختصار وأنه قدم صحبة قرقماش من الحجاز في المحرم فاجتمع بالسلطان وقرره في الامرة على عادته والتزم بثلاثين ألف دينار أحضر منها خمسة وأقام ليتجهز فتأخر سفره إلى يوم الخميس سادس عشر جمادى الآخرة فمات بعد أن تجهز فيه وأخرج أنفاله ظاهر القاهرة وقد زاد على الستين وكان أول ما ولى الامرة بعد قتل أخيه علي في ذي القعدة سنة سبع وتسعين، وكانت مدة إمرته اثنتين وثلاثين سنة سوى ما تخللها من ولاية غيره وقدم ولده بركات في رمضان فالتزم بما بقي على والده أن يحمل كل سنة عشرة آلاف دينار مع ما جرت به العادة من كون مكس جدة له وما تجدد من مراكب الهند يختص بالسلطان، وطول المقريزي في عقوده ترجمته.
 
418 - حسن بن عطية بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي ابن عم صاحبنا النجم عمر، أمه فاطمة ابنة الشيخ الموفق النحوي الشهاب أحمد ابن محمد بن كمال الدولوالي. ولد في صفر سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ للحنفية بعد مختصراتهم وأجاز له جماعة منهم شيخنا والمقريزي والجمال الكازروني والمحب المطري والبدر بن فرحون والزين الزركشي وابن الفرات وابن الطحان وابن بردس وخلق؛ ودخل القاهرة مراراً وغيرها للاسترزاق، وسمع مني ثم جلس مع الشهود وتطور وتهور.
419 - حسن بن علي بن أحمد بن عطية البدري نسبة لمنية بدر بالدقهلية الشافعي خطيب جامع بلده الذي أنشأه قجماس بها. حفظ المنهاج وقرأ فيه على أحمد بن مصلح الماضي؛ وقدم القاهرة فقرأ على الديمي وكاتبه ومما قرأه علي في قدمتين المجلس الذي عملته في ختم البخاري وبعض مسلم ومجالس من المتجر الرابح للدمياطي، ونعم الرجل مع فضل وتميز.
420 - حسن بن علي بن أحمد بن علي بن حسين بدر الدين بن العلاء بن الفخر الحسني الأرموي نقيب الأشراف كأبيه وجده ويعرف بنائب قاضي العسكر. استقر بعد أبيه في سنة إحدى وعشرين، كان رئيساً ضخماً كريماً لكنه كان مسرفاً على نفسه ولا يزال بسبب ذلك أكثرا لأوقات في إملاق حتى أنه يحتاج إلى التعرض لمن يتوهم كونه دخيلاً في الشرف ممن يستضعف جانبه وكذا كان أبوه، ويحكى أن والده احتاج في تجهيز ابنة له يقال اسمها صرغتمش وسأل الجمالي الاستادار في مساعدته فكتب له بمائة ألف، فرام الصيرفي دفعها له فقال بل امش معي لتباشر شراء ما أحتاج إليه وتدفع أنت الثمن وإلا فمتى أخذتها ضاعت في غير المقصود أو كما قال ففعل، ولما على الجمالي بذلك تحقق صدق مقاله وأنه لم يجعل ذلك وسيلة في الطلب فزاده مبلغاً آخر، ولا تصافه بما ذكرته مما كان السلطان يعرفه إذ كان يجىء وهو أمير لجار له تركي اسمه ارنبغا عزله عن النقابة في سنة أربع وأربعين بحسين بن أبي بكر الفراء الآتي، واستمر معزولاً حتى مات في صفر سنة ثلاث وخمسين. وله أخ اسمه حسين في قيد الحياة سنة إحدى وتسعين يتصرف في أبواب القضاة على هيئة إملاق.
421 - الحسن بن علي بن أحمد بن محمد فتح الدين أبو الفتح المنزلي ثم القاهري الطولوني الحنفي أحد تواب الحنفية، ويعرف بالسراجي نسبة لجده له أعلى يقال له سراج. ممن اشتغل وتميز وكتب الخط الحسن؛ ومما كتبه القاموس بل وأوقفني على قصيدة من نظمه أولها:

بكأس ثغرك هل للصب تعـلـيل

 

وهل على الوصل يا لمياء تعويل

وشرحها، وكان قد لازم الجلال بن السيوطي لكونه من خطته جوار جامع ابن طولون وكتب عنه من مجموعاته أشياء وقرأها ثم لكونه لم يمش معه فيما لم يوافق باينه، وفي غضون ذلك في أول ذي الحجة سنة خمس وتسعين سمع مني المسلسل بشرطه وحدي زهير العشاري واستجازني ومدحني؛ وعنده أدب وفضيلة وفيه تجمل وحشمة، وأول من ابتكر نيابته الشمس الغزي ثم ولاه الاخميمي وجلس بحاوت بخطته، كان الله له.
422 - حسن بن علي بن أحمد البدر أبو علي الدماطي الأزهري الشافعي الضرير؛ ودماط من الغربية بالقرب من المحلة. قدم القاهرة فحفظ القرآن والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية النحو والشاطبية وتوضيح النخبة لشيخنا وأخذه بحثاً عنه بقراءته ولازمه كثيراً في الرواية والدراية وأذن له في الاقراء وأثنى عليه، وكذا أخذ الفقه عن الشرف السبكي والونائي والبلقيني والمناوي وقرأ عليه في بعض التقاسيم وحضر أيضاً دروس القاياتي والأمين الاقصرائي والزين طاهر وغيرهم والقراآت عن التاج بن تمرية والعفصي والزين رضوان والشهاب السكندري وأكمل عليه والعربية عن كريم الدين العقبي ولم يمهر فيها خاصة بلى برع في الفقه والقراءات، وتصدر للاقراء زمناً، وانتفع به الطلبة، وخطب بالجامع الأزهر نيابة وبغيره وسمع على الرشيدي وجماعة؛ وحج تنزل في صوفية سعيد السعداء وكان فقيهاً فاضلاً متقناً ضابطاً متحرياً مقرئاً مجوداً متعبداً كثير التلاوة فقيراً قانعاً. مات في ربيع الأول سنة إحدى وثمانين بعد أن توعك أشهراً بحيث استثقلت به زوجته فحول إلى البيمارستان من نحو شهر، ثم حمل إلى الاقبغاوية ميتاً فبات بها وختم القرآن عنده ثم غسل من الغد وصلى عليه في مشهد حافل تقدم الزين زكريا ثم دفن بتربة سعيد السعداء عن نحو الستين ونعم الرجل حرمه الله وإيانا.
423 - حسن بن علي بن أحمد حسام الدين الكجكني الحلبي البانقوسي نائب السلطنة بالكرك. ترقى في الخدم إلى أن أمر بطرابلس وقدم مع يلبغا الناصري لما انتزع الملك من برقوق فأمره بالكرك وتقدم عند الظاهر برقوق لكونه خدمه بالكرك ثم قربه وأمره بمصر إمرة خمسين وبعثه رسولاً إلى الروم فمات في ثالث رجب سنة إحدى. قاله شيخنا في أنبائه، زاد غيره عن ستين؛ ودفن في تربته تجاه حوش السلطان ورسم له السلطان بثلثمائة دينار في ختمات واطعام ونحو ذلك على قبره فتولى ذلك العيني بإشارة أرغون شاه البيدمري له بذلك، وكان أميراً جليلاً جميل المحاضرة حلو المداعبة تام المعرفة بجياد الخيل والجوارح محباً في العلماء وأهل الخير عاقلاً سيوساً، وهو في عقود المقريزي.
424 - حسن بن علي بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح الدمشقي الحنبلي أخو عبد المنعم الآتي. ممن سمع مني بالقاهرة.
425 - حسن بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو علي بن الموفق الناشري اليماني. أخذ عن أبيه وابن عمه الجمال الطيب بل وعمه الشهاب القاضي؛ وأم بمسجد والده وكان شجى الصوت جيد التلاوة؛ ولا زال متعللاً حتى مات في سنة إحدى أو اثنتين وعشرين.
426 - حسن بن علي بن أبي بكر بدر الدين السبكي الأصل الريشي ثم القاهري والد خير الدين محمد الآتي أحد الشهود. قرأ القرآن والعمدة والتنبيه وعرض على جماعة وحضر عند الابناسي وغيره وصحب الزين بن النقاش وجاور معه بمكة وقرأ بين يديه في الميعاد ثم جاور فيها بمفرده سنين وتزوج بها، وجلس بباب السلام ينسخ ويشهد وكان يكتب خطاً جيداً فلذا كان يكتب العمر هناك فيما بلغني. مات بها في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين ودفن بالمعلاة.
427 - حسن بن علي بن جوشن بن محمد البدر أبو محمد القاهري البدوي الركاب بالاسطبلات السلطانية كأسلافه ونزيل الخانقاه القوصونية من القرافة الصغرى. ولد بالقاهرة سنة ستين وسبعمائة تقريباً؛ ونشأ بها وقرأ بعض القرآن واستمر على حفظه ثم وفقه الله لملازمة الصالحين والطلبة، وحبب إليه سماع الحديث فأكب عليه وسمع من التنوخي وابن الشيخة والنجم البالسي والفرسيسي والابناسي والهيثمي والقدسي والشمس بن مكين المالكي في آخرين؛ وقال كنت أتوجه من القرافة الكبرى إلى الحسينية للسماع على ابن الشيخة حتى سمعت عليه صحيح ابن حبان وسمعت على الفرسيسي سيرة ابن سيد الناس وعلى العراقي وولده الولي والهيثمي والبلقيني قال وكان يحبني ويلقبني النجيب وعلى السويداوي وابن حاتم وغيرهم، وحج في سنة سبع وسبعين ثم توجه في القابل مع الأشرف شعبان بن حسين فلما رجع من العقبة رجع معه، ثم حج بعد تلك السنة وسافر إلى دمشق مع الظاهر ططر وزار بيت المقدس والخليل ودخل اسكندرية وما سمع في موضع منها، وحدث سمع منه الفضلاء بل كتب عنه بعض الجماعة من نظمه:

قلبي بحب الذي أهواه مشغـول

 

وشرح حالي في تفصيله طول

إن زرتموني فيا بشراي يا فرحي

 

يا من هم بغيتي والقصد والسول

في أبيات؛ وكان خيراً مجيداً محباً للعلماء والصالحين معتقداً بين طائفته ومن يعرفه ذا منزلة عند الملوك ونحوهم مستحضراً لكثير من الحديث وغيره؛ سيما الخير عليه ظاهرة. مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين ودفن بالقرافة رحمه الله.
428 - حسن بن علي بن حسن بن أبي بكر بن صلاح الدين بن الشيخ نصر البدر النمراوي الشافعي أحد أصحاب أبي العباس الغمري ويعرف بابن الطويل. ولد قبل سنة خمسين وثمانمائة بنمرة؛ ونشأ فقرأ القرآن وكثيراً من المنهاج الفرعي وقطعة من الأصلي وجميع هدية الناصح وألفية النحو والشاطبية ورائية الشيخ عبد العزيز الديريني في مرسوم الخط؛ وحضر في دروس العبادي وابن أخيه الشهاب والفخر المقسي والجوجري والبرمكيني في آخرين؛ وشارك في الفضيلة وكتب بخطه أشياء ولازمني في الاملاء وغيره وخطب بجامع الغمري وغيره، وأقرأ مماليك أزدمر المسرطن أحد المقدمين، ونعم الرجل.
429 - حسن بن علي بن حسن بن علي بن سليمان بن عز العرب بن علي بن فضالة بن عز العرب بن فضل بن فضالة البدر أبو الضياء بن النور الغمريني - وربما قيل له التتائي - المتوفي ثم القاهري الازهري المالكي، ويعرف بابن مشعل. ولد بكفر يعرف ببني غمرين مجاور لتتا وكلاهما من قرى منوف العليا من الجهة البحرية؛ وقرأ بها القرآن عند الفقيه هرون وغيره، ثم تحول إلى القاهرة سنة إحدى وأربعين فنزل رواق الريافة من الأزهر وحفظ الرسالة وألفية النحو وعرض على شيخنا والقاياتي وابن البلقيني، وحضر دروس أبي القاسم النويري وقرأ على ابن المجدي في النحو والفرائض وعلى ابن قديد في الصرف ثم على السنهوري في الفقه وغيره، وصحب الانصاري وسافر معه في سنة خمس وأربعين إلى حلب وأخذ بها عن ابن الشماع؛ وحج غير مرة وجاور وزار الطائف وكان بمكة مع الانصاري حين مات ومسه بعده مكروه بسببه وتحول إلى الشمام فقطنها وناب عن قاضيها بل ناب قبل بالقاهرة عن اللقاني وذكر أن والده كان من شيوخ أهل تلك الناحية وأنه عمر مائة وثمان سنين وهو كامل الأعضاء والحركات.
430 - حسن بن علي بن حسن بن علي بن قاسم البدر أبو محمد بن القاضي علاء الدين المشرقي الأصل ثم التلعفري الدمشقي الشافعي والد محمد وعبد الرحيم الآتيين ويعرف بالمحوجب. كان أبوه قاضي تلعفر من نواحي الموصل؛ قال ابن الأثير تبعاً لأصله وظني أنها التل الأعفر فخففوها وقالوا تلعفر. فولد صاحب الترجمة بها ثم قدم قبل استكماله عشر سنين مع أبيه دمشق وكان ذلك ظناً في أيام التاج السبكي فاشتغل على أهل تلك الطبقة في الفقه والقراآت والعربية والفرائض ومن شيوخه فيهما العلاء التلعفري أحد تلامذة ابن تيمية وليس بأبيه بل هو آخر شاركه في النسبة واللقب، صارت له يد في القراآت والفرائض وبراعة في الشروط مع الضبط لدينه ودنياه والوجاهة في العدالة، ثم لزم بأخرة مسجد الخوارزمي من القبيبات إلى أن مات سنة أربع عشرة عن نحو التسعين بتقديم التاء، ودفن بالقبيبات جوار التقي الحصني رحمهما الله وإيانا.
431 - حسن بن علي بن حسن بن عبد الرحمن المناوي الأصل نسبة لمنية الرخا من بحري البولافي الشافعي أحد النواب؛ ويعرف بابن القلفاط حرفة أبيه، ويلقب جده بالبدوي. ولد في ثالث ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وأمه هي أخت الشيخ محمد ابنا علي بن صلاح المناوي نسبة لمينة ابن خصيب فنشأ عند خاله المذكور ببولاق وحفظ عنده القرآن والعمدة والمنهاج وألفية النحو وقرأ على النور المناوي شيخ الاستادارية والشرف موسى البرمكيني في التقسيم وغيره ولازم ثانيهما أكثر؛ وكذا حضر عند الشرف المناوي وناب عنه في سنة ثمان وستين بعناية البرمكيني واستمر ينوب لمن بعده، بل استقر في شهادة أوقافه الحرمين برغبة الشهاب البيجوري له عنها في الأيام الولوية رفيقاً للشهاب الزعيفريني وتكلم في عمل انبابة وبلقس وغيرهما؛ وكذا باشر حسبة بولاق في أيام يشبك الجمالي ثم أعرض عن ذلك، وقرأ على القاضي زكريا في شرحه للبهجة وسمع غير ذلك، وسافر مع أبيه لمكة وهو صغير ثم حج في سنة ثمان وتسعين وجاور التي تليها، وكان يجتمع على حتى سمع السيرة النبوية لابن هشام إلا مجلساً والكثير من التذكرة للقرطبي، وهو صهر الناصري محمد بن محمد مهتار الطشتخاناه للمؤيد بن إينال والمهتار أبوه لا ابنه، وله حادثة أشرنا إليها في سنة خمس وتسعين.
432 - حسن بن علي بن حسن الحاسم أبو محمد السرخسي الأصل الابيوردي. ولد سنة إحدى وستين وسبعمائة بأبيورد المنتقل جده إليها، ونشأ بها وكان هو وأبوه يعرف كل منهما فيها بالخطيب ولذا قيل له الخطيبي. واشتغل بعلوم على جماعة من الكبار وكان أبوه يمنعه في الابتداء من الاشتغال بالعقليات ثم أذن له فسر بذلك ولازم السعد التفتازاني ملازمة جيدة، ثم رحل إلى بغداد سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة؛ وقرأ بها على الشهاب أحمد الكردي الحاوي في الفقه والغاية القصوى، ولازم فيها الشمس الكرماني، ثم دخلها أيضاً في سنة ثلاث وتسعين قاصداً الحج من خراسان فلم يقدر له فأقام بها وقرأ بها صحيح مسلم على النور عبد الرحمن بن أفضل الدين الاسفرايني، ثم رحل منها في أوائل سنة خمس وتسعين ثم رجع إلى خراسان وارتحل إلى قزوين فقرأ بها على الشرف القزويني وصحب بها النور الشالكاني أحد مشايخ الصوفية المذكورين بالكشف وقرأ بها الحديث على الصدر أبي المعالي أحمد بن أبي الفضائل نصر الله بن محمد القزويني المعروف بابن المولى ورحل إلى أصبهان فقرأ علوم الرياضات على محمود الراشاني قرأ عليه التذكرة في علم الهيئة والي بخاري فقرأ بها شيئاً من أول البخاري على الشمس محمد بن جلال الدين الحافظي الجعبري أنا حافظ الدين أبو طاهر محمد ابن محمد الاوسي انا السراج عمر بن علي القزويني إجازة انا الرشيد أبو عبد الله محمد بن أبي القسم عبد الله بن عمر المقرىء انا أبو الحسن علي بن أبي بكر القلانسي بسنده، والي سمرقند وتركستان وغيرهما وتقدم على أقرانه مع كثرتهم وصنف التصانيف الجيدة المفيدة، وحج سنة أربع وثمانين ثم سنة أربع عشرة وجاور التي بعدها، ثم سافر في آخرها إلى زبيد من بلاد اليمن فحل له القبول من متوليها ثم إلى تعز فدخلها في العشر الأخير من جمادى الثانية سنة ست عشرة فلم يلبث أن مرض ثم مات في يوم السبت ثالث عشر جمادى الثانية منها وكانت جنازته حافلة رحمه الله. ذكره التقي بن فهد في معجمه وكذا أورده شيخنا في أنبائه باختصار وسمى جده محمداً وقال: حسام الدين الابيوردي الشافعي الخطيب نزيل مكة كان عالماً بالمعقولات ثم دخل اليمن واجتمع بالناصر ففوض إليه تدريس بعض المدارس بتعز فعاجلته المنية وكان قد أخذ عن التفتازاني مع الدين والخير والزهد، وله من التصانيف ربيع الجنان في المعاني والبيان، وغير ذلك.
433 - حسن بن علي بن حسن البدر السفطي الازهري الشافعي اشتغل يسيراً واختص بالنجم بن حجي وسمع جماعة؛ وكان يراجعني فيمن تأخر من أهل الروايات لأخذ خطوطهم على الاستدعاءات فصارت له بهم براعة وخبرة، وهو ممن أخذ عني.
434 - حسن بن علي بن حسن البدر المباشري ثم الشبراوي الملسي أحد شهودها. قدم القاهرة فسكن المنكوتمرية وقتا وقرأ علي وعلى غيري يسيراً وجلس مع الشهود ثم رجع.
 
435 - حسن بن علي بن خلف البدر السجيني الأزهري الشافعي خال الشهاب السجيني الفرضي الماضي، كان يؤدب الأطفال ويقرأ الأجواق رياسة وربما وعظ وأكثر من النسخ بحيث كتب عدة مصاحف وربعات ووقف مما كتبه صحيح البخاري على أبي العباس الغمري. مات في ذي الحجة سنة ثمانين وقد قارب الستين رحمه الله.
436 - حسن بن علي بن سالم بن أحمد بن عبد الخالق البدر البرلسي الشوري ثم القاهري المالكي ويعرف بالشوري. ولد في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بشورى قرية من البرلس ونشأ فحفظ الرسالة وغالب ابن الحاجب الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك والشاطبية وتلا لعدة قراء على محمد المصري قدم عليهم، وأخذ الفقه وغيره عن الشمس محمد بن عرام، ثم قدم القاهرة سنة ثلاث وخمسين فأخذ عن طاهر في الفقه والاصول وكذا لازم يحيى العلمي في الفقه والعربية وغيرهما والتريكي في الفقه وأصوله وأبا الجود في الفرائض وأخذ عن التقي الحصني فنوناً وعن الكافياجي وغيرهما وقرأ على السيد النسابة في البخاري ولازمني في كثير من شرح الالفية وفي الامالي وغير ذلك، وكتبت عنه من نظمه أبياتاً في البقاعي عندي في موضع آخر، وحج سنة ستين ثم سنة ثمانين وجاور التي تليها وحضر عند البرهان بن ظهيرة؛ وكان يتدرب به أبو الخير الفاسي حين كان يحكم بها، وفضل في الفقه والعربية وغيرهما وأقرأ الطلبة ببلده وكذا بجامع الازهر وغيره وتكسب بالشهادة وبالتكلم على الناس بل ناب هو في القضاء عن اللقاني ثم ترك ويقال إنه غير محمود.
437 - حسن بن علي بن سليمان البدر أبو محمد الفيومي القاهري الشافعي إمام جامع الزاهد بالمقسم. ولد تقريباً سنة أربع وثمانمائة وحفظ في صغره مع القرآن العمدة والتنبيه في الفقه وعرضهما في سنة سبع عشرة على جماعة منهم الولي العراقي وشيخنا، وأجاز له في آخرين ممن لم يجز كالبيجوري والبرماوي والبلالي وابن النقاش والبوصيري، وكان أحد الصوفية بسعيد السعداء مديماً إقراء الاطفال بجانب محل إمامته ممن اعتنى بالترغيب للمنذري وأتقنه مع النواجي وغيره. وكذا قرأ فيه وفي غيره على شيخنا ابن خضر والشهاب المحلى خطيب جامع ابن ميالة والبرهان الكركي بل سمع فيه على شيخنا أو قرأ؛ وكتب منه عدة نسخ بخطه المنسوب الذي جوده ظناً على البسراطي المقسي بل قرأه على العامة بالجامع المشار إليه، وزاد اعتناؤه به حتى حصل فوائد في شرح كثير من أحاديثه التقطها في طول عمره من بطون الكتب مشتملة على الجيد وغيره مع التكرير والتبتير لعدم تأهله وضم ذلك لتراجم جماعة من رواته ونحوهم وربما استمد في ذلك مني ورام قراءة ما كتبه علي وهو شيء كثير يكون نحو مجلدين فأكثر فما اتفق، وتردد بأخرة للشمس ابن قاسم فكان ما استفاده مما أشير إليه أكثر مما أفاده، ونعم الرجل كان صلاحاً وسلامة فطرة لكنه كان قاصر الفضيلة. مات في جمادى الآخرة سنة سبعين رحمه الله وإيانا.
438 - حسن بن علي بن عامر الجدي. مات بساحل جدة في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وحمل لمكة فدفن بمعلاتها.
439 - حسن بن علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن غفاه البدراني والد المحمدين الثلاثة الآتي ذكرهم. قرأ القرآن وأقرأه أولاده؛ وكان خيراً صالحاً. مات في سنة ثمان بمنية بدران رحمه الله.
440 - حسن بن علي بن علي بن رضوان الطلخاوي ثم القاهري الوقاد أبوه ثم هو بجامع الغمري ونزيل مكة. ولد سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة تقريباً واشتغل بالقاهرة، وقطن مكة من سنة سبع وسبعين؛ ولازم الشمس المسيري في الفقه والعربية وغيرهما، وكذا قرأ النحو على يحيى العملي وأبى العزم القدسي والفقه وأصوله على الشرف الدمسيسي حين مجاورته وحضر في النحو عند السراج معمر وقرأ على السيد عبد الله ثم قرأ على ابن جرباش شرح العقائد حين مجاورته، وحمل عني بها وبغيرها أشياء؛ وتزوج بمكة ورزق الأولاد، وفهم الفقه والعربية مع دربة وتقنع وارتفق ببعض التعاليم؛ واستقر في مدرسة السلطان بعد أبي اليمن حفيد أبي السعادات بن ظهيرة وفي الزمامية عن غيره؛ وربما أقرأ الفقه والعربية ونعم الرجل.
 
441 - حسن بن علي بن عمر البدر الاسعردي، قال شيخنا في أنبائه صاحبنا بدر الدين كان من بيت نعمة وثروة فأحب سماع الحديث فسمع فأكثر وكتب الطباق وحصل الأجزاء وسمع من أصحاب التقي سليمان ونحوهم وأحب هذا الشأن وذهبت أجزاؤه في فتنة تمرلنك، وقد رافقني في السماع وأعطاني أجزاء بخطه، وبلغني أنه حدث بدمشق في سنة وفاته ببعض مسموعاته. ومات بها في ربيع الأول سنة تسع وكذا قال نحوه في المعجم. وتبعه المقريزي في عقوده.
442 - حسن بك بن علي بك بن قرا يلوك عثمان صاحب ديار بكر وأخو جهانكير الماضي ووالد أبي المظفر يعقوب صاحب الشرق ويعرف بالطويل. انتزع مملكة الحسن من بني أيوب بقتله لزين العابدين الملقب بالصالح وأخويه بني علي بن محمود بن العادل سليمان وذلك في سنة ست وستين. ومات في جمادى أو رجب سنة اثنتين وثمانين بعد أن أخذ ملك الروم ابن عثمان جنده، واستقر بعده ابنه الكبر خليل فحاربه أخوه المشار إليه يعقوب وقتل ذلك بعد هذا الآن بيسير بل كان أحد أمراء صاحب الترجمة وهو بايندر قتل ولداً في حياة أبيه له أيضاً يقال له محمد باغرلو.
433 - الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن أحمد البدر أبو عبد الله بن العلاء بن الشمس الحصني ثم الحموي القاهري الحنفي ويعرف بابن الصواف. كان جد والده مباركاً معتقداً وخدم ولده العلاء القضامي في التجارة وغيرها حتى قيل إن ثروتهم منه وتعاني ولده التجارة لنفسه وصار ذا خبرة بالابل وانتقل في كنف أبيه فاراً من الفتنة لحصن الأكراد بين حماة وطرابلس، وكان مولد البدر هذا هناك في سنة ثلاث وثمانمائة فلما انقضت الفتنة رجعوا إلى محلهم حماة، ونشأ البدر على طريقة والده في المعاملة والتجارة وحفظ المختار والأخسيكتي ومنظومة النسفي وأخذ الفقه عن قاضيها ناصر الدين محمد بن عثمان بن الجيني وسمع في صحيح مسلم على الشمس بن الأشقر؛ وحج وقدم القاهرة فحضر دروس الشمس بن الديري وقاري الهداية؛ وكان ممن عينه أولهما من طلبته لصوفية المؤيدية أول ما فتحت، ورجع إلى بلاده ثم قدم والكمال بن الهمام إذ ذاك شيخ الاشرفية المستجدة فلازمه وقرأ عليه نصف التحقيق شرح الاخسيكتي وسمع عليه باقية مع بعض شرح ألفية الحديث، وصار ذا مشاركة في الأصول مع حفظ جانب من الفقه؛ واتفقت وفاة شيخه ابن الجيتي والبدر إذ ذاك بالقاهرة فقام معه الجمال بن مصطفى الحنفي أحد أصحابه أتم قيم بملاحظة شيخه الكمال وكذا الأمين الاقصرائي لكونه ممن كان يتردد إليه عند بعض الأمراء حتى ولى قضاء بلده في أول سنة إحدى وثلاثين فأقام فيه إلى أن مات وتقدم بكثرة الهدايا والخدم ومزيد البذل لأرباب الحل والعقد والمبالغة في الضيافة ونحوها للقادمين عليه من ذوي الوجاهات والمناصب فزادت بذلك وجاهته وانتشرت متاجره ومستأجراته وروعي جانبه وكثر الراغب في الحلول بساحته وطالبه، حتى كان الجمالي ناظر الخاص من المساعدين في مآربه والقاهرين لمن يلتمس خفض جانبه لكثرة ما كان يجلبه إليه ويحكمه فيما يقول فيه عليه، وكان بينه وبين المحب بن الشحنة مزيد اختصاص فرغب في تزويج ابنه الصغير لابنة البدر واتفق قدومه القاهرة والمحب قاضيها فأنزله بجانبه وكاد أمر المصاهرة أن يتم فطرأت منافرات بين النساء اقتضت حصول وحشة وحاول جماعة إزالتها بكل طريق فما أمكن وتكلف البدر بسببها قدراً طائلاً حتى انقطعت الوصلة وتطرق للسعي في قضاء الحنفية بالديار المصرية وساعده الدوادار جانبك الجداوي حتى استقر ببذل مال بعد صرف المحب المشار إليه، ولم يلبث أنت تعلل ثم مات وقد استكمل خمسة أشهر واياماً يقال وهو مسموم في المحرم سنة ثمان وستين وصلى عليه برحبة مصلى باب النصر في جمع حافل منهم الاتابك قانم التاجر؛ ودفن في حوش منسوب للاتابك بجانب تربته بالقرب من تربة الظاهر برقوق، وقد أطلت ترجمته في القضاة والوفيات، وكان صالحاً تام العقل متواضعاً محباً في المذاكرة بمسائل العلم والأدب بل يقال انه من المتميزين في الفقه والاصول وقد جلست معه مرة أو مرتين قبل ولايته وسألني عن بعض الأحاديث مرة بعد أخرى رحمه الله وإيانا.
 
444 - حسن بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرزاق بن القطب عبد الرحمن ابن محمد بن أبي بكر بن عمر بن عثمان بن أبي بكر بن عبد الرزاق بن القطب عبد الرحمن الشمس الانصاري الخزرجي الدميري المالكي، ولد في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وسبعمائة وقرأ القرآن وتلاه لأبي عمرو على والده واشتغل في الفقه على البساطي والجمال الاقفهسي والتاج بهرام وكان خال والده والزينين خلف النحريري وقاسم النويري في آخرين وكان يزعم أن ابن شاوسن صاحب الجواهر وابن المكين المصري من أقاربهم وأن أصوله كلهم مالكية إلا جده فكان شافعياً، وأن والده تلا بالسبع على النور على بن عبد الله أخى شيخه بهرام عن أبي بكر بن الجندي، وأخذ هو النحو عن الشموس الشطنوفي والعجيمي والبساطي ولازمهم بل لازم الشيخ قنبر نحو السنتين في العلوم التي كان يقرئها وقرأ بأخرة على القاياتي في سعيد السعداء جميع ابن المصنف، وسمع الحديث على الصلاح الزفتاوي وابن الشمني وابن الابناسي والمراغي والغماري والسويداوي والحلاوي وغيرهم، وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادي في آخرين وحدث سمع منه الفضلاء فرأت عليه؛ وكان ظاهر العدالة حاد اللسان محباً في الحديث وأهله مستكثراً من زيارة الصالحين وتعاهد قبورهم بحيث صارت له فيما بلغني مهارة في تعيينها موصوفاً قبل ذلك بالفضيلة لكنه جلس للتكسب بالشهادة فاشتغل بها ولتقدم سنه مع فاقته ومعرفته بالخطوط كان مقصوداً للشهادة عليها، وقد أقام مدة بحانوت الخيميين رفيقا للزين أبي بكر المشهدي الآتي إن شاء الله إلى أن مات في صفر سنة ثمان وخمسين رحمه الله.
445 - حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الاذرعي ثم الصالحي قاضي أذرعات والد الشهاب أحمد الإمام وعبد الله وأخو حسين المذكورين. سمع من شيخنا وكان بينهما مودة بل سمع شيخنا من نظمه.
 
446 - حسن بن علي بن محمد بن عبد الله البدر أبو المجد الطلخاوي ثم القاهري الشافعي. ولد في ليلة الأحد مستهل رمضان سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بطلخا من الغربية، ونشأ بها فقرأ القرآن ومختصر أبي شجاع وتلقن الذكر من يوسف الازهري أحد أصحاب الغمري الكبير ثم تحول مع خاله الحاج علي إلى القاهرة في سنة ثلاث وخمسين فقطنها، وأقام بالازهر فجود القرآن وحفظ المنهاج وألفية النحو وألفية الفرائض لابن الهائم واللمحة للعفيف في الطب وغالب جمع الجوامع وألفية الحديث والتلخيص وأخذ الفرائض والحساب والميقات والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة وحل الشمس بطريق الدر اليتيم عن الشهاب السجيني وربما راجع الشرفي بن الجيعان في شيء من الفرائض والحساب والهيئة مع الوضعيات عن المحب بن العطار؛ والوضعيات فقط عن ابن ولي الدين صهر الغمري والميقات فقط عن نور الدين النقاش وولده والبدر المارداني والحرف عن ناصر الدين بن قرقماس والرمل عن محمد النحريري والفقه عن العبادي والوروري وإمام الكاملية وزكريا والشرف موسى البرمكيني والبرهان العجلوني والفخر المقسي وعبد اللطيف الشارمساحي والزين الابناسي والشمس الجوجري وعن الشرف وكذا ابن قاسم والجمال الكوراني أخذ أصول الدين بل أخذه أيضاً عن الكافياجي وعن العجلوني والشرف والكوراني أخذ المنطق وكذا أخذ عن العجلوني وإمام الكاملية وابن المرخم والابناسي أصول الفقه وأخذه أيضاً مع المعاني والبيان عن الشهاب بن الأقيطع وعن السنهوري وابن يونس المغربي ونظام الحنفي وكذا الابناسي والكوراني والوروري العربية، وكذا أخذها مع الصرف عن السهيلي وعن مظفر الامشاطي الطب قرأ عليه شرحه للمحة وغيره وكذا أخذ في الطب عن التقي الشمني وعن كريم الدين الهيثمي الوراقة والشروط ولازم البدر بن القطان في الفقه والتفسير والمعاني والبيان والاصلين والمنطق والابناسي في التفسير والحديث والمعاني والبيان والصرف، ولازمني في الحديث رواية ودراية بحيث حمل عني شرح ألفية العراقي لناظمها والكثير من شرحي وقرأ علي في شرح العمدة لابن دقيق العيد بل أخذ عني دروساً من شرح ألفية النحو، وبعض هؤلاء في الأخذ أكثر من بعض وأذن له في الافتاء والتدريس فدرس وناب في القضاء، وحج وتكسب بالطب قليلاً ثم أعرض عن ذلك ولزم التكسب بالشهادة، وصار مرجع خطته إليه فيها وداوم الجلوس في بعض المساجد لها وللاقراء ولم يتعاط من الاحكام إلا قليلاً مع تواضعه وانطراح نفسه واقباله على ما يهمه، وكتب بخطه أشياء مع ثروة وشدة حرص اقتضى تعبه من قبل بنيه ونحوهم.
حسن بن علي بن محمد بن علي البدر أبو عبد الله بن الصواف.. مضى فيمن جد أبيه علي بن محمد بن أحمد تقريباً.
447 - حسن بن علي بن الزكي محمد بن موسى بن مراج المكي العطار البزار بقيسارية دار الامارة منها، ويعرف بابن الزكي. ولد قبيل الاربعين وسبعمائة بيسير، وسمع علي الفخر بن النويري وابن الصفي الطبري والسراج الدمنهوري والتاج ابن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الهمداني والعز بن جماعة في آخرين كالقطب محمد بن محمد بن المكرم سمع عليه جزء الخرقي ومجالس من أمالي التنوخي. قال الفاسي وما علمته حدث لكنه أجاز في بعض الاستدعاءات، وكان خيراً عطاراً بمكة. مات في المحرم سنة اثنتي عشرة؛ ودفن بالمعلاة. ترجه الفاسي بمكة ثم التقى بن فهد في معجمه.
448 - حسن بن علي بن محمد البدر البهوتي القاهري المالكي نزيل مدرسة حسن بالرميلة وأحد العدول على باب خانقاه شيخو. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالقاهرة، ونشأ بها يتيماً فقرأ القرآن والعمدة والرسالة في الفقه، واشتغل بالفقه على التاج بهرام والشمس بن مكين المصري والبساطي وبالنحو على الشمس الشطنوفي، وسمع المئة التي انتقاها ابن تيمية من البخاري علي الشمس محمد بن إسماعيل بن سراج الكفربطناوي الدمشقي قدم عليهم أنا به الحجار وكذا أخبر أنه سمع علي الغماري والعراقي، وحدث سمع منه الفضلاء وحج غير مرة أولها سنة تسعين سنة بلوغه، ودخل اسكندرية فرابط بها شهراً وتكسب بالشهادة. مات في أيام عيد النحر سنة خمس وأربعين رحمه الله، وهو يشترك مع البدر الدميري الماضي قريباً في الاسم واسم الأب والجد والمذهب والحرفة والعصر وإن تأخر ذاك.
 
449 - حسن بن علي بن محمد بن عبد الله البدر الفيشي ثم القاهري الشافعي إمام المؤيدية. اشتغل عند الشريف النسابة وغيره، وأتقن القراءات مع الزين عبد الغني الهيثمي وغيره؛ وأم بالمؤيدية نيابة وازدحم العامة على سماعه خصوصاً في ليالي رمضان، وكان لا بأس به. مات في رجوعه من الحج ببدر في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وأظنه زاد على الخمسين رحمه الله.
450 - حسن بن علي بن محمد البدر المناوي ثم القاهري الازهري ثم المرجوشي الشافعي الأعرج. ولد تقريباً سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بالمنية المجاورة لصافور من الشرقية، وقدم القاهرة فلازم في الفقه العلم البلقيني، وقرأ عليه المنهاج الفرعي بتمامه قراءة بحث وتحقيق وفهم وتدقيق، وأخذ الفرائض والحساب وغيرهما عن ابن المجدي والشهاب السيرجي وأذنوا له في الاقراء والافتاء والعربية وغيرها عن العز عبد السلام البغدادي وشيخنا ابن خضر والشريف الحنفي شيخ الجوهرية، وسمع على شيخنا مسند الشافعي إلا اليسير وغير ذلك، وتميز في الفقه والفرائض والحساب واختص بصحبة أبي العدل قاسم البلقيني بحيث كان أحد قراء التقاسيم عنده وانتفع كل منهما بالآخر فصاحب لترجمة بما كان يسديه إليه من المعروف والاخر بمذاكرته ونحوها وبواسطة سكناه بمدرسة البلقيني كان يؤدب فتح الدين تقي الدين؛ وحكى أنه من شدة خوفه من ضربه أشهد على نفس بأمر يستوجب القتل ليخلص من ضربه بحيث احتيج إلى حقن دمه والحكم باسلامه؛ وبعده لزم الاقامة بمسجد بطرف سوق أمير الجيوش متقنعاً بمعلومه في البيبرسية والجمالية وما لعله يصل إليه من المبرات سيما ممن يقرىء أولادهم من التجار كابن عليبة ونحوهم وإذا وسع الله وسع مع تردد الطلبة إليه حتى انتفع به جماعة كثيرون طبقة بعد أخرى، وحج في البحر وجاور بعض سنة، وكان ممن أخذ عنه الشهاب بن عبد السلام والكمال الحسيني الطويل وابن العز السنباطي والشرف بن روق والجمال عبيد الضاني، ولم ينفك عن ملازمة المسجد المشار إليه ولا عن المزاح والكلمات اليابسة ويقال إنه تجرأ على الشيخ سليم، وله همة عالية وفتوة وكرم؛ وقد طرقه السراق في مسجده ليلاً وأخذوا له من الثياب والنقد ما لم يكن يظن به وما سلمه من القتل إلا الله، وتحول عنه أياماً وأمسك بعهم ولم يحصل منهم على طائل ولكن بره الخليفة وكاتب النسب والاستادار وغيرهم ثم عاد وتزايد عجزه وهرمه، ومع ذلك لم ينفك عن الاقراء ثم عجز، وسافر مع أخته إلى بلاده ثم عاد.
حسن بن علي بن محمد حسام الدين الابيوردي. مضى فيمن جده حسن.
451 - حسن بن علي بن محمود الشيرازي المكي الشافعي. ولد في صفر سنة ثمان وسبعين، ونشأ فاشتغل قليلاً في النحو والصرف وغيرهما ولازمني في مجاورتي الرابعة والخامسة وسمع مني أشياء بل قرأ علي في المشكاة وغيرها.
452 - حسن بن علي بن معين البدر السنباطي ثم القاهري الكتبي والده الشافعي إمام المؤيد أحمد. ولد سنة سبع وثلاثين وثمانمائة تقريباً؛ وحفظ كتباً جليلة، وطاف به أبوه حتى عرضها على من دب ودرج في القاهرة ومصر وضواحيها ثم قرأ القراآت واشتغل يسيراً وسمع البخاري بالظاهرية القديمة وكذا سمع من شيخنا وغيره؛ وسافر ليحج فانصلع المركب بكل ما فيه وسلم مجرداً عن أهل ومال، ولم يلبث أن توصل إلى أن صار في خدمة ابن الأشرف اينال وحظى عنده وقصد عنده بالمهمات فأثرى وركب الخيول وحمدت عشرته بالنسبة لغيره ولم يزل إلى أن انفصلت دولة الاشرف ثم ابنه المؤيد فلزم حينئذ الانجماع مع القيام بخدمة أم المؤيد وصحب في أثناء ذلك محمد ابن أخت الشيخ مدين مديدة ولزم الذكر والتلاوة وقراءة الاحياء ونحوه وصار يحضر مجلسه بعض العوام وتحول للمدرسة البقرية بعد موت شيخه، وسافر إلى مكة فحج ثم إلى الشام وأظهر تجرداً وتعففاً وانجماعاً ولما رجع قطن البقرية أيضاً، ولم يلبث أن جاء أستاذه من اسكندرية في علة أمه فتردد إليه؛ ثم سافر معه بعد موتها إليها فأقام يسيراً؛ ثم مات في العشر الأخير من ربيع الأول سنة خمس وثمانين، وأظنه زاحم الخمسين رحمه الله وإيانا.
453 - حسن بن علي بن ناصر الحجازي أخو حسين الآتي وأبوهما ويعرف كأبيه بابن ناصر. ممن سمع مني بمكة وتجرأ كأبيه فكان يقرأ على العامة على بعض الكراسي بالمسجد  
454 - حسن بن علي بن يوسف بن سالم بن عطية بن عبد الغني بن صالح بن حسن بن إدريس البدر المكي، ويعرف بابن أبي الأصبع.؟ ولد في عاشر ذي الحجة سنة إحدى وستين وسبعمائة بمنى، وسمع بمكة من الجمال بن عبد المعطي والفروي وأجاز له النشاوري وابن عرفة والتنوخي وآخرون. مات في صفر سنة سبع وثلاثين بمكة؛ ودفن بالمعلاة. ذكره ابن فهد في معجمه.
455 - حسن بن علي بن يوسف الاربلي الأصل الحصكفي الحلبي الشافعي أحد فضلاء حلب الآن ويعرف بابن السيوفي، وهي حرفة أبيه. ولد قريباً من سنة خمسين وثمانمائة بحصكفا؛ وقرأت بخطه أنه قرأ الشاطبية والقرآن بمضمونها على شيخ الاقراء أبي محمد سليمان بن أبي بكر بن المبارك شاه الهروي، وهو علي الجلال أبي عبد الله يوسف بن رمضان بن الخضر الهروي وهو علي ابن الجزري وللأربعة عشر علي الزين جعفر السنهوري بالقاهرة فإنه قدمها ولكن قال شيخه إنه لم يقرأ عليه إلا ثمن حزب أو دونه، وأخذ حينئذ عن الشمس الجوجري في الفقه وغيره يسيراً وعن الخيضري رواية وكذا قرأ بعض السبع على أبي الحسن الجبرتي نزيل سطح الأزهر والشاطبية على الشمس السلامي الحلبي بها وعنه أخذ الفقه والحديث، والحديث فقط عن أبي ذر وأصول الدين والمنطق والمعاني والبيان عن الشيخ علي درويش وأخذ أيضاً عن الكمال بن أبي شريف، وكذا عن البقاعي ظناً وتميز وأقرأ الطلبة وربما أفتى وتنافس في مباحثه مع عبد النبي المغربي حين قدم عليهم حلب وقدم القاهرة في غيبتي مطلوباً بسبب وصية.
456 - حسن بن علي البدر البشكالسي القاهري المالكي. ممن أخذ عن شيخنا.
457 - حسن بن علي البدر القيمري الشافعي الريس بجامع قانم بالكبش وبجامع القلعة وأحد مؤذني الحسنية. كان بارعاً في الحساب والفرائض والجبريات والعروض والميقات مع مشاركة في الفقه والنحو ومن شيوخه ابن المجدي وأبو الجود؛ واستقر في تدريس الفرائض بمدرسة جوهر الصفدي من الرملة بعد شيخه أبي الجود المتلقي لها عن الواقف. مات في أثناء المحرم سنة خمس وثمانين وقد زاد على السبعين، وكان حسن السيرة انتفع به جماعة، وممن أخذ عنه الزين زكريا إمام الحسنية والبرهان الكركي رحمه الله.
458 - حسن بن علي البدر المرجوشي والد محمد الآتي. كان شيخاً تاجراً في الشرب ونحوه خيراً مقرباً للصالحين وأهل الفضل، أوردت عنه حكاية في ترجمة شيخنا؛ وهو ممن سمع منه. مات عن أزيد من سبعين سنة بعد الخمسين رحمه الله.
459 - حسن بن علي الجمال الخطيب ابن قاضي القضاة بالحصن نور الدين الحصكفي الشافعي أخذ عنه بلديه أبو اللطف نزيل بيت المقدس المنطق والعروض والقوافي وغيرها.
460 - حسن بن علي الشرف بن العلاء السمرقندي، ويعرف بعطار، لقيه الطاووسي؛ وقال هو الشيخ المقتدي الأعظم المشهور في العالم المتصوف في باطن الأمم الخواجه شرف الملة والدين صحبته وأجاز لي شفاهاً في سنة أربع عشرة. قلت وسيأتي فيمن لم يسم أبوه ممن اسمه حسين بالتصغير شخص يكنى شرف الدين أصبهاني شافعي المذهب أخذ عن النور الايجي وعنه حفيد النور صاحبنا العلاء بن السيد عفيف الدين، وأجوز أن يكون هذا تحرف في أحد الموضعين.
461 - حسن بن علي الأمدي - بفتحتين بدون مد - قال شيخنا في أنبائه: كان من أهل الحسينية بزي الجند ثم توصل بصحبة بعض الأمراء حتى ولي مشيخة سرياقوس وترك لبس الجند ولبس الفقيري. مات في شعبان سنة خمس وقال غيره شيخ الشيوخ. كان خيراً ديناً معتقداً.
462 - حسن بن علي السنباطي الميقاتي ويعرف بالحاسب.
 
463 - حسن بن عمر بن الزين عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد - بتحتانية - البدر الأنصاري المغربي الأصل المدني المالكي ويعرف بابن زين الدين. ولد في سنة سبع وأربعين وثمانمائة بالمدينة، وحفظ القرآن والرسالة وألفية النحو وقطعة من ابن الحاجب الفرعي ومن الكافية؛ وعرض الرسالة على محمد بن مبارك، وعنه وعن يحيى الهواري ويحيى العلمي وأحمد بن يونس أخذ الفقه ولازمهم فيه، وعن الأخير والشهاب الأبشيطي في العربية والمنطق؛ وعن أولهما في الأصول وعن ثانيهما في المعاني والبيان، وسمع علي ابن الكازروني والمحب المطري وأبي الفرج المراغي وغيرهم كل ذلك بالمدينة، وقرأ بمكة على عبد المعطي جل الشفاء وعلى النور الزمزمي في الحساب والميقات بل حضر يسيراً في العربية وغيرها عند القاضي عبد القادر، ودخل القاهرة في سنة أربع وسبعين فأخذ عن الأمين الاقصرائي أشياء والفرائض عن النور الطنبذي ثم دخلها في سنة إحدى وثمانين فأخذ عن الديمي رواية وكذا عني مع دروس في الألفية وشرحها ثم لازمني مدة إقامتي في المدينة حتى حمل الألفية بكمالا في البحث مع أماكن من الشرح وجل الموطأ وأشياء أثبتها له في تاريخ المدينة مع إجازة حافلة وكذا الازمني في سنة ثمان وتسعين بالمدينة أيضاً وسمع علي ودخل هجر والبحرين بلاد ابن حبر لصحبة بينهما وزرار من باليمامة وتميز وشارك في الفضائل مع همة علية وتودد كبير وبشاشة وتواضع وخير؛ ونعم هو.
464 - حسن بن عمر بن عمران. مات بمكة في شوال سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن فهد.
465 - حسن بن عمر بن محمد بن موسى بن عمران المكي الوكيل بأبواب الحكام. مات بمكة في شوال سنة سبع وثلاثين.
466 - حسن بن عمر بن محمد القلشاني أخو حسين وهما توءمان ومحمد الآتيين. ممن أخذ عن الأحمدين النخلي والصائغ والسلاوي وغيرهم وتميز في فنون، وولي قضاء الجزيرة القبلية لتونس ثم باجة. وكان أخوه محمد مستوراً به في قضاء الجماعة فلما مات انكشف. مات سنة ثلاث وسبعين عن تسع وثلاثين سنة.
467 - حسن بن غازي. حدث بالخليل في سنة أربع وثمانمائة بالمسلسل في جماعة عن الميدومي. رواه لنا عنهم التقي أبو بكر القلقشندي.
468 - حسن بن قاسم بن علي الناصري الأصل النابلسي المولد الغزي الدار هو وأبوه. سمع منى المسلسل بالقاهرة.
469 - حسن بن قراد العجلاني المكي القائد. مات بمكة في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين، أرخه ابن فهد.
470 - حسن بن قرا يلوك واسم قرا يلوك عثمان. قتل في المعركة سنة خمس وخمسين كما كتبته في الحوادث وهو عم جهانكير وحسن بن علي بن عثمان قرايلوك.
471 - حسن بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد ابن البدر ابن شيخنا ابن حجر. مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين وله دون السنة. أرخه جده شيخنا في أنبائه.
 
472 - حسن بن محمد بن أيوب بن محمد بن حصن النسابة بن إدريس النسابة بن الحسن بن علي بن عيسى البدر وربما قيل له الحسام أبو محمد بن ناصر الدين بن نجم الدين الحسني نسباً الحسيني سكناً بل ونسباً أيضاً القاهري الشافعي ويعرف بالشريف النسابة. ولد في أواخر سنة سبع وستين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو ونافع على الفخر الضرير إمام الزهر والشرف يعقوب الجوشني؛ وتفقه بالأبناسي والبيجوري وعظمت ملازمته له وبالبدر القويسني، وحضر دروس البلقيني وابن الملقن والبدر الطنبذي والجمال الطيماني والشرف عيسى العزي شارح المنهاج في آخرين إلى أن برع؛ وأذن له الابناسي وغيره واشتغل بالنحو يسيراً عند المحب بن هشام والزين الانطاكي وجماعة، وكان يقول أنه لم يفتح على فيه بشيء، وسمع الكثير على الصلاح الزفتاوي والحلاوي والسويداوي والابناسي والغماري والمراغي وابن الشيخة والتنوخي والزين العراقي والهيثمي والشرف بن الكويك والتقي الدجوي والتاج بن الفصيح والقاضي البرماوي والولي العراقي والشهاب البطائحي وقاري الهداية وشيخنا، وعظمت رغبته في حضور مجالسه وكان شديد الاجلال له بحيث أنه بمجرد رؤيته ينتصب له قائماً وربما لا يشعر فإذا التفت وراءه نهض قائماً، وأجاز له أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن المحب ولطيفة ابنة العز محمد بن محمد الاياسي وغيرهما، وتصدى لأشغال الطلبة فقرأ عليه خلق لا يحصون كثرة من الكبار فمن دونهم طبقة بعد طبقة، وولى مشيخة التربة الطنبذية بعد شيخنا الحناوي والتدريس بجامع الخطيري بعد الشهاب الطنتدائي والنيابة في مشيخة البيبرسية وغير ذلك، وحدث بالكثير سمع عليه القدماء وممن قرأ عليه السنن الكبرى للنسائي الكلوتاتي بزاوية الشيخ محمد الحنفي وسمعه الشيخ هو وأولاده وكذا قرأه عليه الجمال البدراني وسمعه معه صاحبنا النجم بن فهد وأحضروه حين قرىء على شيخنا وأخبروه بسنده فيه بعد انفصاله عنه أدباً وإلا فشيخنا لم يكن ممن يتأثر لذلك، وكثر تحديثه بهذا الكتاب بخصوصه حتى كان يظن هو وغيره من جمهور الناس تفرده به، وحج مرتين الأولى في أوائل القرن؛ وكان يتعانى في أول أمره التجارة ويسافر بسببها حتى إنه سافر إلى دمشق مراراً الأولى قبل الفتنة وأخذ عن الشريشي وغيره ودخل حماة وأخذ بها عن ابن خطيب المنصورية وحلب؛ وزار بيت المقدس والخليل ودخل ثغر اسكندرية أيضاً ثم لزم الاقامة في بلده مقتصراً على الاقراء وشرح الابريز فيما يقدم على مؤن التجهيز لابن العماد وكذا شرح منظومته في العقاد وسماه نزهة القصاد والتنقيح للولي العراقي، وغير ذلك مما قرض له شيخنا بعضه. وحصلت له في عينيه رطوبة لم يكن يستطيع معها المطالعة بل ولا الكتابة إلا نادراً بتكلف؛ ثم لم يزل يتزايد حتى أشرف على العمى، وجاز هذه المرتبة العظمى وهو صابر شاكر، وكان فقيهاً فاضلاً ديناً متواضعاً سليم الصدر نير الشيبة حسن الابهة كثير التودد للخاص والعام محباً في العلم ومذاكرته وإثارته الفوائد فيه راغباً في الاشغال ونفع الطلبة وترغيبهم في الاشتغال لا تكاد مجالسته تخلو من فوائد ونوادر؛ لازمته مدة وقرأت عليه الفقه والحديث بل هو أول من قرأت عليه الحديث وقرأت عليه كثيراً من تصانيفه وناولني جميعها وكان حريصاً على إذاعتها ونشرها كثير الاجلال لي والدعاء سراً وجهراً؛ وقد بالغ البقاعي في أذاه فعلاً وكتابة بما قد رأى عقوبته. مات وقد عمر في مستهل صفر سنة ست وستين وصلى عليه ثم دفن بحوش من الروضة خارج باب النصر وكثر التأسف على فقده رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركته.
 
473 - حسن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف البدر بن النجم الأنصاري المكي ويعرف بالمرجاني الشافعي الآتي أبوه ويسمى أيضاً محمداً ولكنه إنما اشتهر بحسن. وله في مستهل ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة بمكة؛ ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج ونصف ألفية ابن مالك وقطعة من المنهاج الأصلي، وحضر في سنة ثمان وعشرين على ابن الجوزي مصنفه في ختم مسند أحمد والكافية لابن الحاجب والاربعين كلاهما للنووي، وتفقه بالكازروني حيث أخذ عنه الحاوي شريكاً لزوج أخته المحب بن أبي السعادات بن ظهيرة سنة ثمان وأربعين وأذن له في اقرائه وقرأ في الروضة على أبي السعادات المشار إليه وكذا أخذ عن الكمال إمام الكاملية رفيقاً للبرهاني بن ظهيرة وغيره والنحو عن جماعة وبرع فيه وشرح مساعد الطلاب في نظم قواعد الاعراب لأبيه في كراريس وأقرأ بعض الطلبة، مع سكون وخير؛ لقيته غير مرة وكتبت عنه قوله:

إن الصحاح مفيد قد غدا ولـه

 

من الفضائل يشفى من به وله

فإن أردت به كشفاً لمعضـلةٍ

 

فلباب آخره والفصـل أولـه

وغير ذلك مما أودعته في التاريخ الكبير.
حسن بن محمد بن جعفر. أحيل عليه في الحسن بن جعفر فينظر.
474 - حسن بن محمد بن حسن بن إدريس بن حسن بن علي بن عيسى بن علي بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن القسم بن يحيى بن يحيى البدر بن ناصر الدين بن حصن الدين بن نفيس الدين الحسني سبط الشريف النسابة حسن بن علي بن سليمان الحسيني وعم البدر حسن بن محمد بن أيوب الماضي قريباً ويعرف ذلك بالنسابة. ذكره شيخنا في معجمه فقال ذكر لي ابن أخيه يعني المشار إليه أنه اشتغل بالقراءات والفقه وأجيز بجميع ذلك وجمع مجاميع وتجرد مع الفقراء قديماً وخرج لهم عن جميع ما خلفه أبوه وهو كثير جداً وتنقلت به الأحوال، وولى مشيخة الخانقاه البيبرسية مدة وجرت له مع أهلها منازعات فعزل منها ثم أعيد، وكان قد سمع من الوادياشي والميدومي وغيرهما؛ وحدث أنني سمعت عليه شيئاً لكنني لم أظفر به الآن، والتقيت مع مراراً؛ وكانت فيه شهامة مقداماً جريئاً نازع نقيب الأشراف مرة ورام الخلافة أخرى واعتل بأنه حسني وأمه من بني العباس قال ووقفت له على تصنيف لطيف في آداب الحمام بخطه قرضه له علماء العصر في سنة سبعين كالبلقيني وابنه والابناسي والطنبذي والمجد إسماعيل الحنفي والغمادي وابن مكين والشرف عبد المنعم البغدادي والجلال نصر الله البغدادي وآخرون، وخفي على الجميع انه استلبه من مصنف جليل ووقفت عليه لمحمد بن عبد الله الشبلي الدمشقي صاحب آكام المرجان في أحكام الجان وغيره وما أظن المقرضين وقفوا عليه وفيه فوائد كثيرة ولم يكن الشريف في مرتبة من يهتدي لذلك الجمع انتهى. وكذا للشريف أبي المحاسن محمد بن علي الحسيني الدمشقي الالمام في آداب دخول الحمام، وقال شيخنا في أنبائه ان أصله من سرسة وتكسب بالشهادة مدة وأقام في مشيخة البيبرسية نحو عشر سنين، ثم ثار عليه الصوفية لسوء سيرته فيهم فعزل عنهم ثم أعيد، وكان عارفاً بأنساب الأشراف كثير الطعن في كثير ممن يدعى الشرف وكان يذكر أن أمه حسينية وقد ساق شيخنا نسبها ونسبه، ويذكر أيضاً أن أم أبيه من بني العباس وهي صفية خاتون ابنة الخليفة المستمسك بالله محمد ابن الحاكم، وكان يتطاول إلى الخلافة مع جهل مفرط وقلة ديانة. مات في سادس عشر شوال سنة تسع، قال في الأنباء وقد جاز الثمانين، وفي المعجم وقد قارب التسعين ممتعاً بسمعه وبصره. قلت وقد روى لنا عنه ابن أخيه وجماعة وذكره المقريزي في عقوده.
475 - حسن بن أبي عبد الله محمد بن حسين بن الزين محمد بن القطب محمد بن أحمد بن علي القسطلاني الاصل المكي. ولد في سنة اثنتين وستين وسبعمائة أو التي تليها، ودخل الديار المصرية والشامية ورتبت له المرتبات بل ولي مباشرة في الحرم المكي وفي الأوقاف الحكمية بالقاهرة وكذا نظر أوقاف الحرمين باسكندرية. ومات بالقاهرة بعد أن سكنها سنين في شوال سنة تسع وقد قارب الخمسين. ذكره الفاسي في مكة.
476 - حسن بن محمد بن حسن الصالحي اللحام ويعرف بابن قندس - بضم القاف والمهملة وآخره معجمة. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة على ما يظهر من مسموعه فإنه سمع من لفظ المحب الصامت سنة أربع وسبعين قطعة من أول مسند عثمان من مسند أبي يعلى، وكذا سمع من محمد الباني ابن الرشيد عبد الرحمن المقدسي الأول الكثير من فوائد ابن بشران وحدث سمع منه الفضلاء. مات في العشر الأوسط من المحرم سنة أربعين ودفن بسفح قاسيون.
477 - حسن بن محمد بن حسن القرشي الدخي المدني أخو عبد الحميد الحكيم الآتي. سمع علي الزين المراغي. ومات في صفر سنة خمس عشرة.
478 - حسن بن محمد بن حسين بن محمد البدر بن الشمس بن العز البعلي الحنبلي التاجر ويعرف بابن العجمي. ولد ببعلبك قبل التسعين ونشأ بها فقرأ القرآن على ابن قاضي المنيظرة وفي الفقه يسيراً على العماد بن بيغوت الحنبلي، وتكسب بالتجارة؛ وكان قد سمع الصحيح على الزين عبد الرحمن بن الزعبوب وحدث لقيته ببعلبك فقرأت عليه؛ وكان خيراً محباً في الحديث وأهله. مات قريب الستين.
479 - حسن بن محمد بن راشد السمي البنا. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وستين.
480 - حسن بن محمد بن سعيد البدر أبو محمد وأبو علي الشظبي اليمني الفقيه الشافعي. وله سنة تسع وثمانين وسبعمائة، وأخذ عن السيد محمد بن إبراهيم بصنعاء وتلا بها للسبع على بعض القراء؛ وكذا أخذ عن النفيس العلوي والجمال بنا لخياط بتعز وتفقه وحصل كتباً جمة، وأقام ببعض مدراسها يدرس ويفيد؛ وكان فقيهاً نحوياً مقرئاً محدثاً. مات بتعز فجأة في أوائل جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين. ذكره التقي بن فهد في معجمه، ومن نظمه:

حب النبي وأصحاب النـبـي وأه

 

ل البيت أرجو به تخفيف أوزاري

ومذهبي هو ما صح الحديث بـه

 

ولا أبالـي بـلاح فـيه أوزاري

وقال العفيف كان فقيهاً مقرئاً نحوياً له تبصرة أولى الألباب في النحو والزراري المسفرة نظم الدرة في القراءات ولما فرغه أرسل إلي بنسخة منه لزبيد وكتب معه أبياتاً أولها:

أهديتها تمراً إلى خيبـر

 

يقبلها ذو الحسب الطاهر

فمشيت عليه وأصلحت له فيه كثيراً.
481 - حسن بن محمد بن الزين عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد الأنصاري المغربي الأصل المدني المالكي أخو حسين الآتي. ابن عم البدر حسن ابن عمر الماضي قريباً ويعرف كأخيه بابن كمال. حفظ الرسالة وسمع على الجمال الكازروني في سنة أربع وثلاثين. ومات 482 - حسن بن محمد بن عبد القادر بن علي بن محمد بن شرشيق البدر أبو محمد ابن شمس الدين بن محيي الدين بن نور الدين بن شمس الدين الأكحل بن حسام الدين شرشيق القادري والد الشمس محمد وأخو علي. كان أسن الجماعة المقيمين بزاوية عدي بن مسافر خارج القرافة الصغرى المشهورة الآن بزاوية القادرية، كان صالحاً نيراً سليم الفطرة منجمعاً عن الناس قليل الخبرة بمخالطتهم؛ تزوج صاحبنا الشيخ إبراهيم القادري ابنته ومؤاخيه قاسم ابنة أخرى. ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وستين بالزاوية المذكورة وصلى عليه هناك ثم دفن فيها رحمه الله وإيانا.
483 - حسن بن محمد بن عبد الله البدر الحلبي الأصل المكي ويعرف برزة. ولد بمكة ونشأ بها وسمع على العفيف النشاوري، أجاز له في سنة سبعين وسبعمائة فما بعدها الأزرعي والاسنوي وأبو البقاء السبكي وابن القاري والكمال بن حبيب والحسين بن حبيب وآخرون. مات بالقاهرة سنة سبع وعشرين أو بعدها. ذكره التقي بن فهد في معجمه سامحه الله.
484 - حسن بن محمد بن عبد المنعم البدر بن الشمس بن الظهير العراقي نزيل مكة ويعرف بالسهروردي لانتسابهم فيما قال للشيخ أبي حفص. ولد بالعراق في سنة ثلاثين وورد مكة في سنة خمسين فحج وزار ثم عاد لمكة وتردد في التجارة لكلبرجة وهرموز وقيلان وكنباية وغيرها ثم عاد لمكة سنة ثلاث وستين وتوجه منها للزيارة أيضاً وتأهل بالمدينة؛ وهو والد زوجة الجمال الكازروني سبط أبي الفرج المراغي المدني بورك فيه، وعاد لمكة واستمر بها إلى سنة خمس وسبعين ثم عاد إلى المدينة وصار يتردد منها لمكة وتكررت رؤيتي له بها وهو الآن سنة ثمان وتسعين فيها ثم رجع في موسمها إلى طيبة.
485 - حسن بن محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد البدر بن الخواجا الشمس الحلبي الأصل الدمشقي والد إبراهيم ومحمد وأخو أحمد ويعرف سلفه بابن المزلق؛ ولد بدمشق ونشأ بها في كنف أبيه وسلك طريقه في المتاجر وجال الأقطار بسببها؛ وجاور بمكة مراراً بل ولي إمرة جدة في سنة إحدى وأربعين حين كان سعد الدين بن المرة ناظرها وسافرا في البحر من الطور وأعطى السلطان صاحب الترجمة خمسة آلاف دينار ليعمر بها عين عرفة؛ وكذا قدم القاهرة غير مرة وولي نظر جيش الشام وغيره، وكان رئيساً وجيهاً عرياً عن الفضائل وفي سمعه ثقل وقد لقيني بدمشق وتجمل. مات بدمشق في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين ودفن بتربتهم.
486 - حسن بن محمد بن علي العز أبو أحمد العراقي الشاعر نزيل حلب. كان ذا نظم جيد يمتدح به أكابر حلب فيجيزونه ويتكسب بالشهادة كل ذلك مع خمول وهيئة رثة وينسب للتشيع ورقعة الدين؛ وله مؤلف سماه الدر النفيس من أجناس التجنيس ويشتمل على سبع قصائد يمدح بها البرهان بن جماعة أول القصيدة الأولى منها:

لولا الهلال الذي من حيك سفـرا

 

ما كنت أنوي إلى مغناكم سفـرا

ولا جرى فوق خدي مدمعي دررا

 

حتى كأن جفوني ساقطـت دررا

يا أهل بغداد لي في حيكم قـمـر

 

بمقلتيه لعقلي في الهوى قمـرا

وكذا له عدة قصائد نبويات على حروف المعجم. مات بحلب في سابع عشر المحرم سنة ثلاث. ذكره ابن خطيب الناصرية وقال رأيته ولم أكتب عنه؛ وتبه شيخنا في أنبائه.
487 - حسن بن محمد بن علي البيروتي ثم الغمري القاهري البطيخي الشافعي. ممن أخذ عن الشرف السبكي وشيخنا وجاد فهمه دون عبارته، وصحب الغمري واختص به وبعد موته لزم ولده قليلاً مع الاشتغال بالعربية والفقه وغيرهما؛ ثم انسلخ من ذلك كله وسلك مسالك السوقة وباع القصب والبطيخ ونحوها؛ واستمر يتناقص حتى مات في تاسع رمضان سنة إحدى وتسعين بعد أن كف وقطن جامع الغمري وقد جاز الستين رحمه الله وعوضه خيراً.
488 - حسن بن محمد بن علي النمراوي صهر بلديه البدر حسن بن علي بن حسن الماضي. قرأ القرآن وهدية الناصح وسمع مني بالقاهرة وربما حضر بعض الدروس.
489 - حسن بن محمد بن عمر بن الحسن بن هبة الله بن كامل بن نبهان البدر الدمشقي الآتية أمه أسماء، ويعرف بابن نبهان. ولد في صفر سنة ثمان وثمانمائة بدمشق ونشأ بها وسمع على عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي الصحيح فيما ذكره بل قيل إنه وجد بخط أبيه وقد حدث قرأ عليه بعض الطلبة وأجاز، وهو ذو همة علية وكرم ومحبة في الحديث وطلبته. مات بعد عروض الفالج له في ذي القعدة سنة تسع وثمانين رحمه الله.
490 - حسن بن محمد بن قاسم بن علي بن أحمد التاجر الكبير بدر الدين الصعدي اليمني نزيل مكة ووالد الجمال محمد وعلي الآتيين ويعرف بالطاهر بالمهملة. كان يذكر أنه من ذرية حمير بن سبأ؛ وأنه ولد في سنة تسعين وسبعمائة أو التي قبلها بصعدة من اليمن ونشأ بها ثم سافر مع عمه إلى مكة فحج وعاد إليها فأقام ثلاثة أشهر ثم سافر في التجارة إلى عدن ثم إلى الديار المصرية بل ودخل أيضاً عدة بلاد من الهند وكذا القصير وسواكن ومكة غير مرة ثم انقطع بها من سنة اثنتين وثلاثين فلم يخرج منها إلا في بعض الأوقات إلى القاهرة، وعمر بها دوراً بل استأجر رباطاً بباب السويقة أحد أبواب المسجد الحرام وعمره ووقف منافعه على الفقراء في سنة ثلاث وأربعين، وعمر أماكن كثيرة من عين حنين وسبيلاً في داره يمنى، وولى نظر المسجد الحرام عوضاً عن القاضي أبي اليمن في أوائل سنة خمسين ثم عزل في أواخرها ببيرم خجا وكذا ولى شد جدة في سنة اثنتين وستين؛ وكان خيراً ساكناً متواضعاً وافر الملاة ذا مروءة وإفضال بالتصدق والقرض لأهل الحرمين وغيرهم معظماً في الدولة عارفاً بأمور الدنيا بلغ الغاية في المعرفة بأمور التجارة حتى صار كبير التجار بمكة ومرجعهم مع صدق اللهجة. رأيته كثيراً وسمعت كلامه. مات في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين بمكة ودفن بمعلاتها رحمه الله وإيانا.
491 - حسن بن محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد ابن عبد الرحمن الحسني الفاسي الكلبرجي ثم المكي الحنبلي. ولد ببلاد كلبرجة من الهند وحمل إلى مكة وهو ابن نحو عشر سنين بعد الثلاثين وثمانمائة، وسمع بها من التقي بن فهد، وأجاز له باستدعاء وله النجم عمر جماعة، ودخل مع عمه عبد اللطيف بلاد العجم بعد الأربعين وثمانمائة فوصلا إلى الروم ثم حلب وكانت منيته بها ودفن هناك رحمه الله.
492 - حسن شلبي - ومعناه سيدي - بن ملا شمس الدين محمد شاه بن العلامة المولى شمس الدين محمد بن حمزة الرومي الحنفي الآتي جده ويعرف كسلفه بالفناري وهو لقب لجد أبيه لأنه فيما قيل لما قدم على ملك الروم أهدى له فنياراً فكان إذا سأل عنه يقول أين الفنري فعرف بذلك. ولد سنة أربعين وثمانمائة ببلاد الروم، ونشأ بها فاشتغل على ملا فخر الدين وملا علي طوسي وملا خسرو حتى برع في الكلام والمعاني والعربية والمعقولات وأصول الفقه ولكن جل انتفاعه بأبيه وعمل حاشية في مجدل ضخم على شرح المواقف وأخرى على المطول كبرى وصغرى وأخرى على التلويح وغير ذلك من نظم بالعجمي والعربي وذكاء تام واستحضار وثروة وحوز لنفائس من الكتب وتواضع واشتغال بنفسه، وقد قدم الشام في سنة سبعين فحج مع الركب الشامي وكذا تردد للقاهرة قريباً من سنة ثمانين فسلم علي الزين بن مزهر ببولاق ولم ير فيما زعم من ينزله منزلته ولا ارتضاها ولا أقرأ بها أحداً سيما مع توعكه في معظم مدته فبادر إلى التوجه لمكة من جهة الطور في البحر ومعه جماعة من طلبته فأقام بها يسيراً وأقرأ هناك، وممن قرأ عليه ثم الشمس الوزيري الخطيب وأثنى هو وغيره على فضائله وتحقيقه، ولما قدم القاهرة أخبرت أن ابن الاسيوطي استعار حاشيته على المطول وزعم أنه كتب عليها حواشي وأوقفه هو على كراريس كتبها علي البيضاوي فردها عاجلاً مصرحاً بعدم ارتضائها وبادر لطلب حاشيته غير ملتفت لما زعمه إهمالاً لشأنه. مات ببلاده في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين.
493 - حسن بن محمد بن محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البدر بن البهاء بن العلامة الشمس البعلي ثم الدمشقي الحنبلي سبط عبد القادر بن القرشية ولذا يعرف أيضاً بابن القرشية. ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وسمع من جده عبد القادر وعبد الرحيم بن أبي اليسر وزينب ابنة الكمال والشهاب الجزري، وحدث سمع منه شيخنا وغيره، وقال في معجمه إنه مات وهو متوجه إلى بعلبك في شعبان أو رمضان سنة ثلاث بعد انفصال العدو عن دمشق، وجزم في إنبائه بشعبان، وتبعه في التردد المقريزي في عقوده.
494 - حسن بن محمد بن محمد بن محمد بن علي البدر المقدسي الشافعي والد أبي الجود محمد ويعرف بابن الشويخ لقب جده. ولد سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ به وصحب الشهاب بن رسلان وكناه أبا البشر وغيره من السادات، وحج مراراً كثيرة أولها سنة إحدى وخمسين وسمع بمكة على أبي الفتح المراغي وألبسه الخرقة والتقي بن فهد وكذا تكرر دخوله للقاهرة وحضر عند العلمي البلقيني ورأى شيخنا وغيره من السادات ودخل الشام وغيرها وتكرر اجتماعه علي، وكان مجاوراً سنة ثمان وتسعين ويكثر من الاجتماع بالشيخ عبد المعطي المغربي ولا بأس به.
495 - حسن بن محمد بن محمد البلبيسي ثم القاهري الشافعي نزيل مكة وأخو الشيخ محمد الآتي. مات بمكة في ليلة الثلاثاء ثامن جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند الشيخ ابن مصلح بالقرب من تربة بيت ابن عبد القوي وخلف أولاداً؛ وكان فقيراً يتكسب بالخياطة صالحاً يقال إنه كان مديم الاعتماد في كل يوم جمعة وفي الأشهر الثلاثة كل يوم وكثر الثناء عليه؛ وهو ممن أخذ عني ونعم الرجل رحمه الله.
حسن بن محمد بن نصر الله. يأتي قريباً بدون محمد.
496 - حسن بن محمد بن يعقوب الطهطاوي المكي أخو علي الآتي. مات بمكة في المحرم سنة اثنتين وثمانين.
497 - حسن بن محمد بن يوسف بن نيطقس البدر بن الشمس بن الصلاح الحنفي. ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة بالحسينية خارج القاهرة ونشأ بها فتفقه وتكسب بالشهادة دهراً ثم عين لقضاء الحنفية بصفد فوليه في سنة بضع وثمانين واستمر فيها قاضياً حتى مات في سنة أربع عشرة. ذكره المقريزي في عقوده.
 
498 - حسن بن محمد المكي ويعرف بابن صبرة. مات فيها في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين.
حسن بن محمد الأمير البدر بن المحب الطرابلسي الاسلمي. مضى في ابن عبد الله.
499 - حسن بن محمد العيثاوي أحد مشاهير الطلبة. ذكر ابن حجى أنه كان أفضل أهل طبقته. مات في أول سنة إحدى وقد جاز الثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه.
500 - حسن بن مختار والد جار الله الماضي. مات بمكة سنة سبع وثلاثين.
501 - حسن بن مخلوف آب المركان الراشدي المعتقد بالمغرب. مات سنة سبع وخمسين. أرخه ابن عزم.
502 - حسن بن منصور البدر الحنفي القاضي بل كان أيضاً قد تولى الحسبة بدمشق. مات في عقوبة اللنك سنة ثلاث. قاله العيني.
503 - حسن بن موسى بن إبراهيم بن مكي البدر القدسي الشافعي ويعرف بابن مكي. سمع علي الزفتاوي المسلسل وجزء ابن عرفة وجزء البطاقة ونسخة إبراهيم بن سعد وغيرها وحدث سمع عليه شيخنا وابن موسى ووصفه بالقاضي الرئيس الفاضل والتقي أبو بكر القلقشندي والأبي وولي قضاء القدس مراراً وكان مزجي البضاعة في العلم. مات عن سبعين سنة في سنة سبع عشرة. ذكره شيخنا في معجمه وأنبائه وتبعه المقريزي في عقوده.
504 - حسن بن نابت بن إسماعيل بن علي البدر الزمزمي المكي. حفظ البهجة والألفية وعرضهما على جماعة وتميز في الفرائض والحساب وأخذهما عن قريبه نور الدين وفي الميقات أخذه عن قريبه الجمال محمد بن أبي الفتح ودخل الشام وغيرها.
حسن بن نبهان. في ابن محمد بن عمر بن الحسن بن نبهان.
505 - حسن بن نصر الله بن حسن بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم بن عبد السلام. هكذا كتبه لي أخوه فخر الدين الناسخ الصاحب بدر الدين بن ناصر الدين بن بدر الدين بن شرف الدين بن كمال الدين بن كريم الدين بن زين الدين الأدكوي الأصل الفوي القاهري ويعرف بابن نصر الله، وزاد بعضهم محمداً بينه وبين نصر الله وهو غلط. أصله من أدكو قريبة بالمزاحمتين من أعمال القاهرة. كان جده الأعلى الشرف محمد بن أحمد خطيبها ثم بذبي وبعده تعانى ابنه البدر المباشرة وفطن للحساب، وباشر عند سيف الدين الكناني متولي فوة وولد له نصر الله فنشأ بها وباشر بها ثم باسكندرية عدة وظائف وولد له صاحب لترجمة في ربيع الأول وقبل الآخر سنة ست وستين وسبعمائة بفوة، ونشأ في كنفه وزوجه بابنة ناظرها ابن الصغير وصار عديل الفخر بن غراب؛ وقدم القاهرة في حدود التسعين وسبعمائة وهو فقير جداً ثم بعد ذلك وهو كذلك فكتب التوقيع بباب القاضي ناصر الدين بن التنسي ثم خدم نحو الشهرين شاهداً في ديوان أرغون شاه أمير مجلس في الدولة الظاهرية برقوق ثم انتمى إلى مهنى دوادار بكلمش العلائي أمير سلاح؛ وحسن حاله ولا زال يترقى حتى ولي الحسبة ونظر الجيش بالديار المصرية ثم وزارتها ثم الخاص بها في الدولة الناصرية فرح وكذا ولي الوزارة والخاص في الدولة المؤيدية ثم صودر مراراً ثم عمل لاستادارية في دولة الصالح محمد ثم انفصل عنها وأعيد إلى الخاص عوضاً عن مرجان الخازندار ثم أعيد إلى الاستادراية في الدولة الأشرفية عوضاً عن ولده صلاح الدين محمد وانفصل عن الخاص بالكريمي عبد الكريم بن كاتب حكم في أوائل جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ثم انفصل عن الاستادارية وصودر هو وولده المذكور ثم أعيد ثالثاً بعد مدة إلى الاستادارية فلم تطل مدته فيها بل عزل عن قرب، ولزم داره إلى أن مات ولده فاستقر بعده في كتابة السر ولم يلبث أن عزله الظاهر بالكمالي بن البارزي ولزم البدر منزله واستولت عليه الأمراض المختلفة حتى مات في سلخ ربيع الأول سنة ست وأربعين ودفن من الغد بتربته التي بالصحراء خارج الباب الجديد عند ولده صلاح الدين؛ وكان شيخاً طوالاً ضخماً حسن الشكالة مدور اللحية كريماً شهماً مع بادرة وحدة وصياح وإقدام على الملوك وانهماك في اللذات وتأنق في المآكل والمشارب وله بفوة مدرسة حسنة على البحر فيها خطبة وتدريس ومآثر غير ذلك، وله ذكر في حوادث سنة ست عشرة من أنباء شيخنا، وذكره المقريزي في عقوده سامحه الله.
506 - حسن بن لاجين. ذكره المقريزي في عقوده.
507 - حسن بن يحيى البير الحجاري نسبة لبئر الحجار على نحو أربعة فراسخ من فاس لناحية المشرق، كان عالماً صالحاً. مات في سنة اثنتين وسبعين. أفاده لي بعض أصحابنا المغاربة.
 
508 - حسن بن يوسف بن أيوب البدر التركماني ويعرف بجده، ولي نيابة القدس والرملة ونابلس والكرك غير مرة في أوقات مختلفة، ورأيته غير مرة منها في القدس، ومات في جمادى الآخرة سنة ثمانين.
509 - حسن بن يوسف بن حسن بن صالح الأنصاري المروي نسبة إلى المرية من الأندلس المالكي؛ واشتغل بالطب والهيئة ونحوهما من فقه ونحو عند أحمد القصار، وقدم قريباً من سنة تسعين، وحج من دمشق وجاور ثم رجع إلى القاهرة فاستمر حتى اجتمع بي في أثناء سنة ست وتسعين؛ وسمع منى.
حسن بن علاء الدولة بن أحمد بن أويس. يأتي له ذكر في أخيه الحسين.
510 - حسن بن الحمامي بدر الدين. ولي قضاء الشافعية ببيت المقدس بعد المحيوي بن جبريل مع ذكره بأوفر نقص، وقدم القاهرة ثم عاد في أواخر جمادى الثانية سنة تسعين على قضائه.
511 - حسن بن الصعيدي، شخص كان يتكلم في الحيرة ونواحيها عن الوزير والسلطان. مات في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين، ووجد له من النقد شيء كثير جداً مما لم تكن هيئته ومرتبته مناسبة له ولا لبعضه، فاحتيط عليه للسلطنة غير ملتفتين لولد ولا غيره.
512 - حسن بن غرلو حسام الدين جارنا. مات في رمضان سنة ست وثمانين عن سبعين فأكثر؛ وخلف طفلاً وهو ابن أمير علي بن سنقر.
513 - حسن بن قلقيلة بدر الدين الحسيني سكنا الحنفي. أخذ عن البدر العيني واستقر به إمام مدرسته، وكذا قرأ على الجمال عبد الله بن الرومي، واستقر بعده في تدريس الحنفية بجامع الظاهر وأم بالبرقوقية نيابة؛ وتكسب بالشهادة وصاهره الشمس بن خليل على ابنته وكانت بينهما قلاقل. مات قريب الستين تقريباً.
514 - حسن بدر الدين بن النح البغدادي الشافعي أحد الفضلاء. كتبه عنه البدري في مجموعة قوله.

حريري له خـد نـضـير

 

تسامى عن مراعاة النضير

ونادمني بأقوالٍ صـحـاح

 

فما أحلى مقامات الحريري

515 - حسن بن البدر الهندي ثم الدمشقي الحنفي نزيل حماة. امام عالم علامة بحر محقق مدقق ذو فنون عديدة وأقوال سديدة متمكن من العقليات بحيث كان التاج بن بهادر يثنى عليه فيها ثناءً بالغاً مع فصاحته وحسن تقريره وكونه متزهداً يلبس اللباد ونحوه؛ ويقال إنه لازم السيد الجرجاني ثلاثين سنة؛ وقال الزين عبد الرحمن بن أبي بكر الشاوي إنه أخبره أنه بحث على الزين الخوافي، وقال غيره إنه رافق الشمس الشرواني في الأخذ عن الركن الخوافي، وقد استقدمه الصدر بن هبة الله بن البارزي إلى حماة وأحسن إليه وزوجه ورتب له كفايته؛ وكانت إقامته بها أكثر من خمس سنين حتى مات؛ وانتفع به الطلبة في النحو والصرف والاصلين وغيرها؛ وكان على نمط رفيقه الشرواني في تربية الطلبة وحدة الخلق، وممن أخذ عنه الصدر المذكور والجمال بن السابق وأخوه فرج وآخرون منهم الزين خطاب أخذ عنه أصول الفقه والبقاعي قال إنه بحث عليه في أوائل الشمسية سنة ثمان وعشرين، ومما أخذه عنه الجمال بن السابق الفقه والصرف والعربية فقرأ عليه بعض ابن المصنف وتصريف العزي ومعظم الخسيكتي والمراح وقال لي انه مات في ليلة الجمة منتصف جمادى الثانية سنة ثلاث وثلاثين بالمدرسة المعزية بحماة عن نحو السبعين ظناً.
516 - حسن البدر الحسني القاهري الواعظ. شيخ اشتغل يسيراً وطاف القرى ونحوها في الوعظ، ولازمني يسيراً بعد أن منعته من إيراد الأكاذيب ونحوها، واستمر على طريقته حتى مات في جمادى الأولى سنة ست وتسعين؛ وأظنه بلغ السبعين أو جازها رحمه الله وعفا عنه.
517 - حسن بدر الدين الشكلي الكركي. مات بالقاهرة في رابع عشري ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين، وكان عارفاً بالمباشرة مشكوراً فيها. ولي نظر القدس والخليل مدة في أيام المؤيد وغيره. ذكره شيخنا في أنبائه وزاد غيره أنه ولي غزة أيضاً.
518 - حسن بن بدر الدين الشريف أحد التجار باسكندرية. مات بها في ذي القعدة سنة أربع وخمسين وخلف أموالاً كثيرة؛ وكان تام الخبرة بدنياه متين التوسل في التوصل لمقاصده، وقد رافع في الخواجا فخر الدين التوريزي حتى أخذ منه السلطان ما ينيف على مائة ألف دينار، ولم يكن محمود السيرة عفا الله عنه.
519 - حسن حسام الدين. مات بالقاهرة في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين، وكان قدم من القدس وولي في الأيام الناصرية فرج فيما بعدها عدة نيابات بغزة والقدس وغيرهما. قاله المقريزي وأظنه ناظر القدس وصاحب المدرسة به المذكور في ابن رسلان.
520 - حسن الشرف الاصبهاني الشافعي. أخذ عن النور الايجي وعنه السيد العلاء بن السيد عفيف الدين. له ذكر في الحسن بن علي.
521 - حسن الاذرعي الشامي. مات بمكة في شعبان سنة اثنتين وستين.
522 - حسن البدوي ممن أخذ عني بالقاهرة.
523 - حسن الدمياطي نزيل الحسينية. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين بحبس الديلم؛ وكان ممن يكثر المرافعة بحيث رافع في الشافعي بسبب خان السبيل ثم تغير عليه السلطان لعدم انتظام أمره وأودعه السجن حتى مات.
524 - حسن الديروطي المقرىء. مات قريباً من سنة سبعين.
525 - حسن الرومي ويعرف بزغل. هكذا جرده ابن فهد.
526 - حسن السخاوي محتسب الغروليين من سوق الشرب. ممن اشتغل بالعلم قليلاً وكان لا بأس به. مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين.
527 - حسن السقا نزيل طنبذي من الصعيد ويعرف بالعريان ويذكر بالجذب والكرامات التي منها بشارته للسلطان شفاهاً بالتملك بحيث بنى له لما ملك بعد موته زاوية بالمحل المذكور وكانت سنة ثلاث وسبعين عن بضع وسبعين.
528 - حسن السمرقندي الخواجا. مات بمكة في المحرم سنة ست وخمسين.
حسن الشريف السكندري. مضى في الملقبين بدر الدين قريباً.
529 - حسن الضاني والد عبيد الأمين الزيني؛ قرأ القرآن عند زكريا، وعلم بعض الابناء بل واختلى عند المناوي وتلقن منه الذكر بإشارة شيخه الشريف الطباطبي، وتكسب بسوق النساء من سوق الحاجب على طريقة جميلة؛ ولم يخالط ولده فيما دخل فيه بل لما ألزمه المشار إليه أن يكون عوضه أول ما رسم عليه قعد قليلاً ثم وفر لعجزه وديانته وهو الآن حي.
530 - حسن الصبحي الجدي مات بها في المحرم سنة ثلاث وأربعين وحمل لمكة فدفن بمعلاتها.
531 - حسن العجمي شيخ زاوية بباب الوزير. ممن كان يصحب شاهين الغزالي. رأيته كتب على مجموع البدري من قوله:

للّه مجموع بـديع حـوى

 

جواهراً تلمع في عقدها

كادت مجاميع الورى عنده

 

تموت للخشية في جلدها

وقوله:

ومجموع به أبـيات شـعـرٍ

 

ولكن كل بيت مثل قـصـر

بنظم كـالـلآلـي لـم أجـده

 

لعمر أبيك في مجموع عمري

532 - حسن العجمي المدني صاهره شيخنا الشهاب الشوايطي على ابنته خديجة واستولدها أولاده وماتت سنة تسع وخمسين، وما علمت متى مات أبوها صاحب الترجمة.
حسن العلقمي. في ابن أحمد بن حرمي بن مكي بن موسى.
533 - حسن الغزي صهر أولاد حسن الخالدي. مات بمكة في رجب سنة اثنتين أو إحدى وأربعين. حسن الفيومي إمام الزاهد. في ابن علي بن سليمان.
حسن القدسي شيخ الشيخونية. في ابن أبي بكر بن أحمد.
534 - حسن المغيلي - نسبة لقرية مغيلة من أعمال فاس - المالكي. كان عالماً مدرساً. مات في سنة خمس وستين. ذكره لي بعض أصحابنا المغاربة.
535 - حسن النابلسي التاجر ويعرف بعصفورة. وجد ميتاً في فراشه في جمادى الأولى سنة ستين بمكة. أرخه ابن فهد. وكان قد سكنها واشترى بها داراً بقعيقعان وعمرها عمارة هائلة وهو طارح التكلف ممن كان يجله شاد جدة.
حسن النمراوي اثنان: ابن علي بن حسن بن أبي بكر وابن محمد بن علي وهما صهران. حسن الهندي. مضى قريباً.
536 - حسن الهندي آخر. تنزل برباط السيد حسن بن عجلان. مات بمكة في ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين.
537 - حسن الهيثمي رجل صالح من محلة أبي الهيثم. صحب أبا عبد الله الغمري وأقام معه بالمحلة ثم تحول بإشارته لمنية غمر منجمعاً على التلاوة والذكر مع فضيلة وأحوال وكرامات، مات وهو متوجه لحجة الاسلام قبيل الاربعين وقد قارب الخمسين رحمه الله.

من اسمه حسين

538 - حسين بالتصغير - بن إبراهيم بن حسين بن محمد بن علي بن عثمان بن الكنك بدر الدين الرملي الأصل المصري ويعرف بابن الكنك - بنون بين كافين مكسورات، ولد سنة سبع وستين وسبعمائة ولقيته بالقاهرة فأنشدني لفظاً مما أنشده البدر البشتكي لنفسه في البدر بن الدماميني المخزومي:

تباً لقاضٍ لا ترى أحكامـه

 

إلا على المنثور والمنظوم

خان الشريعة إذ أطاع فـا

 

وانقاد للفساق كالمخزومي

وفي غيره مما أثبته في المعجم؛ وكان نير الشيبة ضريراً. مات في آخر ربيع الأول أو أول الذي بعده سنة خمس وخمسين.
539 - حسين بن أبي المكارم أحمد بن علي بن أبي راجح محمد بن إدريس بدر الدين العبدري الشيبي الحجبي المالكي الشافعي، حفظ البهجة وعانى الاشتغال بالعربية والشعر وله نظم وذكاء وكتابة جيدة؛ ودخل اليمن ومصر للاسترزاق فأدركه الأجل بالقاهرة في صفر سنة سبع وعشرين وله إحدى وعشرون سنة فيما بلغني. ذكره الفاسي في مكة. حسين بن أحمد بن علي المواز. تقدم في حسن بالتكبير.
540 - حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن كامل البدر القطي ثم القاهري الأزهري ويعرف بالفقيه حسين، ولد بعد القرن بيسير أو على رأس القرن بمنية القط من الشرقية وقدم القاهرة وقد قارب البلوغ فانتمى لبعض صوفية الشيخونية فعلمه الخط ثم انتمى للزين الزركشي وقرأ بعض القرآن ثم انتقل للأزهر فأكمل به حفظه وقرأ في أبي شجاع على الشهاب الابشيطي وصحب الشيخ يوسف الصفي ولازم خدمته وحج معه وجاور وكان يكثر من حكايات كراماته وجلس بعد موته لاقراء الاطفال مع عقد الازرار، وتزوج بعمتي وساعدته في التنزل بصوفية البرقوقية وفي إقامته معها ببيت الوالد ولذا كان يأخذني معه لمكتبه حتى ختمت عنده القرآن ولازم السماع عند شيخنا ليلاً ولم يكن في قراءته واقرائه بالماهر ولكن لطائفة من الناس فيه اعتقاد مع ميله للفقراء والصالحين وتقلله جداً وترك بأخرة الاقراء وضعف بصره؛ وكان يكثر الحضور عندي في الامالي وغيرها، مات في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين ودفن بالمرجوشية بباب النصر بعد أن صلى عليه هناك في طائفة حسنة رحمه الله وإيانا.
541 - حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد البدر بن الخواجا الشهاب الكيلاني ثم المكي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن قاوان. ولد في ليلة الاثنين من أواخر رجب سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بكيلان ونشأ بها في كنف والده فأقرأه الحاوي ووعده على إنهاء حفظه بألف دينار وأمر أخاه بدفعها له من تركته ففعل وقرأه حفظاً ومباحثة على جماعة منهم العالم محمد بن خضر بن محمد النيسابوري بقراءته له على العز طاهر بن محمد بن علي الروانيري الأسفرايني نزيل نيسابور بقراءته له على الشمس السابوري بقراءته له على العلاء الطاووسي بروايته له عن مؤلفه، وعن ابن خضر هذا أخذ في الصرف والنحو والحديث والتفسير أيضاً، وأخذ الكلام والعربية والمعاني والبيان عن الشيخ محمد المدعو حاجي الفرحي السجستاني الحنفي والفرائض والمنطق والمعاني عن الهمام الكرماني أحد أصحاب الخوافي والكلام عن المعين بن السيد صفي الدين الايجي بل أخذه عنه في تفسيره والنحو والمنطق وعلم الخلاف وأدب البحث عن مظفر الكازروني، وممن أخذ عنه بمكة الكمال بن الهمام ولازمه في مختصر ابن الحاجب الأصلي وزوجه والده ابنة الكمال وكذا لازم إمام الكاملية في الأصول والفقه والحديث ومما قرأ عليه المنهاج الأصلي ومواضع من شرحه، وسمع عليه أكثر المنهاج الفرعي؛ وأبا الفضل المغربي في الأصول والمنطق والعروض والكلام وابن يونس في الأصول والجبر والمقابلة والحساب والعروض، كل ذلك بمكة وارتحل إلى الشام في سنة إحدى وسبعين فأخذ بدمشق عن البدر بن قاضي شهبة في الفقه وعن الزين خطاب في الفقه وأصوله والقراءات والحديث وسمع على عبد الرحمن بن خليل القابوني وبحلب عن الشهاب المرعشي التفسير والتصوف والكثير من نظمه، وإلى القاهرة في التي تليها فأخذ عن الكافياجي في المعاني والبيان بل قرأ عليه في الكشاف وغيره؛ وإلى المدينة النبوية فقرأ بها على الشهاب الابشيطي شرحه لخطبة المنهاج، وسمع فيها على أبي الفرج المراغي، وبمكة على أخيه الشرف أبي الفتح بل قرأ على الزين عبد الرحيم الأميوطي البخاري وأخذ عن السيد إبراهيم بن أحمد بن عبد الكافي الطباطبي، وتلقن الذكر من كل من الهمام الكرماني وإمام الكاملية الماضيين وعبد الكريم وإدريس الحضرميين في آخرين في هذه العلوم وغيرها؛ وبرع في الفضائل وأقرأ الطلبة بل شرح الورقات لامام الحرمين ورسالة العضد في أصول الدين والقواعد الصغرى في النحور والتصريف وأربعي النووي وهو في مجلدين ولكنه أودع فيه تصرفاً كثيراً؛ وكتب حاشية على خطبة تفسير البيضاوي وجزءاً في القزويني صاحب الحاوي وله نظم في الجملة، قرض له بعضها الشهاب الابشيطي ووصفه بزين الملة والدين الملا الامام العلامة وقال إنه اطلع فيه على فوائد جمة كل منها رحلة فاق فيها من كان قبله، قال وأجزت له إقراء تلك التصانيف النفيسة وكذا ما يجوز لي وعني روايته وقراءته والسيد السمهودي وقال إنه أبدع في تحقيقه لما أودع من تدقيقه مع التلخيص والايضاح وحسن السبك وجودة الافصاح قال فاقتطفت من غصنه معترفاً بحسنه وقمت له إكراماً وقعدت عن تقريضه احتراماً ولله در القائل:

وليس يزيد الشمس نوراً وبهجةً

 

إطالة ذي رصفٍ وإكثار مادح

إلى غيرهما ممن قرض، وكذا قرضت له غير واحد منها امتثالاً لسؤاله بل سمع مني بعض ترجمة النووي والقول البديع من تصانيفي واستجازني بهما وبغيرهما من مؤلفاتي وغيرها وأفردت للعضد ترجمة بسؤاله؛ وكان كثير الطواف والعبادة والأوراد مع خشوع وأدب بحيث كنت أستأنس برؤيته، محباً في الفضائل والفضلاء مكرماً لهم حسب استطاعته. مات في ليلة السبت ثامن ذي القعدة سنة تسع وثمانين بمكة وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة تقدم الناس السيد المحيوي الحنبلي بتقديم ابن عمه ملك التجار وكأنه بوصية منه لحسن إعتقاده فيه ومصاهرة بينهما فإنه تزوج أختين للسيد واحدة بعد أخرى وماتتا تحته واحدة بمكة والأخرى بالمدينة ثم دفن بتربتهم من المعلاة رحمه الله وإيانا.
542 - حسين بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى الأمير مفتي تونس. مات سنة تسع وثلاثين. ذكره ابن عزم.
543 - حسين بن أحمد بن محمد بن ناصر البدر أبو علي الهندي الأصل المكي الحنفي. ولد في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة أو التي بعدها بمكة وسمع بها من العز بن جماعة قطعة من مناسكه ومن النشاوري والاميوطي ودخل ديار مصر والشام واليمن غير مرة للاسترزاق؛ وسمع في أثناء ذلك بالقاهرة من البهاء بن خليل وابن الملقن وابن حديدة في آخرين وبدمشق من الأمين محمد ابن علي بن الحسين بن عبد الله الانفي المالكي قرأ عليه في سنة تسع وسبعين وسبعمائة بدمشق الاقتراح لابن دقي العيد من نسخة بخطه رواه له عن المزي عن مؤلفه ثم قرأه بعد سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بالقاهرة على الزين العراقي، وسمع بإسكندرية من البهاء بن الدماميني وغيره، وأجاز له أحمد بن عبد الكريم البعلي وابن كثير وابن الهبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والاذرعي وطائفة وتفقه بمكة على الضياء الحنفي وبدمشق على الصدر بن منصور القاضي وولي تدريس مدرسة عثمان الرنجيلي بالجانب الغربي من المسجد الحرام ونظر وقفها بعدن أبين، وناب في الحكم بمكة في بعض القضايا وكذا في العقود وكان يذاكر بمسائل من مذهبه معنياً بالفائدة مقرراً قراءة الصحيح كل سنة في أواخر عمره ويعمل المواعيد بالمسجد الحرام. مات ممتعاً بسمعه وحواسه وقوته في صفر سنة أربع وعشرين بقرب عدن وحمل إلى الرجع فدفن به، ذكر التقي بن فهد في معجمه ومن قبله الفاسي وأرخه في جمادى الأولى لا صفر، وأورده شيخنا في معجمه باختصار وقال قدم القاهرة أخيراً في الدولة المؤيدية، وأجاز لأولادي، والمقريزي في عقوده وقال كان خيراً. قلت وقال العراقي عن قراءته إنها قراءة حسنة مع استكشاف عن مشكل واستفتاح لمقفل، وأذن له عن الإمام ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن أبي القسم التونسي عن مؤلفه، ووصفه بالشيخ الإمام العالم الفاضل وكذا بدون الفاضل، وصفه الأنفي وقال قراءة حسنة مفيدة.
544 - حسين بن أحمد مقدم العشير بالشام ويعرف بابن بشارة. مات في سابع الحجة سنة خمس وعشرين؛ ويحرر أهو بالتصغير أو مكبر.
545 - حسين بن أحمد السراوي العجمي التاجر. جاور بمكة مدة وأوصى بقرب كعمارة عين مكة. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة؛ ودفن بالمعلاة وقد بلغ السبعين أو جازها ظناً. ذكره الفاسي.
حسين بن أحمد، مضى في تغرى برمش.
546 - حسين بن إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم السيد نصير الدين أبو عبد الله بن العز بن الاستاذ شيخ الوعاظ والمذكورين وخاتمتهم بتلك النواحي نظام الملة والدين ابن العز بن الشرف الحسيني من قبل أبيه الحسني من قبل أمه الشيرازي الشافعي؛ إنسان فاضل جليل مبجل في ناحيته وأهلها، ممن أخذ عني بقراءته وغيرها بمكة في سنة سبع وثمانين وكتبت له.
حسين بن أصيل، يأتي في ابن عبد الله بن أوليا.
547 - حسين بن أبي بكر بن حسن البدر الحسيني القاهري نقيب الأشراف وأخو ناصر الدين محمد أحد فضلاء الحنفية، ويلقب بالشاطر ويقال له ابن الفراء. أيضاً استقر في نقابة الأشراف في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين بعد صرف حسن ابن علي بن أحمد بن علي الماضي وما تمت السنة حتى قام بعمارة مشهد السيدة رقية بالقرب من المشهد النفيسي للاحتواء على سكناه بحيث تعطلت زيارته من سنين وشكر له ذلك ولكنه اشتد تساهله في إدخال الناس في الشرف طمعاً في اليسير فانحط مقداره سيما مع عاميته ونقصه. مات في شوال سنة خمس وثمانين وقد أسن بع إخراج النظر عنه للسيد علي الكردي، واستقر بعده في النقابة محمد ابن حسن الحسني خازن الشربخاناه.
548 - حسين بن أبي بكر بن حسين بدر الدين القاهري الغزولي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن جبينة تصغير جبنة. ممن قرأ القرآن وبعض التنبيه وتشاغل بالدلالة في أسواق الغزل كسوق الجمالية ثم قيسارية ابن شيخنا ثم قيسارية الأشرف اينال، وقام وقعد وحج وجاور ودخل اليمن وغيرها ولم يحصل على طائل.
 
549 - حسين بن بيرحاجي من القاهرة ويدعى بالأمير حسين. ولد بشيراز ونشأ بهراة فخدم سلطانها أبا سعيد بن شاه رخ وترقى عنده حتى صار من جملة خازندارياته ثم تحول إلى الروم واجتمع بمحمود باشاه أجل أمراء محمد بن عثمان فأحبه وحظى عنده ودام ببلاد الروم نحو ثمان سنين؛ ثم استأذنه في الحج فأذن له فلما وصل لحلب وذلك في سنة سبع وسبعين أو التي قبلها توصل بالدوادار الكبير يشبك مهدي حيث مسيره لسوار فلاق بخاطره بحيث أكرمه وأنعم عليه ورجع معه إلى القاهرة فزاد في إكرامه وأنزله بقبته التي بناها كل ذلك لما اشتمل عليه من حسن الصوت والالمام الكبير بعلم الموسيقى مع فهم وعقل ولطف عشرة وذكر بأوراد وقيام وبر للفقراء والواردين عليه القبة. وقد ذكر أنه قرأ على سنان شيخ تربة الدوادار في المتوسط على الكافية الحاجبية، وقد رأيته بالقبة غير مرة ثم بمكة وقد طلع إليها في البحر من سنة ثمان وتسعين.
550 - حسين بن جعفر المشعري المكي. مات بها في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
551 - حسين بن حامد بن حسين السرائي التبريزي ويلقب بيرو. ذكره ابن خطيب الناصرية فقال المقرىء نزيل حلب كان عالماً بالقراءات السبع فاضلاً في الفقه ديناً ورعاً عاقلاً ساكناً؛ كان يقرىء القراآت بجامع منكلي بغا الشمسي وهو من ذوي الأموال يتجر، رأيته بحلب واجتمعت به ولم آخذ عنه شيئاً ثم رحل إلى القدس فسكنه حتى مات في سنة إحدى، وفي ترجمة أبي المعالي محمد ابن أحمد بن علي بن اللبان من طبقات ابن الجزري إن ممن قرأ عليه الإمام شمس الدين بيرو السرائي وهو ملتئم مع ما هنا ولكن ذكر في الأسماء ما يحتاج لمراجعة من أصل الذهبي وكذا تلا بيرو هذا بالسبع على الأمين عبد الوهاب بن يوسف بن السلار تلا عليه السبع مع قراءة الشاطبية والرائية والتيسير الشمس الحلبي قاضي الجن.
 
552 - حسين بن حسن بن حسين بن علي بن محمد بن حسن الغازي بن أحمد الجمال أبو محمد وكناه شيخنا أبو عبد الله بن الشرف الشيرازي المقرىء الشافعي نزيل الحرمين ويعرف بالفتحى - بفاء ثم مثناة لكون جد والده فيما زعم بنى مسجداً بشيراز وسماه مسجد الفتح. ولد فيما أخبرني به في ذي الحجة سنة أربع عشرة وثمانمائة ثم قال لي بعد مدة أنه تحرر له في سنة عشر بشيراز وأن أمه أخبرته أن أباه حمله وهو جنين إلى الجنيد الكازروني البلياني فبرك عليه ودعا له؛ ونشأ بها فحفظ القرآن وحفظ فيما قال أربعي النووي والشاطبيتين والدرة لابن الجزري والحاوي في الفقه والكافية والشافية كلاهما لابن الحاجب وطاف مع الوعاظ وقتاً؛ ثم أعرض عن ذلك وتلا به على ابن الجزري إلى أثناء سورة النحل فيما قال وهو ممكن؛ ولزم إبراهيم بن محمد الخنجي الماضي وقرأ عليه أشياء منها مختصر الأذكار للنووي والتتمة عليه وذلك في سنة سبع وعشرين ووصفه بالولد المقرىء العابد الطالب الحاج واستمر معه حتى مات؛ وكذا أخذ عن السيد بن الصفي والعفيف ابني السيد نور الدين الايجي واختص بهما ثم بينيهما من بعدهما وعن المولى قيام الدين محمد بن الغياث الكازروني قاضيها أحد من ناهز المائة ممن يرو عن سعيد الدين مسعود البلياني ونور الدين الايجي وغيرهما، ولقي في المحرم سنة ست وثلاثين الشهاب أبا المجد عبد الله ابن ميمون الكيكي الكرماني عرف بشهاب الاسلام فأخذ عنه الأربعين لفضل الله التوربشتي وغيرها إجازة؛ وحج في السنة التي تليها وأخذ فيها بمكة والمدينة عن جماعة، وكان دخوله المدينة في يوم الاثنين سادس ذي القعدة فقرأ فيها على الجمال أبي البركات الكازروني بالروضة النبوية أشياء. وكذا على المحب المطري وأبي الفتح المراغي وعلى النجم السكاكيني تخميسه لكل من بانت سعاد والبردة مع أصلهما وثلاثيات البخاري والمسلسل بالمحمدين وغير ذلك، وأجاز له النور على بن محمد المحلي سبط الزبير وفيها بمكة على الزين بن عياش بالعشر إلى رأس الحزب الأول من البقرة مع أماكن متعددة من الشاطبية وجميع منظومته غاية المطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب بعد أن كتبها بخطه في أيام التشريق بمنى وأجاز له ووصفه بالشيخ الفاضل العالم، وقرأ على أبي السعادات بن ظهيرة بعض البخاري بل سمع عليه بقراءة المحيوي عبد القادر الأنصاري المالكي أماكن مفرقة منه؛ كل ذلك في رمضان منها؛ ولقي الجمال محمد ابن إبراهيم بن أحمد المرشدي في أوائل ذي الحجة منها تجاه الكعبة فقرأ عليه الشاطبية والرائية وخطبة التيسير للداني وغيرها، بل سمع من لفظه المسلسل بالأولية بشرطه، وعاد إلى بلده فقرأ على العفيف محمد بن الشرف عبد الرحيم بن عبد الكريم الجرهي ثلاثيات البخاري وقطعة من الاستئذان منه والبردة وغير ذلك كالأربعين لابن الجزري الذي زعم أنه شيخه ولازمه كثيراً وسمع عليه الأربعين النووية في صفر سنة تسع وثلاثين بالجامع العتيق وغير ذلك بمشهد الحريصي كلاهما من شيراز وأجاز له وهو ممن يروي عن ابن صديق، وتكرر له دخول الحرمين ومما قرأ على الجمال الكازروني بالروضة في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين تساعيات العز بن جماعة الأربعين وتساعيات ابن الخشاب واليسير من الموطأ والكتب الستة ما عدا النسائي مع مناولتها وجميع الشفا، وفي سنة سبع وأربعين جميع سنن الدارقطني وعلى المحب المطري في سنة اثنتين وخمسين من الصلاة في البخاري إلى الطلاق والسيرة النبوية لابن سيد الناس ودلائل النبوه للبيهقي، وقيل ذلك في سنة خمسين بالروضة زوائد مسند أحمد جمع الهيثمي بسماعه لأكثر المسند على الجمال الحنبلي في القاهرة بقراءة المحب بن نصر الله وعجالة الراكب في ذكر أشرف المناقب للكمال أبي المعالي محمد بن علي بن الزملكاني بقراءته له على جده لأمه الزين أبي بكر بن الحسين المراغي بالروضة بقراءته له على العفيف المطري بسماعه له من لفظ مؤلفه بل سمع من لفظه الكثير من الترغيب للمنذري وعلى أبي الفتح المراغي في سنة اثنتين وأربعين سنن ابن ماجه بالمدينة وبعض البخاري والترمذي والشمائل والموطأ والمصابيح والترغيب مع مناولتها وجميع المجلس المعروف بفوائد الحاج والأول من مسلسلات العلائي بالروضة وفي سنة خمس وأربعين الترغيب وسنن أبي داود وأربعي النووي بمكة وفيها بمكة أيضاً قرأ على  
التقي بن فهد سنن ابن ماجه وقصيدة كعب بن زهير مع قصتها من السيرة والبردة، وأخذ بمكة أيضاً على الزين الاميوطي والمحب الطبري إمام المقام وأذن له في كتابة ما يكتبه للحمى، وفي سنة خمس وأربعين قرأ بالمدينة على زينب ابنة اليافعي المسلسل بالأولية بطرقه وهو أولى حديث قرأه عليها وكتب بها عن الشمس محمد بن يوسف الزعيفريني شيئاً من نظم أخيه الشهاب، وكذا أخذ بها عن الشمس محمد الششتري، وارتحل إلى الديار المصرية وقدم القاهرة في ربيع الثاني سنة ثلاث وأربعين فسمع بها على العلاء ابن خطيب الناصرية منتقى من مسند الحارث بن أبي أسامة بقراءة التقي القلقشندي والدعوات للمحاملي بقراءة ابن قمر بعد سماعه من لفظه للمسلسل، وقرأ في التي تليها على المحب محمد بن نصر الله الحنبلي السنن الصغرى للنسائي وانتهى منها في صفرها بعد سماعه منه للمسلسل في السنة التي قبلها وعلى الزين الزركشي صحيح مسلم وعشرة أحاديث من تساعيات شيخه البياني وانتهى منه في ربيع الثاني سنة أربع وأربعين وعلى السيد النسابة قطعة من السنن الكبرى للنسائي في جمادى الأولى منها وعلى التاج الميموني في رسالة الشافعي بقراءة القطب الخيضري وبقراءته هو الشاطبية في جمادى الآخرة منها وعلى العز بن الفرات تساعيات ابن جماعة واليسير من الأدب المفرد للبخاري في رمضانها وفيه على الشهاب السكندري الفاتحة وإلى المفلحون للسبعة وأجازه بالاقراء وكذا على الزين رضوان مع عمدة الاحكام بعد سماعه من لفظه للمسلسل ولبسه للخرقة الصوفية منه وعلى التقي المقريزي البعض من أول البخاري بعد أن حدثه في منزله بالمسلسل، ورأيت المقريزي نقل عنه في ترجمة محمد بن الدمدكي من عقوده شيئاً فقال ولما قدم على المقرىء المحدث الفاضل ونسبه الشيرازي الفقيه الشافعي سألته عنه فأخبرني أن جماعة يثق بهم حدثوه يعني بصفته، وعلى الرشيدي البعض من سيرة ابن سيد الناس وعلى البرهان الصالحي الحنبلي السلماسيات وعلى الشهاب بن يعقوب المسلسل وجزء ابن زبان وجزء المؤمل وعلى الولوي السلطي بالطيبرسية المجاورة للأزهر الشفا وانتهى في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وسمع على الزين قاسم بن الكويك معنا جزء أبي الجهم بقراءة الديمي في ربيع الثاني سنة تسع وأربعين وفي رمضانها على الزين رجب الخيري جزء ابن مخلد بقراءة التقي القلقشندي، وقرأ في شوالها على الزين شعبان ابن عم شيخنا سداسيات الرازي وفيها على العلم البلقيني جزء أبي الجهم والجمعة وسمع على الشمس البالسي وتجار البالسية وطائفة، وسافر من القاهرة لزيارة بيت المقدس والخليل فدخل غزة في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين فكتب عن خطيب جامع الجاولي بها يوسف بن علي بن سالم خطبة سمعها منه حين تأديته لها، ولقي في رجبها ببيت المقدس القاضي الشمس محمد ابن محمد بن عمر بن الأعسر فأجاز له وقرأ على الشمس محمد بن خليل المقرىء عرف بابن القباقبي شيخ القراء قصيدتين من نظمه واجتمع بشيخ الوقت وزاهده الشهاب بن رسلان في منزله الملاصق للمسجد الأقصى فأخذ عنه خرقة التصوف وحدثه بحديث من مسند الدارمي؛ وعاد إلى القاهرة في منتصف شعبانها وأجاز له في استدعاء بخط ابن قمر مؤرخ برجب سنة خمس وأربعين ابن بردس وابن ناظر الصاحبة ومحمد بن يحيى الكناني الحنبلي في آخرين، وقطن القاهرة مدة وفي إقامته بها ملازماً لشيخنا بل كان هو قصده منها وكتب عنه في الأمالي وحصل جملة من تصانيفه وحمل عنه من مروياته ومؤلفاته أشياء بقراءته وقراءة غيره فمما قرأه من مروياته مسند الدارمي وعبد وسنن الدارقطني واليسير من الكتب الستة ومتن الموطأ ومسند الشافعي والترغيب للاصبهاني وللمنذري وجميع جزء الجمعة للنسائي وجزء أبي الجهم والمورد الهنى في المولد السني لشيخه العراقي؛ ومما سمعه منه الانتصار لامامي الأمصار ومشيخة قاضي المرستان ومسموعه من صحيح ابن خزيمة ونزهة الحفاظ لأبي موسى المديني وجزء من اسمه محمد وأحمد لابن بكير والأربعين الجهادية لابن عساكر والأربعين النووية ومجالس من أواخر الحلية لأبي نعيم ومجالس كثيرة من صحيح مسلم وبعض الخلاصة في علوم الحديث للطيبي وجميع الكفاية للخطيب بفوت يسير لابن سيد الناس وما قرأه من تصانيفه الأربعين المتباينة والخصال المكفرة وقصيدة من أول ديوانه وما سمعه منها توالي التأنيس في مناقب ابن  
إدريس وجزء المدلسين والأربعين التي خرجها لشيخه الزين المراغي بقراءة ابنه أبي الفرج وبعض بلوغ المرام وشرح النخبة وتخريج الكشاف، وكان شيخنا يميل إليه كثيراً ولما انتقل شيخنا بمجلس إملائه لدار الحديث الكاملية قرأ في أول يوم سورة الصف بصوت شجى فأبكى الناس ووقع ذلك موقعاً عظيماً ورام بنو القاياتي الايقاع به فما تمكنوا، وقدم القاهرة بعد شيخنا غير مرة وناله من الأمير أزبك الظاهري الجميل من تقريره وغيره لسبق معرفته له خصوصاً في قدمته الأخيرة فإنه أقام في سنة ثمان وثمانين ببيت الخطابة من جامعه وكان قد كف وثقل سمعه، وكذا سافر بأخرة إلى الشام فأخذ بها عن البرهان الباعوني والجرادقي وقطن مكة دهراً وسافر منها إلى الهند فحصل جملة ويقال إن الخلجي جعله شيخ الحديث بمدرسته التي أنشأها بمكة ولم يظهر ذلك، واشتهر أنه باعه ثواب عمله المتطوع به من حج وعمره وغيرهما بمبلغ كبير على قول من يراه وربما أسمع الحديث بمكة والمدينة بل وبالقاهرة في قدماته المتأخرة. وهو إنسان ظريف كثير التودد والخبرة بمداخلة الناس شجى الصوت بالقرآن والحديث قرأ وطلب وبرع في القراءات وكتب بخطه الحسن كثيراً وحصل بغيره أشياء ولكن في نقله توقف وفي قراءته وخطه تصحيف وعنده جراءة وإقدام ولسان لا يتدبر ما يخرج منه قد صحبته قديماً وسمعت على شيخنا بقراءته مسند عبد والمورد الهني وأشياء بل ونقلت عنه في ترجمة شيخنا ما عزوته إليه، وكذا رأيت بخطه من نمط ذلك أشياء أودعتها بخطه حتى ألحقتها وحصل من تصانيفي القول البديع وغيره وتناوله منى وكان يسألني عن أشياء ويزورني كثيراً حتى بعد أن كف وقرأ عليه أخي الأوسط بحضرتي الفاتحة وإلى المفلحون للسبع فرأيته ذاكراً للفن وكتب إلى مرة: وأحيى ذا المحيا الميمون بألوف التحايا سائلاً من الله لكم صنوف المنح والعطايا إلى أن قال: وأنا والله كثير الفرح بوجودكم فإن العساكر المنصورة المحمدية قد قلت جداً، وفارقته في موسم سنة أربع وتسعين بمكة وهو حي، أغلب أوقاته عند أكبر أولاده ولسانه طويل وبدنه عليل ومع ذلك فجاء لتعزيتي بأخوي وبكى كثيراً؛ ثم مات في المحرم سنة خمس وتسعين رحمه الله وإيانا.
 
553 - حسين بن حسن بن علي بن أبي بكر البدر المنصوري ثم القاهري الشافعي العنبري والد كمال الدين محمد، لازم العبادي كثيراً، وكذا بن قرقماس وأسكنه معه في تربته بناحية باب البرقية؛ وتميز في تعبير الرؤيا وسمع معنا الحديث على سارة ابنة ابن جماعة.
554 - حسين بن حسن بن يوسف البدر الهوريني ثم القاهري الأزهري الشافعي الكتبي والد عبد الرحمن؛ وهورين من الغربية. قدم منها فحفظ القرآن والمنهاج وألفية ابن مالك وغيرها وعرض على جماعة؛ وأخذ عن النور الأدمي والبرهان البيجوري والولي العراقي وبرع في الفقه وغيره وسمع البخاري على الجمال الحنبلي وأسئلة البرقاني للدارقطني في سنة أربع عشرة وبعض سنن أبي داود كلاهما على الشرف بن الكويك والشفا على الكمال بن خير، ودرس وأفاد وتكسب بالكتبيين وصار رأس الجماعة وأحسن من رأيته منهم وانتفع به الطلبة في ذلك ورفق بهم؛ وكان متعبداً بالتهجد والتلاوة متواضعاً بشوشاً. مات في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ولم يخلف بعده في فنه مثله رحمه الله وإيانا.
حسين بن أبي الخير الفاكهاني. يأتي في ابن محمد بن محمد بن علي.
555 - حسين بن زيادة بن محمد البدر الفيومي الأزهري الحنفي نزيل خانقاه شيخو. ولد سنة ثمان وستين وسبعمائة تقريباً بالفيوم ثم انتقل به أبوه إلى القاهرة فقرأ بها القرآن واشتغل في النحو على الغماري وغيره ثم سافر إلى حلب سنة أربع وثمانين وسبعمائة فتلا فيها لنافع وابن كثير وأبي عمرو وعاصم وابن عامر على بيرو وغيره وأخذ الفقه عن الجمال الملطي وغيره، وحج سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة وطوف في بلاد الشام وأخبر أنه سمع بدمشق وحلب والقاهرة وغيرها، وكان إمام إينال باي بن قجماس، وسمع عنده على التقي الدجوي وسمع قطعة من آخر سيرة ابن هشام على النور الفوي بخانقاه شيخو؛ لقيه البقاعي فاستجازه؛ ومات في.
556 - حسين بن صديق بن حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أبي بكر ابن الشيخ الكبير على الأهدل البدر أبو محمد حفيد شيخنا البدر الحسيني اليماني الشافعي الآتي أبوه وجده، ويعرف كأبيه بابن الأهدل ولد في ربيع الثاني سنة خمسين وثمانمائة بأبيات حسين ونشأ بنواحيها واشتغل بها في الفقه على الفقيهين أبي بكر بن قيس وأبي القسم بن عمر بن مطير وغيرهما، وفي النحو على أولهما وغيره، ثم انتقل إلى بلاد المراوعة واشتغل بها على الفقيه على الأحمر في النحو، ثم إلى بيت ابن عجيل فاشتغل على الفقيه إبراهيم بن أبي القسم جعمان وغيره، ثم دخل زبيد في سنة ثمان وستين فاشتغل بها في الفقه على عمر الفتي وغيره وفي الأدب على الدين الشرجي؛ ثم حج سنة اثنتين وسبعين وجاور التي تليها وحضر مجالس البرهاني والمحيوي قاضييها وأذن له البرهان وغيره وزار النبي صلى الله عليه وسلم وسمع بها من أبي الفرج المراغي ثم عاد لبلاده وأخذ عن يحيى العامري وبحث عليه المنهاج ثم عاد ولازمني في المجاورة الثالثة بمكة فقرأ على أشياء من تصانيفي بعد أن كتبها بخطه؛ وكذا سمع من لفظي وعلي أشياء، وهو فاضل بارع في فنون ناظم مفيد حسن القراءة والضبط لطيف العشرة متودد قانع عفيف أقرأ الطلبة بناحيته، وقرأ الحديث على العامة سيما القول البديع ونحوه، مدحني بقصيدة أنشدنيها بحضرة الجماعة، وكتبت له إجازة حافلة ورأيت النجم بن فهد كتب عنه من نظمه كثيراً وترجمه، وبلغني أنه في هذه السنين تحول عن طريقته فسلك التسليك والشياخة الصوفية، وكأنه لمناسبة الوقت، ووردت على كتبه في سنة تسع وتسعين وما قبلها بالتشوق الزائد والمدح العائد.
 
557 - حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أبي بكر بن الشيخ الكبير على الأهدل بن عمر بن محمد بن سليمان بن عبيد بن عيسى بن علوي بن محمد بن حمحام بن عدي بن الحسن بن الحسين - مصغر - بن زين العابدين ويقال له عيون ابن موسى بن عيسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب البدر أبو محمد وأبو علي الحسني نسباً وبلداً الشافعي الاشعري جد الذي قبله ووالد صديق الآتي ويعرف بابن الأهدل. ولد تقريباً سنة تسع وسبعين وسبعمائة بالقحزية غربي الحقة من بلاد اليمن، ونشأ بها لحفظ القرآن ورغب في الفقه فانتقل إلى المراوغة قبل البلوغ سنة خمس أو ست وتسعين فاشتغل على الفقيه علي بن آدم الزيلعي وقرأ الحاوي كما قرأته بخطه على من قرأه على شيخه علي الأزرق ويمكن أن يكون عني الزيلعي هذا بقراءة الأزرق له على أبي بكر الزبيدي بسنده، وطالع كثيراً من كتب الفقه ثم رحل إلى أبيات حسين في رجب سنة ثمان وتسعين فتفقه بها على الشيخين محمد بن إبراهيم الحرضي والنور علي بن أبي الأزرق واختص به ولازمه كثيراً وتخرج به وسمع عليه الكثير وأذن له في الافتاء وهو ممن أخذ عن اليافعي، وقرأ عليه الحاوي عن النجم والرضى الطبريين بسندهما، وكذا قرأ على الإمام محمد بن نور الدين الموزعي لما قدم عليهم أبيات حسين؛ ودخل زبيد فقرأ على ابن الرداد الرسالة القشيرية وسمع من علي ابن عمر القرشي اللطائف لابن عطاء الله كلها أو بعضها وغيرها؛ وأخذ عن القاضي جمال الدين عبد الله بن محمد الناشري ووالده كثيراً وكان مما قرأ على الجمال اللمع في أصول الفقه للشيخ أبي اسحق، وتفقه أيضاً بالفقيه أبي بكر الحادري وأخذ عنه كثيراً، ومما أخذ عنه وعن الحرضي الماضي ومحمد بن زكريا طرف من النحو وأخذ أصول الدين عن غير واحد، وحج مراراً وجاور في بعضها وسمع بمكة من الجمال ابن ظهيرة والتقي الفاسي الكثير وبالمدينة من الزين المراغي وأبي حامد المطري، وباليمن من المجد الشيرازي وابن الجزري لما قدمها عليهم في سنة ثمان وعشرين وقال في إجازة انه يروي عن شيخنا إجازة وإنه أخذ عن الجمال أبي النجباء محمد ابن عبد الله الناشري وعلي ابن ملير، ونظر في كتب الحديث والتفسير واللغة والدواوين وكتب الصوفية وعرف عقائد الأئمة ومصطلحات العلماء من الفقهاء والمحدثين والمفسرين والاصولين وأهل الأدب؛ وحقق علم التصوف ومصطلحاتهم رميز أهل السنة من غيرهم وألف حواشي علي البخاري انتقاها من الكرماني مع زيادات وسماها مفتاح القاري الجامع البخاري وعمل كشف الغطا عن حقائق التوحيد وعقائد الموحدين وبيان ذكر الأئمة الأشعريين ومن خالفهم من المبتدعين والملحدين في مجلد ضخم واللمعة المقنعة في ذكر فرق المبتدعة يعني الثنتين وسبعين قدر كراسة والرسائل المرضية في نصر مذهب الاشعرية وبيان فساد مذهب الحشوية في قدر عشر ورقات كبار وقد تكت في كراسين والتنبيهات على التحرز في الروايات مجلد والكفاية في تحصين الرواية في ثلاثة كراريس كبار وقال إنه أنموذج لطيف وإنه ذكر فيه بطلان المعمرين وطبقات الأشاعرة وعدة المنسوح من الحديث ومطالب أهل القربه في شرح دعاء أبي حربه في مجلد والقول النضر على الدعاوي الفارغة بحياة أبي العباس الخضر والاشارة الوجيزة إلى المعاني الغريزة في شرح الأسماء الحسنى وكتاب الرؤية والكلام فيها في ثلاثة مواطن في الآخرة وفي الدنيا يقظة ومناماً في ثلاثة كراريس كبار وجواب مسئلة القدر عشر ورقات وقصده به الرد على الجبرية وقصيدة في الحث على العلم وتعيين ما يعتمد من العلم والكتب في الشرع والتصوف وبيان حكم الشلح والنص على مروق ابن العربي وابن الفارض وأتباعهما من الملحدين وتمهيد العذر عن اغترار من لم يعرف حالهم من المتأخرين وشرحها والقصيدة اللامية في السلوك وشرحها ولعلها التي قبلها والحجج الدامغة واختصر تاريخ اليمن للجندي في مجلدين وزاد عليه زيادات حسنة وسماه تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن وقفت عليه وانتقيت منه وقف عليه شيخنا ولخص منه مفتتحاً لما لخصه بقوله أما بعد فقد وقفت على مختصر تاريخ اليمن للفقيه العالم الأصيل بدر الدين فوجدته قد ألحق فيه زيادات كثيرة مفيدة مما اطلع عليه فعلقت في هذه الكراسة ما زاده بعد عصر الجندي وانتهاء ما أرخه الجندي إلى حدود الثلاثين وسبعمائة،  
وكذا اختصر تاريخ اليافعي ولخص من مناقب الشيخ عبد القادر ومن روض الرياحين كتاباً سماه المطرب للسامعين في حكايات الصالحين، وكذا له الباهر في مناقب الشيخ عبد القادر وقرأت بخطه المؤرخ بسنة ثمان وأربعين أن جملة تصانيفه بضعة عشر، وقطن مكة مدة وأخذ عنه غير واحد من أهلها والقادمين عليها كالبرهان بن ظهيرة وابن عمه وابن فهد واستجازه لي وإمام الكاملية ونقل لي عنه أنه أفاد عن ابن عربي أنه قال أن كلامي على ظاهره وإن مرادي منه ظاهره والعلاء ابن السيد عفيف الدين وابن حريز وفتح الدين بن سويد، وكان إماماً علامة فقيهاً مفتياً متضلعاً من العلوم راسخاً في كثير من المنقول والمعقول مؤيداً للسنة قامعاً للمبتدعة كثير الحط على الصوفية من أتباع ابن عربي ببلاد اليمن حدث ودرس وأفتى ودارت عليه الفتيا بأبيات حسين وباديتها بل صار شيخ اليمن بدون مدافع وهو كما قاله شيخنا في ترجمة بعض أقربائه من بيت علم وصلاح. مات في صبح يوم الخميس تاسع المحرم سنة خمس وخمسين بأبيات حسين وصلى عليه بعد صلاة الظهر ودفن بمسجد أنشأه رحمه الله وإيانا. وذكره العفيف فقال الفقيه الأصولي المؤرخ قال لي الفقيه الموفق علي بن أبي بكر الحسني الداودي أنه كان راسخ القدم في النقلي والعقلي ممن تدور عليه الفتوى ببيت حسين وباديتها، وقد وقفت له على مؤلف في الأصول دال على فضله وتبحره. وهو ممن يرد على الشيخ محمد الكرماني ويقول بفساد عقيدته.
حسين بن عبد العزيز الحفصي. في ابن أبي فارس.
558 - حسين بن عبد الله بن أوليا بن مجتبي بن حمزة البدر أبو محمد بن أصيل الدين الكرماني الأصل المكي المولد والدار ويعرف بابن أصيل الدين لقب والده، شاب يشتغل بالنحو والصرف ونحوهما؛ وربما حضر الفقه عند الجمال القاضي ولقيني بمكة فلازمني في البخاري وفي شرحي للألفية والتقريب، وكان يكتب فيه؛ وسمع على أربعي النووي وغيرها بل قرأ على مسند الشافعي وعدة الحصن الحصين ومن تصانيفي التوجه للرب والابتهاج وكتبهما واستجلاب ارتقاء الغرف وسمع المشارق للصغاني ومن لفظي ثلاثيات البخاري والمسلسل وحديث زهير وكتبت له إجازة في كراسة، وعنده حياء وسكون، وقد سافر في موسم سنة ست وتسعين إلى دابول من بلاد الهند. ومات أبوه في غيبته ثم بلغنا قدومه إلى عدن متوجهاً منها لمكة فوصل فأقام حتى حج ثم رجع وقال انه متوجه لليمن ونحوه.
559 - حسين بن عبد الله نجم الدين السامري الأصل كاتب السر بدمشق وقد جمع بينها وبين نظر الجيش بعناية صهره زوج ابنة امرأته ازبك الدوادار، وكان عرياً عن العلوم جملة مع انه كان باسمه التدريس بدار الحديث الأشرفية. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.
 
560 - حسين بن عبد المؤمن بن المظفر الجمال بن الصدر بن العز الشيرازي. لقيه الطاووسي في سنة سبع وعشرين وثمانمائة بشيراز فاستجازه لدخوله في عموم إجازة المزي وابنة الكمال؛ ومات في غرة ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين عن مائة وستين.
561 - حسين بن عثمان بن سليمان بن رسول بن أمير يوسف بن خليل بن نوح البدر بن الشرف الكرادي الأصل القرمي القاهري الحنفي أخو المحب محمد ويعرف بابن الاشقر. مات في صفر سنة سبع وأربعين ولم يكمل الستين وتأسف عليه أخوه كثيراً؛ وكان قائماً بأموره كلها حتى استنابه في نظر البيمارستان حين ولايته لها رحمه الله.
562 - حسين بن عثمان الجمالي الجبلجيلوي. ولد في غرة ربيع الأول سنة ثمان عشرة وسبعمائة، ولقيه الطاووسي بشيراز سنة سبع وعشرين فاستجازه لدخوله في عموم إجازة جماعة من المتقدمين.
563 - حسين الأكبر بن عطية بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي أخو حسن. مات في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين بمكة ولم يكمل شهراً. أرخه ابن عمه.
564 - حسين الأصغر بن عطية شقيق الذي قبله. ولد في شعبان سنة خمسين وثمانمائة بمكة، وأجاز له جماعة، وقطن المدينة وقتاً وكذا القاهرة أوقاتاً على وجه فاقة والشام وزار بيت المقدس وغيرها وانقطع عنا خبره قريب التسعين ويقال إنه مأسور بأيدي الفرنج خلصه الله.
حسين بن علاء الدولة، سيأتي فيمن لم يسم أبوه.
565 - حسين بن علي بن أحمد بن البرهان إبراهيم الحلبي الحنفي الشاهد تحت القلعة منها ويعرف بابن البرهان. ولد في سنة سبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل وفضل وسمع على ابن صديق بعض الصحيح، وتكسب بالشهادة بل درس بالسيفية بحلب وقتاً ثم نزل عنه، وحدث وسمع منه الفضلاء، وكان من بيت علم وخير ولكنه يذكر بلين وتساهل. مات في حدود سنة أربعين بحلب.
566 - حسين بن علي بن أبي بكر بن سعادة شرف الدين بن نور الدين الفارقي ثم الزبيدي اليماني أحد أعيان التجار. رقاه الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس سلطان اليمن، واستوزره في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وسبعمائة فأقام بها إلى حادي عشري رمضان منها فانفصل عنها بالشهاب أحمد بن عمر بن معيبد ثم أعيد بعد مدة مع غيره، ومات في شعبان سنة إحدى. ذكره الخزرجي في ترجمة أبيه من تاريخ اليمن، وقال شيخنا في الأنباء إنه عزل بعد أربع سنين وهو مخالف لما تقدم قال وكان يدري الطب رايته بزبيد في الرحلة الأولى، ومات بعدنا في ليلة النصف من شعبان. وذكره المقريزي في عقوده وقال كان رئيساً فاضلاً حسن الكتابة له معرفة بالطب، وسمى جده عبد الله.
567 - حسين بن علي بن حسين البدر الكلبشاوي الغمري الفقيه الناسخ الشافعي. كان صالحاً خيراً سليم الفطرة اشتغل بالفقه والعربية والفرائض يسيراً ولم ينجب، وسمع على شيخنا وغيره، وكتب بالأجرة الكثير بخطه الصحيح ومن ذلك عدة نسخ من تصنيفي القول البديع وسمعه منى مع غيره وأذن بالباسطية وغيرها وأدب الأولاد وقتاً، وحج مراراً آخرها في موسم سنة ست وستين وثمانمائة بعد أن فجع بموت ولدين له في الطاعون الماضي قريباً فحج ورجع للزيارة النبوية ماشياً، وكانت منيته بين الحرمين فيها قبل الوصول عن بضع وخمسين ظناً؛ ونعم الرجل كان رحمه الله.
568 - حسين بن علي بن حسين الشامي ويعرف بابن مكسب. ممن سمع منى بمكة؛ وكان من خيار التجار استدان منه السيد نور الدين بن الصفي الايجي في آخر قدماته لمكة مبلغاً. ومات فسافر لأجل استيفائه من تركته هناك فكانت منيته بعد أن قبضه به في سنة ست وتسعين رحمه الله.
569 - حسين بن علي بن خالد الفقيه بدر الدين العقيبي ويعرف قديماً بابن الجاموس. ممن سمع على التنوخي ثم الجمال الحنبلي واستجازه الزين رضوان لمولده وأشار لموته من غير تبيين وكأنه بعد الثلاثين.
570 - حسين بن علي بن خراج اليمني. مات سنة أربع وعشرين.
 
571 - حسين بن علي بن سالم بن إسماعيل بن ظهير الدين البدر الفوي الأصل القاهري الشافعي الشاذلي الكتبي. ولد سنة خمس وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها وصحب الشيخ محمد الحنفي ولازمه وتكسب بسوق الكتب مع يبس وشدة وقيل لي انه يعتقد ابن عربي، ولذا كان ابن عزم وغيره من أضرابه يميل إليه كثيراً مع سماحة بالعارية وحرصه على الجماعة وملازمة التلاوة حتى بعد أن هش وانقطع عن السوق ثم انقطع أياماً. ومات في ليلة الأحد سابع عشر جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وصلى عليه من الغد في الأزهر وبيعت كتبه بالعدد لكثرتها وجهل الناس عفا الله عنه.
572 - حسين بن علي بن سبع البدر والشرف أبو علي البوصيري القاهري المالكي. ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة وكتبه بعضهم سنة خمس وأربعين وحفظ القرآن والعمدة وابن الحاجب الفرعي والرسالة لابن أبي زيد وعرض على العلاء مغلطاي وأجاز له وأبي أمامة بن النقاش صاحب التفسير والتقي السبكي والجمال الاسنائي وخلف بن إسحاق المالكي في آخرين؛ وكان يذكر أنه حضر مجلس الشيخ خليل صاحب المختصر وبهرام وأبي عبد الله بن مرزوق وأنه بحث على ابن هلال السكندري مختصر ابن الحاجب الفرعي وأنه سمع السيرة لابن هشام مرتين أحداهما بقراءة الغماري والأخرى بقراءة العراقي على الجمال بن نباتة، وكذا سمع على المحب الخلاطي جل الدارقطني وصفوة التصوف لابن طاهر وعلى العز أبي عمر بن جماعة غالب الأدب المفرد للبخاري وآخرين ممن تأخر عنهم كابن صديق والتنوخي وابن أبي المجد والعراقي، وتنزل في صوفية الشيخونية، وحدث سمع منه الأعيان وعمر وتفرد. مات في ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين بمنزله بآخر العقيبة بالقرب من جامع طولون. وهو عند المقريزي في عقوده وبيض له رحمه الله وإيانا.
573 - حسين بن علي بن سرور بن خطيب حديثة. مات سنة ثلاث.
574 - حسين بن علي بن عبد الله بن سيف البدر الفيشي الأصل القاهري الحسيني سكنا الحنفي ويعرف بابن فيشا. ولد سنة ثلاثين وثمانمائة تقريباً بالحسينية، ونشأ فحفظ القرآن والعمدة في أصول الدين للنسفي والمختار والمناور وألفية النحو والحديث والتلخيص، وأخذ عن القاضي سعد الدين الفقه وأصوله، ولازم قبله العز عبد السلام البغدادي في المختار وشرحه والصرف والعربية والمنطق وغيرها واختص به كثيراً ولزم خدمته، وقبله لازم الشمس الطنتدائي خطيب جامع الظاهر ونزيل البيبرسية في الميقات ونحوه وهو الذي حنفه، وأظنه قرأ محافيظه عنده ثم الأمين الاقصرائي وقرأ عليه في أصول الفقه الكاكي شرح المنار والتلويح وفي الفقه الهداية؛ وكذا لازم التقي الحصني في الاصلين والمعاني والبيان والكشاف والعربية والمنطق وغير ذلك مما بين سماع وقراءة؛ وحضر دروس الكافياجي، وكتب جملة من تصانيفه وأخذ يسيراً عن الشمني وابن الهمام وقرأ ابن المصنف على أبي القسم النويري وقال لي بعض رفقائه إنما أخذ عنه المتن ما بين قراءة وسماع غالب مختصر الشيخ لها وأذن له ابن الديري والعز والكافياجي ثم بأخرة تردد في العربية وغيرها لنظام؛ وحضر عند الخيضري في شرح الألفية وغيرها للرغبة في الانتفاع بجاهه إن كان؛ وسمعت من يقول ممن كان يحضر معه عنده إنه لم يكن يستشكل شيئاً ولا يسأل سؤالاً ويجاب عنه بل قرأ في الابتداء على جعفر السنهوري، وفضل وتميز وناب في القضاء عن ابن الديري من بعده؛ وحج وذكر بالثروة الزائدة والتكسب كأبيه بالجبن والزيت ونحو ذلك، ثم أرعض عنه حين تزايد فساد الحسبة واقتصر على القضاء وملازمة الاشتغال حتى كان بعد الشنشي أفضل النواب، كل ذلك مع سكون ولين وتواضع وجمود وعدم أبهى بحيث لامه بعض قضاته عليها، وانقياد لصهر له يقال له محمد ابن الرومي ممن استفيض ضرره، ولكن لم يذكر عنه هو إلا الخير بل قيل إنه لم يكن يتعاطى على القضاء شيئاً وقد استخلفه الصوفي في الطحاوي بالمؤيدية؛ وراجعني أول الأمر في شيء من ذلك ثم تكرر مجيئه إلي وكان يتأسف لعدم الملازمة، ولم يزل على طريقته حتى مات في شوال سنة خمس وتسعين ولم يوجد له من المخلف ما كان يدعى فيه رحمه الله وإيانا.
حسين بن علي بن عبد الله الشرف الفارقي ثم الزبيدي أحد أعيان تجار اليمن. مضى فيمن جده أبو بكر بن سعادة.
575 - حسين بن علي بن عبد الله المارديني التاجر نزيل حلب ويعرف بابن تميرة، ممن سمع منى بمكة.
 
حسين بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن رستم بن عبد الله البدر أبو عمر البيضاوي المكي الشافعي الفرضي الحاسب أخو إبراهيم وإسماعيل الماضيين ويعرف بالزمزمي، ولد في حدود سنة سبعين وسبعمائة؛ وقال شيخنا في أنبائه إنه ولد قبل السبعين بمكة وسمع بها من شيوخها والقادمين إليها؛ وأجاز له ابن النجم وابن الهبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وأخوه البدر حسن وغيرهم وطلب العلم واعتنى بالفرائض والحساب فأخذ ذلك عن الشهاب ابن ظهيرة والبرهان البرلسي الفرضي نزيل مكة وتبصر بهما ثم ازداد فضلاً بعد أخذه لذلك عن الشهاب بن الهائم فإنه قرأ عليه بمكة بعض تواليفه، وأخذ علم الفلك بالقاهرة عن الجمال المارداني ولم يزل في ازدياد ونباهة حتى صار إماماً عالماً فاضلاً ماهراً من أعلم الناس بالفرائض والهيئة والحساب وعلم الخطأين والجبر والمقابلة والهندسة والفلك والتقاويم وانتهت إليه رياسة هذا العلم ببلاد الحجاز مكة والمدينة واليمن وألف فيه وانتفع به أخوه البرهان الماضي في ذلك؛ وحدث باليسير سمع منه الفضلاء كالتقي بن فهد وغيره كل ذلك مع حظ من الدين والعبادة وقدم مصر غير مرة واجتمع بفضلائها وأثنى عليه غير واحد، وكذا دخل اليمن في سنة تسع عشرة في تجارة واستدعاه صاحبها الملك الناصر للحضور عنده فسأله أشياء عن حاسبين عنده وناله منه بعض البر، وعاد إلى مكة في سنة عشرين وأقام بها حتى حج، ومضى إلى مصر في البر ثم رجع في البحر فوصل مكة في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين فحج ثم حصل له ضعف تعلل به ستة أيام، ومات في ليلة الجمعة ثالث عشري ذي الحجة منها ودفن بالمعلاة وكان الجمع في تشييعه وافراً رحمه الله وإيانا. ترجمه ابن فهد في معجمه وقبله الفاسي في مكة وشيخنا في معجمه باختصار فقال كان فاضلاً ماهراً في الهيئة والحساب انتهت إليه رياسة هذا العلم ببلده سمعت من فوائده؛ وقال في أنبائه: اشتغل بالعلم ومهر في الفرائض والحساب وفاق الأقران في معرفة الهيئة والهندسة، والمقريزي في عقوده وإنه يرجع إليه المكيون في علمي الميقات والحساب.
577 - حسين بن علي بن محمد بن عبد الرحمن البدر الاذرعي ثم الدمشقي الصالحي الشافعي ابن قاضي اذرعات أخو حسن والد الإمام شهاب الدين أحمد الماضي ذكرهما ووالد البدر محمد ضفدع الآتي. قال شيخنا في أنبائه تفقه في صباه على الشرف ابن الشريشي والنجم بن الجابي وتعاني الأدب وفاق في الفنون ودرس وأفتى وناظر وناب في الحكم ثم تركه تورعاً وولي عدة إعادات وهو ممن أذن له البلقيني بالافتاء لما قدم الشام سنة ثلاث وتسعين، وكان يثني عليه كثيراً، ودخل القاهرة بعد الكائنة العظمى؛ وكانت بيننا مودة سمعت من نظمه وسمع مني وانجمع بأخرة عن الناس، وقال في المعجم كان فاضلاً في الفقه والعربية حسن النظم كثير النوادر اجتمعت به بدمشق وسمعت من نظمه وفوائده وأرخ قدومه القاهرة سنة ثلاث وأنه أقام بها مدة ثم رجع إلى دمشق، ومات في المحرم سنة أربع عشرة بالطاعون وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
حسين بن علي بن غضنفر أحد الاشراف. يأتي في أواخر الحسينيين.
578 - حسين بن علي بن محمد المرحومي ثم القاهري خادم الشيخ مدين ووالد أحمد الماضي. وكان قائماً بخدمة الزاوية كما ينبغي بحيث لم يكن الشيخ يسأل عن شيء استغناءً به؛ وما أظن أن غيره كان ينهض بذلك لا سيما في استجلاب ما يرتفق به فيه من بنى الدنيا، وكثيراً ما كان يرسله في الشفاعات ونحوها. مات في سنة سبعين وقد قارب الثمانين ونعم الرجل كان رحمه الله.
579 - حسين بن علي بن محمد المنوفي ثم القاهري نزيل الجيعانية؛ ممن أخذ عني وأخبرني أنه رأى البخاري في المام على هيئتي فالله أعلم.
580 - حسين بن علي بن ناصر بن أحمد البلبيسي الأصل الحجازي أخو حسن الماضي ويعرف أبوهما بابن ناصر ممن سمع منى بمكة.
 
581 - حسين بن علي بن يوسف بن سالم البدر المكي أخو حسن الماضي ويعرف بابن أبي الأصبع. ولد في أواخر شعبان سنة سبع وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع من الزين أب بكر المراغي بعض مسند الحميدي وغيره وأجاز له في سنة ثمان وثمانين فما بعدها العفيف النشاوري والتنوخي وابن صديق وابن حاتم والتاج الصردي ومريم الاذرعية وآخرون؛ ودخل اليمين مراراً في التجارة، وكان خيراً ساكناً منجمعاً عن الناس. مات في ربيع الأول سنة تسع وأربعين بمكة ودفن بالمعلاة.
حسين بن علي الشرف الفارقي. مضى فيمن جده أبو بكر بن سعادة.
582 - حسين بن علي المكي ويعرف بالسقيف. ممن سمع منى بمكة والمدينة وجال البلاد. ومات بالقاهرة في الطاعون سنة سبع وتسعين.
583 - حسين بن عمر بن محمد القلشاني المغربي أخو حسن الماضي؛ وكانا توءمين وقاضي الجماعة محمد وهو أسن الثلاثة، ممن شارك أخاه في الأخذ عن شيوخه وولي التدريس بمدرسة الرياض بتونس، وبعد أخيه قضاء باجة ثم صرف عنها بالفقيه سعيد القفصي وليس بمحمود كقاضي الجماعة. مات مقتولاً بأيدي الفرنج في ثاني عشر شوال سنة إحدى وتسعين قبل إكمال الستين لحمله رسالة من صاحب تونس لملك الروم وأخرى لملك مصر يشير فيهما بالصلح والكف فقتلوه قبل وصوله لهما، وكان ذا صولة وإقدام على الملوك وتميز في الفقه وأصوله مع مزيد كرم وأنجب أحد الآخذين عني بمكة الفاضل شمس الدين محمد الآتي.
584 - حسين بن عمر كور الهندي الأصل المكي البناء أبو عمر البناء. مات بمكة في ربيع الآخر سنة ستين.
585 - حسين بن أبي فارس عبد العزيز الحفصي الإمام العلامة المفتي الأمير ابن أمير المسلمين. أراد الثورة على ولد أخيه لما استقر في المملكة بعد أبيه فظفر به فقتله وقتل أخوين له وعظمت المصيبة بقتل الحسين وذلك في سنة تسع وثلاثين، وكان فاضلاً مناظراً ذكياً ذكره لي صاحبنا الزين عبد الرحمن البرشكي. قاله شيخنا في أنبائه.
586 - حسين بن كبك حسام الدين التركماني. قتل في جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين بأرزنجان بعد أن حاصر ملطية، وسر السلطان بقتله. ذكره شيخنا في الحوادث. قال غيره وكان بطلاً شجاعاً أمير التركماني الكبكية.
587 - حسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل البدر المغربي الأصل السكندري ثم المصري الشافعي الضرير ويعرف بابن النحال - بنون ثم مهملة مشددة - ويلقب بالكلابي وليس هو من بني كلاب، ولد في صفر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بالقاهرة؛ وقرأ بها القرآن ثم تلا الفاتحة على شيخ القراء المجد الكفتي، وكان والده من أولي الفضل فاعتنى به وحفظه الوجيز للغزالي والالمام لابن دقيق العيد وألفية ابن مالك، واشتغل بالفقه على البدر الطنبذي والبرهان البيجوري والعلاء الاقفهسي وغيرهم، بل سمع دروس السراج البلقيني وبالفرائض على الشمس الغراقي وطنت على أذنه دروس النحو عند الشمس الغماري والاسيوطي والبرهان الدجوي؛ وقرع سمعه كلام الشيخ قنبر والمجنون العجمي في المنطق، وكتب من أمالي الزين العراقي عن وسمع صحيح البخاري على النجم بن رزين وختمه علي ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي؛ وصحيح مسلم على الصلاح محمد بن محمد البلبيسي، وسافر إلى دمشق وزار القدس والخليل ودخل ثغرى دمياط واسكندرية، وكتب الكثير بخط حسن فحصلت له غشاوة ورمد فكحله شخص فكان سبب عماه وذلك في حدود سنة خمس وثلاثين فانقطع في خلوته بالمدرسة السيفية، وحدث أخذ عنه الفضلاء وكتب عنه بعضهم من نظمه موالياً:

باللّه اعذروني في المصري وعشقي فيه

 

على جناه وما أحلى الجنى مـن فـيه

غزال أهيف حريري مطربـي أفـديه

 

من ظبي أصل الكلابي فانثني في التيه

مات في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين بالبيمارستان وصلى عليه شيخنا بجامع الأزهر.
588 - حسين بن محمد بن أحمد الرومي الأصل القاهري الوزيري ثم القرافي خادم ضريح إمامنا الشافعي وبه يعرف. ممن ترقى في خدمته وصار أجل الجماعة وأثرى وانهمك على التحصيل وحصل كتباً وربما قرأ الحديث عند الديمي وغيره وتردد إلي لقراءة مسلم، وكان متودداً. مات في ليلة الاثنين سابع ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين وذكر لي أقرب أولاده أنه قارب الثمانين وأنه ولد بالقرب من باب الوزير وتربى في خدمة بيت الأقصرائي ثم تحول وهو ابن عشرين أو نحوها إلى القرافة وصاحب الشمس البدرشي؛ وحكى لي عنه أنه قال له لبس الحلفايات سبب للخمول غالباً.
589 - حسين بن محمد بن إسماعيل الهندي ثم المكي. سمع على العز بن جماعة قلعة من مناسكه الكبرى؛ وقدم القاهرة أخيراً في الدولة المؤيدية أجاز لأولادي قاله شيخنا وما رأيته عند غيره، وقد تقدم حسين بن أحمد بن محمد بن ناصر الهندي ثم المكي وأظنه هو فيحرر.
590 - حسين بن محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر بن يونس البدر أبو عبد الله بن الجمال أبي اليمن بن الزين المراغي الأصل المدني الشافعي سبط الإمام العز عبد السلام الكازروني. ولد سنة سبع وتسعين وسبعمائة أو ست فإنه حضر في الثالثة وذلك في صفر سنة تسع وتسعين على جده، وحفظ مورد الظمآن في مرسوم الخط لأبي عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الأموي الشريشي، وعرض على جده والكمال الكازروني وأبي حامد بن عبد الرحمن المطري ومحمد بن عبد الله بن زكريا البغداني الشافعي نزيل الحرمين وخلف بن أبي بكر بن أحمد المالكي والوانوغي في سنة تسع وثمانمائة؛ ولم يفصح أحد منهم بالإجازة وسمع على جده وغيره. وقتل مع أبيه بدرب الشام.
591 - حسين بن محمد بن حسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم - كمحمد - ابن محيي - بالميم ثم مهملة بعدها مثناة كمعلى - بن العليف بن ميس وباقي نسبه في أبيه بدر الدين أبو علي بن الجمال الشراحيلي الحكمي العكي العدناني الحلوي نسبة إلى مدينة حلى ثم المكي الشافعي والد أحمد وعلى المذكورين وكذا أبوه في محالهم ويعرف بابن العليف تصغير علف. ولد سنة أربع وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لنافع وأبي عمرو على الشهاب بن عياش وأخذ المقامات بفوت عن الجمال بن ظهيرة واللغة والنحو عن والده بل بحث عليه المنسك الكبير والصغير والصحب لابن جماعة بقراءته لهما على العز مؤلفهما؛ وكان يذكر أنه تفقه أيضاً بالشمس العراقي وابن سلامة وأنه أخذ عنه النحو واللغة والنحو أيضاً عن الشمس المعيد قرأ عليه الكافية والبوصيري قرأ عليه الألفية والحسام بن حسن الأبيوردي قرأ عليه المفصل للزمخشري وعنه أخذ الأصلين والحساب بأنواعه والمساحة والتصوف؛ سمع عليه مجالس من الأحياء وأخذ فنون الأدب عن شعبان الآثاري ولازمه وانتفع به كثيراً وأذن له، وقرأ على ابن خواجا على الكيلاني الشمسية؛ وسمع الحديث على الزينين المراغي وعمل في ختم البخاري عليه لما قرأه فتح الدين النحريري قصيدة تائية مفتوحة طويلة أنشدت عقب الختم من شوال سنة أربع عشرة بالمسجد الحرام والطبري وابن سلامة في آخرين، ودخل اليمن مراراً وسمع بها من النفيس العلوي؛ واجتمع بالشرف ابن المقرىء وأجابه عن اللغز الذي أوله:

سل العلماء بالبلد الحـرام

 

وأهل العلم في يمنٍ وشام


كما ستأتي الإشارة إليه في عبد السلام البغدادي، وتقدم في فنون الأدب وقال الشعر الجيد ومدح أمراء بالشعر المفلق، وراسل شيخنا بقصيدة امتدحه بها وفيها أيضاً من نثره حسبما أودعت ذلك برمته الجواهر، مع الخير والدين والسكون والانجماع عن الناس والخط المنسوب والمشاركة في الفضائل، لكنه كان فيما بلغني كأبيه كثير المدح لنفسه. ولقب شاعر البطحاء ولا يعلم أنه هجا أحداً. وقد درس بالمسجد الحرام، وكتب عنه الأئمة من نظمه ونثره، أجاز لي وكتب بخطه من نظمه ما أودعته في ترجمته من معجمي. وممن كتب عنه ابن فهد، ومات في المحرم سنة ست وخمسين بمكة. ودفن بالمعلاة رحمه الله؛ ومسلم جده الأعلى كان أيضاً شاعراً من فحول الشعراء الوافدين على الملوك وكبراء العرب. ذكره الخزرجي وغيره بل ترجم الإمام أبا الحسن علي ابن قاسم بن العليف بالفقه والعلم وانه تفقه به غالب الطبقة المتأخرة من غالب النواحي، وكان مقصوداً فيه مبارك التدريس ذا تصانيف مفيدة كالدور في الفرائض والدرر فيه بعض مشكلات المهذب مع كثرة التلاوة. وأثنى عيه الجندي وانه كان يسمى اليافعي الصغير، ومات في رمضان سنة أربعين وستمائة. وابنه أبو العباس أيضاً كان عارفاً بالمذهب جليل القدر ممن تفقه بأبيه وخلفه؛ ومات في ربيع الآخر سنة أربع وستين وستمائة، وله ذرية بزبيد مبجلون محترمون ببركته.
592 - حسين بن محمد بن حسن بك بن علي بك بن قرايلوك عثمان ويلقب يمرزا وأبوه باغرلو ممن سبق له ذكر في جده. كان قتل والده على يد بايندر قاتل الدوادار الكبير أحد أمراء أبيه لخروجه عليه ففر حينئذ هذا وأخوه أحمد فأحمد لملك الروم فأقام في ظل سلطانه وهذا لمملكة مصر فأقام بها في ظل سلطانها واستقدم له ابنة عمه وكان لتزويجه بها ما ذكر في الحوادث قبل الدخول وبعده وأسكنه بيت برسباي قرا بالقرب من سويقة الصاحب ولم يلبث أن وقع الطاعون فانفرد عن عياله ببستان في فم الخور رجاء للتخلص منه بحيث أن زوجته المشار إليها ماتت فلم يجىء لشهود الصلاة عليها خوفاً من العدوى زعماً أو الهواء وبعد انتهاء الطاعون حج في موسمه صحبة الركب الأول فحج ورجع مترجياً ما وعده به السلطان من القيام معه في مملكة العراق مما كثر توسل هذا بالامراء وبمشافهته في إيقاعه فأدركته منيته بالمدينة النبوية في خامس عشر ذي الحجة سنة سبع وتسعين ودفن بالبقيع ويقال انه سم وكانت معه أمه وعياله فرجعوا مع الركب الغزاوي وأخر من أجل سيرهم معه قليلاً ابنه هذا لمملكة مصر فأقام بها في ظل سلطانها وفر أخوه لمملكة الروم فأقام بها في ظل سلطانها. وقد لقيني صاحب الترجمة في سنة خمس وتسعين وسمع مني المسلسل واغتبط بذلك ولديه ذكاء وفطنة وميل للأدب والتاريخ مع حسن عشرة، وممن انتفع بجاهه حين قدم عليه حبيب الله الماضي بل كثر تردد غير واحد من الفضلاء إليه ونسبته إلى الرفض غير مستبعدة وتتأيد بحكاية أهل المدينة عنه ما كان معه من صدقة ونحوها إعظاماً لهم فالله أعلم عفا الله عنه وسامحه وإيانا.
593 - حسين بن محمد بن حسن حسام الدين الغزي الشافعي ويعرف بابن الهرش بكسر الهاء ثم راء ساكنة وأخره معجمة. أخذه ببلده عن الشمس الحمصي وقدم القاهرة فأقام بها مدة أخذ فيها عن الجلال المحلي وغيره. واختص بالعضدي الصيرامي، ونظم الشعر الجيد وتراسل مع الشهاب بن صالح وفضل بحيث كان الطلبة يراجعونه في تفهيم ما يشكل. مات فجأة في أول سنة أربع وسبعين بغزة وقد جاز الكهولة بيسير ومن نظمه:

شكوت إليه عرق نسا

 

به أصبحت مـزويا

وأصحابي تناسونـي

 

وفيهم كنت مرعـيا

ففي الحالين يا مـولا

 

ي قد أصبحت منسيا

594 - حسين بن أبي حامد محمد بن أبي الخير بن أبي السعود بن ظهيرة المكي المالكي. ولد في رمضان سنة أربع وستين وثمانمائة. ممن سمع مني بمكة ولازم دروس أحمد بن حاتم المغربي؛ وكذا حضر قليلاً عند غيره، ورأيته يكتب في شرح الارشاد للجوجري وزار المدينة غير مرة؛ وكان في قافلتنا سنة ثمان وتسعين ذهاباً واياباً.
595 - حسين بن محمد بن صبرة. ممن سمع مني بمكة في سنة أربع وتسعين وقد مضى أبوه حسن بن محمد بن صبرة وليس اسم ابنه حسيناً ولكنه اشتهر بالحسيني واسمه محمد وحينئذ فهو محمد بن حسن بن محمد بن صبرة فيلحق في المحمدين.
596 - حسين بن الكمال محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد الأنصاري المغربي الأصل المدني المالكي الماضي ابن عمه حسن بن عمر بن عبد العزيز والآتي أبوه وهو سبط النور المحلي وعليه سمع بل قرأ عليه الموطأ، وكان خيراً مديماً للعبادة. مات في صفر سنة سبع وستين.
597 - حسين بن محمد بن علي بن عقبة المكي البناء. هكذا جرده ابن فهد.
598 - حسين بن محمد بن الشيخ لاجين البدر بن الشمس العقبي الصحراوي. ولد بتربة جمال الدين من الصحراء وأجاز له جماعة منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي وابنة الزين رضوان فيمن يؤخذ عنه، أجاز لنا وهو حي في سنة أربع وثمانين.
599 - حسين بن محمد بن محمد بن علي أبو النور بن أبي الخير بن الجمال الفاكهي المكي الآتي أبوه أسمعه أبوه علي بمكة بقراءته وقراءة غيره ومن ذلك بعض ترجمة النووي 600 - حسين بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود عفيف الدين أبو الطيب بن أثير الدين بن المحب الحلبي الشافعي أخو أحمد ومحمد ويعرف كسلفه بابن الشحنة. ولد؛ ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وغيره، وسمع من جده وغيره وقدم القاهرة غير مرة منها بعد موت جده على عمه عبد البر ثم عاد في جمادى الثانية سنة تسعين ثم قدم أيضاً بعد موت أخيه فأمر السلطان بنفيه إلى ألواح وتوجه فأقام بها إلى أن شفع فيه وعاد، ويقال إنه اشتغل هنا عند البرهان ابن أبي شريف والبقاعي وهناك عند عبد القادر بن يوسف الكردي في الفقه وقد درويش في المعقول وخطب بالجامع الكبير، ومع كثرة اشتغاله فهو جامد وله اعتناء بالخيول وباسمه جهات.
601 - حسين بن محمد بن نافع البدر الخزاعي المكي. دخل بلاد العجم والهند وتحت الريح وحصل بعض دنيا كان ينتسب فيها، ومات عن بعضها وذلك بمكة في ربيع الأول سنة خمس وثمانين.
602 - حسين بن محمود بدر الدين الأصبهاني العجمي الشافعي الرفاعي نزيل النحرارية من الوجه البحري، كان مذكوراً بالصلاح وحسن السيرة والعفة والانجماع عن الأكابر والانقطاع إلى الله والملازمة للعبادة مع السخاء والتواضع وانه ممن ساح في بدايته وطاف شرقاً وغرباً حتى بلاد الكفر والحبشة والهند وبحر الظلمات وبلاد الترك بحيث كانت أقل غيبته عشرين سنة؛ ولذا كان حسن المحاضرة حلو المذاكرة لا سيما فيما رأى من أعاجيب البلاد. مات بزاويته التي أنشأها في ليلة الأربعاء عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ودفن بها وقد قارب المائة، وكان له مشهد عظيم قال الجمال بن تغرى بردى وهو أحد الأفراد الذين أدركناهم بل هو من نوادر أبناء جنسه صحبته أكثر من عشرين سنة واستفدت من مجالسته فوائد.
603 - حسين بن محمود الشريف الدلي. ممن سمع مني بالقاهرة.
604 - حسين بن نابت بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود الزمزمي المكي الماضي جده والآتي أبوه. مات في صفر سنة اثنتين وثمانين بمكة.
605 - حسين بن نعير بن حيار أمير العرب. مات سنة ثمان عشرة.
606 - حسين بن يحيى بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن داود بن يوسف ابن عمر بن علي بن رسول المؤيد بن الظاهر بن الناصر بن الأشرف بن الأفضل ابن المجاهد بن المؤيد بن المظر بن المنصور الغساني ملوك اليمن. مات بمكة في جمادى الأولى سنة سبعين. أرخه ابن فهد.
607 - حسين بن يوسف بن أحمد الشغدي الصفدي الشافعي. سمع على شيخنا في سنة خمس وثلاثين الخصال المكفرة.
 
608 - حسين بن يوسف بن علي العلامة البدر بن العز بن العلاء الخلاطي الأصل الوسطاني نسبة لمدينة وسطان من مدائن العراق المشهور جده بأخي عبد الله. ولد في مدينة وسطان بعد سنة خمس وتسعين وسبعمائة وحفظ بها القرآن والحاوي والطوالع والكافية لابن الحاجب وتخليص المفتاح وأخذ بها الفقه والحديث والنحو والصرف والمعاني والبيان عن الشيخ أحمد الكيلاني، ثم رحل إلى تبريز فلازم الشريف ولي بن شرف الدين حسين بن أحمد الحسيني الاردبيلي حتى أخذ عنه الزهراوين من الكشاف وجميع العضد وحاشية الشيخ سعد الدين وغير ذلك من المعاني والبيان والأصول وقرأ عليه جميع شرح المطالع للقلب الرازي، وكان يحكى أن مدينة تبريز ليس بها ذمي بل كل أهلها مسلمون لا يخلطهم غيرهم، ثم رحل إلى الجزيرة فولى بها تدريس المجدية والسيفية وانتفع به أهلها ثم ولي قضاء الجزيرة ثم رحل في سنة ثلاث وأربعين إلى القاهرة فقرأ بها على شيخنا البخاري من نسخة كتبها من نسخة الشيخ عبد الرحمن الحلالي وهي كتبت من نسخة قرأت على مؤلفه وعليها خط الفربري، ثم حج ورجع مع الركب الشامي ثم رجع إلى الجزيرة ثم رحل بأهله إلى دمشق سنة إحدى وخمسين فقطنها وانتفع به أهلها علماً وديناً ثم رجع إلى القاهرة سنة سبع وخمسين قاصداً الحج وتوجه فيها مع الركب المصري فحج وتخلف إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين رحمه الله، وهو ممن لقيه البقاعي ووصفه بالشيخ الإمام العلامة وأبوه بالامام المفيد عز الدين وجده بالامام علاء الدين.
609 - حسين بن يوسف بن يعقوب بن حسين بن إسماعيل البدر الحصنكيفي المكي الآتي ولده يوسف ويعرف بالحاصني - بحاء مهملة وألف ثم صاد مهملة ثم نون ثم ياء النسبة. ولد في شوال سنة أربع وثلاثين وسبعمائة بمكة، وسمع الزين الطبري وابن بنت أبي سعد الهكاري والنور الهمداني والعز بن جماعة في آخرين منهم أبو بكر الشمسي سمع عليه مجلس رزق الله التميمي بسماعه له من الابرقوهي، ولكنه لم يحدث، نعم أجاز وناب بمكة في الحسبة عن المحب النويري وولده العز؛ وكان يقرأ ويمدح للناس في مجتمعاتهم ويؤذن بالحرم وهو مأنوس في هذا كله مع تودد، وسافر إلى مصر والشام غير مرة. مات في ربيع الأول سنة إحدى بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة وحى أنه رؤى في النوم فقيل له ما فعل الله بك فقال غفر لي وأدخلني الجنة ورؤى مرة أخرى فسئل عن الجنة ما ترابها فقال المسك وسئل عن نباتها فقال الزعفران. قال الرائي وشممت منه رائحة المسك وسقط منه شيء من الزعفران وشيء من المسك أو كما قال.
610 - حسين بن يوسف الدمشقي ويعرف بقاضي الجزيرة. مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وخمسين ودفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
611 - حسين بن علاء الدين بن أحمد بن أويس. قال شيخنا في أنبائه آخر ملوك العراق من ذرية أويس كان اللنك أسره وأخاه حسناً وحملهما إلى سمرقند ثم أطلقا فساحا في الأرض فقيرين مجردين فأما حسن فاتصل بالناصر فرج وصار في خدمته؛ ومات عنده قديماً وأما هذا فتنقل في البلاد إلى أن دخل العراق فوجد شاه محمد بن شاه ولد بن أحمد بن أويس وكان أبوه صاحب البصرة فمات فملك ولده شاه محمد فصادفه حسين وقد حضره الموت فعهد إليه بالمملكة فاستولى على البصرة وواسط وغيرهما ثم حاربه أصبهان شاه بن قرا يوسف فانتمى حسين إلى شاه رخ بن اللنك فتقوى بالانتماء إليه وملك الموصل واربل وتكريت؛ وكانت مع قرا يوسف فقوى أصبهان شاه يوسف واستنقذ البلاد، وكان يخرب كل بلد ويحرقه إلى أن حاصرها حسيناً بالحلة منذ سبعة أشهر ثم ظفر به بعد أن أعطاه الأمان فقتله خنقاً في ثالث صفر سنة خمس وثلاثين؛ وهو في عقود المقريزي فقال ابن علاء الدولة وترجمه.
612 - حسين بن بن جعفر. مات في العشر الأخير من ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد وبيض لأبيه.
613 - حسين البدر المغربي. ممن قرأ عليه في النحو في المحلة المحب بن الامام.
614 - حسين الاعزاري البسطامي والد أحمد الماضي؛ صحب ابن الأطعاني. ومات بمكة في سنة خمس وعشرين ودفن بالمعلاة جوار الشيخ عمر العرابي.
حسين الأهدل. في ابن عبد الرحمن بن محمد بن علي. وفي ابن صديق بن حسين.
حسين خادم الشافعي. في ابن محمد بن أحمد.
حسين السامري كاتب سر دمشق وناظر جيشها. مضى في ابن عبد الله.
 
615 - حسين شيخ سروعة وابن شيخها. مات في توجهه للسيد صاحب الحجازيين بدر والينبع فحمل إلى بدر فدفن بها في سنة ست وثمانين، وكان معظماً في الشرق والغرب عفا الله عنه وهو ابن علي بن محمد بن غضنفر من الاشراف.
616 - حسين الكازروني الشافعي. هو ابن ارتحل لشيخنا قصداً فأخذ عنه، ومات في طاعون سنة تسع وأربعين ورأيت نسخة من ابن الصلاح بلغ شيخنا للشيخ بدر الدين حسين بالقراءة في عدة أماكن من أوله وكأنه هذا.
617 - حسين المصري أحد من يعتقد بي المصريين. مات في ربيع الأول سنة خمسين ودفن بالقرافة جوار القبر المنسوب لعقبة بن عامر.
618 - حسين المكل. ممن أخذ عن ابن الجزري وصنف في القراءات والنحو والصرف؛ ومات بعيد الخمسين، قاله لي بعض الآخذين عنه.
619 - حطط بمهملات وفتح أوله وثاني اسم جركسي - البكلمشي بكلمش العلائي. تقدم بعد أستاذه عند الناصر فرج إلى أن صار أحد العشرات بالديار المصرية حتى مات سنة إحدى وأربعين وهو في حدود السبعين؛ وكان لا بأس به.
620 - حطط الناصري فرج. تنقل بعده حتى ولي نيابة قلعة حلب في الدولة الاشرفية برسباي إلى أن عزل الظاهر عنها وصادره في سنة سبع وأربعين ثم بعد مدة ولاه نيابة غزة فلم يلبث إلا يسيراً وصرفه عنها ثم بعد حين أعطاه إمرة عشرين بطرابلس ونقله الأشرف إلى أتابكيتها فأقام دون شهر. ومات بها في أوائل ذي الحجة سنة سبع وخمسين وهو في حدود السبعين أيضاً، وكان من أصاغر الأمراء.
621 - حطيبة واسمه أحمد أحد المجاذيب مات بدمياط في المحرم سنة ثمان ذكره المقريزي في عقود مطولاً وأن أصل جذبته اتهامه محبوبة له برجل وانه أنشده لنفسه موالياً:

سري فضحته وأنتم سركم قد صنـت

 

فقصدي رضاكم وأنتم تطلبون العنت

ذليت من بعد عزي في هواكم هنت

 

يا ليت في الخلق لا كنتم ولا أنا كنت

وأنه سأله عن محبوبته هل بقي في نفسه منها شيء فقال والله يا أديب علي لو أقمت في قبري خمسين ألف سنة ثم مرت بي ونادتني وقدرت أن أجيبها لأجبتها.
622 - حماد بن عبد الرحيم بن علي بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان حميد الدين أبو البقاء بن الجمال بن العلا بن الفخر المارديني الأصل المصري الحنفي ويعرف كسلفه بابن التركماني وهو حفيد قاضي الحنفية العلاء مختصر ابن الصلاح وصاحب التصانيف واسمه عبد الحميد ولكنه بحماد أشهر. ولد في رمضان سنة خمس وأربعين وسبعمائة وأسمع من مشايخ عصره ثم طلب بنفسه فسمع من القلانسي والجمال ابن نباتة وناصر الدين محمد بن إسماعيل بن جهبل ومظفر الدين بن العطار والطبقة؛ وقرأ بنفسه وكتب الطباق ولازم القيراطي، وكتب عنه أكثر شعره ودونه في الديوان الذي كان ابتدأه لنفسه ثم رحل إلى دمشق فسمع بها وأكثر من المسموع في البلدين ومن مسموعه على ابن نباتة أشياء من نظمه وبعض السيرة لابن هشام وعلي القلانسي نسخة إسماعيل بن جعفر بسماعه من ابن الطاهري وابن أبي الذكر بسماعه من ابن المقير وأجازه الآخر من القطيعي وعلي ابن جهبل المحمدين من معجم ابن جميع أنابه ابن القواس ومن شيوخه أيضاً المحب الخلاطي وأحمد بن محمد العسقلاني ولكن قيل إنه لما رحل لدمشق كتب السماع وأنه سمع قبل الوصول واعتذر عن ذلك بالاسراع؛ ولذا كان الحافظ الهيثمي يقع فيه وينهى عن الأخذ عنه؛ قال شيخنا والظاهر انه انصلح بأخرة وأجاز له الذهبي والعز بن جماعة. قال شيخنا ولازم السماع حتى سمع معنا على شيوخنا وقد خرج لبعض المشايخ يعني عبد الكريم حفيد القطب الحلبي وسمعت منه من شعر القيراطي؛ وكان شديد المحبة للحديث وأهله ولمحبته فيه كتب كثيراً من تصانيفي كتعليق التعليق وتهذيب التهذيب، ولسان الميزان وغير ذلك ورأس في الناس مدة لستوته، وكانت بيده وظائف جمة فلا زال ينزل عنها شيئاً فشيئاً إلى أن افتقر وقلت ذات يده فكان لعزة نفسه يتكسب بالنسخ بحيث كتب الكثير جداً ولا يتردد إلى القضاة، وقد أحسن إليه الجلال البلقيني على يد شيخنا قال فما أظنه وصل لبابة؛ وخطه سريع جداً لكنه غير طائل لكثرة سقمه وعدم نقطه وشكله، ولا زال يتقهقر إلى أن انحط مقداره لما كان يتعاطاه؛ وساء حاله وقبحت سيرته، حتى مات مقلاً ذليلاً بعد أن أضر بأخرة في طاعون سنة تسع عشرة بالقاهرة، وحدث أخذ عنه الأئمة كشيخنا وأورده في معجمه دون أنبائه وروى لنا عنه جماعة كالزين رضوان والموفق الأبي وحدثني بشيء من نظم ابن نباتة بواسطته. وذكره المقريزي في عقوده.

من اسمه حمزة

623 - حمزة بن الصاحب سعد الدين إبراهيم بن بركة البشيري الماضي أبوه. مات في ذي القعدة سنة أربع وسبعين وهو مختف؛ وكان قد ولي نظر الاهراء والمواريث والدولة في أوقات مختلفة؛ وصاهر ابن النقاش.
624 - حمزة بن أحمد بن علي بن محمد بن علي السيد عز الدين بن الشهاب أبي العباس بن أبي هاشم بن الحافظ الشمس أبي المحاسن الحسيني الدمشقي الشافعي والد الكمال محمد الآتي والماضي أبوه. ولد في شوال سنة ثمان عشرة وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحظ القرآن والتنبيه وتصحيحه للاسنوي والمنهاج الأصلي وألفيتي الحديث والنحو والشاطبية وعرض على العلاء البخاري والتقي بن قاضي شهبة وعنه وعن ولده البدر أخذ الفقه، وكذا عن المحيوي القبابي المصري واليسير عن البدر بن زهرة، وتلا بالسبع جمعاً إلى غافر على الشهاب بن قيسون وبجميع القرآن افراداً وجمعاً على ابن النجار وابن الصلف، وأخذ النحو ببلده عن العلاء القابوني وبمكة عن القاضي عبد القادر في آخرين والصرف والمنطق عن يوسف الرومي وأصول الفقه عن الشرواني، وسمع الحديث على ابن ناصر الدين والشهاب بن ناظر الصاحبة وغيرهما من شيوخ بلده، وارتحل إلى القاهرة غير مرة فأخذ بها عن شيخنا المشتبه وغيره ووصفه في أصل تعجيل المنفعة بالمحدث الفاضل بل قرض له بعض تصانيفه وبالغ، وكذا أخذ بالقاهرة عن طائفة ورافقني في السماع على بعض الشيوخ وسمعت أيضاً بقراءته ولقيته بدمشق فأراني ذيلاً كتبه على مشتبه النسبة لشيخنا استمد فيه من كتاب شيخه ابن ناصر الدين في ذلك وكتاباً سماه بقايا الخبايا استدرك فيه على خبايا الزوايا للزركشي وهو الذي قرضه له شيخنا وكتاباً حافلاً في الأوائل وأظنه وقع له كتاب شيخنا في ذلك ومصنفاً سماه الايضاح على تحرير التنبيه للنووي وطبقا النحاة واللغويين في مجلد والذيل على طبقات شيخه التقي بن قاضي شهبة في نحو ثلاث كراريس وفضائل بيت المقدس في مجلد لطيف والمنتهى في وفيات أولى النهي جامع لأهل المذاهب في غاية الاختصار بحيث جاء في نحو عشرة كراريس، وحج مراراً وجاور في بعضها وناب في القضاء ودرس بالعمادية وتصدر بجامع بني أمية وصاهر الولوي بن قاضي عجلون على ابنته، وكان فاضلاً مفنناً متواضعاً لطيف الذات والعشرة كثير التودد والعقل وبيننا مودة، ولما كنت بمكة راسل بالسلام وطيب الكلام. مات ببيت المقدس، وكان توجه إليه بعد الطاعون في آخر سنة ثلاث وسبعين فمرض بها؛ ومات في ربيع الآخر سنة أربع وسبعين، ودفن بماملا بين الشيخ بولاد والشهاب بن الهائم، وكانت جنازته حافلة وصلى عليه بدمشق الصلاة الغائب رحمه الله وإيانا.
625 - حمزة بن أبي بكر بن أحمد بن محمد بن عمر سري الدين بن التقي الأسدي الدمشقي الشافعي الآتي أبوه وأخوه ويعرف كسلفه بابن قاضي شهبة وأخذ عن أبيه وغيره، ودرس بالمسرورية والمجاهدية وغيرهما. مات في رمضان سنة ستين، ودفن بمقبرة الباب الصغير عند سلفه رحمه الله وإيانا.
626 - حمزة بن جار الله بن حمزة بن راجح بن أبي نمى الحسني المكي. كان رأس أشراف آل أبي نمى بعد أبيه لعقله وسماحته. مات في المحرم سنة ست عشرة بمكة، ودفن بالمعلاة وهو في عشر الخمسين فيما أحسب. قاله الفاسي في مكة.
627 - حمزة بن زائد بن جولة. شيخ أولاد أبي الليل.
628 - حمزة بن سلقسيس نائب حماة. له ذكر في أزدمر الازبكي.
629 - حمزة بن عبد الله بن علي بن عمر بن حمزة العمري المدني الفراش بالحرم النبوي ويعرف بالحجاز. ولد سنة خمس وستين وسبعمائة بالمدينة النبوية، وأجاز له ابن أميلة وابن الهبل والصلاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وأخوه البدر وغيرهم، وممن روى عنه التقي بن فهد وذكره في معجمه. مات في شعبان سنة ثمان وثلاثين بالمدينة.
 
630 - حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي بكر التقي أبو العباس بن العفيف ابن الجمال بن قاضي الأقضية الموفق الناشري الزبيدي الشافي قريب الجمال محمد الطيب بن أحمد. ولد في ثالث عشر شوال سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بنخل وادي زبيد من اليمن، ونشأ بزبيد فحفظ القرآن والشاطبيتين وألفية ابن مالك والثلث الأول من الحاوي الفرعي، وتلا بالسبع أفراداً إلا الحمزة وورش فلم يقرأ لهما من ص، كل ذلك على محمد بن أبي بكر بن بدير الزبيدي المقرىء، وجمعاً إلى الانعام على العفيف عبد الله بن الطيب الناشري وبحث في الشاطبية على الشهاب الشوايطي وكذا في منظومة السكاكيني الواسطي بل تلا عليه بعض القراءات وأجازه، وأخذ الفقه عن قريبه الطيب سمع عليه تأليفه الايضاح؛ وعن عمه أحمد بن محمد الناشري وغيرهما كالعفيف بن الطيب بل قرأ على البرهان بن ظهيرة بمكة وقاضي عدن أبي حميش محمد شارح الحاوي المتوفي بعيد الستين، وقرأ النحو على قاضي الحنفية بزبيد صديق بن المطيب وسمع على أبيه وقريبه الطيب والزين أحمد الشرجي والتقي بن فهد ووالده النجم عمر وآخرين؛ وأجاز له الزين عبد الرحيم الاميوطي والبرهان الزمزمي وابن الهمام وأبو السعادات بن ظهيرة والفقيه عمر ابن محمد الفتي، وتردد لمكة كثيراً ولقيني بها في سنة ست وثمانين فأخذ عني ومدحني؛ وكتب لي من نظمه أشياء وأفادني نبذة من تراجم أهل بلده، وكتبت له إجازة حافلة واستجازني لبنيه وغيرهم سيما من كان من الناشريين، ووردت على مطالعاته تتضمن أسئلة وكأنه متوجه لجمع أشياء؛ وهو فاضل يقظ حسن المذاكرة كثير المحاسن مبالغ في شأني ولم تنقطع كتبه عني وأسئلته مني جوزي خيراً.
631 - حمزة بن عبد الرزاق بن البقري أخو يحيى وابن عم الشرف والمجد؛ باشر الاسطبل وغيره. ومات في ذي القعدة سنة تسعين، ويقال انه أسنهم.
632 - حمزة بن عبد الغني بن يعقوب الشرف بن الفخر بن الشرف أحد كتاب المماليك ويعرف بابن فخيرة مصغر لقب أبيه، وهو والد عبد الرزاق الآتي.
633 - حمزة بن عثمان قرايلوك بن طر على قطلوبك صاحب آمد ماردين وغيرها من ديار بكر. مات في أوائل رجب سنة ثمان وأربعين؛ ولم يكن محمود السيرة كأبيه واخوته واستقر بعده ابن أخيه جهان كير بن علي بن عثمان الآتي.
634 - حمزة بن علي بن محمد بن سالم الحلبي الأصل الاسنوي الشافعي الواعظ. ولد بعد سنة تسعين وسبعمائة تقريباً بمدينة أخميم، ونشأ بالقاهرة مع أبيه وحفظ بها القرآن، وحج في سنة خمس وعشرين وطوف البلاد الشامية والمصرية، وحفظ شعراً كثيراً وتعاني النظم ومدح الناس وهو من ذوي الأصوات الطيبة وكل ما طال انشاده جاد صوته؛ وعنده ظرف وكياسة؛ ولقيه البقاعي في سنة ثمان وثلاثين فكتب عنه قوله في زيارة الخليل عليه السلام:

يا عادلاً عن عاذل بـمـلامـه

 

يا من صبابته نمت بغـرامـه

والشوق قاد فؤاده بـزمـامـه

 

اقصد خليل اللّه عند مقـامـه

في حي جيرون ولذ بزمامـه

 

 

وابد الخضوع إذا أتيت لبابه

 

بخشوع قلبٍ في علا أعتـابـه

واطرح بنفسك في رحيب رحابه

 

وائتي بـآداب إلـى سـردابـه

إلى آخره وكذا كتب عنه ابن فهد. مات.
635 - حمزة بك بن علي بك بن ناصر الدين بن دلغادر. مات مسجوناً بقلعة الجبل في جمادى الأولى سنة أربعين. ذكره شيخنا في أنبائه.
636 - حمزة بن علي العز البهستاوي الحلبي ثم الدمشقي الصالحي الحنفي. أحد نواب الحكم بدمشق بل عينهم ثم أعرض عن الدخول في الأحكام، وكان شكلاً حسناً عارفاً بمذهبه. مات في ربيع الأول سنة أربع وستين، ولم يخلف في نواب الحكم مثله رحمه الله. ذكره ابن اللبودي.
637 - حمزة بن غيث بن نصير الدين الآتي أبوه. قام الدوادار الكبير جانبك الجداوي في قتله فحكم بذلك الحسام بن حريز المالكي ونفذه بقية القضاة في مجلس عقد لذلك في بيت الدوادار ثم أودع المقشرة، وسلخ في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ست وستين وحشى تبناً وطيف به من الغد على جمل بشوارع القاهرة بل وحمل على تلك الهيئة إلى بلاد الريف وطيف به القرى والبلاد وفرح جل المسلمين به، فقد كان في الفسق بمكان من أخذ الأموال والمجاهرة بالمحرمات، وضرب الفضة الزغل، ولكن من تألم إنما كان لأجل أبيه مع انه لم يطق هذه النازلة بل مات عن قرب.
638 - حمزة بن قاسم بن أحمد بن عبد الكريم بن مخيط بن راجح بن أبي نمى الحسني المكي ويعرف بالكردي. مات في صفر سنة ست وأربعين بوادي مر وحمل إلى مكة فدفن بها. أرخه ابن فهد.
639 - حمزة بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن سليمان أمير المؤمنين. القائم بأمر الله أبو البقاء بن المتوكل على الله بن المعتصم بالله بن الحاكم بأمر الله بن المستكفي بالله العباسي القاهري؛ نشأ في أيام أبيه ثم أخويه وهو شقيق العباس منهم إلى أن توفي المستكفي سليمان عن غير عهد فاختاره الظاهر جقمق لكونه أسن اخوته، وولاه في يوم الاثنين خامس المحرم سنة خمس وخمسين؛ واستمر إلى أن كان الركوب على المنصور، وكان هذا من أكبر قائم عليه وأطلق لسانه في جهته ثم صرح بخلعه غير ملتفت لتقديم والده له فلما تسلطن الأشرف راعي له قيامه معه فزاده عدة أقاطيع وعظمه حتى نال من الوجاهة وقيام الحرمة ما لم ينله أحد من أقربائه في الدولة التركية، إلى أن كانت ثورة المماليك الظاهرية على السلطان في سلخ جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين فوافقهم، فلم يكن بأسرع من انحلال أمرهم فسقط في يده ورام العود إلى منزله أو الطلوع إلى السلطان فلم يمكن منهما ونزل إليه جماعة فأخذوه فوبخه السلطان ثم أمر بحبسه بقاعة البحرة من الحوش وعزله واستقر بأخيه الجمالي يوسف ووقع الاشهاد بذلك في ثالث رجب منها ولقب بالمستنجد وأرسل بهذا إلى اسكندرية فأقام بها محبوساً ثم مطلقاً إلى أن مات في سابع عشر شوال سنة اثنتين وستين بعد تمرضه أياماً، ودفن بها بجانب شقيقه أبي الفضل العباس الذي يقال إنه وجد لم يبل وقد زاد على السبعين، وكان معتدل القامة أبيض اللحية مدورها، وفيه فيما قيل حدة مع طيش وخفة ومسكة في لسانه وقد تزوج حواء ابنة السراج الحمصي رحمه الله وعوضه خيراً.
640 - حمزة بن محمد بن حسن بن علي بن عبد الحكيم البجائي المغربي المالكي نزيل الشيخونية. ولد تقريباً سنة تسع وثلاثين وثمانمائة ببجاية؛ وبها نشأ فقرأ القرآن وأخذ عن أبي القسم المشدالي وولده محمد الأصغر، وهو نمير أبي الفضل وغيرهما، وقد تونس في سنة ثمان وخمسين فأخذ بها عن جماعة منهم أبو اسحق إبراهيم الاخدري ولازمه وبه انتفع وتمهر في الأصلين والعربية والصرف والمعاني والبيان والمنطق والحكمة؛ وهو متفاوت فيها فأعلاها الأصلان والمنطق ويليها المعاني ثم ما ذكر. وقدم القاهرة في شعبان سنة سبع وسبعين؛ وحج منها ورجع فنزل في الخانقاه الشيخونية وقطنها ثم حج ثانياً رفيقاً للسيد عبيد الله بن السيد عفيفي الدين وجاور أيضاً وأقرأ بها يسيراً، ولازم وهو بالقاهرة درس التقي الحصني وبحث معه، وكان الشيخ حسبما بلغني يثنى عليه وكذا اجتمع بالكافياجي والسيف وتكلم معهما، وكان الكافياجي يجله كما سمعت أيضاً وأقام منجمعاً عن الناس متقنعاً منقبضاً وأقرأ الطلبة واجتمع به الفضلاء فكان من أعيان من اجتمع به المحيوي ابن تقي والخطيب الوزيري وقرأ عليه سعد الدين محمد السمديسي شيخ الجانبكية المطول في آخرين وطلبه السلطان بعد محنة إمامه الكركي فاجتمع به ومازحه وقرر له في الذخيرة كل سنة خمسين وفي الجوالي عوضاً عمن مات اثنين وسبعين وقبل شفاعته في بعض الأمور وفي عمر بن عبد العزيز حتى أخرجه من المقشرة وعينه لكشف الجاولية مساعدة لمباشرها ابن الطولوني السمين. كل ذلك مع تقلل وتعزز وانقباض وانفراد بحيث لم يتزوج، وربما وصل إليه بر بعض المغاربة ونحوهم قبل ذلك وبعده بل يعطي من يتجر له؛ وقد سلمت عليه بعد قدومه من الحج المرة الثانية فابتهج ومشى معي من خلوته لباب المدرسة. والبعاث بأرض مصر يستنسر.
حمزة بن محمد بن موسى. هو طوغان يأتي.
641 - حمزة بن محمد بن يعقوب الشرف بن الشمس البعلي. ذكره التقي بن فهد في معجمه مجرداً؛ وقال شيخنا في معجمه انه سمع الأربعين المنتقاة من مسند الشاميين من مسند أحمد علي ابن الخباز بسماعه من المسلم بن علان انا حنبل أجاز لنا في سنة تسع يعني بتقديم التاء وعشرين وثمانمائة انتهى. مات سنة اثنتين وثلاثين على ما تحرر.
642 - حمزة بن يعقوب الدمشقي الحريري. ذكره شيخنا في أنبائه، وقال مات في صفر سنة أربع وثلاثين. قلت وأظنه الذي قبله.
 
643 - حمزة ابن أخت الجمال البيري الاستادار وأخو أحمد القاضي. قتل خنقاً فيمن قتل من آل خاله وبنيه في ربيع الآخر سنة أربع عشرة.
644 - حمزة إمام مقام الشافعي. ممن أقرأ الأولاد؛ وكان ممن قرأ عليه الزين عبد الغني الاشليمي وأثنى عليه.
645 - حميدان بن محمد بن أحمد البرلسي. ممن سمع مني بمكة.
حميد الضرير. هو أحمد بن محمد بن عماد.
646 - حنتم بن السيد محمد بن بركات بن حسن بن عجلان الحسني المكي الماضي جده وجد أبيه ويلقب بالجازاني. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين قبل استكمال عشر سنين، ودفن بالمعلاة عند أسلافه وتأسف أبوه على فقده.
647 - حواس بن ميلب الشريف. صاهر السيد علي بن حسن بن عجلان أيام إمرته على مكة على بعض بناته في سنة ست وأربعين ومات في أحد الجمادين سنة خمس وستين.
648 - حيدرة بن دوغان بن جعفر بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني. ناب في إمرة المدينة بعيد الأربعين وثمانمائة عن أميرها سليمان بن عزير ثم استقل باجماع أهل المدينة إلى أن جاءه المرسوم بعد نحو شهرين، وقد مات فإنه أصيب في معركة فتعلل نحو شهرين ثم مات في جمادى الآخرة، ورأيت ابن فهد قال في ثاني رمضان سنة ست وأربعين.
649 - حيدر بن أحمد بن إبراهيم أبو الحسن الرومي الأصل العجمي الحنفي الرفاعي نزيل القاهرة ويعرف بشيخ التاج والسبع وجوه. ولد بشيراز في حدود الثمانين وسبعمائة، وتسلك بأبيه وغيره ورحل إلى البلاد ووفد على ملوك الشمس وعلمائه، فكان ممن اجتمع به التفتازاني والسيد الجرجاني والصدر تركا؛ وقدم القاهرة سنة أربع وعشرين بأخويه ابراهيم الشاب الظريف والموله جبران وأمهم فأكرمه الأشرف وأنزله المنظرة المشار إليها؛ وأنعم عليه برزقه عشرين فداناً بأراضي ناحيتها؛ واستمر بها إلى أن أخرجه الظاهر جقمق حين ذكر له عنه محمد بن اينال قبائح بل وأمر بهدمه؛ ورسم للمرافع المشار إليه بانقاضه مع وجود ابنه المؤيد بالله وصار بلاقع، وندم الظاهر على انجراره مع المشار إليه وطلب صاحب الترجمة وأخذ بخاطره ووعده بالجميل وأنعم عليه بأشياء وربت له من الذخيرة وغيرها ما يقوم بأوده، وصار يتردد إلى السلطان ويقعد بمجلسه وسكنه بالقرب من زاوية الرفاعية مدة إلى أن أنعم عليه بمشيخة زاوية قبة النصر بعد صرف محمود الاصبهاني منها وسكنها إلى أن مرض وطال مرضه، ثم مات في ليلة الاثنين حادي عشري ربيع الأول سنة أربع وخمسين عن نحو السبعين، ودفن بباب الوزير على أخيه ابراهيم بعد أن صلى عليه بقبة النصر؛ وكان شكلاً حسناً منور الشيبة إلى الطول أقرب ضخماً حلو اللفظ والمحاضرة حافظاً لكثير من الشعر فصيحاً باللغتين التركية والعجمية بل له فيهما النظم الجيد، انتهت إليه الرياسة في فني الموسيقى والألحان؛ وصنف فيهما مع الديانة وكثرة العبادة والعفة سيما عما ترمي الأعاجم به محباً في الصحابة متبعاً للسنة سليم الباطن إلى الغاية قل أن يكون في أبناء جنسه مثله ولرقصه في السماع خفر ولأخيه ابراهيم الرياسة فيه؛ ولم نر بعدهما من يدانيهما في الموسيقى والرقص وعمل الأوقات وجمع الفقراء ومعرفة آدابهم فإنه كان لهذا نيف على خمسين سنة يجلس على سجادة المشيخة بعد إذن الأكابر له في ذلك كما شوهد بخطوطهم. أفاده يوسف بن تغري بردى، وبالغ في اطرائه عفا الله عنه.
650 - حيدر بن يونس ويعرف بابن العسكري أحد الفرسان الشجعان. مات في شوال سنة إحدى بدمشق بطالا؛ وقد شاخ وولي إمرة سنجار للأشرف شعبان. قاله شيخنا في أنبائه.
651 - حيدر برهان الدين مدرس القزارية بشيراز. ممن أخذ عن التفتازاني قال الطاووسي أجاز لي في سنة إحدى.
حيدر العجمي شيخ قبة النصر. مضى في ابن أحمد بن ابراهيم قريباً.
652 - حيران بن أحمد بن ابراهيم العجمي أخو ابراهيم وحيدر. قدم معه القاهرة في سنة أربع وعشرين كما سبق فيه.

حرف الخاء المعجمة


653 - خاصة بن برة الحسيني الكجراني المدعو دستور خان لكونه وزير محمود شاه بن محمد بن أحمد بن محمد بن مظفر صاحب كجرات الاقليم الذي منه بندركهنايت كأسلافه؛ كان ممن اختص بأحمد شاه جده بحيث كان معتمد خزائنه وذخائره تحت يده وختمه لوثوقه به ثم اقتدى به ولده ثم حفيده صاحب الترجمة بل استقر به وزيره مضافاً لذلك مع التفويض له لنحو نصف مملكته المسمى بينهم بالشق، وذلك من بلد بلودره إلى رأس حد الركن الذي منه كلبرجة، فحمد في هذا كله وقرب الصلحاء والفقهاء والعلماء وأهل القرآن خصوصاً الغرباء سيما أبناء العرب وتزايد إكرامه لهم وللوافدين عليه مع تحاميه عن المنكرات وملازمته للقيام والتلاوة بحيث يأتي على الختم في أسبوع مع جماعة رتبهم برواتب مقررة ودام مدة تخلها صرفه بأحمد المدعو خداوندخان عن الوزارة خاصة حتى انه حين حبسه وتأمين سراح الملك عليه كان يجىء وهو في قيوده لفتح الخزانة هذا مع زعم خصمه تقصيره بها ولكنه لم يثبت ذلك عند سلطانه ثم أفرج عنه وحبس خصمه عوضه لظهور خيانته، واستمر هذا منفصلاً عن الوزارة حتى مات، وقد قارب السبعين في ربيع الآخر سنة ست وتسعين بعد توعك يسير ودفن في وسط جامعه الذي أنشأه بأحمد اباد وكثر تأسلهم عليه. ذكره لي الفخر أبو بكر السلمي المكي وكتب لي ترجمته مطولة وأثنى عليه جداً وأنه صرفه عن اعتقاد ابن عربي بعد اعتقاده كأهل تلك النواحي فيه وقراءة كتبه بالمساجد قال ولم يخلف هناك مثله وانه استقر بعده في الخزائن ابنه أحمد ولقب مجد الملك رحمه الله.
654 - خاطر بن علي بن ربيعة بن وحشي بن خليفة بن عمرو السرميني الشافعي خطيب قريبة الحراجة من غربيات حلب. ولد في المحرم سنة أربع وثمانين وسبعمائة بسرمين واشتغل في الفقه والنحو على العز الحاضري ووصفه النجم بن فهد في معجمه بالذكاء والخير والديانة والكرم وتمام المروءة قال وله نظم حسن جيد مع إلمام بعلم العروض انتهى، وكتب عنه. مات سنة اثنتي عشرة فإن صح فلعله بعد مولد النجم ويكون قد أجازه فيها.

من اسمه خالد

655 - خالد بن أحمد الرهينة صاحب الجب - بضم الجيم وتشديد الموحدة واد على يومين من جازان بينها وبين حلي - شريف كانت عنده شهامة وشجاعة فتغلب وتصلب، ومات حريقاً في سنة أربع وستين وظهر بذلك آية من آيات الله فإن الجب كان أولاً في حكمه فتغلب عليه ابن عمه طير وأخرجه منه فبعد مدة توجه إليه خالد وأحرق القرية فاحترق ابن عمه طير بدون قصد من خالد فقدر الله احتراق خالد وهو حي؛ بل قيل إنه أحاطت به النار وهو على فرسه فلم يجد مجالاً فهلك عفا الله عنه.
656 - خالد بن أيوب بن خالد الزين المنوفي ثم القاهري الأزهري الشافعي والد الشمس محمد والصلاح أحمد. ولد بعد القرن بيسير بأبي المشط من جزيرة بني نصر الداخلة في أعمال منوف وانتقل منها لمنوف فقرأ القرآن والعمدة عند الخطيب جمال الدين يوسف والد زين الصالحين وأخيه شرف الدين، ثم قدم القاهرة فقطن جامع الأزهر وحفظ فيه المنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض على الولي العراقي وغيره واشتغل بالفقه على الشمس بن النصار المقدسي نزيل القطبية، وكذا أخذ عن الشمس البرماوي في الفقه وغيره، وحضر تقسيم التنبيه عند التلواني ولازم القاياتي حتى كان جل انتفاعه به وقرأ على التقي الشمني القطب شرح الشمسية في المنطق والمختصر في المعاني والبيان، وسمع على الشمس الشامي الحنبلي بقراءة الكلوتاتي في سنة سبع عشرة بعض المقنع لابن قدامة، وتصدى لنفع الطلبة فأخذ عنه جماعة، وحج وولي مشيخة سعيد السعداء بعد ابن حسان بعناية الشرف الأنصاري وصار كل من واقفها وشيخها وخادمها ابن أيوب وهي اتفاقية حسنة، وكان خيراً متواضعاً كثير التلاوة والعبادة ملازماً للصمت مع الفضل والمشاركة في فنون والغالب علي الصلاح والخير وكنت ممن أحبه في الله. مات في ثاني شوال سنة سبعين ودفن بتربة طشتمر حمص أخضر، ونعم الرجل كان رحمه الله ونفعنا به.
657 - خالد بن جامع بن خالد الزين البساطي ثم القاهري ابن عم القاضي شمس الدين المالكي. ذكره شيخنا الزين رضوان وقال انه سمع على الشهاب الجوهري السنن لابن ماجه بفوت وأنه سمع على الجمال الحنبلي بعض ثمانيات النجيب وأرشد الطلبة إليه وأظن البقاعي ممن لقيه. مات قريب الأربعين ظناً.
658 - خالد بن حمزة بن الاسل. مات سنة إحدى وثلاثين.
659 - خالد بن سليمان بن داود بن عياد - بالتحتانية - المنهلي الأزهري أخو عبد الرحمن الآتي وهو الأكبر بل هو الذي كفله بعد موت أبيهما. وكان مقيماً برواق ابن معمر من جامع الأزهر خيراً صالحاً، مات قبل أخيه بكثير.
660 - خالد بن عبد العال بن خالد السفطي أحد أصحاب الشيخ محمد الغمري كان خيراً مديماً للتلاوة والذكر مرجعاً لفقراء ناحيته حضر عندي يسيراً، ومات في ربيع الثاني سنة خمس وثمانين وأظنه قارب السبعين رحمه الله.
661 - خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن أحمد الجرجي الأزهري الشافعي النحوي ويعرف بالوقاد. ولد تقريباً سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بجرجة من الصعيد وتحول وهو طفل مع أبويه إلى القاهرة فقرأ القرآن والعمدة ومختصر أبي شجاع وتحول إلى الأزهر فقرأ فيه المنهاج وقرأ في العربية على يعيش المغربي نزيل سطحه وداود المالكي والسنهوري وعنه أخذ ابن الحاجب المصري والعضد ولازم الأمين الاقصرائي في العضد وحاشيته والتقي الحصني في المعاني والبيان والمنطق والأصول والصرف والعربية؛ وكذا أخذ قليلاً عن الشمني وداوم تقسيم العبادي سنين، وكذا المقسي بل والمناوي وقرأ على الجوجري وإبراهيم العجلوني والزين الأبناسي وأخذ الفرائض والحساب عن السيد على تلميذ ابن المجدي واليسير عن الشهاب السجيني، والزين المارداني، وسمع مني يسراً، وبرع في العربية وشارك في غريها، وأقرأ الطلبة؛ ولازم تغري بردى القادري فقرره في المسجد الذي بناه الدوادار بخان الخليلي ومشى حاله به وبغيره قليلاً وتنزل في سعيد السعداء وغيرها، وشرح الجرومية وغيرها وكتب على التوضيح لابن هشام، وهو انسان خير رأيت كراسة بخط الحليبي انتقده فيها وقرضها له الكافياجي وغيره.
662 - خالد بن قاسم بن محمد بن يوسف بن خالد بن فائد بن أبي بكر بن محمد ابن فائد الزين أبو البقاء الشيباني الواني ثم العاجلي الحلبي، وعاجل قرية من قراها الحنبلي؛ ولد في مستهل رمضان سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، وقدم حلب في سنة اثنتين وثمانين فسمع بها من أحمد بن عبد العزيز بن المرحل أربعي الفراوي وثلاثيات عبد وموافقاته؛ وكذا سمع من أبي بكر بن محمد بن يوسف الحراني، وكان قد لازم القاضي شمس الدين بن فياض وولده أحمد، وأخذ عن الشمس ابن اليانونية ببعلبك، وأحب مقالة ابن تيمية، وكان من رءوس القائمين مع أحمد بن البرهان على الظاهر فأحضره في جملتهم إلى القاهرة مقيداً في سنة ثمان وثمانين فمرت به معه تلك المحنة الشنيعة، ويقال إن سببها غفلته وقلة يقظته، ولما قدمها سمع بها على التنوخي وعزيز الدين المليجي والمجد إسماعيل الحنفي وغيرهم؛ ولم يزل بها حتى استوطن رباط الآثار عدة سنين ونزله المؤيد حنابلة مدرسته وغلب عليه حب المطالب ولم يظفر منه بطائل. مات بالرباط المذكور في يوم الأربعاء سادس عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ودفن بالقرافة، وهو آخر القائمين مع ابن البرهان موتاً، وقد حدث سمع منه الفضلاء كالزين رضوان وابن موسى والابي؛ وذكره شيخنا في معجمه. وأرخه في أنبائه بثالث ذي الحجة، وذكره المقريزي في عقوده ونسبه خالد بن محمد بن قاسم بن يوسف بن خالد بن فائد إلى آخره وأرخه كالأول، وقال كان ديناً فاضلاً جميل المحاضرة رحمه الله.
663 - خالد بن محمد بن خالد بن أحمد بن زيد بن شداد زين الدين بن الشمس ابن زين الدين القاهري والد أبي الفوز محمد ويعرف بابن زين الدين. سلك مسلك أبيه في التكسب بالشهادة بحانوت المالكية داخل باب الشعرية وخطب بجامع معروف بهم، وحج في سنة سبعين وصحب ابن الاهناسي ومسه بسببه بعض المكروه وكانت فيه همة ورغبة في الخير في الجملة. مات وقد جاز الستين بقليل في ذي القعدة سنة أربع وثمانين وصلى عليه من الغد برحبة مصلى باب النصر، ودفن بتربة هذه جوار تربة الأسنوي سامحه الله وإيانا.
664 - خالد بن يحيى المغربي كاتب الوزير اللباني، كان صالحاً عالماً له نظم ورواية أعرض عن الكتابة للوزير ولزم المسجد حتى مات في سنة تسع وستين. ترجمه لي بعض أصحابنا المغاربة.
 
665 - خالد المغربي المالكي. جاور بمكة كثيراً من سنين كثيرة، وكان في أثنائها يقيم أشهراً بوادي ليه بقرية هناك ويحج غالب السنين وربما زار غير مرة. وله حظ من العلم والعبادة والخير وحسن السمت وللناس فيه اعتقاد حسن. مات في أوائل سبع عشرة ودفن بالمعلاة وهو في سن الكهولة فيما أحسب قاله الفاسي.
666 - خالد المقدسي نائب إمام الحنابلة بمكة. مات في طاعون سنة ثلاث وسبعين بالقاهرة، قاله ابن فهد.
667 - خالص أبو الصفا الرومي الهندي الكافوري - نسبة لكافور - مولى الولوي بن قاسم وقد يقال لصاحب الترجمة القاسمي المحلاوي الطواشي أحد خدام المسجد النبوي. ممن حضر عندي في إقامتي بها بل قرأ علي في أربعي النووي والبردة وسمع مني جل القول البديع وأشياء وكتبت له إجازة أثبت بعضها في تاريخ المدينة.
668 - خالص التكروري. أصله من خدام جرباش قاشق ثم ترقى للخدمة عند الظاهر جقمق إلى أن عمله الاشرف إينال من رؤس النوب وصار أحد مقدمي الأطباق ثم استقر به الظاهر خشقدم في نيابة التقدمة حين انتقال مثقال الحبشي منها للتقدمة ثم الاشرف قايتباي في التقدمة بعد نفي مثقال المشار إليه، ويذكر بلين ورفق وتواضع وبغير ذلك وفي أيامه انتقم من ابن الحجاج لافتئاته في أوقاف السابقية وازدرائه لمستحقيها وما ربك بظلام للعبيد وقد خلفه من يقاربه فلله الامر.
669 - خالص النووي الطنبذي أحد مقدمي الطباق. مات في مستهل ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين. خاير بك في خير بك.
670 - خجا بردى صاحب الزاوية التي بالقرب من مضارب الخام من الرملة، شركسي حنفي ممن اختص بالشيخ إينال أحد المعتقدين مع صحبة غيره من الصالحين، ومات عن نحو الثمانين في سادس عشري ذي القعدة سنة إحدى وثمانين قاله لي حفيده يونس بن محمد الآتي.
خربندا في خذابنده وانه محمد بن أرغون بن ايغا يأتي.
خرز وقيل بالسين بدل الزاي الشامي. هو ابراهيم بن عبد الله مضى.
671 - خرص بن علي الفلح، جرده ابن فهد هكذا.
672 - خروف المجذوب المعتقد.
خسرو نائب الشام. كذا سماه العيني وصوابه قصروه وسيأتي في القاف.
673 - خشرم بن دوغان بن جعفر بن هبة بن جماز بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني أخو حديرة الماضي، قتل في سنة اثنتين وثلاثين كما ذكره شيخنا في عجلان بن نعير من أنبائه وأظنه المذكور في نابت بن نعير.
674 - خشرم بن مجاد بن ثابت، مات سنة إحدى وثلاثين.
675 - خشرم الحسني. مات في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة بصوب اليمن وحمل لمكة فدفن بمعلاتها؛ قاله ابن فهد.
676 - خشقدم الارنبغاوي. أصله لارنبغا نائب قلعة صفد ثم اتصل بخدمة نائب الشام قانباي الحمزاوي وصار دواداره فلما مات استقر في حجوبية طرابلس بمال كثير ولم يلبث أن مات في جمادى الأولى سنة أربع وستين.
677 - خشقدم الرومي اليشبكي يشبك الشعبان الاتابكي. أصله لنائب الشام تغرى بردى البشبغاوي الظاهري؛ فقدمه للظاهر برقوق فأنعم به على مملوكه فارس حاجب الحجاب واشتراه يشبك من تركته فلما قتل عاد له فلما مات صار جمداراً عند المؤيد ثم ناب بعده في تقدمة المماليك ثم نقله الاشرف إلى التقدمة نفسها في سنة ثلاث وثلاثين ثم قبض عليه الظاهر وسجنه باسكندرية لممالأته مع العزيز ثم أطلقه ورسم له بالاقامة بالمدينة النبوية ثم أذن له بالرجوع إلى القاهرة حتى مات في شوال سنة ست وخمسين وقد ناف على السبعين وهو صاحب الدار التي بقنطرة طقز دمر والتربة التي دفن فيا بالصحراء بالقرب من تربة أستاذه يشبك، وكان جسيماً طوالاً جميلاً مترفعاً مع نقصه فيما قبل.
678 - خشقدم الزيني يحيى الاستادار أحد الكشاف. وسط في ذي الحجة سنة تسع وسبعين مع تكرر الشفاعة فيه بدون سبب ظاهر.
679 - خشقدم السودوني من عبد الرحمن ناب بالقدس أيام الظاهر جقمق مراراً أضيف إليه في الثانية كشف الرملة ونابلس؛ ومات به في المرة الثالثة في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين، واستقر بعده قراجا العمري الناصري؛ وكان صاحب الترجمة مشهوراً بالشجاعة عفا الله عنه.
 
680 - خشقدم الظاهري برقوق الخصني. تنقل إلى أن صار خازنداراً في الأيام الاشرفية ثم صرف عنها واستقر زماماً حتى مات؛ وخلف مالاً جزيلاً يقارب فيما يقيم مائة ألف دينار منه غلال مخزونة قومت بستة عشر ألف دينار وصار للسلطان من تركته مال كثير. مرض بالقولنج في أوائل سنة تسع وثلاثين وتعافى ثم انتكس مراراً إلى أن مات في جمادى الأولى منا ودفن بالقرب من مشهد الليث من القرافة الصغرى وهو في عشر السبعين؛ واستقر جوهر اللالا بعده زماماً. قال شيخنا في أنبائه: وكان شهماً يحب الصدقة وفيه عصبية مع سوء خلق إلى الغاية؛ وقد أنشأ مكاناً بالقرب من الاخفافيين ليجعله مدرسة وابتدأ ببناء صهريج ثم بعمل سبيل لسقي الماء وانتهيا في مدة ضعفه، وأهين الشمس الرازي الحنفي من جهة السلطان لكونه أثبت وقفية داره في مرض موته، وقال العيني لم يسكن مشكور السيرة، وقال غيره إنه صاحب الخانقاه الزمامية بمكة وعدة عمائر وأنه حج أمير الركب الأول سنة أربع وثلاثين صحبة خوند جلبان زوجة الأشرف وأم العزيز ولم يتمكن الزيني عبد الباسط من استبداده بالتكلم بعد تفاحشهما وانتصاف خشقدم بحيث خضع الآخر إلى أن عاد، قال وكان طوالاً رقيقاً غير مليح الوجه شرس الاخلاق سفيه اللسان بخيلاً محباً لجمع المال قوي الحرمة ذا سطوة وجبروت استغاث له بعض من ظلمه برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الله يشق عينيك يا ملعون فما مضت إلا أيام ورمد بحيث أشرف على العمى وانشقت عيناه وضعف بصره حتى مات. وهو صاحب الدار التي تعرف الآن بالاتابك أزبك بالقرب من جامع المغربي بجوار قنطرة الموسكي والذي كان للشمس النشاي مختصاً به.
681 - خشقدم الظاهر أبو سعيد الرومي الناصر نسبة لتاجره المؤيدي. اشتراه المؤيد وهو ابن عشر تخميناً ثم أعتقه بعد مدة وصار من المماليك السلطانية ثم في دولة ابنه المظفر خاصكياً ثم في دولة الظاهر ساقياً ثم تأمر عشرة وصار من رءوس النوب ثم مقدماً بدمشق ثم رجع إلى القاهرة على الحجوبية الكبرى ببذل فيما قيل على يد أبي الخير النحاس وغيره في سنة أربع وخمسين ثم نقله الأشرف إينال في أوائل أيامه لامرة سلاح ثم ابنه للاتابكية إلى أن بويع بالسلطنة في يوم الأحد تاسع عشر رمضان سنة خمس وستين ولقب بالظاهر ولم يزل يتودد ويتهدد ويعد ويبعد ويصافي وينافي ويراشي ويماشي حتى رسخ قدمه ونالته السعادة الدنيوية مع مزيد الشره في جمع المال على أبي وجه لاسيما بعد تمكنه بحيث اقتنى من كل شيء أحسنه وأنشأ مدرسة بالصحراء بالقرب من قبة النصر وتربة وكثرت مماليكه الذين غطوا ما لعله اشتمل عليه من المحاسن، وعظم وضخم وهابته ملوك الأقطار فمن دونهم وانقطع معاندوه، إلى أن مرض في أوائل المحرم ولزم الفراش حتى مات بعد ظهر يوم السبت عاشر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وقد ناهز خمساً وستين وصلى عليه بباب القلة بحضرة الخليفة فمن دونه ثم دفن بعد عصر يومه بالقبة التي أنشأها بمدرسته؛ وكان عاقلاً مهاباً عارفاً صبوراً بشوشاً مدبراً متجملاً في شئونه كلها حشماً مليحاً رشقاً عارفاً بأنواع الملاعب كالرمح والكرة وسوق الخيل مكرماً للعلماء والفقراء معتقداً فيمن ينسب إلى الخير وربما كان يقرأ في القرآن على التاج السكندري وغيره واستدعى بي في مرض موته فقرأت له الشفا في ليلة فاتحته وخاتمته بحضرته وتأدب كثيراً وأنعم بما قسمه الله؛ وله فهم وذوق بحيث يلم ببعض ما يتكلمه الفقهاء عنده، ومحاسنه كثيرة مع مساوىء لا حاجة لذكرها رحمه الله وعفا عنه.
 
682 - خشقدم الظاهري جقمق الرومي اللالا ويقال له أيضاً الاحمدي لتاجره. لم ينتقل في أيام أستاذه عن كون لالة ولده؛ ثم لم ينتقل عند ولده لكراهته فيه ثم صار بعد ذلك أحد السقاة ثم في أيام الاشرف قايتباي رأس نوبة السقاة وشاد السواقي ورأس نوبة الجمدارية وترقى حتى عمل وزيراً بمشارفة قاسم شغيتة في نظر الدولة مضافاً للوظائف المشار إليها؛ فدام بها إلى أن استقر خازنداراً زماماً بعد موت جوهر شراقطلي في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين مضافاً للوزر وشد السواقي منفصلاً عما عداهما فظلم وعسف وذكر بكل سوء وأهين مرة بعد أخرى وتكررت إهانة الاشرف له وتمقته إياه ومصادرته مما هو مستحق لأضعافه لفجوره واقدامه ونمى الوزر في أيامه؛ وكان يحمل المتوفر مع محاربات بينه وبين قاسم إلى أن تغير عن نظر الدولة بموفق الدين ثم أعيد قاسم ولم يلبث أن انفصل صاحب الترجمة عن الوزر وتأمر على الحج في سنة سافر السلطان حتى انه كان إذا شكا له أحد يرسله إليه، وقبل ذلك سافر للحج مرة ثم أخرى منضماً لخوند الاحمدية بحيث أنه جيء بالأمر بنفيه إلى المدينة النبوية فلم توافق على ذلك وربما كان يتلو القرآن ويصلي في الليل ويستعمل بعض الأوراد ويبكي وعمل أحد قاعاته بالقرب من درب الرملة جامعاً تقام فيه الجمعة والجماعات وجدد زاوية قطاي تحت القلعة وبنى بها بيوتاً ونحوها، وحفر هناك بئراً تكلف بنقرها في الحجر؛ واستمر على الزمامية والخازندارية إلى أن رسم عليه لما أظهر عجزه عنه وكاد يضربه؛ وهو غير منفك عن فجوره حتى إنه قال له فيما قل أغضبت الله وما أرضيتك، وأرسله مع ابن عمر شيخ هوارية ليرسله إلى سواكن فكانت منيته بسواكن في شوال سنة أربع وتسعين ذليلاً مهاناً، وأظنه بلغ السبعين إن لم يكن جازها، وكان يقال قبيل انفصاله بنحو سنة إن له في القلعة أربعاً وخمسين سنة رحم الله المسلمين.
683 - خشقدم الميقاتي. قال ابن عزم صاحبنا.
684 - خشكلدي البيسقي تأمر عشرة وباشر وهو كذلك الحسبة في أيام الظاهر خشقدم ثم عمل شاد الشر بخاناة في آخر أيامه عوضاً عن نانق المحمدي ثم رأس نوبة النوب.
685 - خشكلدي الدواداري الملكي الظاهري. أثبته الفتحي فيمن سمع من مسند الدارمي بقراءته على شيخنا.
686 - خشكلدي الزيني عبد الرحمن بن الكويز. رباه سيده صغيراً ثم أعتقه وعلمه القرآن واشتغل يسيراً ولازم الخازندار جوهر القنقباي فرقاه حتى عمله خازنداراً ثم من جملة الدوادارية الصغار ثم سعى في دوادارية السلطان بدمشق ثم انفصل عنها ثم أنعم عليه بأمرة طبلخاناه فيها حتى مات بها في ذي الحجة سنة إحدى وستين عفا الله عنه.
687 - خشكلدي العلمي. قرأ الصحيح أو بعضه على شيخنا كما رأيته في البلاغات بخطه بنسخة بالمؤيدية ووصفه بالأمير.
688 - خشكلدي الكوجكي أحد مقدمي طرابلس. مات بها في أواخر رمضان سنة خمس وستين وكانت له شهرة وفيه مكارم ومروءة وناب مرة بحمص.
689 خشكلدي من سيدي بك الناصري فرج، ويعرف بالجقمقي جقمق الارغونشاوي لكونه خدم عنده بعد أستاذه ثم اتصل بالاشرف وصار خاصكياً ثم رأس نوبة الجمدارية ثم امرة عشرة وصيره من رؤس النوب وانضم بعده في حرب ولده العزيز فقبض عليه الظاهر وحبسه ثم أرسله إلى حلب بطالاً حتى مات بعد سنة خمس وأربعين تقريباً، وكان ساكناً عاقلاً متواضعاً مسرفاً على نفسه سامحه الله.
690 - خشكلدي الناصري فرج أحد أمراء العشرات ورءوس النوب في الايام الظاهرية جقمق ويعرف بالبهلوان. مات بالقاهرة في حدود الخمسين تقريباً.
691 - خشكلدي اليشبكي يشبك بن ازدمر ويعرف بدرت قلق يعني بأربعة آذان. ترقى بعد سيده حتى صار خاصكياً في أيام الاشرف برسباي بل ندبه غير مرة لمهماته ثم ولاه نيابة قلعة صفد إلى أن نقله الظاهر إلى دواداريته بحلب وأنعم عليه بتقدمة بها حتى مات في سني خمس وأربعين، وكان مليح الشكل حلو العبارة مع تواضع وسكون.
692 - خشكلدي نائب المشيخة بالمدينة النبوية. أصيب في الحريق الكائن بها في رمضان سنة ست وثمانين.
 
693 - خضر بك بن القاضي جلال بن صدر الدين بن حاجي إبراهيم العلامة خير الدين الرومي الحنفي. أحد علماء الروم ومدرسيهم وأعيانهم. ولد في مستهل ربيع الأول سنة عشر وثمانمائة، ونشأ بمدينة بورسا فتفقه بالبرهان حيدر الخافي والفناري وقرا يعقوب القرماني وغيرهم وبرع في النحو والصرف والمعاني والبين وغيرها وصنف وجمع وأفاد ودرس؛ ومن تصانيفه حواشي على حاشية الكشاف وللتفتازاني وأرجوزة في العروض وأخرى في العقائد وولي تدريس الجامع الكبير بأذرنة ومدرسة السلطان مراد؛ وقدم مكة في سنة تسع وخمسين فلقيه ابن عزم المغربي وأفادنيه وقال انه مات سنة ستين.
694 - خضر بن إبراهيم بن يحيى خير الدين بن برهان الدين الروكي نزيل القاهرة؛ كان من كبار التجار كأبيه. مات مطعوناً في ذي الحجة سنة عشرين. قاله شيخنا في أنبائه، وذكره الفاسي في مكة فقال الرومي التاجر الكازمي كان ذا ملاءة وافرة سكن مع أبيه عدن عدة سنين ثم انتقل إلى مكة وأحب الانقطاع بها، ومضى منها إلى مصر وعاد إليها بعد موت أبيه سنة إحدى عشرة واشترى بها ملكاً واستأجر وقفا ثم أعرض عن الاقامة بمكة لتعب لحقه بها من جهة الدولة وسكن القاهرة وبها مات في ثالث ذي القعدة، قال وكان ينطوي على دين وفيه سماح ومجموع مجاورته بمكة تزيد على خمسة أعوام.
695 - خضر بن أحمد بن عثمان بن جامع زين الدين العثماني القاهري. ذكر شيخنا في أنبائه فقال أصله من وكان يتجر في الزيت ثم في البر يجلبه ويبيعه، وأنجب ولده ابراهيم صاحبنا، وذكر أن مولده سنة تسع وأربعين وسبعمائة فبلغ التسعين فإنه مات في سنة ثمان وثلاثين. وكان عجز بأخرة. وانقطع فآواه ولده حتى مات رحمهما الله.
696 - خضر بن شماف أو شوماف الزين أبو الحياة النوروزي الخاصكي الملكي الظاهري أبوه القاهري الحنفي الآتي أبوه. ولد في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبويه فحفظ القرآن وغيره واشتغل على تنم الفقيه ولازمه في العربية والصرف والفقه وغير ذلك ثم نقله لشيخه ملا شيخ وكان حينئذ بالقاهرة فقرأ عليه الصرف وفي شرح الارشاد في النحو وفي شرح الدرر كلاهما من تأليفه وقرأ على العز عبد السلام البغدادي شرح المار في الأصول للاقصرائي وحمل عنه الشفا ما بين قراءة وسماع بقراءته له على الشرف بن الكويك، وكذا سمع عليه غيره وحضر عند ابن الهمام وسيف الدين، وقرأ على الشهاب بن العطار في البخاري وغيره بل سمع على شيخنا بجامع عمرو، وحج وزار بيت المقدس واستقر خازن الكتب بالصرغتمشية وصحب التاج بن المقسي وغيره وعرف بلطف العشرة والكياسة مع فضيلة وتفنن، وكان الدوادار يشبك من مهدي لمصاهرته لجانم دواداره يصغي إليه لمحبته له وبعده انجمع غالباً في خزانة الكتب المشار إليها، وفي مسكنه بالروضة وغيرهما؛ وأعرض عن تلك الأمور وتكرر جلوسي معه، واتفق انه خطبني مرة لرؤية كتب الخزانة وعرضها علي واحداً واحداً، وكان من جملتها فيما أظن كتاب البدائع للكاساني وأظهر تألماً لفقد مجلد منه؛ وفارقته فلم ألبث أن حضر إلى ناسخ كان يقرأ علي وشكى لي أن ناصر الدين النبرواي مات وله عنده أجرة نسخ وعنده مجلد كان يكتب منه وأخره رجاء التوصل به لأجرته فطلبته منه فكان المجلد المشار إليه فأمرته بالتوجه به لصاحب الترجمة ففعل وأنعم عليه بدينار فكان ذلك بحسن نيته فيما يظهر، ولم يزل على طريقته حتى انقطع متعللاً نحو سنة أو أكثر ثم مات في يوم الثلاثاء خامس رجب سنة خمس وتسعين بمنشية المهراني وصلى عليه من الغد ودفن رحمه الله واستقر بعده في الخزانة البرهاني الكركي.
خضر بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم. في محمد.
697 - خضر بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر ابن عبد الرحمن بن عبد الله أبو العباس الناشري. ولد سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة تقريباً، وأخذ عن والده القاضي موفق الدين وعمه وصار فقيهاً فاضلاً يتحدث بنوادر مستحسنة، ولي إمامة الواثقية بزبيد ونظر المؤيدية بتعز؛ ومات سنة سبع وعشرين.
 
698 - خضر بن محمد بن الخضر بن داود بن يعقوب بن أبي سعيد البهاء أبو الحياة بن الشمس أبي عبد الله بن أبي الحياة بن أبي سليمان الحلبي ثم القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف كأبيه بابن المصري. ولد بحلب سنة خمس وثمانين وسبعمائة ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل بالعلم وأخذ عن البرهان الحلبي وغيره وبالقاهرة عن البرهان البيجوري وطائفة وسمع الحديث بحلب على ابن صديق وابن ايدغمش والشريف الاسحقي وبالقاهرة على الشرف بن الكويك والجمال الحنبلي والشمس الشامي والولي العراقي وآخرين منهم والده والشمس البوصيري والشمس محمد بن علي البيجوري والشهاب البطائحي والسراج قاري الهداية. ومن مسموعاته البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وجل مسند أحمد أو جميعه والشفا والاستيعاب والسيرة لابن هشام وجل الشمائل للترمذي، وكان قدومه القاهرة مع والده وهو صغير فاستمر وحدث بها سمع منه الفضلاء حملت عنه أشياء، وكان خيراً متواضعاً طارحاً للتكلف مديماً للتلاوة والصيام والتهجد متين الديانة منور الشيبة طويل الروح حسن القراءة للصحيح وللسيرة اليعمرية كثير الادمان لقراءتهما ولذلك كثر استحضاره لجملة من المتون والغزوات، كتب الكثير بخطه، واستقر بعد موت والده في قراءة الحديث بالاشرفية الجديدة وقراءة السيرة بالجمالية وأم بالناصرية محل سكنه، وكان أحد صوفية الخانقاه السعدية كل ذلك مع مقاساة العيال والصبر على تجرع الفاقة حتى أداه ذلك إلى الكتابة في عمارة الأشرف اينال ليرتفق بذلك. مات في ذي القعدة سنة سبعين رحمه الله وإيانا.
699 - حضر بن محمد بن سمنطح بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي. أجاز له في سنة خمس وثمانمائة ابن صديق والعراقي والهيثمي والمراغي وابنة ابن عبد الهادي وغيرهم.
700 - خضر بن موسى بن خضر بن علي البحيري الأصل الجعفري ثم القاهري. رجل عشير فيه ظرف ومجون وطبع يزن به الشعر ممن خالط ابن عبد الرحمن صيرفي جدة وغيره كبني الجيعان وصار يتكلم عنهم في بعض جهات الأشرفية مع محافظة على الجماعة ومجالس الخير بحيث سمع على غالب السيرة النبوية وحج غير مرة، وقد أثكل ولداً له كان متوجها للخير فصبر.
701 - خضر بن ناصر الفراش. مات بمكة في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين.
702 - خضر زين الدين الاسرائيلي الزويلي الحكيم. كان يتعانى الطب وليس فيه بالماهر لكن تحرك له نوع سعد فراج عند الصاحب البدر حسن بن نصر الله ثم عند جماعة من أعيان الدولة تقليداً مع زعمه المشاركة حتى انه ينشد الاشعار ويذاكر بما هو غير منطبع فيه، ولا زال يداخل الناس إلى أن مرض الأشرف فصار يدخل مع ابن العفيف الأسلمي عليه في ملاطفته وانفق طول مرضه فظن أن ذلك لتقصيرهما وأمر عمر الشوبكي الوالي بتوسيط ابن العفيف وما تم كلامه حتى حضر خضر فأضافه إليه وراجعه الوالي مرة بعد أخرى وهو لا ينفك وصار خضر يقول عندي للسلطان ثلاثة آلاف دينار إن أبقاني فلم يفد ذلك وبقي يستغيث عمر حكيم يوسط ويكرر ذلك ويتمرغ حتى جازه السيف على أقبح وجه بخلاف ابن العفيف فإنه سلم نفسه فهانت مؤونته، وذلك في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين 703 - خضر الزين أو خير الدين الرومي نزيل القاهرة الحنفي. شيخ مسجد يعرف بكعب الأحبار ووالد البرهان الحنفي ممن كان الظاهر جقمق يكرمه ودرس وممن أخذ عنه الزين عبد الرحيم المنشاوي؛ وقال إنه مات ببيت المقدس بعد أيام الظاهر؛ وأثنى عليه وكذا قرأ عليه تغرى بردى بن أبي بكر.
704 - خضر الخادم بسعيد السعداء. تعصب معه تمراز نائب السلطنة في أيام الناصر فرج حتى صرف الشمس البلالي به عن مشيخة سعيد السعداء ثم بعد عشرة أيام صرف لمجيء الأمر بقبض تمراز؛ ورجعت المشيخة لصاحبها وعد ذلك من كراماته. وما رأيت من ترجمه فينظر.
 
705 - خضر الكردي الشافعي نزيل الشامية البرانية من دمشق. ممن يقرىء في العقليات لتقدمه فيها؛ وكذا يقرىء في الفقه مع انطراح نفس وتدين بحيث لا يدخل وقت صلاة وهو على غير وضوء ولا يبقى على شيء وأكثر أوقاته زائد الاملاق ولا يتحامى عن أماكن الخلق وقال لمن لامه عن ذلك أنا لم أعلم كلام العرب إلا من هذا الحلق، وكذب التقي بن قاضي عجلون صريحاً بحيث قطع معلومه من الشامية، وقال للبقاعي أنا كنت وأبوك بالبقاع وربما كان يتجاذب مع ضياء نزيل الشامية أيضاً وهذا أعلم الرجلين، وذاك أكثرهما احتراماً.
706 - خضير بالضم مصغر بن بحر العدواني مات بمكة في رجب سنة إحدى وأربعين.
707 - خضير بن مطيرق بن منصور بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر ابن مسعود العمري. ذكرهما ابن فهد فلم يزد.
708 - خطاب بن عمر الدنجيهي ثم القاهري الأزهري الشافعي المكتب. حفظ القرآن وجود الكتابة على يس الجلالي والشمس بن الحمصاني والجمال الهيتي ومن قبلهم علي ابن سعد الدين، وكتب بخطه زيادة على خمسين مصحفاً وصار أحد الكتاب ممن استكتبه يشبك الدوادار القاموس وغيره بل والسلطان في مصحف؛ وتنزل في كثير من الجهات، وكان كثير العيال ذا زوجات ثلاثة وأبواه وعمته وغيرهم في كفالته، ومن وظائفه التصدر للتكتيب بالجامع الأزبكي مع قراءة مصحف فيه وكذا قراءة البخاري وقراءة مصحف بتربة السلطان، وبلغني أنه كان يتعلق بالأدب ويشارك في العربية مع دين. مات في شوال سنة إحدى وتسعين عن نحو الأربعين.
709 - خطاب بن عمر بن مهنى بن يوسف بن يحيى الزيني الغزاوي بالتخفيف نسبة إلى القبيلة الشهيرة بعجلون وأبوه وجده من أمراء عرب تلك النواحي العجلوني ثم الدمشقي الشافعي الأشعري. ولد في رجب سنة تسع وثمانمائة بعجلون ونشأ بها فقرأ بعض القرآن ثم قتل أبوه فتحول مع أمه إلى أذرعات ثم إلى دمشق فأكمله بها وصلى به في سنة إحدى وعشرين بجامع بني أمية وحفظ التنبيه والمنها الأصلي وألفية النحو والشاطبية وبعض الطيبة لابن الجزري؛ وعرض على جماعة منهم البرهان بن خطيب عذراء والشمسان البرماوي والكفيري وبه وبالتقي بن قاضي شهبة والتاج بن بهادر وآخرين تفقه وأخذ العربية عن الشمس البيجوري والعلاء القابوني والأصول عن حسن الهندي والشرواني وتلا بالسبع إفراداً ثم جمعاً إلى أثناء البقرة على ابن الجزري وكذا جمع على غيره فلم يكمل أيضاً، وسمع على ابن الجزري والمحيوي المصري والشهاب بن الحبال وابن ناصر الدين وشيخنا وغيرهم، ودخل القاهرة في سنة ست وأربعين، وكتب عن شيخنا في الاملاء، وحضر دروس القاياتي وغيره؛ وتقدم في الفنون وبرع في الفضائل بوفور ذكائه، وجاور بمكة وأقرأ بها وكذا تصدى بدمشق للاقراء فانتفع به خلق وصار بعد البلاطنسي شيخ البلد بلاد مدافع، ودرس أيضاً في عدة أماكن وناب في الشامية البرانية عن النجم بن حجي بعد البدر بن قاضي شهبة واستقل بتدريس الركنية، كل ذلك مع طرح التكلف وحسن العشرة ولطف المحاضرة والمذاكرة بجملة مستكثرة من الأدب والنوادر بحيث لا تمل مجالسته وإجادة لعب الشطرنج والاسترواح به في بعض الأحايين ورمى النشاب، والصدع بالحق والمخاشنة فيه والقيام مع الغرباء خصوصاً أهل الحرمين ووفور المحاسن، لقيته بدمشق وكتبت عنه ما كتبه عنه شيخنا حيث أنشده إياهما:

ليس المسمى الاسم عندي فكـذا

 

حققه الحفاظ من أهل النـظـر

وشاهدي ظرف ولطف طبـعـا

 

في شيخ الاسلام الإمام ابن حجر

وكتبت عنه غير ذلك مما أودعته في معجمي، ولم يزل على جلالته حتى مات في رمضان سنة ثمان وسبعين؛ وصلى عليه بجامع بني أمية وكان يوماً مطيراً ومع ذلك فكان مشهده حافلاً وفدن بالروضة خلف باب المصلى ولم يخلف بعده هناك مثله في كثرة التفنن وجمع المحاسن رحمه الله وإيانا.
710 - خلف الله بن سعيد الطرابلسي المغربي القائدي. مات سنة بضع وأربعين.
711 - خلف بن أبي بكر بن أحمد الزين النحريري المصري المالكي نزيل المدينة النبوية. ولد تقريباً سنة أربع وأربعين وسبعمائة وبحث على الشيخ خليل بعض مختصره وفي شرح ابن الحاجب وبرع في الفقه وناب في الحكم وأفتى ودرس وسمع من القلانسي الموطأ لأبي مصعب بفوت، ثم توجه إلى المدينة فجاور بها معنياً بالتدريس والتحديث والافادة والانجماع والعبادة. وحدت سمع منه الفضلاء وقرأ عليه أبو الفتح بن صالح البخاري في سنة عشر وثمانمائة ووصفه بالعلامة وعبد الرحمن بن أحمد النفطي وكذا التقي بن فهد في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة بالمدينة قرأ عليه جزءاً فيه ثلاثة عشر حديثاً موافقات من الموطأ المذكور وعرض عليه الشمس محمد بن عبد العزيز الكازروني في سنة أربع عشرة، وأجاز لخلق منهم التقي الشمني وآخرون بعضهم في الاحياء، وله أجوبة عن مسائل عند صاحبنا النجم بن فهد. مات في صفر سنة ثمان عشرة بالمدينة.
712 - خلف بن حسن بن عبد الله الطوخي القاهري والد عمر الآتي. قال شيخنا في أنبائه: كان كثير التلاوة ملازماً لداره والخلق يهرعون إليه وشفاعاته مقبولة عند السلطان ومن دونه وهو أحد المعتقدين بمصر؛ زاد غيره واشتهر ذكره في أيام الظاهر برقوق لتردد سودون النائب إليه؛ وكذا كان البدر محمد ابن فضل الله كاتب السر يأتيه عن السلطان فضخم أمره لذلك وبعد صيته وقصده الناس في حوائجهم. مات كما لشيخنا في تاسع عشر ربيع الآخر، وقال غيره في يوم الاثنين عشري ربيع الأول سنة إحدى، وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
713 - خلف بن حسن بن مهيوف بن ناصر بن مقدم القحطاني ملك البحار القائم بدولة الشهاب أبي المغازي أحمد متملك كلبرجة من الهند. ولد في حدود سنة تسعين وسبعمائة. ذكره المقريزي في عقوده مطولاً وبالغ في الثناء عليه وإنه كان جواداً يحب العلماء والأشراف والفقراء ويواسيهم أعظم مواساة حتى بالارسال لمن يعلمه منهم بالأماكن النائية سيما أشراف بني حسن ولذلك لم يزل مظفراً بحيث انه ما توجه لأمر إلا وظفر به مع صيانته ومنعه الفواحش. قال وبالجملة فهو أحد أفراد العالم في زماننا لما اشتمل عليه من الدين والورع والكرم والشجاعة ونفوذ الكلمة ووفور الحرمة وبسط اليد في الدول بحيث إنه لما مات سلطانه الشهاب أوص
ɉ به ابنɇ أبا المظفر شاه أحمد وقال إن أردتم قيام ملككم فلا تغيروا على الملك خلف فامتثل وصيته، وصار له من المكانة المكينة ما لم يزل له وأقامه فيمȧ أقامه فيه أبوه وأنشد من نظمه في قصيدة:

وإن زار داري زائر زار داره

 

دنانير تبرٍ خلفها الخز يحمـل

ولم يؤرخ وفاته لأنه إنما تقل بعده بزمن وكان ممدحاً مقصوداً بذلك من شعراء مكة وغيرهم 714 - خلف بن عبد المعطي صلاح الدين المصري ناظر المواريث والحسبة. مات في ربيع الأول سنة إحدى. ذكره شيخنا في أنبائه.
715 - خلف بن علي بن محمد بن أحمد بن داود بن عيسى المغربي الأصل التروجي المولد السكندري الشافعي. ولد سنة ستين وسبعمائة تقريباً بتروجة قرية قرب اسكندرية ثم انتقل به خاله العلامة البرهان إبراهيم بن محمد بن أحمد الشافعي بعد موت والده لسكندرية فقطنها، وقرأ بها القرآن وأربعي النووي والحاوي والمنهاج كلاها في الفقه والاشارة في النحو للفاكهاني وألفية ابن ملك وبعض المنهاج الأصلي، وأخذ الفقه عن الشهاب أحمد بن إسماعيل الفرنوي وخاله البرهان والقاضي ناصر الدين محمد بن أحمد بن فوز والنجم محمد بن عبد الرحمن والشمس السنديوني والجمال محمود بن عثمان بن عبد المعطي ومحمد بن عبد الرحيم الرشيدي والنحو عن أبي القسم بن حسن بن يعقوب اليمني التونسي عرف بالطواب ولم ينتفع فيه بأحد انتفاعه بالعلامة البرهان إبراهيم بن محمد العقيلي الأندلسي، وحج مراراً أولها سنة تسع وثمانمائة وتردد إلى القاهرة وحضر دروس السراج البلقيني ومن المالكية ابن خلدون وابن الجلال والجمال الاقفهسي وأجازه ابن عرفه ومما قرأه على شيخه الفرنوي الأربعين النووية، وسمع عليه كتاب المنتخب في فروع الشافعية وأجازه؛ وذكر عنه أنه قال لخصت في جنايات الحاوي عشرة آلاف مسئلة قال وله المرتب في الحديث والرد على الجهمية وفضائل اسكندرية، وأخبر السراج عمر بن يوسف البسلقوني وهو ثقة أنه أجاز له باستدعائه البلقيني وابن الملقن والعراقي والصدر المناوي وقال هو إنه سمع على ابن الملقن جميع الموطأ حين قدومه عليهم سكندرية وإنه سمع الشفا في مجلس بقراءة البدر بن الدماميني والبخاري ومسلماً على التاج بن الريفي القاضي كلاهما بقراءة التاج بن فوز، وصار شيخ الشافعية بل والمالكية بالثغر بغير منازع؛ وحكى أنه عرضت عليه ولايات ومناصب فأباها مع كونه يرتزق من كسب يده. قاله البقاعي وقد لقيه باسكندرية فقرأ عليه بعض الأجزاء، وقال إنه بح بحضرته مع السراج البسلقوني المذكور في مسئلة كان الحق معه فيها فترك المراء وأظهر أن الحق مع الخصم وأنشد إذا قالت حذام البيت. مات باسكندرية في العشر الأوسط من رجب سنة أربع وأربعين رحمه الله وإيانا.
716 - خلف بن محمد بن سليمان بن أحمد الأيوبي العادل صاحب حصن كيفا. وثب على ابن عمه وابن أخته الكامل أحمد بن خليل الماضي ليلاً ومعه أربعون رجلاً بحيث فر الكامل إلى قلعة أرغيس من معاملة الحصن ودام في المملكة سبع سنين إلى أن هجم عليه زين العابدين وأيوب وعبد الرحمن بنو عمه على بن محمود ابن العادل سليمان فقتلوه في الحمام وبادروا مسرعين لولده هرون وهو بالديوان فقتلوه وملكوا أولهم ولقب بالصالح فلم تنقض السنة حتى انتزعه منهم لاختلافهم الأمير حسن بك بن علي بك بن قرايلوك عثمان صاحب آمد في ذي القعدة سنة ست وستين وقتلهم صبراً بين يديه، وهذا ابن بضع وخمسين سنة، بل استولى حسن بك على عدة قلاع من ديار بكر وانقطعت بذلك مملكة بني أيوب للحصن وكانوا ملوكها من أول ملك بني أيوب لمصر فسبحان الفعال لما يريد، وكان العادل بطلاً شجاعاً مقداماً ذا بطش وقوة وله نظم ليس بذاك وإليه الاشارة بقول الصدر ابن البارزي مما كتب به إليه صدر كتاب:

قالوا بموت الكامل الحصن وهت

 

وعزها قد حاد عنها وصـدف

فقلت إن كان مضى كامـلـهـا

 

فإن فيها خلفاً عن من سـلـف


717 - خلف بن محمد بن محمد بن علي الزين أبو محمد المشالي ثم الشيشيني القاهري الحنفي ثم الشافعي الشاذلي والد أبي النجا محمد الآتي. ولد بمشال من قرى الغربية ونشأ بها يتيماً فقرأ القرآن ثم جوده بالنحرارية على ابن زين؛ ثم قدم القاهرة ولازم الشيخ محمد الحنفي وصاحبه أبا العباس السرسي وبه انتفع في الفقه وأصوله والعربية وغيرها ومما أخذه عنه البديع في الأصول لابن الساعاتي بحثاً وأجازه به وبغيره، وكذا قرأ عليه شرحه للسراج الهندي وقرأ على البسطامي أصول الدين وعلى ابن الهمام أشياء من العقليات والنقليات ومنها المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة من تأليفه، وكتب له إجازة وصفه فيها بالأخ في الله الشيخ الأجل نفع الله به؛ وقال قراءة بحث وتحقيق فلقد أحسن الاستفادة والافادة وصادفت أهليته متقدمة على القراءة فوجبت إجازته بها بل وكل ما كان في معناها فأجزته بهذا الفن وبما أجزت به من أصول وعربية ومنقول ومعقول، والمسئول منه تذكرى بدعائه الصالح والله تعالى يديم النفع به إنه سميع قريب جواد مجيب، وبلغني أنه لما رام قراءة المسايرة عليه أشار ببحثه له أولاً مع أبي العباس السرسي ففعل؛ وكذا اجتمع بالقاياتي وسمع عليه وبشيخنا وقرض له فيما قيل بعض مناظيمه وهي كثيرة فاثنتان في أصول الدين وواحدة في علم الحديث وأخرى في السيرة النبوية وأخرى في أحوال الموت سماها المبشرة وأخرى في العربية وأخرى في فقه الحنفية وأخرى في شرح الكنز وأخرى في أصول الشافعية فم تكمل واحدة من الثلاثة وأخرى اسمها وجوه القرآن وشرحها وعمل رسالة في علم الكلام سماها السلسلة وشرحها وشرح الحكم لابن عطاء الله وغير ذلك كنظم التلخيص، ولقيته في زاوية القادرية بالقرافة فسمعت من لفظه أشياء لم أكتبها، وكان فاضلاً ممن يميل إلى ابن عربي وينظر في فتوحاته المكية وقام عليه أبو القاسم النويري بسبب ذلك كما بلغني، وفي الآخر استقر في مشيخة جامع ابن نصر الله بقوة وتصدى للاقراء والافتاء على مذهب الشافعي وحفظ المنهاج حينئذ في مدة يسيرة وكذا حفظ إذ ذاك المشارق للصغاني وتفسير الديريني المنظوم؛ كل هذا وقد ناف على السبعين واستمر بقوة حتى مات في يوم الخميس ثالث المحرم سنة أربع وسبعين ودفن داخل مقام أبي النجا فيها رحمه الله وعفا عنه. ورأيت له قصيدة تسمى زهر الكمام في شرح حال الوضوء والصلاة والصيام على مذهب الشافعي أرخ هو كتابته لها في ربيع الأول سنة عشرين وكذا رأيت بخطه المؤرخ كذلك له عقيدة أهل الحق وطريقة أهل الصدق من أهل السنة من الخلق قرضها له العلاء القطبي والد إبراهيم وأخيه؛ وعندي في ترجمته من معجمي من نظمه ألغاز نحوية. وترجمه ولده بأنه كان الغالب عليه التصوف ومطالعة كلام أهله والاكثار من نقله وأنه أخذ الطريق عن جماعة كان يشير من بينهم لمحمد الحنفي وكان محباً لجمع العامة على الذكر كثير السآمة من طول الاقامة في بلد فأقام بكل من القاهرة والبرلس واسكندرية ثم بالقاهرة مدة حتى كانت منيته بقوة وكان قدمها وهو شاب فبات بضريح أبي النجا فيها وصادف رجلاً صالحاً فتذاكر معه في علم الطريق بحيث طابا وسمع للتابوت قعقعة عجيبة؛ وانه لم يغتب أحداً مذ عقل أمره ولا مكن من ذلك بحضرته مع المداومة على التهجد حتى في البرد الشديد وبعد الشيخوخة وملازمة المطالعة وقلة الكلام وسعة الخاطر والتأني والمحبة في الخمول وعدم التأنق في معيشته وسائر أحواله رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
خلف الايوبي صاحب حصن كيفا. في ابن محمد بن سليمان.
718 - خلف المصري. مات بالبيمارستان النووي من دمشق في ثامن ربيع الأول سنة سبع وخمسين؛ وكان مجاوراً بجامع دمشق أكثر من عشرين سنة يخدم العلماء والصلحاء رحمه الله ونفعنا به.
719 - خليفة بن عبد الرحمن بن خليفة بن سلامة المتناني بفتح الميم ثم المثناة وبعدها نون مشددة ثم البجائي المالكي أحد الفضلاء الصلحاء ممن لقيني بالمدينة بل قال انه لقيني بالقاهرة مع أحمد زروق وحمل عني الالفية بحثاً سماعاً وقراءة وسمع مني وعلى الكثير وكتبت له إجازة ثم لقيته بمكة وكان يحضر عند قاضيها وغيره، وسافر مع بني جبر مخطوباً في ذلك ليقيم عندهم مدرساً أو قاضياً.
 
720 - خليفة بن محمد بن خليفة بن سالم الخزاعي الفاخوري المكي. حضر في الرابعة سنة سبع وستين وسبعمائة على العز بن جماعة السيرة النبوية الصغرى له وأجاز في الاستدعاءات، وكان خادم المولد النبوي برأس شعيب بني هاشم من مكة، خيراً ديناً أضر بأخرة وانقطع بمنزله، ومات في مستهل المحرم سنة ثلاث وثلاثين بمكة، ودفن بالمعلاة. ذكره التقي بن فهد في معجمه.
721 - خليفة بن مسعود بن موسى المغربي الجابري المالكي نزيل بيت المقدس ووالد محمد الآتي ويسمى عبد الرحمن أيضاً ولكنه بخليفة أشهر ونسبه بعضهم فقال خليفة بن مسعود بن محمد بن عبد الرحمن بن علي فالله أعلم. أقام ببيت المقدس دهراً وولى مشيخة المغاربة وصارت له وجاهة وجلالة وتزايد اعتقاد الناس فيه وذكروه بالصلاح والتعبد والفضل، ولكنه كان يقرىء كلام ابن عربي، واعتذر عنه الكمال بن الهمام فإنه ممن لقيه ببيت المقدس بأنه لم يكن يعتقد ما ينسب لابن عربي وإنما كان يؤول كلامه غلطاً منه بتأويل كلامه قال والغلط لا يخرج الانسان عن الصلاح، أو نحو هذا مما سمعه منه صاحبنا الكمال بن أبي شريف، وممن أخذ عن خليفة هذا ولده. مات في ليلة السبت مستهل ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين ببيت المقدس ودفن بمقبرة ماملا رحمه الله وعفا عنه، وبلغنا عن الشهاب بن سليمان بن عوجان قاضي المالكية بالقدس وجد ابن أبي شريف هذا لأمه أنه رأى في المنام وهو بالمدينة النبوية أنه لما دخل للسلام عليه صلى الله عليه وسلم قال له سلم على غفير ايلياء إذا رجعت إليها قال فقلت يا رسول الله ومن هو قال خليفة.
722 - خليفة المغربي ثم الأزهري. شيخ معتقد انقطع به للعبادة نيفاً وأربعين سنة. مات فجأة بالحمام في حادي عشري المحرم سنة تسع وعشرين وصلى عليه بالجامع ثم دفن بالصحراء ووجد له شيء كثير؛ وكان محترماً مهاباً زائد لخفر رحمه الله.
خليفة المغربي نزيل بيت المقدس. مضى في ابن مسعود بن موسى.
723 - خليفة الضرير نزيل المشهد النفيسي وإمامه ممن يحضر عندي في الصرغتمشية وله إلمام بما يشبه الوعظ بدون إتقان ولا ضبط. مات في صفر سنة ثلاث وتسعين.
 
724 - خليل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن علي بن موسى الغرس أبو الجود بن البرهان بن الزين الزبيري القرشي الأسدي البهوتي الأصل الدمياطي القاهري الشافعي ويعرف قديماً بالمنهاجي والقرشي ثم الآن بإمام منصور وموسى جده الأعلى مدفون عند الشيخ أبي الفتح الواسطي باسكندرية وابنه علي كان ذا ثروة من بهائم وأراض وغير ذلك فتجرد وانقطع إلى الله في بهوت منفرداً بها حتى مات حسبما أخبرني بذلك صاحب الترجمة وانه ولد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة تقريباً بدمياط ونشأ بها فقرأ على الفقيه موسى البهوتي والد عبد السلام وعبد الرحمن وحفظ عقيدتي الاسلام للغزالي واليافعي والعمدة وأربعي النووي والشاطبية والرائية ومقدمة في التجويد لابن الجزري وكذا للخرفاني وألفية الحديث والمنهاج الفرعي والفصول لابن المجدي وألفية النحو مع الملحة وشرحها لمؤلفها وقواعد ابن هشام وتصريف الزنجاني ورسالة الميقات للجمال المارداني والجداول الزينية في الميقات وبديعية شعبان الآثاري؛ وعرض ذلك على علي ابن محمد الهيثمي ثم الطبناوي مع أخذ الميقات عنه والتقويم وجداول الأهلة بقراءته بل وجميع صحيح مسلم من نسخة كتبها بخطه، وكتب له إجازة بكل ذلك أرجوزة دون خمسين بيتاً رأيتها، ووقفت بخط صاحب الترجمة على أشياء كرباعيات النسائي وألفية ابن مالك وإيساغوجي ورسالة ابن أيوب في الطب بل قرأ على شيخنا حديثين من أول البخاري وحديثاً من أول الشفا بعد سماعه من لفظ المسمع للمسلسل بشرطه ولسنده بالكتابين بقراءة غيره وذلك في سادس ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين؛ وكتبت أنا له بذلك ثبتاً وصححه شيخنا وفي تاريخه أيضاً على الزين رضوان المستملي البعض من الكتابين المذكورين بعد سماعه للمسلسل أيضاً من لفظه وأجاز له وأثبت ذلك بخطه وقرأ رباعيات النسائي على كل من النجم محمد بن أحمد بن عبد الله القلقشندي والشرف يحيى العلمي المالكي وجود القرآن على الشمس العطائي إمام المعينية الآتي؛ وأخذ في الفقه عن البوتيجي بل قرأ عليه الاذكار، وقرأ في الفقه أيضاً على النور بن القزيط المحلي محلة أبي علي الغربية من السنهورية بها وعرض عليه عقيدة الغزالي من إحيائه في شعبان سنة تسع وخمسين ووصفه بالعدل الرضي الفاضل المحصل العالم العامل؛ وأخذ المنهاج تقسيماً كان أحد القراء فيه عن الجلال البكري وفرائضه خاصة عن البدر حسن الأعرج والنحو وأصول الفقه عن الشهاب أحمد بن عبادة المالكي وكذا النحو والمنطق عن السيد الحنفي نزيل الجوهرية وفي النحو فقط عن الزين قاسم النحوي ويحيى العلمي المالكي وآخرين وفي الأصول فقط عن العلاء الحصني وفي الصرف عن التقي الحصني والميقات عن حسن الصفدي والطتاوي وعليهما قرأ في التصوف وكذا على عمر الحصني وعلم الدين الاسعردي بل قرأ على أولهما صيانة الانسان من أذى النبات والمعدن والحيوان لابن أيوب القادري في دفع السموم وعلى ثانيهما منظومة له في العقائد في سنة إحدى وستين؛ وأجاز له اقراءهما وجميع تصانيفه والأول بطريقتي القادري والعجمي؛ وحضر دروس العبادي وآخرين، وسافر إلى طرابلس وبيروت في البحر وإلى غيرهما واختص بمنصور بن صفي وقتاً وسماه امامه وجوهر المعيني وآخرين ثم ترقى لأمير المؤمنين المتوكل على الله العز عبد العزيز. ودخل في أشياء كالوصية على بني أبي الفضل بن أسد ويذكر بهمة وغيرها، وقد سمع مني أشياء كالمسلسل، وأخذ عني مؤلفي في مناقب العباس ولا بأس بفهمه.
725 - خليل بن إبراهيم بن علي المالقي القاهري والد الشمس محمد المزور لقبور الصالحين الآتي. مات في جمادى الثانية سنة تسع وستين؛ وكان عامياً صالحاً. أرخه ابنه.
726 - خليل بن إبراهيم العنتابي الخياط. في أثناء قاسم بن أحمد بن أحمد ابن موسى؛ وانه مات في سنة أربع عشرة بالقاهرة.
 
727 - خليل بن إبراهيم صاحب شماخي وما والاها مما يزيد على ثلاثة آلاف كورة. أقام في المملكة نحو أربعين سنة بدون منازع، وصار من أجل ملوك الشرق وأحسنهم سيرة وأكثرهم سياسة وأحزمهم رأياً حتى قيل إن مراد بك بن محمد بك بن عثمان أوصاه على ابنه محمد متملك الروم الآن وأمر ولده أن لا يخرج عن طاعته ورأيه، وكان ديناً خيراً يحض أتباعه على إقامة الصلاة ولا يتظاهر في بلاده بفاحشة بل غالبهم من مريدي الشيخ علي الاردبيلي ولم يكن له سوى زوجة بل الظن أنه لم يتزوج غيرها وأما السراري فمائة، وكان مغرى بالصيد حتى ان له ألف مملوك برسم حمل الطيور بين يديه وعساكره زيادة على عشرين ألف مقاتل مات في سنة ثمان وستين؛ واستقر بعده في المملكة ابنه شروانشاه من زوجته المشار إليها.
728 - خليل بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد غرس الدين الدمشقي الصالحي الشافعي والد أحمد الماضي ويعرف بابن اللبودي وبابن عرعر وبالبطائني. ولد وسمع في ربيع الأول سنة ست وثمانمائة الرائية من الزين عمر بن محمد ابن محمد بن اللبان المقرىء بسماعه لها من التنوخي، ولقيته بدمشق فسمعت كلامه وكتب على بعض الاستدعاءات ورأيت العز بن فهد أخذ عنه عن الشهاب أبي العباس بن حجي أنه سمعه يقول رأيت أبي في النوم فعرفت أنه ميت فقلت له كيف أنت فقال بعد أن تبسم طيب. فقلت فأيما أفضل الاشتغال بالفقه أو الحديث فقال الحديث بكثير. مات.
729 - خليل بن أحمد بن أرغون شاه الشرفي شعبان بن حسين، كان جده مقدماً عنده ممن قتل حين رجع معه من عقبة إيلة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة؛ وولد له ابنه أحمد بعد قتله كما تقدم ثم كان مولد هذا في سنة تسع وعشرين وثمانمائة وأمه ابنة نائب عنتاب؛ ونشأ فقرأ وحضر عند بعض المشايخ وفي عدة مواعيد وهو بحارة عبد الباسط، وكانت أخته زوجاً للناصري محمد بن الظاهر جقمق ولذا كان حاضراً كيف صار أبوه سلطاناً وشرح لي ذلك على وجه مفيد.
730 - خليل بن أحمد بن جمعة الغرس الحسيني سكناً ثم البهائي الشافعي والد محمد الآتي ويعرف بالفقيه خليل. ولد بعد سنة سبع وسبعين وسبعمائة تقريباً ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده وحضر دروس الشمس البوصيري والجلال البلقيني وآخرين بل لا أستبعد أن يكون قرأ على الشهاب الحسيني الماضي لرضاع كان بينهما؛ وأتقن الخط عند الوسيمي أو غيره وسمع من كتاب المغازي إلى آخر الصحيح على ابن أبي المجد والختم فقط منه على التنوخي والعراقي والهيثمي وبعض سنن ابن ماجه على الجوهري والشمس المنصفي وجزء الجمعة للنسائي على السراج البلقيني واختص به وبولديه الجلال ثم العلم وأدب بعض بني هذا البيت وأم بمدرستهم، وتكسب بالشهادة وبالنسخ بحيث كتب بخطه الكثير وربما علم الكتابة، وتنزل في صوفية البيبرسية وحدث بجزء الجمعة أخذه عنه غير واحد من أصحابنا، وكان خيراً مديماً للتلاوة والتهجد والجماعة قانعاً باليسير متقللاً من الدنيا متودداً ظريفاً فكهاً حسن الخط بارعاً في الشروط راغباً في سماع الحديث بحيث أكثر السماع مساءً على شيخنا؛ رأيته غير مرة وسمعت كلامه؛ وكان يكثر من أخذ مصحفي وتأمله لكونه من قديم خطه، وهو ممن كثر اختصاصه بالوالد، حج غير مرة وجاور في آخر أمره أشهراً ورجع فمات في خامس عشري ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين بعد زيارته النبي صلى الله عليه وسلم؛ ودفن بالروحاء المعروفة الآن ببيرطاز رحمه الله وإيانا.
731 - خليل بن أحمد بن حسن المطري ويعرف بابن كبيبة - تصغير كبة - وهو ابن بركة الآتية في معجم النسائي. ولد سنة إحدى وثمانمائة تقريباً بالمطرية ونشأ بها وأجاز له غير واحد منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين أبو بكر المراغي والصلاح الأرموي والشرف بن الكويك ولقيته بالمطرية فقرأت عليه حديثاً واحداً. مات بعد الستين تقريباً.
 
732 - خليل بن أحمد بن الغرس خليل بن عناق - بفتح المهملة أوله ثم نون مشددة وآخره قاف - غرس الدين أو صلاح الدين القاهري الحنفي، ويعرف بابن الغرز. ولد في رجب سنة سبع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن واشتغل بالنحو والفقه وغيرهما؛ ومن شيوخه في النحو ناصر الدين البارنباري، وكذا أخذ عن العز بن جماعة ولازم البدر البشتكي كثيراً في علم الأدب حتى فاق فيه جداً ومدح الأعيان كشيخنا وأوردت في الجواهر من مدحه فيه قصيدة مع لغز أجابه عنه وأول الجواب:

أمولاي غرس الدين والفاضل الـذي

 

له ثـمـر الآداب دانـية الـهـذب

ومن لاح حتى في ذرى الشرق فضله

 

فأجرى دموع الحاسدين من الغـرب

وكذا أثبت هناك تقريضاً حسناً لشيخنا في مرثية نونية رثى بها صاحب الترجمة ولده بعد وفاته، وطارح الفضلاء أخذ عنه جماعة منهم شيخنا ابن خضر فمن دونه وحج ودخل الشام؛ وكان فاضلاً مفنناً ظريفاً كيساً فكهاً على سمنه مطمئن النفس حسن الصوت بالقرآن جداً يلبس زي الجند. مات في ليلة الجمعة عاشر شعبان سنة ثلاث وأربعين بالقاهرة رحمه الله؛ ومن نظمه:

عجوزة حدباء عاينتـهـا

 

تبسمت قلت استري فاك

سبحان من بدّل ذاك البها

 

بقبح أحداق وأحـنـاك

وقوله:

خليلي قد جعنا جميعاً فبـادرا

 

لبيت فلانٍ مسرعين وسـيرا

وإن تجدا قرقوشةً فاجريانهـا

 

لنحوي وإن ان العجين فطيرا

وقوله:

وافيت محبوب قلبي في جبايته

 

يوماً وصادف ميعاداً به اقتربا

فأخلف الوعد لما جئت منتجزاً

 

وراح يمطل حقاً ظاهراً وجبا

وقوله:

خليلي ابسطالي الأنس إني

 

فقير مت في حب الغواني

وإن تجدا مدامـاً أوقـيانـا

 

خذاني للمدامة والـقـيان

وفي معجمي من نظمه أشياء وشعره سائر.
733 - خليل بن الشهاب أحمد بن خليل التروجي السكندري نزيل مكة، كان ملياً كثير المعاملة للناس. مات بمكة في شعبان سنة ثمان وثمانين وبنوه الآن سنة سبع وتسعين بمكة.
734 - خليل بن أحمد بن سليمان بن غازي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله ابن ثوران شاه الملك الصالح ثم الكامل أبو المكارم بن الأشرف أبي المحامد ابن العادل أبي المفاخر الأيوبي الماضي أبوه والآتي أخوه يحيى. استقر في مملكة حصن كيفا بعد قتل والده سنة ست وثلاثين، وكان كما قال شيخنا على طريقته في محبة العلماء خصوصاً الشافعية، وسار في بلاده سيرة حسنة ونشر العدل. قال وله نظم ووصفه أيضاً بأنه من أهل الفضل وأنه أرسل بديوان من شعره على عادة أبيه إلى الديار المصرية فقرضه له الأدباء، ومن لطيف ما وقفت عليه مما كتب له قول الكمال بن البارزي:

أبرح الشعر إن غدت منك في قبضة اليد

 

غير بدع فإنها للخـلـيل بـن أحـمـد

قال شيخنا، وقد انتقيت من الديوان المشار إليه قليلاً ومنه:

بانوا فأجروا عيوني

 

من بعدهم كالعيون

في حبهم مت عشقا

 

يا ليتهم قبلـونـي

وانتقى من ديوانه غير ذلك، وأظن أن شيخنا ممن قرضه، واستمر في المملكة حتى وثب عليه ابنه فقتله صبراً في ربيع الأول سنة ست وخمسين، ولقب بالعادل وفي ترجمته من كتابي التبر المسبوك من نظمه غير ذلك، وكذا في ترجمة أبيه من سنة ست وثلاثين في أنباء شيخنا ما يمكن استفادته هنا.
735 - خليل بن أحمد بن علي غرس الدين السخاوي ثم القاهري والد أحمد الماضي، كان في مبدئه عند الزين القمني في مزوراته ثم استنهضه الشيخ فصار يرقيه لما هو أعلى من ذلك مما يشبه التجارة وأخذ هو في شيء من هذا إلى أن صحب الشمس الحلاوي وكيل بيت المال وأحد خواص الظاهر جقمق قبل سلطنته وصار يتردد معه إليه فاستخدمه في بعض مهماته بل واستنابه في نظر سعيد السعداء وقتاً وصارت أمواله بذلك مرعية ولا زال في نمو فلما استقر في السلطنة هرع الأكابر فمن دونهم إليه في قضاء مآربهم؛ وعد في الأعيان وقرأ عنده الشهاب الزهري وغيره البخاري وولي نظر القدس والخليل في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين عوضاً عن طوغان نائب القدس ومشى فيهما كما قال العيني مشى الوزراء وكتاب السر قال وقيل انه كان أول أمره جابياً يجبي وعلى كتفه خرج ولم يكن له يد في طرف من علم من العلوم بالكلية بل كان يعد من العوام. قلت لكن كما بلغني كان فيه بر وخير ومعروف وتدين؛ وقد حج غير مرة وزار بيت المقدس قبل رياسته وبعدها، وقد ترجمه المقريزي في حوادث سنة ثلاث وأربعين فقال انه قدمت به وبأخيه أمهما إلى القدس وهما صبيان فنشآ بها ثم قدم القاهرة فاستوطنها مدة وعانى المتجر وتعرف بالأمير جقمق وصحبه سنين وتحدث في أقطاعه وما يليه من نظر الأوقاف فعرف بالنهضة وشهر بالخير والديانة فلما تسلطن جقمق لازم حضور مجلسه حتى ولاه نظر القدس والخليل انتهى. مات بعد أن أسن في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين.
736 - خليل بن أحمد بن عيسى بن الصلاح خليل بن عيسى بن محمد صلاح الدين القيمري الكردي الأصل الخليلي الشافعي والد محمد الآتي. ولد في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بالخليل ونشأ بها فقرأ القرآن عند إسماعيل بن إبراهيم بن مروان وارتحل إلى القاهرة فجوده على الزراتيتي والنور علي بن حسب البوصيري وغيرهما، وسمع على الشرف بن الكويك جزء ابن عرفة والبطاقة وأشياء وببلده المسلسل على شيخنا بالاجازة الشمس أبي عبد الله التدمري وفقيهه ابن مروان المذكور والشهاب أحمد بن حسين النصيبي وإبراهيم بن حجي الحسيني عظيمات؛ والشحنة الأحنف قالوا أنابه الميدومي، وكذا سمع على ابن الجزري وغيره وتصدى للقراءات بمسجد الخليل وقرأ على العامة فانتفع به في ذلك؛ وحج لقيته بالخليل فقرأت عليه جزءي ابن عرفة والبطاقة، وكان خيراً ديناً عارفاً بالقراءات. مات في سنة سبع وستين، وجد أبيه ممن أجاز لشيخنا أبي هريرة القبابي.
737 - خليل بن إسحاق بن قازان الغرس الخليلي أحد خدام الخليل. ولد سنة اثنتي عشرة وثمانمائة تقريباً، وسمع جزء ابن عرفة التدمري، وكان يذكر أنه حضر مجلس ابن الجزري واسماعه هو والتدمري وابن حجي ويذكر لذلك امارات، وكان إنساناً حسناً حافظاً للقرآن حسن المحاضرة يستحضر كثيراً من مقامات الحريري؛ وطلب مع قاضي الخليل بسبب أمير جرم في سنة إحدى وتسعين وحبس هناك مدة ثم أفرج عنه سنة ثلاث وحضر إلى بلده صحبة دقماق نائب القدس ونظر الحرمين فتوفي بقرية عجلان على مرحلة من بلد الخليل في شهر جمادى سنة ثلاث وتسعين فنقل إلى بلد الخليل ودفن بها رحمه الله.
738 - خليل بن إسماعيل بن عمر العمريطي ثم القاهري الشافعي الشاهد أخو الشمس محمد الآتي. تكسب بالشهادة وتميز فيها مع جودة الخط ولكنه ليس بالمتين مع أدب وحشمة؛ وقد حج وسمع هناك على التقي بن فهد.
 
739 - خليل بن أميران شاه بن تيمور كور الماضي أبوه وجده ملك سمرقند بعد جده في حياة والده وأعمامه لكونه كان معه عند وفاته سنة سبع وثمانمائة فلم يجد الناس بداً من سلطنته وعاد بجنة جده يريد سمرقند وقد استولى على الخزائن وتمكن من الأمراء والعساكر ببذله لهم الأموال العظيمة حتى دخلوا في طاعته سيما وفيه رفق وتودد مع حسن سياسة وصدق لهجة وجميل صورة فلما قارب سمرقند تلقاه من بها وهم يبكون وعليهم ثياب الحداد ومعهم التقادم فقبلها منهم ودخلها وجثة جده في تابوت أبنوس بين يديه وجميع الملوك والأمراء مشاة مكشوفة رءوسهم حتى دفنوه وأقاموا عليه العزاء أياماً ثم أخذ صاحب الترجمة في تمهيد مملكته، وملك قلوب الرعية بالاحسان واستفحل أمره وجرت حوادث إلى أن مات بالري مسموماً في سنة تسع، ونحرت زوجته ساد ملك نفسها بخنجر من قفاها فهلكت من ساعتها ودفنا في قبر واحد، ثم قتل والده أميران بعده بقليل، وولي مكانه بير عمر، وطول يوسف بن تغري بردى ترجمته تبعاً للمقريزي في عقوده.
740 - خليل بن أبي البركات بن موسى صلاح الدين بن سعد الدين ويعرف كسلفه بابن أبي الهول. أحد كتاب المماليك. مات في رمضان سنة ثلاث وثمانين وهو صاحب الجامع الذي ببركة قرموط، وكان مسجداً قديماً فوسعه وعمل فيه خطبة ورتب فيه أرباب وظائف، وحج غير مرة.
741 - خليل بن أبي بكر بن علي بن عبد الحميد غرس الدين الأندلسي الأصل القاهري الشافعي والد الشمس محمد وأخو عمر الآتيين ويعرف كسلفه بابن المغربل. نشأ فحفظ القرآن وقطعة من التنبيه ثم اشتغل بالقيام بعياله وتزوج صالحة ابنة النور علي بن السراج بن الملقن وأنجبها ولده المشار إليه وداوم التلاوة والعبادة حتى مات في ثامن عشر رمضان سنة ثمان وثلاثين عن أربع وستين سنة.
خليل بن حسن بك بن علي بك بن قرا يلوك.
742 - خليل بن حسن بن حرز الله قاضي الفلاحين. كانوا يرجعون إليه في أمور الفلاحة؛ وكان شاهداً ببعض المراكز وقد حضر على الحجار وغيره. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى. ذكره شيخنا في أنبائه.
743 - خليل بن خضر العجمي. حديث بالخليل سنة أربع وثمانمائة في جماعة بالمسلسل بالأولية عن الميدومي. رواه لنا عنهم التقي أبو بكر القلقشندي.
744 - خليل بن دنكز أحد الأمراء العشرات. مات في صفر سنة ثلاث. أرخه العيني.
745 - خليل بن سبرج - بكسر المهملتين بينهما موحدة ساكنة وآخره جيم وضبطه شيخنا في سنة تسعين من تاريخه بضم أوله وثالثه فيحرر - غرس الدين الكمشبغاوي كمشبغا خازندار صرغتمش المالكي؛ كان أبوه نائب قلعة مصر فولد له هذا وذلك في سنة أربع وثمانين وسبعمائة، ومات أبوه وهو ابن ست في سنة تسعين فحفظ القرآن عند الشرف موسى الدفري المالكي والرسالة لابن أبي زيد واللمع للتلمساني، واشتغل يسيراً وسمع بعض الترغيب للأصفهاني على النجمي البالسي والحلاوي في سنة ثمان وتسعين وأجاز له فيها أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وأبو العباس بن العز وابن أبي النجم وابن صديق وابنة ابن المنجا وآخرون، وحدث وأسمع شيخنا أبو النعيم عليه ولده ودلني عليه فقرأت عليه جزءاً بإجازته من أبي هريرة قبل أن أقف على مسموعه المشار إليه، وكان خيراً. مات في صفر سنة سبع أو ثمان وستين رحمه الله.
746 - خليل بن سعد بن عيسى بن علي القرشي القاهري القاري امام مدرسة آل مالك بالقرب من المشهد الحسيني. ولد بعد الأربعين وسبعمائة تقريباً وعني بالقراءات وسمع على ابن القاري مشيخته تخريج العراقي وعليه وعلى خليل بن طرنطاي صحيح البخاري، وحدث سمع منه الطلبة سمع عليه من شيوخنا الزين رضوان وعبد السلام البغدادي والتقي الشمني والعز الكناني الحنبلي ومن قبلهم الكلوتاتي والكمال الشمني؛ وذكره شيخنا في معجمه فقال أجاز لابني محمد؛ ومات في أوائل سنة تسع عشرة. قلت وهكذا أرخه المقريزي في عقوده ورأيت من قال سبع عشرة وكأنه تحرف فالله أعلم.
747 - خليل بن سلامة بن أحمد بن علي الأذرعي القابوني والد شيخنا الزين عبد الرحمن لعله الآتي في ابن عبد الله، وقفت على الموجود من صحيح ابن خزيمة بخطه.
 
748 - خليل بن شاهين غرس الدين الشيخي شيخ الصفوي الظاهري برقوق والد عبد الباسط الآتي. ولد في شعبان سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بالحارة الخاتونية من بيت المقدس فلما بلغ خم عشرة سنة تحول مع أبيه إلى القاهرة وحفظ القرآن واشتغل ونظم فأكثر، ولازم بعد أبيه خدمة أزبك الدوادار قليلاً في جملة مماليكه ثم صار بعد القبض عليه من جملة مماليك الأشرف برسباي بسفارة صهره زوج أخته الخواجا إبراهيم بن قرمش ثم ولاه نظر اسكندرية ثم حجوبيتها ثم نظر بيع البهار المتعلق بالذخيرة ثم في سنة سبع وثلاثين نيابتها؛ وشكر في مباشراته ثم تزوج بأصيل أخت خوند جلبان أم العزيز وحملت إليه إلى اسكندرية فدخل بها وصار عديلاً للأشرف ثم استقدمه القاهرة على إمرة طلبخاناه وقرر في نظر دار الضرب ثم نقله إلى الوزارة ولكنه استعفى منها بعد مدة يسيرة وأمره أن يحضر الخدم مع المقدمين ثم سافر في سنة أربعين أميراً على المحمل ثم ولي نيابة الكرك فلما مات الأشرف صرفه الظاهر عن نيابتها وولاه اتابكية صفد طرخانا ثم ظهر له نصيحته فولاه نيابة ملطية فاستمر فيها زيادة على أربع سنين تقريباً، قدم في غضونها القاهرة مرتين نقل في الثانية منهما عنها إلى أتابكية حلب ثم امتحن بها وسجن بقلعتها مقيداً لشكوى نائبها منه ثم أطلق بعناية شيخنا وأقام بحرم الخليل طرخانا، وأنعم عليه بما يزيد على كفايته ثم نقل إلى نيابة القدس ثم أعفي منها بعد مدة وتوجه إلى دمشق على تقدمة بها كانت معه حين النيابة ثم أضيف إليه إمرة عشرة زيادة على التقدمة ثم صرف عنهما ثم ولي إمرة الحاج الدمشقي مرة في آخر الأيام الظاهرية وأخرى في أول الدولة الأشرفية إينال وأعطى إمرة عشرين بطرابلس طرخانا فتوجه إليها ثم أعيد إلى دمشق على إمرة عشرين طرخانا ورام المؤيد اعطاءه تقدمة بالقاهرة فعوجل ولكن أقره الظاهر خشقدم على امرته المشار إليها بها معفياً عن سائر الكلف السلطانية بل وأذن له بالاقامة في القاهرة وأن يحضر مجلسه في الاسبوع مرتين لمسامرته ومنادمته ثم حقد عليه وأخرج إمرته وأمره بالتوجه لبيت المقدس فالتمس منه أن يكون بمكة فأذن له وتوجه منها مع الحاج العراقي إلى العراق ودخل الحلة وبغداد وغيرهما، فلما مات الظاهر رجع إلى حلب ثم إلى طرابلس فتمرض حتى كانت منيته بها في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين ودفن بها في تربة كان أعدها لنفسه؛ وكان يتعانى الأدب مع اشتغال ومشاركة فيه ومذاكرة حسنة بالتاريخ والشعر وفهم جيد وقد خمس البردة؛ وكتبت عنه ما أنشدني لنفسه مما أودعته في الجواهر وخاطب به شيخنا:

وقائلةٍ من في القضاة بـأسـرهـم

 

يلازم تقوى اللّه طراً بلا ضجـر

ويرأف في الأحكام بالخلق كلـهـم

 

ويدعو لهم في كل ليل إلى السحر

فقلت لها فهو الإمام أولو النـهـى

 

وذاك شهاب العسقلاني بني الحجر

له كتب في كـل فـن لـقـارىء

 

وشرح عجيب للبخاري من الخبر

وفي النحو والتصريف لم ير مثلـه

 

كذا في المعاني والبيان وفي الأثر

فأجابه شيخا بما كتبته عنه أيضاً:

أيا غرس فضلٍ أثمر العلم والندى

 

فلله ما أزكى وما أطيب الثمـر

يجود وينشي بـالـغـاً مـا أراده

 

فمستطلع دراً ومستنـزل الـدرر

لك الخير قد حركت بالنظم خاطراً

 

له مدة في العمر ولت وما شعر

وقلدت جيدي طوق نعماك جـائداً

 

فغالاً ونطقاً صادقاً الخبر والخبر

مناسبة اسمينا خـلـيل وأحـمـد

 

لرأس أولى النظم الإمام الذي غبر


وكذا عندي من مراسلاته مع شيخنا غير ذلك، وقد كتبت لي ولده ترجمته بخطه وقال إن شيخنا أجازه بالفتيا والتدريس بعد أن لازمه رواية ودراية حتى كان مما سمعه عليه مناقب الشافعي من تأليفه وشهد له بأنه شارك أهل العلم في فنونهم مشاركة فطن، إلى غير ذلك مما أورده شيخنا في عدة سجعات؛ قال ولده وله نحو ثلاثين مصنفاً في الفقه والتفسير والتعبير والتاريخ والانشاء وغيرها سمى يوسف بن تغري بردى منها المواهب في اختلاف المذاهب مرتب على أبواب الفقه؛ والمنيف في الانشاء الشريف، والكوكب المنير في أصول التعبير؛ والاشارات في علم العبارات؛ والدرة المضية في السيرة المرضية، وديوان شعره وهو في عدة مجلدات؛ وقال إنه أنشده قصيدة قالها للملك الظاهر. في شرح حاله حين عزل عن أتابكية حلب قصد فيها الوزن والقافية وانه وجد له مذاكرة بالشعر والتاريخ بحسب الحال.
749 - خليل بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد غرس الدين الأنصاري الخليلي الشافعي أخو إبراهيم الماضي ويعرف بابن قوقب. ولد سنة ثمان وثمانمائة وسمع شريكاً لأخيه من ابن الجزري وإبراهيم بن حجي والتدمري وأحمد بن الحسن النصيبي وآخرين، ولقيه بعض الطلبة فأخذ عنه واستجازه لبعض الأولاد؛ وكان خيراً ناب في إمامة مسجد الخليل وقتاً وعنده كما قال أخوه مشاركة قال والظاهر انه قرأ في النحو على ابن رسلان. مات ببلده في سنة أربع وسبعين رحمه الله.
750 - خليل بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد النويري المكي. أجاز له في سنة ست وتسعين العراقي والبلقيني وابن الملقن وآخرون.
751 - خليل بن عبد الرحمن صلاح الدين بن الكويز أخو العلم داود الآتي. قدم مع مؤيد شيخ إلى القاهرة بعد قتل الناصر فرج سنة خمس عشرة، وكان يباشر ديوانه حين كان نائب دمشق فلما تسلطن قربه وأدناه وولاه نظر ديوان المفرد. وعظم وعد في الأعيان حتى مات في رمضان سنة ثلاث وعشرين، وكان الجمع في جنازته وافراً إلا أن السلطان لم يحضر، ودفن في تربة كمشبغا الحموي وأقام القراء على قبره أسبوعاً على العدة، وكان فيما قاله شيخنا في أنبائه متواضعاً كثير البشاشة حسن الملتقي كثير الصدقة.
752 - خليل بن عبد القادر بن علي بن حمائل - بالمهملة - أبو عبد القادر النابلسي؛ كان أبوه نقيب القاضي الشافعي بنابلس، وربما حضر عند القلقشندي ببيت المقدس فكتب من أجل انتمائه لهم اسم ولده هذا في بعض الاستدعاءات المؤرخة برمضان سنة ثمان وتسعين التي أجاز فيها أبو هريرة بن الذهبي وغيره، بل سمع على الشمس محمد بن سعيد المقدسي جزءاً فيه منتقى من ثمانيات النجيب سنة عشر وثمانمائة أنابه الميدومي ونشأ بعد ذلك متصرفاً بأبواب القضاة ولقيته بنابلس فقرأت عليه بها جزءاً، ومات بعد الستين تقريباً.
753 - خليل بن عبد القادر بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم صلاح الدين أبو سعيد حفيد شيخ بلد الخليل السراج أبي حفص الجعبري الأصل الخليلي الشافعي سبط الخليل الشهاب القلقشندي الماضي والآتي أبوه وجده وجد أبيه. ولد في المحرم سنة تسع وستين وثمانمائة ببلد الخليل ونشأ به فحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو والشاطبيتين وعرض على الشمس بن حامد والنجم بن جماعة والبرهان بن أبي شريف، وبحث ببيت المقدس على الأخير في جمع الجوامع وعلى أبي الفضل بن الإمام شيخ النحاسية بدمشق في المنهاج ثم لازم الكمال بن أبي شريف في فنون وقرأ عليه كتباً، وقدم القاهرة مع أبيه وجده فبحث علي في شرح النخبة وسمع مني المسلسل بل قرأ علي السنن للشافعي رواية المزني وجزء ابن بخيت وغير ذلك، وكذا قرأ علي الخيضري والسنباطي والديمي وسمع علي حفيد يوسف العجمي وأبي السعود الغراقي وعبد الغني بن البساطي وآخرين وأجاز له جماعة؛ ودخل الشام وغيرها وطلب وكتب؛ وفيه نباهة في الجملة وفضل وتمييز وقراءته لا بأس بها وكذا كتابته؛ وكثرت مراسلاته لي بالأسئلة وفي بعضها: ووالله ثم والله إنني داع لكم كثيراً فإن في حياتكم للعالم غاية الجمال وكتب لبعض أصحابه وإن تقبلوا أيادي شيخنا وأستاذنا حافظ الاسلام وحيد دهره الشيخ شمس الدين السخاوي ختم الله له بخير وفسح في أجله لنفع خدام السنة الشريفة وسائر المسلمين واعلامه أن المملوك كثير الدعاء في صحائفه والثناء على شيمه الطاهرة.
 
754 - خليل بن عبد الله بن محمد بن داود بن عمرو بن علي بن عبد الدائم الكناني العسقلاني الأصل المجدلي المقدسي الشافعي أخو أبي العباس أحمد الواعظ الماضي. ولد فيما أملاه على بعض الطلبة سنة خمس وعشرين وأنه حفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو وعرض على الجمال بن جماعة والعلاء بن الرصاص واشتغل على أخيه، وسمع عليه وعلى العز القدسي وماهر كثيراً بل أخذ بدمشق عن البلاطنسي والبدر بن قاضي شهبة والزين الشاوي والتقي الأذرعي في آخرين وبطرابلس عن السوبيني وبالقاهرة عن العلم البلقيني والمناوي والمحلي أخذ عنه شرحه لجمع الجوامع والبامي وخضر عند القاياتي يسيراً. وكذا أخذ في العقليات عن التقي والعلاء الحصنيين، ومما أخذه عن ثانيهما حاشية السيد على شريح العقائد ونظام الحنفي وأجاز له شيخنا وابن الديري والشمس الشنشي وغيرهم وناب في القضاء بالقاهرة عن جماعة ثم استقل بقضاء نابلس وصفد وأكثر هذا يحتاج إلى توثيق، نعم حضر عند الصلاح المكيني، وناب عنه في القضاء ثم استقر في قضاء القدس ومشيخة صلاحيته بسفارة الدواداريشبك من مهدي وعد أمره فيهما من النوازل، وآل أمره إلى أن صرف عنهما فعن القضاء بالشهاب ابن عبية وعن المشيخة بالكمال بن أبي شريف، وكان مجاوراً بمكة في سنة ثمان وتسعين ولم أره لاشتغاله فيما بلغني بالضعف حتى مات في جمادى الثانية منها، وبالجملة فهو غير موثوق به كأخيه وولده عفا الله عنهم.
755 - خليل بن عبد الله الأذرعي ويعرف بالقابوني؛ ذكره شيخنا في أنبائه وقال كان صالحاً مباركاً منقطعاً عن الناس مثابراً على العبادة كتب الكثير للناس بخطه الحسن ومن ذلك كما وقفت عليه الموجود من صحيح ابن خزيمة، قليل الكلام كثير الحج مع فقره، وكان الناس يأتمنونه على الصدقات التي يريدون إرسالها إلى مكة؛ ويستبشر به المكيون إذا حج لكثرة إحسانه إليهم؛ وكان للشاميين فيه اعتقاد زائد. مات بالطاعون في صفر سنة أربع عشرة؛ وله ثلاث وستون سنة، وكانت جنازته فيها النائب والناس. قلت وأظنه والد شيخنا الزين عبد الرحمن بن الشيخ خليل القابوني؛ فإن يكنه فهو الصلاح أبو الصفا خليل بن سلامة بن أحمد بن علي.
756 - خليل بن عبد الله خير الدين البابرتي العنتابي الحنفي نزيل القاهرة ووالد محمد الآتي. قال العيني قدم من البلاد الشمالية في حدود سنة خمس وثمانين وخمسمائة فتنزل بالصرغتمشية واشتغل كثيراً؛ ثم بالبرقوقية في أيام العلاء ثم السيف السيراميين ولازم ثانيهما في العلوم وتزوج ابنته، وكان يعاشر الأمراء كثيراً فسعوا له في قضاء الحنفية عند الناصر فأجاب ولكنه لم يتم. مات وقد زاد على الستين سنة تسع وخلف كتباً كثيرة، وكذا قال شيخنا في أنبائه انه عين مرة لقضاء الحنفية فلم يتم وزاد أنه ولي قضاء القدس في سنة أربع وثمانين وكان فاضلاً في مذهبه محباً للحديث وأهله مذاكراً بالعربية كثير المروءة.
757 - خليل بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن أحمد بن أبي بكر صلاح الدين بن نجم الدين الأنصاري بن الشيرجي. ولد سنة سبع وأربعين وسبعمائة وتفقه قليلاً وباشر كثيراً من أوقاف المدارس كالشامية الجوانية. وكان قوي النفس كثير الحشمة والكرم يتردد إليه أعيان الفقهاء وهو الذي عمر الشاميتين بعد حريقهما في فتنة اللنك ثم ضعف جانبه وقوي عليه الحكام وصارت إقامته بالمجدل وقف الشامية، وآل أمره إلى فقر شديد. مات في رمضان سنة أربع وعشرين وهو آخر من بقي من آل بيتهم. قاله شيخنا في أنبائه.
 
758 - خليل بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الجليل الشيخ أبو الصفا القرافي المصري المقرىء الحنبلي ظناً ويعرف بالمشبب - بمعجمة وموحدتين أولاهما مشددة مكسورة. ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة تقريباً؛ سمع من البدر بالقرافة دهراً طويلاً، وكان منقطعاً بسفح الجبل، وللملك الظاهر برقوق وغيره فيه اعتقاد كبير ويقبل الظاهر شفاعته، وقد اجتمعت به وسمعت قراءته وصليت خلفه، وما سمعت أشجى من صوته في المحراب. قاله شيخنا في أنبائه إلا مولده. زاد في معجمه: وكان يرتل الفاتحة ويرسل في السورة. ومن تلامذته المشهورين بحسن القراءة الزرزاري وابن الطباخ وغيرهما؛ وقد أثبت السراج بن الملقن اسمه في طبقات القراء له، وبيض له وأما ابن الجزري فإنه قال محرر ضابط مجود دين صالح من خيار عباد الله رأيته بمسجد اللؤلؤة من القرافة الصغرى وأخبرني أنه قرأ على إبراهيم الحكري والسراج عمر الدمنهوري، قرأ عليه النور علي بن محمد بن المهتار والنور علي الضرير إمام الشافعي ومظفر القرافي ومحمد الزيلعي وعبد المعطي مؤذن خانقاه قوصون، وألف كراساً في النحو، وهو على خير كثير بارك الله له ثم أضر وأقعد. مات في سنة إحدى؛ زاد المقريزي في عقوده في ربيع الأول، وقال غيرهما انه كانت له طريقة في القراءة معروفة، قال وكان ينكر على جماعة من قراء الاجواق بحيث أنه كان إذا مر بهم وهم يقرؤن يسد أذنيه، وسيرته حسنة وطريقته جميلة وقد حبس رزقه بالجيزية جعل مآلها للحرمين وجعل النظر فيها لقاضي الحنابلة، وكأنه حنبلي بل يقال إن العز الحنبلي جزم بذلك رحمه الله ونفعنا ببركاته.
759 - خليل بن علي بن أحمد بن بوزبا - بضم الموحدة وسكون الواو وفتح الزاي بعدها موحدة - غرس الدين المصري. ولد في سنة خمس وعشرين وسبعمائة ولم يرزق السماع على قدر سنه ولكنه سمع جزءاً من حديث أبي علي الحسن بن القسم الكوكبي على الشمس محمد بن محمد بن محمد بن نمير المقرىء الكاتب بن السراج؛ وحدث به قرأه على شيخنا وقال في معجمه أن تكسب بالشهادة وكان من شهداء القيمة أسن جداً وارتعش، وقال في أنبائه أنه سمع ابن نمير وغيره، ولو كان سماعه على قدر سنه لأتى بالعوالي. مات في شعبان سنة أربع، وهو عند المقريزي في عقوده.
760 - خليل بن عيسى بن عبد الله خير الدين القدسي الحنفي والد محمد الآتي وقاضي القدس. ممن وأخذ عنه ابنه وغيره، ومات مسموماً في سنة إحدى؛ واستقر بعده في قضاء القدس موفق الدين العجمي.
 
761 - خليل بن فرج بن برقوق الغرس بن الناصر بن الظاهر. ولد بالقاهرة في سنة أربع عشرة تقريباً وأمه أم ولد. دام بالقاهرة إلى أن ملك المؤيد شيخ فأرسله هو وأخوه محمد إلى اسكندرية فحبسا بها فأما محمد فمات بالطاعون في سنة ثلاث وثلاثين وأما صاحب الترجمة فبقي في محبسه مدة ثم أطلق وأذن له الأشرف بالسكنى بها وأن لا يركب إلا لصلاة الجمعة على فرس من خيول نائبها؛ واستمر إلى أن رسم له الظاهر بالركوب والنزول وارساله فرساً بقماش ذهب، ثم تكلم فيه عند السلطان بعض مماليكه بما اقتضى أخذ الخليل ومنعه من الخروج من باب البحر أحد أبواب اسكندرية، وذلك في سنة اثنتين وخمسين وصار يركب في المدينة خاصة ثم أذن له في سنة خمس وخمسين في الخروج من الباب المذكور وأنعم عليه بفرس بقماش ذهب، ولم يلبث أن رسم له بالحج في السنة التي تليها فحضر إلى القاهرة في نصف شوال فنزل عند أخته خوند شقرا زوجة جرباش المحمدي كرد أحد المقدمين حينئذ وطلع إلى السلطان بالقلعة فقام إليه واعتنقه وبالغ في إكرامه حتى إنه أجلسه فوقه، ثم نزل فأقام ببيت أخته إلى أن سافر للحج، وكنت هناك فرأيته بل كنت أحياناً أراه بالدرب، ولما عاد كان الظاهر قد خلع نفسه في مرضه، واستقر ولده المنصور فطلع إليه فألبسه كاملية بمقلب سمور ثم عاد الظاهر في مرضه ثم نزل إلى تربة أبيه الناصر فرج بالصحراء وتوجه منها امتثالاً للأمر إلى ثغر دمياط في يومه فأقام به حتى مات في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين، ودفن عند الشيخ فتح الأسمر ثمانية أيام ثم نقل إلى القاهرة فدفن بتربة والده في القبة التي تجاه قبة جده الظاهر برقوق، وذلك في جمادى الثانية، وكان فيما قال يوسف بن تغري بردى أخضر اللون إلى الطول أقرب نحيف البدن أسود اللحية عنده تمعقل ودهاء ومعرفة مع كبر وجبروت واسراف على نفسه وانهماك في اللذات عفا الله عنه.
762 - خليل بن محمد بن إبراهيم غرس الدين العطار المقري. ولد سنة خمس وثمانمائة تقريباً؛ ونشأ فحفظ القرآن والعمدة وعرضها في سنة تسع عشرة على الولي العراقي والعز بن جماعة والبرهان البيجوري والشمس البرماوي والشهاب أحمد بن عبد الله القلقشندي وأجازوا ل واشتغل يسيراً وتعانى قراءة الجوق فتقدم فيها، وصار أحد الأفراد؛ استجازه بعض الطلبة لبعض الأولاد وأظنه تأخر إلى بعد الستين.
763 - خليل بن محمد بن خليفة بن عبد العال الحسباني ابن عم الشهاب الماضي وصهره على ابنته. ولي قضاء حسبان؛ وكان خيراً ديناً ورث من أبيه مالاً جزيلاً غرم أكثره في تزويج ابنة عمه المذكور ثم كان آخر أمره أن طلقت منه. مات في سنة اثنتي عشرة. قاله شيخنا في إنبائه.
764 - خليل بن محمد بن الشيخ أبي مدين علي بن أحمد الرملي ثم المقدسي الآتي جده. ممن أخذ عني.
 
765 - خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الحافظ غرس الدين وصلاح الدين أبو الصفا وأبو الحرم وأبو سعيد الاقفهسي المصري الشافعي ويعرف بالأشقر وبالأقفهسي. ولد في سنة ثلاث وستين وسبعمائة تقريباً. ونشأ فحفظ القرآن واشتغل بالفقه قليلاً وكذا اشتغل بالفرائض والحساب والأدب وجلس مع الشهود وقتاً ثم أحب الحديث قبيل التسعين وتوجه لطلبه حتى سمع الكثير من الكتب والأجزاء بقراءته وقراءة غيره بالقاهرة ومصر على خلق كثيرين كعزيز الدين المليجي وصلاح الدين البلبيسي وتقي الدين بن حاتم والشهاب المنفر والصلاح الزفتاوي وأبي الفرج بن الشيخة والتاج الصردي والشمس المطرز ومريم الأذرعية. ثم حج في سنة خمس وتسعين وجاور فسمع بمكة من شيوخها كابن صديق وابن سكر. وكان عسراً في التحديث فلم يزل يتلطف به حتى سهل الله له. وكذا سمع بالمدينة من جماعة ثم قدم دمشق في سنة سبع وتسعين فأدرك بها الشباب أحمد ابن العز وأبا هريرة بن الذهبي فأكثر عنهما وعن غيرهما، وسمع الكثير من حديث السلفي بالسماع المتصل وبالاجازة الواحدة ثم قدم القاهرة سنة ثمان وتسعين فسمع بها الكثير أيضاً مرافقاً لشيخنا وغيره. وسافر صحبة شيخنا إلى مكة في البحر فطلع هو من جدة وتوجه شيخنا وغيره. وسافر صحبة شيخنا إلى مكة في البحر فطلع هو من جدة وتوجه شيخنا إلى اليمن فجاور سنة ثمانمائة وأقام بها التي تليها لنذر كان نذره وهو إن ملك ألف درهم فضة أن يجاور سنة. فلما لقيه شيخنا في الحج سنة ثمانمائة أخذ له من الشهاب المحلي التاجر ألف درهم فضة فلما قبضها أعلمني بنذره وجاور ثم رحل إلى دمشق مرة ثانية فأقام بها وقدم عليه شيخنا فرافقه في سنة اثنتين وثمانمائة ورجع معه إلى القاهرة ثم حج في سنة أربع وجاور سنة خمس فلقيه شيخنا في آخرها مستمراً على ما يعهده من الخير والعبادة والتخريج والافادة وحسن الخلق وخدمة الاصحاب وخرج وهو بها للحافظ الجمال بن ظهيرة معجماً وبالقاهرة للمجد إسماعيل الحنفي مشيخة؛ واستمر مجاوراً بها من تلك السنة نحو سبع سنين متوالية غير أنه كان زار المدينة من مكة ثلاث مرار وزار الطائف مرة ولما حج في سنة إحدى عشرة توجه مع قافلة عقيل إلى الحسا والقطيف لالزام بعض أصحابه له بذلك وركب البحر إلى كنباية من الهند ثم رجع إلى هرموز ثم جال في بلاد المشرق فدخل هراة وسمرقند وغيرهما وصار يرسل كتبه إلى مكة بالتشوق إليها وإلى أهله وخرج الكثير لنفسه وغيره سوى ما تقدم فمما خرجه لنفسه المتباينات قال شيخنا في أنبائه فبلغت مائة حديث، وقال في معجمه أنه رام إكمالها مائة فرأيت بخطه تسعين وأحاديث الفقهاء الشافعية، ومما خرجه لغيره ما عمله للزين أبي الفرج بن الشيخة وهو أربعون حديثاً من مسموعه في الأدعية والأذكار سماها شعار الأبرار؛ ولست الفقهاء ابنة أخي الحافظ عماد الدين بن كثير أربعين حديثاً عن أربعين صحابياً عن أربعين شيخاً من شيوخ مشايخ الأئمة الستة عن أربعين شيخاً أجازوا لها، وحدث كل منهما بذلك؛ ونظم الشعر الوسط ثم جاد شعره في الغربة وطارح شيخنا مراراً بعدة مقاطيع؛ وتخرج به جماعة كابن موسى والتقي بن فهد، وحدث باليسير، قال التقي الفاسي: انه صار يتردد من هرموز إلى بلاد العجم للتجارة وحصل دنيا قليلة ثم ذهبت منه ولم يتكسب مثلها حتى مات؛ قال وكان ماهراً في معرفة المتأخرين والمرويات والعوالي مع بصارة في المتقدمين ومشاركة في الفقه والعربية ومعرفة حسنة للفرائض والحساب والشعر، وله نظم كثير حسن وتخاريج حسنة مفيدة لنفسه ولغير واحد من شيوخه وأقرانه، قال وكان حسن القراءة والكتابة والأخلاق ذا مروءة كبيرة وديانة وقد تبصر في الحديث كثيراً بالزين العراقي وبولده الولي وبالحافظ الهيثمي وبمذاكرة الحذاق من الطلبة والنظر في التعاليق والكتب حتى صار مشهور الفضل؛ وسمعته يذكر أنه سمع حديث السلفي متصلاً بالسماع على عشرة أنفس وحديث الحجار على أزيد من أربعين نفراً من أصحابه ولم يتفق لنا مثل ذلك، سمعت عليه بقراءة صاحبنا الحافظ ابن حجر شيئاً يرويه من حديث السلفي متصلاً مما قرأه الحافظ على مريم بإجازتها من الواني شيخ شيخه وشيئاً من حديث الفخر بن البخاري بإجازته العامة للموجودين بدمشق من ابن أميلة؛ وكان بها حين الاجازة وذلك بقرية المبارك من وادي نخلة الشامية؛  
وسمعت منه أشياء من شعره لا تحضرني الآن وقرأ علي بعض تواليفي في تاريخ مكة وكثر أسفنا على فراقه ثم موته، وكان موته في آخر سنة عشرين ظناً غالباً بيزد من بلاد العجم في مسلخ الحمام عقب خروجه من الحمام قال وبلغنا نعيه بمكة في موسم سنة إحدى وعشرين، ووصفه شيخنا في معجمه بالمحدث المفيد الحافظ قال وله تعاليق وفوائد وما زال منذ طلب في ازدياد وهو أمثل رفقتنا مطلقاً وقد انتفعت بثبته وأجزائه؛ وقال انه سمع من لفظه جزءاً من حديث الاسواري عن حكايات الصقلي بسماعه له على أحمد بن أيوب بن المنفر أنابه الواني وهو الذي أشار إليه الفاسي، وأرخ وفاته فجأة في ذي الحجة سنة عشرين؛ ووصل الخبر بها في التي يليها فأرخه بعضهم فيها؛ وهو عند الفاسي وفي عقود المقريزي.
766 - خليل بن محمد بن محمد بن علي بن حسن غرس الدين الصالحي الحنبلي اللبان ويعرف بابن الجوازة - بجيم مفتوحة ثم واو مشددة بعدها زاي ثم هاء. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة على ما يقتضيه سماعه فإنه سمع في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة من أبي العباس أحمد بن العماد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد المقدسي الأول من أول حديث ابن السماك وكذا سمع من عمر بن أحمد الجرهمي وغيره وحدث سمع منه الفضلاء ولقيته بصالحية دمشق فقرأت عليه الجزء المعين وغيره، وكن خيراً مثابراً على الجماعات مقبلاً على شأنه. مات في ذي القعدة سنة تسع وخمسين بالصالحية؛ ودفن بسفح قاسيون. ومضى أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن شعبان الصالحي العطار ويعرف بابن الجوازة. وسيأتي في محمد بن محمد بن علي بن محمد بن شعبان وهما أخوان، وكان أولهما عم صاحب الترجمة والآخر أبوه. وحينئذ فحسن في نسبه غلط.
767 - خليل بن محمد بن محمد بن محمود صلاح الدين بن ناصر الدين بن شمس الدين ابن نور الدين الحموي الشافعي عم الجمال محمد الآتي ويعرف بابن السابق. ولد بعيد الثمانين وسبعمائة تقريباً بحماة، ونشأ بالمعرة لكون أبيه كان مباشراً بها فحفظ القرآن عند الشيخ يوسف الذي ولي قضاءها بعد والتنبيه على قاضيها وعالمها الملحة في النحو والمتقنة في الفرائض، وتدرب في توقيع الانشاء بقريبه الناصري بن البارزي وفي الحساب بالشرف موسى مستوفي حماة فبرع فيهما جداً؛ وترقى في المحاسن حتى صار من أفراد زمانه ديانة وعقلاً وجودة ومروءة ومكارم أخلاق وعفة وعظمة عند الملوك؛ وقد باشر نظر الديوان بحماة فكان النواب من تحت أمره ولا يتقدمه أحد عندهم؛ ومكث في كتابة سرها خمساً وعشرين سنة، واستقر به الظاهر جقمق لسابق خصوصية له به في نظر جيش حلب فباشرها نحو خمسة أشهر ثم استعفى، ورجع إلى بلده فأقام بها بطالاً نحو سنة؛ ثم ولاه الظاهر أيضاً كتابة السر بدمشق في أوائل سنة أربع وأربعين فباشرها نحواً من ثلاث عشرة سنة، وحمدت مباشراته كلها حتى قال الونائي أنه رجل صالح والله رافقته بدمشق مدة فما سمعته قط يتكلم في دار العدل إلا بما يخلصه من الله تعالى، وقال لي ابن أخيه والله ما أعلم أنه غش مسلماً ولا استشاره أحد إلا وأشار عليه بما يشير به على نفسه؛ وذكر لي من أوصافه ما يشهد لوفور رياسته وديانته، وقال غيره أنه كان من محاسن الدنيا لما اشتمل عليه من الحشمة والرياسة والتواضع والبشاشة والدين مع حسن الشكل. مات منفصلاً عن كتابة السر بعد مرض طويل في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين ودفن بمقبرة باب الصغير؛ وكانت جنازته حافلة رحمه الله وإيانا. وغلط من سماه محمداً.
 
768 - خليل بن محمد بن يعقوب بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن سليمان العباسي القاهري ابن أخي أمير المؤمنين العز عبد العزيز الآتي. ولد في المحرم سنة إحدى وخمسين وقدم مكة للحج بحراً في شوال سنة سبع وتسعين فاجتهد في العبادة منفرداً متجرداً على طريقة التواضع والخير والأدب وصحبته صاحبنا الشهاب القسطلاني وتكرر اجتماعي معه في الطواف وغيره، وأعلمني أنه لم يحج أحد من الخلفاء المصريين وأبنائهم إلا يحيى بن المستعين بالله العباسي الآتي.
769 - خليل بن محمد الجندي الصوفي بالخاتونية المقرىء جمع السبع على الشرف خادم السميساطية وأقرأ. مات في صفر سنة ثلاث عشرة، أرخه شيخنا في أنبائه.
770 - خليل بن هرون بن مهدي بن عيسى بن محمد أبو الخير الصنهاجي الجزائري المغربي المالكي نزيل مكة. اشتغل ببلاد الغرب بالعربية وغيرها، ولقي هناك جمعاً من العلماء والصلحاء فحفظ عنهم وعمن لقيه بالديار المصرية والشامية والحجازية أخباراً حسنة من حكايات الصالحين، وانقطع بمكة نحو عشرين سنة وتزوج بها زينب ابنة اليافعي، وقرأ بمكة الكثير على ابن صديق والزين المراغي والقاضي على النويري والشريف عبد الرحمن الفاسي وأبي اليمن الطبري وغيرهم؛ وبالمدينة على إبراهيم بن فرحون وسليمان السقا وجماعة وببيت المقدس على أبي الخير بن العلائي والشيخ محمد بن أحمد بن محمد القرمي، وعلي بن محمد بن أحمد البعلي وإبراهيم ومحمد ابني إسماعيل القلقشندي وطائفة بالقاهرة على السراج البلقيني وباسكندرية على عبد الله بن أبي بكر الدماميني ومحمد بن يوسف بن أحمد السلار، وكان قد قرأ بتونس على ابن عرفة، وأجاز له خلائق وخرج له رفيقه الجمال بن موسى فهرستاً لبعض مسموعاته والتقط هو ما في الكتب من الأحاديث القدسية وجمع كتاباً في الاذكار والدعوات سماه تذكرة الأعداد لهول يوم المعاد وهو كتاب جليل الحسن كثير الفوائد واختصره. وذكره شيخنا في معجمه باختصار جداً فقال اشتغل بالعلم وقرأ الحديث لقيته بمكة قديماً وسمعت من فوائده انتهى. وأغفله الفاسي من تاريخ مكة وبيض له المقريزي في عقوده فاستدركه ابن فهد على أولهما. ومات في ثامن رمضان سنة ست وعشرين بالمدينة النبوية ودفن بالبقيع وقد قارب الستين.
خليل بن أبي الهول. في ابن أبي البركات.
771 - خليل بن يعقوب بن إبراهيم التاجر صهر أخي أبي بكر ووالد أحمد الماضي. كان منجمعاً على الناس مقبلاً على معيشته وشأنه مسيكاً مع نوع توسعة. مات في سنة إحدى وسبعين عفا الله عنه.
772 - خليل بن الوزير جمال الدين بن بشارة الدمشقي. كان شاباً فطناً ذكياً محباً للتاريخ جمع تاريخاً وكان يؤرخ الحوادث ويضبطها ويذاكر بأشياء حسنة إلا أنه مقبل على اللهو. مات قبل الكهولة في سنة خمس عشرة. ذكره شيخنا في أنبائه.
773 - خليل الغرس الكناوي - نسبة لكفر كنا - الدمشقي الشافعي أظنه المعروف باللدي فإن يكنه فقد ولي مشيخة الاقراء بجامع بني أمية بعد الزين خطاب وكذا بدار الحديث الأشرفية وأم بمقصورة الجامع نيابة وتلقي ذلك عنه بعد موته الشهاب الرملي وكان قد أخذ العشر عن الشمس بن النجار ولازمه؛ وشرح قصيدة ابن الجزري في التجويد وأكثر الاشتغال في المعقولات حتى برع فيها وأقرأ الطلبة.
774 - خليل غرس الدين المقدسي الأصل ثم الدمشقي الذهبي المقرىء ممن لازم عبد النبي المغربي بل أخذ عن البقاعي حين كان بدمشق كتب عنه البدري في مجموعه قوله:

كريم الدين لا تبخـل بـوصـلٍ

 

ورق لعبد رق فيك مضـنـى

ويا قلبي ويا كبدي اسعـفـانـي

 

إذا لم يرضني عـبـداً فـأنـي

خليل الأذرعي. في ابن عبد اللّه.

 

خليل البابرتي. في ابن عبد الله.

775 - خليل التوريزي نائب اسكندرية ويعرف بالشجاري، انفصل عن النيابة في سنة ست عشرة وثمانمائة أو بعدها بالبدر حسن بن محب الدين الطرابلسي. خليل صاحب شماخي. في ابن إبراهيم. خليل اليوسفي المهمندار. يأتي في قانباي.
776 - خميس جرباش الحسني مولى السيد حسن بن عجلان القائد المكي. مات خارج مكة في رمضان سنة تسع وأربعين وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها. أرخه ابن فهد
777 - خنافر بن عقيل بن وبير الحسني أمير الينبوع. وليها بعد هجان بن محمد بن مسعود بعد سنة ستين ثم انفصل بسبع بن هجان ثم أعيد إلى أن قتل في مناطحة بينه وبين سبع في سنة خمس وسبعين.
778 - خير بك وقد تثبت فيه الألف بعد المعجمة من حتيب لا حديد كما هو على الألسنة الأشرفي برسباي: صار من بعد أستاذه في أيام ولده خاصكياً وخازنداراً صغيراً ثم قربه الظاهر جقمق لديانته إلى أن جعله في أواخر دولته دواداراً صغيراً ثم جعله الأشرف أمير عشرة ثم الأشرف قايتباي وكانت بينهما خصوصية أمير طبلخاناه ثم صيره أحد المقدمين، فلما قتل الدوادار يشبك من مهدي سأل في اقطاع تقدمته مع وظيفته فحنق منه إما لعلمه بما كان بينهما من التنافر حين نقض ما كان انبرم مع سوار حتى أذعن للنزول إليهم وأدى ذلك إلى لكم الدوادار له بحيث سقطت بخفيفته ولم ينتطح فيها شاتان أو لغير ذلك ثم بعث إليه في الحال نفقة الخروج إلى السفر فقبلها لظنه اجابته فيما سأل فيه وتصرف في معظمها فلم يحقق المنع امتنع من السفر وشافه السلطان بما زاده منه حنقاً ثم توجه إلى قريب جامع قيدان بالسبيل الذي أنشأه هناك فأقام بناءً على أنه يترك ويخلي سبيله، وبلغ السلطان فبعث من أحضره إليه، ثم أودعه البرج واستحضر بركه ويرقه فلم ير كبير شيء فسأله عن المال الذي بعث به إليه ووبخه في الملأ وهو مع ذلك قوي الجنان ثابت الجأش يتكلم بالمخاشنة حتى كان من كلامه أنا لا حاجة لي في الامرة ولا في الدخول فيما لا يعنيني فأعاده إلى البرج بسكن نائب القلعة وقال حينئذ لبعض أصحابه والمصحف بين يديه قد جعلت الأمر به في جانب وتركها وطلب الآخرة في جانب واستخرت الله مراراً فلم ينشرح خاطري لغير الترك ولما قال ما تقدم أخرجه مقيداً في الحديد إلى دمشق صحبة الاتابك أزبك فسجن بقلعتها وقال لي لم أكن في حالة أرضى عن الله عز وجل فيها من تلك، إلى أن أفرج عنه وبعث بإكرامه واحترامه ورسم لعائلته هنا بخمسمائة دينار وله من قلعة دمشق بألف دينار وأن يتوجه لمكة فتوجه لها صحبة الركب الشامي فوصلها وكنت هناك فأقام بها على طريقته في العبادة الزائدة والاشتغال بالذكر والمذاكرة؛ وفي أثناء ذلك توجه لزيارة الطائف وأجهد نفسه في الطواف والقيام إلى أن تعلل بمرض حاد مدة طويلة ثم دخل عليه الاسهال، ومات في منتصف ربيع الأول سنة سبع وثمانين ودفن بالمعلاة؛ وكان قد كتب الخط الجيد واشتغل بالقراءات وبالفقه وأصول الدين، وكان يفهم فيه في الجملة لكن ربما توغل وأبرز أمثلة لو سكت عنها كان أولى به؛ وحرص كل الحرص على أذكار وأوراد وألفاظ يأتي بها ملحنة ويستعمل الأولاد ونحوهم في حفظها، كل ذلك مع العقل ومزيد الديانة والصدع بالحق والشجاعة والسياسة والتدبير ومحبة العلم والعلماء والصالحين ومزيد الأدب معهم والتودد إلى الناس والكرم والبر وحسن السمت والفصاحة والبهاء، ومحاسنه كثيرة وهو فرد في أبناء جنسه ومن آثاره السبيل الذي أنشأه والمسجد والمكتب بالقرب من جامع الماس والجامع الأنيق بزقاق حلب. وكذا بيت سكنه به وما اخترعه بمقعده من الوزرات الرخام الدقي والعمد المموهة زيادة على المعتاد والمكان الذي عمله بالفيوم وسماه بالروضة اشتمل على مزدرع قصب وفاكهة وبستان عظيم ومعصرة قصب وطاحون فاسي يدور بالماء بدون دواب، وصار بلداً به مكاتب أطفال وغيرها وفيه خطبة واجراؤه الماء بخليج كمل حفره ووسعه وصار متصلاً من اليماني إلى المحلة قبل أوائل جريانه بشهرين، وانتفع الناس به كثيراً، إلى غير ذلك من الدروس بالحرمين والقرب بهما وبغيرهما مما لم يشترك معه غيره فيها، وقد جلست معه كثيراً بل وحضر عندي عدة مجالس بمكة كان يجلس فيها بدون حائل ويمنعني من ذلك رغبة في مزيد الأدب وتعظيماً للعلم وحملته وأحسن إلي بما يثيبه الله عليه مع الاعتذار، وقد تزوج خديجة ابنة الاتابك جرباش وأمها خوند شقرا ابنة الناصر وله منها الست فاطمة صاهره عليها جانبك حبيب وبواسطتها كان أمر صدقاته منتظماً بعض انتظام وماتت أمها في حياته وتزوج حظية الظاهر جقمق وماتت بعد إخراجه من القاهرة في سنة ست وثمانين. وترجمته عندي أبسط من هذا رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
 
779 - خير بك الأشرفي برسباي البهلوان. تأمر عشرة في دولة إينال ثم نفاه الظاهر خشقدم إلى البلاد الشامية ثم صار من مقدمي دمشق. ومات في وقعة سوار في شوال سنة ثلاث وسبعين وهو في عشر الستين.
780 - خير بك الأشرفي. استقر في نظر الحرمين ونيابة القدس بعد دقماق.
781 - خير بك الأشرفي اينال أحد العشرات ويعرف بغمغم. مات في طاعون سنة سبع وتسعين.
782 - خير بك الظاهري خشقدم. أصله من مماليك سودون قرقاش فاشتراه الظاهر في أيام إمرته وعمله بعد مدة خازنداره ولما تسلطن جعله من جملة الخازندارية الصغار ثم أمره عشرة ودام به على الخازندارية إلى أن نقله إلى الدوادارية الثانية في شوال سنة سبعين عوض جانبك كوهيه، وسافر فيها أمير المحمل بعد أن تزوج ابنة الجمالي ناظر الخاص بن كاتب حكم واستولدها وحجت معه، وصار هو والشهباني حفيد العيني المرجع بحيث كانا كفرسي رهان بل كان عند موت أستاذه عظيم الممالك الظاهرية الخشقدمية والمتكلم عنهم ولذا كانت ولاية الظاهر بلباي برأيه وتدبيره ولم يكن له معه في مدته سوى الاسم ثم نقله الظاهر تمربغا للدوادارية الكبرى فكافأه بالوثوب عليه وأخذ أتباعه ممحاة الملك والدرقة منه وسلموهما لصاحب الترجمة وأجلسوه موضع السلطان وقيل إنه سلطنوه وقبلوا له الأرض ولقبوه بالعادل ونزل إلى الاسطبل السلطاني بخجداشيته الاجلاب مترقباً من يجيئه من غيرهم ممن كان متواعداً معه فخذلوه فغير نقابه والتفت إلى جهة الظاهر حين علم العجز والغلبة كل ذلك ليلاً وكف عنه الظاهر من رام قتله ولكن حبسه بالخزانة الصغيرة من المقعد وما تحرك إلا والأشرف قايتباي سلطاناً وبادر لحبس خير بك بالركب خاناه وأخذ في جلب الأموال من قبله ثم أرسل به إلى اسكندرية فسجن بها إلى أن أنعم عليه بالتوجه لمكة فأقام بها مدة على خير من اشتغال ونحوه ثم شفع فيه ليكون ببيت المقدس فأجيبت وبلغ اصهاره ضعفه فتوجه إليه ناظر الجيش وأخوه ومعهما أختهما زوجته لتقيم عنده فكان وصولهم إلى بلد الخليل في أوائل ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وثمانمائة فطرقهم الخبر بأنه على خطر فأسرعوا إليه فأدركوه بآخر رمق فأقاموا عنده يوماً أو يومين ومات، وقد كنت في ركبه متوجهاً إلى مكة حال عزه فرأيت منه إكراماً ومزيد أدب وحسن عشرة وفهم عفا الله عنه.
783 - خير بك القصروي. صار بعد موت أستاذه من جملة المماليك السلطانية إلى أن ولاه الأشرف اينال ولاية القاهرة فتمول بحيث سعى في نيابة القلعة حتى وليها ثم في نيابة غزة فلم تطل مدته فيها، ونقل إلى نيابة صفد فلم يلبث أيضاً أن انفصل عنها لعدم وفائه بما وعد به في هذه الولايات ونقل إلى إمرة بطرابلس، ثم وقعت له محن وتخومل وافتقر إلى أن مات.
784 - خير بك المؤيدي شيخ الأجرود. صار بعد أستاذه خاصكياً إلى أن نفاه الأشرف إلى الشام حمية لجانبك اليشبكي جحا ثم أنعم عليه بإمرة هناك ثم جعله الظاهر من مقدميها ثم اتابكها ثم أمسكه في سنة ست وخمسين وحبسه لأمر اقتضاه ولم يلبث أن أطلقه، وأقام بدمشق بطالاً إلى أن طلبه فألبسه نيابة طرسوس وهو متكره ثم أعفاه إلى أن أعطاه تقدمة دولات بأي المؤيدي واستمر حتى مات بعد مرض طويل في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وهو في حدود الستين بدراه المواجهة لمصلى المؤمني وصلى عليه بالمصلي المذكور ولم يحضر السلطان ولا ابنه.
785 - خير بك المؤيدي شيخ الأشقر. كان من صغار المماليك المؤيدية وطالت أيامه في الجندية وأمراء الاخورية الصغار إلى أن عمله الظاهر جقمق من الدوادارية الصغار ثم أمير عشرة ثم من رءوس النوب، وحج أمير الأول وقتاً ثم صيره الأشرف اينال أميراخور ثاني حتى مات في مستهل شعبان سنة ثلاث وستين وقد جاز الستين.
786 - خير بك النوروزي نوروز الحافظي. مات بعد عزله عن نيابة صفد ثم توجهه إلى دمشق أميراً بها في أوائل ذي الحجة سنة خمس وستين بدمشق؛ وكان قد ولي عدة ولايات مثل أتابكية غزة ثم صفد كل ذلك بالبذل وإلا فمرتبته فيما قيل لم تبلغ ذلك عفا الله عنه.
787 - خير بك أمير ناب في غزة وأعطى تقدمة قتل في سنة أربع عشرة أرخه شيخنا في أنبائه  
788 - خير الذهبي معلم الدلالين بجدة، كان مولى لنائبها جانبك فإنه اشتراه من سيده أحد أهل دار الضرب لما ادعاه حين معلميته؛ وله بمكة داران حبس إحداهما على معتقيه مع إنهماكه وميله للضعفاء. مات بها في المحرم سنة ثمان وستين.

حرف الدال المهملة

789 - داود بن إبراهيم الصيرفي والد نور الدين علي الحنفي. كان صيرفي المفرد والدولة معاً ثم اقتصر به على الدولة واستمر حتى مات في رجب سنة ثلاث وخمسين، ولعله كان خيراً من ولده.
790 - داود بن أحمد بن سبأ صارم الدين الوصابي الأصل اليمني المكي السقطي أحد أصحاب عمر العرابي والقائم بعده في حلقته بالحرم بعد موت موسى الجبرتي القائم عن شيخهما؛ وله فيه مدائح كثيرة إلى أن توفي سنة ثلاثين ودفن بالقرب منه، وكان سقطياً يتكسب ببيع السفط بسوق الندا ضعيف الحال إلى أن صحب المشار إليه واتفق انه وقعت له هفوة فجعل عليه شيخه نحو خمسين مثقالاً للفقراء فبذلها بطيب نفس وفرقت عليهم فعادت عليه بركته ولم تتم السنة حتى ربح في سقط بائر كان عنده حملة فاتسعت دائرته وصار لا يرد فقيراً من عطاء أو قرض ويتمنى أن شيخنا يأخذ مثل لما شاهده من البركة. ذكره ابن فهد.
791 - داود بن أحمد بن علي بن حمزة نجم الدين البقاعي الدمشقي ثم الصالحي الحنبلي الشاهد. ولد بعد العشرين ثم بلغني أنه حرره سنة أربع وعشرين، وسمع على الحجاز ثلاثة مجالس من أمالي أبي جعفر بن البختري وحدث به قرأته عليه. ومات في شعبان سنة ثلاث. قاله شيخنا في معجمه وتبعه المقريزي في عقوده.
792 - داود بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن عبد الله البيضاوي المكي الزمزمي أخو أبي الفتح وأحد المؤذنين العريضي الأصوات. مات بمكة عن إنابة في المحرم سنة إثنتين وثمانين سامحه الله.
793 - داود بن أبي بكر بن بهادر السنبلي أمير زبيد. مات سنة ثلاثين.
داود بن داود بن محمد القلتاوي. يأتي في ابن محمد.
794 - داود بن سليمان بن حسن بن عبيد الله أبي زيادة أبو الجود بن أبي الربيع البنبي ثم القاهري المالكي البرهاني ويعرف بأبي الجود. ولد في سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة أو قبلها بقليل ببنب من الغربية بالقرب من جزيرة بني نصر، ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والرسالة والمختصر الفرعي أيضاً وألفية ابن مالك ثم انتقل إلى القاهرة فلازم الاشتغال في الفقه والفرائض والعربية وغيرها؛ ومن شيوخه في الفق الشهاب الصنهاجي وقاسم بن سعيد العقباني المغربي والجمال الاقفهسي والزين عبادة والبساطي وعن الأولين والسراج قاري الهداية أخذ العربية أيضاً، وعن الأول فقط أصول الدين أيضاً. وكذا أخذه مع البيان والمعاني عن الجلال الحلواني وأخذ الفرائض عن الشمس الغراقي والاخوين الشهاب والشمس الطنتدائيين بل والزين البوتيجي فيما بلغني وأصول الفقه عن القاياتي في آخرين فيها وفي غيرها. وحج في سنة ثلاث وثلاثين وصحب بعض الخلفاء بمقام البرهان إبراهيم الدسوقي فاختص به ونسب لذلك برهانياً، ولم نر له سماعاً على قدر سنه والذي وجدته بخط شيخنا أبي النعيم المستملي انه سمع البخاري ومسلماً على أحد شيوخه السراج قاري الهداية. وكذا سمع على شيخنا وغيره وبرع في الفرائض وشارك في ظواهر العربية وغيرها؛ وتصدى للتدريس والافتاء فانتفع به الطلبة خصوصاً في الفرائض بحيث أخذ ذلك عنه جمع من الأكابر، وأملى على مجموع الكلائي شرحاً مطولاً فيه فوائد وكذا كتب على الرسالة شرحاً فيما أخبرني به بعض جماعته، ودرس بالمنكوتمرية والبديرية والبرقوقية للمالكية وبغيرها؛ وخطب ببعض الجوامع بظاهر القاهرة وولي مشيخة الصوفية بمسجد علم دار بدرب ابن سنقر بالقرب من باب البرقية، واعتمدت فتياه في الكف عن قتل سعد الدين بن كير القبطي؛ مع قيام قاضي المالكية وغيره في قتله لكن بمعاونة العز قاضي الحنابلة حمية لقريبه أبي سهل بن عمار كما بسطت الحكاية في الوفيات وغيرهما؛ وتعاني تحصيل الكتب وربما اتجر فيها على المغاربة والتكاررة ونحوهما، وكان خيراً ديناً ثقة مأموناً متواضعاً متودداً كريماً مشاراً إليه بالصلاح على طريقة السلف يعقد القاف مشوبة بالكاف. عرضت عليه بعض محفوظاتي وسمعت بعض دروسه واستجزناه لأجل اسمه. مات في ربيع الأول سنة ثلاث وستين؛ وذلك بمنزله بالقرب من رحبة العيد؛ وصلى عليه في يومه بباب النصر في جمع كثير من القضاة والمشايخ والطلبة وكثر ثناؤهم بالخير عليه، ولم يخلف في الشيوخ من يوازيه في الفرائض رحمه الله ونفعنا به.
795 - داود بن سليمان بن عبد الله الزين الموصلي ثم الدمشقي الحنبلي. ولد تقريباً سنة أربع وستين وسبعمائة، وسمع بقراءة الشيخ علي بن زكنون على الجمال ابن الشرائحي الشمائل للترمذي أنابها الصلاح بن أبي عمر بل كان يذكر أنه سمع على ابن رجب الحافظ شرحه للاربعين النووية ومجلساً في فصل الربيع من لطائفه مع حضور مواعيده وأنه سمع على الشهاب بن حجي صحيح البخاري وكتبا سماها، وقد حدث كتب عنه بعض أصحابنا، وكان شيخاً صالحاً فاضلاً. مات في سنة أربع وأربعين. أرخه ابن اللبودي.
796 - داود بن سيف أرغد صاحب الحبشة ويقال له الحطي. مات في سنة اثنتي عشرة، واستقر بعده ابنه تدرس.
 
797 - داود بن عبد الرحمن بن داود علم الدين أبو عبد الرحمن بن الزين الشوبكي الكركي القاهري ويعرف بابن الكويز تصغير كوز. كان أبوه كاتباً عند طنبغا الحموي حين كان نائب حلب، ثم ترقى فنشأ على الكتابة؛ وسكن طرابلس ثم اتصل بخدمة شيخ. فلما كان على نيابة حلب ولاه نظر جيشها فباشره مدة إقامة شيخة فيها ثم توجه في خدمته؛ وكان معه على حصار حماة فراعى له ذلك بحيث أنه لما تسلطن استقر في نظر الجيش بالديار المصرية، وكان فيما قاله ابن خطيب الناصرية إنساناً حسناً عاقلاً ساكناً محباً في العلماء والفقراء وبني بحلب مكتباً للأيتام. واستقر به بعد المؤيد في كتابة سر مصر ولم يزل يباشرها حتى مات بالقاهرة في أول يوم من رمضان سنة ست وعشرين، وأرخه شيخنا في صبيحة يوم الاثنين سلخ رمضان بمنزله في بركة الرطلي بعد أن طال مرضه، قال غيرهما ولم يبلغ الخمسين، ودفن بتربة كمشبغا الحموي بالصحراء خارج باب البرقية عند أخيه صلاح الدين، وحضر جنازته جميع الأمراء والأعيان والقضاة والمباشرين وخلف شيئاً كثيراً من سائر الأصناف وولداً ذكراً وزوجة هي ابنة الناصري ابن البارزي التي صارت خوند، واستقر في كتابة السر بعده قريبه الجمال يوسف ابن الصفي الكركي الذي كان أبوه من نصارى الكرك وتظاهر هو ووالد العلم هذا بالاسلام في الواقعة المشار إليها قريباً. وصولح ولد صاحب الترجمة بعد موته على أربعين ألف دينار. قال شيخنا وكنت عدته في نصف رمضان فوجدته صحيح العقل والبدن لا يشكو ألماً ولكن غلب عليه الوهم بحيث أنه كان في أثناء كلامه يجزم بأنه ميت من تلك الضعفة، وكانت أمور المملكة في طول مدة مرضه لا تصدر إلا عن رأيه وتدبيره، وكان يجتمع بالسلطان خلوة ويذكر أنه إذا ركب ينادي بالركوب وكذلك إن دخل الحمام أو جامع، قال وكان أبوه من أهل الشوبك ثم سكن الكرك وهو نصراني يتعانى الديونة واسمه جرجس، فلما كان سنة سبع وستين ضيق يلبغا على جميع النصارى الملكية خصوصاً الشوابكة واتهموا بأنهم مالؤا الفرنج حتى هجموا على اسكندرية فأسلم هو وكثير منهم وتسمى عبد الرحمن وخدم نائب الكرك وتقرب منه حتى قرره في كتابة سرها ثم تحول إلى حلب فخدم كمشبغا الكبير وقدم معه للقاهرة صاحب ديوانه، ورأيته شيخاً طوالاً كبير اللحية؛ ونشأ ابنه علم الدين هذا ترفاً صلفاً مسعود الحركات فصاهر ابن أبي الفرج، وكان أخوه جليلاً أسن منه؛ ثم اتصل بشيخ حين كان نائب طرابلس فخدمه بها ثم بدمشق ثم بحلب؛ ثم قدما معه القاهرة فعظم شأنهما وكبير قدرهما؛ وباشر علم الدين نظر الجيش بطرابلس ثم بدمشق، وامتحن هو وأخوه في وقعة صرخد وصودرا ثم لما تسلطن المؤيد تقرر في نظر الجيش ثم اختص بالظاهر ططر واستقر به في كتابة السر عوضاً عن الكمال ابن البارزي كما استقر الكمال في نظر الجيش عوضه؛ وكان يتدين ويلازم الصلاة ويصوم تطوعاً ويتعفف عن الفواحش ويلازم مجالسة أهل الخير مع طول الصمت، فكان يستر عواره بذلك إلا أنه لما ولي كتابة السر افتضح للسكنة فيه وعدم فصاحة، وضبطت عليه ألفاظ عامية ومع ذلك فكان وقاره وحسن تدبيره وجودة رأيه يستر عورته، ومن فعلاته المستحسنة أنه لما كان بشقحب صحبة الظاهر راجعاً إلى مصر استأذنه في زيارة القدس فتوجه من طريق نابلس؛ فشكا إليه أهل القدس والخليل ما أضر بهم من أمر الجباية وكانت لنائب القدس وتحصل منها لفلاحي القرى إجحاف شديد ويتحصل للنائب الوف دنانير ولمن يتولى استخراج ذلك ضعفه فلما رجع استأذن السلطان في إبطال هذه المظلمة فأذن له فكتب بها مناشير وقرئت بالقدس والخليل فكثير الدعاء له بسبب ذلك، ومن مضحكاته أن بعض الفقهاء صلى به فقرأ بعد الفاتحة سبحان ربك رب العزة عما يصفون الآية فقال ما علمت أن الصلاة تصح بالدعاء إلا الآن. وأنه رأى مع بعضهم التنبيه في الفقه فقال اسم هذا الكتاب عجيب البنية في القفة وهو في ابن خطيب الناصرية وعقود المقريزي.
798 - داود بن عبد الصمد القرشي الكردي العجمي المجذوب نزيل مكة. مات بها في ليلة الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وستين. أرخه ابن عزم وذكره ابن فهد مقتصراً على اسمه وتاريخ وفاته وقال كان عالماً مباركاً ممن درس بالمسجد الحرام ثم حصل له خلل في عقله واستمر حتى مات.
 
799 - داود بن عثمان بن علي النظام الهاشمي العدني التاجر. ممن كان يتردد من عدن لمكة في التجارة ثم انقطع بمكة نحو عشرين سنة مع سفره منها للقاهرة مرتين وكثرت إقامته بجدة لخدمة أصحابه للتجار وبها مات في صفر سنة سبع وعشرين ودفن بها، وكان فيه خير وأمانة. ذكره الفاسي.
800 - داود بن علي بن بهاء الدين شرف الدين الكيلاني التاجر الخواجا والد سليمان وعلي ومحمد. مات وهو من أبناء السبعين باسكندرية في الطاعون في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد وقال إنه كان وجيهاً في التجارة استقربه الأشرف في سنة خمس وثلاثين شاد جدة ثم في سنة سبع وثلاثين ناظر المسجد الحرام عوضاً عن أبي السعادات فأنكر ذلك أهل مكة ولم يمنه السيد بركات من التحدث وأقام عوضه سودون شاد العمائر، وأنه أوصى عند موته على بنيه ولده علي فمات بعده بأيام قلائل.
801 - داود بن علي بن سعدون التجيبي الجزيري. مات سنة أربع.
802 - داود بن علي بهاء الدين الكردي الشافعي نزيل حلب. قرأ بها الفقه على العلامة الزين أبي حفص الباريني، وكان خيراً ديناً معدوداً من أعيان فقهائها مديماً لتلاوة القرآن والتكسب مع العدول. مات في كائنة التتار بحلب سنة ثلاث. ذكره ابن خطيب الناصرية واختصره شيخنا.
داود بن علي الغماري. يأتي في ابن موسى.
803 - داود بن عمر بن أبي بكر الشيرازي. ممن سمع مني بمكة.
804 - داود بن عيسى بن عمر شيخ هوار. ممن حج في موسم سنة ثلاث وتسعين وأحسن لفقراء الحرمين وغيرهم.
805 - داود بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد بن حسين المعتضد بالله أبو الفتح بن المتوكل على الله الهاشمي العباسي المصري أحد الأخوة وشقيق سليمان الآتي. بويع بالخلافة بعد خلع أخيه المستعين بالله أبي الفضل العباس في يوم الخميس سادس عشر ذي الحجة سنة ست عشرة وثمانمائة واستمر دهراً، وكان خليقاً لها بدون مرافع كريماً عاقلاً سيوساً ديناً متواضعاً حلو المحاضرة محباً في العلماء والفضلاء مع جودة الفهم والميل إلى الأدب وأهله والمحاسن الجمة ولما سافر مع الأشرف إلى آمد كان كثير الامداد لشيخنا والاهداء له فكتب له شيخنا بقوله:

يا سيداً ساد بني الـدنـيا فـهـم

 

تحت لوائه الكريم المنـعـقـد

أمددتني فضلاً وشكري قاصـر

 

فإن أردت الشكر مني فاقتصـد

أشبهت عباس الندى في المحل إذ

 

أطاعه الغيث وكان قـد فـقـد

إلى أبي الفضل انتهى الجود وفي

 

أولاده بـقـية فـسـل تـجـد

ماجد حتـى حـاز جـود جـدّه

 

إلا أمير المؤمنين المعـتـضـد

مات في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وقد قارب السبعين بعد مرض طويل وصلى عليه بالسبيل المؤمني بحضور السلطان فمن دونه، ودفن بالمشهد النفيسي رحمه الله؛ واستقر بعده في الخلافة شقيقه سليمان.
806 - داود بن محمد بن علي القلتاوي الأزهري المالكي. ولد بقلتا قربة من المنوفية وقدم بعد بلوغه القاهرة فقطن الأزهر وحفظ القرآن وابن الحاجب الفرعي والأصلي والرسالة لابن أبي زيد وألفية النحو، وأخذ عن أبي القسم النويري والزين طاهر وأبي الجود، وكذا أخذ في الأصول والعقليات وغيرها عن التقيين الشمني والحصني والاقصرائي، وجد في المطالعة والتحصيل بحيث شارك في الفقه والعربية وغيرهما مع جموده ويبسه، وحافظته أشبه من فاهمته وكتابته أحسن من عبارته؛ وسمع ختم البخاري في الظاهرية القديمة. وكتبته هناك غلطا داود بن داود بن محمد. وقد سألني عن حديث كل الصيدفي جوف الفرا وكتبت له جواباً حافلاً سمعه مني؛ وقال قد سألت عنه كل الجماعة فما عرفوه، وكذا كتبه البقاعي عني وتصدى للاقراء قديماً فانتفع به صغار الطلبة؛ وكذا كتب على الفتيا وصار أحد شيوخ المالكية، حتى أن قاضي المذهب اللقاني رد على قاضي الجماعة يوم مجلس الكنيسة حين ذكر ما ينقضه بقوله بل هو من مدرسي الجامع من نحو عشرين سنة ونحو ذلك، وحج وتنزل في البيبرسية وسعيد السعداء وغيرهما بل تكلم في البرقوقية والسعيدية فما حمد تصرفه سيما مع عدم المراعاة وقلة المداراة ولم يلبث أن صرف وحوسب وباع بعض جهاته حتى وفى. ما كان استأداه وقاسى مالاً خير في شرحه ولولا مدافعة الدوادار عنه لكان الأمر أفحش؛ ورجع إلى حالته الأولى من الفاقة والتقلل والتقنع ولكن قوي النفس؛ ولقد أجاد الكتابة حين استفتى على من حسن جباية شهرين من الأماكن وصمم هو على عدم الدفع وما نهضوا لمدافعته ولم يلبث أن نسب لولده في الكيمياء عمل أو إيماء أو مخالطة، وبلغني أنه كتب شرحاً على كل من الرسالة والمختصر وابن الحاجب وكذا على إيساغوجي وغيرها وأنه عمل في النحو شيئاً ولما مات ابن تقي أعطاه الأستادار النيابة في تدريس الصالح عن ولد ابن عمار.
807 - داود بن محمد بن أبي القسم التزيلي الحكمي اليماني، وتزيل بالضم ثم معجمة مفتوحة من بني الحكمي. كان جليلاً مقيماً في جبل بقرية تسمى سعد بضمتين؛ له بها زاوية وأتباع مقبول الكلمة مقصوداً بالفتوح الذي يستمد منه لاطعام المقيمين تحت نظره والواردين عليه مع سلوك التواضع وتولى خدمة الفقراء بنفسه حتى أنه يباشر المجذمين ويفلي أثوابهم ويطعمهم بانشراح لذلك. ويحكي له كرامات وأحوال. مات بعد سنة سبعين بسعد، وخلف ابنين ابراهيم ومحمد؛ وممن أخذ عنه عيسى بن عوضه وحدثني بكثير من كراماته.
809 - داود بن ناصر الدين محمد بن السابق الحمصي. سمع من أبي الغيث محمد ابن عبد الله بن الصائغ وغيره بعض الصحيح أنا به الحجار، ولقيه ابن موسى الحافظ وشيخنا الموفق الأبي بحمص فأخذا عنه حديثاً من البخاري ومات.
810 - داود بن موسى ويقال ابن علي الغماري المالكي. عني بالعلم ثم لازم العبادة وتزهد وجاور بالحرمين أزيد من عشرين سنة وكانت إقامته بالمدية أكثر منها بمكة. مات في مستهل المحرم سنة عشرين، قاله شيخنا في أنبائه، وذكره الفاسي في مكة فقال: نزيل الحرمين عني في شبابه بفنون من العلم وتنبه في ذلك وصار على ذهنه فوائد ونكت حسنة يذاكر بها ثم أقبل على التصوف والعبادة وجد فيها كثيراً، وسكن الحرمين نحو عشرين سنة أكثرها بالمدينة حتى كانت وفاته بها وأظنه في عشر الستين. وله بمكة ابنة وملك. وكان كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وله في ذلك إقدام على الولاة وغيرهم؛ وبيننا مودة ومحبة رحمه الله.
811 - داود شهاب الدين اللاري. قال الطاوسي تعلمت منه في المبادىء مقدمات العلوم كالكافيتين وشروحهما وشرح الشمسية للقطبي وبعض الكشاف وغيرها، وهو ممن أخذ عن المحققين وأجاز لي مراراً منها في شهور سنة ثلاث.
داود الصيرفي والد النور على القاضي. في ابن ابراهيم.
داود الكردي. مضى في ابن عبد الصمد.
812 - داود المغربي التاجر. مات في صفر سنة أربع وخمسين وخلف أشياء كثيرة.
813 - داود المغربي نزيل رباط الموفق من مكة ورفيق هبة بن أحمد الآتي. مات في إحدى الجمادين سنة ثمان وستين.
814 - دراج بن معزي الحسني أمير الينبوع. استقر فيه في أواخر سنة سبع وثمانين عقب سبع الماضي نيابة عن صاحب الحجاز حين فوض أمره إليه، ورأيته إذ ذاك في سنة ثمان وتسعين.
 
815 - دبيس بن جسار بن سنان بن زاجح بن محمد بن عبد الله بن عمر أحد القواد العمرة بمكة وابن عم أحمد بن علي بن سنان الماضي. قتل بالحدبة في صفر سنة ست وأربعين.
816 - درويش الأقصرائي الأصل الخانكي. قيل إنه لقبه واسمه محمد أوغيني. كان صالحاً خيراً ديناً معتقداً، غير ملتفت لما في الأيدي ولا مدخر لشيء حتى الأكل والشرب بل مجرداً بحيث أنه كان إذا سافر للحج أو غيره لا يصحبه قصعة ولا غير ما يستر عورته ولا يطلب من أحد شيئاً بل إن جيء بشيء من أكل لا يتناول منه سوى ما يسد به رمقه ويترك الباقي، أفنى عمره في السياحة والحج كل سنة ماشياً؛ كل ذلك مع المعرفة والعقل والفصاحة في اللغة التركية، وفهم قليل في غيرها، وحسن الشكل، وكونه إلى الطول أقرب، منور الشيبة؛ ذا شعر أبيض برأسه، لا يغطي رأسه إلا نادراً. مات في ذي القعدة سنة سبع وخمسين بخانقاه سرياقوس، ودفن شرقيها وقبره يقصد بالزيارة من معتقديه رحمه الله.
817 - دريب بن أحمد بن عيسى الحرامي - بمهملتين - أمير حلي المدينة التي بين مكة واليمن على ساح البحر. قتل في حرب وقعت بينه وبين بني كنانة العرب النازلين بها سنة ثلاث، وكان شهماً كريماً، واستقر بعده أخوه موسى الآتي. قاله شيخنا في أنبائه؛ ثم ذكره في حوادث سنة عشر وأرخ قتله فيها وقال ان أخاه موسى كان شريكه في الامرة ولكن لا كلا له معه فلما قتل استقل موسى.
818 - دريب بن خلد بن قطب الدين الأمير قطب الدين الحسني صاحب جازان. كان نبيلاً جليلاً ذا مكارم ومحاسن محباً في الشعر ممدحاً مقصوداً بذلك وبالهدايا والتحف عند نهب خزائن الدولة الرسولية لأثابته بالجوائز السنية فاجتمع عنده من ذلك ما يفوق الوصف ولنه نهب بعد. مات في سنة ست وسبعين واستقر بعده ابنه الشهاب أحمد أبو الغوائر الماضي رحمهما الله.
دقماق الباسطي. هو أحمد بن محمد مضى.
819 - دقماق التركماني. باشر الدوادارية لشاذ بك حين كان نائب غزة فشكر؛ واستقر في نظر الحرمين ونيابة القدس بعد صرف العبد الصالح محمد بن النشاشيبي فظلم وعسف، وجيء به في سنة خمس وتسعين فخدم ورجع في خدمة الدوادار إلى أن صرفه في ربيع الثاني من السنة التي بعدها بخضر بك الاشرفي، وكان من أذاه أن رافع في الكمال بن أبي شريف.
820 - دقماق المحمدي الظاهري برقوق والد محمد الآتي. كان من عتقائه وخاصكيته في سلطنته الأولى ثم لما حبس بالكرك خدم هذا بعض الأمراء إلى أن ظهر أستاذه فلزم الانتماء إليه فلما عاد إلى المملكة صيره مقدماً ثم أعطاه نيابة ملطية ثم رجع إلى حلب بطالاً؛ فلما مات الظاهر قدم الديار المصرية فولا الناصر نيابة حماة سنة اثنتين وثمانمائة ثم كان ممن أمسكه تيمور في الفتنة إلى أن فرمن أسره وجاء الديار المصرية فولاه الناصر صفد ثم حلب في سنة أربع وثمانمائة، وهرب منها في سنة ست لما استشعر بالقبض عليه فقرر غيره في نيابتها فلم يلبث أن مات؛ فعاد دقماق إليها ففر منه حاجبا واستنجد بمن ساعده على محاصرته فما نهض دقماق لمقاومتهم لقلة من معه ففر إلى جهة التركمان وراسل يطلب الأمان فأجيب وأعطى نيابة حماة ثانياً إلى قتله جكم صبراً بظاهرها في رجب أو شعبان سنة ثمان ونفرت القلوب من قاتله، وكان أميراً جليلاً كريماً شجاعاً ذا شكالة مليحة وخلق حسن متواضعاً قريباً من الناس مع حشمة ورياسة وعدل في الرعية وعفة عن أموالهم. أنشأ تربة خارج حلب ووقف عليها وقفاً، وإلى دقماق هذا نسبة الأشرف برسباي لكونه قدمه في جملة المماليك إلى الظاهر فعرف به. ذكره ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا في أنبائه، وكذا ترجمه غيرهما.
821 - دمرداش الطويل الظاهري. مات سنة إحدى وسبعين.
 
822 - دمرداش المحمدي الظاهري برقوق ويعرف بالخاصكي وهو عم تغري بردى وقرقماس الذي يقال لأولهما سيدي الصغير ولثانيهما سيدي الكبير. ولاه أستاذه نيابة طرابلس ثم أتابكية حلب ثم نيابة حماة ثم استقر بعده في نيابة حلب وذلك في سنة اثنتين وثمانمائة وهو الذي سلم قلعتها لتمرلنك بالأمان لباطن كان له معه فخلع عليه لذلك واستصحبه معه إلى دمشق ثم عزله الناصر في سنة أربع ثم ولاه نياب طرابلس في سنة ست ثم حلب أيضاً، ثم عمله المؤيد أتابك الديار المصرية ثم ولي بعده حلب أيضاً وآل أمره إلى أن طلبه ابن أخيه قرقماس كما سيأتي في ترجمته؛ وقتل باسكندرية في المحرم سنة ثمان عشرة، وكان معظماً للعلماء كريماً حيياً حشماً لكن لم تكن لأملاك الناس ولا للأوقاف عنده حرمة، وابتنى بحلب جامعاً وبطرابلس زاوية ولم يكن يواجه أحداً بما يكره. ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً وتبعه شيخنا في أنبائه، وقال إنه كان مهيباً عاقلاً مشاركاً في عدة مسائل كثيرة الاكرام لأهل العلم والعناية بهم، اجتمعت به فوجدته يستحضر كثيراً من كلام الغزالي وغيره. وكذا طول يوسف بن تغري بردى ترجمته وأنه قتل وله نحو خمسين سنة ووصفه بالشجاعة والاقدام والكرم ومباشرة الحروب وحضور الوقائع ولكنه كن قليل السعادة في حركاته مع معرفة تامة وخديعة ومكر ودهاء غير محبب إلى الناس، وذكر أن الجامع الذي له بحلب كان قد أسسه أقبغا الهذباني الأطروش فكمله هو ووقف عليه وقفاً جيداً وإن زاويته بطرابلس على بركة داوية.
823 - دمشق خجا بن سالم سيف الدين الدكزي التركماني نائب جعفر وأمير التركمان. كان غالب أيامه عاصياً على السلطنة ووقعت له أمور مع نواب البلاد الشامية ثم بينه وبين نعير بن حيار بن مهنى أمير العرب مقتلة ودام بينهما القتال أياماً ثم قتله نعير في رمضان سنة ست ومستراح منه فقد كان مع المفسدين يرتكب عظائم من القتل والنهب لم تأخذه رأفة على مسلم كهفاً للصوص وقطاع الطريق. ذكره ابن خطيب الناصرية.
824 - دولات باي الأشرفي برسباي من أمراء العشرات. مات في أواخر صفر سنة ثمانين فجأة طلع إلى الخدمة على العادة فوجدوه ميتاً وصلى عليه السلطان غير مأسوف عليه قد ذكرت له قبائح ومساوىء.
825 - دولات باي الأشرفي اينال. تأمر عشرة ثم تجرد عن قريب لسوار فمات بغزة في رجوعه سنة أربع وسبعين.
826 - دولات باي الأشرفي ويعرف بحمام. تنقل حتى عمل رأس نوبة ثاني على إمرة عشرة في أيام الظاهر تمربغا ثم عمل شاد الشر بخاناه وولي نيابة اسكندرية ومات بها في رجب سنة ثلاث وثمانين واستقر بعده في النيابة اينال الأشرفي قايتباي.
 
827 - دولات باي الجاركسي المحمودي نسبة لخواجا محمود دجالبه لاسكندرية المؤيدي لكونه أخذه من سيده نائب اسكندرية أقبردي المنقار وأعتقه وأخرج له خيلاً ثم جعله خاصكياً ثم خازنداراً ثم صار ساقياً إلى أن أخرجه الأشرف منها واستمر خاصكياً مدة فلما صاهر جانماً قريب الأشرف صار بسفارته أمير عشرة ورأس نوبة، ثم جعله الظاهر في أول تملكه أمير طبلخاناه وأميراخور ثاني ثم بعد أشهر بعد أسنبغا الطياري دواداراً ثانياً فباشرها بحرمة وافرة وكلمة نافذة وازدحم الناس ببابه لقضاء مآربهم فأثرى ونالته السعادة الدنيوية وأنشأ الاملاك الهائلة واقتنى الخيول المسومة وغيرها من التحف وعظم في الدولة، وسافر أمير المحمل في سنة تسع وأربعين ثم صار في سنة ثلاث وخمسين أحد المقدمين بعد تمراز القرمشي؛ ودام فيها إلى أن استقر في الدوادارية الكبرى عوض قانباي الجركسي بمال وعد به ولذلك انحط قدره وانحل برمه وصار السلطان في كل قليل يرشحه لنيابة حلب وهو يكرر الاستعفاء إلى أن عينه لامرة حج المحمل في سنة ست وخمسين، وحج في تجمل زائد مع كونه لم يتناول من السلطان ما جرت عادة أمراء الحد به هذا وقد أعطاه في تلك الحجة عشرة آلاف دينار وسار سيرة حسنة جداً وكنت ممن رجع في ركبه ورأيت من حشمته ورفقه عجباً، واتفق في يوم نزوله وله بركة الحاج خلع الظاهر نفسه واستقرار ولده فطلع وسلم على المنصور فخلع عليه المنصور في أثناء صفر وحبسه باسكندرية ثم أطلقه الأشرف في أثناء الشهر الذي يليه بعد نحو شهر وقدم القاهرة في سابع عشره وأنعم عليه بعد ثلاثة أيام بتقدمة فما كان بأسرع من مرضه؛ فأقام أياماً ثم مات في يوم السبت مستهل جمادى الثانية سنة سبع وخمسين ودفن من يومه بالصحراء خارج القاهرة، وكان أميراً جليلاً معظماً في الدول مهاباً وقوراً حسن الشكالة طويل القامة رشيقاً عارفاً بأنواع الفروسية ومقالبة الملوك، جماعاً للأموال والخيول والتحف، كثير الأدب والحشمة عظيم الحرمة على المماليك وحواشيه، متجملاً في ملبسه ومركبه ومماليكه، كل هذا مع العقل وجودة الرأي والتدبير واعتقاده في الصالحين والفقهاء وتعظيمهم وتقريبهم وكثرة بره لهم لا سيما الفقراء من الطائفين، وله مآثر حسنة منها مكتب للايتام وسبيل في جامع الحاكم مع قيامه على الولوي بن تقي الدين البلقيني حتى نفذ وصية والده بعمارة ميضأة الجامع المذكور، وربما يوصف بالبخل والامساك وكأنه لكونه لا يضع الشيء إلا في مستحقه؛ وقد عظم بأخرة وتحدث الناس بسلطنته بحيث ثقل على الظاهر ثم على ابنه بل ندم الأشرف على اطلاقه وخافه فعاجلته المنية بحيث ظن بعضهم انه سم ومما نقم عليه ولايته نظر البيبرسية ومناكدته لشيخنا وقبل ذلك ولاية الطيبرسية ونحوها، وبالجملة فكان به تجمل في الزمان رحمه الله وعفا عنه.
828 - دولات باي الحسني الظاهري جقمق. تنقل حتى صار شاد الشؤن، وحج وهو كذلك بالركب سنة سبع وثمانين ورجعنا في ركبه ثم استقر رأسه نوبة ثاني في سنة تسعين؛ ومات في المقتلة في رمضان سنة ثلاث وتسعين.
829 - دولات باي النجمي الأشرفي برسباي؛ تنقل حتى صار أحد العشرات ورءوس النوب وسافر وهو كذلك إلى الجون في سنة ست وستين رفيقاً لاسنبغا الناصري وغيره ثم عادوا في التي تليها. وتوجه فيها مسفراً مع تمربغا حين وجه لاسكندرية ولم يلبث أن أمر باطلاقه هو ومن كان بق معه وأن يسجن هذا باسكندرية ويعطي اقطاعه لفارس السيفي دولات باي. ثم أطلق وصار أحد المقدمين بالشام وحاجب الحجاب بها فأغرى النابلسي الوكيل السلطان به بحيث فر إلى بلاد الروم لابن عثمان وحضر معه بعض الوقعات ثم راسله السلطان بما يطيب به خاطره بحيث كان ذلك باعثاً له على المجيء، ووصل في شوال سنة إحدى وثمانين فألبسه خلعة وكذا ألبس ولده ناصر الدين محمد المميز الآتي وأنزله في بيت قانم التاجر بالقرب من سويقة الصاحب؛ وأنعم عليه بنفقة شهرين من دراهم وغنم ودجاج وسكر وعسل وغير ذلك؛ وبالغ في اكرامه ثم ألبسه وهو وولده أيضاً بعد ذلك كاملية ووعده بكل خير فلم يلبث أن مات بالطاعون في المحرم سنة اثنتين وثمانين ونزل السلطان فصلى عليه رحمه الله.
 
830 - دولات خجا الظاهري برقوق الذي استقر في الحسبة وكان والي القاهرة. مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين بالطاعون. أرخه شيخنا في أنبائه، قال المقريزي وكان عسوفاً جباراً كثير الشر، يصفه من يعرفه كالاشرفي برسباي أنه ليس بمسلم وأنه لا يخاف في الله وقد شاخ.
831 - دينار الطواشي أحد الجمدارية. ممن أضيفت إليه في سنة خمس وتسعين خدمة بالحجرة النبوية بعد سرور الحبشي الحسني قراقجا الآتي.

حرف الذال المعجمة

ذو النون جماعة ممن يسمى يونس.
832 - ذو النون الغزي واسمه محمد بن عبد الله بن صالح. كان عظيماً يتجر حكى الزين عبد الرحمن القلقشندي عن أبيه الشمس أنه قال هو خفير تلك البلاد. وقد لقيه شيخنا في سنة آمد.

حرف الراء المهملة

833 - راجح بن حسين بن محمد الحجاري مؤدب يحيى بن أبي البركات بن ظهيرة. رجل خير ساكن ممن سمع علي بمكة.
834 - راجح بن داود بن محمد بن عيسى بن أحمد الهندي الاحمداباي الحنفي. ولد في تاسع صفر سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بأحمداباد، ونشأ بها يتيماً لوفاة أبيه في ثاني سني مولده فقرا على بلديه محمود بن محمد المقرىء الحنفي في النحو والصرف والمنطق والاصلين والعروض وغيرها بحيث كان جل انتفاعه به وعلى مخدوم ابن برهان الدين الحنفي المعاني والبيان وعلى محمد بن التاج الحنفي الهيئة والكلام، وبرع في الفنون ونظم الشعر مع جودة الفهم، لقيني في أوائل سنة أربع وتسعين بمكة وكان قد قدم هو وأخوه قاسم وعمهما للحج فأدركوا الحج في التي قبلها، وكانت الوقفة الجمعة فحجوا ثم توجهوا للزيارة النبوية ثم عاد وقرأ علي جميع شرحي لألفية الحديث من نسخة حصلها الثلاثة بخطوطهم وانتهى من قراءته في ربيع الأول وامتدحني بأبيات كتبتها فيما امتدحت به وكتبت له إجازة هائلة مشتملة على أمور مهمة في نحو ثلاثة كراريس وأثبت له من جملتها ترجمة البدر الدماميني لسؤاله في ذلك لكونه مات في الهند وزدت له ترجمة العلاء البخاري الحنفي ونبهت على تكفيره لابن عربي وتكفير من يعتقده ويعتقد مقاله وجاء انتفاعه بذلك في دفع من يعتقده ويشتغل بتصانيفه لكون العلاء معروف الجلالة بينهم بحيث قرأ عليه صاحب كلبرجا، وكان يرسل له الهدايا الجزيلة ثم نبهت على دخول الصلاح الاقفهسي أيضاً بلاد الهند ولازمني في غضون قراءته، هو وأخوه حتى سمعا علي من أول البخاري إلى قبيل قصة عكل وعرينة بنحو صفحة وهو في النصف الثاني منه وكذا من الصيد والذبائح وهو أول الربع الأخير منه إلى باب خواتيم الذهب واختص هو بسماع المسلسل من لفظي بشرطه وبثلاثة أحاديث من عشارياتي وبحديث عن أبي حنيفة وبمصنفي في ختم البخاري وأعطيت منه نسخة وبسماعه بقراءة غيره لبعض شرحي لتقريب النووي وغير ذلك ووصفه بالشيخ الفاضل البارع الكامل المفنن المعين المجيد المفيد الفهامة البسامة الناظم العالم الأوحد الأمجد نخبة المحصلين وتحفة الطالبين من برز في كثير من العلوم العقلية وتحرز في مباحث ومناظرته فيما نرجو عن العصبية بارك الله تعالى فيه وتدارك باللطف جميع حركاته وسائر الخير الذي يرتجيه وسلمه سفراً وحضراً وألهمه أسباب الخيرات زمراً وأنه ممن اشتغل في بلاده بنفسه على أكابر علمائه في فنونهم واستعمل معهم اللين والرفق حتى اشتمل على مضمونهم ثم هاجر لقضاء فرضه وإمضا ما به يتوصل لقصده ونقي عرضه، إلى أن قلت وقد استدللت حين قراءته ومخالطته على مزيد براعته وبديع تصوره ومنيع تعرفه في تنويعه وتدبره وتأسفه على عدم طول المدة ليحظى ببلوغه من هذا الشأن قصده ولكنه على كل خير مانع ورب مكثر فاقه من هو بما أتقنه قانع وقد استفاد وأفاد واستعاد ما قد يخفى فيه المراد وحقق وتوثق واغتبط وارتبط وأنشد في غضون ذلك والدخول في هذه المسالك طائفة ممن حضر معه وصور الفضيلة التي شاهدها منه أبياتاً امتدح بها المصنف بليغة في معناها للمعارف المنصف فكان ذلك من تتمات فضائله ومهمات الدلائل على لطفه وحسن شمائله بحيث اشتهرت بالمسجد الشريف فضيلته، وتقررت أوصافه وفطنته.
835 - راجح بن أبي سعد بن أبي نمى بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الحسني المكي. كان من أعيان الاشراف آل أبي نمي حسن الشكالة يحفظ شعراً للاشراف المشار إليهم ويذاكر به وفيه خير وكان يطمع في إمرة مكة فاخترمته المنية دون ذلك. مات في المحرم سنة خمس بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي.
836 - راجح بن شميلة بن محمد بن سالم الحفيصي المكي الآتي أبوه والماضي أخوه حرشان. مباشر جدة وابن مباشرها بل ارتقى للوزر وتكلف لمخدومه وعساكره الكثير جداً. مات بها في ربيع الأول سنة سبع وثمانين وجيء به لمكة فغسل وصلى عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة غير مأسوف عليه.
837 - راجح بن علي النشيط المكي الخياط. مات بها في المحرم سنة ثلاث وخمسين.
838 - راجح الطحان. مات في المحرم سنة سبع وستين.
839 - راشد بن أحمد بن راشد. مات بمكة في رجب سنة ست وخمسين.
840 - ربيع بن إبراهيم بن علي القليوبي. ممن سمع مني بمكة.
841 - ربيع شيخ صوفية المكان الذي بناه الجمالي ناظر الخاص بالكوم الأبيض.
842 - رجب بن أحمد بن علي بن عمر الزين أبو البركات السنهوري المالكي ويعرف بابن العسيلي. ممن أخذ القراءات عن بلديه جعفر.
843 - رجب بن كمشبغا الحموي الآتي أبوه. مات في سابع عشري رمضان سنة إحدى قبل أبيه بيوم.
844 - رجب بن يوسف بن سليمان زين الدين القاهرية الخيري - بفتح المعجمة ثم تحتانية ساكنة نسبة للجمال بن خير المالكي لكونه كان في خدمته. ولد تقريباً قبل السبعين وسبعمائة؛ ورأيت بخطه مولدي بأخبار أبي سنة خمس وستين وسبعمائة بالقاهرة. ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة في فقه المالكية، واستفاد من مخدومه وغيره أشياء حسنة كان يذاكر بها ويحفظ نبذاً من التاريخ؛ وسافر إلى اسكندرية ودمياط مراراً، وسمع الكثير على التقي بن حاتم والمليجي والشهاب المنفر والعلاء بن السبع وابن الفصيح وابن الشيخة والتنوخي والمطرز والصردي والنجم البالسي والفرسيسي والبلقيني والعراقي والهيثمي والغماري والمجد الحنفي وناصر الدين نصر الله الكناني الحنبلي والفخر القاياتي وابن الشهيد؛ وأكثر من الشيوخ والمسموع وأجاز له خلق، وحدث سمع منه الفضلاء؛ أخذت عنه أشياء، وقد ذكره شيخي في سنة أربع وعشرين من تاريخه وقال انه كان يخدم ابن خير ثم صار بعده يستجدي من الطلبة ويرافقهم في الطلب والسماع فسمع شيئاً كثيراً، لكنه كان يزن بالهنات ولا يزال يحصل في مكروه من ذلك إلى أن وقعت له كائنة، وذكرها وهي شنيعة ما أحببت ذكرها، قال فكانت أشد شيء اتفق له وعاش بعدها دهراً. قلت وحسنت حاله وتاب وأناب ولازم خدمة ابن عمار وتعاطى حوائجه وقتاً، وحصل اليسير من الكتب، وصار متماسك الأمر بحيث أخذ عنه غير واحد من الأعيان مع ظرف ورغبة في الجماعات ومحبة في زيارة الصالحين حتى كان أحد خدام الليث. مات في شعبان سنة خمسين بعد أن تعلل قليلاً ونزل بالبيمارستان المنصوري ثم خرج إلى الظاهرية القديمة فكانت منيته بها واختلست دريهماته من وسطه عفا الله عنه.
845 - رجب بن الناسخ المؤذن مؤدب الابناء. فقير تزوج ابنة صهر أخي الوسط ومكث معها مدة ثم فارقها.
846 - رجب ولم ينسب. ممن سمع علي بمكة في السر المكتوم وغيره.
847 - رحاب أحد مشايخ عربان البحيرة. قتل في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين.
848 - رزق الله بن فضل الله بن يونس تاج الدين بن أبي الكرم القبطي. قال العيني ويقال له عبد الرزاق أول ما باشر ديوان النائب ثم ولي نظر الجيش قيده العيني بدمشق فباشرها في مدة وعزل في أثنائها بسبب تغير الدول، وكان رئيساً محتشماً كثير المداراة والعصبية مع من يقصده. مات في رجب سنة ست عشرة. أرخه شيخنا في إنبائه وغيره.
 
849 - رسلان بن أبي بكر بن رسلان بن نصير بن صالح البهاء أبو الفتح الكناني البلقيني ثم القاهري الشافعي ابن أخي السراج عمر وأخو أحمد وجعفر ومحمد. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة واشتغل في الفقه كثيراً ومهر وشارك في غيره وناب في الحكم وتصدى للتدريس والافتاء، وانتفع الناس به في جميع ذلك. قال ابن حجي كان من أكابر العلماء وحمدت سيرته في القضاء، زاد غيره وكان كثير المنازعة لعمه في إعتراضاته على الرافعي، مع الوقار وحسن الخلق والشكل. مات في أواخر جمادى الأولى سنة ثلاث عن سبع وأربعين سنة وكثر التأسف عليه. ذكره شيخنا في أنبائه وقال في ترجمة أبيه من سنة ثلاث وسبعين إنه مهر وأفتى ودرس وناب في الحكم وكان شكلاً حسناً كثير النفع للطلبة مع التواضع والتودد وهو أول إخوته وفاة؛ وهو في عقود المقريزي.
850 - رسول بن أبي بكر بن الحسين بن عبد الله الزين الهكاري الكردي ثم القاهري الشافعي. ولد في سنة ثلاث وثمانمائة وقرأ المحرر، وقدم حلب ثم دخل الروم ثم القاهرة فقطنها ونزل البرقوقية منها؛ وحضر عند العز عبد السلام البغدادي وابن البلقيني، وسمع على شيخنا واختص بالكمال إمام الكاملية بحيث لزم الإقامة عنده وهجر من عداه، واستمر على ذلك حتى مات في صفر سنة ثلاث وخمسين بالطاعون، وكان ديناً متقشفاً طارحاً للتكلف متواضعاً ورعاً رحمه الله وإيانا.
851 - رسول بن عبد الله الشهاب القيصري ثم الغزي الحنفي. ثم ولي نيابة الحكم حدود السبعين، وهو فاضل، وسمع من ابن أميلة وابن حبيب ثم ولي نيابة الحكم بدمشق في جمادى الآخرة سنة تسع وقد شاخ؛ قاله شيخنا في إنبائه وقال العيني القيسراني كان أحد طلبة الحنفية بالشيخونية أيام أكمل الدين وغيره وتولى قضاء غزة عوضاً عن القاضي موفق الدين؛ وأرخ وفاته في ربيع الآخر ولقبه شرف الدين فالله أعلم.
852 - رسول بن محمد بن عمر الكردي. ممن سمع على شيخنا أيضاً وصحب إمام الكاملية وكان يقال لأحدهما الكبير وللآخر الصغير للتمييز.
853 - رشيد بن عبد الله الحاج رشيد الدين الفهدي البهائي أحد الفراشين في الحرم النبوي ويعرف. سمع على العز بن جماعة جزءاً قرأه عليه الشرف أبو الفتح المراغي في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بمبرك الناقة النبوية من دار أبي أيوب الأنصاري المعروفة بالمدرسة الشهابية؛ ووصفه بالشيخ الصالح الخير.
854 - رضوان بن علي بن رضوان القاهري المقرىء والد أحمد الماضي وأحد قراء الجوق المجتهدين في التحصيل. تكسب بالشهادة كأبيه وبالدوران في الاسباع ببيت الأمراء ونحوهم وتنزل في كثير من الجهات بل كتب الوصولات بالخشابية بعد ولده وربما خطب؛ وكنت أحمد قراءته ووجد له بعض الاسمعة في ثبت الجمال البدراني فاستجازه الطلبة لذلك.
 
855 - رضوان بن محمد بن يوسف بن سلامة بن البهاء بن سعيد شيخنا مفيد القاهرة محدث العصر الزين أبو النعيم وأبو الرضا العقبي ثم القاهري الصحراوي الشافعي المقرىء ولد في صبح جمعة من رجب سنة تسع وستين وسبعمائة بمنية عقبة بالجيزة ونشأ بخانقاه شيخو فحفظ القرآن والتنبيه وجود بعض القرآن على اسماعيل الانبابي وتلا بالسبع إفراداً إلا نافعاً فلم يكملها على النور أبي الحسن علي الدميري المالكي أخي بهرام؛ وسمع عيه مواضع كثيرة من القرآن جمعاً لها وللثلاث أيضاً وفي البحث في شرح الجعبري للشاطبية ونهج الدماثة وقرأ الكثير من الشاطبية وجميع الرائية عليه وعلى الشمس الغماري جمعاً للسبع إلى رأس الحزب الأول من الاعراف وكذا من ثم إلى رأس الحزب في القصص مع إضافة يعقوب إليها وعلى الزكي أبي البركات الاسعردي المالكي جمعاً للثمان بتمامها وقرأ عليه بعض العقد وسمع عليه بعض المطلوب في قراءة يعقوب وكلاهما لشيخه أبي حيان وعلى كل من الشرف يعقوب الجوشني المالكي والشمس النشوي الحنفي جملة من القرآن للسبع وعلى أولهما بعض الشاطبية وعلى النور بن سلامة بمكة بعضه للسبع أيضاً وعلى ابن الجزري الفاتحة وإلى المفلحون بالعشر داخل الكعبة وعلى ابن الزراتيتي جملة كثيرة من القرآن بالأثني عشر وقرأ عليه كلا من التيسير والعنوان والعقيلة والارشاد الصغير وغيرها وبعض القرآن على الفخر عثمان البرماوي وبحث عليه في شرحي الفاسي والجعبري للشاطبية وقرأ الشاطبية على ناصر الدين بن كشتغدي ولقي من القراء أيضاً العسقلاني وابن القاصح صاحب المصطلح وغيره فسمع عليهما بعض القرآن بالجامع الطولوني والفخر البلبيسي الضرير إمام الأزهر فسمع عليه به بعضه أيضاً وكذا أخذ القراءات عن الشمس الشطنوفي ويرويها بالاجازة عن التنوخي وابن السكاكيني في آخرين؛ واجتهد فيها جداً، وحضر دروس البلقيني وابن الملقن وكذا الصدر المناوي والعز بن جماعة ولازمهما وكذا الصدر الابشيطي كثيراً وتفقه بهم وبالشموس الثلاثة القليوبي والغراقي والشطنوفي وأذن له ثلاثتهم مع ابن الجزري في التدريس بل وأذن له ابن سلامة المكي في الافتاء أيضاً وأخذ العربية عن ثالث الشموس وعن الغماري أيضاً في شرح الألفية لابن الناظم والفصول لابن عصفور وبعض الحماسة وغير ذلك وأصول الفقه عن أولهم وعن ابن جماعة أيضاً والفرائض والحساب عن ثانيهم، وكذا أخذ في هذه العلوم الأربعة مع الكلام والتصريف والمنطق والمعاني والبيان والجدل عن البساطي وأذن له وكتب عن العراقي جملة من أماليه ثم عن ولده الولي وربما استملى عليه. وناب في عقود الأنكحة بالقاهرة وضواحيها عن الصدر المناوي، وولي مشيخة الاسماع بالشيخونية بعد الزين الزركشي والخدمة بالاشرفية المستجدة بالعنبريين بسفارة شيخنا حيث قال لواقفها وهما فيه هذه جنة ولا تصلح خدمتها إلا لرضوان فاستحسن ذلك وقرره والخطابة بجامع المرج وغير ذلك، وحج مراراً وجاور مرتين وزار بيت المقدس والخليل وما تيسرت له رحلة نعم أخذ بالحرمين عن جماعة كالجمال بن ظهيرة وقريبه الكمال، وكذا سمع ببيت المقدس على بعض من لم يعلمه لصغره شيئاً فإن والده سافر إليه فلحقته أمه به وذلك في سنة ست وسبعين وسبعمائة وهو أول شيء سمعه؛ واشتدت عنايته بالرواية وبالغ في الطلب وقرأ بنفسه الكثير واستوفى من الكتب بالسماع والقراءة بالعلو وغيره أصول الاسلام الستة ومسند أحمد إلا بعضه ملفقاً ومسند الشافعي تاماً وموطأ يحيى بن يحيى والقعنبي والبعض من كل من موطأ أبي مصعب ويحيى بن بكير ومسند أبي حنيفة وجميع شرحي معاني الآثار للطحاوي والسنن للدارقطني والسيرة لابن هشام وجملة، وأخذ عمن دب ودرج لكنه لم يكثر عن القدماء من شيوخه بل عن أهل الطبقة الوسطى فمن دونهم حتى كتب عن رفقائه بل ومن دونه أيضاً، ومن قديم مسموعه مما لم أسمعه عليه على التقي بن حاتم قطعة من السنن الكبرى للبيهقي وعلى ابن أبي المجد المجلس الأخير من مسند الشافعي ومن علوم الحديث لابن الصلاح ومن المقامات الحريرية وعلى المطرز والغماري الكثير من أبي داود والختم منه على الابناسي وعليهما والجوهري الكثير من ابن ماجه وعلى العراقي الكثير من أماليه، وانفرد في الديار المصرية بمعرفة شيوخها وما عندهم من المسموع ونحو ذلك لاستقصائه في تتبعه له وصار المعول عليه فيه  
وعرف العالي والنازل وكتب بخطه الجيد الكثير من الكتب والاجزاء والطباق وخرج كثيراً لغيره والبعض لنفسه كالاربعين المتباينات وكذا خرجها لولده ولم يتعد لغير ذلك من هذا الفن؛ وبالغ فيه وتوسع جداً مع مشاركة في الفضائل ونظم ونثر وقد حدث بأخرة بالكثير من الكتب والاجزاء وأقرأ القرآن وتخرج به جمع من الفضلاء، وكنت ممن تخرج به وقرأت عليه الكثير وانتفعت بتهذيبه وارشاده وأجزائه، وكان كثير المحبة لي والاقبال علي والتمس مني بأخرة جمع شيوخه ومروياته فما تيسر وتوسم في المعرفة ووصفني بالجميل ودعا لي كثيراً وأرجو أن أنتفع بذلك فقد كان خيراً ديناً ساكناً بطيء الحركة ربض الخلق صادق اللهجة غزير المروءة متواضعاً منطرح النفس وقوراً بساماً مهاباً بهياً نير الشيبة حسن السمت كثير التلاوة والعبادة غاية في النصح سليم الباطن محباً في الحديث وأهله، سمحاً بإعادة كتبه وأجزائه منجمعاً عن الناس بتربة السيفي قجماس الظاهري بالقرب من البرقوقية قانعاً باليسير عديم النظير على طريقة السلق قل أن ترى العيون في مجموعه مثله؛ طار اسمه بمعرفة الأسانيد والشيوخ والمرويات، وأرسل للسلطان أبي فارس صاحب المغرب أربعين حديثاً خرجها له ولأولاده بالاجازة فأثابه عليها؛ وكذا خرج للجلال البلقيني والنور التلواني وخلق، وقرض له شيخنا بعض ذلك أو جميعه؛ وكان كثير الميل إليه بحيث ذكره في القسم الأخير من معجمه وشهد له إذ ذاك بأنه أمثل من تخرج على طريقة طلب الحديث وقدمه للاستملاء عليه فاستمر؛ وأثبت اسمه مجرداً في ورقة كتبها في القراء بالديار المصرية في وسط هذا القرن لكونه كان أيضاً قصد فيها لتقدم عمله فيها حسبما بينته بحيث قرأ عليه غير واحد من الأعيان القراءات مع انه كان تاركاً وشهد عليه في سنة إحدى وخمسين في إجازته بعض من قرأ عليه القراءات فوصفه فيها بالشيخ الامام الفاضل شيخ الاقراء والتحديث الحافظ فلان، وفي أخرى قبلها بعشر سنين بالشيخ الامام العالم العلامة الاوحد المحدث الحافظ الضابط المقرىء المجود، هذا مع سلوك صاحب الترجمة معه الأدب إلى الغاية حتى إنني سمعته يسأل أيما أكبر أنت أو هو فقال أقول كما قال العباسي رضي الله عنه أنا أسن منه وهو أكبر مني رحمهما الله تعالى. ومدحه بقصيدة حسنة ذكرتها في الجواهر. ولم يزل على طريقته حتى مات في يوم الاثنين ثالث رجب سنة اثنتين وخمسين بسكنه بتربة قجماس، ودفن بها بعد أن شهد الصلاة عليه جمع جم كشيخنا وتقدم والحنبلي والاقصرائي فمن دونهم وتأسف الناس خصوصاً أهل الحديث على فقده، ولم يخلف بعده في معناه مثله، وهو في عقود المقريزي باختصار، وترجمته تحتمل أزيد من هذا رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركته. ومما كتبته عنه من نظمه مما أنشدنيه لفظاً:

الحب فيك مسلـسـل بـالأول

 

فامنن ولا تسمع ملام الـعـذل

وارحم عباد اللّه يا من قد عـلا

 

من يرحم السفلى يرحمه العلي

وخف العذاب ورج عفواً أن ترم

 

شرباً من الندب الرحيق السلسل

856 - رضوان بن هلال الأندلسي.
857 - ركاب. شنق في سنة إحدى وستين كما ذكرته في الحوادث.
858 - رمضان بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى الزين المنوفي ثم القاهري الشافعي نزيل القراسنقرية وأخو الشهاب أحمد بن أبي السعود الماضي لأبيه خاصة فرمضان أمه أمة. مات في شعبان سنة اثنتين وثمانين؛ وكان خيراً مديماً للتلاوة والعبادة صوفياً بالخانقاه الصلاحية مع غيرهما من الجهات ولم يقصر عن الخمسين رحمه الله.
859 - رمضان بن علي بن أحمد أبو الجود الشاذلي المدني الواعظ. ممن سمع مني بالمدينة.
860 - رمضان بن عمر بن مزروع الاتكاوي الشافعي. شيخ صالح جليل أخذ عن بلديه الشيخ إبراهيم وصحبه جماعة كالزيني زكريا القاضي والشمس بن سلامة، وكان فاضلاً. مات في جمادى الأول سنة سبعين وهو عم محمد بن إسماعيل بن عمر العمريطي الآتي.
861 - رمضان بن يوسف بن رمضان الشبراوي ويعرف بابن تكا قوله. ممن سمع مني بالقاهرة.
862 - رمضان اللقاني ثم القاهري البهائي التاجر. ممن قرأ على ابن أسد وأبي السعادات البلقيني وغيرهما، وحج وكان راغباً في الخير وزوج ابنه لابنة يحيى ابن شيخنا الرشيدي. مات في أوائل سنة ثمان وثمانين عفا الله عنه.
863 - رمضان المنفلوطي ثم القاهري المهتار عامي جلف. ولد ببني غالب قرية من عمل منفلوط، رقاه أستاذه وصار يتكلم في الكسوة وغيرها.
864 - رمضان الضرير بواب المدرسة الجمالية بمكة. مات بها في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين.
865 - رميثة بن أحمد الهذلي المسعودي ويعرف بالخفير - بمعجمة وفاء ككبير. كان من أعيان الخفراء الذين يسكنون سولة من نخلة اليمانية ممن ينسب لخير ومروءة واعتبار بين الناس. مات في أيام منى سنة تسع عشرة بعد تغير عقله قليلاً من الكبر ودفن بالمعلاة عن ست وسبعين فأزيد؛ ذكره الفاسي.
866 - رميثة بن بركات بن حسن بن عجلان الحسني ابن صاحب الحجاز وأخو صاحبه الجمالي محمد وهو أصغر إخوته؛ رام المخالفة عليه بحيث لما انفصل الاشرف قايتباي عن مكة وفارقه أخوه تخلف هو معه وشكاه فأرسل به إلى أخيه فاستمر متأخراً عنده، ثم فر إلى اليمن كجازان وغيرها عند أخواله ذوي عمر، واجتمع بعامر بن طاهر صاحبها في سنة سبع وتسعين ورام التوصل في جلبه إلى عيداب فما تمكن. وبالجملة فهو الآن مشتت، وقد تزوج قبل بمكة عابدة ابنه حليمة ابنة السيد صفي الدين الايجي وقتاً ثم فارقها ولها إليه مزيد ميل.
867 - رميثة بن أبي القسم بن حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمى الحسني المكي. مات غريباً بالمحلة وكان راجعاً من اسكندرية في ربيع الثاني سنة تسع وسبعين، وشهد الصلاة عليه ثم دفنه من لا يحصى كثرة، وكان توجهه إلى القاهرة في سنة ست وسبعين رحمه الله.
868 - رميثة بن محمد بن عجلان بن رميثة بن أبي نمر الحسني المكي. ولي إمرتها مدة فلم تحمد سيرته فعزل واتفق خروجه في طائفة من العسكر للوقيعة ببني إبراهيم أو غيرهم على نحو ثمانية أيام من مكة فقتل في المعركة في رجب سنة سبع وثلاثين ببلاد الشرق ودفن هناك.
869 - رميح بن حازم بن عبد الكريم بن أبي نمى الحسني. مات في أول شعبان سنة سبع وخمسين خارج مكة؛ وحمل فدفن بها.
870 - روزبهان بن محمد بن عبد الدائم بن مكرم الشيخ صدر الدين بن غياث الدين ابن روح الدين الفالي ابن أخت أحمد بن نعمة الله الماضي. ممن سمع مني بالمدينة النبوية.
871 - ريحان الحبشي التعكري لكونه عتيق الجمال محمد بن عمر بن مسعود التعكري والد علي وزينب زوج محمد بن حسن الصائغ؛ وأم هاني أم أبي بكر بن عبد الغني المرشدي وغيره. كان له من الدور بدار الخفرة وأخرى تجاه دار الشهاب قاوان بالخرازين. مات سنة ست وعشرين بمكة.
872 - ريحان الحبشي العطار. هكذا جرده ابن فهد.
873 - ريحان الحبشي عتيق الشيبي. مات بمكة في مستهل ربيع الأول سنة إحدى وخمسين.
874 - ريحان الحبشي عتيق الشهاب بن الضياء.
875 - ريحان الحبشي عتيق القاضي علي بن أحمد النويري المالكي. سمع من الكمال بن حبيب شيئاً من آخر مسند الطيالسي، ومن أحمد بن سالم المؤذن والقروي قطعة من أول موطأ يحيى بن يحيى وآخره ومن الجمال الاميوطي قطعة من سيرة ابن سيد الناس؛ أخذ عنه التقي بن فهد وأورده في معجمه. مات في المحرم سنة سبع وأربعين بمكة.
876 - ريحان الحبشي فتى الزكي أبي بكر المصري. ممن سمع مني بمكة.
877 - ريحان الحبشي المكي ويعرف بالعيني. ولي أمر المكس بجدة في دولة السيد علي بن عجلان وحصل دنيا وأملاكاً ثم ذهب غالبه وكان ذا مروءة. مات بزبيد في رمضان أو شوال سنة ست عشرة. ذكره الفاسي في مكة.
878 - ريحا الزنجي الحبي. ذكر بالخير والدين، وإنه كان يتعاطى حلق رؤس الأكابر من الأمراء وغيرهم ويسقي الماء بطاسة بين العشاءين بخانقاه شيخو سنين ويكثر من الصلاة ونحوها مع بشاشة؛ واستقر به الاشرف قايتباي في السبيل الذي أنشأه بزيادة جامع ابن طولون. مات في سنة سبع وثمانين رحمه الله.
879 - ريحان العدني ويعرف بالرميدي. كان ذا ملاءة وعبادة، وفيه خير وديانة تردد لمكة غير مرة، وجاور بها ثلاث سنين أو نحوها متصل بوفاته. مات في ذي الحجة سنة عشر بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة.
880 - ريحان النوبي ثم المكي القائد عتيق السيد حسن بن عجلان ويعرف بالفيل؛ مات بمكة في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين. أرخه ابن فهد.
881 - ريحان اليعقوبي نسبة للخواجا يعقوب البرلسي الطواشي أحد خدام المدينة؛ ممن سمع مني، ومات سنة إحدى وتسعين.

حرف الزاي المنقوطة

882 - زاده العجمي الخرزباني الحنفي، ويعرف بالشيخ زادة. قدم من بلاده إلى حلب سنة أربع وتسعين، وهو شيخ ساكن يتكلم في العلم بسكون ويتعانى حل المشكلات فنزل بجوار المحب بن الشحنة فشغل الناس؛ وكان عالماً بالعربية والمنطق والكشاف مقتدر على حل المشكلات من هذه العلوم. طارحه السراج عبد اللطيف الفوي بأسئلة من العربية وغيرها نظماً ونثراً منها في قول الكشاف إن الاستثناء في قوله تعالى "إنا أرسلنا إلى قوم مُجرمين إلا آلَ لوطٍ" متصل أو منقطع فأجابه بجواب حسن أنه إن كان يتعلق بقوم يكون منقطعاً لأن القوم صفتهم الاجرام أو بمن الضمير في صفتهم فيكون متصلاً، واستشكل بأن الضمير هو الموصوف المقيد بالصفة فلو قلت مررت بقوم مجرمين إلا رجلاً صالحاً كان الاستثناء منقطاً فينبغي أن يكون الاستثناء منقطعاً في الصورتين فأجاب بأنه لا إشكال قال وغاية ما يمكن أن يقال إن الضمير المستكن في المجرمين وإن كان عائداً إلى القوم بالاجرام إلا أن إسناد الاجرام إليه يقتضي تجرده عن اعتبار اتصافه بالاجرام فيكون اثباتاً للثابت إلى آخر كلامه، ونظم في الجواب أيضاً قصيدة طويلة يقول فيها:

ولا الشعرُ من ذاتي ولا شمـيتـي

 

ولا أنا من خيل الفكاهة في الخبر

ثم دخل القاهرة؛ وولي بعد ذلك تدريس الشيخونية ومشيختها فأقام مدة طويلة إلى أن كان في أواخر سنة ثمان وثمانمائة فوثب عليه فيها بالجاه الكمال بن العديم لما شنع عليه بأنه طال ضعفه وخرف وتألم الشيخ لذلك هو وولده ومقت أهل الخير ابن العديم بسبب صنيعه هذا، ولم يلبث أن مات واستقر جمال الدين بولده في تدريس الحنفي بمدرسته جبراً لما وقع من إخراج الشيخونية عن أبيه ثم عنه مع كونه ناب عنه فيها، ذكره ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا في إنبائه، وأرخه المقريزي في سلخ ذي القعدة سنة تسع وأنه دفن بالشيخونية وسماه الشيخ شمس الدين محمد قال وكان من أعيان الحنفية، وله يد في العلوم الفلسفية واستدعاه السلطان من بغداد إلى القاهرة، ويحرر هذا كله.
883 - زاهد بن عارف بن جلال اللكنوهي الهندي الحنفي. قرأ على أربعي النووي بمكة في رمضان سنة أربع وتسعين.
884 - زاهر بن أبي القسم بن حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمى الحسني؛ ممن له ذكر في أيام أبيه وسطوة وتجبر إلى أن قيده أبو ثم رضي عنه ومات بعد.
885 - زائد بن محمد بن إسماعيل القلهاني الأصل - نسبة لبلدة من أعمال هرموز - المكي الشافعي أحد الشهود بباب السلام. ممن حضر كثيراً من مجالسي بمكة ومولده بها سنة ثمان وخمسين وثمانمائة، ونشأ فاشتغل عند النور بن عطيف وأبي العزم ولازم دروس الجمالي أبي السعود وربما حضر عند والده. وكان الشيخ عبد المعطي يمشيه عنده ثم صارت عليه قابلية في صناعته بالنسبة للجالسين هناك.
886 - زبيري اسم بلفظ النسب ابن قيس بن ثابت بن نعير بن منصور الحسيني أمير المدينة. وليها بعد ابن عمه ميان بن مانع في رمضان سنة أربع وخمسين وأقام بها إلى سنة خمس وستين فانفصل بزهير بن سليمان بن هبة بن جماز بن منصور ثم استقر به الشريف محمد بن بركات المفوض إليه أمر الحجاز بأسره في النيابة في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وخطب باسمهما. وحضر عندي بعض المجالس واستمر حتى مات في التي تليها واستقر الشريف بولده البدر حسن الماضي.
887 - الزبير بن سعد بن عبد الله النفطي المدني المادح. ممن سمع مني بالمدينة وأنشد نظماً لغيره قاله فيّ.
888 - زربة بن تبل بن منصور العمري القائد. مات في ذي القعدة سنة ثلاث وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
889 - زكريا بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن الحسن المستعصم بالله أبو يحيى العباسي. ولي الخلافة في أيام اينبك بعد قتل الأشرف عوضاً عن المتوكل ثم خلع ثم أعاده الظاهر بعد القبض على المتوكل في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ثم صرف عنها في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين فلزم داره إلى أن مات في جمادى الأولى سنة إحدى، وكان عامياً صرفاً بحيث يبدل الكاف همزة.
890 - زكريا بن حسن بن محمد الزين الدميري الأصل القاهري الشافعي المقري إمام الحسينية ويسمى عبد الرحمن أيضاً ولكنه بزكريا أشهر. ولد تقريباً سنة خمس وعشرين وثمانمائة، وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والتبريزي وجمع الجوامع والألفيتين والشاطبيتين والتلخيص، وعرض على المحب بن نصر الله وشيخنا والعيني وابن الديري في سنة تسع وثلاثين وأجازوه بل سمع على من عدا الأول وكذا على الزين الزركشي، وتلا بالسبع على الشهاب السكندري بل قرأ عليه التيسير والشاطبيتين والألفية بتمامها ولحمزة والكسائي على ابن كزلبغا بل قال لي مرة أنه جمع عليه ولحمزة فقط على السنهوري المالكي وللثلاثة عشر على النور البلبيسي إمام الأزهر وابن أسد، لكنه لم يكمل عليهما ولنافع وابن كير وأبي عمرو على ابن الحمصاني ولأبي عمرو على الشارمساحي وعنه أخذ المجموع في الفرائض والحاوي الفرعي وكذا أخذ عن البدر القيمري في الفرائض وأخذ الفقه أيضاً عن الشمس الشنشي والعلم البلقيني وحفيد أخيه البدر أبي السعادات والمناوي والعبادي في آخرين، وقرأ على شرح ألفية العراقي للناظم بتمامه وغير ذلك دراية ورواية واغتبط بذلك مع قراءته له قبل ذلك على الفخر عثمان الديمي وكذا قرأ علي من تصانيفي القول البديع بعد أن كتبه؛ وحج غير مرة وجاور في بعضها وأخذ في مجاورته عن الشرف عبد الحق السنباطي، وأذن له غير واحد من شيوخه كالسكندري وشهد عليه المناوي وابن الديري والأقصرائي وإمام الأزهر والبدر البغدادي؛ وولي إمام الحسينية وتنزل بالشيخونية، وتكسب بالشهادة على خير واستقامة وسلامة وفطرة واستحضار لكتبه وانجماع حتى عن بني الدنيا مع كونه ممن كان اختص بالأمير يشبك الفقيه وقتاً ونعم الرجل، ووصفه ابن أسد في إجازة لولده بأنه شيخ القراء ومعدن الاقراء الشيخ الامام العالم المفيد النافع لخلق الله في العلوم فيدرس ويعيد.
891 - زكريا بن علي بن كمشبغا التاجر وأمه عنقاء أخت جهة البدري ابن شيخنا. كان أبوه مصارعاً قيماً، ونشأ ولده فدخل دار الضرب إلى أن اكتسب قدراً فترقى حينئذ لحرفة زوج أمه ابراهيم بن المرجوشي وهي بيع القماش السكندري وما أشبهه في سوق الشرب؛ ونال في ذلك حظاً وافراً وشهرة تامة مع نهضة وحذق في سبب وتقلل في معيشته. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين سامحه الله وعفا عنه.
 
892 - زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الزين الأنصاري السنبكي القاهري الأزهري الشافعي القاضي. ولد في سنة ست وعشرين وثمانمائة بسنيكة من الشرقية، ونشأ بها فحفظ القرآن عند الفقيهين محمد بن ربيع والبرهان الفاقوسي البلبيسي أحد من كتبت عنه وعمدة الاحكام وبعض مختصر التبريزي في الفقه ثم تحول إلى القاهرة في سنة إحدى وأربعين فقطن الأزهر وأكمل حفظ المختصر المذكور بل حفظ أيضاً المنهاج الفرعي وألفية النحو والشاطبيتين وبعض المنهاج الأصلي ونحو النصف من ألفية الحديث ومن التسهيل إلى كاد وبعض ذلك بعد هذا الأوان، وأقام بعد مجيئه القاهرة بها يسيراً ثم عاد إلى بلده ثم رجع فداوم الاشتغال وجد فيه وكان ممن أخذ عنهم الفقه القاياتي والعلم البلقيني فقرأ عليهما شرح البهجة ملفقاً بل وأخذ عنهما في الفقه غير ذلك وعن الشرف السبكي والشموس الونائي والحجازي والبدرشي والشهاب بن المجدي والبدر النسابة والزين البوتيجي بل وعن شيخنا والزين رضوان في آخرين، وحضر دروس الشرف المناوي وغيره بل قرأ في التنبيه على الشمس البامي كما كان يخبر به وأصول الفقه القاياتي والكافياجي قرأ عليهما العضد ملفقاً والعز عبد السلام البغدادي وابن الهمام والشرواني والشمني وجماعة وأصول الدين على العز المذكور أخذ عنه شرح العقائد بكماله ما بين سماع وقراءة والشرواني قرأ عليه شرح المواقف والشمس محمد بن محمد بن محمود المدعو بالشيخ البخاري نزيل زاوية الشيخ نصر الله قرأ عليه العبري شرح الطوالع والأبدي وغيرهم وعن كل مشايخه في أصل الدين أخذ النحو بل وأخذه أيضاً عن ابن المجدي وابن الهمام والشمني والصرف عن العز والشرواني؛ وكذا عن محمد بن أحمد الكيلاني قرأ عليه شرح تصريف العزي للتفتازاني وطائفة والمعاني والبيان والبديع عن القاياتي أخذ عنه المطول ما بين قراءة وسماع والشمس البخاري المذكور قرأ عليه المختصر والكافياجي والشرواني وعن من عداه من شيوخ الصرف أخذ المنطق وكذا عن ابن الهمام والأبدي والزين جعفر العجمي الحنفي نزيل المؤيدية قرأ عليه الشمسية وغالب حاشيتها للسيد والتقي الحصني أخذ عنه ظناً في القطب وحاشيته، وأخذ عن القاياتي في اللغة وكذا أخذ عنه وعن الكافياجي وشيخنا في التفسير وأخذ علم الهيئة والهندسة والميقات والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وغيرها عن ابن المجدي وقرأ عليه من تصانيفه أشياء والفرائض والحساب أيضاً عن الشمس الحجازي والبوتيجي؛ وكذا عن أبي الجود البنبي قرأ عليه المجموع والفصول والحكمة عن الشرواني وجعفر المذكور والطب عن الشرف بن الخشاب والعروض عن الوروري وعلم الحرف عن ابن قرقماس الحنفي والتصوف عن أبي عبد الله الغمري والشهاب أحمد الادكاوي ومحمد الفوي وكلاهما من أصحاب ابراهيم الادكاوي وعن السراج عمر النبتيتي والزين عبد الرحمن الخليلي شقير، وتلقن منهم ومن أحمد بن الفقيه علي بن محمد بن تميم الدمياطي ويعرف بالزلباني الذكر وتلا بالسبع على كل من النور البلبيسي إمام الأزهر والزين رضوان والشهاب القلقيلي السكندري بعد تدربه في ذلك ببعض طلبتهم كالزين جعفر وبالثلاث الزائدة عليها بما تضمنته مصنفات ابن الجزري النشر والتقريب والطيبة على الزين طاهر المالكي وبالعشر لكن إلى المفلحون فقط على الزين بن عياش المكي بها؛ وأخذ مرسوم الخط عن الزين رضوان بل وسمع عليه في البحث من شرح الشاطبية للجعبري وحمل عنه كتباً جمة في القراءات والحديث وغيرهما كجملة من شرح ألفية الحديث للعراقي؛ وعن ابن الهمام أخذ هذا الشرح بتمامه سماعاً وبعضه قراءة وعن القاياتي بعضه؛ بل وأخذ عن شيخنا الكثير منه ومن ابن الصلاح وجميع شرح النخبة له؛ وقرأ عليه بلوغ المرام من تأليفه أيضاً والسيرة النبوية لابن سيد الناس ومعظم السنن لابن ماجه وأشياء غيرها، وسمع في صحيح مسلم على الزين الزركشي وكذا سمع على العز بن الفرات أشياء وعلى سارة ابنة ابن جماعة في المعجم الكبير للطبراني بقراءتي وعلى البرهان الصالحي والرشيدي وكثير ممن تقدم كالزين رضوان واشتدت عنايته بملازمته له في ذلك حتى قرأ عليه مسلماً والنسائي والبوتيجي والبلقيني وبمكة في سنة خمسين حين حج على الشرف أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد والقاضيين أبي اليمن النويري وأبي السعادات بن ظهيرة في آخرين بالقاهرة وغيرها وبعض من  
ذكر من جميع شيوخه في أخذه عنه أكثر من بعض، كما أن عمله في هذه العلوم أيضاً يتفاوت، ولم ينفك عن الاشتغال على طريقة جميلة من التواضع وحسن العشرة والأدب والعفة والانجماع عن بني الدنيا مع التقلل وشرف النفس ومزيد العقل وسعة الباطن والاحتمال والمداراة إلى أن أذن له غير واحد من شيوخه في الافتاء والاقراء وممن كتب له شيخنا ونص كتابته في شهادته على بعض الآذنين له: وأذنت له أن يقرىء القرآن على الوجه الذي تلقاه ويقرر الفقه على النمط الذي نص عليه الإمام وارتضاه قال والله المسؤل أن يجعلني وإياه ممن يرجوه ويخشاه إلى أن نلقاه. وكذا أذن له في اقراء شرح النخبة وغيرها؛ وتصدى للتدريس في حياة غير واحد من شيوخه وأخذ عنه الفضلاء طبقة بعد طبقة مع إعلام متفننيهم بحقيقة شأنه ولكن الحظ أغلب، وشرح عدة كتب منها آداب البحث وسماه فتح الوهاب بشر الآداب وفصول ابن الهائم في الفرائض سماه غاية الوصول إلى علم الفصول مزج المتن فيه وآخر غير ممزوج سماه منهج الوصول إلى تخريج الفصول هو أبسطهما والتحفة القدسية في الفرائض لابن الهائم أيضاَ وسماه التفة الأنسية لغلق التحفة القدسية وألفية ابن الهائم أيضاً المسماة بالكفاية وسماه نهاية الهداية في تحرير الكفاية وبهجة الحاوي وسماه الغرر البهية في شرح البهجة الوردية وتنقيح اللباب للولي بن العراقي ومختصر الروضة لابن المقري المسمى بالروض وحاشية على شرح البهجة للولي العراقي وشرح في النحو شذور الذهب بل كتب على ألفية النحو يسيراً؛ وفيما يتعلق بالقراءات شرح مقدمة التجويد لابن الجزري ومختصر قرة العين في الفتح والامالة وبين اللفظين لابن القاصح وأحكام النون الساكنة والتنوين والمد والقصر وفي المنطق شرح ايساغوجي وشرح المنفرجة في مطول ومختصر وأقرأ معظم ذلك وطار منه شرح البهجة في كثير من الاقطار؛ وكنت أتوهم أن كتابته أمتن من عباريه إلى أن اتضح لي أمره حين شرع في غيبتي بشرح ألفية الحديث مستمداً من شرحي بحيث عجب الفضلاء من ذلك وقلت لهم من ادعى ما لم يعلم كذب فيما علم، وخطر لي لقصور الطلبة المرور على شرحه للبهجة وابراز ما فيه سيما في كثير مما يزعم المزج فيه. وقصد بالفتاوي وزاحم كثيراً من شيوخه فيها، وكان أحد من كتب في كائنة ابن الفارض بل هو أحد من عظم ابن عربي واعتقده وسماه ولياً، وعذلته عن ذلك مرة بعد أخرى فما كف بل تزايد فصاحة بذلك بأخرة وأودعه في شرحه للروض من مخالفته الماتن في ذلك. وله تهجد وتوجد وصبر واحتمال وترك للقيل والقال وأوراد واعتقاد وتواضع وعدم تنازع بل عمله في التودد يزيد عن الحد ورويته أحسن من بديهته وكتابته أمتن من عبارته وعدم مسارعته إلى الفتاوي قيل مما يعد في حسناته، وبيننا أنسة زائدة ومحبة من الجانبين تامة ولا زالت المسرات واصلة إلى من قبل بالدعاء والثناء وإن كان ذلك دأبه مع عموم الناس فحظي منه أوفر ولفضي فيه كذلك أغزر وقد عرض عليه إمامة المدرسة الزينية الاستادار أول ما فتحت، ويكون ساكناً بها فتوقف واستشار القاياتي فحسنه له ولم يلبث أن جاءه صاحبه الشهاب الزواوي وسأله أن يتكلم له مع القاياتي في اشارته إلى الواقف بتقريره فيها فبادر من غير اعلامه بأنه سئل فيها وتوجه معه إلى القاياتي فكلمه فوعده بالاجابة بعد أن علم الشهاب منه بتعيينها له وتمادي الحال، ومع ذلك فاستقر فيها الشهاب بن أسد، وكذا سأل في خزن كتب المحمودية بعد شيخنا فبادر النحاس وأخذها للتريكي بل تكلم في أخذ ما كان في تركة ابن البلقيني من كتب الأوقاف حرصاً منه في ذلك؛ وفي الخزن على الاستمداد من الكتب وعمل الميعاد بجامع الظاهر نيابة ثم وثب البقاعي على الأصيل فانقطع. واستمر به العلم بن الجيعان في مشيخة التصوف بالجامع الذي أنشأه ببركة الرطلي أول ما فتح، وكذا استقر في مشيخة التصوف بمسجد الطواشي علم دار بدرب ابن سنقر بالقرب من باب البرقية عوضاً عن زينب ابنة شيخه أبي الجود ثم رغب عنه وقرره الظاهر خشقدم في التدريس بتربته التي أنشأها بالصحراء أول ما فتحت. وفي تدريس الفقه بالمدرسة السابقية بعد موت ابن الملقن وقدمه على غيره ممن نازع مع سبق كتابة الناظر الخاص له. وتحول من ثم للسكن في قاعتها؛ وزاد في الترقي وحسن الطلاقة والتلقي مع كثرة حاسديه والمتعرضين لجانبه وواديه، وهو لا يلقاهم إلا  
بالبشر والطي للنشر إلى أن استقر به الأشرف قايتباي في مشيخة الدرس المجاور للشافعي والنظر عليه عقب موت التقي الحصني بعد سعي جل الجماعة فيه بدون مسألة منه وألبسه لذلك جندة خضراء وتوجه إلى المقام ومعه القضاة الأربعة ما عدا الحنفي لتوعكه وقاضي الشام القطب الخيضري ومن شاء الله وبعض الأمراء. ثم رجع إلى منزله وباشر الدرس والتكلم على أوقافه واجتهد في عمارتها واستخلص منه ما كان منفصلاً عنه من مدة بعد خطوب وحروب في استخلاصها يطول شرحها ثم أضاف إليه بعد ذلك نظر القرافة بأسرها إلى غير ذلك مما يؤذن بمزيد خصوصيته عنده ولذا كثر توسل الناس به إليه وإلى غيره من أمرائه فمن دونهم في كثير من المآرب وانفرد عن غيره من المتطوعة بالمزيد من ذلك. ودخل في وصايا ونحوها والسلطان في غضون ذلك يلهج بالتحدث بولايته القضاء مع علمه بعدم قبوله عن الظاهر خشقدم بعد تصميمه عليه لذلك إلى أن أذعن بعد مجيء الزمام وناظر الخاص ونائب كاتب السر وناظر الدولة وغيرهم إليه وطلبه له فطلع معهم وما وجد بداً من القبول وذلك وقت الزوال من يوم الثلاثاء ثالث رجب سنة ست وثمانين وقد صرف الولولي الأسيوطي في أول يوم منه حين التهنئة ورجع ومن شاء الله معه من الأمراء والقضاة والمباشرين والنواب والطلبة إلى الصالحية على العادة ثم إلى منزله فباشر بعفة ونزاهة واستقر في أمانة الحكم بأحد فضلاء جماعته الجمال الصاني الأزهري وفي النقابة بأحد الفضلاء أيضاً العلاء المحلي الحنفي أحد جماعة قاضي المحلة أوحد الدين العجيمي مع تدبير الشهاب الأبشيهي لهما ومراجعتهما له، وامتنع من ولاية أبي الفتح السوهاي مع توسله عنده بكل طريق واجتهد في عمارة الأوقاف لاستيلاء الخراب على أكثرها ولم يظهر أثر ذلك إلا لمباشريها وجباتها لكون الناصح له في العمارة وغيرها عديم والمكافح في الدفع عنه غير مستقيم واستمر القطع لجل مستحقيها إلى أن أمسك السلطان الأمين والنقيب وغيرهما من جماعته ورسم عليهم ولم يلتفت لمن يعذله عن ذلك مع قلتهم بل عدمهم وصرفه في أثناء ذلك عن نظر القرافتين ويقال كانت ولايته على المستحقين نقمه وجهالته في تصرفاته على المستحقين المسلمين غمه بحيث عادت محبة الناس فيه عداوة وزادت الرغبة إلى الله بزواله عقب الصلاة والتلاوة واشتد بغضه فيه ولم يعتد بغالب ما يبديه وصرح بتمقته مرة بعد أخرى وطرح جانبه سراً وجهراً ولو التفت لجهة المستحقين لانكب عنه بيقين، ولكن حب الدنيا رأس كل خطيئة وعلى كل حال فهو نهاية العنقود وحامل الراية التي إلى الخير فيما نرجو تعود ولم تزل الأكابر تمتحن والصابر عليها يرتقي لكل أمر حسن رفع الله به وعنه كل مكروه ودفع عنه من يخفضه بفوه وختم له بخير.
 
893 - زهير بن حسن بن علي بن سليمان بن سنجر بن عبد الله اليساري - نسبة لعرب اليسار - القرافي الشافعي أحد رؤس الركابة في الاسطبلات السلطانية كأسلافه واسمه محمد ولكنه بزهير أشهر. ولد سنة ست وعشرين وثمانمائة بباب القرافة، وحضر دروس الونائي فأكثر وكذا المناوي بل القاياتي وخالط الفقهاء من ذلك العصر وهلم جرا؛ وكان لكثير منهم إليه الميل؛ ودخل البلاد الشامية وحج وزار بيت المقدس واستفتى شيخنا وقد حضر عنده مجلس الاملاء فيمن أنكر عليه استمراره بزيه مع مخالطته للفقهاء فأجابه بما كتبته في فتاويه بل سمعه بعضهم بحضرته وهو يعقد في كلامه القاف على طريقتهم، فقال له ألا تخلصا قافاً فنصره بقوله لو قال في الفاتحة المستقيم بالقاف المعقودة مع القدرة على خلاصها صح بل استفتى جماعة كالعبادي والمقسي والجوجري على من تعرض له بالاساءة وأجابوه كلهم بالشهادة بخيره وحضوره مجالس العلماء وتكلمه في مسائل العلم وتأدبه وإنشاده الشعر ونحو ذلك مما لم أزل أيضاً أسمعه. وقد زارني في سنة ست وتسعين واستأنست به وحكى لنا عن الونائي وغيره ممن خالطهم من طبقتهم ومن دونها كأبي البركات الغراقي ولا يخلو من ظرف ولطف.
894 - زهير بن سليمان بن زبان بن منصور بن جماز بن شيخة الحسيني. كان فاتكاً خارجاً عن الطاعة يقطع الطرق على الحجيج والمسافرين إلى أن قتل في رجب سنة ثمان وثلاثين في محاربة أمير المدينة ابن عمه مانع بن علي بن عطية ابن منصور، وقتل مع زهير جماعة من بني حسين وأراح الله منه. ذكره شيخنا في أنبائه.
895 - زهير بن سليمان بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني أمير المدينة. وليها بعد زبيري الماضي في آخر سنة خمس وستين فاستمر حتى مات في صفر سنة ثلاث وسبعين غير أنه انفصل في شوال سنة تسع وستين نحو أربعة أشهر بضغيم بن خشرم الحسيني المنصوري وهو المستقر بعد موته.
896 - زيد بن غيث بن سليمان بن عبد الله الزين أبو اليمن العجلوني ثم الصالحي الحنبلي. ولد قبل السبعين وسبعمائة بيسير وسمع على محمد بن محمد بن داود ابن حمزة ومحمد بن الرشيد عبد الرحمن بن السيف محمد بن أحمد بن عمر المقدسي أشياء وحدث سمع منه الفضلاء. وكان خيراً صالحاً، مات قبل سنة خمسين فيما ظنه البقاعي.
897 - زيرك الرومي القاسمي قاسم. مولى محظوظ في التجارة صادق اللهجة محباً في الخير متأدباً. ترقى في التجارة؛ وقدم بسببها القاهرة كثيراً، وسافر لغيرها وصار أحد المذكورين.
898 - زين العابدين جماعة منهم ابن شقيقي أبي بكر بن عبد الرحمن بن أبي بكر السخاوي الأصل القاهري واسمه محمد؛ ولكن غلب عليه هذا حتى هجر اسمه. ولد ضحى الثلاثاء ثالث عشر صفر سنة تسع وسبعين وثمانمائة بمنزلنا المجاور لسكن شيخنا بحذاء المنكوتمرية؛ ونشأ به في كنف أبويه فحفظ القرآن والجرومية والعمدة والمنهاح وجمع الجوامع وألفية النحو وغيرها وعرض على غير واحد وفهم في العربية وغيرها، ولم يلبث أن توفى والده فتشاغل عنها إلى أن رجعت في محرم سنة خمس وتسعين فقرأ علي قليلاً وكذا على البدر حسن الأعرج في المنهاج والشمس النوبي في النحو وغيره، وباشر الخطابة وظيفته ووظيفة أخيه بالباسطية وتزوج وولد له والله يصلحه.
899 - زين العابدين بن علي بن محمود بن العادل سليمان الأيوبي أخو أيوب الماضي وانه آخر ملوك الحصن من بني أيوب وقتل في سنة ست وستين.
900 - زين العباد بن فخر الدين بن جلال بن أحمد فضل الواسطي. مات سنة ثمان وثلاثين.
901 - زين قرا بن الرماح كتب عنه شيخنا الزين رضوان شعراً للشافعي في صناعة الرمي بالنشاب

حرف السين المهملة

902 - ساسي الكلاعي القائد.
903 - سالم بن إبراهيم بن عيسى الصنهاجي المغربي المالكي. رأيته فيمن عرض عليه ابن أبي اليمن بمكة؛ وكأنه الذي ولد بمشدالة بعد السبعين وسبعمائة تقريباً ونشأ ببجاية واشتغل بتونس إلى أن فضل وارتحل فوقع في أسر الكفار سنة أربع وثلاثين وثمانمائة؛ وناظر الأساقفة ببلادهم فأفحمهم ودام عنهم مدة ثم أخرجوه، وسمع بالحجاز ومصر وغيرهما كدمشق؛ ومن محفوظاته الشفا وولي قضاء المالكية بدمشق ثم قضاء القدس ثم عاد إلى الشام؛ وسار في ذلك كله سيرة حسنة بحرمة وصرامة وكلمة نافذة وعفة ونزاهة، وحدث ودرس وأفتى، وكنت جوزت أن يكون الزواوي الآتي وانه توفي سنة ثلاث وسبعين ثم استبعدت ذلك سالم بن أحمد الحنبلي القاضي في سالم بن سالم بن سالم بن إسماعيل بن الحسن البابي ثم الحلبي ثم محمد 904 - سالم بن خليل بن إبراهيم الزين العبادي القاهري الحنفي. نشأ فقيراً مقلاً وصحب أزبك الظاهري جقمق قديماً ولازم خدمته وأم به، بل كان معه ببيت المقدس فراج أمره وصار هو المرجوع إليه عنده حتى تمول كثيراً وضخم واشتهر ذكره، وأضيف إليه من الجهات الدينية والمرتبات ما يفوق الوصف، ومن ذلك خزن كتب المحمودية مع عقل وسكون واحتمال وإقبال وتواضع وتوابع وقد تكرر حجه مراراً منها في سنة ثمان وتسعين موسمياً ليكون نظره على ولد الأمير حين كونه أمير الأول وعلى زوجته خوند ابنة الظاهر والله تعالى يحسن عاقبته.
905 - سالم بن ذاكر بن محمد بن عبد المؤمن بن محمد بن ذاكر بن عبد المؤمن بن أبي المعالي بن أبي الخير بن ذاكر الكازروني الأصل المكي المؤذن الصائغ والد محمد وعلي وعبد العزيز. سمع من الإمام أبي اليمن الطبري قطعة من أول الموطأ لابن بكير وأربعين انتقاء الاقفهسي من أبي داود، وما علمت متى مات.
906 - سالم بن سالم بن أحمد بن سالم بن عبد الملك بن عبد الباقي بن عبد المؤمن ابن عبد الملك وقيل عبد العزيز بدلهما القاضي مجد الدين أبو البركات بن أبي النجا المقدسي ثم القاهري الحنبلي قريب الموفق عبد الله بن عبد الملك، فجده هو جد أحمد جد صاحب الترجمة. ولد سنة ثمان أو تسع وأربعين وسبعمائة ونشأ بها فحفظ القرآن والمحرر في الفقه وغيرهما؛ واشتغل ببلده وبرع وشارك في الفنون وناب في الحكم بها وسمع على عبد القادر المدني الحنبلي البخاري ومسند الإمام أحمد بأفوات فيهما، وقدم القاهرة في سنة أربع وستين وتفقه أيضاً بقاضي الحنابلة الموفق قريبه وناصر الدين الكناني وبالعلاء بن محمد وعليه وقرأ عمدة الأحكام، فلما مات الموفق أحمد بن نصر الله في سنة ثلاث وثمانمائة طلب أهل الدولة من يصلح للقضاء بعده، وكان بالقاهرة حينئذ العلاء بن اللحام فصار كل منهما يعترف بعجزه وصلاحية الآخر إلى أن اختير المجد فأقام قاضياً نحو خمس عشرة سنة حج في غضونها؛ وكان الناصر فرج يعتمد عليه لكونه وصف عنده بالجودة والأمانة بحيث أنه جهزه مرة إلى الصعيد مع الوزير سعد الدين البشيري للحوطة على تركة أمير عرب هوارة محمد بن عمر مما كان اللائق به التنزه عنه، لكنه كان يعتذر عن اجابته بقصد التخفيف عن ورثته وأنه يوفر لهم بسبب ذلك شيئاً لولا وجوده نهبت، وكذا ندبه لغير ذلك مما هو أشنع منه ثم صرفه المؤيد بالعلاء ابن المغلي وأضيف له ما كان مع المجد من التداريس فقدر بعد أيام قليلة شغور تدريس الجمالية الجديدة بموت أبي الفتح الباهي فقرره السلطان فيه فباشره هو وتدريس أم السلطان بالتبانة والمدرسة الحسنية حتى مات في ذي القعدة سنة ست وعشرين خاملاً وقد أقعد وتعطل وحصل له فالج ونحوه تغير به، وخلف عدة أولاد صغار أسنهم مراهق وهو محمد الآتي. ذكره شيخنا في إنبائه ورفع الاصر وابن خطيب الناصرية وقال إنه كان فقيهاً فاضلاً ديناً عفيفاً يحفظ المحرر ويستحضره. رأيته بالقاهرة في سنة ثمان أو تسع وهو إذ ذاك في مذهبه فقيهها.
 
907 - سالم بن سعيد بن علوي أمين الدين الحسباني الشافعي. قدم القدس وهو ابن عشرين سنة فتفقه بها ثم قدم دمشق في حياة السبكي؛ واشتغل ودام على ذلك وتفقه بالعلاء حجي وغيره وأخذ النحو عن جماعة ثم قدم القاهرة فقرأ فيه على ابن عقيل وفي الفقه على البلقيني، وقدم معه دمشق لما ولي قضاءها وولاه قضاء بصرى ثم لم يزل يتنقل في النيابة بالبلاد إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ثمان وقد جاز السبعين؛ وكان مكباً على الاشتغال وفي ذهنه وقفة. وكان مخلاً. ذكره شيخنا في إنبائه.
908 - سالم بن سلامة بن سلمان مجد الدين الحموي الحنبلي، ولي قضاء حلب فلم تحمد سيرته بحيث قتل فيها ابن قاضي عنتاب خنقاً بغير مسوغ معتمد وحبس لذلك بقلعة حلب إلى أن خنق على باب محبسه في سنة ثمان وخمسين. وكان فيما قيل ذا مشاركة ومذاكرة بالشعر مع معرفة بالأحكام في الجملة. ولكنه كان مهوراً حاد الخلق محباً في القضاء عفا الله عنه.
909 - سالم بن عبد الله بن سعادة بن طاحين القسنطيني نزيل اسكندرية. كان أسود اللون جداً حتى كان يظن أنه مولى وأما هو فكان يدعى أنه أنصاري؛ وكان للناس فيه اعتقاد وبين عينيه سجادة، وقد لازم البرهان بن جماعة واختص به وصار له صيت وطار له صوت، ثم صحب الجمال محمود بن علي الاستادار، وتردد كثيراً إلى القاهرة كل ذلك مع محاضرة حسنة وله أناشيد وحكايات وعلى ذهنه فنون. مات باسكندرية في سنة عشرين وقد جاز الثمانين. قاله شيخنا في إنبائه وهو في عقود المقريزي مطول وأنه صحبه وتردد إليه مراراً وأنه أنشده وكأنه متمثلاً:

ومن يعترض والعلم عنه بـمـعـزل

 

يرى النقص في عين الكمال ولا يدري

وهو أول بيتين لأبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد البكري الشريشي وثانيهما:

ومن لم يكن يدري العروض فـربـمـا

 

يرى القبض في بحر الطويل من الكسر

910 - سالم بن عبد الوهاب المجد بن التاج الدمشقي القاهري خليفة المقام الأحمدي بطنتدا. وليه في حياة أبيه ثم وليه أبوه، فلما مات أبوه أعيد المجد إليه وسمعت من يحكي أنه أعطى أباه السم وقد صاهر الشمس بن الزمن على ابنة أخته واستولدها ابنة اسمها أصيل؛ ومات عنهما قريباً من سنة ثمانين تقريباً وخلفه في المشيخة.
911 - سالم بن محمد بن محمد بن سالم بن محمد الزين القرشي الحموي المكي ثم القاهري الكتبي بن الضيا أخو أحمد الماضي. ولد قبل التسعين وسبعمائة، وأجاز له المجد اللغوي وأبو بكر المراغي وابن سلامة وشعبان الآثاري ومحمد بن أحمد ابن محمد الرازي وتكسب بصناعة تجليد الكتب، وكان ساكناً ضعيف الحركة أحد صوفية سعيد السعداء أجاز لنا؛ ومات في شعبان سنة ست وسبعين رحمه الله.
912 - سالم بن القاضي عفيف الدين محمد بن محمد الزين أبو النجا القسنطيني السكندري قاضيها أبوه المالكي ويعرف بابن العفيف. أخذ عن الجمال عبد الله المشرق والشمس النوبي باسكندرية في العربية واشتغل يسيراً عند السنهوري وغيره، وأخذ عني قليلا؛ وأظنه قرأ البخاري على الشاوي، وسمعت أنه تول بالنظم وتجرأ على أشياء سيما في ولاية أبيه وعلى كل حال فهو أشبه منه؛ وحج في سنة ثمان وثمانين، وعاد في أول التي تليها مع الركب ويذكر بتمول.
913 - سالم بن محمد بن ناصر الجبائي الهواري المغربي ثم القاهري المديني نسبة لصحبة الشيخ مدين. ممن يديم التلاوة والقيام بالمرضى ونحوهم وملازمة خدمتهم محتسباً، وقد حضر عندي كثيراً في السيرة وغيرها ونعم الرجل.
914 - سالم بن محمد بن صنبة المكي، أورده النجم عمر بن فهد في معجمه وأنشد له ما سمعته منه في سنة ست وأربعين:

ألا ليت شعري هل ابيتن لـيلةً

 

بوادي الصفا حيث الكرام نزول

وهل أرد الشعب اليماني فإنـه

 

ظليل وبالماء الـزلازل يسـيل

وهل أنظر الغزلان فيه رواتعا

 

فإن ضنى قلبي بـهـن يزول

915 - سالم الحوراني فقيه في بيت المقدس قرأ عليه القرآن الزين عبد القادر النووي.
916 - سالم الزواوي المغربي المالكي قاضيهم بدمشق، مات بها في صفر سنة ثلاث وسبعين بالمدرسة الشرابشية منها، وصلى عليه بالجامع، ودفن بمقبرة الحميرية رحمه الله، وينظر سالم بن إبراهيم الماضي.
917 - سبع بن هجان بن محمد بن مسعود الحسني أمير الينبوع. وليها مرة بعد أخرى إلى أن مات في ذي الحجة سنة سبع وثمانين؛ واستقر بعده دراج ابن مفري بتقرير من صاحب الحجاز لتفويض أمره إليه.
918 - سراج بن مسافر بن زكريا بن يحيى بن اسلام بن يوسف سراج الدين القيصري الرومي ثم المقدسي الحنفي ويسمى أيضاً ضياء وعوض ولكنه لم يشتهر بواحد منهما. ولد سنة تسعين أو بعدها تقريباً؛ وقيل سنة خمس وتسعين بالمشهد من الروم، ونشأ هناك فاشتغل كثيراً ثم ارتحل إلى بلاد العجم فقرأ بها العلوم العقلية، وعاد فلزم الفنري حتى كان يعد من أعيان جماعته ومما أخذه عنه الفقه والاصلان والنحو والصرف والمعاني والبيان، وقرأ شرح المجمع لابن فرشتا على مؤلفه؛ وكذا أخذ عن الشيخ محمد بن أبيه أحد أصحاب صاحب درر البحار واشتغل أيضاً في الفرائض وغيرها، وتصدر للتدريس فدرس مدة، ثم بعد توغله في العقليات ومشاركته الجيدة في الشرعيات تجرد وسلك طرق التصوف فصحب جماعة منهم الزين أبو بكر الخافي، وتوجه صحبته إلى الحج ثم عاد فقدم بيت المقدس سنة ثمان وعشرين مجرداً بقصد الاقامة بها للتعبد فكان القادمون إليها من الروم للزيارة يعظمون شأنه فتنبه المقادسة وغيرهم له ولا زال يتلطف به من له رغبة في الاشتغال والاستفادة إلى أن عاود التدريس والافادة فأقبل الناس عليه وظهر تقدمه في فنون منها علم الكلام والمنطق والمعاني والبيان والنحو والصرف ومشاركته في غيرها وانتفع الناس به حتى قل أن يكون في الفضلاء والطلبة من لم يقرأ عليه واستغرق جل أوقاته في ذلك، وممن أخذ عنه صاحبنا الكمال بن أبي شريف وقال أنه كان محرراً لما يلقيه ويذاكر به؛ ناصحاً في تعليمه، علامة في حل التراكيب المشكلة، ذا قوة في النظر، له ممارسة جيدة لفقه مذهبه مديم الاشغال والاشتغال في كتب منه معتبرة، كثير المراجعة للهداية وشروحها ولشرح الكنز للزيلعي وشغف بتلخيص الجامع للخلاطي فكان يقرأ عليه فيه وكتب عليه قطعة جيدة، وكتب أيضاً بخطه كثيراً كالبخاري وكان معتنياً بالنظر فيه وفي شروحه وفي شرح مسلم للنووي والهروي وبالمصابيح وشروحه وبالكشاف وتفسير القاضي وغيرهما ويراجع الفخر الرازي وغيره عند إقراء الكشاف وحواشيه مع الاكثار من مطالعة الاحياء؛ وكان يبالغ في التحذير من كلام ابن عربي ويذكر أنه خالط المشتغلين بكلامه في بلاد الروم وغيرها ووجد كثيراً منهم زائفاً يتستر بالتأويل ظاهراً وهو في الباطن غير مؤول بل يعتقد ما هو أقبح من الكفر؛ ووجد بعضهم واقعاً في الغلط. وكان بعد شيخه الفنري مع علو مقامه في العلم ممن غلط في أمر ابن عربي وأشباهه، وكان ينظر فيما كتبه ابن تيمية في الرد على ابن عربي ويثنى على رده وكتب هو أيضاً في الرد عليه كتابة جيدة. وله نظم متوسط ونثر يستكثر على كثير من أهل الروم، وبنيت له مدرسة ببيت المقدس بنتها له امرأة من نساء وزراء الروم تعرف بخانم العثمانية - بالخاء المعجمة - فأقام بها إلى أن توفيت فآل النظر إلى ولدها، وكان فيما يقال يميل إلى ابن عربي فاتصل به مبالغة الشيخ في التحذير منه لأن ذلك كان دأبه سيما مع الواردين من الروم، فكان هذا باعثاً للولد على صرفه عن الدرس فلم يكترث الشيخ بذلك بل ظهر منه السرور به لكونه سبباً لحمايته عن تناول ريع وقفه، وكان رحمه الله متين الديانة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر مواظباً على الخير إلى أن مات في سنة ست وخمسين ودفن بباب الرحمة شرقي المسجد الأقصى. انتهى ملخصاً. وقال غيره كان متين الديانة عفيفاً عن الوظائف وما في أيدي الناس ذا ورع زائد وانقطاع عن الناس وتخل واطراح ولطافة وصدق وصحة اعتقاد وترك للتكلف، مع الاحسان للطلبة والمحاسن الجمة حتى قال الشيخ عبد القادر النووي ما أعلم أحداً اجتمعت فيه العدالة الظاهرة والباطنة بعد ابن رسلان غيره، وشرع في شرح مختصر الجامع الكبير وأدخل فيه علوماً على أسلوب جيد وهو جدير بقول القائل:

وحل من المجد المـؤثـل رتـبةً

 

يقصر عن إدراكها نظر الطرف

وقد لقيته ببيت المقدس فسمعت من فوائده، وكان علامة صالحاً نيراً سليم الفطرة إلى الغاية مديم الاشتغال والافادة لكن أكثر ذلك لأبناء جنسه للكنة كانت في لسانه وعدم طلاقة، وذكر أن جده الأعلى يوسف مدفون بطيبة رحمه الله وإيانا.
919 - سرداح بمهملات ويقال ان أوله صاد مهملة أيضاً؛ وهو في عقود المقريزي وهو أصح والسين أشهر - بن مقبل بن نخباز بن مقبل بن محمد بن راجح بن إدريس بن حسن بن أبي عزيز الحسني الينبعي. ولي أبوه إمرة الينبع مدة ثم قبض عليه وحبس باسكندرية في سنة خمس وعشرين إلى أن مات بها وكحل ولده هذا فيقال إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ومسح عينيه فأبصرواتهم السلطان من كحله فالله أعلم. مات في أواخر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون؛ قاله شيخنا في انبائه ويقال أنه أقام مدة أعمى بعد أن فقئت عيناه وسالتا وورم دماغه ونتن ثم توجه إلى المدينة فوقف عند القبر النبوي وشكا ما به وبات فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح بيده الشريفة على عينيه فأصبح وعيناه أحسن ما كانت وأن البينة أقيمت للأشرف بمشاهدة الميل المحمى بالنار وهو يكحل به بحيث سالت حدقتاه بحضورهم؛ وكذا أخبر أمير المدينة بذلك والأمر أعظم من هذا فمن توسل بجنابه لا يخيب.
920 - سرور بن عبد الله بن سرور بن أحمد بن عبد الحميد أبو الوليد وأبو الفرج بن أبي محمد القرشي العلبي المغربي التونسي المالكي ابن أخت عبد الله بن مسعود بن علي بن القرشية الآتي ونزيل اسكندرية. ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بقسنطينة، وقدم القاهرة وسمع من شيخنا في الاملاء وغيره وأجاز له خاله في رجب سنة اثنتين وعشرين، وتميز في القراءات وممن أخذها عنه الشمس الديروطي، وامتحن وبقي مسلسلاً في بعض المراكب أواخر سنة أربع وأربعين ثم ذكر في شعبان من التي تليها أنه قتل وانقطع خبره من ثم رحمه الله.
921 - سرور الحبشي الشقراوي خوند شقرا ابنة الناص فرج جهة جرباش كرت الماضي. كان في خدمتهما ثم ترقى إلى أن استقر به الأشرف قايتباي بعد نفي معروف شاد الحوش وكذا استنابه مع وجود الناصري محمد ابن سيده في أوقاف الناصر فرج وضيق على مستحقي التربة الناصرية وكلفهم بما لم يألفوه وجدد المنبر وفرش المكان بالبلاط وطراه بالزيت وتصرف تصرفاً منكراً؛ ولم يلبث أن رافع فيه بعض المستحقين فبادر إلى التخلص بكونه متبرعاً بما فعله، وسكن الحال وكأنه لخدمته، وبنى في وسط حوش التربة المشار إليها تربة حسنة دفن في فسقية منها جانبك حبيب؛ وجدد بالخانقاه كتباً عمل لها خزانة غير خزانة كتب الواقف. وحج بالجملة فقد رأيت من يشكره بمداومته لصوم الاثنين والخميس وإكرام لأهل العلم ونحوهم وتعففه في مباشراته وعدم ارتشائه ويتكلم في مسائل ويقرأ من المصحف.
922 - سرور الحبشي قراقجا الحسني رأس نوبة الجمدارية مع إضافة خدمة بالحجرة النبوية إليه. ممن حج في أيام أستاذه وبعده ويذكر بخير وتعبد بالصوم وغيره كايثاره بمعلومه في الخدمة وغيره لفقراء المدينة وأثنى على تصرفه في مدرسة سيده وأوقافها وفي غيرها كالحجازية المجاورة للجمالية. مات في ليلة ثامن عشر صفر سنة خمس وتسعين عن بضع وسبعين وصلى عليه السلطان ودفن بتربة أستاذه ووجد له من النقد شيء كثير منه فيما قيل ما هو لبني الأمير برقوق وغيره وديعة. واستقر بعده في الحجازية الطواشي هلال الرومي الأشرفي أحد السقاة وفي الخدمة الطواشي دينار أحد الجمدارية أيضاً.
923 - سرور الطرباي الحبشي. اتصل باستاذه طرباي لخدمة السلطان فعمل جمداراً في سنة خمس وعشرين وترقى حتى ولي بعد صرف فارس الأشرفي سنة أربع وخمسين ظناً مشيخة الخدام بالحرم النبوي إلى أن مات هناك في صفر سنة ثلاث وسبعين بها دفن بعد أن شاخ. وهو من إخوة جوهر القنقباي ويذكر بدين وخير وسيرة محمودة مع كرم. واستقر بعده مرجان المحمدي التقوي.
 
924 - سعد الله بن حسين الفارسي السلماسي الحنفي المقري نزيل بيت المقدس وإمام الحنفية بالأقصى. قدم من بلاده وكان شافعياً فتحنف وأخذ بالقاهرة عن سعد الدين بن الديري؛ وناب في قضاء دمشق عن العلاء بن قاضي عجلون ابتكره وابن عبد في آن واحد، ويقال انه أخذ بها القراءات عن الشمس ابن النجار ودام بها مدة واستقر في إمامة جامع بردبك بها، وتميز في القراءات وشارك في غيرها ثم قدم القاهرة في سنة سبع وسبعين، ورأيته بها واستقر في إمامة الحنفية بالاقصى وباشرها على هدى واستقامة وبهاء مع تصديه لاقراء القرآن وغيرها؛ بل ربما أفتى. مات في ثلاث جمادى الأولى سنة تسعين عن نحو الثمانين، وكان نيراً ذا شيبة حسنة ووقار وصولة وحرمة وشهامة وصدع بالحق لا يخاف في الله لومة لائم أثنى عليه في فضيلته، وكذا في مباشرته للانظار المضافة لامامة الصخرة وعمارته لها؛ ورأيت من أرخه من أهل بيت المقدس في أواخر ربيع الأول، وانه دفن بماملا بحذاء تربة البسطامي، قال وكان مولده سنة اثنتي عشرة أو التي بعدها وأشرك السلطان في الامامة بين ولد له صغير ابن سبع سنين وحفظ القرآن إلا بعض البقرة وهو نجيب ذكي فطن اسمه إمام الدين أبو السعود ممد وبين الجناب ناصر الدين الشنتير لأجل بذله بل حاول إخراج الولد طلباً للزيادة.
925 - سعد الله بن سعد بن علي بن إسماعيل الشيخ سعد الله الهمداني الأصل العنتابي الحنفي الآتي أبوه. قدم حلب مع أبيه فأقام بها، وكان شاباً ذكياً أديباً اشتغل بالفقه وشغل ودرس بالمدرستين الكلباوية والأتابكية البرانية، ومات في رابع جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين، ودفن عند أبيه خارج باب المقام، وكانت جنازته مشهودة حضرها النائب والأعيان، وأسف الناس عليه. ذكره ابن خطيب الناصرية، وتبعه شيخنا في أنبائه.
926 - سعد الله الناتولي أبو حميد التكروري المعتقد المقيم على باب جامع الحاكم. مات في المحرم سنة ست وخمسين، ودفن بتربة قانم. أرخه ابن المنير.
927 - سعد الله رجل كان لا يزال واقفاً تحت قلعة الجبل بالرميلة بحيث عده كثير من الناس في طائفة المجاذيب. مات في صفر سنة أربع وخمسين.
928 - سعد بن إبراهيم بن محمد الحضرمي الأندلسي المغربي التاجر والد ابراهيم الحربي المالكي الماضي. مات في شوال سنة إحدى وتسعين.
929 - سعد بن أحمد بن علي المكي البنا ويعرف أبوه بابن ناصر. ممن سمع مني بمكة.
930 - سعد بن أحمد بن منصور سعد الدين العطار بمكة ويعرف بسعد الوركان شيخ العطارين بباب السلام، وعنده دخول. مات في شعبان سنة اثنتين وستين وخلف ذرية.
931 - سعد بن الجمال عبد الله بن أحمد المدني ويعرف بابن النفطي شيخ المؤذنين والفراشين بالمدينة النبوية كأبيه ووالد طلحة الآتي. ممن حفظ القرآن وكتباً منها المنهاج والحاوي الفرعيين. سمع بالمدينة على الجمال الكازروني، وفي سنة أربع وأربعين بالقاهرة على الزين الزركشي في مسلم والشفا؛ ووصفه بالفقيه. مات تقريباً سنة بضع وستين؛ وقد قارب الأربعين، ويقال انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أنت مؤذني.
932 - سعد بن عبد الله سعد الدين الآمدي ثم الطرابلسي الشافعي. أقام بطرابلس مدة يشغل الناس في الحاوي ويفتي قليلاً، وكان فاضلاً في الأصول ويحل الحاوي، ولكن لم يكن محموداً في دينه. مات في إحدى الجمادين سنة اثنتين وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه ثم ابن قاضي شهبة.
933 - سعد بن عبد الله الحبشي عتيق الطواشي بشير الجمدار. اعتنى به سيده وعلمه القرآن ورتبه في وظائف، واستمر بعد سيده على طريقة حسنة وتزيا بزي الفقهاء، وكان محباً في السنة وأهلها جميل العشرة كثير الحج يقال انه حج ستين حجة، ومن أعجب ما كان يحكيه انه شاهد بعض الغلمان باع ما حصل له من سماط السلطان بأربعة دراهم فكان فيها ربع قنطار لحم وستة أرطال حلوى خراجاً عما عداه. مات في سنة خمس عشرة. ذكر شيخنا في أنبائه.
934 - سعد بن عبد الله الحضرمي خادم عبد الرحمن بن اليافعي ثم عمر العرابي مدة تزيد على عشرين عاماً؛ وكان صاحب ايثار وفتوة وانصاف ومروءة اعجوبة في جده واجتهاده وعبادته كأهل حضرموت ممن ذكر باجابة الدعوة. مات بالطائف سنة ثمان عشرة.
 
935 - سعد بن علي بن اسماعيل سعد الدن الهمذاني العنتابي الحنفي والد سعد الله الماضي. قدم حلب فقطنها وأشغل الطلبة وأفتى، وكان مقبلاً على شأنه محسناً للطلبة مع الفضل والدين والعقل والسكون والحياء وله جلالة لخيره وديانته. توفي في مستهل شعبان سنة سبع عشرة ودفن خارج المقام رحمه الله. ذكره ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا في أنبائه.
936 - سعد بن علي بن يوسف بن محمد بن يوسف بن إسماعيل بن نصر بن الأحمر صاحب غرناطة الأندلس ووالد أبي الحسن علي وأبي عبد الله محمد. ذكرته استطراداً في حوادث سنة ست وتسعين.
937 - سعد بن أبي الغيث بن قتادة بن إدريس بن حسن بن قتادة بن إدريس ابن مطاحن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسن بن سليمان بن علي بن عبد الله ابن محمد بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني الينبعي أميرها. وليها غير مرة وتردد إلى القاهرة مراراً وكانت له فضيلة ومحاسن. مات معز ولا في ذي القعدة سنة أربع وقد زاد على الستين وذكره المقريزي في عقوده.
938 - سعد بن محمد بن جابر سعد الدين بن شمس الدين بن الزين العجلوني ثم الأزهري. كان خيراً ديناً سليم الباطن يحفظ القرآن ويلازم الذكر والعبادة ولكثير من الناس فيه اعتقاد وتذكر عنه كرامات، وكان العلاء البخاري يطريه جداً، وما بلغني عنه في المعتقد إلا الخير وكانت بيده إمامة الطيبرسية المجاورة للأزهر. مات في شوال سنة تسع وثلاثين وقد قارب الثمانين. ذكره شيخنا في إنبائه إلا بعضه فنقلته من بعض أجزاء تذكرته.
 
939 - سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر ابن سعد شيخنا القاضي سعد الدين شيخ المذهب وطراز علمه المذهب العالم الكبير وحامل لواء التفسير أبو السعادات بن القاضي شمس الدين النابلسي الأصل المقدسي الحنفي نزيل القاهرة ويعرف بابن الديري نسبة لمكان بمردا جبل نابلس أو الدير الذي بحارة المرادويين من بيت المقدس. ولد في يوم الثلاثاء سابع عشر رجب سنة ثمان وستين وسبعمائة كما كتبه بخطه وأخبرنا به غير مرة ونقل أبيه أنه في سنة ست وستين؛ وقيل في التي تليها ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن عند الشيخ حافظ وغيره وكتباً منها الكنز وبعض المنظومة وجميع مختصر ابن الحاجب الأصلي والمشارق لعياض وحفظ أكثره في اثنى عشر يوماً؛ وكان سريع الحفظ مفرط الذكاء فعنى به أبوه وأعانه هو بنفسه فأكب على الاشتغال وتفقه بأبيه وبالكمال الشريحي وسمع دروسه في الكشاف وبحميد الدين الرومي والعلاء بن النقيب وغيرهم وعن والده أخذ الاصلين والمعاني والبيان وكذا أخذ المعاني والبيان عن خير الدين وأصول الفقه أيضاً مع النحو عن الشمس بن الخطيب الشافعي والنحو فقط عن المحب الفاسي والكمال المذكور وسمع على أبي الخير بن العلائي وإبراهيم ومحمد ابني العماد اسماعيل القلقشندي الصحيح ووالده والشهاب بن المهندس والزين القبابي في آخرين منهم بقراءة محمد بن كريم العطار، وأجاز له فيما أخبرني به النجم بن الكشك والصدر بن العز والصدر سليمان الياسوفي والشهاب الحسباني والشرف الغزي والزين القرشي وتذاكر معه وابن الكفري الحنفي وجماعة وانه اجتمع بجماعة من مشايخ الصوفية كالشيخ محمد القرمي وعبد الله البسطامي وسعد الهندي وأبي بكر الموصلي قال وكنت ودعته عند توجهي للحج في سنة سبع وتسعين ودعا لي؛ وكان والدي أوصاني أن لا أنزل إلا في وسط الناس فلم يمكني ذلك إلا في عرفة بل كنا إذا نزلنا في الوسط يرتحل من بجانبنا اتفاقاً حتى نبقى في الطرف فكنت أتعجب من ذلك قال ومع هذا فإننا حفظنا ولم نفقد مما معنا سوى سكين كنت أشتريتها في الطريق وكان يختلج في فكري ان فيها شبهة، ولازلت أتعجب مما اتفق لنا إلى أن لقيت بأراضي غزة جمالاً شيخاً يتكلم بكلام جيد في علم التصوف فكنت أتعجب منه إلى أن أعلمني بأنه أدرك جماعة منهم الموصلي المشار إليه كان قد حج به قال وانه لم يزل يوصيني أن لا أنزل إلا في طرف الناس فإنه أطيب راحة وأقرب لقضاء الحاجة والمحفوظ من حفظ الله؛ قال فحينئذ علمت أن ما اتفق لنا في الانفراد كان من مدده، وكذا اجتمع بالشمس القونوي صاحب درر البحار وأجاز له وبحافظ الدين البزازي صاحب جامع الفتاوي؛ وروى الهداية وغيرها عن الشيخ كريم الدين عبد الكريم القرماني الرومي؛ وكذا ناظر بالقاهرة السراج بن الملقن في مسألة البسملة في الوضوء في مذهب مالك وأحمد في آخرين من العلماء بالقاهرة ودمشق وغيرهما؛ وأكثر من الرواية بالاجازة عن البرهان إبراهيم بن الزين عبد الرحيم بن جماعة القاضي بأجازته من ابن عمه العز أبي محمد عبد العزيز بن جماعة القاضي وهو يروي عن أبيه القاضي بدر الدين عن القاضي فهذا مسلسل بالقضاة، ولو اعتنى لأدرك الاسناد العالي لكنه شمر عن ساعد الاجتهاد وكحل عيني البصر والبصيرة بميل السهاد حتى صار من أوعية العلم مع ما رزقه الله من التواضع والحلم؛ واشتهر بمعرفة الفقه حفظاً وتنزيلاً للوقائع وخبرة بالمدارك واستحضاراً للخلاف حتى كان والده يقدمه على نفسه في الفقه وغيره. وولي عدة وظائف ببلاده كالمعظمية والشركسية والمنجكية؛ وانتفع الناس بدروسه وفتاويه، وجد في العلوم حتى رجح على والده في حياته؛ وحج مراراً أولها في سنة إحدى وثمانمائة، ومرة في سنة إحدى وعشرين على أبيه وهو قاضي الحنفية بها ثم وردها بعد موته في ثاني عيد الأضحى سنة سبع وعشرين، وولي بها مشيخة المؤيدية تصوفاً وتدريساً بل كان قد باشرهما في حياته لما ولي القضاء، وانتفع الناس به في الفتاوي والمواعيد والأشغال؛ ودرس بعده بعدة أماكن كالفخرية ابن أبي الفرج بتقرير واقفها وكجامع المارداني في الدرس الذي رتبه فيه صرغتمش قبل بناء مدرسته برغبة البدر حسن القدسي له عنه قبيل موته فباشره درساً واحداً ثم انتزعه منه الأشرف برسباي لامامة المحب الاقصرائي، وتألم هو وأحبابه لذلك واعتذر المحب بعدم  
القدرة على ترك القبول، ولم يلبث أن سئل في قضاء الحنفية وألح عليه حتى قبله واستقر فيه في المحرم سنة اثنتين وأربعين عوضاً عن شيخنا البدر العيني فباشره بمهابة وصرامة وعفة وأحبه الناس سيما إذ شرط على نفسه إبطال الاستبدالات ولكنه لم يتم بل صار بطائن السوء يحتالون عليه بكل طريق لظهور مسوغ عنده، وبالجملة فكان إماماً عالماً علامة جبلاً في استحضار مذهبه قوي الحافظة حتى بعد كبر السن، سريع الادراك شديد الرغبة في المباحثة في العلم والمذاكرة به مع الفضلاء والأئمة، مقتدراً على الاحتجاج لما يروم الانتصار له بل لا ينهض أحد يزحزحه غالباً عنه، ذا عناية تامة بالتفسير لا سيما معاني التنزيل؛ وبالمواعيد يحفظ من متون الأحاديث ما يفوق الوصف غير ملتزم الصحيح من ذلك؛ وعنده من الفصاحة وطلاقة اللسان في التقرير ما يعجز عن وصفه لكن مع الاسهاب في العبارة وصار منقطع القرين مفخر العصرين ذا وقع وجلالة في النفوس وارتفاع عند الخاصة والعامة على الرؤس من السلاطين والأمراء والعلماء والوزراء فمن دونهم بحيث عرض على كل من ابن الهمام والأمين الاقصرائي الاستقرار في القضاء عوضه فامتنع مصرحاً بأنه لا يحسن التقدم مع وجوده وقدم أولهما مرة من الحج فابتدأ بالسلام عليه في المؤيدية قبل وصول إلى بيته؛ وعقد مجلس بالصالحية بسبب وقف العجمي سبط الدميري فسئل الأمين إذ ذاك عن الحكم فأجاب بقوله: أنا أفتيت ولا شعور عندي بكون الاستفتاء متعلقاً بحكم مولانا، وأشار إليه فإن الذي عندي أن مشايخنا المتأخرين لو كانوا في جهة وهو في جهة كان أرجح وأوثق، وأما شيخنا فكان أمراً عجباً في تعظيمه والاعتراف بمحاسنه، وترجمته له في رفع الاصر مع كونها مختصرة شاهدة لعنوان ذلك، وكذا كان صاحب الترجمة يكثر التأسف على فقد شيخنا بعد موته ولا يزال يترحم عليه ويذكر ما معناه: انه صار بعده غريباً فريداً، ويحكي من مذاكرته معه جملة ويقبح من كان يمشي بينهما بالافحاش المقتضي للاستيحاش فرحمهما الله تعالى فلقد كان للزمان بوجودهما البهجة، وبهما في كل حادثة المحجة، ولذلك سمع هاتف يقول بعد أحمد وسعد ما يفرح أحد، وقد اشتهر ذكره وبعد صيته ونشره حتى إن شاه رخ بن تيمور ملك الشرق سأل من رسول الظاهر جقمق عنه في جماعة فلما أخبره ببقائهم أظهر السرور وحمد الله على ذلك، وكثرت تلامذته وتبجح الفضلاء من كل مذهب وقطر بالانتماء إليه والأخذ عنه حتى أخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى وألحق الأبناء بالآباء بل الأحفاد بالأجداد وقصد بالفتاوي من سائر الآفاق، وحدث بالكثير قرأت عليه أشياء وكتبت من فوائده ونظمه جملة أوردت الكثير من ذلك في معجمي وفي الذيل على رفع الأصر، وقرض لي بعض تصانيفي في سنة خمسين ووصفني بخطه بالشيخ الإمام الفاضل المحدث الحافظ المتقن وكنت أشهد منه مزيد الميل والمحبة، ومما حكاه أنه كان عنده في القدس وهو شاب يهودي طبيب منجم؛ وكان حاذقاً فامتحنوه فيما حكى له بأن أخذوا بول حمار فجعلوه في قنينة وقالوا له انظر بول هذا العليل فنظر فيه طويلاً ثم قال اذهبوا به إلى البيطار؛ وأنه قال لهم أنا أموت في هذه السنة فكان كذلك، وكان مع ما تقدم قد رزقه الله السمت الحسن وصحة الحواس وكبر السن الذي لا يتأخر بسببه عن عظيم رغبته في الإلمام بأهله لكن أعانه على ذلك ما سمعته منه غير مرة من أن الناس كلما تقدموا في السن غالباً يتغير مزاجهم من الحرارة إلى البرودة وانه هو بالضد من ذلك ولهذا كان لم يزل محمر الوجنتين كل هذا مع كثرة البشر ولين الجانب والمحاضرة الفكهة وفرط التواضع؛ والقرب من كل أحد مع الوقار والمهابة والشهامة على بني الدنيا والتقلل من الاجتماع بهم والدين المتين وسلامة الصدر جدا ومزيد التعصب لمذهبه والميل الزائد لأصحابه وانقياده معهم واتباع هواهم تحسيناً للظن بهم؛ وما أتي إلا من قبل ذلك، مذكوراً بإجابة الدعوة عظيم الرغبة في القيام بأمر الدين وقمع من يتوهم افساده لعقائد المسلمين، اتفق أنه أحضر إليه شيخ من أهل العلم حصني فادعى عليه بين يديه أن عنده بعض تصانيف ابن عربي وانه ينتحلها واعترف بكونها عنده وأنكر ما عدا ذلك فأمر بتعزيره فعزر بحضرته بضرب عصيات ثم أمر به الظاهر جقمق فنفي رحمهما الله كيف لو أدرك هذا الزمن الذي حل به الكثير من الرزايا والمحن؛ ولم يشغل رحمه الله  
نفسه بالتصنيف مع كثرة اطلاعه وحفظه ولذلك كانت مؤلفاته قليلة فمما عرفته منها شرح العقائد المنسوبة للنسفي وقد قرأه عليه الزيني قاسم الحنفي والكواكب النيرات في وصول ثواب الطاعات إلى الأموال اقتفي فيه أثر السروجي مع زيادات كثيرة والسهام المارقة في كبد الزنادقة في كراريس وفتوى في الحبس بالتهمة في جزء وأخرى في هل تنام الملائكة أم لا وهل منع الشعر مخصوص بنبينا صلى الله عليه وسلم أم عام في جميع الأنبياء عليهم السلام وشرع في تكملة شرح الهداية للسروجي وذلك من أول الأيمان - بفتح الهمزة - فكتب منه إلى أثناء باب المرتد من كتاب السيرست مجلدات أطال فيها تبعاً لأصله النفس، وله منظومة طويلة سماها النعمانية فيها فوائد نثرية بديعة كان يكثر انشادها ولا يزال يلحق فيها حتى صارت كراريس، وكذا له قصيدة مخمسة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم سمعتها من لفظه. وكان السبب في نظمه إياها أن والده اقترح عليه بيتين دوبيت فعمل كل منهما ذلك ارتجالاً ثم قال له اعمل ذلك من الأبحر فعملا كذلك ثم قال له اعمل قصيدة كاملة على مهلك قال فنظمت قصيدة نحو سبعين بيتاً لكن لم أقيدها بالكتابة فلما كان في حدود سنة أربعين قيدت منها ما حفظته وخمسته وزدت عليه أبياتاً وأولها:

ما بال سرك بالهوى قد لاحـا

 

وخفى أمرك صار منك بواحا

ألفرط وجدك من حبيب لاحي

 

نم السقائم على المحب فباحـا

ونمى الغرام به فصاح وناحا

 

 

ولم يزل على جلالته وعلو مكانته، وأكرمه الله قبل موته بنحو ستة أشهر بالانفصال عن القضاء باحتيال بعضهم في التبليغ عنه أنه طلب الاستعفاء فأجيب لذلك وفصل عنه بالمحب بن الشحنة وعن المؤيدية بابنه التاج عبد الوهاب واستمر متوعكاً حتى مات في تاسع ربيع الآخر سنة سبع وستين بمصر القديمة فحمل في محفة إلى المؤيدية فغسل ثم صلى عليه بمصلى المؤمني تقدم المستقر بعده للصلاة وحضر السلطان والقضاة والأمراء والأعيان ثم دفن بتربة الظاهر خشقدم؛ وتأسف الناس على فقده كثيراً ولم يخلف بعده مثله. وهو ممن ذكره المقريزي في عقوده باختصار رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته.
940 - سعد بن محمد بن عبد الله الحضرمي ثم المكي ويعرف بسعد الدين أبي جمال. مات بدمشق في أوائل سنة أربعين. أرخه ابن فهد.
941 - سعد بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف سعد الدين بن فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني قاضيها الحنفي. سمع على أبي الفتح المراغي وولي قضاء الحنفية بالمدينة مع حسبتها بعد والده مع كونه عارياً من الفضائل لكن بعناية الأمين الأقصرائي ورسم بنيابة أخيه سعيد عنه لكونه كان إذ ذاك بالعجم فسد أخوه الوظيفة حتى جاء صاحب الترجمة، وقدم القاهرة غير مرة منها وهو قاض في أيام الظاهر جقمق وشكا إليه دينه وانه ألف دينار فأنعم عليه بها بعد أن حاققه عن سبب تحمله الدين. مات عن بضع وستين في ربيع الثاني سنة ثمان وستين بالمدينة ولم يعقب سوى ابنة ماتت في سنة بضع وثمانين، واستقر عوضه أخوه المشار إليه.
942 - سعد بن محمد بن يوسف الأسيوطي القاهري الشافعي أخو أبي الحجاج الآتي. اشتغل وأخذ عن القاياتي وغيره. مات في الطاعون سنة ثلاث وثلاثين.
943 - سعد بن نظام بن جمال بن حسين بن حسوبة سعد الدين التميمي الكازروني ثم الشيرازي الشافعي. سمع على المجد اللغوي والشرف الجرهي وابن الجزري والفخر أبي القسم محمد بن أبي الخير محمد بن عمر بن حسين الكازروني ويعرف بالعبادي وابنه سعيد الدين الكازروني وكلاهما كما ذكر له اجازة من المزي؛ وأخذ عن السيد نور الدين الايجي وسعد الدين البشيري ومعين الدين الجنيد الواعظ ونحوهم، لقبه السيد العلاء بن السيد عفيف الدين فسمع منه أشياء وأذن له في الافتاء قال وهو رأس علماء شيراز والمفتين بها، وله بعض التصانيف والحواشي وممن أخذ عنه السيد أحمد بن صفي الدين بل تزوج ابنته. مات بشيراز.
944 - سعد بن يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن يعقوب بن سرور بن نصر ابن محمد سعد الدين بن صدر الدين النووي ثم الخليلي الشافعي نزيل دمشق. ولد في رمضان سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وقدم دمشق بعد الأربعين وسمع من عبد الرحيم بن أبي اليسر والشمس بن نباتة والذهبي ونحوهم، ومما سمعه على الذهبي عوالي الحمادين له؛ واشتغل بالعلم كثيراً على التاج المراكشي وابن كثير وقرأ عليه مختصره في علوم الحديث وأذن له وغيرهما كابن قاضي شهبة حتى برع وفاق وصار من العلماء الحذاق وأفتى، وتصدر بجامع بني أمية فدرس به وكذا درس بأم الصالح وأعاد بالناصرية وولي إمامة المدرسة القيمرية، وكان أسن من بقي بالشام من الشافعية، وناب في الحكم بدمشق، وحدث وولي قضاء الخليل بعد كائنة تمر لنك فمات به في سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس. قال ابن حجي كان ذا ثروة جيدة فاحترقت داره في الفتنة وأخذ ماله فافتقر واحتاج أن يجلس مع الشهود وولي قضاء بعض القرى ثم قضاء بلد الخليل، وممن روى لنا عنه التقي بن فهد وذكره في معجمه. وكذا ذكره شيخنا في إنبائه ومعجمه والمقريزي في عقوده وآخرون.
سعد الآمدي الطرابلسي. مضى في ابن عبد الله.
سعد الحضرمي. مضى قريباً في ابن محمد بن عبد الله.
945 - سعد الحضرمي آخر. نزل مكة وكان خرازاً. مات بها في ربيع الآخر سنة تسع وسبعين ودفن بالشبيكة.
946 - سعد الشهير بالسمنودي. مات في توجهه للقاهرة تائهاً برابغ سنة ثمان وثلاثين.
947 - سعيد بن إبراهيم بن سعيد البرعي اليماني الشهير بسعيد الجبل. مات بمكة في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين.
948 - سعيد بن أحمد سابق الدين المذحجي الذبحاني اليماني العدني والد عبد الله ومحمد الآتيين، وذبحان بضم المعجمة ثم موحدة ساكنة بعدها حاء مهملة وآخره نون قرية قريبة من حصن الدملوه إحدى قلاع اليمن. تفقه بالجمال الخياط وطبقته بتعز واشتغل بزبيد أيضاً وحضر مجالس ابن المقري وسمع على ابن الجزري أشياء من تصانيفه وغيرها، وقدم بعد الأربعين إلى عدن فاستوطنها واقتنى كتباً نفيسة وكان ضنيناً بها وكذا استولى على عدة خزائن فأعدمها ولم يكن بالمحمود مع إقباله على التصوف والمباحثة فيه والتكلف لذلك إلى أن مات عن سن في أواخر رجب سنة سبع وثمانين؛ وكان إليه تدريس الحديث بالظاهرية بعدن عفا الله عنه؛ وترجمته عندي مطولة في كلام بعض الآخذين عني.
949 - سعيد بن أبي بكر بن صالح المدني الشافعي. قرأ على محمد بن مبروك الشفا في سنة ست وستين بالمدينة النبوية.
950 - سعيد بن صالح اليمني. مات في ربيع الثاني سنة تسع وثمانين.
 
951 - سعيد بن عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن الرضى محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم بن يحيى العثماني المكي. أجاز له في سنة خمس ابن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والعراقي والهيثمي، ومات في صفر سنة سبع وثلاثين بمكة.
952 - سعيد بن عبد الله المغربي المجاور بالأزهر. أحد من يعتقد ويزار بل زاره السلطان مرة، وكان عنده مال جم من ذهب وفضة وفلوس يشاهده الناس ويخرج أحياناً ذهبه هرجه ويصففه وحوله قفاف ذوات عدد ملأى من الفلوس فلا يجسر أحد على أخذ شيء منه سيما وقد شاع بين الناس أن من اختلس منه شيئاً أصيب في بدنه، وكان يحضر أحياناً ويغيب أحياناً إلى أن مات في ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين بعد مرض طويل وكانت جنازته حافلة؛ وحمل المال الذي وجد له لبيت المال، قاله شيخنا في إنبائه: وبلغنا أن البساطي احتاج مرة فتبعه لكثير من الأماكن وهو يفرق رجاء إعطائه شيئاً فكاد النهار أن يمضي ونفدت تلك القفاف فتألم الشيخ لذلك فالتفت إليه وقال يا محمد إما العلم أو المال، أو كما قال.
953 - سعيد بن علي بن عبد الكريم أو عبد الجليل أو عبد الخالق، وعبد الكريم أكثر، واقتصر الزين رضوان علي الثاني؛ وقال الحسني الجزائري المغربي المالكي نزيل الأشرفية برسباي، اشتغل ببلاده وقدم القاهرة فلازم شيخنا في الاملاء وأحياناً في غيره، وكتب فتح الباري وغيره من تصانيفه وتصانيف غيره، وكان متقناً فيما يكتبه متساهلاً في غيره مع فضيلة، وسمع في سنة خمس وثلاثين على الشهاب الواسطي بقراءة ابن حسان جزء الأنصاري والبطاقة وابن عرفة ونسخة ابراهيم بن سعد وغيرها؛ ووصفه الزين رضوان بالسيد الشريف الفاضل الكامل أبو عثمان؛ وقد تردد لي بعد موت شيخنا وضعف حاله. ومات في ربيع الثاني سنة اثنتين وسبعين عفا الله عنه وإيانا.
954 - سعيد بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد الجمال أبو السعادات بن قاضي الينبوع الشمس بن زبالة سبط القاضي فتح الدين بن صالح. ممن سمع مني بالمدينة.
955 - سعيد بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف جمال الدين بن فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني الحنفي أخو سعد الماضي وهو أصغرهما حفظ الهداية واشتغل على أبي البقاء بن الضياء أو أخيه أبي حامد بمكة. وسمع على أبي الفتح المراغي وغيره، وبرع في استحضار المذهب ودرس للطلبة، وكان جيد الالقاء. وولي قضاء المدينة وحسبتها بعد أخيه بل باشر بعد موت أبيه سد الوظيفة لغيبة أخيه المتولي في بلاد العجم. ومات عن بضع وستين بمكة في جمادى الأولى سنة أربع وسبعين بعد أن أصيب بخلط، ودفن بالمعلاة رحمه الله. وهو والد علي وأبي الفتح محمد الآتيين.
956 - سعيد بن محمد بن محمد العقباني. مات سنة أربع وثمانمائة.
957 - سعيد بن محمد بن مفلح البليني حفيد مولى بقية من رميثة. أرسله السيد بركات صاحب مكة هو وأخوه سنة خمس وأربعين إلى ينبع يتجسسان له أخبار مصر فلما تحقق ذلك صاحبه السيد صخرة أخرجهما منه فأقاما عند ابن دويغر قريباً من بدر فبعد أيام بلغهما تولية أخيه علي. مات بمكة في صفر سنة ثمان وأربعين.
958 - سعيد بن محمود بن أبي بكر الكوراني الشهير بالكردي نزيل مكة ودلال الكتب بها. سمع على التقي بن فهد، ورأيته في سنة إحدى وسبعين. مات في منتصف سنة اثنتين وسبعين بالمدينة الشريفة واتفق أنني شكوت له ونحن بالطواف ريحا في باطني فالتفت إلى الكعبة وقال اللهم اجعلها رياحاً لاريحا فكانت مضحكة.
959 - سعيد بن يوسف التبريزي أو السغريري. مات سنة اثنتين وخمسين.
960 - سعيد البليني المكي القائد. مات في صفر سنة ثمان وأربعين. أرخه ابن فهد.
961 - سعيد جبروه العجلاني القائد والد محمد الآتي. مات بمكة في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين بمكة. أرخه ابن فهد، وقال إنه ناب في إمرة مكة وقبض المواريث عن ابن سيده حسن بن عجلان مدة وبنى دوراً بسويقة واجياد ومنى، وأنشأ حديقة هائلة بالأبطح وبنى بها قاعة مع بركتين داخلها وخارجها وسبيلاً خارج الحديقة كان ذلك منتزهاً لمجتازيه إلى غير ذلك، بل له نحو خمسين عبداً أعتقهم ووفد على الناصر صاحب اليمن فأكرمه وأثابه على هديته؛ وربما تصدق.
 
962 - سعيد الحبشي ويعرف بالمكين. كان يتردد إلى مكة للحج والتسبب وأقام بها سبع سنين متوالية ثم مات في رابع عشر ذي القعدة سنة خمس عشرة ودفن بالمعلاة، وكان فيه خير ومروءة واستأجر رباطاً عند الزريبة بمكة ليعمر داراً فمات قبل إكمال عمارته. قاله الفاسي في مكة.
963 - سعيد الحبشي عتيق الطواشي بشير الجامدار. اشتراه سابق الدين من مكة وحمله إلى مصر وعلمه القرآن وتنزل في وظائف وتزيا بزي الفقهاء؛ إلى أن مات في صفر سنة خمس عشرة عن ستين أو أزيد، أثنى عليه المقريزي بالتدين والميل للسنة وأهلها مع رياضة وطريقة مشكورة وتودد وتردد لمجالس العلم، وحكى عنه حكاية.
964 - سعيد الحبشي عتيق إبراهيم بن مصلح العراقي. مات بمكة في المحرم سنة اثنتين وثمانين، وكان أيضاً يهلل وربما أنكر عليه.
965 - سعيد المغربي المهلل. مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وستين بمكة.
966 - سعيد الهندي المالكي. أخذ عنه الفقه شعبان بن جنيبات وما عرفته.
967 - سعيد أحد المعتقدين المقيمين ببولاق. مات في ربيع الآخر سنة ستين، ودفن ببعض بساتين الطريق الجديدة. قاله المنير.
968 - سقر أحد مشايخ عربان البحيرة. قتل في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين.
969 - سكنبغا. مات سنة سبع وأربعين.
970 - سلام الله بن علي بن مطبر بن عمر بن مطهر الرضى أبو طاهر بن الغياث ابن الرضى البكري الصديقي الكوبناني المحتد البمي المولد - وكؤبنان وهي: بضم الكاف والموحدة ونم كلاهما من أعمال كرمان - الكرماني الأصبهاني الموطن الشافعي؛ ولد بعيد العشاء من ليلة الثلاثاء من شعبان سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وأخذ عن أبي سعيد بن الجلال الكازروني المحدث وأحمد الباوردي صاحب الحاشية على كل من الشمسية المنطقية وشرح المطالع والمطول وعن أحد أصحاب السيد الجرجاني وهو سعد الدين محمد المدعو لر نسبة لطائفة في الجبال يدعون بذلك يجيء منها لكرمان السمن والعسل والبغال الجيدة وغير ذلك، وكذا أخذ عن العفيف الايجي وأبي الفتح المراغي والبخاري عن الوجيه علي بن محمد بن علي النابتي ووصفه بالعالم التقي الورع أستاذ القرآن والحديث في خطة العراق رواه له عن العفيف ابراهيم بن مبارز الخنجي يعني الماضي عن العفيف محمد بن سعد الدين محمد ابن مسعود الكازروني عن أبيه عن السراج أبي حفص عمر بن علي القزويني عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي القسم السلامي المدني عن أبي الحسن ابن روزبة، وكان إماماً علامة حكيماً مفنناً صالحاً؛ جاور بمكة مراراً أو لها قبيل الخمسين وثمانمائة؛ وأخذ عنه حينئذ المظفر محمود الأمشاطي الطب وعظمه فيه جداً، وحكى لي عنه أنه كان يقول بسنية أكل البسلة ليلة الجمعة لأنها محركة للباه فربما تكون سبباً لغسله وتغسيله، والمنطق رفيقاً لأبي الفضل النويري الخطيب، وكذا أقرأ في الأصول وكثير من العقليات بل وفي الفقه أيضاً. وكان فيما قيل متقدماً في ذلك كله مستحضراً شرح الحاوي للقونوي ونسخته منه بخطه، وآخر ما جاور سنة إحدى وثمانين. وممن أخذ عنه عبد المحسن الشرواني. مات في سنة ست أو سبع وثمانين رحمه الله وإيانا.
971 - سلامة بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبي محمد بن علي بن صدقة الزين بن أبي عبد الله الادكاوي الصوفي المالكي والد الشمس محمد الشافعي الآتي. أخذ الطريق عن بلديه البرهان إبراهيم الادكاوي واختص به حتى صار أرجح جماعته وتصدى لاقراء الاطفال احتساباً، وتورع عن الشهادة ونحوها بل كان ينسخ بيده مع فضيلة تامة في مذهبه والاصلين والعربية. أخذ ذلك عن عدة من الشيوخ باسكندرية وغيرها. ومات في ليلة ثالث عشري رمضان سنة رحمه الله وإيانا.
972 - سلام المصري الشيخ المبارك. مات بمكة في المحرم سنة أربع وسبعين بجدة وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها.
973 - سلطان الكيلاني أحد التجار المعتبرين واسمه محمود بن بهاء الدين. مات بمكة في يوم الجمعة مستهل رجب سنة خمس وخمسين، وسيأتي في الميم.
974 - سلطان صهر العلاء بن الصابوني وأحد النواب. مات في ربيع الآخر سنة ست وثمانين بالقاهرة.
 
975 - سلمان بن حامد بن غازي بن يحيى بن منصور الغزي المقرىء، كان يذكر انه من بني عامر أعراب الشام صحب الشيخ محمد القرمي وجاور بمكة سنين وسمع من بعض الشيوخ وأدب بها الأطفال، طعن في ليلة تاسع عشري شوال سنة ثمان فمات من ساعته ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي والتقي بن فهد في معجمه.
976 - سلمان بن عبد الحميد بن محمد بن مبارك البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي نزيل القابون. سمع ابن الخباز ومحمد بن إسماعيل الحموي والعرضي ومحمد بن موسى الشقراوي؛ فعلى الأول قمع الحرص بالقناعة للخرائطي، وعلى الثالث معجم ابن جميع. وحدث سمع منه الفضلاء، ولقيه شيخنا وغيره؛ وكان عابداً خيراً صوفياً بالخاتونية مستحضراً للمسائل الفقهية على طريقة الحنابلة ولديه فضائل. مات في سنة خمس. ذكره شيخنا في معجمه وإنبائه وتبعه المقريزي في عقوده.
977 - سلمان بن مسلم الحنفي أخو محمد الآتي ممن ابتكر القاضي سعد الدين بأخرة استنابته. بعد أن كان موقعاً ببابه، ولم يكن في المعرفة بذاك. مات في شوال سنة إحدى وثمانين.
978 - سلمان بضم أوله ابن أبي يزيد صاحب برصا وغيرها من بلاد الروم. قتل في سنة أربع عشرة واستولى على مملكته أخوه موسى بعد حروب كانت بينهما قاله شيخنا في إنبائه.
979 - سليمان بن إبراهيم بن عمر بن علي بن عمر نفيس الدين أبو الربيع بن البرهان أبي إسحاق المكي العدناني التعزي الزبيدي الحنفي محدث اليمن ويعرف بالعلوي - نسبة لعلي ابن راشد بن بولان. ولد في ظهر يوم الثلاثاء سادس عشر رجب سنة خمس وأربعين وسبعمائة وتفقه بأبي يزيد محمد بن عبد الرحمن السراج؛ وسمع من والده الكثير ومن إبراهيم وعيسى ابني أحمد بن أبي الخير الشماخي وعلي بن أبي بكر بن شداد بعض الصحيح والمجد اللغوي وأبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري وغيرهم من أهل بلده والواردين إليها ومن مكة وغيرهما بقراءته وقراءة غيره وأجاز له البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والتقي بن حاتم والصدر المناوي والحلاوي وخلق تجمعهم مشيخته تخريج التقي بن فهد بل خرج له شيخنا أربعين حديثاً من مروياته سماها الأربعين المهذبة؛ وبرع في الحديث وصار شيخ المحدثين ببلاد اليمن وحافظهم؛ قال الخزرجي في تاريخه ما ملخصه انه استقر في تدريس الحديث بصلاحية زبيد ثم بالافضلية والمجاهدية بتعز، وارتحل الناس إليه من الأماكن البعيدة للتفقه والاسماع، وأخذ عنه من لا يحصى كثرة منهم أخوه محمد، وجمع كتباً نفيسة وكان جيد الضبط حسن القراءة فريد وقته بقطره في الحديث، سمعته يقول قرأت البخاري أكثر من خمسين مرة، ورأيت بخط المجد اللغوي تلو طبقة سماع عليه بخطه وصفه بأنه إمام أهل السنة؛ وأما شيخنا فإنه قال في إنبائه أنه عنى بالحديث وأحب الرواية واستجيز له جماعة من المكيين، وسمع مني وسمعت منه وكان محباً في السماع والرواية مكباً على ذلك مع عدم مهارته فيه فذكر لي أنه مر على البخاري مائة وخمسين مرة ما بين قراءة وسماع واسماع ومقابلة وحصل من شروحه كثيراً وحدث بالكثير. وكان محدث أهل بلده وقرأ الكثير على شيخنا المجد اللغوي؛ ونعم الرجل كان لقيته بزبيد وتعز في الرحلتين وحصل لي به أنس وحدثني بجزء من حديثه تخريجه لنفسه زعم أنه مسلسل باليمنيين وليس الأمر في غالبه كذلك. مات بعلة القولنج في سابع عشر جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وقد قارب الثمانين، وراج أمر السراج الحمصي حين دخل اليمن عليه وتوهم صدقه فيما أملاه عليه مما يدل على عدم يقظته، وقد روى لنا عنه جماعة كالتقي بن فهد والأبي وآخرين. وذكره المقريزي في عقوده باختصار وأرخه في ذي الحجة وأنه جاز الثمانين. وقال شيخنا في معجمه أنه لقيه في الرحلة الأولى فأعجبه حرصه على محبة الحديث وأهله. وسمع مني وسمعت منه ثم لقيته في الثانية وهو مستمر على ملازمته للحديث قراءة ومطالعة ونسخاً واستنساخاً ومقابلة ووردت على مراسلاته بعد ذلك دالة على صحة مودته ولا يزال يبلغني عنه الثناء الوافر وأجاز لابني محمد في سنة إحدى وعشرين.
980 - سليمان بن أحمد بن سليمان بن راشد السالمي المكي. سمع على أبي اليمن الطبري وغيره وتوجه لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم فعاد متعللاً، واستمر حتى مات في جمادى الآخرة سنة عشر ودفن بالمعلاة عن نحو عشرين سنة. ذكره الفاسي.
 
981 - سليمان بن أحمد بن سليمان بن نصر الله علم الدين ابن صاحبنا الشهاب البلقاسي الأصل القاهري المولد والدار الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بالزواوي. ولد في رمضان سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة قبل موت والده بدون شهر؛ ونشأ يتيماً فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والورقات لامام الحرمين وجمع الجوامع وألفية النحو والجرومية والحدود للأبدي وقطعاً غير ذلك وأخذ في الفقه عن العبادي والمناوي والبكري والبامي والفخر المقسي في آخرين وفي النحو عن السيف الحنفي وفي الأصول عن العلاء الحصني والكافياجي وعنه أيضاً أخذ فنوناً وفي الفرائض والحساب عن البدر المارداني والزيني بن شعبان والشهاب السجيني ولازم الشهاب الحجازي والمنصوري في الأدب وكذا لازم الابناسي في المنطق وآداب البحث وغيرهما وسمع الحديث على السيد النسابة والبارنباري وخلق وأجازه جماعتي، ولازمني حتى أخذ عني الألفية دراية، وقرأ على ترجمة شيخنا وغير ذلك وتميز وجمع أشياء، وهو قوي الذكاء سريع الحركة طارح التكلف يذكر بأشياء.
982 - سليمان بن أحمد بن سليمان الأنصاري الأسنوي.
983 - سليمان بن أحمد بن عبد العزيز علم الدين أبو الربيع الهلالي المغربي الأصل المدني ويعرف بابن السقا. ولد بعد سنة عشرين وسبعمائة بقليل وحدده الشرف أبو الفتح المراغي فيما قرأته بخطه بست أو سبع وعشرين؛ وسمع بدمشق من أبي الفرج بن عبد الهادي والشهاب أحمد بن علي الجزري وابن الخباز والتاج ابن أبي اليسر والشمس بن نباتة وأبي الخطاب السبتي وإبراهيم بن إسحق بن الكحال ومحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وداود بن إبراهيم بن العطار وفاطمة ابنة العز إبراهيم بن أبي عمر في آخرين، وكان يباشر الصدقات بالمدينة فحمدت سيرته ثم أضر وانقطع، وحدث سمع منه الفضلاء قرأ عليه جماعة من شيوخنا كشيخنا؛ وذكره في معجمه وإنبائه وأبي الفتح المراغي وأكثر عنه وكذا سمع عليه المحب المطري، ومات في أواخر سنة اثنتين بالمدينة، ودفن بالبقيع وقد جاز الثمانين؛ وقد أثنى عليه ابن فرحون في تاريخ المدينة فقال: علم الدين بن الشيخ شهاب الدين السقا رأس بين اخوانه قارىء خدوم للاخوان تولى نظر الربط والأوقاف من النخيل وغيرها فلم ير أحسن منه قياماً بها من العفة والنصح وعمر ربطاً كثيرة كانت قد أشرفت على الخراب؛ وقد أن يشبهه أحد من أبناء جنسه في حسن طريقته أعانه الله. انتهى وهو في عقود المقريزي.
984 - سليمان بن أحمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عوجان المغربي ثم المقدسي والد الشهاب أحمد الماضي مع شيء من ترجمة هذا، وأنه مات سنة سبع.
985 - سليمان بن أحمد بن عمر بن عبد الصمد بن أبي البدر العلم بن الشهاب البغدادي الأصل القاهري المقري الضرير الماضي أبوه ويعرف كل منهما بالجوهري. ولد سنة تسعين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة، ونشأ بها فحفظ القرآن وبعض العمدة وسمع على أبيه السنن لابن ماجه والختم منها على الابناسي، وعلى ابن أبي المجد البخاري ومن باب قول الله واذكر في الكتاب إسماعيل إلى آخره على التنوخي والختم منه على الابناسي والغماري وابن الشيخة والعراقي والهيثمي، وكذا سمع على الأخيرين والولي، وكذا أولهما الجزء الأخير من أبي داود وعلى السويداوي الأكابر عن الأصاغر للمنجنيقي، وعلى التنوخي جزء أبي الجهم في آخرين كالشرف ابن الكويك، وحج مراراً أولها في سنة ست عشرة، ودخل اليمن والصعيد واسكندرية ودمياط وطوف ثم أضر وتعانى قراءة الأسباع، وكان يرتزق منها، وحدث باليسير سمعت عليه جزء أبي الجهم وغيره، وكان خيراً. مات في سنة خمس أو أربع وخمسين رحمه الله.
986 - سليمان بن أحمد بن عمر بن غانم علم الدين البرنكيمي شقيق الشرف موسى العالم واخوته ووالد الشمس محمد أحد نواب الحنفية. حفظ القرآن واشتغل بتعليمه الابناء في طباق القلعة وغيرها وتنزل في بعض دروس الحنفية ولأجله تحنف، ومات سنة ست وأربعين عن بضع وأربعين.
987 - سليمان بن أحمد بن محمد بن قاسم بن علي بن أحمد الصفدي ابن أخي الخواجا البدر حسن الطاهر الماضي. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
 
988 - سليمان بن أرخن بك بن محمد كرشجي بن عثمان. كان جده ملك بلاد الروم، فلما مات قبض ابنه مراد بك على أخيه والد صاحب الترجمة فسلمه ثم حبسه ومنعه من إتيان النساء خوفاً من أن يعقب فدست له جارية فأولدها سليمان هذا وشاه زاده ثم مات ففر بهما مملوك لأبيهما وقدم بهما عل الأشرف برسباي فأكرمهما وضم سليمان إلى ولده العزيز يوسف وأخته إلى الحرم السلطانية ثم رام المملوك المشار إليه الفرار بهما إلى الروم لمال وعد به من بعض ملوكه واتفق مع جماعة من التركمان وغيرهم فأخذهما من القلعة وركب بهما بحر النيل ليتوصل إلى فم رشيد ويركب بهما في غراب أعد لذلك؛ ولما علم السلطان بهذا تألم وأرسل في أثرهم فأدركوا بالقرب من فم رشيد وقد عاقهم الريح عن الخروج إلى بحر المالح فاقتتل الفريقان قتالاً شديداً فكان الظفر لجماعة السلطان فوسط المملوك وقطع أيديي جماعة وحبس هذا بالبرج؛ وكان يوماً مهولاً زاد فيه غضب السلطان إلى الغاية ثم أطلقه بعد مدة وصار عند العزيز على عادته ثم تزوج السلطان بأخته وصارت خوند شاه زاده وتزوجها الظاهر بعده واستولدها أولاداً إلى أن طلقها في سنة خمس وخمسين، ومات سليمان قبل ذلك بالطاعون سنة إحدى وأربعين وهو ابن خمس عشرة تقريباً. وذكره المقريزي باختصار.
989 - سليمان بن جار الله بن زائد السنبسي المكي أجاز له في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة العفيف النشاوري وابن حاتم والعراقي والهيثمي وابن عرفة وابن خلدون وغيرهم. مات في شوال سبع وثلاثين خارج مكة وحمل فدفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
990 - سليمان بن خالد بن عمر علم الدين أبو الربيع السكندري الخضري الجمال أبوه. ذكر في سنة خمس عشرة وثمانمائة ما يدل على أن له من العمر مائة سنة وثمان وعشرون سنة بل أزيد وأهل اسكندرية ينقلون عن من تقدمهم الاعتراف له بقدم السن مما يستشهد به لصدقه مع اشتهار صدقه وطلوع الشعر الاسود بلحيته ونبات أسنان جديدة حسبما شاهد ذلك منه الجمال بن موسى المراكشي ورفيقه شيخنا الموفق الأبي وسمعا منه أشياء بإجازته العامة من الفخر بن البخاري. ومات بعد ذلك بقليل.
991 - سليمان بن خالد بن محمد بن خالد الفيشي ثم القاهري الموسكي، ويعرف بابن خالد. ممن تردد إلي وكتب نسخة لنفسه من القول البديع بل كتبه مرة ثانية لشيخه ابن أسد وكان يقرأ عليه؛ وربما خطب ببعض الأماكن، وأظنه جلس مع الشهود وقتاً ثم ترك إلى أن مات قبل التسعين ظناً.
992 - سليمان بن خليل بن سليمان بن عثمان بن أحمد بن عبد الكريم علم الدين الطرابلسي الحنفي الرامي. ولد بعد سنة خمس وثمانمائة ولقيه البقاعي.
993 - سليمان بن داود بن أبي بكر بن بهادر السنبلي. مات سنة ثلاثين.
994 - سليمان بن داود بن عبد الله أبو الربيع المكي نزيل القاهرة. ولد بمكة ونشأ بها ودخل القاهرة قبل التسعين وسبعمائة طلباً للرزق فانقطع بها ورافق في هذه السنة بلديه ابن سلامة إلى الاسكندرية فسمع بها معه على البهاء عبد الله ابن أبي الدماميني الموطأ رواية يحيى بن يحيى أنا به يحيى بن محمد بن الحسين السفاقسي ومشيخة السفاقسي تخريج منصور بن سليم وعدة أجزاء من الثقفيات، وحدث وممن أخذ عنه النجم بن فهد وقال كان عامياً مسرفاً على نفسه ورفع للجمال الاستادار قصة يلتمس منه فيها نواله فكتب له عليها ولسليمان الريح فكتب هو تحت خطه يوسف أعرض عن هذا فاستحسن ذلك منه وأجازه مقيماً في سعيد السعداء حتى مات بها في طاعون سنة اثنتين وأربعين.
995 - سليمان بن الخواجا داود بن علي بن بهاء الكيلاني المكي الماضي أبوه. مات باسكندرية في طاعون سنة اثنتين وأربعين.
 
996 - سليمان بن داود بن محمد بن داود علم الدين المنزلي ثم الدمياطي الشافعي. نزيل المسلمية بدمياط ووالد البدر محمد الآتي ويعرف بالفقيه علم الدين وبابن الفران حرفة أبيه. ولد سنة تسع وثمانمائة بالمنزلة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده عند الفقاعي وناصر الدين بن سويدان ولازمه في الفقه والعربية وغيرهما؛ وقرأ الحديث على صاحبنا الزين عبد الرحمن بن الفقيه موسى وكان إذا روى عنه يستره فيقول أنا أبو محمد أنا ابن حجر، ثم لقي شيخنا بعد ذلك بقطنا وهو متوجه لآمد فأجاز له، وكذا قرأ على الفرياني المغربي وحفظ فيما بلغني المنهاج والملحة وكان يتسلط بذكائه على الخوض في فنون بحيث شارك في الفقه والعربية والفرائض والحساب والعروض وغيرها وأوتي مع الذكاء سرعة الحفظ فكان يحفظ من التاريخ شيئاً كثيراً وقرأ البخاري للعامة في الأشهر الثلاثة بالمدرسة المسلمية فكانت تعرض عليه في الختم الجوائز فلا يقبلها فاشتهر بذلك وهابه أرباب المناصب ولا زال يترقى في دمياط حتى صار له الصيت العظيم والشهرة الزائدة بحيث كانت شفاعاته لا ترد خصوصاً عند الجمالي ناطر الخاص فمن دونه والجمالي هو المنوه بذكره عند الظاهر جقمق حتى استدعى به إلى القاهرة وتعزر في المجيء ثم في الاجتماع معه ولما اجتمعا أنعم عليه بدنياً فامتنع من قبولها ولم يسمح بقبولها مرتباً بالجوالي فقيل له فيكون باسم ولدك فأظهر التمنع ثم أذعن، وكذا ولي تدريس الناصرية بدمياط ونظرها وأقرأ فيها الكتب الثلاثة ولم يكن مع هذه الشهرة والوجاهة يعارض أحداً من المباشرين ونحوهم إلا فيما لا ضرر عليهم فيه ونقم عليه الخيرون ذلك، وكذا نقم عليه عدم تقريبه لوالده وتحاشيه عن إظهاره إذا قصده للزيارة والناس مختلفون في شأنه والأكثرون على ما أثبته؛ وقد هجاه البقاعي وتبعه في ذلك غيره بما لا خير في إثباته، ولقيته بدمياط وما سمح بإخباري بمولده بل وشرعت في الكلام معه في بعض المسائل فما خاض فيها وبادر لاحضار الأكل فقرأنا الفاتحة وانصرفنا. مات في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين بدمياط ودفن بضريح الشيخ عثمان الشرباصي في سوق الحصريين، وقد جاز الستين رحمه الله وإيانا.
997 - سليمان بن داود بدر الدين الشوبكي ثم القاهري والد البدر محمد وأخوه الزين عبد الرحمن ويعرف بابن الكويز ولي استيفاء الدولة. ومات في المحرم سنة ثمان وعشرين وأثنى عليه شيخنا وانه كانت بينه وبين أخيه منافسات. قلت بل كاد نفيه كما سيأتي في ترجمته. ورأيت من سماه سليمان بن عبد الرحمن بن داود.
سليمان بن داود الحجازي نزيل سعيد السعداء. مضى فيمن جده عبد الله.
998 - سليمان بن داود الهندي المكتب. كتب على عبد الله بن حجاج وتصدى للتكتيب وكان يقيم بالمؤيدية وبتربة المقدم خشقدم وممن كتب عليه الشرف يحيى الدمسيسي وقال لي أنه مات سنة ست وثمانين.
999 - سليمان بن أبي السعود بن عمر المغربي ثم المكي المؤذن بالمسجد الحرام. ممن سمع على الشمس البرماوي نظم ثلاثيات البخاري وشرحه وولي نصف الأذان بمأذنة باب العمرة بل كان ينوب عن الريس في الأذان على زمزم والتكبير مع معرفة بالتوقيت. مات بمكة في المحمر سنة تسع وخمسين.
1000 - سليمان بن شعيب بن خضر البحيري ثم القاهري الأزهري المالكي. ولد تقريباً بعد سنة ست وثلاثين وثمانمائة، وقدم القاهرة وهو كبير فقرأ القرآن وتلا به برواية أبي عمرو بتمامها على حبيب العجمي وليس بالمشهور، وكذا تلا لابن كثير بتمامها ولغيرها مما لم يتم على شيخه النور السنهوري وبه انتفع في الفقه لمزيد ملازمته له فيه بل أخذ فيه أيضاً عن العلمي والنور الوراق وكذا أخذ غير الفقه عن السنهوري بل أخذ أصول الدين والمنطق عن التقي الحصني، والمنطق أيضاً مع العربية والمعاني والبيان عن الجمال عبد الله الكوراني وأصول الفقه عن العلاء الحصني وشرح نظم النخبة عن مؤلفه التقي الشمني؛ وسمع عليه وعلى الجلال بن الملقن والشهاب الحجازي وأم هانىء الهورينية وغيرهم أشياء، وبرع في الفقه وتصدر لافادته بالأزهر وغيره؛ وحج وناب عن السراج بن حريز ثم عن بنيه في تدريس المالكية بجامع طولون وكذا عن ابن شيخه السنهوري بالبرقوقية، وحفظ الرسالة في الفقه وألفية النحو؛ كل ذلك مع سكون وتواضع وديانة وتقلل وتقنع؛ وهو أحد المنزلين بتربة الأشرف قايتباي.
 
1001 - سليمان بن صالح بن علي بن حسن بن علي العجيسي البجائي المالكي الفقيه نزيل رباط الموفق بمكة وأحد الفضلاء. ممن أخذ عن محمد المشدالي. مات بها في ربيع الأول سنة أربع وثمانين.
1002 - سليمان بن عبد الله بن يوسف علم الدين وقيل شرف الدين البيري ثم الحلبي الشافعي نزيل مصر. ولد كما قرأته بخطه في ليلة الخميس مستهل ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وسبعمائة بالبيرة واشتغل بها ولازم أبا عبد الله بن جابر وأبا جعفر الغرناطي. وسمع عليهما الشفا، ومن أولهما أشياء منها بديعيته ومن ثانيهما شرحها له وشرح الطائية وقدم القاهرة فقطنها بعد سنة ثمانمائة وتنقلت به الأحوال، وكان أخوه العلاء مقدماً عند يلبغا الناصري المتغلب على الديار المصرية وتقدم هو عند الجمال الاستادار فرافقه في خدمة الأمراء ثم السلطان، ثم فر لما قبض عليه إلى اليمن فأقام بها من سنة اثنتي عشرة إلى سنة سبع وعشرين؛ وقال النفيس العلوي إنه قدم عليهم تعز في شعبان سنة أربع عشرة وقبلها في صفر من التي قبلها وحج في أثناء ذلك، ثم قدم القاهرة فقطنها بالبيبرسية إلى أن مات في الطاعون الأول يوم الأحد عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين، وكان حسن البشر كثير الاقبال على العبادة محباً في أصحابه، حسن الخط لازم النسخ رحمه الله. قال شيخنا في معجمه أجاز لنا من تعز، وذكره المقريزي في عقوده.
1003 - سليمان بن عبد الناصر بن إبراهيم بن محمد الصدر الابشيطي ثم القاهري الشافعي ويعرف بالابشيطي. ولد قبل الثلاثين وسبعمائة وقيل سنة بضع وثلاثين وبه جزم شيخنا في معجمه مع قوه أنه جاز الثمانين، واشتغل قديماً وكان ممن أخذ عنه الفقه، وتلا بالسبع على الجمال أبي عبد الله محمد بن السراج البكري الدندري ثم القوصي قاضيها الشافعي كما نبه عليه ابن الملقن في ترجمة الجمال المذكور، وكذا أخذ عن المجد إسماعيل بن يوسف الكفتي وسمع على الصدر الميدومي وغيره وأجاز له القلانسي ومظفر بن النحاس والقطرواني وابن الأكرم في آخرين. وكتب الخطب الحسن وبرع في الفقه وغيره وجمع ودرس وأفاد وأفتى وخطب، وكان أحد صوفية الشيخونية وطلبة المدرسة المجاورة للشافعي، وناب في الحكم بالقاهرة وغيرها من ضواحيها كسرياقوس، وكان الصدر المناوي يعظمه لكونه فيما قيل قرأ عليه وبلغني أنه جلس بمجلس ميدان القمح وقتاً وأنه توجه قاضياً مع المحمل مراراً وشرح ألفية ابن مالك وحكى لي بعض الآخذين عنه أنه هم بالاشتغال بالمنطق لكثرة معارضة من يبحث معه فيه وقصد استشارة بعض الصالحين في ذلك فأخذ الشمسية في كمه وتوجه للشيخ شعيب الحريفيش وكان باليانسية فبمجرد أن رآه قال من الله علينا بكتابه العزيز وبالفقه والنحو والأصول وغير ذلك فما لنا وللمنطق وكررها فرجع عما كان هم به وعد ذلك في كراماتهما، وكذا مما عد في كرامة الصدر أنه كان يجيء لحضور الشيخونية فينزل عن بغلته وليس معه من يمسكها له فتوجه إلى الرميلة فتقمقم مما تراه هناك ثم ترجع عند فراغ الحضور سواءً؛ وقد أخذ عنه غير واحد من الأئمة كشيخنا، وقال قرأت عليه شيئاً من العلم في سنة ست وثمانين وبعد ذلك قرأ عليه وسمع من لفظه أشياء والجمال الزيتوني والزين رضوان والتاج عبد الواحد السرياقوسي، وقرأ عليه التاج الميموني الشاطبية، وجود عليه القرآن الجمال القمصي، ونبأ بكثير من أحواله بل أنشدنا أنه أنشده قوله لما أعيد الجلال البلقيني إلى القضاء في أيام الناصر:

للّه حمد مدى الأزمان موجـود

 

عاد الإمام لنا والعود محـمـود

جلال دين الهدى لا زال في دعةٍ

 

له من الـلّـه إقـبـال وتـأييد

اختاره الملك السلطان ناصرنا

 

 

يرجو سليمان الابشيطي ناظمها

 

أن لا يكون محباً وهو مطـرود


وكذا أنشدني الصدر محمود الشيشيني له قصيدة في مرزوق الفيل لما سقطت به القنطرة ذكرتها في ترجمته بل أوردت لصاحب الترجمة خطبة في إجازته بعض من قرأ عليه العربية في تاريخي الكبير وأشرت لذلك في ترجمة الجمال عبد الله بن محمد بن أحمد بن الرومي من معجمي، وقد عجز بأخرة وانهرم وتغير قليلاً، سيما وقد سقط قبل موته فانكسرت رجله بحيث صار لا يمشي إلا على عكاز مع استحضاره جيداً، ومات في سنة إحدى عشرة وقد جاز الثمانين؛ وأوصى أن يحمل نعشه إلى قبة الإمام الشافعي ففعل به ذلك، ووضع عند رأس الإمام ثم توجهوا به إلى محل دفنه في تلك الجهة؛ وذكره شيخنا في معجمه، وقال إنه كان ماهراً في أصول الفقه والعربية والفقه والآداب والخط؛ وحصلت له غفلة استحكمت في أواخر عمره، وتغير قبل موته قليلاً، وذكره المقريزي في عقوده وأنه كتب الخط الجيد مع اتقان العربية والأصول والأدب توجل لخطبته القلوب ويوصف لكثرة صفاء باطنه بالغفلة.
1004 - سليمان بن علي بن أحمد القاضي نفيس الدين أبو الربيع القرشي اليمني ويعرف بالجنيد أو ابن الجنيد. قال شيخنا في أنبائه أنه سمع على ابن شداد وغيره، وولي قضاء عدن مدة رأيته بها، وبها مات سنة إحدى وعشرين، وكذا أرخه التقي بن فهد في معجمه لكن بزبيد.
1005 - سليمان بن علي بن أبي بكر علم الدين الصفدي ثم المقدسي رئيس المؤذنين بالمسجد الأقصى. ولد تقريباً سنة خمس وثمانين وسبعمائة ببيت المقدس وحفظ القرآن وتلاه بالقراءات على الشيخ محمد بن الخليلي وتعانى المدح في المواعيد من صغره وهلم جرا، وحج وكان إنساناً حسناً لقيته ببيت المقدس وذكر لنا التقي أبو بكر القلقشندي أنه سمع عن أبي الخير بن العلائي في ختم الصحيح فقرأت عليه جزءاً، ومات قريب الستين.
1006 - سليمان بن علي بن أبي زريع الحضرمي نزيل مكة. مات بها في ربيع الأول سنة أربع وأربعين.
1007 - سليمان بن علي بن سليمان بن وهبان المدني. قرأ الموطأ على التاج عبد الوهاب بن محمد بن صلح في سنة خمسين، وقبل ذلك الشفا على الشهاب أحمد ابن محمد الصبيبي في رمضان سنة سبع وأربعين.
1008 - سليمان بن علي بن عبد الله اليماني. ممن سمع مني بمكة.
سليمان بن علي نفيس الدين اليماني بن الجنيد. مضى قريباً فيمن جده أحمد.
1009 - سليمان بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي علم الدين أو فخر الدين بن الخواجا السراج المصري الماضي أبوه ويعرف بابن الخروبي وأمه بحار ابنة ناصر الدين بن مسلم. ولد تقريباً سنة ثمانمائة أو قبلها بمصر، ونشأ بها وقرأ بعض القرآن وأجاز له المجد اللغوي والشرف بن المقري وعبد الرحمن بن حيدر وغيرهم، وعاش في ترف كثير ثم نزل به الحال، وصار يرتزق ببعض المتجر، وسافر بسببه إلى الصعيد ثم انهبط وتجمدت عليه ديون ربما سجن ببعضها أجاز لنا ومات في شعبان سنة أربع وستين. وسيأتي ذكر إخوته الأربعة في المحمدين إن شاء الله.
1010 - سليمان بن عمر بن محمد علم الدين الحوفي ثم القاهري الشافعي نزيل سعيد السعداء. لازم شيخنا ابن خضر وغيره حتى برع وشارك في الفضائل، وكان من أماثل الملازمين لدرس قاسم بن البلقيني مع ظرف ونكت؛ وأظن أنه كان ينظم الشعر، وسمع على شيخنا وجماعة. مات في ربيع الثاني سنة خمس وخمسين، ودفن بحوش الصوفية سامحه الله.
1011 - سليمان بن عيسى بن يوسف بن عمر بن عبد العزيز الهواري البنداري أحد أمراء عرب هوارة. استقر في الامرة بعد عزل ابن عمه يونس بن إسماعيل ثم صرف بأخيه أحمد، ومات بالبرج في سنة إحدى وثمانين.
1012 - سليمان بن غازي بن محمد بن أبي بكر شادي؛ وقيل ابن عبد الله بن تورانشاه بن أيوب بن محمد بن أبي بكر بن أيوب بن شادي العادل فخر الدين أبو المفاخر بن المجاهد شهاب الدين بن الكامل مجير الدين بن الموحد سيف الدين ابن المعظم بن الصالح بن الكامل أبي المعالي بن العادل الأيوبي. قال شيخنا في إنبائه أقعد ملوك أهل الأرض في مملكة حصن كيفا إلا صاحب صعدة الإمام الزيدي فإنه أقعد في المملكة منه. ملك الحصن بعد أبيه فدام نحو خمسين سنة وشكرت سيرته وحسنت أيامه؛ وله فضائل ومكارم وأدب وشعر واعتناء بالكتب والآداب. مات في سنة سبع وعشرين؛ واستقر بعده في مملكة الحصن ولده الأشرف أحمد الماضي ومن شعره

أريعان الشباب علـيك مـنـي

 

سلام كلمـا هـب الـنـسـيم

سروري مع زمانك الغـوادي

 

وعندي بعـده وجـد مـقـيم

فلا برحت ليالـيك الـغـوادي

 

وبدر التم لـي فـيهـا نـديم

يغازلني بغـنـج والـمـحـيا

 

يضيء وثـغـره در نـظـيم

وقد سـل لـدن ان تـثـنـى

 

وريقته بها يشفى الـسـقـيم

إذا مزجت رحيق مع رضـاب

 

ونحن بليل طـرتـه نـهـيم

ونصبح في ألذ العيش حـتـى

 

تقول وشاتنا هـذا الـنـعـيم

ونرفع في رياض الحسن طوراً

 

وطوراً للتعانـق نـسـتـديم

وهو في عقود المقريزي أطول من هذا.
1013 - سليمان بن عزيز بن هيازع بن هبة الحسيني أمير المدينة. وليها بعد أميان بن مانع المصرف في أواخر سنة اثنتين وأربعين فدام إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ست وأربعين؛ وكان نائبه حيدرة بن دوغان بن هبة. وسيأتي له ذكر في ميان بن مانع وأبي الفضل محمد بن أبي بكر بن الحسين المراغي.
1014 - سليمان بن فرح بن سليمان علم الدين أبو الربيع بن نجم الدين أبي المنجا الحجيني الحنبلي. ولد سنة سبع وستين وسبعمائة، واشتغل على ابن الطحان وغيره وارتحل إلى مصر فأخذ عن ابن الملقن وغيره، ثم عاد بعد فتنة اللنك فناب في القضاء وشارك في الفقه وغيره، وشغل بالجامع ودرس بمدرسة أبي عمر؛ وكان قصير العبادة متساهلاً في أحكامه. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين. قاله شيخنا في إنبائه.
1015 - سليمان بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد أمير المؤمنين المستكفي بالله أبي الربيع بن المتوكل على الله أبي عبد الله بن المعتصم بالله بن المستكفي بالله أبي الربيع بن الحاكم بأمر الله أبي العباس العباسي الهاشمي. استقر في الخلافة بعهد من شقيقه المعتضد بالله أبي الفتح داود في ربيع الآخر سنة خمس وأربعين. ومات هو في عشر الستين بعد أن تمرض أياماً في يوم الجمعة ثاني المحرم سنة خمس وخمسين، ورأيت من قال يوم الجمعة سلخ ذي الحجة سنة أربع وخمسين وصلى عليه في مشهد حافل بمصلى المؤمني شهده السلطان بل وعاد أمام الجنازة ماشياً إلى المشهد النفيسي حيث دفن وربما تولى حمله أحياناً؛ وكان حسن السيرة ديناً خيراً عفيفاً متواضعاً تام العقل كثير الصمت والتعبد والصلاة والتلاوة منعزلاً عن الناس، قال فيه أخوه المعتضد لم أر عليه منذ نشأ كبيرة، وكان الظاهر يعتقده ويعرف له حقه وآله خير آل ديناً وعبادة وخيراً وكان الكمال الأسيوطي يؤم به؛ واستقر بعده أخوه حمزة رحمه الله وإيانا.
1016 - سليمان بن محمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الناشري اليماني، ولد سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ومات بزبيد في حدود سنة ثمان عشرة. ذكره العفيف الناشري في والده.
1017 - سليمان بن ناصر الدين بك محمد بن دلغار نائب الابلستين وأمير التركمان وبها مات بعد أن عهد لولده ملك أصلان بالنيابة في رمضان سنة ثمان وخمسين، وكان أميراً جليلاً مفرط السمن بحيث عجز عن الركوب.
1018 - سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد القادر شيخ جبل نابلس، قتل في مقتلة في صفر سنة إحدى وتسعين.
1019 - سليمان بن محمد بن علي بن عقبة المكي البناء أخو حسين الماضي.
1020 - سليمان بن محمد بن عيسى بن أحمد الهندي الأحمدابادي الحنفي عم راجح الماضي. ولد سنة أربعين وثمانمائة واشتغل في فنون وتميز وأخذ عنه ابن أخيه المشار إليه كما أسلفته فيه وأنه عاونه في كتابة قطعة من شرحي للالفية حين أخذه عني في سنة أربع وتسعين واجتمع بي غير مرة.
1021 - سليمان بن ندى بن علي بن أبي الوحش بن فريج الأمير علم الدين بن زين الدين بن نور الدين القصري ثم الأنباري أخو غيث الآتي ويعرفون بابن نصير الدين وهو لقب فريج. ولد بعد سنة خمس وتسعين وسبعمائة تقريباً في بلد القصير وقرأ نصف القرآن وتعلم الخط، وحج سنة اثنتين وثلاثين وعني بالنظم ولقيه ابن فهد والبقاعي في سنة ثمان وثلاثين بأبيار ووصف بالشكالة الحسنة والذات اللطيفة والكرم والشجاعة والشهامة والعقل والتؤدة والصدق والتواضع وأنشدا من نظمه:

أنا في الوغى ليث العريكة والدي

 

يوم النزال مـجـدل الاقـران


في أبيات، ومات في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين.
1022 - سليمان بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني أمير المدينة. وليها مرة ثم عزل وقبض عليه المؤيد شيخ وسجنه حتى مات في سجنه بالقاهرة في آخر ذي الحجة سنة سبع عشرة وهو في عشر الأربعين.
1023 - سليمان بن يحيى المكي ويعرف بالطوير. سمع من العز بن جماعة والفخر النويري في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وخدم غير واحد من أمراء مكة؛ ومات في ذي القعدة سنة ست بحمضة قرب حلي من البحر المالح وهو متوجه من اليمن إلى مكة وقد بلغ الستين أو جازها. ذكره الفاسي في مكة.
1024 - سليمان بن يوسف بن إبراهيم الحسباوي البجائي المغربي المالكي أخذ عن عمه أبي الحسن علي بن إبراهيم ومحمد بن أبي القسم المشدالي وابنه الأكبر أبي عبد الله محمد وآخرين، وتقدم في الفقه والأصلين والفرائض والحساب والعربية والمنطق وغيرها وكتب شرحاً للمدونة وصنف في الفرائض والحساب والمنطق وأشير إليه بالجلالة، وأكره على قضاء الجماعة ببجاية فأقام فيه أزيد من سنتين وقيل نحو أربع سنين، ثم أعرض عنه ولزم التدريس في بعض المدارس وغيرها والافتاء حتى مات في صفر سنة سبع وثمانين تقريباً وقد زاد على الستين، وكان يصرح ببلوغه رتبة الاجتهاد ويخالف إمامه في كثير من الفروع وغيرا مع ديانة وتعبد وكرم مع ضيق عيشة رحمه الله. ترجمه لي بعض طلبته ممن أخذ عني.
1025 - سليمان علم الدين بن برانج؛ قال لي ابن عبد الحق أنه كان مالكي المذهب ممن تقدم في الطب بحيث ولي الرياسة شريكاً لوالدي؛ وكان متزوجاً أخته، ومات قبله قريباً من سنة عشر.
1026 - سليمان السواق القرافي المجذوب. كان للناس فيه اعتقاد زائد وله مكاشفات عديدة. مات في ربيع الأول سنة اثنتين. أرخه شيخنا في إنبائه، وسماه غيره سليم.
1027 - سليم ككبير بن عبد الرحمن بن سليم العسقلاني الأصل الجناني - بكسر الجيم ونونين مخففاً نسبة لقرية من الشرقية - القاهري الأزهري لاقامته به أقام فيه ملازماً للعبادة وقراءة القرآن إلى أن ظهر أمره وصار للناس فيه اعتقاد وقصد للزيارة وتأهل رزق الأولاد، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم بل يكلم أرباب الدولة بما فيه الخشونة وبصوته العالي، مع بله وسلامة باطن، وإذا سمع بمنكر من خمر أو غيره جمع فقراءه وتوجه إليه بالسلاح والمطارق فإن عورض قابلهم بمن معه فمرة ينتصر ومرة لا يتمكن؛ وكان الأشرف يجلسه بجانبه ويصغي لكلامه، وربما يقول له الشيخ لا تكذب علي فيضحك الأشرف ويقول له ما أكذب عليك، وقال مرة وقت اجتماع الناس لصلاة الجمعة وقد خرج من رواق الريافة إلى صحن الجامع وبيده عصاة وهو يضرب بها على الأرض الصلاة على ابن النصرانية وكرر ذلك وعني به سعد الدين إبراهيم بن كاتب جكم فلم يقم المشار إليه إلا أياماً يسيرة ثم مرض ولزم الفراش حتى مات، وجاءه شخص فاستغفله حتى كتب خطه بالشهادة له في مكتوب ثم اطلع على تزويره فبادر إلى بعض القضاة وقال له أنا شهدت بالزور فعزرني فقال لي يكفي رجوعك ولا تعزير يعني إن لم تكن متعمداً فتوجه إلى غيره فقال له أيضاً كذلك فصار يستغيث منكراً على من لم يعزره؛ ثم قال أنا أعزر نفسي وأخذ عدة نعال وعلقها في عنقه وطاف الأسواق وهو كذلك وأمر جماعة من أتباعه ينادون عليه هذا جزاء من يشهد بالزور إلى أن تعب هو وهم. وقد رأيت خطه بالشهادة على الشيخ عبد الدائم في إجازة أبي عبد القادر سنة أربع وثلاثين، وأحواله شهيرة، ويحكي أن شخصاً من الفضلاء ضربه أو هم بضربه حيث أشار إليه بعصا فلم يرتفع رأسه بعد ذلك، وقد دخل الشام وسلك طريقه فأراق من خمارة ما فيها؛ وعظم البرهان إبراهيم بن عمر بن عثمان بن قرا كما أسلفته في ترجمته، وقد ذكره شيخنا في إنبائه فقال: أحد من كان يعتقد بالقاهرة وكان شهماً، حج مرات وأرخ في الحوادث من أخباره؛ ولم يزل على طريقته إلى أن مات بعد تمرضه مدة يسيرة في سنة أربعين ودفن بالصحراء خلف جامع طشتمر الساقي المعروف بحمص أخضر وهو ابن أربع وستين وكانت جنازته مشهودة وقبره هناك معروف يقصد بالزيارة. وله ذكر في صاحبه مهنى بن علي.
1028 - سليم بن عبد الله الصالحي الضرير. اشتغل بالفقه ومهر فيه. مات بدمشق سنة خمس عشرة. أرخه شيخنا في إنبائه.
 
1029 - سليم ولي الله غير ابن عبد الرحمن الماضي قريباً. له ذكر في إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم الفاقوسي.
1030 - سمام الحسني الظاهري برقوق. صار خاصكياً في أيام ابن أستاذه الناصر ثم انحط درهاً إلى أن عاد لها في أيام الظاهر ططر ثم أمره بالظاهر جقمق في أوائل أيامه عشرة، وحج بالركب الأول غير مرة ثم جعله الأشرف من رؤس النوب ثم حاجباً ثانياً عوض نوكار فمات قبل تمام الشهر في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وقد ناف على السبعين تقريباً.
1031 - سنان بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري. كان أحد القواد المعروفين بالعمرة؛ حضر الحرب الذي كان بين أميري مكة السيد بن حسن بن عجلان وابن أخيه رميثة بن محمد في شوال سنة تسع عشرة وثمانمائة وأصابه جرح في ذلك اليوم من بعض الأشراف تعلل به حتى مات في ذي القعدة منها بمكة ودفن بالمعلاة؛ ذكره الفاسي في مكة.
1032 - سنان بن علي بن جسار العمري القائد. مات بمكة في المحرم سنة ست وستين. أرخه ابن فهد.
1033 - سنان بن علي بن سنان بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري القائد. مات بالغد في المحرم سنة ثلاث وخمسين وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها. أرخه ابن فهد أيضاً.
1034 - سنان الأرزنجاني نزيل دمشق ثم القاهرة. قدمها فنزل بزاوية نصر الله من خان الخليلي وأقرأ بها في المتوسط وغيره، استقر به الدوادار شيخ تربته بالصحراء وسكنها وأقرأ الطلبة بها حتى مات في منتصف المحرم سنة ست وتسعين، وكان لا بأس به ممن أنكر على البقاعي في كائنة تكلم معه فيها وخاشنه رحمهما الله.
سنان آخر اسمه يوسف بن أحمد الرومي.
1035 - سنبل فتى السلطان محمود بن بغيث خان بن علي شير الهندي.
1036 - سنبل الأشرفي الطواشي ويقال له سنبل الصغير للتمييز عن آخر أكبر منه. كان خازندار أستاذه ومن المبجلين المقربين ممن حج في خدمة خوند ثم غضب عليه لبعض الأسباب وسلمه لشيخ عرب هوارة وسندت بالهند وسواكن وغيرهما كعدن وهرموز بعد. سنبل الأشرفي آخر أكبر منه بالذي قبله.
1037 - سند بن ملاعب الجدي. مات بمكة في جمادى الثانية سنة ثلاث وستين.
1038 - سنطباي قرا الظاهري جقمق. صار رأس نوبة الجمدارية في أيامه ثم أخرج بعده إلى البلاد الشامية وقدم منها في الأيام المؤيدية مختفياً فلما علم المؤيد به أعاده إليها فلم تطل مدته ثم كان ممن قدم وتأمر عشرة وصار من رءوس النوب إلى أن مات قتيلاً بيد عرب الطاعة سنة ست وستين.
1039 - سنقر بن وبير بن نخبار الحسيني أمير الينبوع. وليها في سنة خمس وخمسين بعد أخيه هلمان وشكرت سيرته. ورأيت من أرخه سنة اثنتين وخمسين فيحرر مع التاريخ المذكور.
1040 - سنقر الجمالي ناظر الخاص يوسف بن كاتب جكم الزين أبو السعادات. ترقى حتى عمل الشادية على عمائر السلطان بمكة والمدينة بل وأضيفت له الحسبة بمكة وغيرها ودام مدة مع عقل وأدب وتودد ومداراة بحيث أكثر من التردد إلي بمكة وغيرها. وسمع مني المسلسل وحديث زهير العشاري ووصفته في ثبت ولده محمد بالأميري الكبيري المشيري الفاضلي الكاملي الأوحدي الأمجدي حبيب العلماء والصالحين ونسيب الأجلاء المعتمدين الفائق بتدبره وتعقله والرائق بتودده وتوسله من ندب في الأيام الأشرفية لخدمة الحرمين وانتصب لما تقربه العين. انتهى؛ وسمعت من يقول من أعيان مكة أنه لم يقم عندنا تركي مثله ولكن ينسب لتقصير في الحسبة والكلام طويل والحق يقبل وأخوه أعرف بالأمور وأسمح بما تنشرح به الصدور وعلى كل حال فيعز وجود مثله في احتماله وعقله، وقد بسطت ترجمته في تاريخ المدينة بارك الله في أيامه.
1041 - سنقر الناصري فرج بن برقوق الغزي، صار خاصكياً بعد المؤيد ثم أمير خمسة في الأيام الأشرفية ثم عشرة ثم نقل لنيابة حمص في سنة ست وثلاثين إلى أن انضم مع اينال الجكمي نائب الشام حيث عصى في أول الدولة الظاهرية جقمق ثم قبض عليه وحبس مدة ثم أطلق وولي بعض القلاع الشامية، إلى أن مات هناك في حدود سنة خمس وأربعين وقيل إنه كان مهملاً جاهلاً.
1042 - سنقر أحد الحجاب بدمشق وأمير طبلخاناه وكان قبل نائباً بحمص. مات بدمشق سنة ثمان وأربعين.
1043 - سنقر عبد من عبيد إمام الزيدية بصنعاء. له ذكر في علي بن صلاح.
1044 - سنقر أمير جاندار وأمير علم. مات سنة إحدى وثلاثين.
 
1045 - سهل بن إبراهيم بن أبي اليسر سهل بن أبي القسم محمد بن محمد بن سهل بن محمد بن سهل بن مالك بن أحمد بن إبراهيم أبو الحسن الأندلسي الغرناطي الأزدي الأديب. ذكره شيخنا في معجمه فقال: الأديب العلامة قدم علينا حاجاً سنة أربع عشرة فحج ودخل الشام ثم رجع إلى القاهرة وحج ثانياً سنة ثمان عشرة ورجع فجالسني في إملاء شرح البخاري وبحث في مواضع لطيفة ثم أراد السفر إلى الشام فعرضت عليه شيئاً من الزوادة فامتنع تعففاً، وبلغني سلامه وهو بدمشق ثم دخل حلب وكان قدومه لها كما قرأته بخط الشيخ برهان الدين المحدث سنة عشرين وتوجه منها قاصداً حصن كيفا ثم رجع إلى حلب بعد أن دخل عنتاب فأقام بحلب أياماً ثم نزح عنها وانقطع خبره انتهى. وكان آخر العهد به سنة إحدى وعشرين؛ ولما سافر من مصر ترك عند الجلال البلقيني رزمه ورق بخطه فيها تعاليق وفوائد فاستمرت عندهم، ووقفت على شيء منها ومن جملتها سؤال أورده على الشمس الهروي بيت المقدس فأجابه بجواب جازف فيه على عدته وأخذ الشيخ أبو الحسن يفنده وينبه على فساد مواضع فيه، وذكر البرهان أيضاً أنه أنشدهم لكل من شيخيه أبي الحسن علي بن الأزرق الغرناطي وأبي محمد عبد الله بن جزي وذكر أبياتاً ولغيرهما قوله:

منغص العيش لا يأوي إلـى دعةٍ

 

من كان ذا بلدٍ أو كـان ذا ولـد

والساكن النفس من لم ترض همته

 

سكنى مكان ولم يركن إلى أحـد

وهو في عقود المقريزي.
1046 - سوار بن سليمان بن ناصر الدين يك بن دلغادر التركماني ويسمى فيما قيل محمد ويقال له شاه سوار نائب الابلستين ومرعش. خرج عن الطاعة ومشى على بعض البلاد الحلبية محتجاً بأنه لآبائه وأجداده فقرر الظاهر خشقدم في سنة إحدى وسبعين عوضه أخاه شاه بضع على عادته قبل فاستعان في استرجاعها منه بتملك الروم ابن عثمان وخرج إليه نواب الشام وحلب وغيرهما فكسرهم بمباطنة نائب الشام بردبك البجمقدار معه ثم جهز له الأشرف قايتباي تجريدة هائلة فانكسرت وفني من الأمراء المصريين ونحوهم من لا يحصى كثرة سوى من أسر فأردفها بأخرى فخذلت أيضاً ثم بثالثة كان باشها الدوادار الكبير يشبك من مهدي حسبما شرح ذلك كله في الحوادث فعلم حينئذ من نفسه العجز عن المقاومة مع ما دبره الباش من الاحتيال حتى نزل إليه بعد أن ظهر لصاحب الترجمة تخلف غير واحد من أعيان العسكر الأمن فلما نزل أكرمه الباش وكف الناس عنه لا سيما الغوغاء وشبههم واستصحبه معه إلى الديار المصرية، فسر السلطان فمن دونه بإحضاره لكثرة ما تلف بسببه من العدد والعدد والأموال التي تفوق الوصف مع صغر سنه وكونه من جنس التركمان وقرب عهده برياسة وإمرة؛ وبالغ في توبيخه عن مقالاته التي كانت تحكي عنه وبما صدر منه في حق العساكر؛ ثم أمر الوالي سراً بإتلافه فتسلمه وأركبه وهو مطوق بحديد به قصبة في رأسها جرس كبير من نحاس على هجين، كل ذلك بقصد الازراء به إلى أن جيء به لباب زويلة فعلق بكلاليب شكت في كتفه فلم يلبث أن مات في يومه، وذلك في يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين قبل الغروب بدون ساعة فأنزل وغسل وكفن وصلى عليه بباب المحروق ثم دفن بجانب تربة يشبك جن بالقرب من تربة الظاهر خشقدم وهو ابن بضع وأربعين، وكان فيما قيل يكثر التلاوة من المصحف بطول الطريق ويصوم الاثنين والخميس مع فهم في الجملة ومشاركة في بعض المنطق ومعاناة النظر في النجوم قد نبذه الشيب ببعض شعرات في لحيته من الجانبين بعمامة مدورة وفوقاني مفتوح مزنر بقصب بمقلب لطيف على جاري عادة تفصيل التركماني، ووجهه حسن أبيض اللون ظاهر الحرمة مستدير اللحية بشعر أسود جميل الهيئة محترم الشكل وتألم غير واحد من المقدمين لاتلافه والله يحسن العاقبة.

ذكر من اسمه سودون وكلهم جركسيون


1047 - سودون من زاده الظاهري برقوق، وكان من أعيان خاصكيته ثم تأمر عشرة لابنه الناصر ثم أعطاه اقطاعاً لامرة ستين فارساً واستقر به خازنداراً ثم استعفى منها خاصة وعاد رأس نوبة كما كان ثم كان مع جكم ونوروز في عصيانهما فقبض عليه معهما وسجن باسكندرية في رمضان سنة أربع وثمانمائة ثم أفرج عنه وصار مقدماً بالقاهرة ثم ولاه الناصر في سلطنته الثانية غزة ثم قبض عليه في جمادى الآخرة سنة عشر وحبسه باسكندرية؛ ولم يلبث أن قتل؛ وهو صاحب المدرسة الهائلة في سويقة العزى وبها خطبة ودرس للشافعية وآخر للحنفية.
1048 - سودون بن عبد الرحمن الظاهري برقوق. كان من خاصكيته؛ ثم ترقى في أيام ابنه الناصر حتى صار مقدماً، ثم ولي نيابة غزة ثم أعيد إلى التقدمة في أيام تدبير شيخ ثم ولاه أيام سلطنته طرابلس، ثم كان ممن خرج مع قايتباي المحمدي عن الطاعة فلما انكسر رفقاؤه فر إلى قرا يوسف صاحب بغداد ثم قدم على ططر حين كان بالبلاد الشامية مع المظفر بن المؤيد فأكرمه ثم جعله مقدماً بالديار المصرية إلى أن استقر به الأشرف برسباي في الدوادارية الكبرى ثم في نيابة الشام سنة سبع وعشرين عوضاً عن تنبك البجاسي والتقيا فقتل تنبك وانتصر المذكور، وقدم القاهرة في أيام نيابته غير مرة ثم نقل إلى أتابكيتها، وسافر وهو أتابك مصر مع الأشراف إلى آمد في محفة ذهاباً وإياباً لضعفه وبعد رجوعه رسم له بالاقامة بطالاً ثم أرسل لدمياط فكانت منيته بها في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين، وكان جليلاً شجاعاً مقداماً عارفاً سيوساً وافر الحرمة متجملاً في ملبسه ومركبه مليح الوجه منور الشيبة حلو الكلام والمحاضرة نالته السعادة في نيابته لدمشق وطالت أيامه، وعمر بها عدة أملاك بل أنشأ بخانقاه سرياقوس مدرسة بها خطبة، وكان فراغه منها سنة ست وعشرين وخلف ابنة يقال إنها ليست بذاك أنفدت غالب أوقاف مدرسة أبيها ونحوها في الانهماك ونحوه وما ماتت حتى صارت عبرة من الحاجة والهيئة المزرية وكانت وفاتها في سنة اثنتين وتسعين رحمه الله وعفا عنها.
1049 - سودون الأبو بكري المؤيدي شيخ الفقيه ويعرف بالاشقر؛ صار بعد أستاذه خاصكياً إلى أن تأمر عشرة في أيام اينال ودام حتى مات في رمضان سنة سبعين بعد مرض نحو سنتين، وكان ديناً خيراً فقيهاً صالحاً ساكناً عفيفاً مديماً للصلاة والصوم والعبادة حسن الاعتقاد نادرة في أباء جنسه رحمه الله.
1050 - سودون الأبو بكري المؤيد شيخ أيضاً كان من صغار عتقائه ثم صار بعده بالبلاد الشامية وخدم بأبواب الأمراء إلى أن صار في أيام الظاهر جقمق من أمراء حلب ثم حاجب الحجاب ثم أتابكا كل ذلك بها ثم نقل لنيابة حماة ثم عزل وتعطل سنين ثم صار من مقدمي دمشق، ثم عاد إلى أتابكية حلب حتى مات بها في أواخر رمضان سنة خمس وستين، وقد قارب الستين؛ وكان عاقلاً ساكناً حشماً وقوراً متواضعاً كثير الأدب والحياء رحمه الله. سودون اتمحكي. في سودون المحمدي.
1051 - سودون الاسندمري. ممن أنشأه الناصر فرج وجعله أمير طبلخاناه وأميراخور ثاني، وبعده قبض عليه المؤيد وحبسه باسكندرية مدة ثم أفرج عنه وأعطاه إمرة بطرابلس ثم أتابكيتها، ولم يلبث أن قتل في وقعة التركماني على صافيتا من عملها وذلك في شعبان سنة إحدى وعشرين؛ وهو مذكور في حوادثها من أنباء شيخنا.
سودون الأشقر. في سودون الظاهر برقوق، وآخر في الأبو بكري.
سودون الأفرم. في الظاهري جقمق.
 
1052 - سودون الاينالي المؤيدي شيخ ويعرف بقراقاش. كان من عتقاء المؤيد؛ وعمل بعده خاصكياً إلى أن صار في أيام الظاهر جقمق من الدوادارية يوماً واحداً ثم تأمر عشرة ثم صار من رؤس النوب؛ وحج في بعض السنين أمير الأول؛ وعاد إلى أن أخرجه الظاهر إلى القدس بطالاً ثم استقدمه الأشرف في أوائل سلطنته، وأنعم عليه بإمرة عشرة وكونه من رؤس النوب كما كان ثم صار أمير طبلخاناه وثاني رؤوس النوب ثم أحد المقدمين بالبذل ثم حاجب الحجاب عوض برسباي البجاسي فلم يلبث سوى شهر وخرج إلى الجهاد في جملة المقدمين فكانت منيته بجزيرة قبرس في أول المحرم سنة خمس وستين بعد أن مرض نحو عشرة أيام بدون جراح، وقد قارب الستين، وكان مليح الشكل متجملاً في ملبسه ومركبه وبركه مع سرعة حركة وطيش وخفة وطمع وقلة غيرة ومساوىء كثيرة فيما قيل عفا الله عنه. سودون الاينالي. يأتي في الطويل.
سودون البجاسي. في حوادث سنة عشر.
1053 - سودون البردبكي الظاهري برقوق من صغار مماليكه، وتأمر عشرة بعد موت المؤيد شيخ ثم ولاه الظاهر جقمق نيابة دمياط واستمر بها حتى مات في سنة خمسين، وكان عفيفاً عن المنكرات والفروج مهملاً في الدول.
1054 - سودون البردبكي المؤيدي شيخ أحد العشرات. ممن ولي الحسبة أيام الظاهر خشقدم. سودون البرقي. في الشمسي.
سودون بقجة. في سودون الظاهري قريباً.
1055 - سودون البلاطي بلاط الأعرج شاد شربخاناه الناصر فرج ويقال له خجا سودون. خدم بعد قتل أستاذه مع الناصر عند نوروز الحافظي ثم اتصل بالمؤيد شيخ، وصار خاصكياً ثم بجمقداراً، واختص به حتى كان يحمله على رقبته لما ضعفت حركته ولا يكترث بجهامته لكونه كان أحد الأقوياء المضروب بهم المثل، ثم قربه الأشرف وأمره عشرة وجعله من رؤس النوب ثم أنعم عليه بإمرة طبلخاناه ومع ذلك كان يقيم بالطبقة سنة فأكثر لا ينزل منها ولا يركب فرساً بل ما كان يرى غالباً إلا في الخدمة السلطانية ثم يعود من القصر السلطاني إلى الطبقة فيقلع قماش الخدمة ثم يدخل إلى مدمنه يعالج بالحجارة التي كل واحد منها كفردة الطاحون العظيمة أو أكثر ويقال إن زنة حجره الذي كان يحمله برقبته اثنا عشر قنطاراً بالمصري، وكان السلطان عمله رأس نوبة لولده الناصري محمد فكان يضطر للنزول معه فيركب على هيئة الاجناد بغير تخفيفة على رأسه وتعاظم في مركبه، وبلغ السلطان مرة أنه منذ سنين ما رأى الربيع ولا عدي إلى الجيزة فألزمه بذلك؛ ولم يقبل منه استعفاءه وأنعم عليه بما يأكله ثم عاد، ولم ينفك عن طريقته حتى قدمه الأشرف وألزمه النزول لداره وكانت تجاه مدرسة تغري بردى المؤذي ويسكن فيها بمماليكه والذين في خدمته منهم ينيفون على مائة وخمسين سوى الكتابية فكان يأمرهم بالركوب في خدمته أيام المواكب خاصة وبعدم النزول عن خيولهم إذا انتهى لباب داره بل يقفون ركباناً يميناً ويساراً ويدخل هو إلى منزل وحده ومعه البابا فقط كعادة الخاصكية ولم يكن له جمدار ولا سلحدار ولا يمد سماطاً بل يأكل وحده ويعطى لكل من مماليكه ثلاثة أرطال لحم ويعتذر بأن هذا أنفع في حقهم مع أن عمل السماط أوفر له ويصرف ذلك وكذا جوامكهم وعليقهم في أول الشهر من حاصله، وكانت له ثروة زائدة ومال جزيل وسلاح عظيم وبرك هائل يشاهد حين توجهه في التجاريد ونحوها ويكون في سفره منفرداً عن الامراء؛ ولم ينفك عن إقامته ببيته مشتغلاً بأنواع الملاعب والعلاج بالحجارة، ولا يتزوج حفظاً لقوته، وكان ممن تجرد إلى البلاد الشامية صحبة قرقماس الشعباني. ومات الأشرف قبل عود الأمراء من ارزنكان إلى البلاد الحلبية وكتب بحضورهم ورسم لهذا بتوجهه إلى القدس بطالاً فكانت منيته به في ثالث جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين. أرخه العيني. وكان عاقلاً عارفاً ذا سكينة مليحاً أحمر اللون أسود اللحية مستديرها إلى الطول أقرب يقرأ يسيراً ويحفظ بعض المسائل مع قلة الكلام والعشرة للناس والحرص على جمع المال وعدم صرفه إلا في طريقه رحمه الله.
سودون التركماني. في سودون اليشبكي. سودون تلي. في سودون المحمدي.
 
1056 - سودون الجكمي أخو نائب الشام اينال الجكمي لأبويه في آخرين هذا أصغرهم. تأمر في الدولة الظاهرية جقمق ووجهه الظاهر لأخيه المذكور بخلعة الاستمرار ثم عاد إلى القاهرة فأقام بها يسيراً، وعصى أخوه فاتهمه الظاهر بأنه يتألف له الجند والأمراء وقيل إن ذلك ليس ببعيد فقبض عليه وحبسه أكثر من عشر سنين ثم أطلقه وأنعم عليه بإقطاع هين بدمشق فاستمر بها إلى أن قدم في دولة الأشرف مع المنفيين فلم يقبل عليه السلطان بل أقام بطالاً فقيراً حتى مات في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وأرسل له السلطان بعشرة دنانير يجهز بها عفا الله عنه. سودون الجلب. في سودون الظاهري.
1057 - سودون الحمزاوي الظاهري برقوق. كان خصيصاً عنده ثم تنكر عليه وضربه ضرباً مبرحاً وحبسه ثم أخرجه إلى البلاد الشامية، وبعد موته بمدة قدم القاهرة وصار من جملة أمرائها، ثم ولي نيابة صفد في صفر سنة أربع وثمانمائة ثم استقدم القاهرة وصار أحد المقدمين شاد الشربخاناه ثم خازنداراً ثم رأس نوبة النوب، كل ذلك في التي تليها ثم حبس باسكندرية ثم أفرج عنه بعد يسير وأعيد إليه إقطاعه ثم لما عاد الناصر إلى الممالك، وكان ركوبه من بيته بآلة الحرب والحمزاوي بين يديه في جملة الأمراء عمله دواداراً كبيراً في سنة ثمان وثمانمائة؛ ثم توجه في التي تليها مجرداً إلى البلاد الشامية فلما صار بدمشق عصى وسار إلى صفد فملكها ثم قبض عليه شيخ بعد أن قلعت عينه في المعركة التي كانت خارج غزة وجهز إلى الناصر فحبسه في ربيع الآخر سنة عشر وثمانمائة ثم استدعى به بحضرة القضاة وثبت عليه قتله لانسان ظلماً فحكموا بقتله فقتل عفا الله عنه.
1058 - سودون الحموي النوروزي نوروز الحافظي. اتصل بعد قتله بشيخ المؤيد وحظى عنده حتى صار من العشرات ورؤس النوب؛ ثم صار في أيام الظاهر ططر من الطبلخاناه إلى أن نفاه الأشرف إلى دمياط في أوائل دولته ثم بعد مدة إلى البلاد الشامية إلى إمرة فاستمر بها حتى مات في حدود الثلاثين.
1059 - سودون الحموي. أحد المقدمين بدمشق وأتابكها وكان قبل ذلك من أمراء القاهرة فنفاه الأشرف إلى دمياط بعد أن حبسه مدة ثم أرسله إلى الشام عوضاً عن قانباي الحمزاوي في الأتابكية والتقدمة فمات بها في أوائل ذي القعدة سنة سبع وعشرين. ذكره العيني: سودون خجا. في سودون البلاطي.
1060 - سودون دقماق الخاصكي والد الناصري محمد سبط ناصر الدين ابن العطار أمه عائشة. قتله جماعة من فلاحيه.
1061 - سودون دوادار أركماس الدوادار الكبير. كان غشوماً عارفاً بأفانين الظلم صرف عن وظيفته قبل موت الأشرف وأصيب برمد أفسد عينه، ولما قبض على أستاذه خدم في المماليك السلطانية؛ وكان بصدد أن يتقدم ففجأه الموت وذلك في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين واحتاط ناظر الخاص على موجوده وهو شيء كثير. قاله شيخنا في انبائه.
1062 - سودون السودوني الظاهري برقوق. تأمر في الأيام المؤيدية، ثم صار في أيام الأشرف من جملة حجاب القاهرة ثم نفاه الظاهر إلى القدس ثم شفع فيه وأقام بالقاهرة بطالاً ثم أنعم عليه بامرة عشرة مع الحجوبية ثم نقل إلى الحجوبية الثاني على إمرته ثم نفي إلى القدس أيضاً ثم أعيد على إمرة عشرة مع الحجوبية الثالثة ثم نفي للقدس أيضاً ثم أعيد على الحجوبية فقط إلى أن مات في رمضان سنة أربع وخمسين عن نحو ثمانين سنة ولم يكن بذاك.
1063 - سودون السودوني أمير عشرة وأميراخور السلطان، مات في رمضان سنة سبع وثلاثين؛ وكان جيداً مشكور السيرة. ذكره العيني.
سودون الشمسي. في حوادث سنة عشر.
 
1064 - سودون الشمسي البرقي الظاهري جركسي. اشتراه الأشرف ثم ملكه الظاهر جقمق؛ وعمله خاصكياً ثم جمقداراً ثم امتحن بعده واختفى إلى أواخر أيام الأشرف اينال فلما استقر الظاهر أمره عشرة وعمله من رؤس النوب ثم آخور ثاني ثم حبسه باسكندرية مدة ثم رضي عنه وقدمه بدمشق؛ وحج منها في موسم سنة إحدى وسبعين أمير الركب الشامي فعاد مريضاً فلما تسلطن الظاهر تمربغا بادر إلى المجيء بغير إذن فرده إليها من خانقاه سرياقوس بعد أن أرسل له بفرس مسرج وكاملية بمقلب سمور ولم يلبث أن قدمه الأشرف قايتباي لما استقر فبادر للمجيء بغير إذن فما طلع إلى القلعة إلا بجهد من انحطاطه بالمرض فلزم بعد نزوله الفراش إلى أن مات قبل انقضاء شهر وذلك في شعبان سنة اثنتين وسبعين وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمني ودفن من يومه وقد ناهز الخمسين.
1065 - سودون طاز من مماليك الظاهر برقوق وخواصه. أمره عشرة وجعله معلماً للرمح لكونه كان رأساً فيه وفي غيره من أنواع الفروسية يضرب بقوة طعنه وشدة مقاتلته المثل وأما سرعة حركته وحين تسريحه بجواده فإليه المنتهى، وبعد موت أستاذه قدمه ابنه الناصر ثم عمله أميراخور كبير فزادت عظمته وصار إليه المرجع في غالب أمور الرعية وعمل راتب سماطه في اليوم ألف رطل من الضأن خارجاً عن الدجاج والأوز والرمسان من الضأن لمزيد كرمه وكثرة إنعامه على المماليك السلطانية وغيرهم بحيث قيل إن رفده عم جميعهم ولم يزل على جلالته إلى أن صفا له الوقت بحيث لو رام التسلطن لمشى له ذلك بدون منازع ثم نزل من الأسطبل السلطاني لداره وعزل نفسه عن الآخورية لما بلغه من كلام يشبك في حقه عند السلطان ثم خرج بمماليكه وحواشيه من المماليك السلطانية وهم زيادة على ألف لجهة سرياقوس رجاء أني يأتيه غير من معه من المماليك فلم يأته أحد وترددت الرسل بينه وبين يشبك والناصر وهو يترجى أن أمره سيقوى ويظفر بيشبك فلم يلبث أن عزله الناصر من الآخورية وراسله بالعود إلى القاهرة على أقطاعه بغير وظيفة أو غير ذلك من البلاد الشامية فلم يجب إلا بعد إخراج أقباي الكركي فما أذعن الناصر لذلك وقرر الارسال إليه مرة أخرى إلى أن تحقق الناصر منه عدم الموافقة فركب حينئذ بالعساكر ونزل إليه فلم يثبت من معه من المماليك السلطانية وآل أمره إلى أن ترامى على يشبك فقبله وبالغ في إكرامه وكلم الناصر فرسم بتوجهه لدمياط بطالاً ورتب له ما يكفيه وأعطاه يشبك ألف دينار واستمر بها إلى أن ركب إلى الشرفية وخرج له جماعة من المماليك السلطانية فجهز له السلطان من قبض عليه ثم حبس باسكندرية بقلعة المرقب إلى أن قتل في ذي الحجة سنة ست. وأرخه شيخنا في سنة خمس وهو سهو، وترجمته طويلة وكثير من أخباره في حوادث تاريخ شيخنا، وذكره المقريزي في عقوده رحمه الله.
1066 - سودون العلائي الطويل الأشرفي اينال. كان في أيام أستاذه خاصكياً فلما استقر الظاهر خشقدم أرسله لمكة بطالاً فدام بها قليلاً وكان يقرأ ويشتغل قليلاً وربما أخذ عني، وزار الطائف حين زرناه؛ فلما مات الظاهر جيء به وترقى بواسطة أغاته يشبك حسن للامرة؛ ولما مات عظم اختصاصه جداً بيشبك الدوادار وصار أحد الأربعينات وسافر معه في التجريدة التي قتل فيها وأمر بعده بالتخلف على تقدمة في البلاد الشامية ثم صار أمير ميسرة بها بعد صرف بردبك أمير الركب الشامي عنها؛ ويذكر بفروسية زائدة بحيث أنه قبض على ابن هرسك وكف عن قتله، مع محبة في العلماء والصالحين وميله إليهم وتوجهه للعبادة من صوم وقيام سفراً وحضراً وبر للفضلاء، وربما اشتغل بالشام على عبد النبي المغربي في شرح العقائد؛ وما أحسن قوله نحن لا نعتقد صالحاً ولا عالماً يتردد للامراء ونحوهم. مات في يوم الاثنين ثالث رمضان سنة ثان وتسعين، وتأسف عليه كثيرون من أهل الخير وغيرهم رحمه الله.
 
1067 - سودون الطيار الظاهري برقوق. من أعيان خاصكيته وممن صار في أيام ابنه الناصر فرج أميراخور ثاني ثم أعطاه الاخورية الكبرى؛ ولم يلبث أن عينه للبلاد الشامية للكشف عما طرق من الأخبار الرومية وطالت غيبته فقرر في الاخورية غيره ثم أعطى بعد مدة إمرة بحلب مع حجوبيتها فامتنع فبعد مدة استقر أمير مجلس ثم أمير صلاح إلى أن مات في شوال سنة عشر وحضر السلطان جنازته ودفن بتربة صهره أقبغا الدوادار خارج باب البرقية، وخلف موجوداً كثيراً؛ وأوصى بثلث ماله وعين جماعة منهم العيني فاستولى الناصر على التركة بواسطة جمال الدين الاستادار ولم ينفذ الوصية، وكان عفيفاً شجاعاً مقداماً ديناً محباً للعلماء والصالحين موقراً لهم مشكور السيرة، قال العيني كان متورعاً عن الحرام صاحب أدب محباً في العلم والعلماء مشهوراً بالفروسية ولعب الرمح ورمى النشاب وتمرين الخيل الصعاب، وإليه ينتسب اسنبغا الطياري رأس نوبة النوب لكونه كن خدمه بعد موت أستاذه.
1068 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون بقجة. من أعيان مماليك أستاذه وخاصكيته ومن أبيات نائب السلطنة تمراز الناصري وزوج ابنته. تأمر في أيام الناصر فرج وترقى حتى قدم ثم فر مع صهره إلى شيخ فلما تجرد الناصر إلى البلاد الشامية حضر إليه فولاه نيابة طرابلس ثم أعيد بعد أمور إلى القاهرة على تقدمة ثم قبض عليه الناصر وحبسه باسكندرية ثم أطلقه وأعطاه تقدمة وسافر مع السلطان إلى البلاد الشامية؛ ثم كان ممن انتمى لشيخ، وآل أمره إلى أن قتل في معركة في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة.
1069 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون الأشقر. ممن ترقى في أيام الناصر فرج إلى التقدمة وشاد الشربخاناه ثم عزل عنها وبقي على التقدمة خاصة ثم ولاه شيخ في أيام المستعين بالله رأس نوبة النوب ثم في أيامه هو إمرة مجلس ثم قبض عله ثم قدمه الأشرف برسباي بدمشق إلى أن مات بها في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين؛ وكان بخيلاً سيء السيرة غير مشكور.
1070 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون الجلب، ترقى في أيام ابن أستاذه الناصر مع أنه لم يكن من أعيان مماليك أبيه لكنه كان مقداماً شجاعاً وعنده جرأة فلذلك تقدم وشاع اسمه وناب في الكرك من قبل الناصر ثم استبد بها وأظهر العدل، وكان من مثيري الفتن ثم أعطى نيابة طرابلس ثم نيابة حلب قبل دخوله طرابلس وبعد قتل الناصر؛ وتوجه إلى حلب وهو مجروح من سهم أصابه إلى أن مات في ربيع الآخر سنة خمس عشرة. ذكره شيخنا باختصار.
1071 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون الظريف. ترقى في أيام أستاذه حتى ولي نيابة الكرك في سنة إحدى، فلما توجه الناصر إلى دمشق في التي تليها قدم عليه فصرفه عنها، ثم تنقلت به الأحوال إلى حجوبية دمشق ثم قبض عليه شيخ وسجنه بالصبيبة ثم أفرج عنه وأعطاه إمرة بدمشق، ثم قبضه وحبسه كذلك إلى أن أفرج عنه الناصر وأنعم عليه بامرة القاهرة إلى أن قض عليه وحبسه ثم وسط في رجب سنة أربع وعشرين تحت قلعة الجبل.
1072 - سودون الظاهري برقوق الفقيه. كان صهر الظاهر ططر وجد ابنه الصالح محمد والد أحد المقدمين البدر حسن وأحد رؤس الفتن في الدولة الناصرية ولذا أبعده المؤيد هذا مع تفقهه واستحضاره وكثرة أبحاثه ومزيد تعصبه للحنفية ولكنه كان قوي النفس شهماً ولما تسلطن ططر وقدم القاهرة تلقاه هذا فقام له وأجلسه بجانبه فوق الأمراء، ولما تسلطن سبطه الصالح رام تقبيل يد جده فمنعه كل ذلك ولم يتأمر البتة. مات بعد ولده المشار إليه في حدود الثلاثين؛ وذكره شيخنا في إنبائه فقال: سودون الفقيه كان كبير الجراكسة تلمذ للشيخ لاجين الجركسي، وكان أعجوبة في دعوى العلم والمعرفة مع عدمهما، وكان الكثير منهم يعتقد أنه لا بد أن يلي السلطنة كما كانوا يزعمونه في شيخه واتفق أن زوج ابنته وهو الظاهر ططر ولي السلطنة فارتكب من يتعصب الشطط وقال ظهر المراد في ططر فلم ينشب ططر أن مات ولم يحظ سودون في ولايته بطائل فضلاً عما بعدها؛ وكان يكثر سؤال من يجالسه عن الشيء المعضل فإذا أجابه عنه نفر فيه قائلاً ليس الأمر كذلك ثم يعيد الجواب بعينه مظهراً أنه غيره، وله من ذلك عجائب. مات في ثاني عشر صفر سنة ست وعشرين.
سودون الظاهري برقوق ويعرف بالقاضي. يأتي قريباً.
 
1073 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون قراسقل يعني لحيته سوداء. تأمر في أيام ابن أستاذه ثم تركه وانتمى لشيخ ونوروز إلى أن قدم مع شيخ بعد قتل الناصر؛ وصار مقدماً ثم ولي نيابة غزة ثم رجع إلى تقدمته ثم ولي حجوبية الحجاب إلى أن تجرد إلى البلاد الشامية في سنة عشرين وأعطى حجوبية طرابلس فكانت منيته بها في صفر. سودون الظاهري برقوقي قريبه. يأتي قريباً.
سودون الظاهري برقوق ويعرف بالمارداني. يأتي أيضاً.
1074 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسدون المغربي لنشوفته. ممن تأمر بعد موت المؤيد شيخ وصار حاجباً في أيام الأشرف بعد أن ولي نظر القدس ثم ولاه نيابة دمياط ثم انفصل عنها ثم أعاده الظاهر إليها ثم نفاه إلى القدس ثم أحضر إلى القاهرة، ولم يلبث أن مات في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين، وكان خيراً ديناً عفيفاً فقيهاً في الجملة متقشفاً؛ وربما اشتغل بالنحو، وتصوره في جميع ذلك بل وغالب أموره فاسد عفا الله عنه.
1075 - سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون ميق. ممن تأمر بعد موت المؤيد ثم صار في أيام الأشرف أمير طبلخاناه وأميراخور ثاني ثم مقدماً وتوجه صحبته إلى آمد فأصابه سهم لزم منه الفراش أياماً؛ ومات في ذي القعدة سنة ست وثلاثين، ودفن بآمد وخلف مالاً جماً ورثه ابنه فلم يتهن به؛ وكان متوسط السيرة.
1076 - سودون الظاهري جقمق ويعرف بالافرم. تأمر في أيام ابنه المنصور عشرة ثم نكب وحبس ثم أطلق، وقدم القاهرة وأنعم عليه بعد مدة بامرة عشرة ثم صار في أيام الظاهر خشقدم خازنداراً ثم طبلخاناه ومات في.
سودون الظاهري جقمق الشمسي البرقي. مضى في الشمسي.
سودون الظريف. في سودون الظاهري.
سودون العجمي. في سودون النوروزي. سودون الفقيه. في سودون الظاهر برقوق.
1077 - سودون القاضي الظاهري برقوق، ممن أنشأه ابن أستاذه ثم خامر عليه وذهب إلى نوروز وشيخ حتى قدم القاهرة مع شيخ بعد قتل ابن أستاذه وصار من مقدميها ثم استقر حاجب الحجاب ثم رأس نوبة النوب، ثم قبض عليه المؤيد وحبسه بالبلاد الشامية إلى أن أفرج عنه وصيره من مقدمي القاهرة وتولى كشف الوجه القبلي ثم نيابة طرابلس؛ وبها مات في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين، ذكره شيخنا مقتصراً على ذكر وفاته، قال غيره ولم يكن مشكوراً في أحكامه قال وكان قد تولى الحجوبية الصغرى ثم الكبرى بالقاهرة ثم الكشف بالوجه القبلي وظلم فيه وأفسد ثم ولي النيابة المذكورة.
سودون قراسقل؛ في سودون الظاهري. سودون قراقاش. في سودون الاينالي.
1078 - سودون القرماني الناصري فرج. خدم بعد أستاذه بأبواب الأمراء ثم صار خاصكياً في دولة الظاهر ططر ثم ساقياً في أول أيام الظاهر جقمق ثم أمره عشرة ثم قدمه بحلب ثم صار أتابكها في أيام الأشرف ثم نقله إلى أتابكية طرابلس ثم أعيد إلى أتابكية حلب وتوجه أميراً على الركب الحلبي فمات في شوال سنة ثلاث وستين.
1079 - سودون قريب الظاهر برقوق ويعرف بسيدي سودون. قدم من جركس مع جدته لأمه أخت الظاهر وخالة أمه أم الأتابك بيبرس أخت الظاهر ومع جد أمه الأمير أنص والد الظاهر وأقاربه بطلب من الظاهر حين أتابكيته، وذلك في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة فرباه في الحريم السلطاني فلما كبر وترعرع رقاه حتى صار مقدماً ثم أميراخور كبير ثم بعد موته قبض عليه وسجن باسكندرية ثم أفرج عنه واستقر دواداراً كبيراً مع أقطاع كبير؛ ثم لم يلبث أن استقر نائب الشام وخرج لدفع تيمور وثبت بمن معه ثباتاً مشهوراً وأبلى بلاءً حسناً بحيث أشرف العدو على الخذلان ثم تكاثروا حتى خذل العسكر الشامي ووبخ الطاغية صاحب الترجمة وتوعده بكل سوء محتجاً بقتله لرسوله قبل واستمر تحت العقوبة في أسره إلى أن مات إما ذبحاً أو تحت العقوبة أو إلقائه للفيلة وذلك بظاهر دمشق في أواخر رجب سنة ثلاث وقد ناف على الثلاثين وهو ممن نشأ في السعادة ومات تحت الاهانة، وكان أميراً جليلاً ذا شكالة حسنة ووجه صبيح وثقة في الناس عارفاً بأنواع الفروسية متجملاً في ملبسه ومركبه ومماليكه. وقال العيني أنه كان ظالماً عاتياً بخيلاً متكبراً سيء الخلق دميم الخلقة كثير الشر وهو الذي فتح باب الشر بعد موت الظاهر قال ويقال انه دفن في قيده بدمشق، وهو في عقود المقريزي.
 
1080 - سودون القصروي قصروه من تمراز نائب الشام، خدم بعد أستاذه في بيت السلطان ثم صار خاصكياً ثم من الدوادارية الصغار في دولة إينال ثم أمير عشرة في أيام خشقدم فلما ولي خجداشه خير بك القصروي نيابة غزة استقر عوضه في نيابة قلعة الجبل إلى أن قدمه يلباي بالبذل ثم عمله الأشرف قايتباي رأس نوبة النوب ثم عينه لتجريدة سوار فجرح في الوقعة وحمل إلى حلب فمات بها في سنة ثلاث وسبعين وقد قارب السبعين. وكان جماعاً للمال بخيلاً وهو صاحب السبيل بحارة الباطلية والجامع الذي هناك. سودون قندوره، في سودون اليشبكي.
1081 - سودون اللكاشي أقبغا، اتصل بعده بالأمير شيخ فلما تسلن أمره ثم رقاه إلى التقدمة وقبض عليه ططر في نظامته وحبسه إلى أن أطلقه الأشرف وأنعم عله بطبلخاناه بطرابلس فأقام بها حتى مات في حدود الثلاثين ولم يكن من الأعيان.
1082 - سودون المارداني الظاهري برقوق؛ كان خصيصاً عند سيده إلى أن قدمه وعمله شاد الشربخاناه. ثم عمله ابنه الناصر رأس نوبة النوب ثم أمير مجلس ثم دواداراً كبيراً فلما ظهر الناصر وأراد الطلوع إلى القلعة كان ممن قاتله، وانتصر الناصر فأمسكه وحبسه باسكندرية إلى أن قتل في محبسه سنة إحدى عشرة؛ وكان أميراً جليلاً عاقلاً سيوساً ساكناً قليل الشر كثير الخير والاحسان مشكور السيرة.
1083 - سودون المحمدي الظاهري برقوق ويعرف بتلي بعني مجنون، كان من أعيان خاصكية سيده، ثم ترقى في أيام ابنه إلى التقدمة ثم قبض عليه وحبسه باسكندرية ثم أفرج عنه إلى أن استقر في الآخورية الكبرى؛ وكان ممن منع ابن أستاذه الطلوع إلى القلعة بعد اختفائه وانتصر عليهم فأخرجه إلى دمشق على اقطاع فقبض عليه نائبها شيخ ففر من السجن ولحق بنوروز وتقلب في محن وملك غزة وشن بها الغارات إلى أن ظفر به شيخ ثانياً وحبسه أيضاً بقلعة دمشق مدة وراسله الناصر في طلبه فامتنع ثم أطلقه واتفق معه على العصيان على الناصر إلى أن ملك صفد من جهة شيخ ثم خرج عن طاعته وفر لنوروز ثانياً ثم اتفقوا على العصيان إلى أن قتل الناصر فقدم هذا مع شيخ القاهرة فأعطاه تقدمة ثم قبض عليه وحبسه باسكندرية إلى أن قتل بها في المحرم سنة ثمان عشرة، وقد ذكره العيني فقال سودون المحمدي المجنون كان شاباً شجاعاً مفرطاً في الجهل.
1084 - سودون المحمدي مملوك الذي قبله وعتيقه. اتصل بعد قتله بخدمة المؤيد شيخ، ثم صار خاصكياً ورأس نوبة الجمدارية في أيام الأشرف بل رام أن يعطيه إمرة فامتنع وترك وظيفته أيضاً وصار من جملة المماليك السلطانية على إقطاعه ثم كان ممن انضم للعزيز ولده فلما تسلطن الظاهر نفاه ثم أعاده وأنعم عليه بامرة عشرة بسفارة خوند البارزية لكونه زوج أختها لأبيها فاستمر مدة ثم توجه إلى مكة ناظراً بها وشاد العمائر كما كان توجه في الأيام الأشرفية فأقام نحو سنتين أو أكثر وعاد إلى القاهرة فأقام بها يسيراً واستقر في نيابة قلعة دمشق سنة ثمان وأربعين فكانت منيته بها في صفر سنة خمسين؛ وكان ديناً خيراً عفيفاً عن المنكرات والفروج عاقلاً ساكناً لكنه قليل المعرفة مع استبداده برأي نفسه بحيث أنه لما توجه لمكة ليصلح ما تشعب من حيطان الحرم رفع سقف البيت الشريف والاخشاب التي كانت بأعلى البيت وغيرها ومنعه أكابر مكة وغيرها من ذلك فأبى واعتل بقصد منع الدلف من المطر ولم يلتفت لما قيل من حروف تمنع الطير أن يعلو البيت وصار البيت مكشوفاً أياماً بدون سقف ولا كسوة وخاف جماعة من نزول بلاء بسبب ذلك فرحلوا منها إلى أن تم عمل السقف ولم يكن بمانع لما اعتل به فعمره ثانياً وتكرر منه ذلك وساءت سيرته بمكة لأجل هذا ونقم عليه كل أحد وصار يدلف أكثر من السقف القديم بل صار سقف البيت مأوى للطيور وأتعب الخدم ذلك فإنهم صاروا في كل قليل يجمعون ما يتحصل من زبل الحمام وغيره وندم هو على ما فعل وعد ذلك من سيئاته سيما وقد أهان المحب بن أبي الحسن البكري الشافعي وكان مجاوراً حينئذ بالضرب وغيره لكونه أنكر على الصناع بحيث قيل إن ذلك سبب موته والواقعة مذكورة في سنة ثلاث وأربعين من أنباء شيخنا. وقد اثنى عليه العيني فقال كان ديناً خيراً، زاد غيره متعاظماً وكانت ولايته بعد داود الماضي لما أنكر أهل مكة ولايته ومنعه الشريف وأرسل فورد الأمر بتولية هذا.
 
1085 - سودون المحمدي المؤيدي شيخ ويعرف بسودون اتمكجي يعني الخباز. صار خاصكياً بعد أستاذه المؤيد ثم استقر رأس نوبة الجمدارية في أيام الأشرف ثم أمره الظاهر عشرة وجعله من رؤوس النوب ثم أميراخور ثالث ثم أميراخور ثاني ولم يلبث أن مات في رجب سنة ثلاث وخمسين، وكان شجاعاً مشكور السيرة سليم الباطن عنده حشمة وكرم. سودون المغربي. في سودون الظاهري.
1086 - سودون المنصوري عثمان من أمراء العشرات وأحد رؤس النوب. مات في ليلة الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى سنة تسع وسبعين، ويقال انه سقط وهو ثمل.
سودون ميق. في سودون الظاهري برقوق.
1087 - سودون النوروزي نوروز الحافظي نائب الشام ويعرف بسودون العجمي أحد العشرات ورؤس النوب. ممن تأمر في أيام الظاهر جقمق. مات في حدود الخمسين، وكان فيما قيل مهملاً. سودون النوروزي. في سودون المحمدي.
1088 - سودون النوروزي آخر. تنقل بعد سيد نوروز الحافظي حتى صار سلحداراً في أوائل الدولة الأشرفية برسباي ثم أمير عشرة في الظاهرية ومدرس النوب ثم ولاه الأشرف اينال نيابة القلعة إلى أن مات بها في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين عن نحو سبعين، وكان عاقلاً ساكناً بشوشاً حشماً متواضعاً وقوراً مليحاً كريماً مع اسراف على نفسه فيما قيل.
1089 - سودون النوروزي آخر. تنقل بعد سيده إلى أن صار في أيام الأشرف برسباي دوادار السلطان بحلب وأحد المقدمين بها ثم نقله الظاهر لحجوبية دمشق الكبرى، وقدم عليه بتقادم هائلة ثم رج وعظم ونالته السعادة الدنيوية حتى مات بها في سنة سبع وأربعين ظناً، وكان لا بأس به متوسط السيرة.
1090 - سودون اليشبكي يشبك الجكمي أميراخور التركماني هو ويعرف بقندورة. صار بعد سيده من المماليك السلطانية؛ وولي بعض قلاع البلاد الشامية ثم نيابة قلعة صفد ثم نيابة قلعة دمشق بالبذل في كل ذلك؛ ثم صار أحد مقدمي دمشق؛ وسافر أمير المحمل الشامي في سنة ثمان وستين فمات بعد خروجه من المدينة النبوية إلى جهة الشام في أواخر ذي الحجة منها أو أوائل المحرم من التي تليها، وقد قارب الستين أو جازها.
1091 - سودون اليوسفي. ممن حبسه المؤيد شيخ بقلعة دمشق، ولم أر من ترجمه ولكن علمت اسمه من أثناء سودون المحمدي تلي.
1092 - سودون غير منسوب، ممن سمع من شيخنا الاملاء سنة عشر بالشيخونية.
1093 - سونجبغا اليونسي الناصري فرج أخو ارنبغا الماضي، وهذا أصغرهما. تأمر في أوائل دولة الظاهر جقمق لكونه كان متزوجاً أخت زوجته، وسافر أمير المحمل غير مرة آخرها سنة خمس وخمسين؛ ثم أنعم عليه المنصور باقطاع طبلخاناه وزاده الأشرف عليه إمرة عشرة ثم مات أخوه المشار إليه فورث منه مالاً جزيلاً، ولم يلبث أن توجه لتغري بردى القلاوي فكان قتله على يده في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وقد زاد على الستين تقريباً، وكان متوسط السيرة بخيلاً وحسن حاله بأخرة.
1094 - سونجبغا الظاهري برقوق الفقيه. كان من خاصكية سيده. اشتغل كثيراً ولم ين به بأس لكن كان بليداً. مات في شوال سنة خمس عشرة ودفن بالصحراء خارج باب البرقية. ذكره العيني.
1095 - سويدان مقدم الوالي عدى عليه في ليلة رابع عشري صفر سنة إحدى وتسعين.
1096 - سيباي الأشرفي إينال نائب غزة ثم حاجب دمشق ثم نيابة حماة وهو أخو قانصوة. مات في التجريدة.
1097 - سيباي الظاهري جقمق أميراخور ثالث وحاجب ميسرة. مات في رمضان سنة ثمانين، ونزل السلطان فصلى عليه في سبيل المؤمني وكان فيما قيل خيراً.
 
1098 - سيباي العلائي الأشرفي اينال، كان في أيام استاذه خاصكياً ثم نفي في أيام الظاهر خشقدم إلى منفلوط، فاستمر بها جميع مدته ثم رجع بعده على خاصكيته ثم ولاه الأشرف قايتباي بعناية الدوادار الكبير الكشف بمنفلوط، فقام العرب في وجهه وطردوه طرداً كلياً فرجع بعد قبضه على محمود شيخ بني عدي فأعطاه إمرة عشرة، ورجع في خدمة الدوادار وحينئذ ضخم وتمول ومهد الوجه القبلي وكان مع مزيد ظلمه سيما في المساحة يظهر محبة جماعة من الفقهاء والفقراء والرغبة في سماع القرآن والانشاد ويبر من يتردد إليه منهم بل كانت عليه رواتب لبعض ديور النصارى محتجاً بقصد من يرد عليهم من المسلمين خصوصاً وهو يكثر الخروج للصيد ويقيم عندهم فيها؛ ولم يزل في نمو إلى أن قتل في ليلة الجمعة ثالث رجب سنة خمس وثمانين بمخيمه على شاطىء النيل قريباً من طما من أعمال أسيوط ولم يعلم قاتله بل وجد مشقوق البطن مقطوع اليد ببدنه جراحات أربعة وحمل إلى أسيوط فدفن بها قريباً من قبر ازدمر الحاجب ولم يكمل الخمسين وما تيسر له الحج.
1099 - سيف بن أبي الصفا إبراهيم بن علي بن يوسف أبو بكر المقدسي الشافعي أخو الكمال محمد الحنفي الآتي؛ وتقدم في الفنون مع الديانة والمحاسن بحيث أنه لم يوافق والده وجماعة بيته في دعوى الشرف ولا حمل شظفه، والثناء عليه مستفيض ورأيت له تقريظاً لمجموع التقي البدري أبدعه خطاً ونثراً ونظماً ومن نظمه فيه:

جزيت خيراً تقي الدين حـيث جـلا

 

مجموعك الحسن بالحسنى وذاك نقي

وفي وفى تـقـي قـد وقـيت أذى

 

فأنت حقاً بكلتي حالـتـيك تـقـي

1100 - سيف بن شكر البدري الحسني القائد. مات بمكة في مستهل المحرم سنة سبع وسبعين. أرخه ابن فهد.
1101 - سيف بن علي أمير العشير خرج على عساف ابن عمه المتولي الامرة وقتل ازدمر قريب السلطان ونائب حماة، والتف عليه جماهير العرب إلى أن جهز له فداوي فدخل علي وهو جالس مع جماعة فيهم إمام النائب بحيث لم يشعر به سيف إلا وهو على رأسه فطعنه بسكين معه وبادر سيف مختبلاً ليقتل فعادت ضربته على نفسه وأدركه أصحابه فقتلوا الفداوي بعد قتله الجماعة الذين كانوا عند سيف واحتملوا سيفاً وهو حي وآل أمره إلى أن قتله ابن عمه عامر بن عجل أخذاً بثأر سليمان بن عساف ابن عم سيف لكونه كان قتله أيضاً وذلك في سنة سبع وثمانين إما في آخر صفر أو أول الذي يليه. سيف بن عيسى سيف الدين السيرامي. يأتي في يوسف.
سيف بن بن جبير.

حرف الشين المعجمة

شاذ بك آخوخ يعني به جنسه، يأتي قريباً.
1102 - شاذبك الأشرفي برسباي ويعرف بفرفور أتابك حماة. مات في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين وقد زاد على الخمسين.
1103 - شاذبك الأشرفي برسباي ويعرف بشاذبك بشق كان من صغار مماليك أستاذه وأخرج بعده إلى البلاد الشامية وتنقل في عدة ولايات متخللاً ذلك ببطالات إلى أن صار بأخرة أمير مائة بدمشق ودوادار السلطان بها وسافر أمير الركب الشامي، فمات في رجوعه بالقرب من الكرك أواخر المحرم سنة ثلاث وسبعين وقد زاد على الخمسين.
1104 - شاذ بك الأشرفي قايتباي ويقال له شاذ بك آخوخ الطويل، عمله أستاذه خاصكياً ثم أمير عشرة ثم رأس نوبة مضافاً لها ثم ناب عن ملج في نيابة القلعة ثم استقل بها بعد وفاته فلما عاد من التجريدة سنة أربع وتسعين استقر به دوادارا ثانياً عوضاً عن قانصوه الألفي بحكم انتقاله مقدماً، ويذكر بفروسية وشكر لبعض أحكامه وأنه رفع الرسم من رأس نوبته وبردداره وأنه لا يأخذ على الأحكام إلا قدراً يسيراً وأكثر من التبرم من الدوادارية فصرف عنها بماميه وأعطى تقدمة مع تعزز واظهار برغبته في التخلي عن الامرة. شاذبك بشقن تقدم قريباً.
1105 - شاذبك الجكمي جكم من عوض. تنقل بعد أستاذه إلى أن اتصل بخدمة ططر، فلما تسلطن عمله خاصكياً ثم تأمر عشرة في أوائل الدولة الأشرفية وصار من رؤس النوب ثم من الطبلخاناه ثم رأس نوبة ثاني ثم ولي نيابة الرها ثم صرف على طبلخاناه بالقاهرة ثم قدمه الظاهر وصار أمير المحمل ثم ناب بحماة ثم وجه إلى القدس بطالاً ثم حبس بقلعة المرقب ثم أعيد إلى القدس فلم يلبث أن مرض وطال مرضه حتى مات في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وهو في عشر الستين تقريباً، وكان قصيراً جداً وعنده حدة وبعض خفة متوسط السيرة في فروسيته وأفعاله.
1106 - شاذبك الجلباني أتابك دمشق وصاحب المدرسة التي بالقنوات منها. مات في جمادى الثانية سنة سبع وثمانين؛ ودفن بمدرسته. أخبرني بذلك امامها.
1107 - شاذبك الصارمي إبراهيم بن المؤيد شيخ. صار بعد موت سيده من مماليك والده المؤيد ثم أخرج إلى البلاد الشامية وتأمر هناك وتنقل بالبذل حتى صار حاجب الحجاب بطرابلس ثم أتابك حلب ثم نائب غزة، ولم يلبث أن مات في ربيع الأول سنة سبع وستين، وقد قارب الستين.
1108 - شاذبك من صديق الاشرفي برسباي شاد العمائر السلطانية وأحد العشرات عوضاً عن بردبك المحمدي الطويل. ممن رقاه الأشرف قايتباي للامرة وغيرها، وسافر في التجاريد غير مرة.
1109 - شاذبك طاز الخاصكي أحد مماليك الأشرف اينال. مات بالطاعون في يوم الأحد منتصف ربيع الأول سنة أربع وستين وهو أول مطعون فيما قيل.
شاذبك فرفور. مضى قريباً.
1110 - شاذبك الفقيه. أمير الراكز بمكة والمستقر بعد بيبرس الطويل. مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين؛ واستقر بعده ازدمر قصبة.
1111 - شاذبك الفقيه. مات سنة أربع وستين فينظر إن لم يكن أحد من سلف.
1112 - شاذ بك دوادار قجماس نائب الشام. قتل في مصاففة بين عسكر الأشرف وعلى دولات بمكان يقال له الأندرين في صفر سنة تسع وثمانين.
1113 - شاذي الهندي عتيق السراج عبد اللطيف قاضي الحنابلة بمكة. مات بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين.
1114 - شارب بن عيسى ويسمى محمداً الصنعاني شيخها والمرجوع إليه فيها. ممن قدمه إمام صنعاء الناصر بن محمد، فلما مات الإمام وثب عامر بن طاهر عليها فملكها وأقام بها جماعة من أتباعه، وأسكن محمداً ولد الناصر فيها ثم عن له اخراجه إلى تعز ليأمن على البلد منه ومن أتباع أبيه واستشعر الولد بذلك فكتب لشارب وهو في الحصون ليأخذه عنده فبادر إلى المجيء لبابها القبلي فكسره، وأخذ الولد مظهراً أنه لا رغبة له في غير أخذه لعلمه بعجزه عنها ثم بدا له نهب بيت يحيى الكراز شيخ من أتباع عامر بل توجه فرجم قصرها فلم يكن بأسرع من خروج أتباع عامر منه عجزاً وغلبة وملكها شارب؛ واستقر بها الولد وبلغ ذلك عامراً فجاء ليستنقذها منه فخذل، وكان ذلك سبب قتله؛ ودفن هناك وأرسل أخوه علي يسأل في نقله إلى المعرانة فما أذعنوا لذلك محتجين بأنا نتبرك بقبره وكأنه للاستهزاء، ويقال إنه نقل، وشارب الآن سنة سبع وتسعين في قيد الحياة على شياخته وهو من عوام الزيدية.
1115 - شارع بن سرعان بن أحمد بن حسن بن عجلان الحسني المكي. مات بها في جمادى الآخرة سنة خمس وستين.
1116 - شار بن إبراهيم بن حسن بن عجلان الحسني. مات في ربيع الأول سنة ثمانين بصوب اليمن.
 
1117 - شاكر بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب علم الدين بن فخر الدين بن علم الدين المصري الأصل القاهري أحد الأعيان، وأكبر أشقائه الخمسة أمهم ابنة مجد الدين كاتب المماليك في الأيام الناصرية، ويعرف كسلفه بابن الجيعان. ولد في سنة تسعين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها وتدرب بأبيه وجده لأمه وغيرهما في الخدمة المباشرة وغيرها إلى أن مهر وبواسطة جده لأمه اشتهر في الدولة فإنه كان يباشر عنه إذا غاب واستقر بعد والده في كتابة الجيش ثم قرره المؤيد بسفارة الزيني عبد الباسط في عمالة المؤيدية واقتدى به في ذلك الاشرف برسباي وفي أيامه كان يتكلم عن الزين المشار إليه في الخزانة وغيرها ورقاه جداً ثم صارت الخزانة بعد اليهم مضافاً لما كان معهم من استيفاء ديوان الجيش، ولا زال في ارتقاء وعلو إلى أن صار مرجعاً في الدول وعرف بجودة الرأي وحسن التدبير ووفور العقل وقوة الجنان وعدم المهابة للملوك فمن دونهم من غير إخلال بالمداراة مع السكون والتواضع والبذل الخفي، وله مآثر وقرب منها الجامع الذي بالقرب من أرض الطبالة المعروفة الآن ببركة الرطلي وجامع بالخانقاه السرياقوسية وخطبة بمكان الآثار الشريف كانت نيته فيها صالحة وإن كان الوقت غير مفتقر إليها؛ وبر كثير للفقراء وأهل الحرمين بل وغالب من يقصده وقرب من المنسوبين للصلاح والاكثار من زيارتهم والتأدب معهم والمبادرة لمآربهم والحفظ لأهل البيوت والتوجع لمن يتأخر منهم واستجلاب من يفهم عنه نوع جفاء بالاحسان ومن محاسنه انه اضطر بالزحام للوقوف عند سبيل المؤيد بالشارع وشاعراً يقرأ على المتولي للسقي فيه وظهره للمارة قصيدة له يهجو فيها بعض الاقباط من غير تعيينه فسمع منها إلى أن زال الزحام ثم انصرف وأمر من معه بطلب الشاعر له إلى بيته فقال له من هذا التعس الذي وصفته بما سمعته فأعلمه به وذكر له السبب المقتضي لذلك فعذره وبالغ في تقبيح المهجو ثم قال أيمكنك أن تعطيني هذه القصيدة وتمحو مسودتها إن كانت وأصالحك عنه بكذا فأذعن أو معنى هذا، وليتني أعلم من يغار من الفقهاء لأبناء جنسه كهذا، وحج مراراً وفجع بجميع اخوته فصبر. قال فيه ابن تغري بردى وهم أي الاخوة أصحاب الحل والعقد في الدولة في الباطن وإن كان غيرهم في الظاهر فهم الاصل قال وبالجملة فهم أصلح أبناء جنسهم انتهى. وأنجب أولاداً أجلهم علماً وحلماً وتواضعاً ومحاسن الشرفي يحيى بل هو فريد في مجموعه ولم يزل على وجاهته حتى مات في ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين بمنزله ببركة الرطلي وصلى عليه من الغد برحبة مصلى باب النصر في مشهد حافل جداً مع غيبة العسكر ثم دفن بتربتهم جوار الاشرفية برسباي من الصحراء ورأيت له بعد مديدة مناماً يشهد بخير ثم آخر، وكان قد أجاز له باستدعاء مؤرخ بشعبان سنة ست وثمانمائة من أجل اختصاص عمه التاج عبد اللطيف ببعض المحدثين جماعة كثيرون منهم ابن صديق وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي والمجد اللغوي والصلاح الارموي والجمال الحنبلي فاستجيز لذلك رحمه الله وإيانا وعفا عنا.
1118 - شامان بن زهير بن سليمان السيد الحسيني خال صاحب مكة الجمالي محمد. مات خارجها بالغد في المحرم سنة ثلاث وثمانين وحمل إليها فدفن بها بعد أن عاث في جازان وأفسد فما كان بأسرع من قصمه، وكان مذكوراً بالتجاهر بالرفض كبني حسين. أرخه ابن فهد وسيأتي ابنه فارس.
1119 - شاه رخ القان معين الدين سلطان بن تيمور ملك الشرق وسلطان ما وراء النهر وخراسان وخوارزم وعراق العجم ومازندران ومملكة دلي من الهند وكرمان وأذربيجان. ذكره المقريزي في عقوده مطولاً.
1120 - شاهين الاشرفي أحد الحجاب؛ قتل في تجريدة البحيرة على يد العرب في سنة ثمان وستين.
 
1121 - شاهين الأفرم الظاهري برقوق ويعرف بشاهين كتك - بفتح الكاف وضم المثناة الفوقانية ومعناه أفرم. مات في الرملة عند توجههم إلى قتال نوروز في سنة سبع عشرة. قال شيخنا في انبائه؛ وكان مشهوراً بقلة الدين بل كان بعض الناس يتهمه في اسلامه؛ وذكر لي البرهان بن رفاعة شيئاً من ذلك ووصفه العيني بأدمان الخمر واللواط قال ولم يشتهر عنه خير ولا معروف مع كثرة أمواله انتهى؛ وذكر غيره أن الظاهر أنعم عليه بإمرة عشرة في سنة إحدى وثمانمائة بعد ركوب عليباي عليه لكونه قاتل عسكر عليباي أشد قتال بحيث أظهر من الفروسية والشجاعة ما هو غاية وإنما كان ذلك اتفاقاً وإلا فهو ممن لم يكن راكباً مع السلطان حينئذ ثم إنه لم يفخر بذلك بل ولا طلع في يومه القلعة فأعجب السلطان منه ذلك كله وأنعم عليه بما تقدم، ثم رقاه الناصر ابنه حتى صار أحد المقدمين ثم أمير سلاح ثم كان أحد من عين في الجالسين بين يدي الناصر لقتال شيخ ونوروز فلحق بهما وصار من حزبهما فلما قتل الناصر استقر به شيخ قبل سلطنته ثم بعدها على عادته في إمرة سلاح إلى أن مات برملة لد وهو راجع مع المؤيد بعد قتله لنوروز وهو في أوائل الكهولة قال هذا المترجم؛ وكان شجاعاً مقداماً عاقلاً سيوسياً هادئاً كريماً عارفاً بفنون الفروسية وركوب الخيل وأنواع الملاعب.
1122 - شاهين الايدكاري الناصري أحد أمراء حلب؛ وهو غير الذي قبله بل هو متأخر عنه جداً.
1123 - شاهين الجمالي ناظر الخاص يوسف بن كاتب جكم. ولد تقريباً في سنة ثمان وثلاثين، وقدم في سنة ثلاث وخمسين وقد بلغ ترقى إلى أن عمل شادية جدة سنين وحمدت مباشراته بالنسبة لغيره لعقله ورفقه وفهمه وعدم هرجه وسكونه مع اقباله على العلم وتطلعه للقراءة فيه بحيث قرأ على الزين قاسم بن قطلوبغا شرحه لختصر المنار في أصولهم والقدوري عليه وعلى الصلاح الطرابلسي وعلى النجم ابن قاضي عجلون الصرف والعربية وعلى البدر المارداني في الفرائض والحساب وعلى البدر بن خطيب الفخرية في العربية وعلى الفخر الديمي في البخاري والشفا غير مرة وغير ذلك في آخرين، وقد سمع علي ومني أشياء وندبه السلطان للوقوف على عمارته في البندقانيين والخشابين فشكر، وقد تزوج ابنة أستاذه بعد موت خير بك ثم فارقها مع كونها ولدت منه غير مرة وماتوا ثم تزوج حفيدته ابنة الكمالي ناظر الجيش ولكنه لم يدخل بها إلى الآن، واستقر به في مشيخة الخدام بالمدينة وفي أثناء ذلك رسم بتوجهه لنيابة جدة وأضاف لذلك في ثاني سنيها عمارة بالمسجد المكي كعلو بئر زمزم ورفرف المقام الحنفي ثم سقاية العباس، واجتهد بعد ذلك في إجراء عين حنين وتخلف عن توجهه للمدينة بمكة سنة خمس وتسعين لذلك وساعدته القدرة الالهية بالأمطار، وكان أمير الركب الأول في سنة ست وتسعين وتعب كثيراً بمن كان معه ثم عاد لمباشرة المشيخة وعمر المكتب والسبيل وغيرهما مما كان وهي من عمارة الملك، وهو كفؤ لكل ما يفوض إليه حسن النظر والتأمل، وله بالمدينة مآثر وقرب مع تجديد أماكن واحياء أخرى وانفاد أوقاته بالعبادة والتلاوة وسماع الحديث والمطالعة والتطلع إلى الترقي في الفضائل، وعنده من تصانيفي عدة مضافة لما حواه من كتب العلم، وبالجملة فهو نادرة في أبناء جنسه حسنة من حسنات الوقت ومحاضرته جيدة وأدبه كثير وعقله شهير وأهل طيبة مسرورون به.
1124 - شاهين الحسني الطواشي؛ تقدم في دولة الناصر؛ وحج بالناس وولي نظر البيبرسية وغيرها. ذكره العيني وأرخ وفات سنة خمس عشرة.
1125 - شاهين دست الاشرفي الجمدار. مات سنة سبع.
1126 - شاهين الدوادار الشيخي عمل دواداريته قبل سلطنته؛ وكان شاباً حسناً عاقلاً شجاعاً ميمون النقيبة مائلاً إلى العدل والخير يقال انه جدد جامع التوبة بدمشق. مات في رمضان سنة ثلاث عشرة حين توجهه إلى مصر بين الغرابي والصالحية وحمل فدفن بالصالحية، وحزن عليه أستاذه كثيراً. ذكره ابن خطيب الناصرية، وقال شيخنا انه كان من خيار الأمراء شجاعاً مقداماً، لكنه أرخ وفاته في شعبان بالصالحية ونسبه شجاعياً، وأظنه تحرف من الكاتب.
1127 - شاهين الرومي النوري الانبابي نائب كاتب السر. قرأ القرآن وجود الكتابة على البرهان الفرنوي ثم يس وتميز فيها، وكتب عدة مصاحف وغيرها وقدم بعضها للاشرف قايتباي.
 
1128 - شاهين الرومي الظاهري جقمق الطواشي ويعرف بشاهين غزالي. أصله من خدام فارس نائب قلعة دمشق فرآه جرباش المحمدي كرد الناصري في سنة ثلاث وأربعين بها حين توجهه ببعض التقاليد فأعجبه جمال صورته، وأعلم الظاهر جقمق بذلك فراسل بطلبه فأرسله له سيده مع تقدمة، وحينئذ أعتقه الظاهر وجعله خازناً ثم ساقياً إلى أن عمله الظاهر خشقدم رأس نوبة الجمدارية بعد عزل خجداشه خشقدم الاحمدي، ولما استقر الاشرف قايتباي خالطه منه بعد خوف في الباطن فلم يلبث أن مرض في ربيع الآخر ثم مات في ليلة ثامن إحدى الجمادين سنة ثلاث وسبعين، ودفن من الغد، وحضر السلطان الصلاة عليه بالمؤمني وقد قارب الخمسين، وكان من أحسن أبناء جنسه وجهاً وأطولهم قداً وأحسنهم لفظاً وأفصحهم لساناً وأحلاهم مذاكرة وأكثرهم أدباً بل هو نادرتهم في مجموع محاسنه رحمه الله وعفا عنه.
1129 - شاهين الرومي المزي عتيق التقي أبي بكر المزي. قال شيخنا في أنبائه كان عارفاً بالتجارة على طريقة سيده في محبة أهل الخير ووصاه على أولاده فرباهم ثم مات بالقولنج في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وهم صغار فأحيط بموجوده فيسر الله القيام في أمرهم مع السلطان حتى استقر الذي لهم في ذمته بل ظهر له أخ شقيق فلما أثبت نسبه قبض ما بقي من تركة أخيه بعد مصالحة ناظر الخاص.
1130 - شاهين الزردكاش. كان أحد المقدمين بالقاهرة ثم صار حاجب حجاب دمشق ثم نائب حماة ثم طرابلس إلى أن عزله ططر عنها ودام بها بطالاً إلى أن مات في حدود الأربعين وورثه الشهاب أحمد بن علي بن اينال لكونه مولى لأبيه أو جده.
1131 - شاهين الزيني عبد الباسط.
1132 - شاهين نزيل الباسطية وأظنه مملوك واقفها. كان خيراً يتفقه ويجيد الخط ويتدين. مات في رمضان سنة خمس أو ست وتسعين.
1133 - شاهين الزيني يحيى الاستادار ويعرف بالفقيه. كان دواداراً رابعاً عند الأشرف قايتباي بعد أن كان خصيصاً عند مولاه، وكان خيراً بالنسبة لأبناء جنسه محباً في العلماء والصلحاء وربما اشتغل. مات في رجب سنة تسع وسبعين.
1134 - شاهين السعدي الطواشي اللالا. خدم الاشرف فمن بعده وتقدم في دولة الناصر، وولي نظر البيبرسية وغيرها. مات في سنة ثمان. أرخه شيخنا وأظنه شاهين الحسنى الماضي قريباً وأحد التاريخين غلط.
شاهين الشجاعي. مضى في شاهين الدوادار.
1135 - شاهين الشجاعي. ولي نيابة القدس ودواداري السلطان بدمشق. مات في تاسع عشر ذي القعدة سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن اللبودي.
1136 - شاهين الشجاعي، ولي حجوبية دمشق، وحج بالركب الشامي وولي نيابة القلعة بدمشق. مات بها في شوال سنة أربع وأربعين؛ أرخه ابن اللبودي أيضاً.
1137 - شاهين الشيخي شيخ الصفوي والد خليل الماضي أبي عبد الباسط الآتي. تنقل بعد أستاذه في عدة خدم إلى أن ولي نظر القدس ونيابته ثم صرف عنه وأقام بالقاهرة بطالاً يتردد لخدمة أزبك الدوادار كأمير شكار له ولعله كان في خدمته، وكان شيخاً طوالاً يجيد لعب الطير من الجوارح. مات.
شاهين الشيخي. في شاهين الدوادار.
1138 - شاهين الطوغاني طوغان الحسني. كان من دوادارية الناصر فرج ثم اتصل بخدمة الظاهر جقمق قبل سلطنته فلما استقر عمله أحد الدوادارية الصغار ثم ولاه نيابة قلعة حلب ثم عزله وولاه بعد مدة نيابة قلعة دمشق إلى أن مات بها في جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين واحتيط على موجوده، وكان فيما قيل أحمق بخيلاً جباناً.
 
1139 - شاهين العلائي قطلوبغا الكركي والد الجمال يوسف سبط شيخنا. أقرأه سيده القرآن وصلى به؛ ثم صار من مماليك الناصر ثم من خاصكيته فلما سافر لقتال شيخ وكان صحبته أسره جماعة المؤيد ونقله حتى ولاه الدوادارية الصغرى وساق البريد وحج وصار أحد العشراوات بالقاهرة وساق المحمل فلما تسلطن الظاهر ططر أخرج الأمرية عنه وصيره طرخاناً إلى أن أنعم عليه الأشرف بخمس امرة عشرة بدون خدمة ثم ألزمه الظاهر بالخدمة ثم أخرج أقطاعه وأمر بنفيه لدمشق ورسم له بدراهم يأخذها كل يوم من أستادارها وأنعم عليه في غضون ذلك بفرس وقماش وكذا قدم على الأشرف اينال وأنعم عليه بذلك وباقطاع امرة عشرة، واستمر حتى مات بدمشق في ذي القعدة سنة ستين ودفن بمقبرة باب الفراديس بالقرب من قبة الناصر فرج وكان قد صاهر شيخنا على أكبر بناته وولدت له عدة أولاد تأخر منهم الجمال المذكور، وقد ترجمه بأبسط من هذا وقال انه كتب بخطه الشفا والموطأ وغيرها وخس بالورق فلم ينتفع بها وانه كان في خلقه شدة وزعارة انتهى. واتفق أن المحب بن الأشقر لحظ إليه وهما في مجلس صهرهما وقد توفيت تحت المحب ابنة لشيخنا ثم ثانية فقال له صاحب الترجمة مالك ترمقني أتريد أخذ الثالثة وإقبارها فضحك الجماعة. شاهين غزالي. في شاهين الرومي.
1140 - شاهين الفارسي، ممن أنشأه المؤيد إلى أن صيره أحد المقدمين ثم قبض عليه ططر في أيام نظاميته وحبسه باسكندرية في المحرم سنة أربع وعشرين، وكان من الفرسان ظناً. شاهين الفقيه. في شاهين الزيني يحيى.
1141 - شاهين قصقا ومعناه القصير. كان من الخاصكية فنقله الناصر شيئاً بعد شيء حتى صار أحد المقدمين؛ ومات عن قرب في ذي القعدة سنة عشر ودفن في حوش الظاهر. ذكره شيخنا في إنبائه وكذا العيني وقال انه ما اشتهر بخير. شاهين كنك في شاهين الافرم 1142 - شاهين الكمالي بن البارزي مملوكه وخازنداره. مات بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين.
1143 - شاهين المنصوري شيخ الخدام بالمدينة النبوية ويلقب فارس الدين، سمع على ابن الجزري الشفا وانتهى في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين بالروضة بل قرأه هو على طاهر بن جلال الخجندي؛ ورأيت فيمن سمع على الزين المراغي سنة خمس عشرة شاهين المنصوري ووصفه بشيخ الخدام والظاهر انه هذا.
1144 - شاهين نائب الكرك أحد من شهر بالشجاعة والفروسية، مات في سنة ست وعشرين. أرخه العيني.
 
1145 - شاه رخ بن تيمور الطاغية معين الدين صاحب هراة وسمرقند وبخارى وشيراز وما والاها من بلاد العجم وغيرها، بل ملك الشرق على الاطلاق والماضي أبوه. ملكها بعد ابن أخيه خليل بن أميران شاه وحمدت سيرته وقدم رسله لمصر غير مرة؛ وراسله ملوكها، ثم وقع بينه وبين الأشرف برسباي استيحاش لكونه طلب كسوة البيت وفاءً لنذره فأبى الأشرف وخشن له في الرد وتردد للرسل بينهما مراراً ثم أرسل إليه جماعة زعم أنهم أشراف وعلى يدهم خلعة له فاشتد غضبه من ذلك ثم جلس بالاسطبل السلطاني واستدعى بهم ثم أمر بالخلعة فمزقت وضربهم بحيث أشرف عظيمهم على الهلاك ثم ألقوا منكسين في فسقية ماء بالاسطبل والاوجاقية ممسكة بأرجلهم يغمسونهم بالماء حتى أشرفوا على الهلاك والسلطان مع ذلك يسب مرسلهم جهاراً ويحط من قدره مع مزيد تغير لونه لشدة حنقه، ثم قال لهم وقد جيء بهم إلى بين يديه بعد ذلك قولوا لشاه رخ الكلام الكثير لا يصلح إلا من النساء وكلام الرجال لا سيما الملوك إنما هو فعل وها أنا قد أبدعت فيكم كسراً لحرمته فإن كان له مادة وقوة فليتقدم وكتب له بذلك وأزيد فتزايد رعبه وسكت عن مطلوبه مدة حياة الأشرف، ولما استقر الظاهر أرسل إليه بهدايا وتحف وأظهر السرور بسلطنته وأنه دقت لذلك البشائر بهراة زينت أياماً فأكرم الظاهر قصاده وأنعم عليهم ثم بعث إليه في الرسلية ششك بغا دوادار السلطان بدمشق فتوجه إليه وعاد بأجوبة مرضية، ثم أرسل في سنة ست وأربعين يستأذن في وفاء نذره فأذن له حسماً لمادة الشر ودفعاً لحصول الضرر بالمنع فصعب على الأمراء والأعيان فلم يلتفت السلطان لكلامهم، وقد تكرر مجيء قاصده بها في رمضان سنة ثمان وأربعين في نحو مائة نفس منهم قاضي الملك وهو مشهور بالعلم ببلادهم إلى غيرهم من الأتباع وتلقاهم الأمراء والقضاة والمباشرون وسلم عليه شيخنا وأنزلوا وأكرموا، ثم صعدوا إليه بالكسوة وهدية فأمر أن يأخذها ناظر الكسوة بالقاهرة ويبعثها لتلبس من داخل البيت وانصرفوا فلما وصلوا لباب القلعة أخذهم الرجم من العامة والسب واللعن، بل جاءوا ومعهم من المماليك السلطانية الذين بالأطباق نحو ثلثمائة نفس سوى من انضم إليهم من الغلمان والغوغاء إلى المحمل النازلين به فنهبوا ما فيه مما يفوق الوصف كما حكيناه في حوادثها؛ ويقال أنها ما كانت تساوي ألف دينار مع سماعي من أهل تلك النواحي المبالغة في شأنها بل تحدث به بعض بني شيبة فالله أعلم. وتألم السلطان لهم وأمسك بعض من نسب له ذلك، وقطعت أيدي جماعة وضرب جماعة إلى غير هذا مما فيه تلافي خاطرهم بل ضم إليهم المبالغة بالاكرام والبذل ومع ذلك تحرك صاحب الترجمة للبلاد الشامية فلما وصل لنواحي السلطانية أهلكه الله؛ وذلك في سنة إحدى وخمسين وكفى الله المؤمنين القتال. وكان ضخماً وافر الحرمة نافذ الكلمة نحواً من أبيه مع عفة وعدل في الجملة وتلفت لكتب العلم وأهله بحيث ورد كتابه في سنة ثلاث وثلاثين بترغيب ابن الجزري له على الأشرف برسباي يستدعي منه هدايا، ومن جملتها كتب في العلم منها فتح الباري لشيخنا فجهز له منه إذ ذاك ثلاث مجلدات ثم أعاد طلبه في سنة تسع وثلاثين فجهز له منه أيضاً قطعة أخرى ثم في زمن الظاهر جهزت له نسخة كاملة، وبالجملة فكان عدلاً ديناً خيراً فقيهاً متواضعاً محبباً في رعيته محباً لأهل العلم والصلاح مكرماً لهم قاضياً لحوائجهم لا يضع المال إلا في حقه ولذا يوصف بالامساك متضعفاً في بدنه يعتريه الفالج كثيراً محباً في السماع ذا حظ منه، بل كان يعرف الضرب بالعود بحيث كان ينادمه الاستاذ عبد القادر ابن الحاج غبى ويختص به، كل ذلك مع حظ من العبادة والأوراد ومحافظته على الطهارة الكاملة وجلوسه مستقبل القبلة والمصحف بين يديه.
شاه سوار بن سليمان بن ناصر الدين بك بن دلغادر. مضى في سوار.
1146 - شتوان بن بيدر المليكشي. مات سنة أربع وثلاثين.
1147 - شحاتة بن فرج الأحمر مولى بني عباس شيوخ فيشا. مات سنة اثنتين وتسعين تقريباً وقد جاز السبعين. شرباش. في جرباش بالجيم.
1148 - شربش بن عبد الله بن علي بن جسار بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري. مات في جمادى الثانية سنة ستين خارج مكة وحمل فدفن بمعلاتها، أرخه ابن فهد، وهو بمعجمتين وفتحات ثلاث.
 
1149 - شرعان بن أحمد بن حسن بن عجلان الشريف الحسني الماضي ولده شارع؛ مات بمكة في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين، أرخه ابن فهد.
1150 - شرف بن أميرا السرائي ثم المارديني الكاتب ويلقب شرف الدين. كان مجيداً للكتابة في طريقتي ياقوت وابن البواب بحيث فاق وطلبه تمرلنك من صاحب ماردين لذلك وألح فيه فامتنع من الطلوع إليه وأخفى نفسه كراهة من قربه ثم بعد أن توجه تمرلنك إلى بلاده خرج من ماردين إلى حصن كيفا فسكنها وانتفع به أهلها في الكتابة، وقدم حلب في توجهه للحج سنة تسع وعشرين فأقام بها مدة وكتب بعض الناس بها؛ وكذا أقام بدمشق وكتب عليه أهلها، وكان شيخاً ساكناً ديناً وهو حي في سنة أربع وثلاثين، ذكره ابن خطيب الناصرية، وقال لي المحب بن الشحنة إنه كتب عليه وليس ببعيد؛ وكذا قال لي التاج بن عرب شاه انه كتب عنده وانه كتب على عبد الجبار؛ وعمر كعمر شيخه زيادة على المائة، ويتأيد من قال انه ولد بدمشق سنة تسع وأربعين وانه متع بحواسه كلها واستمر بكتب بدون مرآة حتى مات بدمشق في المدرسة النورية في ثاني عشر رجب سنة إحدى وخمسين، وأورده شيخنا في سنة إحدى وثلاثين من إنبائه وقال إنه قرأ ترجمته في تاريخ ابن خطيب الناصرية. قلت وليست وفاته في النسخة التي رأيتها بل الذي رأيته ان كان حياً سنة أربع وثلاثين.
1151 - شرف بن عبد العزيز بن قاسم شرف الدين المدني المالكي. أحد الفراشين بالمدينة وأخو أبي الفرج محمد الآتي ويعرف كل منهما بابن قاسم. ممن سمع مني بالمدينة.
1152 - شرف بن عبد الله بن محمود الشيرازي القاضي الشيفكي الشافعي، ممن قدم زبيد وتصدى فيها لاقراء الاصلين وأخذهما عنه الفضلاء كابراهيم بن جعمان، وكان شرف يعظمه في الصلاح والعلم وحصلوا له كتباً جليلة وأقبل عليه علي بن طاهر ثم رجع إلى بلاده، وهو الآن في الاحياء.
1153 - شرف القواس. أديب شاعر ناظم ناثر أفرد من نظمه القاضي سري الدين عبد الظاهر بن الذهبي ديواناً ومنه قوله:

فوض إلى اللّه أمراً أنت قاصده

 

واعلم بأن سمين المكر مهزول

والبغي سوف يعاني قتل صاحبه

 

وحاكم الغدر بالتفويض معزول

مات بدمشق في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين عفا الله عنه.
1154 - شرف الملك الحسني؛ باشر نقابة الاشراف بدمشق، وبها مات في ربيع الآخر سنة خمسين.
1155 - شريف كرغيف السكندري. شيخ قيل انه ابن مائة وثلاثين سنة؛ أخذ عنه الزين الخافي، وذكر أنه أخذ عن أبي الحسن علي الحطاب، وكان ابن مائة وست وثلاثين سنة وهو عن أبي عبد الله محمد الصقلي، وكان ابن ثلثمائة وستين، وهو عن المعمر الذي عاش ثلاثمائة وستين سنة وهو عن سيد الخلق؛ وهذا سند باطل جزماً، وسيأتي نحوه في محمد بن محمد بن علي الزين الخافي.
شريف بالتصغير الفيومي الوكيل أخو العز عبد العزيز. اسمه شرف الدين محمد ابن سيأتي. شعبان بن داود الآثاري. في ابن محمد بن داود.
1156 - شعبان بن حسن بن كبة ابن أخت علي بن صدقة من أهل اسكندرية وتجارها. رأيته بمكة في سنة ثمان وتسعين.
1157 - شعبان بن عبد الله بن محمد الدمنهوري الشافعي ويعرف بابن مسعود. حفظ القرآن والمنهاج ظناً لأنه كان يكثر النقل منه، واشتغل في الفقه وغيره وقرأ في القراءات على الزين جعفر السنهوري وصحب بلديه الشيخ محمد البلقطري وتزوج بعده بابنته، وحج وتصدى للتسليك والتربية، وعظم النفع به في تلك الناحية لمزيد اعتقادهم فيه مع خير كثير واقتفاء للسنة واعتناء بالترغيب للمنذري وإكثاره للنقل منه ومما يشبهه، وحصل نسخة من القول البديع تصنيفي ومع مداومة للتلاوة بحيث بلغني أنه ليلة موته قرأ ختمة والثناء عليه كثير. مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين وقد جاز الستين وحصل التأسف من أهل تلك النواحي كثيراً عليه رحمه الله وإيانا.
1158 - شعبان بن علي بن إبراهيم شرف الدين المصري الحنفي. سمع من أصحاب الفخر، وكان بصيراً بمذهبه ودرس في العربية وحصل له خلل في عقله ومع ذلك فيدرس ويتكلم في العلم، مات في شوال سنة ثلاث. أرخه شيخنا في إنبائه.
1159 - شعبان بن علي بن أحمد المغربي الزواوي الأصل القاهري القباني، ويعرف بالزواوي؛ ولد سنة عشرين وثمانمائة تقريباً بالجودرية وكان كل من أبيه وأخيه يتعانى وضع القبان فنشأ كهما ولكنه تميز بحيث وضع بضعة عشر قباناً ألفياً وصار شيخ الجماعة والمشار إليه بينهم عند الاختلاف، وسمعت غير واحد ممن يقول إنه كان فريداً في صناعته؛ وحج غير مرة وسافر مرة لاصلاح قبابين الوجه البحري وكان أخوه محمد إذ ذاك معلماً فعز ذلك عليه ورافع فيه بحيث أحضر في الحديد، وكان ابتداء سعده فإنه استقر حينئذ وصرف أخوه وذلك قريب الخمسين واستمر حتى مات في مستهل سنة خمس وتسعين عفا الله عنه.
1160 - شعبان بن علي بن جميل البعلي القطان والده العطار هو. سمع في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة من عبد الرحمن بن الزعبوب ومحمد بن عثمان الجردي ومحمد بن علي بن اليونانية ومحمد بن علي بن يحيى بن حمود والصدر محمد بن محمد بن زيد المائة المنتقاة لابن تيمية من البخاري قالوا أنا الحجار به، وحدث به سمع منه ابن موسى والأبي قبل العشرين.
1161 - شعبان بن محمد بن جميل - بالفتح - بن محمد بن محاسن بن عبد المحسن ابن علي بن يحيى الصالحي الحنبلي ويعرف بابن جميل، وأظنه ابن عم الذي قبله. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وسمع على النجم أحمد بن إسماعيل ابن الكشك السيرة النبوية لابن هشام قال أنابها عبد القادر بن الملوك وحدث سمع منه الفضلاء، مات سنة إحدى وأربعين. أرخه ابن اللبودي.
 
1162 - شعبان بن محمد بن داود زين الدين الموصلي الأصل المصري الشاعر ويعرف بالآثاري ومحمد في نسبه مختلف فيه وأشار لذلك شيخنا في إنبائه فإنه قال ثم زعم أن اسم أبيه محمد بن داود ويقال إن داود ممن تشرف بالاسلام فأحب أن يبعد عنه ثم صار يكتب الآثاري نسبة إلى الآثار النبوية لكونه أقام بمكانها مدة، ولد في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وستين وسبعمائة بمصر واشتغل في مبدأ أمره بالكتابة عند أبي علي الزفتاوي حتى تمهر في المنسوب وصار رأس من كتب عليه وأجازه فصار يكتب الناس ثم اتفق أنه شرب البلادر وهو كبير فحصل له نشاف وأقام مدة عارياً من الثياب بل كان في الشتاء مكشوف الرأس ثم أفاق منه قليلاً ولزم الاشتغال عند الغماري والبدر الطنبذي وغيرهما وحفظ عدة مختصرات في أيام يسيرة ثم تعانى النظم نظماً سافلاً ثم لا زال يستكثر منه حتى انصقل قليلاً ونظم نظماً متوسطاً وأقبل على ثلب الاعراض وتمزيقها بالهجو المقذع وتعلق على توقيع الحكم فقرر به ثم عمل نقيب الحكم بمصر ثم استقر في حسبتها بمال وعد به في ثاني عشر شعبان سنة تسع وتسعين عوضاً عن نور الدين علي بن عبد الوارث البكري بعد أن كان يوقع بين يديه فلم ينهض بما وعد به فعزل في شعبان من التي تليها بالشمس الشاذلي؛ ثم أعيد ثم عزل به، ونودي عليه فادعى عليه جماعة بقوادح فأهين إهانة بالغة ففر إلى الحجاز في سنة سبع وثمانمائة ثم دخل اليمن ومدح ملكها فأعجبه وأثابه؛ وكذا مدح أعيانها وتقرب منهم ثم انقلب يهجوهم كعادته، وأثار بها شراً اقتضى نفيه إلى الهند بأمر الناصر بن الأشرف فأقام به سنين وأكرم ثم عاد إلى طبعه فأخرج بعد أن استفاد مالاً أصيب بعضه وعاد إلى اليمن فلم يتغير عما عهد منه فأخرج منها بعد يسير فتوجه إلى مكة فجاور بها وقطنها نحو عشر سنين أيضاً وجرت له أمور غير طائلة ونصب نفسه غرضاً للذم وتزوج جارية من جواري الأشراف يقال لها خود اتخذها ذريعة لما يريده من الذم والمجون وغير ذلك فصار ينسب نفسه إلى القيادة والرضى بذلك لعشقه فيها إلى غير ذلك، وهو في كل هذا يتغالى في الهجاء ويتطور ويتمضغ بالأعراض، ثم دخل الشام في سنة عشرين ثم القاهرة في التي تليها بعد غيبته عنها دهراً فأكرمه جماعة من الأيمان كالزيني عبد الباسط وكذا وقف كتبه وتصانيفه بمدرسته ومدح كاتب السر وغيره ثم رجع إلى دمشق فاستوطنها وتكرر دخوله منها إلى القاهرة مرة بعد أخرى فكانت منيته ثاني يوم قدومه وذلك سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين. ذكره شيخنا في معجمه وقال انه أجاز لابنه محمد وكتب بخطه أن تصانيفه الأدبية تزيد على الثلاثين غالبها منظومات ومنها مما حدث به في مكة منظومته في العربية وغيرها ورأيت له قصيدة نونية هنأ شيخنا فيها برمضان كتب بخطه في طرتها: تهنئة شعبان برمضان، أوردتها في الجواهر، وقال في إنبائه انه مدحه بقصيدة تائية وكأنها المشار إليها في معجمه بقوله ومدحني بقصيدة طويلة، قال وسمعت من نظمه أشياء علقتها في التذكرة ووصف هو شيخنا بقوله سيدنا وشيخنا وبركتنا. ومن نظمه:

ربي لك الحمد كما جدت لي

 

بنـعـمةٍ دائمةٍ وافـــيه

قد كان ارى نائمـاً وحـده

 

فصار في خير وفي عافيه

وكتب بخطه أنه اشترى عبداً فسماه خير وجارية فسماها عافية وكتب تحت البيتين الأسرار عند الأحرار. قال شيخنا بعد ذكر أكثر ما تقدم في الانباء وكان فيه تناقض فإنه يتماجن إلى أن يصير أضحوكة ويتعاظم إلى أن يظن أنه في غاية التصون مع شدة الاعجاب بنظمه لا يظن أن أحداً يقدر على نظيره مع أنه ليس بالفائق بل ولا جميعه من المتوسط بل أكثره سفساف كثير الحشو عرى عن البديع ولما قدم القاهرة سنة عشرين هجا البهاء بن البرجي الذي كان يتولى الحسبة قديماً وكأنه أشار إلى قوله عند ميل منار المويدية لكونه كان ناظر العمارة:

عتبنا على مـيل الـمـنـار زويلة

 

وقلنا تركت الناس بالميل في هرج

فقالت قريني برج نحسٍ أمالـنـي

 

فلا بارك الرحمن في ذلك البرج


قال ثم صادف أن ولي الهروي القضاء فهجاه ومدح الجلال البلقيني وكأنه بما شاء ذكره فأثابه ولعله أيضاً هجا البلقيني؛ ثم توجه إلى دمشق فقطنها إلى أن قدم القاهرة سنة سبع وعشرين، ومدحني بقصيدة تائية مطولة ولا أشك أنه هجاني كغيري، وقال وخلف تركة جيدة قيل بلغت ما قيمته خمسة آلاف دينار مع أنه كان مقتراً على نفسه فاستولى عليها شخص ادعى أنه أخوه وأعانه على ذلك بعض أهل الدولة وتقاسما المال. ومن نظمه وقد ركب معه بعض الرؤساء البحر:

ولما رأينا السفن تحمل عالمـاً

 

عطاياه للعافين ليس لها حصر

عجبت لها إذ تحمل البحر والذي

 

عهدناه أن السفن يحملها البحر

ومنه قوله لما أعيد الجلال البلقيني عقب عزل الهروي وزينت القاهرة لذلك وللمؤيد وعلق الترجمان في الزينة حماراً حياً:

أقام الترجمان لسـان حـال

 

عن الدنيا يقول لنا جهـارا

زمان فيه قد وضعوا جلالا

 

عن العليا وقد رفعوا حمارا

ورأيت من أرخ مولده سنة تسع وخمسين وسمى ألفيته في النحو كفاية الغلام في إعراب الكلام قرظها له البلقيني وعمل أرجوزة في النحو أيضاً سماها الحلاوة السكرية وأخرى سماها عنان العربية وأخرى في العروض سماها الوجه الجميل في علم الخليل وأخرى في علم الكتابة ولسان العرب في علوم الأدب وديوان في النبويات سماه المنهل العذب وكتاباً سماه الرد على من تجاوز الحد وشرح الألفية في ثلاث مجلدات؛ ولكنه لم يكمل. قال ابن قاضي شهبة: وكان ممن يتقي لسانه ويخاف شره؛ وهو عند ابن فهد في ذيله لتاريخ مكة، وقال المقريزي في عقوده انه لم يكن مرضي الطريقة ولا رضي الاخلاق يرميه معارفه بقبائح عفا الله عنه وإيانا.
1163 - شعبان بن محمد بن عوض بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز بن محمد ناصر الدين أبو البركات بن الشمس السكندري المالكي القادري سبط الانصاري الآتي أبوه ويعرف بابن جنيبات - بجيم ونون بعدها تحتانية ثم موحدة وآخره فوقانية مصغر. ولد في شعبان سنة ست وثمانمائة باسكندرية؛ ونشأ بها فقرأ القرآن وحفظ الرسالة وقطعة من المختصر كلاهما في المذهب وألفية ابن مالك والسراجية والرحبية في الفرائض ونحو الثلثين من ناظر العين في المنطق وغير ذلك، وعرض على جماعة وجود القرآن عند أبي بكر بن محمد بن خلف المقري عرف بالفقيه زريق والشهاب السكندري القلقيلي وابن عياش وغيرهم وأخذ الفقه عن سعيد الهندي وعبد الرحمن الحصيني والزين عبادة وأبي القسم النويري وغيرهم وسمع علي الكمال بن خير ثم شيخنا في آخرين، وحج في سنة خمس وعشرين وبعدها دخل القاهرة غير مرة وناب في القضاء ببلده وتصدر في بعض مدارسها ثم استقل بقضائها وقتاً، وناله بعض المكروه بسبب ذلك وتقدم في الصناعة مع ذكاء وفضل ومشاركة في العربية وغيرها، وبراعة في الفرائض وذوق في فن الأدب وحسن عشرة وتواضع وقد لقيته ببلده وغيرها وكتبت عنه قصيدة له أولها:

رعى اللّه أوقاتاً سقى وردها السمعا

 

حديثاً سمعناه فيا طيبه سـمـعـا

وقوله:

مسائل قد خصت بحكم قضاتنا

 

ولاء ومل للـيتـيم وغـيب

وحد قصاص ثم رشد وضده

 

كذا نسب ايصا وحبس معقب

مات ببلده في ذي الحجة سنة سبع وسبعين ودفن بتربته المنفذة لجامع صفوان رحمه الله وإيانا 1164 - شعبان بن محمد بن كيكلدي الأمير شهاب الدين الحلبي. ولد في سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وكان إنساناً حسناً خيراً ذا عصبية ومكارم ومحبة للفقراء والصلحاء والعلماء، سمع الحديث على البرهان الحلبي وغيره، وصار يستحضر الكثير من التاريخ وأيام الناس ويذاكر به. مات بحلب بعد أن مرض ثمانية أيام بجامعها الكبير تقدم الناس شيخه البرهان، ودفن على قارعة الطريق خارج باب الفرج بوصية منه في ذلك كله؛ وكانت جنازته مشهودة وكتب على لوح قبره قول الأديب الشمس محمد الدمشقي المزين:

بقارعة الطريق جعلت قبـري

 

لأحظى بالترحم مـن صـديق

فيا مولى الموالي أنـت أولـى

 

برحمة من يموت على الطريق

ذكره ابن خطيب الناصرية، وكان صديقه.
1165 - شعبان بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد المكثر الزين أبو الطيب وأبو المناقب ويسمى أحمد ولكنه بشعبان أكثر بل لا يكاد يعرف بغيره ابن تقي الدين بن ولي الدين بن قطب الدين الكناني العسقلاني الأصل المصري المولد القاهري الشافعي ويعرف كسلفه بابن حجر؛ وهو حفيد عم شيخنا يجتمع معه في محمد الثالث. ولد في شعبان سنة ثمانين وسبعمائة بمصر، ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة وعرضهما على ابن الملقن وغيره، وسمعه قريبه ويقال انه كان وصيه على خلق من شيوخ القاهرة كالعراقي والهيثمي وابن الملقن والابناسي والتنوخي وابن أبي المجد وابن الشيخة والمطرز والفخر القاياتي والصدر الابشيطي وناصر الدين بن الفرات والحلاوي والسويداوي والنجم البالسي والشرف بن جماعة وولده العز والتاج الصردي وأبي عبد الله محمد ابن أحمد بن خواجا الحموي ومحمد بن يوسف بن عبد الدائم الزواوي والشمس محمد بن يوسف الحكار والفرسيسي ومريم ابنة الاذرعي وخلق؛ وارتحل به إلى اسكندرية فأسمعه أيضاً على التاجين ابن موسى وابن الخراط وناصر الدين بن الموفق والشمس بن الهزبر وطائفة ثم استصحبه إلى الشام أيضاً فسمع معه بسرياقوس وقطيا وغزة ونابلس والرملة وبيت المقدس والخليل ودمشق والصالحية وغيرها على جميع شيوخه ما سمعه عليهم حسبما أخبرني به بعض أصحابنا وأنه سمعه من شيخنا ولكنني لم أسمع ذلك منه ولا يبعدنا فإنني لم أر طبقة بشيء مما قرىء هناك إلا واسمه فيها وكذا أجاز له غالب من أجاز لشيخنا أو جميعهم أيضاً منهم أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وهو مكثر سماعاً وشيوخاً، وكان شيخنا قد رام استعماله في كتابة الأجزاء فكتب له بعضها ثم ترك، وحج وزار المدينة النبوية ووصل في خدمة قريبه أيضاً في سنة ست وثلاثين إلى حلب فما دونها ولازم خدمته ونزله في صوفية البيبرسية وفي غيرها وكان يحضر عنده في مجالسه القديمة ولم يزل في رفده وتحت ظله حتى مات فقام بأمره ولده وقرر له ما يكفيه ويقال إن ذلك كان بوصية من والده له؛ وكف بصره وحصل له توعك انقطع بسببه وقتاً وأدى إلى ثقل لسانه ثم تزايد تعلله وضعف حركته لكن مع صحة السمع وثبوت العقل وعسى أن يكفر عنه بجميع ذلك ما لعله اقترفه على نفسه قبل؛ وبالجملة فما عرفته إلا بعد أن تاب وأناب ولزم الاستقامة وقد حدث بالكثير من الكتب أخذ عنه القدماء وقرأت عليه جملة من الكتب المطولة والاجزاء والمشيخات، وكان شيخنا يقول لي لا تقرأ علي إلا ما انفردت به عنه فما انشرح خاطري لذلك مع وجوده نعم قد أكثرت عنه بعد موته، وكان صبوراً على التحديث قل أن يمل أو يتضجر وربما جر ذلك إليه بعض البر مع شرف النفس والقناعة. مات في ليلة الأحد عاشر رمضان سنة تسع وخمسين وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم ودفن بتربة القرا سنقرية رحمه الله وإيانا.
1166 - شعبان ابن شيخ الخانقاه البكتمرية. وسط في جمادى الآخرة سنة اثنتين لكونه خدع امرأة فخنقها في تربة وأخذ سلبها وكانت له قيمة وظهر أمره بعد أن أخذ أبوه وحبس بالخزانة فلما قبض على ولده ضرب فاعترف فقتل بعد أن سمر ثم وسط. قاله شيخنا في حوادث إنبائه.
1167 - شعبان أبو رجب عامي خير مديم للجماعات خصوصاً في الصبح بالمنكوتمرية ولا ينفك في مجيئه له عن قنديل يستضيء منه أهلها. مات سنة ست وخمسين رحمه الله.
1168 - شعبان صهر البدر بن الحلاوي والد زوجته أم ولده أبي بكر وغيره وبواب دار الضرب؛ مات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وهو متوجه لمكة قبل الاحرام بيوم واستقر بعده في دار الضرب صهرد.
 
1169 - شعيب بن حسن الجابي الخاص أبوه والاطروش جداً. كان فقيراً مقلاً إلى الغاية ممن خدم المظفر الامشاطي وتدرب به في صناعة التجليد وصار يعمل بيوت الأمشاط فترقع حاله وتوصل إلى العز الحنبلي وصار يتكلم في الأوقاف الجارية تحت نظره للحرمين وغيرها فنتج وارتقى إلى التكلم في أوقاف الحنفية أيام الشمس الأمشاطي بسفارة أخيه المشار إليه لكونه خال زوجته واستمر وكبر عمامته بحيث طرش وسافر يحمل الجهتين للحرمين غير مرة إلى أن استكثر عليه الشمس بن المغربي الغري ما هو فيه فوثب عليه، وكان بينهما ما لا خير في شرحه وآل أمره إلى أن أزيل من الجهتين ثم عاد لأوقاف الحنفية خاصة عند ابن الاخميمي ويزعم أنه غير مستريح، وبلغني إن والده كان من خيار أهل حرفته.
1170 - شعيب بن عبد الله. أحد من كان يعتقد في القاهرة من المجاذيب. مات في رجب سنة إحدى عشرة؛ وكان يسكن حارة الروم. قاله شيخنا في إنبائه وكان يعرف بالحريفيش حكى لنا الجلال القمصي وغيره من كراماته، وأسلفت في الصدر سليمان بن عبد الناصر الابشيطي بعضها.
1171 - شفارة المعلم الجرائحي، مات سنة خمس وخمسين.
1172 - شفيع بن علي بن مبارك بن رميثة الشريف الحسني المكي. مات بها في المحرم سنة تسع وخمسين. أرخه ابن فهد.
1173 - شقرون الجبلي المغربي. كان صالحاً زاهداً. مات تقريباً سنة ستين. ومن نظمه:

شربت عتيقاً فاسـتـنـار بـسـره

 

فؤادي وأهدى نشره لجـوارحـي

فصرت بلا روح تشعشع في الورى

 

وما ذاك إلا من بوارق سابـحـي

أفادنيه بعض أصحابنا المغاربة.
1174 - شكر القائد الحسني عتيق السيد حسن بن عجلان ووالد بديد الماضي ووزير مكة لولد سيده بركات. مات بها في جمادى الأولى سنة خمس وأربعين بعد أن أوصي ببيت من بيوته يجعل رباطاً وبآخر يوقف عليه وبعد سنين بنى ابنه رباطاً ووقف البيت عليه.
1175 - شكم المكي شيخ للسفل. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وثمانين.
1176 - شماف بضم المعجمة ثم ميم خفيفة وآخره فاء، وهو فرد لا نظير له النوروزي والد الفاضل خضر الحنفي الماضي. خدم بعد سيده الناصر فرج، وحج في سنة ثمان وأربعين. مات في ربيع الأول سنة سبع وسبعين عن نحو الثمانين، وصلى عليه في محفل فيه الشافعي والدوادار الكبير؛ وكان خيراً بالنسبة لأبناء جنسه يحافظ على الصلوات ويتلو ما يحفظ من القرآن وهو جزء من آخره كل يوم مراراً ولا يعرف فيما قيل إلا الخير. شمس بن عطاء الله الهروي. في محمد.
1177 - شمس العقعق التاجر. هو محمد بن محمد بن يوسف.
1178 - شميلة بن محمد بن حازم بن شميلة بن محمد أبي نمي الحسني المكي. كان من أعيان الاشراف النمويين مرعياً عند أمراء مكة لشجاعته؛ دخل مصر أيام الظاهر واليمن أيام الناصر بن الاشرف؛ ونال منه بعض دنيا. مات في المحرم سنة تسع عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وهو في عشر الستين ظناً. ذكره الفاسي.
1179 - شميلة بن محمد بن سالم بن محمد بن قاسم ويسمى أحمد الحفيصي - بالتصغير نسبة لبني حفيص قبيلة كبيرة باليمن - السعدي فخذ منها المكي مباشر جدة لصاحبها رأيته بها، وكان فيه خير في الجملة وله بعض مآثر كسبيل خارج باب شبيكة انتفع به الناس مدة ثم تعطل مات بمكة في شوال سنة إحدى وستين وهو والد راجح وخرسان الماضيين.
1180 - شند الطواشي أحد خدام المدينة النبوية. أصيب في الحريق الكائن بها في رمضان سنة ست وثمانين رحمه الله.
1181 - شهاب الاسلام الكرماني الشافعي. قدم شيراز فأخذ عنه ابن السيد عفيف الدين ووصفه بالعلم.
1182 - شهاب بن محمد بن محمد بن محمد بن مخلوف ابن أخت الأمين بن النجار. ممن سمع مني بالقاهرة.
1183 - شهوان بن عجل بن رميح السيد النموي صهر صاحب مكة على إحدى بناته؛ وأمه أيضاً فاطمة ابنة بركات. مات في سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه بمكة ثم دفن.
1184 - شيخي بن محمد بن علي الخواجا التبريزي. مات بمكة في شعبان سنة خمس وستين، أرخه ابن فهد، ورأيته في تاريخ مكة سمى أباه أحمد ابن علي، وقال الدباغ سكن مكة.
1185 - شيخ الحسني الظاهري برقوق ويعرف بشيخ المجنون. صار بعد موت المؤيد أمير عشرة ومن رؤس النوب؛ ونفاه الأشرف برسباي إلى حلب، ومات بها في ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين. أرخه العيني، زاد غيره انه كان تركي الجنس عنده نوع خفة وطيش مع عدم معرفة.
1186 - شيخ الخاصكي. كان أجمل مماليك الظاهر برقوق وأقربهم إلى خدمته وأخصهم به وكان القاضي فتح الدين فتح الله زوج والدته. قاله شيخنا؛ قال ورأيت بخط المقريزي انه كان بارع الجمال فائق الحسن لديه معرفة وفيه حشمة ومحبة للعلماء وفهم جيد نابهاً صلفاً معجباً منهمكاً في اللذات توجه إلى الكرك فمات في أوائل سنة إحدى.
1187 - شيخ الركني بيبرس الأتابك. تنتقل إلى أن صار أميراخور ثاني بعد سودون ميق في أيام الاشرف برسباي وطبلخاناه. مات في ليلة الاربعاء رابع عشري المحرم سنة أربعين بعد تمرض أيام كثيرة بحمرة، أرخه العيني وزاد غيره انه كان كريماً حشماً حلو المحاضرة مع دعابة واسراف على نفسه.
1188 - شيخ السليمان الظاهري برقوق ويعرف بالمسرطن، تنقل في عدة نيابات منها طرابلس، ومات في ربيع الآخر سنة ثمان خارج دمشق.
1189 - شيخ الصفوي ويعرف بشيخ الخاصكي. كان من أمراء الظاهر برقوق وأعيان دولته ألبسه في المحرم سنة ثمانمائة نيابة غزة فخرج من يومه إلى الخانقاه السرياقوسية ثم استعفى من الغد وسأل في الاقامة بالقدس بطالاً فأجيب وتوجه إليه فلم يلبث أن نقل إلى حبس المرقب لشكوى المقادسة من تعرضه لأبنائهم واكثاره من الفساد؛ ومات به في ربيع الآخر سنة إحدى. ذكره المقريزي في عقوده وطول العيني ترجمته فقال كان شاباً جميل الصورة محتشماً سخياً كثير المعرفة والذوق قليل الاذى مشاركاً في بعض المسائل بل يحفظ عقيدة الطحاوي، ولذا كان صحيح العقيدة محباً في العلماء ومجالستهم يلقى عليهم المسائل ثم تغير وأقبل على الملاهي وعشرة المساخر، ونصحه السلطان وغيره مراراً فما أفاد، وآل أمره إلى أن نفاه السلطان وأبعده، قال وصنفت له شرحاً لطيفاً لتحفة الملوك، وصدر ترجمته بشيخ الصفوي الخاصكي أمير مجلس قلت وأظنه شيخ الخاصكي الماضي فيحرر.
 
1190 - شيخ المحمودي ثم الظاهري برقوق المؤيد أبو النصر الجركسي الأصل. ولد تقريباً سنة سبعين وسبعمائة فإنه فيما سمعه منه شيخنا مما ذكره في إنبائه ومعجمه كان قدومه للقاهرة في أول سنة ثلاث وثمانين أو آخر التي قبلها في السنة التي قدم فيها أنص والد الظاهر برقوق وهو ابن اثنتي عشرة سنة فعرض وهو جميل الصورة على الظاهر فقبل تسلطنه فرام شراءه من جالبه فاشتط في الثمن ولم يلبث أن مات فاشتراه الخواجا محمود شاه اليزدي تاجر المماليك بثمن يسير فنسب محمودياً لذلك وقدمه لبرقوق وهو حينئذ أتابك العساكر فأعجبه فأعتقه ونشأ ذكياً فتعلم الفروسية من اللعب بالرمح ورمى النشاب والضرب بالسيف والصراع وسباق الخيل وغير ذلك ومهر في جميع ذلك مع جمال الصورة وكمال القامة وحسن العشرة وأول ما كان في الكتابية ثم في الخاصكية ثم في السقاة، واختص بسيده إلى الغاية مع غضبه عليه بسبب نهيه غير مرة عن التهتك والميل إلى اللهو والطرب ولكن لم يعزله عن وظيفته ولا أبعده ثم أنعم عليه بامرة عشرة في سلطنته الثانية بعد وقعة شقحب وذلك في ثاني عشري صفر سنة أربع وتسعين، وكان ممن سجن قبل ذلك من مماليكه في فتنة منطاش بخزانة شمائل؛ ونذر حينئذ إن نجاه الله تعالى منها أن يجعلها مسجداً ففعل ذلك في سلطنته بعد بضع وعشرين سنة وتأمر على الحاج سنة إحدى وثمانمائة بعد موت أستاذه وناب في طرابلس ولما نازل اللنك حلب خرج مع العساكر فأسر ثم خلص من اللنك بحيلة عجيبة وهي أنه لما أسر استمر في أسر اللنكية إلى أن فارقوا دمشق ثم رجعوا فاغتنم وقت رحيلهم وألقى نفسه بين الدواب وستره الله فمشى إلى قرية من عمل صفد ثم توصل إلى طرابلس وركب البحر إلى الطينة ثم مشى في البر إلى قطيا فبالغ الوالي في إكرامه بعد أن كان جفاه لكونه لم يعرفه واعتذر وقدم له خيلاً فركب ودخل القاهرة وأعيد كما كان أولاً لنيابة طرابلس ثم ولي نيابة الشام وجرت له من الخطوب والحروب ما ذكر في الحوادث بل وأشير إليه في ترجمته من تاريخ ابن خطيب الناصرية، وكذا ذكر شيخنا بعضه في معجمه؛ وملك وكانت مدة كونه في السلطنة ثمان سنين وخمسة أشهر وثمانية أيام؛ وأقام في الملك عشرين سنة ما بين نائب ومتغلب وأتابك وسلطان؛ قال شيخنا وكان شهماً شجاعاً عالي الهمة كثير الرجوع إلى الحق محباً في العدل متواضعاً يعظم العلماء ويكرمهم ويحسن إلى أصحابه ويصفح عن جرائمهم؛ يحب الهزل والمجون لكن مستتراً ومحاسنه جمة، وقال في معجمه أنه حدث بصحيح البخاري عن السراج البلقيني بأجازة معينة أخرجها بخطه وذكر أنها كانت معه في أسفاره لا يفارقها وحضرنا عنده عدة مجالس، وكان يحب العلماء ويجالسهم ويكرمهم ويعظم الشرع وحملته وكان مفرطاً في الشجاعة محباً في الصلاة لا يقطعها وإن عرض له عارض بادر إلى قضائها، قال وافتتح حصوناً وخطب له بقيسارية ثم جهز ولده إبراهيم فظفر بابن قرمان وأحضروه أسيراً ولما أصابته عين الكتمان مات ابنه إبراهيم ثم مات هو بعده بقليل وذلك في أول المحرم سنة أربع وعشرين قال وقد ذكرت في الوفيات كثيراً من محاسنه وما كان يعاب به وأين أين مثله سامحه الله وعفا عنه، وقال العيني في تاريخه: لما مات كان في الخزانة ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار من الذهب على ما قيل فلم تضم السنة وفيها دينار واحد، قال وهو من طائفة من الجراكسة يقال لهم كرموك ويقال انه من ذرية اينال بن ركماس ابن سرماس بن طحا بن جرباش بن كرموك وكان كرموك كبير طائفته وكذلك نسل، وعمل العيني في سيرته أرجوزة سماها الجوهر انتقد منها شيخنا ما أفرده في جزء سماه قذى العين من يعب غراب البين وكذا أفردها ابن ناهض في مجلد حافل قرضه له كل عالم وأديب ومؤرخ وحبيب، وقال ابن خطيب الناصرية وترجمته في تاريخه أكثر من كراس ونصف انه كان ملكاً مهيباً ماجداً أديباً جواداً عالي الهمة جليل المقدار عفيفاً عن الأموال تام الشكل واسع الصدر خفيف الركاب مظفراً في الوقائع يملأ العين ويرجف القلب؛ ذا سطوة عظيمة وحلم وأناة وصبر وإقدام وخبرة كاملة انتهى، وتكرر نزوله في سنة اثنتين وعشرين إلى بيت الناصري بن البارزي ببولاق، وعام في البحر غير متستر مع ما به من ألم رجليه وضربان المفاصل؛ وقال المقريزي: كان شجاعاً مقداماً يحب أهل العلم ويجالسهم ويجل الشرع النبوي ويذعن له ولا ينكر  
على الطالب منه أن يمضي من بين يديه إلى قضاة الشرع بل يعجبه ذلك وينكر على أمرائه معارضة القضاة في أحكامهم؛ غير مائل إلى شيء من البدع له قيام في الليل إلى التهجد أحياناً لكنه كان بخيلاً مسيكاً يشح حتى بالأكل لجوجاً غضوباً نكداً حسوداً معياباً يتظاهر بأنواع المنكرات فحاشا سباباً بذيئاً شديد المهابة حافظاً لأصحابه غير مفرط فيهم ولا مضيع لهم وهو أكبر أسباب خراب مصر والشام لكثرة ما كان يثيره من الشرور والفتن أيام نيابته بطرابلس ودمشق ثم ما أفسده في أيام ملكه من كثرة المظالم ونهب البلاد وتسليط أتباعه على الناس يسومونهم الذلة ويأخذون ما قدروا عليه بغير وازع من عقل ولا ناه من دين؛ وأرخ وفاته بعد تنوع الاسقام وتزايد الآلام قبيل ظهر يوم الاثنين تاسع المحرم وقد أناف على الخمسين، وصلى عليه خارج باب القلة، وحمل إلى جامعه فدفن بالقبة قبيل العصر، ولم يشهد دفنه كبير أحد من الأمراء والمماليك، قال واتفق في امره موعظة فيها أعظم عبرة، وهو انه لما غسل لم توجد له منشفة ينشف بها فنشف بمنديل بعض من حضر غسله ولا وجد له مئزر تستر به عورته حتى أخذ له مئزر صوف صعيدي من فوق رأس بعض جواريه فستر به ولا وجد له طاسة يصب عليه الماء بها حين غسله مع كثرة ما خلف من المال. قلت وله مآثر كالجامع الذي بباب زويلة قيل انه لم يعمر في الاسلام أكثر منه زخرفة ولا أحسن ترخيماً بعد الجامع الأموي، وأصله خزانة شمائل توفية لنذره، وكذا عمل خطبة بالمقياس من الروضة؛ وله المدرسة الخروبية بالجيزة وعدة سبل ومكاتب، وعمل جسراً تجاه منشية المهراني ونزل بنفسه في مخيم هناك؛ وعمر منظرة الخمس وجوه التي بالقرب من التاج الخراب صرف عليها شيئاً كثيراً ورام انشاء بستان حوله فما تم إلى غير ذلك؛ وترجمته نحو كراسين من عقود المقريزي شيخ أميراخور وطبلخاناه. هو شيخ الركني مضى.
1191 - شيفكي إمام الدين. كان بحراً في العربية ممن أخذ عن السيد الجرجاني وعنه عبد الأول المرشدي بمكة وهو ترجمه.

حرف الصاد المهملة

من اسمه صالح

1192 - صالح بن أحمد بن أبي بكر بن محمد علم الدين بن الشهاب بن الرداد التيمي القرشي اليماني، سلك على مذهب أبيه في اقتفاء طريق الشيخ إسماعيل الجبرتي، وكان له ذوق وشعر، وله في السماع فهم وحركة مزعجة سامحهم الله.
1193 - صالح بن أحمد بن صالح بن أحمد بن عمر بن أحمد صلاح الدين بن الشهاب بن السفاح الحلبي أخو عمر الآتي، وهما توءمان سبط قاضيها الشرف الانصاري. ولد سنة خمس وتسعين وسبعمائة، وأحضر على ابن أيدغمش، وسمع على ابن صديق، وقرأ شيئاً في النحو ثم لما ولي أبوه كتابة السر استقر في توقيع الدست، وناب عن أبيه؛ وكان محتشماً متودداً إلى الناس وافر العقل. مات في الطاعون في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين. قاله شيخنا في إنبائه.
1194 - صالح بن أبي بكر بن يحيى بن أبي بكر بن أحمد بن موسى بن عجيل الشهاب بن الركن اليماني، ويعرف كسلفه بابن عجيل. ناب بقرية جده الأعلى الفقيه أحمد بن موسى إلى أن مات في سنة أربع وخمسين؛ وكان فقيهاً جليلاً رحمه الله.
1195 - صالح بن خليل بن سالم بن عبد الناصر بن محمد بن سالم تقي الدين الكناني الغزي الشافعي نزيل بيت المقدس. ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة؛ وتفقه وتقدم وناب في الحكم؛ ولقيه شيخنا ببيت المقدس فحدثه بالمسلسل عن الميدومي فيا يظن شيخنا، وقرأ عليه مشيخة قاضي المرستان الصغرى تخريج أبي سعد السمعاني بسماعه لها على الميدومي جزء ابن عرفة وجزء الدارع. مات في ذي القعدة سنة أربع ببيت المقدس. ذكره شيخنا في معجمه وإنبائه؛ والمقريزي في عقوده.
1196 - صالح بن صالح بن حسين البصري الضرير الشافعي نزيل مكة. ممن تلا بالسبع على عمر النجار والد يروطي؛ وسمع التقي بن فهد وغيره، وحضر دروس أبي البركات الهيثمي والبرهاني وغيرهما، وكان يكثر الصخب والصياح وربما يقام. مات بها في المحرم سنة سبع وثمانين.
1197 - صالح بن صالح وزير فاس. مات سنة بضع وأربعين.
1198 - صالح بن عبد الله بن محمد بن عبد الله السلجماسي المغربي نزيل مكة؛ فهرس كتب رباط الموفق بها في سنة ثمان وسبعين؛ ومات بعد ذلك.
1199 - صالح بن عمر بن رسلان بن نصير بن صالح شيخنا القاضي علم الدين أبو البقاء بن شيخ الاسلام السراج أبي حفص الكناني العسقلاني البلقيني الأصل القاهري الشافعي وأول من سكن بلقينة من أصوله صالح الأعلى. ولد في ليلة الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالقاهرة، ونشأ بها في كنف والده فحفظ القرآن، وصلى به للناس التراويح على العادة بمدرسة والده في سنة تسع وتسعين، والعمدة وألفية النحو ومنهاج الأصول والتدريب لأبيه إلى النفقات والمنهاج من ثم إلى آخره، وعرض بعض محافيظه على أبيه والزين العراقي وجماعة وجميعها على أخيه وكان أحياناً يرمل الفتاوي بين يدي والده وحضر دروسه وصحح عليه في التدريب، وكان متصوناً متقللاً من الدنيا غاية في الذكاء وسرعة الحفظ؛ فلازم الاشتغال في الفقه وأصوله والعربية والحديث وغيرها من العلوم، وانتفع في ذلك كله بأخيه خصوصاً حين عزله بالهروي حتى كان جل انتفاعه به؛ وكتب بخطه من تصانيفه جملة وقرأها عليه، كذا أخذ في الفقه وغيره عن المجد البرماوي والبيجوري والشمس الغراقي، وفي الأصول عن العز بن جماعة، وفي النحو عن الشمس الشطنوفي وفي الحديث عن الولي العراقي مجالس من أماليه بحضور الهيثمي ورأيت المملي أثبت اسمه في بعضها وسمع على والده جزء الجمعة للنسائي وختم دلائل النبوة للبيهقي وأشياء وعلى الشهاب بن حجي جزء ابن بخيد، بل قرأه هو عليه بعض مشيخة الفخر وسمع على أخيه عشارياته تخريج شيخنا أبي النعيم المستملي وغير ذلك في آخرين كالجمال بن الشرائحي، وأجاز له التنوخي وآخرون باستدعاء شيخنا وغيره. وحج في سنة أربع عشرة ولقي الحافظ الجمال بن ظهيرة وغيره، ودخل دمياط فما دونها ولم يزل ملازماً لأخيه حتى تقدم؛ وأذن له في الافتاء والتدريس بعد عزل الهروي وعوده إلى القضاء، ووصفه بالعالم المفنن، وخطب بالمشهد الحسيني حين أحدث فيه ابن النسخة الخطبة ليتمرن فيها وبغيره، وقرأ البخاري عند الأمير اينال الصصلاي وألبسه يوم الختم خلعة، وعاونه حتى استقر في توقيع الدست كما وقع لأخويه؛ وناب في القضاء عن أخيه بدمنهور وأنشده بعض أهل الأدب عقب عمله ميعاداً بالنحرارية:

وعظ الأنام إمامنا الحبـر الـذي

 

سكب العلوم كبحر فضل طافـح

فشفا القلوب بعلمه وبـوعـظـه

 

والوعظ لا يشفى سوى من صالح


وغيرها ودرس الفقه وهو شاب بالمدرسة الملكية تلقاها عن ابن أبي الفتح البلقيني قبل العشرين ثم رغب له أخوه عن درس التفسير والميعاد بالبرقوقية في سنة احدى وعشرين وعمل فيها إذ ذاك إجلاساً حافلاً ارتفع ذكره به وكذا نوه أخوه بذكره في مناظرات الهروي بحيث أن القاضي كان يخبر أن المؤيد رام أن يوليه القضاء عوضاً عن أخيه فما أجاب حياءً منه وأدباً معه وقدمه أخوه أيضاً لخطبة العيد بالسلطان الظاهر ططر حين سافر معه وبرز صاحب الترجمة لتلقيه من قطيا فوجد أخاه ضعيفاً جداً وصادف ارسال السلطان يأمره أن يتجشم المشقة في الخطبة به لكونه أول عيد من سلطنته والا فليعين من يصلح فكان هو الصالح فخطب حينئذ السلطان بالعسكر فأعجبهم جهورية صوته واستقر في أنفسهم أنه عالم ولذلك لما مات أخوه استقر عوضه في تدريس الخشابية والنظر عليها وحضر عنده فيه الكبار من شيوخه وغيرهم واستمر فيها حتى مات، ورام الظاهر اخراجهما عنه مرة بعد أخرى بل رام اخراجه من مصر جملة فما مكنه الله من ذلك كله ثم استقر بعد صرف شيخه الولي العراقي في قضاء الشافعية بالديار المصرية في سادس ذي الحجة سنة ست وعشرين فأقام سنة وأكثر من شهر وصرف، وتكرر عوده لذلك ثم صرفه حتى كانت مدة ولايته في مجموع المرار وهي سبع ثلاث عشرة سنة ونصف سنة؛ وعقد الميعاد بمدرستهم وولي تدريس الحديث بالقانبهية والميعاد والافتاء بالحسنية والفقه بالشريفية بمصر مع نظرها ونظر الخانقاه البيبرسية وجامع الحاكم كما بينت كل ذلك في المعجم والذيل لرفع الأصر، وكان اماماً فقيهاً عالماً قوي الحافظة سريع الادراك طلق العبارة فصيحاً يتحاشى عدم الأعراب في مخاطباته بحيث لا يضبط عليه في ذلك شاذة ولا فاذة حسن الاعتقاد في الصالحين كثير التودد اليهم بساماً بشوشاً طلق المحيا فاشياً للسلام مهاباً له جلالة ووقع في صدور الخاصة والعامة لطيف المحاضرة فكهاً ذاكراً لكثير من المتون والفوائد الحديثية والمبهمات التي حصلها حين كان أخوه يقدمه لمناظرة الهروي مستحضراً لجملة من الرقائق والمواعظ والاشعار وكذا الوقائع والحوادث العلمية سمحاً بعارية الكتب باذلاً لجاهه وأنشأ بقلمه ولسانه حتى كان بعض الفضلاء يقول إن الحضور بين يديه من المفرحات شهماً مقداماً لا يهاب ملكاً ولا أميراً ذا بادرة ربما تؤدي إلى لومه سريع الغضب والرجوع والدمعة والكتابة سليم الصدر لا يتوقف عن قبول من اعتذر إليه معرضاً من تتبع زلات من يناوئه غير مشتغل بتنقيصه بل ربما يمنع من يشتغل في مجلسه بذلك، وهو في آخر عمره في غالب ما أشرت إليه أحسن حالاً فيه قبله خصوصاً في التواضع والاعتراف بالتقصير ومزيد المداراة غير متأنق في مأكله وملبسه متغافلاً عما يحصله أتباعه بجاهه غير سائل عنه يقنع باليسير مما يهدي إليه إلى غير ذلك مما يطول شرحه ولشاعر الوقت النواجي فيه عدة قصائد وكذا لغيره من الفضلاء، وقد تصدى لنشر العلم قديماً وكذا للوعظ والافتاء وحضر مجلس وعظه السادة من الشيوخ والرفاق وطارت فتاويه في الآفاق، وأخذ عنه الفضلاء من كل ناحية طقة بعد أخرى حتى صار أكثر الفضلاء من تلامذته وكذا حدث بأشياء واشتهر اسمه وبعد صيته، وكان القاياتي يقول انه تخطى الناس بحفظ التدريب وصنف تفسيراً وشرحاً على البخاري لم يكمله وأفراد فتاوي أبيه والمهم من فتاوي نفسه والتقط حواشي أخيه على الروضة بل جمع بين حواشي أبيه وأخيه عليها وأفرد كلاً من ترجمته وترجمة والده وأكمل تدريب أبيه وبيض ما كتبه أبوه على المهمات، وله القول المفيد في اشتراط الترتيب بين كلمتي التوحيد والخطب والتذكرة وغيرهما مما أثبته في الكتابين المشار اليهما وله نظم ونثر قد يقع في كل منهما الوسط وقد قرأت عليه أشياء وحضرت دروسه وأذن لي بالتدريس والافتاء وربما أرسل الي بالفتاوي وقرض لي غير تصنيف وكان يجلني ويقدمني على سائر الجماعة بل ويثني على سائر الأهل كالأبوين والعمين والجدين للأب والأم والخال، واستمر على جلالته وعلو مكانته حتى مات بعد أن توعك قليلاً في يوم الأربعاء خامس رجب سنة ثمان وستين وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم في محضر جم تقدمهم ابن الشحنة القاضي الحنفي؛ ودفن بجوار والده بمدرسته الشهيرة وأقاموا على قبره أياماً يقرؤن وتأسف الناس على فقده، ولم يخلف بعده مثله رحمه الله وإيانا.
 
1صالح بن عوض بن غنيم بن محمد بن صالح قاضي الزيدية ينبوع مات سنة ست وستين.
1صالح بن عيسى بن ماضي المغربي. ممن سمع اختلاف الحديث للشافعي بقراءتي.
1صالح بن عيسى بن محمد بن عيسى بن داود بن سالم الصمادي. كان جده سالم من مريدي الشيخ عبد القادر وبنيت لسلفه زاوية بصماد قبلي بصري، ونشأ هذا بزاويته فكان يضيف الواردين كثيراً وله أتباع وشهرة وكلمة مسموعة عند أهل البر مع مزدرعات ومواش. مات في رمضان سنة خمس وعشرين عن نحو السبعين. ذكره شيخنا في إنبائه.
1صالح بن قاسم بن أحمد بن أسعد بن محمد بن الفضل بن مياس المرادي اليمني الصنعاني الحنفي نزيل الصحراء ويعرف بالشيخ صالح. ولد في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمخلاف صنعاء، ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره، واشتغل هناك قليلاً في الفقه والعربية وأصل الدين ثم ارتحل في سنة ثلاث وخمسين فحج وجاور ثم ركب البحر إلى القاهرة فدخلها في رمضان سنة خمس وخمسين فلازم التقى الشمني في الفقه والعربية؛ وكان مما أخذه عنه حاشيته للمغني وشرحه للنقاية وكتبهما بخطه، وكذا أخ عن التقي الحصني المنطق والمعاني والبيان وأصول الدين وغيرها وعن الكافياجي أصول الفقه؛ وسافر إلى الشام فأخذ بها عن حميد الدين في أصولهم وعن ملا شيخ شرحه لدرر البحار، وتوجه لتبريز فقرأ على ملا ظهير الدين في المعاني والبيان وإلى الري فأخذ عن ملا عبد الرحيم الكندي - بفتح الكاف نسبة لمدينة في الري، ودام في غيبته خمس سنين ثم رجع إلى القاهرة وقطن الصحراء بها، وحج رفيقاً للابناسي وأقرأ الفضلاء، وتميز في العربية والصرف والمنطق والمعاني والبيان، وعرف بالصلاح والفصاحة مع تقلله وانجماعه وعدم مزاحمته لبني الدنيا بحيث عرض عليه النيابة في القضاء فأبى.
1صالح بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف المرشدي المكي أخو عمر الآتي وخال بني المحب الطبري الامام. ممن أخذ القراءات عن ابن عياش، وسافر للهند بجزء من شعرة منسوبة له صلى الله عليه وسلم؛ ودام بها مدة ورزق بعض الأولاد ثم قدم بهم مكة؛ وكان ساكناً ومات في صفر سنة سبع وتسعين وشهدت الصلاة عليه.
1صالح بن محمد بن أحمد بن داود اليافوري فقيه المالكية بالتكرور. مات سنة ثلاث وأربعين. صالح بن محمد بن علي الناشري. في أخيه أحمد.
1صالح بن الجمال أبي النجا محمد بن البهاء أبي البقاء محمد بن أحمد علم الدين المكي الحنفي أخو أبي القسم محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن الضيا. ولد في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وثمانمائة بمكة؛ ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً؛ وكنت ممن عرضها عليه بل سمع مني بمكة، وحضر دروس أبيه ثم أخيه وقدم القاهرة صحبة الأمين الاقصرائي في سنة وفاته فأقام مع أخيه تحت نظره ثم بمسجده وتردد للبرهان الكركي وغيره، ولم يذكر بفضيلة ولا همة له في هذا المعنى، وقد توجه للقاهرة بحراً في سنة سبع وتسعين فبلغه الطاعون بها فالتفت إلى المدينة ثم رجع إلى مكة ثم عاد إلى القاهرة، ورجع مع موسم سنة ثمان وتسعين؛ وبين الاخوين تباين عظيم؛ وذاك أعلى وأغلى.
 
1صالح بن محمد بن موسى بن أحمد بن محمد بن ابراهيم بن علي واختلف فيمن بعده الشيخ مجد الدين أبو محمد الحسني الرياحي المدوكالي مولداً الذوادي مربي المغربي المالكي ويعرف بالزواوي وهو لقب كما قال. ولد فيما قرأته بخطه على رأس الستين وسبعمائة بقرية مدوكال من أفريقية بين بسكرة وعمرة وانتقل منها وهو صغير إلى ذواد فحفظ القرآن واشتغل بالعلوم. وقدم القاهرة فسمع بها علي الشرف بن الكويك والجمال الحنبلي والعز بن جماعة وحميد الدين حماد التركماني والكمال بن خير والنورين الفوي والابياري اللغوي والفخر الدنديلي والشموس الشامي والزراتيتي والبيجوري والصدر السويفي والزين بن النقاش والولي العراقي وشيخنا وآخرين، وحج فسمع بالمدينة النبوية علي الزين المراغي الكثير وعبد الرحمن الصبيبي ورقية ابنة ابن مزروع في آخرين وأجاز له غير واحد وحدث سمع منه الفضلاء وأثنى عليه شيخنا في تاريخه فقال كان خيراً ذاكراً لكثير من الفقه ملازماً لحضور مجالس العلم، جاور بالمدينة الشريفة مدة وحصلت له جذبة ويحكي أنه كان يسمع تسبيح النخل في مروره بين الينبوع في النخل أيام الرطب بل سمعها تقول له يا صالح كل مني وكذا اتفق له وهو بمكة أنه وجد بعض الحطابين ومعه حطب فسأله أهو من الحل أم من الحرم فقال من الحل فاشتراه وجاء به إلى منزله فلما أوقد النار صاح الحطب فقال والله يا صالح أنا من حطب الحرم فأطفأه ولم يقد بعد ذلك بمكة ناراً وهاجت مرة مركب في البحر وهو فيها بحيث أشرفت على الغرق فقام ورفع يديه وقال قد أمسكت الملك الموكل بالريح فسكن الريح في الحال، ثم قدم القاهرة وسكن وقتا بتربة الظاهر برقوق بالصحراء وحسن ظن كثير من الناس فيه ثم سكن غيرها من القاهرة وتنزل بدرس الحديث في المؤيدية ورتب له في الجوالي ودخل في وصايا كثيرة لكن لم نسمع عنه سوءاً في تصرفه وكان يصل إليه كل سنة من سلطان المغرب مبلغاً، كل ذلك مع الشهامة والقيام في الحق عند الظلمة وعدم المبالاة بهم أجاز لأولادي انتهى. ووصفه أبو النعيم المستملي بالصلاح والعلم وكذا سمعت الثناء عليه من غير واحد وانه في حال جذبته اشتريت له ناقة ليحج عليها فكان يسمعها تقول يا صالح أتعبت ظهري فينزل عنها ويمشي فتقول له اركب يا صالح فقد استرحت إلى غير ذلك، وبلغني أن الولي العراقي أوصى بأن يصلي عليه فبرز المستقر عوضه في المنصب وهو العلمي صالح البلقيني وقال انه هو المراد لا صاحب الترجمة ثم صلى فالله أعلم. مات في رجب سنة تسع وثلاثين بالقاهرة ودفن من الغد بجوار الزين العراقي خارج باب البرقية؛ قال البقاعي وكان موصوفاً بالصلاح ظاهراً عليه سمته ذا وجاهة عند الأكابر بحيث اني رأيته يجلس إلى جانب شيخنا حين اجتماعه به وكان رث الحال متبذلاً مقصداً للمغاربة في ضروراتهم وكان صديقاً لشيخنا العز عبد السلام البغدادي بحيث سمعت عن بعض القضاة انه قال ما رفع إلى أمر تركة إلا ولصالح وعبد السلام فيه تعلق أما أن يكونا وصيين أو ناظرين أو شاهدين أو نحو ذلك وكان يخبر أنه تلمذ للشيخ أبي عبد الله محمد المراكشي الأكمه نزيل بونة صاحب منظومة المصباح في المعاني والبيان وأخذ عنه رحمه الله ونفعنا ببركاته.
1صالح بن يوسف بن صالح الحلبي ويعرف بالسرميني. ممن سمع مني بمكة.
1صخرة بن مقبل بن نخبار أمير الينبوع. مات سنة ست وأربعين ورأيت من أرخه سنة اثنتين بدل ست؛ واستقر بعده معزى.

من اسمه صدقة

1صدقة بن أحمد بن قطلبك الحلبي الخواجا. ذكره ابن فهد في ذيله هكذا وأظنه من شرطنا.
1صدقة بن أحمد بن أبي الحجاج يوسف فتح الدين الأقصري. شيخ لقيه البدر العمري في سنة ست عشرة فأخذ عنه.
1صدقة بن حسن بن محمد الزين الأسعردي المصري ويعرف بالاستادار لكونه كان استاداراً لأزدمر أحد خواص الظاهر برقوق. خدم عند غير واحد من أعيان الدولة بالقاهرة، وصحب جماعة منهم الجمال محمود الاستادار وسعد الدين ابراهيم بن غراب؛ وكان يعظمه وحصل له بذلك شهرة ومكانة وتوسط عنده لجماعة من العلماء ولأهل الحرمين في قربات بل له أوقاف منها خانقاه بالقرافة ووقف عليها أوقافاً وتردد إلى مكة غير مرة، وسمع علي الشهاب بن الناصح في سنة ثلاث وتسعين، وكان له المام بالعلم ومحبة فيه قدم مكة في السنة التي مات فيها صاحبه ابن غراب سنة ثمان وثمانمائة، وحصل له زمن الحج مرض تعلل به حتى مات في ربيع الأول سنة تسع، ودفن بالمعلاة بالقرب من تربة أم سليمان ذكره الفاسي بمكة وانه كانت بينهما مودة، وله عليه احسان كبير ورثاه الزين شعبان بن محمد الآثاري بقوله وكتب على قبره:

مذ غاب عني جمال منك يا أملـي

 

عدمت عيش الهنا والأنس والشفقه

يا موت تطلب مني الروح دونكها

 

لأنني كل مالي في الهوى صدقه

1صدقة بن سلامة بن حسين بن بدران بن ابراهيم بن حملة شرف الدين المسحراتي نسبة لقرية مسحرا - بفتح الميم وسكون السين وفتح الحاء والراء المهملات من أعمال الجيدور على مرحلة من دمشق بنواحي حوران - ثم الدمشقي الضرير المقرئ. ولد في سنة ستين أو قبلها، وقال شيخنا في الانباء سنة بضع وخمسين. وقرأ القرآن واشتغل بالعلم؛ وعنى بالقراءات فقرأ الشاطبية على العسقلاني امام جامع ابن طولون والتيسير علي أبي الحسن الغافقي وأخذ القراءات أيضاً عن الشمس محمد بن أحمد بن اللبان واهتم بالفن حتى انتهت إليه هو وابن شيخه المذكور الزين عمر مشيخة الاقراء بدمشق؛ واعترف له فيه المخالف والموافق بقوة الاستحضار وكثرة الاطلاع وأقرأ القراءات بالجامع الأموي وأدب خلقاً من الاطفال وغيرهم؛ بل انتفع به خلائق بدمشق، وتخرج به أكثر مشايخها، وممن جود عليه جل القرآن البقاعي مع سماعه للتيسير عليه وقال انه عنى بهذا الفن جداً وأملى فيه على الشاطبية وغيرها المصنفات الفائقة ومن أحسنها كتابة التتمة في قراءات الثلاثة الأئمة وهو كتاب حافل استوعب فيه ما نقل عن أبي جعفر ويعقوب وخلف من القراءات مع بيان الشاذ منها، وكذا أخذ عنه الشمس الحوراني. مات وقد ظهر عليه الهرم في ليلة السبت عاشر جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وقال بعضهم في ربيع الآخر؛ وقد جاز السبعين بخط مسجد القصب من دمشق ودفن من يومه بباب الصغير رحمه الله وايانا.
1صدقة بن عبد الله بن علي بن المغربي ويدعى محمداً أيضاً. ولد سنة ثلاثين وسبعمائة. قال شيخنا في معجمه أجاز لي ومن مروياته من قوله في فضل رمضان لأبن شاهين ما ذكر في فضل من صام رمضان إلى آخر الجزء سمعه علي محمد بن ابراهيم بن المظفر البعلي أنا أبو الفرج بن أبي عمر، ومات كما أرخه في الانباء بدمشق في جمادى الأولى سنة اثنتين؛ وهو في عقود المقريزي بدون ترجمة.
1صدقة بن علي بن محمد فتح الدين بن النور أبي الحسن بن الشمس الشارمساحي الشافعي ويعرف بابن نور الدين. حفظ القرآن، وقدم القاهرة فأقام بزاوية البرهان الابناسي حتى حفظ التنبيه وعرضه في سنة ثلاث وتسعين على البرهان صاحبها وبدر القويسني والبرشنسي والعراقي وابن الملقن وأجازوا له ومما كتب له المجد البرماوي: سار في اسماعه سير البرق أو أسرع وأفصح بها أفصح من أفصح فصيح مصقع مطرقاً حياءً لا رهباً لم يكب فيا عجباً كاد أن يناسب لقبه مسماه ويكشف معناه أسماه وأسماه، بل سمع عليه صحيح مسلم بقراءته له في المدينة النبوية على العفيف عبد الله بن محمد المطري بسنده وقبل ذلك بيسير سمع عليه بعض البخاري وختمه بالآثار في رمضان سنة اثنتين وتسعين ولازمه في الاشتغال بالفقه ورجع فأقام بقرية عطية بالقرب من دمياط. وولي قضاء شارمساح وعملها إلى شرباص بعد الثلاثين متكرهاً ثم أعرض عنه واستمر حتى مات قبل الخمسين ودفن بقرية عطية وكان له مشهد حافل لأعتقادهم فيه ووجاهته في ذلك فقد كان ورعاً ديناً.
1صدقة بن محمد بن حسن فتح الدين التزمنتي المصري الشافعي. قال شيخنا في إنبائه كان فاضلاً في مذهبه أخذ عن أبي البقاء السبكي وسمع من بعض أصحاب الفخر بدمشق ثم سمع مع أصحابنا ومعنا كثيراً؛ وكان ضيق الحال مات سنة تسع. وفي عقود المقريزي أنه زين الدين الأسعردي ثم المصري أحد أجناد الحلقة خدم الأكابر واختص بسعد الدين بن غراب فاشتهر وعرف بالخير، وبنى بالقرافة تربة وحماما وجامعاً وجاور بمكة، مات في ربيع الآخر ونعم الرجل كان، ويحرر التئامهما.
1صدقة بن محمد بن صدقة المتوفي ثم المكي المؤذن المكبر بن الخوندار؛ ممن سمع مني بمكة.
1صدقة بن سري الدين محمد بن صدقة المحرقي ثم القاهري الأزهري والد الفاضل عبد الرحيم وأخيه عبد القادر. كان خيراً يتكسب بالخياطة، مات في غيبة أول الولدين في ربيع الآخر سنة ست وثمانين، وصلى عليه بالأزهر وأثنى عليه رحمه الله.
1صدقة بن موسى فتح الدين أبو الشفا ويعرف بابن صدقة وبابن فيروز وهو بها أشهر أحد الأطباء تخرج به جماعة وصاهره ابن الشريف على ابنته واستولدها ابنه الكمال محمد الآتي وكان بارعاً. مات قريب السبعين ظناً.
1صدقة الحلبي نزيل مكة وأحد التجار. مات بجدة فجأة في جمادى الثانية سنة ست وثمانين وحمل إلى المعلاة فدفن بمقبرة له قريبة من تربة ابن سلامة عفا الله عنه.
1صديق بن أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن اسماعيل بن محمد اليمني نزيل مكة ويعرف بالأهدل شيخ صالح. مات بها في ضحى الجمعة ثالث عشري المحرم سنة خمس وخمسين ودفن بجانب قبر والده من المعلاة.
1صديق بن ادريس بن محمد بن قاسم الرضي أبو بكر المذحجي اليماني الصوفي نزيل مكة وأخو علي الفاكهي لأمه ويعرف بالأجدل. أخذ عن يحيى ابن أبي بكر بن محمد العامري الحرضي محدثها بل شيخ تلك الناحية مصنفاً له في عمل اليوم والليلة وآخر في التاريخ والتمس مني تقريظهما له وأخذ عني الابتهاج بأذكار المسافر الحاج ولازمني في المجاورة الثانية، وكان قائماً بكثير من وظائف الطاعة. مات في سنة ست وتسعين بزبيد.
1223 - صديق بن الشيخ حسين بن عبد الرحمن بن علي الحسيني نسباً وبلداً الشافعي الماضي أبوه وولده حسين ويعرف بابن الأهدل. أخذ الكثير عن أبيه، ومات في رمضان سنة سبع وثمانين وقد زاد على السبعين وهو أكبر الموجودين من اخوته.
1224 - صديق بن سالم التغلبي القاهري. قرأ القرآن وأدب به الابناء بجوار زاوية سيدي يحيى البلخي خارج باب الشعرية وتنزل في البيبرسية؛ وكان من جيران الجد أبي الأم، ومات بعده قريب الخمسين عفا الله عنه.
1225 - الصديق بن عبد الرحمن رضي الدين أبو عبد الله الصخري ثم الحديدي الشافعي قاضي زيلع. رأيت من وصفه من أهل بلده بالقاضي الأجل الفاضل الكامل وهو حي في سنة أربع وتسعين.
1226 - صديق بن عبد اللطيف بن عيسى الأشيب الهتار اليمني التريبي من نواحي زبيد أحد المتصوفة؛ ممن حج وزار ولقيني في أثناء سنة سبع وتسعين بمكة فسمع مني المسلسل وغيره وعلى غالب سيرة ابن سيد الناس وغيرها وهو انسان ساكن خير أيسر كثير الدعاء لاخوانه وشيوخه والاهتمام بهم وبمؤاخاة من يختاره لذلك كتبت له إجازة أثنيت عليه فيها، وسافر في أول سنة ثمان وتسعين كتب الله سلامته.
1227 - صديق بن عبد الله الصمصام. قال العفيف الناشري إنه قدم عليه تعز في سنة أربعين وثمانمائة وهو حسن السمت جيد السيرة ثم حكى عنه فائدة.
1228 - صديق بن علي بن صديق بن حسن شرف الدين الانطاكي ثم الدمشقي الشافعي. ولد قبل سنة خمسين وسبعمائة، وقدم من أنطاكية إلى دمشق بعد سنة ستين فأخذ بها الفقه ولازم التقي بن رافع ثم صحب الصدر الياسوفي وسمع على جماعة كالصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن النجم وأحمد بن عبد الله بن الناصح وأبي هريرة بن الذهبي وآخرين ثم قدم القاهرة فقرر في صوفية البيبرسية وكان يتردد إلى دمشق على طريقة حسنة من الديانة والصيانة ولين الجانب ولم يتزوج قط. مات في رمضان سنة تسع عن نحو ثمانين سنة ودفن خارج باب النصر. ذكره شيخنا في معجمه وإنبائه؛ والمقريزي في عقوده وقال كان فاضلاً خيراً ليناً ما علمت عليه إلا خيراً، وكذا التقي بن فهد في معجمه.


1229 - الصديق بن علي بن محمد بن علي القاضي الفقي العلامة رضي الدين المطيب الزبيدي الحنفي والد عبد الرحمن ويعرف بابن المطيب. مات في سحر يوم الثلاثاء سادس عشري رمضان سنة ثلاث وتسعين، وكان بارعاً في العربية والمعاني والبيان والمنطق والأصلين والتفسير والفقه. ولي قضاء الحنفية بزبيد بل كان ولي بها قضاء الأقضية بحيث كان الشافعية فيها من نوابه في أيام علي بن طاهر ودرس وأقرأ سيما العربية، وممن أخذ عنه حمزة الناشري وبالجملة فكان رئيس الحنفية ورأسهم وإليه مرجعهم، وله وقع في القلوب مع الديانة والصيانة غير أنه يتغالى في تعظيم أهل مذهبه والقيام بهم رحمه الله. إلي ببعض هذا من اليمن الجمال موسى الدوالي نفع الله به.
1صديق بن عمر بن عمر بن نبهان بن عمر بن نبهان بن علوان الجبريني. كان شيخاً حسناً رئيساً كريماً بهياً حسن الشكالة متودداً مديماً للجمعة بحلب وللجماعات ببلده حج مرات، ومات بعد الكائنة بحلب في سنة ثلاث بالباب من أعمال، ودفن بها وقد نيف على الستين. ذكره ابن خطيب الناصرية قال والظاهر انه حفظ القرآن.
1صديق بن محمد المصري الجدي المكي الشهير بابن قديح. مات بمكة في صفر سنة اثنتين وثمانين بعد قدومه من جدة مطعوناً وكان بزاراً بجدة مباركاً.
1صديق بن محمد الجكمي الهيسي - بفتح الهاء ومهملة - اليماني الشافعي ويعرف بالوزيفي - بضم أوله ثم معجمة وفاء مصغر. ولد بالهبيرة قرية من رساع بالقرب من جازان سنة بضع وثلاثين، وأخذ في الفقه عن عمر الفتي وعبد الرحمن ابن الطيب وغيرهما، وفي الحديث عن الفقيه يحيى العامري الآتي، وتميز في الحديث وشارك في الفضائل فقهاً وأصولاً ونحواً وقطن زبيد وهو الآن حي، وانتفع الناس به ومنهم الفقيه صديق بن موسى الآتي وهو المخبر لي به.
1صديق بن موسى بن أحمد بن يوسف بن محمد بن حسن الديباجي الجازاني العريشي - نسبة لابن عريش قرية من جازان - اليماني الشافعي. ولد آخر سنة اثنتين وستين بأبي عريش، ونشأ بها فأخذ عن أبيه وصديق الوزيقي الماضي والشهاب أحمد المزجد مفتي اليمن؛ والثلاثة أحياء في آخرين كالفخر أبي بكر بن ظهيرة قرأ عليه بعض الروضة ولازم أخاه بل قرأ على ولده في حياته جمع الجوامع وأخذ عنه غيره، وسمع قليلاً علي يحيى العامري، وحج غير مرة أولها في سنة خمس وثمانين ولقيني سنة اثنتين وتسعين وبعد ذلك في سنة سبع وتسعين وأقرأ الطلبة ببلده وغيرها. صديق الزبيدي. في ابن محمد بن علي قريباً.
1صراي تمر المحمدي أتابك دمشق. هرب من أسر تمر فحصله ثم وسطه في سنة أربع. أرخه ابن دقماق.
صرداح بن مقبل. مضى في سرداح من السين المهملة.
1صرغتمش ويقال ان صواب هذا الاسم صلغ اطمش - بضم الصاد المهملة وسكون اللام وفتح الغين المعجمة ومعناه رمى على اليسار - القلمطاوي قلمطاي الدوادار. تأمر عشرة بعد أستاذه في أيام الناصر فرج إلى أن أخرج الاشرف برسباي أقطاعه في وسط دولته؛ واستمر بطالاً في منزله بقرب خوخة أيدغمش مدة إلى أن أنعم عليه الأشرف أيضاً بامرة عشرة، فاستمر حتى مات سنة اثنتين وخمسين وقد شاخ، وكان رومياً عنده بخل وسوء خلق مع جبن وعدم بشاشة فيما قيل.
1صرغتمش سيف الدين المحمدي القزويني من مماليك الظاهر برقوق وممن رقاه حتى جعله أميراً ثم ولاه نيابة اسكندرية؛ وبها مات في ثالث جمادى الأولى سنة احدى. أرخه شيخنا والمقريزي في عقوده وغيرهما، وأما العيني فأرخه في العشر الأوسط من جمادى الثانية، وقال كان يحب العلماء ويعاشرهم؛ وخلف موجوداً كثيراً، واستقر بعده في النيابة فرج الحلبي.
1صرق - بضم المهملتين ثم قاف ساكنة وهو اسم للرمح - الظاهري برقوق. ترقى في أيام الناصر حتى صار مقدماً ثم ولي الكشف بالوجه البحري فأبدع وفتك وأسرف في القتل ثم ولاه الناصر نيابة الشام عوضاً عن شيخ لعصيانه وسافر معه لقتاله فانكسر الناصر وقبض على هذا فقتل بين يدي شيخ صبراً في ليلة الخميس ثالث عشر ذي الحجة سنة سبع وكان شجاعاً مقداماً عنده ظلم وجبروت.
1صعب بن أحمد بن حسن بن علي بن عبد القادر شيخ نابلس. ممن سمع منى بالقاهرة؛ ومات.
1صندل العز الخشقدمي خشقدم الزمام أحد خدام المدينة الشريفة. ممن سمع مني بها.
 
1صندل الزين المنجكي منجك اليوسفي نائب الشام الرومي الطواشي. تنقل إلى أن خدم الظاهر برقوق؛ وحظى عنده حتى جعله خازنداراً كبيراً وقربه وأدناه لعلمه بدينه وأمانته فانه كان خدم عند أستاذه وقتاً؛ ونال صندل في أيام الظاهر من الوجاهة والحرمة ما لم ينله غيره من أبناء جنسه وهو لا يزداد إلا ديناً وصلاحاً وعفة حتى ان انياته الذين هم من مماليك الظاهر يعتقدون فيه ويحكون عنه الكرامات، وانه لم يكن يأكل من سماط السلطان ولا رواتبه انما كان يأكل من جهة له حقيرة يتحقق حلها مع سرده الصيام غالباً. مات في الجمعة ثالث عشري رمضان سنة احدى، وبلغ أمنيته في موته قبل الظاهر وعد ذلك في كراماته ودفن من الغد في تربته التي أنشأها تحت صهريج سيده منجك بالقرب من باب الوزير، ولم يصل جميع ما خلفه من خيول وقماش ونقد وغيرها ثلثمائة دينار ولا وجد له ملك إنما وقف بعض دور وحوانيت على صهريج عمله بتربة سيده؛ وهذا مع تمكنه في الدولة كاف في صلاحه وخيره. وذكره المقريزي في عقوده، وهو ممن أثنى عليه شيخنا فقال كان من أخص الناس عند الظاهر وممن يعتقد فيه الجودة والأمانة حتى كانت أكثر صدقاته تجري على يديه مع كثرتها، زاد العيني وأنه كان يحب العلماء ويعاشرهم ويحسن اليهم مع الديانة وكثرة العبادة والعقل والسكون والسعي في إيصال الخير للمسلمين وعدم الشر رحمه الله.
1صولة بن خالد بن حمزة بن عمر بن طالب شيخ أولاد أبي الليل. مات سنة عشر.
1صوماي الحسني الظاهري برقوق. أحد أمراء الديار المصرية ورأس نوبة في الدولة الناصرية ثم المؤيدية. مات في حدود العشرين تقريباً وكان سليم الباطن عديم الشر.
1صلاح بن محمد بن علي الحسني الزيدي الطائي الصعدي صاحب صنعاء، له ذكر بعيد الأربعين من حوادث إنباء شيخنا، وقرأت بخطى في موضع آخر صلاح بن علي بن محمد بن أبي القسم الزيدي اجتمع الزيدية بعد موت الناصر صلاح الدين محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي صاحب صنعاء على تملكه صنعاء ولقبوه بالمهدي وذلك في أوائل سنة أربعين.
انتهى الجزء الثالث؛ ويليه الجزء الرابع، أوله حرف الضاد المعجمة

الجزء الرابع

بسم الله الرحمن الرحيم

حرف الضاد المعجمة

1 - ضغيم بن خشرم بن ثابت بن نعير الحسيني أمير المدينة. وليها في شوال سنة تسع وستين فأقام نحو أربعة أشهر ثم انفصل بابراهيم بن سليمان ثم أعيد بعد موته في سنة أربع وسبعين فاستمر إلى رمضان سنة ثلاث وثمانين فانفصل بقسيطل بن زهير.
2 - ضياء بن محمد الحاري الحوراني الشافعي الأعرج. شهد في إجازة النوبي سنة خمس وستين، وبلغني أنه كان ينزل الشامية البرانية من دمشق ويقرىء الفقه ويكرم الغرباء سيما الحجازيين، وأنه مات في المحرم سنة ست وتسعين رحمه الله. ومضى له ذكر في خضر الكردي.
3 - ضياء بن عماد الدين ضياء الدين التبريزي، وأظنه ضياء مختصر لقبه. كان ديناً فاضلاً محباً في الحديث كثير النفور عن الاشتغال بالعقليات ملازماً للخير ولقراءة الحديث وسماعه وإسماعه مع نزول إسناده. مات سنة إحدى. ذكره شيخنا في إنبائه نقلاً عن أخبار صاحبه عبد الرحمن التبريزي.
ضياء جماعة كثيرون كل منهم يلقب ضياء الدين كالذي قبله، منهم عبد الخالق بن عمر بن رسلان البلقيني.
4 - ضيغم بن خشرم بن نجاد الحسيني أمير المدينة وأظنه أخا ضغيم الماضي قريباً. استقر فيها بعد ابن عمه مانع وأقام مدة ثم انفصل سنة خمسين بأميان بن مانع المذكور ولم يذعن لذلك إلا بدراهم بذلها له المستقر فأخذها ثم خرج متوجهاً فقتل بعد يسير.
5 - ضيف بن أحمد بن علي بن عثمان النجار الخراط. سمع من الحاج عل التونسي حكاية. وحدث بها سمعها منه التقي بن فهد، وذكره في معجمه. مات سنة ثمان.

حرف الطاء المهملة


6 - طاهر بن الجلال أحمد بن محمد بن محمد بن محمد عز الدين، ويلقب أيضاً بالزين وبالمحب وبالشمس وبالبدر، أبو المعلا بن جلال الدين أبي الطاهر ابن الشمس أبي عبد الله بن الجلال أبي محمد بن الجمال أبي محمد ويسمى محمداً أيضاً الخجندي الأصل المدني الحنفي الماضي أخوه وأبوهما. ولد كما قرأته بخط أبيه في وقت الاستواء من يوم الاثنين العشرين من جمادى الأولى سنة سبعين وسبعمائة بالمدينة النبوية، وأحضر بها في الثانية على أبي الحسن علي بن يوسف الزرندي ختم مسند الطيالسي أو جميعه، وسمع على أبيه والزين أبي بكر المراغي، وأجاز له أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن مرزوق بل أجاز له في سنة مولده فما بعدها الكمال بن حبيب وأحمد بن سالم المكي المؤذن وزينب ابنة أحمد بن ميمون التونسي وفاطمة ابنة أحمد بن قاسم الحراري وابن أبي المجد والتنوخي والبلقيني والعراقي والمجد إسماعيل الحنفي والعسقلاني المقرىء والسويداوي والحلاوي وآخرون وحفظ القرآن واشتغل عفى جماعة وتفقه بوالده وسمع عليه أشياء من مروياته، وكان إماماً علامة بارعاً طارحاً للتكلف جداً مقبلاً على الآخرة كثير الاستغراق والفكرة. تصدى للاقراء فانتفع به جماعة، وحدث قرأ عليه ابنا التقي أبو بكر وعمر وآخرون؛ وهو أول من ولي مشيخة الكلبرجية بباب الرحمة بشرط واقفها وجعلها لذريته أيضاً مات في ضحى يوم الاثنين ثاني رجب سنة إحدى وأربعين بالمدينة، وصلى عليه بعد صلاة الظهر بالروضة، ودفن بالبقيع بالقرب من سيدنا إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت جنازته حافلة. وهو عند المقريزي وبيض له.
7 - طاهر بن أحمد بن محمد صفي الدين بن فخر الدين بن الشيخ شمس الدين الكازروني أخو محمد الآتي. لقيه الطاوسي فاستفاد منه، وأرخ وفاته في يوم الجمعة تاسع عشر المحرم سنة ثمان وأربعين.
8 - الطاهر بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر الناشري الآتي أبوه. حفظ القرآن؛ وحج في سنة ست وعشرين.
9 - طاهر بن الحسين بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب بن شويخ الزين أبو العز ابن البدر أبي محمد الحلبي الحنفي ويعرف بابن حبيب. ولد بعد الأربعين وسبعمائة بقليل بحلب، وسمع من إبراهيم بن الشهاب محمود وغيره، وأجاز له من دمشق الشهاب أبو العباس المرداوي خاتمة أصحاب ابن عبد الدائم؛ ومحمد بن عمر السلاوي وغيرهما، ومن دمشق ابن القماح وغيره، واشتغل وحصل ولازم الشيخين أبا جعفر الغرناطي وابن جابر وغيرهما؛ وكتب الخط المنسوب وبرع في الأدب وغيره ونظم تلخيص المفتاح والسراجية في فرائض الحنفية ومحاسن الاصطلاح للبلقيني وشرح البردة وخمسها وذيل على تاريخ أبيه بطريقته، ودخل القاهرة ودمشق وأقام في كل منهما مدة، وكتب في ديوان الإنشاء ببلده وبالقاهرة بل ناب فيها عن كاتب السر وتعين للوظيفة مراراً فلم يتهيأ فيما قاله العيني؛ قال وكان يتهم بشرب المسكر. وقال شيخنا في إنبائه إنه ولي عدة وظائف وأنه طارح الأدباء القدماء كفتح الدين بن الشهيد بأن كتب له بيتين فأجابه بثلاثة وثلاثين بيتاً وطارح أيضاً السراج عبد المطيف الفيومي نزيل حلب ونظم كثيراً وأحسن ما نظم محاسن الاصطلاح وليس نظمه بالمفلق ولا نثره، وله قصيدة تسعة أبيات قافيتها عودي وبيت واحد فيما لا يستحيل بالانعكاس مع التزامه الحروف المهملة وهو ثاني أبيات قوله:

أيا فاضلاً في العلا سؤله

 

له العلم والحلم سارا معا

أعد حال ملك وحل عـدو

 

ودع لحو كل ملاح دعـا

ودم سالماً لاعداك السرور

 

ولا رام سعدك ساع سعى

وله:

قلت له إذ ماس في أخضر

 

وطرفه ألبابنـا يسـحـر

لحظك ذا أو أبيض مرهف

 

فقال لي ذا موتك الأحمر

وقال ابن خطيب الناصرية: كان ناظماً بليغاً فصيحاً تام الفضيلة في صناعة الإنشاء بحيث أنه عين لكتابة سر مصر؛ قال ومن نظمه مضمناً:

أضحى يموه وهو يعلـم أنـنـي

 

كلف به ولذاك لم يتـعـطـف

فغدوت أنشد والغـرام يهـزنـي

 

روحي فداك عرفت أم لم تعرف

وقوله في ضبط أشهر القبط:

برمهات برمودة وبشـنـس

 

وبؤون أبيب مسري الحرور

ثم تـوت وبـابة وهـتـور

 

وكيهك وطـوبة أمـشـير


وقال فيما يقرأ طرداً وعكساً من المهمل بغير نقط وصدره بثلاثة أبيات هي ما عدا الأول منها مهملة وأعقبه ببيت آخر مهمل فقال:

أيا فاضل ذلق مـمـلـق

 

وذا فطنة قلب رفـعـا

إمام أمام العـلا سـؤلـه

 

له العلم والحلم سارا معا

وكم همم للسها سروهـا

 

لها سودد سرها أطلعـا

أعد حال ملك وحل عـدو

 

ودع لحو كل ملاح دعـا

ودم سالماً لاعداك السرور

 

ولا رام سعدك ساع سعي

وإليها أشار شيخنا كما تقدم مما يحتاج كل منهما لتحرير. وله لما قبض الظاهر برقوق على منطاش وقتله:

الملك الظاهر في عزه

 

أذل من ظل ومن طاشا

ورد في قبضته طائعـاً

 

نعير العاصي ومنطاشا

قال شيخنا اجتمعت به وسمعت كلامه وأظن أني سمعت عليه شيئاً من الحديث ومن نظمه ولكن لم أظفر به إلى الآن. مات بالقاهرة في يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان رحمه الله وعفا عنه. وقد ذكره شيخنا في معجمه أيضاً والمقريزي في عقوده.
10 - الطاهر بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف القاضي جمال الدين الأنصاري الزبيدي المكي أخو الوجيه عبد الرحمن الآتي ويعرف بابن الجمال المصري. مات بها في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين ودفن جوار أخيه.
11 - طاهر بن محمد بن أبي بكر بن محمد العجمي نزيل مكة والمجلد بها. مات بها في المحرم سنة خمس وثمانين.
12 - طاهر بن محمد بن علي بن محمد بن محمد مكين الدين أبو الحسن بن الشمس ابن النور النويري ثم القاهري الأزهري المالكي أخو علي ومحمد المذكورين. ولد بعد التسعين وسبعمائة بقرية دنديل بالقرب من النويرة وانتقل إلى القاهرة وحفظ القرآن وتلا به كما قرأته بخطه إفراداً وجمعاً على الشمس أبي عبد الله الحريري الشراريبي والنور الحبيبي وجمعاً للعشر إلى أول النساء على ابن الجزري وسمع عليه أشياء وللثلاث الزائدة عليها على ابن عياش لقيه بمكة حين جاور بها. وتفقه بالجمال الأقفهسي والشهاب الصنهاجي وأبي عبد الله بن مرزوق شارح البردة وغيرها وعبيد البشكالسي وكذا بالزين عبادة والبساطي ولازمه حتى أذن له؛ وأخذ العربية عن الصهاجي وغيره والفرائض عن الصدر السويفي وسمع عليه جزءاً فيه أحاديث مخرجة في مشيخة الفخر من جزء الأنصاري وكثيراً من الفنون عن القاياتي، ولازمه حتى كان أجل من أخذ عنه وكذا أخذ عن يحيى العجيسي وكنت ممن قرأه عليه بل تصدى لنشر العلم وقتاً وصار من العلماء المعدودين المتفننين العارفين بالفقه وأصوله والعربية والقراءات وغيرها السالكين طريق أهل الصلاح والخير، انتفع به الفضلاء وكثرت تلامذته كل ذلك مع الانجماع عن الناس والمحافظة على أسباب الخيرات والتحرز عن الفتيا بحيث إنه إذا ألح عليه لا يزيد في الجواب بلفظه على عبارة كتاب، غير منفك عن الاشتغال والمطالعة ومزيد التواضع والخلق الرضي وحسن الشكالة والخفر والبهاء والسكون قل أن ترى الأعين في معناه مثله؛ ولي مشيخة الاقراء بجامع طولون بالقاهرة وبالجمالية، والفقه بالمدرسة الحسينية، ووصفه القاياتي في سنة تسع وثلاثين بالإمام العلامة، وأثبت شيخنا اسمه في القراء بالديار المصرية في وسط هذا القرن وقال إنه قرأ على النشوي عن أبي بكر بن أيدغدي عن التقي بن الصائغ فالله أعلم. مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين وصلى عليه بالصحراء في مشهد حافل ودفن بتربة طشتمر حمص أخضر وعظم الأسف على فقده رحمه الله وإيانا.
13 - طاهر بن محمد بن محمد بن محمد معز الدين بن العماد بن الغياث بن السيف الهروي الحنفي نزيل مكة. ولد في سنة اثتتين وأربعين وثمانمائة تقريباً بهراة، ونشا بها فأخذ عن ملا محمد بن أمين الدين القوهستاني في المتون وغيرها والنظام عبد الرحيم الزباركاهي في العربي والمنطق والكمال حسين الهروي في المطول وحواشي السيد وشروح الطوالع والمطالع، وابن أخي النظام المذكور الجلال أبي المكارم بن الشهاب عبد الله في كثير من الفنون مع الفقه، ثم هاجر من بلاده فدخل أماكن كالعراق وأذربيجان واجتمع بفضلائها إلى أن وصل لمكة قريب التسعين فاجتمع عليه جماعة من الأغراب ثم انثنوا عنه؛ وكان هو يحضر دروس القاضي البرهان ثم ولده ويبحث، ولما وردتها في سنة ثلاث وتسعين قرأ علي في شرحي للأفية قطعة كبيرة ولازمني في غيرها واغتبط بي كثيراً ثم ترك الاشتغال وأقبل على الكتابة للاسترزاق فإنه تزوج ورزق بعض الأولاد مع عدم انقطاعه عن دروس القاضي بل قرأ على عبد المعطي المغربي عوارف السهروردي وغيرها وسمع عليه الرسالة القشيرية وغيرها وربما ألم بالشريف قاضي الحنابلة وعاد لإقراء الطلبة، وبالجملة له فضل ومشاركة ولكنه لطيف الحركة والعقل وربما خرج في أيام الحر ولبس الطرطور واللبد كان الله له.
14 - طاهر بن يونس الموصلي. رأيته كتب في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة على رسالة للجمال عبد الله بن علي بن أيوب في الطب ما سيأتي، وفي شيوخ أبي اللطف الحصكفي ثم القدسي الحاج زين الدين طاهر بن قاضي الموصل قرأ عليه الأدوار للصفي عبد المؤمن الأرموي وكأنه هذا.
15 - طاهر الفقيه من ذرية عثمان بن أبي بكر بن عمر الناشري. رجل مبارك ملازم للجماعات واكتساب الخيرات يأكل من كسب يده. مات سنة أربعين بزبيد.
16 - طاهر رجل قدم القاهرة فنزل البرقوقية وأقرأ الطلبة. وممن قرأ عليه صاحبنا الشهاب حفيد البيجوي قرأ عليه غالب القطب وقال لي إن مات بمكة.
17 - طه بن خالد بن موسى الاطفيحي ثم القاهري الأزهري الشافعي والد عبد اللطيف. ممن اشتغل ولازم الشرفي بن الجيعان واختص به وتنزل في جهات على خير واستقامة؛ ومن شيوخه بل سمع على الزين شعبان بن حجر بقراءتي الأدب المفرد للبخاري؛ وحج. مات في 18 - طرباي الأشرفي قايتباي. استخلفه أخوه تنم حين سفره بعد قضاء أمر جدة في سنة ست وتسعين فأقام بها ثم بمكة إلى أن جاء المستقر عوضهما في التي تليها وهو ممن يحسن التلاوة ويجيد الطواف ويتشاهم.
19 - طرباي الظاهري برقوق. كان من رؤوس الفتن في أيام الناصر فرج ثم أنعم عليه المؤيد بامرة طبلخاناه ووجهه في الرسلية لنوروز ثم أعطاه نيابة غزة ثم كان ممن فر منه لقرا يوسف فلما دخل ططر بالمظفر لدمشق قدم عليه فرحب به فلما تسلطن عمله حاجب الحجاب وقدم معه القاهرة ثم نقل في أيام ابنه إلى الأتابكية ثم أمسكه برسباي قبل سلطنته وحبسه باسكندرية ثم أرسل به بعدها إلى القدس بطالاً ثم أعطاه نيابة طرابلس فباشرها مدة ثم قدم عليه فأكرمه جداً ورجع على نيابته ثم كان ممن سافر معه إلى آمد، واستمر بطرابلس حتى مات بها فجأة عقب صلاة الصبح وهو بمصلاه يوم السبت رابع رجب سنة سبع وثلاثين وقد أناف على الستين؛ وكان فيما قيل أميراً جليلاً شجاعاً ديناً عفيفاً عن القاذورات غزير العقل حسن الشكالة ضخماً مع إقدام وتكبر وميل لأبناء جنسه الجراكسة.
20 - طرغلي بن سقل سيز من أمراء التركمان. قتل مع تغري ورمش في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين. قيل إنما هو ضرغلي - بالضاد المعجمة.
21 - طرمش - بضم أوله وكسر ثالثه وآخره معجمة ومعناه قام - الكمشغاوي كشبغا الحموي نائب حلب. كان دوادار سيده بها ثم صار من جملة أمراء حلب وبنى بها نقوشاً منها جامعاً مليحاً ثم نقله الظاهر برقوق إلى حجوبية الحجاب بطرابلس وبنى بها تربة ووقف علها أوقافاً ثم توجه إلى حصن الأكراد بعد سنة آمد فتوفى بها، وكان مشكور السيرة. ذكره ابن خطيب الناصرية وغيره.
 
22 - ططر الظاهري برقوق الملك الظاهر أبو الفتح. كان من صغار مماليك أستاذه ثم كان من خاصكية ولده الناصر فرج إلى أن انضم على شيخ ونوروز في أيامه بعد موت جكم فلما قتل الناصر ودخل شيخ صحبة الخليفة المستعين بالله العباسي المستقر سلطاناً بالديار المصرية كان ممن قدم معه؛ فلما تسلطن المؤيد تأمر ولا زال يترقى حتى صار أحد المقدمين بل عمله المؤيد نائب غيبته لما توجه لقتال قانباي المحمدي نائب الشام، وسكن باب السلسلة فلما رجع استقر به رأس نوبة النوب ثم أمير مجلس ثم جعله المؤيد في مرض موته متكلماً على ابنه المظفر أحمد، وسافر بعد موت أبيه ثم توجه بأمه خوند سعادات إلى البلاد الشامية فبمجرد الوصول لدمشق قبض على الأتابك الطنبغا القرمشي، واستقر ططر في الأتابكية كل ذلك وهو يمهد الأمر لنفسه إلى أن خلع المظفر واستقر عوضه في المملكة يوم الجمعة تاسع عشري شعبان سنة أربع وعشرين وهو بدمشق وقد رجع مع المظفر من حلب ثم برز في سابع عشر رمضان عائداً إلى القاهرة فوصلها في رابع شوال فأقام إلى ثاني عشريه ومرض فلزم الفراش إلى مستهل ذي القعدة فنصل يسيراً ثم أخذ يتزايد إلى ثاني ذي الحجة فجمع الخليفة والقضاة وعهد لولده محمد واستمر في انحطاط إلى أن مات في ضحى يوم الأحد رابعه من سنة أربع وله نحو خمسين سنة ودفن من يومه بالقرافة بجوار الليث فكانت مدته أربعة أو خمسة وتسعين يوماً. وكان فيما قال شيخنا يحب العلماء ويعظمهم مع حسن الخلق والمكارم الزائدة والعطاء الواسع؛ ذكر لي أنه قبل أن يتسلطن في ليلة المولد النبوي من ربيع الأول سنة موته أنه كان في آخر الدولة المؤيدية في الليلة التي مات في صبيحتها المؤيد قد ضاقت يده لكثرة مصروفه وقلة متحصله حتى إن شخصاً قدم له مأكولاً فأراد أن يكافئه عليه فلم يجد في حاصله خمسة دنانير وما وجد أحداً من خواصه يقرضه له بل كلهم يحلف أنه لا يقدر عليها إلا واحداً منهم فلم يكن بين هذا وبين استيلائه على المملكة بأسرها وعلى جميع ما في الخزانة السلطانية التي جمعها المؤيد سوى أسبوع؛ قال وأمرني أن أكتب هذه الواقعة في التاريخ فإنها أعجوبة وقال المقريزي كان يميل إلى تدين وفيه لين وإعطاء وكرم مع طيش وخفة وشدة تعصب لمذهبه يريد أن لا يدع أحداً من الفقهاء غير الحنفية، وأتلف في مدته مع قصرها أموالاً عظيمة وحمل الدولة كلفاً كثيرة أتعب بها من بعده. وقال ابن خطيب الناصرية إنه كان مائلاً للعدل وأهل العلم يحبهم ويكرمهم ويتكلم في مسائل من الفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان صاحبي حين كان أميراً، وقال غيرهم نه كان عارفاً فطناً عفيفاً عن المسكرات مائلاً للعدل يحب الفقهاء وأهل العلم ويجلهم ويذاكر بالفقه ويشارك فيه وله فهم وذوق وبراعة في حفظ الشعر باللغة التركية وإلمام بذلك في الجملة مع إقدام وجرأة وطيش وخفة وكرم مفرط وملاحة شكل وكبر لحية سوداء وقصر جداً وبحة في صوته بشعة.
23 - طغرق من أولاد دلغادر التركماني نائب حمص. قتل في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين في وقعة للعرب، واستقر ابنه بعده.
24 - طغيتمر الجلالي البلقيني. تأخر بعد سيده حتى خدم عند أخيه العلي البلقيني ثم مات قريب الخمسين تقريباً.
25 - طقتمر البارزي. مات سنة سبع وخمسين.
26 - طلحة بن سعد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أبي العباس سيف الدين أبو الوفا بن سعد الدين بن بدر الدين المدني أحد مؤذنيها وفراشيها ويعرف بابن النفطي لكون أصله من نفطة. حفظ القرآن وأربعي النووي والمنهاج الفرعي والأصلي وألفيتي النحو والحديث والشاطبية، وعرض على جماعة كالابشيطي وأبي الفرج المراغي وأبي الفتح بن تقي، وقدم القاهرة عرض علي في سنة اثنتين وثمانين وكتبت له وقرأ على الديمي البخاري وغيره، وأخذ عن البكري وزكريا وغيرهما وتكرر قدومه القاهرة ودخل الشام وسمع من الناجي ومولده سنة أربع وستين تقريباً بالمدينة.
27 - طلحة بن محمد الشمة بن إبراهيم. الشيخ الصالح اليماني الزبيدي ثم المكي ويعرف بالشمة. مات بمكة في جمادى الأولى سنة ستين وقد كان يسمع معنا بها على الشرف أبي الفتح المراغي وفي الظن أنه من أصحابه وقبل ذلك سنة أربع وثمانمائة سمع علي الشريف عبد الرحمن الفاسي الشفا بأفوات.
28 - الطنبغا. مات بمكة في ربيع الأول سنة إحدى وستين.
 
29 - طوخ من تمراز الناصري فرج ويعرف ببني بازق أي غليظ الرقبة. استقر بعد أستاذه بمدة في أتابكية حماة ثم قدم صحبة الظاهر ططر؛ وصار من العشرات ثم في أيام الأشرف من رؤس النوب ثم أمير طبلخاناه ثم رأس نوبة ثاني ثم خرج في أيام الظاهر خشقدم مسفراً مع أقبغا التمرازي بنيابة دمشق ونابه منه نحو عشرة آلاف دينار مع ذمه وعدم رضاه، ثم صار مقدماً لأبويه له وربما أرجف بأخذ أقطاعه غير مرة حتى مات سنة اثنتين وسبعين.
30 - طوخ الظاهري برقوق ويقال له طوخ بطيخ. ارتقى بعد أستاذه إلى التقدمة فلم يلبث أن عصى على الناصر ابنه وانضم لشيخ ونوروز فلما اقتسما البلاد ولاه نوروز نيابة حلب، وكان معه على المؤيد فقبض عليه حين ظفر المؤيد به وقتله ذبحاً في ربيع الآخر سنة سبع عشرة بعد أن حوصر مع مخدومه بقلعة دمشق مدة طويلة.
31 - طوخ الناصري فرج ويعرف بطوخ مازي نسبة لأغاته مازي الظاهري. تأمر بعد موت المؤيد عشرة ثم صار من رؤس النوب وسافر لمكة غير مرة أمير المحمل والأول ومقدماً على المماليك ثم أنعم عليه الأشرف بطبلخاناه ثم صار رأس نوبة ثاني ثم بعد موته ولاه ابنه نيابة غزة واستمر به الظاهر فيها بعد قدومه عليه فدام بها حتى مات في رجب سنة ثلاث واربعين وهو ابن نيف وخمسين؛ وكان فيما قيل مسرفاً على نفسه غير محتشم تغلب عليه المداعبة والمزاح، وقال آخر أنه لم يكن مشكوراً، واستقر بعده في غزة سميه الآتي، وقال المقريزي مستراح منه فقد كان من شرار خلق الله فسقاً وظلماً وطمعاً.
32 - طوخ الأبو بكري المؤيدي شيخ. كان من مماليكه وخواصه وبعده تأمر بغزة وصار أتابكها ثم قدمه الظاهر بدمشق ثم أعطاه نيابة غزة بعد الذي قبله فباشرها بضخامة وجلالة وشجاعة مع مزيد طمع إلى أن مات قتيلاً في وقعة كانت بينه وبين أبي طبر من عرب جرم الخارج عن الطاعة في سنة ثمان وأربعين أو التي تليها خارج غزة، وخلف تركة هائلة مع نوع كرم فيما قيل؛ وبلغني أنه كان مقطوع الأذن. طوخ بطيخ. في الظاهري قريباً.
33 - طوخ الجكمي جكم من عوض. تنقل بعد سيده إلى أن تأمر عشرة في أيام الأشرف ثم غضب عليه وحبسه ثم أعاده لامرة عشرة أيضاً إلى أن أمره الظاهر طلبخاناه ثم رأس نوبة ثاني ثم أبطله لما ضعف بصره ولزم بيته مديماً فيما قيل للانهماك مع التعاظم والجبن والبخل حتى مات في سنة ثمان وستين.
34 - طوخ الخازندار الظاهري برقوق. كان من مماليكه وخاصكيته ثم تقدم في أيام ابنه ثم ولاه الخازندارية الكبرى وصار من أعيان دولته لنفوذ كلمته عنده. مات بالقاهرة في أواخر جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وكثر التأسف عليه لحسن سيرته وعقله وشجاعته؛ وقال العيني: الخزندار أحد المقدمين بالديار المصرية وأمير مجلس. طوخ مازي. في الناصري.
35 - طوخ أحد المقدمين من الظاهرية برقوق. قتله المؤيد سنة سبع عشرة.
36 - طوخ أمير. مات في صفر سنة ثلاث وخمسين بالطاعون وما علمت شيئاً من حاله.
37 - طوغان شيخ الأحمدي. ثم ولي نظر المسجد الحرام المكي وامرة الراكز بمكة مدة، وكان يتفقه ويزاحم الفقهاء مع بلادة وعدم معرفة وأظهر مؤلفاً أعانه فيه غيره عارض فيه السيد السمهودي في امتهان البسط المكتوب عليها وعدم احترامها كتب له عليه جماعة؛ ومات بالقاهرة في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين.
38 - طوغان قيز العلائي علان أحد المقدمين في الدولة الناصرية. ترقى بعده حتى صار في الدولة المؤيدية رأس نوبة الجمدارية ثم أمره الظاهر جقمق عشرة ثم عمله أميرآخور ثالث ثم استاداراً بعد الناصري محمد بن أبي الفرج سنة أربع وأربعين ثم انفصل عنها حين خدع بطلبه الاستعفاء وأخرج إلى البلاد الشامية وتنقل في نيابة ملطية ثم أتابكية حلب ثم مقدماً بدمشق، وسافر أمير الركب الشامي ورام القبض على بعض قطاع الطريق فاستجار بأحد أبواب المدينة النبوية فأراد أن يحرقه بل يقال أنه أوقد به النار فلما بلغ ذلك السلطان قبض عليه وحبسه بقلعة دمشق بل كتب الزين الاستادار لتخوفه من عوده إلى الوظيفة محضراً بكفره وما بلغ قصده بل دام في الحبس مدة ثم أطلق؛ واستمر حتى مات في أواخر سنة ثلاث وستين أو أوائل التي تليها، وكان رئيساً معظماً في الدول ذا ذوق ومحاضرة في الجملة ومعرفة بتأدية الموسيقى.
 
39 - طوغان أميرآخور، كان في ابتدائه مكارياً للبغال عند طولون نائب صفد الآتي قريباً فتنقل إلى أن صار جندياً وركب فرساً واتصل بخدمة المؤيد وهو أمير فلما تسلطن قربه وأنعم عليه بامرة عشرة ثم ولاه نيابة صفد ثم حجوبية الحجاب بدمشق ثم قدمه بالديار المصرية ثم رقاه إلى الآخورية الكبرى وعظم وضخم؛ ثم كان ممن جرده إلى البلاد الحلبية صحبة الأتابك الطنبغا القرمشي في سنة ثلاث وعشرين ولم يلبث أن مات المؤيد فأخرج ططر مدبر ولده أقطاعه ووظيفته ثم نفاه إلى طرابلس إلى أن أنعم عليه الأشرف فيها بامرة عشرة ثم تغيظ عليه وحبسه بالمرقب إلى أن قتل في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين، وكان من المهملين الذي قدمهم المؤيد ليجد بهم راحة من ألم رجليه وعجزه عن الحركة.
40 - طوغان الحسني الظاهري برقوق الدوادار وكان يعرف بالمجنون. ممن رقاه الناصر ابنه حتى عمله مقدماً ثم دواداراً كبيراً وباشرها بحرمة وعظمة إلى أن خامر مع جماعة كان الناصر قدمهم أمامه إلى البلاد الشامية جاليساً وانتموا لشيخ ونوروز واستقر به شيخ حين نظاميته في الدوادارية فلما تسلطن استمر به فيها وتزايدت عظمته جداً ثم ركب هو ومماليك على السلطان وانتظر من كان تواعد معه فلم يجئه أحد فاختفى ثم وجد بمصر القديمة فحمل إلى القلعة ثم أرسل به إلى اسكندرية فسجن فيها حتى قتل في المحرم سنة ثمان عشرة وخلف أموالاً جمة، وكان شجاعاً مقداماً أهوج مسرفاً على نفسه متجاهراً مع ظلم وعسف، وقال العيني أنه كان جميل الصورة طويلاً عريضاً محتشماً يراعي العلماء ويعتقدهم متعصباً مع من يلوذ به، ولكنه كان مشتغلاً بالشرب والمغاني أيام الناصر ثم قصر عن ذلك فصار يسمع من العلوم ويجالس العلماء، وهو والد الناصري محمد الآتي وصاحب المدرسة برأس حارة برجوان من الشارع وبها ضريح وسبيل والربع والدار المجاورين لبيت البلقيني من حارة بهاء الدين.
41 - طوغان الدمرداشي أخو بلبان، رومي الأصل واسمه حمزة بن محمد. كان والده نائب قلعة الروم فتسببت عمته وهي زوجة حزمان الأبو بكري الماضي في إحضاره هو وأخوه فنزلهما الظاهر جقمق في جملة المماليك واحتالا على أن صيرا أنفسهما مملوكين لدمرداش تاجر المماليك، ثم كان ممن صار للاشرف إينال بعد المنصور، وخدم مثقال الساقي وهو الذي قربه للاشرف حتى عمله خاصكياً فلما مات إينال تودد لخشقدم اللالا وزاد اختصاصه به، وفي أثناء أيام الأشرف قايتباي مسح اسمه من الخاصكية لكون علا عليه بصوته في كائنة بل رام نفيه، ورد حينئذ اسمه في الديوان إلى الأصل وهو حمزة واسم أخيه إلى علي فلما كان في سنة خمس وتسعين بعد بروز المجردين جعله من السلحدارية كل هذا مع كونه خيراً محباً في العلماء والصالحين بحيث كثر تردده إلي وسمع مني وعلى أشياء وهو ممن حج غير مرة وجاور، وكان من جملة الراكزين بها في سنة ست وتسعين والتي بعدها وتجرد غير مرة وقرأ القرآن ظاهراً ونعم الرجل.
42 - طوغان دوادار طوخ الأبو بكري الماضي قريباً قتل معه في سنة ثمان أو تسع وأربعين.
43 - طوغان السيفي دوادار السلطان بدمشق. اختلف في سيده فقيل نوروز الحافظي أو اقبردي المنقار، كان من أجناد الدولة الأشرفية ثم عمله الظاهر جقمق خاصكياً ثم نائب دمياط ثم أتابك غزة ثم أمير طبلخاناه بدمشق ثم دواداره بها وسافر منها أمير الترك ثم استقر به في نيابة الكرك، ولم يلبث أن قتل بها في سنة ست وخمسين، وكان مشكور السيرة مع سوء خلقه وبادرته وطيشه وإنما قدمه الظاهر لكونه لما ندبه لقتل قرقماس الشعباني باسكندرية لم يستعف كغيره. قلت وأظن أنه والد علي دوادار قانصوه خمسمائة أميرآخور وقد قال لي أنه كان مؤيدياً.
 
44 - طوغان السيفي تغري بردى نائب الشام. رقاه السيد وجعله خازنداره ثم دواداره ثم صيره الناصر فرج حين ولي سيده نيابة دمشق المرة الثالثة أحد المقدمين بها مع استمراره على دوادارية سيده، وبعد سيده استمر على التقدمة إلى أن تقلبه الأشرف لحجوبية حلب ثم عزل عنها بعد سنة ست وثلاثين، وعاد لدمشق على تقدمة بها حتى مات بها في حدود الأربعين عن نحو السبعين، وكان عارفاً بفنون الفروسية مغرماً باقتناء الخيول الجيدة غير ممتع بها إلا أنه كان بخيلاً حريصاً على الجمع مع حسن الشكالة والعقل وجودة الرأي والتدبير والخبرة بالوقائع والحروب. ترجمه ولد سيده.
45 - طوغان العثماني الطنبغا. صار بعد المؤيد خاصكياً ثم ولاه الأشرف في أوائل أيامه نيابة القدس فشكرت سيرته في قمع المفسدين بتلك النواحي وأضيف إليه نظر الحرمين وقتاً وأسرف في القتل إلى أن عزله الظاهر وولاه حجوبية حلب ثم نقله إلى نيابة غزة بعد حطط؛ ولم يلبث أن مات بها في سنة اثنتين وخمسين؛ وكان مذكوراً بالشجاعة والكرم.
طوغان العلائي. مضى في طوغان قيز تقريباً.
46 - طوغان العمري المؤيدي شيخ. تأمر عشرة في أول الأيام الخشقدمية إلى أن قتل في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين وقد قارب السبعين.
47 - طوغان ميق ويقال له شارب. تزوج ابنة السفطي الكبرى، وتأمر في أيام الظاهر خشقدم، ومات في.
48 - طولو بن علي باشا الظاهري برقوق. كان من أعيان خاصكيته وترقى بعده إلى الامرة ثم ولي نيابة غزة ثم نيابة اسكندرية ثم صار أحد المقدمين ثم انضم مع شيخ وجكم؛ واستمر بالشام إلى رمضان سنة ثمان فرسم باستقراره في نيابة صفد إلى أن قتل في مقتلة بين حماة وحمص في ذي الحجة منها وهو أستاذ طوغان أميرآخور الماضي قريباً.
49 - طومان باي الظاهري جقمق. كان في أيامه خاصكياً وتأمر في أول أيام خشقدم فسار فيها أقبح سيرة لا سيما حين عمر دار المجاورة للبيبرسية، ودام على ذلك إلى أن تجرد لسوار؛ ورجع فأقام ثلاثة أيام، ومات في صفر سنة أربع وثمانين، وقد قارب الخمسين.
50 - طوير بن أبي سعد الحسني. مات بمكة في سنة أربع وأربعين.
51 - طيبغا البدري حسن بن نصر الله الصاحب. مات سنة خمس وأربعين.
52 - طيبغا ويسمى عبد الله أيضاً الشريفي عتيق الشريف شهاب الدين نقيب الاشراف بحلب. سمعه مع أولاده من الجمال بن الشهاب محمود وتعلم الخط معهم من الشيخ حسن ففاق في الخط الحسن بحيث كتب الناس عليه، واستقر في وظيفته تعليم الخط بالجامع الكبير ثم أجلسه الكمال بن العديم مع العدول وفر في الكائنة العظمى إلى دمشق فأقام بها مدة، وحدث بها وعلم الخط إلى أن مات في آخر سنة خمس عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه تبعاً لابن خطيب الناصرية، ونقل عنه أنه قال كتبت عليه بحلب، وقرأت عليه الحديث بالقاهرة في سنة ثمان وثمانمائة.
53 - طيبغا التركي فتى ابن القواس. مات سنة خمس عشرة ويحرر مع الذي قبله 54 - الطيب بن إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم العامري الحرضي اليماني الماضي أبوه. استجازني أبوه له ولنفسه في سنة أربع وتسعين وأنا بمكة.
55 - الطيب بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن ابن عبد الله أبي القسم الناشري اليماني الماضي. ولد في ربيع الآخر سنة ثمان وستين وسبعمائة؛ وأخذ عن أبيه في الفقه والتفسير وغيرهما وعن الشهاب أحمد ابن أبي بكر الناشري، وحج غير مرة وزار ولقي البرهان بن فرحون والزين المراغي فسمع منهما وأجازه جماعة ولما حج والده في سنة تسع وثمانمائة استخلفه على قضاء الكدرا فصمم على عدم القبول فتلطف به أخوه عبد الله حتى قبل فكان يقال ان بدايته كنهاية أبيه، وقد أخذ عنه جماعة من أولاده وأقربائه، وقدم زبيد في رمضان سنة تسع وعشرين فقرأ عليه قريبه العفيف عثمان مؤلف الناشريين وهو المترجم له. مات في جمادى الثانية سنة أربع وأربعين في قرية المراوعة؛ ودفن عن الشيخ علي بن عمر الأهدل.
الطيب اليماني. هو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد.
 
56 - طيفور الظاهري برقوق، ويقال انه كان يقال له أيضاً بيخجا ولكن طيفور الأغلب وليس هو بطيفور العواد. ترقى في أيام أستاذه حتى صار أميرآخور ثاني ثم نائب غزة ثم نقل بعد مدة إلى حجوبية دمشق الكبرى ثم كان بعد موت أستاذه ممن وافق نائبها تنم الحسني على العصيان وممن قتل بقلعتها في منتصف شعبان سنة اثنتين عن نيف وثلاثين؛ وكان تركي الجنس حسن القامة مليح الصورة متصلفاً مسيكاً مائلاً إلى اللهو والطرب.

حرف الظاء المعجمة

57 - ظافر بن محمد بن مشرف الفيومي. ولد تقريباً على رأس القرن ولقيه ابن الأسيوطي في أول سنة تسع وستين فزعم أن له فضية في النحو والفقه مع فهم ونظم جمعه لكثرته في ديوان وباشر الامرة كأسلافه بتلك الناحية ثم أعرض عنها لولده وأقبل على العبادة والأوراد وصحب الشيخ محمد بن أحمد بن مهلهل فعادت عليه بكرته؛ وحج ودخل مصر وكذا منفلوط وغيرها من الصعيد ثم رجع فأقام ببلده وأثنى على كرمه وكتب عنه من نظمه في قصيدة:

تواترت لكمـال الـدابـلـياتـي

 

تحكي مديد طويل الـدابـلـيات

وقد تقارب حتفي بالسـريع إلـى

 

خفيف ما سرح إلا هو المضلات

58 - ظهيرة بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي الحنفي. ولد في سنة خمس وأربعين وسبعمائة ظناً بمكة؛ وسمع من العز بن جماعة والموفق الحنبلي والتقي الحراري والجمال بن عبد المعطي وآخرين كالكمال بن حبيب والبهاء بن خليل وأجاز له جماعة منهم أبو الحرم القلانسي وابن الرصاص والخلاطي وابن كثير وابن أميلة؛ وحدث سمع منه الحفاظ لغرابة اسمه ومنهم شيخنا قرأ عليه بمكة قليلاً، وذكره في قسمي معجمه والتقي بن فهد وأولاده وتزوج أم الحسين ابنة أبي عبد الله محمد بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة، وخدم جدتها فاطمة ابنة أحمد بن القسم الحرازي وابنتها خالة زوجته زينب ابنة الشهاب الطبري؛ وصار يتجر فكثر ماله من نقد وعروض وعقار. مات في صفر سنة تسع عشرة، وممن ذكره المقريزي في عقوده.
ظهيرة بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد. يأتي في أبي بكر من الكنى.
59 - ظهيرة بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن عل بن أحمد بن عطية بن ظهيرة ظهير الدين أبو الفرج بن الرضي أبي حامد بن القطب أبي الخير بن الكمال أبي السعود القرشي المكي المالكي الآتي أخوه المحب محمد وأبوهما ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بمكة وأمه أم الحسين الصغرى ابنة القاضي محب الدين بن ظهيرة، ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به والأربعين النووية ومختصر ابن الحاجب الأصلي والفرعي مع الرسالة لابن أبي زيد أيضاً وألفية الحديث والنحو، وعرض على ابن الهمام والكافياجي وأبي البقا ابن الضيا وإبراهيم الزمزمي وآخرين وتفقه بالقاضي عبد القادر وعنه أخذ العربية وكذا أخذ طرفاً منها ومن الأصول والمنطق في سنة إحدى وستين عن أبي عبد الله محمد ابن محمد بن أحمد بن مرزوق والأصول عن الكمال إمام الكاملية والزين خطاب وسمع من أبي الفتح المراغي والزين الاميوطي والتقي بن فهد والشهاب الشوايطي وغيرهم وأجاز له في سنة ثلاث وأربعين جماعة، وكان ديناً حيياً متصوناً بارعاً في الفقه والعربية كثير المحاسن ولي قضاء المالكية بمكة بعد ابن أبي اليمن في سنة ثمان وستين وباشره بعفة ونزاهة ومبالغة في التأدب مع شيخه ومراعاة لخاطره ثم انفصل عنه بعد أشهر حين قدح له وأبصر بل يقال انه استعفى حياءً منه، ولم يلبث أن مات في عشاء ليلة الأحد ثامن ذي الحجة منها وصلى عليه عند الحجر الأسود ثم دفن بالمعلاة وتأسف الناس عليه وصبر أبوه على فقده رحم الله شبابه.
ظهير جماعة اختصاراً من لقبهم ظهير الدين منهم.

حرف العين المهملة

60 - عادي بن إسماعيل بن ملك بن عادي سلطان دهلك. مات سنة ست وستين.
61 - عامر بن طاهر بن معوضة بن تاج الدين اليماني ويعرف بابن طاهر. ولد في سنة إحدى عشرة وثمانمائة وقتل على باب صنعاء في سنة سبعين كما أشير إليه في شارب، وكان قد ملكها وغيرها من حصون اليمن، وكان عفيفاً صادقاً جواداً مقداماً شجاعاً لكن لم يكن أخوه علي راضياً كما كان يفعله من شن الغارات واتلاف الزروع وطم الانهار وتحريك الاشجار على أهل صنعاء مما يلجئه إليه الحرب، وقد رثاه جماعة من شعراء زبيد وغيرها، وخلف سبعة ذكور قام أخوه المذكور بكفالتهم ومصالحهم حتى مات.
62 - عامر بن عبد الوهاب بن داود بن طاهر حفي أخي الذي قبله. ملك اليمن بعد أبيه واختلف عليه بنو عامر الذي قبله ولكن كانت شوكته قاهرة لهم واشتغل بالنظر في مدارس وغيرها بعمارتها وتنمية أوقافها، والغالب عليه الخير ومحبة العلماء مع حسن العقيدة ممن مدحه الشعراء.
63 - عامر ويسمى محمد بن المحب محمد بن الرضي محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم شريف الدين أبو الثناء الطبري المكي مات بها قبل استكمال سنتين في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين. عامر بن الطباع.
64 - عامر الخيفي. مات في سلخ ذي القعدة سنة سبع وستين. ذكره ابن فهد في الذيل وكان نديماً منشداً وربما نظم؛ وانعقد لسانه قبل موته. وقد مضى أحمد بن سعد الخيفي ولعله أخوه.
65 - عايض بمعجمة آخره ابن سعيد الحبشي الحسني مولى السيد حسن بن عجلان القائد. مات بمكة في شوال سنة خمس وخمسين.
 
66 - عبادة بن علي بن صالح بن عبد المنعم بن سراج بن نجم بن فضل بن فهد بن عمرو الزين الأنصاري الخزرجي الزرزاري القاهري المالكي. ولد في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وسبعمائة بزرزرا من قرى مصر وقرأ بها القرآن ثم انتقل إلى القاهرة فحفظ كتباً ومع الكثير على التنوخي وابن الشيخة والصلاح الزفتاوي والعزيز المليحي والشمس بن ياسين الجزولي والتاج بن الفصيح وابن أبي المجد والمطرز والنور الهوريني والشمس إمام الصرغتمشية والشهاب الجوجري والحلاوي والسويداوي وناصر الدين بن الفرات والشرف بن الكويك والسراج البلقيني والزين العراقي والهيثمي والتقي الدجوي والغماري والنور الابياري والجمال الرشيدي والشمس محمد ومريم إبنا الاذرعي وآخرون وتفقه بأخيه الشيخ نور الدين وبالتاج بهرام والجمال الاقفهسي وقاسم بن سعيد العقياني المغربي - وكان يصفه بأنه من جلة العلماء - والشهاب المغراوي والشمس الغماري وعنه أخذ العربية وغيرها وكذا أخذ العربية والاصلين والمعاني وكثيراً من العلوم عن العز بن جماعة وحضر أيضاً عن البساطي والشهاب الصنهاجي واللغة عن الأبياري والحديث عن الزين العراقي والسراج البلقيني ولازم البدر الدماميني حتى أخذ عنه حاشيته على المغني ودخل صحبته اليمن في سنة تسع عشرة وفارقه لما توجه البدر إلى الهند وحج حينئذ وكان بمكة في سنة عشرين؛ وعرض عليه بها حينئذ أبو الفرج بن المراغي بعض محافيظه ولازم الاشتغال حتى تقدم في الفقه والاصلين والعربية وشارك في غيرها وصار أحد أعيان مذهبه ونسخ بخطه الحسن الكثير ودرس للمالكية في الشيخونية بعد ابن تقي وفي البرقوقية بعد ابن عمار وفي الأشرفية برسباي من واقفها أول ما فتحت بعد أن كان الواقف رام الاقتصار فيها على الحنفية فقط، وتصدى للتدريس والافتاء والافادة قديماً وأخذ الناس عنه من أهل كل مذهب طبقة بعد أخرى وانتفعوا به في الفقه وأصوله والعربية وغيرها من الفنون مع حسن تربيته للطلبة وعدم مسامحته لهم بل يغلظ على من لم يرتض فهمه أو بحثه منهم إلى أن اشتهر ذكره وبعد صيته وعين لقضاء المالكية بعد موت البساطي فأبى وصمم مع إلحاحهم عليه على الامتناع ثم اختفى بعد قول كاتب السر له عن السلطان أنه يخبر أنه قد ولي السلطنة مغصوباً فهو أيضاً يوليك مغصوباً فقال حتى أستخيرا لله ثم تسحب من وقته وسافر إلى دمياط فاختفى بها وكذا أقام عند الشيخ إبراهيم المتبولي مختفياً أياماً حتى استقر البدر بن التنسي فظهر حينئذ ولم أعلم بعد البرهان الابناسي من أهل هذا القرن من شاركه في الصدق لعدم قبول القضاء غير ثم انقطع إلى الله تعالى وأعرض من الاجتماع بالناس بل والافتاء إلا باللفظ أحياناً وأقام عند الشيخ مدين في زاويته بالمقس مقبلاً على شأنه منقطعاً إلى العمل والعبادة في ازدياد من الخير والمحاسن حتى مات في يوم الجمعة سابع شوال سنة ست وأربعين وصلى عليه بالأزهر تقدم الناس الشيخ مدين المذكور وكثر التأسف على فقده ولم يخلف بعده في المالكية مثله وكان فصيحاً طلق اللسان حسن التقدير علامة مبرزاً في المعقول والمنقول صالحاً خيراً زاهداً ورعاً صلباً في الدين غاية في التقشف خصوصاً في آخر أمره سالكاً طريق السلف لا يتحاشى المشي على قدميه في ضروراته وغيرها معللاً امتناع الركوب بما يترتب عليه من أمر المشاة ونحوهم بالاستناد له بغير ضرورة حتى يمر عليه أنس ووقار قليل الكلام إلا فيما يعنيه ومحاسنه كثيرة، ويقول مشيراً لشدة أعباء التزويج على سبيل المماجنة: لو كانت الشركة تصح في الزوجات لشاركت في جزء من أربعة وعشرين جزءاً؛ وهو مسبوق بنحوه من الاوزاعي فإنه قال لصديق له ان استطعت أن تكتفي في هذا الزمان بنصف امرأة فافعل رويناه في معاشرة الاهلين لأبي عمر النوقاتي، وقد حدث باليسير أخذ عنه أصحابنا واستشهد به شيخنا على من أنكر عليه حكايته عن البلقيني في تمتام كما حكيتها في الجواهر فقال كما قرأته بخطه وممن حضرها الشيخ زين الدين عبادة المالكي الشهير وقد كتبها بخطه بل ترجمه شيخنا في الانباء ترجمة جيدة فقال: الشيخ العالم العلامة المفنن رافقنا في السماع مدة ومهر في الفقه وغيره وصار بأخرة رأس المالكية وانقطع قبل موته بمديدة إلى الله تعالى، وقال العيني أنه كان من أهل العلم والدين رحمه الله تعالى ونفعنا به.
 
67 - عباس بن أحمد بن عباس الزين القرشي المغربي من الشاوية ومن بني مزورة عرب وطنوا فاس. ولد في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة تقريباً بصحراء تامستا آخر بلاد المغرب، وكان أبوه من شيوخ العرب فان يحضر له الفقهاء فقرأ القرآن والبزي في قراءة نافع والخرازي في الرسم وكذا في الضبط والجرومية والألفية ومقدمة ابن باب شاد والرسالة ثم انتقل إلى فاس فتلا بالسبع على إبراهيم المصمودي الحاج وأخذ عنه في العربية وكذا أخذ فيها عن أبي القاسم بن يوسف وأحمد بن العجل ومحمد الصغير وفي العروض عن علي المسوسي وتحول إلى تلمسان فأخذ الفرائض والحساب عن أحمد الكماد والنحو كالتسهيل والمغني وأصول الفقه كمختصر ابن الحاجب وأصول الدين كالارشاد لامام الحرمين والمنطق كالجمل للخونجي والمعاني والبيان كالتلخيص كل ذلك عن محمد بن العباس بتلمسان بل وقرأ عليه صحيح البخاري ومسلم والمقامات للحريري والفصيح لثعلب ومقصورة ابن دريد والطب كالرجز لابن سينا والمنصوري والموجز عن الشريف الحسني ولقي هناك محمداً الكازروني فقرأ عليه المطول والقطب ثم دخل الأندلس فتلا بالسبع أيضاً على محمد الموجاري وتونس فأخذ عن إبراهيم الخدري الارشاد لامام الحرمين والمقترح لأبي العز مظفر في أصول الدين أيضاً وعلى محمد الواصلي شرح المعالم الدينية لابن التلمساني وشرح جمل الخونجي لابن واصل في آخرين لقيهم بهذه الأماكن وغيرها؛ وقدم القاهرة في سنة تسع وستين فقطنها ولازم الشمني والكافياجي وغيرهما وأكثر التردد للأكابر من الأمراء والمباشرين وغيرهما؛ وزاد على الحد حتى صار عند أكثرهم مطرحاً بل اتهم بقضية قيل انه واطأ على الاختلاس فيها وما أجوز ذلك ولكنها محنة، وحج صحبة المنصور وتردد إلى حتى أخذ شرحي لمنظومة ابن الجزري دراية وغيره رواية، وكان كثير الاستحضار والمحفوظ طارحاً للتكلف محباً في المذاكرة غير متثبت فيما يذكره سيما وفراغه للمطالعة قليل وعلى كل حال فهو معدود في الفضلاء؛ وأكثر ترجمته من قوله. مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين بعد أن تعلل مدة طويلة وود له تركة تزيد على ما كان يظن به رحمه الله وسامحه وإيانا.
68 - عباس بن أحمد بن محمد السندبسطي القاهري. شيخ معمر لقي أبا العباس الزاهد ونقل عنه ثم صحب غير واحد من جماعته كالشيخ مدين وعظم اختصاصه به وأقام تحت نظره، وكان كثير العبادة والتوجه تالياً لما تيسر من القرآن ذاكراً لنبذة من حكايات الصالحين ونحوها معتقداً بين كثير من الخاصة والعامة. مات في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين ببلده وقد قارب المائة نفعنا الله به ورحمه.
69 - عباس بن أحمد بن محمد المناوي لكون أمه منها وكانت تعرف بالحوفية وأما هو فمولده في تل بسطة من الشرقية، وكان أبوه خطيبها ومات وابنه هذا صغير فتحول مع أمه لبلدها منية الشيرج فنشأ بها ثم تحول لبيت المقدس وهو كبير فجود القرآن عند الشهاب بن رسلان بالختنية منه وصحبه وتكرر قدومه عليه فلما مات قطن بجامع طرا ثم بجامع طولون ثم بالأزهر، ودام به نحو ثلاثين سنة على طريقة جميلة من مداومة التلاوة والاغتسال بالماء البارد لكل حدث شتاءً وصيفاً بدون إزار حتى عند دخوله الخلاء مع ذوق في التعبير ورغبة في الشفاعات واعتقاد كثيرين يه وحج قديماً ماشياً متجرداً وساح في أماكن. مات في ذي القعدة سنة تسعين فجأة بالحمام. رحمه الله وإيانا.
 
70 - العباس بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أبي العباس أحمد بن الحسن ابن أبي بكر بن أبي علي بن الحسن أمير المؤمنين المستعين بالله أبو الفضل بن المتوكل على الله بن المعتضد بالله بن المستكفي بالله بن الحاكم بأمر الله الهاشمي العباسي والد يحيى. بويع بالخلافة بعد أبيه بعهد منه في رجب سنة ثمان وثمانمائة؛ واستمر إلى أن أمسك الناصر في أوائل سنة خمسة عشرة فاتفق شيخ ونوروز على اقامته للحكم والتولية والعزل بدون سلطان وأقام كذلك إلى أن استقل شيخ بالسلطنة ولقب بالمؤيد فخلعه من الخلافة لكونه لم يوافق على ذلك هذا مع أنه وإن كانت السلطنة أضيفت إليه مع الخلافة فالأمر حقيقة إنما هو للمؤيد وبويع لأخيه داود ولقب المعتضد بالله وبقي هذا بالقلعة يسيراً ثم أرسل به إلى الثغر السكندري فسجن به إلى أن أفرج عنه الظاهر ططر من السجن خاصة وخيره بين القدوم إلى القاهرة أو الاقامة باسكندرية فاختارها لأنه استطابها، وحصل له مال كثير من التجارة وأذن له في الركوب لصلاة الجمعة وغيرها، وجهز له فرس بسرج ذهب وكنبوش زركش وبقجة قماش ورتب له هناك في كل يوم ثمانمائة واستمر على ذلك حتى مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون شهيداً وهو في أوائل الكهولة، وقد طول المقريزي في عقوده ترجمته، وكان خيراً ديناً حشماً وقوراً كريماً عنده تواضع وسودد؛ وقد امتدحه شيخنا لما عملوه سلطاناً بقصيدة سينية في ديوانه رحمه الله وإيانا.
71 - عباس بن محمد بن زياد الكاملي ويعرف بجده. مات سنة إحدى وثلاثين.
72 - العباس بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الكمال أبو الفضل بن الجمال أبي المكارم بن الكمال أبي البركات القرشي المكي الشافعي والد عبد الله الآتي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة ويسمى أيضاً محمداً ولكنه بكنيته أشهر منه باسمينه. ولد في ثاني ربيع الأول سنة خمس عشرة وثمانمائة بالقاهرة وحمله أبوه إلى مكة فنشأ بها وسمع من ابن سلامة والجمال محمد بن علي النويري وابن الجزري وأحمد بن إبراهيم المرشدي وأخيه الجمال محمد ومحمد بن أبي بكر المرشدي والتقي بن فهد وعمه أبي السعادات وأبي الفتح المراغي وآخرين؛ وأجاز له محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق والتقي الفاسي ومن المدينة الجمال الكازروني والنور المحلي وطاهر الخجندي والمحب المطري وغيرهم ودخل القاهرة غير مرة منها في سنة إحدى وخمسين وسمع على شيخنا في المحدث الفاضل وغيره وكذا دخل دمشق وغيرها وناب في القضاء بجدة عن عمه أبي السعادات في سنة خمسين وغيرها ثم استقل بها في سنة سبع وخمسين عوضاً عن ابن عمه الكمال أبي البركات بن علي ثم عزل في أوائل التي تليها وسافر إلى المدينة للزيارة فأقام بها يسيراً ثم مات بها بعد مرض طويل في يوم الأحد خامس رجب سنة أربع وستين وصلى عليه ضحى يوم الاثنين بالروضة الشريفة، وكان فاضلاً ذكياً جيداً المحاضرة مليح الشكل كريم النفس محبباً إلى أهله وأقاربه تزوج ابنة عمه أم هاني ابنة علي وقدر بعد دهر موتها بالمدينة أيضاً رحمهما الله وإيانا.
73 - عباس بن محمد بن موسى البلشوني. ممن سمع مني بالقاهرة.
العباس بن المتوكل بن المعتضد. مضى قريباً في ابن محمد بن أبي بكر بن سليمان.
74 - العباس أبو منديل الوهراني قاضيها. مات سنة تسع وعشرين.
 
75 - عبد الأحد بن محمد بن عبد الأحد بن عبد الرحمن بن عبد الخالق الزين أبو المحاسن الحراني الأصل الحلبي الحنبلي والد محمد الآتي. ولد سنة بضع عشرة وسبعمائة؛ وقال ابن خطيب الناصرية أنه فيما يحسب أخبره أنه سنة ست عشرة أو التي قبلها وأنه قرأ القراآت على جدي الأعلى لأمي وعم جدتي لأبي الفخر عثمان ابن خطيب جبرين وعلى غيره؛ وكان يعرف طرفاً منها ومن فقه الحنابلة وناب في الحكم بحلب؛ وكان شيخاً ديناً ظريفاً حسن المحاضرة قرأ عليه البرهان الحلبي ختمتين لأبي عمرو، واجتمع به ابن خطيب الناصرية غير مرة. مات في كائنة حلب بعد أن عاقبه التتار في ربيع الأول سنة ثلاث وقد عمر وذكره شيخنا في إنبائه في عبد الأحد وكذا في عبد الله وثانيهما غلط وقال غيرهما أنه من مشايخ حلب المشهورين صنف كافية القارىء في فنون المقارىء في القراءات وأنه كان حفظ المختار فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله على أي مذهب أشتغل فقال على مذهب أحمد؛ وأشار لذلك ولده الآتي في أرجوزته التي نظم فيها العمدة لابن قدامة فقال:

لمـا رآه والـدي إذ نـشـــا

 

في البعض من كراته التي رأى

فيها رسول اللّـه وهـو يسـأل

 

منه بأي مـذهـب يشـتـغـل

قال اشتغل بمذهب ابن حنـبـل

 

أحمد فاخترناه عن أمر جـلـى

ولا أرى تأويل هذي القـصـه

 

إلا لحكمة بنـا مـخـتـصـه

فيه أرادهـا لـنـا الـنـبــي

 

منـه وإلا كـلـهـم مـهـدى

جزاهم اللّه جزيل الـرحـمـه

 

عنا وكـل عـلـمـاء الأمـه

76 - عبد الأعلى ابن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي النجم أبو العلا بن الامام الشهاب أبي العباس المقسمي القاهري الشافعي. ولد في حدود سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه والمنهاج الأصلي والحاجبية في النحو وغيرها وعرض على جماعة واشتغل في الفقه وأصله والعربية عند الابناسي وغيره وتنزل في الجهات وسمع على التقي بن حاتم والشرف بن الكويك والنور الفوي بل سمع من الزين العراقي في أماليه؛ وحج وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه وكان كيساً ظريفاً بهياً حلو المحادثة حسن الايراد قانعاً متعففاً ذا مروءة تامة وشهامة وصدق وأمانة وكرم للعلاء القلقشندي به مزيد اختصاص. مات في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين ورزق قبيل موته ولداً فسماه يونس لبصير يونس بن عبد الأعلى وما أظنه عاش رحمه الله وإيانا.
77 - عبد الأول بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب صاحبنا سديد الدين أبو الوقت بن الجمال المرشدي المكي الحنفي الآتي أبوه. ولد في شعبان سنة سبع عشرة وثمانمائة بمكة وأمه حبشية مستولدة أبيها ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي والشاطبيتين وغاية المطلوب في القراءات الثلاث للزين بن عياش والعمدة لحافظ الدين النسفي في أصول الدين وكذا المنار في أصول الفقه له والكافية في العربية لابن الحاجب ومختصر القدوري في الفقه، وعرض على جماعة كالفنري وأجاز له والتقي الكرماني وتلا بالعشر على ابن عياش في نحو عشرين ختمة وأجاز له في سنة ست وثلاثين وشهد عليه القضاة أبو السعادات بن ظهيرة والجمال الشيبي ووصف المشهود عليه شيخنا وأبو البقا بن الضيا الحنفي وأبو البركات بن الزين المالكي والولري السفطي وكان حج وأرخ كتابته بليلة الثلاثين من ذي القعدة منها والكمال السيوطي وكان حينئذ هناك وقال إنه حضر قراءته لبعض المجالس في الحرم الشريف وعمه الجلال عبد الواحد ويحيى بن محمد المغربي الشاذلي نزيل مكة في سلخ ذي القعدة ومحمد بن عبد الله بن الرفاعي وأحمد بن سعد الاريحي الحنفي وتفقه بأبيه وبالسعد بن الديري وابن الهمام وهو أجل من أخذ عنه وبه انتفع وكتب له بعد وصفه بالشيخ العالم سليل العلماء الأماثل أنه يقرىء ما شاء من العلوم اللغوية صرف ونحو وبيان وبديع والعقلية والمركبة كأصول الفقه والكلام ويفتي بعد التأمل والمراجعة فإنه لذلك أهل وكفؤ كريم ألا وأنه قرأ علي وسمع كثيراً من الفقه والأصول وألقى أبحاثاً شريفة دالة على رسوخ ملكته في الفنون دلالة ترتقي عن مجرد الظنون فاستحق لذلك أن يجثى بين يديه وأن يعول الأفاضل في ذلك عليه وعنه وعن يوسف الرومي وإبراهيم الكردي أخذ أصول الفقه بل سمع على الأخير أيضاً في تفسير البيضاوي وقرأ عليه جملة من المصابيح للبغوي بحثاً وسمع في العضد على أبي القسم النويري وعنه أخذ بعضاً من العربية وكان أخذها من قبله عن عمه الجلال عبد الواحد وإمام الدين شيفكي قال وكان بحراً فيها وهو وإبراهيم الكردي ممن أخذ عن السيد الجرجاني وقرأ في الفرائض على البرهان الزمزمي وحضر في الثالثة على أبيه فهرسته بقراءة مخرجه ثم سمع عليه البخاري والشفا بل قرأ عليه العوارف للسهروردي وجمل عن أبي الفتح المراغي بقراءته وقراءة غيره أشياء وكذا سمع على ابن الجزري والزين عبد الرحمن أبي شعر الحنبلي كل ذلك ببلده، وأجاز له ابن سلامة والتقي الفاسي وأبو الفضل بن ظهيرة وآخرون من مكة والولي العراقي والزراتيتي وقارىء الهداية والفوي والشموس البوصيري والبيجوري والبرماوي وغيرهم من القاهرة والكمال بن خير من اسكندرية والشمس بن المحب والنجم بن حجي ولطيفة ابنة الاياسي وطائفة من دمشق؛ وارتحل لمصر غير مرة وأخذ بها عن غير ابن الديري وابن الهمام أيضاً ع جماعة أجلهم شيخنا رواية ودراية، وكان كثير الميل إليه والاصغاء له ووصفه بالفاضل الباهر الأوحد مفيد الطالبين فخر المدرسين؛ ووالده بالعلامة جمال الدين مفتي المسلمين رأس المحدثين واللغويين أمده الله تعالى بمعونته وأيده بروح منه وسلمه سفراً وحضراً وجمع له الخيرات زمراً، وأذن له في إفادة ما ألفه وأنشأه لمن أرادها منه، وكتب صاحب الترجمة إليه مما سمعته منه قوله:

يا سيدي وإمام الناس كـلـهـم

 

وحافظ السنة الغرا على الأمم

عبيدكم قائم بالباب منـتـظـر

 

يرجو زيارتكم يا خير مغتنـم

كيما يفوز بوصل أي مستـتـر

 

عن العيون وسر أي مكتـتـم

فارفع حجابك يا سؤلي ويا أملي

 

وامنن علي بوصل أحظ بالنعم

بل كتب له مرة حين قرب ارتحاله من كلام غيره وأرسل به إليه داخل بيته:

أفد الترحل غير أن ركابنا

 

لما تزل برحالنا وكأن قد


وكذا قرأ بالقاهرة على الشمس الرشيدي في البخاري، وسافر في سنة سبع وستين إلى اليمن فسمع بها الفقيه عمر الفتي من بني مطير من أهل أبيات حسين وأخاه الفقيه العز عبد العزيز، وكان منجمعاً عن الناس فصيح العبارة قوي المباحثة حسن الخط والشكالة غاية في الذكاء والتفنن يحفظ جملة من الأدبيات ويسرد ذلك سرداً حسناً كل ذلك مع سلامة الفطرة حسبما شهد له بها شيخه ابن الهمام، وكان مبجلاً له إلى الغاية وهو ممن أذن له في الافتاء والتدريس وعظمه جداً كما تقدم؛ وأوصافه حميدة وقد أقرأ اليسير لكن ما كنت أحمد منه المناضلة عن ابن عربي ولكنه اقتفى أثر والده رحمهما الله وكلمته في ذلك مراراً فما أفاد، وله معي ماجريات لطيفة ومكاتبات ظريفة أثبتها في موضع آخر. سافر من مكة مع الركب الغزاوي بعد انقضاء الحج من سنة إحدى وسبعين إلى المدينة النبوية فزار ولقيته بها ثم وصل إلى غزة وزار بيت المقدس والخليل وتوجه إلى الشام فأقام هناك حتى مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين غريباً، ودفن بتربة الزين خطاب ولم يخلف سوى ابنة ولا خلف بمكة حنفياً متفنناً مثله رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
78 - عبد الباري بن أحمد بن عبد الغني بن عتيق بن الشيخ سعيد بن الشيخ حسن أبو النجا العشماوي القاهري الأزهري المالكي. ممن سمع مني بالقاهرة.
79 - عبد الباري ويسمى محمد بن سليمان بن عبد الله الطويل اليماني الشافعي من أبيات الفقيه ابن عجيل ويعرف بابن الطويل. ولد في ذي الحجة سنة ست وأربعين بأبيات الفقيه ولازم إبراهيم بن جعمان في الفقه والتفسير والحديث ومن شيوخه عمر الفتى فقيه اليمن في وقته قرأ عليه الارشاد والروض كلاهما لشيخه ابن المقرىء ويوسف المقرىء، وأجاز له عبد الرحمن بن الطيب الناشري، وأم بمدرسة الشيخ عبد الوهاب، وحج غير مرة ولقيني في ذي الحجة سنة سبع وتسعين فسمع مني المسلسل وغيره وكتبت له.
80 - عبد الباسط بن أحمد بن عبد اللطيف بن زايد السنبسي المكي أخو أبي الفتح الآتي. ممن سمع مني بمكة ومات في أواخر صفر سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه بعد العصر ثم دفن عند قبورهم من المعلاة عوضه الله الجنة.
 
81 - عبد الباسط بن خليل واختلف فيمن بعده فقيل إبراهيم وهو المعتمد وقيل يعقوب كما أثبته شيخي بخطه في سنة اثنتين وأربعين من أنبائه الزين الدمشقي ثم القاهري وهو أول من تسمى بعيد الباسط. ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة ونقل عنه أنه في سنة تسعين أو التي قبلها والأول أشبه بدمشق ونشأ بها في خدمة كاتب سرها البدر محمد بن موسى بن محمد بن الشهاب محمود واختص به ثم اتصل من بعده بشيخ حين كان نائباً بدمشق ولم ينفك عنه حتى قدم معه الديار المصرية بعد قتل الناصر فرج وسلطنة المستعين بالله فلما تسلطن شيخ ولقب المؤيد أعطاه نظر الخزانة والكتابة بها ودام فيها مدة اشترى في أثنائها بيت تنكز فأصلحه وكمله وجعله سكناً له هائلاً واستوطنه وكذا عمر تجاهه مدرسة بديعة انتهت في أواخر سنة ثلاث وعشرين؛ وسلك طريق عظماء الدولة في الحشم والخدم والمماليك من سائر الأجناس والندماء وربما ركب بالسرج الذهب والكنبوش الزركش والسلطان زائد الاصغاء إليه والتقريب له حتى أنه يخصه بالخلع السنية السمور وغيرها زيادة على منصبه بل تكرر نزوله له غير مرة فتزايدت وجاهته بذلك كله وصار لا يسلم على أحد إلا نادراً فالتفت إليه العامة بالتمقت واسماع المكروه كقولهم يا باسط خذ عبدك فلم يحتملهم وشكاهم إلى المؤيد فتوعدهم بكل سوء إن لم ينكفوا فأخذوا في قولهم يا جبال يا رمال يا الله يا لطيف فلما طال ذلك عليه التفت إليهم بالسلام وخفض الجناح فسكتوا عنه وأحبوه ولا زال يترقى إلى أن أثرى جداً وعمر الأملاك الجليلة وأنشأ القيسارية المعروفة بالباسطية داخل باب زويلة وكان فيروز الطواشي قد شرع فيها مدرسة فلم يتهيأ إكمالها كل ذلك وهو كاتب الخزانة وناظر المستاجرات السلطانية بالشام والقاهرة إلى أن استقر به الظاهر ططر في نظر الجيش عوضاً عن الكمالي ابن البارزي في سابع ذي القعدة سنة أربع وعشرين فلما استقر الاشرف بالغ في التقريب بالتقادم والتحف وفتح له أبواباً في جميع الأموال وأنشأ العمائر فزاد اختصاصه به وصار هو المعول عليه والمشار في دولته إليه مع كونه لم يسلم غالباً من معاند له عنده كالدوادار الثاني جانبك والبدري بن مزهر وجوهر القنقباي إلا أن مزيد خدمته بنفسه وبما يجلبه إليه بل وإلى من شاء الله منهم قاهرة لهم، وأضيف إليه أمر الوزر والاستادارية فسدهما بنفسه وببعض خدمه إلى أن مات الأشرف واستقر ابنه العزيز، وكان من أعظم القائمين في سلطنته ومع ذلك فأهين من بعض الخاصكية الأشرفية بالكلام واحتاج إلى الانتماء إلى الأتابك جقمق، ولم يلبث أن صار الأمر إليه فخلع عليه باستمراره في نظر الجيش ثم قبض عليه وحبسه بالمقعد على باب البحرة المطل على الحوش من القلعة في ثامن عشري ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين؛ وصمم على أخذ ألف ألف دينار فتلطف به صهره الكمالي بن البارزي وغيره من أعيان الدولة حتى صارت إلى ثلثمائة ألف دينار فيما قيل وأخذ منه قطعة قيل انها من نعل المصطفى صلى الله عليه وسلم بعدما نقل إلى البرج بالقلعة وأهين باللفظ غير مرة ثم أطلق ورسم له بالتوجه إلى الحجاز فأخذ في التجهز لذلك وسافر بعد أن خلع عليه وعلى عتيقه جانبك الاستادار هو وبنوه وعياله وحواشيه في ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين فأقام بمكة إلى موسم سنة أربع فحج ورجع مع الركب الشامي إلى دمشق امتثالاً لما أمر به فأقام بها سنيات وزار في أوائل صفرها بيت المقدس وأرسل بهديته من هناك إلى السلطان ثم قدم القاهرة فكان يوماً مشهوداً وخلع عليه وعلى أولاده ونزل لداره ثم أرسل بتقدمة هائلة واستمر إلى أن عاد لدمشق بعد أن أنعم عليه فيها بإمرة عشرين ثم بعد سنين عاد إلى القاهرة مستوطناً لها وفي أثناء استيطانه حج رجبياً في سنة ثلاث وخمسين فكان ابتداء سيره في شعبانها فوصل إلى المدينة النبوية فزار أولاً ثم رجع إلى مكة فأقام بها حتى حج ثم رجع إلى القاهرة بدون زيارة وكان دخوله لها في حادي عشر المحرم سنة أربع وخمسين فأقام بها قليلاً ثم تمرض أشهراً، ومات غروب يوم الثلاثاء رابع شوالها وصلى عليه من الغد بمصلى باب النصر ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء في قبر عينه لنفسه وأسند وصيته لقاضي الحنابلة البدر البغدادي وغيره وعين له ألف دينار يفرقها ولنفسه الشطر منها ففرق ذلك بحضرة ولده على باب منزله وضبط تركته  
أحسن ضبط ونفذت سائر وصاياه رحمه الله وإيانا، وكان إنساناً حسن الشكالة نير الشيبة متجملاً في ملبسه ومركبه وحواشيه إلى الغاية وافر الرياسة حسن السياسة كريماً واسع العطاء استغنى بالانتماء إليه جماعة راغباً في المماجنة بحضرته ولو زادت على الحد غاية في جودة التدبير ووفور العقل حتى كان شيخنا في أيام محنته يكثر الاجتماع به ليستروح بمحادثته وينتفع باشارته وكذا كان عظيم الدولة الجمالي ناظر الخاص ممن يتردد لبابه ويتلذذ بمتين خطابه؛ وله من المآثر والقرب المنتشرة بأقطار الأرض ما يفوق الوصف فمن ذلك بكل من المساجد الثلاثة وبدمشق وغزة والقاهرة مدرسة والتي بالقاهرة وهي كما قدمت تجاه منزله بخط الكافوري أجلها وأصلح كثيراً من مسالك الحجاز ورتب سحابة تسير في كل سنة من كل من دمشق والقاهرة إلى الحرمين ذهاباً وإياباً برسم الفقراء والمنقطعين وحج وهو ناظر الجيش مرتين وأحسن فيهما بل وفيما بعدهما من الحجات لأهلهما إحساناً كثيراً، وكذا دخل حلب غير مرة ولذا ترجمه ابن خطيب الناصرية في ذيله لتاريخها ووصفه في أيام عزه بمزيد إحسانه للخاص والعام ومحبة العلماء والفقراء والصلحاء والاحسان إليهم والمبالغة في إكرامهم والتنويه بذكر العلماء والصلحاء عند السلطان وقضاء حوائج الناس مع إحسانه هو إليهم حتى سار ذكره واشتهر إحسانه وخيره وصار فرداً في رؤساء مصر والشام ملجأ للناس متصلاً إحسانه بمن يعرفه ومن لا يعرفه وما قصده أحد إلا ورجع بمأموله من غير تطلع منه لمال ونحوه وللشعراء فيه مدائح؛ ثم أورد من ذلك ارجوزة للشمس أبي عبد الله محمد ابن الباعوني أخي البرهان إبراهيم شيخ خانقاه بالجسر الأبيض من صالحية دمشق ستأتي الاشارة إليها في ترجمة المذكور إن شاء الله ولما ذكر شيخنا في فتح الباري كسوة الكعبة وإنه لم يزل الملوك يتداولون كسوتها إلى أن وقف عليها الصالح إسماعيل بن الناصر في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة قرية من ضواحي القاهرة يقال لها بيسوس كان اشترى الثلثين منها من وكيل بيت المال ثم وقفها على هذه الجهة فاستمر قال ما نصه: ولم تزل تكسي من هذا الوقف إلى سلطنة المؤيد شيخ فكساها من عنده سنة لضعف وقفها ثم فوض وأمرها إلى بعض أمنائه وهو القاضي زين الدين عبد الباسط - بسط الله في رزقه وعمره - فبالغ في تحسينها بحيث يعجز الواصف عن صفة حسنها جزاه الله تعالى عن ذلك أفضل المجازاة انتهى. وناهيك بهذا جلالة. ولما قدم ابن الجزري القاهرة أنزله بمدرسته وحضر مجلسه يوم الختم، وأجاز له وكذا سمع على البرهان الحلبي وشيخنا وغيرهم، وخرجت له عنهم حديثاً كان سأل عنه وبينت له الأمر فيه فابتهج وسر وزاد في الاكرام والاحترام كما شرحته في محل آخر. ومن الغريب ان جوهر القنقباي الذي ترقى في العز إلى غاية لا تخفى كان رام بعد أستاذه ابن الكويز أن يخدم عند صاحب الترجمة فما وافق فتوصل لخدمة الأشرف حتى صار إلى ما صار بحيث صار صاحب الترجمة خاضعاً له ماشياً في أغراضه حتى فيما يكرهه مع إغراء جوهر للسلطان عليه وافتراء الكثير مما يقرره لديه وكذا أحضرت له أم العزيز قبل وصولها إلى الأشرف ليشتريها فامتنع فصارت بعد إلى الأشرف وحظيت عنده بحيث سافر الزيني في خدمتها إلى مكة وربما مشى بين يدي محفتها فسبحان الفعال لما يريد.
 
82 - عبد الباسط بن خليل بن شاهين الشيخي الأصل الملطي ثم القاهري الحنفي نزيل الشيخونية. ولد في رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة بملطية، ونشأ بها وبحلب ودمشق فقرأ في دمشق بعد بلوغه القرآن ببعض القراءات ثم حفظ منظومة النسفي والكنز ونصف المجمع وأقرأه أبوه الكثير، وحضر دروس قوام الدين وحميد الدين النعماني وغيرهما من علماء مذهبه وغيره وقرأ على جماعة من فضلاء الروم كالعلاء الرومي قاضي العسكر بها في دمشق والبرهان البغدادي في طرابلس؛ وقدم القاهرة فلازم النجم القرمي في العربية والمعاني والبيان والشرف يونس الرومي نزيل الشيخونية في المنطق والحكمة والكلام بل المحيوي الكافياجي حتى أخذ عنه كثيراً وحضر دروسه في علوم جمة وكتب جليلة؛ وحمل عنه أيضاً كثيراً من رسائله؛ وأجاز له الشمني وابن الديري وآخرون، ودخل المغرب فأخذ دروساً في النحو والكلام والطب بل أتقنه بخصوصه مع جماعة وممن لقيه هناك أبو عبد الله محمد الزلدوي أحد الآخذين عن ابن عرفة، وبرع في كثير من الفنون؛ وشارك في الفضائل وألف ونظم ونثر وأقبل على التاريخ واستمد فيه مني كثيراً وتردد إلي له ولغيره من الدروس، وهو إنسان ساكن أصيل منجمع عن الناس متودد سمعت من نظمه وفوائده بل امتدحني بما كتبه لي بخطه.
83 - عبد الباسط بن شاكر بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد الزين بن العلم ابن الجيعان شقيق عبد الغني ويحيى الآتيين. ولد في سنة ست عشرة وثمانمائة وقرأ قليلاً وتخرج بوالده وغيره من أقربائه وبرع في المباشرات وتكلم في جهات كالشيخونية والمؤيدية والاشرفية وسعيد السعداء واستبد بها وبالبيمارستان ثم أعرض عن بعضها؛ وأثنى على مباشراته وشدة ضبطه ونظافة قلمه وعدم محاباته ووقوفه عند قوله وبذله الخفي لمن يثبت عنده استحقاقه وفقره وعليه لهم رواتب سنوية وغيرها ولهذا كان من لم يتدبر أمره يعتقد فيه اليبس سيما وعدم محاباته ينشأ عنها نوع جفاء وتمقت مما أكثره يصدر عن صدق، كل هذا مع سلوكه طرق الاستقامة من صلاة وصوم وتعبد وتهجد ونحوها بحيث لم يكن ينام في ليالي رمضان الثلث الأخير منها، وإكرام لأهل العلم ونحوها حسبما حكاه لي من أثق به؛ وحج غير مرة. مات في ليلة الأربعاء تاسع عشر ذي القعدة سنة تسع وثمانين، وصلى عليه من الغد ثم دفن بتربتهم وناب حسن مشيه في الجهات بعده عفا الله عنه وإيانا.
84 - عبد الباسط بن أبي شاهين. قتل في صفر سنة إحدى وتسعين.
85 - عبد الباسط بن عبد الرزاق سبط ابن برية شاب من أبناء الكتاب. ممن حفظ القرآن والمنهاج وتدرب بالبدر حسن الطلخاوي يسيراً وجلس عنده شاهداً بل حج شاهداً في المحمل؛ وكتب خطه أشياء وفهم وقرأ علي في البخاري واستقر في خزن كتب سعيد السعداء شريكاً لغيره.
86 - عبد الباسط بن عبد الوهاب القبطي المتكلم عن الوزر في كثير من المكوس ويعرف بكاتب الميسم. مات في ليلة السبت سابع شعبان سنة اثنتين وتسعين؛ ودفن من الغد بزاوية العصياتي بالقرب من الكداشين، وكان قد جدد عمارتها، وله ميل للفقراء وإكرام للفضلاء في الجملة حتى إن الفخر عثمان الديمي كان يتردد إليه ليقرأ عنده البخاري أو غير فإنا لله.
87 - عبد الباسط بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري المدني أخو البدر حسن الماضي وخادم قبة العباس من البقيع. ممن سمع مني بالمدينة.
88 - عبد الباسط بن عمر بن محمد بن هبة الله الحموي الآتي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن البارزي. شاب جاور مع أبيه بمكة فكان يشتغل يسيراً وربما حضر عندي مع والده وعقد له على قريبة له.
 
89 - عبد الباسط بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان الزين بن البدر بن الشهاب بن التاج بن الجلال البلقيني الأصل القاهري الشافعي. ولد في ذي القعدة سنة سبعين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وجمع الجوامع وعرض على جماعة وتدرب بأبيه بل اشتغل على عم والده البدر أبي السعادات والزين زكريا القاضي والبدر حسن الأعرج وختم عليهما كتباً وكذا لازم الجلال البكري ولازمني في قراءة ألفية الحديث بحثاً حتى أكملها، وفي صحيح البخاري بل كتب شرحي على الألفية أو جله وغير ذلك، وسمع على الشاوي وأبي السعود الغرافي وتميز وفهم، وحج مع أبيه وجلس عنده شاهداً مع سكون وعقل وملازمة للقراء عند الكمال الطويل واهتمام بمجلس ناظر الجيش البدري بن ناظر الخاص في دروسه وغيرها ودرس بعد أبيه بالآثار وهو متوجه له مزيد وتعلق على النظم حتى أنه نظم الأسماء النبوية.
90 - عبد الباسط بن الشمس محمد بن حسن بن علي بن عبد الرحمن الشهير أبوه بابن الاستادار. أثكله أبوه وقد جاز العشرين في شوال سنة خمس وتسعين.
91 - عبد الباسط بن محمد بن عبد الرحمن بن الشيخ نور الدين علي بن أحمد بن أبي بكر الأدمي القاهري شريك الشمس الجوجري وتلميذه. ممن يكثر السفر لمكة في البحر ويعامل ويضارب وحصلت له جائحة مرة بعد أخرى وكلامه أكثر من نفعه وفعله وغيره أولى في الصدق منه.
92 - عبد الباسط بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر الزين بن البدر الجعبري النابلسي نزيل بيت المقدس وقاضيه الحنبلي أخو الكمال محمد الآتي ويعرف بابن عبد القادر. ممن سمع مني بالقاهرة وهو من بيت جليل.
93 - عبد الباسط بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن الزين إبراهيم الجعبري الخليل الآتي أبوه وعمه عمر. ولد سنة سبع وعشرين وثمانمائة تقريباً؛ وأجاز له التدمري والقبابي وشيخنا وآخرون وقرأ على إمام الكاملية وغيره من العجم وغيرهم بل حضر دروس المناوي والعلم البلقيني وبرع في الفقه وأصله وأتقن الفرائض والعربية والميقات وأذن له ابن البلقيني في الافتاء والتدريس ودرس وأفتى واستقر في مشيخة الخليل شريكاً لعمه برغبة أبيه له عنها، وقدم القاهرة غير مرة منها في سنة تسع وثمانين ومات في بلده بالطاعون سنة سبع وتسعين.
 
94 - عبد الباسط ويسمى عمر أيضاً ابن محمد بن أبي السعود محمد بن حسين ابن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الزين أبو المفاخر بن الجمال أبي المكارم بن النجم أبي المعالي بن الكمالي أبي البركات القرشي المكي الشافعي حفيد عم البرهان إبراهيم وابن أخته زينب ابني علي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في رابع ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والأربعين والمنهاج كلاهما للنووي وجمع الجوامع وألفية النحو؛ وعرض على جماعة وسمع على عم والده أبي السعادات جزء أبي الجهم واحياء القلب الميت للعراقي وفضيلة سورة الاخلاص لأبى نعيم ومجلسين من أمالي أبي الحسن القزويني وعلى الشرف أبي الفتح المراغي بعض البخاري وعلى الشهاب الشوايطي جزء ابن قلنبا وغيره في آخرين؛ وأجاز له من مكة السراج عبد اللطيف وأبو البقاء بن الضيا وكمالية ابنة علي بن ظهيرة وابنة علي النويري ومن المدينة المحب المطري والبدر عبد الله بن فرحون والشهاب أحمد بن علي المحلي ومن بيت المقدس الجمال بن جماعة والتقي القلقشندي ومن سيذكر من الشاميين وغيرهم في عمه النجم محمد بن النجم محمد كأبي جعفر بن العجمي والضياء بن النصيبي ولازم خاله البرهان ودخل في خدمته إلى القاهرة فتردد للسراج العبادي حتى أذن له وقرأ على الزين زكريا في شرحه لفصول ابن الهائم مع سماع دروس في الفقه وختم شرحه للبهجة وغير ذلك بل وأذن له الجلال البكري وغيره وسمع على الأمين الاقصرائي والشاوي والزكي المناوي وعبد الصمد الهرساني وقرأ على الشرف عبد الحق السنباطي حين مجاورته بمكة شرح العقائد بل أخذ عن غيره من الغرباء في الأصلين والعربية والفقه وغيرها كالشمس الجوهري والكمال إمام الكاملية وفي العربية عن المحيوي عبد القادر وفيها مع الصرف عن مظفر الشيرازي وفيها مع المعاني عن عبد المحسن؛ ولازم خاله الآخر الفخر أبا بكر رفيقاً للجمال أبي السعود فمن قبله في جل دروسه وقرأ عليه في الألفية النحوية وكتب له أنها قراءة بحث وتحرير واتقان وأذن له في الاقراء والافادة ان أحب وذلك في سنة أربع وسبعين وكذا أذن له المحيوي ولما كنت بمكة لازمني أيضاً فمع المشار إليه للكثير من شرحي للألفية بحثاً ومع غيره للقول البديع وأشياء من تصانيفي وغيرها وكتبت له إجازة حافلة أتيت على مقاصدها في ترجمته من التاريخ الكبير وأملي على ممن حضر عنده غير من ذكر. وهو عالم فاضل مفنن مشارك تام العقل والرياسة والتجمل والمحاسن خبير باستجلاب الخواطر سيما لأحبابه كثير التودد لطيف العشرة جامع بين الضدين طارح للرعونات غير مدرس في الحرم صوناً لنفسه عن التشبه بمن هو في رتبة صغار بني أو حفظاً لجانب ابن عمه رئيس الحجاز أو لغير ذلك مما هو أخبر به، كتب كراريس أجاب بها من سأل عن حكمة الاستغفار بعد شم الرائحة الطيبة قرضتها في سنة سبع وتسعين حين أرسلها إلي مع بيتين من نظمه جمل الله بحياته.
95 - عبد الباسط بن محمد بن محمد بن أحمد الزين الفشني الأصل - بفاء ثم شين معجمة ساكنة من عمل البهنسا - القاهري المولد والدار مباشر جدة وصهر الجمال محمد بن عيسى القرشي ويعرف بين أهل بلده بابن الصيرفي وربما نسب أنصارياً كان أبوه ممن باشر للذخيرة في الأعمال الجيزية وتوابعهم فتدرب به في المباشرة بحيث تميز وعمل كرائياً بمركب الشهابي بن العيني، وخدم الأشرف قايتباي حين امرته بأقفاص فتسحب لما بقي عليه من الخراج إلى جدة ثم لما تسلطن استقر به في مباشرة جدة فباشرها في خدمة الأمير شاهين الشاد بها بضع عشرة سنة ثم مع أبي الفتح المنوفي ثم مع قراجا ثم اشترك مع أبي الفتح فيها بل عرض عليه الاستقلال فامتنع، وكان مجموع مباشرته بها نحو ثمان عشرة سنة إلى أن مات بها في ثالث عشري صفر سنة خمس وثمانين وحمل لمكة فدفن بمعلاتها، ولم يكمل الأربعين، وهو عم الزين أبي بكر ابن شقيقه الشهاب أحمد محتسب جدة الذي أبوه في الاحياء وبلغني أنه قرأ القرآن وفي المنهاج وغيره واشتغل.
96 - عبد الباسط بن الهباء محمد بن المحب محمد الزرندي المدني سبط الجمال الكازروني وأحد من سمع عليه.
 
97 - عبد الباسط بن يحيى شرف الدين بن العلم بن البقري أخو المجد إسماعيل وهذا أكبر وأبوهما صاحب ديوان الطنبغا اللفاف أحد المقدمين. تدرب في المباشرة بأقربائه إلى أن استقر في نظر الاسطبل يوم الخميس تاسع رمضان سنة خمس وستين بعد صرف محمود بن الديري ثم انفصل عنه بعد أشهر في محرم التي تليها بالعلاء الصابوني ثم أعيد إليه مع نظر الأوقاف في جمادى الآخرة سنة سبع وستين عوضاً عن سعد الدين كاتب العليق؛ ولم يلبث أن استرجع سعد الدين نظر الأوقاف بعد أربعة أيام ثم انفصل عن الاسطبل ثم أعيد إليه ثم انفصل عنه بالتاج الشامي في سنة تسع وستين، ثم استقر في نظر البيمارستان في المحرم سنة سبعين عوضاً عن ابن الصابوني ثم انفصل عنه بأبي الفتح المنوفي ولزم خدمة الدوادار الكبير يشبك من مهدي فكان كالشاد على الأماكن التي خربها وبناها في نواحي الحسينية واجتهد في ذلك وحصل به بعض رفق للأموات والأحياء فلما مات العبادي استقر عوضه في نظر الاحباس ثم ألزمه السلطان بعد مدة بنظر الأوقاف بعد ابن العظمة وعلى طريقته التي لا أبلغ في الظلم منها وأعطاه أيضاً نظر الدولة فباشرها وهو في غاية التكره وإلا فهو إلى الخير أقرب لأنه نادرة في أبناء جنسه مديم للصلاة والتلاوة والانجماع ومزيد العقل ولطف العشرة والتأدب مع العلماء والصالحين والحرص على استجلاب خواطرهم ولا يخلو بيته من فقير وربما اشتغل على بعض من يتردد إليه كالشمس بن الفالاتي ولذا أحسن إليه بحيث أنه زوجه وهو ممن سمع بقراءته في البخاري بالظاهرية القديمة وممن أقام عنده مدة النور على الشنفاسي وكذا اختص به الجلال بن الأمانة والعز التقوي والخطيب الوزيري وعمل عنده الميعاد والفخر عثمان الديمي ويوسف إمام جامع الحاكم ومن شاء الله وقد جاورنا مدة فحمدت مجاورته وربما أهدى لي بل لما قدمت من المجاورة الثالثة جاء للسلام ومعه مبلغ كبير، وربما صرح بالانكار على الفقهاء فيما يسلكونه من تنقيص بعضهم لبعض وقد حكى لي أنه بينما هو عند الدوادار وبين يديه فقيه وإذا بآخر ظهر من الدوار فاستقبله ذاك الجالس بالتنقيص عند صاحب المجلس واستمر كذلك حتى وصل إليهم فقام إليه ثم انصرف فاستقبله القادم حتى أكتفي ثم توجه قال فسألني الدوادار من الصادق منهما فقلت أنتم أخبر فقال انهما كاذبان فاسقان ونحو ذلك، وقال لي أيضاً كنت مرة بين يدي الزيني بن مزهر والجماعة الذين عنده يتناوبون الحط على الزين زكريا بما استحيي من الله أن أحضره ففارقتهم وتوجهت للمشار إليه فوجدته على أحسن حال في إقراء العلم ونحوه فالتمست دعاءه وانصرفت، وبالجملة فالغالب عليه الخير مات بعد أخيه بقليل في ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين وترك ستة ذكور أكبرهم إبراهيم وشقيقة له رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
98 - عبد الباسط بن يعقوب الزين بن منقورة القبلي مستوفي المتكلمين في المكوس. ولد سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة تقريباً ونشأ فحفظ القرآن وتدرب في المباشرة بأبيه وعمه، وحج وجاور وبرع في مباشراته مع عقل وحسن شكل وفهم جيد وذوق واظهار للرغبة في التنصل مما هو فيه وكرب بسبب بقاء أمه على نصرانيتها وتجنب للقاذورات وملازمة لكثير من الصلوات جماعة وترام على الصالحين والعلماء خلصه الله.
عبد الباسط المباشر بجدة. مضى فيمن أبوه محمد بن محمد بن أحمد.
99 - عبد الباقي بن محمود صلاح الدين بن تاج الدين صاحب حصن حب. مات سنة ثلاثين 100 - عبد الباقي بن يعقوب جمال الدين القاهري أحد الكتبة ويعرف بابن أبي غالب من ذرية صاحب المدرسة المجاورة للمدرسة الزينية يحيى الاستادار. كان كاتباً في ديوان الجيش الشامي ثم صار أحد موقعي الدست بل كتب التوقيع أيضاً بباب الدوادارية وفي الخاص وكان عنده ثبت بسماع الصحيحين بمكة على الجمال إبراهيم الأميوطي مؤرخ بسنة اثنتين وسبعين وسبعمائة فقرأ عليه التقي القلقشندي ومعه السنباطي حديثاً أودعه التقي في متبايناته ولم يشتهر أمره بين أصحابنا ولذا لم آخذ عنه، ومات عن سن عالية في ذي الحجة سنة خمسين. أرخه العيني، وكان ساكناً خيراً متواضعاً فيه بر وهو أحد أصحاب الشيخ محمد بن سلطان وممن كان الشيخ يعظمه ويثني عليه ورأيت من وصفه بالشافعي رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
 
101 - عبد البر بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد البر بن يحيى سري الدين أبو اليسر بن القاضي جلال الدين بن القاضي بدر الدين بن البهاء أبي البقاء السبكي الأصل القاهري الشافعي ويعرف كأبيه وجده الآتي ذكرهما بابن أبي البلقاء. نشأ شاباً جميل الصورة كأبيه طيب النغمة فاشتغل وفضل ولازم الولي العراقي في الأمالي وغيرها، وسمع الحديث من لفظ الكلوتاتي وعلى النور الفوي وآخرين ولم يتصون، ودرس بالأقبغاوية وغيرها وناب في الحكم قبل موته بسنة ثم سافر إلى الشام ورجع فمات في سابع عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين ولم يكمل الثلاثين فإن والده مات في سنة إحدى عشرة وابنه صغير وكان هذا تزوج ابنة الزين أبي بكر بن علي المشهدي فاستولدها ولده البهاء أبا البقاء محمداً ولذا استقر البهاء المشهدي في تدريس الأقبغاوية.
102 - عبد البر بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود سري الدين أبو البركات بن المحب أبي الفضل بن المحب أبي الوليد الحلبي ثم القاهري الحنفي سبط الولوي السفطي ويعرف كسلفه بابن الشحنة. ولد في ليلة الثلاثاء تاسع ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بحلب وانتقل منها صحبة أبويه إلى القاهرة وحفظ القرآن وكتباً في مختصرات العلوم ومنها غالب الألفية لجده، وسمع ببيت المقدس حال إقامته فيه مع والده على خطيبه وشيخ صلاحيته الجمال ابن جماعة والتقي أبي بكر القلقشندي وغيرهما وبالقاهرة على البدر النسابة وقرأ بنفسه قليلاً رواية بعد على الأمين الاقصرائي والتقي الشمني والجلال القمصي والشمس الملتوتي وأم هانىء الهورينية وهاجر القدسية وطائفة، وأجاز باستدعائي جماعة؛ وأكثر عن أبيه وكذا أخذ في الفقه عن البدر عن عبيد الله والزين قاسم بن قطلوبغا مع أصوله والحديث عن ثانيهما وتردد أحياناً للتقي الشمني ثم الكافياجي وقرأ علي بحضرة أبيه يسيراً، وذكر بذكاء وفطنة بحيث أذن له في التدريس والافتاء من أبيه ونحوه فأفتى وصرح الأشرف سلطان وقتنا بالتعجب من ذلك وأخذ عنه من يشاركه في أفعاله أو يطمع من الطلبة ذاك الوقت في بلوغ آماله، وحج صحبة والده، وناب عنه في القضاء بل كان هو المستبد في أكثر الأوقات بالتعايين خصوصاً الاستبدالات ونحوها وكثرت القالات فيه بسببها وبسبب غيرها مما هو أشهر من أن يذكر وأبوه مع ذلك مفتتن بحبه وزوجه بابنة العضدي الصيرامي بعد امتناع البدر بن الصواف من إعطائه ابنته، وولي الخطابة بجامع الحاكم عوضاً عن الناصري الاخميمي الحنفي وتدريس الحديث بالحسينية بعد وفاة ابن النواجي والتفسير بالجمالية عوضاً عن التقي الحصني والاعادة بالصرغتمشية والحديث بالزينية المزهرية بعد البهاء المشهدي وغير ذلك، بلم لما عجز أبوه ناب عنه في الشيخونية تصوفاً وتدريساً، وكذا في تدريس الحديث بالمؤيدية، وتسلط على الكتابة في عدة فنون أوقفني على بعضها مع الخوض في الأدب بحيث نظم ونثر ومدح وهجا؛ وليس بثقة فيما ينقله ولا بعمدة فيما يقوله بل هو غاية في الجرأة والتقول، وقد اتهم باخفاء تفسير الفخر الرازي في مجلد من أوقاف المؤيدية وعاد الضرر على كثيرين بسببه ووضعه الدوادار الناظر ليضربه فشفع فيه الأتابك ولم يستبعد كثيرون هذه النسبة؛ وانه أرسل لملك الروم ابن عثمان، ولو تصون وسلك طريق السداد أو تستر أو تأدب مع مشايخ الوقت وفضلائها أو ضبط لسانه عن الوقيعة في الأكابر لكان أخلص له وأقرب إلى محبة الناس فيه ولكن ما يسلم من أذاه كبير أحد بل ولأجل من سميته من شيوخه وأصهاره واستشعر السيف الحنفي بذلك فامتنع من اقرائه مع توسله إليه بكل طريق وصار أبوه بسببه إلى غاية في الامتهان وقاسى من الذل ألوان ولكن عسى أن يكفر ذلك عنه بعض ما اقترفه فالولد سر أبيه، ولأجله أبغض السلطان جل المتشبهين به سيما من الحنفية بالقاهرة حتى انه ولي القضاء الأكبر عدة من الغرباء لما امتلأت آذانه من سوء سيرته سيما ممن شاء الله من العسكر المجرد في سنة خمس وسبعين لسوار مما شافه والده به إجمالاً وتفصيلاً لبعضه، هذا مع إنشاد والده في غيبته مع العسكر لجماعة نوابه ونحوهم مما اكتتبوه عنه بالمدرسة المؤيدية قصيدة من نظمه في مدحه يضحك أو يبكي من ذكرها أوردتها في ترجمة الأب وأخف منها قوله فيه مقتفياً لمن قبله:

دروس عبد البر فاقت علـى

 

أبيه في الحفظ وحسن الجدل

 

وذاك عند الأب أمـر بـه

 

نهاية السول وأقصى الأمل







وقال الابن مما هو عندي بخطه:

أأنصار الشريعة لن تراعوا

 

سيفني اللّه قوماً ملحدينـا

ويخزيهم وينصركم عليهـم

 

ويشب صدور قوم مؤمنينا

وقوله مما أستبعد كونهما له:

ان البقاعي البذىء لـفـحـشـه

 

ولكذبه ومحـالـه وعـقـوقـه

لو قال ان الشمس تظهر في السما

 

وقفت ذوو الألباب عن تصديقـه

ولما أكثر بملاحظة الشهابي الجوهري من التردد للزين سالم إمام الأتابك والقائم بأعبائه دسه في مخدومه مع مزيد خبرته بحيث قرره في جامعه مدرساً وصار يقرأ عليه أحد أولاد الزيني وكذا دس نفسه في عدة أمراء حتى انه كان مع أميرآخور حسين حج أمير الركب سنة ثمان وتسعين وكان ما كتبه في الحوادث وقد تكررت مناكدته للبدري كاتب السر بعد تزايد إحسان أبيه إلى أبيه وضمه معه في الاحسان وكونه لا يخفى عنه ما هو مشتمل عليه من الافتراء والبهتان ومن انصف علم تقصيري فيما أثبته وان المرتجم فوق ما به وصفته، وواقعته مع الأتراك وهو أمرد مثبتة في الحوادث.
103 - عبد الجبار بن عبد الله الخوارزمي الحنفي. قدم حلب مع تمرلنك في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة وقال حينئذ انه ابن نحو أربعين سنة وهو معظم عند تمر ودخل معه دمشق ثم بلاد العجم؛ ومات هناك في سنة خمس وكان عالم الدشت في زمانه كما ذكره ابن خطيب الناصرية ووصفه أيضاً بالفضل والذكاء وانه تكلم مع علماء حلب بحضرة اللنك وطالع شرح الهداية لأكمل الدين وخطأه في أماكن وتبعه شيخنا في انبائه ووصفه بالمعتزلي، وذكره غيرهما فسمى أباه نعمان بن ثابت وقال انه ولد في حدود سنة سبعين، وكان إماماً بارعاً متفنناً في الفقه والأصلين والمعاني والبيان والعربية واللغة انتهت إليه الرياسة في أصحاب تيمور بحيث كان عظيم دولته وكان معه بالشام وغيرها فكان يباحث العلماء ولديه فصاحة بالعربية والعجمية والتركية وثروة وخرمة كل ذلك مع تبرمه من صحبته بل ربما نفع المسلمين عنده ولكن في الأغلب لا تسعه مخالفته، وأرخ وفاته في ذي القعدة، وقال المقريزي كان من فقهاء تمر الحنفية وهو معه على عقيدته، وسمى أباه نعمان بن ثابت.
104 - عبد الجبار بن عبد المجيد بن الموفق على بن أبي بكر حافظ الدين الناشري اليماني أكبر بني أبيه. كان عالماً صالحاً ولي القضاء؛ ومات في سنة سبع وخمسين وسيأتي أبوه.
105 - عبد الجبار بن علي بن محمد الاخطابي ثم القاهري الطولوني الشافعي الشاذلي خطيبه. ولد تقريباً سنة خمسين وثمانمائة باخطاب ونشأ بها ثم تحول منها وهو صغير مع أبيه لبولاق فكان يعينه في بيع الليمون ونحوه فلما مات تحول لقنطرة سنقر فلزم خدمة الشيخ محمد المغيربي وحفظ عنده القرآن والمنهاج بكماله ظناً وعادت بركته عليه وتردد لجلال الدين بن السيوطي فاشتغل عنده وأقرأ أولاد ابن الطولوني بل استقر في إمامة بعض المدارس من نواحي قناطر السباع وسكن بها واستقر أيضاً في مشيخة بعض المدارس وناب في الخطابة بجامع ابن طولون وكذا عن الشهاب الابشيهي في قراءة الميعاد وأقرأ في بعض الطباق من القلعة وراج بذلك في تحصيل أكثر هذه الجهات وفي تقرير الجوالي وطاب أمره وفهم في الفقه قليلاً؛ وهو ساكن جامد جاور بمكة في سنة ثلاث وتسعين فقرأ على العامة الميعاد بل حلق بجماعة من نمط أهل المواعيد في أبي شجاع ونحوه وربما اجتمع بي هناك وكذا بعد رجوعه بالقاهرة، ولا يخلو من هوس كشيخه.
عبد الجبار بن نعمان بن ثابت. في ابن عبد الله قريباً.
106 - عبد الجليل بن أحمد بن الفقيه على جلال الدين الحسيني سكناً القباني. ممن سمع مني بالقاهرة.
107 - عبد الجليل بن إسماعيل بن إسحاق بن أحمد بن إسحق بن إبراهيم السيد رفيع الدين بن العالم المفتي وجيه الدين - وهو بقيد الحياة - بن العز ابن الاستاذ شيخ الوعاظ والمذكرين نظام الملة والدين ابن عز الدين بن شرف الدين الحسيني الحسني الشيرازي الشافعي ابن أخي حسين بن إسحاق الماضي. ممن لقيني بمكة فأخذ عني قراءة وسماعاً وكتبت له كما بينته في التاريخ الكبير.
108 - عبد الجليل مات سنة بضع وأربعين.
109 - عبد الحفيظ بن علي بن أحمد بن حرمي الخياط والده والبرددار هو. كان أبوه خيراً فكان يجيء بولده في صغره للسماع على شيخنا ولما ترعرع عمل في الرسل ثم البرددارية وبرع فيها وذكر في الدول إلى أن انقطع بعد أن أهين غير مرة، وحج وجاور وهو من خيار أبناء طريقته ولزم الانقطاع حتى مات في كفالة زوجته ابنة نحيلة المغنية بالفالج وغيره في شوال سنة إحدى وتسعين، وقد جاز الستين تقريباً عفا الله عنه.
110 - عبد الحفيظ بن عمر الشريف الحسني الزبيدي الشافعي أحد الفضلاء هناك كما بلغني. أرسل في سنة سبع وتسعين يطلب مني الاجازة له ولولده محمد ولأقاربه فأجزتهم.
111 - عبد الحفيظ بن الكمال أبي الفضل بن الزين أبي بكر بن ناصر الدين أبي الفرج محمد بن أبي بكر بن الحسين المراغي المدني. ممن سمع مني بالمدينة.
112 - عبد الحق بن إبراهيم شمس الدين الطبيب والد الجمال عبد الله. ممن ولي رياسة الطب شريكاً لزوج أخته علم الدين سليمان بن رابخ المالكي فيما قال لي ولده، وأما شيخنا فإنه قال في الأنباء سنة إحدى وثمانمائة انه شركة لكمال الدين عبد الرحمن بن ناصر الدين بن صغير فالله أعلم؛ وقال لي ولده أيضاً انه استقل بالرياسة بعد موت صهره؛ ومات في سنة اثنتي عشرة، ورأيت شيخنا سماه شمس الدين بن عبد الحق بن فيروز والظاهر أن عبد الحق اسم أبيه واسمه محمد فهو محمد بن عبد الحق وإن كان ابنه سماه عبد الحق فهو لكونه اشتهر بابن عبد الحق.
113 - عبد الحق بن أبي سعيد عثمان بن أحمد بن أبي سالم إبراهيم بن أبي الحسن المريني العبد الحقي - نسبة لبني عبد الحق سلطان فاس. قام عليه الشريف محمد بن عمران الحسني نقيب الأشراف بسبب توليته الوزارة ليهودي وأخذه فذبحه في يوم الجمعة ثامن عشري رمضان سنة تسع وستين واستقر الشريف موضعه باتفاق من أهل الحل والعقد بفاس. أفاده لي بعض أصحابنا المغاربة؛ وعندي في الوفيات زيادة على هذا.
114 - عبد الحق بن علي بن محمد الولد شرف الدين أبو محمد ابن صاحبنا القاضي نور الدين أبي الحسن بن القاضي أمين الدين أبي اليمن العقيلي النويري الأصل المكي المالكي هو وأبوه الشافعي جده سبط السراج عمر الشيبي شيخ الحجبة وشقيق عبد القادر الآتي وذاك الأكبر ويعرف كأبيه بابن أبي اليمن. عرض علي في مكة سنة أربع وتسعين الأربعين والرسالة في المذهب؛ وكان سمع علي قبل ذلك في الابتهاج وغيره.
115 - عبد الحق بن علي بن الشريف الحسني البلقسي شيخها ووالد علي وأبي نصر وغيرهما. ممن انتمى لعبد الرحيم الابناسي وحسن حاله وقدر أنه تمرض عنده حتى مات في ليلة الجمعة ثاني عشر صفر سنة إحدى وتسعين وصلى عليه من الغد في مشهد حافل ودفن بجوار سيدي شهاب خارج باب الشعرية وقد جاز السبعين وكان في آخر عمره أحسن منه أوله سيما في هذه الميتة رحمه الله وعفا عنه.
116 - عبد الحق بن علي الجزري. مات سنة اثنتين وستين.
 
117 - عبد الحق بن محمد بن عبد الحق بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد العال الشرف بن الشمس السنباطي ثم القاهري الشافعي وأحمد هو أخو أمين الحكم بسنباط محمد جد صاحبنا الشمس السنباطي لأمه ويعرف صاحب الترجمة كأبيه بابن عبد الحق. ولد في إحدى الجمادين سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بسنباط ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي ثم أقدمه أبوه القاهرة في ذي القعدة سنة خمس وخمسين فقطناها؛ وحفظ العمدة والألفيتين والشاطبيتين والمنهاج الأصلي وتلخيص المفتاح والجعبرية في الفرائض والخزرجية، وعرض على خلق كالجلال المحلي وابن الهمام وابن الديري وأبي الفضل المغربي والولي السنباطي والبدر البغدادي وجد في الاشتغال فأخذ عن الأولين يسيراً والفقه عن المناوي ولازمه والعبادي ومن قبلهما عن الجلال البكري والمحيوي الطوخي؛ وكذا أخذ فيه عن الفخر المقسي والزين زكريا والجوجري والأصلين عن التقيين الشمني والحصني والاقصرائي والشرواني وأصل الدين فقط عن زكريا وأصل الفقه عن السنهوري وكذا أخذ عنه وعن التقيين والنور الوراق والأبدي العربية وعن الحصني والعز عبد السلام البغدادي الصرف وعن الشرواني والسنهوري والتقيين المعاني والبيان وعن الوراق والسيد علي الفرضي الفرائض والحساب واليسير من الفرائض فقط عن أبي الجود وعن الشرواني قطعة من الكشاف وحاشيته وعن السيف الحنفي قطعة من أولهما وبعض البيضاوي عن الشمني وشرح ألفية العراقي بتمامه عن الزين قاسم الحنفي والكثير منه عن المناوي والقراءات بقراءته إفراداً لغالب السبع وجمعاً إلى أثناء الأعراف عن النور الامام وجمعاً تاماً عن ابن أسد بل قرأ على الشهاب السكندري يسيراً لنافع إلى غير هؤلاء وبعضهم في الأخذ أكثر من بعض وجل انتفاعه بالتقي الحصني ثم بالشمني ومما أخذه عنه حاشيته على المغني والشرواني، وسمع مني القول البديع وغيره من التآليف والفوائد وحضر عندي أشياء بل سمع بقراءتي جملة، وكذا سمع بقراءة غيري وربما قرأ هو، وأجاز له في استدعاء مؤرخ بشوال سنة خمسين شيخنا والبدر العيني والعز بن الفرات وآخرون فيه وفي آخر مؤرخ بذي الحجة منها وخلق في غيرهما، وأذن له غير واحد في التدريس والافتاء وتنزل في الجهات كالسعيدية والبيبرسية والاشرفية والباسطية بل وخانقاه سرياقوس مع مباشرة وقفها بعناية الشمس الجوجري المتحدث فيها لكونه صاهره على ابنته مخطوباً منه في ذلك وولي إمامة المسجد الذي جدده الظاهر جقمق بخان الخليلي وتدريس الحديث بالقبة البيبرسية ومشيخة الصوفية بالازبكية في وقف المنصور بن الظاهر شريكاً للزين خالد الوقاد لكون كل منهما يقرىء ولد الزيني سالم؛ وناب في تدريس التفسير بالمؤيدية عوضاً عن الخطيب الوزيري حين حج لكونه أجل الطلبة فيه؛ وكذا بقبة المنصورية عن ولد النجم ابن حجي بعد موت الجمال الكوراني بل كان النجم عينه للنيابة عنه في حياته فوثب عليه المشار إليه، وقدر استقلاله بعد موت الولد المذكور بكليفة وكذا ناب في الفقه بالاشرفية برسباي عن العلاء الحصني ثم بعد موته عن صاحبي الوظيفة إلى غيرها من الجهات التي حصلت له بعد موت صهره وكذا بجامع طولون وغيره؛ وتصدى للاقراء بالأزهر وغيره وكثر الآخذون عنه، وحج مع أبيه أولا في البحر وسمع هناك يسيراً ثم حج بعده في سنة اثنتين وثمانين وجاور بمكة التي تليها ثم بالمدينة النبوية التي تليها ثم بمكة أيضاً مع السنباطي سنة خمس وأقرأ الطلبة بالمسجدين فنوناً كثيرة بل قرأ بجانب الحجرة النبوية مصنفي القول البديع وغيره ثم رجع فاستمر على الاقراء وربما تردد لأبي البركات بن الجيعان نائب كاتب السر في الاقراء وبواسطته استقر في مرتب بالجوالي؛ وكذا تردد لغيره، وربما أفتى؛ وهو على طريقة جميلة في التواضع والسكون والعقل وسلامة الفطرة وفي ازدياد من الخير بحيث انه الآن أحسن مدرسي الجامع، ولكن لا أحمد مزيد شكواه واظهار تأوهه وبلواه مع إضافة ما يزيد على كفايته إليه ونظافة أحواله المقتضية لتجنبه ما لعله ينكر عليه.
118 - عبد الحق بن محمد بن عثمان بن مرين المريني صاحب فاس وما والاها من المغرب. هكذا رأيت بعضهم نسبه؛ وقال غير انه ابن عثمان بن أحمد كما مضى.
عبد الحميد بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة أبو بكر. في الكنى.
 
عبد الحميد بن عبد الرحيم بن علي التركماني. في حماد.
عبد الحميد بن عبد الله المالكي. في عبد الحميد الطرابلسي قريباً.
119 - عبد الحميد بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر ابن عبد الرحمن بن عبد الله رضي الدين أبو بكر الصديق الناشري. تفقه بأبيه وعمه الطيب والجمال محمد بن أبي الغيث الكمراني والموفق بن فخر، وقرأ الحساب على يوسف العامري والعربية على الشرف إسماعيل اليومة وناب في الأحكام بالمهجم عن أبيه ثم استقل بها بعده، وكان محسداً. مات بها في رمضان سنة أربع وأربعين.
120 - عبد الحميد بن عمر بن يوسف بن عبد الله الطوخي ثم الأزهري المالكي عم الشهاب أحمد بن يوسف الذي به يعرف فيقال له ابن أخي عبد الحميد كما أسلفته في الهمزة. حفظ القرآن واشتغل بالعلم وجلس لتعليم الأبناء بالأزهر ثم بمكتب الأيتام لسودون القصروي، وكان فاضلاً خيراً من رفقاء الشيخ سليم والغاسقي وناصر الدين الكلوتاتي شيخ السبع ونحوهم وممن يكثر العبادة والخير، وحج وزار بيت المقدس. مات تقريباً سنة خمس وسبعين وهو جد يحيى بن يوسف الآتي 121 - عبد الحميد بن الإمام تقي الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد المدين ابن خال أبي الفتح المراغي. سمع على الزين المراغي والعلم سليمان السقا في سنة سبع وتسعين وسبعمائة وتأخر حتى مات.
122 - عبد الحميد بن محمد بن يوسف بن علي بن سعيد حميد الدين الكرماني أخو التقي يحيى الآتي. أخذ عن والده كثيراً ونسخ شرح البخاري له بخطه وهي النسخة التي في أوقاف الجمالية وكذا أخذ هناك عن غيره، وقدم هو وأخوه القاهرة على رأس القرن فنزلا الشيخونية تحت نظر شيخها أكمل الدين ثم رجعا إلى بغداد صحبة السلطان أحمد ولم يلبث أن عاد فقطنا الشام فكانت منية صاحب الترجمة بها قبل سنة عشر؛ وقد زاحم الأربعين.
123 - عبد الحميد الطرابلسي المغربي ثم القاهري المالكي. ممن تفقه به الشهاب بن تقي، وقد رأيت فيمن عرض عليه الزين بن الأدمي عبد الحميد بن عبد الله المالكي والظاهر أنه هذا.
124 - عبد الحميد رجل ولي مشيخة الصوفية بالجامع الجديد بمصر إلى أن مات في صفر سنة ثمان وعشرين. ذكره المقريزي هكذا في عقوده.
125 - عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهير بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القرشي المكي الأصل اليماني. ولد بها وأمه حسان ابنة راجح بن حسان الكناني من حلي بن يعقوب، ونشأ بها ثم كان يتردد منها إلى مكة للحج بحيث سمع فيها على عمه الجمال بن ظهيرة وابن الجزري وأجاز له في سنة خمس وثمانمائة جماعة كابن صديق وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي والعراقي والهيثمي والفرسيسي والشهاب الجوهري والشرف بن الكويك.
126 - عبد الحي بن مبارك شاه الخوارزمي القاهري القلعي الحنفي. ولد في رجب سنة ثلاث عشرة وثمانمائة واشتغل كثيراً في الفقه والأصلين والعربية، وأخذ عن سعد الدين بن الديري وابن الاقصرائي والزين قاسم وبرع وأقرأ بعض مبتدئي الطلبة ونحوهم، وولي رياسة المؤذنين بجامع القلعة وغيره، وانتفع في الميقات ونحوه بالعز عبد العزيز الوفائي وغيره، وكان خيراً قصيراً. مات في شعبان سنة ثمانين رحمه الله.
127 - عبد الخالق بن عمر بن رسلان بن نصير ضياء الدين - وربما قيل ضياء اختصاراً - بن السراج أبي حفص الكناني العسقلاني البلقيني الأصل القاهري الشافعي أخو صالح واخوته. ولد سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن والتدريب أوجله بحيث كان يساوق أخاه في النقل منه غالباً، واشتغل يسيراً وقرأ في العربية على الشمس البوصيري ولكنه لم ينجب وسمع على أبيه والشهاب بن حجي وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين أبو بكر المراغي وآخرون، وولي تدريس الملكية والميعاد بالحسينية وناب في القضاء بالقاهرة وغيرها ولكنه لم يتصد لذلك لمزيد انجماعه وتخيله وعدم أنصاف أخيه له بحيث كان لضيق عيشه يتعرض للأخذ من بني الجيعان وغيرهم للناس فيه كلام. مات بعد توعكه مدة في مستهل جمادى الأول سنة تسع وستين، وصلى عليه بالحاكم ودفن بمدرستهم عند أبيه وأخويه رحمهم الله وعفا عنه.
 
128 - عبد الخالق بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن محيي الدين الصالحي الحنفي الآتي أبوه ويعرف بابن العقاب - بضم المهملة وتخفيف القاف وآخره موحدة وهو لقب جده. ولد في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة؛ ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والهداية لابن الجزري والكنز في الفقه والمنار في الأصول وألفية النحو وغيرها كالجرومية؛ وعرض على جماعة ولازم الزين قاسم في الفقه وأصوله والحديث وكذا أخذ عن الجوجري وعبد الحق السنباطي في العربية والصرف وعن ثانيهما وكذا العلاء الحصني في المنطق والفرائض والحساب مع الميقات عن البدر المارداني وعلم الكلام وغيره عن البدر بن الغرز وأدمن الأخذ عن الأمشاطي وربما أخذ عن أخيه في الطب؛ ولازمني في قراءة شرحي لهداية ابن الجزري بعد أن حصله بخطه وفي البخاري وغير ذلك، وجود في القرآن على الزين جعفر وتميز في الميقات وشد البياكيم ونحو ذلك وكتب المنسوب وشارك في كثير من الفضائل وتنزل في بعض الجهات وباشر الرياسة بجامع الحاكم والجانبكية وغيرهما، وأعرض عن التكسب بعد جلوسه لها وقتاً ووثق به غير واحد من المتولين كالشرف يحيى الريس وابن عواض وغيرهما في ضروراتهم غيبة وحضوراً، وانتفع به ولد أولهم في تركة أبيه والذب عنها كثيراً وترقع حاله بعد أن كان مقلاً، كل ذلك مع عقل وسكون وأدب ودربة، وحج في موسم سنة تسع وثمانين وجاور التي بعدها وسمع هناك من إمام المقام المحب الطبري والعلاء البغدادي الحنبلي؛ وكان مجاوراً أيضاً وآخرين.
129 - عبد الخالق بن الشمس محمد بن ناصر الدين محمد بن محمد الجعفري القاهري الموقع جده. ممن سمع مني بالقاهرة.
130 - عبد الخالق بن الجمال محمد بن محمد الخافي الأصل الهروي الحنفي من أماثل الفضلاء. ممن لقيني بمكة في ثاني ذي الحجة سنة سبع وثمانين فقرأ على قطعة من أول الحصن الحصين لابن الجزري وغيره، ثم قدم مع الركب القاهرة فاجتمع بي أيضاً وبلغني أن تردد للقطب الخيضري في قراءة البيضاوي وأنه لم يحمد ذلك فتركه سيما وكانت إقامته بالقاهرة قليلة جداً.
131 - عبد الدائم بن عبد الرحيم بن عبد الله بن علي بن سعد الحصيني المغربي المالكي. قدم في سنة تسع وثمانين ليحج فما تيسر له ولقيني بعدها فأخبرني أنه حفظ القرآن والرسالة وبعض ابن الحاجب واشتغل بالفقه وكذا قليلاً بأصوله والعربية والمنطق، ومن شيوخه يوسف بن أحمد الأندلسي الآتي وعمر الجبالي وأبو الحسين بن محمد الزلديوي وغيرهم، وسمع مني وعلى أشياء وهو فقير جداً.
132 - عبد الدائم بن علي زين الدين أبو محمد الحديدي ثم القاهري الأزهري الشافعي. ولد بعد القرن بمنية حديد - بمهملات - قرية من قرى أشمون الرمان بالشرقية وانتقل منها وهو صغير فحفظ القرآن وكتباً منها المنهاج وتلا بالسبع على الشمس الزراتيتي والشهاب السكندري وحبيب العجمي وبعضه بالعشر على ابن الجزري وولده الشهاب أحمد وتفقه بالشمسين البرماوي وابن النصار المقدسي نزيل القطبية وأخذ الفرائض والحساب عن ابن المجدي ولازم القاياتي في فنون وتصدى للاقراء فقرأ عليه النور أبو عبد القادر الأزهري الآتي وأجاز له في سنة أربع وثلاثين فكان ممن شهد عليه الزين طاهر، ووصفه بالعلامة وابن المجدي ووصفه بالعالم العلامة وكتب على منظومة شيخه ابن الجزري في التجويد شرحاً وكذا شرع في شرح الطيبة له فوصل فيه إلى سورة هو دبل كتب على هدايته في علوم الحديث شرحاً وتلقى ذلك عنه جماعة، وكان فاضلاً خيراً متواضعاً طارحاً للتكلف سليم الفطرة حاد الخلق سريع الانحراف قانعاً. تكسب في أول أمره بتعليم بني ابن الهيصم وترتب له بواسطة ذلك أشياء ارتفق بها بأخرة في تجهيز بنتين له وتنزل في الأشرفية برسباي ولشدة استقصائه في التجويد لم يثبت كثيرون للأخذ عنه بل لم يكن هو يذعن لكبير أحد ممن ينسب إلى القراءات بمعرفة الفن. مات في رمضان سنة سبعين رحمه الله وإيانا.
133 - عبد الدائم بن الشيخ عمر الهوى. ممن أخذ عني بالقاهرة.
عبد ربه في إبراهيم الرملي.
134 - عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد اللطيف بن نجم بن عبد المعطي البرماوي ثم القاهري أخو الفخر عثمان وعبد الغني الآتيين. سمع علي التنوخي وجماعة وذكره البقاعي في شيوخه مجرداً.
 
135 - عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الادكاوي سبط أحمد بن موسى أبي نحور الماضي ويعرف بابن زيتون وهو لقب جده. ولد في ربيع الثاني سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بادكو، ونشأ بها فحفظ القرآن والملحة ومختصر أبي شجاع والرحبية ونحو النصف من المنهاج ولازم بلديه ابن سلامة في الفقه والفرائض والنحو؛ وكان جل انتفاعه به وكذا أخذ عن البكري وزكريا في الفقه وابن قاسم فيه وفي العربية وعن النور الطنتدائي في الفرائض وانتفع بصحبة حفيد الشيخ يوسف العجمي سيدي علي وغيره؛ وتميزوا واستنابه الزين زكريا في قضاء بلده في شعبان سنة اثنتين وتسعين مستقلاً ثم أشرك معه مغلوباً ابن الغويطي وحمدت سيرته وكثر الثناء عليه؛ وحج وتكرر قدومه القاهرة وسمع مني وعلي بها.
136 - عبد الرحمن بن إبراهيم بن العفيف اسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم ابن إسماعيل الصلاح بن الفخر الآمدي الدمشقي الحنفي ويعرف بابن العفيف. سمع من عمر بن عثمان بن سالم بن خلف مآخذ العلم لابن فارس ولقيه الحافظ ابن موسى وشيخنا الموفق الأبي في سنة خمس عشرة فحملاه عنه وهو من بيت حديث روى لنا عن أبيه بعض شيوخنا وجده مسند شهير.
137 - عبد الرحمن بن إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر ابن علي وجيه الدين بن البرهان العلوي اليمني الشافعي قريب النفيس سليمان بن إبراهيم بن عمر الماضي يلتقي معه في جده عمر، لقيني بمكة فقرأ على ثلاثيات البخاري وسمع من لفظي المسلسل وغيره.
138 - عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين الزين بن البرهان المدني الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن القطان. نشأ بالمدينة فحفظ القرآن وغيره واشتغل وقرأ الحديث وتعانى النظم وامتدحني بقصيدة قيلت بالروضة النبوية بل قرأ علي في صحيح مسلم، وسمع علي ومني أشياء؛ وقدم القاهرة غير مرة، ومات بها في شوال سنة سبع وثمانين ودفن بحوش الصوفية وأظنه زاحم الأربعين، وكان ذا همة وطلاقة عفا الله عنه.
139 - عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعيد العقبي القاهري الشافعي أحد صوفية سعيد السعداء. سمع البخاري على كل من العزيز المليجي والسراج البلقيني وأربعي القزويني على العز بن الكويك وحفظ المنهاج وتفقه بالابناسي والبدر الطنبذي وتكسب بالشهادة بحانوت برحبة الايدمري ولقيه البدر الدميري فأخذ عنه وأفادني ترجمته وقال انه مات في رابع شوال سنة أربع وثلاثين.
140 - عبد الرحمن بن إبراهيم بن الجمال عبد الله بن خليل بن يوسف التقي المارداني الأصل الزهري المؤذن الماضي أبوه والآتي جده وأخوه المحب محمد. ولد في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة، وسمع مع أخيه الكثير وكان ساكناً. مات في مستهل ذي الحجة سنة تسع وستين.
141 - عبد الرحمن بن إبراهيم الشيخ القدوة الزين أبو الفرج الطرابلسي ثم الصالحي الحنبلي. كتب الحكم عن ابن الحبال ثم تزهد وأقبل على الاقراء والخير بمدرسة أبي عمر وانتفع به خلق وممن أخذ عنه العلاء المرداوي قرأ عليه المقنع تصحيحاً ووصفه بالعلم والزهد والورع مع كثرة العبادة والصلاح الشهير. مات في حادي عشر شعبان سنة ست وستين، وصلى عليه عقب صلاة الجمعة بالجامع المظفري ودفن تحت الروضة بسفح قاسيون وكانت جنازته حافلة رفعت على الرؤس رحمه الله وإيانا.
142 - عبد الرحمن بن إبراهيم أبو محمد المازني البعيني. ظهر في حدود الثلاثين له أحوال خارقة بحيث اعتقده أهل وصاب والناس فيه فريقان. مات بعد انحطاط أمره في سنة ست وثلاثين أو قريباً منها. ذكره العفيف.
143 - عبد الرحمن بن إبراهيم الرعيني صاحب اللفج. مات سنة خمس وعشرين.
144 - عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني أخو أبي القسم وغيره. تفقه وسمع الحديث وتوفي شاباً بعازب حين رجوعه من الحج في صفر سنة إحدى وأربعين. قاله الأهدل.

145 - عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم الزين بن الاستادار أخو علي الآتي. كان أستاذاً في الكتابة والتذهيب والضرب والقسمة وغيرها بل انفرد في ذلك بحيث نقل عنه القاضي عز الدين الحنبلي أنه قال له كل شيء عمله الناس من ضرب وقسمة وغيرها بالمسطرة والبركار ونحوها من الآلات أعمل أحسن منه بالسكين زاد غيره أنه كان يجتمع هو والنور البويطي والد كريم الدين وأخته آمنة أم القاضي بدر الدين السعدي والشمس بن عثمان ناظر جامع المارداني وابن بيبرس وجماعة من الأستاذين فيتذاركون ما يعرفونه من الفنون ويفيد كل واحد منهم الآخر ما لم يكن عنده؛ مع اسرافه على نفسه ولكنه تاب قبيل موته وعرض له اسهال تنزل لأجله بالبيمارستان ومات شهيداً، وذلك قريب الأربعين أو بعدها تخميناً وهو خال الشمس بن الدار.
146 - عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن محمود بن موسى الزين المقدسي الأصل الدمشقي الحنفي نزيل القاهرة ثم مكة ويعرف بالهمامي نسبة لابن الهمام. ولد في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به على العادة قبل استكمال تسع سنين والشاطبية وألفية العراقي والمختار والمنظومة للنجم النسفي كلاهما في الفقه والمختصر لابن الحاجب والاخسيكتي كلاهما في أصوله والعمدة لحافظ الدين النسفي وألفية ابن مالك ونظم قواعد الاعراب لابن الهائم وتصريف العزي والتلخيص في المعاني والبيان وإيساغوجي في المنطق وعرضها على شيخنا والقاياتي والونائي والاقصرائي وخلق والكثير منها ببلده في سنة أربعين على العلاء البخاري وعبد الملك الموصلي والشمس محمد بن أحمد بن العز بن الكشك الحنفي القاضي في آخرين؛ وتلا بالعشر إفراداً وجمعاً على والده وتفقه بالقوام الاتقاني ويوسف الرومي والشمس الصفدي وكثر اختلاطه به بحيث صاهره وسعد الدين بن الديري وابن الهمام وبه انتفع وعنه أخذ الأصلين والعربية ولازمه كثيراً بحيث اشتهر به وعرف بخدمته وكذا أخذها مع التخليص عن يوسف الرومي والعربية فقط عن العلاء بن القابوني والحديث عن شيخنا وأذن له هو وابن الديري وابن الهمام في الاقراء، وقدم القاهرة مراراً ولها في سنة ثمان وأربعين، وكذا حج مراراً أولها في السنة التي تليها وفيها اجتمع بازين بن عياش وحضر مجلسه، وكان في بعض حجاته في خدمة شيخه ثم استوطن مكة من سنة أربع وستين ولقيته بها في مجاورتي الثانية سنة إحدى وسبعين بل كانت بيننا مودة قديمة، وقد تصدى لاقراء القراءات وغيرها بمكة بل أخبرني أنه شرع في شرح لتحرير شيخه وصل فيه إلى الاستدلال على حجية المفاهيم. ونعم الرجل متواضعاً وفضلاً وعقلاً وخبرة بالمعاشرة ومداومة بمكة على العبادة تلاوة وصياماً وتهجداً واشتغالاً بما يعنيه. مات في يوم الجمعة ثالث رمضان سنة ثلاث وسبعين بالقاهرة وكان قدمها قبل بيسير وصلى عليه بعد الصلاة قبيل العصر في الأزهر ودفن بحوش لابن المقسي رحمه الله وإيانا.
147 - عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد الزين أبو الفرج وأبو هريرة بن الشهاب بن الموفق الدمشقي الصالحي الحنبلي ناظر الصاحبية بها وسبط يوسف بن يحيى بن النجم بن الحنبلي ووالد أحمد الماضي ويوسف الآتي ويعرف بابن الذهبي. ولد في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وأجاز له الحجار وسمع من جده لأمه وأبي محمد بن القيم وابن أبي التائب والعماد أبي بكر ابن محمد بن الرضي وعبد القادر بن عبد العزيز بن عيسى الأيوبي وأبي الحسن بن ممدود البندنيجي وأبي محمد عبد الرحمن بن محمد المرداوي ومحمد بن أيوب بن حازم الطحان وغيرهم كخديجة ابنة عبيد الله بن محمد المقدسي وزينب ابنة ابن الخباز وزينب ابنة الكمال وست العرب حفيدة الفخر وحدث سمع منه إبناه والفضلاء كابن ناصر الدين واعتمد قوله في احضاره لابنه المسند وتبعه الناس وروى لنا ثاني ولديه عنه الكثير وأجاز لشيخنا قديماً، وقال انه مات في جمادى الأولى سنة إحدى وكان قد تغير بأخرة ولكنه لم يحدث في حال تغيره فيما قاله ابن حجي، وذكره المقريزي في عقوده.
 
148 - عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي صاحبنا التقي أبو الفضل بن القطب القلقشندي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه مع أخوين له والآتي أعلم اخوته العلاء علي ويعرف بالتقي القلقشندي. ولد في ليلة سادس رجب سنة سبع عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها تحت كنفي أبيه فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي وألفية الحديث والنحو وغيرها؛ وعرض على جماعة كالعلاء البخاري والشمس البرماوي ظناً فقد رأيته وصفهما بشيخنا، بل كتب بخطه انه قرأ القرآن تجويداً على الزراتيتي فالله أعلم بكل هذا؛ واشتغل في الفقه وأصله والعربية يسيراً وجل أخذه فيها مع ذلك عن أخيه، وممن أخذ عنه دروساً ذات عدد في العربية الزين عبادة والقاياتي وفي الفقه حسبما كان يخبر الشرف السبكي والعلم البلقيني؛ ورأيت سماعه في أكثر المجلد الأول من السنن للبيهقي على الزين القمني وكذا في مجالس من دلائل النبوة له من لفظ الكلوتاتي؛ وطلب هذا الشأن بنفسه فسمع كما كان يخبر على الشهاب الواسطي المسلسل وكذا سمعه بشرط على الجمال عبد الله الهيثمي؛ وحصل بقراءته الكتب الستة ومسند أحمد وصحيح ابن حبان وغيرها من الكتب الكبار والاجزاء القصار ولكنه فوت أشياء كثيرة كانت جديرة بالاهتمام، ومن شيوخه في الرواية والده وأخوه والمحب ابن نصر الله البغدادي الحنبلي والمقريزي وابن خطيب الناصرية والزين الزركشي والشرابيشي وناصر الدين الفاقوسي والشمس البالسي والجمال بن جماعة وأخته سارة والشرف الواحي وابن الفرات وعائشة الكنانية وقريبتها فاطمة، وأجاز له في جملة بني أبيه بل وفي غيرهم الشمس بن المصري والبرهان الحلبي والقبابي والتدمري وعائشة ابنة ابن الشرائحي وابن ناصر الدين وآخرون من الأعيان، وحمل عن شيخنا بقراءته وقراءة غيره من تصانيفه وغيرها جملة ومما قرأه عليه من تصانيفه اللسان وتحرير المشتبه والمقدمة وتلخيص مسند الفردوس ومناقب الشافعي وشرح النخبة وكان يذكر أنه أخذ عنه من بعد الثلاثين، ومع ذلك فكانت معرفته بهذا الفن الذي لم يذكر بسواه ضعيفة جداً ولكنه لما خرج شيخنا الزين رضوان المستملي لنفسه ثم لولده المتباينات زاحمه في ذلك لا سيما في التي لولده لمشاركته إياه في أكثر أحاديثها؛ وخرج المتباينات ولم يزد على الأربعين غير حديث واحد وفيها أوهام وبعض تكرير كنت شرعت في بيانه ثم أمسكت على أنه توسل بالأمير الفاضل تغري برمش الفقيه وكان قد اختص بصحبته ومزيد التردد إليه بحيث كان هو القارىء عنده في منزله بقلعة الجبل على المشايخ المستدعي بهم من البلاد الشامية وهم العلاء بن بردس والشهاب بن ناظر الصاحبة والزين بن الطحان عند شيخنا حتى كتب له عليها ما نصه: كتاب الأربعين المتباينة بشرط اتصال السماع تخريج المحدث الفاضل المفنن الكامل الأوحد في الفضائل المستوجبة للفواضل الحافظ البارع تقي الدين كثر الله فوائده وما أثنى على التخريج أصلاً، وكذا وصفه قريباً من تاريخ هذه الكتابة على نسخته بمناقب الشافعي بعد قراءته لها في يوم واحد عند رأس الامام رحمه الله بالأصيل المحدث الفاضل البارع الكامل النبيل الأوحد الحافظ، وبعد ذلك على نسخته بشرح النخبة وقد قرأها عليه في مجالس ذات عدد شبه الرواية بالمحدث الفاضل الأوحد البارع جمال المدرسين مفيد الطالبين الحافظ وقال انها قراءة حررها وأجاد وقرأها فأفاد كما استفاد قال وقد أذنت له أن يرويها عني ويفيدها لمن التمس منه رواية تسميعها كما سمعها مني ولمن أراد منه تقريب معانيها ممن يعانيها يوضحها حتى يدري من لم يطلع على مرادي ما الذي أعني والله المسئول أن يجمع له الخيرات زمراً ويسلمه سفراً وحضراً ولم يتيسر له مع اعتنائه بالطلب الرحلة بلى قد حج في سنة خمس وثلاثين وما أظنه سمع حينئذ هناك شيئاً ثم حج بعد في سنة سبع وخمسين فسمع بمكة على أبي الفتح المراعي وغيره وبمنى علي الشهاب الشوايطي وبالمدينة النبوية على قاضيها المالكي البدر عبد الله ابن فرحون وأبي الفرج المراغي أخي المتقدم؛ وحج بعد ذلك أيضاً في سنة ثلاث وستين فما أظنه أخذ عن أحد وأخذ بخانقاه سرياقوس عن محمود الهندي وبانبابة عن الشهاب العقبي وغيره وبالآثار عن الشهاب الشطنوفي وكذا بمصر القديمة والمناوات والتاج ونحو ذلك، وأول ما وليه من الوظائف المباشرة بالمودع وبجامع طولون  
عقب موت أبيه ثم تدريس الفقه بالمنكوتمرية عقب شيخنا ابن خضر وقفز بعد وفاة شيخنا بأسبوع فتصدر للاملاء بجامع الأزهر غير متقيد بكتاب ولا غيره ومع سهولة ما سلكه على آحاد طلبة الحديث كثرت أوهامه فيه بحيث أفردتها في جزء ولكنه بلغ بذلك عند من لا يحسن كثيراً من المقاصد فانه لم يلبث أن مات شيخنا البدر العيني فترقى بعده دفعة واحدة بعناية صاحبة الصفي جوهر الحبشي الساقي حتى استقر عوضه في تدريس الحديث بالمؤيدية، وكان الظاهر توهم عند السعي له أنه العلاء أخوه المعروف عنده بالعلم وغيره كما سمعته من لفظ العلاء فبادر إلى الاجابة فلما صعد ليلبس جنده بذلك كاد أن يتزحزح فعورض؛ ثم استقر في النصف من تدريس الحديث بجامع طولون برغبة أخيه له في مرض موته عنه وعن تدريس الفقه بالشيخونية شركة بينه وبين ابنه الجمال إبراهيم فما سمح ابن الهمام بامضاء الشيخونية لهذا مع توسله عنده بجوهر المذكور وغيره واحتج بعدم التأهل ورام المناوي وهو قاضي الشافعية اذ ذاك التوقف أيضاً في جامع طولون فاستغاث العلاء وطلب الطلوع وهو محمول إلى الظاهر فبادر القاضي وكتب وحاول اخراجها عنه بعد موته محتجاً بأن شرط الواقف أن يكون المدرس ذا رحلة فما نهض؛ ثم ولي مشيخة التربة الطويلية بالصحراء انتزعها من زين العابدين بن المناوي بعد انفصال والده عن القضاء متمسكاً بسبق ولايته لها من شيخنا عوضاً عن العرياني وفوض العلم البلقيني إلى المحب بن يعقوب القضاء لكونه زعم أنه شهد بذلك على شيخنا ولم يكن معه غيره حتى تم الأمر، هذا مع سبق منازعة بينهما فيها عند القاضي الحنفي سعد الدين بن الديري وعدم نهضة التقى لشيء حتى ولا تحرير الدعوى وقال له زين العابدين انك لا تعرف علماً والتزم أن لا نخرج معي من عهدة ما تزعم معرفته، ثم مشيخة الفقه بالشيخونية عقب السراج الوروري متمسكاً بولاية سابقة له فيها من بعض النظار؛ هذا مع كون ما تمسك به يقتضي اشتراك ابن أخيه معه فيه، ثم مشيخة الخانقاه سعيد السعداء عقب الزين خالد المتوفي ببذل أربعمائة فأقبل فيما قيل، وناب عن ابن النواجي في درسي الحديث بالجمالية والحسنية إلى غير ذلك من مرتب في جوالي مصر وغيرها مع مرتبات في أوقاف الصدقات واطلاب وتصوفات وغيرها وقد حدث ودرس قليلاً وربما أفتى، وكان انساناً متجملاً في ملبسه وهيئته وضئ الهيئة سريع الدرج في القراءة غير قائم الاعراب في كلها؛ رافقته في الأخذ عن شيخنا وغيره وسمع بقراءتي على غير واحد واستفاد مني أشياء لفظاً ومراسلة وكتبت عنه قوله:

ورب فتاةٍ أخجل الغصن قدهـا

 

سبت قلب صب والمحبة قاطنه

وتفزع بخلاً حين نشدو بوصلها

 

فواعجباً من خوفها وهي آمنه

وقد تلاعب به الشعراء في بيتين عملهما بما لم أطل بايراده مع سائر ترجمته تخفيفاً. مات وأنا بمكة في ليلة الثلاثاء ثالث شعبان سنة إحدى وسبعين بمنزله الذي اشتراه بخان الخليلي من القاهرة وصلى عليه من الغد بجامع الأزهر ودفن بالقرب من قبر أخيه رحمهما الله وإيانا، ومما قدح فيه البقاعي به أنه وجدب خطه نسبتهم إلى قريش ولم يدع ذلك أبوه ولا أخوه ولا أحد ممن رأينا منهم، قال ثم رأيت ذلك بخط أخيه قال وله نظم يتكلفه لا بقريحة مجيبة بل باستعمال العروض، قال ومما جربته عليه مما يقدح ويؤثر في الجرح أنه حال القراءة إذا مر بكلمة تعسرت عليه قراءتها تركها وقرأ ما بعدها، ثم أورد شيئاً مما وقع له من ذلك وهجاه بعد موته.
عبد الرحمن بن أحمد بن حسن بن داود بن سالم بن معالي موفق الدين أبو ذر بن الشهاب العباسي الحموي ثم الدمشقي الحنبلي ويعرف بموفق الدين العباسي. ولد سنة احدى وثلاثين وثمانمائة بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن والمحرر والطوفي في أصولهم وألفيتي الحديث والنحو والشذور، وعرض على جماعة واشتغل في العربية والفقه على الشمس محمد بن خليل الحموي الحنبلي، وكذا في الفقه على غيره، وناب عن أبيه في قضاء حماة ثم استقل به في حياته حين كف وذلك بعد الستين ولكنه لم يباشره ثم تركه لولده الأكبر أبي الفضل محمد؛ واستقر هو في نظر الجيش بدمشق سنة تسع وسبعين ثم انفصل عنه الشهاب بن النابلسي في صفر سنة ثمانين ثم أعيد إليه في سنة اثنتين وثمانين ثم انفصل بالشهاب بن الفرفور في سنة ست ثم ولي كتابة سرها في سنة تسعين بعد النجم بن الخيضري ثم انفصل عنها في سنة اثنتين بأمين الدين الحسباني وأعيد لنظر الجيش بعد وفاة عبد القادر الغزاوي في مستهل ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين ثم أضيفت كتابة السر لولده حين دخل صاحب الترجمة القاهرة، ورجع لبلده فتوعك في توجهه؛ ولم يلبث أن مات بدمشق في عاشر رمضان من سنة ثلاث.
عبد الرحمن بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الأذرعي أحد الأخوة من بني الامام شهاب الدين واختص بابن منجك ومات بالمنيبيع من دمشق.
عبد الرحمن بن أحمد بن حسن بن محمد بن علي القاهري الفراش بجامع المغاربة. ممن سمع مني بالمدينة النبوية.
عبد الرحمن بن أحمد بن حسن بن الشحنة البعلي. ولد ببعلبك سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة. ونشأ بها فسمع الصحيح علي الزين عبد الرحمن بن الزعبوب أخبرنا به الحجار، وحدث سمع منه الطلبة، ومات قبل أن أرحل ظناً.
عبد الرحمن بن أحمد بن حسين بن محمد بن علي الطائفي ثم القاهري الماضي أبوه. حفظ القرآن وقرأ فيه علي الزين جعفر وفي الفقه علي داود القلتاوي وعباس المغربي وغيرهما وتردد إلي مع أبيه وغيره.
عبد الرحمن بن أحمد بن حمدان بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن سالم بن داود بن يوسف بن جابر التاج ابن فقيه حلب الشهاب الأذرعي الحلبي الدمنهوري الشافعي. ولد في مستهل المحرم سنة تسع وخمسين وسبعمائة بحلب، ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج واشتغل في الفقه وغيره، وتميز وسمع بها على البدر بن حسن بن حبيب ومحمد بن علي بن أبي سالم وبدمشق على أبيه وأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن عوض والبدر أبي بكر محمد بن قليج ابن كيكلدي وبنابلس على البرهان إبراهيم بن عبد الله الزيتاوي سمع عليه جزءاً فيه غرائب السنن لابن ماجه انتقاء الذهبي، وبالقاهرة على الشرف محمد بن يونس بن أحمد بن غنوم وغيره؛ وأجاز له الخلاطي وابن النجم وابن السوقي والشهاب أحمد بن عبد الكريم البعلي وزغلش وابن أميلة والمنبجي وابن نباتة وابن قاضي الجبل وآخرون، وقدم القاهرة بعد أن درس في الاسدية بحلب فأقام بها مدة وولي قضاء دمنهور الوحش زمناً، وكان فاضلاً كيساً مشاركاً في علوم مستحضراً لأشياء حسنة كتب الخط الحسن وقال الشعر الجيد؛ وحدث سمع منه الفضلاء وارتحل إليه صاحبنا ابن فهد وغيره ولينه شيخنا وصم الولي بن العراقي على عدم استنابته، ومات في يوم الثلاثاء عشري رمضان سنة ثمان وثلاثين بدمنهور، وروى عنه المقريزي في عقوده وغيرها ان رثاه قال له انه رأى في منامه رجلاً وقف أمامه وأنشده:

كيف نرجو استجابةً لدعاء

 

قد سددنا طريقه بالذنوب

قال فأنشده ارتجالاً:

كيف لا يستجيب ربي دعائي

 

وهو سبحانه دعانـي إلـيه

مع رجائي لفضله وابتهالي

 

واتكالي في كل خطب عليه

عبد الرحمن بن أحمد بن سليمان الجلال بن الشهاب بن المحيوي أو العلمي الأنصاري الاسنائي ثم القاهري الشافعي والد البهاء أحمد الماضي ويعرف بابن العكم - بفتح المهملة والكاف لقب لجده علم الدين حيث لم يكن ينطق به بعضهم الا بكاف بدل اللام. ولد في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً وسمع منه الفضلاء أجاز لي وكذا قال لنا الزين رضوان انه سمع علي العسقلاني المقرئ الشاطبية؛ وناب في القضاء ثم أقعد مدة وانقطع حتى مات في جمادى الأولى سنة ثمان وستين رحمه الله تعالى.
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الجلال أبو المعالي بن الشهاب القمصي نسبة لمنية القمص بالقرب من منية بني سلسبيل المهدوي نسبة لجده لأمه الزين عبد الرحمن المغربي القاهري الشافعي الماضي أبوه وأخوه أحمد أيضاً ويعرف كل منهم بالقمصي. ولد في أول شعبان سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بعد أخ له تسمى باسمه فقرأ القرآن عند الشمس القاياتي مؤدب الابناء وأكمله مع أبيه وصلى به وهو ابن سبع، وكان يتعجب من حسن صوته ومزيد الطرب في تأديته، والمصابيح والعمدة والألفيتين والشاطبيتين والسخاوية والفصيح لثعلب والمنهاجين الفرعي والأصلي مع الزيادات عليه للاسنائي والتلخيص والشمسية والمعونة في الجدل للشيخ أبي إسحاق وبعد ذلك المقامات الحريرية أو غالبها، وعرض في سنة احدى وثمانمائة فما بعدها على جماعة ممن أجاز له ولم أظفر له منهم بسماع كالابناسي والبلقيني وابن الملقن وولده والدميري وعبد اللطيف الاسنائي وكذا ممن سمع منهم كالعراقي وولده والهيثمي في آخرين لم يكتبوا الاجازة وتلا لابن كثير على ابن زقاعة، وكان من خواص والده بل وجوده قبل على الصدر الابشيطي، وقرأ معظمه بعد لأبي عمرو علي الزراتيتي ونصفه علي النشوي وكثيراً منه علي الشراريبي وبحث في الشاطبية على الشمس الشطنوفي والفقه على والده والبيجوري والبرماويين والأدمي ولازم خدمة الدميري وقرأ عليه كثيراً في شرحه للمنهاج وغيره؛ وكان يجلس بجانبه في سعيد السعداء بصفة المشايخ لاختصاصه بأبيه في آخرين وأخذ عن الشمس الهلالي وجماعة، وقرأ الفرائض على الشمس الغراقي والعربية على الشطنوفي والابشيطي وسمع الحديث على العراقيين وشيخنا واشتدت ملازمته له من سنة احدى عشرة فما بعدها زمناً طويلاً؛ وكان أحد العشرة المقررين عنده بالجمالية من واقفها، وكتب عنه من تصانيفه وأماليه وقرأ عليه الأربعين المتباينة له وما قالته كتابته في الاملاء من عشاريات الصحابة؛ وحضر دروسه الفقهية والحديثية، وكذا كتب عن الولي العراقي من أماليه وحضر عنده وعند الجلال البلقيني وغيرهما وأحضر علي ابن الشيخة والفرسيسي وأسمع على ابن أبي المجد والتنوخي والشرف بن الكويك والنورين ابن سيف الابياري والفوي والشموس الشامي والبرماوي وابن البيطار والجمال الحنبلي والشهاب البطائحي وقرأ الصحيح على النور الشلقامي؛ وكذا قرأ على الناس بالجامع الأزهر وغيره وفي الميعاد عند العلمي البلقيني وكان من قدماء أصحابه؛ وتنزل بالخشابية والآثار وغيرهما، وخطب بجامع العجمي بقنطرة الموسكي وكذا نيابة بالمؤيدية وولي امامة الفخرية بين السورين من سنة احدى وعشرين وقراءة الحديث بها، وحدث بالكثير حملت عنه أشياء وأكثر عنه الطلبة بأخرة؛ وكتب بخطه جملة كالصحيحين والترغيب للمنذري وبالغ في ضبطها. وكان بارعاً يقظاً حافظاً لكثير من المتون ضابطاً لمشكلها متقناً لأدائها حتى صار أعرف شيوخ الرواية بألفاظ الحديث وأمسهم بالرد المتقن فيه شجي الصوت بالقرآن والحديث ذا أنسة بالفن بحيث ضبط في كثير من سماعاته الأسماء محباً في أهل الحديث راغباً في حضور مجالسي في الاملاء شديد الحرص على ذلك حتى مات؛ بل سمع مني ترجمة النووي وشيخنا وغيرهما من تصانيفي محباً في مبالغاً في إطرائي غير منفك عن الدعاء لي في أكثر الأوقات فيما بلغني مع التواضع الزائد والتقنع باليسير والانجماع عن الناس وعلو الهمة حتى انه كان مع تقدمه في السن يذهب إلى الآثار ماشياً لحضور وظيفة هناك أحياناً وكذا كان يطلب منه التوجه لتربة قانباي ليحدث هو والشمني ببعض مسموعاتهما ولمنزل العز قاضي الحنابلة كذلك ولغيرهما من المسندين فلا يأبى بل يتوجه ماشياً، مديماً للتلاوة والعبادة والأوراد وقيام الليل قليل المثل في مجموعه منطوياً على خير ومحاسن، وقد نهبت أمتعته من قماش له ولأولاده وعياله ونقد وكتب وغيرها في بعض كوائن الزين الاستادار من خلوة له بالفخرية لمجاورتها لبيت المشار إليه فتضعضع حاله بسبب ذلك وصعد إلى السلطان فما أفاد وكان يتأسف إذا تذكر ذلك كثيراً ومتعه الله بسمعه وبصره وحواسه كلها وتوعك يسيراً ثم مات في يوم السبت تاسع عشري المحرم سنة خمس وسبعين وصلى عليه في يومه بعد العصر بجامع الأزهر تقدم الشافعي للصلاة وشهدت دفنه بتربة ابن نصر الله جوار الشيخ يوسف البوصيري، وكان يحكي  
لنا كثيراً من كراماته رحمهما الله وإيانا.
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن الجمال المصري المكي. ممن سمع مني بمكة. عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن حمدان. كذا سمى شيخنا في معجمه جده والصواب حذفه، وقد تقدم.
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن عوض الزين بن الشهاب الطنتدائي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وأخوه إبراهيم. كان شيخاً ظريفاً نكتاً ذا فهم وحسن عشرة من صوفية البيبرسية بل هو امام الرباط بها يتكسب من صناعة الحرير وحسنت توبته قبيل موته خصوصاً بعد النجم بن النبيه وانجمع عن الناس واشتغل بفقره وقلة ذات يده حتى مات في ليلة الأربعاء عاشر المحرم سنة سبع وسبعين عن قريب الثمانين ودفن من الغد بحوش البيبرسية رحمه الله وعفا عنه.
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن الزين الزرندي المدني الحنفي أخو محمد الآتي. ممن سمع مني بالمدينة.
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله الزين بن الشهاب الحبيشي المدني المادح، من سمع مني بالمدينة أيضاً.
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله الزين الدنجيهي قاضيها الشافعي. ولد فيها بعد القرن بيسير ونشأ بها فقرأ القرآن وتحول لدمياط فحفظ فيها التنبيه والملحة والألفية وعرضها بالقاهرة على الولي العراقي والشهاب الطنتدائي وغيرهما واشتغل بالفقه يسيراً على النور علي والشهاب أحمد وولده المشهورين ببني البشارى - بكسر الموحدة ومعجمة خفيفة - وناب في قضائها من سنة عشرين إلى آخر وقت ولمي حمد لكنه كان كثير السعي مع مدحه للقضاة بما كتبت عنه منه في شيخنا:

أأظما وأنت أليم والزاخر الذي

 

تولد منه للعفـاة سـحـاب

وأرمي بكيد الماكرين وبغيهم

 

وأنت بأفق المنجدين شهـاب

ومات على قضائه في ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين عفا الله عنه.
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك وجيه الدين بن عمدة الدين القرشي العمري الهندي الحنفي نزيل مكة ويعرف براجه - براء مهملة وجيم بينهما ألف. كان ذا خير ودين وسكون ممن له عناية بالفقه واجتهاد في عمل العمر وبيعها مرتفقاً بذلك في معيشته ولذلك قيل له العمري وان كنت سمعت أنه يذكر أنه قرشي من ذرية عمر أو على الشك مني وأن أباه كان قاضياً أو خطيباً ببلده وأظنها دلى من بلاد الهند وعليه اعتمدت في اسم أبيه وجده وشككت في تقديم أحمد على عبد الملك، وذكر لي أنه قدم مكة في سنة خمس وسبعين وسبعمائة أو قريباً منها - الشك مني - فعلى هذا تكون مجاورته بها خمسين سنة أو أزيد، ورزق بها أولاداً وداراً، وبها مات في ربيع الأول سنة سبع وعشرين ودفن بالمعلاة وهو في عشر السبعين ظناً أو بلغها. ذكره الفاسي في مكة وقال انه ناب عنه في عقد نكاح.
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الواحد جلال الدين أبو الفضل بن الشهاب البهوتي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه. ولد في مستهل ذي الحجة سنة سبع وستين وثمانمائة وحفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً عند البرهان بن أبي شريف والسنتاوي ونحوهما وحضر إلي في يوم عاشوراء سنة إحدى وتسعين فسمع مني أشياء، وهو ذكي فطن حسن الفهم غير متصون ممن ينتمي للخيضري وينافر زوج أخته الديمي وولدهما.
عبد الرحمن بن أحمد بن عثمان الزين السويدي المالكي قاضي دمشق وقدم القاهرة واشتغل عند وولي قضاء المالكية بدمشق، وكان مات في يوم السبت رابع عشري ذي الحجة سنة إحدى وستين وصلى عليه بجامع دمشق ودفن بمقبرة الباب الصغير وكانت جنازته حافلة رحمه الله.
عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن عبيد زين الدين بن الشهاب الديسطي ثم القاهري القلعي الشافعي ويعرف بالصمل - بضم المهملة والميم وآخره لام مشددة. ولد في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة وحفظ القرآن والعمدة وغيرها وعرض في سنة ثمانمائة على ابن الملقن والعراقي وابنه الولي والابناسي وابن خلدون وأجازوه والبلقيني وطائفة ممن لم يجز وسمع على النور الأبياري اللغوي نزيل البيبرسية في أبي داود واشتغل وباشر عند الأمراء وأجاز لي ومات في.
عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن يوسف بن عمر بن علي الورداني ثم القاهري الشافعي. ولد في سنة تسع وعشرين وثمانمائة تقريباً بوردان من أعمال الجيزية بجوار أتريس من عمل البحيرة وقدم القاهرة فحفظ القرآن وغيره واشتغل بالفقه وغيره، ومن شيوخه المحلي والمناوي والعلم البلقيني والعمادي وآخرين كالأمين الاقصرائي من الحنفية، وسمع بقراءتي على بعض الشيوخ؛ وهو إنسان خير طولت ذكره في الكبير.
عبد الرحمن بن أحمد بن علي الفقيه زين الدين إمام جامع الحاكم وصديق عبد الله أبي يوسف الآتي. قدم القاهرة فأقرأ الأولاد وقرأ علي وعلى غيري يسيراً كالسيد النسابة وابن أسد، وحج غير مرة ثم قطن المدينة النبوية مديماً للتلاوة في سبع خير بك وتكرر مجيئه القاهرة طلباً للرزق ورأيته في سنة ثمان وتسعين بالمدينة وهو غير منفك عن طريقته ونعم الرجل.
عبد الرحمن بن أحمد بن علي القبايلي المغربي الماضي أبوه. ذبح في شوال سنة ثلاث كما ذكر هناك.
عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن عرفات بن عوض الزين بن الشهاب ابن السراج الأنصاري الأطفيجي القمني ثم القاهري الشافعي أخو عبد الله ووالد محمد الآتيين. ولد في سنة تسعين وسبعمائة تقريباً بأطفيح من الوجه القبلي ونشأ بها فحفظ القرآن وانتقل به أبوه إلى القاهرة فقطنها وتلا لأبي عمرو على الشرف يعقوب الجوشني والفخر الضرير واشتغل بالفقه على عمه الزين القمني وحضر فيه عند الابناسي وبالنحو والأصول والمعاني والبيان علي البساطي وبالعروض على فلان القرماني بحث عليه القصيدة الأندلسية وشرحها للحسام القيصري، وأذن له عمه وغيره بالافتاء والتدريس وكذا أذن له البساطي: وكان شيخنا ابن خضر يضحك من ذلك، وسمع على الصلاح الزفتاوي وابن الشيخة والتنوخي وابن أبي المجد والحلاوي والسويداوي والابناسي والغماري والمراغي والفرسيسي والتاج بن الفصيح وناصر الدين نصر الله الحنبلي وآخرون، وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وطائفة وكان يذكر أن السراج البلقيني أجاز له، وتكسب بالشهادة بل ناب في القضاء عن العلم البلقيني وشيخنا وقتاً وولي مشيخة الصوفية بتربة يونس الدوادار المجاورة لتربة الظاهر برقوق التي كان أحد صوفيتها وتنزل في الجهات، وحدث باليسير سمعت عليه ختم البخاري بل قرأت عليه مع غيره الجزء الأخير من المستخرج علي مسلم لأبي نعيم، وكان جامداً مقبلاً على شأنه حريصاً على الملازمة لمجلسه بحيث يرجع من الحضور وهو على قدميه فيجلس فيه إلى الغروب غالباً، مقتراً على نفسه مع تموله. مات في سنة ستين ظناً أو قبلها بيسير، ومن نظمه يمدح شيخنا مما كتبه عنه البقاعي:

يا سيداً حاز الحديث بـصـحة

 

بالحفظ والاسناد حقاً يفضـل

يا مالكاً بالعلـم كـل مـدرس

 

شيخ الشيوخ وأنت فيهم أمثـل

يا حاوياً كنز العلوم بفـهـمـه

 

قاضي القضاة المنعم المتفضل

الفضل والعباس أنت أبوهمـا

 

يا باسماً والوجه منه مهـلـل

عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن غانم الزين البرمكيني القاهري. من أهل القرآن توفي قبيل الثلاثين عن بضع وستين وهو شقيق الشرف موسى وأحمد وسليمان.
عبد الرحمن بن أحمد بن عمر المدني الفراش بها. ممن سمع مني بالمدينة.
عبد الرحمن بن أحمد بن عمير المدني الفراش بها ويعرف بدربيي. ممن سمع مني بالمدينة وأظنه الأول وقع الغلط أحد الموضعين في جده.
عبد الرحمن بن أحمد بن عياش. يأتي فيمن جده محمد بن محمد قريباً.
عبد الرحمن بن أحمد بن غازي الزرعي المقدسي سبط الجمال بن جماعة. سمع معنا وحفظ كتباً كثيرة ولازم الكمال بن أبي شريف. مات سنة تسع وثمانين قبل الكهولة، وكان خيراً ساكناً.
عبد الرحمن بن أحمد بن قاسم ويعرف بابن الأصيفر. ممن سمع مني بالقاهرة.
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الخواجا الوجيه الدمشقي نزيل مكة والد أحمد ومحمد ويحيى وغيرهم ويعرف جده بابن أبي الفرح وهو بابن قيم الجوزية فأمه ابنة الشمس بن قيم الجوزية. قدم مكة بعد الثلاثين بيسير فاستوطنها واشترى بها دوراً وعمرها وكان يتردد منها إلى كاليكوت في المتجر. مات بمكة في ربيع الأول سنة ست وخمسين وخلف دوراً وأولاداً.
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عرندة جلال الدين بن الشهاب المحلي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن الوجيزي لحفظ والده الوجيز للغزالي. ولد في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وغيرها، وعرض علي الزين العراقي والكمال الدميري وجود القرآن على الزراتيتي وأخذ الفقه عن البرهان البيجوري وغيره والنحو عن الشمسين الشطنوفي والبرماوي ومن شيوخه والده والشمس الغراقي والولي العراقي وغيرهم ممن هو أقدم منهم ودونهم؛ وبرع في الفضائل وتنزل في الجهات كدرسي الحديث بالبيبرسية والجمالية ونسخ بخطه الكثير ومن ذلك شرح البخاري لشيخنا، وكان أولاً ممن يلازم الحضور هو ووالده عنده ووصفه بالشيخ الفاضل وكتب عنه في الأمالي؛ وحج مرتين الأولى في سنة خمس وعشرين وجاور أشهراً ودخل دمشق والثغرين وزار بيت المقدس والخليل ثم أعرض عن الاشتغال ولواحقه وتوجه لاستحذاء من شاء الله من الرؤساء ونحوهم بحكايات ينمقها ويسردها بفصاحة عندهم مع ظرف ولطف وإكثار لادارة لسانه أو شفته وربما تستر باظهار ما يشبه الجنون مع كونه من العقلاء بحيث كان يقال هما إثنان عاقل يتمجنن ومجنون يتمعقل ويعني هذا والبدر بن الشريدار، وحكيت في الجواهر شيئاً مما وقع له من ذلك مع شيخنا على أن بعضهم قال إن سبب هذا سوء مزاج وانحراف كما وقع لأبيه فقد وصفه بهما شيخنا ومما كان يزعمه قول ابن الجزري فيه:

إذا رمت التفنن في المعانـي

 

وتملك مهجة الملك العـزيز

فبادر نحو شيخ الوقت حـقـاً

 

ودائرة العلا القطب الوجيزي

وقال التقي بن حجة أيضاً:

إذا رمت التفقه في المعانـي

 

لما ترجوه من ملك عـزيز

عليك بمن غدا في الناس قطباً

 

وبادر للتبرك بالـوجـيزي

في آخرين كالابناسي الصغير والبشتكي والجمال البهنسي والنواجي وابن اقبرس والحجازي فالله أعلم، وهو ممن سمع علي الصلاح الزفتاوي وابن أبي المجد والتنوخي وابن الشيخة والعراقي والهيثمي والابناسي والغماري والزين المراغي والقاضي ناصر الدين نصر الله الحنبلي والتاج بن الفصيح والحلاوي والسويداوي والشرف ابن الكويك والبدر النسابة وغيرهم، وحدث باليسير سمع عليه الفضلاء سمعت عليه قطعة من البخاري مع الختم منه بل قرأت عليه أحاديث من الموطأ ولو ترك ما سلكه واستمر على طريقته الأولى لكان أشبه. مات في ثاني ذي القعدة أو آخر شوال سنة اثنتين وخمسين ودفن بحوش البيبرسية عند أبيه رحمهما الله وعفا عنهما.
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الزين الأنصاري القمولي ثم القاهري الشافعي رفيق الشهاب الابشيهي. ممن أخذ عن المحلي والعلم البلقيني والمناوي فمن بعدهم كأبي السعادات البلقيني؛ والأصول عن المحلي بل أخذ فنوناً عن التقي الحصني؛ وتميز وبرع وكتب بخطه الكثير مما كان يتعيش منه غالباً لشدة حاجته مع ملازمته للاشتغال والتحصيل؛ وكان يجتمع بي أحياناً بل سمع بقراءتي على أم هاني الهورينية وغيرها؛ ونعم الرجل كان ديناً وفضلاً. مات في طاعون سنة أربع وستين، وأظنه جاز الثلاثين رحمه الله وعوضه الجنة.
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عوض ابن عبد الخالق الزين أو العز بن الزين بن ناصر الدين البكري الدهروطي ثم المصري الشافعي عم الجلال محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الآتي والماضي أبوه. ولد في ليلة الاثنين سابع عشري شعبان سنة تسع وثمانمائة بدهروط من البهنساوية وقرأ بها القرآن وكان جد أبيه أحمد وأبوه محمد مالكيين وأماجده وأبوه فشافعيان كبيران فنشأ على مذهبهما، وحفظ في الفقه التحرير للجمال البزري الواسطي وهو على نمط الحاوي ثم المنهاجين الفرعي والأصلي مع زوائده للأسنائي وألفيه ابن مالك، واشتغل يسيراً على أبيه وغيره بل بحث في الفقه على الشمس البرماوي ولازمه والزين القمني والقاياتي وعنه أخذ الأصول وفي الفرائض على ابن المجدي وفي العربية عن الشموس القاياتي والونائي وابن عمار وسمع على شيخنا؛ وناب عنه وعن غيره في القضاء ودرس بالتقوية والحسامية من الفيوم، وحج في سنة ثمان وأربعين وتعاني النظم فأكثر وامتدح شيخنا وغيره؛ ومما كتبته عنه في شيخنا حين عوده للقضاء قصيدة سقتها في الجواهر أولها:

رباني حب زينب وللربـاب

 

لتركهما جوابي والجوى بي

وقوله مما أوردته في معجمي حين عزل السفطي عن القضاء:

توالت خطوب الدهر قسراً على الورى

 

وناهيك خطب الدهر يعقبه القـسـر

وكان فاضلاً مفيداً فصيحاً حسن المذاكرة بالفقه والمحاضرة محباً في الفضلاء متودداً اليهم مكرماً لوافدهم. مات في شوال سنة ثلاث وثمانين بطنبذي المجاورة لدهروط بالقرب من البهنسا؛ وكان قاضيها رحمه الله وعفا عنه.
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عوض العز أبو الفضل البكري الشافعي أخو الذي قبله ووالد الجمال محمد الآتي. ولد سنة احدى وثمانين وسبعمائة وتفقه بأبيه وأذن له في الافتاء؛ ومات شاباً في سنة سبع. أفادنيه ولده.
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خليل بن محمد الزين الاعزازي الأصل الصالحي الدمشقي. ولد في شوال سنة سبع وستين وسبعمائة وسمع على أبي علي الحسن بن الهبل أحد أصحاب الفخر وأبي الهول وأبي بكر بن إسماعيل البيتليدي والصلاح أبي بكر بن محمد بن أبي بكر الاعزازي وغيرهم وحدث سمع منه الفضلاء، وكان أحد عدول مسجد السوق بدمشق. مات بهدية وهو راجع من الحج في أول سنة احدى وأربعين، وفي رواة جزء الأنصاري الذي سمعه عليهم التنوخي أبو محمد بن أبي بكر بن خليل بن نجم الاعزازي فهو عم أبي صاحب الترجمة وحينئذ فلعل نجماً لقب لمحمد.
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن شقير القليوبي. ممن سمع مني بمكة.
عبد الرحمن بن التقي أحمد بن الكمال محمد بن محمد بن حسن الشني الأصل القاهري الحنفي وأمه أمة. استقر بعد أبيه في جهاته بعناية أحد أوصيائه البرهان الكركي، وناب عنه فيها ثم استقل حين ترعرع إلى أن انفصل عن مشيخة قانباي محل سكنه بعبد الرزاق المؤذن المقرئ لمخالفته أمر الأتابك ازبك، وانكشف حاله بعد، وكان قد قرأ علي الصلاح الطرابلسي، وجلال الدين السيوطي وربما خطب بجامع طولون.
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن فهد. يأتي في ابن أبي بكر قريباً.
عبد الرحمن ويسمى محمداً أيضاً بن أحمد بن محمد بن محمد بن وفا أبو الفضل بن الشهاب أبي العباس بن أبي عبد الله السكندري الأصل المصري المالكي الشاذلي أخو إبراهيم وحسن وأبي الفتح محمد ويحيى ويعرف كسلفه بابن أبي الوفا. ذكره شيخنا في معجمه فقال: ولد قبل التسعين ونشأ على طريقة أبيه وعمه، واشتغل وأحضر مجلس شيخنا البلقيني وتولع بالنظم فلم يزل حتى مهر فيه، ورثى أباه وعمه وعمل المقاطيع الجياد على الطريقة النباتية ولو عاش لفاق أهل زمانه في ذلك؛ وكان حسن الأخلاق كيس العشرة اجتمعت به وسمعت من فوائده ومدحني بأبيات قافية كنت كتبت للبدر البشتكي أبياتاً على وزنها فكأنه وقف عليها فأعجبته. مات غريقاً في النيل في سنة أربع عشرة وثمانمائة يعني في حياة أبيه، وذكره في سنة أربع عشرة أيضاً من انبائه فقال انه اشتغل في صباه قليلاً وتعانى النظم فقال الشعر الفائق؛ وكان ذكياً حسن الأخلاق لطيف الطباع غرق في بحر النيل هو ومحمد بن عبيد البشكالسي وعبد الله بن أحمد بن محمد التنسي جمال الدين قاضي المالكية وابن قاضيهم، قال ومن نظمه أراه في مرثية محبوب له:

مضت قامة كانت أليفة مضجعي

 

فلله ألحاظ لـهـا ومـراشـف

ولله أصداغ حكـين عـقـاربـاً

 

فهن على الحكم المضي سوالف

وما كنت أخشى أمس إلا من الجفا

 

واني على ذاك الجفا اليوم آسف

رعى الله أياماً وناساً عهـدتـهـم

 

جياداً ولكن اللـيالـي صـيارف

ومنه من غزل قصيدة على هذا الروى:

وفي ذهبي الخد صيغ لمحنتي

 

يطيل امتحاناً لي وما أنا زائف

يذيب فؤادي وهو لا غش عنده

 

فيا ذهبي اللون انـك حـائف

وفي فمه شهد وشهد مـكـرر

 

وفي خده ورد وورد مضاعف

له أعيني أني رأتـه تـوابـع

 

وأعينه أيضاً لقلبي خواطـف

ورأيت بخط شيخنا أيضاً في بعض أجزاء تذكرته بعد مدحه الذي أشار إليه في معجمه قوله رحم الله شبابه وعوضه الجنة، وأرخ غرقه في سنة خمس عشرة ولكن الأول أصح، وقال العيني في تاريخه لما ذكر غرقه هو وأصحابه وكانوا اجتمعوا في منظرة على البحر ثم اجتمع رأيهم على ركوب بعض المراكب ويتوجهون إلى الآثار فامتنع أبو الفضل المذكور أشد امتناع فلم يزالوا به حتى ركب معهم ولما ركب قال لرفقته عجباً ان نجونا من الغرق في البحر؛ فلم يتم كلامه حتى انقلب المركب بهم ولم يظفروا بجسده مع التفحص عنه أياماً فكأن الأرض ابتلعته انتهى. وزاد غيرهم فخر الدين بن المزوق وسمى ابن التنسي بدر الدين وقال انه نجا من الغرق؛ ووهم في الأمرين كما وهم من سمى جمال الدين بن التنسي عبد الله بل هو محمد وفي وصفه بقاضي القضاة وانما كان ينوب في القضاء نعم أبوه قاضي القضاة ناصر الدين أحمد، وذكره المقريزي في عقوده وانه مات وهو شاب غريقاً بنيل مصر قريباً من الروضة في يوم عاشوراء وأورد من نظمه أشياء.
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي ابن عياش الزين أبو الفرج وأبو بكر بن الشهاب أبي العباس الدمشقي الأصل المكي الشافعي المقرئ الماضي أبوه ويعرف بابن عياش - بتحتانية ومعجمة. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فسمع حسبما كان يخبر على العمادين ابن كثير وابن السراج والمحيوي الرحبي والزين بن رجب الحنبلي والشمس بن سند ورسلان الذهبي في آخرين وتلا على أبيه للسبع إفراداً ثم جمعا للعشر بما تضمنه كتاب الورقات المثمرة في تتمة قراءات الأئمة العشرة لوالده وشوهه خط والده بذلك؛ ولكنه كان يخبر أنه تلا تجويداً على الأمين بن السلار من أول القرآن إلى سورة الصف، وسمع عليه الشاطبية وأنه قرأ أيضاً على الشرف أبي المعالي محمود بن شرف شاه الطوسي خادم الخدام بالسميساطية بدمشق والزين أبي حفص عمر بن الشمس ابن اللبان الدمشقي وعلى فيروز التبريزي بجامع منكلي بغا بحلب وانه ارتحل إلى القاهرة في سنة اثنتين وتسعين فتلا علي العسقلاني للعشر وأذن له في الاقراء، وعرض عليه الشاطبية والرائية وأثبت ابن الجزري في ترجمة العسقلاني من طبقاته اسمه فيمن قرأ عليه فساوي حينئذ والده في الاسناد؛ والحاصل أنه قرأ القراآت بدمشق وحلب والقاهرة وتفقه بأبيه وسمع دروس البلقيني وغيره وأخذ النحو عن أبيه وعطاء الله الدر والي الهندي، وحج مع أبيه في سنة سبع وثمانين وزار بيت المقدس ثم انقطع بمكة من سنة تسع وثمانمائة أو التي بعدها؛ وارتحل في أثناء ذلك إلى اليمن لزيارة أبيه فانه كان انقطع بها لطلب الحلال؛ وكذا سافر منها إلى المدينة النبوية فجاور فيها غير مرة وتصدى في الحرمين لنشر القراءات ليلاً ونهاراً فانتفع به خلق من أهلهما والقادمين عليهما وصار شيخ الاقراء هناك بلا مدافع ولذا وصفه شيخنا في ترجمة والده من إنبائه بقوله مقرئ الحرم، وكان يدرس أيضاً في ألفية ابن مالك ونظم غاية المطلوب في قراءة خلف وأبي جعفر ويعقوب أخذها الناس عنه وأولها:

حمدت إله الخلق حمداً مكـمـلاً

 

وصليت يا ربي على أشرف الملا

وبعد فخذ نظم الثـلاثة سـالـكـاً

 

طريقة إرشاد لتهـدي مـن تـلا

وكذا له نظم غير ذلك أثبت منه في ترجمته من معجمي أشياء؛ وانقطع بمنزله في مكة من أثناء سنة احدى وخمسين لعجزه عن الحركة غير منفك مع ذلك عن الاقراء لمن يقصده حتى مات فجأة في ضحى يوم الثلاثاء حادي عشري صفر سنة ثلاث وخمسين بمكة وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بالقرب من الشيخ علي بن أبي بكر الزيلعي رحمهما الله وإيانا؛ وهو في ذيل ابن فهد مطول وقد وصفه ابن الجزري فيما قرأته بخطه بالشيخ الامام العلامة شيخ الاقراء وأوحد القراء والمشار إليه في وقته من بين أهل العصر بالتجويد والاداء والمنفرد في الحرمين الشريفين بالتصدر ونفع المسلمين زين الدين أبي محمد وقال انه سأله ذكر ما يعلم من لقيه للشمس العسقلاني فكتب أنه كان بالقاهرة في حياة العسقلاني قال وكان يقرأ جمعاً بالقراءات علي ويخبرني أنه يقرأ علي العسقلاني المذكور جمعاً انتهى. وكان هذا مستند ابن الجزري في جزمه بذلك في الطبقات على أني رأيت من حكى عن كل من ابن الجزري وشيخنا رضوان إنكار ذلك ورميه فيه بالكذب والمعتمد ما قدمته، وهو في عقود المقريزي وانه مقرئ الحجاز ممن نفع الله به الناس وأغناه عن التطلع لما في أيديهم وصحبه أيام مجاورته بمكة سنة أربع وثلاثين واستفاد منه ترجمة أبيه.
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد عبد الله الزين أبو هريرة بن الشهاب بن الجلال أبي عبد الله الحسباني الدمشقي الحنفي والد أمين الدين محمد الآتي ويلقب هامان. حفظ الدرر واستقر في قضاء الحنفية بدمشق في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين ببذل زائد عوض إسماعيل أخي كبيش العجم وكلاهما من كبار الجهال ثم صرف بابن القطب وهو أمثل منهما وأهين هذا مرة بعد أخرى؛ وهو الآن سنة سبع وتسعين شبه المقعد، ومات ابنه المذكور الذي استقر في كتابة دمشق مع أخيه كلاهما بالطاعون وليته كان معهما.
عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف بن عبد الأعلى المارديني الضرير الشافعي نزيل أسيوط. حفظ القرآن ومختصر التبريزي والكافية في النحو وقطن أسيوط وأكثر من مدائح أعيان الصعيد بحيث كان له عليهم رواتب سنوية وغيرها. مات في طاعون سنة إحدى وثمانين وقد زاحم الثمانين. ومن نظمه رداً على من أنكر عليه في مدحه لبعضهم وصفه بالعظيم:

ويا جحشاً تولد من حمـار

 

لقد كتب النبي إلى هرقل

 

عظيم الروم أورده البخاري

عبد الرحمن بن أحمد الحموي الأصل القاهري رفيق السلموني ونحوه في الشهادة مع جودة الخط ولكنه غير محمود وربما اشتغل ولازم أخي في قراءة التقسيم وتردد إلي ثم ورث وتوجه بالاسترقاق بميراثه بحراً فقدمها في شوال سنة سبع وتسعين وجلس بباب السلام.
عبد الرحمن بن أحمد المدني المالكي أخو عمر الآتي ويعرف بالنفطي. قرأ الموطأ لأمامه علي غانم الخشبي وتزوج ابنة الجلال الخجندي بعد أبي الفتح المراغي، وكان حياً في سنة عشر.
عبد الرحمن بن أحمد المطيرز عضد الدين. مات في يوم السبت خامس عشري رمضان سنة ست وخمسين. أرخه ابن عزم.
عبد الرحمن بن بكتمر السندبسطي ثم القاهري أحد أصحاب الزاهد وصاحب الزاوية المجاورة لجامع شيخه وفيها محل دفنه أخذ عنه جماعة كثيرون منهم محمد البدوي وذكروا له أحوالاً صالحة وكانت له طاحون يقتات منها ويعمر من فاضلها الزاوية المشار اليها التي لم يكملها وانما أكملها صاحبه الشيخ مدين. مات في سنة أربعين أو قبلها رحمه الله وإيانا.
عبد الرحمن بن بكير بن محمد الفرجي البرلسي ويعرف بابن الفقيه. ممن سمع مني بالقاهرة.
عبد الرحمن بن أبي البركات بن أبي الهدى محمد بن تقي الدين الشيخ الصالح الزين الكازروني المدني الشافعي عم عبد الله بن عبد الوهاب بن أبي البركات الآتي. ممن قرأ علي بالمدينة في شرح النخبة وسمع أشياء وله أخذ عن الأبشيطي وغيره وفيه فضل ما مع سكون وخير. مات سنة إحدى وتسعين.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن ابراهيم العراقي الأصل المكي. ممن سمع مني بمكة وهو خير منجمع.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن أحمد بن محمد بن الشيخ ولي الدين محمد بن أحمد بن ابراهيم بن يوسف الملوي الأصل القاهري الشافعي التاجر. ممن قرأ القرآن وتردد لمكة بل جاور بها سنين واشتغل قليلاً في المنهاج وسمع علي بمكة في سنة ثلاث وتسعين أربعي النووي ومجالس من جامع الأصول وبعض البخاري وكتبت له إجازة، ومولده سنة أربع وخمسين وسافر في التجارة لعدن ونحوها وهو الآن سنة سبع وتسعين هناك.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن داود الزين أبو الفرج بن التقي أبي الصفا الدمشقي الصالحي الحنبلي الآتي أبوه ويعرف بابن داود. ولد كما كتبه بخطه في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة وقال غيره سنة ثلاث بجبل قاسيون من دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل وكان يذكر أنه أخذ الفقه عن التقي ابراهيم بن الشمس محمد بن مفلح والعلاء بن اللحام وأخذ عن أبيه التصوف وسمع عليه مؤلفه أدب المريد والمراد في سنة خمس وثمانمائة بطرابلس ومنه تلقن الذكر ولبس الخرقة بل ألبسها معه من الشهاب بن الناصح حين قدومهما عليهما دمشق صحبة الظاهر برقوق ومن البسطامي بزاويته ببيت المقدس وبانفراده في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين من ابن الجزري مع قراءته عليه للجزء الذي خرجه من مروياته فيه المسلسل والمصافحة والمشابكة وبعض العشاريات بالباسطية ظاهر دمشق وأول سماعه للحديث بدمشق من المحب الصامت سمع عليه التوبة والمتابة لأبن أبي عاصم وكذا البخاري فيما كان يخبر ثم سمع غالب الصحيح على عائشة ابنة ابن عبد الهادي والجمال بن الشرائحي وسمع ببعلبك على التاج بن بردس وأجاز له أخوه العلاء ولازم الحافظ ابن ناصر الدين في أشياء سماعاً وقراءة وخلف والده في مشيخة زاويته التي أنشأها بالسفح فوق جامع الحنابلة فانتفع به المريدون؛ وحج غير مرة وزار بيت المقدس والخليل ودخل غيرها من الأماكن، وكان شيخاً قدوة مسلكاً تام العقل والتدبير قائماً بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر راغباً في المساعدة على الخير والقيام في الحق مقبول الرسائل نافذ الأوامر كريماً متواضعاً حسن الخط ذا جلالة ووقع في النفوس وشهرة عند الخاص والعام وله الكنز الأكبر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجلدين وفتح الاغلاق في الحث على مكارم الأخلاق ومواقع الأنوار ومآثر المختار والانذار بوفاة المصطفى المختار وتحفة العباد وأدلة الأوراد في مجلد ضخم والدر المنتقى المرفوع في أوراد اليوم والليلة والأسبوع ونزهة النفوس والأفكار في خواص الحيوان والنبات والأحجار في ثلاث مجلدات وتسلية الواجم في الطاعون الهاجم في مجلد وغير ذلك مما قرئ عليه جميعه أو أكثره، وكان استمداده في الحديث من شيخه ابن ناصر الدين، وقد حدث باليسير أخذ عنه الفضلاء أجاز لي ومات في ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ست وخمسين بعد فراغه من قراءة أوراد ليلة الجمعة بيسير فجأة، وصلى عليه بعد صلاة الجمعة بالجامع المظفري في مشهد عظيم جداً ودفن في قبر كان أعده لنفسه داخل باب زاويته رحمه الله وإيانا.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن سليمان بن صالح الزين بن الشرف الداديخي ثم الحلبي الشافعي المذكور أبوه في محله، وداديخ بمهملتين وآخرها معجمة من أعمال سرمين. ولد في سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً منها المختصر الأصلي ولازم الاشتغال مع الفهم البطئ وسلوك طرق الخير والمواظبة على الجماعة إلى أن فضل وكان قد سمع علي عمر بن أيدغمش عشرة الحداد؛ وحدث سمع منه الفضلاء. مات.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر زين الدين بن العماد القرشي العمري المقدسي الصالحي الحنبلي أخو عبد الله وناصر الدين محمد الآتيين ويعرف كسلفه بابن زريق بمعجمة ثم راء وآخره قاف مصغر، ولد في خامس رمضان سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالسفح من صالحية دمشق ونشأ بها وسمع على أبي هريرة بن الذهبي وأبي بكر بن ابراهيم بن العز ومحمد بن محمد بن داود بن حمزة وأبي حفص عمر البالسي وعبد الله الحرستاني في الآخرين ومما سمعه على الأول الأربعين تخريج أبيه له، وأجاز له ابن العلائي وابن أبي المجد والحلاوي والسويداوي وجماعة، وحدث سمع منه الفضلاء. مات فجأة في سحر يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين، وصلى عليه قبيل ظهره بالجامع المظفري، ودفن بتربة جده أبي عمر بالسفح وشيعه خلق كثير رحمه الله.
 
عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الرحمن الوجيه بن الزكي المصري الأصل المكي الشافعي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن الزكي. ممن حفظ القرآن والمنهاج وكتباً وعرض علي في مجاورة سنة ست وثمانين وسمع مني ثم في المجاورة التي تليها أخذ عني البخاري ما بين قراءة وسماع والشمائل النبوية قراءة والشفا وغيره سماعاً وكتب بعض تصانيفي وكتبت له إجازة؛ وهو يقظ يتكسب ويعامل ويحضر دروس القاضي بل قال لي أنه أخذ عن الجوجري بالقاهرة، وسافر إلى الهند غير مرة.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الرحمن الحموي الحنبلي المقرئ القادري الوفائي. قدم القاهرة في سنة تسع وثمانين فقرأ عليه ابن أخي الفخر عثمان المقسي الزهراوين لأبي عمرو مع منظومة الأمين عبد الوهاب بن أحمد بن وهبان الحنفي القاضي المسماة غاية الاختصار في أصول قراءة أبي عمرو ومنظومة ابن الجزري في التجويد وقال انه قرأهما على العلاء أبي الحسن علي بن أحمد الحموي بن الخدر الآتي وانه كتب على الأولى شرحاً.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة وجيه الدين القرشي اليماني ثم المكي والد عبد الكريم وأبي بكر الآتيين. ولد بعد التسعين وسبعمائة باليمن ونشأ بها وتردد إلى مكة مراراً للحج فسمع من عمه الجمال بن ظهيرة وابن الجزري والمقريزي وغيرهم كأبي الفتح المراغي وأجاز له في سنة خمس جماعة كابن صديق وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي؛ وكان خيراً مباركاً كثير الطواف قرأ عليه صاحبنا ابن فهد شيئاً باجازته من ابن صديق وقال انه كان يتكسب بالتجارة؛ ومات في صفر سنة تسع وأربعين بمكة.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله وجيه الدين أبو محمد الزوقري الركني الشافعي. ولد في سنة أربع وأربعين وسبعمائة وأخذ الفقه عن الامام محمد بن عبد الله الريمي والعلماء بتعز كالقاضي عمر بن سعيد وابن قيصر وآخرين؛ والحديث عن محمد بن صقر قرأ عليه أجزاء كثيرة وبه استفاد، ودرس بالمظفرية الكبرى العليا في تعز باستدعاء شيخه قاضي القضاء الريمي له في سنة سبع وثمانين وسبعمائة، ورحل إليه العلماء من الآفاق، وكان من أعيان أصحاب مذهبه ممن اشتهر بالورع المرضي والمنهاج السوي وامتنع من ولاية الأحكام بتعز. مات في ربيع الأول سنة عشر. ترجمه النفيس العلوي ووصفه أيضاً بالفقه الامام العالم العلامة فريد عصره ووحيد دهره المدرس المحقق المفتي الصالح الولي كان فقيهاً لطيف الفقه والغرض صادق المودة للأصحاب صادق البأس أجمع الناس على ذلك منه حسن الأخلاق مهذب الطباع لم ير مثله زاهداً في الدنيا متقنعاً فيها باليسير، ورأيت من سمي جده يحيى فالله أعلم.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن علي الزين أبو الفرج بن التقي أبي الصدق ابن العلاء أبي الحسن الدمشقي الشافعي ويعرف بابن الشاوي بالمعجمة. ولد في إحدى الجمادين سنة اثنتين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس أبي عبد الله محمد الحبشي - بجيم مضمومة ثم معجمة مشددة - المكتب وصلى به على العادة في سنة أربع عشرة وحفظ العمدة وألفية الحديث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي والتسهيل وعرض بعدها، واشتغل على غير واحد وتفنن وصحب جماعة من الصلحاء، وحج في سنة ست وثلاثين وزار بيت المقدس والخليل ودخل القاهرة فأخذ عن شيخنا وتصدى للتدريس فانتفع به الطلبة، وممن أخذ عنه ابن الشيخ الصفي والشهاب اللبودي، وناب في القضاء عن الولوي البلقيني ثم أعرض عنه. وكان إماماً علامة فقيهاً حسن الاعتقاد. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وستين وصلى عليه بجامع التوبة ظاهر دمشق ودفن بمقبرة باب الفراديس بطرفها القبلي وكانت جنازته حافلة جداً وحمل نعشه الأكابر من مقدمي الألوف وغيرهم وكثر الثناء عليه ورؤيت له منامات حسنة رحمه الله وإيانا.
 
عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خليل ابن نصر بن الخضر بن الهمام الجلال بن الكمال بن ناصر الدين السيوطي الأصل الطولوني الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن الأسيوطي. ولد في أول ليلة مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة وأمه أمة تركية، ونشأ يتيماً فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وبعض الأصلي وألفية النحو؛ وعرض في سنة أربع وستين وأخذ عن الشمس محمد بن موسى الحنفي إمام الشيخونية في النحو وعن الفخر عثمان المقسي والشموس البامي وابن الفالاتي وابن يوسف أحد فضلاء الشيخونية والبرهانين العجلوني وفيما قيل النعماني بعضهم في الفقه وبعضهم في النحو ثم ترقى حتى قرأ في بعض المتون الفقهية على العلم البلقيني وحضر عند الشرف المناوي يسيراً جداً ولمح له بالأدب حيث قال له وقد تألم من جلوسه فوق ملا على كنا ونحن صغار لا نجلس إلا خلف الحلقة، فل كلمات من هذا النمط وحينئذ انقطع؛ وأخذ عن كل من السيف والشمني والكافياجي الحنفيين شيئاً من فنون وفيها زعم عن الشهاب الشارمساحي بعض شرحه لمجموع الكلائي وعن العز الميقاتي رسالة له في الميقات وعن محمد بن ابراهيم الشرواني الرومي الطبيب بالقاهرة مختصرين في الطب لابن جماعة وعن العز الحنبلي دروساً في الأصول من جمع الجوامع انتهى. ولازمني دهراً وكتب إلى في نثر طويل: وقد تطفلنا على شمول سخائه وأنخنا ركاب شدتنا برحاب رخائه، بل مدحني بغير ذلك من نظم ونثركما بينته في موضع آخر، وكذا تردد يسيراً جداً للزين قاسم الحنفي والبقاعي وتدرب بالشهاب المنصوري وغيره في النظم؛ وسمع على بقايا من المسندين كالقمصي والحجازي والشاوي والملتوني ونشوان وهاجر، وأجاز له من حلب جماعة منهم ابن مقبل خاتمة من أجاز له الصلاح بن أبي عمر؛ ولم يمعن الطلب في كل ما أشرت إليه، ثم سافر إلى الفيوم ودمياط والمحلة ونحوها فكتب عن جماعة ممن ينظم كالمحيوي بن السفيه والعلاء بن الجندي الحنفي، ثم إلى مكة من البحر في ربيع الآخر سنة تسع وستين فأخذ قليلاً عن الحيوي عبد القادر المالكي واستمد من صاحبنا النجم بن فهد في آخرين؛ وأذن له غير واحد في الافادة والتدريس وساعده العلم البلقيني حتى باشر تصدير الفقه بالجامع الشيخوني المتلقي له عن أبيه وحضر معه اجلاسه فيه، ثم انجمع وتمشيخ وخاض في فنون خصوصاً هذا الشأن؛ واختلس حين كان يتردد إلى مما عملته كثيراً كالخصال الموجبة للظلال والأسماء النبوية والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وموت الأبناء وما لا أحصره، بل أخذ من كتب المحمودية وغيرها كثيراً من التصانيف المتقدمة التي لا عهد لكثير من العصريين بها في فنون فغير فيها يسيراً وقدم وأخر ونسبها لنفسه وهول في مقدماتها بما يتوهم منه الجاهل شيئاً مما لا يوفي ببعضه، وأول ما أبرز جزءاً له في تحريم المنطق جرده من مصنف لابن تيمية واستعان بي في أكثره فقام عليه الفضلاء بحيث كفه العلم البلقيني عنه وأخذ ما كان استكتبه به في المسئلة ولولا تلطفي بالجماعة كالابناسي وابن الفالاتي وابن قاسم لكان ما لا خير فيه، وكذا درس جمعاً من العوام بجامع ابن طولون بل صار يملي على بعضهم ممن لا يحسن شيئاً بحيث كان ذلك وسيلة لمساعدة وصيه شهاب الدين بن الضباح حيث رباه عند برسباي أستادار الصحبة فلزم إينال الأشقر رأس نوبة النوب حتى قرره في تدريس الحديث بالشيخونية بعد وفاة الفخر عثمان المقسي مع تركه ولداً؛ وكذا استقر في الأسماع بها وليس بموافق شرط الواقف فيهما وفي مشيخة التصوف بتربة برقوق نائب الشام التي بباب القرافة بعناية بلديه أبي الطيب السيوطي وغير ذلك، كل هذا مع أنه لم يصل ولا كاد ولذا قيل إنه تزبب قبل أن يتحصرم، وأطلق لسانه وقلمه في شيوخه فمن فوقهم بحيث قال عن القاضي العضد إنه لا يكون ضعنة في نعل ابن الصلاح، وعزر على ذلك من بعض نواب الحنابلة بحضرة فاضيهم، ونقص السيد والرضي في النحو بما لم يبد مستنداً فيه مقبولاً بحيث أنه أظهر لبعض الغرباء الرجوع عنه فانه لما اجتمعا قال له قلت إن السيد الجرجاني قال إن الحرف لا معنى له أصلاً لا في نفسه ولا في غيره وهذا كلام السيد ناطق بتكذيبك فيما نسبته إليه فأوجدنا مستندك فيما زعمته فقال انني لم أر له كلاماً ولكنني لما كنت بمكة تجاريت مع بعض الفضلاء الكلام في المسألة  
فنقل لي ما حكيته وقلدته فيه فقال هذا عجيب ممن يتصدى للتصنيف كيف يقلد في مثل هذا مع هذا الأستاذ انتهى. وقال ان من قرأ الرضى ونحوه لم يترق إلى درجة أن يسمى مشاركاً في النحو. ولا زال يسترسل حتى قال إنه رزق التبحر في سبعة علوم التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع قال والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم الستة سوى الفقه والنقول التي اطلعت عليها وفيها لم يصل إليه ولا وقف عليه أحد من أشياخي فضلاً عن من دونهم، قال ودون هذه السبعة في المعرفة أصول الفقه والجدل والصرف ودونها الانشاء والترسل والفرائض ودونها القراءات ولم آخذها عن شيخ ودونها الطب وأما الحساب فأعسر شيء علي وأبعده عن ذهني وإذا نظرت في مسئلة تتعلق به فكأنما أحاول جبلاً أحمله، قال وقد كملت عندي آلات الاجتهاد بحمد الله إلى أن قال ولو شئت أن أكتب في كل مسئلة تصنيفاً بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية ومداركها ونقوضها وأجوبتها والمقارنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك، وقال إن العلماء الموجودين يرتبون له من الأسئلة ألوفاً فيكتب عليها أجوبة على طريقة الاجتهاد وأنه يرتب لهم من الاسئلة بعدد العشر فلا ينهضوا، وأفرد مصنفاً في تيسير الاجتهاد لتقرير دعواه في نفسه؛ وما أحسن قول بعض الاستاذين في الحساب ما اعترف به عن نفسه مما يوهم به أنه مصنف أدل دليل على بلادته وبعد فهمه لتصريح أئمة الفن بأنه فن ذكاء ونحو ذلك وكذا قول بعضهم دعواه الاجتهاد ليستر خطأه؛ ونحو هذا قوله وقد اجتمع معه بعض الفضلاء ورام التكلم معه في مسئلة ليس في الامكان إن بضاعتي في علم الكلام مزجاة، وقول آخر له أعلمني عن آلات الاجتهاد أما بقي أحد يعرفها فقال له نعم بقي من له مشاركة فيها لا على وجه الاجتماع في واحد بل مفرقاً فقال له فاذكرهم لي ونحن نجمعهم لك ونتكلم معهم فان اعترف كل واحد منهم لك بعلمه وتميزك فيه أمكن ان نوافقك في دعواك فسكت ولم يبد شيئاً، وذكر أن تصانيفيه زادت على ثلثمائة كتاب رأيت منها ما هو في ورقة وأما ما هو دون كراسة فكثير وسمي منها شرح الشاطبية وألفية في القراءات العشر مع اعترافه بأنه لا شيخ له فيها، وفيها مما اختلسه من تصانيف شيخنا لباب النقول في أسباب النزول وعين الاصابة في معرفة الصحابة والنكت البديعات على الموضوعات والمدرج إلى المدرج وتذكرة المؤتسي بمن حدث ونسي وتحفة النابه بتلخيص المتشابه وما رواه الواعون في أخبار الطاعون والأساس في مناقب بني العباس وجزء في أسماء المدلسين وكشف النقاب عن الألقاب ونشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير فكل هذه تصانيف شيخنا وليته إذ اختلس لم يمسخها ولو نسخها على وجهها لكان أنفع وفيها مما هو لغيره الكثير، هذا إن كانت المسميات موجودة كلها وإلا فهو كثير المجازفة جاءني مرة وزعم انه قرأ مسند الشافعي على القمصي في يوم فلم يلبث أن جاء القمصي وأخبرني متبرعاً بما تضمن كذبه حيث بقي منه جانباً وكذا حكى عن الكمال أخي الجلال المحلي مناماً كذبه الكمال فيه وقال لي البدر قاضي الحنابلة لم أره يقرأ على شيخي في جمع الجوامع مع شدة حرصي على ملازمته نعم كان يقرأ عليه فيه خير الدين الريشي النقيب فقلت فلعله كان يحضر معه فقال لم أر ذلك، وقال انه عمل النفحة المسكية والتحفة المكية في كراسة وهو بمكة على نمط عنوان الشرف لابن المقري في يوم واحد وإنه عمل ألفية في الحديث فائقة ألفية العراقي إلى غير ذلك مما يطول شرحه كقوله مما يصدق ان آفة الكذب النسيان في موضع أنه حفظ بعض المنهاج الأصلي وفي آخر أنه حفظ جميعه وأنه بعد موت شيخنا انقطع الاملاء حتى أحياه وزعمه أن المبتدئ بتقريره في الشيخونية هو الكافياجي مع قوله لي غير مرة والله لو لم يقرر الناظر التركي أو كنت منفرداً بالأمر ما قدمته لعلمي بانفراد غيره بالاستحقاق. كل ذلك مع كثرة ما يقع له من التحريف والتصحيف وما ينشأ عن عدم فهم المراد لكونه لم يزاحم الفضلاء في دروسهم ولا جلس بينهم في مسائهم وتعريسهم بل استبد بأخذه من بطون الدفاتر والكتب واعتمد ما لا يرتضيه من الاتقان صحب، وقد قام عليه الناس كافة لما ادعى الاجتهاد وصنف هو اللفظ الجوهري في رد خباط الجوجري والكر في خباط عبد البر وغضب الجبار على ابن الأبار والقول المجمل في الرد على المهمل  
وقبل ذلك مقام إبراهيم أساء فيه الأدب على عالم الحجاز مما يستحق التعزير عليها وبعضها أفحش من بعض، ولم أر منها سوى أولها وهو مشتمل على ازدراء كثير للجوجري ومزيد دعوى يستدل ببعضه على حمقه بل جنه وأما الرابع فهو رد على من قرأ قول القاضي عياض في آخر الشفا: ويخصنا بخصيصي بالتثنية بعد أن كتب إليه ورقة فيها اساءة وغلظة لا تليق بمخاطبة طلبة العلم بحيث كان ذلك حاملاً له على الاستفتاء عليه وكتب بموافقته فيما قرره الأمين الاقصرائي والعبادي والبامي والزين قاسم الحنفي والفخر الديمي وكاتبه وأفرد القارئ جزءاً سماه المفصل في الرد على المغفل بل أفرد بعض طلبة الجوجري شيئاً في الانتصار له وغضب الجوجري ممن توجه لذلك لما تضمن من التنويه بذكر المعترض، وكذا راسل الكمال بن أبي شريف وملا على الكرماني بما لا يليق وأرسل إليه الخطيب الوزيري بولده للروضة ليعرض عليه فرده معللاً ذلك بأنه لا يستكمل أباه للوصف بكذا وكذا وكتابة دون هذا لا ترضيه، ولما تكلم بعض الطلبة في تكفير ابن عربي قال انه يؤذن من الله بحرب وما عسى أن يفعل فيه الحاكم وان الذي يراه مما لا يوافقه عليه المعتقد ولا المنتقد اعتقاده وتحريم النظر في كتبه ثم نقل عنه انه قال يحرم النظر في كلامي. وهو ممن أخذ هذا المذهب عن أبي عبد الله محمد بن عمر المغربي النازل بالقرب من مدرسة قراقجا الحسني فقد تردد إليه دهراً إلى غير هذا. ولو شرحت أمره لكان خروجاً عن الحد. وبالجملة فهو سريع الكتابة لم أزل أعرفه بالهوس ومزيد الترفع حتى على أمه بحيث كانت تزيد في التشكي منه، ولا زال أمره في تزايد من ذلك فالله تعالى يلهمه رشده؛ وقد ساعده الخليفة حتى استقر في مشيخة البيبرسية بعد الجلال البكري وخمد من ثم بل جمد بحيث رام ستر نفسه بقوله تركت الاقراء والافتاء وأقبلت على الله، وزعم قبل ذلك انه رأى مناماً يقتضي ذم النبي صلى الله عليه وسلم له وأمره خليفته الصديق ر بحبسه سنة ليراجع الاقراء والافتاء حيث التزامه تركهما وانه استغفر وترك هذا الالتزام بحيث لوجئ إليه بفتيا وهو مشرف على الغرق لأخذها ليكتب عليها ثم لم يلبث أن قال ما تقدم، وفارقه المحيوي بن مغيزل لما رأى منه الجفاء الزائد بعد كونه القائم بالتنويه به وذكر عنه من الحقد والأوصاف والتعاظم ما يصدقه فيه الحال ومن ذلك إنه توسل عند الامام البرهاني الكركي في تعيينه لحجة كانت تحت نظره فأجابه وزاده من عنده ضعف الأصل وحضر إليه مع العلم سليمان الخليفتي لقبض ذلك فما قال له جزيت خيراً ولا أبدي كلمة مؤذنة بشكره، ونقل له مرة عن السنباطي بعد موته ما يؤذن بجفاء منه فقال فلم لم تعلمني بهذا الا بعد موته فقال لتعلم بواطن الرجال هذا مع مزيد احسانه إليه سيما في زمن الغلاء وقطع خبز الشيخونية وطعامها بحيث كان يعطيه في كل أسبوع ديناراً حسبما صرح به عن نفسه، وكذا فارقه بعض بني الأتراك ممن شفعه فيه بعد أن كان حنفياً ومع كونه مبتدئاً لمزيد احسانه إليه واقباله عليه بل فارق المغربي الذي كان يزعم انه الغاية في الولاية والفتح القربى، ومن هوسه قوله لبعض ملازميه إذا صار الينا القضاء قررنا لك كذا وكذا بل تصير أنت الكل؛ ثم لما كان في سنة ثمان وتسعين قام عليه الشيخ أبو النجا بن الشيخ خلف وأظهر نقصه وخطأه وانقمع منه وذل إلى الغاية ومدح الامام الكركي أبا النجا بأبيات حسبما كتبت ذلك كله في الحوادث؛ وقبل ذلك كتب مؤلفاً سماه الكاوي في الرد على السخاوي خالف فيه الثابت في الصحيح مع كوني لم أتكلم في المسئلة إلا قبل بل مذهبي فيه ترك التكلم اثباتاً ونفياً فسبحان قاسم العقول.
 
عبد الرحمن بن أبي بكر وهو أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد وجيه الدين ويلقب قديماً ناصر الدين أبو الفرج بن المحب ابن شيخنا التقي الهاشمي المكي الشافعي ابن أخي صاحبنا النجم عمر ويعرف كسلفه بابن فهد أمه خديجة ابنة أبي بكر التوريزي. ولد في ظهر يوم الجمعة منتصف المحرم سنة احدى وأربعين وثمانمائة بكالكوط من الهند وقدم به أبوه إلى مكة في أول العشر الثاني من المحرم سنة أربع وأربعين فنشأ بها وحفظ القرآن والشاطبية والأربعين والمنهاج كلاهما للنووي وألفية ابن مالك والبردة وبانت سعاد واستمر على حفظهما وغيرها وعرض على جماعة وأحضره عمه على أبي المعالي الصالحي وحسين الأهدل وغيرهما من أهل بلده كجده والقادمين اليها بل أسمعه على جمع من الشيوخ خصوصاً في اقامتي عندهم السنة الأولى وأجاز له جماعة منهم الزركشي وابن الطحان وابن بردس وشيخنا المقريزي والجمال الكازروني والمحب المطيري وقدم القاهرة في البحر سنة خمس وستين فأقام بها وتوجه منها إلى الشام غير مرة وزار بيت المقدس مرتين؛ ودخل الصعيد واسكندرية والمحلة وحلب وغيرها، وسمع الحديث واشتغل يسيراً وأكثر عن فضلاء أهل بلده القادمين عليها وشارك في النحو ونحوه وربما نظم الشعر، وقد أنشد بعلو الاهرام من ذلك بحضرتي وكتب بخطه أشياء من جملتها وهو بالقاهرة عدة نسخ من نظم السلوك للمقريزي وكان بها على طريقة جميلة من السكون والتعفف والعقل والانجماع بحيث ما رأيت أحداً ممن خالطه الا ويحمد صحبته، وقد ترجمه عمه في ذيله وغيره، مات في يوم الأربعاء ثاني عشري رمضان سنة ثلاث وسبعين مطعوناً مبطوناً غريباً؛ وقدمت للصلاة عليه في يومه بباب المحروق ودفن بحوش الصوفية البيبرسية جوار قبور أولادي رحمه الله وعوضه الجنة.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي الدقوقي المكي. مات شاباً بها في شعبان سنة ثمان وستين.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الزين بن العز الدمشقي الحنفي ويعرف كسلفه بابن العيني. ولد بدمشق سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا واشتغل بالفقه وأصوله عند حميد الدين وبكثير من العقليات عند حسين قاضي الجزيرة ويوسف الرومي في آخرين، وقدم القاهرة فأخذ بها في الفقه وأصوله أيضاً عن الزين قاسم والقراءات عن الشهاب بن أسد بل بلغني انه أخذ في العروض عن أبي الفضل المغربي ولكنه لم يستكثر من الشيوخ وقد سمع علي الشاوي ونشوان وغيرهما بل حضر عندي بعض المجالس واختص بابن مزهر ونوه به بحيث صار بأخرة يعد من أعيان مذهبه؛ وناب في تداريس لقاضي الحنفية بدمشق كالعذراوية والركنية بل درس إصالة بالمرشدية وبتربة بالشرف الأعلى وغير ذلك، وصنف في العربية والعروض بل وفي أصولهم وكذا كتب في تفسير اللغة التركية مع نظم ونثر وعقل ومداراة ولكنه تسلط بنفسه وبطلبته على فقيه بلده وشيخه العز بن الحمراء ليكون هو المشار إليه، هذا إلى تمول صار إليه من قبل أبيه فقد كان تاجراً وكذا من غيره ونماه هو وتوجه للتدريس والافتاء وأخذ عنه جماعة من الطلبة وانتهى الأمر له في قضاء الحنفية بدمشق حين اجتياز السلطان بها عقب وفاة العلاء بن قاضي عجلون فلم يسمح بما طلب منه فعدل عنه لابن عيد مجاناً؛ وبالجملة فقد نال رياسة ووجاهة حتى مات في سنة ثلاث وتسعين وبلغنا ذلك وأنا بمكة فتأسفت على فقده ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الزين البرلسي ويعرف بابن الفقيه سمع مني بالقاهرة.
 
عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمود بن إبراهيم بن محمود بن أبي بكر الزين بن قاضي الحنفية بحماة التقي بن نور الدين الذي والده أخو قاضي الحنابلة العلاء علي بن محمود الحموي الحنفي سبط صاحبنا الجمال بن السابق والماضي شقيقه إبراهيم والآتي أبو هما ويعرف كسلفه بابن المغلي. ولد في رمضان سنة خمس وخمسين وثمانمائة بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن، وقدم القاهرة في سنة أربع وسبعين فسمع مني بحضرة جده المسلسل وغيره وكذا قدمها بعد موته وقرأ في النحو وغيره على الشمس بن فريجان وكذا قرأ على الشمس التبريزي البازلي نزيل حماة والمعروف بالكردي في العقليات وكان متقدماً فيها بحيث كان جل انتفاعه به، وولي كتابة السر ببلده عوضاً عن أبيه في حياته فدام بها مدة؛ ومات بالقاهرة بعيد التسعين في الترسيم لنصراني اسمه عيسى الموصلي كان قد ضمن والده له عوضه الله الجنة، واستقر عوضه في كتابة السر ابن القرناص قاضيها المالكي.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن يحيى الزوقري. فيمن جده عبد الله.
عبد الرحمن بن أبي بكر الشويهر الفقيه العلامة وجيه الدين الركني اليماني النحوي الحنفي الشاعر. كان عالماً ورعاً أديباً منجمعاً على التدريس والافادة مبارك الاقراء قل من أخذ عنه الا وانتفع في مدة قريبة لأخلاصه، وله نظم كثير مشهور يتداوله الناس لحسنه. مات في سنة ثلاث وسبعين أفاده لي بعض فضلاء أصحابنا اليمانيين وكأن تاريخ وفاته من سبق قلمي فقد أرخه العفيف الناشري في أثناء ترجمة سنة احدى وثلاثين وأنا بمكة، قال وكان متضلعاً من علوم الأدب مائلاً في العقيدة لمذهب الحنابلة وانه أخذ عنه كافية ابن الحاجب وعروض ابن القطاع حين وروده اليمن في سنة تسع وعشرين وان صاحب الترجمة أخذ عنه في القراءات.
عبد الرحمن بن أبي بكر الدمشقي الرسام ويعرف بابن الحبال. أخذ عنه الشهاب بن اللبودي ووصفه بالمسند وقال انه مات في يوم السبت ثاني شعبان سنة احدى وستين فجأة، ودفن من الغد بصالحية دمشق.
عبد الرحمن بن أبي بكر الحنبلي. كتب بالاجازة في بعض استدعاءاتي المصرية المؤرخة سنة خمس وخمسين وكأنه الذي قبله ومن نظمه:

وفاضت دموعي من لهيب وحرقة

 

وحر لظى نار الغرام وأفـكـاري

فنيران قلبي قد جرين مـدامـعـي

 

ألا فاعجبوا من فيض ماء من النار

عبد الرحمن بن أبي بكر اليماني المنسي. مات سنة خمس وعشرين.
عبد الرحمن بن حسن بن حمزة بن يوسف المحب أبو الفضل الحلبي الحنفي الكاتب نزيل القاهرة ويسمى أيضاً محمداً لكنه بهذا أشهر ليتميز عن أخ له اسمه محمد ويعرف بابن الأمين وربما قيل له بالقاهرة كلب العجم. اشتغل بالقاهرة وغيرها في فنون وأخذ عن العز عبد السلام البغدادي وجماعة وسمع معنا على بعض المسندين وتميز في الأدب والتحلية ونحو ذلك وفاق في الكتابة مع حفظ لكثير من أشعار المتقدمين وإلمام بهم في الجملة ومعرفة باللغات الثلاث العربية والعجمية والتركية بحيث ينظم فيها وربما لمع في القصيدة الواحدة ولكنه سلك طرق الخلاعة والمجون والتهتك واشتهر بها وبالتزيد في كلامه بل كان مرتقياً عن هذا الحد، وتقرب من الدوادار الكبير يشبك من مهدي قرباً زائداً واغتبط بكتابته واستعمله في أشياء محسناً إليه مرتباً له راتباً في كل شهر، وسافر معه إلى حلب وغيرها غير مرة وجرح في واقعة الرها ومع إحسانه لم ينضبط له ولذا لما طال عليه اهماله ضربه وأودعه سجن أولى الجرائم والتزم أن لا يخرجه الا بعد فراغ ما كان حينئذ يكتبه له فبادر للاكمال حينئذ بل أكرهه على التزويج واستمر على طريقته إلى أن تعلل وهو بخلوته في الصرغتمشية أياماً ثم حول منها إلى البيمارستان المنصوري فمات عند وصوله إليه وذلك في يوم الخميس مستهل ذي القعدة سنة سبع وثمانين وقد جاز الخمسين سامحه الله وعفا عنه وقد تردد إلي كثيراً وكتبت عنه من نظمه:

لقدري في بنى زمني انحطاط

 

وللجهال فـيهـم إرتـفـاع

لقد أنشدت فيهم وصف حالي

 

أضاعوني وأي فتى أضاعوا

وقوله:

إن فقت في الخط ياقوتاً فلا عجـب

 

هذا وفي الشعر قد أصبحت كالطائي

وإنمـا أنـا مـحـتـاج لـواحـدة

 

لنقل نقطة حرف الخاء لـلـطـاء

وقوله:

حويت المعاصي جلها وحـقـيرهـا

 

بها فقت من بعدي ومن كان من قبلي

فيشهد لـي ابـلـيس أنـي شـيخـه

 

وما أرتضي شيخاً على مثله مثلـي

وعندي من مجونه وغيره غير هذا.
عبد الرحمن بن حسن بن سويد وجيه الدين بن البدر المصري المالكي الماضي أبوه والآتي ابنه فتح الدين محمد ويعرف بابن سويد. ذكره شيخنا في إنبائه فقال: أحد النواب كان حسن الصورة فاشتغل قليلاً وزوجه أبوه وهو صغير بابنة الفخر القاياتي يعني فاطمة وتزوج هو بأمتها انما هي ابنة أختها أم هاني ابنة الهوريني بعد فراقه لتلك فلما مات أبوهما يعني الفخر احتاط الأب على تركته بطريق الايصاء والتحدث فخلصت لهم الدار العظمى بشاطئ النيل، ودخل مع والده وهو صغير اليمن سنة ثمانمائة وكذا سافر معه إلى غيره من الأماكن وقربه أكثر من أخيه محمد يعني الآتي مع كون ذاك أكبر وصار هذا أنبه لكن مع بأو زائد فيهما ليس له سبب الادناءة أصل جدهما سويد فقد كان الشيخ شمس الدين المراغي يقول انه رآه وهو بالعمامة الزرقاء يبيع الفراريج والقفص على رأسه فالله أعلم. ونشأ ابنه البدر في غاية الاتضاع لكنه حصل له مال طائل فصار إلى ولديه فعظمت أنفسهما وانتسبا إلى كنانة فقال لي بعض المصريين لعل أصلهما من منية كنانة بالقليوبية فان أكثر أهلها نصارى وكأن اعتمد المقالة المذكورة، ورأس وجيه الدين بعد أبيه وصار المشار إليه بمصر وتزوج عزيزة ابنة القاضي جلال الدين البلقيني فولدت له الصدر محمد وعائشة ولازم يشبك الأعرج أتابك الدولة الأشرفية برسباي فكان يتقوى به في أموره ثم لازم جوهر الخازندار الأشرفي فعظم أمره وتقوى به في أمور كثيرة. قلت وقد رأيت ابن أبي اليمن عرض عليه. مات في ليلة سادس شعبان سنة أربع وأربعين وكان ابتداء ضعفه في ربيع الأول فانتقل من مرض إلى مرض إلى أن غلب عليه الزحير ثم حبس الاراقة فلما قوي البرد اشتد به وانحلت قواه وصلى عليه بجامع عمرو وتقدم المالكي للصلاة عليه، ودفن بمدرستهم، وفي الحال ختم على حواصله ببيته وغيره من جهة السلطان لمرافعة بعض أتباع الخازندار فيه على ما قيل ولم يلبث أن فك ولده الختم في صبيحة ذلك اليوم.
عبد الرحمن بن الخواجا البدر حسن بن محمد بن قاسم بن علي اليمني الأصل المكي الماضي أبوه والآتي أخواه علي ومحمد وشقيقه عمر، ويعرف بابن الطاهر بالمهملة. مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين بجدة وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها.
عبد الرحمن بن حسن بن محمد الدميري الطولوني. هو زكريا مضى.
عبد الرحمن بن حسن الزين بن الشيخ الخالدي أخو عبد السلام الآتي ويعرف بالكذاب. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين بمكة ودفن بتربة رامشت من المعلاة.
عبد الرحمن بن حسين بن إبراهيم زين الدين العباسي الكردي الشافعي نزيل القاهرة ويعرف فيها بالكردي. ولد في يوم الثلاثاء سابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وثمانمائة، وقدم القاهرة في سنة خمس وثلاثين فلازم الوتائي في الفقه وأصوله وغيرهما ومما أخذه عنه الحاوي وكذا أخذ عن شيخنا ابن حضر والشرواني في آخرين كابن حسان، وسمع على شيخنا وطائفة، وسافر إلى الثغرين اسكندرية ودمياط للرباط مزاراً رفيقاً للبقاعي وغيره، وكذا حج وزار المدينة وبيت المقدس غير مرة واختص بامام الكاملية دهراً وكتب بخطه أشياء، وأقام بأخرة بالمعينية الجوهرية من غيط العدة؛ وكان خيراً حسن العشرة متودداً لأحبابه شديد الفاقة. مات في يوم الجمعة ثامن عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين بالبيمارستان وصلى عليه عقب الصلاة بجامع الأزهر رحمه الله وعفا عنه.
عبد الرحمن بن حسين بن حسن بن قاسم الزين أبو الفرج بن الرضى المدني الشافعي والد إبراهيم الماضي ويعرف بابن القطان. ولد قبيل الستين وسبعمائة تقريباً بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك وعرض في سنة اثنتين وسبعين فما بعدها على البدر إبراهيم بن الخشاب والنور علي بن أحمد بن إسماعيل الفوي والعز عبد السلام الكازروني والكمال أبي الفضل محمد بن أحمد النويري وجماعة وأجازوا له وكذا أجازه في سنة أربع وسبعين ابن أميلة وابن الهبل وابن كثير الحافظ والكمال بن حبيب ومحمد بن علي بن قواليح وآخرون؛ وسمع البخاري علي الزين العراقي والنسائي عليه وعلي الزين المراغي ومن الزينة إلى آخره علي الجمال يوسف البنا وخاله العلم سليمان السقا بل سمع صحيح مسلم علي البدر بن الخشاب بقراءة شيخه العز الكازروني وبعضه علي الزين العراقي والجمال الاميوطي وكذا سمع على الشمس محمد بن أحمد الششتري المدني، وأخذ الفقه وأصوله عن الاميوطي وأذن له في التدريس ووصفه بالفقيه الامام المتقن وقال انه بحث عليه المنهاج الأصلي بحث تحقيق وإتقان محققاً لنفائسه مدققاً لغوامضه إلى أن قضى من الفن وطره واستحق بذلك أن يستفاد منه، وكان كأبيه من مؤذني الحرم النبوي وولي هو الدرس المعروف بالنقاش، وناب في القضاء ببلده عن الزين عبد الرحمن بن صالح وحدث، وذكره العفيف الجرهي في مشيخته وانه أجاز له في سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة وسمع عليه أبو الفرج المراغي من صحيح مسلم والشفا؛ قال وحضرت درسه في عمدة الأحكام وكذا سمع عليه ولده البرهان وأفاد أن وفاته كانت في أحد الربيعين ظناً سنة تسع وعشرين وممن أخذ عنه التقى بن فهد وذكره في معجمه باختصار جداً.
عبد الرحمن بن حسين بن حسن بن يوسف الزين بن البدر الهوريني الأصل القاهري الشافعي الكتبي الماضي أبوه.
عبد الرحمن بن حيدر بن علي بن أبي بكر بن عمر أصيل الدين أبو المعالي ابن القطب الدهقلي الشيرازي الأصل ثم الدمشقي. ولد في شعبان سنة سبع وأربعين وسبعمائة وسمع من البناني وست العرب حفيدة الفخر والبدر أبي العباس بن الجوخي وابن أميلة فعلى الأول جزء البيتوتة وحياء الأنبياء في قبورهم للبيهقي وعلى الثانية مشيخة جدها وعلى الثالث سنن النسائي، وأجاز له العز بن جماعة وإبراهيم بن الخشاب وعلى الزرندي وحدث سمع منه الأئمة ولقيه شيخنا بعدن فأخذ عنه وذكره في معجمه وقال إن مولده سنة خمس وأربعين، والأول هو الذي ذكره التقي بن فهد في معجمه وكأنه أصح. مات في سنة سبع عشرة ببعض جزائر كنباية من بلاد الهند، وذكره المقريزي في عقوده تبعاً لشيخنا.
عبد الرحمن بن الخضر الحنفي والد الحسام محمد بن بريطع الآتي ولي قضاء غزة وقتاً.
عبد الرحمن بن خليفة بن أحمد الطهطاوي الصعيدي الشافعي نزيل مكة والجالس للشهادة بباب السلام فيها ويعرف بالخطيب. ممن سمع مني بها وبالمدينة.
 
عبد الرحمن بن خليل بن سلامة بن أحمد بن علي بن شريف بن مونس الزين أبو الفهم وأبو زيد بن الصلاح أبي الصفا الأذرعي الأصل القابوني الدمشقي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن الشيخ خليل. ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالقابون من دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده والشاطبية وعرضها بتمامها على الشرف صدقة المسحراتي الماضي وكذا حفظ غيرها واشتغل في الفقه وغيره وسمع ببلده والقاهرة والخليل وغيرها على جماعة فبدمشق على أبي حفص البالسي وابن صديق وعبد الله بن خليل الحرستاني وفاطمة ابنة ابن المنجا والجمال بن الشرائحي في آخرين وبالقاهرة علي البلقيني والعراقي والهيثمي والحلاوي ومنه لبس الخرقة وكذا لبسها في شعبان سنة أربع وثمانمائة كما ذكر من الشهاب بن الناصح ثم بعد ذلك من الزين أبي بكر الخوافي؛ وبالخليل علي الشهاب أحمد بن حسين النصيبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مروان ومحمد بن علي بن البرهان وعلي إبراهيم ابن إسماعيل بن الشحنة والتدمري، وحدث في غير موضع سمع منه الأعيان وقرأت عليه بالقاهرة ثم بجامع بني أمية ورام التوجه معي إلى حلب فما تيسر وكان فاضلاً خيراً متواضعاً محباً في الحديث وأهله وله بالفن أنس ما واستحضار لبعض المتون وذكر لي انه جمع كتاباً في أسباب المغفرة وأنه كتب على تخريج الاحياء للعراقي بعض الحواشي وأثبت له مصنفه قراءته عليه في سنة أربع وثمانمائة فوصفه بالفقيه المشتغل المحصل، وناب في الخطابة بجامع بني أمية بدمشق دهراً وكذا في الامامة؛ ومات في شعبان سنة تسع وستين وصلى عليه بالجامع الأموي ودفن بمقبرة باب الصغير وكان يوماً ماطراً ومع ذلك فكانت جنازته حافلة رحمه الله وإيانا.
 
عبد الرحمن بن داود بن عبد الرحمن بن داود الزين بن العلم الكركي الشوبكي الأصل القاهري والد صلاح الدين محمد وأخيه أحمد ويعرف كأقاربه بابن الكويز بالمعجمة تصغير كوز. ولد سنة خمس وثمانمائة وأمه ستيتة ابنة أبي الفرج أخت الفخر عبد الغني صاحب المدرسة الفخرية التي أرسل بها أخوها المذكور لقطياً حتى قتلت لشيء نسبت إليه بحيث كاد سليمان أخو صاحب الترجمة نفيه عن أبيه وانه لذلك دس عليه من قتله فالله أعلم. نشأ على زي الجند فحفظ القرآن واشتغل يسيراً، واستقر به الأشرف برسباي دواداراً ثالثاً حين كان أبوه كاتب السر فدام عليها إلى أن أرسله اسكندرية على نيابتها بعد اقباي اليشبكي الجاموس وذلك في أوائل ذي القعدة سنة أربعين ثم فصله الظاهر عنها في سنة ثنتين وأربعين بتمرباي؛ ولزم بيته إلى أن استدعى به وولاه استادارية النضيرة عوضاً عن جوهر السيفي في سنة أربع وأربعين ثم الأستادارية الكبرى بعد عزل قيزطوغان العلائي في حدود سنة ست وأربعين فلم يمش أمره فيها وانفصل سريعاً في إحدى الجمادين منها جزماً بالزين يحيى الأشقر وكان استقر معه في نظر المفرد ونكبه نكبة خفيفة، فلما كان في سنة ثلاث وخمسين ولاه استاداريته بدمشق على كره منه فتوجه منها ومعه مرسوم بجلوسه فوق أمرائها فلم يحتملوا ذلك وكاتبوا فيه فكتب بعد مباشرته لها أياماً بالقبض عليه وضربه وحبسه بقلعة دمشق ومصادرته إلى أن أفرج عنه ورسم بعوده إلى القاهرة على حمل عشرة آلاف دينار فلم يسعه إلا أن التجأ لأبي الخير النحاس لوزم خدمته والركوب أمامه فحسن حاله بذلك يسيراً فلم يلبث أن غلب خموله على سعد النحاس بحيث نكب وحينئذ رجع صاحب الترجمة إلى أسوأ ما كان عليه أولاً ومقته في الالتجاء المشار إليه أهل الدولة؛ واستمر إلى أن استقر في نظر الخاص بعد موت الجمالي ابن كاتب جكم وباشرها مباشرة ضخمة ثم أمسك في أيام الظاهر خشقدم وصودر وضيق عليه وآل أمره إلى أن انسحب لمملكة الروم فأكرمه صاحبها ابن عثمان وأحسن نزله واستمر عنده ثم عاد في أيام الأشرف قايتباي وقابله فأكرمه وألبسه خلعة وكذا أكرمه غير واحد من المباشرين ونحوهم بل أجرى عليه كثير منهم الرواتب لكثرة تشكيه ثم لم يلبس حتى سعى في الخاص أيضاً بنحو اثني عشر ألف دينار واستقر فيها عوض التاج بن المقسي واستشعر منه الدوادار الكبير في أثناء مباشرته الفرار فبادر للقبض عليه لكونه كان هو القائم عنه بالمال المشار إليه وضيق عليه بل أطلق عليه سبعاً ثم تخلص بعد ذل وإهانة وبيع لجميع موجوده من صامت وناطق؛ واستمر خاملاً ضعيفاً ببيته إلى أن مات وهو في غاية من الفقر بعد أن كان المخلف له عن أبيه في كل يوم نحو خمسين ديناراً فيما قيل قبيل عصر يوم السبت سابع شوال سنة سبع وسبعين وصلى عليه من الغد بباب النصر في مشهد فيه القضاة الأربعة وابن الشحنة المنفصل وجمع من المباشرين والأعيان ثم دفن بتربة طشتمر حمص أخضر، وقد حج وزار بيت المقدس وطاف الأماكن وتزوج ابنة الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله الماضي واستولدها ابنه صلاح الدين وغيره، وذكر أنه كان كثير العبادة والتهجد والصيام والتلاوة مع ظلم كثير وعكس متوال خصوصاً في أواخر أمره؛ وقد وصفه شيخنا في عرض ولده بالمقر العالي العالمي الفاضلي الأوحدي الزيني عفا الله عنه وإيانا.
عبد الرحمن بن داود الزين بن الكويز جد الذي قبله. كان اسمه قبل التظاهر باسلامه جرجس. ذكره المقريزي في عقوده بما سلف نحوه في داود.
عبد الرحمن بن داود. مضى في ابن أبي بكر بن داود.
عبد الرحمن بن ذي النون محمد بن عبد الله بن صالح الزين الغزي الشافعي ويعرف بأبيه. ولد في سنة خمس وثمانمائة أو في أوائل التي تليها بغزة وتلا لنافع وابن كثير وأبي عمر وعلي الشهاب بن عابد الغزي ولقي ابن الجزري بظاهر غزة فأجاز له وتصدى لتعليم الأبناء ببلده فانتفع به جماعة لحسن تعليمه ووفور نصحه وديانته، وكان خيراً صالحاً فاضلاً حسن العشرة مهتماً بحوائج إخوانه بل وغيرهم وكف بصره وضعفت حركته جداً بحيث صار لا حراك به، ومات في يوم الجمعة تاسع المحرم سنة إحدى وثمانين رحمه الله وإيانا.
 
عبد الرحمن بن رضوان بن محمد بن يوسف جلال الدين أبو المفاخر ابن مفيدنا وشيخنا الحافظ الزين أبي النعيم العقبي الأصل القاهري الصحراوي الشافعي واسم أمه نورة ابنة مكي وتدعى حرير. ولد في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بتربة قجماس من الصحراء ونشأ بها في كنف ابيه فحفظ القرآن وبلوغ المرام لشيخنا وعرضه عليه بتمامه حفظاً وكذا حفظ غيره واعتنى به أبوه فأحضره ثم أسمعه الكثير عالياً ونازلاً من لا يحصى كثرة كالبدر حسين البوصيري والشهاب الواسطي والزين الزركشي وعائشة الكنانية وقريبتها فاطمة والفاقوسي والشرابيشي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان والمحب بن نصر الله الحنبلي والعز بن الفرات وأجاز له خلق وخرج له أبوه المتباينات مات عنها مسودة، واشتغل يسيراً وقرأ في الحاوي على العلم البلقيني وفي المنطق وغيره على آخرين، ولما مات والده أضيفت إليه جهاته كالاسماع في الشيخونية والخدمة بالأشرفية برسباي، ولزم الاشتغال قليلاً؛ والتمس مني مساعدته في تبييض المتباينات المشار اليها فعاقه المقدور ثم عرض له في عقله شيء يقال ان سببه الاعتناء بالروحاني لكن مع سكون وسكوت في أكثر أوقاته بل سمعت انه كان يكثر التلاوة وربما تكلم في بعض المسائل وأتى بما يستظرف من السجعات المتوالية والكلمات المنتظمة مع تعففه وعدم قبوله لشيء الا حين الحاجة، ولم يزل على ذلك إلى أن مات في ليلة الاربعاء رابع عشر جمادى الأولى سنة احدى وثمانين ودفن من الغد عند أبيه رحمه الله وعوضه الجنة.
عبد الرحمن بن أبي السرور بن عبد الرحمن الحسني الفاسي المكي. يأتي في ابن محمد بن عبد الرحمن.
عبد الرحمن بن أبي السعادات بن محمود بن عادل الزين الحسيني المدني الحنفي أخو أحمد الماضي وعبد الله وعبد الكبير الآتيين. ولد سنة ست وخمسين وثمانمائة تقريباً ونشأ فحفظ القرآن والمختار واشتغل في النحو والصرف وأكثر من التلاوة وجود علي عمر النجار الحموي وسمع على أبي الفرج المراغي وولده وكذا سمع مني بالمدينة.
عبد الرحمن بن سعد الحضرمي التاجر نزيل الحرمين ويعرف بابن قنين - بقاف ونونين بينهما تحتانية. كان ملياً خيراً. قدم مكة في عشر الخمسين وجاور بها واشترى بها أملاكاً فلما مات أحمد بن عجلان أمير مكة وحصل الخلف بعده في الدولة انتقل إلى المدينة النبوية وذلك بعد الحج من سنة ثمان وثمانين وسبعمائة أو التي بعدها فقطنها حتى مات بها في رجب سنة اثنتي عشرة، ودفن بالبقيع وقد بلغ الستين أو جازها وهو عند الفاسي.
عبد الرحمن بن سعد الحضرمي المدني أخو محمد الآتي. سمع علي الجمال الكازروني في سنة أربع وثلاثين.
عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن الرضي محمد بن أبي بكر بن خليل العثماني نزيل وادي مر. مات في غرة جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين بمكة.
عبد الرحمن بن سلام بن اسماعيل الصعيدي الأصل الطلياوي ثم القاهري الشافعي ويعرف بالبدوي. ولد بطليا من المنوفية وقدم القاهرة بعيد السبعين فجود القرآن على جماعة بل قرأ لأبن كثير واشتغل عند أخي وابن سولة وغيرهما في الفقه والعربية والكوراني والعلاء الحصني وصالح اليمني وغيرهم في النحو بل قرأ في الصرف والأصول والمنطق وغيرها كثيراً ولازم ابن قاسم وحسن الأعرج ثم انثنى عنهما وكذا أخذ عن الشمس البلبيسي الفرضي وعبد الحق وكنت ممن قرأ علي دروساً في التقريب وأقبل علي وعلى أخي، وتنزل في المزهرية وقطنها بل أقرأ ولد ابن حجي وبني الواقف، والغالب عليه الخير مع يبس وعدم الارتضاء بكثيرين.
 
عبد الرحمن بن سليمان بن داود بن عياذ - بتحتانية - بن عبد الجليل ابن خلفون الزين المنهلي ثم القاهري الشافعي والد حافظ الدين محمد الآتي ويعرف بالمنهلي. ولد في شوال سنة تسع وعشرين وثمانمائة بمناوهل من الغربية، ومات أبوه وهو صغير فنشأ في كفالة أخيه خالد الماضي وأقام معه برواق ابن معمر من الأزهر فحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع والألفيتين والشاطبية والتلخيص وعرض على جماعة كشيخنا والقاياتي والعيني والكمال بن البارزي وجود القرآن على النور الامام وأخذ في الفقه عن الشنشي وغيره في الابتداء وفي العربية وغيرها عن الوروري ثم انتمى للمناوي قديماً ولازمه أتم ملازمة حتى أخذ عنه الفقه أخذاً مرضياً غير مرة وكذا أخذ عنه في التفسير والحديث والتصوف والأصول والعربية وغيرها بحيث كان جل انتفاعه عليه وبه تهذب وعليه تخرج وتسلك وظهرت عليه آثاره وبهرت خبرته واختباره؛ وكان أحد قراء تقاسيمه العامة الذين كان ينوه بذكرهم وبلغني انه كان يرجحه في ذوق الفقه علي الجوجري ولا يحمد سرعة ذلك كما لم يحمدها غيره وأخذ عن المحلي كثيراً من شرحيه على المنهاج وجمع الجوامع وغيرهما وكان بعض ما سمعه من ثانيهما بقراءة النور الوراق المالكي وترافق هو وزين العابدين المناوي في الأخذ في أصول الدين والعربية وغيرهما عن ابن حسان وفي الاصطلاح والرواية عن شيخنا وأخذ العربية أيضاً وغيرها عن الشمني والمنطق وغيره عن التقي الحصني ومن شيوخه أيضاً البوتيجي والخواص وآخرون وقرأ الشفا أو معظمه على السعد بن الديري والبخاري بتمامه لأسماع ابنيه علي الشهاب الشاوي وبعضه على الزين عبد الصمد الهرساني، وحضر في حجته الأولى عند القاضي أبي السعادات بن ظهيرة وغيره، وبرع في الفقه وتقدم فيه وصار لكثرة ممارسته له والنظر في قواعده والتبصر في مداركه فقيه النفس مع مشاركة حسنة في الأصول والعربية وفهم مستقيم جداً، واتقان فيما يبديه وعقل تام يضبط به أقواله وأفعاله ويتوصل به لكف جليسه أو صاحبه عما لا يرتضيه حتى ان البقاعي حين كان بحواره أرسل إليه في أوائل بعض الليالي أن يكون رفيقاً له في التجمس على بعض جيرانهما فيما زعم انكاره فتلطف في التخلص منه وربما مشى في إزالة الاستيحاش بينه وبين من يكون من أحبابه ليستريح خاطره من قبلهما كل ذلك مع لطف عشرة وتحر وورع وانجماع عن بني الدنيا واشتغال بما يعنيه ومحاسن وافرة وربما أقرأ في بيت يشبك الفقيه لثبوت خيره لديه واحسانه إليه بل أقرأ العلم في حياة شيخه وأفتى في بعض الحوادث باشارته، وناب في تدريس الفقه بالحجازية عن البرهان بن أبي شريف وبالفاضلية عن ابني صاحبه زين العابدين وفي الحديث بالجمالية عن ابن النواجي وفي غير ذلك بغيرها عن آخرين؛ واستقر في تدريس النابلسية تجاه سعيد السعداء وسكنها حتى مات وكان يرتفق في معيشته بطبخ السكر ونحوه وتوالى عليه في ذلك بعد وفاة شيخه وولده عدة خسارات تجرع بسببها مشاق وآل أمره إلى أن ضم ما تأخر بيده وهو شيء يسير جداً، وسافر في البحر من الطور إلى جدة فانصلح المركب بجميع ما فيه في أثناء الطريق ونجا بنفسه خاصة وطلع مكة مجرداً قبيل الموسم فحج وأقام سنة أخرى وهي سنة ثلاث وثمانين على قدم عال في العبادة المختصة بها مع الصلاة والتلاوة والمطالعة والكتابة بل والاقراء للطلبة وتوعك في غضون ذلك مدة ولم يتم تخلصه حتى انه قدم القاهرة وابتدأ الفالج معه ولكن لم يكن ذلك بمانع له عن الاقراء والافتاء والكتابة إلى أن استحكم أمره وانقطع بسببه أشهراً كل ذلك وهو صابر شاكر حتى مات في ليلة الخميس ثامن عشر جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وصلى عليه من الغد تجاه مصلى باب النصر ثم دفن بحوش سعيد السعداء، وقد كانت بيننا مودة تامة يرغب من أجلها في كثرة زيارته لي ويميل لما يصدر عني من تأليف وترجمة شيخه المناوي أبدى من السرور ما الله به عليم بل سمع مني في مجلس شيخه كثيراً من تصنيفي القول البديع خارجاً عن مواضع من شرحي لألفية العراقي وكان يبدي من الثناء ما لا أنهض لذكره مع عدم تكلفه وتصنعه ويصرح بترجيح شيخه لي على نفسه في الحديث في الملأ إلى غير ذلك مما أثبته في تاريخي الكبير رحمه الله وإيانا. ومن نظمه مما قرأته بخطه مضمناً قول القائل مما هو على الألسنة: حائط القاضي يطهر بالماء وحائط غيره يهد  
قوله:له:

إذا استفتى القاضي عن النجس الذي

 

يحل جدار الغير يفتي بـهـدمـه

ويفتي إذا ما حل ذاك بـحـيطـه

 

بتطهيره بالماء فاعجب لحكـمـه

وقوله:

يفتي القضاة بهدم الحيط إن نجست

 

ما لم تكن لهم فالماء يكـفـيهـا

وكذا من نظمه مما نقلته أيضاً من خطه:

إذا حكم الآله عليك فاصبـر

 

ولا تضجر فبعد العسر يسر

فكم نار تبيت لهـا لـهـيب

 

فتخمد قبل أن ينشق فجـر

في أبيات تزيد على ثلاثين.
عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الرحمن بن العز محمد بن سليمان بن حمزة ابن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر الزين القرشي العمري المقدسي الصالحي، ولد في ذي الحجة سنة احدى وأربعين وسبعمائة وسمع علي عبد الرحمن بن ابراهيم ابن علي والموفق أحمد بن عبد الحميد بن غشم الثاني من حديث عيسى بن حماد زغبة عن الليث وعلى العماد أحمد بن عبد الحميد المقدسي جزء الأزجي، وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى وشيخنا الموفق الأبي سمع عليه أول الجزءين؛ وقال شيخنا في معجمه: أجاز لي باستدعاء الشريف وليس عنده من المسموع على قدر سنه. مات سنة تسع عشرة بدمشق، وتبعه المقريزي في عقوده.
عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم بن سليمان الزين أبو الفرج الدمشقي الصالحي الحنبلي علامة الزمان وترجمان القرآن وناصح الاخوان ويعرف بأبي شعر. ولد في ثالث عشر شعبان سنة ثمانين وسبعمائة وقيل سنة ثمان وثمانين وقرأ القرآن على ابن الموصلي وحفظ الخرقي وغيره وتفقه بجماعة منهم الزين بن رجب قرأ عليه من أول المقنع إلى أثناء البيع وكذا انتفع بالشهاب بن حجي وسمع من عبد القادر بن ابراهيم الأرموي والجمال بن الشرائحي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي في آخرين بل سمع هو وابنه ابراهيم الماضي من شيخنا في رجوعه من حلب سنة آمد بالعادلية المسلسل والقول المسدد واغتبظ شيخنا بقدومه عليه وبرز لتلقيه حافياً، وكان إماماً علامة متقدماً في استحضار الفقه واسع الاطلاع في مذاهب السلف ومعرفة أحوال القوم ذاكراً لنبذة من الجرح والتعديل عفيفاً نزهاً ورعاً متقشفاً منعزلاً عن الناس معظماً للسنة وأهلها بارعاً في التفسير مستحضراً لكثير من ذلك جيد التذكير مع المهابة والوقار وجمال الصورة والحياء وكثرة الخشوع ولطف المزاج وحسن النادرة والفكاهة وسلامة الصدر ومزيد التواضع وقلة الكلام وعذوبة المنطق وعدم التكلف والمثابرة على التلاوة والتهجد والعبادة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحبة الزائدة للعلم والرغبة في مطالعته واقتناء كتبه بحيث اجتمع له من الأصول الحسان ما انفرد به عن أهل بلده؛ وصار عديم النظير في معناه حسنة من حسنات الدهر انتفع به الناس في المواعظ وغيرها وأحبه الخاص والعام وكثرت أتباعه واشتهر ذكره وبعد صيته ومع ذلك فعودي وأوذي ولم تسمع منه كلمة سوء في جد ولا هزل، وجاور بمكة عوداً على بدء فأخذ عنه الأكابر من أهلها ووعظ فيها حتى في جوف البيت الحرام وكان يزدحم عليه الخلق هناك وحدثني المحيوي عبد القادر المالكي وهو ممن أخذ عنه بكثير من كراماته وبديع إشاراته، وقال البقاعي اشتغل في غالب العلوم النافعة حتى فاق فيها وله في التفسير عمل كثير ويد طولى، وكذا عظمه التقي بن قندس ثم تلميذه العلا المرداوي ووصفه بالامام شيخ الاسلام العالم العامل العلامة الزاهد الورع الرباني المفسر الأصولي النحوي الفقيه المحدث المحقق؛ وقال غيره انتفع به خلق وله مقالبات مع المبتدعين بسبب أصول الدين، وترجمته قابلة للبسط وحدث سمع منه الفضلاء وذكره المقريزي في عقوده وأنه تخرج بالشهاب ابن حجي وتبتل للعبادة وتصدى للوعظ فبرع في التفسير وكثر استحضاره له وصار له أتباع عودي وأوذي، وجاور بمكة مرتين ووعظ بها في جوف البيت وكان يزدحم عليه الخلق هناك ويحصل بكلامه صدع في القلب مع الفوائد الجليلة في علوم عديدة لأنه امام في الفقه مستحضر لمذاهب السلف وغيرها عارف بالحديث وعلله من جرح وتعديل وانقطاع وارسال مشارك في النحو والأصول متعبد خائف من الله. ومات بعد أن تعلل أشهراً في ليلة السبت سادس عشر شوال سنة أربع وأربعين بسفح قاسيون ودفن بقرب قبر الموفق بن قدامة من الروضة بالسفح رحمه الله ونفعنا ببركاته.
عبد الرحمن بن عبد الباسط بن خليل الدمشقي الأصل القاهري الماضي أبوه والآتي أخواه أبو بكر وعمر.
عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن علي بن صلاح الدين بن الزين القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن الخطيب لكون أبيه كان خطيباً بجامع البرددار بخط قنطرة قديدار. ولد بعد موت أبيه بيسير في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثمانمائة بالخط المذكور ونشأ فحفظ القرآن عند زوج أمه الشمس المقري وهو الذي رباه وجوده على الزين عبد الغني الهيثمي والمنهاج وعرضه على الأمين الأقصرائي، البكري والبامي وقطعة من ألفية النحو وأخذ الفقه عن الجوجري في عدة تقاسيم والبكري وقرأه والعربية والمنطق علي الشرف موسى البرمكيني وحضر في الأصول والعقائد عند الكمال بن أبي شريف وفي بعض العقليات عند التقني الحصني وأخذ الفرائض والحساب والميقات عن البدر المارداني ولازمه في قراءة كتب كثيرة وتميز وخطب ولازمني في ابن الصلاح وغيره واغتبط بذلك وتألم لسفري في سنة ست وتسعين وكذا أخذ عن الديمي وكان يتكسب بسوق الدراع من سوق الحاجب نصف سنة ثم ترك لما لا يعجبه وقرأ على العامة وقد لازمني في بحث ابن الصلاح وغيره كشرحي على تقريب النووي وأخذ عني غير ذلك وربما يتردد لابن الأسيوطي، وحج في موسم سنة ثمان وتسعين ولقيني بمكة ثم مني وسألني عن شيء يتعلق بالمنسك ونعم الرجل سكوناً وعقلاً وفضلاً ورغبة في الخير وتحصيل الكتب كتابة وشراءً.
عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن ناصر الدين محمد بن جمال الدين عبد الله ابن صاحب المدرسة والدار المجاورة لها بباب النصر بكتمر الحاجب الآتي والده ويعرف كسلفه بابن الحاجب. مات في يوم الجمعة ثامن رجب سنة خمسين وأرخه بعضهم في الطاعون سنة ثلاث وخمسين وكأن الأول أصح بعد أن أسند وصيته للبدر البرماوي ودفن بتربتهم بالقرب من مدرسة جده المشار اليها وكان يلي والده في الوسواس واختص بالأمير قانباي الجركسي وقتاً عفا الله عنه.
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن عثمان بن أبي الرجا بن أبي الزهر بن أبي القسم تقي الدين أبو بكر التنوخي الدمشقي ويعرف كسلفه بابن السلعوس. ولد في إحدى الجمادين سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وسمع على زينب ابنة ابن الخباز المائة العزاوية وحدث بها قرأها عليه شيخنا وذكره في معجمه وقال إنه مات سنة سبع، وكذا أرخه في أنبائه ولكنه ذكره فيه أيضاً في سنة ثلاث وأرخ وفاته في شعبان أو رمضان منها وله نحو السبعين فالله أعلم وافاد انه سمع من عبد الرحيم بن أبي اليسر وداود بن العطار وابن الخباز وغيرهم، وأرخه المقريزي في عقوده في رجب سنة سبع.
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الوجيه بن القاضي عز الدين الهاشمي العقيلي النويري المكي المالكي. ولد بها في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وسمع بها من المراغي وابن الجزري وابن طولوبغا وغيرهما وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد القادر الأرموي وآخرون، وسافر إلى القاهرة ثم إلى تونس فاشتغل فيها على جماعة واستمر حتى مات بعد الأربعين، ذكره ابن فهد في النويريين والنيل.
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم ابن الشهيد الناطق عبد الرحمن الرضي بن العز بن الشمس الهاشمي العقيلي النويري المالكي نزيل مكة ووالد علم الدين محمد الآتي، ولد بالنويرة من الصعيد وانتقل مع أمه إلى الفيوم فحفظ بها القرآن والعمدة والرسالة وألفية النحو ثم عاد بعد كبره إلى بلده، وحج غير مرة وجاور وسمع بها من الزين المراغي ثم قدم مكة في موسم سنة أربع وأربعين وجاور التي تليها فأدركه أجله بها وهو ساجد بالمسجد الحرام في ذي الحجة منا فحمل إلى بيته فجهز ثم دفن بالمعلاة، وكان خيراً ساكناً.

عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب المجد أبو الفضل بن الفخر بن الجيعان أخو ابراهيم وشاكر الماضيين، كان ناظر الخزانة وكاتبها. مات في سابع عشري المحرم سنة خمس وخمسين بعد قدومه من الحج متمرضاً بأيام ودفن بتربتهم بالقرافة ثم بعد مدة نقل إلى تربته بالصحراء تجاه تربة الأشرف برسباي وخلف عدة أولاد من جوار بيض مسلمات وهو صاحب المدرسة اللطيفة المجاورة لبيتهم بالسبع قاعات وفيها صوفية وخطبة وغير ذلك من المآثر؛ وكان رئيساً كريماً محباً في العلماء والصالحين ولذا كانت له اليد البيضاء في الدفع عن شيخنا في حادثة البيبرسية كما أوضحته في الجواهر ونفعه الله بذلك فان الشهاب بن يعقوب حكى لي انه رآه بعد موته لهذا السبب في هيئة حسنة جداً بل صار أولاده بعدهم المتصرفون فيها رحمه الله وايانا.
عبد الرحمن بن عبد الغني بن محمد بن عبد الرحمن القاهري الحريري العقاد والده الحنبلي ويعرف بابن العقاد. ولد في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثمانمائة بالخراطين قريباً من الأزهر ونشأ فحفظ القرآن وعمدة الأحكام وأربعي النووي وألفية الحديث والنحو والمحرر وجمع الجوامع والتلخيص وقواعد ابن هشام وألفية النحو وعرض على خلق كابن الديري والمناوي والولوي السنباطي والعز الكناني والعبادي والأمين الاقصرائي والشمني والشرواني والتقي الحصني وكاتبه في آخرين، قرأ القرآن وتلا للسبع افراداً وجمعا على الشمس بن الخدر الحنبلي ثم على الزين جعفر ثم على ابن اسد افراداً وكذا جمعا لكن إلى آخر سورة الانبياء، وكان معه حين توفي بالحديدة، وعلى الزين عبد الغني الهيثمي بل أكمل عليه العشر وأخذ في النحو عن الشمس الابناسي نزيل الاستادارية والنور السنهوري وقرأ في الاصول والبيان على الحصنيين والعلاء وفي الفقه عند المحب بن جناق وأخذ قليلاً عن العز الحنبلي ثم لازم البدر السعدي بل أخذ عن إمام الكاملية في الأصول وقرأ عليه شرحه للورقات وكذا شرح ابن الفركاح وسمع الحديث بقراءتي وقراءة غيري مع الولد وغيره على السيد النسابة والبارنباري وابن أبي الحسن وخلق كأم الشيخ سيف الدين وهاجر مما أثبته وغيري له وتميز وفهم وتكسب بالشهادة وراج أمره فيها لحذقه وسرعة كتابته وإنهائه الأمور خصوصاً مع اقبال القاضي عليه؛ وصار لذلك كله محسوداً ممن هو أنحس وأسوأ حالاً بحيث وصل أمره إلى السلطان ووصف بكونه نقيب الحنبلي فحينئذ بادر البدر للاستقرار بالتقي بن القزازي في النقابة وتبرم من كونه نقيباً واستراح من كلام كثير برئ منه، وبالجملة فليس فيه من الأرصاف الظاهرة سوى سرعة حركته المؤدية إلى شبيه بالخفة؛ وقد اختفى مدة بسبب مجاورته لمحمد بن اسماعيل برددار الأتابك وعشرته له ولولا اللطف لكان ما لا خير فيه، وحج في سنة اثنتين وسبعين طلع في البحر مع شاهين الجمالي وقد استقر نائب جدة فدام بها بقية السنة ثم مع يشبك الجمالي حين كان أمير الأول ثم المحمل ثم في سنة ثمان وتسعين رفيقاً للسيد عتقا براويد بالمدينة النبوية ووصلها في حادي عشري رجب فزار ورجع اليوم الثالث بعد الجمعة وكانت أم ولده بمكة فحجا ثم عادا مع الركب.
عبد الرحمن بن عبد القادر بن أبي الخير الطاوسي. يأتي في ابن أبي الفتوح.
عبد الرحمن بن عبد الكافي بن علي بن عبد الله بن عبد الكافي بن قريش الزين الحسني الطباطبي مؤذن الركاب السلطاني، كان يجالس الظاهر برقوق فاتفق أن جمال الدين محمود العجمي لما كان ناظر الجيش أنف أن يجلس دونه فذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فعتبه على ذلك فأصبح فركب إلى بيت الشريف فاستحله بعد أن أخبره بالمنام. ذكره شيخنا في إنبائه وقال انه قرأ ذلك بخط التقي المقريزي فيما سمعه من الشمس العمري الموقع وقد حضر ذلك. مات سنة احدى. قلت وساق المقريزي في عقوده نسبه إلى الحسن بن علي وبيض لتاريخ وفاته؛ وحرف بعضهم اسم أبيه فجعله عبد الخافي وكذا أرخ وفاته في شوال سنة أربع وتسعين وسبعمائة.
 
عبد الرحمن بن عبد الكريم بن عبد الرحمن الزين أبو هريرة النابلسي الشافعي إمام جامع بلده الكبير ووالد أحمد الماضي ويعرف بابن مكية. ولد سنة خمس وثمانمائة واشتغل وفضل وارتحل فقرأ على شيخنا من أول البخاري إلى مواقيت الصلاة؛ وسمع علي بقراءتي في عشاريات التنوخي وبقراءة ابن قمر والقلقشندي وغيرهما أشياء وذلك في ربيع الآخر سنة خمسين، وكان يدرس في الفقه والنحو. مات في ثاني عشر رمضان سنة أربع وسبعين ودفن عند آبائه رحمه الله.
عبد الرحمن بن عبد الكريم الارموي الأصل الدمشقي الحنفي. سمع على الشهاب الحسباني المائة المستقاة من مشيخة الفخر؛ وحدث بها أخذها عنه سبط شيخنا في سنة خمس وستين.
عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن علي بن عيسى بن محمد ابن عيسى الحسني المسهودي أخو النور على الآتي وهذا أكبر وذاك أفضل. ناب في القضاء ببلده عن العلم البلقيني حين إعراض أبيه عنها فكان أول من ابتكر ولايته واستمر ينوب عن من بعده.
عبد الرحمن بن عبد الله بن جمال الثناء البصري المكي، يأتي قريباً فيمن جده عبد الله بن عبد الرحمن.
عبد الرحمن بن عبد الله بن خليل بن أبي الحسن بن طاهر الزين بن أبي محمد الحرستاني ثم الصالحي، ولد في شوال سنة احدى وخمسين وسبعمائة؛ وسمع من أبي محمد بن القيم والحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن المحب الصامت الأول والثاني من حديث عبد الله بن هاشم الطوسي تخريج زاهر بن طاهر عن شيوخه ومن ابن القيم غير ذلك وحدث سمع منه الفضلاء قرأ عليه شيخنا ثم ابن موسى وشيخنا الموفق الابي في سنة خمس عشرة، ومات بعد ذلك وذكره المقريزي في عقوده.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زوران البصري الخواجا ممن كان يسافر في المتجر إلى الهند. مات في ربيع الآخر سنة تسع وسبعين.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن شرف الزين ابن اللؤلؤي الدمشقي الشافعي أخو النجم محمد والتقي أبي بكر الآتيين وهو أوسط الثلاثة سناً وأصغر فضلاً ويعرف كسلفه بابن قاضي عجلون. ولد في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها في كنف أبيه فقرأ القرآن على الزين خطاب وحفظ العمدة والمنهاج وجمع الجوامع وتصريب العزى والكافية وعرض على جماعة كالتقي الأذرعي والبدر بن قاضي شهبة وبالقاهرة على شيخنا في آخرين وأحصر على العلاء بن بردس وتفقه بوالده وأخيه النجم وخطاب بل وأخذ في القاهرة عن الجلال المحلي والعربية عن الشرواني ودخل القاهرة غير مرة أولها في سنة احدى وخمسين؛ وكذا حج غير مرة وكان مع الزيني بن مزهر في الرجبية لاختصاصه به فكنت أراه هناك يعرض على بعض الفضلاء كل يوم جانباً من محافيظه وناب في القضاء بدمشق عن الولوي البلقيني فمن بعده، وكان فاضلاً لطيف العشرة خفيف الروح حسن الملتقى سريع الحركة والكلام محباً في لقاء الأكابر سليم الفطرة مات بدمشق في ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين، وكان قد توجه بعد دفن أخيه بالقاهرة اليها فابتدأ به التوعك، واستمر يعتريه وقتاً فوقتاً حتى قضى رحمه الله وعفا عنه.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن وجيه الدين العلوي ثم العكي الزبيدي الحنفي. ولد سنة أربع وثمانمائة وحفظ القرآن تلقيناً وجوده وتفقه وسمع على ابن الجزري والفاسي والبرشكي المغربي واختص به ومما سمعه عليه طرد المكافحة عن سنة المصافحة في آخرين؛ وأجاز له قريباه النفيس سليمان والجمال محمد ابنا ابراهيم العلوي والمجد اللغوي وغيرهم، وكان آية في معرفة الاوفاق وتركيبها على وجوه متعددة من النسك والطريق المرضي والنشأة الحسنة والانجماع عن الناس إلا من كانت بينه وبينه ملابسة وصحبة وحسن الخلق والموافاة لأحبابه وصدق المحبة معهم بدون خداع ولا تكلف. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين ترجمه لي بعض أصحابنا اليمانيين بأبسط من هذا.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الحنفي بن الخشاب قال شيخنا في إنبائه اشتغل بالعلم في الشام ثم قدم القاهرة وناب في الحكم عن ابن العديم ثم ولي قضاء الشام في سنة تسع وثمانمائة فوصل مع العسكر فباشره يومين ثم سعى عليه ابن الكفيري فأعيد ثم ماتا جميعاً في شهر ورود العسكر وبينهما في الوفاة يوم واحد ولم يبلغ هذا ثلاثين سنة رأيته بالقاهرة ولم يكن ماهراً في العلم.
 
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الكريم البنا. مات بمكة في جمادى الأولى سنة ستين.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الوجيه بن العفيف بن الأمين البصري الأصل المكي الشافعي ثم الحنفي صهر السيد العلاء الدمشقي الحنفي نقيب الأشراف وهو الذي حنفه ويعرف كأبيه بابن جمال الثناء. قرأ على أربعي النووي والعمدة وسمع علي البخاري وما عدا المجلس الأول من النسائي وجميع الشمائل مع الختم من الجامع لمؤلفها والبعض من ابن ماجه وجميع الشفا وتصانيفي في ختام هذه الكتب الخمسة ومن تصانيفي أيضاً التوجه للرب بدعوات الكرب والكثير من المقاصد الحسنة والبعض من الابتهاج ومن شرح النخبة لشيخنا وغير ذلك وكتبت له كراسة، وسافر مع صهره في موسم سنة ثلاث وتسعين لدمشق فما انشرح صهره لذلك وأقام بالقدس وجاءت كبتهما لمكة في موسم سنة أربع وبعد ذلك إلى أن مات بالطاعون هو وأمه في سنة سبع وتسعين.
عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن موسى الوجيه بن العفيف بن النور المكي المعروف بالمزوق.
عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن داود الصدر الكفيري الدمشقي الشافعي. قال شيخنا في الأنباء عنى بالفقه وناب في الحكم بدمشق ومات بها في المحرم سنة إحدى عن أربعين سنة وكانت له همة في طلب الرياسة. قاله ابن حجي.
عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين بن الحسن الزين المدني أخو أبي الفرج وحفيد أخي إبراهيم بن عبد الرحمن الماضي ويعرف كسلفه بابن القطان ممن سمع مني بالمدينة.
عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن الفخر عبد الرحمن بن يوسف بن نصر بن أبي القسم بن عبد الرحمن البعلي الدمشقي الحنبلي. سمع على الحافظ المزي وأبي العباس الجزري ومحمد بن إسماعيل بن عمر الحموي وحدث قرأ عليه شيخنا بدمشق وأرخ وفاته في رجب سنة ثلاث وتبعه المقريزي في عقوده.
عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الكريم الزين بن الجمال بن الفخر المصري ثم الدمشقي الصالحي الشافعي ويعرف بابن الفخر المصري. أسمعه أبوه الكثير من شيوخ عصره ففي سنة سبعين على الصلاح بن أبي عمر بعض مسند عائشة من مسند أحمد وعلى الكمال بن حبيب سنن ابن ماجه وعلى التقي بن رافع سنن النسائي وكذا سمع على المحب الصامت وغيره وتفقه قليلاً وحدث سمع منه الفضلاء ومات في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين.
عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف بن يحيى الزين بن التقي الحجاوي الدمشقي الصالحي نزيل القاهرة. سمع من المحب الصامت أخبار الكسائي والصولي ومن لفظ أخيه عمر بن عبد الله بن أحمد بن المحب غير ذلك؛ وكان من دهاة الناس وعقلائهم ذا وجاهة ومعرفة بفنون مداخلات الناس ثم أصيب بعقله واختلط ولقيه ابن فهد والبقاعي بعد ذلك بالقاهرة فذكر لهما أنه سمع كثيراً بالصالحية على جماعة منهم ابن المحب والكركي وقرأ عليه البقاعي شيئاً من مسموعه فكان يحضر تارة ويغيب أخرى فتركاه بعد أن أجاز لهما وذلك سنة ثمان وثلاثين ومات بالقاهرة إما فيها أو في التي بعدها.
عبد الرحمن بن عبد الله بن أمين الدين. في ابن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن.
عبد الرحمن بن عبد الله القاضي زين الدين بن المجير. استوزره صاحب حصن كيفا وهو قاض شافعي عالم حسن السيرة كما قاله شيخنا في أحمد بن سليمان الأشرف من سنة ست وثلاثين.
عبد الرحمن بن عبد الله الباز، مات سنة أربع وأربعين.
عبد الرحمن بن عبد الله النفياي ثاني الخمسة المهتدين للاسلام، ممن سمع على شيخنا وغيره وهو الآن حي.
 
عبد الرحمن بن عبد الوارث بن محمد بن عبد الوارث بن محمد بن عبد العظيم بن عبد المنعم بن يحيى النجم أبو الخير بن الزين أبي محمد بن الجمال القرشي البكري المصري المالكي والد المحيوي عبد القادر الآتي ويعرف بابن عبد الوارث، ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بمصر ونشأ بها فقرأ القرآن عند النور بن إسحق وغيره تجويداً ولأبي عمرو على خلف المقري وجوده أيضاً على الفخر الضرير والنور أخي بهرام وحفظ الالمام لابن دقيق العيد ومختصر ابن الحاجب الفرعي وألفية النحو وعرضها على جماعة من المالكية كالتاج بهرام وعبيد البشكالسي وناصر الدين بن التنسي ومن الشافعية كابن الملقن والبلقيني وأجازوا له واشتغل في الفقه على التاج بهرام والجمال الأقفهسي قرأ عليهما بحثاً جميع المختصر وسمع على أولهما أيضاً بقراءة الشهاب بن تقي بخانقاه شيخو وقرأ بعض ألفية النحو على العز بن جماعة وسمع على ناصر الدين بن الفرات والنجم البالسي والشمس بن المكين البكري والفخر القاياتي بل كان يقول إنه سمع علي الصلاح الزفتاوي والسراج عمر بن جماعة وإنه قرأ على ابن الملقن الامام أنابه ابن سيد الناس أنابه مؤلفه وإن ممن أجازه الزين العراقي وليس كله ببعيد؛ وناب في القضاء عن الشمس المدني وابن خلدون وعن الجلال البلقيني فمن بعدهم بل فوض له شيخنا ما فوضه له السلطان وولي بعد والده تدريس القمحية ثم رغب عنها، وحج في سنة ثلاث وخمسين وأنعم عليه الظاهر فيها بألف دينار بعد أن كان رسم له في مجلسه بثمانين لسابق معرفة بينهما واتفاق ماجرية كان الظاهر يحكيها مستشهداً بها لعدله في قضائه ولما عاد من الحج أنعم عليه أيضاً بخمسمائة فأباها على ما قاله لي ورجع إلى منية بني خصيب فأقام بها قاضياً كسلفه؛ وقد حدث باليسير سمع منه الفضلاء وقرأت عليه أشياء، وكان فاضلاً جواداً ظريفاً ذا سطوة على المفسدين ولسان ذلق وكلمة نافذة سيما في بلاد الصعيد كلها عند مباشريها ومشايخ العربان بها ومن عداهم كثير التواضع عالي الهمة؛ حكى شيخنا في حوادث سنة أربع وعشرين من أنبائه أنه ظفر بشخص من عرب الصعيد يقال له عرام ادعى النبوة فانه زعم أنه رأى فاطمة الزهراء ابنة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته عن أبيها أنه سيبعث بعده، وأطاعه ناس وخرج في ناحيته فقام عليه النجم المذكور وسعى إلى أن قبض عليه فضربه تعزيراً وحبسه وأهانه فرجع عن دعواه وتاب، ووصفه في عرض ولده بالشيخ الامام الحبر الهمام العلم المقتدي والأوحد المرتضي وجده بالشيخ وصدر في أوصاف الولد بسليل الأئمة مفاخر الأمة. مات في يوم الجمعة منتصف ذي القعدة سنة ثمان وستين وابنه غائب بالشام رحمه الله وإيانا.
عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد الزين أبو النجيب بن التاج بن العفيف اليافعي الأصل المكي الشافعي شقيق الجمال محمد الآتي وسبط الأديب الشمس محمد بن عبد الله بن أحمد الأسبحي أمهما فاطمة. ولد في مستهل المحرم سنة ثمانمائة وحفظ القرآن والأربعين والمنهاج وألفية النحو وعرض على جماعة أولهم في سنة تسع وسمع على الزين المراغي؛ وأجاز له خلق باستدعاء ابن موسى وعنى بالأدب والشعر ونظر في دواوينه وفهم وحفظ أشياء حسنة بل نظم ونثر، وتردد لليمن والشحر للاسترزاق ودخل مصر وناب في الامامة بالمقام عن عبد الهادي الطبري وفيه كياسة ومروءة وحسن عشرة ومذاكرة. مات بمكة في جمادى الثانية سنة سبع وعشرين. ذكره الفاسي باختصار وبيض لشعره.
عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن نصر الله التقي بن التاج الفوي من بيت شهير. كان أحد موقعي الدست وناظر دار الضرب بل ناظر الأوقاف إلى أن انفصل عنه في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين بابن أقبرس ثم استقر في نظر جدة عوض تاج الدين بن حتى في التي بعدها وغيرها وفي نظر ديوان المفرد وفي غير ذلك وعمر وتعطل دهراً حتى مات في ذي القعدة سنة ست وتسعين وأظنه قارب الثمانين أو جازها عفا الله عنه.
عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن الزين اللدي الأصل الغزي ناظر جيشها بل عظيمها وأخو سعد الدين ابراهيم الماضي ممن يذكر بالأموال الغزيرة. مات بها وقد جاز السبعين فجأة في ليلة الجمعة سلخ شعبان سنة اثنتين وثمانين قبل إكماله المدرسة التي أمره السلطان ببنائها له هناك فالتزم ولده ابراهيم الماضي باكمالها.
 
عبد الرحمن بن عبيد الله بن عوض بن محمد الأردبيلي الشرواني القاهري الحنفي أخو البدر محمود الآتي وإخوته. حفظ البديع لابن الساعاتي والهداية، وخلف والده في تدريس الأبوبكرية والأيتمشية وأم السلطان لكونه أكبر إخوته ومات سنة إحدى عشرة.
عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله السيد العفيف أبو حفص بن النور بن العلاء بن العفيف الحسيني الايجي الشافعي الآتي كل من جد أبيه فمن يليه وأخوه محمد وصاحب الترجمة أصغرهما. ولد في ليلة الاثنين سابع عشري ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة. ولازمني بمكة في أخذ جملة بقراءته وقراءة غيره ومما قرأه اليسير من الخلاصة للطيبي تفهماً؛ وكتبت له إجازة حافلة ملخصة في التاريخ الكبير.
عبد الرحمن بن عبيد بن عمر بن محمد التقي أبو عبد الله بن الزين المعمر أبي عمر القرشي بلداً الشافعي الآتي أبوه وبه يعرف من ذوي الوجاهات بمحله يقوم بزاوية سلفه مع اشتغاله بما يقوم به معيشته من صناع يعملون له القماش وزراعة لنيل وقمح وفول وغير ذلك مع عقل وسكون، ويكثر التردد للقاهرة وقد قرأ علي يسيراً وسمع أشياء في البحث وغيره وكان فهماً بل متقناً للميقات ونحوه ولكثير من الحرف والصنائع من نجارة وحديد وغير ذلك، وابتنى ببلده حوضاً للسبيل وغيره وصار ذا ثروة في الجملة، وحج وجاور بعض سنة. مات ظناً في سنة خمس وتسعين ببلده رحمه الله.
عبد الرحمن بن عثمان بن أمير الشرواني الأصل المحمود أبادي ثم الرومي الحنفي فاضل ورد مكة في البحر فأخذ عنه بعض الطلبة وتردد إلي فكان مما سمعه مني المسلسل واستشكل أشياء في الاصطلاح فأوضحتها له وسافر مع شدة حرصه على الملازمة لكون أهل نواحيه لا عهد لهم بشيء من الحديث ومتعلقاته وذكر لي أن له تصانيف في العقليات وحواشي على كثير من الكتب المشكلات.
عبد الرحمن بن عثمان بن الرضي عبد الرحمن بن عثمان بن الرضي عبد الرحمن ابن علي السفط رشيدي ثم القاهري الشافعي الخليفتي الصوفي بخانقاه قوصون بالقرافة الصغرى. ولد في آخر سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بسفط رشيد.
عبد الرحمن بن عثمان بن محمد بن علي بن محمد بن حاتم الزين المكي الأصل الفارسكوري الحريري نزيل دمياط. ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بفارسكور ونشأ بها فقرأ القرآن على ابراهيم بن الفقيه يوسف وغيره وتلا على الزين بن عياش وجماعة؛ ثم انتقل إلى أبيار فأقام بها مدة واجتمع بابن الزين فأخذ عنه ثم حج من القصير وأقام بالمدينة النبوية ستة أعوام ورجع إلى أبيار فأقام بها مدة ثم قطن دمياط من سنة خمس وخمسين وثمانمائة إلى أن مات، ودخل اليمن والقاهرة وتعاني النظم ونظم الكثير لكن ربما يقع له فيه اللحن لعدم إجادته للعربية، لقيته بدمياط فكتبت عنه قصيدة أولها:

مشهور وجدي في هواك صحيح

 

وغريب قولي في الغرام رجيح

ولسابق الود ائتلفـت بـلاحـق

 

من مستفيض الجفن فهو قريح

وكان إنساناً حسناً كثير الأدب قليل ذات اليد مات.
عبد الرحمن بن عثمان جمال الدين السكندري الترجمان التاجر، كان عارفاً بأمور المتجر وممن صاهر في بيت ابن الأشقر. قدم من إسكندرية متوعكاً فمرض مدة ثم نصل ودخل الحمام ثم انتكس ومات في رمضان سنة تسع وأربعين ومات له ابن اسمه محمد.
عبد الرحمن بن عليان الغزي. ممن سمع مني بمكة.
عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد الزين أبو المعالي وأبو الفضل بن النور أبي الحسن الأدمي ثم المصري الشافعي الآتي أبوه. ولد بعيد الثمانين وسبعمائة تقريباً بالبندقدارية من نواحي الصليبة ونشأ بمصر فقرأ القرآن عند الجمال البارنباري وغيره وتقريب الأسانيد للعراقي وشرح الأسماء الحسني للملوي ومنازل السائرين في التصوف والمنهاج الفرعي وألفية ابن مالك وجمع الجوامع والتلخيص؛ وعرض في سنة سبع وتسعين فما بعدها علي العراقي وولده والهيثمي والبلقيني وابن الملقن والأبناسي والغماري والبرشنسي وبدر القويسني وابن الميلق وابن الشيخة والشمس محمد بن عبد الله القليوبي وعبد اللطيف بن أحمد الأسنائي والعز عبد العزيز بن محمد الطيبي والشمس بن المكين المالكي وناصر الدين الصالحي والزين الفارسكوري ويلبغا السالمي والتاج أحمد ابن علي بن الظريف وأجازوه كلهم في آخرين ممن لم أر في كتابته الاجازة وكتب له العراقي أنه يروي المنهاج عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي البركات الدميري عن مؤلفه وكل منه وابنه أنه يروي جمع الجوامع عن مؤلفه، وسمع بقراءة أبيه علي العراقي من أول تقريبه الذي عرضه عليه إلى باب المسبوق يقضي ما فاته وكذا سمع على الصلاح الزفتاوي مسند الشافعي بفوت المجلس الأول وقرأ في الفقه وغيره على أبيه واليسير على الزين الفارسكوري، وحج ودخل دمشق واسكندرية للتجارة وكتب في بعض الدواليب وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه مسموعه من التقريب وجميع مسند الشافعي؛ وكان خيراً ضخم الشكالة كثير التحرز محباً في العلم وأهله ووصفه شيخنا بالفاضل البارع المرتضي الرضي، ومات بعد أن أقعد في ثالث ذي القعدة سنة ست وستين رحمه الله ونفعنا بأبيه.
عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز البهاء الهاشمي العقيلي النويري المكي المالكي. ولد في سنة ثلاث وسبعين بمكة وسمع بها من النشاوري وابن صديق وابن سكر وغيرهم وحفظ الرسالة، وناب في الحكم بمكة عن ابن عمه العز النويري وولي امامة مقام المالكية بعد أبيه شريكاً لأخيه الشهاب أحمد الماضي؛ ودخل القاهرة مرتين أهين في الثانية منهما ظلماً وناب بها في القضاء بعد ذلك عن الجمال البساطي لينجبر كسره، ورجع إلى مكة ثم توجه منها إلى اليمن فأقام بها أشهراً ثم أدركه أجله فمات في آخر جمادى الأولى سنة ست بزبيد ودفن بمقابرها رحمه الله وسامحه. ذكره الفاسي في مكة.
عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عثمان الزين أبو هريرة بن العلاء أبي الحسن السعدي العبادي الانصاري الخزرجي الحلبي الأصل القاهري الشافعي الأصم سبط أبي امامة بن النقاش. ولد في سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به لأبي عمر وعلى بعض القراء وحفظ أحكام الأحكام لجده لأمه والنخبة لشيخنا وألفية الحديث والنحو وغالب التنبيه وأخذ الفقه واصوله والنحو عن الشمس الشطنوفي والفرائض عن الشمس الغراقي وعلم الحديث عن خاله أبي هريرة وشيخنا وبرع في ذلك كله سيما النحو والفرائض وأجاز له السراج البلقيني والزين العراقي، وحج وزار بيت المقدس والخليل ودخل غزة ولكنه لم يسمع بها شيئاً وولي الخطابة بجامع أصلم، ومرض بعد بلوغه فحصل له صمم بحيث انه لم يكن يسمع شيئاً البتة بل كان من أراد تحديثه يحرك له باصبعه على كمه أو على كفه من داخل كمه بحيث لا يرى أو على ظهره بملامسة الأصبع لجسده كل ذلك كهيئة من يكتب فيفهم به مراده ويقال ان الشطنوفي كان يقرر له الدروس بأصبعه كتابة في الهواء؛ ورأيت شيخنا كثيراً يقرر له كذلك ويفهمه سريعاً بدون تكلف ويستشكل ويرد وهو في ذلك من أعاجيب الدهر أشار شيخنا لذلك في وفيات سنة ست عشرة فترجم محمد بن ابراهيم بن عبد الحميد بن علي الموغاني بمثل ذلك كما سيأتي ثم قال وقد حاكاه فيه صاحبنا وسمى هذا وهو مع ذلك في غاية الذكاء واللطافة والتنكيت وحلاوة النادرة وسرعة الجواب وممن يعرف الدقاف ورمى النشاب معرفة مليحة، ولما مات شيخنا أنشدني لنفسه فيه مرثية أودعتها الجواهر والدرر. ومات في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين، وبلغني انه قبل موته بيسير في حال مرضه خف صممه حتى قضى المخبر لي وهو من أقربائه من ذلك العجب رحمه الله وايانا، ومما كتبته عنه من نظمه:

أقسمت لا أسال الا حـرا

 

لا تسأل النذل يزدك ضرا

إن الكمال لكـل امـرئ

 

لمن لأبوابه اسـتـقـرا

كذا من نظمه:

جردت روح الروح مني سـائلاً

 

هل من جواب صالح عن صالح

فأجابني بـعـد الـتـأوه قـائلاً

 

ما سن في الاسلام سنة صالـح

عبد الرحمن بن علي بن اسحاق بن محمد بن حسن بن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن مصلح زين الدين أبو الفرج التميمي الداري الخليلي الشافعي أخو أحمد وسبط البرهان ابراهيم بن يوسف بن محمود القرماني الحنفي الماضيين ويعرف بشقير. ولد في جمادى الأولى سنة ثلاث وقال لي مرة خمس وتسعين وسبعمائة ببلد الخليل ونشأ به فقرأ القرآن لأبي عمرو عند اسماعيل بن مروان وحفظ ألفية ابن مالك والمنهاج الفرعي وتفقه فيه بأبيه وبالشهاب بن قشلميش وقرأ في الفرائض والعربية على الشهاب بن الهائم قرأ عليه النفحة القدسية في الفرائض والسماط في النحو وكذا قرأ في الفقه والنحو على الشمس البصروي وقرأ على أبيه بحثاً جميع تفسير البغوي كما أخبر به بل قال انه لبس الخرقة من الشهاب بن الناصح وانه سمع الصحيح على أبي الخير بن العلائي بقراءة القلقشندي وانه قرأه على جده لأمه وسمع كما وجد بخط القارئ وهو البرهان الحلبي على أبي حفص عمر بن النجم يعقوب البغدادي الهدمي من أوله إلى كذا بسماعه بأخباره - وهو رجل صالح - لجميع الصحيح مرتين الأولى في سنة ست وعشرين والثانية في التي بعدها علي الحجار بدمشق وكذا سمع علي ابن الجزري والتدمري وغيرهما وصحب الزين الخافي وتلقن منه الذكر واختلى عنده، وحج في سنة أربع وعشرين رفيقاً للكمال بن الهمام وتردد للقاهرة كثيراً وولي مشيخة تدريس الحديث والتفسير عند السرداب ببلده؛ وتعانى النظم وسهل عليه أمره وغالبه دون الوسط ونظم أسباب النزول للجعبري سماه مدد الرحمن في أسباب نزول القرآن والذخائر في الأشباه والنظائر وكأنه استمد فيه من كتابي ابن الجوزي وابن الزاغوني أو أحدهما وعدد ما لكل صحابي من الحديث سماه الاصابة فيما رواه السادة الصحابة واللمع للشيخ أبي اسحاق لم يكمل بل أفرد من نظمه ديواناً والتقط من الصحيحين مائة حديث وشرحها وعمل درر النفائس في ملح المجالس في التفسير على طريقة الوعظ افتتح كل مجلس منه بخطبة تناسبه، وقد لقيته بغزة ثم بالقاهرة مراراً بل حضر عندي في الاملاء وحملت عنه أشياء وكان فاضلاً طلق العبارة ذا فضل واستحضار في الجملة ولكن في كلامه تسامح وأخوه أشبه حالاً منه وكان يقول انه رأى الخليل عليه السلام في المنام سبع عشرة مرة والنبي صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين مرة وانه مدح كلاً منهما بعدة قصائد وانه أنجب أولاداً كان منهم خمسة محمد وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وقد قال البقاعي رأيته انساناً حسناً تغلب عليه سلامة الفطرة وأثبت العماد بن جماعة في ترجمته سماعه البخاري علي ابن العلائي فأما أن يكون وقف على الطبقة أو نحوها أو اعتمد قوله وهو أقرب. مات يوم الجمعة سادس وقيل تاسع شعبان سنة ست وسبعين بالخليل ودفن بقبر أعده لنفسه بقطعة التوبة بالقرب من بركة السلطان عفا الله عنه ومما كتبته عنه قوله:

الجسم مضني من بعادك بالي

 

وسوي حديثك لا يمر ببالـي

والجفن مهمول ينقط أدمـعـا

 

مشكولة في شكلها شكوى لي

في أبيات كتبتها مع غيرها في ترجمته من موضع آخر.
عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر بن أحمد بن مسعود بن مرير - بميم ومهملتين مصغر - الزين أبو هريرة الواحدي الريمي ثم المكي والد أحمد الماضي ويعرف بعبيد. أحضر في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة على النشاوري بعض الترمذي وسمع على ابن صديق مسند عبد وأجاز له أبو بكر بن ابراهيم بن العز وأبو بكر ابن عبد الله بن عبد الهادي وأحمد بن أقبرص وأحمد بن علي بن يحيى الحسيني وعبد الله بن خليل الحرستاني وفاطمة ابنة ابن المنجا وفاطمة ابنة ابن عبد الهادي وأختها عائشة وآخرون. ودخل اليمن غير مرة والقاهرة ودمشق طلباً للرزق وسمع بدمشق مع ابن فهد في سنة سبع وثلاثين على ابن الطحان وغيره؛ وكان خيراً ديناً صالحاً مباركاً كثير الصدقة والاحسان للفقراء ملازماً للعبادة وله نظم أثبت منه في ترجمة شيخنا ما امتدحه به وكذا من نظمه قوله:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

 

بأم القرى أضحى بها وأقيل

وهل أردن شعبي جياد ففيهما

 

شفاء لقلب بالفراق عـلـيل

مات بمكة في عصر يوم الثلاثاء عشري شوال سنة اثنتين وأربعين وصلى عليه من الغد ودفن بالمعلاة رحمه الله.
عبد الرحمن بن علي بن خلف الزين أبو المعالي الفارسكوري ثم القاهري الشافعي، ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة بفارسكور، وقدم القاهرة وتفقه بالجمال الاسنائي ثم بالبلقيني وآخرين وسمع الحديث فأكثر وكتب بخطه المليح كثيراً وارتقى في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وتقدم في العربية وعمل شرحاً على شرح العمدة لابن دقيق العيد في مجلدات جمع فيه أشياء حسنة ولكنه عدم وقفت على كراريس منه وفيه تحقيق ومتانة ويستمد فيه من البلقيني كثيراً ولذا استعارها مني ولده العلم البلقيني فضاعت في تركته وتألمت لها كثيراً ورأيت بعض كراريس بغير خطه وفيه تبليغ بخطه لفتح الدين الباهي الحنبلي بالقراءة؛ وكان ذا حظ من العبادة والمروءة والسعي في حوائج الغرباء خصوصاً أهل الحجاز، وقد ولي قضاء المدينة النبوية بعد الشهاب السلاوي ولم يتهيأ له مباشرته فانه لما استقر ناب عنه القاضي ناصر الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن صالح ثم لم يلبث أن عزل به قبل توجهه اليها وكذا استقر سنة ثلاث وثمانمائة في تدريس المنصورية بعد الصدر المناوي وفي نظر الظاهرية القديمة ودرسها فعمرها أحسن عمارة وحمدت مباشرته؛ وجاور بمكة وصنف بها شيئاً في مقام ابراهيم، قال شيخنا وكنت أوده ويودني وسمعت بقراءته وسمع بقراءتي، ومات بالقاهرة في رجب سنة ثمان عن ثلاث وخمسين سنة وأسفت عليه جداً، وسئل في مرض موته أن ينزل عن بعض وظائفه لبعض من يحبه من رفقته؛ فقال لا أتقلدها حياً وميتاً؛ وذكره المقريزي في عقوده.
عبد الرحمن بن علي بن صالح أبو زيد المكودي نسباً الفاسي المالكي له شرحان على ألفية ابن مالك فأكبرهما لم يصل إلى القاهرة والمتداول بين الطلبة هو الأصغر وهو نافع للمبتدئين كشرحه على الجرومية، وكان نحوياً عالماً. مات سنة احدى.
عبد الرحمن بن علي بن صلاح الدين القاهري الخطيب والد عبد الرحمن الماضي. ممن اشتغل بالفقه وأصوله على العلم البلقيني والمناوي وسمع على أولهما وكذا سمع على ابن الديري بل حضر عند شيخنا وكتب عنه في الامالي من سنة سبع وعشرين وأجاز له وأذن له حسب سؤاله في عمل الميعاد ورثاه بأبيات، وكان خطيباً بجامع البرددار بخط قنطرة قديدار ويشهد في تلك الخطة مذكوراً بالصلاح اشتهر عند الاعلام بانه يتيسر له الحج وولد صالح فلما حملت زوجته توجه للحج فحج ومات في عشر ذي الحجة سنة اثنتين وستين بمسجد الخيف قبل طواف الافاضة ثم ولد له رحمه الله.
عبد الرحمن بن علي بن عبيد الله الحلبي الامشاطي، سمع مني بمكة.
عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن هاشم الزين أبو هريرة التفهني ثم القاهري الحنفي الآتي أخوه الشمس محمد. ولد سنة أربع وستين وسبعمائة بتفهنا - بفتح المثناة والفاء وسكون الهاء بعدها نون قرية من أسفل الأرض بالقرب من دمياط، ومات أبوه وكان طحاناً وهو صغير فقدم مع أمه القاهرة وكان أخوه بها فتنزل بعنايته في مكتب الايتام بالصرغتمشية ثم ترقى إلى عرافتهم وأقرأ بعض بني بعض أتراك تلك الخطة وتنزل في طلبتها وحفظ القدوري وغيره ولازم الاشتغال ودار على الشيوخ ومن شيوخه خير الدين العنتابي إمام الشيخونية والبدر محمود الكلستاني فمهر في الفقه وأصوله والتفسير وأصول الدين والعربية والمعاني والمنطق وغيرها وسمع البخاري علي النجم بن الكشك ومسلماً من لفظ الشمس الغماري وجاد خطه وشهر اسمه وخالط الأتراك وصحب البدر الكلستاني لما ولي مشيخة الصرغتمشية قبل ولايته لكتابة السر فأخذ عنه وقرأ عليه ولازمه فلما وليها راج به أمره قليلاً واشتهر ذكره وتصدى للتدريس والافتاء سنين؛ وناب في الحكم عن الأمين الطرابلسي ثم عن الكمال بن العديم ونوه به عند الأكابر وصار من أفاضل طلبة الشيخونية حين كان الكمال شيخها يجلس ثاني من يجلس عن يمينه في الدرس والتصوف، وترك الحكم مدة ولم يلبث أن ولي بعنايته مشيخة الصرغتمشية بعد أن تنازع فيها هو والشرف التباني وحضور التباني لها وكان معه قبل ذلك تدريس الحديث بها رغب له عنه الولوي بن خلدون بمال فكمل له الفقه والحديث بها وكان يذكر أنه بحث مع الجلال التباني والد الشرف هذا في درس الفقه بها فغضب منه فأقامه فخرج وهو مكسور الخاطر فدعا الله أن يوليه التدريس مكانه فحصل له ذلك وأخرج ابنه لأجله وكذا درس بالايتمشية لما ولي الكلستاني كتابة السر وأوصى له عند موته وخطب بجامع الأقمر لما عمل السالمي فيه الخطبة وتزوج فاطمة ابنة كبير تجار مصر الشهاب المحلي فعظم قدره وسعى في قضاء الحنفية بعد موت ناصر الدين بن العديم وكاد أمره أن يتم ثم لما استقر الشمس بن الديري في مشيخة المؤيدية استقر هذا عوضه فيه وذلك في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين فباشره مباشرة حسنة إلى أن صرف في سنة تسع وعشرين بالعيني وقرر في مشيخة الشيخونية بعد السراج قاري الهداية ثم أعيد في سنة ثلاث وثلاثين وانفصل عن الشيخونية بالصدر بن العجمي واستمر قاضياً إلى أن مرض وطال مرضه فصرف حينئذ بالعيني في جمادى الثانية ولم يلبث أن مات بعد أن رغب لولده شمس الدين محمد عن تدريس الصرغتمشية في شوال سنة خمس وثلاثين وصلى عليه بمصلى المؤمنين ودفن بتربة صهره المحلي بالقرب من تربة يشبك الناصري من القرافة ويقال أن أم ولده دست عليه سما لأنها كانت ظنت انفرادها به بعد موت زوجته فما اتفق بل تزوج امرأة أخرى وأخرج الأمة فحصل لها غيرة فالله أعلم. وأوصى بخمسة آلاف درهم لمائة فقير يذكرون الله أمام جنازته وسبعة آلاف درهم لكفنه وجنازه ودفنه وقراءة ختمات، قال شيخنا في أنبائه وكان حسن العشرة كثير العصبية لأصحابه عارفاً بأمور الدنيا وبمخالطة أهلها على أنه يقع منه في بعض الأمور لجاج شديد يعاب به ولا يستطيع أن يتركه؛ قال وكان قد انتهت إليه رياسة أهل مذهبه، ونحوه قوله في حوادثه أنه كتب علي الفتاوي فأجاد وكان حسن الأخلاق كثير الاحتمال شديد السطوة إذا غضب لا يطاق وإذا رضى لا يكاد يوجد له نظير، وقال في معجمه سمعت من نظمه؛ وقال في رفع الاصر أنه سار في القضاء سيرة محمودة وخالق الناس بخلق حسن مع الصيانة والافضال والشهامة والاكباب على العلم ولما تكلم ططر في المملكة بعد المؤيد كان من أخص الناس به وسافر معه إلى الشام بل استمر إلى حلب مع تخلف القاضي جلال الدين البلقيني بالشام ولذا ذكره ابن خطيب الناصرية في تاريخها وقال إنه كان معظماً عند الظاهر واجتمعت به فوجدته عالماً ديناً منصفاً في البحث محققاً للفقه والأصول كيس الاخلاق، وقال التقي المقريزي انه حلف مرة انه لم يرتش قط في الحكم ولا قبل لأحد شيئاً ولم يترك في الحنفية مثله، وقال في عقوده نحوه وانه كان حشماً مهاباً مشكور السيرة له افضال وفيه مروءة وهو خير من غيره من قضاة الحنفية وله نظم وقال مرة كان بارعاً في الفقه وأصوله والعربية حسن السيرة في القضاء باشره على أحسن الوجوه، وقال الشهاب بن المحمرة كان  
يعي ما يخرج من رأسه، وقال ابن قاضي شهبة قال لي السيد الركن بن زمام إنه لما قدم دمشق سألني من أعلم أنا أو الشمس بن الديري قال فامتنعت فألح علي فقلت الديري أحفظ منك وأنت أكثر تحقيقاً منه قال فأعجبه ذلك ورضي به مني، وقال التقي بن قاضي شهبة أنه عزل بسبب تصميمه في الحق وعدم التفاته إلى الظلمة وكان قد كتب علي فتوى تتعلق بابن تيمية ونال فيها من العلاء البخاري لشيء كان بينهما. قلت وجلالته مستفيضة وقد أخذ عنه الجم الغفير من شيوخنا فمن دونهم كابن الهمام وتلميذه سيف الدين وكلهم يذكرون من أوصافه في العلم ما سبق حاصله، وأما العيني فانه قال مما فيه تحامل كبير: كان أبوه عامياً من الزراع في تفهنة والمتسببين بها فهرب إبنه منه بعد بلوغه إلى القاهرة وخدم بها حماراً لشخص يقال له يوسف الضرير المقري وصار يقرأ عليه في القرآن ثم استقر في كتاب الصرغتمشية مع الصغار ثم خدم شخصاً يقال له يحيى الأشقر إلى أن كبر واختلط بالناس وتردد بين طلبة الصرغتمشية والشيخونية وقرأ بعض شيء من الفقه وأصوله على إمام الشيخونية خير الدين العنتابي ثم اتصل بالبدر الكلستاني وحصل له بعض تميز بين الناس فناب في القضاء واتصل ببعض الأمراء فتمول فبطر وطغى فسعى في قضاء الحنفية بالرشي والبرطيل قال ولم أعتقد صحة قضائه وكان صاحب غرض فاسد يبذل أشياء لأغراضه الفاسدة ولم يكن يتوقف على دين عند غرضه النفساني، وتولى الوظائف بالرشوة ولم يكن أهلاً لها خصوصاً مشيخة صرغتمش فانه لم يكن لائقاً بها بالشرع وشرط الواقف وكل ما تناوله منها كان سحتاً وحراماً، ولم يعهد أنه درس كتاباً كاملاً ولا كتب بيده كتاباً كاملاً ولا تأليفاً ولا جمعاً، وكان في الدعوى كثير الهذيانات والفشارات، وعزل مرتين بكاتبه ووقع في قلبه نار أحرقته فلم يزل ضعيفاً بأمراض مختلفة إلى أن مات فالله يعلم ما كان حاله عند الموت؛ ونحوه قول غيره كان في احدى عينيه خلل ولحيته صفراء غير نقية البياض لأنه فيما قيل كان يبخرها قديماً بالكبريت لاسراع الشيب قال وكان فقيهاً عالماً متبحراً في المذهب بصيراً بالأحكام الا أنه كان سئ الخلق وله بادرة ويقوم في حظ نفسه وربما خاصم بعض من تحاكم عنده لغرض ما بحيث يظهر عليه الغضب سريعاً لكونه كان إذا حمق اصفر وجهه وارتعد، قال وواقعته مع الميموني مشهورة من حكمه بسفك دمه وعقد بسبب ذلك مجالس والميموني يحاققه عن نفسه حتى كان من كلماته اتق الله يا عبد الرحمن أنسيت قبقابك الزحاف وعميمتك القطن فبادر حينئذ وهو ظاهر التغير لقوله حكمت بسفك دمك والتفت إلى شيخنا لينفذ حكمه فقال له على مهل حتى يسكن غضب قاضي القضاة وانفض المجلس وخلص الميموني من يده.
 
عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد الوهاب الأنصاري المنصوري الدمياطي الشافعي والد التقي محمد الآتي ويعرف بابن وكيل السلطان. ولد سنة احدى وستين وسبعمائة وقرأ القرآن علي الشهاب الشارمساحي قاضي دمياط قبل قضائه لها وبه وبفتح الدين النشائي شارح الحاوي والعلاء على الحراني والتاج الطيبي وغيرهم كالزين الفارسكوري تفقه وعن آخرهم أخذ العربية وارتحل للقاهرة فأخذ عن البيجوري بل حضر مجالس السراج البلقيني وسمع علي الزين العراقي والشرف بن الكويك وأقام مع أبيه بمكة سنين وأخذ بها العلم والرواية عن جماعة وكان قرأ الحاوي وولي قضاء دمياط عن شيخنا فدام به إلى أن مرض للموت فأعرض عنه لأكبر أولاده علي؛ ومات في ثاني رجب سنة ثلاث وثلاثين.
عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن معالي بن ابراهيم الزين بن العلاء المصري ثم الحلبي الشافعي والد النور علي الآتي ويلقب بابن البارد. كان والده في خدمة الشرف الأنصاري الحلبي ثم ترقى حتى صار نقيباً ثانياً أو ثالثاً وولد له هذا في سنة ثلاثين وسبعمائة بحلب فنشأ بها غير محمود السيرة فيما قيل وسمع على الشهاب بن المرحل بعض مسلم والنسائي وحدث وكتب الخط الحسن وكان قد شهد في الجرايد ثم ولي كتابة السر بحلب أيام ططر وكان خدمه حال اقامته بها ثم خمل بعده وكاد أن يعود لحاله الأول واستمر خاملاً حتى مات بعد الأربعين وقد هجاه الشمس بن عبد الأحد وغيره.
عبد الرحمن بن علي بن عمر بن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الجلال أبو هريرة بن النور أبي الحسن بن السراج أبي حفص الأنصاري الأندلسي الأصل المصري الشافعي الآتي أبوه وجده ويعرف كل منهم بابن الملقن، وكان جده يغضب ممن يشهره بها ولا يكتبها غالباً بخطه. ولد في رمضان سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة في منزلهم بخط قصر سلار ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس السعودي الضرير أحد من جودت عليه وحفظ العمدة والمنهاج وغيرهما وعرض على جده والزين العراقي والصدر المناوي والكمال الدميري وآخرين منهم الزين الفارسكوري وأجازوا له وسمع علي جده والتنوخي وابن أبي المجد والعراقي والهيثمي والحلاوي والسويداوي وطائفة واشتغل في الفقه على البرهان البيجوري وأخذ من قبله عن الدميري وهو القائم معه في سنة سبع وثمانمائة وكان حينئذ ابن سبع عشرة سنة بعد موت والده في مباشرة وظائفه بنفسه فعمل له خطبة واجلاساً بل حضر معه بعضها واستمر الجلال يباشرها حتى مات وهي الحديث بدار الحديث الكاملية والفقه والميعاد كلاهما بالسابقية والفقه بالصالح وناب في عدة تداريس عن ابني أخته وهما ابنا البهاء المناوي وكذا ناب في القضاء عن الشمس الاخنائي فمن بعده وكان معه عمل الشرفية بتمامه ثم أقلع عنه عقب القاياتي بعد أن كان يرد عليه منه ستة آلاف درهم في كل شهر خارجاً عن الضيافة ونحوها حسبما أخبرني به، قال ولما وقع في خاطري الاقلاع عنه رأيت كلاً من والدي وجدي في المنام فاستشرتهما في ذلك فأما والدي فأشار بابقائه وأما الجد فقال لي لا تسمع منه واستمر على عزمك قال فاستيقظت فامتثلت ما أمر به الجد وببركته لم تطالبني نفسي بشيء مما كان يتحصل منه وكذا وقع له في نظر البيمارستان فان الأشرف اينال قرره فيه لكونه كان من جيرانه والمختصين بصحبته قبل سلطنته عقب وفاة الناصري بن المخلطة وذاك في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين فباشره برفق ولين مدة تقرب من أربع سنين ثم أعرض عنه والتمس من السلطان إعفاؤه وراجعه في ذلك مرة بعد أخرى إلى أن أجيب وعد ذلك من وفور عقله وكان انساناً حسناً ذا سكينة ووقار وسمت حسن وخط حسن مع التواضع والديانة والعفة والانجماع عن الناس وحسن السيرة ومزيد العقل والتودد وتقدمه في الشهرة وعدم التبسط في معيشته والدخول فيما لا يعنيه والتصدق سراً واستمراره على حفظ المنهاج إلى آخر وقت ومداومته في درس الحديث على الحفظ من شرح العمدة لجده، وقد حج في سنة تسع وثمانمائة وحدث باليسير سمع منه الأئمة أخذت عنه جملة ومات بعد تمرضه أكثر من نصف سنة في صبيحة يوم الجمعة ثامن شوال سنة سبعين وصلى عليه وقت العصر بمصلى باب النصر ودفن بحوش سعيد السعداء عند أسلافه وكانت جنازته حافلة رحمه الله وايانا.
 
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أحمد القسطلاني، أجاز له في سنة ست وثلاثين جماعة.
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان الجلال ابن العلاء بن التاج بن الجلال بن السراج البلقيني الأصل القاهري البهائي الشافعي الآتي جده الأعلى السراج فمن دونه وأمه امة. ولد في المحرم سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بقاعة مدرسة جد جده من حارة بهاء لادين ونشأ بين أبويه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وابن الحاجب الأصلي والتوضيح لابن هشام وعرض على جماعة منهم شيخنا وأخذ في الفقه عن البدر النسابة والعلاء القلقشندي والمناوي وعم جده العلمي وعمه البدر أبي السعادات في آخرين وبعضهم في الأخذ أكثر من بعض وفي الفرائض عن أبي الجود وفي العربية عن ابن خضر بمرافقتي والأبدي والعز عبد السلام البغدادي وعنه أخذ الصرف وغيره وفي أصول الفقه عن التقي الحصني وكذا أخذ في هذه العلوم وفي غيرها عن غير هؤلاء وسمع على شيخنا وطائفة؛ وأجاز له آخرون وكتب علي ابن حجاج، ونسخ بخطه كتباً وتميز في العربية وأقرأ فيها وشارك في غيرها وبرع في الشروط وتكسب منها وعول عليه أهل خطته في ذلك ولازم الصلاح المكيني فساعده عند عم جده حتى استنابه في القضاء وتمول يسيراً وابتنى داراً تجاه جامع الميدان. مات قبل أن يحج وبعد أن تعلل مدة بمرض السل في ذي القعدة سنة ست وستين وصلى عليه بباب النصر ودفن عند اصهاره بالقرب من تربة الأشرف اينال وفجع به أبوه ومع ذلك فلم يحج عنه من جنب ما تركه سامحه الله وايانا.
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مفتاح الزين البعلي الحنبلي الدهان ويعرف بابن مفتاح. ولد في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس بن الجوف وحضر في الفقه عند الجمال ابن يعقوب وغيره وسمع بها بعض البخاري علي الزين عبد الرحمن بن الزعبوب وحدث سمع منه الطلبة لقيته بها فقرأت عليه المائة المنتقاة لابن تيمية، وكان خيراً يتكسب بالدهان، وحج مات قريب الستين.
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الزين العدوي نسباً فيما قرأته بخطه القاهري المالكي أخو محمد جدي لأمي وذاك الأكبر. اشتغل وقرأ القرآن وسمع علي ابن الكويك والولي العراقي ونسخ لنفسه إلى أثناء الاجازة من التوضيح للاقفهسي شرح ابن الحاجب وأدب بعض أبناء المعتبرين؛ وكان خيراً. مات في حياة أمه يوم الخميس سادس رجب سنة عشرين عن نحو أربع وعشرين عاماً ودفن بحوش البيبرسية رحمه الله وايانا وعوضه الجنة.
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عبد الله الزين الهندي الواعظ، ولد في حدود سنة سبعين وسبعمائة واشتغل قديماً وجال في بلاد الشرق والغرب والهند واليمن والحجاز وأخذ عن علمائها وسمع الحديث وجاور بمكة في سنة أربع وثلاثين وقدم مصر في التي تليها فأكرمه الأشرف وأحسن إليه ودخل بيت المقدس وعقد به مجلس الوعظ، وكان خيراً عالماً فاضلاً حسن السمت والبشر فصيحاً مفوهاً ذا أنس ووقار وممن حضر مجلس وعظه ببيت المقدس العز القدسي وعظمه وأثنى على علمه وصلاحه، وتوجه لبلاده فلما توسط بحر الهند بلغنا أنه غرق في البحر سنة سبع وثلاثين.
 
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن زمام الشريف ركن الدين الحسيني الحلبي الحنفي ويعرف بابن الدخان، ورأيت من سمى جده محمد بن محمد بن زمام، ولد في سنة تسع وستين أو التي بعدها تخميناً بدمشق واشتغل في صغره وحفظ المنظومتين وغيرهما كمنظومة في الوفيات وكان يستحضر ذلك إلى آخر وقت وسمع ابن قوام وابنة ابن المنجا، وولي إفتاء دار العدل بدمشق وناب بعد الفتنة بالقضاء بها دهراً ودرس بالركنية والزنجيلية وغيرهما وخطب بجامع يلبغا، وحدث ودرس وأفتى؛ قال التي بن قاضي شهبة لم نسمع عنه أنه ارتشى في حكم أبداً مع تساهله في الأحكام لعدم اهتدائه إلى الصواب وغلبة سلامة فطرته وكذا كان ممن يفتي ويشغل بحيث صار عين مذهبه بدمشق من مدة مع كونه ممن لا يحسن تعليم الطلبة ولا التصرف في البحث ولا غيره وإنما ينقل ما يحفظه مع استحضار فوائد غريبة قال ولقد بحثت معه مرة فقال أنتم تنقلون وتتصرفون ونحن ننقل ولا نتصرف بل قال مرة عقب مباحثة معه لي خمسون سنة أبحث مع العلماء ويكذبوني ولا أغضب، كل ذلك مع تواضع وكرم نفس، وقدر في آخر عمره أنه ولي القضاء الأكبر بعد الشمس بن العز لما استعفى وامتنع الشمس الصفدي من بذل ما طلب منه مع تدريس القصاعين بدون سعي منه وذلك في شعبان سنة ثمان وثلاثين فباشر ذلك دون خمسة أشهر ثم مات وكانت حرمته في نيابته أكثر منها في استقلاله انتهى. مات في ليلة الأحد سابع عشر المحرم سنة تسع وثلاثين ودفن بسفح قاسيون وكانت جنازته حافلة، واستقر بعده لكن بعد مضي نحو أربعة أشهر السيد بدر الدين محمد بن علي بن أحمد الجعفري، وترجمه بعضهم بقوله كان فقيهاً ماهراً عالماً بفروع مذهبه مشاركاً في غيره مع دين وعفة رحمه الله وإيانا.
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن علي بن يوسف بن أحمد ابن عمر الشيباني الزبيدي الشافعي سبط اسماعيل بن محمد بن أحمد بن مبارز الآتي ويعرف بابن الديبع - بمهملة مفتوحة بعدها تحتانية ثم موحدة مفتوحة وآخره مهملة وهو لقب لجده الأعلى علي بن يوسف ومعناه بلغة النوبة الأبيض. ولد في عصر يوم الخميس رابع المحرم سنة ست وستين وثمانمائة بزبيد ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه بالسبع إفراداً وجمعاً على خاله العلامة فرضي زبيد أبي النجا محمد الطبيب والشاطبية والزبد للبارزي وبعض البهجة واشتغل في علم الحساب والجبر والمقابلة والهندسة والفرائض والفقه والعربية على خاله المشار إليه وفي الفقه والعربية على الفقيه ابراهيم بن أبي القسم بن ابراهيم بن عبد الله بن جعمان وخاله الجمال محمد الطاهر بن أحمد بن عمر بن جعمان وفي الحديث والتفسير عن الزين أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي وأخذ اليمير عن جده لأمه والمعمر اسماعيل بن ابراهيم بن بكر الشويري، وحج مراراً أولها في سنة ثلاث وثمانين وزار في سنة ست وتسعين ولقيني في أول التي تليها فقرأ على بلوغ المرام وغيره وأنشد الجماعة بحضرتي قوله مما كتبه بخطه:

إن امرأ باع أخراه بفاحشة

 

من الفواحش يأتيها لمغبون

ومن تشاغل بالدنيا وزخرفها

 

عن جنة مالها مثل لمفتون

فكل من يدعي عقلاً وهمته

 

فيما يبعد عن مولاه مجنون

وقوله:

أحبابنا إن لكـم سـولـت

 

أنفسكم أمراً فصبر جميل

وإن أردتم هجرنا والقلى

 

فحسبنا الله ونعم الوكـيل

وقوله:

قال النصيح أما تـخـاف غـداً إذا

 

حشر الورى شؤم المعاصي والجرم

قلت استمع مني مقـالـي يا أخـي

 

أبشر يكون من الكريم سوى الكرم

وقوله:

إلى علم الحديث لي ارتياح

 

وها أنا فيه مجتهد وراوي

لعلي أن أكون به امـامـاً

 

أرويه على قدم السخاوي

وهو فاضل يقظ راغب في التحصيل والاستفادة نفع الله به.
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن مفتاح البعلي. مضى فيمن جده محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مفتاح قريباً. عبد الرحمن بن علي بن محمد التفهني. مضى في ابن علي بن عبد الرحمن بن علي.
عبد الرحمن بن علي بن يحيى الوجيه العدني الآتي أخوه محمد وأبوهما ويعرف كأبيه بابن جميع. له ذكر في أخيه.
عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمود بن الحسن الزين أبو الفرج بن النور الأنصاري الزرندي المدني الحنفي القاضي. ولد في ذي القعدة سنة ست وأربعين وسبعمائة بالمدينة النبوية وأحضر بها في التي بعدها علي الزبير ابن علي الأسواني شيئاً يسيراً من آخر الشفا فكان آخر الرواة عنه وسمع من العز بن جماعة الفرج بعد الشدة لأبن أبي الدنيا وغيره ومن الصلاح العلائي الأول من مسلسلاته ومن العفيف اليافعي والجلال عبد المنعم بن أحمد الأنصاري والزين العراقي والبدر بن فرحون وآخرين وقرأ هو بنفسه علي الجمال الاميوطي وأجاز له في سنة سبع وأربعين فما بعدها ابن أميلة وابن الهبل والصلاح بن أبي عمر وإبراهيم بن أحمد بن فلاح والأذرعي وابن كثير ويوسف بن محمد الدلامي ومحمد بن محمد بن يوسف البكري والكمال بن حبيب وأخوه الحسين ومحمد بن سالم ابن ابراهيم المقدسي وابن قواليح ومحمد بن عمر بن قاضي شهبة وخلق، واشتغل في الفقه وغيره وتميز وشارك في فنون، وولي قضاء الحنفية بالمدينة بعد أخيه أبي الفتح في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة واستمر إلى أن مات إلا أنه عزل مرة في سنة أربع وثمانمائة ثم أعيد وكذا ولي حسبتها، وكان عاقلاً متودداً فاضلاً غزير المروءة حدث بالصحيح وغيره أخذ عنه الأئمة كشيخنا وذكره في معجمه وقال انه حدثه بمسلسل التمر بالمدينة قال ولم أضبط ذلك عنه؛ والتقي بن فهد وأحضر عليه ولده النجم عمر وذكره في معجمه. مات في ربيع الأول سنة سبع عشرة وفيها أرخه شيخنا وغيره وأعاده شيخنا في سنة سبع وعشرين وهو سهو وكذا قوله كما في نسختي من معجمه سنة عشر فالصواب سبع عشرة وكذا هو في عقود المقريزي.
عبد الرحمن بن علي الزين بن الصائغ المكتب. هو ابن يوسف يأتي.
عبد الرحمن بن علي الأزهري. مات في سنة سبعين.
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن عبد الله بن المهاجر الزين الحلبي كاتب سرها بل ولي نظر جيشها أيضاً. كان إنساناً حسناً لطيفاً عنده حشمة وكياسه قرأ البخاري علي البرهان الحلبي وكان يقرؤه على الناس بجامع باحسيتا ويعطي يوم ختمه القراء الذين يحضرون عنده من عنده، وولي مشيخة خانقاه الصالح ببلده بعد القاضي شمس الدين محمد. مات في يوم السبت ثاني عشر شعبان سنة سبع عشرة بعد ارتفاع الطاعون ودفن بتربة دقماق وكانت جنازته حافلة ذكره ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا في أنبائه باختصار.
عبد الرحمن بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله الوجيه أبو زيد الترخمي الحميري الأبي ويعرف بابن القطان. ولد في سنة احدى وثمانمائة بأب ونشأ بها فحفظ القرآن وتعاني النظم وكتب عنه صاحبنا النجم بن فهد لغزاً له في الشطرنج ومن نظمه أيضاً:

حلفت بها منكسة الـرءوس

 

تبت دموعها ما في النفوس

تفل شبا الكتـائب وادعـات

 

وتسطم هامة الجيش الخميس

في أبيات أثبتها في التاريخ الكبير.
عبد الرحمن بن عمر بن رسلان بن نصير بن صالح ومن هنا اختلف فيه الجلال أبو الفضل وأبو اليمن بن السراج أبي حفص البلقيني الأصل القاهري الشافعي سبط البهاء بن عقيل، ولد في خامس عشري رمضان سنة ثلاث وستين وسبعمائة وقرأت بخط بعضهم أنه سمعه يقول انه في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين والأول عندي أصح فهو الذي أثبته أخوه وشيخنا وآخرون بقاعة العفيف من باب سر الصالحية بالقاهرة، ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وصلى به على العادة والعمدة وما كتبه أبوه لأجله من التدريب ومختصر ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن مالك وغيرها، وتفقه بأبيه وكان مما بحثه معه الحاوي ولم يأخذ عن غيره لأن والده لم يكن له عناية بتسميعه نعم سمع اتفاقاً بنزول اليسير من السنن الكبرى للبيهقي على الشيخ علي بن أيوب وسمع من أبيه غالب الكتب الستة وغيرها لكن على غير شرط السماع لما كان يقع في دروسه من كثرة البحث المفرط المؤدي إلى اللغط المخل بصحة السماع، هكذا قرأته بخط شيخنا وبخط الحافظ ابن موسى المراكشي ما نصه: ومن مشايخه بالسماع والده والحافظ البهاء عبد الله ابن محمد بن خليل والزين أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عمر الأيوبي الأصبهاني سمع منه الكثير من سنن البيهقي أنابه العز محمد بن اسماعيل بن عمر الحموي أنا الفخر بسنده انتهى. وكذا رأيت في طبقة سماعه للقطعة من سنن البيهقي أثبت في السامعين أبا عبد الله محمد بن حسن بن عايد القيرواني الأنصاري المالكي ثم قال وتلميذه وسمي صاحب الترجمة؛ ولما دخل دمشق سنة تسع وستين وهو صغير مع أبيه حين ولي قضاءها استجاز له الشهاب بن حجي من شيوخ ذلك الوقت نحو مائة نفس فأزيد كابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والبدر بن الهبل والشهاب بن النجم والنجم بن السوقي والزين بن النقبي والشهاب أحمد بن عبد الكريم البعلي والشمس محمد بن حمد بن عبد المنعم الحراني ومن الحفاظ العماد بن كثير وأبو بكر ابن المحب والزين العراقي ومن العلماء التاج السبكي وكذا عنده إجازة جده لأمه، وكان مفرط الذكاء قوي الحافظة بل قال شيخنا إنه كان من عجائب الدنيا في سرعة الفهم وجودة الحافظة فمهر في مدة يسيرة، وأول ما ولي توقيع الدست في ديوان الانشاء عوضاً عن أخيه البدر حين استقراره في قضاء العسكر بنزول والده له عنه حين استقر في تدريس الشافعي وذلك كله في شعبان سنة تسع وسبعين وكذا نزل له عن افتاء دار العدل وقبل ذلك عن توقيع الدرج ثم استقر في قضاء العسكر والنظر في وقفي السيفي وطقجي بعد موت أخيه البدر سنة إحدى وتسعين وتزوج بزوجته ألف ابنة الشهابي أحمد الفارقاني سبطه الشهابي أصلم صاحب الجامع بسوق الغنم لكن بعيد الثمانمائة عقب زوج تزوجها بينهما وهو خليل والد عمر بن أصلم فألف أمه وكذا ملك قاعة أخيه البدر التي أنشأها تجاه مدرسة أبيهما ومات قبل اكمالها وسكن فيها، وسافر مع والده سنة ثلاث وتسعين في الركاب السلطاني إلى حلب فرجع في ضخامة زائدة وصحبته ثلثمائة مماليك مردان فصاروا يركبون في خدمته للدروس وغيرها ودعا بقاضي القضاة لكونه قاضي العسكر ومن خاطبه بغيرها مقته؛ كل هذا ووالده ينوه به في المجالس ويستحسن جميع ما يرد منه ويحرض الطلبة على الاشتغال عليه ورويت عنه من ذلك الكثير بل له بحضرته مع القضاة وغيرهم وقائع بل كان أبوه أذن له بالافتاء والتدريس قديماً في سنة إحدى وثمانين وقال في اجازته التي كتبها له بخطه أنه رأى منه البراعة في فنون متعددة من الفقه وأصوله والفرائض وغيرها مما يظهر من مباحثه على الطريقة الجدلية والمسالك المرضية والأساليب الفقهية والمعاني الحديثية، وأنه اختبره بمسائل مشكلة وأبحاث معضلة فأجاد ورأيت من قال إنه حضر عند جده لأمه البهاء بن عقيل وأنه حضر هو وأخوه البدر عند الجمال الاسنائي باشارة أبيهما وأن أباه أجلسه بدمشق فوق الشرف الشريشي وصار ينوه به ويحض على سماع كلامه فالله أعلم ولما تحقق موت الصدر المناوي ووثوب القاضي ناصر الدين الصالحي على المنصب شق عليه وسعى إلى أن ولي بالبذل في رابع جمادى الآخرة سنة أربع وثمانمائة بعناية أمير آخور سودون طاز وتغيظ الدوادار الكبير جكم لكونه فعل بغير علمه وامتنع من الركوب معه إلى الصالحية على العادة فلم يحتمل القاضي ذلك وبادر لتلافيه فركب هو ووالده إليه في منزله فواجهه بالانكار  
عليه في بذل المال على القضاء فعرفه الشيخ بجواز ذلك لمن تعين عليه، واستمر قاضياً إلى جمادى الأولى سنة احدى وعشرين سوى ما تخلل في أثنائها لغيره غير مرة وهو قليل ثم أعيد في ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين إلى أن مات، قال شيخنا وكان قد ابتلى بحب القضاء فلما صرف عنه بالهروي تألم لذلك كثيراً واشتد جزعه وعظم مصابه فلما قرئ البخاري بالقلعة ساعده الناصري بن البارزي كاتب السر حتى أذن له السلطان المؤيد في الحضور مع الهروي فجلس عن يمين الهروي بينه وبين المالكي وصار يبدي الفوائد الفقهية والحديثية ويجاريه العلاء بن المغلي الحنبلي ولا يبدو من الهروي ما يعد فائدة مع كلامهما ثم صار ابن المغلي يدرس قدر ما يقرأ في المجلس من البخاري ويسرده من حفظه فحينئذ رتب الجلال أخاه في أسئلة يبديها مشكلة ويحفظه أصلها وجوابها ويستشكلها ويخص الهروي بالسؤال عنها فيضج الهروي من ذلك والمراد من هذا كله اظهار قصوره والسلطان يشاهد جميع ذلك ويسمعه لكونه جالساً بينهم؛ ثم لما غلب عليه وجع رجله صار يجلس في الشباك المطل على محلهم، واستفيض أنه باشر القضاء بحرمة وافراة وعفة زائدة إلى الغاية وانه امتنع من قبول الهدية من الصديق وغيره حتى ممن له عادة بالأهداء إليه قبل القضاء مع لين جانب وتواضع وبذل للمال والجاه ونحو ذلك مما تجدد له من شدة ما قاساه من السعي عليه؛ ولكنه فيما قال شيخنا كان كثير الانحراف قليل الاجتماع سريع الغضب مع الندم والرجوع بسرعة قال وقد صحبته قدر عشرين سنة فما أضبط انه وقعت عنده محاكمة فأتمها بل يسمع أولها ويفهم شيئاً فيبنى عليه فإذا روجع فيه بخلاف ما فهمه أكثر النزق والصياح وأرسل المحاكمة لأحد نوابه، قال وما رأيت أحداً ممن لقيته أحرص على تحصيل الفائدة منه بحيث انه كان إذا طرق سمعه شيء لم يكن يعرفه لا يقر ولا يهدأ ولا ينام حتى يقف عليه ويحفظه، وهو مع هذا مكب على الاشتغال محب في العلم حق المحبة وكان يذكر أنه لم يكن له تقدم اشتغال في العربية، وانه حج في حياة أبيه يعني في سنة سبع وثمانين وسبعمائة فشرب ماء زمزم لفهمها فلما رجع أدمن النظر فيها فمهر فيها في مدة يسيرة لا سيما منذ مات والده ودرس في التفسير بالبرقوقية وجامع ابن طولون وعمل المواعيد بمدرسته في كل يوم جمعة وابتدأ ذلك من الموضع الذي انتهى إليه أبوه وقطع عند قوله من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد فانه كان مع القراءة عليه في الميعاد في تفسير البغوي يكتب على جميع ذلك دروساً مفيدة ويبحث في فنون التفسير في كلام أبي حيان والزمخشري ويبدي في كل فن منه ما يدهش الحاضرين وكذا درس بالزاوية المعروفة بالخشابية في جامع عمرو وبالخروبية وبالبشتيلية ثلاثتها في الفقه بعد وفاة أبيه وبالبديرية وبالملكية في الفقه أيضاً وبجامع طولون في التفسير برغبة أبيه له عن الثلاثة وبالمدرسة الالجيهية والحجازية وجامع ابن طولون ثلاثتها في الفقه وبالأشرفية في الحديث مع خطابة الحجازية والميعاد بها كل ذلك بعد موت أخيه وبالجمالية الممتجدة في التفسير بتقرير واقفها وعمل في كل منها والزاوية الخشابية وكذا في الباسطية الشامية والمؤيدية كلاهما تبرعا اجلاسا حافلاً بل ولي تدريس الشامية البرانية بدمشق مع التصدير بجامعها الأموي ولما صار يحضر لسماع البخاري في القلعة كان يدمن مطالعة شرحه للسراج بن الملقن ويحب الاطلاع على معرفة أسماء من ابهم في الجامع الصحيح من الرواة وما جرى ذكره في الصحيح فحصل من ذلك شيئاً كثيراً بادمان المطالعة والمراجعة خصوصاً أوقات اجتماعي به ومذاكراتي له فجمع كتاب الافهام لما في البخاري من الابهام وذكر فيه فصلاً يختص بما استفاده من مطالعته زائداً على ما حصله من الكتب المصنفة في المبهمات والشروح فكان شيئاً كثيراً وكان يتأسف على ما فاته من الاشتغال في الحديث ويرغب في الازدياد منه حتى أنه كتب بخطه فصلاً يتعلق بالمعلق من مقدمة فتح الباري وقابله معي بقراءته لأعجابه به، ونحوه قوله في معجمه وكان يحب فنون الحديث محبة مفرطة ويأسف على ما ضيع منها ويحب أن يشتغل فيها قال وقد لازمته كثيراً وكتب عني كثيراً من مقدمة شرح البخاري وغير ذلك من الفوائد الحديثية وطارحني بأسئلة من المنظوم والمنثور وطارحته بأشياء كثيرة قد أوردتها في النوادر  
المسموعة ولي فيه مدح وكتب لي بالاجازة في استدعاء أولادي، قال وغالب ما كان يخترعه ويبحث فيه كان يقرؤه بلفظه وأسمعه منه قال وقد اشتهر اسمه وطار ذكره خصوصاً بعد وفاة والده وانتهت إليه رياسة الفتوى وسيرته مشهورة فلا نطيل بها والله يعفو عنه وهو ممن أذن لشيخنا رحمه الله بالافتاء والتدريس قديماً قبل كتابة والده ثم كتب أبوه تحت خطه، وقال شيخنا في موضع آخر مما نقلته من خطه: وكان يحرر دروسه الفقهية والتفسيرية ويسردها في مجلس التدريس حفظاً ثم يقرأ عليه ما كتبه فيتكلم عليه فيجيد؛ وله ضوابط في الفقه منظومة وجل اشتغاله بكلام والده؛ ومع ذلك فكان يزيد عليه فيما يتعلق بالتخريج في الواقعات لكثرة ما يرد عليه من محاكم ومستفتي؛ ومما ضبطه بالنظم الأماكن التي تسمع فيها الشهادة بالاستفاضة فقال:

ان السماع يفـيد ذكـر شـهـادة

 

في عدو نظمت لضبط محـرر

نسب ووقف والنـكـاح ومـيت

 

وعتاقة المولـى ولاء مـحـرر

وولاية القاضي وعـزل سـابـع

 

ورضاع تحريم وشرب الأنهـر

والجرح والتعديل للمعـدوم فـي

 

زمن الشهيد وقل به في الأشهر

وتضرر الزوجات والصدقات وال

 

ايصـا كـذا فـي الأظـهــر

والكفر والاسلام والرشـد الـذي

 

هو عرة للبالغ الـمـتـصـور

وولادة والحمل ان شـاعـا كـذا

 

حرية المجهول ليس بمـنـكـر

وقسامة قيل المراد شـهـادهـا

 

للقرب من واعي كلام المخبـر

والملك فيه خلافهـم مـتـقـرر

 

نسب الجواز إلى كلام الأكـثـر

ومرجح الجمهور أن لا بـد مـن

 

حور الفه فقل به ولا تستظهـر

والغصب في أحكام ما فيه درهم

 

والدين في وجه كريه المنظـر

قال وكتب الحافظ ولي الدين ابن شيخنا الحافظ أبي الفضل انه سمع شيخنا الامام سراج الدين يقول سمعت ولدي أبا الفضل جلال الدين ينشد لما جئنا نعزي الملك الظاهر برقوق بولده محمد:

أنت المظفر حقاً وللمعالـي تـرقـى

 

وأجر من مات تلقى تعيش أنت وتبقى


قال الوالي فقلت له نروي هذا عنكم عن ولدكم فيكون من رواية الآباء عن الأبناء فقال نعم انتهى. ونظم البكان أيضاً والذين يؤتون أجرهم مرتين وغير ذلك مما هو عندي وقرض سيرة المؤيد لأبن ناهض، وقد ترجمه غير واحد فقال التقي المقريزي في السلوك له انه لم يخلف بعده مثله في كثرة علمه بالفقه وأصوله وبالحديث والتفسير والعربية مع العفة والنزاهة عما ترمي به قضاة السوء وجمال الصورة وفصاحة العبارة؛ وبالجملة فلقد كان ممن يتجمل به الوقت، وفي العقود الفريدة: كان ذكياً قوي الحافظة وقد اشتهر اسمه وطار ذكره بعد موت أبيه وانتهت إليه رياسة الفتوى ولم يخلف بعده مثله في الاستحضار وسرعة الكتابة الكثيرة على الفتاوي والعفة في قضائه؛ وقال العلاء بن خطيب الناصرية: نشأ في الاشتغال بالعلم وأخذ عن والده ودأب وحصل حتى صار فقيهاً عالماً ودرس بجامع حلب لما قدم صحبة السلطان، وقال التقي بن قاضي شهبة: الامام العلامة شيخ الاسلام قاضي القضاة صرف همته إلى العلم فمهر في مدة يسيرة وتقدم واشتهر بالفضل وقوة الحفظ ودخل مع أبيه دمشق في سنة ثلاث وتسعين والمشايخ اذ ذاك كثيرون فظهر فضله وعلا صيته وكان أبوه يعظمه ويصغي إلى أبحاثه ويصوب ما يقول واستمر على الاشتغال والاجتهاد والافتاء والتدريس وشغل الطلبة إلى أن ولي القضاء وقد جلس في بعض المرات التي قدم فيها دمشق مع الناصر بالجامع الأموي وقرئ عليه البخاري فكان يتكلم على مواضع منه قال وكان فصيحاً بليغاً ذكياً سريع الادراك لكنه قد نقص عما كان عليه قبل ولايته القضاء حتى انه قال لي مرة نسيت من العلم بسبب القضاء والأسفار العارضة بسبب ما لو حفظه شخص لصار عالماً كبيراً، ثم نقل عن شيخنا أنه قال كان له بالقاهرة صيت لذكائه وعظمة والده في النفوس وانه كان من عجائب الدنيا في سرعة الفهم وجودة الحفظ ومن محاسن القاهرة. قلت وسمعت من شيخنا أنه كان أحسن تصوراً من أبيه؛ وكذا بلغني عن العلاء القلقشندي، وقال الشمس بن ناصر الدين في ذيله على الحفاظ: الامام الأوحد قاضي القضاة شيخ الاسلام حدثنا عن أبيه وعن غيره من الأئمة كان عين أعيان الأمة خلف والده في الاجتهاد والحفظ وعلوم الاسناد رأيته يناظر أباه في دروسه وينافسه فيما يلقيه من نفيسه مع لزومه حرمة الآباء وحفظ مراتب العلماء وله على صحيح البخاري تعليقات نفيسات ومنها بيان ما وقع فيه من المبهمات وله نظم ونثر وعدة مصنفات وباشارته ألفت كتاب الاعلام بما وقع في مشتبه الذهبي من الأوهام، وقال العيني أنه كانت عنده عفة ظاهرة ولكن لم يسلم ممن حوله قال ابن خطيب الناصرية أيضاً ودخل البلاد الشامية مراراً منها صحبة المظفر أحمد بن المؤيد وأتابك العساكر ططر سنة أربع وعشرين وما جاوز حينئذ دمشق بل أقام بها حتى رجع العسكر وقد تسلطن الظاهر ططر فصحبه وحصل له مرض في الطريق بحيث ما قدر على خطبة العيد بالسلطان ولم يدخل القاهرة الا متوعكاً في محفة وكان دخولهم في ليلة الأربعاء ثالث شوال منها واستمر ضعيفاً إلى ليلة الخميس حادي عشره فمات وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم ودخل بجانب أبيه يعني وأخيه في فسقية بالمدرسة التي أنشأها بحارة بهاء الدين يعني جوار منزله وكانت جنازته مشهودة؛ زاد غيره إلى الغاية وحمل نعشه على رءوس الأصابع ويقال انه مات مسموماً وإنه لم يمت حتى غارت عيناه في جوفه وإنه صرع في يوم واحد زيادة على عشرين مرة، وأفاد شيخنا أنه كان قد اعتراه وهو بالشام قولنج فلازمه في العود وحصل له صرع كتموه ولما دخل القاهرة عجز عن الركوب في الموكب فأقام أياماً عند أهله ثم عاوده الصرع في يوم الأحد سابع شوال ثم عاوده إلى أن مات وقت أذان العصر من يوم الأربعاء عاشر شوال وصلى عليه ضحى يوم الخميس وتقدم في الصلاة عليه الشمس بن الديري قدمه أولاده ولم تكن جنازته حافلة ويقال أنه سم وكان انتهى في ميعاده أيام الجمع تبعاً لأبيه إلى قوله كما تقدم من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد قال غيره وكان من محاسن الدهر ولما مات ووضعوه على المغتسل سمعوا شخصاً يقول:

يا دهر بع رتب العلا من بعده

 

بيع الهوان ربحت أم لم تربح

قدم وأخر من أردت من الورى

 

مات الذي قد كنت منه تستحي


وقد أفرد أخوه شيخنا القاضي علم الدين ترجمته بالتأليف رحمه الله وإيانا، وكان اماماً ذكياً نحوياً أصولياً مفسراً مفنناً حافظاً فصيحاً بليغاً جهوري الصوت عارفاً بالفقه ودقائقه مستحضراً لفروع مذهبه مستقيم الذهن جيد التصور مليح الشكالة أبيض مشرباً بحمرة إلى الطول أقرب صغير اللحية مستديرها منور الشيبة جميلاً وسيماً ديناً عفيفاً مهاباً جليلاً معظماً عند الملوك حلو المحاضرة رقيق القلب سريع الدمعة زائد الاعتقاد في الصالحين ونحوهم كثير الخضوع لهم وله في التعفف والتحري حكايات ولما دخل حلب اجتمع به البرهان الحلبي وسأله عن حاله فقال معترفاً بالنعمة حسبما قيل وظيفتي أجل المناصب وزوجتي غاية وكذا سكني وفي ملكي ألف مجلد نقاوة؛ وتصانيفه كثيرة فمنها سوى ما أشير إليه فيما تقدم تفسير لم يكمل ونكت على المنهاج لم تكمل أيضاً وأخرى على الحاوي الصغير ومعرفة الكبائر والصغائر والخصائص النبوية وعلوم القرآن وترجمة أبيه وكتاب في الوعظ ونظم ابن الحاجب الأصلي وكان التزم لكل من حفظه بخمسمائة وخطب جمعيات وأجوبة عن أسئلة يمنية وعن أسئلة مغربية وحواشي على الروضة أفردها أخوه في مجلدين وخرج له شيخنا عن شيوخه بالاجازة فهرستا للكتب المشهورة في كراسة اجابة لسؤاله في ذلك فكان يحدث منها عنهم وافتتحه المخرج بسيدنا ومولانا الامام العلامة تاج الفقهاء عمدة العلماء أوحد الاعلام مفخر أهل العصر منجع الأمة قدرة الأئمة وكذا خرج له مفيدنا الحافظ أبو النعيم رضوان أربعين عشاريات وغير ذلك، وحدث بالكثير سمع منه الأئمة الحفاظ كابن موسى وابن ناصر الدين وروى عنه في متبايناته الحديث التاسع عشر فيما قرأه عليه بروايته عن أبيه وروي لنا عنه خلق ومنهم أخوه العلمي والبرهان بن خضر والموفق الأبي والوالد وحكي لي مما يدخل في ترجمته أشياء وكان الجد من خصائصه كاختصاصه بأبيه قبله.
 
عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن حسن بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن الزين أبو زيد وأبو هريرة بن السراج أبي حفص بن النجم اللخمي المصري الحموي الأصل القبابي ثم المقدسي الحنبلي ويعرف بالقبابي - بكسر القاف وموحدتين نسبة لقباب حماة لا للقباب الكبرى من قرى اشموم الرمان بالصعيد وان جزم به بعض المقادسة لمشي جماعة منهم الذهبي على الأول فالله أعلم. ولد في ليلة ثالث عشر شعبان سنة تسع وأربعين وسبعمائة ببيت المقدس؛ ومات أبوه في سنة خمس وخمسين ونشأ ابنه فحفظ القرآن واشتغل بالفقه حنبلياً كأبيه وجده ورأى الشيخ علي العشقي شيخ الشيخ عبد الله البسطامي واستجازه ولبس منه الخرقة؛ وأسمع على أبيه وابن النجم وابن الهبل وابن أميلة والبياني والصلاح ابن أبي عمر وابن السوقي والشمس بن المحب والعماد بن الشيرجي وناصر الدين ابن التونسي وزينب ابنة قاسم بن العجمي في آخرين منهم الحافظان العلائي وابن رافع والفقيه الشمس بن قاضي شهبة والخطيب الشمس المنبجي والجمال يوسف السرمري وأحمد بن علي بن حسن الحطاب أبوه وعمر بن أرغون وأحمد ابن سالم بن ياقوت واقش وبكتاش في آخرين، وأجاز له التقي السبكي والكمال النشائي والجمالان الاسنائي وابن هشام النحوي والجمال أبو بكر بن الشريشي والميدومي وابن القيم وابن الخباز وأبو المحرم القلانسي ومظفر الدين العطار وأبو الثناء محمود المنبجي ومحمد بن اسماعيل بن الملوك ومحمد بن اسماعيل بن عمر الحموي وناصر الدين الفارقي وفخر الذوات محمد بن أبي البركات النعماني صاحب النووي وابن خلكان وغيرهما ومحمد بن عبد الحق بن عبد الكافي السعدي صاحب ابن دقيق العيد وغيرهم والبدر بن فرحون مؤلف الطبقات وغيرهما وجماعة من الأعيان تجمعهم مشيخته التي خرجها له شيخنا وأدرج في تاريخه جمعاً ممن أجاز له وهم السبكي والخلاطي والعز بن جماعة ومغلطاي وابن نباتة في شيوخ السماع سهواً والصواب ما أثبته وكذا ذكره غيره في شيوخ السماع الشهاب أبو محمود والميدومي وابن كثير والتقي بن عرام وبادار القونوي الضرير وابن زباطر وأحمد بن عبد الرحمن المرداوي وخلق ومن شيوخ الاجازة التاج السبكي وأخوه البهاء وممن أفرد شيوخه بالسماع والاجازة أيضاً ابن ناصر الدين وسيأتي له ذكر في عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الرحمن بن سليمان، وقد حدث بالكثير أخذ عنه القدماء وألحق الصغار بالكبار والأحفاد بالأجداد وممن أخذ عنه من الحفاظ الجمال بن موسى المراكشي والتاج بن الغرابيلي وانتقى عليه والعماد اسماعيل بن شرف والموفق الأبي وابن أبي الوفا وعبد الكريم القلقشندي وأبو العباس القدسي والنجم بن فهد ونسيم الدين عبد الغني المرشدي وغيرهم من الرحالة كالشمس بن قمر واستدعى لي منه الاجازة جوزي خيراً فقد انتفعت بها، وكان شيخاً خيراً متيقظاً منوراً حافظاً على التلاوة والعبادة حريصاً على ملازمة وظائفه ببيت المقدس محباً في الحديث وأهله يحث من يتعلق به على المواظبة عليه وهو من بيت علم ورواية ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لنا غير مرة، والمقريزي في عقوده وفي أصحابه الآن كثرة سيما ببيت المقدس والخليل كالكمال بن أبي شريف وان بقي الزمان ربما يبقى من يروي عنه ولو بالاجازة لنحو العشر من القرن العاشر. مات في يوم الثلاثاء سابع ربيع الثاني سنة ثمان وثلاثين ببيت المقدس ودفن بجانب أبيه بمقبرة باب الرحمة ونزل الناس في كثير من المرويات بموته درجة رحمه الله وإيانا.
عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز بن عمر بن عامر البصروي والد محمد ممن أخذ عنه ولده.
عبد الرحمن بن عمر بن عثمان الشمري الملحاني أخو عبد الله الآتي. مات سنة خمس وعشرين وقبره عند مقابر الناشريين بزبيد.
عبد الرحمن بن عمر بن عيسى السمنودي الآتي أبوه. أخذ عنه بلديه صاحبنا الجلال السمنودي الميقات وهو ممن أخذه عن أبيه.
عبد الرحمن بن عمر بن مجلي بن عبد الحافظ البيتليدي - بفتح الموحدة وسكون التحتانية بعدها مثناة مفتوحة ثم لام مكسورة وآخره دال مهملة ثم ياء النسب - بن الكركي الوراق ثم الأكار أخو عبد الله المتوفي قبل هذا القرن. سمع علي أبي بكر بن الرضي وغيره وأحضر علي الشرف بن الحافظ وحدث سمع عليه شيخنا وذكره في معجمه وقال كان عامياً عسراً. مات في شعبان سنة ثلاث وتبعه المقريزي في عقوده.
 
عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن أحمد بن عمر الحوراني المكي أخو يحيى الآتي. ولد في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وثمانمائة بجدة وقرأ القرآن عند الفقيه حسن الطلخاوي بمكة وسمع علي بها بقراءة أخيه بعض الصحيح ومني المسلسل وغيره.
عبد الرحمن بن عمر بن محمود بن محمد التاج بن الزين المدلجي الكركي الأصل الحلبي الشافعي ويعرف بابن الكركي. ولد سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها واشتغل على أبيه يسيراً وسمع علي ابن صديق وابن أيدغمش وحدث سمع منه الطلبة وولي قضاء حلب مدة وتدريس العصرونية والسلطانية وغيرهما وذكره. شيخنا في إنبائه فقال انه ولي قضاء حلب مدة ثم ترك واستمر بيده جهات قليلة يتبلغ منها وقد سكن القاهرة مدة وناب عني ثم حج ورجع إلى بلده ولقيته هناك حين توجهي صحبة السلطان وأجاز لأولادي، وقال غيره انه كان ذا دهاء وخديعة وأوصاف غير مرضية فالله أعلم. مات في رمضان سنة أربعين رحمه الله وعفا عنه.
 
عبد الرحمن بن عنبر - بنون وموحدة كجعفر - بن علي بن أحمد بن يعقوب ابن عبد الرحمن الزين العثماني البوتيجي ثم القاهري الشافعي الفرضي ويعرف بالبوتيجي وغلط بعضهم فسماه أبو بكر. ولد في سنة تسع وسبعين وسبعمائة أو في أول التي قبلها أو بعدها بأبوتيج من الصعيد فانه كان يقول أنه دخل القاهرة مع أبيه في السنة التي ملك فيها الظاهر برقوق وهي سنة أربع وثمانين وهو مميز ونشأ بأبوتيج فقرأ القرآن عند جماعة منهم الفقيه بركة قال وكان من الأولياء وحفظ التبريزي وقدم القاهرة فحفظ أيضاً العمدة والمنهاج الأصلي والملحة والرحبية وعرض في سنة ست وتسعين علي الابناسي والبلقيني وابن الملقن والدميري وأجازوا له وقطن القاهرة وكانت أمه موسرة فارتفق بها وأقبل على التفهم وأخذ الفقه عن الشمس الغراقي وأكثر عنه وانتفع به في الفرائض والحساب بأنواعه الجبر وما سواه وكذا تفقه بالشهاب بن العماد وقرأ عليه أشياء من تصانيفه وبالشمس البرماوي وعنه أخذ الأصول وغيره وحضر دروس الابناسي وميعاد البلقيني بل واستفتاه وضبط عنه لطائف كان يحكيها ثم لازم بعد الولي بن العراقي فحمل عنه علوماً جمة من حديث وفقه وأصول وغيرها وقرأ عليه جملة من تصانيفه من ذلك تحرير الفتاوي إلا كراسين من آخره وكتب عنه أكثر أماليه ولم ينتفع بأحد ما انتفع به وأخذ النحو عن الشمس الشطنوفي والعجيمي والأصول أيضاً عن العز عبد السلام البغدادي وسمع على المطرز والزين العراقي والهيثمي والابناسي والشرفين القدسي وابن الكويك والشهابين الجوهري والواسطي والجمالين عبد الله الحنبلي وابن فضل الله والشمس الشامي والنور الفوي في آخرين منهم شيخنا، وأجاز له ابن الجزري والتقي الكرماني والبرهان الحلبي والعلاء بن البخاري وطائفة وصحب جماعة من أعيان الصوفية فمن دونهم وأذن له الولي في اقراء تصانيفه في الفنون كلها وكذا في الافتاء والبرماوي أيضاً في التدريس والافتاء ومن قبله الغراقي في سنة ثمان وثمانمائة لرؤيا رآها؛ وتكسب أولاً بالشهادة في بعض حوانيت الحنابلة ثم ناب في القضاء بأعمال القاهرة عن الجلال البلقيني في سنة تسع عشرة ثم عن الهروي وشيخه وغيرهما، وكتب بخطه الكثير من الكتب المطولة وغيرها خصوصاً من تصانيف شيخه الولي بل كتب من تصانيف شيخنا جملة وكان عظيم الرغبة فيه كثير الاعتقاد له، وحكى لنا انه استشار شيخه حين أمره بعرض ولده على المشايخ فيمن يبدأ به منهم فأشار به، إلى غير ذلك مما أودعته في الجواهر وكذا كان لشيخنا إليه ميل كثير بحيث أنه أحضر له كتاباً يختبر له نقصه فتناوله منه ودخل منزله ثم عاد بعد يسير وقد أكمله له بخطه وهو قدر كثير في أسرع وقت حتى كان الشيخ يحكي لنا ذلك على سبيل التعجب، ولزم الاقامة بالمدرسة الفاضلية متصدياً للتدريس والافتاء لفظاً فكثرت تلامذته وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى وصار في طلبته من الأعيان جملة خصوصاً في الفرائض، وحدث بأشياء سمع منه الفضلاء وقرأت عليه جملة وحضرت دروسه في الفقه والفرائض وغيرهما وكان كثير المحبة في والتعظيم لي واستجازني مرة للحسام بن حريز ولنفسه بعد سماعهما من لفظي شيئاً من تصانيفي وما أمكنني مخالفته إلى غير ذلك مما أوردته في موضع آخر، وكان عالماً بالفرائض والحساب بأنواعه متقدماً في ذلك حتى كان شيخه الولي يستعين به في كثير من المناسخات ونحوها ويقول المسئلة التي أعملها في ساعة مثلاً يعملها هو في ثلث ساعة وأستفيد الانتفاع بباقي الحصة مع الراحة، مشاركاً في غيرهما من الفضائل مشاراً إليه بالصلاح والخير والزهد والورع مقصوداً للتبرك به والانتفاع بأدعيته مع حسن الفكاهة والنادرة والتواضع والخبرة التامة بلقاء الرجال وحسن الاعتقاد فيهم والمسارعة للاجتماع بالقادمين منهم وحفظ كثير من كراماتهم وأحوالهم والتقنع باليسي ومشيه على قانون السلف في غالب أحواله ومزيد التودد وتمام العقل وملازمته لمباشرة ما كان باسمه من تصوف الجمالية وطلب الحديث بالقانبيهية ونحو ذلك كتدريس بمسجد عبد اللطيف بقنطرة سنقر مع كونه ممن عرض عليه قضاء الشافعية مرة ومشيخة سعيد السعداء أخرى وغيرهما من الوظائف الجليلة فأبى نعم درس ببعض الأماكن ولم يكن يكتب علي الفتوي ولا يمكن أحداً من الاستغابة وما تيسر له مع هذه الخصال الحميدة الحج وكف بصره بأخرة وانقطع  
بالمدرسة عن الناس متدرعاً ثوب القناعة عنهم واليأس وهم يترددون إليه للقراءة وللعارية وللزيارة حتى مات بعد بيسير في ليلة الاثنين ثالث عشري شوال سنة أربع وستين ودفن من الغد بالقرافة عند والدته بتربة الشيخ محمد الهلالي العريان جوار تربة أبي العباس الحرار من القرافة الكبرى أخذه ابن حريز هناك عند قبور أولاده بعد أن صلى عليه بجامع المارداني في جمع جم وأثنى الناس عليه كثيراً وتأسفوا على فقده رحمه اله وايانا ونفعنا به، عبد الرحمن بن عياش. في ابن أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف.
عبد الرحمن بن عيسى بن سرار بن سرور الأيدوني - بتحتانية ثم مهملة وآخره نون نسبة لأيدون - الدمشقي الصالحي الشافعي الصولي، ولد في سنة سبع وستين وسبعمائة بدمشق وأحضر وهو في الرابعة علي الصلاح بن أبي عمر وابن عمه الخطيب الشمس عبد الرحمن بن محمد بن العز ابراهيم بن عبد الله بن أبي عمر وسمع من محمد بن الرشيد بعد الرحمن المقدسي وحدث سمع منه الفضلاء، مات في يوم الجمعة خامس جمادى الثانية سنة أربعين ودفن بالروضة بسفح قاسيون.
عبد الرحمن بن عيسى بن سلطان الغزي الشافعي والد الشمس محمد ابن سلطان الشهير الآتي. تلا عليه ابنه للسبع وقرأ عليه الفقه والنحو وخطب بالجامع الجاولي بغزة بل قيل انه ولي مشيخة البيبرسية إما الكبرى أو الرباط وصحب جماعة من السادات. مات في سنة خمس رحمه الله.
عبد الرحمن بن أبي الفتوح عبد القادر بن أبي الخير عبد الحق بن عبد القادر الحكيم بن محمد بن عبد السلام ظهير الدين أبو نصر بن نور الدين ابن مخلص الدين الأبرقوهي الطاوسي عم أحمد بن عبد الله بن عبد القادر الماضي. ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة وسمع من والده الكثير وارتحل به إلى دمشق فأسمعه علي ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وأحمد بن عبد الكريم البعلي والزيتاوي وابن رافع ومحمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب البعلي خطيبها وذلك في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، وأجاز له قبل ذلك في سنة ستين العز بن جماعة واليافعي وآخرون، وحدث سمع عليه ابن أخيه المشار إليه ووصفه بشيخ شيوخ الاسلام رحلة الأنام وعبد الصمد بن عبد الرحمن؛ وذكره العفيف الجرهي في مشيخته ووصفه بالامامة والعلم والحديث والتفرد بالاسناد العالي وانه سمع عليه بشيراز في سنة سبع وعشرين. قلت وكانت وفاته بها في ليلة الأربعاء سادس عشر رمضان سنة احدى وثلاثين رحمه الله.
عبد الرحمن بن فخر اليمني، مات بمكة في المحرم سنة اثنتين وستين.
عبد الرحمن بن قاسم بن محمد بن محمد بن قاسم بن عبد الله الجلال أبو الفضل ابن أحد نواب المالكية الزين المحلي الأصل القاهري المالكي الآتي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن قاسم وهو سبط عبد الرحمن المليجي، ممن عرض على مختصر الشيخ خليل.
عبد الرحمن بن الشرف أبي القسم واسمه محمد بن أبي بكر واسمه أحمد ابن التقي محمد بن محمد بن أبي الخير الهاشمي المكي ويعرف كسلفه بابن فهد؛ وأمه ست من يراها ابنة علي بن محمد بن ابراهيم المصري الشهير جدها بالمصري وبابن حلاوة. ولد قبيل ظهر يوم الأحد ثامن عشر صفر سنة أربع وسبعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها وحفظ القرآن ومنهاج النووي وأسمع على جماعة وأجاز له آخرون وسمع مني في مجاورتي الثالثة المسلسل وغيره ثم قرأ علي في التي تليها البخاري مع مؤلفي في ختمه ونحو النصف الأول من الشفا مع سماع سائره ولازمني في غير ذلك، وهو ذكي فطن يشتغل بالنحو عند السراج معمر والسيد عبد الله وغيرهما ويحضر دروس القاضي وكذا قرأ في الفقه مع البخاري علي أبي الخير بن أبي السعود وكتب أشياء، وسافر لمصر في رمضان سنة ست وتسعين فمات بالطاعون بها غريباً وحيداً في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين عوضه الله الجنة.
 
عبد الرحمن بن لطف الله سبط الشمس المعيد. ناب في امامة الحنفية بمكة عن خاله الشهاب بن المعيد، ومات بها في ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين.
عبد الرحمن بن مبارك بن سعيد ويعرف بخادم الشهاب الصقيلي السقا بالحرم النبوي. لقيه الزين رصوان. وأخبره انه سمع دلائل النبوة للبيهقي علي ابن حاتم والعراقي والهيثمي بقراءة النجم الباهي وأجاز لأبن شيخنا وغيره في سنة خمس وعشرين ومات بعد ذلك.
عبد الرحمن بن محمد بن ابراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب وجيه الدين أبو الجود بن الجمال أبي المحاسن المرشدي المكي الحنفي والد على الآتي وشقيق أبي الفضائل محمد أمهما أم حبيبة ابنة الكمال الدميري وهما أخوا عبد الأول الماضي. ولد في سحر يوم الثلاثاء ثالث أو رابع عشري شعبان سنة سبع وثمانمائة بمكة ونشأ بها وأحضر في أول الخامسة على الشمس المعيد الحنفي بعض المصابيح والعوارف والمقامات وتناول الكتب الثلاثة منه وأسمع على والده والزين المراغي وابن الجزري وابن سلامة في آخرين وأجاز له جماعة ومما سمعه على والده فهرسته بقراءة مخرجه ابن موسى وعلى المراغي المسلسل والأول من مشيخته تخريج ابن موسى أيضاً وجزء البطاقة، واشتغل قليلاً وحضر دروس أبيه وحدث قرأت عليه في الحجة الأولى حديثاً، وكان خيراً كثير الطواف والانعزال عن الناس مع اختصاص بابن قاوان ومداومة على الجماعة ممن دخل الهند مراراً للرزق. مات في يوم الأربعاء سادس عشر المحرم سنة اثنتين وثمانين بمكة وصلى عليه عصر يومه ثم دفن بالمعلاة رحمه الله وعفا عنه وايانا.
عبد الرحمن بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن لاجين الزين أبو محمد الرشيدي الأصل المصري الشافعي أخو عبد الله الآتي ويعرف بالرشيدي. ولد سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بالقاهرة وأسمع علي الميدومي ومحمد بن اسماعيل الأيوبي وغيرهما بالقاهرة ومن ابن أميلة وعمر بن زباطر وغيرهما بدمشق وأجاز له من سيذكر في أخيه، واشتغل بالفرائض والحساب والمواقيت وشرح الجعبرية والأشنهية والياسمينية وغيرها وله تصنيف في نيل مصر، وحدث ودرس سمع منه الفضلاء قرأ عليه شيخنا؛ وذكره في معجمه وروي لنا هو وابن أخيه وغيرهما عنه؛ وكان خيراً ذا يد طولى في الفرائض والميقات ولي الرياسة فيه ببعض الأماكن والخطابة بجامع أمير حسين وكانت لقراءته ونغمته حلاوة ولم يكن ماهراً، قال التقي بن قاضي شهبة وقفت على شرحه وفيه أوهام عجيبة، مات في يوم الثلاثاء ثاني جمادى الأولى أو الثانية سنة ثلاث وجزم المقريزي في عقوده بالثاني رحمه الله.
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن اسماعيل بن داود الزين بن الشمس بن الشهاب القاهري الحنفي أخو الجمال عبد الله وغيره ويعرف كسلفه بابن الرومي.
 
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عثمان بن سند بن خالد الجلال أبو الفضل بن البدر الأبياري الأصل القاهري الشافعي أخو عبد اللطيف ومحمد وأحمد ويعرف كسلفه بابن الأمانة. ولد في خامس صفر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بخزانة البنود من القاهرة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحديث والنحو وعرض على والده وشيخنا وطائفة كالمحب بن نصر الله وقرأ في قواعد ابن هشام على والده بل أعرب عليه في الطارقية وكذا قرأ في العربية على أبي عبد الله الراعي والعلاء القلقشندي وحضر الفقه عند أبيه والونائي والقاياتي في آخرين ولازم فيه العلاء تقسيماً وغير ذلك وقرأ عليه المنهاج الأصلي حتى كان جل انتفاعه به وكذا لازم شيخنا حتى أخذ عنه دراية شرح النخبة وغيره ورواية الكثير وجود بعض القرآن على ابن كزلبغا بل حضر عنده الكثير في تجويده وكتب علي الزين بن الصائغ وسمع علي ابن الجزري الختم من مسند الشافعي بل قرأ علي ابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان الأربعين التي انتقاها شيخنا من مسلم وجميعه علي الزين الزركشي والبخاري علي الصالحي والسنن لأبي داود على سارة ابنة ابن جماعة وأكثر من القراءة والسماع وأجاز له الكمال بن خير والبرهان الحلبي وعائشة ابنة ابن الشرائحي والحافظ ابن ناصر الدين وخلق باستدعاء ابن فهد وغيره، واستقر بعد أبيه فيما كان باسمه من التداريس وغيرها شركة لأخوته وكذا تكلم في الصالحية وغيرها ودرس في الفقه نيابة بالزنكلونية وبالشيخونية استقلالاً بعد الشهاب الأبشيهي وكتب حينئذ على دروسه في المنهاج بل عمل منسكاً لطيفاً وضبط من الحوادث والتراجم جملة في مجلدات ما رأيتها وكذا جمع زيادة على عشر مجلدات فوائد شبه التذكرة ونظم قليلاً؛ وأذن له شيخنا وغيره في الافادة وناب في القضاء عن السفطي فمن بعده وكان قارئ الحديث عنده في كل سنة بل عينه في أيام قضائه للقراءة بالقلعة عوضاً عن البقاعي ثم انفصل عنها بالولوي الأسيوطي وصار بأخرة رأس النواب بل عمل أمانة الحكم وقتاً وكذا ناب عن الزيني بن مزهر في أشياء وعظم اختصاصه به وحج معه في الرجبية وتزوج هناك ورزق ابنة سوى ابنتيه من ابنة صاحبنا المحب القادري أكبرهما تحت ابن حجاج وابتلوا به والثانية تحت ابن للشرفي الأنصاري، وكان حج قبل ذلك سنة ثمان وأربعين، وذكر للقضاء غير مرة وكذا كتب له بالجمالية عقب الأسيوطي ثم عقب أخيه وهو يصالح في كل منهما؛ وهو متين العقل كثير التودد والمداراة حسن العشرة لطيف المحاضرة لا يبقي على شيء مقبول الشكل ولكن توالت عليه التعللات.
322 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد القادر بن يعقوب بن محمد الديروطي ويعرف بابن الرزاز وابن البياع. تلا بالسبع على بلديه حسن ثم على جعفر السنهوري.
323 - عبد الرحمن بن الجمال محمد بن أحمد بن علي الحجازي الشريفي العطار أبوه بمكة شقيق عبد اللطيف الآتي. سمعاً على التقي بن فهد.
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن فهد. مضى في ابن أبي القسم بن أبي بكر.
324 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الجلال بن أوحد الدين السيرجي الآتي أبوه والماضي جده، ولد وحفظ القرآن وعرض على جماعة واشتغل ولازم الجلال البكري في الفقه قراءة وسماعاً وكتب بعض تصانيفه وأذن له وتردد إلي أحياناً وتميز في الفرائض والمباشرة بحيث كان يكتب على الزيني عبد الباسط بن الجيعان في البيمارستان بحضرته ولذا تزايدت براعته وكتب بخطه الجيد أشياء؛ وحج وتنزل في الجهات بل استقر في جهات أبيه بعده وفيها بعض التداريس وخطابة الصالحية وغيرها ومنها المباشرة بالبرقوقية وقد تنافر مع شيخها الاخميمي بحيث سلط من سعى عليه فيها فغالبه بالبذل ولم يكن ذلك بمانع له عن التظاهر بخدمته نعم دس من أعلم شريكه في النظر اميرآخور بأخذه أزيد من كثيرين وجر النزاع معه لغيره من المستحقين كابن العلمي البلقيني ولزم من مساعدة الزيني بن مزهر له دخول الاخميمي، وبالجملة فكانت مجالس وكلمات مبينة في الحوادث، وهو منطو على مكر مع سكون وجمود وقد دس عليه في بعض الأوقات بعض المنكرات وبرأه الثقات وصاهر الحموي الواعظ.
 
325 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد وجيه الدين أبو محمد العرشاني قاضي تعز بعد عدن. مات سنة سبع وثلاثين واستقر بعده في قضاء تعز أخوه أبو بكر فلم يلبث أن مات في سنة تسع بالطاعون فولي بعده الفقيه عبد الولي بن محمد الوحظي بعد تنصل منه فمات أيضاً عاجلاً فاستقر ابن أخيه الفقيه محمد بن داود الوحظي فحسنت سيرته وكثر الثناء عليه.
336 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الدمشقي الغرابيلي ويعرف بابن النميس تصغير نمس بنون ومهملة سمع في سنة خمس وثمانين وسبعمائة من المحب الصامت النصف الأول من عوالي أبي يعلى اسحق بن عبد الرحمن الصابوني تخريج أبي سعد السكري؛ وحدث سمع منه الفضلاء ومات قبل الخمسين.
327 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الاشموني الأصل القاهري الشافعي المنهاجي نزيل الباسطية وقيل له المنهاجي لأن جده قدم من الاشمونين قبل بلوغه فحفظ القرآن والمنهاج في سنة فلقبه بذلك أحد شيخيه الملوي والدلاصي. ولد في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وثمانمائة وأبوه غائب بمكة فرأى في غيبته قائلاً يقول له يولد لك ذكر فسمه عبد الرحمن فلما قدم ووجدهم سموه بغيره غيره، ونشأ فحفظ القرآن عند الفخر المقسي والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو والتلخيص والشاطبيتين وأخذ الفقه عن السيد النسابة وسمع عليه النسائي الكبير وعن الخواص قرأ عليه البهجة وأصلها والنحو عن العز عبد السلام البغدادي والابدي قرأ عليهما الالفية وعلى أولهما الحاجبية مع المعاني والبيان وأصول الفقه في آخرين وسمع على ابن الملقن وابنة ابن جماعة وغيرهما وكذا سمع في البخاري بالظاهرية القديمة، وحج وأقام بمكة عشرين سنة ثم لما قدم نزل عند أمه بالقرب من زاوية ابن بطالة في قنطرة الموسكي فلم تلبث أن ماتت ودفنت بحوش عبد الله المنوفي، وكانت تقرأ القرآن مع مزيد الديانة والزهد فتحول حينئذ إلى الباسطية ولزم الانجماع بها مع مزيد تقنعه وتقلله وعدم قبوله إلا نادراً؛ والغالب عليه سوء الطباع مع فضل وفهم؛ وقد رأيته كثيراً وكرر سؤاله لي عن أشياء والله أعلم بشأنه.
328 - عبد الرحمن بن الجمال محمد بن أحمد العجمي الكيلاني الأصل المكي الحنبلي. ممن سمع مني بمكة وسافر للهند ودام سنين على طريقة غير مرضية، وهو في سنة سبع وتسعين هناك.
عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن حسين بن موسى بن خلف بن الحسين الجبرتي البلادري نزيل مكة ويعرف بأبجد. سلف في الهمزة.
 
329 - عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن علي بن إسماعيل ابن علي بن صالح بن سعيد الزين بن الشمس أبي عبد الله بن التقي أبي الفداء القلقشندي الأصل المقدسي الشافعي سبط الصلاح العلائي وأخو عبد الرحيم والتقي أبي بكر ووالد عبد الكريم وأبي الخير المذكورين وكذا أبوهم في محالهم ويعرف بالزين القلقشندي. ولد في أوائل سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة ونشأ ببيت المقدس فأخذ عن أبيه وغيره وأحب الحديث وتوجه لطلبه وسمع من خاله الشهاب بن العلائي وجماعة، وارتحل لدمشق فاستمد من الشهاب بن حجي وأخذ عن جماعة من الشيوخ الكثير رفيقاً لشيخنا وغيره وكذا سمع بنابلس وغيرها، وقدم القاهرة غير مرة منها في سنة وفاته وأسمع حينئذ بها ولده من جماعة وأفاد حينئذ أن الشهاب الواسطي سمع من الميدومي وأن له بالقاهرة عشر سنين فتنبه شيخنا وغيره وله وأكثر الخلق عنه فكان ذلك في صحيفته؛ وكتب الطباق بخطه، قال شيخنا وكان حسن الخط والعقل حاذقاً فاضلاً نبيهاً صار مفيد بلده في عصره. قلت بل كان علامة حسن الشكالة متحركاً كيساً جيد النظم شهماً غاية في الكرم بلغني أنه سئل في لوح صابون أو قطعة فأعطى السائل ديناراً وحلف أنه لا يملك غيره؛ درس وأفتى وحدث وخطب بالاقصى ودرس بالطازية والخاصكية والميمونية والقشتمرية والكريمية والملكية وأعاد بالصلاحية وصار مفتي بيت المقدس وكان العز القدسي يتكلم فيه فيما قيل وهو المنتدب في بلده للهروي وأشار على المصريين بعدم الاتفاق معه على آية أو حديث لأنه أحفظ الناس بل يأخذونه على غفلة، ومن تصانيفه جزء تكلم فيه على الفاتحة وتعليق على البخاري مفيد وقصيدة عارض بها بانت سعاد أولها سيف الجفون على العشاق مسلول سمعها منه شيخنا الزين رضوان وأثنى عليه وكذا سمع منه الحافظ ابن موسى والموفق الأبي ومما سمعاه منه مقطوع لعلي بن أيبك الدمشقي. مات بعد رجوعه من القاهرة ببلده في ذي القعدة سنة ست وعشرين ولم يبلغ الخمسين ودفن عند أسلافه بماملا وشيعه خلق وكان ابتداء مرض موته طلعت له بثرة في يوم عيد الفطر فعاده بعضهم يوم سلخ شوال فقال عمري خمس وأربعون فخمسة عشر مرفوع عني القلم وثلاثون سنة كل سنة بمرض يوم فمات مستهل ذي القعدة، قال شيخنا وأسفنا عليه، ومن نظمه وقد مات له ولد بالطاعون:

لقد مات مطعوناً بغـير جـريمة

 

صديق ولو شاءوا الفدا كنت أفديه

وكان صدوقاً للحديث من الصبـا

 

تقياً ومع هذا فقد طعنـوا فـيه

وقوله:

أتى الطاعون في سر إلينا

 

ولي ولد قد وفى بشرطه

تحرز منه خوفاً وهو طفل

 

فغافله وجا من تحت إبطه

وقوله:

بطعنة مات إبـنـي

 

وغاب عني بحسنـه

جاءت على رغم أنفي

 

أيضاً ومن خلف أذنه

وقوله:

قد كان ابني سكراً

 

وقد غدا مكفنـاً

وانـه مـسـير

 

لجنة فيا الهـنـا

وقوله في الشمس بن الديري:

يا شمس الدين اللّه يا واحداً

 

في عصره أفديه من واحد

فسر كتاب اللّه نلت المنى

 

لا تنكر التفسير للواحـدي

وقوله لما ولي الجمال بن جماعة الخطابة:

وخطابة الأقصى محاسنها بدت

 

لما أتى هذا الجمل البـاهـي

واستبشر المحراب بعد أن انحنى

 

بالعود لما قام عـبـد الـلّـه


330 - عبد الرحمن بن محمد بن المجد اسماعيل الزين الكركي ثم القاهري الحنفي والد الإمام إبراهيم الماضي ويعرف بالكركي. قدم من الكرك وهو صبيح الوجه فخدم بعض الطلبة ورغبه الطالب في حفظ القرآن وتدرب به في الميقات ونحوه بل كتب المنسوب ثم اتصل بخدمة الأتابك يشبك المشد وأقرأ مماليكه وأم به وكذا أذن واختص به حتى زوجه جارية جركسية من خدمه فاستولدها ابنه المشار إليه وباشر الرياسة بالجامع الطولوني وغيره وتنزل في صوفية الشيخونية قديماً وسمع فيها على الفوي والجمال عبد الله الحنبلي وغيرهما كشيخنا ومما سمعه على الأول التيسير للداني بقراءة الشمس محمد بن موسى بن عمران المقري في سنة سبع وعشرين بل سمع قبل ذلك في سنة اثنتي عشرة بها أيضاً على الشرف بن الكويك مسند أبي حنيفة للحارثي بقراءة الكلوتاتي وحج وزار، كل ذلك مع الخير والمواظبة على التلاوة والقيام والصفاء؛ ورأيت وصفه في الاجايز من غير واحد بالشيخ الصالح المقرىء المتقن المجود الحافظ فكأنه قرأ القراءات وربما حضر في مجلس السلطان حين كان ابنه القارىء للبخاري به ويجلس فوق الأكابر ويلبس خلعة بسمور أجاز في الاستدعاءات. مات في يوم الخميس رابع عشر رمضان سنة ثمانين وصلى عليه من الغد في محفل كبير مع غيبة ولده وقد جاز الثمانين رحمه الله وإيانا.
331 - عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن الحسين وجيه الدين بن الشيخ ناصر الدين أبي الفرج بن الزين المراغي الأصل المدني أخو محمد الآتي. ممن سمع مني بالمدينة.
 
332 - عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان الزين ويلقب بالجلال أيضاً أبو محمد وأبو الفضل بن أبي عبد الله السخاوي الأصل القاهري المولد والدار الشافعي الغزولي والد المؤلف وأخويه وربما لقب بابن البارد. ولد تقريباً في سنة ثمانمائة أو قبلها بسنة وهو الأقرب بحارة البلقيني، ونشأ فحفظ القرآن عند الشمس السعودي وتدرب به في التجويد وحفظ العمدة والمنهاج وعرض على الولي العراقي والعز بن جماعة والبرهان البيجوري والشمس البرماوي وغيرهم ممن أجاز واشتغل في المنهاج عند الشهاب الطنتدائي والبيجوري ووصفه بالفاضل والشمس البوصيري وغيرهم وحضر عند الجلال البلقيني وهو الملقب له بالجلال والمكنى له بأبي الفضل لنكتة غريبة فإنه لما عرض عليه سأله عن اسمه فخفض رأسه وقبل يده ففهم من هذا موافقته له في الاسم وقال حينئذ لولا محبة والدك فينا ما سماك باسمنا فنحن لذلك نلقبك ونكنيك كلقبنا وكنيتنا، وطائفة وأخذ في النحو عن الحناوي والميقات عن بعضهم وسمع على شيخنا وغيره جملة بل سمع بعض مسلم على ابن الكويك وأجاز له في جملة سمعه أو بعضه عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي وخلق من أماكن شتى، وكتب على الزين بن الصائغ وتنزل في صوفية البيبرسية وفي غيرها من الجهات وتكسب كوالده بعد مدة في سوق الغزل على طريقة مرضية، وحج غير مرة وجاور معي قبيل موت بيسير واجتهد في الطواف والتلاوة والعبادة مع ضعفه؛ وكان فاضلاً حسن الفهم خيراً ديناً صادق اللهجة وافياً للعهد مؤدياً للأمانة متحرياً في الزكاة نصوحاً متواضعاً وصولاً لرحمه وذوي قرابته وقوراً ساكناً محباً في المعروف عديم الشر مديماً للجماعات سيما الصبح والعشاء كثير التلاوة معترفاً بالتقصير رقيق القلب سريع الدمعة لوناً واحداً ما لقيت أحداً من قدماء أصحابه كالزين قاسم الحنفي والسيد الجرواني النقيب وابن المرخم إلا ويذكر عنه كل جميل وإنه لم يكن يتوقف في اقراضهم لما يحتاجون إليه في نفقتهم وربما لا يسترجع ذلك وكان السيد يكثر في غيبتي وحضوري من قوله الأصول طيبة والفروع طيبة، ونحوه قول شيخنا العلمي البلقيني وأما الجلال أخوه فإنه لما قدم حجة الاسلام قام إليه واعتنقه وقال وكان أبوهما صالحاً. مات في الثلث الأخير ليلة تاسع رمضان سنة أربع وسبعين بعد توعكه مدة لم ينقطع فيها عن المسجد إلا نحو أسبوع لحرصه على ذلك وعلو همته فيه وصلى عليه من الغد برحبة مصلى باب النصر في مشهد لم أر بعد مشهد شيخنا مثله في الكثرة والسكون والخفر ثم دفن بحوش الصوفية البيبرسية عند أبيه وأخيه الآتي ذكرهما وكثر الثناء عليه وحاولني الزين قاسم الحنفي الذي كان يصفه بقوله إنه سكردان فيه كل ما تشتهي أن يقف على غسله فاستحييت وقلت له إنك كنت عنده بمكان فهو لا يسمح بهذا، ورؤيت له بعض المرائي الحسنة رحمه الله وإيانا وجزاه عنا أوفر الجزاء؛ وترجمته مبسوطة في المعجم.
 
333 - عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن رضوان الجلال أبو هريرة بن ناصر الدين المري - بالمهملة - المقدسي الشافعي أخو الكمال محمد وإبراهيم ويعرف كهما بابن أبي شريف، ولد في ليلة عاشر المحرم تحقيقاً سنة ثمان وستين وثمانمائة تقريباً وأمه تركية لأبيه وقدم مع أخويه القاهرة وحفظ في القرآن وبعض المنهاج واشتغل قليلاً وتردد إلي في ألفية الحديث فقرأ منها دروساً وكذا قرأ على الأبناسي والشمس السمنودي وآخرين وأذن له بعضهم في التدريس والافتاء، وكتبت له إجازة وصفته فيها بالشيخ الفاضل الأوحد الكامل البارع الفارع الجليل الأصيل المجيد السعيد الباهر الماهر الذكي الزكي ذو الفهم المجيد والسهم السديد والقريحة الوقادة والسجية المنقادة نخبة أقرانه والعلي الرتبة عند امتحانه صدر المدرسين خلاصة المريدين جلال الدين أبي هريرة وأنه قرأ قراءة بحث واستفاد وحث بما يبديه على الزيادة وتثبت وامعان وتلبث في التوضيح والبيان بحسب الامكان استظهرت بها على مشاركته في الفضائل واستبشرت بلحاقه في حسن فاهمته بالأوائل خصوصاً وقد اشتغل وحصل وعول على اعتماد أخويه فيما أجمل وفصل وتردد لمن شاء الله من الأعلام وتودد بمزيد التأدب وطيب الكلام ولذا لم أستكثر جلوس الطلبة بين يديه وتلقيهم بطيب النفوس عنه ما تحقق لديه فليتقدم لافادة الطالبين وللزيادة من المذاكرة مع المحققين فحياة العلم المذاكرة به مع من يتضح به المشتبه ولا يتأخر عن الجواب بما يعلمه للمسترشدين رجاء الفوز بحوز ثمرة هداية الضالين مصاحباً في ذلك كله للتحري والاتقان فهما من خير ما أوتي الانسان، إلى آخر ما كتبته.
334 - عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف بن إبراهيم ابن موسى وجيه الدين أبو الفرج بن الجمال أبي الطاهر الانصاري الذروي ثم المكي الشافعي ويعرف بابن الجمال المصري. ولد بمكة ونشأ بها وتفقه بالجمال بن ظهيرة وغيره وسمع على جماعة من شيوخ مكة والواردين إليها كابن صديق وأبي الطيب السحولي والابناسي والمجد اللغوي والتقي الزبيري والشهاب بن مثبت ومحمد ابن عبد الله البهنسي وأجاز له النشاوري وابن حاتم والمليجي والصردى وابن عرفة والغباث العاقولي في آخرين وتزوج ابنة عمه النجم المرجاني؛ وقطن مكة وأشغل الناس بها في الفقه واشتهر بمعرفته كما قاله شيخنا وتقدم ودرس وانتفع به جماعة وكتب بخطه الحسن الكثير كالروضة والمهمات، ودخل اليمن غير مرة للاسترزاق وكان ديناً خيراً طارحاً للتكلف زائد التخيل وله نظم كتب عنه التقي ابن فهد وغيره؛ وذكره المقريزي في عقوده ووصفه بالعلامة، وبرع في الفقه والعزل وله شعر. مات في رجب سنة أربع وثلاثين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله.
335 - عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الزين بن الشيخ الشمس التتائي المالكي نزيل البرقوقية. ممن سمع على شيخنا.
336 - عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن أحمد بن عبد الرحمن بن حميد بن بدران ابن تمام الزين بن العالم أقضى القضاة الشمس الأنصاري المقدسي الشافعي عم الشهاب أحمد بن محمد بن محمد بن حامد الماضي ويعرف بابن حامد وربما نسب لجده. ولد سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وأخذ عن أبيه وسمع على الميدومي المسلسل وجزء ابن عرفة وكذا سمع على الحافظ العلائي جزء الاستقامة تصنيفه وعلى ناصر الدين محمد بن محمد بن أبي القسم التونسي من أول مسلم إلى انتهاء الطلاق وعلى التاج الارموي وآخرين، ولقيه شيخنا فقرأ عليه وكذا حدثنا عنه التقي أبو بكر القلقشندي؛ وكان امام قبة الصخرة ببيت المقدس، ذكره المقريزي في عقوده باختصار، ومات في سنة سبع.
 
337 - عبد الرحمن بن محمد بن حجي بن فضل الزين السنتاوي ثم القاهري الازهري الشافعي والد محمد الآتي ويعرف بالسنتاوي. ولد في سنة سبع وعشرين وثمانمائة وحفظ القرآن ببلبيس والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو والحديث والشافية لابن الحاجب وقطعا من مختصرات كالخزرجية ولازم الشهاب الزواوي حتى كان جل انتفاعه به وأخذ عن القاياتي في الفقه وفي المعاني والبيان وغيرها وعن الجلال المحلي في الفقه وأصوله وغير ذلك وعن المناوي والعبادي في الفقه وأذنا له في الافتاء والتدريس، وكذا انتفع بالكافياجي والشرواني في فنون وبالزين طاهر في النحو والأصول وبالعلاء الرومي الحصني في الأصول والمعاني والبيان وغيرهما وبأبي الجود في الفرائض والحساب وأكثر عن الزيني زكريا بل رافقه وغيره في الأخذ عن شيخنا في الرواية حتى سمع عليه غالب ابن ماجه وبعض البخاري وأشياء في الدراية وكذا سمع على القاياتي والزين رضوان والعلاء القلقشندي والمنوي وابن الديري وتردد لدروسه أيضاً وختم البخاري في الظاهرية وطائفة، وتلقن الذكر من الشيخ مدين وصحب الغمري وبرع وصاهر المحيوي الدماطي على ابنته واستولدها ولده المشار إليه وأثكله فصبر كل ذلك مع سلوك طريق الاستقامة والتواضع والسكون والعقل؛ وتصدى للاقراء فأخذ عن الفضلاء وقرأ عليه الكمالي بن ناظر الجيش فارتفق به كما ارتفق باسكان يعقوب شاه المهمندار له بالبيت الذي أنشأه علو المسجد الذي جدده بجوار بيته؛ وحج مرتين وجاور بعد ذلك سنة وكان توجه لها صحبة الكمالي المشار إليه وبرز معه من مكة فجاور في المدينة مديدة وكان يقرأ عليه ورجعا فلم يلبث أن مات واستمر صاحب الترجمة بمكة بقية السنة وأقرأ الطلبة هناك وولي مشيخة الجوهرية المعينية بغيط العدة وقراءة الحديث بالتربة الأشرفية قايتباي بعد ابن الشهاب السجيني ودرساً بالبردبكية وغيره ذلك، وعرض علي صاحبه الزين زكريا قضاء دمياط بعد موت الصلاح بن كميل فقبله يوماً واحداً ثم ترك وعوضها لله باستقراره في مشيخة سعيد السعداء بعد الجمال عبد الله الكوراني بعد سعي جماعة كثيرين فيها حتى بالذهب من بعضهم وصار يطلع للتهنئة مع المشايخ وربما أنكر عليه جلوسه فوق من هو أعلى، ولكن طمحت نفسه إلى أعلى، وسمعت أنه كتب على كل من الزبد للبارزي وألفية ابن مالك واليوسفية شرحاً وأنه كتب على أسئلة السيد عبيد الله بن عفيف الدين الفقهية بل هو ممن أفتى في مسئلتي ابن الفارض وليس في الامكان، وسمعت من يستحسن كتابته ونعم الرجل. مات في سحر يوم الاثنين ثاني المحرم سنة ست وتسعين وصلى عليه في اليوم المذكور بالازهر بعد صلاة الظهر في مشهد حافل تقدم الناس الشافعي وشهد هو والاستادار وجماعة دفنه رحمه الله وإيانا.
 
338 - عبد الرحمن بن محمد بن حسن بن سعد بن محمد بن يوسف بن حسن تقي الدين أوزين الدين بن ناصر الدين بن البدر القرشي الزبيري القاهري الآتي أخوه محمد وأبوهما ويعرف كهما بابن الفاقوسي. ولد في ربيع الثاني سنة ست وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده عند الفخر الضرير وألفية ابن مالك وحضر دروس الغماري في النحو وحبب إليه علم التعبير وأدمن مطالعة كتبه والاجتماع بأهله فمهر فيه بحيث فاق العارفين فيه على قلتهم ومن بديع تعبيره قوله لمن قص عليه أنه رأى في إحدى يديه رغيفاً وفي الأخرى قرصاً وهو يأكل منهما أن له زوجة وهو يزني بابنتها فاعترف الرائي واستغفر وتاب، وكان قد اعتنى به أبوه فأحضره على ابن حاتم ثم اسمعه الكثير عن التنوخي وابن أبي المجد وابن الشيخة والحلاوي والسويداوي والقطب عبد الكريم الحلبي والعراقي والهيثمي وابن الملقن والصدر المناوي والمجد إسماعيل الحنفي والمحب بن هشام وحفيد أبي حيان والجمال العرياني في آخرين، وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي والشهاب ابن العز وخديجة ابنة ابن سلطان وابن أيدغمش وابن عرفة والكمال بن النحاس وابن الخراط وابن الهزبر وابن الموفق وابن يفتح الله والمجد اللغوي والشرف ابن المقرىء والنفيس العلوي وخلق من أماكن شتى في عدة استدعاءات أقدم ما وقفت عليه منها في سنة ثلاث وتسعين، وحدث بالكثير سمع منه الفضلاء حملت عنه الكثير وخرجت له ما علمته من مروياته في جزء؛ وقد حج وزار بيت المقدس ودخل الشام والصعيد وغيرهما وأقام مدة بزبيد بزي الجند ثم تحول لزي الفقهاء بعد وفاة أبيه لأمر اقتضاه وعرف بالخوض فيما لا يعنيه والتسارع لنقل ما لا خير فيه بحي أوذي بسبب ذلك وكذا عرف بالتعرض لأعراض الناس حتى صار ممن يتقي لسانه ولكن تناقص حاله في كل هذا أخيراً ولمحبته في إقبال الطلبة على السماع منه ألحق اسمه ببعض المرويات فلم يلتفت لالحاقه مع تصميمه ومكابرته، وما أخذ عنه كبير أحد بعد هاذ وإن كان الحفاظ ممن تقدم ما اعتمدوا مثل ذلك في اسقاط مثله لكون الاعتماد إنما هو على المفيدين عنهم كما بينته في مكان آخر. مات في يوم الثلاثاء خامس رمضان سنة أربع وستين ولم ينقطع سوى يوم أو يومين ودفن بتربتهم خارج باب النصر عفا الله عنه ورحمه وإيانا.
339 - عبد الرحمن بن محمد بن حسن بن علي أبو الفضل بن الشمس الحنفي الآتي أبوه. نشأ بالقاهرة في كنف والده فاشتغل وعقد الميعاد في زاويته في حياته ثم بعده ودار حوله بعض أتباع أبيه ومحبيه ولكنه لم يرتق لناموسه ووجاهته وأظنه ممن أخذ عن أبي العباس السرسي. مات في ذي الحجة سنة ثمان وستين بجزيرة أروى المعروفة الآن بالوسطي بعد مجيئه من الوجه البحري مريضاً وحمل منها بكرة الغد فصلى عليه ودفن بزاوية أبيه وبجانبه خارج قنطرة طقزدمر من سويقة السباعين عن أزيد من ستين ظناً وسماه بعض المؤرخين محمداً وهو غلط.
340 - عبد الرحمن بن محمد بن حسن المكسكي البريهي التعزي اليماني. قال شيخنا في إنبائه: أحد الفضلاء باليمن برع في الفقه وغيره ثم حج فلما رجع مات وهو قافل في ثالث المحرم سنة عشرين.
341 - عبد الرحمن بن محمد بن حمزة المدني الحجار. سمع على النور المحلي والجمال الكازروني.
342 - عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن موسى الزين بن الشمس الحمصي الشافعي ويعرف بابن زهرة بالفتح. ولد في رمضان سنة سبع وسبعين وسبعمائة بحمص ونشأ بها فحفظ القرآن وغالب المنهاج وألفية النحو، وعرض على جماعة وتنزل في طلبة النورية رفيقاً للحمصين وسمع على أبي إسحق إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم ابن حسن البعلي ويعرف بابن فرعون ختم البخاري بسماعه لجميعه على الحجار؛ وحدث لقيته بحمص فقرأت عليه مسموعه وذكر لي أنه أحضر عند الزين بن رجب والشمس ابن مفلح وابن التقي الحنبليين ولكنه أعرض عن ذلك وباشر عند والده وكان جلداً قوياً. مات في شوال سنة أربع وستين.
 
343 - عبد الرحمن بن محمد بن سلمان - وسماه شيخنا سليمان سهوا - بن عبد الله الزين أبو الفضل ابن القاضي العلامة الشمس المروزي الأصل الحموي المولد الحلبي المنشأ الشافعي أخو الشمس محمد الآتي وأبوهما وابن أخت الجمال خطيب المنصورية ويعرف بابن الخراط. ولد ظناً سنة سبع وسبعين وسبعمائة بحماة وقدم مع أبيه حلب فنشأ بها واشتغل بالفقه عليه وعلى غيره وسمع بها ختم الاستيعاب على العز أبي جعفر أحمد بن أحمد بن محمد الاسحاقي؛ وتعانى الأدب فبرع وقال الشعر البديع الرائق وطارح الأدباء وأكثر من مدح الأكابر فراج أمره خصوصاً حين نادم نائب حلب جكم من عوض واختص به ومدحه بالقصائد الطنانة وعمل ألف حلب بعد أبيه وأضيف إليه ما كان معه من الوظائف وكذا ولي بعد ذلك في أيام المؤيد كتابة سر بطرابلس وكتب له توقيعه بها التقي بن حجة فعظمه جداً كما ذكره في باب التوجيه من شرح بديعيته ثم أعرض عنها وقطن القاهرة ومدح أيضاً ملوكها ورؤساءها فزادت وجاهته وقرر في كتاب الانشاء في أيام ناصر الدين بن البارزي ثم بعده وأضيف إليه بعد التقي بن حجة رياسة الانشاء، وصنف أشياء منها المعاني اليتيمة والمثاني الرخيمة؛ وكان إنساناً حسناً أديباً فاضلاً بارعاً في النظم والنثر غاية في اللطافة والكياسة وحسن الكتابة والسياسة ودماثة الأخلاق سليم الباطن معدوداً في أعيان الموقعين بديع النظم كثير المخترعات شديد النفور من الناس كتب الأئمة فمن دونهم عنه كثيراً من نظمه ونثره فكان ممن كتب عنه شيخنا وابن خطيب الناصرية وأثنى عيه وابن موسى المراكشي وقال له شعر رائق في الذروة كثير المخترعات، وكان لقيه له في حلب سنة خمس عشرة ومعه الموفق الأبي وهو القائل:

من قال أنا فقيه بشر لقد فشر

 

عندي جـلـود بـلا ورق

كتب عتـق مـن درسـهـا

 

قلبي احترق بنـار فـكـر

وهي ظريفة سمعها منه البرهان الحلبي بحلب في سنة ست وثمانمائة ومعظمها شيخنا قال وابن الخراط قد انخرط في سلك عمر الجندي في بليقته في الجندي التي أولها من قال ناجندي خلق لقد صدق قال شيخنا ولعمري أنه وإن كان جود الاتباع لكن الفضل للمتقدم، وقد كتبتها عن شيخنا ابن خضر بسماعه لغالبها من لفظ ناظمها؛ وطارح شيخنا بلغز بديع في بنكام أودعته في الجواهر مع جواب شيخنا وهو أبدع وكذا عمل لما جيء للأشرف برسباي بحينوس الفرنجي صاحب قبرس مأسوراً قصيدة امتدحه بها أنشدها من لفظه بحضرة أعيان الدولة وخلع عليه ولما أرسل أهل المغرب بطلبة نجدة من الأشرف أجابهم أيضاً بقصيدة طنانة وقال إنه والله ما يقدر أحد أن يجيب بمثلها وإن شيخنا صدقه في مقاله إلى غير ذلك، ومن مقاطيعه قوله في مليح على شفته أثر بياض:

ولا والذي صاغ فوق الثغر خاتمه

 

ما ذاك صدق بياض في عقائقه

وإنما البرق للـتـوديع قـبـلـه

 

أبقى به لمعة من نور بـارقـه

وقوله في يوسف بن مالك:

ولما بدا بدر الدجى لابن مالك

 

تغشاه دون الصحب منه سناه

فقلت وقد آوى إليه أتنكـروا

 

إذا يوسف آوى إلـيه أخـاه

مات في مستهل المحرم سنة أربعين وقد جاز الستين؛ وممن ذكره المقريزي في عقوده وأنشد عنه قصيدة طنانة لامية يمدح بها ناصر الدين بن البارزي قال ونعم الرجل صحبني سنين وتردد إلي مراراً.
344 - عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن إسماعيل بن ناصر الدين أبو الفرج ابن التقي الكناني المدني الشافعي والد أبي الفتح محمد الآتي وسبط البدر عبد الله ابن محمد بن فرحون ويعرف بابن صالح. ولد بطيبة ونشأ بها فسمع من جده لمه قطعة جيدة من الأحكام الصغرى لعبد الحق ومصنفه الدر المخلص من التقصي والملخص ومسلسلات ابن مسدي ومن العز بن جماعة جزءاً له في قبا ومن أبيه والأمين بن الشماع وإبراهيم بن الخشاب وعبد الرحمن بن يعقوب الكالديني والزين العراقي قرأ عليه تخريج الاحياء له وفي شرحه للألفية والمجد اللغوي سمع عليه قطعة من مؤلفه الصلات والبشر في آخرين، وأجاز له في سنة خمس وستين فما بعدها ابن أميلة وابن الهبل والصلاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وأخوه الحسين والتقي البغدادي وابن القارىء وابن عقيل وابن كثير والأذرعي وجماعة وناب في قضاء المدينة عن قضاتها ثم استقل به من سنة اثنتين وتسعين إلى أن مات سوى ما تخلل ذلك من العزل غير مرة وكذا ولي بها الخطابة والإمامة، وكان مشكور والسيرة عفيفاً لكن مزجى البضاعة فيما قال شيخنا وأما غيره فوصفه بالفضل حدث قليلاً روى عنه ابنه والتقي بن فهد وأجاز لأبي الفرج المراغي حين عرض عليه. ومات في صفر سنة ست وعشرين بالمدينة وصلى عليه بالروضة ثم دفن بالبقيع، وترجمه شيخنا في إنبائه باختصار جداً، والمقريزي في عقوده وطوله.
345 - عبد الرحمن بن محمد بن صبيح المدني خادم الشيخ أبي الفرج المراغي وآل بيته. ممن سمع مني بالمدينة.
346 - عبد الرحمن بن محمد بن طولوبغا أسد الدين بن المحدث ناصر الدين السيفي التنكزي الدمشقي. ولد في ربيع الأول سنة ست وأربعين وسبعمائة بدمشق واعتنى به أبوه فأحضره على الحافظ الذهبي وأبي الفرج بن عبد الهادي والبهاء على بن العز عمر وعبد القادر بن القرشية وأحمد بن عبد الرحمن المرداوي وعبد الرحيم بن إبراهيم بن أبي اليسر وأبي بكر بن عبد العزيز بن رمضان وعبد الغالب الماكسيني ويوسف بن محمد بن نجم ومحمد بن إسماعيل بن الخباز وأخته زينب وعمتها نفيسة ابنة إبراهيم وفاطمة ابنة نصر الله بن محمد وفاطمة ابنة العز في آخرين الكثير، ومات أبوه قبل بلوغه سن السماع ولذا لم نر له شيئاً سمعه إلا حضوراً كما قاله الحافظ ابن موسى وأجاز له داود بن إبراهيم العطار ومحمد بن عمر السلاوي وعبد الحميد بن علي القرشي وخلق؛ وحدث بالكثير وانفرد وحمل عنه الأكابر بل ألحق الاصاغر بهم، وممن لقيه بدمشق ابن موسى والأبي فأكثرا عنه وأكثر عنه أيضاً الشهاب بن زيد ولقيه شيخنا بمكة في سنة أربع وعشرين وقد أسن فأخذ عنه أشياء وكذا استجازه شيخنا ابن خضر وابن قمر بإفادته وسمع عليه التقي بن فهد وبنوه. ومات في ذي القعدة سنة خمس وعشرين بدمشق وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
347 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن علي القاضي زين الدين وجلال الدين أبو زيد بن أبي عبد الله بن قاضي الجماعة أبي زيد العدناني التونسي المغربي المالكي ويعرف بابن البرشكي - بكسر الموحدة والمهملة ثم معجمة ساكنة تليها كاف. ذكره شيخنا في أنبائه فقال: صاحبنا المحدث الرحال الفاضل أخذ ببلاده عن وجماعة وأجاز له التنوخي، ورحل إلى المشرق قديماً في سنة ست عشرة فحج وحمل عن المشايخ قال وكان حسن الأخلاق لطيف المجالسة كريم الطباع انتهى. وقد حج قاضياً على ركب المغاربة سنة خمس وعشرين وسمع من لفظ شيخنا في البخاري وسمع في سنة سبع وعشرين على النور الفوي من لفظ الكلوتاتي سنن الدارقطني بفوت يسير وجمع جزءاً سماه طرد المكافحة عن سند المصافحة وحدث به سمعه منه الفضلاء، وممن روى عنه التقي بن فهد وكذا العفيف الناشري. مات في سنة تسع وثلاثين هو وزوجته ابنة الفاسي وولده منها، وقد قرأت بخط ابن حسان نقلاً عن شيخنا ما نصه: قول البرشكي إن القبابي سمع جميع صحيح مسلم على البياني لا يعتمد فإنه مع ذكائه وحسن خلقه سريع التصديق للمحالات جربنا عله ذلك في أشياء فلعله تلقى ذلك ممن لا يوثق به فجزم به كما جرت عادة الصالحين ولو لم يكن في تقوية ذلك فيه إلا ما صنعه في المعمر الذي كذب أو كذب عليه في المصافحة انتهى. وأشار بآخر كلامه إلى مصنفه طرد المكافحة.
 
348 - عبد الرحمن ابن مؤلفه محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان السخاوي الأصل القاهري. مات في ذي الحجة سنة خمس وسبعين في طفوليته عوضه الله وإيانا الجنة.
349 - عبد الرحمن بن القاضي أبي عبد الله محمد بن القاضي ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن إسماعيل الكناني المدني الشافعي الماضي جده قريباً والآتي ولده المعين محمد. سمع على أبي الفتح المراغي وأخذ عن عمه أبي الفتح بن صالح والابشيطي وغيرهما وناب في الخطابة والإمامة وأكثر من السفر لدمشق والقاهرة وغيرهما ويقال إنه غير محمود الطريقة. مات بعد سنة سبع وثمانين.
350 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر المليجي الأصل القاهري أخو محمد الآتي وأبوهما وباشر على أوقاف الأزهر وتكسب بالشهادة؛ رأيته بالقاهرة في سنة تسع وثمانين.
351 - عبد الرحمن بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الوجيه أبو زيد الحسني الفاسي الأصل المكي المالكي الآتي أبوه وأخوه أبو الخير. ولد في ربيع الأول سنة عشر بمكة وحفظ القرآن وأربعي النووي والعمدة والرسالة وسمع على الزين المراغي وابن سلامة وابن طولوبغا وابن الجزري وشيخنا في آخرين وأجاز له الشرف بن الكويك والجمال بن الشرائحي وغيرهما وحضر الدروس ورحل مع والده وأخيه القاهرة في سنة ثلاث وثلاثين فأدركته المنية بها في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين بعد وفاة أبيه.
352 - عبد الرحمن بن الجمال أبي الخير محمد بن عبد القادر بن محمد بن علي القرشي العدوي الجراني المدني الحنبلي ويعرف بابن الحجار. سمع على ابن صديق مع أبيه.
353 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر أمين الدين أوزين الدين بن الشمس بن الديري المقدسي الحنفي أخو سعد وإبراهيم الماضيين والآتي أبوهم. ولد في شعبان سنة سبع عشرة وثمانمائة ببيت المقدس وانتقل في صغره سنة تسع عشرة مع أبيه إلى القاهرة فحفظ القرآن والكنز في الفقه والمنار في الأصول والحاجبية في النحو والتلخيص وبحث فيها فأخذ عن أخيه الفقه وأصوله والنحو والمعاني والبيان وعن العز عبد السلام البغدادي الاصول والنحو وعن الابشيطي النحو فقط في آخرين، وكتب الخط المنسوب وفضل وشارك بل وصف بالبراعة مع نظم ونثر بحيث عد في الأدباء وأثنى شيخنا وغيره على شعره، وناب عن أخيه في الفضائل بل درس في الفخرية بين السورين برغبة أخيه له عنه ثم رغب هو عنه للشمس الامشاطي وكذا ولي مشيخة المهمندارية بعد الشمس بن الجندي ونظر القدس والخليل والجوالي وغيرها من الوظائف هناك كوظيفة أبيه المعظمية ورام الاستقرار في نظر الاسطبل والجوالي بالقاهرة عوضاً عن أخيه البرهان حين رام هو الاستقرار في نظر الجيش فما تهيأ ذلك كله، وامتحن في سنة اثنتين وخمسين لكونه تخاصم هو ونائب القدس تمراز من بكتمر المؤيدي المصارع وبادر إلى إبراز السلاح فلامه الظاهر جقمق وتغيظ عليه بل وضعه في الحديد بتأليب أبي الخير النحاس ورسم به لسجن أولي الجرائم ولكن ما انفصل عن جامع القلعة حتى خلص وبقي في الترسيم أياماً إلى أن ولي ابن محاسن أحد أتباع النحاس ثم بعد أن نكب ابن النحاس أعيد إلى نظر القدس والخليل حتى مات، وكان قوي الحافظة والذكاء رئيساً فصيحاً له ذوق في الأدب وحسن عشرة وشكالة ومكارم وإظهار للتجمل بحيث يكثر الاستدانة بسببه مع طيش وخفة أدت لما حكيته سيما وأمه أم ولد، زائد الاطراء لنفسه والزهو اجتمعت به في شعبان سنة اثنتين وخمسين وكتبت عنه قوله:

لا تعجبوا من خاله إذ بـدا

 

وازداد لطف الخد من أجله

فكاتب الحسن غدا حـاذقـاً

 

قد جود النقطة في شكلـه

إلى غير ذلك. ومات في ذي الحجة سنة ست وخمسين ببيت المقدس عفا الله عنه، وللعلاء بن اقبرس حين سعى صاحب الترجمة في كتابة السر بعد الكمال بن البارزي.

أقول لمن وافى إلـى الـقـدس زائراً

 

وصلت إلى الأقصى من الفضل والخير

تقـرب إلـى مـولاك فـيه عـبـادة

 

وبع بيع الرهاين وابعد عـن الـديرى

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن صالح. في ابن ذي النون.
354 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن ابن عبد الله أبو الفرج الناشري أخو الطيب الماضي. ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وأخذ عن أبيه وأخيه القاضي عبد الله وغيرهما وعكف بأخرة على جامع المختصرات للنسائي بحيث انفرد في اليمن بمعرفته ونكت عليه وعلى شرحه لمؤلفه بتعقبات جيدة من الروضة وأصلها إلحاق ما تركه من قيد أو شرط مع اعترافه بأنه لم يؤلف في المذهب مثله واستمر إلى أن انتهى للأيمان فأدركته المنية ولخص كتاب البركة؛ وحج في سنة ثمانمائة ثم عاد وأخذ عنه العلم جماعة، وولي خطابة جامع الكدراء وناب في الأحكام بها عن أخيه ثم نقل لقضاء القمحة ودام بها حتى مات في رمضان سنة ست وعشرين ودفن عند جده؛ وكان ذا فهم ثاقب وذكاء فائق متضلعاً من الفقه والحديث والحساب والتفسير والفرائض والنحو واللغة والعروض، وله شعر جيد فمنه في معرفة البريد والفرسخ والميل قوله:

ربع البريد الفرسخ الميل ثلاثة

 

وألفان خطواً ثم ألفان ميلنـا

وله أولاد ذكر من شاء الله منهم في محالهم.
355 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هادي بن محمد السيد صفي الدين أبو الفضل بن النور الحسيني الايجي ثم المكي الشافعي أخو العفيف محمد الآتي. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بايج من بلاد العجم وأمه ابنة الشيخ الصالح المقتفي لآثار السلف الشرف محمود بن أبي بكر بن كمال الدراكاني القري الشيرازي الشافعي ابن أخت ناصر الدين أنس الذي أخذ عنه السيد العلاء بن العفيف أخي صاحب الترجمة ونشأ الصفي بايج وسمع الحديث من والده وعنه فيما قيل أخذ العلوم وكذا أخذ يسيراً عن التاج الفاروثي والعماد الفالي وبخراسان عن السيد الجرجاني وفيه نظر والزين الحاتمي وجلال الدين يوسف الحلاج ومن شيوخه في التصوف والده والزين الخوافي وبه تخرج ولامه كثيراً واسترشد منه والركن الخوافي أحد الجامعين بين علمي الظاهري والباطن والسيد سعد الدين أحمد بن عبد الوهاب القوصي وغيرهم وروى حكاية المختطف عن أبي بكر ابن أيوب واجتمع في هرموز بالفخر أحمد السجستاني؛ وكان حجة الصوفية في زمانه بحيث وصفه الخوافي بنقاد المتصوفة وأجاز له في استدعاء مؤرخ سنة ثلاث وتسعين التنوخي وابن فرحون وابن صديق والزين العراقي والبلقيني وابن الملقن وخلق منهم المجد اللغوي، ودخل الشام وحلب واجتمع بعلمائها وهم بدخول مصر فما أمكن، وحج ست حجات وجاور مرتين في كل من الحرمين وزار بيت المقدس وأخذ عنه جماعة منهم ابن أخيه العلاء محمد واشتدت عنايته بملازمته حتى كان يرجحه على أبيه العفيف خطاً ولفظاً ويقول كان انتفاعي به أكثر وارتباطي بفنائه أغزر والطاوسي وقال فيه صاحب الكشف والالهام الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر صاحب الشريعة والحقيقة ومن لم أجد مثله ومثل أخيه في تلك الطريقة ولقيه غير واحد من أصحابنا وتورع بأخرة عن الرواية والاذن فيها لكن ذكر لي ابن أخيه أنه استجازه لنا، وكان ذا زهد وورع وانجماع واتباع للسنة وكرامات جليلة ومداومة على التلاوة وشهود الخمس مع الجماعة حتى بعد كبر سه واستيعاب ما بين المغرب والعشاء بالصلاة بحيث لا يتعشى دائماً إلا بعد صلاة العشاء صوماً كان أو فطراً وصوم السنة إلا شهراً واحداً حتى لا يدخل في صوم الدهر وصنف في اعتقاد أهل السنة رسالة وعمل على منازل السائرين وغيره حواشي ونظم القليل فمن ذلك قوله:

ألا يا نفس ويحك لا تنامي

 

فكم نوما يورث من ملام

وقوله:

يا عازماً نحو الحبيب هناكا

 

قبل يديه إذا وصلت هناكا

مات في ظهر يوم الجمعة قبل صلاتها ثالث عشر جمادى الأولى سنة أربع وستين بمكة وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة جوار مصلب بن الزبير وكان قدم مكة قبل بيسير في ربيع الأول ورثاه ابن أخيه العلاء بعدة مراث رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته، وعندي في ترجمته من التاريخ الكبير والمعجم زيادات.
356 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فرحون البدر بن المحب أبي عبد الله اليعمري المدني المالكي أخو عبد الله الآتي ويعرف بابن فرحون. سمع نسخة أبي مسهر على العلم أبي الربيع سليمان السقا.
357 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد الزين أبو ذر بن الشمس بن الجمال بن الشمس المصري الحنبلي المذكور أبوه في المائة الثامنة ويعرف بالزركشي صنعة أبيه. ولد في سابع عشر رجب سنة ثمان وخمسين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمحرر الفقهي وأخبر أنه عرضه على البهاء بن أبي البقاء وابن التقي السبكيين والسراج الهندي والجمال الاسنوي وقاضي الحنابلة ناصر الدين نصر الله بن أحمد الكناني والزين العراقي وأكمل الدين الحنفي ويحيى الرهوني وأنهم أجازوه وتفقه بنصر الله المذكور وغيره وقرأ في العربية على البرهان الدجوي وغيره ثم ارتحل إلى دمشق قبل الفتنة فأخذ الفقه أيضاً عن الزين بن رجب وقاضي الحنابلة الشمس بن التقي وحضر عند الزين القرشي وأجاز له الجلال نصر الله البغدادي والد المحب بالافتاء والتدريس، ودخل نابلس واسكندرية ودمياط والصعيد وغيرها وزار بيت المقدس والخليل، وحج قبل القرن وبعده وناب في القضاء قديماً ثم ترك؛ وكان أبوه أسمعه في صغره كثيراً لكن لما مات حصلت لهم كائنة فذهبت أثباته في جملة كتبه ثم ظفر الشهاب الكلوتاتي بسماعه لصحيح مسلم سنة خمس وستين في نسخة سعيد السعداء على الشمس محمد بن إبراهيم البياني فأرشد الناس إليه حتى أخذه عنه الجم الغفير من الأعيان وغيرهم وألحق في ذلك الاحفاد بالأجداد، وفي الاحياء ممن سمع منه الكثير وكذا سمع على التقي بن حاتم وعلى الزين العراقي سنة اثنتين وثمانين الختم من أبي داود؛ واستقر في تدريس الحنابلة بالاشرفية برسباي أول ما فتحت من واقفها وبالشيخونية من الاسماع بها عقب المحب بن نصر الله وغيره وكان العز الكناني الحنبلي يحكي عنه ما يخدش في مروءته بل وبديانته وكذا كان العلاء بن المغلي يحبه كثيراً ويجله ويعتقد فيه الصلاح إلى أن شكا له أن بعض الأحداث اختلس له مالاً عظيماً فمقته العلاء وقل اعتقاده فيه وقال كنت أظنه فقيراً، ثم نزل به الحال جداً حتى استقر في الأشرفية فارتفق بها كثيراً؛ وكان إماماً متواضعاً جيد الذهن حسن الفضيلة مشاركاً بل أخبر أنه ابتدأ في تصانيف لم تكمل ولكنه استروح في آخر عمره خصوصاً وقد كان قل بصره حتى كاد أن يكف ومع ذلك لم يقطع المطالعة إلا من الخط الثخين ويستعين في الدقيق بغيره ثم تراجع إليه بعض بصره، وقد ترجمه شيخنا في إنبائه وقال كان يدري الفقه على مذهبه وصار في هذا الوقت مسند مصر مع صحة بدنه وضعف بصره. مات في ليلة الأربعاء ثامن عشر صفر سنة ست وأربعين بالقاهرة وذكره المقريزي في عقودة باختصار رحمه الله وإيانا.
358 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن نشابة الأشعري العريشي اليماني الشافعي الآتي أبوه. ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة وتفقه بأبيه وبأحمد مفتي مور وخلف والده، قال الأهدل أنه اجتمع به بعد الثلاثين بأبيات حسين وهو مفتي بلده ومدرسها وينوب في الحكم بها.
359 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الحضرمي العطار الفراش بالمسجد المكي جرده ابن فهد.
360 - عبد الرحمن بن محمد بن أبي عبد الله بن سلامة الماكسيني الدمشقي مؤذن جامعها ورئيسه كأبيه. سمع على ابن أبي التائب وعلى الزين عبد الغالب بن محمد الماكسيني مشيخته وغيرهما وحدث قال شيخنا أجاز لي غير مرة؛ ومات في جمادى الأولى سنة إحدى، وتبعه المقريزي في عقوده ورأيت من سمى جده محمداً.
361 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك بن الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن محمد الزين أبو الفرج القرشي البكري المرجاني الأصل المكي المالكي. سمع بالقاهرة على الشرف بن الكويك والشمس الشامي والزراتيتي في آخرين كالشهاب بن ظهيرة وذكره ابن فهد وأرخ وفاته بمكة في حادي عشر شعبان سنة سبع وثلاثين وبيض له البقاعي وأثبته الزين رضوان فيمن يؤخذ عنه.
 
362 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الناصر بن هبة الله بن عبد الرحمن - واختلف فيمن بعده - التقي أبو محمد القرشي الزبيري المحلي ثم القاهري الشافعي والد الصدر محمد ويعرف والده - وكان من أكابر أهل المحلة ترجمته في ذيل الاقراء - بابن تاج الرياسة وهو بالزبيري نسبة إلى الزبيرية قرية من قرى المحلة كما كتبه السراج بن الملقن بخطه في عرض الجمال عبد الله بن التقي هذا وسمعه منه شيخنا لا إلى الزبير بن العوام مع إملاء ولده الصدر لهم نسباً إليه فالله أعلم. ولد في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة تقريباً كما قاله شيخنا في معجمه وقال في إنبائه أنه قرأه بخط من يثق به ولكنه قال في القضاة سنة إحدى وأربعين بالمحلة ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه وغيره ثم قدم القاهرة فاشتغل وتفقه بجماعة وقرأ القراءات على أبيه وسمع أبا الفرج بن عبد الهادي والميدومي؛ وصاهر الموفق عبد الله الحنبلي على ابنته وتدرب في التوقيع حتى مهر في الشروط والسجلات وفاق في ذلك وجلس مع الموقعين مدة طويلة وسجل على القضاة بل ناب في القضاء دهراً في عدة من الضواحي عن العز بن جماعة وكذا عن البدر بن أبي البقا في القاهرة وغيرها ثم استقل به على حين غفلة في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وسبعمائة حين غضب السلطان على الصدر المناوي وحضر الصالحية على العادة ثم صار يلازم الجلوس في قاعة الحكم منها كل يوم ويخرج لبيته المجاور للصالحية من باب سرها فأقام سنتين وشهراً وأياماً، وحسنت مباشرته لعفته وتمام معرفته وكثرة تأنيه وتواضعه بحيث لم يذمه أحد؛ ثم صرف في منتصف رجب سنة إحدى وثمانمائة وتعطل لاخراج ما كان معه من الجهات التي لا تليق بولايته وتعذر مباشرته بعد صرفه للنيابة فضلاً عن التوقيع وقلة وظائفه بحيث لا تتحصل له كفايته منها، ودام خموله إلى أن سمح له الجلال البلقيني بتقريره في الصالحية والناصرية فارتق بهما يسيراً وكان يمشي من بيته فيدخل الصالحية لالقاء الدرس ثم يخرج من باب سرها إلى الناصرية لالقاء الدرس بها أيضاً ثم يرجع؛ ورام الناصر فرج غير مرة أن يعيده للقضاء لما طرق سمعه من الثناء عليه وشكر مباشرته والجلال يجتهد في إبطال ذلك، وقد كتب في أيام عطلته كثيراً من كتب العلم كالروضة والمهمات ركائه لضيق حاله عن شراء الورق كان يكتب في أوراق التقاليد والمراسيم وما أشبهها مع كون خطه تعليقاً، بل صنف شرحاً على التنبيه كتب منه قطعة وعمل تاريخاً ينقل منه شيخنا في الحوادث والتراجم؛ وقد حدث باليسير حمل عنه شيخنا وغيره كالتقي الشمني المسلسل والجزء الأخير من ثمانيات النجيب وغير ذلك. ومات وقد هرم في مستهل رمضان سنة ثلاث عشرة عن ثمانين سنة ودفن بتربة الصوفية خارج باب النصر. وذكره المقريزي في عقوده وأبوه مذكور في المائة قبلها ممن قرأ على أبيه فالتقي من بيت علم رحمه الله وإيانا.
363 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد الوجيه بن الجمال حفيد العفيف اليافعي الأصل المكي الآتي أبوه وجده. ولده في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين بمنى وحفظ ألفية النحو وعرضها على أبي حامد بن الضياء في سنة أربع وأربعين، ودخل الهند وأثرى لاعتقادهم في سلفه ثم عاد لمكة حتى مات بها في صفر سنة ثمان وسبعين عفا الله عنه. أرخه ابن فهد.
364 - عبد الرحمن بن محمد بن عثمان وجيه الدين البربهاري الأصل المكي العمري نسبة لعمل العمر الحنفي ويعرف بابن عثمان. ممن أخذ عني بمكة واشتغل قليلاً واختص بصاحبنا النجم بن فهد ودخل الشام ومصر وغيرهما ومن شيوخه في الشام حميد الدين لازمه وتكسب بالعمر وتنزل في دروس يلبغا وغيره. مات بمكة في رمضان سنة اثنتين وثمانين.
 
365 - عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر المصري الشافعي حفيد النور الأدمي وأخو علي الآتيين ويعرف بابن الأدمي. ولد في أوائل سنة أربع وأربعين وثمانمائة بالدوادارية النجمية من الصحراء؛ ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج والألفية وجمع الجوامع، وعرض على جماعة ولازم الجوجري في شرح البهجة وقرأ ربعها الأخير؛ وكذا قرأ عليه شرحه لعمدة ابن النقيب وسمع شرحه لقصيدة البوصيري الهمزية وقرأ متن البهجة على ابن قاسم وأخذها تقسيماً عن الفالاتي وأذن له كل منهما في الاقراء زاد ثانيهما والافتاء وسمع على الشريف النسابة صحيح مسلم والسنن الكبرى للنسائي وكذا سمعهما على غيرهما وسمع مني بعض التصانيف وتكسب بالشهادة بل ناب في القضاء ببعض القرى؛ وسافر لمكة في البحر غير مرة وتزوج سبطة الخالة ابنة النور الكريدي وسافرت هي وأمها معه فلم يحصل لها راحة وتوجه لسواكن وتلك النواحي ودامت مدة بغير نفقة ولا مفنق إلى أن ملت ففسخت عليه؛ وليس بمحمود المعاملة وهو إلى الآن في أثناء سنة تسع وتسعين بتلك النواحي وجاءت كتبه فيها يستدعي سند الشيخ محمد الفوي بلبس الخرقة لكونه لبسها منه كأنه تمشيخ.
366 - عبد الرحمن بن أبي البركات محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي. أجاز له في سنة ست وثلاثين وثمانمائة جماعة.
367 - عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر ابن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو محمد الناشري. حفظ القرآن في صغره وقام به في رمضان بصلاحية زبيد وغيرها، واشتغل في بدايته بالعلم وغلب عليه الشعر والأدب المستحسن مع قريحة جيدة وذهن صاف بحيث قال فيه العفيف الناشري أنه أشعر موجود في زمانه لعذوبة شعره وحلاوة منطقه وسهولة وضعه لا يظهر عليه تكلف أبداً؛ وأنشد له قصيدة أولها:

بجاه عريض الجاه والعالي الشان

 

محمد المختار من آل عـدنـان

ولم يؤرخ وفاته.
368 - عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أبي بكر الزيني القمني ثم القاهري الشافعي الكتبي. ولد في يوم الاثنين ثامن جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وسبعمائة بالقاهرة.
369 - عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الناصر الزين أبو محمد الصبيبي نزيل الحرمين، ولد سنة ثلاثين وسبعمائة بالصبيبة وسمع على العلائي الشفا وسباعيات عبد المنعم الفراوي وعلى خليل المالكي الجمعة للنسائي وعلى محمد بن محمد بن يحيى الخشبي وعبد الرحمن بن يعقوب الكالديني بعض العوارف للسهروردي وعلى ابن سبع والبدر بن فرحون صحيح البخاري رفيقاً للزين أبي بكر المراغي في سنة سبع وخمسين وسبعمائة بالمدينة؛ وروى عنه بالاجازة التقي بن فهد وابنه وهو في معجميهما ولم أقف على وقت وفاته.
370 - عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن يوسف بن محمد ابن يحيى بن عبد الرحيم الزين أبو هريرة بن الشمس أبي أمامة الدكالي الأصل المصري الشافعي ويعرف كأبيه بابن النقاش. ولد في ذي الحجة سنة سبع وأربعين وسبعمائة واشتغل بالعلم وحفظ المنهاج وأخذ عن البلقيني والابناسي فمن قبلهما وسمع بالقاهرة من ناصر الدين محمد بن إسماعيل بن الملوك والخلاطي والسنباطي والفخر العسقلاني والبيان فعلى الأول الصحيح بفوت وعلى الثلاثة بعده بعض الدارقطني وعلى الأخير مشيخته تخريج العراقي والزكاة لاسماعيل القاضي وكذا سمع على أبي الحرم القلانسي وآخرين بمكة من محمد بن سالم اليمني وأحمد بن النجم الطبري وبدمشق بعيد الثمانين من غير واحد بطلبه؛ وأجاز له الشهاب المرداوي وابن الخباز وآخرون؛ قال شيخنا في معجمه وولي وهو صغير تداريس تلقاها بعد أبيه وكذا الخطابة بجامع طولون وتكلم على الناس، وكان جزل الرأي كثير القيام في الحق يصدع بذلك في خطبه ومواعظه عالي الهمة شديد السعي والقيام مع من يقصده محباً في أهل الحديث منخرطاً في سلكهم عارفاً بأمر دنياه يتكسب غالباً من الزراعة ويبر أصحابه؛ وقد أجاز لأولادي في استدعاء محمد وسمعت من فوائده وكان يودني كثيراً، وقال غيره أنه درس وحدث وأفتى سنين وكان لوعظه تأثير في النفوس محبباً للأكابر محظوظاً منهم بل للناس فيه اعتقاد وحسن ظن مع النزاهة والديانة وعظم بأخرة في الدولة واشتهر ذكره. وقال شيخنا في إنبائه واشتهر بصدق اللهجة وجودة الرأي وحسن التذكير والأمر بالمعروف مع الصراحة والصدع بالوعظ في خطبه وصارت له وجاهة عند الخاصة والعامة وانتزع الخطابة المشار إليها من ابن البهاء السبكي فاستمرت معه، وكان مقتصداً في ملبسه مفضالاً على المساكين كثير الاقامة في منزله مقبلاً على شأنه عارفاً بأمر دينه ودنياه؛ قال وله حكايات مع أهل الظلم وامتحن مراراً ثم ينجو سريعاً بعون الله انتهى. وممن أخذ عنه من الحفاظ وغيرهم ابن موسى والزين رضوان والأبي وعرض عليه القضاء بمصر غير مرة فامتنع، قال المقريزي وكان أماراً بالمعروف نهاءً عن المنكر قوياً في ذات الله، وذكره العثماني قاضي صفد في آخر طبقاته فقال شاب حسن معيد الابناسي بمدرسة حسن وخطيب جامع طولون ثم ضرب عليه كأنه لصغره، وقال ابن قاضي شهبة: كان فقيهاً متصوفاً كثير الحط على الظلمة والمجاهرة لهم بالكلام القبيح ولم يكن في العلم بذاك إذ هو على قاعدة الخطباء، وكان ينسب إلى اعتقاد الحنابلة في آيات الصفات وأحاديثها، ومكتوب على قبره بوصية منه:

بقارعة الطريق جعلت قبـري

 

لأحظى بالترحم مـن صـديق

فيا مولى الموالي أنـت أولـى

 

برحمة من يموت على الطريق

ومات في يوم الخميس يوم عيد الأضحى عاشر ذي الحجة سنة تسع عشرة ودفن من الغد خارج باب القرافة على قارعة الطريق بوصية منه بعد أن صلى عليه بمصلى المؤمني في مشهد حافل كان ابتداؤه بالمصلى وانتهاؤه بباب القرافة تقدمهم الجلال البلقيني وصار كل من يمر بقبره يترحم عليه حتى قال بعض الناس كان صاحب حيل في حياته وبعد موته، وذكره المقريزي في عقوده وساق أبياتاً رثاه بها رحمه الله وإيانا.
371 - عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عقبة الوجيه المكي مهندس الحرم. كان خيراً ديناً يخدم الناس كثيراً في العمائر خبيراً بالهندسة والعمارة وباشر ذلك مدة ثم ترك واستفاد دنيا وعقاراً. مات في ذي الحجة سنة ست وعشرين بخيف بني شديد وقد بلغ السبعين. قاله الفاسي في مكة
372 - عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد بن عمر وجيه الدين بن الجمال البلبيسي الأصل المكي الحنفي هو الشافعي أبوه كما سيأتي ويعرف كهو بابن النحاس. ولد في ريع الثاني سنة سبع عشرة وثمانمائة بمكة، ونشأ بها فحفظ القرآن، وأربعي النووي باشاراتها والقدوري وألفية ابن مالك والملحة، وعرض على الأمين الاقصرائي وجماعة وقرأ في الفقه على أبي البقاء وأبي حامد ابني الضيا وفي النحو على ثانيهما والجلال المرشدي والقاضي عبد القادر وغيرهم، وسمع على أبي الفتح المراعي وطائفة وزار المدينة النبوية غير مرة وناب في القضاء ببلده، وتعانى التجارة فأثرى سيما من المعاملات ولم يكن فيها بالمرضى، وقد زوج القاضي عبد القادر ولده بابنته واستولدها قبل موته. مات في يوم الخميس ثامن عشري ربيع الأول سنة خمس وثمانين وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بتربتهم بالمعلاة وخلف تركة طائلة وابنتين وعاصبا ولم يحمد في وصيته عفا الله عنه.
373 - عبد الرحمن بن محمد بن علي الزين السروي المديني الشافعي. ممن قرأ علي في النخبة وشرحها واشتغل يسيراً وفم وانتدب لتعليم الابناء على خير وصلاح وحصل لبصره ضعف بل كف وهو من صوفية سعيد السعداء.
374 - عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن عبد الله الزين ابن الشيخ الدمياطي سبط الجمال يوسف العجمي ويعرف بابن الكعكي. ولد في خامس جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وحفظ القرآن واشتغل يسيراً وأجاز له ابن صديق وابن قوام وابن منيع والبالسي وفاطمة ابنة ابن المنجا في آخرين من الشاميين ولقيته برشيد فقرأت عليه أشياء، وكان خيراً ساكناً معتقداً محباً في العلم وأهله. مات بعد الستين.
375 - عبد الرحمن بن ناصر الدين محمد بن عوض الرهاوي المكي العطار بباب السلام. ممن كان يتوجه لجدة في موسمها؛ ومات بها في المحرم ظناً سنة تسع وسبعين وكان قد طلب حلتيتاً يستعمله لصرف الريح فجيء إليه بأفيون غلطاً فوضعه بمرق ثم شربه فكانت منيته وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها.
376 - عبد الرحمن بن الجمال محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله السلامي الطائفي الآتي أبوه. مات قبله بأيام في وباء كان بالطائف ونواحيه بالسلامة منه في العشر الأوسط من شعبان سنة ثلاث وأربعين. أرخه ابن فهد.
377 - عبد الرحمن بن محمد بن غانم ثم المكي واليها ومحتسبها ويعرف بابن غانم. ولي الحسبة من السيد أبي القسم بن حسن بن عجلان المأذون له في ذلك عوضاً عن المحب بن عز الدين في سنة ثمان وأربعين. ومات بمكة في صفر سنة اثنتين وستين.
378 - عبد الرحمن بن محمد بن فاضل بن عبد الرحمن الزين الجزائري المغربي المالكي نزيل رباط الموفق من مكة ويعرف بابن فاضل. شيخ فاضل مفنن قطن مكة ولازمني في المجاورة الثانية بها رواية ودراية، وكان خيراً. مات في ذي العقدة سنة إحدى وثمانين ودفن بمعلاتها ولم يقصر عن السبعين رحمه الله.
379 - عبد الرحمن بن محمد بن فتح الله ناصر الدين بن جمال الدين بن فتح الدين الشرواني الشافعي نزيل مكة. ممن سمع مني بمكة.
عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن سلامة الماكسيني. مضى فيمن جده أبو عبد الله.
380 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن شرف بن منصور بن محمود بن توفيق ابن محمد بن عبد الله الزين بن الشمس العجلوني الزرعي ثم الدمشقي الشافعي والد الولوي عبد الله واخوته ويعرف بابن قاضي عجلون لكون والده كان قاضياً مدة نائباً عن شيخه التاج السبكي وعزل مرة عنها بالاخنائي ثم عاد ثم لما خربت عجلون قدم دمشق وباشر عمالة وقف الحرمين ونظر الايتام والاوصياء فحمدت سيرته؛ قال التقي بن قاضي شهبة أخبرني أنه ولد وقت أذان المغرب من ليلة تاسع عشر شعبان سنة تسع وخمسين وسبعمائة واشتغل وسمع الحديث وحصل له بأخرة مرض كان يصلي لأجله قاعداً، وكان خيراً بشوشاً حسن الملتقى متودداً ذا مروءة. مات في ليلة الاثنين بعد العشاء ثاني عشر صفر سنة سبع وثلاثين وصلى عليه بالجامع الأموي تقدم الناس العلاء البخاري ودفن بالباب الصغير رحمه الله.
 
381 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي الزين بن الكمال إمام الكاملية، وحج مع أبيه وزار بيت المقدس والخليل وسمع هناك على التقي ابن فهد والتقي القلقشندي وتكرر حجه بعده ومجاورته سنين، واشتغل عند الزين زكريا والمسيري، وفهم بالنسبة لأخويه فهو أفهمهم ولما انتزع له جوهر المعيني مشيخة دار الحديث الكاملية من مستحقها شرعاً رتب هذا في القاء صورة درس وحضر معه العبادي والبقاعي وغيرهما ثم صار يستنيب إلى أن أعرض عنها بدراهم لابن النقيب وقيل: ما سرت من حرم غلا إلى حرم. وقد كثرت مجاوراته بمكة وتفاتن هو وأخوه أحمد وكان بمكة سنة ثمان وتسعين وكانت جل إقامته بها يمشي على عكاز أو نحوه لعارض اقتضاه ورجع مع الموسم وترك زوجته وابنه وأخوه ممن طلع مع الركب وتخلف سنة تسع وتسعين فلم يسأل عنهما، وبالجملة فهو أحسن من ذاك بكثير.
382 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن إبراهيم الزين الاسدي - نسبة لبني أسد - الدمشقي الشافعي والد عمر الآتي ويعرف بابن الجاموس. سمع على الجمال بن الشرائحي أمالي ابن سمعون ولقيه العز بن فهد فقرأ عليه يسيراً وكذا أخذ عنه غيره وأجاز، وكان كأبيه أحد شهود دمشق. مات سنة ثلاث وسبعين رحمه الله.
383 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الكريم السمنودي الأصل الدمياطي أخو أصيل الدين محمد الآتي. خلف أخاه في الاقامة بمسجد ابن قيم تحت المرقب في دمياط لجمع المريدين على ذكر الله ويذكر بخير.
384 - عبد الرحمن بن محمد بن الضياء محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي المكارم الحموي الأصل المكي. سمع بها من الجمال الأميوطي وابن صديق وآخرين ورافق التقي الفاسي بمصر والشام في السماع من جماعة، وقال في تاريخ مكة إنه كان حسن الأخلاق والصحبة كثير الاهتمام بحقوق أصحابه وخدمتهم كثير القناعة والعبادة. مات بمكة بعد علة طويلة يرجى له فيها الثواب الكثير في شعبان سنة خمس عشرة عن خمسين سنة فأزيد بيسير ودفن بالمعلاة.
385 - عبد الرحمن بن المحب محمد بن الشمس محمد بن علي بن محمد بن عيسى المصري الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن القطان. ممن سمع على شيخنا وغيره وتكسب بالشهادة وغيرها وفهم التركي لخلطته بجماعة منهم وتكلم في أوقاف الباسطية وتكرر سفره لأجلها للقرى وغيرها بل حج وجاور قليلاً وكتب هناك القول البديع وغيره من تصانيفي وسمع علي، وليس بمحمود في شهاداته ومباشراته. مات في البلاد الشامية إما سنة إحدى وتسعين أبو بعدها وأظنه قارب الخمسين عفا الله عنه.
386 - عبد الرحمن بن البهاء محمد بن المحب محمد بن علي بن يوسف الزرندي المدني أخو عبد الباسط الماضي وسبط الجمال الكازروني.
 
387 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد ابن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم ولي الدين أبو زيد الحضرمي من ولد وائل ابن حجر الاشبيلي الأصل التونسي ثم القاهري المالكي ويعرف بابن خلدون - بفتح المعجمة وآخره نون. ولد في أول رمضان سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة بتونس وحفظ القرآن والشاطبيتين ومختصر ابن الحاجب الفرعي والتسهيل في النحو وتفقه بأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحياني وأبي القسم محمد بن القصير وقرأ عليه التهذيب لأبي سعيد البراذعي وعليه تفقه وانتاب مجلس قاضي الجماعة أبي عبد الله محمد بن عبد السلام واستفاد منه وعليه وعلى أبي عبد الله الوادياشي سمع الحديث وكتب بخطه أنه سمع صحيح البخاري على أبي البركات البلقيني وبعضه بالاجازة والموطأ على ابن عبد السلام وصحيح مسلم على الوادياشي انتهى. وأخذ القراءات السبع إفراداً وجمعاً بل قرأ ختمة أيضاً ليعقوب عن المكتب أبي عبد الله محمد ابن سعد بن نزال الأنصاري وعرض عليه الشاطبيتين والتقصي والعربية عن والده وأبي عبد الله محمد بن العربي الحصاري وأبي عبد الله بن بحر والمقري أبي عبد الله محمد بن الشواس الزواوي وأبي عبد الله بن القصار ولازم العلاء أبا عبد الله الاشبيلي وانتفع به وكذا أخذ عن أبي محمد عبد المهيمن الحضرمي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الآبلي شيخ المعقول بالمغرب وآخرين، واعتنى بالأدب وأمور الكتابة والخط وأخذ ذلك عن أبيه وغيره ومهر في جميعه وحفظ المعلقات وحماسة الأعلم وشعر حبيب بن أوس وقطعة من شعر المتنبي وسقط الزند للمعري وتعلق بالخدم السلطانية وولي كتابة العلامة عن صاحب تونس؛ ثم توجه في سنة ثلاث وخمسين إلى فاس فوقع بين يدي سلطانها أبي عنان ثم امتحن واعتقل نحو عامين ثم ولي كتابة السر لأبي سالم أخي أبي عنان وكذا النظر في المظالم، ثم دخل الأندلس فقدم غرناطة في أوائل ربيع الأول سنة أربع وستين وتلقاه سلطانها ابن الأحمر عند قدومه ونظمه في أهل مجلسه، وكان رسوله إلى عظيم الفرنج باشبيلية فعظمه وأكرمه وحمله وقام بالأمر الذي ندب إليه، ثم توجه في سنة ست وستين إلى بجاية ففوض إليه صاحبها تدبير مملكته مدة؛ ثم نزح إلى تلمسان باستدعاء صاحبها وأقام بوادي العرب مدة ثم توجه من بسكرة إلى فاس فنهب في الطريق ومات صاحبها قبل قدومه ومع ذلك فأقام بها قدر سنتين، ثم توجه إلى الأندلس ثم رجع إلى تلمسان فأقام بها أربعة أعوام، ثم ارتحل في رجب سنة ثمانين إلى تونس فأقام بها من شعبانها إلى أن استأذن في الحج فأذن له فاجتاز البحر إلى اسكندرية، ثم قدم الديار المصرية في ذي القعدة سنة أربع وثمانين فحج ثم عاد إليها وتلقاه أهلها وأكرموه وأكثروا ملازمته والتردد إليه بل تصدر للاقراء بجامع الأزهر مدة ولازم الطنبغا الجوباني فاعتنى به إلى أن قرره الظاهر برقوق في تدريس القمحية بمصر ثم قضاء المالكية بالديار المصرية في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين فتنكر للناس بحيث لم يقم لأحد من القضاة لما دخلوا للسلام عليه مع اعتذاره لمن عتبه عليه في الجملة، وفتك في كثير من أعيان الموقعين والشهود وصار يعزر بالصفع ويسميه الزج فإذا غضب على إنسان قال زجوه فيصفع حتى تحمر رقبته، ويقال إن أهل المغرب لما بلغهم ولايته القضاء تعجبوا ونسبوا إلى المصريين إلى قلة المعرفة بحيث قال ابن عرفة كنا نعد خطة القضاء أعظم المناصب فلما وليها هذا عددناها بالضد من ذلك، وعزل ثم أعيد وتكرر له ذلك حتى مات قاضياً فجأة في يوم الأربعاء لأربع بقين من رمضان سنة ثمن عن ست وسبعين سنة ودون شهر ودفن بمقابر الصوفية خارج باب النصر عفا الله عنه، ودخل مع العسكر في أيام انفصاله عن القضاء لقتال تيمور فقدر اجتماعه به وخادعه وخلص منه بعد أن أكرمه وزوده؛ وكذا حج قبل ذلك في سنة تسع وثمانين وهو أيضاً منفصل عن القضاء ولازمه كثيرون في بعض عزلاته فحسن خلقه معهم وباسطهم ومازحهم وتردد هو للأكابر وتواضع معهم ومع ذلك لم يغير زيه المغربي ولم يلبس بزي قضاة هذه البلاد لمحبته المخالفة في كل شيء، واستكثر في بعض مراته من النواب والعقاد والشهود عكس ما كان منه في أول ولاياته وكان ذلك أحد ما شنع عليه به، وطلب بعد انفصاله في المحرم سنة ثلاث وثمانمائة إلى الحاجب الكبير فأقامه للخصوم وأساء عليه  
القول وادعوا عليه بأمور كثيرة أكثرها لا حقيقة له وحصل عليه من الاهانة ما لا مزيد عليه. وقد ولي مشيخة البيبرسية وقتاً وكذا تدريس الفقه بقبة الصالح بالبيمارستان إلى أن مات وتدريس الحديث بالصرغتمشية ثم رغب عنه للزين التفهني. وقد ترجمه جماعة فقال الجمال البشبيشي أنه في بعض ولاياته تبسط بالسكن على البحر وأكثر من سماع المطربات ومعاشرة الأحداث وتزوج امرأة لها أخ أمرد ينسب للتخليط فكثرت الشناعة عليه قال وكان مع ذلك أكثر من الازدراء بالناس حتى أنه شهد عند الاستادار الكبير بشهادة فلم يقبله مع أنه كان من المتعصبين له قال ولم يشتهر عنه في منصبه إلا الصيانة وأنه باشر في أواخر مراته بلين مفرط وعجز وخور يعني بحيث أنه سمع بعض نوابه وهو راكب بين يديه يتلو حين رؤيته بعض المؤرخين وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له فلم يرد على معاتبته وقال له وقد اعتذر النائب له بما لم يقبله منه إنما أردت أن تبلغ ذلك الجمال البساطي، قال البشبيشي كان فصيحاً مفوهاً جميل الصورة حسن العشرة إذا كان معزولاً فأما إذا ولي فلا يعاشر بل ينبغي أن لا يرى. وقال ابن الخطيب فيما حكاه عنه شيخنا: رجل فاضل جم الفضائل رفيع القدر أصيل المجد وقور المجلس عالي الهمة قوي الجأش متقدم في فنون عقلية ونقلية متعدد المزايا شديد البحث كثير الحفظ صحيح التصور بارع الخط حسن العشرة مفخر من مفاخر المغرب، قال هذا كله في ترجمته وهو في حد الكهولة ومع ذلك فلم يصفه فيما قال شيخنا أيضاً بعلم وإنما ذكر له تصانيف في الأدب وشيئاً من نظمه، قال شيخنا ولم يكن بالماهر فيه وكان يبالغ في كتمانه مع أنه كان جيد النقد للشعر؛ وسئل عنه الركراكي فقال عرى عن العلوم الشرعية له معرفة بالعلوم العقلية من غير تقدم فيها ولكن محاضرته إليها المنتهى وهي أمتع من محاضرة الشمس الغماري. وقال المقريزي في وصف تاريخه مقدمته لم يعلم مثالها وأنه لعزيز أن ينال مجتهد منالها إذ هي زبدة المعارف والعلوم ونتيجة العقول السليمة والفهوم توقف على كنه الأشياء وتعرف حقيقة الحوادث والأنباء وتعبر عن حال الوجود وتنبىء عن أصل كل موجود بلفظ أبهى من الدر النظيم وألطف من الماء مر به النسيم، قال شيخنا وما وصفها به فيما يتعلق بالبلاغة والتلاعب بالكلام على الطريقة الجاحظية مسلم فيه وأما ما أطراه به زيادة على ذلك فليس الأمر كما قال إلا في بعض دون بعض غير أن البلاغة تزين بزخرفها حتى ترى حسناً ما ليس بحسن، قال وقد كان شيخنا الحافظ أبو الحسن يعني الهيثمي يبالغ في الغض منه فلما سألته عن سبب ذلك ذكر لي أنه بلغه أنه ذكر الحسين بن علي رضي الله عنهما في تاريخه فقال قتل بسيف جده، ولما نطق شيخنا بهذه اللفظة أردفها بلعن ابن خلدون وسبه وهو يبكي، قال شيخنا في رفع الأصر ولم توجد هذه الكلمة في التاريخ الموجود الآن وكأنه كان ذكرها في النسخة التي رجع عنها، والعجب أن صاحبنا المقريزي كان يفرط في تعظيم ابن خلدون لكونه كان يجزم بصحة نسب بني عبيد الذين كانوا خلفاء بمصر وشهروا بالفاطميين إلى علي ويخالف غيره في ذلك ويدفع ما نقل عن الأئمة من الطعن في نسبهم ويقول إنما كتبوا ذلك المحضر مراعاة للخليفة العباسي، وكان صاحبنا ينتمي إلى الفاطميين فأحب ابن خلدون لكونه أثبت نسبهم وغفل عن مراد ابن خلدون فإنه كان لانحرافه عن آل علي يثبت نسب الفاطميين إليهم لما اشتهر من سوء معتقد الفاطميين وكون بعضهم نسب إلى الزندقة وادعى الالهية كالحاكم وبعضهم في الغاية من التعصب لمذهب الرفض حتى قتل في زمانهم جمع من أهل السنة، وكان يصرح بسبب الصحابة في جوامعهم ومجامعهم فإذا كانوا بهذه المثابة وصح أنهم من آل علي حقيقة التصق بآل علي العيب، وكان ذلك من أسباب النفرة عنهم، وقال في إنبائه أنه صنف للتاريخ الكبير في سبع مجلدات ضخمة ظهرت فيه فضائله وأبان فيه عن براعته ولم يكن مطلعاً على الأخبار على جليتها لا سيما أخبار المشرق وهو بين لم نظر في كلامه، قال وكان لا يتزيا بزي القضاة بل هو مستمر على طريقته في بلاده. وقال في معجمه: اجتمعت به مراراً وسمعت من فوائده ومن تصانيفه خصوصاً في التاريخ، وكان لسناً فصيحاً بليغاً حسن الترسل وسط النظم مع معرفة تامة بالأمور خصوصاً متعلقات المملكة؛ وكتب لي في استدعاء أجزت لهؤلاء السادة والعلماء  
القادة أهل الفضل والاجادة جميع ما سألوه من الاجازة، وكذا أثنى عليه الحافظ الافقهسي في معجم الجمال بن ظهيرة وهما ممن أخذ عنه وساق له شعراً وقال إنه باشر القضاء بحرمة وافرة، وقال العيني كان فاضلاً صاحب أخبار ونوادر ومحاضرة حسنة وله تاريخ مليح وكان يتهم بأمور قبيحة قال شيخنا كذا قال ومن نظمه في قصيدة طويلة جداً:

أسرفن في هجري وفي تعذيبي

 

وأطلن موقف عبرتي ونحيبي

وأبين يوم البين وقـفة سـاعةٍ

 

لوداع مشغوف الفؤاد كـئيب

للّه عهد الظاعنـين وغـادروا

 

قلبي رهين صبـابة ووجـيب

وعندي له تقريظ في أحمد بن يوسف بن محمد الشيرجي وكذا لنزول الغيث لابن الدماميني. وحكى لنا شيخنا الرشيدي من أحباره جملة وهو وغيره من شيوخنا ممن روى لنا عنه؛ وترجمه ابن عمار أحد من أخذ عنه بقوله الأستاذ المنوه بلسان سيف المحاضرة وسحبان أدب المحاضرة كان يسلك في إقرائه الأصول مسلك الأقدمين كالإمام والغزالي والفخر الرازي مع الغض والانكار على الطريقة المتأخرة التي أحدثها طلبة العجم ومن تبعهم في توغل المشاحة اللفظية والتسلسل في الحدية والرسمية اللذين أثارهما العضد وأتباعه في الحواشي عليه وينهر الناقل غضون إقرائه عن شيء من هذه الكتب مستنداً إلى أن طريقة الاقدمين من العرب والعجم وكتبهم في هذا الفن على خلاف ذلك وإن اختصار الكتب في كل فن والتعبد بالالفاظ على طريقة العضد وغيره من محدثات المتأخرين والعلم وراء ذلك كله؛ وكان كثيراً ما يرتاح في النقول لفن أصول الفقه خصوصاً عن الحنفية كالبزدوي والخبازي وصاحب المنار ويقدم البديع لابن الساعاتي على مختصر ابن الحاجب قائلاً أنه أقعد وأعرف بالفن منه وزاعماً أن ابن الحاجب لم يأخذه عن شيخ وإنما أخذه بالقول قال وهذا في فيه نظر. وله من المؤلفات غير الانشاءات النثرية والشعرية التي هي كالسحر التاريخ العظيم المترجم بالعبر في تاريخ الملوك والأمم والبربر حوت مقدمته جميع العلوم وجلت عن محجتها ألسنة الفصحاء فلا تروح ولا تحوم ولعمري إن هو إلا من المصنفات التي سارت ألقابها بخلاف مضمونها كالأغاني للاصبهاني سماه الأغاني وفيه من كل شيء والتاريخ للخطيب سماه تاريخ بغداد وهو تاريخ العالم وحلية الأولياء لأبي نعيم سماه حلية الأولياء وفيه أشياء جمة كثيرة وكان الإمام أبو عثمان الصابوني يقول كل بيت فيه الحلية لا يدخله الشيطان، وطول المقريزي في عقوده ترجمته جداً وهو كما قدمت ممن يبالغ في اطرائه ومدحه عفا الله عنهما.
388 - عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن التقي أبو زيد وأبو الفضل الحسني الفاسي ثم المكي المالكي. ولد في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بمكة وأجاز له الجمال المطري وأسمعه أبوه بالمدينة شيئاً من آخر الشفا على الزبير الاسواني وأجاز له، وكذا سمع من أبيه ولبس منه الخرقة كما أخبر بذلك كله، قال التقي الفاسي في تاريخه وسمع في الخامسة على أبيه الملخص للقابسي وعلى إبراهيم بن الكمال محمد ابن نصر الله بن النحاس أحاديث من مسند ابن عباس من مسند أحمد وعلي المحدث نور الدين الهمداني والشهاب الهكاري والتاج ابن بنت أبي سعد والعز ابن جماعة في آخرين منهم خليل المالكي وعليه وعلى موسى المراكشي وغير واحد تفقه، ولزم موسى مدة سنين وتصدى بمكة للتدريس والافتاء زيادة على ثلاثين سنة وانتفع الناس به في ذلك كثيراً، وكان جيد المعرفة في الفقه مشاركاً في غيره من فنون العلم حسن التدريس والفتيا جليل القدر له وقع في النفوس ذا ديانة وعبادة ومحاسن كثيرة سمعت منه وقرأت عليه الموطأ وغيره وانتفعت به في معرفة المذهب وهو ممن أذن لي في الافتاء والتدريس. مات في ليلة الأربعاء منتصف ذي القعدة سنة خمس بمكة ودفن بالمعلاة في قبر الشيخ أبي الكوط بوصية منه وكثر الأسف عليه لوفور محاسنه، وذكره شيخنا في إنبائه باختصار فقال إنه عنى بالفقه فمهر فيه ودرس وأفتى أكثر من أربعين سنة، وكان نبيهاً في الفقه مشاركاً في غيره، وكذا ذكره المقريزي في عقوده وأنه اجتمع به في سنة سبع وثمانين وأفاده.
389 - عبد الرحمن بن النور محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن أبي القسم وجيه الدين المزجاجي الزبيدي اليماني الآتي أبوه. أصلهم من الأشاعرة انتقل جدهم إلى المزجاجة وهي قرية بأسفل وادي زبيد - بكسر الميم - واستوطن هذا زبيد واشتغل بالعلوم حتى مهر في الفقه والأدب والتصوف ونصبه جده للمشيخة لما تحقق أهليته؛ وكان على طريقة حسنة. مات في سنة سبع وأربعين.
390 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي بن أيوب بن محمود ابن ختلو فتح الدين أبو البشري الحلبي المالكي أخو علي والمحب محمد الحنفي الآتيين والمحب الأكبر ويعرف كسلفه بابن الشحنة. ولد في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وسمع على الظهير بن العجمي والكمال بن حبيب وابن الصابوني ومما سمعه عليه سيرة الدمياطي وأخذ عن أبيه وأخيه والسراج الهندي وناب عن أخيه في قضاء الحنفية بحلب، وولي افتاء دار العدل ثم تحول بعد الفتنة العظمى مالكياً ولي قضاء المالكية بلده نيفاً وعشرين سنة لوم يتهن بذلك بل حصل له نكد لاختلاف الدول؛ وقدم القاهرة غير مرة. قال ابن خطيب الناصرية رافقته في القضاء وكان إنساناً حسناً عنده حشمة ومروءة وعصبية وهو صديقي وحبيبي وله نظم قليل فمنه:

يا سادتي رقوا لرقة نـازح

 

لفظته أيدي البعد عن أوطانه

واللّه ما جلتم بخاطر عبدكـم

 

إلا وفاض الدمع من أجفانه

وقوله:

لا تلوموا الغمام إن صب دمعاً

 

وتوالـت لأجـلـه الأنـواء

فالليالي أكثرن فينـا الـرزايا

 

فبكت رحمةً علينا السـمـاء

وأنشد من نظمه أيضاً قصيدة نونية. مات في ليلة السبت ثامن المحرم سنة ثلاثين بحلب ودفن بتربة اشقتمر خارج باب المقام؛ وذكره شيخنا في إنبائه وساق له المقطوع الثاني قال وهذا عنوان نظمه انتهى. وقد سمعته هو وغيره من نظمه من ابن أخيه وقال انه كان يستحضر الحكايات والنوادر وله نظم حسن قال وكان جل أمره العربية ولم يكن بذاك كذا قال.
391 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن يحيى الزين أبو الفضل بن التاج السندبيسي الأصل القاهري الشافعي والد المحب محمد الآتي ونزيل المؤيدية ويعرف بالسندبيسي. ولد كما كتبه لي بخطه سنة خمس وثمانين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً منها ألفية الحديث والسيرة للعراقي وعرض على جماعة واعتنى به أبوه وكان من أهل العلم فأحضره وهو في الثالثة على ابن الخشاب في شعبان سنة ثمان وثمانين مسند صهيب للزعفراني ووجدت في بعض الطباق المؤرخة بيوم عرفة سنة اثنتين وتسعين وصفه بأنه كان في الخامسة ولا يلتئم مع الذي قبله، وسمع بعد ذلك على ابن حاتم والتنوخي والصلاح الزفتاوي وابن الشيخة والابناسي والبلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والمجد إسماعيل الحنفي والغماري والمراغي والسراج الكومي والحلاوي والسويداوي والتاج بن الفصيح وناصر الدين نصر الله الحنبلي القاضي والفرسيسي والشرف بن الكويك في آخرين كابن الجزري، وأجاز له جماعة فمنهم من لم استحضر أنه سمع عليه المطرز والعزيز المليجي والشمس امام الصرغتمشية والقطب عبد اللطيف حفيد الحافظ الحلبي وأخوه عبد الكريم والعلاء بن السبع والشهاب الجوهري والتاج الخطيري والشمس الكفر بطناوي والشمس الاذرعي والتاج الصردي وابن المنفر والنجم البالسي والبدر النسابة وابن الميلق والبرشنسي والجلال نصر الله البغدادي الحنبلي والتقي الدجوي والفخر القاياتي والنور الهوريني وابن أبي المجد وأبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي والشهاب بن العز ومحمد بن محمد بن داود بن حمزة وأبو بكر بن أحمد بن عبد الهادي وأحمد بن محمد بن راشد القطان وأبو بكر بن محمد بن عبد الرحمن المزي وابن قوام والبالسي ومن المغاربة ابن عرفة وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد السلاوي الماغوسي وابن خلدون وأبو القسم البرزلي وأبو عمرو القيرواني وخلق كالمجد اللغوي، وهو مكثر سماعاً وشيوخاً؛ وتلا لأبي عمرو وابن كثير وعاصم على الشمس النشوي وبحث الشاطبية على الشمس الشطنوفي وأخذ علم التفسير عن الشمس بن الديري وولده السعد والجلال البلقيني وغيرهم والفقه عن البرهانين الابناسي والبيجوري ومما قرأه عليه شرح البهجة وتحرير الفتاوي وابتهج مؤلفهما بذلك وكان البرهان يقول هو شارح عظيم وربما نبه على ما حصل السهو فيه ومصنفهما الولي العراقي وأكثر عنه والشمسين البرماوي ومما حضره عنده تقسيم المنهاج والشطنوفي والنحو عن الشموس البوصيري والبرماوي والشطنوفي والعجيمي الحنبلي والبدر الدماميني والأصول عن الشمس البرماوي والعز بن جماعة ولازمه في العلوم التي كانت تقرأ عليه المعقولات وغيرها ومن شيوخه في الدراية أيضاً الكمال الدميري والصدر الابشيطي والزين الفارسكوري والشمس الغراقي والمجد البرماوي وطائفة وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض، ولازم شيخنا في أماليه وغيرها حتى حمل عنه شرح البخاري وكتبه بخطه وكذا كتب عنه غير ذلك وهو من قدماء أصحابه وممن عينهم للمؤيدية وانتقل حينئذ من سكنه بالظاهرية القديمة فسكنها وكانت أغلب إقامته بخلوة له فيها، وفضل وتقدم ودخل دمياط والمحلة، وحج وولي تدريس التفسير بالحسنية برغبة شيخنا له عنه والحديث بجامع الحاكم والفقه بالقراسنقرية عوضاً عن النووي على حفيد الولي العراقي؛ وحدث باليسير سمع منه الفضلاء حملت عنه أشياء بقراءتي وقراءة غيري وحضرت دروسه بجامع الحاكم وقصده الطلبة للاشتغال وصار أحد الأعيان، وكان إنساناً عالماً صالحاً خيراً ثقة متقناً بارعاً في فنون مع توقف فهمه متقدماً في العربية مشاركاً في كثير من الفضائل خبيراً بالكتب كثير التردد لسوقها وربما كان يتجر فيها مع التواضع والانجماع عن الناس والمشي على طريقة السلف والمبالغة في التحري بحيث أفضى إلى نوع من الوسواس خصوصاً في النية، مات بعد أن تعلل بالربو وضيق النفس مدة في ليلة الأحد سابع عشر صفر سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه من الغد في مشهد صالح ولما بلغته وفاة شيخنا ابن خضر وكان هو والمحلي من أخصائه قال لمن أخبره بها قتلتني، ورأى بعضهم شيخنا المشار إليه في المنام وهو واقف وسئل فقال أنتظر جنازة السندبيسي رحمهما الله وإيانا.
 
392 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن يحيى الشرف الواسطي ثم السكندري ثم العدني. ذكره شيخنا في معجمه فقال كان أبوه من المحدثين ونشأ هو تاجراً فدخل اليمن فاستوطنها ولقيته بها مراراً وكان حسن المفاكهة والنادرة أنشدنا كثيراً لغيره، وبلغني أنه مات سنة سبع.
393 - عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي الجزائري المغربي المالكي. ممن أخذ عن أبي القسم العبدوسي وحفيد ابن مرزوق والبرزلي والغبريني، وحج وأخذ عن الولي العراقي، وكان إماماً علامة مصنفاً اختصر تفسير ابن عطية في جزءين وشرح ابن الحاجب الفرعي في جزءين وعمل في الوعظ والرقائق وغير ذلك؛ ومات في سنة ست وسبعين أو في أواخر التي قبلها عن نحو تسعين سنة رحمه الله. أفاده لي بعض الفضلاء من أصحابنا المغاربة.
394 - عبد الرحمن بن محمد بن موسى المنوفي ثم القاهري الكحال على باب جامع قوصون. كان بارعاً في الكحل ازدحك عليه العامة فيه وراج أمره في ذلك جداً بل تلمذ له جماعة، وشيخه فيه علماً وعملاً السيد جلال الدين محمد بن النور على بن محمد التبريزي وكذا أخذ عن الشمس محمد القرشي عرف بتلميذ ابن قرصة، وبلغني أنه جرد من تجريد كشف الرين في الكحل شيئاً. مات في مستهل صفر سنة اثنتين وثمانين بعد أن تكسح ورعت السوداء ببدنه ولم يكمل الستين عفا الله عنه.
395 - عبد الرحمن بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن محمد بن يوسف بن أبي المعالي يحيى الشيباني والد عبد القادر الآتي وأخو أحمد الماضي ويعرف بابن زبرق.
396 - عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عبد الله الزين أبو الفرج بن الشمس ابن الجمال الكلسي الأصل الحلبي الحنفي سبط الفخر الرومي الحنفي. ولد بعد الستين وثمانمائة بحلب ولقيني بمكة فذكر لي أن والده كان مدرساً عالماً مفيداً وأن جده كان مقرئاً وأنه هو اشتغل على زوجه أمه، وكذا اشتغل بمكة حين مجاورته في النحو والصرف على بعض الشيرازيين، ولازمني حتى حمل عني الكثير وكتبت له إجازة أشرت لها في الكبير.
397 - عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عمر بن علي بن عمر بن أبي بكر وجيه الدين العلوي الزبيدي اليماني الحنفي والد عبد الله الآتي من بيت وجيه. ولد في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين؛ ذكره الخزرجي في تاريخه فقال ما ملخصه: كان فقيهاً لبيباً نبيهاً أريباً جواداً سخياً هماماً أبياً ممدحاً ذا نظر كثير في العوام ومشاركة في المنثور والمنظوم ترقى في الخدم السلطانية والمباشرات السنية، وعمل الحساد عليه حتى اعتقل في حبس عدن مدة ثم أطلق وازدادت جلالته مع تحريه في مأكله وملبسه وصدقته بحيث لا يتعدى ذلك غلة أرض له يملكها، وهو صاحب البديعية التي أودعها سائر الفنون من التجنيس والترصيع والترشيح والتوشيح والتصدير والتسهيم والتفسير والتتميم، وشرحها شرحاً وافياً، وابتنى بزبيد مدرسة في سنة خمس وتسعين وسبعمائة تحرى فيها وجعل فيها درساً للحنفية وآخر للشافعية، ولم يؤرخ وفاته. وذكره شيخنا في معجمه فقال: الفاضل لقيته بزبيد وسمعت من فوائده وناولني بديعيته التي عارض بها الحلي وكتب لي على استدعائه:

أجزت لسـيد الاخـوان طـرا

 

شهاب الدين ذي الفضل الرفيع

في أبيات. قلت قد قرأتها بخطه على الاستدعاء المشار إليه وهي:

راوية ما لنـا فـيه سـمـاع

 

من الأصلين أيضاً والفـروع

وجوهرنا الرفيع ومـا حـواه

 

من العلم الملقب بـالـبـديع

ومن سمى من السادات أيضاً

 

مجازاً مثل ما هو في الجميع

فأسأل من إله العرش عفـواً

 

يعم الكل في يوم الـرجـوع

ونفعاً للجميع بمـا ذكـرنـا

 

وحفظاً من لدى الرب السميع

وحمدي اللّه مبتدئي وختمـي

 

وأثنى بالصلاة على الشفعي


وكتب شيخنا تلو خطه: إنه من أعيان أهل زبيد وكانت له وجاهة ورياسة وهو شاعر ليس له سماع ولا رواية ولا دراية وقد اجتمعت به فرأيته عريض الدعاوي كثير الشقاشق قليل العلم إلى الغاية لكنه ينظم وهذا عنوانه وأشار بقوله وجوهرنا الرفيع إلى البديعية يعني المشار إليها قال وقد علقتها في بعض المجاميع هذا بعد أن صدر الاستدعاء بقوله المسؤل من إحسان سيدنا الشيخ العلامة سيد القضاة المعتمدين خاص خواص السلاطين لسان البلاغة ومعدن الفصاحة أوحد الاعلام جمال الاسلام شرف العلماء العاملين مات في سنة ثلاث أو أربع، وذكره المقريزي في عقوده باختصار وأنه مات في ربيع الأول سنة ثلاث.
398 - عبد الرحمن بن محمد بن يونس بن محمد بن عمر أبو الفضل بن المحب بن الشرف البكتمري الأصل القاهري شقيق أحمد ويحيى المذكورين ووالدهم وعمه السيف الحنفي. ولد في جمادى الثانية سنة أربع وسبعين وثمانمائة وحضر عندي في دروس الصرغتمشية بل عرض على الكنز في سنة تسعين.
399 - عبد الرحمن بن محمد الزين بن العلامة سعد الدين القزويني الجزيري - نسبة لجزيرة ابن عمر - البغدادي الشافعي ابن أخت نظام الدين الشافعي عالم بغداد ويعرف بالحلالي - بمهملة ثم لام ثقيلة - وبابن الحلال لحل أبيه المشكلات التي اقترحها العضد عليه. ولد في سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وأخذ عن أبيه وغيره ببغداد وغيرها وتفقه بخاله قاضي بغداد النظام محمود السديدائي، ودرس بالجزيرة وبرع في الفقه والقراءات والتفسير؛ وحج وقدم حلب لطلب زيارة القدس فزار ثم رجع إلى حلب وهو في سن الكهولة وظهرت فضائله، ودخل القاهرة في سنة أربع وثلاثين وأخذوا عنه ثم رجع إلى بلده فلم يلبث أن مات وذلك في سنة ست وثلاثين ظناً. قاله العلاء بن خطيب الناصرية دون تفقه بخاله واقتراح العضد فعن غيره قال واجتمعت به فرأيته عالماً بالفقه والمعاني والبيان والعربية وله صيت كبير في بلاده وكان عالمها، وكتب بخطه في سنة إحدى وثلاثين أنه يروي البخاري عن قاضي المدينة ولم يسمه عن الحجار والظاهر أنه الزين المراغي وأنه يروي أيضاً عن المحدث الشمس محمد الفنكي الشيرازي بروايته له عن العماد بن كثير بسماعه له على الحجار، وممن أخذ عن الحلال هذا الشهاب الكوراني نزيل الروم وقال إنه كان إماماً علامة مفنناً مفتياً، وكذا كتب عنه الجمال محمد بن إبراهيم المرشدي المكي حين مجاورته بها ما أودعته في الغرف وفي التاريخ الكبير؛ وترجمه بعضهم بأنه قرأ واشتغل وجد واجتهد حتى صار أحد أئمة الدنيا في المعقولات وحل المشكلات واقرائها وأنه قدم بيت المقدس في سنة خمس وثلاثين فأقام بها أربعة أشهر وعشرة أيام وصحبته الشهاب الكوراني تلميذه فحل له قطعة من الكشاف بالجامع الأقصى وتلا عليه الشيخ قاسم الحيراني المقرىء للسبع فقضى الناس له بالتفرد في العلوم وفي الجمع؛ وممن أخذ عنه في القراءات أبو اللطف الحصكفي المقدسي والسيفي أبو الصفا بن أبي الوفا فيما قاله وقال انه قرأ على فاطمة ابنة عبد الله الواسطي فالله أعلم. وانتفع به غير واحد، وكان الحوراني يرجحه على العلاء البخاري ويقول إن العلاء كالتلميذ له وقد اجتمعا ببيت المقدس في جنازة الياس فشوهد مصداقه وقصده أبو القسم النويري بأسئلة في علوم شتى فقال له الكوراني أنا من أصغر تلامذته وأنا أجيبك عنها ثم فعل، وبالجملة فكان فريداً في معناه ورجع إلى بلاده فأقام بها حتى مات في أثناء سنة سبع وثلاثين عن ثلاث وستين ولم تشب له شعرة؛ وكذا أخذ عنه ناصر الدين عمر المارينوسي حتى ارتقى وفارقه لبلاد الروم فلم يلبث أن مات صاحب الترجمة وجهز له صاحب الجزيرة رسولاً يستدعي منه الرجوع ليستقر به في التدريس عوضه فأجاب، وذكره المقريزي في عقوده وأنه صنف في القراآت وشرح الطوالع، ومات بجزيرة ابن عمر في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين قال وقد أثنى عليه الجمال المرشدي والكوراني ووصفه بعلم جم وسيرة جميلة وأنه عنه أخذ وبه تخرج وتفقه رحمه الله.
 
400 - عبد الرحمن بن محمد وجيه الدين الحضرمي الزبيري سبط أحمد بن أبي الخير الشماخي. سمع من خاله عيسى وعلي بن شداد وأجاز له خالاه أيضاً عبد الرحمن وإبراهيم، وكان يحفظ كثيراً من أحاديث الاحكام ويذاكر بأشياء حسنة وأشعار. مات في أول المحرم سنة سبع عشرة وله ثلاث وثمانون سنة. وقد تقدم عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عمر وجيه الدين الزبيدي فلا يظن أنه هذا 401 - عبد الرحمن بن محمد البجواني قاضي أب. مات سنة ثلاث وعشرين.
402 - عبد الرحمن بن محمد الحريري الصوفي المؤذن بالجامع المصري. قال شيخنا في معجمه كان من لطفاء المصريين حسن النادرة كثير النظم المغسول سمعت من فوائده ومن نظمه ومدحني بأبيات. مات في رمضان سنة ثمان.
403 - عبد الرحمن ابن شيخنا البدر محمود بن أحمد العيني الأصل القاهري أخو عبد الرحيم الآتي ويلقب قرة العين. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين مطعوناً. أرخه أبوه.
404 - عبد الرحمن بن محمود بن عثمان الزين القرشي البصروي ثم الدمشقي. قال شيخنا في إنبائه تعانى الكتابة ودخل ديوان التوقيع بدمشق ثم قدم القاهرة سنة اللنك فالتجأ إلى فتح الله كاتب السر فراج عليه ونفق سوقه لديه حتى عول عليه في أمر الديوان وصار المشار إليه فيه لحسن تأنيه وأخلاقه ومعرفته وحسن خطه ونفاذ رأيه وجميل معاشرته. مات في سنة تسع مطعوناً في لسانه وكان فتح الله يتعجب من ذلك لكونه لم يكن فيه أعظم من نطقه فابتلى فيه ولم يكمل الخمسين. وذكره المقريزي في عقوده وعين شهر وفاته بذي الحجة.
405 - عبد الرحمن بن محمود بن علي البعلي خطيبها. مات سنة اثنتي عشرة. عبد الرحمن بن مسعود بن موسى المغربي نزيل بيت المقدس ويدعى بخليفة وهو به أشره. مضى في خليفة.
406 - عبد الرحمن بن منصور بن محمد بن مسعود وجيه الدين أبو القسم وأبو زيد بن ناصر الدين أبي علي الفكيري - بفتح الفاء وكسر الكاف نسبة لقبيلة بالمغرب - التونسي الأصل السكندري المالكي المقرىء والد أحمد ومحمد وخطيب جامع اسكندرية الغربي وإمامه، ترجمته في ذيل القراء وقرأ عليه السراج عمر البلسقوني للسبع وأجاز له في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وكذا قرأ عليه ابن يفتح الله في آخرين منهم ابناه، وكان مقرئاً فقيهاً فاضلاً بل قرأ عليه ابن الهمام مزاحماً لهذا القرن تجويداً وأوردته هنا لظن تأخره إلى أوله.
407 - عبد الرحمن بن موسى بن إبراهيم الزين بن الشرف بن البرهان أخو محمد الآتي وأبوهما ويعرف بابن البرهان. كان عاقلاً يتكأ في بعض جهات المكيين. مات في أحد الربيعين سنة إحدى وتسعين.
408 - عبد الرحمن بن موسى بن عبد الله بن محمد الزين أبو محمد بن الشرف البهوتي ثم القاهري الشافعي أخو عبد السلام الآتي ويعرف بابن الفقيه موسى. ولد قبل سنة عشرين وثمانمائة تقريباً بدمياط ونشأ بها واشتغل يسيراً وقدم القاهرة فقرأ على شيخنا في البخاري بل قرأه بتمامه على الشمس العرياني وحدث به قديماً قرأ عليه فيه العلم سليمان نزيل دمياط وكان يدلسه فيقول أخبرنا أبو محمد؛ وكان خيراً نيراً متودداً سليم الصدر متقللاً لا يبقى على شيء مع أنس بالعربية واستحضار لأحاديث الصحيح لمداومة قراءته له بالجامع البدري في دمياط؛ وقد لازمني وكتب عني كثيراً في الأمالي ومن تصانيفي وغير ذلك وقرأ على أشياء وتكرر مدحه لي وكذا أكثر من مدح جماعة من الأعيان قصداً لبرهم وليس نظمه بالطائل. مات في ليلة النصف من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وصلى عليه من الغد بالصحراء تحت شباك الأشرفية برسباي تقدم الجماعة المحيوي الكافياجي لاختصاصه به ثم دفن عند والده بتربة الشيخ سليم رحمهم الله وإيانا وعفا عنه.
 
409 - عبد الرحمن بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر نور الدين بن الجلال التستري الأصل البغدادي الحنبلي نزيل القاهرة وأخو المحب أحمد الماضي وذاك الأكبر ويعرف بابن نصر الله. ولد في جمادى الثانية سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ببغداد ونشأ بها فأخذ عن أبيه وأخيه وغيرهما، وانتقل إلى القاهرة مع أبيه وهو أصغر بنيه وسمع بها على المجد إسماعيل الحنفي جامع الترمذي وسنن النسائي وعلى ابن حاتم الشفا وعلى التنوخي وغيرهم، وأجاز له ابن المحب وجماعة في استدعاء بخط أخيه، وتكسب أولاً بالحرير ونحوه في حانوت على باب القصر ثم بالشهادة ثم ترقى حتى ناب في القضاء عن ابن المغلي ثم أخيه بل ولي قضاء صفد استقلالاً فأقام بها سبع سنين ثم عزل واستمر على النيابة عن أخيه بعد أن حج وجاور حتى مات وذلك في يوم الجمعة تاسع شعبان سنة أربعين؛ وقد أثكل ثلاثة عشر ولداً ولم يخلف أحداً، وكانت جنازته حافلة ويقال إنه لم يكن محموداً في قضائه لكنه كان فهماً ظريفاً حسن المودة كثير البشاشة يستحضر الكثير من الفقه؛ وهو ممن أورده شيخنا في تاريخه عفا الله عنه.
410 - عبد الرحمن بن هبة الله الملحاني اليماني. جاور بمكة وكان بصيراً بالقراءات سريع القراءة قرأ في الشتاء في يوم ثلاث ختمات وثلث ختمة، وكان ديناً عابداً مشاركاً في عدة علوم. مات في رجب سنة إحدى وعشرين. ذكره شيخنا في إنبائه، ومن شيوخه في القراءات محمد بن يحيى الشارفي الهمداني أخذ عنه السبع شيخنا الشهاب الشوايطي بل شاركه في الأخذ عن الشارفي.
411 - عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المكي أخو عبد القادر الآتي. ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بمكة وحضر عند ابن الجزري وابن سلامة وأجاز له جماعة، ومات بها وهو طفل في مستهل ربيع الأول سنة سبع وعشرين.
412 - عبد الرحمن بن يحيى بن موسى بن محمد الخطيب تقي الدين أبو المعالي ابن الشرف العساسي - بمهملات ثانيتها مشددة - المناوي السمنودي الشافعي الآتي أبوه وابنه محمد ويعرف بالخطيب العساسي. ولد في رمضان سنة إحدى عشرة وثمانمائة بمنية عساس وتحول منها وهو مرضع مع أبويه إلى سمنود فقطتها وحفظ القرآن والمنهاج والملحة والرحبية للموفق محمد بن الحسن والميزان الوفي في معرفة اللحن الخفي والمثلث في اللغة كلاهما للعز الدريني وعرضهما على ابن الجزري والبرماوي والزين القمني وأجازوا له بل سمع على أولهم المسلسل وغيره، ولقيته قديماً بالقاهرة ثم بسمنود ثم بمنية عساس وقرأت عليه بجامعها المسلسل، وهو إنسان خير مديم التلاوة راغب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واشتغال يسير وفهم وصفا زائد، خطب ببلده وتكسب بالشهادة بل ربما باشر قضاءها وقتاً ولكنه أعرض عنه، وحج وتكرر قدومه القاهرة وخطب في جامعها الأزهر أحياناً وحضر عندي في مجالس الاملاء وغيرها. مات في ليلة الجمعة سادس عشر صفر سنة خمس وتسعين بمنية عساس ودفن بها بعد أن عجز وكف ونعم الرجل رحمه الله وإيانا.
 
413 - عبد الرحمن بن يحيى بن يوسف بن محمد بن عيسى عضد الدين بن نظام الدين بن سيف الدين وقد يختصر فيقال سيف الصيرامي الأصل القاهري الحنفي الآتي أبوه. ولد في ثامن شوال سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والكنز والمنار والتلخيص في المعاني وجود القرآن عند ابن عمه عيسى بن الشيخ محمود؛ ونشأ لم تعلم له صبوة ولم يبر عن ملازمة والده في العلوم العقلية وغيرها حتى برع في فنون وسمع على المحب بن نصر الله الحنبلي وغيره وأجاز له العيني، واستقر في مشيخة البرقوقية بعد والده وتصدر للاقراء فأخذ عنه الفضلاء كابن أسد ولازمه كثيراً في العربية والمعاني وكثير من العقليات والشهاب بن صلح والبقاعي بل حضر عنده التقي الشمني فيما قيل؛ وربما قصد بالفتاوي، وصار أحد أعيان الحنفية ممن ذكر للقضاء وسمعت أنه كتب حاشية على البيضاوي فأما أن تكون لأبيه وبيضها وهو الظاهر أوله فإنه كان عالماً لكن غير متكثر، وقد حج غير مرة وجاور وزار بيت المقدس وأثكل عدة أولاد فصبر ولزم الانجماع بمنزله خصوصاً عن بني الدنيا ونحوهم اجتمعت به كثيراً وكنت أرى أنه مزيد التودد والاجلال غيبة وحضوراً، ونعم الرجل خيراً وتواضعاً وتودداً وسلامة فطرة. مات في يوم الجمعة منتصف ربيع الثاني سنة ثمانين فجأة بعد أن صلى الجمعة ثم رجع فأكل سمكاً فاشتبكت منه شوكة بحلقه فقضى في الحال وذلك ببركة الرطلي فحمل إلى البرقوقية فغسل من الغد وصلى عليه برحبة مصلى باب النصر في محفل جليل ودفن بتربتهم وتأسف الناس عليه رحمه الله وإيانا.
414 - عبد الرحمن بن يعقوب بن محمد بن علي بن عبد الله الجاناتي - بالجيم والنون والفوقانية - المكي المالكي سبط العفيف اليافعي وأخو محمد الآتي. سمع من أبي حامد المطري وأبي الحسن علي بن مسعود بن عبد المعطي وابن الجزري والزين المراغي؛ ومن مسموعه عليه كتاب الأربعين التي خرجها له شيخنا، وقاسم التنملي ومن مسموعه عليه مشيخته تخريج الاقفهسي في آخرين، وأجاز له في استدعاء مؤرخ بذي الحجة سنة خمس وثمانمائة ابن صديق والعراقي والهيثمي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وأبو اليسر بن الصائغ والجوهري والشرف ابن الكويك وخلق أكثر من مائة وعشرين نفساً، أجاز لي وكان لا يخبر أحداً بمولده فيما أخبرني به صاحبنا ابن فهد قال وما علمت له اشتغالاً، وقال لي غيره إنه كان بارعاً في التفصيل ويعرف كم يجيء الرطل اللحم كبة. مات بمكة في ربيع الآخر سنة ثلاث وستين.
415 - عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد بن الحسين بن سليمان بن فرارة بن بدر بن محمد بن يوسف الزين أبو هريرة الكفري الدمشقي الحنفي. ولد في سنة خمسين وسبعمائة تقريباً وأحضر على ابن الخباز وغيره وسمع على بشر بن إبراهيم ابن محمود البعلي ومما سمعه عليه جزء إسحاق رواية الماسرجسي ومما أحضره على ابن الخباز جزء المؤمل وقرأه عليه شيخنا؛ وتفقه بعلماء عصره حتى برع في الفقه والاصلين والعربية وشارك في فنون وأفتى ودرس وحدث، وقدم القاهرة بعد الكائنة العظمى فولي قضاء الحنفية بدمشق كأخيه عبد الله وأبيهما وجدهما وتوجه إليها فباشره؛ قال شيخنا ولم تحمد سيرته وكان يحب الكتب وصارت له بها مهارة. ومات في ربيع الآخر سنة تسع. هكذا قال في القسم الثاني من معجمه وأما في القسم الأول فقال في سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وفي سنة تسع ذكره في أنبائه وجزم بأنه ولد سنة إحدى وخمسين وأنه حضر على ابن الخباز في الثالثة سنة أربع وخمسين وأسمعه أبوه من جماعة قال وولي القضاء غير مرة بعد الفتنة ولم يكن محمود السيرة، وكان يتجر بالكتب ويعرف أسماءها مع وفور جهل بالفقه. وذكره المقريزي في عقوده وجزم بأنه مات في ربيع الآخر سنة تسع قال وقد ولي أبوه وجده وأخوه القضاء؛ وأعاده وجزم بأنه مات في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وهو تابع لشيخنا.
 
413 - عبد الرحمن بن يحيى بن يوسف بن محمد بن عيسى عضد الدين بن نظام الدين بن سيف الدين وقد يختصر فيقال سيف الصيرامي الأصل القاهري الحنفي الآتي أبوه. ولد في ثامن شوال سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والكنز والمنار والتلخيص في المعاني وجود القرآن عند ابن عمه عيسى بن الشيخ محمود؛ ونشأ لم تعلم له صبوة ولم يبر عن ملازمة والده في العلوم العقلية وغيرها حتى برع في فنون وسمع على المحب بن نصر الله الحنبلي وغيره وأجاز له العيني، واستقر في مشيخة البرقوقية بعد والده وتصدر للاقراء فأخذ عنه الفضلاء كابن أسد ولازمه كثيراً في العربية والمعاني وكثير من العقليات والشهاب بن صلح والبقاعي بل حضر عنده التقي الشمني فيما قيل؛ وربما قصد بالفتاوي، وصار أحد أعيان الحنفية ممن ذكر للقضاء وسمعت أنه كتب حاشية على البيضاوي فأما أن تكون لأبيه وبيضها وهو الظاهر أوله فإنه كان عالماً لكن غير متكثر، وقد حج غير مرة وجاور وزار بيت المقدس وأثكل عدة أولاد فصبر ولزم الانجماع بمنزله خصوصاً عن بني الدنيا ونحوهم اجتمعت به كثيراً وكنت أرى أنه مزيد التودد والاجلال غيبة وحضوراً، ونعم الرجل خيراً وتواضعاً وتودداً وسلامة فطرة. مات في يوم الجمعة منتصف ربيع الثاني سنة ثمانين فجأة بعد أن صلى الجمعة ثم رجع فأكل سمكاً فاشتبكت منه شوكة بحلقه فقضى في الحال وذلك ببركة الرطلي فحمل إلى البرقوقية فغسل من الغد وصلى عليه برحبة مصلى باب النصر في محفل جليل ودفن بتربتهم وتأسف الناس عليه رحمه الله وإيانا.
414 - عبد الرحمن بن يعقوب بن محمد بن علي بن عبد الله الجاناتي - بالجيم والنون والفوقانية - المكي المالكي سبط العفيف اليافعي وأخو محمد الآتي. سمع من أبي حامد المطري وأبي الحسن علي بن مسعود بن عبد المعطي وابن الجزري والزين المراغي؛ ومن مسموعه عليه كتاب الأربعين التي خرجها له شيخنا، وقاسم التنملي ومن مسموعه عليه مشيخته تخريج الاقفهسي في آخرين، وأجاز له في استدعاء مؤرخ بذي الحجة سنة خمس وثمانمائة ابن صديق والعراقي والهيثمي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وأبو اليسر بن الصائغ والجوهري والشرف ابن الكويك وخلق أكثر من مائة وعشرين نفساً، أجاز لي وكان لا يخبر أحداً بمولده فيما أخبرني به صاحبنا ابن فهد قال وما علمت له اشتغالاً، وقال لي غيره إنه كان بارعاً في التفصيل ويعرف كم يجيء الرطل اللحم كبة. مات بمكة في ربيع الآخر سنة ثلاث وستين.
415 - عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد بن الحسين بن سليمان بن فرارة بن بدر بن محمد بن يوسف الزين أبو هريرة الكفري الدمشقي الحنفي. ولد في سنة خمسين وسبعمائة تقريباً وأحضر على ابن الخباز وغيره وسمع على بشر بن إبراهيم ابن محمود البعلي ومما سمعه عليه جزء إسحاق رواية الماسرجسي ومما أحضره على ابن الخباز جزء المؤمل وقرأه عليه شيخنا؛ وتفقه بعلماء عصره حتى برع في الفقه والاصلين والعربية وشارك في فنون وأفتى ودرس وحدث، وقدم القاهرة بعد الكائنة العظمى فولي قضاء الحنفية بدمشق كأخيه عبد الله وأبيهما وجدهما وتوجه إليها فباشره؛ قال شيخنا ولم تحمد سيرته وكان يحب الكتب وصارت له بها مهارة. ومات في ربيع الآخر سنة تسع. هكذا قال في القسم الثاني من معجمه وأما في القسم الأول فقال في سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وفي سنة تسع ذكره في أنبائه وجزم بأنه ولد سنة إحدى وخمسين وأنه حضر على ابن الخباز في الثالثة سنة أربع وخمسين وأسمعه أبوه من جماعة قال وولي القضاء غير مرة بعد الفتنة ولم يكن محمود السيرة، وكان يتجر بالكتب ويعرف أسماءها مع وفور جهل بالفقه. وذكره المقريزي في عقوده وجزم بأنه مات في ربيع الآخر سنة تسع قال وقد ولي أبوه وجده وأخوه القضاء؛ وأعاده وجزم بأنه مات في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وهو تابع لشيخنا.
 
416 - عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد بن سليمان بن داود بن سليمان بن داود الزين أبو الفرج وأبو محمد بن الجمال الدمشقي الصالحي الحنبلي ويعرف بابن قريج - بالقاف والراء والجيم مصغر، وبابن الطحان وهو أكثر. ولد في منتصف المحرم سنة ثمان وستين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل يسيراً وأسمع على الصلاح بن أبي عمر مسند أحمد بتمامه فيما كان يذكر والذي وجد له في الطبقة مسند ابن عمر وابن مسعود وابن عمرو وكذا سمع عليه مآخذ العلم لابن فارس وعلى زينب ابنة قاسم بن عبد الحميد العجمي منتقي فيه ثمانية عشر حديثاً من مشيخة الفخر وجزءاً فيه خمسة عشرة حديثاً مخرجة فيها من جزء الأنصاري وكلاهما انتقاء البرزالي وعلى المحب الصامت الكثير بل قرأ عليه بنفسه وكذا سمع من إبراهيم بن أبي بكر بن عمر والشهاب بن العز ورسلان الذهبي وأبي الهول الجزري وطائفة، وكان يذكر أنه سمع على ابن أميلة السنن لأبي داود وجامع الترمذي وعمل اليوم والليلة لابن السني وعلى البدر محمد بن علي بن عيسى بن قواليح صحيح مسلم ولكن لم نظفر بذلك كما قاله صاحبنا ابن فهد، وحدث ببلده واستقدم القاهرة فأسمع بها؛ ولم يلبث أن مات بها بعد أن تمرض أياماً يسيرة بعد صلاة العصر من يوم الاثنين سابع عشري صفر سنة خمس وأربعين بقلعة الجبل وصلى عليه من الغد بباب المدرج في مشهد حافل فيه ابن السلطان وأركان الدولة وخلق من العلماء والاخيار تقدمهم شيخنا ودفن بتربة طقتمش، وكان شيخاً لطيفاً يستحضر أشياء كثيرة ووصفه بعضهم بالامام العالم الصالح.
417 - عبد الرحمن بن يوسف بن الحسين الزين الكردي الدمشقي الشافعي الواعظ الآتي أبوه. حفظ التنبيه في صباه وقرأ على الشرف بن الشريشي ثم تعانى المواعيد فنفق سوقه فيها وراج عند العامة ودام على ذلك أكثر من أربعين سنة وصار على ذهنه من التفسير والحديث وأسماء الرجال شيء كثير مع الديانة وكثرة التلاوة إلا أنه كان يعاب بقلة البضاعة في الفقه وكونه مع ذلك لا يسأل عن شيء إلا بادر بالجواب؛ ولم يزل بينه وبين الفقهاء منافرة، ويقال انه يرى بحل المتعة على طريقة ابن القيم وذويه، وحفظ ترجيح كون المولد النبوي كان في رمضان لقول ابن إسحاق أنه نبىء على رأس الأربعين فحالف الجمهور في ترجيح ذلك وله أشياء كثيرة من التنطعات، وكان قد ولي قضاء بعلبك ثم طرابلس ثم ترك واقتصر على عمل المواعيد بدمشق، وقدم مصر وجرت له محنة مع الجلال البلقيني ثم رضي عنه وألبسه ثوباً من ملابيسه واعتذر له فرجع إلى بلاده؛ ومات بها مطعوناً في ربيع الآخر سنة تسع عشرة وهو في عشر السبعين. ذكره شيخنا في إنبائه وسيأتي له ذكر في والده.
418 - عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الله العجلوني الأصل الدمشقي الشافعي نزيل المدرسة المزهرية من القاهرة ويعرف بالشامي. ولد سنة إحدى وستين وثمانمائة بصالحية دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين والدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية لابن الجزري مع مقدمته في التجويد والتنبيه وربع المنهاج وألفية النحو وتلا بالعشر افراداً وجمعاً على عمر الطيبي وبالقاهرة على جعفر السنهوري ولكنه لم يكمل عليه وعن أولهما أخذ في النحو واشتغل في الفقه عند الجوجري وعبد الحق وغيرهما، وكان قدومه القاهرة في سنة ست وثمانين فحج ثم رجع بعد زيارته المدينة وبيت المقدس وأقرأ مع اشتغال الطلبة بالعربية فقرأ عليه نور الدين الطرابلسي الحنفي التوضيح لابن هشام وقرأ على قطعة كبيرة من البخاري قراءة تدبر وتأمل وكذا قرأ على الديمي ونعم الرجل فضلاً وسكوناً وتقنعاً.
 
419 - عبد الرحمن بن يوسف الزين القاهري المكتب ويعرف بابن الصائغ وهي حرفة أبيه، وسمى شيخنا في تاريخه والده علياً وهو سهو. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها وتعلم الخط المنسوب من النور الوسيمي تلميذ غازي ولازمه في اتقان قلم النسخ حتى فاق فيه عليه حسبما صرح به كثيرون وأحب طريقة ابن العفيف فسلكها واستفاد فيها من أبي علي محمد بن أحمد بن علي الزفتاوي ثم المصري شيخ شيخنا وصارت للزين طريقة منتزعة من طريقتي ابن العفيف وغازي كما رسم لغازي شيخ شيخه فإنه كان كتب أولاً على الشمس محمد بن علي بن أبي رقيبة شيخ الزفتاوي المذكور وتلميذ العلاء محمد بن العفيف الذي أخذ عن أبيه عن الولي العجمي عن شهدة الكاتبة عن ابن أسد عن علي بن البواب وابن السمسماني عن مشايخها عن أبي علي بن مقلة ثم تحول غازي عن طريقة ابن العفيف شيخ شيخه إلى طريقة ولدها بينهما ويبن طريقة الولي العجمي ففاق أهل زمانه في حسن الخط ونبغ في عصره الزفتاوي أيضاً لكن لسكناه بالفسطاط لم يرج أمره وتصدى الزين المذكور للتكتيب فانتفع به الناس طبقة بعد أخرى ونسخ عدة مصاحف وغيرها من الكتب والقصائد، وصار شيخ الكتاب في وقته بدون مدافع وقرر مكتباً في عدة مدارس، وشهد له شيخنا مع كونه الغاية في اتقان الفن بمهارته وبراعته وأثنى عليه في تاريخه، وكنت ممن أدركه بآخر رمق وكتبت عليه يسيراً وكذا كتب عليه من قبل الوالد والعم، وكان شيخاً ظريفاً ذكياً فهماً يستحضر شعراً كثيراً ونكتاً ونوادر صوفيا بسعيد السعداء، وحل له في آخر عمره انجماع بسبب ضعف فانقطع حتى مات في رابع عشر شوال سنة خمس وأربعين ودفن من الغد بتربة جوشن وقد جاز الثمانين بيقين وإن كان شيخنا قال انه في عشر الثمانين؛ وكان قد سمع بقراءة شيخنا على الجمال الحلاوي الثالث من أمالي ابن الحصين في صفر سنة تسع وتسعين وسبعمائة بمنزل يلبغا السالمي بقصر بشتاك وأثبت اسمه بخطه في الطبقة فقال والمجود عبد الرحمن ابن يوسف الصائغ المكتب ولكن لم يعلم بذلك الطلبة من أصحابنا وغيرهم، ورأيته فيمن قرض السيرة المؤيدية لابن ناهض فقال بعد أن قيل له:

أيا شيخ كتـاب الـزمـان وزينـهـا

 

ويا من يزيد الطرس نوراً إذا كتـب

لعلك على تثنى على شيخ ملـكـتـا

 

وشيخ ملوك الأرض في العلم والأدب

كما قرأته بخطه الحمد لله ولي كل نعمة حققت نسخ رقاع وقفت على ريحانها كتاب الطومار وأقسمت بالمصاحف انها ما لحقت لها غبار ولمحت هذه السيرة المؤيدية وانتشقت نفيس نفائس الأنفاس الناهضية ووقفت على قواعد الأدب والخط فرأيت ما لا رأيته قط وتنزهت في أزهار رياضه الرياض وتحدقت في حدائق فاقت محاسن الأحداق بالسواد في البياض فهمت طرباً بما سمعته من بديع الألحان ورقصت عجباً بما شاهدته من رشاقة الأغصان وتأدبت موافقة لاهل الآداب وكتبت متابعة للسادة الكتاب فالله تعالى يمتع صاحبها بالنصر والتأييد ويرزق مؤلفها من فضله ويعينه على ما يريد بمنه وكرمه.
420 - عبد الرحمن بن يوسف الدمياطي خادم الفقراء بها. ممن أخذ عني بالقاهرة.
عبد الرحمن بن زين الدين بن سعد الدين الحلال. في ابن فهد.
421 - عبد الرحمن بن فخر الدين بن تقي الدين الحسني أخو نقيب الاشراف وابن نقيبهم. مات في ربيع الأول سنة ثلاث. ذكره شيخنا.
422 - عبد الرحمن بن البواب العطار بباب السلام. مات بمكة في صفر سنة ستين.
عبد الرحمن بن التاجر. في ولده إسماعيل. عبد الرحمن وجيه الدين ابن الجمال المصري. في ابن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف.
عبد الرحمن المعروف بابن غانم والي مكة. مضى في ابن محمد بن غانم.
عبد الرحمن بن الكركي. في ابن عمر بن محمود بن محمد.
433 - عبد الرحمن الزين أبو الفرج الازراري الصوفي السهروردي القادري الشافعي. عبد صالح أخذ عن الشيخ يوسف الصفي ومحمد العطار وغيره من أصحاب الجمال يوسف العجمي رأيته كثيراً وصحبه فقيهي وزوج عمتي الفقيه حسين وتدرب به في عقد الازرار فإنه كان يتكسب بعقدها بحانوت عند باب جامع الحاكم وبه مات في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين رحمه الله.
424 - عبد الرحمن الأمين المصري أحد قراء الجوق وممن له نوبة في القلعة. أخذها شعيب بن السواق. مات سنة إحدى وتسعين.
425 - عبد الرحمن تقي الدين القبابي القاهري المالكي ابن عم محيي الدين يحيى الدمشقي. ناب في القضاء عن البساطين ودرس للمالكية بالجمالية برغبة الشمس البساطي له عنها وكذا كان معه حصة في تدريس القمحية بمصر. مات واستقر في الجمالية البدر بن التنسي وفي الحصة القرافي.
426 - عبد الرحمن الزين الدمشقي الحريري الشافعي أحد المتصوفة الملازمين للتقي بن قاضي عجلون كتب عنه البدري في مجموعه قوله:

ومقاعدي فض لـي

 

أشكاله المتـعـدده

كم ساقني سـاق لـه

 

إذ قمت أهوى مقعده

427 - عبد الرحمن الزين الحضكيفي. سمع من لفظ شيخنا في البخاري.
428 - عبد الرحمن القاضي زين الدين الزرعي الحنفي. ممن رافقه الصلاح الطرابلسي بعد الخمسين في الأخذ لما قرأه من التحقيق في الأصول على القاضي سعد الدين وقال إنه كان فقيهاً كثير الاستحضار من كتابه المجمع حسن الخط.
429 - عبد الرحمن الزين الشربيني الشافعي نزيل دمياط أقام بها نحو ثلاث سنين وأقرأ بها وممن قرأ عليه التقي بن وكيل السلطان ووصفه بالقاضي العالم.
430 - عبد الرحمن الزيني الحمزاوي أحد الطبلخانات بدمشق. قتل في المجردين لسوار سنة ثلاث وسبعين. عبد الرحمن أبو الفضل الاسترابادي العجمي. في فضل الله. عبد الرحمن البدوي نزيل المزهرية. مضى في ابن سلام بن إسماعيل. عبد الرحمن البغدادي الحلال. في ابن محمد.
عبد الرحمن الجزائري المغربي نزيل مكة. مضى في ابن محمد بن فاضل.
431 - عبد الرحمن الحبابي البصري. مات بمكة في المحرم سنة سبع وستين.
عبد الرحمن الشامي نزيل المزهرية. في ابن يوسف بن عبد الله.
432 - عبد الرحمن الطنتدائي ويعرف بالخليفة شيخ الطائفة السطوحية. كان ينزل المدرسة الفارسية من القاهرة ويعمل بها بعد صلاة الجمعة عنده السماع فيحضره الخلائق وشفاعاته قل أن ترد مع تودده. مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث، ذكره شيخنا في إنبائه.
433 - عبد الرحمن القرموني الفاسي، كان هو وأبوه من علماء فاس ومدرسيها، مات سنة خمس وستين. ذكره لي بعض المغاربة.
عبد الرحمن المارديني، مضى في ابن أحمد بن يوسف بن عبد الأعلى.
434 - عبد الرحمن المهتار؛ مات مقتولاً بصفد في ذي القعدة سنة تسع وكان تأمر وغزا الترك وأفسد فيما هنالك بكثرة الفتن. قاله المقريزي.
435 - عبد الرحمن خادم رباط بعلجد وأحد فقراء عمر العرابي، مات بمكة في صفر سنة تسع وستين.
436 - عبد الرحمن شيخ البيمارستان بمكة، مات بها في شوال سنة ست وأربعين. أرخهما ابن فهد.
437 - عبد الرحيم بن إبراهيم بن حجاج بن محرز الدين بن البرهان الابناسي القاهري الشافعي جارنا وسبط النور على بن مصباح الآتي والماضي أبوه، ولد في سنة تسع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية النحو والبعض من غيرها، وعرض على شيخنا وابن الديري والبساطي وابن الهمام في آخرين وتدرب في ابتدائه في العربية بخاله الشمس محمد وبفقيهه الزين أبي بكر الشنواني الآتيين فلما ترعرع أقبل على الاشتغال فكان أول من أخذ عنه الفقه القاياتي والونائي والبرهان بن خضر والمحلي والعلاء القلقشندي وأكثر فيه عن البلقيني والمناوي وبهما انتفع فيه وأخذ في الأصول عن الشمس الشرواني والونائي والثلاثة بعده وفي العربية عن الأبدي والشمس وكذا عن الونائي والمحلي؛ ومعظم انتفاعه في طريقتي ابن الحاجب وابن مالك فيها مع التصريف والجدل والمعاني والبيان والمنطق بالتقي الحصني لازمه فيها كثيراً بل وقرأ عليه من الكشاف مع حاشيته إلى سورة يونس وكذا أخذ في الأصول والمنطق عن الشرواني وفي الهيئة والهندسة وغيرهما عن الكافياجي والفرائض والحساب بنوعيه مع الجبر والمقابلة عن السيد على تلميذ ابن المجدي والعروض عن الأبدي أو غيره ولازم القاياتي في سماع مسلم وأبي داود وغيرهما وشيخنا فسمع عليه أشياء دراية ورواية ومن ذلك في شرح النخبة وكتب عنه في الاملاء من سنة ست وأربعين بل قرأ عليه بعض شرح ألفية العراقي وكذا قرأ في المتن على ابن خضر وسمع بقراءتي على شيوخ جزء الأنصاري بالصالحية وختم الشفا وجميع الشمائل يوم عرفة وبقراءة غيري مجالس من البخاري بالظاهرية القديمة إلى غير ذلك مما هو مبين في ثبتي، وتلا لابن كثير ملفقاً على النور إمام الأزهر وابن أسد وسمع عليهما في غيرها من الروايات، وأخذ في القراءات عن النور بن يفتح الله حين قدومه القاهرة سنة تسع وخمسين بل قرأ عليه ثلاثيات البخاري، وصحب الزين مدين ثم ابن أخته بل كان هو القارىء لتائية ابن الفارض على أبي الصفا بن أبي الوفا، وبسبب ذلك كانت كائنة انجر فيها الكلام إلى ابن عربي ونحوه من الاتحادية بان فيها المزلزل من المكين كما شرحته في محله؛ ودأب في هذه الفنون وغيرها حتى تقدم وصار أحد الأماثل وتصدى للاقراء فأخذ عنه الفضلاء، ولزم الانجماع بمنزلة مع التقلل والكرم والاعراض عن مزاحمة الفقهاء حتى أنه ترك طلباً كان باسمه في الاشرفية القديمة وآخر في الصلاحية المجاورة للشافعي ونحو ذلك وتقنع برزيقات من قبل والده، كل ذلك مع صحة العقيدة ولكن مشيه في الخوض في تقرير كلام هؤلاء واخراجه عن ظاهره ببعيد التأويل إلى أن صار مرجعاً لهذه الطائفة ومحط رحال كثير منهم طرق من لم يخالطه لنسبته لهم، وكنت ممن نصحه مرة بعد أخرى فما أفاد مع اعترافه لي بتحريم توالي ارتكاب الالفاظ التي ظاهرها مستقبح؛ ولما حج شيخه التقي الحصني في سنة ست وسبعين استخلفه في تدريس الشافعي في ذي القعدة فدرس يومين حمد عمله فيهما وتكلم له بعده في تقريره فيه فما تيسر؛ وكذا ناب في التدريس بالحسنية والابناسية وغيرهما وعرض عليه الزين بن مزهر تدريس التفسير بمدرسته فما أذعن لكلام بلغه عن بعض السفهاء في حقه وقصد بالاستفتاء في عدة وقائع فأجاب، وكذا له حواش وتقاييد مفيدة وكلام على حديث الاعمال بالنيات بل ربما نظم وبالنثر ألم؛ وبالجملة فمادته في التحقيق متوجهة وفاهمته أجود من حافظته وعباره غير مطلقة بتقريره ومحادثته مع رغبته في مساعدة من يقصده وتعبه بسبب ذلك وشدة تعصب وكثرة تقلب يؤدي إليه غلبة سلامة الفطرة وقد أقبل على الذكر والتوجه ومطالعة كلام القوم وزيارة الصالحين وانتمى إليه شخص ينسب للشرف من أعيان بلقس فارتفق به كثيراً، وحج في سنة خمس وثمانين موسمياً، وكان متزوجاً بحفيدة للبساطي ودامت معه دهراً وهي صابرة زائدة الطواعية له ثم صارت تتخيل وتتوهم اتصاله بغيرها من غير حقيقة لذلك بحيث كثر تضرره من إفحاشها في العشرة معه وتكرر طلاقه لها ثم تعوذ حتى ماتت بعد حجها معه ولم ينصف في تركتها من جهة أخويها لعدم مشاحته ومزيد مسامحته بل ما حصل له كبير أمر مع كثرته بالنسبة إليه وعقد على ابنة ابن الشيخ الجوهري أحد من أسند وصيته إليه وكان قديماً زوج أمه فما قدر الدخول عليها فإنه لم يلبث أن تعلل مديدة وتجرع  
في غضونها فاقة مع عدم وجود من يلائمه في التمريض والعلاج حتى مات شهيداً بالاسهال في ليلة السبت تاسع عشر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وصلى عليه من الغد في مشهد حافل جداً على باب زاوية الشيخ شهاب ظاهر باب الشعرية ثم دفن عند أبيه بجوار الضريح المذكور وسمعت أن آخر كلامه كان لا إله إلا الله بعزم شديد مع أنه أقام أياماً لا يتكلم وتكلم الاستادار في تركته ووفاء دينه ولم يوف، ونعم الرجل كان لولا ميله المشار إليه الذي تطرق بسببه إليه الفساق الحساد ممن هو مرتكب ما لا خير في شرحه رحمه الله تعالى وإيانا وعفا عنه.
438 - عبد الرحيم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن يحيى ابن أبي المجد أحمد الزين أبو علي بن الجمال أبي إسحاق بن العز بن البهاء بن الجمال أبي إسحق اللخمي الاميوطي الأصل المكي الشافعي ويعرف بابن الأميوطي ولد في يوم الاثنين ثاني شعبان سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وسمع الكثير على أبيه وكذا سمع على العفيف النشاوري والابناسي والشريف أبي عبد الله محمد بن قاسم وبعد ذلك على الزين المراغي كما أخبرني به ثم على ابن الجزري والشمس الشامي والزين الطبري والنور بن سلامة، ودخل مصر بعد موت والده فسمع بالقاهرة في سنة أربع وتسعين بجامع الأزهر على المجد إسماعيل الحنفي وبعد ذلك من لفظ الزين العراقي بعض مجالس أماليه كما وجدته بخط المملي بحضرة الهيثمي بل كان يذكر لنا أنه لقي بالقاهرة البدر الزركشي وأخذ عنه وينكر قول القائل أنه كان قليل الكتب وأنه أخذ عن البلقيني وابن الملقن والكمال الدميري وليس ذلك كله ببعيد ولكنه لم يكثر من الطلب، وكذا قال لي صاحبنا النجم بن فهد لا أعلم له اشتغالاً، وأجاز له في استدعاء مؤرخ بربيع الثاني سنة سبع وتسعين أحمد بن محمد بن الناصح وأحمد بن محمد المراغي الصوفي وأبو بكر ابن محمد بن أبي بكر السبتي وسعد النووي وأبو هريرة بن النقاش وعلي شاه بن فخر الدين بن علي الشعبافي وعمران بن إدريس الجلجولي ومحمد بن إبراهيم بن علي ابن إبراهيم الكردي ومحمد بن إسحق الابرقوهي ومحمد بن مبارك بن عثمان الحلبي والبدر ابن أبي البقاء السبكي ومحمد بن محمد بن محمد السخاوي في آخرين وفي استدعاء آخر ابن صديق وغيره، وقدم القاهرة أيضاً غير مرة، منها في سنة اثنتين وخمسين فحدث فيها بأشياء سمعه منه الأعيان وكذا حدث بمكة ولقيته في الموضعين فأكثرت عنه وسمعت عليه بمنى وغيرها، وكان إنساناً ثقة خيراً عفيفاً منجمعاً عن الناس قانعاً باليسير كثير التودد صبوراً على الاسماع مقتدراً على شرعة النظم لكن الجيد فيه وسط الرتبة، وهو من بيت علم وجلالة. مات بعد عصر يوم الثلاثاء سابع عشري شعبان سنة سبع وستين وصلى عليه بعد الصبح من الغد عند باب الكعبة ودفن بجانب أبيه بالقرب من قبر الفضيل ابن عياض بالمعلاة وهو خاتمة من يروي عن كثير من شيوخه بمكة رحمه الله وإيانا.
439 - عبد الرحيم بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نجم الدين بن محي الدين بن تاج الدين ابن قطب الدين الرفاعي. أخذ عن جماعة وأخذ عنه الطاووسي وأرخ وفاته في يوم الثلاثاء خامس ذي القعدة سنة عشرين وعظمه.
440 - عبد الرحيم بن إبراهيم اليزناسي - بالتحتانية المفتوحة ثم زاي ساكنة ونون ومهملة نسبة لقبيلة - المغربي الفاسي قاضيها. مات بعيد الثلاثين وهو ممن عمل وثائق للشهود. أفاده لي بعض أصحابنا من المغاربة.
 
441 - عبد الرحيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي اليماني ثم المكي. ولد باليمن سنة أربع وثلاثين وثمانمائة؛ ونشأ به ثم قدم مكة مع أبيه فسمع أبا الفتح المراغي، وأجاز له جماعة واشتغل بالفقه عند البرهان بن ظهيرة وأبي البركات الهيثمي، ولازم المحب بن أبي السعادات فلما ولي الثانية استنا به بجدة. مات بمكة في رمضان سنة اثنتين وثمانين.
442 - عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن الزين السعدي المقدسي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي الذهبي أبوه بالدهيشة من دمشق ويعرف كسلفه بابن المحب وهو ابن أخي الشمس محمد بن محمد بن أحمد الآتي وجده هو عم الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن المحب الصامت. ولد في صفر سنة ثمان وستين وسبعمائة وسمع على الصلاح بن أبي عمر مسند النساء من مسند أحمد وغالب مسند عائشة منه والفوت من أوله وعلى زينب ابنة قاسم ابن العجمي ما في مشيخة الفخر من جزء الأنصار وغير ذلك عليهما وعلى قريبيه المذكورين، وحدث سمع منه الفضلاء، وذكره شيخنا في معجمه فقال: أجاز لنا في سنة تسع وعشرين. قلت مات في سنة أربعين، ودفن بمقبرة باب توما رحمه الله وإيانا.
443 - عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم ابن إبراهيم بن هبة الله الزين بن الشهاب بن ناصر الدين أبي عبد الله الأنصاري الحموي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه والآتي عمه الكمال محمد سبط ناصر الدين محمد بن العطار أمه سارة ويعرف كسلفه بابن البارزي. ولد في رمضان سنة ثمان عشرة وثمانمائة بالقاهرة ومات أبوه وهو صغير فرباه جده ثم عمه سيما وقد تزوج بأمه فنشأ فحفظ القرآن والزبد للشرف البارزي والورقات لامام الحرمين والشذور لابن هشام وبعض الحاوي وعرض على بعض الشيوخ واشتغل يسيراً ولم يتميز ولا كاد وسمع في صحيح مسلم علي الزين الزركشي وكذا سمع على غيره وولي الشهادة بالكسوة وغير ذلك، وابتنى في بولاق قصراً هائلاً لم يمتع به، وحج مراراً جاور في بعضها مع الرجبية وفي أواخر أمره سافر مع صهره الأتابك ازبك وتوجه معه إلى حلب ثم رجع إلى الشام وعاد إلى القاهرة وهو متوعك فأقام بها أياماً ثم مات في يوم الاثنين تاسع ربيع الثاني سنة أربع وسبعين وصلى عليه بالازهر ودفن بحوشهم عند الشافعي رحمه الله، وترك عدة أولاد وكان مائقاً أهوج لا يصلح لصالحة رحمه الله وعفا عنه.
444 - عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن منصور زين الدين ومحب الدين الفوي الأصل القاهري الحسيني سكناً ويعرف بابن بحيح - بمهملتين تصغير بح وهو لقب لجده. قرأ المنهاج وعرضه واشتغل على الحناوي والشريف النسابة والعز عبد السلام البغدادي وتكسب بالشهادة بل ناب في القضاء عن البدر أبي السعادات فمن بعده. مات في رمضان سنة تسع وسبعين، وهو والد زوج القاضي شمس الدين بن بيرم الحنبلي.
445 - عبد الرحيم بن أحمد بن موسى بن إبراهيم زين العابدين أبو الفضل بن الشهاب أبي العباس الحلبي الأصل القاهري الحنفي الماضي أبوه ويعرف بالحلبي. ولد تقريباً بعيد التسعين وسبعمائة واعتنى به أبوه فأسمه على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي والابناسي والتقي الدجوي وسعد الدين القمني والحلاوي والسويداوي وابن الناصح والتاج بن الظريف والجمال الرشيدي وغيرهم الكثير، ومما سمعه على الأول البخاري وعلى الثاني الموطأ ومسند الدارمي وعبدو الشفا مع الكثير من ابن حيان وكان يتصرف بأبواب القضاة غير صالح للأخذ عنه لكونه زوج المغنية ابنة السطحي وحالهما مشهور ولكن استجزته، مات بعد الخمسين عفا الله عنه وإيانا.
 
446 - عبد الرحيم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد الزين أبو الفضل بن الشهاب بن الشرف الاطفيحي الازهري القاهري الشافعي شقيق المحب محمد وعبد القادر الآتيين وأسباط الزين العراقي أمهم زينب ويعرف كأبيه بابن يعقوب. ولد في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنفي أبويه في غاية ما يكون من الرفاهية والنعمة فحفظ القرآن وتنقيح اللباب لخاله وعرضه على جماعة وسمع على شيخنا وغيره بل كتب عن شيخنا في أماليه ورأيت له حضوراً على الزين القمني من لفظ الكلوتاتي؛ وباشر النقابة وجهات الحرمين وغير ذلك عند الشرف المناوي واختص به ولازم خدمته واتحد مع ولده زين العابدين الآتي ولم يكن بينهما في المولد وكذا الوفاة إلا دون شهر؛ وحج غير مرة وكان شكلاً ظريفاً ذكياً بسامة متودداً حسن العشرة متصوناً بالنسبة لتهتك أخيه وهو إلى أبيه أقرب من أخويه في الشبه وبعض الخصال، وقريحته سليمة وذهنه مستقيم وطبعه وزان، وقد كتبت عنه قوله:

همذاني الأصل واشلا ترم فيه سعادهانه شخص ثقيلوهو هم وزياده

وكتب عنه غير واحد غير ذلك قديماً أثبت بعضه في المعجم. مات مطعوناً في يوم الخميس ثالث عشري شوال سنة ثلاث وسبعين وصلى عليه من الغد ودفن عند جده لأمه وخاله الولي العراقي رحمه الله وعفا عنه.
447 - عبد الرحيم بن إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر ابن عبد الرحمن بن عبد الله البرهان أبو أحمد الناشري اليماني. أخذ عن عمه الجمال عبد الله والشهاب أحمد بن أبي بكر وعبد الله بن محمد الناشريين؛ قرأ على الأخير التنبيه والمهذب وغيرهما، وناب عن ابن عمه العفيف عثمان بن محمد في الأحكام بالمهجم مع تسببات بجامعها نالته من أبيه وغيره، وكان فقيهاً فاضلاً خيراً دمث الأخلاق حسن الشمائل لين العريكة سهلاً طارحاً للتكلف. مات سنة تسع وثلاثين.
448 - عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الجمال أبو المكارم بن الشرف ابن التاج السلمي المناوي الأصل القاهري الشافعي ويعرف بابن المناوي. ولد سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ العمدة والتنبيه والألفية وعرضها على جماعة من المتأخرين وحضر على الفرسيسي سيرة ابن سيد الناس وعلى التنوخي غالب الصحيح ثم سمع عليه النسائي الصغير، وناب في القضاء عن شيخنا وغيره؛ وحدث سمعت عليه السيرة وغيرها، وكان ساكناً لين الجانب متواضعاً، مات في جمادى الآخرة سنة أربع وستين رحمه الله.
449 - عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمود بن علي بن أبي الفتح بن الموفق الزين الحموي ثم القاهري القادري الشافعي الواعظ ويعرف كما قاله شيخنا بالادمي وسمى والده علياً وصار يعرف بالحموي، ولد في سنة اثنتين وستين وسبعمائة بحماة ونشأ بها وقرأ المنهاج على ابن خطيب الدهشة وتلا بالسبع على أبي بكر بن أحمد بن مصبح وسمع بدمشق على الكمال بن النحاس والشمس بن عوض والمحيوي الرحبي والعز الاياسي والعلاء سبط ابن صومع في آخرين، ثم تحول إلى القاهرة في سنة اللنك وقرأ الصحيح على العراقي ولازم الشيوخ وعقد مجلس الوعظ فبرع وراج أمره فيه وصار له صيت وجلالة؛ وأثرى وولي خطابة الأشرفية برسباي من واقفتها وقبل ذلك ببيت المقدس وظائف منها خطابة المسجد الأقصى ثم صرف عنها، ولا زال على طريقته في الوعظ بالازهر وفي المجالس المعدة لذلك إلى أن اشتهر اسمه وطار صيته مع كونه كان غالباً لا يقرأ إلا من كتاب لكن بنغمة طيبة وأداء صحيح وفي رمضان يقرأ البخاري في عدة أماكن، أثنى عليه شيخنا. ومات فجأة بعد أن عمل في يوم موته الميعاد في موضعين وذلك في يوم الثلاثاء غرة ذي القعدة سنة ثمان وأربعين، ودفن من الغد بمدرسة سودون العجمي من الحبانية وصلى عليه أمير المؤمنين المستكفي بالله، قال شيخنا وقد جاز الثمانين رحمه الله وإيانا. وكان آخر قوله في الميعاد يوم موته من ذكر الله بلسانه وعرف الله بجناته وعبد الله بجوارحه وأركانه لم يبرح من مكانه حتى يخرج من عصيانه دعواهم فيها الآية ثم حمل إلى منزله ولم يتكلم بعدها حتى مات، وسماه بعضهم عبد الرحمن وبعضهم محمداً والصواب ما هنا.
450 - عبد الرحيم بن حسن بن علي بن الحسن بن علي بن القسم الخطيب زين الدين أبو الجود بن البدر أبي محمد بن العلاء المشرقي الأصل التلعفري المولد الدمشقي الدار والوفاة الشافعي أخو محمد الآتي وذاك الأكبر ووالد الشهاب أحمد الماضي ووالده أيضاً ويعرف بابن المحوجب - بضم الميم ثم حاء مهملة مفتوحة بعدها واو ثم جيم مكسورة وموحدة. ولد سنة ثلاث وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه واشتغل يسيراً وسمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي والجمال بن الشرائحي وتكسب بالشهادة مع إدامة التلاوة والتهجد والصدقة وسرعة الدمعه وكثرة البكاء وقد خطب بمصلى العيدين من دمشق وأخذ عنه الشهاب اللبودي. مات في العشر الأوسط من ذي الحجة سنة تسع وسبعين بدمشق بعد أن عرض له الفالج قبيل سنة ودفن بالقبيبات عند أخيه وأبيهما جور التقي الحصني رحمهم الله وإيانا.
451 - عبد الرحيم بن حسن بن قاسم الزين القدسي رفيق إبراهيم بن إسحق العينوسي في الشهادة. مات في يوم الجمعة ثاني رجب سنة خمس وستين.
عبد الرحيم بن أبي الحسن سبط الشمس بن النقاش. في ابن علي.
 
452 - عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم الزين أبو الفضل الكردي الرازناني الأصل المهراني المصري الشافعي والد الولي أحمد وجويرية وزينب ويعرف بالعراقي. قال ولده انتساباً لعراق العرب وهو القطر الأعم والافهو كردي الأصل أقام سلفه ببلدة من أعمال اربل يقال لها رازنان ولهم هناك مآثر ومناقب إلى أن تحول والده لمصر وهو صغير مع بعض أقربائه فاختص بالشيخ الشريف تقي الدين محمد بن جعفر بن محمد بن الشيخ عبد الرحيم بن أحمد بن حجون القناوي الشافعي شيخ خانقاه رسلان بمنشية المهراني على شاطىء النيل بين مصر والقاهرة ولازم خدمته ورزقه الله قرينة صالحة عابدة صابرة قانعة مجتهدة في أنواع القربات فولدت له صاحب الترجمة بعد أن بشره المشار إليه به وأمره بتسميته باسم جده الأعلى أحد المعتقدين بمصر، وذلك في حادي عشري جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة بالمنشية المذكورة، وتكرر إحضار أبيه به إلى التقي فكان يلاطفه ويكرمه وعادت بركته عليه، وكذا أسمعه في سنة سبع وثلاثين من الأمير سنجر الجاولي والقاضي تقي الدين الاخنائي المالكي وغيرهما من ذوي المجالس الشهيرة مما ليس في العلو بذاك ولكنه كان يتوقع وجود حضور له على التقي المشار إليه لكونه كان كثير الكون عنده مع أبيه وكان أهل الحديث يترددون إليه للسماع معه لعلو سنده فإنه سمع من أصحاب السلفي فلم يظفر بذلك، ولو كان أبوه ممن له عناية لأدرك بولده السماع من مثل يحيى بن المصري آخر من روى حديث السلفي عالياً بالاجازة، نعم أسمع بعد علي ابن شاهد الجيش وابن عبد الهادي وحفظ القرآن وهو ابن ثمان والتنبيه وأكثر الحاوي وكان رام حفظ جميعه في شهر فمل بعد إثني عشر يوماً وعد ذلك في كرامات البرهان الرشيدي فإنه لما استشاره فيه قال انه غير ممكن فقال لا بد لي منه فقال افعل ما بدا لك ولكنك لا تتمه وكذا حفظ الالمام لابن دقيق العيد وكان ربما حفظ منه في اليوم أربعمائة سطر إلى غير ذلك من المحافيظ؛ ولازم الشيوخ في الدراية فكان أول شيء اشتغل به القراءات وكان من شيوخه فيها ناصر الدين محمد بن أبي الحسن بن عبد الملك بن سمعون أحد القدماء ولذا كان التقي السبكي يستدل بأخذ صاحب الترجمة عنه على قدم اشتغاله والبرهان الرشيدي والسراج الدمنهوري والشهاب السمين ومع ذلك فلم يتيسر له إكمال القراءات السبعة إلا على التقي الواسطي في إحدى مجاوراته بمكة؛ ونظر في الفقه وأصوله فحضر في الفقه دروس ابن عدلان ولازم العماد محمد بن إسحق البلبيسي والجمال الاسنوي وعنه وعن الشمس بن اللبان أخذ الاصول وتقدم فيهما بحيث كان الاسنوي يثني على فهمه ويستحسن كلامه في الاصول ويصغي لمباحثه فيه ويقول إن ذهنه صحيح لا يقبل الخطأ، وفي أثناء ذلك أقبل على علم الحديث بإشارة العز بن جماعة فإنه قال له وقد رآه متوغلاً في القراءات: إنه علم كثير التعب قليل الجدوى وأنت متوقد الذهن فاصرف همتك إلى الحديث، فأخذه بالقاهرة عن العلاء التركماني الحنفي وبه تخرج وعليه انتفع وبيت المقدس وبمكة عن الصلاح العلائي وبالشام عن التقي السبكي وزاد تفنناً باجتماعه بهما وأكثر فيها وفي غيرها من البلاد كالحجاز عن شيوخها فمن شيوخه بالقاهرة الميدومي وهو من أعلى شيوخه سنداً وليس عنده من أصحاب النجيب غيره؛ وبذلك استدل شيخنا على تراخي جده في الطلب عن سنة اثنتين وأربعين التي كان ابتداء قراءته فيها عشر سنين لأنه لو استمر من الأوان الأول لأدرك جمعاً من أصحاب النجيب وابن عبد الدائم وابن علاق وغيرهم وكذا من شيوخه بها أبو القسم بن سيد الناس أخو الحافظ فتح الدين وناصر الدين محمد بن إسماعيل الايوبي بن الملوك وبمصر ابن عبد الهادي ومحمد بن علي بن عبد العزيز القطرواني وبمكة أحمد بن قاسم الحراري والفقيه خليل إمام المالكية بها وبالمدينة العفيف المطري وببيت المقدس العلائي وبالخليل خليل بن عيسى القيمري وبدمشق ابن الخباز وبصالحيتها ابن قيم الضيائية والشهاب المرداوي وبحلب سليمان بن إبراهيم بن المطوع والجمال إبراهيم ابن الشهاب محمود في آخرين بهذه البلاد وغيرها كاسكندرية وبعلبك وحماة وحمص وصفد وطرابلس وغزة ونابلس وتمام ستة وثلاثين بحيث أفرد البلدانيات بالتخريج ورام البروز لبعض الضواحي ومعه بعض المسندين من شيوخ شيخنا ليكملها أربعين  
فما تيسر بل كان هم حين اشتغاله في القراءات بالتوجه لأبي حيان فصده عن ذلك حسن قصده، وكذا هم بالرحلة لكل من تونس لسماع الموطأ على خطيب جامع الزيتونة وبغداد فلم يقدر هذا مع انه مكث من رحلته إلى الشام سنة أربع وخمسين لم تخل له سنة غالباً من الرحلة إما في الحديث أو الحج. قال شيخنا في معجمه اشتغل بالعلوم وأحب الحديث لكن لم يكن له من يخرجه عن طريقة أهل الاسناد، وكان قد لهج بتخريج أحاديث الاحياء وله من العمر نحو العشرين يعني سنة خمس وأربعين، وذكر في شرحه للألفية أن المحدث أبا محمود المقدسي سمع منه شيئاً في تلك السنة ثم نبهه العز بن جماعة لما رأى من حرصه على الحديث وجمعه على طريقة أهله فحبب الله له ذلك ولازمه وأكب عليه من سنة اثنتين وخمسين حتى غلب عليه وتوغل فيه بحيث صار لا يعرف إلا به وانصرفت أوقاته فيه وتقدم فيه بحيث كان شيوخ عصره يبالغون في الثناء عليه بالمعرفة كالسبكي والعلائي وابن جماعة وابن كثير وغيرهم يعني كالاسنائي فإنه وصفه بصاحبنا حافظ الوقت ونقل عنه في المهمات وغيرها وترجمه في طبقات الشافعية ولم يذكر فيها من الاحياء سواه وكذا صرح ابن كثير باستفادته منه تخريج شيء وقف على المحدثين وقرأ عليه شيئاً، وذكر في شرحه للألفية انه سمعه منه حديثاً من مشيخة قاضي المرستان بل امتنع السبكي حين قدومه القاهرة سنة وفاته من التحديث إلا بحضرته؛ وقال العز بن جماعة كل من يدعى الحديث بالديار المصرية سواه فهو مدع، إلى غير ذلك مما عندي منه الكثير في كلام ولده وغيره، وتصدى للتخريج والتصنيف والتدريس والافادة فكان من تخاريجه فهرست مرويات البياني ومشيخة التونسي وابن القاري وذيل مشيخة القلانسي وتساعيات للميدومي وعشاريات لنفسه وتخريج الاحياء في كبير ومتوسط وصغير وهو المتداول سماه المغني عن حمل الاسفار في الاسفار في تخريج ما في الاحياء من الأخبار، ومن تصانيفه الألفية في علوم الحديث وفي السيرة النبوية وفي غريب القرآن وشرح الأولى وكتب على أصلها ابن الصلاح نكتاً وكذا نظم الاقتراح لابن دقيق العيد وعمل في المراسيل كتاباً وهو من أواخر ما جمعه وتقريب الاسانيد وترتيب المسانيد في الأحكام واختصره وشرح منه قطعة نحو مجدل لطيف وكذا أكمل شرح الترمذي لابن سيد الناس فكتب منه تسع مجلدات ولم يكمل أيضاً، وفي الفقه الاستعاذة بالواحد من إقامة جمعتين في مكان واحد وتاريخ تحريم الربا وتكملة شرح المهذب للنووي بنى على كتابة شيخه السبكي فكتب أماكن واستدراك على المهمات للاسنوي وسماه تتمات المهمات؛ وفي الاصول نظم منهاج البيضاوي إلى غير ذلك مما عندي منه الكثير من المختصرات وسمى ولده في ترجمته للتي أفردها منها جملة ومن الغريب قول البرهان الحلبي إنه خرج لنفسه معجماً، وما وقف شيخنا عليه وكذا وما قفت عليه؛ وولي التدريس للمحدثين بأماكن منها دار الحديث الكاملية والظاهرية القديمة والقراسنقورية وجامع ابن طولون وللفقهاء بالفاضلية وغيرها لهما، وحج مراراً وجاور بالحرمين وحدث فيهما بالكثير بل وأملى عشارياته بالمدينة وسافر مرة للحج في ربيع الأول سنة ثمان وستين هو وجميع عياله ومنهم ولده الولي أبو زرعة وابن عمه البرهان أبو إسحق إبراهيم بن محمد بن الحسين فرافقهم الشهاب بن النقيب وبدءوا بالمدينة فأقاموا بها عدة أشهر ثم خرجوا إلى مكة وكتب الشهاب حينئذ ألفيته الحديثية بخطه وحضر تدريسها عنده، وولي قضاء المدينة النبوية وخطابتها وإمامتها في ثاني عشر جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين بعد صرف المحب أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري ونقله لقضاء مكة واستقر عوض صاحب الترجمة في تدريس الحديث بالكاملية السراج بن الملقن مع كونه كان قد استناب ولده فيه ولكن قدم المذكور لشيخوخته ونازعه الولي في ذلك وأطال التكلم إلى أن كفه البلقيني والابناسي بتوسل السراج بهما في ذلك ثم صرف الزين عن القضاء وما معه بعد مضي ثلاث سنين وخمسة أشهر وذلك في ثالث عشر شوال سنة إحدى وتسعين بالشهاب أحمد بن محمد بن عمر الدمشقي السلاوي، وشرع في الاملاء بالقاهرة من سنة خمس وتسعين فأملى أربعمائة مجلس وستة عشر مجلساً فأولا أشياء نثريات ثم تخريج أربعي النووي ثم مستخرجاً على مستدرك الحاكم كتب منه قدر مجيلدة إلى أثناء كتاب الصلاة في نحو ثلثمائة مجلس  
أولها السادس عشر بعد المائة ولكن تخللها يسير في غيره ثم لما كبر وتعب وصعب عليه التخريج استروح إلى إملاء غير ذلك مما خرجه له شيخنا أو مما لا يحتاج لكبير تعب فكان من ذلك فيما يتعلق بطول العمر وأنشد في آخره قوله من أبيات تزيد على عشرين بيتاً:

بلغت في ذا اليوم سن الهرم

 

تهدم العمر كسيل العـرم

وآخر ما أملاه كان في صفر سنة ست وثمانمائة لما توقف النيل وشرق أكثر بلاد مصر ووقع الغلاء المفرط وختم المجلس بقصيدة أولها:

أقول لم يشكو توقف نيلنـا

 

سل اللّه يمدده بفضل وتأييد

يقول في آخرها:

وأنت فغفار الذنوب وسـاتـر ال

 

عيوب وكشاف الكروب إذا نودي


وصلى بالناس صلاة الاستسقاء وخطب خطبة بليغة فرأوا البركة بعد ذلك من كثرة الشيء ووجوده مع غلائه ومع تمشية أحوال الباعة بعد اشتداد الأمر جداً وجاء النيل في تلك السنة عالياً بحمد الله تعالى، وكان المستملي ولده وربما استملى البرهان الحلبي أو شيخنا أو الفخر البرماوي. قال شيخنا في معجمه: وكان يمليها من حفظه متقنة مهذبة محررة كثيرة الفوائد الحديثية؛ وحكى رفيقه الحافظ الهيثمي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وعيسى عليه السلام عن يمينه وصاحب الترجمة عن يساره، قال شيخنا وكان منور الشيبة جميل الصورة كثير الوقار نزر الكلام طارحاً للتكلف ضيق العيش شديد التوقي في الطهارة لا يعتمد الا على نفسه أو على الهيثمي المشار إليه - وكان رفيقه وصهره - لطيف المزاج سليم الصدر كثير الحياء قل أن يواجه أحداً بما يكرهه ولو آذاه متواضعاً منجمعاً حسن النادرة والفكاهة قال وقد لازمته مدة فلم أره ترك قيام الليل بل صار له كالمألوف وإذا صلى الصبح استمر غالباً في مجلسه مستقبل القبلة تالياً ذاكراً إلى أن تطلع الشمس ويتطوع بصياع ثلاثة أيام من كل شهر وستة شوال كثير التلاوة إذا ركب. قال وقد أنجب ولده الولي أحمد ورزق السعادة في رفيقه الهيثمي قال وليس العيان في ذلك كالخبر، وقال في صدر اسئلة له سألت سيدنا وقدوتنا ومعلمنا ومفيدنا ومخرجنا شيخ الاسلام أوحد الاعلام حسنة الأيام حافظ الوقت فلاناً؛ وفي أنبائه إنه صار المنظور إليه في هذا الفن من زمن الأسبائي وهلم جرا قال ولم نر في هذا الفن أتقن منه وعليه يخرج غالب أهل عصره ومن أخصهم به شيخنا صهره الهيثمي وهو الذي دربه وعلمه كيفية التخريج والتصنيف بل كان هو الذي يعمل له خطب كتبه ويسميها له وصار الهيثمي لشدة ممارسته أكثر استحضاراً للمتون من شيخه حتى يظن من لا خبرة له إنه أحفظ منه وليس كذلك لأن الحفظ المعرفة قال وقد لازمته عشر سنين سوى ما تخللها من الرحلات، وكذا لازمه البرهان الحلبي نحواً من عشر سنين وقال أيضاً لم أر أعلم بصناعة الحديث منه وبه تخرجت؛ وقد أخبرني إنه عمل تخريج أحاديث البيضاوي بين الظهر والعصر، وكان كثير الحياء والعلم والتواضع محافظاً على الطهارة نقي العرض وافر الجلالة والمهابة على طريق السلف غالب أوقاته في تصنيف أو إسماع مع الدين والأوراد وإدامة الصوم وقيام الليل كريم الأخلاق حسن الشرف والأدب والشكل ظاهر الوضاءة كأن وجهه مصباح ومن رآه عرف أنه رجل صالح، قال وكان عالماً بالنحو واللغة والغريب والقراءات والحديث والفقه وأصوله غير إنه غلب عليه فن الحديث فاشتهر به وانفرد بالمعرفة فيه مع العلو؛ قال ودهنه في غاية الصحة ونقله نقر في حجر، قال وكان كثير الكتب والأجزاء لم أر عند أحد بالقاهرة أكثر من كتبه وأجزائه ويقال إن ابن الملقن كان أكثر كتباً منه وابن المحب كان أكثر أجزاءاً منه، قال وله نظم وسط وقصائد حسان ومحاسنه كثيرة، وذكره ابن الجزري في طبقات القراء فقال: حافظ الديار المصرية ومحدثها وشيخها. وقال في خطبة عشارياته: وكان بعض شيوخنا من كبار الحفاظ رحمهم الله قد جمع أربعين حديثاً عشارية الاسناد ولم يكن في عصره أعلى منه في أقطار البلاد فرأيت أن اقتدي به في ذلك لأني له في كبار شيوخه موافق ومشارك فصاحب الترجمة هو المعنى بالاشارة، بل قال في كتابه في علوم الحديث في الوفيات وقد ختم بها الكتاب آخر حفاظ الحديث وممليه وجامع أنواع والمؤلف فيه وبه ختم أئمة هذا العلم وبه ختمت الكتاب والله الموفق للصواب وقد قلت لما بلغتني وفاته وإنه بسمرقند:

رحمة الله للعراقـي تـتـرى

 

حافظ الأرض حبرها باتفـاق

إنني مـقـسـم ألـية صـدق

 

لم يكن في البلاد مثل العراقي

وكتبت إلى ولده العلامة ولي الدين أبي زرعة أحمد وهو أفضل من قام بعد أبيه ومن لا نعلم في هذا الوقت له شبيه وهو بالديار المصرية أبقاه الله للاسلام، وفيه أحسن تورية وألطف إبهام:

ولي العلم صبراً على فقد والـد

 

رءوف رحيم للورى خير مؤمل

إذا فقد الناس العراقي حافـظـاً

 

إمام هدىً حبراً فأنت لهم ولـي


وقال التقي الفاسي في ذيل التقييد كان حافظاً متقناً عارفاً بفنون الحديث والفقه والعربية وغير ذلك كثير الفضائل والمحاسن متواضعاً ظريفاً، ومسموعاته وشيوخه في غاية الكثرة؛ وأخذ عنه علماء الديار المصرية وغيرهم وأثنوا على فضائله وأخذت عنه الكثير بقراءتي وسماعاً وبعد انصرافه من المدينة أقام بالقاهرة مشتغلاً بالتصنيف والافادة والاسماع حتى مضى لسبيله محموداً، وقال الصلاح الأقفهسي في معجم الحافظ الجمال بن ظهيرة وكل منهما ممن أخذ عنه دراية ورواية وبرع في الحديث متناً وإسناداً وشارك في الفضائل وصار المشار إليه بالديار المصرية وغيرها بالحفظ والاتقان والمعرفة مع الدين والصيانة والورع والعفاف والتواضع والمروءة والعبادة ومحاسنه كثيرة وقد رأيت الأقفهسي مدحه بقصيدة أولها:

حديث وجدي في هواكم قديم

 

والصبر ناءٍ واشتياقي مقيم

وكذا مدحه بالنظم غير واحد وترجمته محتملة للبسط؛ وهو مترجم في عدة معاجم وفي القراء والحفاظ والفقهاء والرواة والمصريين وكذا ترجمته في المدنيين، وقال المقريزي في السلوك شيخ الحديث انتهت إليه رياسته ولم يزد، وقال ابن قاضي شهبة وذكر لنا إنه كان معتدل القامة إلى الطول أقرب كث اللحية يصدع بكلامه أرباب الشوكة لا يهاب سلطاناً فضلاً عن غيره، وفيمن أخذت عنه خلق ممن أخذ عنه رواية ودراية أجلهم شيخنا ثم مستمليه والشرف المراغي والعز بن الفرات والشهاب الحناوي والعلاء القلقشندي؛ وتأخر من روى عنه بالسماع إلى بعد الثمانين بقليل وبالاجازة زينب الشوبكية؛ وكان للأمراء في أواخر ذاك القرن اعتناء بالعلماء فكان لكل أمير عالم بالحديث يسمع الناس ويدعو الناس للسماع فاتفق أن الجلال عبيد الله الأردبيلي والد البدر بن عبيد الله أحد مشاهير الحنفية كان ممن يتردد لنوروز بسبب اسماع الحديث عنده فقيل له إن شيخ الحديث هو العراقي فاستدعى به فلما حضر قال عبيد الله مرسومكم قد حصل الاستغناء فقال بل كونا معاً والظاهر إن العراقي ترك المجئ من ثم فإن أميره كان إما أيتمش صاحب المدرسة التي بباب الوزير أو يشبك الناصري الكبير فقد حكى لنا المحب ابن الأشقر أنه سمع على العراقي كلا الصحيحين بمجلسه وإن الشيخ لم يكن يجلس إلا على طهارة فكان إذا أحدث قطع القارئ القراءة حتى يتوضأ ولا يسمح بالمشي على بساط الأمير بدون حائل انتهى. ويحتمل أسماعه عند الجميع. مات عقب خروجه من الحمام في ليلة الأربعاء من شعبان سنة ست وثمانمائة بالقاهرة ودفن بتربتهم خارج باب البرقية وكانت جنازته مشهورة وقدم للصلاة عليه الشيخ شهاب الدين الذهبي، ومات وله احدى وثمانون سنة وربع سنة نظير عمر السراج البلقيني، قال شيخنا وفي ذلك أقول في المرثية:

لا ينقضي عجبي من وفق عمرهما

 

العام كالعام حتى الشهر كالشهـر

عاشا ثمانين عامـاً بـعـده سـنة

 

وربع عام سوى نقص لمعتـبـر

وأشير بذلك إلى أنهما لم يكملا الربع بل ينقص أياماً قال وقد ألممت برثائه في الرائية التي رثيت بها البلقيني يعني وسبق منها ما تقدم وخصصته بمرثية قافية وساقها أولها:

مصاب لم ينفس للـخـنـاق

 

أصار الدمع جاراً للأماقـي

فروض العلم بعد الزهـو ذاو

 

وروح الفضل قد بلغ التراقي

ومن نظمه مما سبقه لمعناه الذهبي:

إذا قرأ الحديث على شخص

 

وأمل ميتتي ليروج بعـدي

فماذا منه انصـاف لأنـي

 

أريد بقاءه ويريد فـقـدي

ومنه مما سبق أيضاً لنحوه:

ألا ليت شعري هل أبيتن لـيلة

 

بمصر ففيها من أحب نزول

وهل أردن يوماً موارد نيلهـا

 

وهل يبدون لي روضة ونخيل

وقوله في العشرة المشهود لهم بالجنة:

وأفضل أصحاب النبي مكـانة

 

ومنزلة من بشروا بـجـنـان

سعيد زبير سعد عثمان عامـر

 

علي ابن عوف طلحة العمران

وقوله ناسجاً على منوال أحد المحدثين أحمد بن إبراهيم بن أحمد السنجاري مما كتب به إلى الكمال الشمني بعد موت شيخهما التاج بن موسى السكندري المتوفي بها سنة ثمان وتسعين وسبعمائة:

في عام تسعين بعد سبع ميء

 

ثم ثمان تعد بـالـضـبـط

لم يبق بالثغر من يقال له

 

حدثكم واحد عن السبط

وقوله ناسجاً على منوال التقي السبكي دروس أحمد خير من دروس أبه البيتان كما قدمتهما في الولي أحمد، وفي أماليه من نظمه الكثير، قال المقريزي في عقوده بعد أن ترجمه إنه كان للدنيا به بهجة ولمصر به مفخر وللناس به أنس ولهم منه فوائد جمة، ومن فوائده قال بت بجامع عمرو ليلة سابع عشري رجب فأنشد سعد الأجذم على المنارة شيئاً منه: ما كل مرة تغضب ترجع نصطلح حلفت إن لم ترجعوا لنغضبن زمان فسمع هذا شخص فصرخ صرخة عظيمة فمات قال وصليت عليه ثاني يوم وشهدت جنازته رحمه الله وايانا ونفعنا ببركاته.
عبد الرحيم بن صدقة بن محمد بن أيوب الزين بن فتح الدين بن الشرف المخزومي الكردي المحرقي الأصل القاهري الأزهري الشافعي أخو عبد القادر ويونس الآتيين ويعرف بابن صدقة. ولد سنة أربع وأربعين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ فاشتغل بالعلم وتميز وسمع الحديث على غير واحد من المتأخرين ولازم الزين زكريا فعرف به وأقرأ صغار الطلبة وجاور غير مرة بالحرمين منها بمكة في سنة ثمان وتسعين وكان معه ابنه أبو الفتح فكان الولد يركب الكرسي للعامة ثم رجعا وتخلفا في الينبوع ليركبا البحر لمزيد شدة وعجز قبل ذلك مع تدين وسكون وفاقة وهو ممن تردد إلى هنا وبمكة ونعم الرجل.
عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن حسن بن داود بن سالم بن معالي البدر أبو الفتح بن الموفق أبي ذر بن الشهاب العباسي الحموي الأصل القاهري الدمشقي الشافعي الماضي أبوه وجده والآتي أخوه المحيوي محمد. ولد في رمضان سنة ست وستين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي وجمع الجوامع وألفية ابن مالك والتلخيص وقطعة من المطالع، وعرض على الأمين الاقصرائي والكافياجي والزين قاسم وابن الشحنة الحنفيين والعز الحنبلي والبرهان بن ظهيرة حين كان بالقاهرة وآخرين، وسمع علي الشاوي وعبد الصمد الهرستاني والقطب الخيضري؛ وسافر إلى الشام فأخذ في الفقه والأصلين عن المحب البصروي ولازمه بحيث أوصى له عند موته بتصانيفه، وكذا أخذ في الأصلين مع العربية والمنطق والعروض عن الشرف بن عيد وبرع فيما بلغني؛ ودرس بالناصرية والظاهرية والعذراوية وكان اجلاسه في أولها حافلاً، وجمع تاريخاً لقضاة دمشق لم يكمل، وكذا شرع في شرح لألفية ابن مالك، وتعفف عن الولايات ثم ولي كتابة سر دمشق في سنة ثلاث وتسعين وانفصل عنها في سنة خمس بالأسلمي سلامة الملقب محب الدين بعد المجئ بهذا من معتقله بقلعة دمشق وإهانة الأتابك له لدين له عليه مما لم يسهل بكثيرين سيما الملك بحيث أرسل اميرآخور فأخذه من بيته، ثم رجع إلى بلده ثم قدم منها في الركب الشامي سنة سبع وتسعين وجاور التي تليها ولقيني فيها.
عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد معين الدين بن صفي الدين بن شهاب الدين الحسيني البمي الكرماني الشافعي. ممن سمع مني وعلي أشياء بمكة، وكتبت له اجازة في كراسة وسافر إلى بلاده.
عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد الزين بن المجد بن الجيعان آخر إخوته. ولد وحفظ القرآن وغيره واعتنى كأقربائه بالمباشرة وصار المتكلم في البيبرسية ومدرسة أبيه المجاورة لبيتهم، وحج وصاهره التقي ابن الرسام ثم الشهاب بن الفرفور ثم حفيد عمه التاج بن عبد الغني واحداً بعد آخر على ابنته، وتوالت عليه أمراض متنوعة، ودام انقطاعه بها مدة حتى مات في ذي القعدة سنة ست وتسعين وما رأيت في مستحقي مدرستهم من يحمده رحمه الله وعفا عنه.
عبد الرحيم بن عبد الكافي بن عبد الرحيم بن عيسى بن شرف الصميدي - بمهملة مصغر ثم الصالحي محتسبها الدمشقي الشافعي. ولد في خامس عشري رمضان سنة احدى وستين وسبعمائة، وسمع من لفظ المحب الصامت وعلى محمد بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم الأول من انتخاب السلفي من أصول جعفر السراج قالا أخبرنا به التقي سليمان بن حمزة ويحيى بن سعد قال الثاني حضوراً عليهما في الثالثة وقال الأول حضوراً على أولهما وسماعاً على الثاني كلاهما عن جعفر الهمذاني قال التقي سماعاً بسنده؛ وعلى أبي الهول الجزري وناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة وقريبه العلاء علي بن البهاء عبد الرحمن بن العز محمد بن سليمان بن حمزة ومحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي راجح ورسلان بن أحمد الذهبي وأبي عبد الله محمد بن الرشيد عبد الرحمن والشهاب أحمد بن علي بن أحمد بن الحسن ابن عبد الله بن الحافظ عبد الغني وفرج عتيق الشرف عبد الله بن الحسن الحافظي جزء أبي الجهم بسماعهم له على الحجاز زاد أبو الهول وعلى التقي سليمان بن حمزة وزاد هو وابن داود وعلى أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وزاد ابن داود وابن أبي راجح وابن الرشيدي وعلى يحيى بن محمد بن سعد قال الأربعة أخبرنا به أبو المنجا بن التي سماعاً للأولين وإجازة للآخرين زاد التقي وابن عبد الدائم فقالا وأخبرنا به أبو عبد الله بن الزبيدي حضوراً للتقي وسماعاً للآخر قالا أخبرنا به أبو الوقت بسنده، وحدث سمع منه الفضلاء وكان يتكلم في الحسبة بالصالحية أجاز لي في استدعاء مؤرخ بشوال سنة اثنتين وخمسين، ومات بعد.

عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حامد ابن أبي الطاهر بن عمر بن خليفة بن الشيخ الولي أبي محمد عبد الله بن أحمد بن علي الشرف أبو السعادات وأبو الفضائل بن كريم الدين أبي المكارم بن كمال الدين أبي عبد الله بن سعد الدين بن الخطيب جمال الدين القرشي البكري الصديقي الجرهي المحتد الشيرازي المولد الشافعي والد العفيف محمد أبي نعمة الله الآتي كل منهما؛ وجره بكسر الجيم والراء كما هو على الألسنة حسبما قاله لي العلاء بن السيد عفيف الدين وكذا رأيته بخط بعض المتقنين من بلادهم لكن بزيادة في النسبة حيث قال الجرهريني، ولد في ليلة الخميس ثالث صفر سنة أربع وأربعين وسبعمائة بشيراز وحفظ القرآن وهو ابن ست وأخذ عن أبيه رواية ودراية؛ وتفقه بأخيه الغياث أبي محمد بعد الله وأستاذه الفخر أحمد بن محمد بن أحمد السمرقندي التبريزي صاحب الفخر الجاربردي وبالقوام أبي المحاسن عبد الله بن محمود بن نجم الشيرازي وسمع الكشاف علي القاضي العضد وعليه وعلى القوام والمعمر إمام الدين حمزة بن محمد بن أحمد التبريزي وسعد الدين محمد بن مسعود البلياني الكازروني وفريد الدين عبد الودود بن داود بن محمد الواعظ والمجد إسماعيل الفالي الماضي الشيرازيين سمع عليهم الحديث؛ في آخرين من أوائلهم أبو الفتوح الطاوسي بل حج معه حجة الاسلام، وسمع من إمام الدين علي بن مباركشاه الصديقي الساوي قديماً في سنة خمسين الصحيح وغيره، وارتحل فأخذ بمكة عن العفيفين اليافعي ويقال إن روايته عنه بالاجازة والنشاوري والكمال أبي الفضل النويري وأخيه أبي الحسن علي والشهاب أحمد بن ظهيرة وأخيه العفيف عبد الله والأمين أبي اليمن والمحب بن الشهاب أحمد الطبري وأبي العباس أحمد ابن عبد المعطي والتقي عبد الرحمن بن محمد الفاسي والشمس بن سكر والمجد الفيروزابادي وأم الحسن فاطمة ابنة الحرازي والشرف أبي الروح عيسى العجلوني ولبس منه الخرقة بلباسه لها من الشمس محمد الخابوري قال عن السهروردي وفيه سقط وكذا لبسها من النور محمد بن عبد الله الكرماني عن المجد بن الشهاب فضل الله التوربشتي عن والده عن السهروردي، وأخذ بالمدينة عن الزين العراقي الكثير وببيت المقدس عن الجلال عبد المنعم بن أحمد الأنصاري والعفيف عبد الله البسطامي والشمس محمد بن محمد بن يحيى الندرومي وبدمشق عن الحافظ أبي بكر ابن المحب وأبي الهول الجزري ورسلان بن أحمد الذهبي وناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة ومحمد بن عبد الرحمن بن خطيب المزة ويحيى الرحبي وأحمد ابن عبد الغالب الماكسيني والأمين محمد بن إبراهيم بن الشهاب وطائفة وتلا هناك القرآن مع عرض الشاطبية على أبي الجود عبد الوهاب بن يوسف بن إبراهيم ابن السلار الدمشقي وذلك في جمادى الثانية سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة وبمصر عن البرهان إبراهيم بن عبد الرحيم بن جماعة والجمال عبد الله الباجي وعبد اللطيف بن عبد المحسن السبكي ابن أخت التقي والجمال الاميوطي والبلقيني وابن الملقن والتنوخي والصدر المناوي والحلاوي وطائفة وببغداد عن الكرماني وغيره ومن شيوخه غازي بن عبد الله المزي أحد أصحاب الفخر بن الفخاري، وممن أجاز له من أصبهان أبو الفتوح محمد بن محمد بن محمد الأيسي، وهو مكثر مسموعاً وشيوخاً بالنسبة لأهل ناحيته حتى انه سمع البخاري على نيف وسبعين شيخاً من قبل الخمسين إلى بعد السبعين وصحيح مسلم على عشرة فأكثر وكمل له سماع الكتب الستة والموطأ ومسند الشافعي والدارمي وغيرها وذكرت شيئاً منها في تاريخ المدينة، وأكثر المجاورة بالحرمين حتى انه حج أكثر من ثلاثين مرة وحدث بهما وببلاد فارس بالكثير حتى في مرض موته، سمع منه الأئمة وممن سمع منه ولده العفيف محمد فقرأ عليه أشياء وذكره في مشيخته وبالغ في مدحه والطاووسي وترجمه فقال كان شيخاً كبيراً عالماً ناسكاً حج قريباً من خمسين حجة وأكثر المجاورة بالحرمين وسمع وأسمع سنين عديدة وقال لي أدركت من ثلثمائة شيخ بالسماع والقراءة والاجازة بشيراز والعراق ومصر والشام والحجاز قال وشهرته تغني عن بسط القول فيه، وممن سمع عليه التقي بن فهد وابناه وقرأ عليه أبو الفرج المراغي سنة إحدى وعشرين بالروضة النبوية في المصابيح وسمع عليه غير ذلك، وكان كثير العبادة والتلاوة والصيام مع كبر سنه حريصاً على  
إيقاع الخمس في الجماعات. مات في ليلة الأحد سابع عشري صفر سنة ثمان وعشرين ببلادلار، وممن ترجمه المقريزي في عقوده والتقي بن فهد في معجمه كلاهما باختصار.
459 - عبد الرحيم بن عبد الله بن الشيخ خليل القلعي. كتب من دمشق على استدعاء مؤرخ بسنة ثمان وثمانين وما علمت أمره.
460 - عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن بهرام الزين بن الجمال الحلبي أحد عدولها. كان رأساً في العدالة ومعرفة الشروط ذكياً ضابطاً متقناً عاقلاً ساكناً وصل إلى اللاذقية قبل أن يرحل التتار عن حلب فمات في شعبان سنة ثلاث بمدينة الشعر ودفن هناك. ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا وقال كان مشكور السيرة فاضلاً أتقن الشروط ورأس فيها.
461 - عبد الرحيم بن عبد الوهاب الفقيه زين الدين بن تاج الدين الطنتدائي خليفة المقام الأحمدي بها. مات هناك في صفر سنة ثمان وستين. أرخه ابن المنير.
462 - عبد الرحيم بن عثمان بن الرومة السيلوني. ذكره النجم بن فهد في معجمه وبيض له.
463 - عبد الرحيم بن علي بن أحمد بن عثمان زين الدين أبو نعيم بالتصغير بن العلاء أبي الحسن السعدي العبادي الأنصاري الخزرجي الحلبي الأصل المصري الشافعي سبط الشمس أبي أمامة بن النقاش وأخو عبد الرحمن الأصم الماضي ويعرف بابن النقاش. ولد سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وتلا لأبي عمرو على بعض القراء واشتغل بالفقه والنحو والأدب على مشايخ أخيه بل ذكر أنه سمع البخاري ببيت المقدس على أبي الخير بن العلائي. وأجاز له الزين العراقي؛ وله نظم كتب عنه البقاعي من نظم طبيب كان نصرانياً ثم أسلم لغزاً في أباريق، وأرخ وفاته في سنة أربع وخمسين أو التي قبلها وهو ممن قرأ على شيخنا في البخاري وقال في التبليغ له نفع الله به.
464 - عبد الرحيم بن علي بن محمد بن عمر الزين الطولوني الأصل المدني الشافعي مهندس الحرم ويعرف بالمهندس وبابن البناء. مات سنة إحدى وتسعين وهو ممن حفظ العمدة والمنهاجين وألفية ابن مالك واشتغل.
عبد الرحيم بن علي بن الحموي الواعظ. كذا سمى ابن عزم والده وصوابه عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمد بن علي وقد مضى.
465 - عبد الرحيم بن غلام الله بن محمد الزين المنشاوي ثم المصري القاهري الحنفي ويعرف بالمنشاوي. ولد في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بمنشية المهراني، ونشأ بها فحفظ القرآن والمجمع والمغني في أصولهم وألفية ابن معطي وابن مالك والكافية الشافية والتلخيص؛ وعرض على العيني وغيره وتفقه بابن الهمام وخير الدين خضر الرومي وابن الديري والشمس التفهني، وأخذ في الأصول عن أبي العباس الحنفي وحضر في العربية عند ابن قديد وجود القرآن على الشمس الحكري وكتب بخطه الكثير. وناب عن ابن الديري فمن بعده ثم أعرض عن ذلك، وحج وجاور غير مرة وسمع هناك على أبي الفتح المراغي وبالمدينة على أخيه أبي الفرج بل وسمع بالقاهرة على البوتيجي واستقر في تدريس القانبيهية بعد موت النجم القرمي والماسية بباب القرافة من واقفها وتدريس الفرائض بالمنجكية لجوهر المنجكي، واختص بتغري بردى ططر وأقرأه وسافر معه حين تأمر على الحج، وتردد إلى قبل ذلك وبعده ولما انفق لقاضي الحنفية الغزي تلك النوازل عين للقضاء بدله ويقال أنه بقدر معين ويكون باقي المعاليم للذخيرة ثم حصل الانثناء عنه بعد كلام كثير من عبد البر ونحوه وقرر الأخميمي؛ وبالجملة فهو عاقل درب منجمع متوسط الفضيلة. وهو ممن فر ومعه ولداه لمكة بحراً حين طاعون سنة ست وتسعين فدام بها حتى مات.
 
466 - عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن صديق التاج أبو اليسر وأبو اليمن وأبو الفضل وأبو محمد وأبو الحسن بن قاضي الحنفية الشمس أبي عبد الله بن الشهاب أبي العباس بن الامام ظهير الدين أبي المناقب الطرابلسي الأصل القاهري الحنفي شقيق قاضي الحنفية الأمين أبي نصر عبد الوهاب ووالد المعين محمد الآتيين ويعرف كسلفه بابن الطرابلسي. ولد في يوم الثلاثاء سابع عشري المحرم سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وعرضها على أئمة واشتغل يسيراً وأسمع بالقاهرة على حسين بن عبد الرحمن بن مناع التكريتي البعث لابن أبي داود وعلى العز أبي اليمن بن الكويك المسلسل واختلاف الحديث والأدب المفرد وعلى إبراهيم بن داود الامدي وناصر الدين أبي الفتح نصر الله ابن أحمد القاضي الحنبلي الشفا وعلى الصدر محمد بن العلاء علي بن منصور القاضي الحنفي صحيح البخاري وعلى التنوخي المسلسل ومسند الدارمي وعبد وجزء أبي الجهم وأشياء وكذا سمع المسلسل على الشمس محمد بن يوسف بن أحمد الحكار والشرف أبي بكر بن جماعة وعلى ثانيهما فقط جزء البطاقة في آخرين كالصلاح البلبيسي والشمس ابن الخشاب وابن الشيخة والسويداوي وبمكة بعد الثمانين على النشاوري الصحيحين وعلى الاميوطي صحيح مسلم فقط وعلى القاضي أبي الفضل محمد بن أحمد النويري وفي سنة اثنتين وتسعين على ابن صديق موافقات الدارمي وعلى المجد اللغوي خطبة قاموسه وخطبة المرقاة الوفية إلى طبقات الحنفية وإلى بدء الوحي من شرحه للبخاري منح الباري بالسيح الفسيح الجاري وتناول المجلد الأول منه وجميع المصنفين قبله، وأجاز له القيراطي وابن رجب وأبو العباس بن عبد المعطي وسعد الله الاسفرائيني والشهاب أحمد بن ظهيرة وآخرون، وناب عن أخيه فمن بعده إلا ابن العديم وولده فلم ينب عنهما رعاية لأخيه. وولي أيضاً افتاء دار العدل والتدريس بالعاشورية وغيرها، وحدث سمع منه الأئمة، وكان كما قال شيخنا في إنبائه يصمم في الأحكام ولا يتساهل كغيره، وأقعد بأخرة وحصلت له رعشة في بدنه ثم فلج فحجب وأقام كذلك سنين حتى مات في يوم الجمعة حادي عشري المحرم سنة إحدى وأربعين وصلى عليه بجامع الحاكم عقب الجمعة ثم دفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
467 - عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن حامد بن أحمد بن عبد الرحمن الزين أبو النصر بن أبي حامد المقدسي الشافعي الماضي جده والآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن حامد. ولد سنة بضع وثلاثين وسمع على جده وعم أبيه الشمس محمد بقراءة ابن فهد، وأجاز له شيخنا والبرهان الحلبي وابن ناصر الدين وابن بردس وابن الطحان وابن ناظر الصحابة وناصر الدين الفاقوسي والتاج الشرابيشي وابن الفرات وعائشة وابنة الشرائحي في آخرين. مات في يوم الثلاثاء حادي عشر رمضان سنة تسعين ببيت المقدس ودفن من الغد بمقبرة ماملا.
468 - عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن علي بن إسماعيل بن علي بن صالح بن سعيد الزين والشرف بن الشمس بن التقي القلقشندي ثم المقدسي الشافعي سبط الحافظ العلائي ووالد أحمد وعلي وأخو عبد الرحمن وأبي بكر ويعرف كسلفه بابن القلقشندي. ولد في رمضان سنة تسع وستين وسبعمائة ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن وكتباً واشتغل على أبيه وغيره، وفضل وتميز حتى صار عين الشافعية ببلده وسمع بأخباره من جده التقي الصحيح أخبرنا به الحجار ووزيرة، وكذا سمع على الزيتاوي وغيره، ودرس بأماكن وولي خطابة الأقصى شركة لغيره، قال التقي بن قاضي شهبة في طبقاته رأيت خطه على فتوى تدل على كثرة استحضاره وجودة تصرفه قال ولما سكن الهروي هناك حصل بينهما شرور كثيرة ومرافعات وقوى الهروي عليه انتهى. والفتيا المشار إليها كانت وردت في سنة ست عشرة من الروم تتضمن السؤال عن أمور وردت من مخلول أو مجنون ولكن لم أقف على الأجوبة فأعرضت عن كتابتها، وقد لقيه ابن موسى في سنة خمس عشرة ببيت المقدس فأخذ عنه ووصفه بالامام العلامة شرف الدين؛ وكان رفيقه في الأخذ عنه الموفق الأبي. مات في آخر سنة عشرين عن أزيد من خمسين سنة؛ ورأيت من أرخه في صفر سنة إحدى وعشرين رحمه الله.
 
469 - عبد الرحيم بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صلح الزين الهيثمي ثم القاهري الشافعي والد أبي البركات محمد وأخو عبد الله وعبد العزيز وابن أخي الحافظ النور الهيثمي. لازم العراقي حتى قرأ عليه تخريج الأحياء وغيره من تصانيفه وكذا لازم ولده الولي بل واستملى عليه أحياناً؛ وكتب بخطه أشياء وسمع أيضاً على الهيثمي وغيره وعلى والده فيما ظنه الزين رضوان، ولي مشيخة الزمامية بالصحراء وغير ذلك. وكان فاضلاً تأخر إلى بعد الثلاثين رحمه الله.
عبد الرحيم بن محمد بن أبي بكر الرومي الحنفي. أظنه ابن الإمام الآتي فيمن لم يسم أبوه.
470 - عبد الرحيم بن محمد بن حسن بهاء الدين خواجة بن القاضي الفاضل الشمس بن فخر القضاة والأكابر القاضي إمام الدين المكي الأصل الاردستاني الشافعي تلميذ فضل الله الآتي. شاب فاضل سمع مني وعلي بمكة ما سمعه وقرأه شيخه المشار إليه وكتبت له في مجموعه.
471 - عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن بكتمر الزيني بن ناصر الدين ابن جمال الدين بن الأمير الحاجب صاحب المدرسة والدار المجاورة لها بباب النصر ووالد عبد الرحمن الماضي وعبد الله وألف، ويعرف كسلفه بابن الحاجب من بيت رياسة وحشمة وله هو وجاهة متوسطة في الدولة. مات قبيل الخمسين بالقاهرة؛ وكانت له أخبار جمة في الوسواس وتطهير الثياب والأواني خارجة عن الحد فيها ما يضحك منه؛ وتبعه ابنه ولكن لم يبلغ مبلغه، وقد ترجمته في سنة ثلاث وخمسين من التبر المسبوك.
 
472 - عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن محمد بن عبد العزيز ابن محمد العز أبو محمد بن المؤرخ ناصر الدين بن العز أبي الفضل بن الفرات المصري القاهري الحنفي الآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن الفرات باسم النهر من بيت شهير. ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والبداية في المذهب وغيرها وعرض في سنة إحدى وسبعين فما بعدها على جماعة من أئمة أرباب المذاهب فمن أئمة مذهبه السراج الهندي وأكمل الدين والصدر محمد حفيد العلاء بن التركماني والشمس الطرابلسي وأبو بكر بن التاجر والشمس محمد بن الصائغ ومحمد بن السكري ومن الشافعية الضياء بن سعد الله القزويني والكلائي مصنف المجموع والبلقيني وابن الملقن والابناسي ومحمد بن أحمد الشامي والبدر حسن بن العلاء علي القونوي والصدر المناوي وإسماعيل بن إبراهيم بن جماعة وعبد العزيز السيوطي ومحمد بن عثمان بن خضر ومحمد بن أبي البقاء السبكي ومن المالكية ابن مرزوق الكبير والشرف بن عسكر البغدادي وحمزة بن علي الحسيني والبرهان الاخنائي وأحمد بن عمر بن علي بن هلال الربعي ومن الحنابلة العلاء علي بن محمد الكناني والشمس الزركشي شارح الخرقي ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم المقدسي وسليمان بن أحمد الكناني، وأجازوا له مع غيرهم ممن تركته ممن لم يجز، وأخذ الفقه عن قاضي مذهبه الشرف بن منصور والجمال الملطي وغيرهما وأجازه ثانيهما بالافتاء والتدريس والنحو عن المحب بن الجمال بن هشام بحث عليه شرح الشذور لوالده والبرهان الدجوي بحث عليه شرح الألفية لابن عقيل وغيرهما والحديث عن الزين العراقي أخذ عنه شرحه لألفيته ونكته على ابن الصلاح، وكان يصفه في التبليغ بالشيخ الإمام بل أذن له في إقرائهما وسمع عليه بعض عشارياته وغيرها بمشاركة الحافظ الهيثمي وكتب عنه كثيراً من أماليه وأثبت المملي اسمه في كثير من مجالسه؛ وحضر دروس البلقيني الكثيرة في التفسير والحديث وغيرهما. ومما أخذه عنه بعض محاسن الاصطلاح وكذا لازم العز محمد بن جماعة في كثير من العلوم التي كانت تقرأ عليه وسمع على الحسين بن عبد الرحمن التكريتي في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة البعث لابن أبي داود ومنتقي من ذم الكلام للهروي وعلى قاضي مذهبه المجد إسماعيل الحنفي وأبي علي المطرز والجمال الرشيدي الجزء الرابع والخامس من أبي داود في سنة تسعين ووصف في الطبقة بالقاضي وعلى المجد وحده كتاب الأربعين الجهادية لابن عساكر وعلى والده الشفا بفوت يسير وعلى الجمال عبدا لله بن العلاء الحنبلي وغيرهم، وذكر لي غير مرة أنه سمع البخاري على البهاء أبي البقاء السبكي، وبالجملة فلم نجد له سماعاً على قدر سنه بلى قد أجاز له خلق انفرد بالرواية عن أكثرهم في الدنيا فأجاز له في عاشر شعبان سنة خمس وستين العز أبو عمر بن جماعة فهرست مروياته بالسماع والاجازة وهو خبط عم والده عبد الخالق بن علي؛ وأرسل شيخنا بذلك ورقة بخطه لصاحب الترجمة كانت عنده أوردتها في موضع آخر، وأجاز له قبل ذلك في استدعاء آخر مؤرخ بسابع ذي الحجة سنة إحدى وستين وجماعة وفي آخر بذي الحجة سنة ثلاث وسبعين خلائق وبآخر شعبان سنة خمس وتسعين طائفة، وممن أجاز له من الأعيان الشهاب بن النجم والبدر بن الجوخي وزغلش وست العرب وابن أميلة والشحطبي والبياني وابن عطاء الله الحنفي والصلاح بن أبي عمر وابن بشارة وغيرهم من أصحاب الفخر وأحمد بن عبد الكريم بن أبي الحسين البعلي وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن فلاج السكندري والزيتاوي والقيراطي والصفدي والتاج بن السبكي والكرماني والسوق والمنبجي وعلي بن إبراهيم الصهيوني، وعدة من أجاز له نحو من مائتي نفس وثلاثين نفساً خرج له صاحبنا النجم بن فهد عن أكثرهم مشيخة لم يتيسر له الارسال بها إلينا، وناب في القضاء سنة إحدى عشرة عن الأمين الطرابلسي فمن بعده بعد الظاهر أنه ناب عن المجد إسماعيل فقد وصف كما قدمناه بالقاضي في طبقة سماع عليه، وحج في سنة ست وعشرين وعمل تصنيفاً في ترك القيام سماه تذكرة الأنام في النهي عن القيام فرغه في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وكذا لخص مسائل شرح منظومة ابن وهبان في المذهب وسماه نخبة الفوائد المستنتجة من كتاب عقد القلائد في حل قيد الشرائد ونظم الفرائد وكان تلخيصه له في سنة ست عشرة إلى غير ذلك من  
المجاميع والفوائد، وحدث بالكثير وقصر أصحابنا في عدم الاكثار عنه كصنيعهم في غيره من المسندين وأما أنا فلازمته كثيراً بحيث لا أعلم من حمل عنه بحمد الله أكثر مني، وربما استعنت برسالة شيخنا إليه في ترغيبه في الاسماع وطواعيته لي في غير ذلك إذا رأيت منه مللاً فيسر بذلك؛ وكان خيراً فاضلاً صدوقاً ساكناً منجمعاً عن الناس حريصاً على الانتصاب في مجلسه لفصل القضايا والاحكام والتفرغ لذلك؛ يقصد للاشتغال من الأماكن النائية لقدمه ومعرفته، ورام الجماعة منه التصدي لهم من أول النهار إلى الزوال ويساعدونه في نفقة عياله بقدر له وقع فامتنع وقال لا آخذ على التحديث أجرة ولكن تقرءون على الفتح من غير تقييد بمدة طويلة، ومتعه الله بسمعه وبصره حتى مات، وكانت وفاته في يوم السبت سادس عشري ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وصلى عليه بمصلى باب النصر ودفن بحوش صوفية سعيد السعداء رحمه الله وإيانا، وقد رأيت شيخنا رحمه اله ترجمه بما نصه: وقد جاز التسعين ممتعاً بسمعه وبصره وحدث بالكثير في أواخر عمره وظهرت له اجازات من منسدي ذلك العصر ممن سمع من الفخر ونحوه فانفرد عن الكثير منهم وكان قد اشتغل قديماً وناب عن القاضي الحنفي، وحدث عنه أبوه في تاريخه بأشياء أودعها إياه وقال أيضاً في بعض الاستدعاءات بجانب خطه والعزحي ما نصه: سمع من أبيه وجماعة من شيوخنا المسندين وسمع قبلنا من جماعة وأجاز له جميع من المسندين بالشام ومصر وحدث بالكثير وهو الآن مسند الديار المصرية انتهى كلام شيخنا في الموضعين؛ وقرأت بخط البقاعي: وهو إنسان جيد فاضل متثبت محمود السيرة في قضائه من بيت علم قال وصنف أشياء دلت على جودة ذهنه وضعف عربيته وقصور عبارته كذا قال.
 
473 - عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن أحمد التقي أبو الفضل بن المحب القاهري الشافعي شقيق الرضى محمد وأحمد المذكورين في محليهما والتقي الأصغر، ويعرف كأبيه بابن الاوجاقي. ولد في ليلة الثلاثاء سادس صفر سنة خمس وعشرين وثمانمائة وزعم أن أمه شريفة اسمها بدر الشرف ابنة أحمد الحسيني فالله أعلم. ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وصلى به والتقريب للعراقي والمنهاج الفرعي وأخذ عن أبيه علوماً جمة كالتفسير والقراءات والحديث والفقه وأصوله والفرائض والعربية والمعاني بحيث كان جل انتفاعه به وعن العز عبد السلام البغدادي في الاصول والصرف والمعاني والبيان وغيرها من العقلات وعن ابن قديد والشمني التوضيح لابن هشام ولازم ثانيهما في كثير من الفنون وعن البوتيجي وأبي الجود الفرائض وعن شيخنا بقراءته في شرح ألفية العراقي بل وحمل عنه أشياء من تصانيفه وغيرها وكتب عنه في الأمالي وعن الشهاب السكندري في القراءات في آخرين كالقاياتي والونائي والعلم البلقيني والبدرشي والقلقشندي والمحلي والمناوي واختص به كثيراً وكان يبجله والتقي الحصني والكريمي تلميذ الشريف والشرواني وكالبدر العيني وابن الديري وابن الهمام والبساطي والمحب بن نصر الله وسمع على الزركشي وغيره بالقاهرة والمراغي والتقي بن فهد والسيد عفيف الدن الايجي وآخرين بمكة منهم الزين بن عياش فقرأ عليه الفاتحة وسمع منه شيئاً من نظمه وقاضيها أبو السعادات بن ظهيرة وتذاكر معه والجمال بن جماعة والتقي القلقشندي وطائفة ببيت المقدس منهم الزين ماهر والشهاب بن قرا وتذاكر معهما، وأجاه من أهل المدينة النبوية قاضيها فتح الدين بن صالح وأبو الفرج المراغي؛ وأشير إليه بالفضيلة مع التواضع وحسن العشرة والانجماع سيما بعد فقد ولد له وأنشأ بالقرب من ضريح الشافعي ربة وقال فيها:

أنا في جوار إمام مذهبي الذي

 

فاق الأئمة بانتسـاب رافـع

وإذا تشفع ذو الذنوب بجاهـه

 

عند الكريم أجاره للشافعـي

وله نظم كثير عندي بخطه في التاريخ الكبير منه جملة فيها رثاؤه لشيخنا وللمناوي، وقد تضعضع حاله في منازعة بينه وبين الزيني زكريا بسبب حوانيت وغيرها بالشارع آل الأمر فيها إلى أنها من المجرى في أوقاف الشافعي وأن المستند المسوغ لوضع يده عليها فيه أمور منكرة أكثرها من صنيعه فيما قيل بل ونسب إليه ما هو أبشع من هذا ورثى له مع ذلك صاحبنا الشمس الامشاطي قاضي الحنفية وصار يتوجع له القدرة التقي على استجلاب خاطره وحسن الخطاب منه بظاهره حتى مشى أمره عنده ولولا عاقته بالمرض لكان ما لا خير فيه، وقد ظهر لي بقرائن تساهله في النقل ونحوه مع مزيد ذكاء وفضل واقتدار على التعبير عن مراده بل هو أدل الخصام، وهو ممن تردد إلي غير مرة وكان مما كتبه لي من نظمه ليكتب على قبره:

تقول نفسي أتخشـى

 

من هول ذنب عظيم

لا تختشى من عقاب

 

فأنت عبد الرحـيم

وحج غير مرة وجاور وأقرأ بعض الطلبة هناك وكذا هنا وأفتى؛ وبعد هذه الكائنة تزايد انجماعه ولكنه اختص في غضوها وبعدها بتنبك قرا وربما قرأ الأمير عليه.
474 - عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد المحسن بن البدر عبد اللطيف ابن القاضي التقي محمد بن الحسين بن رزين بن موسى زين الدين بن التاج بن العلاء العامري الحموي الأصل القاهري الموقت الآتي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن رزين من بيت جلالة. ممن أخذ عن النور بن النقاش الميقات وربما اشتغل بغيره وبرع فيه وفي حل التقويم بكماله مع تفرده بضبط الأوقات وتدقيقه في شأنه وانتفع به جماعة في ذلك، وباشر الرياسة بجامع الحاكم أصلاً ونيابة عن شريكيه فيهان وكان عبوساً ساكنا راغباً في الانفراد. مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وظهر الخلل بعده في الجامع المشار إليه رحمه الله وإيانا.
475 - عبد الرحيم بن محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين بن محمود بن أبي الحسين الجمال بن القاضي الشمس البالسي الأصل القاهري الشافعي سبط السراج ابن الملقن وأخو البهاء محمد الآتي ويعرف كأبيه بالبالسي. ولد في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وغيره وعرض على جماعة واشتغل يسيراً ولم ينجب لكنه سمع على الشرف بن الكويك ولا أستبعد أن يكون سمع أو حضر على جده لأمه وأنه أجاز له جماعة، وناب في القضاء قديماً وباشر في جهات كالصالحية والبرقوقية والسابقية شركة لأخيه ثم لولده؛ وكان ساكناً جامداً. مات في ربيع الأول سنة أربع وثمانين ودفن بتربة سعيد السعداء رحمه الله وعفا عنه.
476 - عبد الرحيم بن الخواجا جمال الدين محمد بن مهدي بن حسن الطائي المكي الآتي أبوه. مات وهو صغير في رمضان سنة ست وثمانين.
477 - عبد الرحيم بن ناصر الدين محمد بن علاء الدين أخي أسد والد القاضي الشهاب بن أسد الاميوطي الأصل البهائي ابن خالة الأهبل ويعرف كأبيه بابن علاء الدين. ممن تكسب بالتجارة في البز وغيرها وتمول وعامل فكان ممن اقترض منه الدموهي قاضي الحوض بحيث جلس عنده للشهادة وقتاً ثم فارقه ودخل الصعيد وبعده سكن بجوار جامع طولون دهراً؛ وسافر للشام في طلب غريم له فكانت منيته غريباً وحيداً سنة إحدى وتسعين وضاعت تركته وأظنه قارب السبعين وما تهيأ له الحج عفا الله عنه.
عبد الرحيم بن محمد الموصلي الأصل الدمشقي. أظنه محمد بن عبد الرحيم لكن عبارة مستدعية موهمة.
478 - عبد الرحيم بن محمود بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن أحمد بن عقيل الزين بن البهاء بن المحيوي أبي المعالي السلمي البعلي خطيبها وابن خطيبها الشافعي. ولد في سنة تسع وعشرين وسبعمائة أو قبلها، ومات أبوه وهو الكاتب المجود الشهير المترجم في الدرر وابنه صغير فرباه جسده المترجم أيضاً في الدرر واستقرت خطابة بلده باسمه تبعاً لسلفه فإنها بيدهم منذ أربعمائة سنة فيما قيل؛ وحدث عن الحجار وغير بالاجازة؛ وكان من أعيان شهود بلده موصوفاً بالخير. مات في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
479 - عبد الرحيم بن أبي الهدى بن تقي الكازروني المدني أخو عبد الرحمن. سمع على الزين المراغي.
480 - عبد الرحيم بن محيي الدين بن الجيعان وأبوه ابن عم العلمي شاكر. باشر بعد والده استيفاء البيمارستان وغيره من وظائفه إلى أن مات سنة خمس وخمسين واستقر بعده في الاستيفاء الزين عبد الباسط بن العلمي المشار إليه.
481 - عبد الرحيم بن الامام الحنفي زين الدين أحد النواب. لم يكن به بأس. مات في يوم الخميس حادي عشري رجب سنة خمس وأربعين. أرخه العيني ولكنه سها فسماه عبد الرحمن، وأما شيخنا فقال عبد الرحيم بن محمد بن أبي بكر الرومي الحنفي زين الدين نائب الحكم اشتغل قليلاً وتنزل في المدارس وناب في الحكم مدة، ومات في رجب المذكور وقد قارب السبعين أو أكملها. انتهى. وما أظنه إلا ابن الامام وإلا فليس في بني الرومي في هذا الوقت من اسمه عبد الرحيم حسبما أخبرني به بعضهم فالله أعلم.
عبد الرحيم بن ظهيرة. هو ابن أحمد بن أبي بكر بن عبد الله.
482 - عبد الرحيم شيخ الشيوخ الزيني المقدسي الحنفي بن النقيب. ولد في سنة خمس وثمانمائة وولي مشيخة التنكزية والارغونية وأعاد بالمعظمية. ومات في عصر يوم السبت ثالث عشر شعبان سنة ثلاث وخمسين.
483 - عبد الرحيم الحصيني قاضي الانكحة بتونس. مات سنة تسع وثمانين.
484 - عبد الرحيم العباسي الشافعي. ممن قرض للبدري مجموعة قريب السبعين.
 
485 - عبد الرزاق بن إبراهيم تاج الدين بن سعد الدين القبطي المصري عم الأمين إبراهيم بن الهيصم الماضي وجد إبراهيم ويوسف ابني عبد الكريم بن بركة المعروف بابن كاتب جكم لأمه وأخو محمد الآتي ويعرف كأبيه بابن الهيصم يقال انه من ذرية المقوقس. ولد بالقاهرة ونشأ بها فتميز في المباشرة وتنقل في الخدم إلى أن ولي كتابة المماليك في أيام الناصر فرج وكان أحد الأسباب في نكبة الجمال الاستادار واستقر بعده في وظيفته وذلك في سنة اثنتي عشرة ثم بعد الاستادارية ولي الوزر؛ ووقعت له كوائن فيهما إلى أن عزله المؤيد واستمر في داره بطالاً إلى أن استقر به الأشرف في نظر المفرد مع الزين عبد القادر بن عبد الغني ابن أبي الفرج الاستادار فلم ينتج أمره وعزل وتعطل حتى مات، وقال المقريزي أنه استمر فيها حتى مات واستقر عوضه فيها التاج عبد الوهاب بن الخطير فالله أعلم. مات في يوم الخميس العشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين؛ وكان شيخاً مقداماً جريئاً مع ظلم وعسف ولذا لم تشكر سيرته في ولاياته، وهو إلى الطول أقرب مع خلل بإحدى عينيه؛ وقد ذكره شيخنا في انبائه باختصار فقال كتب في المفرد ثم ولي الاستادارية بعد جمال الدين ثم الوزارة في الدولة المؤيدية ونكب مراراً.
486 - عبد الرزاق بن أحمد بن أحمد بن محمود بن موسى المقدسي الأصل الدمشقي الشافعي الحريري أخو إبراهيم وعبد الرحيم ومحمد. ولد في سادس عشري جمادى الثانية سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بالقبيبات من دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه للسبع على أبيه والشاطبية وفي الفقه الكنز والاخسيكتي في أصولهم وتصريف العزي والملحة وإيساغوجي؛ وعرض على مشايخ بلده ثم بمكة سنة تسع وخمسين على ابن الهمام وقبل ذلك سنة ثمان في القدس على الجمال بن جماعة والتقي القلقشندي وسراج الرومي بل قرأ عليه حلا في الكنز وعلى أبي العزم الحلاوي في العربية بل أخذه في بلده عن الشرف بن عيد والعز بن الحمراء ولازم أولهما في العربية وغيرها وكذا أخذ في العربية عن الشهاب الزرعي وسمع على البرهان الناجي وأكثر من ملازمته، وجلس لتأديب الابناء بجامع منجك وتكسب أولاً بإدارة دواليب الحرير ثم ترك ذلك؛ وحج غير مرة أولها سنة سبع وخمسين وجاور سنة ستين ودخل مصر بعدها ثم لقيني بمكة في سنة تسع وتسعين واستأنست به فنعم الرجل.
487 - عبد الرزاق بن أحمد بن أبي بكر الزين أبو الصفا البقلي - بالموحدة لسكناه بزاوية علي البقلي. بالقرب من القبيبات - القاهري الحنفي أحد صوفية الشيخونية. ولد سنة خمس وأربعين وثمانمائة تقريباً ونشأ فحفظ القرآن وجوده على سميه الطرابلسي الآتي قريباً بل جمع للسبع على ابن الحمصاني وحفظ الشاطبية والعمدة وبعض المجمع في فقههم وقرأ في الميقات على حسن القميري والعز الوفائي واشتغل عند الزين قاسم ونظام وغيرهما كخير الدين الرومي، وسافر اسكندرية فقرأ على الشمس المالقي وكذا دخل دمياط وأم بالظاهر تمربغا ثم بتغري بردى ططر وسافر معه إلى الشام وحلب وانتهى لعنتاب بل حج معه حين كان أمير المحملي بعد حج قبل ذلك بقليل، وسمع البخاري في الكاملية بقراءة الديمي إلا ما فاته على المسمعين فأكمله على الشاوي خاصة، وكذا سمع ختم الموطأ بقراءتي وعلى الشهاب الميدومي، واستقر به السلطان أحد مؤذنيه بعد ابن خالد ومال إليه حتى انه ربما أم به أحياناً وقيل إنه عرضها عليه فتنصل وكذا قدم على غيره في تدريس القراءات بالبرقوقية بعد أبي الفضل بن أسد فكتب له به كاتب السر وأميرآخور ولم يلتفتا لتقرير الشيخ لابن الميت ويكون أخوه العلاء علي نائباً عنه وعمل أجلاسه في صفر سنة تسعين بحضرة شيخيه نظام وابن الحمصاني والصلاح الطرابلسي وآخرين، وكنت ممن حضر معه ورجع معي إلى البيت فرأيت منه عقلاً وأدباً، وأعطى بعد ذلك مشيخة تربة قانباي عوضاً عن ابن التقي الشمني حين غضب الاتابك منه وسكنها.
488 - عبد الرزاق بن حسن الدنجيهي ثم القاهري الشافعي أحد صوفية سعيد السعداء وصلحائها؛ حفظ القرآن والمنهاج ولازم درس أبي العدل البلقيني وأخذ عن غيره وكتب المنسوب وتولى سقي الصوفية بالمزملة ثم كبر وزاد على الخير إقبالاً حتى مات في رمضان سنة ست وتسعين عن بضع وسبعين رحمه الله.
 
489 - عبد الرزاق بن حمزة الزين أبو الصفا الطرابلسي ثم القاهري الحنفي نزيل الاشرفية برسباي. ممن انتمى لجوهر اللالا وعمل إمامه بحيث عينه لتصوف بالاشرفية وغضب ابن الهمام لكونه عين له غيره وكان ذلك سبباً لأعراضه عن المشيخة؛ وكان فاضلاً متقن الكتابة بليغاً في التجويد جميل الهيئة ممن أخذ القراءات عن ابن الجزري والكتابة عن الزين بن الصائغ وأقرأ وكتب مع فتوة وتودد رأيته كثيراً وعاش إلى بعد الستين وهو ممن لازم الشمس بن الجندي الحنفي في العربية وغيرها وكان ينوب عنه في خزن كتب الاشرفية ثم رام الاستقرار فيه بعده فقدم العلاء القلقشندي عليه، وقرأ على شيخنا في سنة اثنتين وأربعين في البخاري ووصفه بالبارع الماهر الفاضل الأوحد المفنن وقال إن قراءته قراءة فصيحة محققة مطربة وسأل الله في دوام النفع بصاحب الاجازة وأن يسبغ عليه النعمة الوافرة بالبساطة والوجازة، وسمى والده محمداً والصواب ما تقدم.
490 - عبد الرزاق بن سليمان الخليلي بن الأكرم. مات سنة تسع عشرة.
491 - عبد الرزاق بن عبد الرحمن بن محمد التاج الكومي نسبة لكوم التجار الرفاعي. ممن أخذ عني بالقاهرة.
492 - عبد الرزاق بن عبد العظيم الطحان جارنا أحد المدولبين بالديار المصرية ويعرف بأبيه. كان ملازماً للجماعات راغباً في الخيرات وله مغلق هائل بالمقس ودار أنشأها بحارة بهاء الدين وغير ذلك، وحج وأهين مرة من المحتسب فتألم. مات فجأة في ليلة السبت مستهل ذي الحجة سنة أربع وثمانين بعد أن زار الليث وصلى به عصر الجمعة؛ وصلى عليه من الغد ودفن بتربته التي أنشأها بالقرب من الاهناسية ظاهر باب النصر، وكان لا بأس به بالنسبة لطائفته بل ما أظن فيهم من يوازيه ممن حمل خبر المؤيدية والبيمارستان وغيرهما وقتاً وشكر وكان للجلال المحلي عليه إقبال رحمه الله وعفا عنه.
493 - عبد الرزاق بن كريم الدين عبد الكريم بن عبد الغني بن يعقوب ابن فخيرة - بالمعجمة مصغر فعبد الغني كان يلقب فخر الدين فصغروه. أحد كتاب المماليك وابن عم أبي الخير محمد بن يحيى بن عبد الغني الآتي. مات في يوم الجمعة منتصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين.
494 - عبد الرزاق بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الكريم بن عبد النور ابن منير بن عبد الكريم بن علي بن عبد الحق بن عبد الصمد بن عبد النور الزين أبو عبد الكريم وعبد اللطيف بن التقي بن التقي بن الحافظ القطب المنبجي الحلبي الأصل القاهري الحنفي الآتي أبوه وابناه ويعرف بالحلبي. ولد في ليلة الرابع والعشرين من رمضان من حدود الثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والملحة والثلثين من المختار وعرض على جماعة وسمع على عمه القطب عبد الحريم بعض الأجزاء بل أخبرني أنه سمع على التنوخي ورقية وغيرهما؛ وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه وكان خيراً محباً في الحديث وأهله متعففاً قانعاً صابراً شاكراً، حج غير مرة وجاور وكذا زار بيت المقدس مراراً ودخل اسكندرية وتنزل في سعيد السعداء وولي النظر بزاوية الشيخ نصر المنبجي خال جد أبيه الحافظ القطب جوار منزله، وكف بعد الخمسين فانقطع بمنزله حتى مات في ليلة الجمعة خامس ربيع الثاني سنة ثمان وستين وصلى عليه بعد صلاة الجمعة بجامع الحاكم ودفن بتربتهم المعروفة بالشيخ نصر رحمه الله وإيانا.
 
495 - عبد الرزاق وسماه شيخنا في أنبائه عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الوهاب التاج بن الشمس بن العلم القبطي والد الكريمي عبد الكريم ويعرف بابن كاتب المناخات وأمه أم ولد رومية. نشأ فتمهر في الكتابة والمباشرة وخدم بذلك عند غير واحد من الأعيان والأمراء ثم عمل استيفاء المفرد ثم نظره بعد عزل سميه التاج بن الهيصم الماضي قريباً في المحرم سنة أربع وعشرين ثم استرجع قبل انفصاله عن دهليز القصر وهو بخلعته فخلعت وأفيض عليه تشريف الوزر مع مزيد تمنعه عوضاً عن البدر حسن بن نصر الله فأقام إلى ذي الحجة من التي تليها ثم عزل لعجزه عن القيام بالكلف واختفى من يومه فقرر عوضه أرغون شاه النوروزي الأعور مضافاً للاستادارية ولم يلبث أن ظهر وطلع إلى السلطان فعفا عنه، ولزم داره بطالاً على مال قام به حتى مات في ليلة الجمعة حادي عشري جمادى الأولى سنة سبع وعشرين ودفن من الغد بتربة بجاس، أثنى عليه العيني فقال: كان هيناً في وزارته غير خائض في الظلم الشديد عنده شفقة وخوف ولم يسمه؛ وقال شيخنا إنه باشر المفرد مدة طويلة ثم الوزر ولما صرف صودر، قال وكان ضخماً طوالاً ريض الاخلاق عارفاً بالكتابة، زاد غيره عنده حشمة ورياسة وسلامة باطن ويقال أن ولده لما استقر في الوزارة في حياته ودخل عليه قال له أنا لما وليت كان معي نيف على خمسين ألف دينار فأنفدتها وركبتني الديون وأنت رجل فقير فمن أي شيء تسد فقال له من أضلاع المسلمين فصاح به وقال اخرج من وجهي. عفا الله عنه.
496 - عبد الرزاق بن عبد الله المجاور بالمجامع الأموي. كان أحد المعتقلين وله أتباع. مات في جمادى الأولى سنة عشر وقد بلغ السبعين. ذكره شيخنا في إنبائه.
497 - عبد الرزاق بن عبد المؤمن بن فتح الدين محمد بن هرون القاهري العطار ثم الناسخ أحد صوفية الأشرفية والبيبرسية وغيرهما ونزيل الصالحية ويعرف أبوه بابن فتح الدين وهو بالناسخ. اشتغل يسيراً ولازم الامشاطي وسمع قليلاً بل قرأ علي في البخاري ثم أقبل على الكتابة للاسترزاق فكتب الكثير من الكتب الكبار كالخادم وفتح الباري وتذكرة الصفدي وخطه صحيح، وربما شهد في أيام قضاء شيخه ثم ترك وانتفع بالسنباطي كثيراً والتفت البدري أبو البقاء بن الجيعان من أجله لمساعدته وصار يتولى أمر نفقة الأشرفية ويستنهض جباتها ونحوه البيبرسية وانتفع به غير واحد في ذلك، وفيه يقظة ولديه مروءة وهمة وتودد؛ وقد حج وامتحن بزعم مواطأته في أخذ جواهر ونحوها وضيق عليه في القلعة لذلك أياماً وتكلف لنحو مائة دينار مع مزيد تقلله ورثى له كل من يعرفه ثم بلغني امتناعه من التكلم في الأشرفية لزعمه الخسارة.
498 - عبد الرزاق بن عثمان جمال الدين التركماني السكندري التاجر. مات في رمضان سنة تسع وأربعين. أخره ابن عزم.
499 - عبد الرزاق بن أبي الفرج والي قطيا. مات سنة ثمان.
عبد الرزاق بن فضل الله بن يونس. في رزق الله.
500 - عبد الرزاق بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب العماد العباسي ثم القاهري الشافعي موقع نائب الشام قجماس الاسحاقي وشقيق عبد الوهاب وأمين الدين محمد الآتيين وهو الأصغر ويعرف بعماد الدين. ولد في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة بالعباسية وقدم مع أخيه فحفظ القرآن والارشاد لابن المقرىء وألفية الحديث والنحو وجمع الجوامع وغيرها ورافق أخاه في الأخذ عن البوتيجي وأبي الجود والأبدي والتقي الحصني والمناوي في آخرين ولكنه لم يكثر وكتب أيضاً على الفرنوي ويس وغيرهما، وتنزل في بعض الجهات وحج غير مرة وأقرأ مماليك المشار إليه حين كان خازنداراً كيس واستمر في خدمته إلى أن صار لما صار إليه وهو غير منفك عنه سفراً وحضراً وتزايداً اختصاصه به، وأنشأ داراً حسنة بالقرب من بيت ابن ميعن الدين من رحبة العيد، وأثرى بعد العدم وعرف بالعقل والتودد والفهم والمشاركة الحسنة بحيث رجح على أخيه بحسن تودده وعشرته ثم كان ممن ضيق عليه بعد موت استاذه وباع داره وغيها وما نهض لارضائهم ومع ذلك فنفي إلى ألواح أو نحوها فدام مدة ثم شفع فيه وعاد فأقرأ عند ماميه مماليكه وانتظم أمره بعض انتظام.
 
501 - عبد الرزاق بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن سحلول - بمهملتين الأولى كما هو على الألسنة مفتوحة وإن كان مقتضى اللغة ضمها والثانية ساكنة - الزين بن ناصر الدين بن الشمس الحلبي الجندي الآتي أبوه ويعرف بابن سحلول. ولد في حدود سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها وسمع على ابن صديق الصحيح، وأجاز له ابن خلدون والبدر النسابة الأعلى وغيرهما، وحدث ومات قبل سنة أربعين مقتولاً.
502 - عبد الرزاق بن محمد بن يوسف الزين الخليلي الشافعي السمين ويعرف بابن المصري. ولد في سنة سبع أو ثمان وعشرين وثمانمائة بالخليل واشتغل ولازم بالقاهرة امام الكاملية وابن حسان وغيرهما بل قرأ على شيخنا شرح النخبة وغيرها وسمع في البخاري بالظاهري الختم وغيره وتميز يسيراً ثم ترك؛ وتكرر قدومه للقاهرة، ورأيت غير واحد من أهل بلده يصفه بالمخاصمات. مات في يوم الثلاثاء تاسع عشر شعبان سنة تسعين، ودفن بتربة أبيه من بلد الخليل عليه السلام رحمه الله وعفا عنه.
عبد الرزاق بن محمد الطرابلسي. في ابن حمزة.
عبد الرزاق بن موسى بن إبراهيم بن عجيل اليماني. في محمد إن شاء الله.
503 - عبد الرزاق بن يحيى تاج الدين المقسي الحنفي الناسخ ويعرف بتاج الدين. تكسب بالشهادة وبرع فيها وكتب الكثير بالاجرة وكان سريع الكتابة غير طائلها مع سماحته ولينه، وحج وجاور غير مرة. مات بالقاهرة في رمضان سنة ست وثمانين بعد توعك طويل وأظنه جاز الخمسين رحمه الله وعفا عنه.
504 - عبد الرزاق بن يوسف بن عبد الرزاق القبطي الأصل القاهري الشاذلي الحنفي ويعرف بابن عجين أمه. ولد في المحرم سنة ثلاثين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن وغيره ولازم أبا العباس السرسي صاحب الشيخ محمد الحنفي حتى كان جل انتفاعه به وكذا أخذ عن ابن الهمام وغيره وسمع البخاري في الظاهرية القديمة ما عدا المجلسين الأولين وكذا سمع غير ذلك، واشتهر بالفضيلة ولكنه يذكر بمالا أثبته مع سرعة انحرافه عن من يتردد إليه ويقبل أولاً عليه من المباشرين وغيرهم وكان للمناوي ثم الامشاطي فيه حسن الاعتقاد بحيث أسكنه ثانيهما في إحدى قاعتي المشيخة بالبرقوقية حين كان شيخها واتفقت له فيها ماجرية أما مفتعلة أو ثابتة كانت سبباً لاعراضه عن الاقامة بها، كل ذلك مع إظهار تنسك وورع وتعفف مما ينسب فيه لتزين وتزيد، وبالجملة فهو مع فضيلته كثير المحفوظ للشعر وتاريخ وأدب مفيد المجالسة مع اشتغال ناشىء عن تكثر وتمشيخ وتشاؤم بصحبته، والغالب عليه الانجماع والتقنع والركون إلى الراحة، وأظنه ينظم بل لا أستبعد من رمضان سنة ست وتسعين بعد ضعف أشهر تمرض في بعضها عند شاهين ثم كرنباي ثم غيرهما رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
505 - عبد الرزاق بن القوق الحلبي. ولي استادارية حلب عبد انفصال ابن المنقار.
عبد الرزاق أبو الفرج المنسوب إليه ابن أبي الفرج. في الكنى.
506 - عبد الرزاق الشرواني نزيل الرواحية بحلب وقطنها نحو عشرين سنة وأحد فضلائها الشافعية ممن أخذ عن العلاء البخاري، وتقدم في العقليات وانتفع به الفضلاء ومنهم الشمس بن أمير حاج الحنفي فإنه أخذ عنه النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق وصاهر عبد الكريم باني المدرسة التي بباب قنسرين على ابنته واستمر حتى مات.
عبد الرزاق المجاور بجامع دمشق. مضى في ابن عبد الله.
507 - عبد الرزاق أحد الأخفاء الاذكياء ممن له حافظة بحيث يركب الكراسي ويأت بمضحكات ومهملات تنشأ عن جنون وربما أتى بما يرتقي لأمر عظيم كقوله أنا نبي وأهل جامع الأزهر ينكرون على هذا أو كما قيل فقيل له دفعاً لقوله إنا نسمع منك في الميعاد صلوا على خاتم الأنبياء فقال ذاك حقيقة وهذا مجاز، وربما أكل في رمضان، وهو ومحمد بن حسين الفارسكوري متقاربان.
508 - عبد الرءوف بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة القرشي المكي. ولد في سنة ست وأربعين وثمانمائة.
509 - عبد الرءوف بن علي بن عمر بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد اليمني. مات سنة سبع وخمسين.
510 - عبد الرءوف بن محمد بن قاسم الآتي أبوه من شهود مكة والواعظ أبوه. كان ممن سمع علي بها.
 
511 - عبد السلام بن أحمد بن عبد العزيز المدني الشافعي ويعرف بجده. ممن قدم القاهرة وسمع على شيخنا وغيره واشتغل قليلاً وصحب البقاعي. مات بعد الستين أو نحوها.
 
512 - عبد السلام بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن محمد بن كيدوم بن عمر بن أبي الخير سعيد العز المجد أبو محمد بن الشهاب أبي العباس بن الشرف الحسيني القيلوي الأصل - بفتح القاف ثم تحتانية ساكنية نسبة لقرية ببغداد يقال لها قيلويه كنفطويه - البغدادي ثم القاهري الحنبلي ثم الحنفي. ولد تقريباً بعد السبعين وسبعمائة قال مرة بخمس وأخرى بست بالجانب الشرقي من بغداد ونشأ بها فقرأ القرآن لعاصم وحفظ كتباً جمة في فنون كثيرة سيأتي تعيين ما تيسر منها؛ وبحث في غالب العلوم على مشايخ بغداد والعجم والروم حتى أنه بحث في مذهبي الشافعي وأحمد وبرع فيهما وصار يقرىء كتبهما ولازم الرحلة في العلم إلى أن صار أحد أركانه وأدمن الاشتغال والاشغال بحيث بقي أوحد زمانه، ومن شيوخه في فقه الحنفية الضياء محمد الهروي أخذ عنه المجمع بعد أن حفظه ولازمه بالسلطانية من عمل أذربيجان وسمع غالب الهداية بحثاً على عبد الرحمن التشلاقي أو القشلاغي - بالقاف والشين والغين المعجمتين - خال العلاء البخاري وشارح البيضاوي الشرح الموصوف بالحسن وسمع عليه أصول الحنفية بحثاً وفي فقه الحنابلة محمد بن الحادي وسمع عليه البخاري وعبد الله بن عزيز - بزايين معجمتين مع التصغير والتثقيل ومحمود المعروف بكريكر - بالتصغير - ومحمد الكيلاني، وتزايد اشتغاله بهذا المذهب لكون والده كان حنبلياً وفي فقه الشافعية مولانا حجة تلك البلاد بل يقال إنه من أولاد ابنه صاحب الحاوي وناصر الدين محمد المعروف بأيادي الأبهري ولازمه مدة طويلة أخذ عنه فيها النحو والصرف، ولم يتسير له البحث في فقه المالكية وقصد ذلك فما قدر وأخذ أصول الدين وآداب البحث عن السراج الزنجاني وأصول الفقه عن أحمد الدواليبي أخي محمد وحضر بحث المختصر الأصلي لابن الحاجب والعضد وكثيراً من شروح التلخيص في المعاني وكثيراً من الكشاف على مولانا ميرك الصيرامي أحد تلامذة التفتازاني وبحث بعض الكشاف أيضاً والمعاني والبيان على مولانا عبد الرحمن ابن أخت أحمد الجندي وجميع الشاطبية بعد حفظها على الشريف محمد القمني والنحو عن أحمد بن المقداد وعبد القادر الواسطي وبحث عليه الأشنيهية في الفرائض بخلوة الغزالي من المدرسة النظامية ببغداد وانتفع به في غير ذلك والطب والمعاني والبيان أيضاً بعد حفظه للتلخيص عن المجد محمد المشيرقي السلطاني الشافعي والمنطق بعد حفظه الشمسية عن القاضي غياث الدين محمد الخراساني الشافعي كذا بحث عليه علم الجدل أيضاً والطب عن موفق الدين الهمذاني وسمع بحث شرح الهداية في الحكمة لمولانا زاده بعد حفظه متنها على المجد محمد التوريزي وغير ذلك من كتب الطب وسمع على مولانا موسى باش الرومي علم الموسيقى بحثاً وكان لقيه لأكثر من أشير إليه بالسلطانية لكون تمر جمعهم بها وهي محل حريمه وأجرى عليهم الأعطية؛ وارتحل إلى تبريز فأخذ بها عن الضياء التبريزي النحو وأصول الفقه وعن الجلال محمد القلندشي فقه الشافعية وأصولهم؛ وحضر المعاني والبيان وبعض الكشاف عند مولانا حيدر، ثم إلى أرزنجان من بلاد الروم فأخذ علم التصوف عن يارغلي السيواسي؛ ثم عاد من بلاد الروم بعد أن جال الآفاق وأسر مع اللنك وقاسى شدة بحيث كانوا يقطعون الرءوس ويحملونه إياها إلى البلاد الشامية في سنة عشر وثمانمائة مجرداً عليه كنبك فلقي بحلب من شاء الله من العلماء، وناظر في الشام الجمال الطيماني واجتمع في القدس بالشهاب بن الهائم فعظمه كثيراً وزاد إذ ذاك الخليل عليه السلام وبعد القاهرة بعد هذا كله في مستهل رجب منها؛ وقد أشير إليه في الصرف والنحو والمعاني والبيان والمنطق والجدل وآداب البحث والأصلين والطب والعروض والفقيه والتفسير والقراءات والتصوف وغيرها فنزل بالجمالية وقرر في صوفيتها وأقبل الناس عليه فأخذوا عنه، وزوجه الشيخ مصطفى المقصاتي ابنته وتدرب به في عمل المقصات وتكسب بها وقتاً مع اشتهاره بالفضيلة التامة حتى أنه لما تمت عمارة الجامع المؤيدي وحضر السلطان عند مدرسيه ومنهم البدر الأقصرائي الحنفي كان من جملة الحاضرين فلم يتكلم معه غيره بحيث عظم في عين السلطان وأشار لما تم الدرس ورام المدرس الدعاء بنفسه مبالغة في تعظيم السلطان لصاحب الترجمة أن يفعل ففعل وأعلمه البدر بن مزهر وذلك قبل أن يلي كتابة السر بأنه رجل عالم يتكسب بعمل  
المقصات فوعد ببناء مدرسة من أجله يكون هو شيخا فما تيسر وربما أقرأه ولده إبراهيم بل رام المؤيد الاجتماع به في محل خلوة للقراءة عليه فما وافق العز خوفاً من الصاق كثير مما يصدر عن السلطان به وعد ذلك من وفور عقله، واستمر العز ملازماً للاشغال غير مفتقر للاستفادة من أحد إلا في علم الحديث دراية ورواية فإنه أخذ علوم الحديث جميعاً لابن الصلاح عن الولي العراقي بعد قراءته وسائره سماعاً وكان البحث فيه إلى أثناء النوع الحادي والأربعين وباقيه سرداً ولازمه حتى أخذ عنه نظهر الاقتراح لوالده بحثاً وسمع عليه من تصانيف أبيه تقريب الأسانيد والمنظومة في غريب القرآن ومن أول السيرة الألفية إلى ذكر أزواجه والكثير من النكت على ابن الصلاح وقرأ منها جميع الألفية الحديثية رواية والمورد الهني ومن غيرها الكثير من الأصول الكبار وغيرها ووصفه في إثبات بعضه بخطه بالشيخ الإمام العالم العامل مفيد الطالبين نفع الله به ومرة بالشيخ العالم الفاضل المفنن ذي الفوائد والفرائد مفيد الطالبين أمتع الله بفوائده وأجراه على جميل عوائده، ومرة بالشيخ الإمام العالم، وأذن له في إقراء علوم الحديث وإفادته وكذا قرأ على شيخنا صحيح البخاري والنخبة له واختص به كثيراً؛ وكان أحد الطلبة العشرة عنده بالجمالية وحضر دروسه وأماليه، ورأيت بخط شيخنا بتصنيفه النخبة كتبها برسمه قال في آخرها ما صورته علقها مختصرها تذكرة للعلامة مجد الدين عبد السلام نفع الله به آمين وتمت في صبيحة الاربعاء ثاني عشر شوال سنة أربع عشرة، وقال في أولها ما نصه: رواية صاحبها العلامة الأوحد المفنن مجد الدين عبد السلام البغدادي وكتب له عليها أنه قرأها قراءة بحث وإتقان وتقرير وبيان فأفاد أضعاف ما استفاد وحقق ودقق ما أراد وبنى بيت المجد لفكره الصحيح وأشاد ثم قال وأذن له أن يقرئها لمن يرى ويرويها لمن درى والله يسلمه حضراً وسفراً ويجمع له الخيرات زمراً، وسمعته يقول مراراً لم أستفد بالقاهرة من غيرهما لكن قد ذكر لي بعض من أخذت عنه أنه أخذ الطب وغيره عن إسماعيل الرومي نزيل البيبرسية وأحد صوفيتها الذي كان يقال له كردنكش فلعله لم ير عنده ما يستحق أن يسميه بالنسبة لمعرفته فائدة والله أعلم؛ وأما الرواية فنه سمع وقرأ على غير واحد وطلبها بنفسه فأكثر وكتب الطباق وضبط الناس ورافق المتميزين فيها، ومن شيوخه الذين أخذ عنهم الزين أبو بكر المراغي وكان سماعه عليه بمكة حيث حج كما كتبه لي بخطه والشرف بن الكويك والجمال عبد الله الحنبلي والشموس المحمدون البرماوي والشامي الحنبلي والزارتيتي وابن المصري وابن البيطار والغرس خليل بن سعيد القرشي والتقي الزبيري والفخر الدنديلي والشهابان الطريني والبطائحي والنوران الفوي والابياري والسراج قاري الهداية، وأجاز ل من الحرمين الجمال بن ظهيرة والزين الطبري والوانوغي وعبد الرحمن الزرندي ورقية ابنة ابن مزروع وآخرون بل سمع على جماعة فيهما، وقرره الزيني عبد الباسط متصدراً بمدرسته وفصل له ثياباً نفيسة وسكنها بعد الجمالية وقتاً ثم انتقل منها إلى التربة الدوادارية وكان قد ولي مشيختها ونظرها بعد منازعة النور السويفي أمام السلطان له في ذلك ودفع السلطان لامامه بقوله أعطه استيفاء الصحبة يعني التي كانت معه ونحن نعطيك المشيخة وأنا أعين من يشد الاستيفاء عنه نيابة؛ فسكت خوفاً من ابرام ذلك، واستمر مقيماً بها إلى أن رغب عنها وانتقل حينئذ إلى الحسينية فسكن في درب الاقباعيين بالقرب من حوض الصارم وانتفع به الناس في كل الأماكن المشار إليها وكذا أعاد بالجانبكية التي بالقربيين للحنفية ثم رغب عنها للنور الصوفي أحد نواب الحنفية الآن وتوقف الناظر في الامضاء له مدة ثم كتب؛ ودرس أيضاً الفقه بالمنكوتمرية وبدرس صرغتمش الذي عمله بجامع المارداني برغبة المحبي الاقصرائي، ثم رغب هو عنه للعضدي الصيرامي، واستقر الامشاطي بعده في المنكوتمرية وتصدير الباسطية، إلى غير ذلك من الوظائف التي دونها، وناب عن ولد السراج قارىء الهداية عقب موت والده فيما أضيف إليه من جهاته كما ذكره شيخنا في ترجمة السراج من إنبائه وهي تدريس الناصرية والاشرفية القديمة والاقبغاوية بجوار الازهر والاعادة بطولون واتفقت وفاة الولد والعز غائب فانتهز القاضي علم الدين وهو إذ ذاك المتولي الفرصة  
لفضه منه وأعطى الناصرية لابن الزين التفهني والاشرفية والاقبغاوية لآخر والاعادة للشهاب بن المحب بن الاشقر فلما عاد العز وعلم بذلك صاح واستغاث وصرح بأنه لا بد من شكوى القاضي إلى السلطان وصعد القلعة فوجد القاضي أيضاً صاعداً لأجل سماع الحديث عند السلطان فقال له القاضي بلغني أنك تريد شكواك فقال له نعم قال ما تقول قال أقول هذا كتاب الحاوي وأشار إليه وهو في كمه أسأل من السلطان فتح أي مكان شاء منه ونقرر أنا وأنت منه ليظهر الاستحقاق، وقدر اجتماعها ووقوفه إلى السلطان فأمره بعودها إليه ففعل وتوقف ابن الأشقر في ترك ولده جميع الاعادة فاشترك معه فيها فيما قيل، وباشر التداريس الثلاثة إلى أن رغب عنها للسيف بن الخوندار ولم يبق معه سوى التصدير بالباسطية والمنكوتمرية، وممن قرأ عليه من شيوخنا الزين رضوان وابن خضر وابن سالم والتقي المنوفي القاضي والشرف بن الخشاب والتقي الحصني من الشافعية وابن الهمام والتقي الشمني وغيرهما من الحنفية والقرافي والأبدي وغيرهما من المالكية والعز الكناني والبدر البغدادي وابن الرزاز وغيرهم من الحنابلة بل قرأ عليه طبقة أعلى من هذه كالكمال الشمني والشهاب الكلوتاتي وأوحد الدين عبد اللطيف بن الشحنة ودونها كالزين قاسم الحنفي والبدر والولي البلقينيين ومن شاء الله ممن يلي هؤلاء أيضاً حتى أنه ألحق الأولاد بالآباء وصار غالب فضلاء الديار المصرية من تلامذته كل ذلك مع الخير والديانة والأمانة والزهد والعفة وحب الخمول والتقشف في مسكنه وملبسه ومأكله والانعزال عن بني الدنيا والشهامة عليهم وعدم مداهنتهم والتواضع مع الفقراء والفتوة والاطعام وكرم النفس والرياضة الزائدة والصبر على الاشتغال واحتمال جفاء الطلبة والتصدي لهم طول النهار والتقنع بزراعات يزرعها في الأرياف ومقاساة أمر المزارعين واتعابهم والاكثار من تأمل معاني كتاب الله عز وجل وتدبره مع كونه لم يستظهر جميعه ويعتذر عن ذلك بكونه لا يحب قراءته بدون تأمل وتدبر والمحاسن الجمة بحيث سمعت عن بعض علماء العصر أنه قال لم نعلم قدم مصر في هذه الأزمان مثله ولقد تجملت هي وأهلها به؛ وبلغني أنه كان ربما جاءه الصغير لتصحيح لوحه ونحوه من الفقراء المبتدئين لقراءة درسه وعنده من يقرأ من الرؤساء فيأمرهم بقطع قراءتهم حتى ينتهي تصحيح ذاك الصغير أو قراءة ذاك الفقير لدرسه ويقول أرجو بذلك القربة وترغيبهم وأن اندرج في الربانيين ولا يعكس، ولم يحصل له انصاف من رؤساء الزمان في أمر الدنيا ولا أعطى وظيفة مناسبة لعلي مقامه؛ وكان فصيح اللسان مفوهاً طلق العبارة قوي الحافظة سريع النظم جداً ولذلك فيه مالا يناسب مقامه خصوصاً وهو لم يعطه كليته مع إكثاره منه لا يهاب كبير أحد وله مع القاضي علم الدين سوى ما تقدم مفاوضات منها ان القاضي تناقضت فتياه في واقعة واحدة وكان العز قد كتب عليها واتفق اجتماعهما بالقلعة في مجلس السلطان فقال العز لقاضي مذهبه يا مولانا قاضي القضاة ما الحكم عندنا في المفتي الماجين فأجابه بقوله يحجر عليه في فتياه فكانت هذه قاصمة؛ وامتدح شيخنا بما أثبته في الجواهر وأثابه في وقت بعدد أبياته ذهباً وكذا امتدح غيره من الأعيان حتى أن امتدح الظاهر جقمق بقصيدة عرض فيها بتهدم منزله فأرسل له بأربعمائة دينار، ومن جملة أبياتها:

والسقف خر تراباً من ركاكتـه

 

والجدر مال أعاليها إلى الطرق

وأجاب ابن العليف الشاعر عن لغز وقرضه له شيخنا، وخمس القصيدة المنسوبة لامامنا الشافعي التي أولها:

خبت نار نفسي باشتعال مفارقي

 

وأظلم عيشي إذ أضاء شبابهـا

وكذا خمس قول الشيخ عبد القادر الكيلاني ما في المناهل منهل يستعذب كما أثبت ذلك في ترجمته من معجمي بل بلغني أنه شرع في جمعه في ديوان على حروف المعجم وكتب منه قطعة، إلى غير ذلك من التآليف والتعاليق التي كان يمليها على الطلبة ومن ذلك على ايساغوجي والشمسية والالفية والتوضيح واعتذر عن عدم الاكثار من التصانيف والتصدي لها بأنه ليس من عدة الموت لعدم الاخلاص فيه أو كما قال، وقد أقرأ الحاوي في فقه الشافعية بالقاهرة وأفتى مرة بقول الرافعي مع مخالفة النوري وبلغ ذلك الجلال المحلي فقال ما للناس بمذاهب الناس واتفق علمه بذلك فشاط، وكان يقرىء تائية ابن الفارض ويترنم بقصائده ويقصد بالفتاوي في النوازل الكبار ودونها وأفتى بأن حمل طالب الحق غريمه المدافع المتمرد عن إعطاء ما وجب عليه إلى الولاة الحماة لا سيما في زماننا جائز ولا لوم على فاعله المحكوم عليه بأنه لا يطالبه إلا من الشرع، وقد حدث باليسير أخذ عنه أصحابنا وممن قرأ عليه التقي القلقشندي والبقاعي وغيرهما من الطلبة وكنت ممن أخذ عنه في العربية وغيرها وحملت عنه أشياء وكتب لي خطه بسيدنا ومولانا الامام العالم الفاضل المحدث المفيد الشيخ فلان، وبعد ذلك بسيدنا ومولانا الامام العالم المحدث البارع الحافظ الضابط الثقة المتقن؛ وقال في بعض ما قرأته قراءة متقن ضابط معرب حافظ يقظ مطرب شوق بها الأذهان وشنف بها الآذان كان الله له حيث كان، وكتب لي نسبه بخطه بعد أن ثبت في سنة أربع وثلاثين على تلميذه التقي المنوفي ضمن ثبوت نسب ابن أخيه لأمه، ولم يزل على طريقته متصدياً لنشر العلم حتى مات في ليلة الاثنين خامس عشري رمضان سنة تسع وخمسين، وصلى عليه من الغد بمصلى باب النصر، ودفن بتربة الأمير بورى خارج باب الوزير تحت التنكزية، ولم يخلف بعده في مجموعه مثله رحمه الله وإيانا.
513 - عبد السلام بن حسن العز الخالدي أخو عبد الرحمن الماضي ويعرف بالكذاب. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وأربعين. أرخه ابن فهد.
514 - عبد السلام بن داود بن عثمان بن القاضي شهاب الدين عبد السلام بن عباس العز السلطي الأصل المقدسي الشافعي ويعرف بالعز القدسي. ولد في سنة إحدى أو اثنتين وسبعين وسبعمائة بكفر الماء قرية بين عجلون وحبراض، ونشأ بها فقرأ القرآن وفهمه عم والده الشهاب أحمد بن عبد السلام بعض مسائل ثم انتقل به قريبه البدر محمود بن علي بن هلال العجلوني أحد شيوخ البرهان الحلبي في حدود سنة سبع وثمانين إلى القدس فحفظ به في أسرع وقت عدة كتب في فنون بحيث كان يقضي العجب من قوة حافظته وعلو همته ويقظته ونباهته وبحث على البدر المذكور في الفقه إلى أن أذن له في الافتاء والتدريس سريعاً، ثم ارتحل به إلى القاهرة في السنة التي تليها فحضر بها دروس السراجين البلقيني وابن الملقن، وسافر صحبة البدر إلى دمياط واسكندرية وغيرهما من البلاد التي بينهما كسنباط واجتمعا بقاضيها الفخر أبي بكر الحوراني وقرأ على البدر حينئذ الجمال يوسف السنباطي والد العز عبد العزيز الآتي؛ ثم رجعا إلى القاهرة ثم إلى القدس؛ وسمع حينئذ بغزة على قاضيها العلاء علي بن علي بن خلف بن كامل السعدي أخي الشمس الغزي صاحب ديوان الفرسان ثم عادا لبلادهما، ودخل صحبة البدر مدينة السلط والكرك وعجلون وحسبان وجال في تلك البلاد فلما مات البدر ارتحل إلى دمشق وذلك في حدود سنة سبع وتسعين وجد في الاشتغال بالحديث والفقه وأصله والعربية وغيرها من علوم النقل والعقل على مشايخها وسمع بها الحديث من جماعة كثيرين، وحج في سنة ثمانمائة فسمع في توجهه بالمدينة النبوية على العلم سليمان السقا نسخة أبي مسهر وما معها وبمكة على الشمس بن سكر وابن صديق ثم رجع إلى دمشق فسمع بها الكثير خصوصاً مع شيخنا وأكثر من السماع والشيوخ وممن سمع عليه من الدمشقيين إبراهيم بن العماد أحمد بن عبد الهادي وإبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن عمر وأحمد بن اقبرص وأحمد بن العماد أبي بكر بن أحمد بن عبد الهادي وأحمد بن داود القطان والكمال أحمد ابن علي بن محمد بن عبد الحق وأحمد بن علي بن يحيى الحسيني والعماد أبو بكر ابن إبراهيم المقدسي وخديجة ابنة إبراهيم بن سلطان وخديجة ابنة أبي بكر الكوري ورقية ابنة علي الصفدي وزينب ابنة أبي بكر بن جعوان وعائشة ابنة أبي بكر بن قوام وعائشة ابنة محمد بن عبد الهادي وأختها فاطمة وعبد الرحمن بن عبد الله بن خليل الحرستاني وعبد الرحمن بن عمر البيتليدي وعبد القادر بن إبراهيم الأرموي وعبد القادر بن محمد بن علي سبط الذهبي وعبد القادر بن محمد ابن علي القمني والتقي عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله وعلي بن غازي الكوري وعمر بن محمد بن أحمد بن سلمان البالسي وعمر بن محمد بن أحمد بن عبد الهادي وفاطمة ابنة عبد الله الحورانية وفاطمة ابنة محمد بن أحمد بن المنجا ومحمد بن أبي هريرة وعبد الرحمن بن الذهبي ومحمد بن علي بن إبراهيم البزاعي ومحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن منيع والبدر محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن قوام ومحمد بن محمد ابن محمود بن السعلوسي ويوسف بن عثمان بن عمر العوفي وعنده عنه مسلسلات ابن شاذان باجازته التي انفرد بها ما الرضى الطبري، وبعد هذا كله انتقل في سنة ثلاث وثمانمائة بعد الفتنة إلى الديار المصرية فقطن القاهرة ولازم البلقيني في الفقه وغيره والزين العراقي في الحديث وكتب عنه من أماليه وغيرها وأثبت المملى اسمه بخطه في عدة مجالس وكان الهيثمي يحضرها ويجيز وكذا سمع فيما قبل هذا التاريخ وبعده على التنوخي والزين بن الشيخة وابن أبي المجد والحلاوي والسويداوي وآخرين وأجاز له ناصر الدين بن الفرات ومريم الاذرعية والشمس محمد بن إسماعيل القلقشندي وطائفة، وأخذ عن العز بن جماعة من العلوم التي كان يقرئها وكذا أخذ عن الشهاب الحريري الطبيب في المعقولات أيضاً وناب عن الجلال البلقيني في القضاء سنة أربع ثم أعرض عن ذلك لكون والده السراج عتبه عليه لتعطله به عن الاشتغال، ثم عاد إلى النيابة في سنة تسع واستمر حتى صار من أجلاء النواب وصحب فتح الله كاتب السر ثم نوه به ناصر الدين بن البارزي حتى صار يزاحم الأكابر في المحافل ويناطح الفحول الأماثل بقوة بحثه وشهامته وغزارة علمه وفصاحته، واستقر في تدريس الحديث بالجمالية عقب الكمال الشمني وتكلم شيخنا معه في أخذ شيء منه للتقي ولد  
المتوفي وفي تدريس الفقه بالخروبية بمصر، وناب في الخطابة بالمؤيدية أول ما فتحت عن ابن البارزي ثم عن ولده الكمال واستقر به الزين عبد الباسط في مشيخة مدرسته بالقاهرة أول ما فتحت بل ولي مشيخة الصلاحية ببيت المقدس بعناية البدر بن مزهر بعد موت الشمس البرماوي وسافر لمباشرتها بعد أن رغب عن الجمالية لابن سالم والخروبية للمحب بن أبي المحاسن واستقر في الباسطية الامام شهاب الدين الأذرعي ثم صرف العز عن الصلاحية في خامس عشري ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين بالشهاب بن المحمرة ورجع العز إلى القاهرة فأقام بها على نيابة القضاء وأضيف إليه قضاء النحرارية عوضاً عن ابن قاسم مع مرتب رتبه له عبد الباسط إلى أن أعيد إلى الصلاحية بعد موت الشهاب واستمر فيها حتى مات؛ وقد حدث بأشياء بالقاهرة وبيت المقدس وغيرهما، وممن قرأ عليه قاضي المالكية بحماة أبو عبد الله محمد بن يحيى الحكمي المغربي ووصفه بشيخنا الامام العلامة شيخ الاسلام علم المحققين حقاً وحائز فنون العلم صدقاً، وكذا درس وأفتى وأفاد وانتفع به الفضلاء سيما أهل تلك النواحي، وكان إماماً علامة داهية لسناً فصيحاً في التدريس والخطابة وغيرهما حسن القراءة جداً مفوهاً طلق العبارة قوي الحافظة حتى في التاريخ وأخبار الملوك جيد الذهن حسن الاقراء كثير النقل والتنقيح متين النقد والترجيح وأقرأ هناك في جامع المختصرات فكان أمراً عجباً صحيح العقيدة شديد الحط والانكار على ابن عربي ومن نحا نحوه مغرماً ببيان عقائدهم الرديئة وتزييفها مصرحاً بأنهم أكفر الكفار؛ جواداً كريماً إلى الغاية قل أن ترى العيون في أبناء جنسه نظيره في الكرم مع كونه أكولا إلى الغاية مهاباً لطيفاً حسن الشكالة ضخماً أجاز لي. ومات في يوم الخميس خامس رمضان سنة خمسين ببيت المقدس بعد تمرضه بالبواسير سنين ودفن بمقبرة ماملا رحمه الله وإيانا ومن نظمه:

إذا الموائد مـدت

 

من غير خل وبقل

كانت كشيخ كبـير

 

عديم فهم وعقـل

وقوله:

وذي قوام رطيب

 

وافي يؤم الأراكا

ناداني القلب ماذا

 

تريد قلت سواكا

بل يقال إنه لم ينظم سوى هذين المقطوعين.
515 - عبد السلام بن عبد الوهاب بن المحب محمد بن علي بن يوسف الزرندي المدني الحنفي شقيق عبد الواحد الآتي وهذا أسن. ولد في جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين بالمدينة ونشأ بها فحفظ كتباً كالشاطبية والمختار وألفية النحو وعرض على جماعة وسمع على الجمال الكازروني وأبي الفتح المراغي بل وقرأ عليه وكذا على الشمس محمد بن عبد العزيز الكازروني في سنة سبع وأربعين في البخاري وبعدها على أبي الفرج المراغي وكتب الخط الجيد ونسخ به أشياء، ودخل القاهرة غير مرة أولها في سنة ثمان وأربعين فقرأ على شيخنا في البخاري وقرأه بكماله على المحب بن الاقصرائي وحضر عند السعدي بن الديري والجلال المحلي وغيرهما وكذا دخل حلب فما دونها لطلب المعيشة، وقطن مكة من سنة إحدى وسبعين وسمع مني فيها أشياء بل كتب بعض تصانيفي وليس بذاك مع شدة فاقته وتكرر طلبه الناشىء عن قوة حاجته والحاحه في ذلك سيما من الواردين من سائر المسالك وربما استعان في ذلك بنظمه وليس بالطائل.
516 - عبد السلام بن أبي الفتح بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود الزمزمي المكي. مات بها في ذي الحجة سنة خمس وسبعين.
517 - عبد السلام بن أبي الفرج بن عبد اللطيف الأنصاري الزرندي المدني. سمع على الزين المراغي.
518 - عبد السلام بن محمد بن أبي الفضل النفطي المدني أخو عبد الكافي الآتي، ممن سمع مني بالمدينة.
519 - عبد السلام بن محمد بن أبي الخير محمد بن علي بن عبد الله بن علي ابن عبد السلام أخو أبي الخير الكازروني المكي. ولد بها في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين، ونشأ بها فحفظ القرآن واستقر في رياسة المؤذنين بالمسجد الحرام بعد أبيهما سنة سبع وخمسين فلم يولد له. ومات في ذي الحجة سنة خمس أو ثمان وستين والأول أقرب.
520 - عبد السلام الأول بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن روزبة بن محمود بن إبراهيم بن أحمد العز أبو السرور بن ناصر الدين أبي الفرج بن الجمال الكازروني الأصل المدني الشافعي أخو أحمد وعلي ومحمد وغيرهم ممن ذكر في محاله. ولد في صبيحة العشرين من ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وغيره وعرض على المحب المطري والبرهان إبراهيم ابن الجلال الخجندي وأحمد بن سعيد الجزيري المغربي وأبي الفرج المراغي وجماعة بل سمع على جده الجمال أشياء وعلى أبي السعادات بن ظهيرة في سنة تسع وأربعين المنهاج الأصلي بحثاً وأجاز له شيخنا. مات سنة ثمان وخمسين.
521 - عبد السلام الثاني أخو الذي قبله. ولد في عاشر المحرم سنة اثنتين وستين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فسمع على أبيه وأبي الفرج المراغي وأبي الفتح بن تقي وآخرين؛ ولازمني كثيراً في مجاورتي عند المصطفى صلى الله عليه وسلم وكتبت له بما سمعه مني وعلى إجازة أوردت شيئاً منها في تاريخ المدنيين، ثم ورد مكة في سنة أربع وتسعين فسمع من تصانيفي على أشياء وهو ساكن فهم مذكور بالخير والصلاح.
522 - عبد السلام بن محمد بن محمد بن محمد بن يحيى الامام عز الدين الخشبي المدني. سمع على النور المحلي سبط الزبير في الاكتفاء للكلاعي سنة عشرين وعلى الزين أبي بكر المراغي وكتب تصنيفه تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة وانتهى في جمادى الثانية سنة ست عشرة وثمانمائة وشهد على مؤلفه بوقفه.
523 - عبد السلام بن محمد الزرعي أحد سكان المجاهدية بدمشق. كان خيراً أميناً موثوقاً به فيما قرأته بخط ابن حجي. مات في أواخر سنة أربع عشرة قاله شيخنا في إنبائه.
524 - عبد السلام بن موسى بن أبي بكر بن أكبر الزين أو المحب الشيرازي العجمي المكي والد عبد العزيز الآتي سبط الشيخ على الزمزمي ولذا يعرف بالزمزمي. ولد في ربيع الأول سنة خمس وثمانين وسبعمائة بمكة، وسمع بها من ابن صديق وأبي الطيب السحولي والزين المراغي و بن سكر والمجد اللغوي في آخرين؛ وأجاز له في سنة ثمان وثمانين فما بعد. النشاوري والمليجي وابن حاتم والصردي والعراقي والهيثمي والدميري وخلق، وحدث أخذ عنه النجم ابن فهد. وذكره في معجمه وذيله وقال أنه كتب الخط الحسن ونسخ بالاجرة وتكسب بتأديب الأطفال مدة وبالشهادة، وكان خيراً مباركاً ساكناً مات في ذي الحجة سنة ست وأربعين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله.
 
525 - عبد السلام بن موسى بن عبد الله بن محمد الزين بن الشرف البهوتي الدمياطي الشافعي والد النور علي والولوي محمد والجمال عبد الله يوسف وأخو عبد الرحمن المذكورين في محالهم. ولد سنة خمس وثلاثين وثمانمائة تقريباً بدمياط ونشأ بها فحفظ القرآن عنه أبيه وتلا به تجويداً وغيره على الزينين الهيثمي وجعفر وحضر دروس الفقيه علم الدين بن الفران بل كان هو قارئه برهة وكذا أخذ عن الشهاب البيجوري وغيره وفي النحو عن ابن سويدان ولقي الفرياني فأخذ عنه وسمعه على شيخنا والرشيدي وغيرهما واختص بالفخر الديمي لمصاهرة بينهما وأم بالجامع البدري بعد أبيه وقرأ على العامة في المواعظ والرقائق ونحوهما وأدب الأبناء مدة فانتفع به جماعة وكتب بخطه شيئاً كثيراً حبس جميعه على بنيه سوى ما كتبه بالاجرة من مصاحف وغيرها وخطه جيد صحيح، ولم يزل على طريقته في الخير والبركة واعتقاد الناس فيه حتى مات في أواخر صفر سنة ست وتسعين بدمياط بالاسهال شهيداً وتولى البيجوري غسله ودفن بجوار الشيخ فاتح بتربة الشرفاء بني عجلان رحمه الله وإيانا.
عبد السلام الزرندي. مضى في ابن عبد الوهاب بن محمد قريباً.
526 - عبد السلام الشرنوبي البحيري ثم القاهري المكي. خدم عند أزبك اليوسفي اماماً ثم طرده فانتمى لتمراز، وسافر معه للبحيرة ونزل ولده في قراء الشيخونية وفي غيرها.
527 - عبد السلام الفارسكوري الازهري الغاسل. مات في ليلة الجمعة سابع عشري المحرم سنة ثمان وثمانين، وكان خيراً أقام مديدة يغسل الموتى وقصد لذلك وأكثره احتساباً رحمه الله.
528 - عبد الصادق بن محمد الدمشقي الحنبلي. كان من أصحاب التقي بن المنجا ولي قضاء طرابلس وشكرت سيرته ثم قدم دمشق وتزوج ابنة السلاوي زوجة مخدومه التقي وسعى في قضاء دمشق. ومات في المحرم سنة ست شهيداً سقط عليه سقف بيته فهلك تحت الردم. ذكره شيخنا في انبائه.
529 - عبد الصمد بن إسماعيل بن أحمد بن عمر عفيف الدين الخلي اليمني الشافعي. وخلة بفتح المعجمة قرية بالحجر من جبال اليمن. ولد في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة وتفقه بجماعة منهم أبو حميش - بفتح المهملة وكسر الميم وآخره معجمة - قاضي عدن وقرأ في الفرائض وشارك في النحو وغيره، وكان تقياً ديناً خيراً استقر به علي بن طاهر في نظر ثغر عدن وأعمالها بحكم الوكالة في جميع تعلقاته فحمدت سيرته ولم ينفك عن المطالعة والنظر والمذاكرة مع الفضلاء والتحصيل لكتب العلم والبحث عن أحوال الفقهاء ثم قلده أيضاً النظر في أوقاف تعز وغيرها فباشر ذلك أحسن مباشرة ولكن لم تطل مدته. ومات بعدن في رابع صفر سنة اثنتين وثمانين وكان له مشهد حافل شهده السلطان فما دونه وتأسف الخيرون على فقده. أفاده لي بعض أصحابنا بأبسط من هذا.
530 - عبد الصمد بن أبي بكر بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر ابن عبد الوهاب المرشدي المكي الشافعي الآتي أبوه ويسمى محمداً. وقرأ المنهاج وحضر عند يحيى العلمي وغيره، وكان مصاحباً لولد ابن عزم ودخل مع أبيه القاهرة وغيرها. مات في سنة خمس وثمانين عن بضع وثلاثين وترك فاطمة وأم حبيبة فتزوج الأولى قريبها النور علي بن الفخر أبي بكر بن عبد الغني بن محمد بن إبراهيم المرشدي.
 
531 - عبد الصمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عيسى وقيل بدل عيسى محمد بن منصور وهو الذي كتبه لي والأول أتقن عز الدين وصائن الدين ابن الزين بن الشمس النجمي الصحراوي الزيات بها أخو محمد ومريم الآتيين وأبوهم ممن أخذ عنه شيخنا ويعرف كسلفه بالهرساني بفتحات وآخره نون. ولد سنة احدى وتسعين وسبعمائة بالمدرسة النجمية طفاي تمر خارج باب البرقية ونشأ بها فقرأ القرآن عند أبيه والشمس الدميري وحضر مع أبيه عند البلقيني وأحضر وهو في الثالثة على التاج بن الفصيح الكثير من السنن الكبرى للنسائي رواية ابن الأحمر وعلى الحافظين العراقي والهيثمي والقاضي ناصر الدين نصر الله الحنبلي ختمها فقط ثم سمع على جده الشمس والحافظين بعض سنن أبي داود وعلي ابن أبي المجد الكثير من البخاري والختم منه فقط على الحافظين والتنوخي والختم منه أيضاً لكن أوله دون أول الذي قبله علي الابناسي والغماري وابن الشيخة، وكذا سمع من العراقي من أماليه بحضرة الهيثمي؛ وحج مراراً وزار بيت المقدس والخليل ودخل دمشق ودمياط والمحلة، وحدث سمعت عليه قديماً ثم تسارع إليه الطلبة بأخرة لتفرده بالنسائي وأخذوه وغيره عنه بل طلبه النجم بن حجي وحدث عنه بغالب البخاري رفيقاً للشاوي فسمع عليه خلق، وكان خيراً يتعيش بحانوت بالصحراء ويكتب على الاستدعاءات خطاً ضعيفاً. مات في شعبان سنة تسع وسبعين وصلى عليه بالصحراء ودفن بحوش مجاور لتربة السويفي تجاه تربة الطويل بالقرب من تربة اينال رحمه الله.
532 - عبد الصمد بن عبد الرحمن بن مسعود روح الدين بن سعد الدين ابن الصدر الشيرازي. كان حياً في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ففيها قرأ على الظهير عبد الرحمن بن عبد القادر الطاووسي وسمع معه ابن أخي المسمع أحمد ابن عبد الله بن عبد القادر ووصف صاحب الترجمة بالمحدث العالم ووالده بالقارىء وجده باستاذنا في كلام الله.
533 - عبد الصمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي. درج صغيراً.
534 - عبد الصمد بن عماد بن إبراهيم الدكني الهندي. ممن سمع مني بمكة.
535 - عبد الصمد بن عمر بن عبد الرحمن بن أحمد المقراني اليماني الشافعي ويعرف بأبي نبيلة. فاضل اشتغل على أبيه في الفقه وغيره ولقيني بمكة في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين فقرأ على أربعي النووي وسمع على غير ذلك، وذكر لي أن والده كان فقيهاً قرأ على الاهدل؛ ومات في سنة ثمان وثمانين عن ست وأربعين سنة.
536 - عبد الصمد بن محمد بن عمر بن إسماعيل القاضي عفيف الدين الخلي - بالمعجمة المفتوحة نسبة إلى خلة قرية من بلاد حجر. مات في العشر الأول من شوال سنة تسعين، ومولده تقريباً سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة، وكان من رءوس الدولة الطاهرية - بالمهملة - من اليمن ولهم إليه التفات كثير وله عندهم تمكن كبير من الأمانة والديانة والالتفات إلى الفقهاء والاشتغال بالعلم وهو من بيت علم وصلاح رحمه الله كتب إلي بذلك الجمال موسى الدؤالي وكان قريب ابن إسماعيل الماضي.
537 - عبد الصمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر الزين أبو الخير بن الشمس بن سعد الدين بن النجم البغدادي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف كأبيه بالزركشي. ولد كما ضبطه له والده لست خلون من ربيع الآخر سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها وأحضر في الرابعة على التنوخي ثلاثيات البخاري والخيرة في القراءات العشرة لابن زريق وغير ذلك ثم سمع على الحلاوي والشرف بن الكويك ومما سمعه على أولهما من مسند أحمد بقراءة شيخنا وكذا سمع على أبي الفرج بن الشيخة، وأجاز له الشريف الشهاب أحمد ابن علي الحسيني وأبو حفص البالسي وابن منيع والكمال أحمد بن علي بن عبد الحق ومحمد بن أبي هريرة بن الذهبي وعبد القادر بن محمد بن علي سبط الذهبي وخديجة ابنة ابن سلطان وفاطمة ابنة المنجا وفاطمة ابنة ابن عبد الهادي وأختها عائشة وآخرون، وحدث باليسير سمع منه الفضلاء قرأت عليه السنن للشافعي رواية المزني وغير ذلك؛ وكان خيراً ساكناً لين الجانب نيراً صوفياً بسعيد السعداء بل أظنه كان امامها وقد كانت وظيفة أبيه قبله. مات في ربيع الآخر سنة سبع وستين رحمه الله وإيانا. عبد الصمد الوادي التازفي.
 
538 - عبد الظاهر بن أحمد بن الجوبان سري الدين بن الشهاب الدمشقي أخو عبد الكافي الآتي ويعرف بابن الجوبان وبابن الذهبي. أحد كتاب الانشاء بدمشق بل ناب في كتابة سرها، وكان ذا نظم كتب عنه منه الشهاب اللبودي وقال إنه مات فجأة في عاشر شعبان سنة ست وستين وصلى عليه من الغد ودفن بمقبرة باب الفراديس بطرفها الشمالي رحمه الله، ورأيت البدري كتب عنه في مجموعه قوله:

فتنت بنشابي أضحى محاربـي

 

بأسهم ألحاظ بها الموت قد حلا

ينصل سهم اللحظ من قتلتي به

 

ألا فانظروه من دمي قد تنصلا

539 - عبد الظاهر بن أحمد بن عبد الظاهر الزين التفهني الداودي نسبة لداود العزب الشافعي سبط أبي الفضل بن الردادي. ولد، وحفظ القرآن وتلا بالروايات على ابن أسد وربما قرأ في الجوق، واشتغل يسيراً في الفقه والعربية وسمع على شيخنا وغيره ومما سمعه ختم البخاري في الظاهرية؛ وولي مشيخة المقام الداودي وأكثر من التردد للقاهرة مع انجماعه فيها. مات في يوم السبت ثالث عشري ذي الحجة سنة ثمان وتسعين بالقاهرة وحمل لتفهنا فدفن بها رحمه الله.
540 - عبد العزيز بن أحمد بن محمد الزواوي. ممن سمع مني بمكة.
541 - عبد العزيز بن أحمد بن أحمد بن عز الدين الغزي ثم القاهري المقرىء. نشأ فحفظ القرآن وتنزل في المدارس وقرأ في صفة الجمالية وغيرها وفي شباك البيبرسية وسمع الكثير ومما سمعه ختم البخاري بالظاهرية، وكان ساكناً خيراً. مات في رجب سنة إحدى وتسعين وأظنه قارب السبعين.
542 - عبد العزيز بن أحمد بن علي بن محمد بن ضوء العز بن الشهاب بن العلاء القدسي الحنفي الماضي أبوه ويعرف بابن النقيب لكون جد أبيه كان نقيب قلعة صفد. ولد في شوال سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وسمع في سنة خمس وتسعين الصحيح على العلاء علي بن محمد بن إبراهيم المفعلي والشهاب بن العلائي كلاهما عن الحجار وكذا سمع على والده وعلى التاج أبي بكر بن محمد بن أحمد المقدسي بقراءة الشمس بن الديري وعلى ابن الديري نفسه ومحمد بن سعيد في آخرين، وحدث أخذ عنه ابن أبي عذيبة وقال أنه مات فجأة في مستهل المحرم سنة خمسين ببيت المقدس رحمه الله.
543 - عبد العزيز بن أحمد بن علي بن يحيى بن أبي بكر بن أبي السعادات ابن زكريا بن يحيى بن أحمد الربيعي - نسبة لربيعة الفرس بالفاء والراء - الفارقي الأصل نسبة لميافارقين بديار بكر المصري. ولد بعد سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً وسافر به أبوه وله نحو عشر سنين إلى اليمن فاستوطنها إلى سنة ثلاث وعشرين غير أنه قدم القاهرة في سنة سبع وثمانمائة لبعض الأشغال وحظى في اليمن عند الأشرف إسماعيل بن الأفضل العباس بحيث كان ينتقل معه حيث ما سكن لتعز وغيرها وكذا كان أبوه في خدمته بل كان عمه وزيره؛ ولما قدم القاهرة في سنة ثلاث وعشرين كانت إقامته إما بها أو باسكندرية أو بغيرهما من نواحيها حتى مات في يوم الجمعة سابع عشري جمادى الأولى سنة ثمان وستين، وذكر البقاعي أنه لقيه بالقاهرة وحكى له أن عادة أهل عدن أن من كان حمله من التجار أكثر بدىء بوزنه فاتفق اجتماع جماعة وفيهم خصى يقال له يمن عتيق الشجاعي وكان حمله أكثر ونور الدين الفوي أحد التجار المقيمين بعدن ممن له وجاهة عندهم وتقدم في السن فأرادوا تقدميه فلم يمكنهم الخصى من ذلك وسألهم الجري على العادة أو يكاتب السلطان ويمتثل ما يرسم به فكاتبوه فكتب إليهم:

يمن يمن بـمـن

 

يمن يمن يمن يمن

ولم ينقط حرفاً منها فلم يفهم أحد من المباشرين مراده وفهمه الخصى فكتب إلى السلطان كتاباً وضع فيه هذه الكلمات بعينها ولم ينقط أيضاً شيئاً ففهم السلطان أن مراده

يمن يمن بـمـن

 

تمن يمن ثمن ثمن

فأرسل إليهم أن قدموه وأراد شراءه فوجده عتيقاً، وكذا كتب عنه البقاعي ما أنشده إياه من نظم الأشرف.
544 - عبد العزيز بن أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عامر بن جابر العز بن الشهاب بن العماد المذحجي القصوري - بضم القاف والمهملة نسبة لبلدة باليمن - ثم الطائفي الشافعي أخو محمد وأبي الحسن والخير الآتي ذكرهم ويعرف كسلفه بابن مكينة - بفتح أوله. ولد بعد سنة خمس عشرة وثمانمائة تقريباً في قرية المليسا - بلام مشددة ومهملة مصغراً ممدودا من وادي الطائف - وحفظ بها القرآن وتلا به لنافع على أبيه والعمدة والمنهاج الفرعي، وأجاز له من سيذكر في اخوته وأم بعد أبيه بجامع المليسا، وداوم الحج وتردد إلى المدينة النبوية للزيارة ماشياً ونظم الشعر؛ لقيه البقاعي في بلاده سنة تسع وأربعين فكتب عنه أبياتاً قال أنه أصلحها له من اللحن وغيره هذا بعد أن وصفه بالأديب الفاضل وقال في كل من أبيه وجده القاضي. مات في.
545 - عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الشرف أبو القسم بن المحب أبي المفاخر بن قاضي القضاة العز أبي المفاخر بن قاضي الحرمين المحب أبي بكر بن قاضي القضاة الكمال أبي الفضل الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي والد العز محمد الآتي والماضي أبوه وهو بكنيته أشهر. ولد في ليلة الرابع عشر من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بمكة وأمه شبيبة ابنة محمد بن بلال بن قلاوون المكي، ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي والألفية والمنهاج وغيرها وعرض؛ وأجاز له في سنة خمسين فما بعدها شيخنا والعيني وابن الديري ومجير الدين بن الذهبي والصالحي والرشيدي وابن الفرات والصفدي وسارة ابنة ابن جماعة وجدته لأبيه كمالية ابنة علي النويري وأختها أم الوفاء والقاضي أبو اليمن وأبو الفضل وخديجة ابنة عبد الرحمن النويري وأبو الفتح المراغي والسيد عفيف الدين والمحب المطري وابن فرحون والشهاب المحلي وأبو جعفر بن العجمي والضياء بن النصيبي والجمال بن جماعة والتقي أبو بكر القلقشندي وست القضاة ابنة ابن زريق وأحمد بن عبد الرحمن بن سليمان وأحمد بن عمر بن عبد الهادي والشهاب بن زيد وعبد الرحمن بن خليل القابوني وابن جوارش وغيرهم، وقدم القاهرة غير مرة وسمع بها على الشواوي والزكي المناوي وآخرين ولازمني بمكة والقاهرة في ألفية الحديث وشرحها وكذا في غير ذلك، وكذا دخل الشام مرة بعد أخرى واشتغل ببلده على غير واحد من الغرباء وفي رحلته على جماعة في فنون وتميز؛ ومن شيوخه في الشام الزين خطاب وفي القاهرة الجوجري وفي مكة ابن عطيف والعلمي وعبد المحسن في آخرين، وزار المدينة النبوية ومعه ولده فدام بها أشهراً، وكان على خير كان الله له.
546 - عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أحمد العز بن الشهاب القاهري ثم المكي الماضي أبوه ويعرف بابن المراحلي. ولد سنة أربع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه في بعض مجاوراته بالمدينة على الشهاب الأبشيطي وكذا تلاه على غيره وترقي للتجارة وتميز فيها، وقطن مكة زمناً وزاحم الكبار بحيث تزوج ابنة الخواجا بير محمد واستولدها وغيرها عدة أولاد ما سعد فيهم، وتكرر قدومه القاهرة واختص بالعلاء بن خاص بك واعتمده ابنا عليبة والرئيس يحيى وغيرهم في الغيبة والحضور؛ وملك دوراً بمكة وغيرها بل وجدد بالسروجيين من القاهرة مكتباً للايتام وسبيلاً، وعرف بالحزم والضبط لشأنه وعدم التبسط في معيشته مع المحافظة على التلاوة والجماعات والطواف ومشاهد الخير وبذل الزكاة للمستحقين ونحوهم والميل للصالحين كالكمال إمام الكاملية والاكثار من ذكر كرامتهم وأحوالهم والتودد لهم، ولم يزل على طريقته حتى مات بعد زوجته بيسير في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين بمكة ودفن بالمعلاة وكان قد كتب بحمله مع نائب جدة إلى القاهرة بسبب تركه زوجته فيما قيل وغيرها فما أمكن لكونه كان في ضعف موته، وتفرقت تركته لاختلاف بنيه وغيره رحمه الله وعفا عنه.
 
547 - عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر بن يحيى أبو فارس بن أبي العباس الهنتاتي الحفصي ملك المغرب وصاحب تونس؛ وهو بكنيته أشهر. قال شيخنا في انبائه قرأت بخط صاحبنا أبي عبد الله محمد بن عبد الحق التونسي فيما كتب من سيرته أنه بلغه أنه كان لا ينام من الليل إلا قليلاً بل حزر بقدر أربع ساعات لا تزيد قط وربما نقصت وأنه ليس له شغل سوى النظر في مصالح ملكه وأنه كان يؤذن بنفسه ويؤم بالناس في الجماعة ويكثر من الذكر ويقرب أهل الخير وأنه أبطل كثيراً من التركات والمفاسد بتونس كالعيالة وهو مكان يباع فيه الخمر للفرنج يتحصل منه شيء كثير في السنة ولأكثر الجيش عليه رواتب وعوضهم عنه وكذا المكوس بحيث لم يكن ببلاده كلها شيء منها وأنه شكى إليه قلة القمح بالسوق فدعا تجاره فعرض عليهم قمحاً من عنده وقال أريد بيعه بدينار ونصف فاسترخصوه فأمر ببيعه بذلك السعر وأن لا يشتري من غيره بأزيد فاحتاجوا لبيع ما عندهم كذلك فترك هو حينئذ البيع فبلغه أنهم زادوا قليلاً فأمر ببيع ما عنده بدينار فقط وتقدم إلى خازنه انه إن وجد القمح في السوق لا يبيع شيئاً وإلا باع بدينار فاضطربوا إلى أن مشى الحال فكانت من أحسن الحيل في تمشية حال الناس، وإنه كان محافظاً على عمارة الطرقات بحيث أمنت القوافل في أيامه بجميع بلاده وإنه حضر محاكمة مع منازع له في بستان إلى القاضي فحكم عليه فقبل الحكم وأنصف الغريم وإنه كان يبالغ في أخذ الزكاة والعشر وإذا مر في السوق يسلم ولا يلبس الحرير ولا يجلس عليه ولا يتختم بالذهب إلى غير ذلك من المحاسن، وكانت صدقاته إلى الحرمين بل وإلى جماعة من العلماء والصلحاء بالقاهرة وغيرها مستمرة فأرسل يستدعي نسخة من فتح الباري لشيخنا بتحريك الزين عبد الرحمن البرعكي فجهز له ما كمل وهو قدر الثلثين منه وبهذه الواسطة كان تجهز لكتبه الشرح بل ولجماعة مجلس الاملاء ذهباً يفرق عليهم على قدر مراتبهم والكثير منه معين من هناك، وما سافر قط مع كثرة أسفاره إلا قدم بين يديه صدقات وقرب للزوايا وغيرها امتثالاً لقوله أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات وكذلك إذا عاد ولهذه الأوصاف الشريفة كتب إليه ابن عرفة مرة والله ما أعلم يوماً يمر علي ولا ليلة إلا وأنا داع لكم بخيري الدنيا والآخرة فإنكم عماد الدين ونصرة المسكين انتهى. وقد استجاز له ولأولاده شيخنا الزين رضوان وغيره جمعاً من الأعيان وخرج له أربعين حديثاً عنهم بالاجازة مكافأة له على أفضاله وترغيباً له في مزيد إقباله. مات في رابع عشري ذي الحجة سنة سبع وثلاثين عن ست وسبعين سنة بعد أن خطب له بفاس وتلمسان وما والاهما من المدن والقرى إحدى وأربعين سنة وثلث سنة فأزيد؛ قال المقريزي وكان خير ملوك زمانه صيانة وديانة وجوداً وافضالاً وعزماً وحزماً وحسن سياسة وجميل طريقة، وأطال ترجمته جداً في عقوده وختمها بقوله ومناقبه كثيرة وفضائله شهيرة ولقد فجع الاسلام وأهله بموته والله يرحمه ويتجاوز عنه؛ وقام من بعده حفيده المنتصر أبو عبد الله محمد بن الأمين أبي عبد الله محمد ابن أبي فارس فدام أيضاً دهراً كما سيأتي.
 
548 - عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن أسد العز بن العماد الفيومي ثم القاهري الشافعي أبو عمر الوكيل ومحمد النائب وأخو الشرف محمد الآتي ذكرهم ويعرف بالفيومي. كان أبوه بزازاً بالفيوم مذكوراً بالخير واللين والصدق فولد له بها العز في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة تقريباً ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً منها المنهاج وكان ابتداء عرضه له في سنة أربع وعشرين فيما قال؛ وأنه تحول من الفيوم بعد موت والده إلى القاهرة فأقام في خلوة بالمؤيدية وانتفع بالزين السندبيسي في محافيظه وكان الزين يكثر الشكوى منه ويصفه بالشيطنة، وأخذ عن الشرف السبكي والقاياتي وغيرهما ولازم السماع عند شيخنا وغيره؛ وكتب الخط المنسوب ونسخ به أشياء؛ وانتمى لكل من الجوهرين الخازندار واللالا ثم اختص بالزين عبد الرحمن بن الكويز وأقرأ أولاده وصارت له المرتبات والجهات ونفائس الكتب بل وأنشأ داراً خسنة بالقرب من بيت مخدومه فيها صهريج وسبيل وكذا مال مع المحب بن الشحنة وانتفع كل منهما بالآخر وخطب عنهم بجامع الحاكم بل وأم فيه ثم صرف عن الخطابة ومع خطيب مكة وغيرهما ممن يرى رجحان كفته مع كونه مخمول الحركات معلول البركات، وجاور غير مرة وهو ممن أشير إليه بالذكاء والفضل وكونه من دهاة العالم يتطور كثيراً ويتصور حقيراً فتارة يتصوف وتارة يتمكس حتى كان العز الحنبلي يرجح أخاه شريفاً المشتهر أمره عليه ويقول هما اثنان فاسق وكذا؛ وقد عزره العلم البلقيني لكونه قال أنا أحب عبد الرحمن بن الكويز أكثر من كل فقيل له ففلان وفلان فما توقف ثم حكم باسلامه بواسطة مخدومه بعد توقفه في ذلك، وتنازع مرة مع البدر الدميري الملقب كتكوت في صرة بسماع الحديث بالقلعة فشهد له المحب قاضي الحنابلة بأن البدر أولى منه لالمامه بعلم الحديث وقراءة الكثير من كتبه ولما شرعوا في عمارة السلطان عند باب النصر توسل حتى كتب فيها مع شيخوخته وعدم حاجته ووافق على أخذ قطعة من قاعة الخطابة حتى عملت ميضأة ورام بذلك انتفاعه بها لكونه ينوب في الخطابة فعوجل بانتزاعهما منه وكاد بعدو الأمر وراء هذا. مات في يوم السبت خامس عشري صفر سنة ثمان وتسعين عفا الله عنه.
549 - عبد العزيز بن أحمد بن يوسف عز الدين الوفائي الوكيل ويلقب بالفار. ممن عمل الرسلية في باب شيخنا وغيره ثم ترقى للوكالة وبرع فيها وفي الخصومات سيما حين فشو النقص في القضاة وتحول من ذلك وملك الدور وغيرها، وحج غير مرة وجاور وتكلم هناك في الحسبة وغيرها، ولا زال يسترسل حتى استقر في نظر الأوقاف عوضاً عن ابن العظمة بتقرير شهري، وركب البغلة وتوسع في الظلم، ومع ذلك فتجمد عليه مما التزمه الكثير بحيث تكلف في سده لبيع بعض أملاكه ورسم عليه مدة ثم خلص وعاد إلى الوكالة ولكن في حالة دون الأولى بكثير، ولم يزل في تناقص حتى مات في شوال سنة ست وتسعين ولم يخلف بعده مثله عفا الله عنه.
550 - عبد العزيز بن أحمد العز المحلي الشافعي ويعرف بابن سليم. ولي قضاء المحلة سنين عن البدر بن أبي البقاء وغيره ثم توجه إلى مكة فجاور بها أزيد من سنتين على طريقة حسنة وإحسان للناس بالقرض مع فضيلة ومعرفة بالوراقة فيما بلغني، ومات بها في يوم الاثنين رابع عشر صفر ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين فيما أحسب. ذكره الفاسي في مكة وتبعه شيخنا في أنبائه وجزم بأنه كان عالماً بالوثائق ونسبه لجده فقال ابن سليم.
551 - عبد العزيز بن إسحاق بن الفراش بمكة. مات بها في جمادى الثانية سنة ست وستين. أرخه ابن فهد.
عبد العزيز بن أبي البركات بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز.
 
552 - عبد العزيز بن برقوق بن أنس الملك المنصور عز الدين أبو العز بن الظاهر الجاركسي الأصل أخو إبراهيم الماضي والناصر فرج الآتي. ولد بعد التسعين وسبعمائة بسنيات بقلعة الجبل ونشأ بها وأمه أم ولد تركية تسمى قنقباي. جعله أبوه ولي العهد من بعد أخيه فملكوه في حياته وذلك في عشاء ليلة الاثنين سادس عشري ربيع الأول سنة ثمان وثمانمائة ولقب بالمنصور وما كان له سوى الاسم بل لم يلبث غير شهرين وثلث شهر وظهر أخوه فخلع وذلك في ليلة الجمعة رابع جمادى الثانية فلم يهيجه بل سكن روعه وأحسن إليه ورسم له بالسكنى بالقلعة على ما كان عليه أولاً وأجرى عليه معتاده بأزيد، ثم بعد ثمانية أشهر ونصف جهزه هو وأخوه الأصغر إبراهيم إلى اسكندرية مع مقدمين وهما قطلوبغا الكركي واينال حطب فأقاما نحو شهر ونصف، ومات هذا ثم إبراهيم كلاهما في ليلة الاثنين سابع ربيع الثاني سنة تسع؛ ودفنا من الغد باسكندرية وتحدث الناس بكونهما مسمومين وصدق ذلك موت قطلوبغا بعد قدومه وهو مريض من اسكندرية بيسير وما تم الشهر حتى نقلا إلى القاهرة ودفنا بتربة أبيهما بعد أن صلى عليهما تحت القلعة ومعهما من النساء والجواري المسبيات ما الله به عليم بحيث عد من الأيام المهولة جداً عوضهما الله الجنة؛ وذكره المقريزي في عقوده.
عبد العزيز بن أبي بكر بن رسلان. هو عبد العزيز بن أبي بكر بن مظفر. وسيأتي في ابن محمد بن مظفر بن نصير.
553 - عبد العزيز بن الفخر أبي بكر بن علي بن أبي البركات محمد القرشي المكي ابن أخي القاضي البرهان ويعرف كسلفه بابن ظهيرة ويلقب فائزاً وهو بلقبه أشهر. ولد في ليلة السبت ثالث جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها في كنف أبويه وأمه حبشية اسمها غزال فتاة لأبيه فحفظ القرآن وأربعي النووي ونور العيون لابن سيد الناس والارشاد لابن المقري من المنهاج إلى الحج والحاجبية وتدرب بالشهاب الزبيري في العربية وغيرها وحضر بعض دروس والده وعمه ثم ابن عمه في الفقه والاصول والتفسير وغيرها وقرأ عليه في البخاري بل قرأ على الشيخ إسماعيل بن أبي يزيد في الارشاد وغيره وعلي في مجاورتي الرابعة صحيح البخارية وقطعة من شرحي لألفية العراقي وغير ذلك وسمع علي فيها وفي التي قبلها أشياء؛ وحضر دروس السيد الكمال بن حمزة الدمشقي في الارشاد وتزوج ابنة عمه البرهاني وكان المهم في شعبان وأنا بطيبة واستولدها وماتت تحته؛ وقرر في جهات أبيه شريكاً لاخوته بعد موته، وزار المدينة غير مرة، وهو عاقل متميز بالفهم والعقل والأدب وترقى في ذلك كله.
عبد العزيز بن أبي بكر بن مظفر. يأتي في ابن محمد بن مظفر بن نصير.
554 - عبد العزيز بن دانيال بن عبد العزيز بن علي بن عثمان الاصبهاني الأصل المكي ويعرف بالعجمي. كان شاباً خيراً له أملاك بوادي الهدة وغيرها وغالب ذلك وراثة من قرائبه. مات بمكة في ذي القعدة سنة إحدى عشرة. ذكره الفاسي.
عبد العزيز بن سليم عز الدين المحلي. مضى في ابن أحمد قريباً.
555 - عبد العزيز بن عبد الجليل بن عبد الله عز الدين النمراوي الفقيه الشافعي. مات في تاسع ذي القعدة سنة عشر. هكذا ذكره شيخنا في إنبائه والصواب أنه وسبعمائة فهو من المائة الثامنة وقد ترجمه هو فيها فسبحان من لا يسهو.
 
556 - عبد العزيز بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله العز أبو البركات بن عضد الدين بن الجمال العقيلي - بالضم - الحلبي الحنفي والد الكمال عمر الآتي ويعرف كسلفه بابن العديم - بفتح أوله وكسر ثانيه - وبابن أبي جرادة. ولد في أحد الربيعين سنة إحدى عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن والعمدة وألفية الحديث والنحو والمختار والمنظومة والاخسيكتي في الاصول وعرض على جماعة، وأجاز له الولي العراقي والشمس البرماوي في آخرين منهم من أئمة الأدب البدر البشتكي والزين بن الخراط بل سمع على الشمسين الشامي وابن الجزري والشهب شيخنا والمتبولي والواسطي وغيرهم، وببيت المقدس على الشمس بن المصري وبحلب الكثير على البرهان الحلبي، واشتغل في الفقه على قارىء الهداية والسعد بن الديري والزين قاسم وجماعة وفي العربية على الشمني والشمس الرومي والراعي وغيرهم وفي فن البديع والعروض على النواجي؛ واستوطن حلب من سنة أربع وثلاثين وكان يتردد منها إلى القاهرة ثم أعرض عن ذلك ولزم الاقامة بها، وحج وزار بيت المقدس وباشر تدريس الحلاوية ويقال إنها هناك كالشيخونية بالقاهرة مع نصف نظرها ونظر الشاذبختية والخانقاه المقدمية الصوفية مع مشيختها، وناب في قضاء سرمين ثم أقلع عن ذلك، وقد لقيته بحلب وسمع معي على جماعة وحدث باليسير، وكان إنساناً حسناً متواضعاً لطيف العشرة كريم النفس مع رياسة وحشمة وأصالة وفضيلة في الجملة ولكنه لفن الأدب أقرب، ومما سمعته ينشده قوله:

يا كاتب السريا يا ابن الأكرمين ومن

 

شاعت مناقبه في العرب والعجـم

وممن كتب عنه من نظمه البقاعي وأثكل ولده المشار إليه فصبر، وولي قضاء بلده في سنة وفاته حين كان السلطان هناك لشغوره ببذل مال هذا بعد عرضه عليه قديماً فابى فلم يلبث أن مات في عشري ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
557 - عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أبي بكر عز الدين القاهري الحنفي الحياك تجاه الجملون ويعرف بحرفته. ممن اشتغل وأخذ عن الزين قاسم بقراءته وقراءة غيره وانتهى لأبي السعادات البلقيني والصلاح المكيني فمقته المناوي. مات في أوائل العشر الأخير من رمضان سنة أربع وسبعين بعد أن تعلل مدة وأظنه زاد على الخمسين عفا الله عنه.
558 - عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي الفرج الزرندي المدني والد عمر الآتي. مات في صفر سنة ثلاث وستين.
559 - عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد بن روزبة بن محمود بن إبراهيم بن أحمد العز أبو محمد بن العز الكازروني المدني الشافعي. ولد في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وسبعمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه، وعرض على جلال الخجندي الحنفي ومحمد بن علي بن يوسف الزرندي وغيرهما، وسمع على البدر إبراهيم بن الخشاب والشمس أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الششتري ويحيى بن موسى القسنطيني والعراقي ومما أخذه عنه شرحه للالفية في آخرين؛ ولقي بالمسجد الأقصى في سنة سبع عشرة وثمانمائة الشمس الهروي ومما سمعه عليه بعض شرحه لمسلم والمشارق ووصفه الجمال الكازروني بالفقيه العالم وأبو الفرج المراغي بالامام العالم العلامة الأوحد.
560 - عبد العزيز بن عبد السلام بن موسى بن أبي بكر بن أكبر العز الشيرازي الأصل المكي الشافعي الماضي أبوه والآتي أخوه موسى ويعرف بالزمزمي نسبة لبئر زمزم لكون والده سبط على والد إسماعيل أخي إبراهيم الزمزمي أمه عائشة. ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة فيما قيل وهو شيخ قديم سمع مني بمكة والمدينة ونظم في المديح وكان صيتاً. مات بمكة في ليلة الخميس منتصف المحرم سنة اثنتين وتسعين رحمه الله وهو والد عمر وأبي بكر ومحمد وعلي وعثمان المذكورين في محالهم.
561 - عبد العزيز بن عبد اللطيف بن أحمد بن جار الله بن زائد السنبسي المكي الماضي جده شقيق أحمد الماضي وأم الحسين الآتية. ولد في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بمكة وحفظ القرآن وسافر مع أبيه للتجارة إلى الهند كنباية وكاليكوت وكذا اليمن وسواكن وغيرها، وزار المدينة وترافقنا معه إلى الطائف وبيده التحدث على رباط جدته من قبل أمه أم الحسين ابنة الطبري وسبيلهما الذي حصل التعدي بهدمه.
562 - عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم العز المارديني الأصل القاهري ويعرف بالتقوى - بمثناة ثم قاف مفتوحتين نسبة للقاضي تقي الدين الزبيري. ولد في رجب سنة ثلاث عشرة وثمانمائة فيما أخبرني به وتكسب ماوردياً وسمع الحديث على شيخنا وابن المصري والفاقوسي والشرابيشي وغيرهم بل أخبرني أنه سمع بقراءة الكلوتاتي على رقية التغلبية التي قرر شيخنا بيان الغلط فيها، وأجاز له غير واحد واختص ببني ابن الأمانة سيما القاضي جلال الدين وتكسب عنده بالشهادة وقتاً بل ناب في القضاء ولكنه لم ينتدب له بل أقام غالب أوقاته في خلوته عند مطلع الحنفية من الصالحية وكذا اختص بالشرف بن البقري؛ وكان عشيراً حسن الشيبة تنزل في بعض الجهات وهو في آخر عمه أحسن منه حالاً قبله. مات في شعبان سنة أربع وتسعين فجأة سقط ببئر في بيته رحمه الله.
563 - عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن علي بن عثمان الأصبهاني الأصل المكي الماضي قريبه عبد العزيز بن دانيال والآتي شقيقتاه كمالية وعائشة وأبوهم الشهير بابن العجمي. ولد سنة إحدى عشرة وأمه أم الحسن نسيم ابنة الإمام أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى الطبري وتزوج هو زينب ابنة البزوري وأولدها علياً في جمادى الثانية سنة إحدى وأربعين وغيره، ومات صاحب الترجمة في صفر سنة ست وأربعين؛ ودفن بقبر والده بالقرب من الفضيل بن عياض من المعلاة. أرخه ابن فهد وهو خال أولاده.
564 - عبد العزيز بن عبد الله بن محمد عز الدين الحسيني سكناً. ممن سمع مني بالقاهرة.
565 - عبد العزيز بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد العز بن التاج التكروري الأصل المناوي السمنودي الشافعي الرفاعي ويسمى محمداً أيضاً ويعرف بالمناوي. ولد قبيل التسعين وسبعمائة بمنية سمنود من الشرقية ونشأ بها فقرأ القرآن عند جماعة منهم الشمس محمد بن عبد الكريم بن أحمد المناوي وحفظ العمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك؛ وعرض على جماعة فكان ممن أجاز منهم الكمال الدميري وذلك في يوم النحر سنة سبع - بتقديم السين - وثمانمائة، وتفقه بالفقيه عمر بن عيسى السمنودي وعنه أخذ الميقات والفرائض وبه انتفع وكذا بالشمس الغراقي وعليه قرأ في الفرائض وبالنور الادمي، وحضر دروس البيجوري والشمس البرماوي وقرأ في العربية على الشطنوفي، وبرع صار يستحضر مسائل الهيئة والألفية ويجيد الفرائض والميقات بحيث يعمل محاريب تلك الناحية، كل ذلك مع الديانة وسلامة الباطن والتقشف والتصدي للاقراء والافتاء حتى انتفع به كثيرون ولأهل تلك النواحي فيه اعتقاد كثير، وقد حج في سنة ثمان عشرة وزار المدينة ورجع إلى بلده فأقام بها وربما دخل القاهرة للسعي في ضروراته وضرورات غيره، وكان قد كف ثم أبصر ولما تقدم في السن تغير استحضاره؛ وقد لقيه ابن فهد والبقاعي وكذا لقيته بمنية نابت فقرأت عليه جزءاً. ومات في أوائل شوال سنة اثنتين وسبعين بمنية سمنود ودفن بزاوية سلفه بها رحمه الله ونفعنا ببركاته.
566 - عبد العزيز بن عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر العز بن تاج الخليلي الشافعي ويعرف بابن الموقت لكون التوقيت بها معهم وهو قريب الشمس محمد بن أحمد بن عمر بن إبراهيم يلتقي معه في إبراهيم. حفظ القرآن وجوده على العلاء بن قاسم الاردبيلي مع عدة روايات وحفظ المنهاج وألفية ابن مالك وعرض على العبادي والبكري والجوجري وزكريا وابن أبي الشرف واشتغل على البرهان الأنصاري وغيره من شيوخ بلده وقرأ بالقاهرة على ابن قاسم في شرحه لألفية النحو وعلى البدر المارداني المجموعة مع رسالتين له في الميقات ومقدمة له في الحساب سماها التحفة والنزهة لابن الهائم في آخرين وقرأ على يسيراً وكذا على الديمي والنعماني وآخرين ولبس منا الخرقة ورجع إلى بلاده قبيل رجب سنة تسعين.
567 - عبد العزيز بن عثمان بن محمد بن أبي فارس أبو الفوارس ابن صاحب تونس وأخو المسعود محمد الآتيين وهذا أصغرهما. ولي بجاية وهو حي قبل الثمانين.
 
568 - عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم بن عبد الرحمن الشهيد الناطق بن القاسم بن عبد الله العز أبو المعالي بن النور الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي هو والمالكي أبوه. ولد في رجب سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به والتنبيه وغيره وسمع بمكة في صغره على العفيف النشاوري وبعنايته على أبيه وابن صديق وآخرين وتفقه بالجمال بن ظهيرة وأخذ النحو عن النجم المرجاني، ثم ارتحل إلى القاهرة فأخذ بها في سنة ثمانمائة الفقه أيضاً عن الابناسي وأذن له في الافتاء والتدريس بسفارة بعض أصحابه والفقه وغيره عن البلقيني وولده الجلال والبهاء أبي الفتح البلقيني ولازمه كثيراً والبدر الطنبذي وأجازوه ظناً بالافتاء والتدريس ومما قرأه على البلقيني السنن لأبي داود في سنة اثنتين وثمانمائة؛ وتصدى للفتيا في حياة شيخه ابن ظهيرة وبعده ودرس الحديث بعد والده بالمنصورية، ودخل اليمن غير مرة منها سنة تسع وتسعين وفيها مات أبوه وفي سنة ثمان وثمانمائة وما فاته الحج في كلتيهما ثم في سنة ثلاث عشرة وأقام بها عشر سنين؛ وولي قضاء تعز مراراً وتدريس المظفرية والسيفية وغيرهما وخيلوا منه صاحب اليمن مع أن كبير أمرائه البدر بن زياد الكاملي المتوفي سنة تسع وعشرين كان كثير الاقبال عليه والاحسان إليه، ورجع إلى مكة فأقام بها متعللاً بالباسور نحو نصف سنة حتى مات في ليلة الأحد حادي عشرين ذي الحجة سنة خمس وعشرين ودفن في بكرتها بالمعلى. ذكره الفاسي في مكة وقال كان عارفاً بالفقه مشاركاً في غيره حسن المذاكرة انتهى. وممن أخذ عنه التقي بن فهد وذكره شيخنا في إنبائه وقال انه أقام بالقاهرة مدة وأخذ عن شيوخه وأذن له الابناسي والطنبذي، ولم يذكر البلقيني فيمن أذن له بل صرح الفاسي بعدم اذنه له، وذكره العفيف الناشري وقال انه قامت له في مدة ولايته تعز رياسة تامة قال وكنت أراه يتكرر مجيئه لعمي الموفق علي بن أبي بكر في أوائل طلوعه تعز.
569 - عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي الخواجا عز الدين الدقوقي المكي أخو الجمال محمد الآتي وهذا أسن. مات بالقاهرة في طاعون سنة ثلاث وثلاثين ومن ثم أخذ أخوه في الشهرة والقبول.
 
570 - عبد العزيز بن علي بن أبي العز بن عبد العزيز بن عبد المحمود العز البكري التيمي القرشي البغدادي ثم القدسي الحنبلي القاضي ويعرف بالعز القدسي البغدادي. ولد قبيل سنة سبعين وسبعمائة ببغداد ونشأ فحفظ القرآن وتلاه بالروايات وتفقه على شيوخها وسمع في سنة تسعين من العماد محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحمود السهروردي شيخ العراق ثم بعد سنين من ولده أحمد وكلاهما من يروى عن السراج القزويني؛ وتعانى عمل المواعيد، وقدم دمشق في سنة خمس وتسعين وسكنها وكذا سكن بيت المقدس زمناً وولي قضاء الحنابلة به وقام إذ ذاك على الشهاب الباعوني وهو حينئذ خطيب الأقصى فلما ولي الباعوني قضاء الشام في سنة اثنتي عشرة فر العز إلى بغداد صحبة الركب العراقي بعد ما حج وولي قضاءها فيما كان يزعم ودام فيه دون ثلاث سنين ثم صرف فعاد إلى دمشق ثم إلى بيت المقدس أيضاً فلما دخله الهروي وقع بينهما شيء فتحول العز بأهله إلى القاهرة وقرره المؤيد في تدريس الحنابلة بجامعه حين كمل؛ وكان ممن قام على الهروي حتى عزل بل هو والزين القمني من أكبر المولبين عليه عند العامة وبلغتنا عنهما في ذلك حكايات لا تستنكر من دهاء صاحب الترجمة، ثم نقل إلى العز إلى قضاء الشام فباشره مدة ثم رجع إلى القاهرة بعد موت المؤيد فاستقر في قضائها بعد صرف المحب ابن نصر الله البغدادي لكون السلطان وغيره من أعيان دولته كانوا يعرفونه من دمشق ويرون منه ما يظهره من التقشف الزائد كحمل طبق الخبز إلى الفرن ونحوه؛ ثم صرف في سنة إحدى وثلاثين بالمحب حيث انعكس على العز الأمر الذي دبره لاستمراره وسقط في يده وسعى في عوده فما تم بل أعيد لقضاء الشام ثم صرف عنه بالنظام بن مفلح؛ وقدم القاهرة فما تمكن من الاقامة بها فخرج إلى القدس ثم إلى الشام ثم رجع إلى القاهرة وسعى في العود لدمشق فأجيب واستمر فيه إلى أن مات كما قاله شيخنا في رفع الاصر ولكنه قال في إنبائه مات بها منفصلاً عن القضاء؛ وبه جزم غيره؛ وكان فقيهاً متقشفاً طارحاً للتكلف في ملبسه ومركبه بحيث يردف عبده معه على بغلته ويتعاطى شراء حوائجه بنفسه ماشياً وتنقل عنه أشياء مضحكة توسع في حكاية كثير منها كحمله السمك في كمه وهو في قرطاس وحضوره كذلك للتدريس وغفلته عن ذلك بحيث ضرب القطة بكمه فانتثر ما فيه كل ذلك لكثرة دهائه ومكره وحيله وكونه عجباً في بني آدم ولكنه لما أكثر من ذلك علم صنيعه فيه وهان على الأعين بسببه، وقد اختصر المغني لابن قدامة في أربع مجلدات وضم إليه مسائل من المنتقي لابن تيمية وغيره سماه الخلاصة وشرح الخرقي في مجلدين وكذا اختصر الطوفي في الاصول وعمل عمدة الناسك في معرفة المناسك ومسلك البررة في معرفة القراءات العشرة وبديع المغاني في علم البيان والمعاني وجنة السائرين الابرار وجنة المتوكلين الأخيار تشتمل على تفسير آيات الصبر والتوكل في مجلد والقمر المنير في أحاديث البشير النذير وشرح الجرجانية وغير ذلك؛ قال العيني ولم يكن طويل الباع في العلم بل كان شديد الخفة والتقشف بحيث يضحك الناس منه وربما لم يسلم الناس من لسانه، وقال غيره إنه لم يكن بالمحمود ويحكى عنه في أكل الرشوة العجائب وكان رقيقاً معتدل القامة ذا لحية بيضاء كبيرة خفي الصوت كثير التأني والتأمل في كلامه، وفي ترجمته ما لا يلتئم لكون الاعتماد فيها عليه، وقد نسبه شيخنا في إنبائه لجده الأعلى فقال: عبد العزيز بن علي بن عبد المحمود، وفي القضاة سمى جده العز عبد العزيز بن عبد المحمود؛ وكذا نسبه المقريزي ولكنه في عقوده قال ابن علي بن عبد العزيز بن عبد المحمود. ومنهم من جعل جده أبا العز، وحكى المقريزي في ترجمته أنه اجتمع أعيان مكة بالابطح سنة عشر وفيهم هذا والسراج عبد اللطيف بن أبي الفتح الفاسي وهما حنبليان فأنشد السراج مخاطباً العز:

إن كنت خنتك في الـهـوى

 

فحشرت محشر حنبـلـي

ألحي حليق الذقن منتوف من

 

توف السبـال مـكـحـل

وكان العز يومئذ كذلك فأجابه ارتجالا:

أتانا طالب من أرض فاس

 

يطالب بالدليل وبالقـياس

وما يعزى إلى فاس ولكن

 

فسى يفسو فساءً فهو فاس


571 - عبد العزيز بن علي بن محمد بن محمود بن العلامة نور الدين علي بن فرحون العز اليعمري المدني المالكي ويعرف بالمجلد وهي حرفته وحرفة أبيه. ممن سمع مني بالمدينة.
572 - عبد العزيز بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين القسطلاني المكي. مات بها وله نحو ثلاث سنين في سنة ست وأربعين. ذكره ابن فهد.
573 - عبد العزيز بن علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين ابن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة العز القرشي المكي شقيق البرهان عالم الحجاز وأخوته ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. مات سنة سبع وعشرين ومولده في التي قبلها.
 
574 - عبد العزيز بن عمر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد العز أبو فارس وأبو الخير ابن صاحبنا النجم أبي القسم الهاشمي المكي الشافعي ويعرف كسلفه بابن فهد، وأمه عائشة ابنة العفيف عبد الله بن محمد بن علي العجمي الأصل. ولد في الثلث الأخير من ليلة السبت سادس عشري شوال سنة خمسين وثمانمائة بمكة في غيبة والده بالقاهرة وسمى علياً أبا الخير ثم غير لكون أبيه رأى في منامه قائلاً يقول له جاءك ذكر فسمه عبد العزيز أبا فارس؛ ونشأ فحفظ القرآن وأربعي النووي والارشاد مختصر الحاوي لابن المقرىء والنخبة لشيخنا وألفية النحو والوردية والجزومية كلاهما في النحو أيضاً وعرضها بتمامها على أبيه وجده وكذا عرض على العادة ما عدا النخبة والأخيرين على جماعة من أهل بلده ومن القادمين إليها كالبامي وابن القصبي المالكي وكتب إجازته نظماً ثم حفظ أيضاً غالب ألفية الحديث وجانباً من المنهاج الأصلي؛ واعتنى به والده فاستجاز له خلقاً منهم شيخنا وأحضره وأسمعه على كثيرين من المكيين كأبي الفتح المراغي والزين الأميوطي والزمزمي وغيرهم بها وبأماكن منها كمنى وجل ذلك معي؛ ولما ترعرع قرأ بنفسه؛ وتوجه غير مرة للزيارة النبوية وسمع فيها بطيبة من جماعة، وارتحل في سنة سبعين من البحر فأكثر بالديار المصرية من القراءة والسماع ومما أخذه عن الشمني في البحث بعض شرحه لنظم أبيه للنخبة وعن البقاعي في متنها مع شيء حاذى به متن إيساغوجي، وسمع بمصر والجيزة وعلو الأهرام وغيرها من أماكنها وكذا بجدة في مجيئه ولما انتهى أربه سافر في أول السنة التي تليها إلى البلاد الشامية فسمع في توجهه بالخانقاه السرياقوسية وزار القدس والخليل وسمع بالقدس وبغزة ونابلس ودمشق وصالحيتها وبعلبك وحماة وحلب وغيرها من جماعة، واجتهد في كل ذلك وتميز في الطلب واستمد مني ثم عاد فيها إلى بلده مع الركب ثم رجع من البحر أيضاً في سنة خمس وسبعين وقرأ علي في بحث ألفية الحديث مع غيرها من تصانيفي وحضر عندي في الاملاء وغيره بل وقرأ على الشرف عبد الحق السنباطي كتابه الارشاد ثم سمعه عليه إلا اليسير في مجاورته، وكان أحد القراء في تقسيم المنهاج على السراج العبادي ولكن لم يتهيأ اكماله وقرأ على الشمس الجوجري قطعة من أول شرحه على الارشاد وكتبه بخطه وعلى الزيني زكريا في المتن وكان جل قصده من هذه القدمة الدراية ورجع إلى بلده ثم سافر منها للدراية أيضاً إلى الشام في موسم السنة التي تليها وزار المدينة في توجهه وقرأ في دمشق على الزين خطاب قطعة من أول الارشاد وكذا على المحب البصروي وكان قد أخذ عنه بمكة أيضاً وحضر دروس أولهما مع قليل من دروس التقي بن قاضي عجلون هناك؛ ووصل منها إلى حلب ورجع لمصر أيضاً ثم لبلده مع الركب ثم دخل القاهرة أيضاً مع الركب في سنة أربع وثمانين فلازمني في السماع والقراءة وكان مما قرأه على قطعة كبيرة من أول شرحي لألفية الحديث وجميع شرح النخبة وحضر كثيراً من مجالس الاملاء بل واستملى بعضها وأكمل الربع الأول من شرح الجوجري للارشاد عليه وحضر عنده تقسيم التنبيه إلا يسيراً وتقسيم جميع ألفية ابن مالك سوى مجلسين أو ثلاثة بل هو ممن لازمه حين مجاورته بمكة حتى سمع عليه شرح الشذور له وغالب متن البهجة وكذا لازم إمام الكاملية في الفقه وغيره وقرأ عليه غالب الوردية في النحو ومما أخذه عن العبادي في القدمة الرابعة في الروضة أو الخادم، ورجع مع الحاج فيها إلى بلده فأقام ملازماً للاشتغال والاقبال على شأنه، ولما جاورت سنة ست وثمانين والتي تليها أكثر من ملازمتي بحيث قرأ على ما كان في كتب والده من تصانيفي وهو شيء كثير وحصل هو أيضاً أشياء قرأها وأكمل سماع شرحي للألفية مع تكرر كثير منه له وكذا سمع علي ومني غير ذلك وممن لازم ببلده في الفقه والتفسير عالم الحجاز البرهان بن ظهيرة وفي الفقه فقط مع أصوله والفخر أخوه والنور الفاكهي أخذ عنه المنهاج وكان أحد القراء في تقسيمه وقرأ عليه الربع الأول من الارشاد بل حضر عنده في النحو وغيره وقرأ على يحيى العلمي المالكي المنهاج الأصلي مرتين وألفية ابن مالك وتوضيحها لابن هشام وحضر عنده في الجمل للخونجي وسمع جميع التوضيح والألفية مرتين إلا اليسير على المحيوي المالكي وقبل ذلك أخذ في النحو عن أبي الوقت المرشدي ثم بأخرة عن الشريف  
السمهودي الايضاح في المناسك للنووي وقطعة من أول ألفية النحو، وبرع في الحديث طلباً وضبطاً وكتب الطباق بل كتب بخطه جملة من الكتب والاجزاء وتولع بالتخريج والكشف والتاريخ، وأذنت له في التدريس والافادة والتحديث وكذا أذن له الجوجري في تدريس الفقه والنحو والافادة والمحيوي ضمن جماعة في إقراء الألفية وليس بعد أبيه ببلاد الحجاز من يدانيه في الحديث مع المشاركة في الفضائل وجودة الخط والفهم وجميل الهيئة وعلى الهمة والحياء والمروءة والتخلق بالاوصاف الجميلة والتقنع باليسير واظهار التجمل وعدم التشكي وهو حسنة من حسنات بلده. عبد العزيز بن أبي القسم. في ابن محمد بن عبد الوهاب.
575 - عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن جار الله بن زائد العز السنبسي المكي. حفظ العمدة فعرضها على الشهاب أحمد بن علي الحسني الفاسي في سنة عشر وأجازه بل أجاز له في سنة خمس فما بعدها العراقي والهيثمي وابن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والفرسيسي والشهاب الجوهري وخلق. مات بمكة في شعبان سنة سبع وثلاثين، أرخه ابن فهد. عبد العزيز بن عياش الطبري.
576 - عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العز أبو البقا بن البدر الأنصاري الابياري الأصل القاهري الشافعي أخو محمد وعبد الرحمن وأحمد المذكورين في أماكنهم ويعرف كسلفه بابن الأمانة. قال شيخنا في إنبائه انه اشتغل كثيراً ودرس وعمل المواعيد بالجامع الازهر وكان شاباً صالحاً عفيفاً فاضلاً أجاز له جماعة باستدعاء ابن فهد. مات في تسع عشري جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين.
577 - عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم بن مقدم العز بن الشمس البساطي الأصل القاهري المالكي أخو عبد الغني ووالد خير الدين أبي الخير محمد وزوجة الزين عبد الرحيم الابناسي وغيرهم ممن سيأتي، ويعرف بابن البساطي. ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة بالقاهرة وحفظ القرآن والمختصر الفرعي والفية النحو وغيرها؛ وعرض على جماعة وأخذ عن أبيه والجمال الاقفاصي وناب عنه ثم عن من بعده إلى أن مات ولكنه قد تقلل منه جداً بأخرة وكذا قرأ على الشهاب الصنهاجي في الفقه والعربية وغيرهما ودرس بالقمحية وولي الاعادة بالصالحية والناصرية والصالح وغيرها وكان مستحضراً لكثير من فروع مذهبه مشاركاً في طرف من العربية ذاكراً لجملة من الوقائع والنوادر مع مزيد حرصه وطرحه التكلف والاحتشام واعراضه عن التأنق في ملبسه ومأكله وشئونه كلها وتعاطى جباية دوره وأماكنه وتولى اصلاحها بنفسه والتمتع بحواسه بحيث يمشي كثيراً. مات في رابع ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وصلى عليه من الغد في مشهد متوسط ثم دفن بجانب الروضة بتربة هناك وخلف المشار إليهم رحمه الله وإيانا.
578 - عبد العزيز بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن محمد بن صالح العز بن الجمال الهيثمي الأصل القاهري الشافعي أخو عبد الله وابن أخي الحافظ نور الدين على الآتيين. ولد تقريباً سنة ثلاث وستين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها وأحضر في الثانية في شوال سنة خمس وستين على أبي عبد الله البياني الأول من فوائد الصقلي أخبرنا به الفخر حضوراً أيضاً وسمع على عمه والعراقي وابن حاتم وابن الشيخة والابناسي وآخرين، وأجاز له النشاوري والغياث العاقولي والصدر المناوي وغيرهم بل أجاز له العز بن جماعة فهرست مروياته المعينة في سنة خمس وستين؛ وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى الحافظ ومعه الموفق الأبي، وذكره شيخنا في معجمه وانه أجاز لولده، وكان أحد صوفية البيبرسية. مات في مستهل صفر سنة ثمان وثلاثين رحمه الله.
 
579 - عبد العزيز بن محمد بن داود الكيلاني المكي. تردد للقاهرة ومات بها مطعوناً في شوال سنة ثلاث وسبعين. أرخه ابن فهد.
580 - عبد العزيز بن محمد بن صالح النمراوي الأصل القاهري الآتي أبوه ويعرف كهو بابن صالح. شاب يميل لظرف وسكون وانجماع ممن سمع مني بالقاهرة وباسمه بعض جهات منتقلة له عن أبيه وغيره. مات في شوال سنة إحدى وتسعين وصلى عليه بعد صلاة الجمعة بالأزهر.
581 - عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد العز بن الشمس بن الكويك الآتي أبوه وعمه قاسم. ولد قريب الثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره ورافقني يسيراً في مكتب ابن أسد ثم تعانى الحيك ظناً وقتاً ثم التوقيع وصار من جملتهم وربما يقول الشعر.
582 - عبد العزيز بن الجمال محمد بن الزين عبد العزيز بن عبد الواحد العز الأنصاري المدني ابن عم حسن بن عمر بن عبد الواحد الماضي ويعرف بابن زين الدين. ممن سمع مني بالمدينة.
583 - عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مظفر بن نصير عز الدين ابن البهاء بن العز البلقيني الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه وجده ويعرف كأبيه بابن عز الدين وبابن شفطر. ولد في سنة أربع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو وعرض على جماعة بل قيل إنه لم يعرض، واشتغل يسيراً وأخذ في الفقه عن العلاء القلقشندي والعلم البلقيني والشرف السبكي وابن المجدي وفي غيره عن ابن حسان وفي الفرائض عن أبي الجود وسمع على شيخنا والزين الزركشي وابن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصاحبة وأم هانىء وآخرين؛ وفضل واستنابه شيخنا في آخر سنة ست وأربعين وجلس بحانوت بخط جامع طولون ثم صرفه لشيء نسب إليه بل درس بعد والده بمدرسة سودون من زادة وولي الاعادة بجامع طولون بل استنزل عشيره المحب بن هشام عن تدريس المنصورية وما أمضاه الناظر إلا بتكلف وعمل فيه درساً واحداً ثم لم يلبث أن مات في ليلة الجمعة ثالث المحرم سنة ثمان وثمانين وصلى عليه قريب العصر بمصلى باب النصر ودفن عند جده بمقبرة سعيد السعداء، وكان ذكياً فاضلاً حسن التصور وربما أقرأ الطلبة مع صفاء وسرعة حركة وحرص حريصاً على لعب الشطرنج وربما جر ذلك للمزحة سيما حين تحدثه بالميل للقضاء الأكبر وقد كتب بخطه الخادم أوجله وربما وسع على بعض الطلبة بالقرض رحمه الله وعفا عنه.
584 - عبد العزيز بن محمد بن عبد الكريم الدميري. ممن سمع مني بمكة.
585 - عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز البدر أبو محمد بن الشمس أبي عبد الله بن الرشيد أبي محمد بن العز أبي محمد الأنصاري القاهري المالكي المباشر الماضي ابنه أحمد ويعرف كسلفه بابن عبد العزيز. ولد قبل سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة وعرضها في مستهل صفر سنة تسعين والرسالة وعرضها في ربيع الأول من التي بعدها وكان ممن عرض عليه الابناسي والبلقيني وابن الملقن وولد كل منهما وأجازوا له وأثنوا على أسلافه في آخرين ممن لم يجز وفي ظني أن عبد العزيز الأعلى هو جد القاضي كريم الدين عبد الكريم ابن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن أبي طالب بن عبد الله بن سيدهم ابن علي اللخمي ويتأيد بأن كريم الدين لما استقر في نظر الجيش رغب عما كان باسمه قبل من وظائف الجيش باسم والد صاحب الترجمة ووصفه بأنه قريبه لكن حكى لي الجمال سبط شيختنا أنس ابنة عبد الكريم المذكور أن القرابة إنما هي من جهة النساء وحينئذ فعبد العزيز الأعلى غير جد كريم الدين لا سيما ووجدت وصفه بالعالم المحدث في خط غير واحد وكذا نسبته أنصارياً وأما جد كريم الدين فهو وإن وقع في معجم ابن ظهيرة نسبة ولده الحسن أنصارياً فهو غلط ولذا كتب شيخنا بهامش ترجمته هناك صوابه اللخمي والله أعلم، وقد سمع صاحب الترجمة على الشرف بن الكويك جزء البطاقة وباشر أوقاف جامع طولون والاشرفية العتيقة والناصرية دهراً، وكان بارعاً في المباشرة جلداً ثابت الجأش صبوراً تعب القاياتي ثم السفطي في مباشرتهما القضاء بتسببه كثيراً ولم يحدث لكنه أجاز لي ومات في شعبان سنة ثمان وخمسين رحمه الله وعفا عنه.
 
586 - عبد العزيز بن محمد بن عبد الوهاب العز بن أبي القسم بن التاج العثماني كما بخط شيخه أبي الفتح المراغي الطهطاوي ثم المكي. سمع على أبي الفتح المراغي في سنة خمس وخمسين وبعدها، وكان بزازاً بدار الامارة مباركاً ممن دخل العجم وحصل بها. مات بمكة فجأة بالمسجد بعد صلاته المغرب في صفر سنة سبع وستين سامحه الله. أرخه ابن فهد.
587 - عبد العزيز بن أبي البركات محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي النويري المكي. ولد بها في سنة إحدى وثلاثين وأمه أم الخير ابنة علي ابنة عبد اللطيف بن سالم، ونشأ وسمع من زينب ابنة الشافعي؛ وأجاز له في سنة ست وثلاثين وبعدها جماعة.
588 - عبد العزيز بن محمد بن علي بن قطلبك تاج الدين بن ناصر الدين بن علاء الدين الآتي أبوه ويعرف بالصغير بالتصغير. ولد في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها مقبول الصورة لجماله فحفظ القرآن والعمدة والقدوري والمنار في الأصول والحاجبية في النحو، وعرض على جماعة وكتب الخط الحسن وتولع بالأدب حتى صار حسن المحاضرة، وتنقل في الخدم السلطانية فأول ما عمل خاصكياً ثم أميرآخور ثالث ثم حاجب ثالث ثم وكالة الاسطبلات السلطانية أيام الظاهر جقمق ثم الحسبة ونقابة الجيش كل ذلك بالبذل الذي يستدين أكثره ثم يقاسي من أربابه بالشكوى ونحوها ما الله به عليم، بل حبسه الظاهر بالبرج من القلعة في أوائل دولته ثم أمر بنفيه هو وأبوه وتكرر له ذلك ويقال إنه مال لمنادمته بعد وكذا أهانه الأشرف اينال بالضرب المؤلم بحيث أشرف على الهلاك ثم نفاه لدمياط بسبب دكر في حوادث سنة تسع وخمسين، ورأيت بعض الطلبة كتب عنه:

خانني الرقيب فخانته ضمـائره

 

وغيض الدمع فانهلت بـوادره

وكاتم السر يوم البين منـهـتـك

 

وصاحب الدمع لا تخفى سرائره

مات في.
589 - عبد العزيز بن محمد بن عي بن محمد بن علي بن أحمد عز الدين المحلي السمنودي الشافعي ابن عم الجلال محمد بن أحمد الآتي ويعرف بعزيز - بفتح المهملة وزايين منقوطتين بينهما تحتانية. حفظ القرآن والمنهاج أو غالبه واشتغل على ابن عمه وولي كأبيه قضاء سمنود وعملها.
590 - عبد العزيز بن محمد بن عمر نجيب الدين بن شمس الدين بن ناصر الدين الشيرازي الشافعي نزيل مكة. رجل خير من أتباع السيد عبيد الله بن العلاء بن عفيف الدين بل هو مؤدب بعض بنيه حسن الخط كثير التواضع، ممن اشتغل يسيراً وقرأ علي وأنا بمكة أربعي النووي ولازمني في أشياء من تصانيفي وغيرها وكتبت له إجازة أوردت بعضها في التاريخ الكبير؛ وزار المدينة النبوية مع أهل المشار إليه ثم عاد لمكة ثم رجع؛ وتوفي بكرمان في سنة تسعين تقريباً.
591 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن المحب بن البدر بن الأمانة الآتي أبوه وجده والماضي سميه وغيره من أعمامه. أحضر في البخاري في الظاهرية القديمة، ولما كبر حج وتكسب بالشهادة ولم يتصون ولا تثبت وربما حضر دروس الوظائف حتى إنه حضر عندي بالبرقوقية.
592 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد العز بن ناصر الدين أبي الفرج ابن الجمال الكازروني المدني الشافعي أخو علي ومحمد الآتيين. ممن أخذ عني بالمدينة.
593 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أبو البقا بن أبي الخير بن أبي السعود القرشي المكي وأمه حبشية فتاة أبيه. ولد في رجب سنة تسع وثمانمائة وأجاز له جماعة منهم ابن الكويك وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والمجد الشيرازي.
594 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن الخضر بن إبراهيم العز بن القاضي الشرف المصري ويعرف بالطيبي بالتشديد. ولد سنة ثلاثين وسبعمائة وسمع على يحيى بن فضل الله وصالح بن مختار وأحمد بن أبي بكر بن طي وأحمد بن منصور الجوهري ومما سمعه عليه مسند الشافعي أخبرنا به المعين الدمشقي وزينب ابنة إسماعيل بن الخباز سمع عليهما غالب القطيعيات ومحمد بن غالي والبدر الفارقي في آخرين، وأجاز له أبو حيان وزهرة ابنة الختني وابن الصناج والمشتولي وابن السديد وجماعة، وخرج له شيخنا جزءاً لطيفاً قرأه مع غيره عليه وسمع منه الفضلاء؛ قال شيخنا في معجمه ووقع على القضاة زماناً وكان أول من رتبه فيه البهاء أبو البقاء السبكي ثم ولي نظر الأوقاف وامتحن. مات في المحرم سنة ثلاث وله بضع وسبعون سنة، وذكره في الأنباء أيضاً وكذا المقريزي في عقوده وإنه سجن على يد ابن خلدون فحمل ومات في خموله عن نحو الثمانين.
595 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله بن عمر بن حياة بن قيس العز أبو الفضل وأبو العز بن البدر الحراني الأصل الدمشقي نزيل ويدعى محمداً أيضاً. قال شيخنا في إنبائه كان كثير العبادة ملازماً للصلاة في الليلة؛ وله اشتغال وتصانيف ونظم ونثر، وتذكر عنه كرامات وكلام في الرقائق. مات في ثالث عشر جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين رحمه الله وإيانا، وينظر في اتصال نصبه بأبي بكر بن حياة بن أبي بكر بن قيس الحراني أحد من سمع عليه ابن تيمية.
596 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة الكمال أبو الغيث بن الرضى أبي حامد القرشي المكي وأمه أم الحسين الصغرى ابنة المحب بن ظهيرة. ولد في ربيع الآخر سنة أربعين وثمانمائة بمكة وسمع بها من أبي الفتح المراغي وأجاز له الزين الزركشي وابن الفرات وجماعة، ومات وهو صغير في ربيع الأول سنة تسع وأربعين عوضه الله الجنة.
597 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن محمد العز بن العبسي - نسبة لمنية العبسي بالغربية - ثم القاهري مالك ديوان الاحباس. ولد في سنة تسع عشرة وثمانمائة وكان أبوه يتصرف في بيوت الامراء فنشأ ابنه شاهداً عند مسلم السيوطي فتدرب به فيها ثم استقر في ديوان الاحباس رفيقاً لعمه ناصر الدين محمد والشمس الأزهري والنجم القلقشندي والبدر البيدفي حين كان العلاء بن اقبرص ناظر الديوان، وراج أمره فيه لتيقظه له سيما عند تقلقل أهله واحداً واحداً بحيث انفرد بشأنه وترقى وتوسع في معيشته مع مزيد التنعم والتظاهر بالاحتشام والانعام، ولما استقر يشبك الفقيه في الدوادارية ناكده ولده يحيى ثم وثب عليه الدوادار الكبير يشبك من مهدي بعد أن تنازع مع الجوجري وعزر بسببه وزيد في إهانته ونقص وجاهته وكان ما لا خير فيه من الجهتين سيما بعد العشرة والصحبة، ومن جملة ما انتقده عليه أنه اشترى بيتاً بجوار جامع الصالح ورام الاختصاص بعلو مسجد وأدى النزاع لحقن دمه ومشى أبي الطيب السيوطي في ذلك مع مزيد اختصاصه بالجوجري ومع ذلك فخرج بعد على أبي الطيب واستمر في نقص وخمول مع كونه المستبد بالديوان وليس للناظر المنعم معه كلمة بل هو كالتبع له ينعم عليه بما يشاء حتى السراج العبادي والفقراء في كرب من جهته لا يرحمهم ولا يقبل تكلفهم وربما تعدد أخذه من جماعة في جهة واحدة مع تصنع وتمنع وإيهام وإبهام، وقد حج وآل أمره إلى أن تعطل بالفالج وصار عطلاً وابنه القائم بالديوان إلى أن مات سنة ثمان وتسعين عفا الله عنه وإيانا.
 
598 - عبد العزيز بن محمد بن محمد العز أبو الفضل وأبو الفوائد القاهري الشافعي الوفائي الميقاتي نزيل المؤيدية ويعرف قديماً بابن الاقباعي. ولد في ثاني صفر سنة إحدى عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وعرض على البيجوري والولي العراقي والزين القمني والجمال يوسف البساطي شارح البردة وبانت سعاد وآخرين ممن أجاز له وأخذ فنون الميقات عن ابن المجدي ونور الدين النقاش وبه تدرب وبرع فيه وتصدى لافادته فأخذ عنه الجم الغفير وعمل رسائل في المقنطرات منها قطف الزهرات في العمل بربع المقنطرات وكذا في الجيب وجل الكواكب وغيرها وله مبتكرات في الوضعيات لكنه كان ضنيناً بكثير من فوائده وباشر الرياسة بجامع المارداني والمؤيدية والأزهر وغيرها وكان ديناً ساكناً كثير التخيل له إلمام بالعربية رأيته مراراً وسمعت من فوائده. مات في ذي القعدة سنة ست وسبعين رحمه الله وعفا عنه.
599 - عبد العزيز بن محمد بن محمد الجوجري الشافعي. ممن عرض عليه خير الدين ابن القصبي بعد الخمسين وثمانمائة.
600 - عبد العزيز بن محمد بن مظفر بن نصير بن صالح العز البلقيني القاهري الشافعي والد البهاء محمد أبي العز عبد العزيز وابن حفيد السراج عمر بن رسلان ابن نصير المذكورين في محالهم وسها شيخنا في إيراد نسبه في الأنباء حيث قال: عبد العزيز بن مظفر بن أبي بكر محمد بن يعقوب بن رسلان، وقال غيره عبد العزيز ابن أبي بكر بن مظفر فلعل أبا بكر كنية محمد؛ قال في الأنباء اشتغل على السراج ورافقنا في سماع الحديث كثيراً ودرس بمدرسة سودون من زاده وناب في الحكم يعني من سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وكان حسن المذاكرة بالفقه يشارك في بعض الفنون لكنه كان سيء السيرة في القضاء جماعة للمال من غير حله في الغالب مزري الملبس مقتراً على نفسه إلى الغاية وبلغني أن العلاء بن المغلي قال في يوم وفاته انه قرأ عليه. مات في ثالث عشري جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وخلف مالاً كثيراً جداً فحازه ولده، وترجمه المقريزي بالبراعة في الفقه وأصوله والعربية مع دربة بالأحكام وسماه عبد العزيز بن أبي بكر بن رسلان بن نصير رحمه الله وعفا عنه.
عبد العزيز بن محمد بن موسى بن إبراهيم العز بن البدر بن الشرف ابن البرهان ويعرف كسلفه بابن البرهان. شاهد بوقف البيمارستان.
عبد العزيز بن محمد بن موسى بن محمد بن علي الشريف القادري الآتي أبوه. ممن سمع علي ومات بالطاعون في سنة سبع وتسعين وهو أخو زوج تغري بردى الاستادار.
عبد العزيز بن محمد بن العز بن البدر الحراني الأصل القاهري الشافعي القادري شيخ الزاوية التي اشتهرت به في باب الزهومة ووالد عبد القادر ومحمد الآتيين وربيبه المحب القادري، كان شيخاً مبجلاً معتقداً قائماً بوظائف العبادات والأوراد تسلك به جماعة يقال إن الشرف المناوي منهم، وصارت له وجاهة، لقي خلقاً فيهم غير واحد من ذرية الشيخ عبد القادر فأخذ عنهم. مات في جمادى الثانية سنة تسع وثلاثين عن ثلاث وستين سنة ودفن بالزاوية المشار اليها وكان أقام بها دهراً، وحج وجاور غير مرة وزار بيت المقدس ويقال إنه كان من أخصاء الولي العراقي رحمه الله.
عبد العزيز بن محمد أبو محمد اللبابي من ولد أبي لبابة المغربي الوزير. نشأ بمراكش ثم قدم فاس بعد الثمانمائة وعانى الكتابة فلما انهزم السلطان أبو سعيد عثمان بن أبي العباس المريني من السعيد محمد بن عبد العزيز في ذي الحجة سنة ثماني عشرة وانتصر السعيد استدعى بهذا فكتب له وآل أمره إلى أن استوزره وصارت إليه الأمور بمقاليدها ودبر وحذر وقدم وأخر، وآل أمره إلى أن قتل في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين، وكان كريماً مفضالاً أديباً شاعراً حسن النظم كاتباً مترسلاً متوسطاً في البلاغة مقداماً شجاعاً جريئاً على سفك الدماء جيد التدبير كثير الدهاء من بيت كتابة وهو أحد أسباب تلف دولة بني مرين بفاس؛ طول المقريزي في عقوده ترجمته وأنشد له حين قدم للقتل:

خان القريب فكيف من هو نائي

 

لم يبق إلا في الآلـه رجـائي

وإذا تعلقت النفوس بـربـهـا

 

بلغت مقاصدها بغير عـنـاء

عبد العزيز بن البدر محمود بن أحمد العيني مات في المحرم سنة ثمان عشرة أرخه أبوه.
عبد العزيز بن محمود بن محمد بن فخر الدين الطوسي ثم الهروي الشافعي نزيل مكة. ولد في رمضان سنة ست وثلاثين بطوس ونشأ بها فقرأ القرآن عند صالحها عبد الله بن محمد ثم تحول منها مع أبيه لهراة وأخذ عنه مختصرات العلوم على الترتيب المرعى بينهم ولازم القطب أحمد بن محمد الامامي أقضى القضاة بها وهو حنفي يستنيب الشافعي في الكشاف مع حاشية التفتازاني وحضر دروسه في الهداية فقه الحنفية ومولانا زاده محمد بن عبد العزيز بن سيف الدين الأبهري الأصل الهروي الشافعي المتوجه لاقراء مذهبه والحنفي في شرح الحاوي للقونوي والهداية بل أخذ عنه المصابيح وأفاد أنه ممن أخذ عن شيخنا حين قدومه علي الظاهر جقمق مع قضاة شاه رخ ومولانا محمد بن أحمد الجاجرمي الشافعي نزيل هراة وأحد المعمرين حتى أخذ عنه التلويح في أصول الحنفية مع التوضيح ومولانا علي بن محمد السمرقندي الحنفي نزيلها أيضاً وأحد تلامذة السيد الجرجاني المستوفين عليه جل تصانيفه في شرح المفتاح وحاشية شرح المطالع كلاهما لشيخه السيد وكذا المشكاة والسيد أصيل الدين بن جلال الدين الشيرازي ثم الهروي الشافعي محدث تلك النواحي ممن صنف ووعظ في البخاري وجميع المصابيح والشمائل والشهاب البرجندي - بلدة من خراسان - الحنفي حتى قرأ عليه من سورة هود من البيضاوي إلى آخرها بعد قراءته لما لم يقرأه على غيره ومولانا محمد بن سياوش الطوسي ثم الهروي الشافعي في المطول والتلويح وحاشية المطالع وغيرها بل قرأ عليه المحرر في الفقه إلى غيرهم، وتميز وقدم مكة في سنة سبع وسبعين فقطنها على طريقة حسنة من اقراء الطلبة لفنون والسكون وسافر منها إلى مصر والشام وحلب وزار بيت المقدس والخليل بل وطيبه وكذا دخل الهند واختص بصهر قاوان وأقرأه حتى في المحرر وقصر نفسه عليه وبيده دنيا مع كونه أعزب، ولم يذكر عنه الا الخير ولحيته بيضاء نقية وقد تكرر اجتماعه بي ثم سمع مني المسلسل ورام القراءة فما تيسر.
عبد العزيز بن مسدد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد العز أبو الفضل الكازروني المدني الشافعي. ولد بطيبة ونشأ بها فحفظ المنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النحو، وعرض في سنة ثمان وستين على أبي الفرج المراغي والشهاب الأبشيطي وأبي الفتح بن تقي وآخرين وأخذ في الفقه عن آخرهم بل قرأ عليه الصحيحين والشفا بالروضة وفي الأصول عن سلام الله الكرماني وفي العربية عن الشهاب أحمد بن يونس المغربي وسمع الحديث أيضاً على أبوي الفرج الكازروني والمراغي، وكان درباً في الدنيا مقبلاً على تحصيلها اشترى نخلاً بنحو ألف دينار، ومات بدمشق في رجب سنة اثنتين وثمانين رحمه الله.
عبد العزيز بن مسلم - كمحمد - بن دال بن خضر بن غراز بن سلامة العز أبو الفضل المستناني - نسبة لقبيلة من قبائل المغرب - المغربي ثم السكندري المالكي والد محمد الآتي رجل صالح مذكور بالولاية ممن أخذ عن الشيخ سالم. لقيته باسكندرية فأول ما وقع بصره على شرع يذكر بعزم وجد ساعة طويلة ثم دخل منزله من شدة الوجد فيما أظن وأرسل بشيء من الخبز والسعتر والماء ثم جاء بعد يسير فأكل معنا ولم يتكلم بكلمة فقلت له لا بأس بانشاد شيء من نظمكم فقال ما في الوجود سواكم وذكر تمام بيتين لم أحفظهما ثم قام ودخل إلى منزله بعد أن دعا، وقصدت الاجتماع به ثانياً فما أمكن لكنه كتب بخطه أبياتاً وأرسل إلي بها وأظنها من نظمه وهي:

خطيب الحي قد غنـى

 

على عيدان آصـالـي

تفنن إن كنت تسـمـع

 

وتلقي فهمك البـالـي

يظهر لك حواشـيهـا

 

برقم الرؤف في الحال

وتعقد لك قـوافـيهـا

 

فكم في معقدي حـال

فهل تقرأ معاجمـهـا

 

بصدح بـين أطـلال

وتعلم حال معلـمـهـا

 

تكن في منـزل عـال

منارى في الدجى لمعت

 

بكل الجـانـب الـذال

ونار النور قد ظهـرت

 

فهل تصفي لأمثالـي

وهو انسان عليه خفر وسكون وهيبة ولأهل الثغر فيه اعتقاد زائد وإذا رأيته علمت إنه يخشى الله. مات في رجب سنة أربع وسبعين بالثغر ودفن بتربته في الجانب الشرقي من الشارع رحمه الله ونفعنا به.
عبد العزيز بن مظفر بن أبي بكر. صوابه ابن محمد بن نصير مضي.
عبد العزيز بن موسى بن محمد أبو القاسم العبدوسي المغربي. لقيه عمر ابن يوسف البسلقوني في سنة احدى وعشرين وأذن له في الافتاء والتدريس كما سيجئ في ترجمته. وينظر الكنى.
عبد العزيز بن موسى الخطيب أبو محمد الوريا علي الفاسي خطيب جامع القرويين. مات في رمضان سنة ثمانين ومولده سنة ثلاث عشرة. أفاده لي بعض أصحابنا المغاربة.
عبد العزيز بن يعقوب بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد بن حسين المتوكل على الله العز أبو العز بن الشرفي بن المتوكل على الله الهاشمي العباسي أخو محمد وإسماعيل وبيرم ووالد يعقوب المذكورين. ولد في ربيع الأول سنة تسع عشرة وثمانمائة ونشأ فقرأ القرآن على الشهاب أحمد والزين أبي بكر أخوي الامام الشهير الشمس محمد الونائي، وأجاز له في جملة بني إخوة المعتضد داود بن محمد بن أبي بكر باستدعاء مؤرخ بتاسع عشري رجب سنة ست وثلاثين خلق وزوجه عمه المستكفي بابنته فأولدها المشار إليه فهو هاشمي من هاشميين وسلك طريقة حسنة في محبة الفقراء والعلماء وزيارتهم والتأدب معهم والموافاة لمن يقصده حتى أحبه الخاص والعام لمزيد تواضعه وحسن سمته وبشاشته لكل أحد، وسمع الحديث على جماعة كالشاوي وأم هاني الهورينية وقرأ على ولدها سيف الدين في العربية ولازمه وكذا أخذ عن الشيخ يعيش المالكي والمحيوي الكافياجي وفي الفقه عن الكمال السيوطي وجود الخط على البرهان الفرنوي، وما تهيأ له الحج كجل أسلافه نعم يحيى بن العباس الآتي حج وبويع بالخلافة بعد موت عمه المستنجد بالله أبي المظفر يوسف بن المتوكل في يوم الاثنين سادس عشري المحرم سنة أربع وثمانين ثم ركب من القلعة إلى بيته بجوار المشهد النفيسي ومعه القضاة والمباشرون والأعيان ثم عاد آخر اليوم المذكور إلى القلعة فسكن بالمكان الذي كان به عمه منها، وكان كلمة اتفاق لم يختلف في جلالته وارتفاع مكانته ولزم طريقته في تقريب أهل الصلاح والفضل وقرئ عنده الحديث في رمضان وغيره فكان يجتمع عنده من شاء الله من أصحابه وغيرهم وربما واسى بعضهم بل تردد إليه بعضهم للاقراء في العربية وأصول الدين وغير ذلك وسمع علي في مجلسه مصنفي المسمى عمدة الناس في مناقب العباس وبالغ في التأدب معي جرياً على عوائده حيث لقبني بشيخنا أمير المؤمنين؛ ومع جلالته عورض في رزقة جارية تحت نظره حمية لسيباي المبشر بل اختلق عليه العلم سليمان الخليفتي ما كان سبباً للقول له حين اظهار التخلي عن المملكة ول الآن من شئت ونحو ذلك وبالغ في التنصل مما لا شك في صدقه فيه ومع ذلك فحجر عليه وأضيفت جهاته حتى المشهد النفيسي لمن رتب له في كل يوم ما زاد التضييق عليه بالاقتصار عليه وصار بمنزله وحيداً فريداً هذا بعد أن عورض فيما جهز إليه من ملوك الهند ونحوه حسبما أوردته في الحوادث ولم يكن بأسرع من قصم المشار إليه وعددت ذلك من كراماته.
عبد العزيز بن يوسف بن عبد العزيز الخواجا السلطاني نزيل مكة. كان مباركاً له سبيل بحارة الشيبيين من السويقة حبس عليه الدار التي تعلوه وداراً بجانبها. ومات بمكة في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين. أرخه ابن فهد.
 
عبد العزيز بن يوسف بن عبد الغفار بن وجيه بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الصمد بن عبد النور العز بن الجمال التونسي الأصل السنباطي ثم القاهري الشافعي الماضي ابنه أحمد والآتي أبوه ويعرف أولاً بالمنهاجي ثم بالسنباطي. ولد في سنة تسع وتسعين وسبعمائة تقريباً بسنباط ونشأ بها فقرأ القرآن على أبيه والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك وعرض على الجمال الأقفهسي وابن عمه الشرف عيسى والبهاء المناوي والشمس البوصيري ورأيت عرضه للمنهاج عليه في مستهل ذي القعدة سنة سبع عشرة ووصف والده بالشيخ الامام العلامة في آخرين. وكان قدومه القاهرة في سنة خمس عشرة واستيطانه لها من سنة سبع عشرة واشتغل بها في العلوم فقرأ في الفقه على الشمس الشطنوفي والبرهان بن حجاج الابناسي وكذا أخذ فيه عن البيجوري والولي العراقي والشمس البرماوي وغيرهم وعن البوصيري والابناسي مع العز عبد السلام البغدادي وابن الهمام أخذ في النحو وفي جمع الجوامع عن المجد البرماوي وفي أصول الدين عن البساطي وابن الهمام في آخرين في هذه الفنون وفي غيرها كالقاياتي والعلاء البخاري وتلقن الذكر من الخوافي والاتكاوي وبعدهما من الشيخ مدين وصحب الشيخ محمد الغمري بل واجتمع بأحمد أبي طاقية خاتمة أصحاب الجمال يوسف العجمي، وعظم اختصاصه بجل شيوخه وكذا بالعز عبد السلام القدسي ومن لا أحصيه كثرة ومنهم التاج ابن الغرابيلي وسمع على التاج اسحاق التميمي بسنباط والبوصيري والجمال البدراني وابن الجزري والولي العراقي والواسطي والنجم بن حجي والشموس الحبتي وابن المصري والشامي الحنبلي والبرماوي والشطنوفي والصفدي الحنفي والجلال البلقيني في آخرين، ومما سمعه علي البوصيري البخاري بقراءة الكلوتاتي وعلى الفوي في سنة ثمان وعشرين صحيح مسلم وعلى كل من ابن الجزري وابن حجي أبو داود والترمذي وعلى ابن المصري ابن ماجه وعلى الجلال البلقيني مسند الشافعي، وتنزل بالباسطية أول ما فتحت وكتب الكثير ومن ذلك أربع نسخ من فتح الباري أجلها النسخة الكاملية البارزية ولسان العرب حتى إنه كتب بخفة من القول البديع تصنيفي نسختين واغتبط به كثيراً سيما وقد بكت النواجي في كتباه الذي سماه أولاً الحبور والسرور في وصف الخمور ثم حلبة الكميت، واستفتى عليه فتياً بديعة الترتيب بحيث قال الغز القدسي وناهيك به من مثله انها تكاد تكون مصنفاً وخاصمه في ذلك وقال له النواجي ما الذي وقعت فيه هل أحللت الخمر فقال له لا أعلم لكن أليس هو حث للناس على شربها لأنك قد حسنتها وذكرت في أوصافها ما يدعو إلى شربها وأثرت مآثرها ونقبت عن مناقبها ثم نقول بعد أن نغفر لك كل ذنب ونسلم لك كل اعتذار لم لم تجعل المصنف المذكور في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بل يقال إنه كتب بعد البسملة عوضاً عن الصلاة أو الحمدلة أو نحوهما مما جرت العادة به غالباً وسقاهم ربهم شراباً طهوراً وتكرر قوله لي ولغيري قد تأملت النواجي وتصنيفه مع سنه كتابه المشار إليه وأنت وتصنيفك مع صغر سنك القول البديع الذي هو حث على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقلت ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ودخل دمياط للزيارة واسكندرية وسمع بها على قاضيها الجمال الدماميني، وتقدم وأشير إليه بالوجاهة والجلالة وهو أحد القدماء من أصحاب شيخنا ممن لازمه في الأمالي وغيرها ورأيت شيخنا وصفه بخطه بالعلامة، ووصفه البقاعي في بعض الطباق بالشيخ الامام العالم بل أكثر من النقل عنه في التراجم ووصفه كثيراً بالثقة ومرة بالثقة والثبت ومرة بصاحبنا الشيخ البليغ المفوه إلى غير ذلك مما نقضه حين سخط عليه كعادته، وقد كثر اجتماعي به وكتبت من فوائده كثيراً وكذا من نظمه وحدثني عن البوصيري بما أسلفته في ترجمة الابناسي وعن المجد البرماوي بقوله أنا الذي سألت البلقيني في الاذن للبدر الزركشي بالافتاء والتدريس ورأيت من قال إنه شرع في كتاب سماه القاء الجمر على شربة الخمر؛ وكان عنده من المحبة لي ما لا أنهض أن صفه وقال لي غير مرة قد ذكر لي الشيخ نسيم الدين المرشدي في سنة اثنتين وثلاثين أنه يترجى طول عمر شيخنا لأن عادة الله في خلقه أن تكون هذه السنة النبوية محفوظة بمن يذب عنها ونحن لم نشاهد إلى الآن من برع في هذا الشأن بحيث يخلفه فيه قال وأنا أقول أنه ما مات حتى خلفك وكنت حين هذه  
المقالة في المهد في تتمات لهذا إلى غير ذلك مما كتبته في موضع آخر، وبرز معي في كائنة الكاملية وشاقق كثيراً ممن عارض وصار يعرض عن بعضهم بأنه يبغضه في الله من حينها وكان خيراً ثقة شهماً عالي الهمة ضابط الكثير من الوفيات والوقائع التي أدركها متين المذاكرة بذلك بل وكثير من مناقب الصالحين ونحوهم لهجاً بالذكر والأوراد والتوجه لا سيما في وقت السحر متأسفاً على ما يفوته من الجماعات لمزيد رغبته في شهودها كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم غير غافل عن الترحم لمشايخه وقدماء أصحابه ومعارفه والاهداء في صحيفتهم سريع الدمعة والبادرة والرجوع قل أن يداهن في الحق أو يداري فيه بل ربما يشافه بما لا يرتضيه منجمعاً عن بني الدنيا وعن أكثر الناس متودداً لمن يعرف منه الخير من العلماء والصلحاء محباً فيه ذا فتوة ورغبة في التصدق مع التقلل بحيث أنه قل أن يسأله فقير فيما يكون موجوداً عنده إلا ويجيبه وربما قصد الأيتام ونحوهم بالاطعام وأعطى مرة شخصاً ممن علم اقباله على العبادة سجادة بهنسية وكان كلما ختم نسخة من فتح الباري يتصدق عن مؤلفه بشيء وينوي عند شروعه فيها أن يحج منها ومع ذلك فلم يتهيأ له، ومحاسنه جمة وهو في أواخر عمره أحسن منه في كل ما أشرت إليه، توعك نحو عشرة أيام بالاسهال المفرط بحيث تفتت كبده ومات وهو ممتع بحواسه بحيث يمشي للأماكن البعيدة ويكتب الخط الدقيق شهيداً في ليلة الجمعة ثاني عشري ذي الحجة سنة تسع وسبعين وصلى عليه من الغد قبل صلاة الجمعة تجاه مصلى باب النصر في مشهد حافل جداً ودفن بحوش صوفية سعيد السعداء بجوار التاج الغرابيلي والمجد البرماوي والبدر البغدادي الحنبلي رحمهم الله وإيانا.
عبد العزيز بن يوسف العز الأنبابي الشافعي نائب الحسبة. ناب في القضاء أيضاً وخطب بجامع الخطيري ببولاق وباشر في أوقافه وابتنى دوراً ببولاق وغيرها ولم يكن بالمرضي في مباشراته ونياباته. مات يوم الجمعة سادس شوال سنة اثنتين وسبعين ودفن من الغد عفا الله عنه وإيانا.
عبد العزيز بن يوسف الخواجا السلطاني. مضى فيمن جده عبد العزيز.
عبد العزيز بن عز الدين نزيل الكاملية ويعرف بالأصيلي لقرابة بينه وبين بيت ابن أصيل من جهة النساء. اشتغل قليلاً وحضر عند ابن الهمام وكتب بخطه الكثير وبالغ في إتقانه غير نسخة من الأحياء للغزالي وكان يراجعني في كثير من الألفاظ وكذا كتب القاموس وغيره، وتنزل في سعيد السعداء وغيرها، وكان كثير الانجماع طوراً بذاته له توجه إلى التحصيل والامساك جلس معي كثيراً ومات في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين.
 
عبد العزيز أبو فارس. هو ابن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى.
عبد العزيز الحباك. في ابن عبد الرحمن بن أبي بكر.
عبد العزيز بن عز الدين النفياني المصري صاحب المدرسة التي بالقرب من باب القرافة المجتمع فيها القراء في ليلة السابع عشر من كل شهر وأحد المنتمين لخشقدم الزمام. جاور غير مرة ويذكر بمال كثير وربما سمعت من يثني عليه مع تودد ظاهر وقراءته في الجوق لحسن صوته لكن مع نقص قوته وقد تزوج ابنة أحمد بن الحتاتي. مات في سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين عفا الله عنه.
عبد العزيز المصري سكناً السلاخوري. وجد له شيء كثير بحيث تبلغ تركته نحو ثلاثين ألف دينار بالنظر لمساطير وجدت غير مخصوصة يقال انه استأدى غالبها. عبد العزيز اللبابي المغربي الوزير. مضى في ابن محمد.
عبد العزيز الشريف المغربي المالكي. سمع على شيخنا في سنة أربع وأربعين الخصال المكفرة وجزء الجمعة ووصفه الفتحي والسماع معه بالعالم.
عبد العظيم بن أحمد البلقيني الخطيب أبوه. كان بها ممن سمع مني وكان يتكسب في القاهرة بالحرير ويؤذن بجامع الغمري احتساباً، وربما قرأ يوم الجمعة سورة الكهف.
عبد العظيم بن صدقة التاج القبطي الأسلمي. ممن يعد في الكتبية بحيث ولي نظر ديوان المفرد وكان هو والزين يحيى الذي صار إلى ما صار يترافعان ويتخاصمان وهذا غالباً يغلب إلى أن انتمى الآخر لقيزطوغان لما ولي الاستادارية واستقر في نظر المفرد ثمن يومئذ تأخر هذا وتزايدت ودناسته وظلمته لبعده عن نور الايمان وسلم لقيز ثم لأبن كاتب المناخات في سنة أربع وأربعين على مال ودام مخمولاً حتى مات.
عبد العظيم بن يحيى بن أحمد بن عبد العظيم الكرستي الأصل الخانكي الشافعي ويعرف بابن عبد العظيم. ولد سنة ثمان وخمسين وثمانمائة بالخانكاه ونشأ بها فحفظ القرآن وبعض المنهاج والألفية وقرأ على الشمس الونائي الفقه والعربية وكذا على أبي الخير بن التاجر ولازمهما في ذلك وعلى غيرهما ببلده وأخذ بالقاهرة عن البامي وزكريا والديمي وغيرهم كالشرف عبد الحق السنباطي وحج وزار بيت المقدس ودخل الشام ودمياط وغيرها وقرأ بدمشق على الزين خطاب وغيره وقرأ على بعض الشفا ثم ثلاثيات البخاري وسمع الثلاثيات خاصة معه ولده محمد واستقر في صوفية الناصرية كأبيه وجده وفي تدريس الدوادارية بالخانكاه بعد حافظ بن علي اليعقوبي سنة ست وتسعين.
622 - عبد العظيم بن درهم ونصف. من الأقباط المتمولين من الدواليب. ونحوها. مات في ربيع الأول سنة تسع وسبعين بعد إهانته مرة بعد أخرى. واحتيط على حواصله وأماكنه مع وجود العاصب.
623 - عبد العليم بن الحسن بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر ابن عبد الله الناشري اليماني الماضي أبوه. ممن أقبل على الاشتغال وقتاً مع فهم وذكاء وتميز في القراءات السبع ثم ترك. ومات عن نحو الثلاثين في أول المحرم سنة ثلاث وأربعين بتعز.
624 - عبد العليم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن الفقيه المقرىء المحقق المجود جمال الدين الخزرجي الأنصاري اليماني. حفظ القرآن والحاوي والشاطبيتين ولازم الكمال موسى الضجاعي في صغره وتلا للسبع إفراداً وجمعاً على الموفق علي بن محمد والشهاب أحمد بن محمد الشرعيين وللعشر علي ابن الجزري ونبهه على إغفال لفظة درى في سورة النور حيث قال في النشر إن خلفاً لم يخرج عن قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر إلا في موضعين وهما وحرام على قرية أهلكناها والثاني السكت بين السورتين على ما ذكر أبو العز القلانسي فاستدرك صاحب الترجمة لفظة درى فإن خلفاً خالف في الثلاثة المذكورين ووقف عليه المؤلف فأمر به واستحسنه. ذكره العفيف ولم يؤرخ وفاته.
625 - عبد الغفار بن أحمد بن محمد بن أحمد الكيلاني أخو الشيخين محمد وحسين وإبراهيم بني ابن قاوان. ممن اشتغل وفضل وقدم مكة بعيد التسعين مع الركب الحلبي فأقام سنة ثم عاد إلى بلاده.
 
626 - عبد الغفار بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله الزين النطوبسي ثم القاهري الأزهري الشافعي الضرير ويعرف في بلده بابن بيته - بموحدة مفتوحة ثم تحتانية ساكنة ثم فوقانية مفتوحة بعدها هاء سكت. ولد بنطوبس سنة ستين تقريباً وقرأ القرآن وتحول أولاً إلى البرلس فأخذ فيها عن الشهاب بن الاقيطع يسيراً ثم قدم القاهر فقطن الأزهر وحفظ كتباً في فنون وهي الشاطبية والرائية وألفية الحديث والنحو والمنهاج وجمع الجوامع والتلخيص والخزرجية والمقنع في الجبر والمقابلة؛ وأخذ عن السراج العبادي آخر سنيه والشمس البامي ولازم الجوجري في عدة تقاسيم وأخذ عن الكمال بن أبي شريف غالب شرح ابن المصنف وقطعة مما كتبه على شرح المحلى لجمع الجوامع مع الأصل وشيئاً من تفسير البيضاوي ودروساً من شرحه للارشاد وغير ذلك كالكثير من متن ألفية العراقي وسمع عليه السنن لابن ماجه وكذا أخذ عن زكريا جملة من متن جمع الجوامع ومن أوائل شرح ابن المصنف والشرف عبد الحق السنباطي حضر عنده عدة تقاسيم وألفية النحو والحديث ومن شرح جمع الجوامع للمحلى ولازمه حتى تلا علي للسبع جمعاً وحضر دروساً عند العلاء الحصني والبدر بن خطيب الفخرية والبدر المارداني ولازمه في الفقه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة ومما جعله عند ترتيبه للمجموع وشرحه للفصول وللمقنع ومن غير تصانيفه اللمع والوسيلة كلاهما لابن الهائم وأخذ الوسيلة بكمالها عن الزين عبد القادر بن شعبان وشيئاً منها عن الشهاب السجيني الأزهري وعن البدر بن الغرس دروساً من المختصر ومن شرح العقائد وكان يقرر في أثناء ذلك حاشيته عليه؛ وتردد إلي في ألفية الحديث وغيرها كالبخاري وسمع معظمه والكثير من الموطأ وأبي داود والترغيب والاذكار وكذا سمع على الديمي في مسلم وغيره وعلى السنباطي صحيح مسلم وقطعة من أول الترمذي وأبي السعود الغراقي في النسائي الكبير ومسلم والشاوي في الصحيحين بحضرة الخيضري وربما حضر المشهدي. وسمع على سبط شيخنا في البردة وغيرها؛ وتميز بل برع وشارك ثم لما قدم التقي بن قاضي عجلون لازمه واغتبط بفقهه وسافر معه إلى دمشق فقطنها مديماً للاشتغال وسمع هناك على الشهاب بن الصلف والنور الخليلي وابن عراق والبرهان الناجي في البخاري وعلى الفخر عثمان التليلي في النسائي الصغير، وحج منها في سنة ست وتسعين صحبة السيد الكمال بن حمزة فلازمه في المقروء عليه من الارشاد وكذا لازم مجلس القاضي في الفقه وفي النسائي وغير ذلك وحمل عني الألفية بكمالها وأشياء من جملتها غالب مناقب الشافعي وبلوغ المرام كلاهما لشيخنا وسيرتي ابن هشام وابن سيد الناس ومن لفظي جملة لأماكن من تصانيفي ولحديث زهير العشاري وكان يطالع له شرحي للالفية ويراجعني فيما لعله يقف عليه منه وكتبت له إجازة حافلة في كراسة؛ وأقرأ الطلبة من الغرباء وغيرهم وعدى على خلوته في دريهمات كانت معه وكاد أن يصل إليها ورجع مفارقاً للسيد المشار إليه في موسم سنة سبع إلى القاهرة وبلغني أنه تزوج هناك وجاءني سلامة أعانه الله تعالى.
627 - عبد الغفار بن سليمان بن يوسف بن أحمد بن عبد الملك بن عبد الواحد ابن الشيخ معالي التلواني القاهري الأزهري أخو علي الآني ممن سمع على شيخنا وفي البخاري بالظاهرية وغير ذلك وحضر الدروس قليلاً؛ وتنزل في الجهات وعمل نقيب الفقهاء بالقلعة وحج غير مرة.
628 - عبد الغفار بن عبد الرحيم بن الزكي أبي بكر بن عمر بن يوسف التاج أبو الخير الميدومي الأصل المصري ابن أخي الشهاب أحمد الماضي. ناب في القضاء بمصر وعمل فيها أمين الحكم للاسيوطي ثم لزكريا.
629 - عبد الغفار بن عبد المؤمن الطنتدائي ثم القاهري ويدعى غفيراً. ذكره شيخنا في معجمه فقال: صاحب النوادر وله نظم في الهزل سمعت من نوادره كثيراً بل سمعت من لفظه زجلاً أجاب به شخصاً كان هجاه بزجل آخر وأوله:

ما رأيت أسمج مـن

 

فجيز من نسى بخير

يقول فيه:

لو كان عشرة أشـبـار

 

تقـول زيد وفـتــير

ويقـول فـيه سـنـى

 

ولكن مذهبه حب الزبير


مات في سنة وترجمه في مكن آخر رداً على من أنكر عليه ذكره فقال كان له اشتغال وتنزل بين الفقهاء في مدارس وكان يفهم ويستحضر أشياء. وذكره المقريزي في عقوده بالمضحك صاحب النوادر اختص بالصاحب شمس الدين المقسي فاشتهر ونادم الأعيان وكان ينظم في الهزل سيما في الأزجال مفحشاً في هزله وله اقتدار على سرعة النادرة ولكنه ما مات حتى كسدت سوقه بعد نفاقها، وبيض لوفاته.
630 - عبد الغفار بن محمد بن محمد بن عبد الملك بن محمد الحمصي أخو عبد الملك الآتي. ولد في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وثمانمائة وقدم مع أبيه القاهرة فسمع مني المسلسل.
631 - عبد الغفار بن الشمس محمد بن محمد بن علي بن العماد البلبيسي الأصل القاهري الآتي أخوه محمد وأبوهما. أحضره أبوه البخاري على الشاوي وكذا أحضره علي ومات وهو طفل وتأسف كل من أبويه عليه عوضهم الله الجنة.
632 - عبد الغفار بن محمد بن موسى بن مسعود الزين السمديسي ثم القاهري الأزهري المالكي. ولد بسمدسية من البحيرة بالقرب من دمنهور ونشأ فحفظ القرآن وتلا به في القاهرة للسبع على الشهاب السكندري والزينين رضوان وطاهر المالكي ولكنه لم يكمل عليه خاصة وبمكة في سنة اثنتين وأربعين على الزين بن عياش وأخذ عن الزينين عبادة وطاهر، وناب في القضاء عن الولوي السنباطي وابن التنسي ظناً فمن بعده وصارت له وجاهة وأقرأ عند فيروز الزمام وناب عنه في نظر الأوقاف التي تحت نظره وبسفارته عينه الظاهر جقمق لاقراء ولده من ابنة ابن عثمان سيدي أحمد سيما حين ترقى الشرفي الأنصاري فإنه ناب عنه في كثير من جهاته كالبيمارستان وغيره، وترقى واتسعت دائرته؛ وحج وجاور في السنة المشار إليها وركب الخيول كل ذلك مع وفور عقله وسكيته وحشمته وتواضعه وبشره وتودده، مات وهو في أواخر الكهولة بحيث جاز الخمسين في صبيحة يوم الجمعة أو في ليلتها ثالث عشري جمادى الثانية سنة إحدى وسبعين بعد مرض طويل رحمه الله وإيانا وأنجب أولاد أسنهم الشرف موسى كما سيأتي كل منهم في محله.
633 - عبد الغفار بن التاج محمد الكلبشاوي أخو إبراهيم الماضي وذاك أسن حفظ الحاوي واشتغل قليلاً وخلف أخاه في قضاء بلده وخطابتها كأبيهما وجدهما.
634 - عبد الغني بن موسى بن أحمد العماد الجزري العمري الشافعي نزيل القاهرة ويعرف بعماد الكردي. ممن لازم الشرواني وتميز في فنون من العقليات وصحب عبد الله الكوراني وتنزل في الشيخونية وغيرها من الجهات وحضر عند البامي بل قرأ عليه المنهاج وجل الحاوي ولازم إمام الكاملية في الفقه وغيره وجاور في سنة ثلاث وثمانين وأقرأ هناك العربية والمنطق وغيرهما ولا زال يعاتب ويضارب ويصيح وينوح ويهجر ويفجر بسبب الرزق خصوصاً وقد زوج ولده وزادت عياله ومع ذلك فلا يصل بل ربما يتمقته السلطان ويخرجه غيره في غالب السخرية والغالب عليه الصفاء، ثم أنه حج في موسم سنة خمس وتسعين أجيراً عن امرأة وعلى السحابة المزهرية ورجع مع الركب فأعطاه السلطان في أول يوم من صفر مشيخة سعيد السعداء ولقيني بعد بأيام فذكر لي أن مولده في شوال سنة خمس وعشرين وأن قدومه القاهرة من حلب بعد أن أخذ بها عن يوسف الكردي وأبي ذر في المحرم سنة سبع وأربعين فأخذ عن شيخنا بالبيبرسية وبالكاملية وحضر عند القاياتي في الكشاف بقراءة الزين طاهر وعند العلم البلقيني وآخرين ولم يتهيأ له لقى الونائي لا بدمشق لكونه كان قدم القاهرة ولا بها.
635 - عبد الغفار بن نفيس شيخ معمر من نقباء المقام الابراهيمي الدسوقي. مات في المحرم سنة خمس وخمسين ودفن بتربة من القرافة الصغرى. أرخه ابن المنير.
636 - عبد الغفور بن عبد البر بن محمد بن محمد بن محمد بن الشحنة حفيد المحب القاضي والماضي أبوه. مات في طفولته مطعوناً في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين ودفن بتربتهم عوضه الله الجنة.
 
637 - عبد الغني بن إبراهيم بن أحمد بن عبد اللطيف بن الشيخ نجم الدين نجم بن عبد المعطي تقي الدين وربما لقب رضى الدين أبو البركات وربما كنى أبا الفتوح البرماوي ثم القاهري الشافعي أخو الفخر عثمان الآتي. ولد تقريباً سنة تسع وثمانين وسبعمائة أو التي بعدها بالقاهرة واعتنى به أبوه فأحضره على السراج الكومي وابن الشيخة أشياء وأسمعه على العراقي والتنوخي والهيثمي والسويداوي ومريم الاذرعية في آخرين وكذا سمع مع أخيه على شيخنا وأجاز له أبو العباس بن العز وأبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وخلق؛ واشتغل في صغره على أخيه وغيره، وحدث باليسير قرأت عليه أشياء، وكان فاضلاً خيراً منجمعاً عن الناس راغباً في الانفراد مقبلاً على التلاوة يستحضر أشياء من الحديث والمسائل. مات في أول صفر سنة ست وخمسين رحمه الله وإيانا.
638 - عبد الغني بن إبراهيم المجد بن الهيصم القبطي المصري أخو عبد الرزاق ووالد الأمين إبراهيم الماضيين. برع في الكتابة بحيث كتب في عدة جهات إلى أن ولي استيفاء المفرد ثم استقر به الناصر فرج في نظر الخاص بعد القبض على الجمال البيري الاستادار في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة فباشرها أزيد من سنة، ومات في ليلة الأربعاء عشري شعبان من التي تليها ودفن كما قال العيني بخندق المطرية وكفن في حرير سابوري قال وكان قدم مع الشام من عند الناصر لتجهز الخلع والاطرز وجمع الأموال من الناس فمات بعد قدومه بأربعة أيام أو خمسة وقد فتح من أبواب الظلم والمصادرات في هذه المدة اليسيرة ما عوجل بسببه؛ وقال المقريزي أنه كان من ظلمة الاقباط انتهى. وله ذكر في ولده أيضاً.
639 - عبد الغني بن أحمد بن عبد الغني بن الجمال بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الكناني المدني الحنفي الرئيس بطيبة شريكاً لمنى الخطيب. تلقاها عن أبيه وهو ممن يشتغل مع ديانة وخير وسكون واعتماد في الوقت على المنكاب ليلاً ونهاراً غالباً ورام بعضهم تقديم غيره عليه لكونه كأبيه غير صيت فاقتضى رأى الأتابك ازبك بحضرة الأميني الأقصرائي حين حجا أن يرفع صوته بألفاظ الأذان في وسط المسجد فلم يسمع أحسن منه يومئذ بحيث اقتضى ترجيحه وعد ذلك في كرامة النبي صلى الله عليه وسلم لخدامه سيما القائمين بشعار الأذان.
640 - عبد الغني بن أحمد بن عبد الله بن الإمام النحريري. ممن سمع مني بالقاهرة.
641 - عبد الغني بن أحمد بن عمر المحلي ثم القاهري الحنفي الشرفي نسبة للشرف بن قاسم ويعرف بابن شداد وبصحبة محمد بن الطياري وقد يختصر فيقال عبد صبي بن الطياري. ولد في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بالمحلة وتحول منها وهو صغير مع أمه فقرأ القرآن بمسجد بالقرب من بيت قريبه بالكعكيين وكذا قرأ عند ابن سعد الدين الأزهري في القرآن والكنز وتحول إلى الزين قاسم فحضر دروسه وقرأ عليه وحضر عند النجم بن حجي بن قرأ عليه رفيقاً للشمس المرحي وغيره في ابن عقيل، وخالط الأكابر ودخل دمشق وغيرها وعرف بالتدنيب والمجون والظرف والنظم في وقائع وتزوج الشرف الأنصاري امرأة كانت زوجاً له، وحج غير مرة منها في موسم سنة ثمان وتسعين وجاور التي تليها وكان يكثر الطواف ومخالطة بعض الأكابر، وقصدني بالزيارة غير مرة وسمعته ينشد قوله في جارية له:

سوداء أضحى ثغرها كالبرد المـفـلـج

 

أو برق في جنح الدجى أو لؤلؤ في سبج

وامتدحني حين زرت مريضاً فقدرت عافيته سريعاً فقال:

يا عمدةً للطالبـين وبـهـجةً

 

للسامعين وبحر علم قد صفا

ما زرت يوماً مسلماً متمرضاً

 

ورقيته الأونال بك الشـفـا

هذا هو السر الالهـي الـذي

 

عرفت به أهل الولاية والوفا

ومما سمعته ينشد أيضاً وأستغفر الله:

شكا إلى سفله وأن فـيه دمـلا

 

وفيه ما يأكله قلت بلى قال بلى

وقوله عقب موت ابن الظاهر:

دامت عليه رحمة من الكريم الغافـر

 

يا حسناً من حسن وطاهراً من طاهر


642 - عبد الغني بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي التقي أبو الفضل بن الشهاب الدميري الأصل المصري المالكي أخو المحيوي عبد القادر الآتي ويعرف كأبيه بابن تقي. ولد في المحرم سنة ثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن والرسالة والألفية وعرض على شيخنا والمحب بن نصر الله والزين عبادة والعلم البلقيني والأمين الاقصرائي والشهاب السيرجي وأجازوا له في آخرين ممن لم يجز كالبدر بن العيني وابن التنس والقاياتي وابن الديري وباكير وطاهر والقرافي والزين الزركشي؛ كل ذلك في سنة ثلاث وأربعين بل قرأ على شيخنا في الشفا وسمع على الزين الزركشي فيه وكذا قرأ الشاطبية بتمامها على الشهاب السكندري القلقيلي المقرىء في سنة أربع وخمسين والبخاري بتمامه على الشمس الجلال شيخ الالجيهية وخازن المحمودية مع مراعاة شرحه للكرماني وقال إنه أفاد أكثر مما استفاد وسمع في النسائي الكبير على السيد النسابة وأبي نافع الأزهري والشمس التنكزي وغيرهم وقرأ ايضاً على التقي الشمني وحضر دروسه ودروس الشرواني وأخذ في الفقه والعربية عن السنهوري ومن قبله عن أبي القسم النويري والزين طاهر بقراءته وقراءة غيره وعن التقي الحصني في المعاني والبيان والعربية والمنطق وغيرها في آخرين؛ وناب في الحكم عن الولوي السنباطي في آخر عمره فمن بعده، ودرس بالحجازية وكذا قرأ الميعاد بالالجيهية بل وقرأ عند ابن حريز في رمضان عدة كتب وأفتى، وحج وسافر لبعض القرى، وهو عاقل متودد تكلف هو وجماعة شهود مجلسه بجامع الفكاهين في حكم نسب إليه ثم استقل بالقضاء بعد أخيه في أواخر صفر ولبس التشريف في أوائل ربيع الأول سنة ست وتسعين وكذا استقر بعده بالشيخونية ويقال إن الخطيب الوزيري اشترك معه فيه.
643 - عبد الغني بن أحمد بن محمد الزين السكندري ثم القاهري الشافعي الامشاطي عامي نزل المنكوتمرية وقتاً وسمع على شيخنا وأخذ عن غيره حتى ألم بمسائل صار يرافع بها مع إظهار تدين واستغناء عن الناس بعمل الامشاط؛ وتكرر مرافعته في أناس من ذوي الوجاهات كالسيد الكردي والعلمي بن الجيعان بل رام اغراء السلطان بالمباشرين للوظائف ممن لم يتصف بشروط الواقفين واسترجاها لبيت المال وأفتاه بعض الفساق بذلك فكففته عنه بل كفه الله بحيث ضربه السلطان وإن كان لغير هذا المقصد؛ ولم يلبث أن مات في يوم الجمعة رابع جمادى الثانية سنة اثنتين وثمانين صبيحة توفي السيد الكردي عفا الله عنهما.
644 - عبد الغني بن إسماعيل التروجي ثم القاهري أحد العدول بمجلس المالكية داخل باب الشعرية ورفيق جدي لأمي. ممن حج وجاور وتكسب هناك أيضاً بالشهادة وصاهره ابن زبالة قاضي الينبوع وربما اتجر في البطائن ونحوها بحيث أثرى، وأنشأ داراً بالقرب من قنطرة الخروبي وقفها، وما علمت به بأساً وأظنه تأخر إلى قريب السبعين رحمه الله وإيانا.
645 - عبد الغني بن أبي بكر بن عبد الغني بن عبد الواحد نسيم الدين أبو اللطف بن الفخر بن النسيم بن الجلال المرشدي المكي الحنفي الآتي أبوه وجده وجد أبيه وأخوه علي. نشأ فحفظ القرآن وكتباً هي الاربعون للنووي وألفية الحديث والمجمع والتنقيح في أصولهم والطوالع للبيضاوي وعقيدة الطحاوي والعمدة للنسفي والتلخيص وألفية ابن مالك وتصريف العزى، وعرض في سنة ست وسبعين وبعدها على قاضي مكة البرهاني وأخيه أبي بكر والقاضي عبد القادر ويحيى العلمي والقاضي الحنبلي وقريبهم أبي بكر بن أحمد بن إبراهيم المرشدي الشافعي وأجازوه وكتب له الحنبلي نظماً ونثراً، وحضر بعض الدروس، وكان ممن سمع علي في المجاورة الثالثة رواية ودراية وقرأ في النحو على أبي العزم القدسي شرحه للجرومية حين اقامته عندهم مع قطعة من المكودي وفي الفقه على قاضي مكة الجمال بن أبي البقاء ثم على بعض المصريين، وتوجه مع حنبلي مكة للزيارة النبوية ثم القاهرة سنة سبع وتسعين ولم يلبث أن طرقها الطاعون فبادر للرجوع إلى بلده في البحر فوصلها في رجبها بعد أن قيل أنه اشتغل على الذين صاروا شيوخاً.
 
646 - عبد الغني بن الحسن بن محمد بن عبد القادر بن الحافظ الشرف أبي الحسين علي بن الفقيه التقي أبي عبد الله محمد بن أبي الحسن أحمد بن عبد الله الزين بن التقي بن الشرف الهاشمي الحسيني اليونيني البعلي الحنبلي وباقي نسبه في معجمي. ولد سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن عند الفقيه طلحة والمقنع والملحة وغيرهما عند القطب اليونيني وبه تفقه وسمع الصحيح بكماله خلا من النكاح إلى قوله ولزوجك عليك حق في سنة تسعين على محمد بن علي بن أحمد اليونيني ومحمد بن محمد بن إبراهيم بن مظفر الحسيني ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي وبكماله بعد ذلك في سنة خمس وتسعين على الزين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن الزعبوب، وحدث سمع منه الفضلاء، ولقيته ببعلبك ذهاباً وإياباً فقرأت عليه فضل الرمى للقراب وشيئاً من الصحيح؛ وكان خيراً ساكناً وقوراً بهياً من بيت علم ورياسة باشر في بلده تدريس بعض مدارسها وإمامتها ومات قريباً من الستين.
647 - عبد الغني بن شاكر بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب ابن يعقوب الفخر بن العلم بن الفخر بن العلم الدمياطي الأصل القاهري شقيق يحيى وعبد الباسط وهو الأصغر ووالد التاج عبد اللطيف ويعرف كسلفه بابن الجيعان. ولد في سنة ثمان عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فتخرج في الكتابة بأبيه وأقربائه وباشر في جهات كالخزانة والباسطية وذكر بمزيد الكرم وسعة العطاء بحيث انفرد على غالب أهل بيته بذبك مع الانهماك في لذاته ولذا كثرت مخالطة عبد الوهاب بن شرف له، وقد حج مراراً وفيه مروءة ونخوة وتناقص حاله في كل ما أشرت إليه خصوصاً بعد أن أثكل ولده التاجي عبد اللطيف وغيره ولم يبق له ولا لأولاده ذكر.
648 - عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب الفخر بن العلم بن الجيعان جد الذي قبله ووالد شاكر واخوته. تميز في الكتابة وباشر في جهات ككتابة الجيش. ومات في خامس عشري جمادى الأولى سنة ثمان.
 
649 - عبد الغني بن عبد الرزاق بن أبي الفرج بن نقولا فخر الدين بن الوزير تاج الدين الارمني الأصل والد الزين عبد القادر وأخو ناصر الدين محمد نقيب الجيش وقريب الزين يحيى الاستادار المذكورين في محالهم ويعرف بابن أبي الفرج. قال شيخنا في أنبائه كان جده من نصارى الأرمن يصحب ابن نقولا الكاتب فنسب إليه فلهذا كان يقال له أبو الفرج بن نقولا وهو اسم جده حقيقة وفي، الجملة فأبو الفرج أول من أسلم من آبائه ونشأ ولده عبد الرزاق مسلماً ثم دخل بلاد الفرنج ويقال أنه رجع إلى النصرانية ثم قدم واستقر صيرفياً بقطيا وولي نظرها ثم إمرتها ثم تنقلت به الأحوال بحيث ولي الوزارة والاستادارية وولد ابنه هذا في سنة أربع وثمانين وسبعمائة فتعلم الكتابة والحساب وولي قطيا في رأس القرن أول يوم من جمادى الأولى سنة إحدى حين كان أبوه وزيراً ثم صرف بصرفه وأعيد إليها بعد ذلك في الأيام الناصرية فرج مراراً؛ ثم ولاه جمال الاستادار كشف الشرقية سنة إحدى عشرة فوضع السيف في العرب وأسرف في سفك الدماء وأخذ الأموال فلما قبض على مخدومه واستقر ابن الهيصم في الاستادارية عوضه بذل الفخر أربعين ألف دينار واستقر في ربيع الآخر سنة أرع عشرة مكانه ولم يلبث أن صرف في ذي الحجة منها بعد أن سار سيرة عجيبة من كثرة الظلم وأخذ الأموال بغير شبهة أصلاً والاستيلاء على حواصل الناس بغير تأويل ففرح الناس بعزله وعوقب فتجلد حتى رق له أعداؤه ثم أطلق وأعيد إلى ولاية قطيا ثم لما ولي المؤيد استقر به في كشف الوجه البحري ثم في جمادى الأولى سنة ست عشرة في الاستادارية فجادت أحواله وصلحت سيرته وأظهر أن الحامل له على تلك السيرة إنما هو الناصر ومع ذلك أسرف في أخذ الأموال من أهل القرى وولي كشف الصعيد فعاد ومعه من الخيول والابل والبقر والغنم والأموال ما يدهش كثرة ثم توجه إلى الوجه البحري ففرض على كل بلد وقرية مالاً سماه ضيافة بحيث اجتمع له من ذلك في مدة يسيرة مالاً جزيلاً ثم توجه لملاقاة المؤيد لما رجع من وقعة نيروز فبلغه أن المؤيد سمع بسوء سيرته وأنه عزم على القبض عليه ففر إلى بغداد وأقام عند قرا يوسف قليلاً فلم تطب له البلاد فعاد وترامى على خواص المؤيد فأمنه وأعاده إلى كشف الوجه البحري ثم في سنة تسع عشرة إلى الاستادارية فحمل في تلك السنة مائة ألف دينار وسلم له الاستادار قبله بدر الدين بن محب الدين وأمر بعقوبته فكف عنه فأخذ من يده وتوجه في شوالها لحرب أهل البحيرة ومعه عدة أمراء كانوا من تحت أمره فوصل إلى حد برقة ورجع بنهب كثير جداً، ثم لما مات تقي الدين ابن أبي شاكر أضيفت إليه الوزارة في صفر سنة إحدى وعشرين فباشرها بعنف وقطع رواتب الناس وصار في كل قليل يصادر الكتاب والعمال وبالغ في تحصيل المال واحرازه فكان كل قليل يحمل من ذلك للمؤيد مالا فيجل في عينه ويشكره في غيبته مع لين جانبه للناس وتودده لهم ثم توجه للوجه البحري لأخذ ما سماه الضيافة على العادة ولاقى السلطان لما رجع من الشام بأموال عظيمة ثم توجه للصعيد وأوقع بأهل الاشمونين ورجع بأموال كثيرة جداً، ثم استعفى عن الوزارة في شوال سنة عشرين فاستقر فيها أرغون شاه؛ ثم مرض فعاده السلطان فقدم له خمسة آلاف دينار فأضاف إليه نظر الأشراف ثم توجه للوجه القبلي فأوقع بالعرب وجمع مالاً كثيراً جداً ثم أصابه الوعك في رمضان واستمر حتى مات في نصف شوال سنة إحدى وعشرين عن سبع وثلاثين سنة ودفن بمدرسته التي أنشأها بين السورين ظاهر القاهرة واشتد أسف السلطان عليه وصولح عن تركته بمائتي ألف مثقال، وكان عارفاً بجمع الأموال شهماً شجاعاً ثابت الجأش قوي الجنان ساد في آخر عمره وجاد سوى ما اعتاده من نهب الأموال بحيث جمع منها في ثلاث سنين مالا يجمعه غيره في ثلاثين سنة. قال المقريزي كان جباراً قاسياً شديداً جلداً عبوساً بعيداً عن الاسلام قتل من عباد الله من لا يحصى وخرب اقليم مصر بكماله وأفقر أهله ظلماً وعتواً وفساداً في الأرض ليرضى سلطانه فأخذه الله أخذاً وبيلاً، وطول ترجمته في عقوده؛ زاد غيره أنه لا يستكثر عليه ما كان يفعله لأنه من بيت ظلم وعسف وعنده جبروت الارمن ودهاء النصارى وشيطنة الأقباط وظلم المكسة لأن أصله من الأرمن وربى مع اليهود وتدرب بالاقباط ونشأ مع المكسة بقطيا ولذا اجتمع فيه ما تفرق في غيره  
واستفيض أنه لما دفن سمعه جماعة من صوفية البيبرسية وغيرهم يصيح في قبرهن وذكره الفاسي في تاريخ مكة لكونه أمر بتكملة عمارة الرباط الذي أمر بإنشائه الوزير قبله تقي الدين عبد الوهاب بن أبي شاكر يعني الآتي وهو برأس زقاق جياد الصغير مقابل المسجد الحرام بينهما مسيل الوادي؛ ولم يسم أباه بل قال عبد الغني بن أبي الفرج القبطي وترجمه باختصار. قلت إنما أكمله الفخر بعد انتقال ملكه إليه بمقتضى الابتياع من ولد التقي عبد الوهاب المنحصر إرث أبيه فيه وفي أخته شقيقته الخماسية وهي محجورته وباع عنها وذلك في صفر سنة عشرين الثابت عن الشهاب بن المحمرة الشافعي والمنفذ له الشمس محمد بن الصلاح محمد بن البدر محمد ابن الحسن بن البرقي الحنفي وقبل كونها رباطاً كانت خربة اشتراها ابن أبي شاكر فمن ابن السعدي بن غراب لربعها ومن الأمين عبد الله بن أبي الفرج بن موسى الشهير بجده لباقيها في سنة خمس عشرة حسبما وقفت على الشواهد بذلك كله مع البدري محمد بن الشهابي أحمد بن الفخر في صفر سنة ثمان وتسعين.
650 - عبد الغني بن عبد القادر بن عبد الرحمن التقي المحلي الشافعي ويعرف بابن الرشيد - بضم الراء وفتح المعجمة ثم تحتانية مشددة مكسورة وآخره مهملة. ممن سمع مني بالقاهرة.
651 - عبد الغني بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة القرشي الزبيدي المكي الشافعي. ولد سنة ست وعشرين وثمانمائة بزبيد وأمه من أهلها وتردد منها لمكة ثم قطنها من بعد الخمسين وكان قد حفظ القرآن ويسيراً من التنبيه، وأجاز له في سنة ست وثلاثين شيخنا والبدر الحلبي والعيني والمقريزي والواسطي والزين الزركشي والقبابي والتدمري وآخرون، وكان ساكناً لكنه تولع بشجر الافيون وظهر عليه كثيراً، وفجع بولد له كان ذكياً وتردد لمصر وزار المدينة النبوية وجاور بها قبيل موته فقدرت وفاته بها شهيداً في الحريق الكائن بها في رمضان سنة ست وثمانين بوسط المسجد النبوي وصلى عليه به ثم دفن بالبقيع رحمه الله وإيانا.
652 - عبد الغني بن عبد الله بن محمد التاج الاميوطي القاهري قريب النجم بن النبيه الموقع ويعرف بابن الاعمى. مات في سلخ ربيع الأول سنة إحدى وثمانين؛ وقد زاحم المائة وكان يتكسب بالشهادة في حانوت باب الفتوح دهراً حتى مات ولم يذكر عنه فيها إلا الخير رحمه الله.
653 - عبد الغني بن عبد الله فخر الدين بن سعد الدين القبطي ويعرف بابن بنت الملكي صاحب ديوان الجيش وكان قد تكلم فيه بعد موت أخيه الشرف يحيى في سنة إحدى وأربعين مشاركاً لولدي أخيه يوسف وإبراهيم واستمر حتى مات في رجب سنة ثمان وأربعين فاستقرت الوظيفة باسم المذكورين وكل من هذا وأخيه منسوب لناظر الخاص الشرف عبد الوهاب بن فضل الله الملقب بالنشور والمتوفي سنة أربعين وسبعمائة فالنشو جدهما.
 
654 - عبد الغني بن عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب نسيم الدين وتقي الدين أبو محمد وابن الجلال الفوي الأصل المكي الحنفي سبط الكمال الدميري وشقيق إبراهيم أمهما أم سلمة ويعرف بابن المرشدي. ولد في سنة أربع وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل وتبصر في النحو والفقه وغيرهما وأقبل على الحديث وطلب بنفسه فسمع على شيوخ بلده الكثير وتدرب فيه بالتقي الفاسي والجمال بن موسى وغيرهما ثم رحل إلى القاهرة والقدس والخليل ودمشق ودخل قبل ذلك بلاد اليمن صحبة ابن الجزري وقرأ عليه معجم الطبراني الصغير على ظهر البحر في حال المسير من جدة إلى زبيد في تسعة مجالس آخرها في ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وثمانمائة وكتب له الوصف بالشيخ العلامة المحدث المفيد ولقبه تقي الدين ورواه له بالاجازة عن خمسة عشر نفساً من أصحاب الفخر وكان قرأه قبل ذلك بمكة على الخطيب المسند الكمالي أبي الفضل محمد بن قاضيها ابن ظهيرة في ثلاثة مجالس آخرها سادس عشر ربيع الأول سنة خمس وعشرين بإجازته من أبي الحرم القلانسي وناصر الدين الفارقي وروى عن المجد اللغوي وغيره وجمع وخرج لبعض مشايخه وعمل أطراف صحيح ابن حبان في مجلد ضخم وقرأ على شيخنا في سنة أربع وعشرين بمكة جزءاً من تخريجه ووصفه بالشيخ الإمام الفاضل البارع جمال الدين والمحدثين ثم أكثر عنه بالقاهرة وقرأ عليه من تصانيفه وغيرها جملة وتزايد تميزه بأخذه عنه بحيث وصفه بالفاضل البارع الأصيل الباهر الماهر المحدث المفيد جمال الطلبة رأس المهرة مفخر الحفاظ؛ وأنه لازمه تلك السنة في مجالس الحديث ودروسه ومجالس الاملاء وتحرير شرح البخاري ما هو في كل ذلك يفيد فيجيد ويستشكل ما يشكل بحيث بهرت الجماعة فضائله وشهدت بحق الاجادة في الفن دلائله وقال عن قراءته أنها قراءة حسنة فصيحة متينة يظهر في غضونها ما يشهد له بحسن الاستحضار ويتبين في أثنائها ما يثبت له في هذا الفن مزيد الاكبار وأذن له في إفادة علوم الحديث كلها واقرائها، وقال في إنبائه: نسيم الدين اشتغل كثيراً ومهر وهو صغير وأحب الحديث فسمع الكثير وحفظ وذاكر ودخل اليمن فسمع من الشيخ مجد الدين وكتب عني الكثير، ومات بالقاهرة مطعوناً في أول جمادى الثانية سنة ثلاث وثلاثين يعني حياة أبويه ودفن عند جده لأمه الكمال الدميري بتربة سعيد السعداء وبلغني أن شيخنا قال بعد موته كنت أرجو أن يكون خلفاً ببلاد الحجاز عن التقي الفاسي، ولما دخل القدس قرأ على القبابي واجتمع به التاج بن الغرابيلي حافظ القدس فزاد في الثناء عليه وكذا عظمه صاحبنا العز السنباطي وغيره وامتنع مدة إقامته بالقاهرة من الاجتماع بالعلم البلقيني مع مالهم تحت نظره في أوقاف الحرمين وقال أنا لم أهاجر من مكة لمصر إلا للأخذ عن ابن حجر فلا أجتمع بمن يعاديه أو كما قال، وقال العفيف الناشري كان قد برع في علم الأدب واعتنى بحفظ الرجال وظهر حفظه مع صغر سنه في مجالس التحديث وفيه حدة مفرطة وقدر واطأ اسمه اسم الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري. وصفته صفته وكذا عبد الغني المقدسي قال وأظنه اختصر كتاب ابن نقطة وقل إنه انتفع بالتقي الفاسي ثم جحد تعليمه له وحصل بينهما ضغائن بسبب قضاء المالكية بمكة فإن ابن عمته يعني الكمال بن الزين سعى على التقي واستقر فيه عوض وأنشد:

ولم تزل قلة الانصاف قاطـعة

 

بين الرجال ولو كانوا ذوي رحم

انتهى. وكذا كان التقي بن فهد يعرف جحده وعدم اعترافه فيما يستفيده وربما لقبه ولده بالعفيف، وقد دخل القاهرة غير المرة التي توفي فيها وذلك في سنة ثلاثين والثانية بعدها بسنتين، وبالجملة فكان ذا حفظ وافر وحذق زائد وذكاء مفرط مع طلاقة اللسان وجرى الجنان وعظمت فجيعة أهل هذا الفن به وحصل التضعضع في أركانه بسببه رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
655 - عبد الغني بن علي بن حسن النبراوي ثم القاهري الصحراوي امام تربة الأشرف برسباي وأحد أصحاب ناصر الدين الطبناوي. سمع على شيخنا البخاري إلا اليسير بقراءة نور الدين الطبناوي وكتبه بخطه واشتغل عن المجد البرماوي، وعزم على الحج فوصل إلى الطور ثم رجع وما تيسر له وقصدني مرة للسؤال عن شيء فتآنست به، وكان خيراً نيراً تالياً للقرآن محتملاً حريصاً على مباشرة إمامته كثير الميل للفقراء ذاكراً لكثير من كراماتهم سيما الطبناوي بل كان له مزيد اختصاص بمحمد الكويس. مات وقد بلغ الثمانين بعد الثمانين واستقر ابنه يحيى بعده في الامامة رحمه الله وإيانا.
656 - عبد الغني بن علي بن عبد الحميد بن عثمان بن عبد القادر بن ظهيرة بالمعجمة والتكبير - التقي أبو محمد المغربي الأصل المنوفي ثم القاهري الشافعي ويقال له البهائي لسكناه حارة بهاء الدين. ولد تقريباً سنة سبعين أو بعدها بقليل بمنوف وحفظ بها القرآن والتنبيه ثم تحول مع أمه إلى القاهرة للاشتغال بالعلم فحفظ المنهاج الأصلي وألفية الحديث والنحو والعمدة؛ وعرض على شيوخ العصر وأخذ الفقه عن البلقيني وابن الملقن والابناسي وكان جل انتفاعه به بحيث أذن له في التدريس؛ والاصول عن نور الدين بن قبيلة البكري والشمس القيلوبي البكري والشمس القيلوبي والنحو عن البرهان الدجوي والمحب بن هشام وغيرهما؛ ولازم العز بن جماعة في العقليات وغيرها وكذا أخذ فيها عن قنبر بل أخذ عن شيخنا العز عبد السلام البغدادي ولزم الولي العراقي وشيخنا واختص به وعرف بالانتساب له قديماً وسمع عليه الكثير من تصانيفه وغيرها ولازم مجالس املائه وغيرها وكتب بخطه أكثر فتح الباري وغيره من تصانيفه ووصفه بالشيخ الإمام الفاضل الأوحد مفيد الطالبين حفظه الله، وحج في سنة إحدى وثمانمائة وسمع الحديث على التاج بن الصيح والزين العراقي والهيثمي والتقي الدجوي وناصر الدين نصر الله الحنبلي والبرشنسي والشرف بن الكويك في آخرين من طبقتهم وبعدها كالنور الابياري والشمس البرماوي والجمال الكازروني والشهاب البطائحي والسراج قاري الهداية، وتكسب بالشهادة وقتاً وبرع الكازروني والشهاب البطائحي والسراج قاري الهداية، وتكسب بالشهادة وقتاً وبرع في معرفة الشروط ونحوها ولكنه لم يكن طلق اللسان بل كان جامداً مع فضيلة ومشاركة في الجملة وقد تصدر بجامع الحاكم وبالأشرفية القديمة وغيرهما وانتفع به ابن أخيه لأمه الفاضل نور الدين وغيره في الشروط وغيرها، وناب في القضاء دهراً عن شيخنا وقصر نفسه عليه فلم ينب عن غيره من القضاة، وأوذي من العلم البلقيني لانتقاده عليه في فتيا ثم ألبسه جندة بيضاء ولامه شيخنا على لبسها، وقد حدث باليسير قرأت عليه، وتعلل مدة وأقعد حتى مات في ليلة الجمعة تاسع عشري ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وصلى عليه من الغد ودفن خارج باب النصر بتربة مجاورة للست زينب رحمه الله وإيانا.
657 - عبد الغني بن علي الفارقي المدابغي المقرىء الشافعي. ممن أخذ القراءات عن التاج بن تمرية ثم الشمس العفصي وتكسب بالمدابغ ثم بسوق الحاجب ثم بالشهادة في حانوت بسويقة عصفور وأقرأ. مات في رجب سنة إحدى وتسعين وقد رأيته كثيراً بل رأيته شهد على الزين عبد الغني الهيثمي في إجازة ووصفه بشيخنا فكأنه أدباً مع احتمال قراءته عليه.
658 - عبد الغني بن عمار بن عمر. مات سنة سبع وخمسين.
عبد الغني بن أبي الفرج. مضى في ابن عبد الرزاق بن أبي الفرج.
659 - عبد الغني بن أبي الفضل محمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد المرشدي المكي الآتي أبوه وجده. ولد في ليلة الأحد سادس عشري الحجة سنة خمس وثلاثين وحفظ المختار وعرض وسمع على ابن عياش وهو في سنة سبع وتسعين حي.
 
660 - عبد الغني بن محمد بن أبي العباس أحمد بن عبد العزيز الزين القمني ثم القاهري الشافعي. ولد في ثاني صفر سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وألفية النحو، وعرض في سنة ست وتسعين فما بعدها على الابناسي وابن الملقن والكمال الدميري والزين القمني وأجازوه، وكتب له الدميري سنده بالعمدة والألفية، واشتغل يسيراً وأخذ عن الزين القمني والبرماوي والولي العراقي في آخرين؛ ولازم شيخنا في الأمالي وغيرها وكتب عنه فتح الباري، وتكسب بالشهادة دهراً؛ وصاهر شيخنا الرشيدي على ابنته آمنة؛ وكان خيراً سمع بقراءتي على شيخنا وأجاز لي. مات سنة سبع وستين رحمه الله وإيانا.
661 - عبد الغني بن محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم بن مقدم بن محمد الزين أبو محمد بن الشمس البساطي الأصل القاهري المالكي أخو العز عبد العزيز الماضي. ولد تقريباً سنة ست وثمانمائة بالقاهرة، ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن والرسالة ونصف ابن الحاجب الفرعي ونحو نصف المختصر للشيخ خليل وجميع ألفية النحو وعرض على أبيه وأخذ عنه بحثاً جميع الرسالة وحضر كثيراً من دروسه في العقليات وغيرها بقراءة جمع من الاساطين كالابناسي وسمع عليه الحديث وأخذ الفقه فقط عن الشرف عيسى ابن محمد التجاني وأبي عبد الله المغربيين وغيرهما كأبي القسم النويري قرأ عليه في ابن الحاجب الفرعي وكذا في ألفية النحو والبدر بن التنسي والولوي السنباطي وغيرهم من المتأخرين؛ وسمع على الجمال الحنبلي والشرف بن الكويك والولي العراقي وحضر دروسه في القانبيهية وأماليه بها لكونه كان أحد الطلبة بها فلما مات أمره به بالرغبة عنه وكان يحضر مع أبيه في مجالس القلعة حين كان الجلال البلقيني قاضياً وكذا الولي وشيخنا والعلمي ثم القاياتي والسفطي والمناوي والاسيوطي يعني دون من عداهم، ومما سمعه على شيخنا بالقاهرة بعض الحلية والنصف من توالي التأنيس بمقام الشافعي وبدمشق وحلب ما أملاه فيهما وعلى أبيه في البخاري بقراءة ابن اللبان والشرف الديسطي وعلى الجمال الحنبلي ثمانيات النجيب؛ وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي ومن أجاز معها في استدعاء ابن موسى كما أثبته الزين رضوان بخطه بل سمع من رضوان نفسه بعض شرح معاني الآثار للطحاوي؛ وسافر مع والده في الركاب السلطاني إلى حلب مرتي الأولى مع المظفر بن المؤيد حين كان ططر نظاماً والثانية مع الأشرف برسباي وسمع فيها على البرهان الحلبي في ابن ماجه وغيره، وحج في سنة أربع وثلاثين وكان أبوه مجاوراً فيها فرجع معه واستقر بعده في مشيخة الصوفية بالتربة الناصرية فرج بن الظاهر والاسماع بها وفي غيرها من جهاته كالربع من تدريس القمحية، وناب في القضاء عن أبيه سنة ثلاث وثلاثين فمن بعده ولكنه لم يكثر عن السراج بن حريز مع الانجماع بمنزله فلما استقر اللقاني باشر وابتكر مجلساً تجاه زاوية الركراكي بالقسم وحظه في ذلك متأخر عن من هو دونه فضلاً وأصلاً وتواضعاً لشدة تخيله وقبح ولده وعدم دربته؛ وقد أنشأ بعض الدور للاجرة وغيرها، وحدث أخذ عنه بعض الطلبة وقرأت عليه قديماً بعض الثمانيات وسمعت كلامه في عدة مسائل وأيدته في بعضها وأكثر من التردد إلي بل استجازني لولد صغير له بعد موت ذاك ثم أثكله في طاعون سنة سبع وتسعين وصار لا ولد له فالمراقبون يرقبونه.
662 - عبد الغني بن محمد بن أحمد الزين الجوجري ثم الخانكي قريب الشمس الجوجري الشهير وزوج ابنته وصاحب المدرسة التي أنشأها بالخانكاه. جاور مراراً منها في سنة أربع وتسعين بعد حجه في التي قبلها وكان معه أخوه فمات قبل دخول سنة أربع، وكان يجلس معي فيسمع ومما سمعه عمدة الأحكام بقراءة ولده يحيى وتخلف سنة خمس وماتت زوجته المشار إليها مع ابنة له منها، وهو في الامساك بمكان مع ثروته الناشئة عن إدارته الدواليب وتجارته وغير ذلك ثم مات الولد بعد عوده مع أبيه إلى الخانقاه ولم يمت حرصه.
 
663 - عبد الغني بن محمد بن حامد بن محمود بن سليمان الزين الأنصاري القاهري المقرىء الشافعي ويعرف بابن القصاص. ولد سنة خمس عشرة وثمانمائة تقريباً بحدرة المرادنيين من باب الخرق ونشأ فحفظ القرآن والشاطبيتين واعتنى بالقراءات فتلا بالسبع إفراداً وجمعاً على الزين عبد الغني الهيثمي وكذا لخلف ويعقوب وأبي جعفر ثم رفيقاً للشهاب الزاوي على الشهاب السكندري سورة الفيل إلى آخر القرآن بالعشر وكذا تلا جانباً منه على الزين رضوان بل قرأ إلى آخر آل عمران بمكة على الزين بن عياش وبالوقف والابتداء لسورة لقمان فقط على الزين طاهر وقال له أحيا الله قلبك كما أحييت السنة والله لا يزول تمطيط قراء الجوق ونحوه إلا عند نزول عيسى، واليسير على البرهان الكركي وقرأ المنهاج حلا على البدر حسن الاعرج وفي الفقه والعربية على قاسم الزبيري والجوجري وغيرهم وحضر عندي مجالس وطاف لقراءة الاسباع عند غير واحد بل قرأ رياسة في الختوم ونحوها، وحج غير مرة؛ واستقر به العلم بن الجيعان في تعليم الايتام بجامعه بالبركة والامامة به وتمول لكن نشأ له ولد فأتلف له شيئاً كثيراً.
664 - عبد الغني بن محمد بن عبد الرحمن القاهري الحريري العقاد الماضي ابنه عبد الرحمن. شيخ مبارك حفظ القرآن والعمدة وكان حنبلياً يتكسب في صناعة الحرير، وسمع على الشرف المناوي وغيره، سمعت منه وهو بمنزلي أشياء من نظمه على طريقة العوام؛ ومات في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وثمانمائة عن دون الثمانين.
665 - عبد الغني بن محمد بن عمر بن عبد الله الزين الاشليمي ثم القاهري الأزهري الشافعي. ولد تقريباً سنة عشرين وثمانمائة باشليم من الغربية وقرأ بها بعض القرآن واشتغل وانتقل مع أخيه إلى القاهرة فأكمله بها عند الفقيه حمزة إمام مقام الشافعي وصلى به تاماً بالمنصورية ثم حفظ المنهاج الفرعي والأصل وألفية النحو، وعرض على جماعة واشتغل في الفقه على الشرف السبكي والقاياتي والونائي وجماعة وفي النحو على الشمني وفي الفرائض على ابن المجدي وفي العروض على الشهاب الابشيطي ولازمهما حتى أذن له كل منهما، وعمل أرجوزة في الفرائض في حياتهما لم تكمل وسمع على الزين الزركشي وشيخنا وطائفة؛ وتنزل في صوفية سعيد السعداء وغيرها؛ وهو فاضل خير فقير قانع متعفف كتبت عنه قديماً مما خاطب به شيخنا أيام محنته ولصقا بمحل جلوسه بالمنكوتمرية قوله:

لن يبلغ الاعداء فيك مرادهـم

 

كلا ولن يصلوا إليك بمكرهم

فلك البشارة بالولاء علـيهـم

 

فاللّه يجعل كيدهم في نحرهم

وفي معجمه وغيره من نظمه الكثير وبعض ذلك مما امتدحني به.
666 - عبد الغني بن محمد بن محمد بن عبد الله الزين أبو محمد القليوبي الأصل القاهري الشافعي التاجر نزيل مكة ويعرف بالقباني خال الشهاب بن خبطة الماضي، أمه فاطمة. ولد سنة اثنتين أو ثلاث وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن، وكان والده ويعرف بابن الطويل من الفضلاء فاشتغل ابنه يسيراً، وحج في سنة عشرين وسافر إلى بلاد هرمز فدخل بلاد العجم وغاب هناك خمس سنين ثم عاد إلى مكة في سنة خمس وعشرين وفيها دخل القاهرة ثم عاد إلى مكة في أواخر سنة سبع وعشرين ثم رجع إلى القاهرة في التي تليها ثم عاد إلى مكة في أواخر سنة ثلاثين فقطنها ولم يخرج منها إلى المدينة النبوية، وبورك له في تجارته وابتنى بمكة دوراً بل أنشأ بمنى في سنة سبع وأربعين سبيلاً شركة بينه وبين ابن كرسون. ثم صار لورثته بدون شريك، وكان خيراً ساكناً متواضعاً محباً في الخير وأهله متودداً للعلماء والصالحين كثير البر لهم حافظاً لكتاب الله كثير التلاوة. مات فجأة في ضحى يوم الأربعاء سادس شعبان سنة تسع وستين بمكة وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وخلف تركة عريضة وأولاداً وقد كثرت مخالطتي له في المجاورة الأولى ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
667 - عبد الغني بن محمد بن محمد بن محمد بن علي الزين والتقي أبو عبد القادر وأبو محمد الخزرجي السمنودي الأصل القاهري القرافي الشافعي عم شيخ القراء التاج محمد بن أبي بكر الآتي ويعرف بابن تمرية وربما شهر في القرافة بابن الاقباعي باسم صاحب التربة محل اقامته. ولد في أواخر سنة تسع وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وأخذ القراءات رفيقاً لابن أخيه التاج عمر الفخر البلبيسي الامام والغرس خليل بن المشيب والنور بن الناصح وآخرين واشتغل في المنهاج وغيره، وحج صحبة أخيه مجاوراً وسمعا بمكة على العفيف النشاوري صحيح البخاري وحضر الختم الجمال أبو إسحق إبراهيم الأميوطي؛ وأجاز وسمع بعد القاهرة على التنوخي المنهاج وغيره، وحدث سمع منه الفضلاء سمعت عليه بل أخذ عنه بعض القراء القراءات مع كونه تاركاً للفن؛ وكان خيراً منعزلاً عن الناس. مات في صفر سنة سبع وخمسين رحمه الله وإيانا.
عبد الغني بن محمد بن يوسف البساطي. كذا بخط ابن عزم وكأنه عبد الغني ابن محمد بن أحمد بن عثمان. عبد الغني بن الهيصم. مضى في ابن إبراهيم.
668 - عبد الغني بن يعقوب الفخر بن الشرف. أحد كتاب المماليك ووالد عبد الكريم ويحيى ونصر الله وحمزة المذكورين في محالهم والمعروفين بابن فخيرة تصغير لقب أبيهم.
669 - عبد الغني بن يوسف بن أحمد بن مرتضى الزين الهيثمي القاهري الشافعي المقرىء. ولد في سنة ثلاث وثمانمائة أو التي قبلها بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به على ابن الزراتيتي للسبع ما عدا نافع فإنه لم يقرأ منها إلا إلى قوله ليس عليك هداهم مع سرده عليه للشاطبيتين من حفظه وسماعه عليه للاربع عشرة بقراءة الشمس العفصي والعلاء القلقشندي مع سماعه للتيسير والعنوان لأبي الطاهري النحوي والارشاد لأبي العز القلانسي والبستان لأبي بكر بن أيدغدي بن الجندي والمصطلح لابن القاصح وغيرها بقراءة التاج ابن تمرية، وكان أعنى ابن الزراتيتي أول شيخ تلا عليه للسبع وعلى ابن الجزري للعشر على آخر البقرة وسمع عليه بعض المسلسلات وغيرها وعلى ابن آدم البوصيري الحريري والبرهان الكركي للسبع بتمامها وكذا على الزين ابن عياش حين حج لكن إلى المفلحون فقط، وحفظ أيضاً الشاطبية والتنبيه والملحة واشتغل في الفقه والعربية يسيراً وسمع فيما بلغني عن الشمس الشامي وكذا سمع على ابن الطحان وابن ناظر الصحابة والعلاء بن بردس بحضرة البدر البغدادي وتصدى للاقراء قديماً فأخذ عنه جماعة منهم البدر حسن إمام المؤيدية والشهاب القسطلاني والشمس الحجاري المصري وناصر الدين الاخميمي وكنت ممن قرأ عليه في الابتداء بعض الروايات؛ واشتهر بهذا الفن لكن مع اكثاره من تنقيص غيره خصوصاً من أبناء فنه بحيث أنه لا يقرىء من يعلمه أنه يقرأ على غيره هذا مع أن الانتفاع ببعض من ينتقصه أكثر وكونه بين الفضلاء أشهر وله بهجة المقرئين في معرفة أحكام النون الساكنة والتنوين وكان متقدماً في التجويد. مات في يوم السبت ثامن شعبان سنة ست وثمانين وصلى عليه من الغد في جمع متوسط رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
670 - عبد الغني بن يوسف بن عبد اللطيف الحسيني سكناً الخياط ممن سمع مني بالقاهرة.
671 - عبد الغني بن يوسف بن يس زين الدين المنزلي ويعرف بجده. ممن سمع مني أيضاً عبد الغني بن أبي الفرج. في ابن عبد الرزاق. عبد الغني تاج الدين ابن الجيعان والد عبد الملك. هو عبد اللطيف بن شاكر بن ماجد.
عبد الغني بن الهيصم. فيمن اسم أبيه إبراهيم.
672 - عبد الغني الحريري المصري نزيل مكة وممن كان فيه خير ورغبة في الزيارة. مات بها في المحرم سنة اثنتين وتسعين.
673 - عبد الغني اللجمي - بفتح اللام والجيم ثم ميم بلدة بالساحل قرب سفاقس - التونسي ممن أخذ عن عيسى الغبريني ويعقوب الزعبي وعبد الله الباجي وأحمد الشماع في آخرين وتقدم في المذهب مع الخبرة التامة بتصانيف القرافي الأصولية ومزيد تقلله وتأخره في الدنيا عن نظرائه. أفادنيه صاحبنا قاضي الركب وقال انه مات تقريباً بعد الستين. وهو ممن أخذ عنه.
 
674 - عبد الفتاح بن عبد الله بن أبي القسم اللامي - نسبة للامية بالقرب من زبيد - الناشري الشافعي ممن اشتغل عند القاضي محمد بن عبد السلام وقدم مكة فحج في سنة سبع وتسعين وسمع مني المسلسل وكتبت له وأثنى عليه حمزة بأنه فقيه من أفضل الطلبة رجل صالح نبيه فاضل عارف.
675 - عبد القادر بن الشيخ القدوة إبراهيم بن الشيخ القدوة الكبير الشهير أبي بكر بن محمد بن أبي بكر الموصلي الأصل الدمشقي الشافعي. ولد كما قرأته بخطه في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة وسمع الصحيح وثلاثيات الدارمي على عائشة ابنة ابن عبد الهادي ولقي بالمدينة النبوية في سنة ثمان وثمانمائة أبا عبد الله محمد المغربي فسمع عليه وحدث وخلف والده؛ وكان من خيار الناس أجاز لي ومات في منتصف المحرم سنة اثنتين وستين رحمه الله وإيانا.
676 - عبد القادر بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم المحيوي بن البرهان المناوي الأصل القاهري الشافعي التاجر الماضي شقيقه البدر حسن ووالدهما ويعرف كهما بابن عليبة تصغير علبة. نشأ فقرأ القرآن عند الفقيه حسن الغمري وغيره وسمع على جماعة وأجاز له باستدعاء آخرون؛ وتعانى التجارة فسعد فيها، وسافر لمكة وغيرها وأسره الفرنج فاكرموه وافتك نفسه فأطلقوه وعاد ولا زال يترقى حتى استقر به السلطان تاجر اسكندرية وتوسع في الافتراض وثق به الكبار فمن دونهم لطول يده وجلبه لهم الهدايا والتجف مع الاحسان لغيرهم من الفقراء وتوسعه في ذلك جداً؛ وماتت تحته عدة نساء ناله منهن دنيا طائلة؛ ومات في سابع عشري شوال سنة تسعين باسكندرية ودفن بجوار قبر أمه رحمهما الله وأظنه جاز الخمسين أو قاربها.
677 - عبد القادر بن إبراهيم بن سليمان محيي الدين أبو الفتوح المحلي الشافعي ويعرف بابن السفيه. ولد سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بالمحلة، ونشأ فحفظ القرآن والبهجة وجمع الجوامع وألفية النحو وغير ذلك وقال لي مرة أنه حفظ المنهاج الفرعي فالله أعلم، ولازم الشمس بن كتيلة في العربية والفقه وأصوله، وقدم القاهرة فأخذ عن العلم البلقيني في الفقه بل قرأ عليه في الشفا وعن قريبه البدر أبي السعدات البلقيني والزين زكريا والجوجري، وتميز في العربية ونظم الشذور ودرة الغواص للحريري وشرحهما وكذا شرح بانت سعاد وقرضه له أبو السعادات وزكريا والولوي الاسيوطي وكاتبه وشارك في الأصول وغيره وتردد للبقاعي يسيراً ولازمني في قراءة السيرة وغيرها؛ وحضر كثيراً من الدروس وكتبت له سوى التقريض المشار إليه اجازة حسنة، وخطب في بلده بالجامع الطريني وقرأ البخاري على العامة، وناب في القضاء عن الصلاح بن كميل فمن بعده وكذا استنابه الصلاح المكيني. وحج مراراً ودخل اسكندرية ودمياط، كل ذلك مع خفة روح ولطافة عشرة وانطراح ومزيد فاقة وكثرة عيال وفضائل ووسائل نظم حسن كتبت عنه منه قوله وقد مرض بشقيقة طال انقطاعه بها:

يا راحم الضعفاء يا من فضـلـه

 

عم الخلائق بالمواهب والـكـرم

إني سألتك بالنـبـي مـحـمـد

 

ومن استجار به لديك قد اعتصـم

فبحقه وبـجـاهـه وبـقـربـه

 

أدعوك تكشف ما اعتراني من ألم

واجعل صلاتك مع سلامك دائمـاً

 

لجناب حضرته الشريفة في النعم

بل امتدحني بقوله:

كرم النفس فيه معنى لطيف

 

هو ميدان مدحة الشعـراء

إن تكن مادحاً فدونك هـذا

 

أو تكن هاجياً فغير السخاء

وكذا أنشأ بعض الخطب وأخبرني أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً.
678 - عبد القادر بن إبراهيم بن عبد الوهاب المصري الصباغ نزيل دمشق. ممن سمع مني بمكة.
679 - عبد القادر بن إبراهيم بن علي محيي الدين بن البرهان القاهري المالكي المقرىء الماضي أبوه ويعرف كهو بابن الفوال. ممن اشتغل بالفقه والعربية قليلاً وفهم ونسخ وقرأ مع أبيه في الجوق بل شاركه في إقراء الأبناء، وتنزل في بعض التصوفات وربما قرأ على بعض المسندين بل أخذ عني يسيراً ولا بأس به.
680 - عبد القادر الباني بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يوسف الصلاح بن الزكي الارموي الأصل الدمشقي الصالحي سبط الشهاب أحمد بن السيف محمد بن أحمد بن أبي عمر. ولد في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وأحضر على جده لأمه وزينب ابنة الكمال والمزي والبرزالي ومحمد بن أحمد بن تمام وأبي بكر بن محمد بن الرضى ومحمد بن يوسف بن دوالة ومحمد بن أبي الزهر الغسولي ومحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وأحمد بن محمد بن حازم المقدسي في آخرين منهم زينب ابنة ابن الخباز وست العرب ابنة أحمد بن البدر على المقدسية وحبيبة ابنة المز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر وأسمع على أختها فاطمة ابنة العز ومما سمعه عليها نسخة أبي مسهر وجزء أيوب والمبعث لهشام بن عمار ومما حضره على أبيه الكمال موافقاتها وعلى جميع من ذكر إلا ابن الرضى وابن حازم وست العرب مع تتمة أربعة وعشرين شيخاً وجزء ابن عرفة، وحدث بالكثير قرأ عليه شيخنا وابن موسى المراكشي وسمع رفيقه الموفق الأبي والشهاب بن زيد وعمر وتفرد. مات في شوال سنة أربع وعشرين وكان من بيت خير وصلاح، وذكره المقريزي في عقوده رحمه الله وإيانا.
681 - عبد القادر بن إبراهيم ويعرف بابن الامام. من فضلاء الشافعية ممن أخذ عن ابن البلقيني ونحوه ثم عن البامي ولازمه بل قرأ على السعد بن الديري في الحديث، وكان فاضلاً يسكن بالسبع قاعات ويستحضر المقامات. مات بالبيمارستان في رجب سنة ثلاث وتسعين.
682 - عبد القادر بن أحمد بن إسماعيل بن عبد الله الدمشقي الماضي أبوه. ممن سمع مني بمكة.
683 - عبد القادر بن أحمد بن إسماعيل الدمشقي الشافعي نزيل الباسطية من القاهرة وإمامها ويعرف في بلده بالمؤذن لكون جده لأمه كان مؤذناً بجامع بني أمية ثم صارت بعد إليه. ولد ونشأ فحفظ القرآن وتلا به في القراءات على ابن الخدر وإبراهيم بن القدسي وغالب المنهاج وحضر فيه عند النجم بن قاضي عجلون وأخيه التقي وشيخهما الزين خطاب والبدر بن قاضي شهبة وكان جل انتفاعه في الفقه بعبد القادر الصفدي نزيل السميساطية، وقرأ فرائض المنهاج والارشاد على المحب البصروي واشتغل في النحو والصرف وغيرهما وممن أخذ عنه في الصرف ملا حاجي بل من شيوخه ابن المعتمد وأبو الفضل بن الإمام وابن عبد الحنفي، وقدم معه القاهرة بعد تركه ما كان معه من التصوف بالشامية البرانية ونزوله عن وظيفه بالأذان فلازم البامي في الفقه وأصوله والحديث وغيرها قراءة وسماعاً وكذا أخذ الفرائض والحساب عن الزين بن شعبان والحساب والميقات ونحوهما عن البدر المارداني والفرائض مع الفقه عن حسن الأعرج وتردد لفضلاء الوقت كالابناسي والبكري والكمال بن أبي شريف وابن قاسم والكوراني وأبي الخير بن الفرا وخلد الوقاد وابن الاسيوطي وفي الفقه والاصلين والعربية والمنطق والمعاني والبيان والتصوف وقرأ على الديمي ألفية العراقي والصحيح ثم لازمني في شرح الألفية والبخاري وغيرهما، وتنزل في المزهرية تصوفاً وقراءة سبع وناب في إمامة الباسطية وأقرأ بني ابن الشحنة ثم ابن عبد الباسط.
684 - عبد القادر بن الشهاب أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي الزين الحموي الحلبي الماضي أبوه والآتي ابنه أحمد وأخوه المحب محمد ويعرف كهو بابن الرسام. ممن ولي كتابة السر بحلب ونظر جيشها وجواليها، وصاهر العلم البلقيني على ابنته، وكان مخمولاً في حركاته يتحمل الديون الكثيرة ولا يحصل في ولاياته على طائل. مات بحماة سنة بضع وستين بعد أخيه.
685 - عبد القادر بن أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن رسلان الرملي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن رسلان. ولد في ليلة الخميس عاشر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وسبعمائة وأجاز له أبو الخير بن العلائي باستدعاء أبيه، وكان خيراً رأيته بعد موت والده بسنين بمجلس شيخنا وأعطاه كراسة كان والده أرسل يسأل فيها عن أشياء تتعلق بشرح أبي داود وتصنيفه ليلحق ذلك بأماكنه وما أظنه فعل إن اهتدى لأماكنها. مات في أوائل سنة ست وخمسين ظناً رحمه الله وإيانا.
 
686 - عبد القادر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم العلوي الذروي الصعيدي نزيل رواق الجبرت من جامع الأزهر ويعرف في بلده بابن نشوان. ممن قرأ البخاري ومسلم وغيرهما على الديمي واشتغل قليلاً، وقرأ عليه صغار المبتدئين في الفقه والفرائض والعربية مع كونه فيما يقال لا شيخ له وممن قال لي أنه قابل معه مكارم الأخلاق وكان يراجع فيما يلتبس الصحاح للجوهري فتح الله، وهو فقير جداً لم يتأهل ولجماعة فيه اعتقاد؛ وقد رأيته عرض عليه في سنة خمس وتسعين وفارقت مصرفي التي بعدها وهو حي.
687 - عبد القادر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي المحيوي بن الشهاب الدميري الأصل المصري المالكي أخو عبد الغني الماضي وأبوهما ويعرف كأبيه بابن تقي. ولد في جمادى الثانية سنة أربع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وابن الحاجب الفرعي والأصلي بل وكتابه في العربية. واشتغل في الفقه على الزينين عبادة وطاهر وأبي القسم النويري وأذن له ولازم الكافياجي في الأصلين والعربية وغيرها من العلوم العقلية وتميز فيها وكذا انتفع في ذلك بالسيف بن الخوندار الحنفي، وناب في القضاء عن الولوي السنباطي فمن بعده، وحج مرتين جاور في ثانيتهما أشهراً وزار بيت المقدس وأشير إليه بالفضيلة والبراعة وكتب على الفتيا بل استقر في تدريس المالكية بالشيخونية بعد موت الحسام بن حريز وتقلل من ثم من تعاطى الأحكام مع مباشرة ما تلقاه شركة لأخيه عن أبيهما من تدريس وغيره إلى أن ولي القضاء الأكبر بعد صرف البرهان اللقاني بتعيين الزيني زكريا وكان حاله فيه أحسن م حاله في النيابة وزاد في الانخفاض مع أرباب الدولة ونحوهم وطرح الشهامة معهم وفي أيامه مات أبو سهل بن عمار والسنهوري فناب عن ولد أولهما في تدريس الصالح وعن ولد ثانيهما في تدريس البرقوقية بل كان رام استقلاله بها وشاحح في معلوم النيابة وتحدث الناس في كون اللقاني ناب عن ابن المخلطة في المؤيدية مجاناً ولكن الفرق بينهما خصوصاً في الفقه ظاهر وكذا عرض له عارض صار بسببه يهذي ويبرز ويصدر منه ما ينقص مثله بحيث كاد أن يتزحزع عن الولاية وعين الشافعي بعض نواب المالكية للقضاء فلم يلتفت السلطان لذلك مع تكرر العارض منه مرة بعد أخرى بل ترادف احسانه إليه لظنه أن سبب ذلك الأعراض ممن تعاطى ما يلائمه.. مات بعد تعلل بضعة عشر يوماً بالاسهال في ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وتسعين ودفن من الغد عند أبيه بمحل سكنها رحمه الله وعفا عنه.
688 - عبد القادر بن أحمد بن محمد بن حمزة المدني الماضي أبوه ويعرف بالحجار. ممن سمع مني بالمدينة.
689 - عبد القادر بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن عبد الله محيي الدين الحرازي الأصل المكي الآتي أخوه الجمال محمد. مات بها في ليلة الجمعة ثالث عشري ذي الحجة سنة خمس وثمانين وصلى عليه بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن عند أهله بالمعلاة. وكان مباركاً متقشفاً فقيراً ربما عامل الفقراء مع يبس وإن كان يتفقد بعض أهل البيوت منهم.
عبد القادر بن أحمد بن محمد بن نشوان. مضى فيمن جده محمد بن إبراهيم.
690 - عبد القادر بن أحمد بن محمد الجرمكي البرددار والده لنقيب الأشراف. ممن سمع مني بالقاهرة.
691 - عبد القادر بن الشيخ أحمد بن محمد الصندلي الأصل القاهري الأزهري الماضي أبوه. مات وقد جاز الأربعين في يوم الجمعة سادس عشر شعبان سنة ثمانين فجأة فإنه توجه مع تراب لاحضار رمل من الصحراء فانهار عليهما، وصلى عليهما من الغد بالأزهر وتألم أبوه كثيراً مع أنه كان في تعب بسبب كثرة ما كان يتحمله من الديون عوضهما الله الجنة.
692 - عبد القادر بن أحمد بن محمد المدابغي. ممن سمع مني بالقاهرة.
693 - عبد القادر بن أحمد بن عز الدين الولد محيي الدين أبو البركات بن الشهابي المناوي الخياط والده. عرض على المنهاج في ربيع الثاني سنة تسعين.
694 - عبد القادر بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد الزين ابن الشهاب الاطفيحي الأصل القاهري سبط الزين العراقي وشقيق المحب محمد وعبد الرحيم ويعرف كأبيه بابن يعقوب. ممن نشأ في كنف أبويه، وحج وسمع الحديث عن شيخنا وغيره وأجاز له جماعة؛ وتنزل في الجهات وتأخر عن أخويه في الوجود والمرتبة لكونه طوراً وحده وربما ينسب لتعاطيه ما اقتضى ذلك.
 
695 - عبد القادر بن أبي البقا الغزولي. ممن يزاحم الطلبة ويلم ببعض المسائل بل وتنزل في الصرغتمشية وغيرها وأكثر من الاجتماع بي سيما في المجاورة والدروس ولم يقتصر على ذلك بل يخالط كثيراً من الأتراك كبرسباي قرا وتنبك الجمالي ولم يحصل على طائل من الفريقين، وسافر في البحر سنة سبع وتسعين متكلماً على حمل ثانيهما أمير المحمل فيها.
696 - عبد القادر بن أبي بكر بن أحمد الطنبداوي المكي. ممن سمع مني بمكة.
697 - عبد القادر بن أبي بكر بن خضر المحيوي الدماصي ثم القاهري الشافعي بواب المؤيدية كان ويعرف بالدماصي. ولد سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة تقريباً واشتغل يسيراً وقرأ في العربية وتعانى النظم وتخرج فيه بالشهاب بن مباركشاه ثم أذن له الحجاري وسمعته في ذي القعدة سنة تسع وستين ينشد من نظمه:

ناديت في مكتب الأطفال ذا هيف

 

أضنى فؤادي بالاسقام والـبـين

جرد حبيبي لي الماضي فقال وقد

 

أبدى التبسم باسم اللّه من عينـي

وتطارح مع جماعة كالشهاب المنصوري وقرض مجموع البدري فأطال وقد أقبل عليه السلطان حين أعجبه علمه الملحن له ابن العفريت وعمل مخا اقترحه فلائق بخاطره وأحسن إليه بدراهم وكسوة ونزله في تربته ومن ذلك:

يا خفي الألطاف

 

أمنا مما نخاف

698 - عبد القادر بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن عبد الملك بن أبي بكر ابن عبد الحق المقدسي الصالحي الحنبلي أخو خديجة وابن عم علي بن غازي الآتيين ويعرف بالكوري - بضم الكاف وراء مهملة. ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة وذكر أنه سمع من المحب الصامت صحيح البخاري فكتب عنه بعض أصحابنا ومات قبل الخمسين ظناً.
699 - عبد القادر بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر - وباقي نسبه في أخيه محمد - الزين البكري البلبيسي الأصل المحلي القاهري الحنبلي والد سعد الدين محمد الآتي. ولد في سلخ ذي القعدة سنة ست وتسعين وسبعمائة واعتنى به أبوه فأحضره في الثانية على العراقي والهيثمي وابن أبي المجد والتنوخي، وسمع بنفسه على الشرف بن الكويك ومحمد بن قاسم السيوطي وغيرهما كشيخنا، واشتغل بالمباشرة فلما مات صهره زوج أخته ولي كتابة العليق عوضه فأقام فيها حتى مات عقب أخيه المشار إليه بيومين في حادي عشر شعبان سنة ست وأربعين بعد أن جدد المسجد الذي برأس حارة بهاء الدين وابتنى له داراً حسنة بجواره ورتب سبعاً أول النهار وآخره بجامع الحاكم رأيته غير مرة رحمه الله وعفا عنه.
عبد القادر بن جبريل. في ابن محمد بن جبريل.
700 - عبد القادر بن حسن بن أحمد القليوبي القاهري التاجر في الشرب ممن يكثر المخالطة للفقهاء والمجاورة بمكة وسمع على الشرف المناوي وغيره بل سمع مني بمكة وهو من خيار الجماعة وكان يذكر أنه سمع من شيخنا وليس ببعيد. مات في جمادى الثانية سنة إحدى وتسعين ولا يقصر عن السبعين.
701 - عبد القادر بن حسن بن عبيد بن محمد الجمال الصاني الأزهري الشافعي ويدعى عبيداً ويعرف في بلده كسلفه بابن عقيل وكانت أمه تذكر له أنها نسبة لعقيل بن أبي طالب، وبالقاهرة بعبيد الصاني. حفظ القرآن والمنهاج ولازم الشيخ محمد الطنبداوي الضرير والزيني زكريا وتميز بهما وأشير إليه بالفضيلة وكذا حضر عند الولوي الاسيوطي بل مر مع الشهاب الابشيهي على كتب كثيرة وقبل ذلك أخذ عن البدر حسن الأعرج، وحج غير مرة وأقرأ ولد قاسم بن بيبرس بن بقر سبط ابن البرقي لكون أبيه أقرأ أباه وسافر مع الجمال الظاهري لمكة في الصر وغيره وكان يستصحب معه ما يتجر فيه ذهاباً وإياباً فلما التسقر الزيني في القضاء عمله أمين الحكم بل صار إليه الحل والربط وعليه المعول والضبط وامتحن بالترسيم مدة طويلة ولكن افتك نفسه بما وزعه على جهات الطلبة والفقهاء والأوقاف حسبما بسطته في محل آخر ولما مات أبو اليمن بن البرقي استقر به يشبك في التكلم في جهاته؛ وهو في الفضيلة والقدرة على التخلص الظاهر بمكان ووصل لما لم يصل إليه من قبله لموت كل من ابن يعقوب وابن عبد العزيز وأبي السعادات البلقيني في أيام عزه فحاز العلم بأشياء كانت مكتوبة وتزايد كتمها.
702 - عبد القادر بن حسن بن علي الغمري ثم القاهري البخانقي ويعرف بابن فقوسة. له بنون جلال الدين محمد وزين العابدين محمد وهما من أم وشهاب الدين أحمد وأبو الفتح محمد وأبو الحسن علي والثلاثة من أم الأول شافعي المذهب وكذا الثالث والثاني عزمه يكون حنبلياً والرابع حنفي يقرأ في القدوري والآخر عزم على كونه مالكياً.
703 - عبد القادر بن حسين بن علي بن عمر المحيوي القاهري الشافعي الشاذلي ويعرف بابن مغيزل. ولد في رجب سنة خمس وستين وثمانمائة بسويقة السباغين ونشأ فاشتغل وقرأ على السنهوري في ابن المصنف وعلى البرهاني الكركي الامام التوضيح لابن هشم ولازمه وعلى الزين الابناسي بداية الهداية للغزالي ولقنه الذكر وعلى ابن قاسم والخيضري والديمي وخطيب جامع طولون على ابن أبي داود الجوجري بل حضر دروس الشمس الجوجري وغيره واختص بجلال الدين ابن السيوطي وبالغ في المناضلة عنه والتنويه به وقصر نفسه عليه زمناً وأذهب كتبه التي كان ينتفع بها في تحصيل جملة من تصانيفه التي يخفى شأنها على غير أولي البصائر وصار يطمعه أنه إذا عمل قاضياً يفرر له كذا وكذا بل يكون هو المرجع ثم تنافرا وتشاققا لسوء عشرة ذك وظهور مقدمات كذبه؛ ولازمني في قراءة شرحي للتقريب بعد سماعه مني للمسلسل بشرطه وجزء عاشوراء للمنذري وعلى لتجفة عيد الفطر لزاهر وغير ذلك وسمع على المحب بن الشحنة وأبي السعود الغراقي ومما سمعه عليه بعض السنن الكبرى للنسائي والزين عبد الغني بن البساطي والبهاء المشهدي والشمسين السنباطي وتردد إليه كثيراً والعقبي والولوي السيوطي والشهاب البيجوري والشمس محمد بن أحمد القمصي سمع عليه من فضل المدينة في جامع الترمذي إلى آخره والزين بن مزهر سمع عليه بشرى اللبيب، وأخذ التصوف وشرح التائية عن أبي عبد الله محمد بن عمر المغربي نزيل القاهرية واغتبط به في ذلك وتولع بالكتابة في شرح الملحة وغيره وكذا اغتبط بأبي النجا بن الشيخ خلف الفوي ولازمه ونوه به وكان معه علي ابن الاسيوطي وعظم اختصاصه بالبرهان الكركي الامام ومع ذلك كله فهو فقير صابر لطف الله به.
704 - عبد القادر بن حسين بن علي العراقي الطائفي أخو أحمد الماضي ممن سمع مني بالقاهرة.
705 - عبد القادر بن حمزة الطرابلسي الدمشقي. ممن أخذ عن ابن زهرة وابن قاضي شهبة، أم لقانصوه حين كونه نائب حلب ثم أعرض عن الامامة وقطن الشام وهو تام الفضيلة بشعار بني الترك ولفقره يحضر عند المهملين.
706 - عبد القادر بن خليل الزين الحريري أحد قراء الجوق والخباز والده. كان كيساً من أهل باب الشعرية. مات غريقاً ببولاق في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين في حياة أبويه ومن الغريب أنه تجهز للسفر إلى مكة في البحر فلما وصل إلى الطور هالته رؤيته فرجع خوفاً من الغرق فلم يلبث أن غرق ببحر النيل عفا الله عنه ورحمه. عبد القادر بن الدهانة. في ابن محمد بن راشد.
707 - عبد القادر بن سكيكر العطار بباب السلام من مكة.
708 - عبد القادر بن شاهين الجمالي الذهبي سبط الشمس محمد بن أحمد بن محمد ابن أحمد البيري الآتي وانتسب جمالياً لأخيه. كان خيراً راغباً في زيارة الصالحين وشهود مجالس الخير مع التكسب والتقنع والقراءة تبرعاً مع القراءة في المشاهد وهو ممن أكثر الحضور عندي في الأمالي وغيرها؛ مات سنة بضع وثمانين بعد منام رآه دل لذلك رحمه الله.
 
709 - عبد القادر بن شعبان بن علي بن شعبان الغزي الشافعي شقيق أحمد ومحمد وأصغر الثلاثة ويعرف بابن شعبان. ولد تقريباً في سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بغزة ونشأ بها فحفظ الحاوي وجمع الجوامع وألفية الحديث والنحو وعرض على جماعة من أهل بلده ودمشق وبيت المقدس والقاهرة كالبرهان الأنصاري والبقاعي وكاتبه وأخذ عن العبادي والجوجري والبكري والحصنيين والكافياجي وغيرهم في الفقه وغيره وانتفع بأخيه في العربية والاصلين وأخذ بالشام عن المحب البصروي في العروض وغيره وولي قضاء الرملة بعد صرف الشهاب ابن يونس النابلسي فدام قليلاً وأم بفيروز الشام مدة واستقر في قراءة مصحف بمدرسة الأشرف قايتباي بغزة؛ وحج في سنة ثمان وتسعين وجاور التي تليها واختص بالعفيف عبد الله بن أبي الفضل بن ظهيرة والزيني عبد الباسط وكثر اجتماعه بي وحضوره مع الجماعة بل كان قرأ علي في سنة تسع وثمانين بالقاهرة دروساً في التقريب وتعانى نظم الشعر ومدح به غير واحد ومنه في الحريق الكائن بالمدينة النبوية:

لم يحترق حرم النبي لفاحـش

 

يخشى عليه ولا دهاه العـار

لكنما أيدي الروافض صافحت

 

ذاك الجدار فطهرته النـار

عبد القادر بن شعبان الفرضي. في ابن علي بن شعبان.
710 - عبد القادر بن صدقة بن الشرف محمد المحرقي الأصل القاهري الأزهري أخو عبد الرحيم وخادم عباس الماضيين وزوج أم الفضل ابنة الحاجة مهجا قريبة الوالدة. ولد في سنة خمس وثمانين تقريباً وسلك بعد شيخه طريق الزوار وصار يدروز ويطبخ في كل سبت أما عدساً أو نحوه لزائري الشيخ عبد الله المنوفي فاشتهر بذلك مع الايثار على نفسه والتقنع بأدنى جزء والحال في تناقص من هذا وشبهه، وهو ممن سمع قديماً ختم البخاري في الظاهرية القديمة، وتعلل مدة ثم مات في ربيع الأول سنة ست وتسعين وصلى عليه بالأزهر وذكروه بخير وخلف ذكراً وأنثى ثم ماتا في الطاعون رحمه الله وإيانا.
711 - عبد القادر بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة محيي الدين أبو المفاخر القرشي الزبيدي والد أبي بكر الآتي وأمه من أهلها. ولد بها في سنة ست وعشرين وثمانمائة وكتب إلى ابنه أنه في سنة إحدى وعشرين فالله أعلم وأنه حفظ القرآن والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية الحديث وسمع على ابن الجزري باليمن عدة الحصن الحصين من تأليفه وتردد لمكة كثيراً منها قبيل موته؛ وزار المدينة النبوية وقرأ في بعض قدماته مكة على الشوائطي الشفا وعلى أبي السعادات بن ظهيرة الترغيب للمنذري بل حضر عنده في الروض مختصر الروضة بقراءة ولده وبزبيد على الطيب الناشري كتابه الايضاح أو بعضه وولي التكلم على أوقاف بني رسول باليمن مما هو على مدارسهم بمكة عن البرهاني وابن عمه المحب قاضيها فتوسع فابتنى بزبيد داراً عظيمة، ومات بها في تاسع عشري ربيع الثاني سنة ست وثمانين ودفن على جده أبي بكر بتربة إسماعيل الجبرتي من تربة طب سهام رحمه الله وإيانا.
712 - عبد القادر بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة القرشي المكي ابن عم الذي قبله. ولد في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وثمانمائة وأمه علما ابنة المحب بن ظهيرة. مات صغيراً بعد أن أحضر عند أبي الفتح المراغي عوضه الله الجنة.
713 - عبد القادر بن عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب الزين بن المجد القاهري الشافعي أكبر اخوته ويعرف كسلفه بابن الجيعان. ولد في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونش بها في حجر السعادة فحفظ القرآن والتنبيه وغيره، وسمع على شيخنا وغيره وأخذ عن المحيوي الدماطي وجماعة، وحج غير مرة واستقر في نظر الخزانة بعد عمه سعد الدين إبراهيم ولكن لم يمكنه عمه شاكر من الاستقلال بمباشرتها لكونه لم يحمد مشيه ثم استقل بها وكذا باشر في البيبرسية وغيرها، وكان ذكياً شهماً حسن العشرة مع من يلائمه. مات في ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وصلى عليه في مشهد حافل جداً ثم دفن بتربتهم تجاه الاشرفية برسباي عفا الله عنه.
714 - عبد القادر بن عبد الرحمن بن عبد الوارث بن محمد بن عبد الوارث بن عبد المنعم بن يحيى المحيوي أبو البركات بن النجم البكري المصري ثم الدمشقي قاضيها المالكي والد البدر محمد والماضي أبوه ويعرف كهو بابن عبد الوارث، ولد في يوم الخميس ثامن عشري شعبان سنة أربع وعشرين وثمانمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن ومختصر ابن بشير في الحديث والفقه وابن الحاجب الفرعي أيضاً والمنهاج الأصلي والملحة وغيرها، وعرض في سنة سبع وثلاثين فما بعدها على البساطي وابن عمار وأبي الفتح بن وفاء وغيرهم من أئمة مذهبه وشيخنا والشرف السبكي والونائي والسفطي وناصر الدين الفاقوسي من الشافعية، والعيني وابن الديري وابن الهمام وابني الاقصرائي من الحنفية في آخرين وأجازوا له، وأخذ الفقه عن الزينين عبادة وطاهر وأبي الجود وعنه أخذ الفرائض والعربية وكذا أخذ العربية مع الأصول عن الشمني والأصول أيضاً وغيره من الفنون عن ابن الهمام؛ ولازم شيخنا حتى قرأ عليه البخاري والموطأ وبلوغ المرام من تأليفه والكثير من شرح الالفية وغيرها وكتب عني في الأمالي وكذا لازم ابن الديري في التفسير وغيره وبرع في الفقه وأصوله والعربية وغيرها، وأذن له غير واحد منهم الولوي السنباطي في الافتاء والتدريس واقراء الطلبة وقصد بالفتاوي وكان فخم العبارة قوي الحافظة زائد الشهامة، ناب في الحكم عن البدر بن التنسي فمن بعده وجلس بجامع الصالح وقتاً وتزايدت وجاهته، وولي مشيخة الصوفية بالجامع الجديد الناصري بمصر ثم قضاء المالكية بدمشق وحمدت سيرته، واستمر هناك على ولايته مدة حتى مات في جمادى الثانية سنة أربع وسبعين بقاعة المدرسة الصمصامية محل سكنه وصلى عليه بالجامع الأموي ودفن بمقبرة الباب الصغير جوار ضريح السيد بلال رحمه الله وإيانا.
715 - عبد القادر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان شقيق محيي الدين السخاوي الأصل القاهري الشافعي الغزولي المقري والد البدر محمد الآتي. ولد في أوائل سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بمنزلنا بالقرب من المنكوتمرية ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن عند الشهاب بن أسد ووالده والشاطبية وبعض التنبيه وغير ذلك وجود على أبي القرآن بتمامه غير مرة ثم على النور الديروطي بمكة بعضه بل تلاه بالسبع افراداً وجمعاً على الزين جعفر السنهوري وبعضه على الجمال حسين الفتحي، وكذا على الجلال القمصي في آخرين، وحضر في الفقه والعربية دروس غير واحد ومواعيده كالعلم البلقيني، وأكثر من المطالعة لتفسير ابن كثير وغيره بحيث صار يستحضر جملة ولازمني بمكة وغيرها حتى حمل عني من تصانيفي وغيرها جملة بل أسمعته الكثير على شيخنا وغيره من المسندين، وأجاز له خلق باستدعاآتي وحج غير مرة وجاور وتكسب على طريقة جميلة من صدق اللهجة واللطف والمسامحة بحيث راج وأقبل عليه من يعرفه بالمحبة والتبجيل، كل ذلك مع مزيد العقل وجودة الفهم والمداومة على التلاوة وطراوة قراءته والقيام بالمدرسة المنكوتمرية في رمضان كل سنة وتوالى عليه بأخرة أكدار لطمع غير واحد من الحكام في أرباب حرفته بحيث زهد فيها سيما مع خسة كثير من أربابها مع انتفاعهم بوجاهته ومراعاة الحكام له حتى مل بل ومات بعض من كان يعامله ممن جل ما كان بيده له باليمن فضاع أكثر ذلك وآل أمره إلى أن أعرض بكليته عنها ولم أطرافه ثم سافر معي هو وولده وعيالهما في موسم سنة اثنتين وتسعين لمكة فحججنا ثم جاورنا فلم يلبث أن ماتت زوجته أم ولده ثم عدة من عياله ولزم هو فيما بين ذلك الفراش وتوالت عله آلام وهو صابر محتسب مديم للتلاوة وربما نزل المسجد وفي غضون هذا سافر لجدة فدام بها متعللاً ثم عاد فاستمر حتى حج ثم سافر راجعاً لبلده صحبة ركب سنة ثلاث وتسعين فتجدد له اسهال بالمدينة الشريفة واستمر به إلى العقبة فسمع بوفاة أخينا الثالث فتزايد انحطاطه ودخل القاهرة فدام بها بقية المحرم وصفر وهو لذلك إلى أن مات في مستهل ربيع الأول سنة أربع وتسعين شهيداً مغفوراً له بل ولمن استغفر له إن شاء الله بعد أن أوصى بقرب ونحوها، ودفن من يومه. بمشهد حافل بالقرب من قبر الوالد وغيره من أهلنا بتربة البيبرسية وصلى عليه بمكة صلاة الغائب وكثر الثناء عليه بالبلدين رحمه الله وعوضه الجنة.
 
716 - عبد القادر بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد اليافعي الهندي المولد المكي. مات بها في صفر سنة اثنتين وثمانين. أرخه ابن فهد.
717 - عبد القادر بن عبد الرحمن بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل الشيباني المكي الماضي أبوه والآتي جده ويعرف بابن زبرق. ولد فيما قال بعيد الثلاثين بمكة ونشأ فقر القرآن واشتغل قليلاً ولم ينجب وقدم القاهرة غير مرة ورسم عليه في آخرها بسبب وقف قليشان الذي حبسه السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب على القاضي العز أبي المعالي يحيى أحد أجداده لما وفد عليه وعلى ذريته ولولا الأميني الاقصرائي لكان ما لا خير فيه؛ وتزوج فيها بأخت ابن البحلاق وقاسى من مطلقها ذلاً وهو والد زوجة الغياثي أبي الليث بن الضياء أم ولده علي واخوته، ولم يكن بالمرضى وقاحة وجرأة مع جهل وشكل. مات فجأة في شوال سنة سبع وتسعين بعد أن أوصى بما لم يحمد فيه عفا الله عنه.
718 - عبد القادر بن عبد الرحيم بن أحمد بن الناصري محمد بن محمد بن عثمان الزين بن النجمي بن البارزي أخو محمد ويوسف وشقيق فاطمة أمهما تركية لأبيه. ممن سمع مني بالقاهرة وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية النحو وعرض على جماعة واشتغل قليلاً وحضر عند التقي بن قاضي عجلون التقسيم ولم يتصون.
719 - عبد القادر بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن عبد الحليم بن عبد الرزاق الشرف الأنصاري السكندري المالكي قاضيها وشيخ الشيوخ بها. ولد بها في شوال سنة ستين وسبعمائة وأخذ عنه البقاعي. مات في يوم الجمعة حادي عشري رجب سنة أربع وأربعين.
720 - عبد القادر بن عبد العزيز بن محمد محيي الدين بن الشيخ عز الشيخ بن البدر الحراني الأصل القاهري القباني أخو الجلال محمد الآتي والماضي أبوهما ولد سنة تسع وثمانمائة وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وعرض على الشمس بن الديري والتفهني وقارىء الهداية والبساطي والمحب بن نصر الله وشيخنا وسمع عليه بل وعلى الولوي العراقي وأقام عنده حين غيبة والده في بعض حجاته والزين الزركشي وآخرين؛ وأجاز له جماعة وتولع بالقبان فكان يزن بدار الضرب وبالمخبز في سعيد السعداء ثم اقتصر عليه، وحج غير مرة وجاور وزار بيت المقدس.
721 - عبد القادر بن عبد الغني بن عبد الرزاق بن أبي الفرج الارمني الأصل الملكي الماضي أبوه ويعرف بابن أبي الفرج. ولد في أوائل القرن تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فتدرب بأبيه وغيره وباشر بعد أبيه عدة جهات حتى ولي شدة الخاص واستادارية المقام الناصري محمد بن الأشرف برسباي في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ثم الاستادارية الكبرى عوضاً عن البدر حسن بن نصر الله في شعبان منها فباشرها سنين وقاسى من الذل والهوان والعجز ما لا يوصف وتكرر استعفاؤه منها وهو لا يجاب إلى أن افتقر وتكامل عجزه فصرف حينئذ وذلك في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين بأقبغا الجمالي الكاشف بعد أن خرب بلاداً كثيرة ورسم عليه وطولب بالحساب فلم يلبث أن مات بالطاعون في سابع عشري جمادى الآخرة منها، وكان شاباً جميلاً خفيف اللحية جسيماً متواضعاً مضى عمره في النكد والقهر والخوف وهو أصلح من أبيه وجده بكثير مع مزيد معرفته بطرق الظلم والعسف غير أنه لم يسعد في مباشرته بل خسر الدنيا والآخرة ولكن قال العيني أنه لم يزل يتلو القرآن وأنه لا بأس به؛ وكأنه بالنسبة لأبيه سامحه الله وإيانا.
722 - عبد القادر بن عبد الغني بن محمد بن محمد القليوبي الأصل المكي بن القباني الماضي أبوه. شاب غير متأن سمع علي بمكة الكثير وكذا سمع على النجم ابن فهد وغيره وزوجوه ابنة لأبي القسم الغلة؛ وقدم القاهرة في سنة خمس وتسعين ليثبت رشده وجاءه وهو بها خبر موت زوجته وأمه ثم رجع وقد ثبت بشاهده من لم يراقب الله لعدم التوقف في سفهه، ثم عاد إلى القاهرة وصار إلى هيئة مزرية حتى مات في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين مطعوناً وترك ابنتين عفا الله عنه وعوضهما خيراً.
 
723 - عبد القادر بن عبد اللطيف الأصغر بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن محيي الدين أبو صالح بن السراج الحسني الفاسي الأصل المكي الحنبلي الآتي أبوه وولده؛ وأمه أم ولد لأبيه حبشية قاضي الحرمين الحنبلي. ولد في مغرب ليلة الثلاثاء سادس عشر رمضان سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بمكة ومات أبوه وهو ابن إحدى عشرة سنة ولم يخلف له شيئاً بحيث لم يجدوا شيئاً للحج به في تلك السنة، ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به التراويح وجانباً من المحرر لابن عبد الهادي بل ذكر أنه حفظ الشاطبية والكافية لابن الحاجب ومختصره الأصلي والتلخيص وسمع على أبي الفتح المراغي صحيح البخاري وغيره وعلى الشهاب الزفتاوي المسلسل وجزء أبي الجهم بفوت في آخره وجزء أيوب وغيرها وعلى التقي بن فهد ختم مسند عبد؛ وأجاز له في سنة ثلاث وأربعين فما بعدها خلق منهم أبوه وزينب ابنة اليافعي وشيخنا ومستمليه الزين رضوان والزين الزركشي وابن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة والمحب محمد بن يحيى الحنبلي والعلاء بن بردس والشهاب بن ناظر الصاحبة وأبو جعفر بن العجمي والمحب المطري والبدر بن العليف والعيني وابن الديري والسيد صفي الدين وأخوه عفيف الدين وأبو المعالي محمد بن علي الصالحي وابن أبي التائب، واشتغل بالقراءات والفقه والاصلين والعربية والمعاني والبيان وغيرها فتلا لأبي عمرو ونافع وابن كثير على الشمس محمد بن شرف الدين الششتري المدني وجمعاً للسبعة على المقرىء عمر الحموي النجار نزيل مكة؛ وأخذ في الفقه عن العز الكناني بالقاهرة والعلاء المرداوي واشتدت ملازمته له حتى قرأ عليه غير تصنيف والتقي الجراعي في مجاورتهما بمكة سنة خمس وسبعين والعربية عن الشمني وجماعة والاصول عن الأمين الاقصرائي والتقي الحصني وغيرهما وأصول الدين عن العلاء الحصني قرأ عليه في شرح العقائد للتفتازاني وغيره ولازم مظفراً الشيرازي في فنون من العقليات وأذن له الاقصرائي والتقي الحصني وغيرهما وأول ما دخل القاهرة صحبة الحاج في أوائل سنة ثمان وخمسين فولي بها إمامة مقام الحنبلي بالمسجد الحرام عوضاً عن والده وباشرها في يوم السبت خامس جمادى الأولى منها ثم دخلها أيضاً في سنة اثنتين وستين وأقام بها إلى أن ولي قضاء الحنابلة بمكة في منتصف شوال من التي تليها بعناية الأمين الاقصرائي ودخل مكة صحبة أمير الحج المصري وهو لابس الخلعة في صبيحة يوم الخميس تاسع عشري ذي القعدة منها وقرىء توقيعه ثم أضيف إليه في سنة خمس وستين قضاء المدينة النبوية ومشى حاله بعد مصاهرة البرهاني بن ظهيرة وتزوجه بأخته بحيث قيل من أبيات:

ولا تخش القلى منهم بوجه

 

فقد وافتك سيدة الجمـيع


ودرس بالبنجالية وغيرها كتدريس خيربك، وأخذ عنه الفضلاء في الفقه والعربية والمعاني والبيان لمزيد ذكائه وتودده وحسن عشرته وفتوته وتواضعه وجودة خطه وتوسط نظمه ونثره الذي منه في إجازة: راش الله جناحه وأطاش بالمحو حباحه ومن نظمه ما سيأتي في الجمالي أبي السعود، وكثر استرواحه في الاقراء والتواضع بحيث لم يحمده كثيرون فيه وربما استشعر ذلك فبالغ عنه الغرباء في الاعتذار وامتنع من عمل الخلع متمسكاً بأنه غالباً حيلة وهي لا تجوز ولم يحمد فضلاء مذهبه منه ذلك، وأقبل بأخرة على الاشتغال بالذكر والاوراد والتلاوة الجيدة بصوته الشجي المنعش حتى ارتقى إلى غاية شريفة في الخير سيما وهو يتوجه في كل سنة إلى المدينة النبوية ويقيم غالباً بها نصف سنة وربما أقام بها سنة كاملة بل جمع بين المساجد الثلاثة في عام واحد فإنه توجه في سنة ست وثمانين من مكة إلى المدينة ثم إلى الينبع ثم في البر إلى القاهرة فأقام بها يومين أو ثلاثة مختفياً ثم توجه إلى بيت المقدس فزار ثم رجع إلى بلده، وكثر اختصاص أولى الأصوات اللينة ونحوهم وهو يزيد في الاحسان إليهم مع حسن توجه في التلاوة والانشاد وجلد على السهر في الاذكار والاوراد وخشوع عند الزيارة وخضوع في العبارة وميل إلى الوفائية ونحوهم وإلى التنزة والبروز إلى الفضاء والحدائق بالحرمين سيما مسجد قباء ومشهد حمزة وإذا خرج يذهب معه بما يناسب الوقت من المآكل والطرف ونحوها ولذا غيره كثرت ديونه بحيث أخبرني انها تقارب ثلاثة آلاف دينار وأنشأ بكل من الحرمين بيتاً وأسند الخواجا حسين بن قاوان إليه وصيته في آخرين ولم يسلم في كل من منتقد خصوصاً وهو يتعالى غالباً عن الاجتماع مع جل رفاقه القضاة حتى لا يجلس في محل لا يرضاه وقد رافقته في التوجه من مكة إلى المدينة في سنة سبع وثمانين فحمدت مرافقته وافضاله وكثر اجتماعنا في الموضعين وزرنا جميعاً كثيراً من مشاهد المدينة كقبا والسيد حمزة والعوالي وسمع مني بل كتبت عنه من نظمه وعنده من تصانيفي عدة وكتبه ترد علي بالثناء البالغ والوصف بشيخ الاسلام بل قال بحضرتي في مجاورتي الرابعة للقاضي الشافعي لم يخلف شيخنا الأمين الاقصرائي في طريقته مع أهل الحرمين وكذا وكذا إلا فلان؛ ومرة هو غيث بكل زمان حل به نفع أهله إلى غيرها ثم تزايد من الافضال والثناء حتى بأمير الحرمين في التماس اقتفائي في الزيارة حين توجهي في قافلته سنة وفاته إلى أن مات وذلك في ضحى يوم الخميس رابع عشر شعبان سنة ثمان وتسعين بعد تعلل نحو نصف شهر شهيداً بالاسهال وصلى عليه بعد عصره بالروضة، ودفن بالبقيع بعد العصر من ليلة الجمعة الموافقة ليلة نصف شعبان عند قبر أمه وأخيه وتأسفنا على فقده عوضه الله الجنة ورحمه. ومما كتبه إلى:

سلام عليكم من مشـوق مـتـيم

 

يود لقاكم كـل حـين بـمـكة

ويسأل رب العرش في كل لحظة

 

قريب اجتماع عند بيت وكعـبة

ولطفاً بنا فيما قضـاه الـهـنـا

 

ويكشف عنا كل سـوء وكـربة

ويجعلنا من أهـل صـدق وداده

 

ويحجبنا عن كل ضيق وفـتـنة

وبعد فشوقي زائد وتعـطـشـي

 

إلى خير أصحاب وأكرم جـيرة

ومنها:

فحياهم المولى وقرب وصلـهـم

 

وأتحفهم بالروح في كل لـحـظة

وأما دعائي فهـو والـلّـه وافـر

 

مزيد باخلاص وصـدق وهـمة

ولم أنسكم بالذكر في كل موقـف

 

وقفت به بل في ركوعي وسجدتي

وعند وقوفي بالصخار مـعـرفـاً

 

وبين يدي قبر الرسول بحـجـرة

فيا ربنا فاقبل دعانـا وعـافـنـا

 

وخذ بنواصينا وأصلـح وثـبـت

ومنها:

ولما أتتنـي مـن لـديكـم رسـالة

 

فهاج بها شوقي وحرك لـوعـتـي

وذكرني عهداً وما كـنـت نـاسـياً

 

ومن ذا الذي يسلي فـراق الأحـبة

وعند مروري للسطور تـنـاثـرت

 

على صحن خدي من دموعي عبرتي

وأثبتها عندي وصـرت مـشـاهـداً

 

لذاتكم حتى كـأنـي بـخـلـوتـي

وقلت الـهـي بـالـنـبـي وآلـه

 

أنلـنـا مـنـانـا يا إلـه الـبـرية

فيا سادتي باللّه لا تهـمـلـونـنـي

 

ولا تتركوني غارقاً فـي بـلـيتـي

ومنها:

وأسألكم أن تذكـرونـي بـدعـوة

 

لعل بها أن يقضي اللّه حاجـتـي

خذوا بيدي يا إخوة الصدق واسعفوا

 

فكم من هموم قد علتني بقتلـتـي

وهموا بعزم في التوجه لي عسى

 

يخفف ما بي أو تفرج كربـتـي

فلا أوحش الرحمن منكم وخصكم

 

بعافـية يا سـادتـي وبـصـحة

ومنها:

وصلى اله الـعـرش ربـى دائمـاً

 

على المصطفى المختار خير الخليقة

وأصحابه والتابـعـين وحـزبـهـم

 

وأشياعـه مـع آلـه ثـم عـتـرة

724 - عبد القادر بن عبد الله بن عمر العرابي المكي أحد الخيار. مات بها في جمادى الأولى سنة سبعين. أرخه ابن فهد.
725 - عبد القادر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله محيي الدين أبو محمد الناشري اليماني القاضي. ولد في ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وسبعمائة وتفقه بجده أبي عبد الله وابن عمه الطيب وروى عن المجد اللغوي وابن الجزري، وأجاز له جماعة، وكان عارفاً بالفقه والفرائض والحساب والنحو وغيرها آية في الفهم والذكاء رأساً في الفصاحة والبلاغة وحسن الخط ممن قرأ على البدر بن الدماميني وقام بالأحكام الشرعية في قرية الحديدة ساحل سهام قرية كبيرة من سواحل اليمن ينزلها المسافرون مدة طويلة وكذا وليها بالمهجم عوضاً عن ابن عمه الرضى أبي بكر بن عثمان الناشري بدون سعي ثم أعيد الرضى وولي الأعمال السرددية، ولم يؤرخ العفيف وفاته، وقال غيره أنه كان ذا نهمة في تحصيل الكتب وجمعها ولديه أدب وفضائل. مات في سنة خمس وخمسين. أفاد لي بعض أصحابنا اليمانيين.
726 - عبد القادر بن عبد الهادي بن محمد المحيوي الأزهري المدني ثم المكي أحد الفضلاء والآتي أبوه: قرأ بمكة في سنة خمس وستين على المحيوي عبد القادر قاضيها المالكي البخاري ولازمه في العربية وغيرها وبرع وبالمدينة النبوية على أبي الفرج المراغي. ومات بمكة في رجب سنة ثمان وسبعين.
727 - عبد القادر بن عبد الوهاب بن عبد المؤمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحيم المحيوي القرشي المارداني الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف بالقرشي. ولد في ليلة حادي عشر ذي الحجة سنة ست وثلاثين وثمانمائة بالقرب من جامع المارداني، ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وألفية ابن مالك، وعرض على شيخنا والقاياتي والمحلي والعيني وغيرهم وأخذ في الفقه وغيره عن الشهاب الخواص والسراج الوروري وسمع على غير واحد من الشيوخ، وأجاز له جمعة وطلب بنفسه يسيراً بقراءته وقراءة غيره وتولع بالأدب واختص بالشهاب الحجازي بحيث عرف به، وجمع من نظمه ونثره ما فاته تدوينه وكذا لازمني زمناً؛ وكتب من تصانيفي جملة وقرأ على أشياء منها دراية ورواية واغتبط بها بل كتب بخطه الكثير من غيرها؛ وحج وأقام بمكة خمس سنين وقرأ فيها على الكمال المرجاني الصحيح وكذا قرأ على النجم بن فهد، وسمع من لفظه جزءاً من رواية ابن حبيب داخل البيت العظيم، وزار بيت المقدس والخليل وقرأ على الكمال بن أبي شريف في ابن ماجه، ودخل اسكندرية غير مرة رفيقاً لشيخه الحجازي وتطارح معه ومع الشهاب المنصوري والزين الأسدي وغيرهم؛ واستقر في سنة ثمان وستين أحد موقعي الدرج بعد ثبوت عدالته في أيام العلمي البلقيني ولكنه لم يتصد لكليهما بل هو منجمع قانع شريف النفس حسن العشرة - مع من يألفه - والفضيلة طارح التكلف سريع النظم والخط مع صحته عارف بالناس وما علمت له سوى نصف تصوف بالاشرفية نعم باسمه رزيقات لا يصل منها إلا اليسير؛ وقد امتدحني بقصيدة كتبتها في موضع آخر وكتبت عنه أيضاً قوله في العشرة في بيت واحد:

بجنة الخلد خير الخلق بشر مـن

 

بذكر أسمائهم نظمي حوى شرفا

سعد سعيد زبير وابن عوف أبـو

 

عبيدة طلحة والأربع الخلـفـا

وكذا قال:

قد بشر المصطفى من صحبه برضا

 

رب العباد أناساً فضلهـم غـابـر

عتيق فاروق عثمان بن عوف علي

 

سعد سعيد زبير طلـحة عـامـر

وقوله وقد بلغه أن البيت الشريف لم يفتح في بعض السنين سوى مرة:

الهي في فناك حططت رحلي

 

فهيىء فتح بابك لـي ودارك

وزد رزقي فها أنا ذا منيخ

 

بباب عطائك النامي وبارك

وقوله:

إن المليحة صدت عندما لحـظـت

 

شيبي فقلت انظري كافورة الحسن

فأعرضت عن وصالي وهي قائلة

 

المسك للعرس والكافور للكـفـن

وقوله مما عمله وهو بين النائم واليقظان:

من مصرنا دست ملك

 

حوى أموراً خبيثـه

من عظمة وجـلـود

 

وبعد ذاك شغـيثـه

وقوله مخاطباً لي يطلب مصنفي التماس السعد في الوفاء بالوعد:

مولاي شمس الدين يا حبر الورى

 

وبحر جود طاب مـنـه وردي

لقد تـرددت إلـى أبـوابـكـم

 

أتيت أسعي في التماس السعـد

عبد القادر بن علي بن أحمد بن أيوب بن كمال بن عبد الوهاب بن الشيخ مجاهد - هكذا أملى على نسبه - المحيوي النبراوي ثم القاهري الحنبلي أحد النواب. ولد سنة أربع وثلاثين ظناً ونشأ فحفظ القرآن والتسهيل لأبن اسباسلار البعلي وأخذه تصحيحاً وتفهماً عن العز الكناني وكذا أخذ عن الرزاز وابن هشام ولازم التقي الحصني في الصرف والنحو وأخذ في النحو فقط عن الأبدي وأبي القسم النويري، وحج وتكسب بالشهادة وقتاً ثم استنابه شيخه العز واستمر وتميز.
عبد القادر بن علي بن أحمد اليمني الصايغ. ممن سمع مني بمكة.
عبد القادر بن علي بن أحمد الطيبي المنصوري. ممن سمع مني بالقاهرة.
عبد القادر بن علي بن جار الله بن زايد السنبسي المكي ويشهر بعبيد. ممن سافر لعدن في التجارة. مات بمكة في ربيع الثاني سنة أربع وسبعين. أرخه ابن فهد وهو والد عبد اللطيف وأبي سعد الآتيين.
عبد القادر بن علي بن حسن المهندس ويعرف بابن الصياد. ممن ضربه الدوادار الكبير في وقت. ومات في ربيع الثاني سنة احدى وتسعين.
عبد القادر بن علي بن رمضان بن علي محيي الدين الطوخي القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن أخت مهني. ممن سمع مني بالقاهرة واشتغل يسيراً وصحب ابن قاضي عجلون وقتاً وتكسب بالشهادة عند الشهاب الفليحي.
عبد القادر بن علي بن شعبان الزين القاهري الشافعي الزيات أبوه ويعرف بابن شعبان. ولد في سنة عشرين وثمانمائة بسوق الغنم ونشأ فحفظ القرآن والتنبيه وأخذ الفرائض والحساب عن ابن المجدي وأحمد الخواص، وجاور بمكة في سنة إحدى وخمسين فأخذ عن أبي الفتح المراغي شرحه للمنهاج وسمع عليه أشياء وكذا أخذ في الفقه أيضاً عن الجمال الأمشاطي في آخرين منهم القاياتي في الفقه وأصوله يسيراً وأبو الفضل المغربي في الأصلين والمعاني والبيان عن ابن حسان وفي المطول عن الشمني وفي التحرير عن مؤلفه ابن الهمام وغير ذلك رفيقاً في أكثره للبرهاني بن ظهيرة وعظم اختصاصه به واشتهر به عند الملك فمن دونه وانتفع كل منهما بالآخر وأم بجامع أصلم وتكسب بالشهادة هناك وتميز في الفرائض والحساب، وشارك في الفضائل وكتب علي الحاوي لأبن الهائم في الحساب شرحاً وكذا على الياسمينية وهو مختصر في دون كراستين واختصر شرح ابن المجدي للجعبرية وأقرأ الطلبة وتردد إلي كثيراً وأظنه ممن أخذ عن شيخنا؛ وعرف بالهمة والمروءة سيما مع صاحبه ولم يلبث بعده الا يسيراً. ومات في ليلة الخميس عاشر ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين رحمه الله وإيانا.
عبد القادر بن علي بن صدقة. أحد قراء الجوق وامام الأتابك كان، ويعرف بابن الحيلوك.
عبد القادر بن علي بن عبد الرحمن المنوفي معلم الأبناء بها والخياط أبوه. لقيني بمنوف في جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين فقرأ على الباب الأول من عمدة الأحكام قراءة حسنة وكتبت له اجازة، رأيت من يثني على خيره.
عبد القادر بن علي بن عمر الدنجيهي الأزهري الشافعي الحريري على باب الجامع. ممن تميز في الميقات والفرائض والحساب، وأخذ عن البدر المارداني وغيره وأفاد الطلبة.
عبد القادر بن علي بن محمد بن عبد القادر بن علي بن محمد الأكحل بن شرشيق بن محمد بن عبد العزيز بن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الضياء أبو صالح الجيلي البغدادي الأصل القاهري الحنبلي القادري. ولد سنة خمسين وثمانمائة ومات أبوه وهو صغير فكفلته أمه وتدرب بالزين قاسم الحنفي لكونه كان زوجها ثم لازمني قليلاً في الاصطلاح وسمع مع ولدي كثيراً مما قرأته له بأخرة واشتغل يسيراً ونسخ مسند الفردوس للديلمي على ترتيب اختصاره لشيخنا وتنزل في الجهات وزاحم في الوثوب على الوظائف والتحصيل وراج أمره عند كثير من الأتراك والمباشرين ونحوهم سيما تغري بردي القادري وحصل كتباً وأعانه الزين المذكور حتى عمل كراسة فيها تخريج فتوح الغيث لجده الشيخ عبد القادر وفي غير ذلك ولم يكن متأهلاً لشيء؛ وحج مرتين الثانية قبيل موته ورجع مع الركب فلم يلبث أن تعلل واستمر إلى أن انتحل وسقطت قوته مع الاسهال المفرط، ومات في حياة أمه وكان باراً بها في ضحى يوم السبت سادس عشري ذي القعدة سنة تسع وسبعين وأخر إلى الغد فصلى عليه بسبيل المؤمنين في مشهد حافل جداً ودفن بزاوية عدي بن مسافر محل سكن بني عمه من القرافة عوضه الله وأمه الجنة.
عبد القادر بن الشمس علي بن محمد بن عبد الله الخولاني الرضائي اليماني الشافعي. من بيت صلاح. لقيني في سادس ذي الحجة سنة سبع وتسعين بمكة فقرأ على بعض الصحيحين والشفا بعد أن سمع مني المسلسل وأجزت له ولأخيه.
عبد القادر بن علي بن محمد أبي اليمن بن محمد النويري المكي المالكي هو وأبوه والشافعي جده سبط السراج عمر الشيبي شيخ الحجبة وشقيق عبد الحق الماضي وهذا أكبر ويعرف كأبيه بابن أبي اليمن. ولد في صفر سنة ثمان وستين وثمانمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن وابن الحاجب الفرعي وعرضه علي وعلى البرهاني ابن ظهيرة ويحيى العلمي المالكي وقرأ عليه وكذا لازمني في سماع له أشياء وكتبت له اجازة حكيت في التاريخ الكبير بعضها وكذا حفظ العمدة والرسالة وعرض أيضاً على المحب الطبري والعميري والمحب بن أبي السعادات وأبي العزم القدسي وعبد المعطي وعبد الحق السنباطي وسافر في موسم سنة ثلاث وتسعين للشكوى على خاله ودخل الشام وسمع من الناجي وغيره، واستمر بالقاهرة إلى موسم سنة خمس فرجع؛ ولم يلبث أن تزوج قريبته ابنة الخطيب أبي بكر بن أبي الفضل النويري واستولدها.
عبد القادر بن علي بن محمد بن الفقيه، ممن سمع مني بالقاهرة.
عبد القادر بن علي بن محمد السنباطي ثم القاهري الحمامي ثم الجابي ويعرف بالسنباطي. كان أبوه فيما بلغني من خيار أهل القرآن فنشأ ابنه فحفظ القرآن وتكسب بالخدمة في الحمامات وقتاً ثم انتمى لعبد الرحمن بن الكويز فوجهه لجباية شيء من جهاته وتدرب في ذلك ببعض أتباعه فرأى منه حذقاً ونهضة وقدرت وفاة بعض جباة أوقاف الزمام فتكلم له معه في استقراره عوضه فأكرمه بذلك مجاناً بعد أن أعطى من غيره نحو مائتي دينار فيما قيل ولا زال كذلك إلى أن قدمه العلمي بن الجيعان بعد السخط على ابن جبينة لصرف البيبرسية ثم لم يزل يترقى بخدمته حتى تكلم في سائر جهات الزمام وفي الصرغتمشية والشيخونية والمؤيدية ومسجد خان الخليلي والجمالية اليوسفية والفخرية القديمة ويقال لها الآن الظاهرية وما لا يدخل تحت الحصر مع المداراة والمراعاة وسلوك الأدب وبذل الهمة حتى تمول جداً واتسعت دائرته وبلغت السلطان لخدمته فلم ير بعد ذلك ضعفاء المستحقين ونحوهم ممن لا يخاف غائلتهم ما كان يعاملهم به بل ربما أسمعهم المكروه ويظهر مزيد الحاجة وضعف الجهات من كثرة ما يؤخذ منه بالرغبة والرهبة إلى أن مات في ليلة الثلاثاء خامس ربيع الأول سنة تسعين بعد تعلله بالفالج أياماً ودفن من الغد بتربة بالقرب من سوق الدريس وتأسف كثيرون على فقده وما أظن يسمح الوقت بمثله فقد كان عارفاً بمراتب الناس وينزلهم في الجملة منازلهم مع تجمل واحتشام وكونه من أهل القرآن والوجاهة وأظنه جاز الستين رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
 
عبد القادر المدعو محمداً بن العلاء علي بن محمود السلماني ثم الحموي الحنبلي ويعرف كأبيه بابن المغلي. قال شيخنا في أنبائه إنه نبغ وحفظ المحرر وغيره ونشأ على طريقة حسنة ومات في نصف ذي القعدة سنة ست وعشرين وقد راهق وأسف عليه أبوه جداً ولم يكن له ولد غيره ورأيت بعض المخبطين جعل محمداً اسم أبيه فصار عبد القادر بن محمد بن علي بن محمود، وهو غلط محض.
عبد القادر بن علي بن مصلح محيي الدين القاهري الشافعي ويعرف أولاً بابن مصلح ثم بابن النقيب لكون والده كان نقيباً. ولد سنة أربع وأربعين أو بعدها تقريباً وحفظ القرآن ومختصر أبي شجاع والمنهاج الفرعي وجمع الجوامع وألفية ابن مالك؛ وعرض على جماعة كالجلال بن الملقن وامام الكاملية والسعد بن الديري والعز الحنبلي ونشأ فقيراً وأخذ في الفقه عن المناوي والمحلي والعبادي وقرأ في بعض تقاسيمه والبكري والمقسي والزين زكريا وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض بل حضر عند البلقيني وقرأ في ابتدائه على الشمس الشنشي ولازم التقي والعلاء الحصنيين والشمني وزكريا في الأصلين والعربية والصرف والمعاني والبيان والمنطق والحديث وغيرها وكذا أخذ قليلاً عن الكافياجي والاقصرائي والشرواني في آخرين كابن الهمام وأبي السعادات البلقيني وناب عنه في القضاء ودخل الشام وسمع من البرهان الباعوني من نظمه وأخذ يسيراً عن البدر بن قاضي شهبة وأذن له وكذا البكري في الافتاء والتدريس وعرف بالذكاء والسرعة وأهين بالانتقال من حبس إلى آخر مع التعزير ونحوهما لكونه تعرض لبعض الشرفاء ولولا تلطف البدر بن القطان بأمورآخور الشهابي ابن العيني حتى أرسل للحسام بن حريز قاضي المالكية في رد أمره إليه لزاد على ما أنفق، وكذا أهانه مع غيره الدوادار الكبير يشبك من مهدي في كائنة الكنيسة ظلماً، وحج بأخرة وسمع بالقاهرة يسيراً بل حضر عندي في الاملاء وغيره وعد في الفضلاء وورث مالاً جماً وصار يفاتح غالباً من باسمه تدريس ونحوه ويرغبه في النزول له نه بحيث استقر تدريس الحديث بالجمالية برغبة ابن قاسم له وبالمنصورية برغبة سبط شيخنا وفي دار الحديث الكاملية برغبة ابن الكمال مع كونها وظيفتي وفي الاسماع بالمحمودية برغبة الصلاح المكيني وفي الفقه بالالجيهية مع الشهادة فيها برغبة ابن الشمس ابن المرخم وفي جامع طولون برغبة المحب الأسيوطي المنتقل له عن أخيه الولوي وفي الصالح برغبة ابن المكيني وفي البرقوقية برغبة ابن العبادي وفي مشيخة الرباط بالبيبرسية برغبة إبراهيم التلواني إلى غيرها من الوظائف والاملاك، ولم يتحول عن طريقته في التهافت والتقتير بحيث أن يهودياً شكاه إلى شاد الشون لكونه لطمه عند مطالبته له بأجرة نقده وكان ما لا خير فيه واشتكاه آخر إلى حاجب الحجاب تنبك قرا لشيء فأنكر وحلف فأقيمت البينة وألزمه الحاجب بل كاد أن يوقع به؛ ولكنه حلو اللسان ذا دهاء حتى أنه لما مات ابن عبد الرحمن الصيرفي رسم عليه عند ابن الصابوني بسبب القاعة المعروفة بابن كدون في حارة برجوان التي صارت إليه بالميراث وغيره لتؤخذ منه للسلطان وشافهه بذلك فتخلص منه بما حكاه لي وعد في الغرائب، وقال لي إنه كتب شرحاً مختصراً لقواعد ابن هشام وحاشية على التوضيح وشرح العقائد وتصريف العزى واختصر سيرة العمرين ابن الخطاب وابن عبد العزيز لابن الجوزي وما رأيت أحداً يحكي عن دروسه شيئاً يؤثر والأمر فيه أظهر.
745 - عبد القادر بن علي بن يوسف الزفتاوي البوتيجي نزيل عدن ويعرف فيها بالصعيدي وعم إسماعيل بن علي الماضي. ولد بعيد الثلاثين بزفتا وقرأ القرآن وقطن رواق اليمنة من الأزهر وقتاً واشتغل مالكياً ثم تعانى التجارة وسافر إلى عدن فقطنها من نحو أربعين سنة يتردد منها للحج وغيره كثيراً ورزق الأولاد وبورك له مع خير وتودد وبر للفقراء وحسن معامة وحرص على الدين سمعت الثناء عليه من غير واحد وقد اجتمع بي في سنة ست وتسعين أو التي بعدها.
746 - عبد القادر بن علي الحباك نزيل مكة وأحد مؤذني المسجد الحرام وقراء الصفة بالمدرسة السلطانية بل استقر في مشيخة القراء بالمجامع والمحافل سيما عند القبور عقب محمد بن المحتسب وأول شيء باشره في ذلك على قبرزوجة أخي.
 
747 - عبد القادر بن الشيخ عمر بن حسين بن علي بن شرف بن سعيد بن خطاب محيي الدين الزفتاوي الأصل القاهري المقسي الشافعي الأحدب أخو علي وأحمد المذكورين وأبوهما ويعرف بأبيه. ولد بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة وعرضها على شيخنا وغيره واشتغل في الفقه وأصوله والحديث وغيرها وبرع في الميقات والحساب والفرائض وألم بفضائل وربما نظم حسبما كتبته عنه في موضع آخر؛ وطلب الحديث وقتاً واجتهد في السماع على بقايا الشيوخ بقراءتي وقراءة غيري وكذا سمع بمكة والمدينة وبيت المقدس والخليل وغيرها، وأجاز له جماعة ولازم حضور مجالس الاملاء عندي وسمع مني وعلي من تصانيفي وغيرها أشياء بل قرأ بنفسه رواية ودراية وكذا قرأ شرح النخبة على الديمي والبقاعي وتنزل في صوفية المؤيدية وغيرها ثم تضعضع حاله جداً. ومات في شوال سنة ثلاثين وثمانين بعد تعلله مدة ودفن بالروضة بالقرب من باب النصر ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
748 - عبد القادر بن عمر بن عيسى بن أبي بكر بن عيسى المحيوي بن السراج الوروري الأصل القاهري الأزهري الشافعي أخو البدر محمد الآتي وأبوهما ويعرف بابن الوروري. ولد سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالقرب من جامع الأزهر ونشأ فحفظ القرآن وصلى به في الأزهر وتلاه بروايتين على الشهاب السكندري وكذا حفظ المنهاج وألفيتي الحديث والنحو وعرض على شيخنا والقاياتي وابن الهمام في آخرين بل قرأ المنهاج على الثاني بتمامه ولازم والده في الفقه والعربية والفرائض والحساب والمناوي في الفقه والشرواني في الأصلين والشمني في التفسير والمعاني والبيان وقرأ على شيخنا في ألفية الحديث وسمع عليه أشياء وكذا سمع مع والده على الزين الزركشي وفي البخاري في الظاهرية القديمة وتردد للجلال المحلي وتميز وبرع وأذن له غير واحد في الاقراء، وحج مع والده ثم بعده واستقر في مشيخة بكتمر بدرب النيدي وغيرها من جهات والده؛ وتصدى للاقراء وانجمع عن الناس سيما بعد استقراره في تربة السلطان، وكان فاضلاً مفنناً عاقلاً ديناً متقللاً صابراً. مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
749 - عبد القادر بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري الخليلي الآتي أبوه. ولد في العشر الأخير من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بالخليل ونشأ بها فحفظ القرآن وأحضر في الأولى مع والده على ابن الجزري والتدمري وعظيمات وكذا على الزين البرشكي ختم الشفا ثم سمع على التدمري المنتقي من مشيخة ابن كليب ومنية السول لابن عبد السلام، وأجاز له القبابي وشيخنا، وحج ودخل الشام والقاهرة وحدث فيها سنة تسع وثمانين باليسير.
750 - عبد القادر بن عمر المارديني الدمشقي الأصل القاهري الجوهري نزيل البرقوقية وأحد صوفيتها وغريم البقاعي. مات قريب الثمانين ظناً.
عبد القادر بن أبي الفتح الحجازي. في ابن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد.
عبد القادر بن أبي الفتح. في ابن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن.
751 - عبد القادر بن أبي الفضل بن موسى بن أبي الهول محيي الدين بن المجد الآتي أبوه وأخوه محمد استقر في عمالة ديوان الاشراف كأبيه بل ولي نظر الاسطبل عوض سعد الدين كاتب العليق ثم انفصل بيحيى بن البقري ومعه استيفاء الذخيرة وغير ذلك.
 
752 - عبد القادر بن أبي القسم بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطي بن أحمد بن عبد المعطي بن مكي بن طراد المحيوي بن الشرف بن الشهاب الأنصاري الخزرجي السعدي العبادي المكي المالكي والد أحمد الماضي ويعرف باسمه. ولد في ثاني ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثمانمائة بمكة ونشأ بها فقرأ القرآن عند الفقيه على الخياط وأربعي النووي وابن الحاجب الفرعي وألفية ابن مالك والتلخيص، وعرض على جماعة وتلا القرآن لأبي عمرو ونصفه لابن كثير على محمد بن أبي يزيد الكيلاني تلميذ ابن الجزري وأخذ الفقه عن محمد بن موسى بن عائد الوانوعي نزيل مكة وشيخ رباط الموفق بها وأبي العباس أحمد اللجائي الفاسي وإبراهيم التركي التونسي والشهاب أحمد المغربي قاضي طرابلس وجماعة منهم البساطي وانتفع به وبالأولين وأذنوا له في التدريس في الفقه، زاد البساطي والافتاء؛ وحضر دروس التقي الفاسي الفقهية وغيرها وكان يطالع له كثيراً وينتخب له وانتفع بمجالسته وتهذيب بعبارته وأخذ العربية عن اللجائي والذين بعده وأذنوا له فيها وعن أبي البقا وأبي حامد ابني الضياء والبساطي وعنه وعن التريكي أخذ أصول الفقه وأذنا له وكذا أخذه عن الأمين الاقصرائي وغيره وأخذ قطعة من التلخيص عن البساطي ومن تلخيص ابن البناء في الحساب عن اللجائي ومن القصيد المسمى بذخيرة الرائض في العلم والعمل بالفرائض عن ناظمها عبد الله بن عبد الرحمن بن مسعود المصري مع قطعة من ألفية النحو والمنطق عن السيد العلاء شيخ الباسطية المدنية وغيره وعلم الحديث عن أبي شعر الحنبلي حين جاور بمكة بحث عليه ألفية العراقي وشرحها وعادت بركته عليه وانتفع بخصائله وشمائله وأفرد بارشاده زوائد تهذيب التهذيب عن أصله لشيخنا وحضه على التوجه إليه والأخذ عنه والاقبال على فن الحديث الذي قل أهله فارتحل قصداً لذلك لمصر في سنة اثنتين وأربعين فاجتمع به وأخذ عنه المسلسل وغيره ولم يفهم شيخنا مقصده فما ظفر منه بمراده فأقام بالقاهرة بعض سنة ورجع إلى بلده وزار المدينة غير مرة جاور في بعضها وكان قد سمع على ابن الجزري وابن سلامة والفاسي ومحمد بن علي النويري والد أبي اليمن وقرأ على التقي المقريزي بمكة الأول من الامتاع له وعلى أبي الفتح المراغي الكتب الستة والموطأ والشفا وألفية الحديث والسيرة كلاهما للعراقي وجملة وأجاز له خلق منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد الرحمن بن طولوبغا وعبد القادر الأرموي والشهاب بن حجي والحسباني والولي العراقي والشرف ابن الكويك وأبو هريرة بن النقاش والكمال بن خير والبدر بن الدماميني والتاج بن التنسي ورقية ابنة ابن مزروع، خرج له صاحبنا النجم بن فهد مشيخة وكتب الخط المنسوب وعانى الوثائق في أول أمره ووقع قليلاً على قضاة مكة ثم أعرض عن ذلك، ودرس بالبنجالية نيابة عن أبيه في حياة شيخه الفاسي وكذا درس بدرس ابن سلام وولي قضاء المالكية بمكة عقب موت أبي عبد الله النويري بعناية سودون المحمدي ناظر الحرم لاختصاصه به في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين فباشره بعفة ونزاهة وصرف عنه غير مرة بغير واحد ولشدة اختصاصه بناظر الحرم المشار إليه ابتنى داراً عظيمة بمكة فكان بعضهم يقول أنه يصح الاعتكاف فيها لكونها فيما زعم بآلات المسجد وهو كلام ساقط؛ وأصيب في عينيه ثم قدح له فأبصر وكذا أثكل ولده الماضي فصبر، كل ذلك وهو منتصب للافادة والتدريس حتى انتفع به الفضلاء من أهل بلده والقادمين إليها لحسن إرشاده وتعليمه وتقريره وتفهيمه؛ وصار شيخ بلده في مذهبه والعربية غير مدفوع فيهما؛ وكتب حاشية على كل من التوضيح وابن المصنف وشرحاً على التسهيل لم يكمل واشتهر بهذا الفن اشتهاراً كلياً وكذا كان جده أبو العباس أستاذ أهل بلده فيه، إلى غير ذلك من نظم ونثر أوردت شيئاً منه في معجمي؛ وقد لقيته بمكة في المجاورة الأولى ثم الثانية وأخذت عنه وأكثرت من الاجتماع به في الثانية وبالغ في تعظيمي بما أثبته في محل آخر؛ وهو من نوادر الوقت علماً وفصاحة ووقاراً وبهاءً وتواضعاً وحشمة وأدباً وديانة وتعبداً وصياماً وقياماً وتلاوة ممتع المجالسة متين الفوائد حافظ لجملة من المتون والتاريخ والفضائل ضابط لكثير من النوادر والوقائع مع المحبة في الفضلاء وأهل العلم والرغبة في مجالستهم والانجماع عن بني الدنيا والمروءة الغزيرة والافضال  
لأصحابه والدراية بأحوال القضاء وتمام الخبرة بالأحكام، قال البقاغي ولم يزل يركض خيل الشباب ويفتح إلى طريق كل فن بحسب الطاقة أجل باب إلى أن ظفر باللباب وأتى من القول الصواب بالعجب العجاب وكتب الخط الجيد الفائق في الرشاقة الباهر في ملاحة الوصف والرياقة؛ وله ذهن رائق وتصور بديع مع السمت الحسن والعقل الوافر وحسن المجالسة وكريم المحاضرة، ولي القضاء ودرس بالحرم وأفتى وانتفع به الناس وأهل بلده يثنون عليه خيراً، وقد سمعت دروسه وبحث معي في بعض المسائل وذهنه جيد وقريحته وقادة وكلامه متين إلا أنه يحتاج إلى زيادة التحنيك بمجالسة العلماء وشدة المزاحمة للطلبة في الدروس وقد أجاب عن أسئلتي الجهادية بأجوبة غالبها متوسط الحال كذا قال لكونه لم يسلم له مقاله ولا تكلم معه بما استدل به على أنه عنده من أهل الأمانة والأصالة والأعمال بالنيات. مات وهو على القضاء في ظهر يوم الخميس مستهل شعبان سنة ثمانين بعد تعلله نحو عشرين يوماً ويقال أنه طلع له طلوع بالقرب من الدير وأنه انفجر قبل موته بيومين أو ثلاثة واعتراه العصير حتى مات وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن بقبر والدته بالقرب من قبر الفضيل بن عياض من المعلاة رحمه الله وإيانا.
عبد القادر بن أبي القسم بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر الناشري اليماني يكنى أبا الخير. يأتي في الكنى.
753 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن علي بن أبي بكر بن حسن محيي الدين ابن الشمس النحريري الأصل ثم القاهري نزيل الظاهرية القديمة والآتي أبوه ويعرف بابن النحريري. قرأ القرآن وجود الخط ونسخ غالب البخاري وتعانى التجارة في الشرب وغيره وخالق الناس بعقل وسكون وأكثر من السفر فيها سيما لمكة وكان يحمل معه كثيراً من صرر الحرمين فيحمدونه. مات وقد جاز الثلاثين في رجوعه بالقسطل في المحرم سنة ست وثمانين في حياة أبويه عوضهم الله الجنة.
754 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن مكي المحيوي بن البدر ابن الشهاب الدماصي الأصل البولاقي الحنفي الماضي جده ويعرف كأبيه ابن قرقماس. ممن لازم ابن الديري وسيف الدين بن الخوندار وسمع معنا على أمه وغيرها بل تكرر عندي في دروس الصرغتمشية؛ وتميز وعرف بالفضيلة وناب في القضاء كأبيه وجده ولكنه لم يتصون وعزل غير مرة وأصيبت عيناه.
 
755 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن علي محيي الدين الحسيني سكناً الشافعي ويعرف بابن مظفر وهو لقب علي. ولد في عاشر شوال سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالحسينية ونشأ فقرأ القرآن والعهدة والشاطبية والتبريزي وغيرها وصحب إبراهيم المتبولي وقتاً واشتغل في الفقه وأصوله والعربية والحديث والتصوف وغيرها عند الشريف النسابة والعلم البلقيني والعز عبد السلام البغدادي في آخرين؛ وتكسب بالشهادة وتدرب فيها بالكمال بن سيرين وكتب جيداً وبرع وناب عن العلمي البلقيني فمن بعد واختص بالاسيوطي وانتفع كل منهما بالآخر وتمول جداً وتزايدت براعته في الصناعة ثم صرفه الزيني زكريا في سنة ثمان وتسعين وبالغ في كلمات غير لائقات، وتولع بالنظم فنظم النخبة ومختصر أبي شجاع وغيرهما وأحضر لي عدة من تصانيفه منها التوضيح في نظم التنقيح وكلاهما له والمنظوم على روى الشاطبية وقرظته له وكذا كتب عليه الجوجري ثلاثة أبيات من نظمه كتبتها مع تقريظي وقرض له آخرون ذلك وغيره وممن قرض له تصحيحه للتبريزي العلم البلقيني والعبادي والعز عبد السلام البغدادي وعظماه ومما كتب له العز في سنة سبع وخمسين:

لك الحمد يا ربي على القسم في الأزل

 

من الفضل والتوفيق والقول والعمـل

وصل على المختار مـن آل هـاشـم

 

وآل وأصحاب وأتباعـهـم جـمـل

لقد نظرت عينـاي حـكـمة آصـف

 

وحكمة لقمان بمختـصـر فـضـل

على مثله في علم بحر عـلـومـنـا

 

هو الشافعي المرتضى يا أخا العجل

ومنها:

تأمل تدبر وانظرن فيه منصـفـاً

 

بعدل بلا حيف ودع جانب الكسل

تصفحته حرفاً وكلمـا وجـمـلة

 

فللّه در الجامع الفاضل البطـل

ومنها:

هو الحب محيي الـدين دراً أتـى بـه

 

سمى لقطب الوقت سل عنه من وصل

أعاد علينا اللّـه مـن بـركـاتـكـم

 

وجنبنا الفحشـاء والـزور والـزلـل

وناظمها عبد الـسـلام مـحـبـكـم

 

وداعي لكم في كل وقت بـلا مـلـل

فمولـده دار الـسـلام نـشـا بـهـا

 

ومذهبه النعمان ذو القول والعـمـل

وذلك بعد وصفه له بالامام الفاضل العلامة النحرير الفهامة بل كتب له أيضاً في السنة التي تليها بما نصه: ولقد استحق مصنفها أن يجاز بتدريس الكتب المشهورة في الفن من غير توقف ولا اشفاق لعمري لقد جاد وأجاد وأفاد أضعاف ما استفاد فلم يبق وراءه لحاق، هذا مع صفاء ذهنه ورسوخ قريحته في فنه إلى آخر كلامه، وحج غير مرة منها في سنة اثنتين وتسعين وكان قاضياً على المحمل فيها بل دخل الشام سنة ثمان وأربعين وأخذ عن ابن قاضي شهبة وسافر لعدة جهات.
756 - عبد القادر بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن القرشي الهاشمي العقيلي النويري المكي الآتي أبوه. بيض له صاحبنا ابن فهد في النويريين.
757 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن محيي الدين ابن الشهاب أبي الفتح بن أبي المكارم بن أبي عبد الله الحسني الفاسي المكي الحنبلي شقيق السراج عبد اللطيف الآتي. ولد بمكة في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة فيما قاله الفاسي وقال صاحبنا ابن فهد أنه ظفر له باستدعاء مؤرخ بربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وحفظ القرآن وأكثر بعد بلوغه من تجويده وقراءته، وكذا حفظ العمدة في الفقه للموفق بن قدامة بتمامها ظناً، ونظر في كتب المذهب وغيره فتنبه في الفقه وغيره وأفتى في وقائع كثيرة وناب عن أخيه بالمدرسة البنجالية وفي الحكم دهراً وربما صرفه عن الحكم لكونه كان يثبت الحكم بالشهادة على خط الشاهد الميت أو الغائب متمسكاً في ذلك بما وقع للامام أحمد من نفوذ وصية الميت إذا وجدت عند رأسه بخطه متوسعاً في ذلك إلى غير الوصية من الأحكام ولم يوافقه على ذلك علماء عصره وكذا تمسك بغير ذلك مما هو ضعيف مع قوة نفسه وحدته ولذا هابه الناس واحترموه. مات في شعبان سنة سبع وعشرين بمكة وصلى عليه عقب صلاة العصر خلف مقام الحنابلة بوصية منه ودفن عند أهله بالمعلاة سامحه الله. ترجمه التقي الفاسي في تاريخ مكة قال وهو ابن عمتي وابن عم أبي رحمهم الله؛ وزاد النجم عمر بن فهد حين أورده في معجمه أنه سمع على ابن صديق صحيح البخاري وجزء البانياسي وغير ذلك وعلي الشريف عبد الرحمن الفاسي في آخرين وأجاز له النشاوري والصردي والمليجي والعاقولي وابن عرفة والتنوخي ومريم الأذرعية وغيرهم.
758 - عبد القادر بن محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد النويري الأصل الغزي حفيد قاضي المالكية بها الماضي. ممن أخذ عني بالقاهرة.
759 - عبد القادر بن الشمس محمد بن أحمد الوراق المؤذن. ممن اشتغل يسيراً وحضر عندي. وله مزيد ذكاء وفهم غير أنه سيء الطريقة.
760 - عبد القادر بن محمد بن أحمد النابتي نزيل جامع الغمري بالقاهرة. ممن قرأ القرآن وأدب به بعض الأبناء وسمع على أشياء.
761 - عبد القادر بن محمد بن إسماعيل الدمشقي الكفربطناوي شيخ كتب إلي بالاجازة في استدعاء مؤرخ بسنة خمسين وقيل أنه كان في خدمة أبي هريرة بن الذهبي فزوجه ابنته وسمع على الكثير وإن مما سمعه عليه جزء حنبل فالله أعلم ورأيت أنا سماعه بقراءة شيخنا على محمد بن أبي هريرة المذكور لجزء فيه ثلاثة مجالس من أمالي أبي يعلى الموصلي في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة وما علمته حدث. مات سنة بضع وخمسين.
عبد القادر بن محمد بن تميم المقريزي. مضى فيمن جده إبراهيم بن محمد بن تميم.
762 - عبد القادر بن محمد بن جبريل المحيوي العجلوني الأصل الغزي الشافعي ويعرف بابن جبريل. حفظ الحاوي وغيره ولازم بلديه الشمس بن الحمصي وهو الذي شفعه بعد أن كان حنفياً وانتفع به ثم دخل الشام وأخذ عن الزين خطاب وغيره، وتميز في الفضيلة وناب في قضاء بلده عن شيخه ثم وثب عليه واستقل بالقضاء في سنة ثلاث وسبعين وتزوج بزوجته ولم يحمد في كليهما بل لم يرج له أمر، ولم يلبث أن امتحن ببعض الأسباب وأودع المقشرة مدة ثم خلص وولي قضاء القدس ثم انفصل وقدم القاهرة فناب عن الزين زكريا وجلس في حانوت الجمالية ولكنه لم يظفر بطائل فرجع إلى بلده بطالاً.
763 - عبد القادر بن محمد بن حسن بن علي القاهري ويعرف بابن الكماخي. ولد سنة إحدى وأربعين وثمانمائة ونشأ فقيراً فتردد إلي في بعض الأحاديث وخطب.
 
764 - عبد القادر بن محمد بن حسن الزين النووي الأصل المقدسي الشافعي ويعرف بالنووي. ولد في أول القرن تقريباً ببيت المقدس ونشأ به فقرأ القرآن عند سالم الحوراني وناصر الدين محمد السخاوي أخي الغرس خليل، وحفظ الالمام في أحاديث الأحكام لابن دقيق العيد والشاطبية والمنهاج الفرعي ومختصر ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن مالك وعرض ما عدا الأول على الشمس البرماوي وابن الزهري وابن حجي والبرهان خطيب عذراء والغزي والبرشكي وجماعة وتفقه بالشهاب بن حامد وأخذ العربية عن العماد بن شرف وصحب خليفة المغربي وغيره واجتمع بالشيخ محمد القادري وابن رسلان وابجد أحد المجاذيب وهو أول من صحبه في آخرين وسمع علي القبابي والتدمري وابن الجزري وكذا سمع بعض الترمذي على محمد بن أبي بكر بن كريم العطار وتنزل في منفقهة للصلاحية وتصدى لاقراء الطلبة فانتفعوا بتعليمه وتأدبوا بهديه وتفهيمه وما قرأ عليه أحد إلا وانتفع فكان ذلك من عنوان صلاحه، وقد لقيته ببيت المقدس وانتفعت بدعواته ومجالسته وأضافني وقرأت عليه شيئاً من الحلية، وكان فاضلاً صالحاً متقشفاً زاهداً ورعاً قانعاً كثير المراقبة والخوف منجمعاً عن الناس مقبلاً على العبادة وأفعال الخير متودداً قائماً على محفوظاته بحيث لا يشذ عنه منها شيء وإذا اختلف أهل بلده في شيء من ألفاظها خصوصاً المنهاج راجعوه؛ ومحاسنه جمة قل أن ترى الأعين في معناه مثله. مات في شعبان سنة إحدى وسبعين ببيت المقدس رحمه الله وإيانا ونفعنا به.
عبد القادر بن محمد بن راشد. فيمن لم يسم جده.
765 - عبد القادر بن محمد بن سعيد محيي الدين الحسيني سكناً الشافعي ويعرف بابن الفاخوري وهي حرفة أبيه. ولد سنة ثلاثين وثمانمائة تقريباً بالحسينية، ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وجمع الجوامع وألفية النحو والحديث والتلخيص وعرض على جماعة واشتغل على السيد النسابة والزين البوتيجي والعز عبد السلام البغدادي والتقيين الشمني والحصني ومما قرأه عليه العضد وإعراب أبي البقاء ولازم البلقيني والمناوي وغيرهما كأبي السعادات البلقيني وبرع في فنون وأتقن كتبه حفظاً ومعنى وكتب الخط الحسن والشروط وأجاد في قراءة الجوق وتنزل في بعض الجهات كالصلاحية والبيبرسية بل ناب في القضاء عن ابن البلقيني وازدحمت عنده الأشغال وتمول واشترى بيت البدر حسن الأميوطي، وأقرأ بعض الطلبة وجمع محاسن ولكنه لم يكن متصوناً وناكد العز بن عبد السلام جاره وشافهه بالمكروه فيقال أنه دعا عليه فلم يلبث أن ابتلى بالجذام ولا زال يتزايد إلى أن استحكم منه سيما بعد موت الشهاب بن بطيخ أحد الأطباء مع كثرة ما كان يلازمه من التهكم والازدراء والتهتك وبلغني أنه بالغ في التخضع للعز والتمس منه العفو رجاء العافية فما قدرت، ولم يترك بعد ابتلائه الاشتغال بالعلم ولا التردد إلى المشايخ وكنت أتألم له سيما حين قال لي عند موادعته وأنا متوجه لمكة تمنيت أن يذهب مني كل شيء وأكون جالساً أستعطي تحت دكان ويذهب عني هذا العارض بحيث لما وصلت لمكة شربت ماء زمزم بقصد شفائه وعافيته فلم يلبث أن جاء الخبر بموته وأنه في حادي عشري رجب سنة إحدى وسبعين عفا الله عنه وعوضه خيراً.
766 - عبد القادر بن محمد بن طريف - بالمهملة كرغيف - المحيوي بن الشمس الشاوي - بالمعجمة - القاهري الحنفي أخو عبد الوهاب ووالد أحمد. ممن أخذ الفرائض والحساب عن الكلائي وأذن له؛ وقال شيخنا في المشتبه سمع معنا وكان خياراً؛ ووصفه بصاحبنا. مات قريباً من سنة خمس وبلغني أن لطريف ضريح بشاوة لكونه كان معتقداً.
767 - عبد القادر بن محمد سمنطح بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم ابن ظهيرة القرشي الزبيدي وأمه من أهلها، أجاز له في سنة ست وثلاثين جماعة.
768 - عبد القادر بن الشمس محمد بن الجمال عبد الله بن الشهاب أحمد الفرياني الأصل القاهري الشافعي سبط ابن الخص. ممن سمع في البخاري بالظاهرية وتردد إلي يسيراً وكذا للبقاعي بل نسخ له، وخطب وجلس بمجلس التوتة من المقس شاهداً وتنزل في الصوفية.
769 - عبد القادر بن محمد بن عبد الله الضميري الدمشقي الحنبلي. لقيه العز ابن فهد فكتب عن قصيدة نبوية من نظمه أولها:

يا سعد لك السـعـد

 

إن سعى بك مرقال


وأجاز وقال إنه شرح كلا من أربعي النووي وسماه الدرر المضية والقرطبية وعارض البردة بقصيدة سماها الزهر في الاكام في مدح النبي عليه السلام، وبانت سعاد وغير ذلك.
770 - عبد القادر بن محمد بن عبد الله بن الشيخ بدر القويسني الأصل المقسي القاهري الشافعي أحد قراء الجوق ويعرف بابن سعيدة - بالتصغير - أو سعدة لكون جدته كان يقال لها سعيدة. ولد سنة ست وثلاثين تقريباً وحفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو على الزين جعفر السنهوري بعد أن جوده على فقيهه حسن الفيومي امام الزاهد؛ وكان ممن سمع مني واشتغل يسيراً عند الزين الابناسي والشمس بن قاسم؛ وحج وقرأ مع الشهاب بن الزيات وتنزل في قراء القصر والدهيشة والمولد وتكسب في بعض الحوانيت تاجر آثم شاهداً ولم يرج في واحد منهما ولا بأس به.
771 - عبد القادر بن محمد بن عبد الملك محيي الدين بن الشمس الدميري الأصل القاهري المالكي الآتي أبوه وولده البدر محمد. ممن حفظ المختصر واشتغل قليلاً، وحج وجلس مع الشهود وكان ساكناً لا بأس به. مات في ليلة ثامن عشر المحرم سنة إحدى وتسعين وقد جاز الستين.
772 - عبد القادر بن محمد بن الفخر عثمان بن علي المحيوي بن الشمس المارديني الأصل الحلبي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن الأبار وهي حرفته كأبيه. ولد في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن والحاوي والكافية والملحة وغالب المنهاج الأصلي والتلخيص وأخذ عن أبيه الفقه والحديث وغيرهما وعن يوسف الاسعردي الحيسوبي وأبي اللطف الحصكفي الفرائض والحساب وعن علي قل درويش العربية وعن الشرف العجمي في الهيئة وعن محمد الاردبيلي في المنطق إلى أن برع في الفقه والعربية والفرائض والحساب وشارك في الفضائل وأشير إليه بالفضيلة وأقرأ الطلبة وأفتى وتصدر في الجامع الكبير لقراءة الحديث، وحج في سنة إحدى وسبعين ودخل الشام غير مرة وكذا قدم القاهرة في ربيع الأول سنة تسع وثمانين فأخذ بقراءته عن الجوجري في شرحه للارشاد وحضر عنده بعض التقاسيم ولم يعجبه أمره ولا حمد عجلته وكذا قرأ على غالب شرحي لألفية العراقي وحصل به نسخة وسمع علي من تصانيفي وغيرها غير ذلك دراية ورواية واغتبط بذلك كله وسمع على أبي السعود الغراقي في الشفا وغيره ودخل بيت المقدس وقرأ على ابن أبي شريف دروساً من شرحه للارشاد وكتب غالبه، وهو انسان فقيه مشارك متواضع لطيف العشرة متين الديانة زائد التحري طارح التكلف محب في الفائدة والمذاكرة وافر الذكاء كثير المحاسن، وقد جاور بمكة سنة ثمان وتسعين وأقرأ بها الطلبة وعقد الميعاد ولم يتردد لأحد من أعيانها ورجع إلى بلده دام النفع به.
عبد القادر بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز محيي الدين بن الكمال أبي البركات العقيلي النويري المكي الحنفي والد أبي البركات محمد الآتي. ولد في ربيع الثاني سنة تسع وعشرين وثمانمائة بمكة ونشأ بها وسمع على أبي الفتح المراغي السنن الأربعة بأفوات وعلى التقي بن فهد أشياء، وأجاز له في سنة ست وثلاثين فما بعدها جماعة؛ وقدم القاهرة مراراً ولقيني بها وبمكة فسمع علي وتحرك للسعي في قضاء المالكية بمكة عقب ابن أبي اليمن مع كونه فيما أظن حنفياً ولم يستنكر ذلك في جنب خفته مع انه صار به ضحكة وهو مسبوق بهذا جاء رجل يسعى في قضاء الشافعية ظناً ببعض الأماكن فقال له الجمالي ناظر الخاص قد كتب به لفلان ولكن قضاء الحنفية شاغر فإن اخترت أعطيته فقال اني في تصرفكم لا أخالفكم في كل ما وجهتموني إليه أو كما قال؛ وبالجملة فهو الآن أسن النويريين وفيهم من شاركه في الحمق والجهل وغيرهما.
عبد القادر بن محمد بن علي بن عبد الله بن أحمد محيي الدين بن الشمس الشارمساحي الدمياطي الشافعي العطائي الآتي أبوه. شاب فهم قرأ علي في شرح النخبة دراية وسمع مني أشياء واشتغل على غير واحد مع خير واستقامة وقد أجزت له.
 
عبد القادر بن محمد بن علي بن عمر بن نصر الله بن عبد الله الدمشقي الفراء سبط الحافظ الذهبي ويعرف بابن القمر وهو لقب جد أبيه عمر. ولد في رمضان سنة تسع وعشرين وسبعمائة وسمع الكثير على جده لأمه الحافظ وابن أبي التائب وأبي بكر بن محمد بن عنتر وأحمد بن علي الجزري وعبد الرحيم بن إبراهيم بن كاميار وزينب ابنة الكمال ومما سمعه عليها مشيخة ابن شاذان الصغرى وعواليها تخريج الذهبي؛ ولقيه شيخنا فقرأ عليه بحانوته أشياء وكذا قرأ عليه الفاسي وسمع عبد الكافي بن الذهبي والعز عبد السلام القدسي وطائفة، قال شيخنا كان خيراً محباً في الحديث وما أشك إن الحجار أجاز له لكن لم أقف على ذلك، وهو في عقود المقريزي. مات في كائنة دمشق في رجب سنة ثلاث رحمه الله.
عبد القادر بن محمد بن علي بن محمود بن المغلي. مضى في ابن علي وأن محمداً زيادة.
عبد القادر بن محمد بن علي الدقدوسي الأزهري الشافعي ويعرف بابن المصري وبالمنهاجي. ممن سمع مني بالقاهرة. مات في ربيع الآخر سنة احدى وتسعين.
عبد القادر بن محمد بن عمر بن عثمان الخواجا زين الدين بن ناصر الدين ابن الجندي المصري. ممن سمع على شيخنا في الاملاء وغيره وأخذ عن البوتيجي وتردد لمكة وله بجدة دار وصهريج وقفهما على معتقيه والجبرت. مات بها في حياة أبيه في جمادى الآخرة سنة أربع وستين وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها. أرخه ابن فهد.
عبد القادر بن محمد بن عمر بن علي بن غنيم بن علي النبتيتي الآتي جده.
عبد القادر بن محمد بن عمر بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن عبد العظيم بن خلد بن نعيم محيي الدين وزين الدين أبو البركات وأبو صالح الدمشقي الأسعردي الشافعي النعيمي - بالضم نسبة لجده الأعلى بل وله جدة عليا اسمها نعيمة أيضاً. ولد في أذان صلاة الجمعة حادي عشر شوال سنة خمس أو ست وأربعين وثمانمائة بحكر التربة الذهبية قبلي الجامع القديم جوار الزاوية الرفاعية بسويقة ميدان الحصى جوار الجامع المنجكي خارج باب الجابية قرب القبيبات من دمشق وأمه ربيبة ناصر الدين التنكزي وقرأ القرآن عند جماعة منهم الشهاب المقدسي وابنه إبراهيم اماما الجامع المنجكي والمنهاج وألفية البرماوي وغيرهما وقد أفى العربية والأصول علي الزين الشاوي.
عبد القادر بن ناصر الدين محمد بن عوض الرهاوي المكي. ممن كان يتردد في التجارة لبجيلة وغيرها ويأتمنه الناس في ذلك. مات في سنة أربع وثمانين ببلاد بجيلة ودفن بها. أرخه ابن فهد.
عبد القادر بن التقي محمد بن الشمس محمد بن خليل بن إبراهيم بن علي الحراني الأصل القاهري الآتي أبوه وجده ويعرف بابن المنمنم. ممن سمع في البخاري بالظاهرية.
عبد القادر بن محمد بن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز أبو الفرج النويري، وأمه زينب ابنة الخواجا داود بن علي الكيلاني. ولد في ذي الحجة سنة خمسين وثمانمائة بمكة. بيض له ابن فهد.
 
عبد القادر بن محمد بن محمد بن علي بن شرف بن سالم المحيوي أبو البقاء الطوخي القاهري الشافعي ويعرف أبوه بابن رضى وهو بالطوخي. ولد في يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشهاب الطلياوي وحفظ العمدة وألفية الحديث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي؛ وعرض على جماعة منهم الجلال البلقيني والولي العراقي والشمس البوصيري وابن الديري وقارئ الهداية وتلا بالقرآن تجويداً بل ولأبي عمرو وابن كثير على إبراهيم القزاز وأخذ الفقه عن الشمس والمجد البرماويين والنور على بن لولو - وحكي لنا عنه مما شاهده من كراماته - والشرف السبكي في آخرين كالقاياتي والونائي - وهو أحد القارئين عليه في تقسيم الروضة - والنحو عن ناصر الدين البارنباري والشهاب بن هشام والبرهان بن حجاج الابناسي والشمس الشطنوفي ولازمه والأصول عن البساطي والجلال الحلواني والشمس الكريمي أحد أصحاب السيد بل وممن حضر عند التفتازاني وحضر عند النظام الصيرامي في شرح المواقف بقراءة شيخه الشهاب بن هشام والمنطق عن الشمس الهروي عرف بابن الحلاج والحلواني والفرائض والميقات وغيرهما عن ابن المجدي والبارنباري وشرح النخبة وغالب شرح ألفية الحديث كلاهما عن شيخنا وكتب عنه من أماليه جملة بل ومن الأدب من فتح الباري إلى آخره ووصفه بخطه في سنة اثنتين وأربعين بالامام العلامة المفنن، وكذا كتب عن الولي العراقي من أماليه وسمع عليه وعلى الشهابين الكلوتاتي والواسطي والشموس ابن الجزري والبرماوي وابن المصري وابن الديري والشامي الحنبلي والنور الفوي والفخر الدنديلي والزين القمني ورقية التغلبية بل قرأ في سنة ست وعشرين صحيح البخاري علي الشهاب المتبولي وبعد ذلك الكثير على السعد بن الديري واليسير على ناصر الدين الفاقوسي وأجاز له الكمال بن خير وجماعة وكتب المنسوب على الزين عبد الرحمن بن الصائغ وباشر التوقيع بباب القاضي سعد الدين فبرع فيه واستصحبه الونائي معه إلى الشام حين ولي قضاءه فكان هو القائم بغالب المهمات وحضر حينئذ دروس فقيهها التقي بن قاضي شهبة وأذن له في الافتاء والتدريس وناب عن الونائي هناك بل ناب قبل في شعبان سنة تسع وثلاثين بالديار المصرية عن شيخنا والنواب إذ ذاك عشرة عوض البدر بن الامانة بعد وفاته وصار ينوب عن من بعده لكنه حسبما حكاه لي لم يباشر عن الصلاح المكيني فمن بعده شيئاً وخالط أبا الخير بن النحاس في أيام ضخامته لسابق معرفة بينهما من زيارة الليث ونحوها وتكلم عنه في كثير من الأمور فامتحن معه بعد زوال عزه على يدي المناوي بما يستبشع ذكره فضلاً عن صنعه ولم يعامله المناوي بما يليق بأمثاله مع ما بينهما من الرضاع بل فقد عليه ما شافهه به في مجلس الجمال ناظر الخاص وأظن أن ذلك عقوبة عن جنايته في حق شيخنا وغير ذلك؛ وأخذ بعد ذلك في التقلل من مخالطة الناس شيئاً فشيئاً بحيث كان الانعزال أغلب أحواله والأسقام تعتريه كثيراً، هذا كله مع تقدمه في الفضائل وجودة فهمه ومحاسنه الجمة التي قل أن تجتمع في غيره والكمال لله؛ وقد درس وأفتى لكن قليلاً ولو تصدى قبيل موته لذلك لأنتفع الناس به وممن قرأ عليه البدر المارداني والشرف عبد الحق السنباطي والبهاء المحرقي وغيرهم من الفضلاء؛ وكنت ألومه على عدم التصدي لذلك فيعتذر بأشياء غير طائلة مع كونه قرأ الشفا وغيره بمجلس ابن مزهر، وقد صحبته قديماً واستفدت منه أشياء وسمعت خطابته بل وقراءته على الونائي في تقسيم الروضة، وحج سبع مرار جاور في اثنتين منها وولي قضاء الركب في اثنتين أيضاً وكذا ولي تدريس الحديث بجامع الحاكم عقب وفاة السندبيسي وافتاء دار العدل عوضاً عن شيخنا بل كان عين لتدريس التفسير بالمنصورية فوثب عليه فيه أبو الفضل المغربي ومشيخة التصوف بجامع الرحمة عوض البدر البغدادي والفقه بالحسنية عوض ابن الفالاتي بل كان قد استقر فيها قبله وأعرض عنها اختياراً وبالمنكوتمرية عوضاً عن التقي القلقشندي مع كونه كان غائباً في الحج وربع الخطابة بجامع الأزهر عوض التاج امام الصالح مع امامة جامع الصالح أيضاً وتكلم في أوقاف جامع طولون وكذا كان معه الشهادة بوقف السفطي وبطشتمر حمص أخضر وفراشه بالحرم المدني وجنده مع المشايخ قديماً بالقلعة إلى غير ذلك وكتب بخطه في انجماعه جل  
الخادم. مات بعد توعكه مدة بذات الجنب وغيره في يوم الأحد العشرين من رجب سنة ثمانين وصلى عليه من الغد بجامع الأزهر ثم تجاه الحاجبية بباب النصر في جمع حافل في كليهما، ودفن بالقرب من تربة الست زينب في أول الصحراء رحمه الله وإيانا.
عبد القادر بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد محيي الدين بن أبي الفتح ابن الشمس الأنصاري الحجازي الأصل القاهري نزيل درب القطبية ثم الشام والمكتب أبوه الآتي هو وأبوه ويعرف بابن الحجازي. ولد بعد صلاة الجمعة في العشر الأخير من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثمانمائة فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض على شيخنا وغيره وأخذ في النحو عن الأبدي وفي الفقه عن آخرين، وتعاني الأدب ونظم ونثر وطارح وعمل مجموعاً بديعاً سماه المنتهى في الأدب المشتهي مع مشاركة في الفضائل والتخلق بالأخلاق الحسنة عشرة ولطفاً وأدباً وتواضعاً ممن كتب الخط الحسن وباشر التوقيع بل بلغني أنه أم بالمؤيد أحمد كأبيه لكن هذا من سلطنته وذاك في إمرته. وكذا استقر بعده في تكتيب البرقوقية، وحج غير مرة وسافر الشام فقطنها ووقفت له على تقريظ لمجموع التقي البدري أجاد فيه وكان من نظمه فيه:

لئن ذكروا من قد مضى بفضـائل

 

فأنت تقي الدين آخر مـن بـقـي

وقيت ذوي الآداب جمعاً عيوبـهـم

 

وما زلت أهل الفضل يا سيدي تقي

وكتب عنه البدر من نظمه:

حبي على مليء الحسن قلت له

 

إني فقير أرجي الوصل يا أملي

تالله ما نالني حـجـر ولا ألـم

 

الا استغاث رجائي فيك يا لعلي

مات بدمشق بخلوته من زاوية الشيخ خليل القلعي في ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين ولم يعلم بموته الا بعد يوم أو يومين ولم يحصل له من أهل دمشق أنصاف ولذا قال فيما كتب به من هناك لأخيه لأمه:

دمشق غدا بها حالي عسـيراً

 

وفيها ضاع مالي مع قماشي

واسهال ببطني مسـتـمـر

 

فحالي واقف والبطن مـاش

وقال أيضاً:

قالوا دمشق نزهة لأنها

 

أعينها تسقي بها الجنان

قلت نعم عيونها كثـيرة

 

لكنها ليس بها إنسـان

وقال أيضاً:

قالوا دمشق لم يزل خريرها

 

يسمع من أنهارها الجراره

فقلت مصر بعد خلجانـهـا

 

تحكي لكم أنهارها الخراره

ومن نظمه:

إذا قيل في الأسفار خمس فوائد

 

أقول وخمس لا تقاس بها بلوى

فتضييع أموال وحمل مـشـقة

 

وهم وأنكاد وفرقة من أهـوى

عبد القادر بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر الصدر بن الشرف ابن المعين اليونيني البعلي الحنبلي قريب عبد الغني بن الحسن الماضي. ولد في نصف شعبان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس بن الشحرور وحفظ المقنع وعرضه على البرهان بن البحلاق وعليه اشتغل في الفقه، وناب في القضاء ببلده عن أبيه وبدمشق عن العلاء بن مفلح ثم استقل بقضاء بلده في سنة ثلاث وخمسين إلى أن مات، وكان قد سمع على والده والتاج بن بردس والقطب اليونيني القاضي في آخرين، وحج وزار بيت المقدس ودخل مصر وغيرها، لقيته ببعلبك، وكان مذكوراً بحسن السيرة لكنه مزجي البضاعة في العلم. مات في شوال سنة أربع وستين بصالحية دمشق ودفن بحوش زاوية ابن داود رحمه الله.
عبد القادر بن محمد بن محمد بن محمد بن أبي السعود الولد محيي الدين ابن النجم بن ظهيرة الآتي أبوه. ولد بعد عصر يوم الجمعة تاسع عشر رمضان سنة احدى وسبعين وثمانمائة ونحن بمكة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن والمنهاج وسمع علي في مجاورتي الثالثة أشياء مع أبيه وغيره، وهو ذكي فطن ثم انحل، وزوجه الجمال أبو السعود ابنته مراغماً في ذلك لكثيرين واستولدها إلى أن مقتته أمها وطردته وصار بعد ذلك العز في هوان وعدم التوفيق مزيل للنعم.
عبد القادر بن محمد بن محمد الملقب صحصاح - بمهملات - بن محمد بن علي ابن عمر بن عثمان محيي الدين الأبشيهي - نسبة لأبشيه الرمان من الفيوم - الفيومي الأصل الخانكي الأزهري الشافعي الكاتب ابن أخي الماضي، ويعرف بالأزهري وبالفيومي وبابن حرقوش. ولد تقريباً سنة ست وأربعين وثمانمائة بالخانقاه وحفظ القرآن وتلاه بالسبع وجود الكتابة على الشمس بن سعد الدين ويس وقرأ في العربية على أحمد بن يونس حين قدم القاهرة بل أخذ عن التقيين الشمني والحصني وبرع في العربية والفرائض والحساب والعروض والكتابة بل انفرد في وقته بالخط الرفيع وكتب الكثير؛ وحج في سنة ست وتسعين رفيقاً لأبن أبي الفتح ناظر جدة ثم تفاتنا، كل ذلك مع كسله ومزيد فقره وقد اجتمع علي وأخذ عني وهو من النوادر ذكاءً وانحرافاً وتخيلاً وبلغني إنه تعاطى حب البلادر.
عبد القادر بن أبي ذاكر محمد بن محمد القاياتي القاهري الواعظ ويعرف بالوفائي نسبة لبني وفا البيت الشهير. كان أبوه رجلاً صالحاً فنشأ ابنه مؤذناً ثم تقدم في الوعظ ورأى فيه عزاً وصيتاً وسمعة وسافر إلى الشام فاغتبط به أهلها وحصل دنيا طائلة وتنزل في صوفية سعيد السعداء بل كان مادحاً وانفرد بالبيت بحيث لم يكن بأخرة من يزاحمه فيه، وحج مرتين أولاهما مع الكريمي بن كاتب المناخات وقال هناك أيضاً وتحامق مرة فتصدر لعمل الميعاد تشبيهاً بالولوي البلقيني زعم ثم رجع إلى عادته لكنه صار ينشد أشعاراً ركيكة ويزعم إنها من نظمه فيتكلف الفضلاء ومن له ذوق لسماعها وربما منعه بعضهم من ذلك، سمعت منه أشياء؛ وكان قد انحرف عن بيت بني وفا وهجرهم بعد انتمائه اليهم ورام معارضتهم بالولوي المشار إليه فحسن له الميعاد ولم يلبث أن جفاه أيضاً ولذا كان الشيخ مدين يسميه الجفائي يبدل الواو من نسبته جيماً؛ وما مات حتى خمد ذكره وخف أمره وكانت وفاته في ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين، قال ابن تغري بردى كان في شبيبته من عجائب الله في حسن الصوت وطيب النغمة بحيث يضرب بحسن صوته المثل، وشاع ذكره شرقاً وغرباً فلما انقطع بالكلية ثم بعد حين فتح عليه بأن صار قطيعاً داخلاً مع وجود الطرب فيه هذا مع حسن الاصول في عصبه والطباع الداخلة السريعة لحركة على أنه كان قد بقي في صوته بعض لجاجة غير أن دخوله وقوة طباعه وحسن أدائه كان في الغاية وكان إذا طاب في العلم وطرب في نفسه يصير كل عضو فيه يتحرك مع القول؛ وله نظم ليس بذاك وتنسك يخالطه بعيض تهتك مع ثقل في مجالسته سيما إذا تصوف، وعلى كل حال فكان نادرة عصره ولم يخلف بعده مثله عفا الله عنه وإيانا.
788 - عبد القادر بن الشرف محمد بن محمد الطناحي الأصل - بمهملتين الأولى مفتوحة بعدها نون - القاهري التاجر هو وأبوه بسوق الشرب. ممن قرأ القرآن وسمع مني بالقاهرة. وحج وجاور وهو أشبه من أبيه.
789 - عبد القادر بن محمد بن محمد محيي الدين بن الشمس بن الجلال المرصفي الأصل لكون جد أبيه لأمه وهو علم الدين الطبيب كان في خدمة القطبية صاحب المدرسة التي برأس حارة زويلة ويعرف جده بالقبابي كان في خدمة الجمالي الاستادار فدرب العلم ابن ابنته البدر في الطب ونشأ صاحب الترجمة كذلك حتى تميز ومضى للناس بعقل ودربة.
عبد القادر بن البدر محمد بن أبي النجا محمد الطحطوطي الأصل الاسطائي نسبة لبلد من الفيوم ويرف أبوه بالحجازي. معتقد شهير يأتي فيمن لم يسم أبوه.
790 - عبد القادر بن أبي الفتح محمد بن موسى بن إبراهيم المحيوي الصالحي القاهري الشافعي العنبري أحد جماعة الجوجري. زعم أنه أنصاري وينتمي أيضاً للزبير بن العوام وأنه سبط العز بن عبد السلام ممن انتصر لشيخه الجوجري ورد على ابن السيوطي بما كان الرجل في غنية عنه وأحضره إلي لأكتب عليه فامتنعت وكذا سمعت أن شيخه لم يعجبه ذلك، بلغني أنه حفظ البهجة وألفية النحو وجمع الجوامع وأنه أخذ البهجة تقسيماً عن ابن الفالاتي وكذا أخذ عن ابن قاسم وعرف بالجوجري وقال إنه يروي عن القمصي فكأنه عرض عليه ولزم طريقة والده في التكسب بالعنبريين مع التدريس وإقراء الطلبة وعده في الفضلاء.
 
791 - عبد القادر بن محمد بن همام - بالفتح والتشديد - محيي الدين المصري الشاذلي الحنفي الصوفي ويعرف بابن همام. ولد سنة خمس عشرة وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن وصحب الشيخ محمد الحنفي وأخذ عن صاحبه أبي العباس السرسي ونبه قليلاً وكتب بخطه البخاري وقرأ فيه على شيخنا بل قرأ أكثره علي وسمع على غير واحد من المسندين واختص بالكمال إمام الكاملية، وحج وزار بيت المقدس والخليل وسمع هناك وممن سمع عليه بمكة التقي بن فهد والغالب عليه الخير والميل للتصوف وربما أقرأ بعض الخدام والاتراك وبلغني أنه كف وانقطع بالمسجد الذي جدده تغري بردى القادري قريباً من حبس رحبة العيد.
792 - عبد القادر بن محمد بن يعقوب المدني أخو عبد الوهاب الآتي وعم قاضي الماليكة بمكة النجم محمد. صاهر محمد بن عمر بن المحب الزرندي على أخته ورأس بالكرم والاحتشام. وسافر بعد أن دخل مصر والشام بسبب التوكل في أوقاف المدينة إلى الروم ولم سلم أوقاف الحرمين إلى العجم فمات بها يقال مسموماً سنة بضع وسبعين.
793 - عبد القادر بن محمد المحيوي القاهري الحنفي ويعرف بابن الدهانة ويقال اسم جده راشد حسبما أخبرني به غير واحد وأنه كان من الموالي وأن الدهانة جدته واشتهرت بذلك لكونها كانت تستخرج الدهن من العظام بالنار بحيث لقبها بعضهم بالعظامية وهو خلاف ما قيل من كونها كانت تدهن الطارات والله أعلم بذلك كله نعم كان أبوه ماطياً طارتياً فنشأ ابنه وكان مولده سنة أربع وأربعين فحفظ القرآن والكنز والمنار ولازم الأمين الاقصرائي والقاضي سعد الدين بن الديري والتقي الشمني وسيف الدين قراءة وسماعاً في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وقرأ أيضاً على العلاء الحصني بل يقال أنه قرأ في ابتداء أمره على أبي الفضل المحلي، وتميز في الفضيلة، وحج في سنة سبعين وناب في القضاء عن المحب بن الشحنة ثم ترفع بأخرة عن ذلك وصار أحد المفتين بل استقر في مشيخة المؤيدية عقب التاج بن الديري بمال لملاءته الزائدة من قبل أبيه وغيره وكنا نترجاها لشيخي البدري بن الديري سيما وقد باشرها. وناكد الصوفية بل الشاد بها مرة بعد أخرى ونصره السلطان بحيث أوقع ببعضهم وكاد الايقاع ببعض أعيانهم وقبل ذلك استنزل الكمال بن أبي الصفا عن تدريس الناصرية وتصدر بجامع الأزهر وربما ذكر للقضاء وله نظم فيما قيل وليس ما يذكر مما تقدم إن صح بقادح في فضيلته فمن أبطأه عمله لم يسرع به نسبه.
794 - عبد القادر ابن الشيخ مدين الأشموني الآتي أبوه وولده محمد. مات في حياتهما نحو سنة خمسين.
795 - عبد القادر بن مصطفى بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن علي الزين القاهري الشافعي ويعرف بابن مصطفى. ولد في سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة واشتغل عند العبادي والمناوي وغيرهما وسمع على شيخنا وغيره وحصل نقائس من الكتب. وصاهر الشرف الأنصاري ثم أملق ونسب لما لا يليق بعد استنابة المناوي له في القضاء. ومات قريب الستين ظناً.
عبد القادر بن مظفر. في ابن محمد بن أحمد بن علي.
796 - عبد القادر بن موسى بن أحمد بن عبد الرحمن الصلاح المتبولي ثم القاهري الحسيني أخو الشهاب أحمد الماضي ممن يكتسب بإدارة الطاحون وبالتجارة في البر ولا بأس به ميلاً في الصالحين والطلبة وحضوراً لمشاهد الخير، وهو ممن أجاز له البرهان الباعوني والنظام بن مفلح وابن زيد وآخرون.
 
797 - عبد القادر بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد محيي الدين الهاشمي المكي قريب التقي بن فهد وذويه والآتي أبوه وأمه مكية ابنة علي بن عبد الكافي الدقوقي ويعرف كسلفه بابن فهد. ولد في سحر يوم الأربعاء ثاني عشر صفر سنة تسع وعشرين وثمانمائة بمكة ونشأ فقرأ القرآن والأربعين والمنهاج وعرض في سنة خمس وأربعين على جماعة وسمع بالمدينة النبوية على المحب المطري، وأجاز له النجم بن حجي والتاج وابن المصري والتدمري وابنة الشرائحي وابنة العلاء الكناني الحنبلي والبدر حسين البوصيري وعبد الرحيم بن المحب وابن ناظر الصاحبة والجمال الكازروني وشيخنا وخلق؛ وكان ساكناً كثير التلاوة حضر دروس البرهاني بن ظهيرة قديماً - وسافر لليمن وسواكن ولم يحصل على طائل، وتزوج زينب ابنة ابن الزين ومع ذلك فما بورك له بل أذهب أموالاً جمة كأبيه رأيته كثيراً. ومات في ليلة الجمعة ثامن عشري ذي الحجة سنة ثمان وثمانين بمكة بعد أن تعلل مدة وصلى عليه من الغد ودفن بالمعلاة عند سلفه رحمه الله وعفا عنه.
798 - عبد القادر بن الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن أحمد بن علي المغربي المكي الشاذلي المالكي؛ ولد في شعبان سنة أربعين بمكة وحفظ القرآن واشتغل وحصل على طريقة حسنة؛ مات شاباً بمكة في ضحى يوم الأربعاء خامس ربيع الثاني سنة إحدى وستين.
799 - عبد القادر بن يوسف بن يعقوب بن شرف بن حسام بن محمد بن حجي بن محمد بن عمر الكردي الأصل الحلبي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن الشيخ يوسف الكردي؛ ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتعانى بعض الحرف ثم أقبل وهو كبير على الاشتغال في الفقه على عثمان الكردي والنحو على حسن بن السيوفي، وفضل وصار يدرس ويفتي بل انتزع من شيخه عثمان الكردي القرناصية المتلقي لها عن أبيه، وحج ودخل القاهرة وأخذ عن الكمال بن أبي شريف وسمع على الخيضري وغيره. ومات في صفر سنة ست وتسعين وثمانمائة ودفن بقبور الصالحين من مقام الخليل إبراهيم عن بضع الأربعين.
800 - عبد القادر بن صلاح الدين الرحبي سبط قلمطاي أمه فاطمة زوجة قاسم البلقيني، نشأ في كفالة أمه غير متصون وتراجع بعدها قليلاً مع التقلل حتى مات في سنة تسع وثمانين أو التي بعدها.
عبد القادر بن الجندي. في ابن محمد بن عمر.
801 - عبد القادر بن المروبص الشامي العطار نزيل مكة، مات بها في رمضان سنة سبعين، أرخه ابن فهد.
802 - عبد القادر الزين الديمي ثم الأزهري؛ أخذ المنهاج الأصلي وشرح جمع الجوامع للمحلي عن الكمال بن أبي شريف قراءة وسماعاً بالتلفيق في سنين وأذن له في إقرائهما.
803 - عبد القادر الحنبلي؛ شنق نفسه في سنة إحدى بسبب قضية اتفقت له مع السالمي فأخرج الصدر المناوي وظيفته بالزاوية، ذكره شيخنا في آخر وفياتها من أبنائه وقال قرأت ذلك بخط الزبيري. قلت وقد قرأت بخط الشمس محمد بن سلمان الدمشقي ما ملخصه: شيخ زاوية الحمصي المجاورة للدكة من المقسم نسب إليه أنه خرب كثيراً من أوقافها ورفع أمره إلى الحكام فطبوا منه كتاب وقفتها ورسم عليه فطلع خلوته من الشيخونية ليجيء به فشنق نفسه بها واستقر بعده ابنه في وظيفته بالشيخونية وفي مشيخة الزاوية ولم يلبث أن احترق فإنه كان ل ملك بباب البحر بجوار للقسم أيضاً فوقع فيه حريق فقام ليطفئه فوقع في النار فاحترق فيما قيل فاستقر في مشيخة الزاوية عوضه الشمس المشار إليه.
عبد القادر الصاني ويدعى عبيد وهو به أشهر، في ابن حسن بن عبيد بن محمد.
804 - عبد القادر الطباخ ويعرف بابن إبراهيم؛ كان طباخاً بالقلعة فصاهره البباوي على أخته واستقر به في نظر الدولة واستولد البباوي أخته ولده صلاح الدين محمد الذي زوجه سليمان الخازن ابنته بعد أبيه بمدة فلما مات سليمات استقر صهره مكانه.
 
805 - عبد القادر الطشطوطي - بطاءات مهملات وشين معجمة كما على الألسنة وربما جعلت الشين جيما ولكن صوابه الدشطوخي بدال مهملة مكسورة وبعد الشين المعجمة طاء مهملة وبعد الواو خاء معجمة وهي قرية من كورة البهنساوية بالصعيد؛ رجل متقشف يحب سماع القرآن وكلام الصوفية، انتشر اعتقاده بين المصريين في سنة سبع وثمانين فما بعدها وذكروا له من الكرامات والأحوال ما الله به عليم وليست له مقرة بل أكثر أوقاته ماشياً ولا يقبل شيئاً وربما أكل عند البدر بن الونائي وسمعت أن له زوجة في بلده وولداً بل وأبوه في قيد الحياة خير يعلم الأبناء، وقد حج صاحب الترجمة في سنة تسع وثمانين فسار في البحر إلى الينبع ثم توجه من ثم مع ركب البدري أبي البقاء بن الجيعان ذاهباً وراجعاً وأكثر ذلك على قدميه؛ وللسلطان فيه زائد الاعتقاد بحيث أنه دلس عليه بسببه في أخذ ألف دينار فيما قيل وافتضح ثلاثة قاموا بالتلبيس المشار إليه فأتلفهم وشفع عنده الشيخ في اطلاق ابن الوزير قاسم شغيتة الذي وصل علمهم إليه من قبله وعد افتضاحهم من كراماته كما بسطت شأن الواقعة في الحوادث؛ وحرصت كل الحرص على الاجتماع به والجلوس معه فما تيسر ولكن أخبرني أخي عبد القادر أنه دخل عليه في بعض الاقامات من السفر المشار إليه خيمته حين كان شديد الكرب فما انفصل عنه إلا وقد زال عنه؛ وقال لي بعضهم أنه ابن الشيخ بدر الدين محمد بن أبي النجا محمد الطحطوطي الأصل الاصطائي نسبة إلى اصطاي من عمل الفيوم ويعرف أبوه بالحجازي.
عبد القادر العنبري: اثنان ابن شادي شاعر وابن أبي الفتح محمد بن موسى بن إبراهيم.
806 - عبد القادر القصروي وانتمى للبدري أبي البقاء بن الجيعان وخدم جانم بلاط وسافر معه حين إمرته على الحج ولجهة الشام وإلى غير ذلك وصودر وقتاً وعنده تودد وحشمة 807 - عبد القادر المراحلي الجابي، مات في أوائل ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين وكان في خدمة أبي السعادات البلقيني ثم تكلم في وقف الحلي والظاهر بعض الأيام الزينية وكان متحركاً.
808 - عبد القادر المرخم المجذوب. ابتلى بأكلة في رجله حتى صار الدود يتناثر منها واستمر كذلك حتى مات في سابع ذي الحجة سنة تسع وستين ودفن بالمكان الذي كان منقطعاً به عند جامع البكحري جوار قبر عنتر البرهاني في وسط الخراب رحمه الله. أرخه المنير.
809 - عبد القادر المؤذن نزيل الصرغتمشية وأحد جماعة الإمام الكركي ونحوه.
عبد القادر النبراوي الحنبلي، هو ابن علي بن أحمد.
810 - عبد القاهر بن عبد الظاهر بن أحمد بن عبد الطاهر الداودي ثم التفهني ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه. ممن اشتغل يسيراً وسمع مني وقرأ في الجوق وغيره.
811 - عبد القدوس بن عبد الله بن الجيعان؛ هو الذي حكى شيخنا في حوادث سنة ثمان وثلاثين من إنبائه أنه قطعت أصبعه لما تكرر منه من التزوير. قلت وأودع المقشرة ومع لك فلم ينكف حتى مات.
812 - عبد القوي بن محمد بن عبد القوي بن أحمد بن محمد بن علي بن معمر ابن سليمان بن عبد العزيز بن أيوب بن علي بن محمد أبو محمد البجائي المغربي المالكي نزيل مكة ووالد الشهاب أحمد والقطب أبي الخير محمد ويعرف بابن عبد القوي. قدم إلى ديار مصر في شبيبته فأخذ به عن يحيى الرهوني وغيره من علمائها وسكن الجامع الأزهر ثم تحول إلى مكة فقطنها أزيد من ثلاثين سنة سوى ما تخللها من إقامته قليلاً بالطائف وأخذ بها عن موسى المراكشي وغيره، وسمع بها من النشاوري وسعد الدين الاسفرايني وغيرهما، ودرس وأفتى لكن باللفظ قليلاً تورعاً؛ وكان عارفاً بالفقه مستحضراً لكثير من الأحاديث والحكايات والأشعار المستحسنة ذا حظ من العبادة والخير، مات بها في ليلة الأربعاء ثالث شوال سنة ست عشرة ودفن بالمعلاة وحمل نعشه الأعيان من أهل مكة تبركاً. ذكره الفاسي في تاريخه وتبعه شيخنا باختصار فقال تفقه وأفاد ودرس وأعاد وأفتى وكان خيراً ديناً جاز الستين، وكذا ذكره المقريزي في عقوده وقال إنه كان يتبرك به. قلت ورأيت بخطه الفردوس للديلمي وعظمه ابن الجزري فيه.
 
813 - عبد الكافي بن أحمد بن الجوبان بن عبد الله مجير الدين أبو المعالي ابن الشهاب أبي العباس بن الأمين الدمشقي الشافعي الماضي أخوه عبد الظاهر وأبوهما ويعرف بابن الذهبي لاعتناء أبيه في أوليته بصناعة الذهب وربما قيل له ابن الجوبان - بضم الجيم وبعد الواو موحدة - ولد بعيد سنة تسعين وسبعمائة تقريباً بدمشق سنة ثمان وتسعين فكان ممن سمع عليه مسند وقته أبو هريرة ابن الذهبي فأكثر عنه جداً وكذا سمع على جماعة كثيرين فيها وفيما بعدها مع التقي ومع شيخنا أيضاً وأثبت له التقي ذلك بخطه في مجلدة انتفع بها الطلبة بإفادة صاحبنا النجم بن فهد ونبه التقي على ذلك في ترجمة والده من تاريخ مكة له فإنه قال وهو ممن عرفناه بدمشق في الرحلة الأولى وسمع معنا فيها من بعض شيوخنا وأمر ابنه بالسماع معنا فسمع كثيراً والله ينفعنا أجمعين بذلك انتهى وحدث بالكثير من مروياته بدمشق وبالقاهرة حيث قدمها علينا في سنة أربع وخمسين في بعضه ضروراته وكذا بغيرهما. حملت عنه الكثير جداً وكان كأبيه رئيساً جليلاً حفظ القرآن وغيره وتأدب وربما نظم فيما بلغني وكتب الخط الحسن البديع حتى أنه لم يكن في موقعي المملكتين الشامية والمصرية من يكتب للرقاع مثله، وخدم في ديوان الانشاء إلى أن صار عين كتاب الانشاء بدمشق بل ناب في كتابة السر بها، ومات في خامس شعبان سنة سبع وخمسين ودفن بسفح قاسيون بالقرب من مغارة الدم ورثاه العلاء علي بن محمد البلاطنسي بقصيدة كتبت عنه ولم يخلف بعده بدمشق بل وبغيرها في السماع مثله رحمه الله.
814 - عبد الكافي بن عبد القادر بن الشهاب أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي التقي الحموي الأصل القاهري الشافعي سبط العلم البلقيني الماضي أبوه وجده ويعرف بابن الرسام. نشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وغيره واشتغل عند الزين زكريا والجوجري والبكري وغيرهم كزوج أمه أبي السعادات بل حضر عنده جده والفخر المقسي ولازمه في التقاسيم والسنهوري في أصوله، وتميز بحيث ناب في القضاء قانعاً باسمه واستقر في تدريس الفقه بجامع أصلم بعد ابن النقاش وتنزل في غيره منه الجهات وأثرى ونمت جهاته التي بعضها من قبل آبائه وبعضها بتحصيله. وحج وجاور مع أمه وسافر إلى حماة لتعلقاته بها وزار بيت المقدس في توجهه فلم ينفصل عنه إلا وهو محموم واستمر كذلك حتى مات بحماة في أثناء رمضان سنة أربع وثمانين ودفن بمقبرتهم هناك ولم يكمل الأربعين وتزايد توجع أمه لفقده وترك ولداً من ابنة لعبد الرحيم بن الزين عبد الرحمن بن الجيعان وآخر من غيرها عوضه الله الجنة فقد كان متودداً مع مشاركة، ولم يلبث أن مات بنوه في طاعون سنة سبع وتسعين.
815 - عبد الكافي بن عبد الله بن أبي العباس أحمد بن علي بن محمد الصدر بن الجمال الأنصاري العبادي البنمساوي - نسبة لقرية تعرف قديماً بنمسويه بكسر الموحدة والنون وسكون الميم وضم المهملة وفتح الواو وسكون التحتانية وآخرها هاء واشتهرت ببني سويف بالمهملة والفاء مصغر حتى صار يقال لها في النسبة إليها السويفي - ثم القاهري الشافعي والد محمد الآتي ويعرف بالسويفي. ولد سنة ست وثلاثين وسبعمائة كما قرأته بخطه وتميز في الفقه وغيره وسمع على العرضي مشيخة الفخر وجل فوائد تمام بقراءة العراقي وعلى المحب الخلاطي في الدارقطني بقراءة الغماري وسمع بعد على غيرها بل اعتنى باسماع ولده ولم يتفق له هو كما قال شيخنا السماع على قدر سنه قال وكان قد صحب البهاء السبكي وأدب ولده وأخذه عن أخيه تاج الدين التوشيح ونسخ بخطه، أجاز في استدعاء ابني محمد - قلت وروى لنا عنه الزين رضوان والزين طاهر المالكي، وكان أحد العلماء ممن درس وأفاد الطلبة وتنزل في الشيخونية وغيرها.
816 - عبد الكافي بن علي بن نصر النابلسي المقدسي الشافعي ويعرف بابن نصر - ممن سمع مني بالقاهرة.
 
817 - عبد الكافي بن محمد بن أحمد بن فضل الله جمال الدين الشافعي كاتب سر طرابلس قال شيخنا في انبائه كان رئيساً فاضلاً أديباً له نظم ونثر واستحضار كثير للتاريخ والأدب، وذكر أنه ولد في المحرم سنة ست وثلاثين وسبعمائة وآخر العهد به سنة أربع وثمانمائة بطرابلس - ذكره العلاء بن خطيب الناصرية في تاريخه وقال أنه أجازه بحلب مروياته وكان قدمها لم رجع فمات بطرابلس فلتحرر سنة وفاته وقال ذلك في سنة تسع وثمانمائة ورأيته في تاريخ العلاء وقال أنه كتب إليه:

أسيدنا شيخ العلـوم ومـن غـدت

 

فواضله أندى من الغيث والبحـر

أجب وأجز عبداً ببـابـك لـم يزل

 

بأمداحكم رطب اللسان مدى الدهر

فأجاب:

أيا سيداً ما زال في الفضل واحداً

 

جبرت كسيراً بالسؤال بلا نكـر

نعم إذ بدأت العبد أنت مـقـدمـاً

 

وفضلك أضحى بالتقدم لي جبري

قال ثم لقيته في سنة أربع وثمانمائة وأنشدني كثيراً من نظمه ومات بها.
818 - عبد الكافي بن محمد بن أبي الفضل النفطي المدني أخو عبد السلام الماضي. ممن سمع مني بالمدينة.
819 - عبد الكافي بن محمد بن محمد بن حسين المدني السقاء الشهير بابن قطب. سمع من ابن صديق في سنة سبع وتسعين بالمسجد النبوي بعض الصحيح ومات بمكة في ذي الحجة سنة ست وأربعين. أرخه ابن فهد.
820 - عبد الكبير بن أبي السعادات بن محمود بن عادل الحسيني المدني الحنفي أخو عبد الله وعبد الرحمن وأحمد وهو أصغر الأربعة؛ حفظ القرآن والقدوري واشتغل بالفقه وأصله والعربية والعروض وجود الخط ونسخ به وذكر بالذكاء.
821 - عبد الكبير بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله أبو حميد الأنصاري - من ذرية أبي حميد الصحابي - الحضرمي اليماني نزيل مكة ووالد يس الآتي؛ ولد تقريباً سن أربع وتسعين وسبعمائة بحضرموت ونشأ بها ولقي جماعة كآباء علوي عبد الرحمن الشريف وأبي بكر وعمر وأبي حسن وكل منهم يقال له أبا علوي وكعبد الرحيم وأحمد بن عبد الرحمن ويقال لكل منهما أبا وزير، وساح في البراري والقفار نحواً من عشرين سنة واجتمع بحرض بالشريف الميدومي وباللحية بأبي بكر بن موسى الزيلعي وبزبيد بصديق بن إسماعيل الجبرتي، وحج في سنة إحدى وعشرين ولقي عمر العرابي وأبجد؛ وزار النبي صلى الله عليه وسلم في سنة سبع وعشرين وعاد لبلده على طريق بجيلة واجتمع في الخلف والخليف بموسى بن عيسى، وقدم مكة في أثناء سنة تسع وأربعين فحج ورجع إلى بلاده في التي تليها ثم في سنة اثنتين وخمسين وانقطع بها حتى مات. قاله ابن فهد، وصدر ترجمته بالشيخ الصالح العابد المسلك العارف بالله صاحب الأحوال والكرامات والمشاهدات، ورأيت بخطي أنه صحب جماعة من شيوخ بلده فكان انتفاعه كما ذكر بثلاثة منهم هم موسى صاحب الخلف والخليف والشريق أحمد المساوي وأبو بكر بن محمد الزيلعي صاحب الخال بالمعجمة، وقدم زبيد غير مرة وأقبل عليه الناس ثم استوطن مكة وابتنى بها زاوية وصارت له وجاهة عند صاحبها وقاضيها فمن دونهما؛ واشتهر أمره وانتشر ذكره وعظم جاهه ولم يكن الناس فيه سواءً وبلغني عنه أنه قال طالعت الفصوص من أول إلى آخره فما أعجبني وما أترك ذكر هذا للناس إلا مخافة أن يقبحوه أي يشتموه. مات وقد زاد على السبعين بمكة في ضحى يوم الخميس ثامن عشري شعبان سنة تسع وستين ودفن بباب الشبيكة في المكان المعروف به وشيعه خلق ولم يلحق نعشه إلا بمشقة وكان يوماً مشهوداً. وممن كان زائد الاعتقاد فيه عبد الأول المرشدي وعمر الشيبني والشيخ أبو سعد الهاشمي بحيث أسند وصيته إليه وأنه يأخذ من كتبه ما أحب فاختار أشياء منها بل أقر أبو سعد بديون له تكون مستغرقة للزائد على إرث أخته فرد الشيخ ذلك عليها ولم يكن الشيخ يجل أحداً كاجلاله له حتى أنه قرأ عليه في التنبيه رحمهما الله وإيانا. ويحكى أن أبا الخير بن عبد القوي قال له حين قدومه من سفره لبلده يا عبد الكبير ما الذي جئتني به من بلدك هدية فقال نصف اسمها فلم يلبث أن مات.
822 - عبد الكبير بن محمد بن أحمد العلاء أبو القسم بن الجمال الحرازي المكي الحنفي أخو أحمد وعبد الله وهو الأصغر. نشأ فحفظ القرآن والكنز وعرضه علي بمكة.
823 - عبد الكريم بن إبراهيم بن أحمد كريم الدين المصري الحنبلي الكتبي والد علي الآتي. قال شيخنا في أنبائه كان من خيار الناس في فنه للطلبة به نفع فإنه كان يشتري الكتب الكثيرة وخصوصاً العتيقة ويبيع لمن رام منه الشراء من الطلبة برأس ماله مع فائدة يعينها ويشترط له أنه متى رام بيع ذلك الكتاب يدفع له رأس ماله خاصة فكان الطالب ينتفع بذلك الكتاب دهراً ثم يأتي به إلى السوق فينادي عليه فإن تجاوز الثمن الذي اشتراه به باعه وإن قصر عنه أحضره إليه فدفع له رأس ماله ولا يخرم معهم في ذلك. وكان الناصر فرج ولاه الحسبة على الصلاة فكان يلزم الناس بالصلاة وبتعليم الفاتحة وجرت له في ذلك خطوب يطول ذكرها. وكان مأذوناً له في الحكم ولكن لا يتصدى له بل لا يحكم إلا في النادر. وله ورد وقيام في الليل. وأثنى عليه أيضاً في ترجمة والده فقال: وما رأيت مثله في الاحسان إلى الطلبة وهو آخر من بقي بسوق الكتبيين. قلت وبلغني أن البدر الزركشي كان يكثر الجلوس بحانوت من حوانيته التي بها ما لا يحتاج لبيعه غالباً طوال النهار غالباً للمطالعة والكتابة ونحو ذلك. مات في حادي عشر ذي القعدة سنة تسع عشرة رحمه الله وإيانا.
824 - عبد الكريم بن إبراهيم بن أحمد الجبرتي الماضي أبوه. ممن سمع على شيخنا أيضاً.
825 - عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم بن بركة كريم الدين بن سعد الدين بن كريم الدين القبطي المصري الماضي أبوه والآتي جده قريباً ويعرف بابن كاتب جكم. مات في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين.
826 - عبد الكريم بن إبراهيم بن محمد الصحراوي نزيل الزمامية بها القباني زوج سعادات ابنة الشرف موسى الديسطي وأخو علي الآتيين. أجاز له الشرف ابن الكويك والولي العراقي والشموس ابن الديري والشامي وابن البيطار وابن يوسف الكتبي وابن قاسم السيوطي والزراتيتي وابن حسن البيجوري والحبتي والتقبان ابن حجة ويحيى الكرماني والجمال بن فضل الله والمجد البرماوي ويعقوب التباني وحسين البوصيري وصالحة ابنة البهاء السبكي والفوي والعلاء بن المغلي وعبد الله وعبد العزيز الهيثميان والبرهان البيجوري وعبد الله البهنسي وعثمان الدنديلي والبدر البشتكي. وتنزل في الجهات. وحج كثيراً بل كان مسفراً على زيت الحرمين من جهة الزمام واستجازه الطلبة. مات في سنة أربع وتسعين وما قارب التسعين. رحمه الله.
827 - عبد الكريم بن إبراهيم كريم الدين بن سعد الدين المقسمي. كان أبوه يباشر بالشرقية وبالحمامات وتخرج به ولده في ذلك وكان يتردد معه للشيخ عمر النبتيتي بحيث كان يقبل الشيخ عليه وللشيخ مدين وحفظ من كراماته، ومات سنة ثلاث وثمانين وباشر هو في حياة أبيه البحيرة للتاج المقسي ثم نظر الطور ثم استقر في صرف جدة سنة ست وثمانين ثم في سنة تسع وثمانين ثم في سنة إحدى وتسعين والتي تليها حين تحدث أبي الفتح المنوفي فيها كلها والأخيرة خاصة من قبل الملك ثم كذلك في سنة أربع وتسعين مع الأمير شاهين الجمالي واستمر السنين التي بعدها، ولم يرجع من مكة مع النائب في موسم سنة ثمان وتسعين بل أقام بها التي بعدها حتى قدم عليه وفي الحقيقة المرجوع في الأمور إليه دون غيره وحمده التجار ومن شاء الله لرفقه وسياسته وتواضعه وأدبه واكرامه لغير واحد من العلماء والصالحين وخضوعه لديهم ورغبته في المطالعة وخوفه من العاقبة بحيث سمعت غير واحد يتوسل في استمراره في البندر وكنت ممن يشكر صنيعه معه لكثرة تردده وتودده وربما حصل شيئاً من تصانيفي والله تعالى يلطف به ويحسن عاقبته ويرضى عنه أخصامه فهو نادرة في أبناء جنسه.
828 - عبد الكريم بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن كريم الدين ابن الإمام الشهاب الاذرعي الأصل القاهري وأمه حبشية فتاة أبيه.
 
829 - عبد الكريم بن أحمد بن عبد العزيز بن أبي طالب بن علي بن سيدهم كريم الدين النستراوي الأصل المصري. والد أنس جهة شيخنا واخوتها ويعرف بابن عبد العزيز - ولد في ربيع الأول سنة ست وثلاثين وسبعمائة بنستورة من المزاحميتين من أعمال القاهرة وقدمها على عمه البدر حسن بن عبد العزيز وهو يباشر بديوان الجيش فنشأ تحت كنفه وحفظ القرآن واشتغل وتعانى الكتابة وتميز فيها وباشر في دواوين الأمراء ثم ترقى لنظر الجيش في سنة اثنتين وتسعين فباشر مدة ودخل مع الظاهر برقوق في سنة ثلاث وتسعين البلاد الشامية ثم عاد مه وعزل عنه، واستمر خاملاً حتى مات في أواخر ربيع الأول سنة سبع؛ قال شيخنا في معجمه وكان رئيساً محباً في الفقراء كثيراً رأيت معه ثبتاً فيه سماعه للترمذي على ابن البوري بقراءة الغماري باسكندرية أنابه ابن طرخان أنابه ابن البنا وكذا سمع السيرة النبوية على الجمال بن نباتة والكثير منها على البهاء بن خليل الحافظي وعلى الخلاطي في آخرين كل ذلك بعناية عمه البدر حسن بن عبد العزيز حتى أسمعه على نفسه ولو اعتنى به من الصغر لادرك إسناداً عالياً، وقد قرأت عليه من حفظي حديث عمر بن شاكر الثلاثي من الترمذي بسنده المذكور، وقال في الأنباء أنه اختل حاله في آخر أمره بحيث أنه لما مات لم يترك إلا نزراً يسيراً ولكنه لم يخلف عليه ديناً قال فشابه عمه من جهة وفارقه من جهة فإن عمه مات وخلف ديناً كثيراً وتركة زوجته فجاء ما تحصل من حصته في تركة زوجته بقدر وفاء دينه وأما هذا فلم يخلف سوى ستمائة درهم فأخرج بها ولم يخلف فرساً ولا حماراً ولا داراً إلا قليلاً من الثياب الملبوسة وأثاثاً يسيراً وخلف خمس بنات وزوجة وابنى أخيب فلم تبلغ تركته إلا شيئاً يسيراً وهو جد أولادي لأمهم، وقال المقريزي في عقوده وغيرها: كان رئيساً محباً في أهل الخير وكان جارنا مدة ثم صارت بيننا وبينه صهارة فرحمه الله فما كان أكثر رياضة أخلاقه وملاحة وجهه وعذوبة كلامه.
830 - عبد الكريم بن أحمد الجزيري الرابطي. مات سنة بضع وثلاثين.
831 - عبد الكريم بن أحمد الشقيري المكي أحد خدام الدرجة بعد أن كان عطاراً مات في صفر سنة تسع وسبعين بهدة بني جابر وحمل لمكة فدفن بمعلاتها.
832 - عبد الكريم بن إسماعيل بن محمد القدسي المصري المجلد. مات بمكة في شوال سنة اثنتين وأربعين. أرخهما ابن فهد.
833 - عبد الكريم بن بركة كريم الدين بن سعد الدين القبطي المصري والد إبراهيم ويوسف ويعرف بابن كاتب جكم. ولد بالقاهرة وبها نشأ فتعانى كأبيه الكتابة وخدم في جهات وباشر لغير واحد من الأمراء ثم اتصل بالاشرف برسباي حين كان دواداراً وباشر ديوانه فلما تملك استقر به في نظر الدولة ثم في الخاص عوضاً عن البدر حسن بن نصر الله في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين فباشرها سنين وعظم عند السلطان ونالته السعادة الدنيوية بحيث قيل أنه منذ ولي وإلى أن مات لم يبطل الواصل عنه يوماً واحداً فأثرى وشكرت سيرته مع تواضعه وكرمه ومعرفته وعقله مات في ليلة الجمعة سادس عشري ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين بدون طاعون بل بمرض تمادى به أشهراً واستقر بعده في الخاص ولده سعد الدين إبراهيم وهو أمرد عفا الله عنه وإيانا، وذكره شيخنا في أنبائه فقال كان أبوه يخدم الوزير علم الدين بن كاتب سيدي ثم تعلق بخدمة الأمراء فكتب عند الأمير جكم فعرف به، وصاهر تاج الدين بن الهيصم قيل أن يلي الاستادارية قال وباشر الخاص بسكون وحشمة ونزاهة، وأكثر من زيارة الصالحين ومن الفقراء وألزم والديه بالاشتغال بالعلم وأحضر إليهما من يعملهما الكتابة والعربية، ونحوه قول العيني لم يكن به بأس، وكان كثير الصدقة حسن التلقي، وهو في عقود المقريزي.
834 - عبد الكريم بن أبي بكر بن علي الطهطاوي المكي أخو أحمد الماضي ممن سمع مني بمكة 835 - عبد الكريم بن جار الله بن صالح بن أبي المنصور أحمد بن عبد الكريم ابن أبي المعالي الشيباني المكي الحنفي. قال الفاسي في تاريخ مكة: كان من طلبة الحنفية بمكة ودخل الديار المصرية غير مرة للاسترزاق وناب في اصلاح بعض أمور الناس بجدة بل خطب بها نيابة عن قاضيها أخيه علي. ومات في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين بمكة وهو في أثناء عشر الثلاثين ظناً رحمه الله.
 
836 - عبد الكريم بن داود بن سليمان بن داود بن التاج أبي الوفاء محمد بن علي ابن أحمد زين الدين وكريم الدين الحسيني المقدسي الشافعي المقري البدري الوفائي إمام الأقصى ووالد المحب أبي الجود محمد وابن أخي أبي بكر بن التاج محمد وأخو إبراهيم المذكور وكل منهم في محله ويعرف بابن أبي الوفاء. ولد تقريباً سنة سبع وعشرين وثمانمائة ببيت المقدس، وتفقه بالعماد بن شرف وماهر وتلا للسبع على الشمس بن عمران وابن أسد وللعشر بسورة آل عمران وللسبع بالبقرة على الشريف الطباطبي وللسبع بالفاتحة والبقرة على البدر حسن بن عبد الرحمن بن شجاع المقري وسمع على الجمال بن جماعة فأكثر. وبقراءته سمعت عليه الشاطبية وكذا سمع على التقي القلقشندي والعز الحنبلي وابن خاله الشهاب والزين بن خليل القابوني والنظام بن ملفح والشهاب أحمد بن علي بن الشجام والشهاب بن حامد والشمس محمد البرموني والسراج الحمصي والزين عبد الرحمن التميمي الخليلي والعلاء ابن السيد عفيف الدين بل سمع على الزين القبابي في آخرين وأجاز له ولأخيه في سنة أربع وخمسين باستدعاء الكمال بن أبي شريف جماعة حسبما يأتي تعيينهم أو من شاء الله منهم فيه وقد حدث سمع منه الفضلاء وخرج له الصلاح الجعبري مشيخة عن مائة شيخ حدث بها أيضاً ووصفه بالشيخ الامام العالم المسند شيخ القراء وتقدم في القراءات وصار المشار إليه فيها ببلده مع فضائل وأوصاف حسنة، وقد لقيني في مجاورتي الثالثة بمكة فسمع مني وأحضر ولده للعرض علي. مات عند المغرب ليلة الأحد سادس جمادى الأولى أو الثانية على ما يحرر سنة خمس وتسعين ببيت المقدس وصلى عليه من الغد بالأقصى بعد الظهر ودفن بما ملاه وكثر الأسف على فقده رحمه الله وإيانا.
837 - عبد الكريم بن ريحان الشيبي. مات في رمضان سنة خمس وخمسين. بمكة. أرخه ابن فهد.
838 - عبد الكريم بن أبي سعد الحجر بن عبد الكريم بن أبي سعد عبد الكريم بن أبي سعد بن علي بن قتادة الحسني المكي ويشهر بالحجر. مات بها في جمادى الأولى سنة ست وأربعين.
839 - عبد الكريم بن أبي سعد بن محمد بن عامر الحسني من ذوي علي الشهير بالمجاش. مات بمكة في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين. أرخها ابن فهد.
840 - عبد الكريم بن سعدون المكي. سمع من العز بن جماعة والفخر عثمان بن أبي بكر النويري بعض النسائي، قال الفاسي وما علمته حدث ولكنه كان يتعانى التجارة. مات سنة خمس عشرة بمكة ودفن بالمعلاة.
841 - عبد الكريم بن سيف الحسني المكي. مات بها في ليلة الجمعة ثالث عشري ذي الحجة سنة ست وستين. أرخه ابن فهد.
عبد الكريم بن أبي شاكر بن عبد الله بن غنام كريم الدين القبطي. هكذا سماه بعضهم وصوابه عبد الله وسيأتي.
842 - عبد الكريم بن عبد الجبار بن إبراهيم بن كرشان التبريزي، قال ابن فهد في معجم أبيه أنه ذكر في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة أنه ابن أربع وسبعين سنة قال وله تفسير قرأت عليه منه.
843 - عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة كريم الدين أبو المكارم بن الوجيه أبي الفرج القرشي المكي الحنبلي الماضي أبوه والآتي ولده يحيى وأمه زبيدية. ولد بزبيد في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن والأربعين والخرقي في غير ابتدائه، ودخل القاهرة مراراً أولها سنة تسع وأربعين ورأى شيخنا والقاياتي ولكن لم يسمع منهما وأخذ في بعض قدماته عن العز الكناني وابن الرزاز والبدر البغدادي في الفقه والحديث وغيرهما وتكرر لقيه في عدة نوب لغالب من ذكر وسمع على السيد النسابة والبوتيجي والجلال بن الملقن والصلاح الحكري وهاجر القدسية وكاتبه، وكان قد سمع في بلده على أبي الفتح المراغي والزين الأميوطي وأبي السعادات بن ظهيرة والتقي بن فهد، وتفقه فيها بالشمس بن سعيد القاضي والشهاب بن زيد حين جاور عندهم وانتفع به كثيراً وعرض عليه من كتابه إلى العدو وكذا أخذ عن التقي بن قندس بمكة ثم على العلاء المرداوي وقرأ عليه تصنيفه التنقيح والتقي الجراعي وقرأ عليه المحرر للمجد بن تيمية وأذنا له بالافتاء والتدريس؛ وكثرت مخالطتي له بمكة والقاهرة، ونعم الرجل خيراً وفضلاً وتودداً وكثرة انجماع وعيال وذكر للناس بالجميل؛ ومما أنشدنيه في سنة خمس وتسعين بالقاهرة من نظمه:

أنزه نفسي عن أذى القول والخنـا

 

وإني إلى الاسلام والسلم أنـجـح

وأغضى احتساباً إن تجاهل عاقـل

 

وإني كريم قد أضـر وأنـجـح

وعقلي وديني والـحـياء يردنـي

 

عن الجهل لكني عن الذنب أصفح

فشتان ما بيني وبينك في الهـوى

 

وكل إناء بالـذي فـيه ينـضـح

وأنشدني من نظمه غير ذلك كقصيدة خاطب بها البدري أبا البقا بن الجيعان ولما توفي قاضي الحنابلة بالحرمين السيد المحيوي عين لذلك وذكر له بالقاهرة وغيرها فما كان بأسرع من تعلله، واستمر حتى مات في ليلة الأربعاء خامس عشري صفر سنة تسع وتسعين، وصلى عليه عقب الصبح ثم دفن بالمعلاة عند أقربائه رحمه الله وإيانا.
844 - عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب كريم الدين بن المجد القبطي القاهري الشافعي أحد الاخوة ويعرف كسلفه بابن الجيعان. نشأ فحفظ القرآن والتنبيه واشتغل يسيراً وسمع على شيخنا وغيره ومما سمعه ختم البخاري بالظاهرية؛ وحج غير مرة وحصل له انحلال عصب أقعد منه، وحج وهو كذلك مع الرجبية ثم رجع واستمر حتى مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وكان ذكياً رحمه الله وعوضه خيراً 845 - عبد الكريم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن علي بن إسماعيل بن صالح بن سعيد كريم الدين بن الزين أبي هريرة بن الشمس القلقشندي الأصل المقدسي الشافعي ابن أخي التقي أبي بكر والماضي أبوه ويعرف بكريم الدين القلقشندي. ولد في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن والمنهاج وألفية النحو وكتباً وقدم مع أبيه القاهرة وقد جاز البلوغ بيسير وسمع بها في سنة ست وعشرين على الموجودين إذ ذاك كالفوي ورقية القارئة قبل تبين الوهم فيها وكذا اعتلى به وأسمعه على غير واحد من شيوخ بلده والقادمين إليها، وأجاز له جماعة منهم فيما كتبه بخطه عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين أبو بكر المراغي ثم اعتنى هو بنفسه حتى برع وكتب بخطه الكثير وخرج لنفسه وغيره ومن ذلك مشيخة خرجها لعمه التقي مع التقدم في فنون فإنه كان أخذ عن الشمس البرماوي وابن رسلان والعز القدسي والعماد بن شرف وغيرهم كأبيه وعميه عبد الرحيم وأبي بكر بحيث وصفه شيخنا بالمحدث الفاضل البارع مفيد الطالبين أوحد المدرسين وكتب له على أسئلة التمس منه الجواب عنها أنها ناطقة بلسان حالها بتقدم منتقيها في العلوم وتحققه بالتدقيق والتحقيق في فني المنطوق والمفهوم إلى أن قال وقد استدللت بهذه الخبايا التي أثيرت من الزوايا على مزيد التقدم لكاتبها وثبوت المزايا فحق له أن يقدم على التدريس ويهجم على الفتوى لوجود تأهله لذلك وتمسكه من كل منهما بالسبب الأقوى وقد أذنت له أن يفتي مما علمه من مذهب الشافعي بالراجح عند الاصحاب وأن يقرر شروح مختصرات المذهب لكل من ينتاب من الطلاب فقد تأهل للتعقب على أصحاب المطولات والتنقيب على ما أغفله من التقييدات ذوو المختصرات وكيف لا وهو من البيت الذي اشتهرت بالعلوم الشرعية جهاته وظهرت للصادر والوارد سموه في درج الفضل وكمالاته، فلا بدع أن يشابه أبه وجده أسعد الله جده وجدد سعده وأمده بمديد العمر والبركة في الرزق حتى يخلد في الطروس ما يحيى به ما درس سن فوائد الدروس بعده وأرخ لذلك في سنة ثمان وثلاثين ومع تفننه وإقباله على التصنيف والجمع كان متين الديانة وافر العقل حسن السياسة جم المحاسن وقد كتب إلي في سنة خمسين بالسلام وطيب الكلام ملتمساً مني أخذ خطوط شيوخ القاهرة على استدعاء بخطه باسمه واسم أولاده وأحفاده ومن يلوذ به؛ ولم يزل على جلالته حتى مات في ثامن ذي الحجة سنة خمس وخمسين ودفن بالقرندلية ولم يخلف في بيته مثله؛ وأخوه أبو الخير بالضد منه في جل أوصافه فسبحان الفعال لما يريد.
846 - عبد الكريم بن عبد الرزاق بن إبراهيم كريم الدين أبو الفضائل القبطي المصري أخو الفخر عبد الرحمن والزين نصر الله ويعرف بابن مكانس. ولد بمصر وتنقل في الخدم الديوانية إلى أن اتصل بخدمة يلبغا الناصري ففي الدولة الاشرفية شعبان ابن حسين فلما قتل الاشرف وصار التدبير لبركة وبرقوق قام الاخوة الثلاثة بنو مكانس بمرافعة الشمس عبد الله المقسي وتولى هذا من بينهم الحوطة على حواصله فاستقر عوضه في الخاص مضافاً لما معه من الوزر في ثامن عشر جمادى الأولى سنة ثمانين فلم يلبث أن غضب عليه برقوق وأمر به وبأخيه الفخر في تاسع شعبان منها فألقيا في الأرض وضربا لكونه شرع في تحديد مظالم كان أبطلها أستاذ برقوق يلبغا العمري الخاصكي ثم أفرج عنهم في ذي الحجة منها واستمر بطالاً إلى أن طلبه بركة في جملة الوزراء البطالين في ذي القعدة من التي بعدها فضربه بالمقارع نحو عشرين شبا ثم قام معه يلبغا الناصري حتى أطلق ولزم داره فلما قتل بركة أعيد إلى الخاص في منتصف جمادى الثانية سنة ثلاث وثمانين ثم أضيف إليه الوزر أيضاً ففتك في الناس وساءت سيرته على عادته وأخذ أموال تجار الكارم فأفحش فعزل عن الخاص في رمضان منها بل استقر جاركس الخليلي مشير الدولة فلا يتصرف هو ولا غيره من الوزراء إلا بأمره فدام على ذلك إلى أواخر ذي القعدة منها فقبض على الثلاثة إلى أن هرب هذا من ميضأة جامع الصالح خارج باب زويلة واختفى مدة ثم ظهر ودام معزولاً إلى أن صار يلبغا الناصري مدير المملكة بعد خلع برقوق وحبسه بالكرك فصار كريم الدين عنده كمشير المملكة ولم ينفك عن عادته في التهور وسرعة الحركة إلى أن زالت أيام الناصري فتخومل إلى أن مات بعد خطوب قاساها في جمادى الآخرة سنة ثلاث، وكان من أعاجيب الزمان في خفة العقل والطيش وسرعة الحركة وكثرة التقلب ويقال إنه قال لبعض حواشيه حين نزوله بخلعة عوده للوزر والفأس بين يديه يا فلان ما هذه الركبة غالية بعلقة مقارع، وقد ذكره شيخنا في انبائه باختصار فقال وكان مهاباً مقداماً متهوراً ولم يكن فيه ما في أخيه من الانسانية والأدب إلا أنه كان مفضالاً كثير الجود بأصحابه، وذكره المقريزي في عقوده.
847 - عبد الكريم بن عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الغني بن يعقوب كريم الدين بن تاج الدين بن كريم الدين بن فخر الدين بن فخيرة تصغير جدهم أخو فتح الدين محمد الآتي وذاك الأكبر وهما سبطا كريم الدين بن الحباس خال علم الدين ابن الجيعان ممن باشر في ديوان المماليك وخدم بباب أبي البقاء بن الجيعان ولا بأس به. اشتغل في النحو عند الزين خالد الوقاد وقرأ على البخاري وأكثر من شهود الجمعة والجماعات بجامع الغمري.
 
848 - عبد الكريم بن عبد الرزاق بن عبد الله بن عبد الوهاب كريم الدين ابن تاج الدين بن شمس الدين بن علم الدين القبطي المصري الماضي أبوه ويعرف كهو بابن كاتب المناخات وأمه كأبيه أم ولد رومية. ولد بالقاهرة ونشأ بها تحت كنف أبيه وتدرب به وبغيره في الكتابة وخدم بها في جهات بل باشر عند غير واحد من الأمراء ثم ولي نظر المفرد ثم الوزر بعد أرغون شاه النوروزي الأعور في حياة أبيه بعد استعفاء أبيه بأشهر في ثامن عشري شوال سنة ست وعشرين وثمانمائة ودخل على أبيه حينئذ ليسلم عليه فقال له يا عبد الكريم أنا وليت الوزر ومعي خمسون ألف دينار وخرجت عنها ولا أملك شيئاً فكيف تسد أنت فقال له على سبيل المداعبة من أضلاع المسلمين فصاح أبوه من كلامه واستغاث، ولما ولي نالته السعادة في مباشرته وقام بالكلف أتم قيام وطالت أيامه ثم أضيف إليه نظر المفرد ثم انفصل عنه خاصة واستمر وزيراً فقط إلى بعد سنة ثلاث وثلاثين فأضيفت إليه الاستادارية على كره فباشرهما إلى أن استعفى من الاستادارية فأعفي واستمر وزيراً إلى أن استقر به الأشرف برسباي في كتابة السر بعد موت الشهاب بن السفاح مضافاً للوزر ثم انفصل عن السر بالكمال بن البارزي ثم قبض عليه وصودر وعوقب بالمقارع وعزل بالأمين إبراهيم بن الهيصم ناظر الدولة ثم أفرج عنه بعد قيامه بنحو عشرين ألف دينار ودام بطالاً مدة ثم استقر ملك الأمراء بالوجه القبلي وتوجه إلى الصعيد فباشر وهو بزي المباشرين ثم خلع عليه بنظر بندر جدة واستقر يلخجا الساقي معه شاداً بها ثم عاد إلى القاهرة بعد موسم سنة ثمان وثلاثين وأعيد إلى الوزر في التي بعدها والأمين بن الهيصم ناظر الدولة معه إلى أن انفصل عنه في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين بحكم تعلله، ولزم الفراش ثم عوفي وانتكس غير مرة إلى أن مات في يوم الأحد حادي عشري ربيع الآخر من التي بعدها ودفن بتربة بجاس وكثر الأسف عليه لقلة ظلمه وصحة اسلامه بحيث كان يتجنب التزوج من النصارى، وكان طوالاً رقيقاً عاقلاً ساكناً ذا رأي وتدبير ومعرفة تامة بتنفيذ الدولة وما يتعلق بها وسياسة وفطنة ونهضة واستجلاب لخواطر الناس وقضاء حوائجهم عفا الله عنه ورحمه وإيانا.
849 - عبد الكريم بن عبد الغني بن إبراهيم بن عبد الله بن مزيد بن يزيد ابن زعازع بن كامل بن عنان المحب الكندي الورفلي الاطرابلسي المغربي المالكي وورفلة براء ساكنة ثم فاء مفتوحة ولام مشددة من نواحي تونس. ولد سنة ست وثمانمائة وحفظ القرآن واشتغل فأخذ عن أبي القسم البرزلي وقاضي الجماعة أبي القسم القسنطيني وغيرهما وقدم علينا حاجاً فكتبت عنه في صفر سنة إحدى وخمسين ما أنشدنيه لفظاً عن صاحبه الأديب مؤرخ المغرب منصور الجريري فيما أنشده لنفسه في واقعة قال وهو الآن في قيد الحياة:

لئن طال خفضي عند خدام بابكـم

 

ولم تؤثروا بالرفع إلا مخازنـي

سأنفق عمري في حساب زمانكم

 

وأغلق عن كسب العلوم مخازني

وكان فاضلاً فصيحاً. مات بعد ذلك.
850 - عبد الكريم بن عبد الغني بن محمد بن أحمد بن عثمان البساطي الأصل القاهري المقسي حفيد العالم الشهير البساطي وأخو البدر محمد الآتي طفل مرجو أمه أمة لأبيه. ولد سنة بضع وثمانين وسمع على أبيه وكذا على المسلسل وبعض أجوبتي ثم مات بالطاعون في سنة سبع وتسعين.
851 - عبد الكريم بن عبد الغني بن يعقوب كريم الدين بن فخر الدين بن شرف الدين القاهري. أحد من ناب عن ناظر الخاص ويعرف بابن فخيرة تصغير للقب أبيه. مات في سادس رجب سنة خمسين وهو والد عبد الرزاق الماضي.
852 - عبد الكريم بن عبد اللطيف بن صدقة بن عوض كريم الدين بن الزين المناوي العقبي ثم القاهري الصحراوي الشافعي ويعرف بكريم الدين العقبي الآتي أبوه وأمه فاطمة ابنة علي وأخته أمة الخالق في محالهم وهو قريب شيخنا الزين رضوان المستملي. ولد في شعبان سنة ثمان وثمانمائة بالقاهرة؛ ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل بالفنون ودأب في التحصيل وبرع واشتهر بالفضيلة التامة؛ ومن شيوخه الشموس البساطي والونائي والقاياتي وأذن له بالافتاء والتدريس وكذا أخذ عن البرهان بن حجاج الابناسي ثم عن الكافياجي ولزم العلم البلقيني بأخرة حتى قرأ عليه القطعة للاسنوي وانتفع به الفضلاء ممن كان يرافقه فيها وكذا من غيرهم وممن أخذ عنه البدر حسن الدماطي الضرير في ابن المصنف وكذا البدر المارداني وغيرهما بل يقال إن الولوي البلقيني أخذ عنه وكان خيراً ساكناً منجمعاً عن الناس حسن البشر والملتقى كثير التودد والتواضع قليل التكثر بفضائله اعتنى به قريبه فأسمعه المسلسل من لفظ الشرف بن الكويك وعليه من لفظ الزراتيتي الرائية وعلى الجمال الحنبلي أشياء، وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين أبو بكر المراغي، وحدث باليسير ودرس وقيد كتبه بالحواشي المتقنة وربما أفتى أجاز لي. ومات في يوم الثلاثاء ثامن عشر شعبان سنة ست وستين ودفن عند والده بالقرب من قبر قريبه بالقحماسية من الصحراء ونعم الرجل كان رحمه الله.
853 - عبد الكريم بن علي بن أحمد بن عبيد الله بن مسعود بن عبيد الله المكي الشهير بابن عبيد الله. مات بمكة في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
854 - عبد الكريم بن علي بن سنان بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري. كان من أعيان القواد المعروفين بالعمرة توفي بمكة في آخر ذي الحجة سنة عشرين ودفن بالمعلاة وأظنه في عشر الأربعين. قاله الفاسي في مكة.
855 - عبد الكريم بن علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أبو محمد القرشي المكي. أجاز له في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة فما بعدها النشاوري وابن خلدون والتنوخي وابن صديق وجماعة، ودخل بلاد الهند وغاب مدة ثم قدم مكة وما كأنه حدث ومات بها في شوال سنة أربعين. قاله ابن فهد في الظهيريين.
856 - عبد الكريم بن علي بن فرج المكي القائد بها ويعرف بنعمان. مات في رجب سنة ست وأربعين بالحسبة من بلاد اليمن. أرخه ابن فهد.
857 - عبد الكريم بن علي بن محمد بن عبد الكريم كريم الدين بن الخواجا شيخ علي الكرماني المكي. ولد بها سنة عشر وثمانمائة وسمع من الزين أبي بكر ابن الحسين المراغي الختم من مسلم ومن أبي داود ومن ابن حبان ومات في جمادى الآخرة سنة ستين بعدن. أرخه ابن فهد.
858 - عبد الكريم بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد المجيد خليفة المقام الأحمدي بطنتدا وقال إن جده عبد المجيب أحد خدام سيدي أحمد. قتل في صبيحة يوم الأربعاء ثامن عشر صفر سنة اثنتين وستين فغسل ثم صلى عليه بمصلى المؤمني ودفن بتربة الشيخ مبارك بباب النصر جوار عمه الشهاب أحمد ابن محمد وكان يوماً مشهوداً؛ ولم يكن محمود السيرة بحيث حكى أن بعضهم رأى في المنام قبيل قتله بأيام الشيخ وهو يقول من داخل قبره لا تدعوا هذا الصبي يجيء إلى عنده اقتلوه فالله أعلم.
859 - عبد الكريم بن عمر بن محمد بن عمر نجم الدين الدمشقي أخو الخواجا شمس الدين محمد الآتي ووالد إبراهيم الماضي ويعرف بابن الزمن. كان تاجراً مشاراً إليه. ومات في رجب سنة تسع وسبعين وثمانمائة عن سبع وثلاثين بدمشق بعد أن ترك أولاداً.
 
860 - عبد الكريم بن أبي الفضل بن جلود كريم الدين بن العلم القبطي المصري كاتب المماليك وابن كاتبها ويعرف بابن جلود. مات في صبيحة يوم الجمعة خامس عشري رمضان سنة إحدى وثمانين ولم يكمل الثلاثين بعد أن تعلل مدة تخللها طلوعه للخدمة مرة لظنه حصول الشفاء فانتكس واستدعى السلطان بجنازته فصلى عليه بسبيل المؤمنين ثم دفن في تربة أبيه تجاه تربة ابن تغري بردى بالقرب من تربة كوكاي، وكان مع صغر سنه استقر في الوظيفة بعد أبيه وصار ذا وجاهة وبراعة في المباشرة وحذق وشهامة وانعام وعلو همة وللملك إليه ميل وعليه إقبال بحيث كان ممن يرجى ويخاف وخضع له الأكابر، وقد قرأ القرآن وحفظ اليسير من المنهاج وربما تردد إليه البكري وغيره للقراءة وكان الخطيب الوزيري من عشرائه وأخصائه ومخالطيه القائمين بمآربه سامحه الله وعفا عنه.
861 - عبد الكريم بن قاسم بن عبد المعطي كريم الدين الأنصاري أخو عبد المعطي. جرده ابن فهد في ذيله وكتبته تخميناً.
862 - عبد الكريم بن محمد بن إبراهيم الدمشقي الشهير بالصواف. ممن تردد لمكة وسكنها وعمر بها بعض الدور وكان يسافر منها إلى الهند في التجارة. مات سنة سبع وخمسين ببلاد كالكوط من الهند. أرخه ابن فهد.
863 - عبد الكريم بن محمد بن أحمد كريم الدين الاسنائي ثم القاهري المالكي شقيق أحمد الماضي وذاك أكبر وابن أخت الشرف الأنصاري واخوته ويعرف بالاسنوي. ممن حفظ القرآن واشتغل يسيراً، وكان ينقل من الرسالة فلعله حفظها وسمع الأول والأخير من البخاري على أم هاني الهورينية ومن كان معها، وتزوج ابنة الشمس الأنصاري أحد أخواله واستولدها أولاداً وماتت تحته وتكسب بالتجارة وتمول وأخذ دار الشطنوفي كانت بزقاق الساقية المجاور للأزهر فعملها حواصل وغيرها، وتكسب بالتجارة وسافر لمكة وغيرها وتوجه لعدن في سنة ثلاث وتسعين للخوف مما يتوقعه هو وأمثاله سيما وفي ظنهم أنه اختلس من تركة خاله ما خف حمله فكان يتردد بين عدن وزبيد حتى مات بزبيد في ثاني عشر المحرم سنة ثمان وتسعين وقد ناهز الخمسين وخلف أولاداً، ويذكر بمعروف وخير وتودد وقضاء حاجة وكثرة تلاوة رحمه الله وإيانا.
864 - عبد الكريم بن محمد بن خضر بن أبي بكر النيسابوري الأصل المكي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن النيسابوري. شاب سمع مني بمكة في المجاورة الثالثة ثم لقيني بها أيضاً في سنة ثلاث وتسعين فقرأ على نحو النصف الأول من الشفا وسمع باقيه مع أشياء بل سمع دروساً في شرح النخبة وغيرها وهو ممن يشتغل على السيد عبد الله وغيره وله فهم في الفقه والعربية مع سكون وخير وعدم طلاقة لسان، وقد سافر مع السيد ركن الدين الهندي في سنة أربع وتسعين مع الردادة إلى الهند رجاء الخير فدام بها إلى الآن.
865 - عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن عبد النور بن منير القطب ابن المحدث التقي بن الحافظ القطب الحلبي الأصل المصري ويعرف بابن الحلبي. ولد سنة ست وثلاثين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن وأسمع على مشايخ عصره بمصر بإفادة أبيه كابن غالي والأحمدين ابن كشتغدي وابن علي المستولي والميدومي والحسين بن محمد الاربلي ومحمد بن إسماعيل الايوبي والعز بن جماعة وأحضر على البدر الفارقي ثاني الافراد للدارقطني وغيره وخرج له حماد التركماني جزءاً ولكن ظن شيخنا أنه لم يحدث به وأجاز له ابن القماح وابن الصناج وأبو حيان والمزي والذهبي والشهاب الجزري وغيرهم من المصريين والشاميين وحدث روى لنا عنه شيخنا وقال نه كان يتصرف عند القضاة والزين الفاقوسي، وذكره المقريزي في عقوده. مات يوم الاثنين ثامن رجب سنة تسع رحمه الله.
866 - عبد الكريم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى الدميري المكي العطار أحد الخيار ممن فيه رقة وخير. مات بمكة في سلخ شعبان سنة ست وسبعين. أرخه ابن فهد وأعاده في ابن محمد بن محمد بن موسى بن عيسى بن عبد الله والصواب أن جده محمد بن عبد الله بن موسى بن عيسى.
 
عبد الكريم بن محمد بن عطية بن عمران الزين المكي التمار ويعرف بابن دردبة - بمهملات ثم موحدة مفتوحات وثانيها ساكن. أجاز له في سنة ثمان وثمانين النشاوري والابناسي والعراقي وعبد الكريم حفيد القطب الحلبي والصدر المناوي والدميري والمجد اللغوي وتمام أربعة وثلاثين نفساً، أجاز لي وكان أمياً خياراً ساكناً مجيداً لنقل الشطرنج تماراً. مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين بمكة ودفن بمعلاتها.
عبد الكريم بن محمد بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو القسم الناشري اليماني. بيض له العفيف.
عبد الكريم بن محمد بن علي بن محمد بن جوشن المكي التاجر المتردد فيها لليمن. مات بمكة وقد خلف دوراً ونخيلاً. جرده ابن فهد في ذيله.
عبد الكريم بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الكريم بن صالح بن شهاب بن محمد كريم الدين بن الشمس الهيثمي الأصل القاهري الشافعي أخو علي ووالد البدر محمد ويعرف بكريم الدين الهيثمي. ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وعرض على جماعة وأخذ يسيراً عن الشمس البرماوي والجمال الزيتوني وزوج الجمال ولده بابنته، واستفاد من والده نظماً ونثراً وقرأ بأخرة في الأنوار للأردبيلي على أبي السعادات البلقيني وتكسب بالشهادة وبرع فيها وتدرب به فيها غير واحد. وناب في القضاء عن جماعة ممن تأخر بل استقل بقضاء منوف وقتاً وباشر النقابة عند القاياتي والسفطي ثم المناوي والخدمة بالخانقاه الجمالية برغبة ابن أخت الشيخ مدين له عنها، وقرأ في الترغيب والترهيب والتذكرة وشبهها على العامة بجامع المغاربة، وربما خطب به، وحج مراراً وجاور وباشر حسبة السوق هناك وزار بيت المقدس وكان قد عين لقضائه فلم يتم؛ ودخل دمياط وغيرها؛ واشتهر بالمالية واستدان منه غير واحد ممن ولي القضاء، وضاع له بسبب ذلك جملة، وقد كتبت عنه عن أبيه أشياء؛ وكان سليم الباطن محباً في التحصيل راغباً في أقراض من يفهم عنه جر نفع وربما أقرض لغير ذلك، مع علو الهمة في المشي والحركة إلى أن عجز وتواتر عليه الاسهال، فأقام به حتى نحل وانقطعت همته. ومات في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين بمدرسة ابن الحاجب تجاه مصلى باب النصر وصلى عليه بالقرب من الأهناسية في محفل متوسط ثم دفن بتربة سعيد السعداء رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
871 - عبد الكريم بن محمد بن عوض الجدي أحد التجار المتمولين ممن له عقار ووصفه ابن عزم بكريم الدين زعيم جدة سنة ثمان وخمسين. أرخه ابن فهد وقال أنه أنشأ بمنى في سنة سبع وأربعين سبيلاً.
872 - عبد الكريم بن محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغني النجم بن الشمس الدمشقي الصالحي الحنفي أخو أحمد الماضي، ويعرف بابن عبادة ولد في سنة أربع وتسعين وسبعمائة بدمشق وقرأ بها القرآن عند العلاء بن الشحام وحفظ المختار وعقيدة الطحاوي والاخسيكتي؛ وعرضها على الشمس بن الديري بل حضر دروسه في الفقه وغيرها؛ وسمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي؛ وحدث باليسير سمع منه الفضلاء؛ وحج لقيته بصالحية دمشق فقرأت عليه ثلاثيات البخاري، وكان شيخاً حسناً متواضعاً رئيساً ناب في القضاء. ومات في جمادى الآخرة سنة ستين ودفن بتربتهم بسفح قاسيون شرقي الروضة رحمه الله وإيانا.
عبد الكريم بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى. مضى في ابن محمد بن عبد الله.
873 - عبد الكريم بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن يوسف الخواجا جلال الدين أو كريم الدين الزبيري - نسبة للزبير بن العوام - البصري ثم المكي ويعرف بدليم - بدال مهملة ثم لام مصغراً - وكذا بجلال. ممن سكن مكة وجدد بها دارا بل عمر أماكن كثيرة من عين حنين سنة ست وأربعين. وتردد إلى هرموز في التجارة، ودخل اليمن، وكان خيراً محسناً للفقراء والأرامل. مات بمكة في رجب سنة خمس وخمسين. أرخه ابن فهد.
 
874 - عبد الكريم بن محمد بن محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي ابن أحمد بن عطية بن ظهيرة امام الدين أبو القاسم بن الجلال أبي السعادات بن الكمال أبي البركات القرشي المكي الشافعي أخو المحب أحمد ووالد أبي المكارم محمد، ويعرف كسلفه بابن ظهيرة، ولقبه أبوه بالرافعي تبركاً وهو الذي اشتهر وأمه أم الخير سعادة ابنة الشريف أبي السرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الحسين محمد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي. ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بمكة، ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي وألفية النحو وثلاثة أرباع المنهاج، وعرض الأولين على جماعة كالتقي بن فهد والبرهان والزمزمي والزين عبد الرحيم الاميوطي والمحب الطبري الامام والمحيوي عبد القادر المالكي المكيين والشوايطي وأبي البركات الهيثمي وابن الهمام والشرف يعقوب بن علي الصنهاجي المغربي ومحمد ابن سليمان الجزولي وأحمد بن يونس ويحيى القبابي وغيرهم من الغرباء القاطنين والواردين وأجازوه وأجاز له أيضاً شيخنا والعيني وابن الديري والمقريزي والزين الزركشي والمحب بن يحيى الحنبلي والعلاء بن بردس والشهاب بن ناظر الصاحبة وأبو جعفر بن الضياء والشمس الصفدي والصفي والعفيف الأنجيين والزين رضوان وجميع من في النجم محمد بن النجم محمد ابن عمه، وسمع على أبيه وأبي الفتح المراغي والتقي بن فهد والشوايطي وآخرين ببلده والأمين الاقصرائي وأم هاني الهورينية ومما سمعه عليها البلدانيات للسلفي في القاهرة، وحضر في النحو عند ابن قديد وكان نازلاً بمكة عندهم وابن يونس والقاضي عبد القادر، ودخل القاهرة غير مرة أولها في سنة تسع وستين وحضر دروساً عند العلم البلقيني والمناوي والعبادي وقرأ عليه والكافياجي والاقصرائي والبقاعي، وكذا دخل بيت المقدس وزار الخليل أيضاً وناب عن أخيه بجدة بل وبمكة أيضاً وقرأ عليه صحيح مسلم والشفا وقطعة من شرح المنهاج للمحلي وشهد منه زائد الود زاده الله من فضله وحفظ عليه ولده وجميع أهله. عبد الكريم بن محمد بن محمد بن موسى بن عيسى بن عبد الله الدميري العطار. مضى في ابن محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى.
عبد الكريم بن محمد بن محمود بن أبي بكر بن صديق بن علي بن غازي بن ثابت بن ثابت بن بركات النجم أبو الجود بن الشمس بن الصدر الربيعي المشرقي الأصل ثم التدمري ثم القاري الشافعي ويعرف بابن صفي الدين خطيب جامع قاراً كأبيه وجده، ولد في يوم الاثنين رابع رمضان سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بقارا، ولقيه ابن فهد فذكر له أنه قرأ على البدر محمد بن إبراهيم بن العصياتي نصف صحيح البخاري في سنة عشرين بسماعه له من ابن فرعون وغيره عن الحجار وأنه قرأ جميعه على النور بن خطيب الدهشة وأنه أجاز له الشهب ابن حجي والحسباني وابن نشوان والشرف بن الزفتاوي، وحدث قرأ عليه ناصر الدين بن زريق ثلاثيات البخاري بقارا في سنة سبع وثلاثين ومات.
عبد الكريم بن محمد تقي الدين النووي الشافعي. قال شيخنا في أنبائه اشتغل قديماً ثم ترك وأقبل على السعي في القضاء بالبلاد فولي نوا ثم باشر قضاء أذرعات مدة ولم يكن مرضياً وكان جواداً بالقرى. مات في رجب سنة خمس.
عبد الكريم بن محمد بن فرو شيخ الأميرية ومستأجر منية خلفا وقف الصرغتمشية. مات في حياة أبيه في رمضان سنة خمس وتسعين وكان ألين من أبيه وأشبه عفا الله عنه.
عبد الكريم الملقب جاني بك بن ميلب المكي الصانع بجدة. مات شبه الفجأة من نزلة نزلت في عنقه منعته الأكل والشرب في ليلة السبت رابع عشر رمضان سنة وتسعين بجدة وحمل لمكة فصلى عليه ثم دفن على والدته بتربة بني فهد من المعلاة، وكان باراً بوالديه واخوته.
عبد الكريم كريم الدين بن فخيرة - بفاء ثم معجمة وراء ثم هاء مصغر. والد عبد الرزاق الماضي وأحد الكتبة من الأقباط بل مستوفي الخاص. مات في رجب سنة خمس وخمسين.
عبد الكريم بن مكانس الوزير. في ابن عبد الرزاق بن إبراهيم.
عبد الكريم السليماني الشريف، مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين بمكة. أرخه ابن فهد.
عبد الكريم القسطلاني الأصل المصري الخطيب ابن الخطيب من بيت كبير: مات في سنة أربع وخمسين. أرخه المنير.
عبد اللطيف الكتبي. في ابن إبراهيم بن أحمد.
 
عبد اللطيف بن إبراهيم بن حسين بن محمد الزين الجبرتي الجواتري الطواشي أحد خدام الحرم النبوي، ممن سمع مني بالمدينة. ومات بها سنة احدى وتسعين.
عبد اللطيف بن إبراهيم بن عمر بن حلفا الكمال المصري. مات في صفر سنة خمسين بجدة وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها. أرخه ابن فهد.
عبد اللطيف بن أحمد بن اقبال الحريري الحنفي. ويعرف بابن اقبال. أحد صوفية الأشرفية وقراء الصفة بها. ممن سمع على شيخنا وكتب عنه في الأمالي. وكذا سمع على غيره، وتكسب في حانوت بالوراقين، وحج غير مرة وجاور، وكان لا بأس به مع اقبال على التحصيل وحرص، مات في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين رحمه الله.
عبد اللطيف بن أحمد بن جار الله بن زائد السنبسي المكي. والد عبد العزيز الماضي. قرأ على الزين بن أبي بكر المراغي المسلسل والختم من الصحيحين. ممن سافر في التجارة لبلاد كالهند واليمن. ومات في شوال سنة أربع وستين بفوقة من أعمال كنباية من الهند.
عبد اللطيف بن أحمد بن عبد السلام بن عبد الله بن علي بن محمد ابن عبد السلام بن أبي المعالي بن أبي الخير بن ذاكر بن أحمد بن الحسين بن شهريار الكازروني المؤذن بالمسجد الحرام ويشتهر بالدب - بم الدال المهملة باشر الأذان بمنارة باب العمرة كأبيه وجده، بل ناب في رياسة المؤذنين بقبة زمزم عن قريبه محمد بن حسين ولده عبد اللطيف، ومات بمكة سنة سبع وعشرين وأمه هي رقية ابنة محمد بن علي العجمي. وماتت وهو طفل فباع أبوه ما ورثه منها لجده لأمه في المحرم سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة. أرخهما ابن فهد.
عبد اللطيف بن أحمد بن عبد اللطيف بن أبي بكر الشرجي اليماني الماضي أبوه والآتي جده. مات في سنة ثمان وعشرين أو قريباً منها.
 
عبد اللطيف بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن النجم أبو الثناء وأبو بكر بن أبي السرور الحسني الفاسي المكي الشافعي. شقيق التقي محمد الآتي. ولد في وقت صلاة الجمعة رابع عشري شعبان سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بمكة، وكانت مدة حمله سبعة أشهر وانقلبت أمه به وبأخيه إلى المدينة النبوية لكون خالهما المحب النويري كان إذ ذاك قاضيها فلما انتقل لقضاء مكة في سنة ثمان وثمانين انتقلت بهما معه إليه، وجود هذا بها القرآن وصلى به في سنة احدى وتسعين بالمقام الحنبلي وخطب به ليلة الختم خطبة حسنة بل خطب به قبل ذلك ليلة ختم من سنة تسع وثمانين؛ وحفظ التنبيه والمنهاج الأصلي وغيرهما، وارتحل مع أخيه إلى القاهرة فسمع بها مع التنوخي وابن أبي المجد وابن الشيخة ومريم الأذرعية في آخرين وأخذ علوم الحديث عن الزين العراقي والفقه عن ابن الملقن وسمع منه كثيراً، وحضر دروس البلقيني واستفاد منه ومن الولي العراقي أشياء حسنة، وعاد لمكة وقد تبصر كثيراً في فنون من العلم وقرأ في الروضة وغيرها على الجمال بن ظهيرة ولازمه كثيراً وانتفع به؛ وكذا قرأ الفقه على البرهان الابناسي بمكة؛ ودخل اليمن مراراً وأخذ بزبيد عن مفتيها الشهاب أحمد بن أبي بكر الناشري، ثم دخل القاهرة ثانياً فلازم الولي أيضاً وكذا الجلال البلقيني والنورين فتيلة البكري ومما أخذه عنه مختصر ابن الحاجب الأصلي؛ وأذن له الأربعة في الافتاء والتدريس والابناسي في التدريس خاصة، وتكرر دخوله القاهرة وقرأ بها علي العز بن جماعة في مدة سنين وأذن له أيضاً في الافتاء والتدريس في فنون، ودخل تونس في سنة عشر وثمانمائة وأخذ بها رواية عن قاضي الجماعة بها عيسى الغبريني وغيره، ولازم بمكة في سنة خمس عشرة الحسام الأبيوردي وأبا عبد الله الوانوغي فكان مما أخذه عن أولهما تأليفه في المعاني والبيان والأصول في العضد والمنطق في الشمسية وكان يثني على حسن فهمه وبحثه وعن ثانيهما التفسير والأصول والعربية وكان يثني عليه كثيراً ثم غض منه لكونه انتصر لأخيه في فتيا خالفه فيها، ودخل اسكندرية سنة عشرين ثم بعدها، وقطن القاهرة مدة سنين حتى مات في ضحى يوم الخميس سادس جمادى الثانية أو الأولى سنة اثنتين وعشرين بالطاعون شهيداً. ودفن قبيل العصر بتربة شيخه الزين العراقي خارج باب البرقية وكان الجمع في جنازته وافراً، وكان فيما قاله أخوه مليح الشكالة والخصال كثير الاحسان لمن ينتمي إليه ذا حظ من العبادة والعلوم التي أكثر الاعتناء بها كالأصلين والفقه والتفسير والعربية والمعاني والبيان والمنطق كثير النباهة فيها مجيداً في الافتاء والتدريس والفهم والكتابة سريعها، كتب بخطه الكثير لنفسه ولغيره مجاناً، ودرس بالحرم وأفتى وولي الاعادة بالمجاهدية بمكة ولم يباشرها لغيبته بالقاهرة والاعادة بالصلاحية المجاورة للشافعي في القرافة. وذكره شيخنا في أنبائه باختصار فقال سمع معنا كثيراً من شيوخنا، ولازم الاشتغال في عدة فنون، وأقام بالقاهرة مدة بسبب الذب عن منصب أخيه إلى أن مات مطعوناً انتهى. وهو ممن سمع عليه النخبة تأليفه في سنة خمس عشرة، بل قرأ عليه القطعة التي بيضها من مكتبة علي ابن الصلاح وكتبها بخطه.
عبد اللطيف بن أحمد بن علي اليافعي العراقي الأصل العدني اليماني والد عبد الله الآتي. مات بعدن سنة أربع.
عبد اللطيف بن أحمد بن علي. صواب جده عمر كما بعده.
عبد اللطيف بن أحمد بن عمر التقي أبو محمد بن الشمس أبي العباس ابن التقي أبي جعفر الأنصاري الأسنائي ثم القاهري الشافعي ابن أخت الجمال الأسنائي. اشتغل عليه قليلاً وناب عنه في الحسبة وعن غيره فيها وفي الحكم بالقاهرة ومصر وأعمال الأطفيحية، وقد سمع علي الميدومي والمحب الخلاطي وغيرهما، وحدث باليسير أخذ عنه الولي العراقي وغيره ممن لقيناه كالصدر محمد بن عبد الكافي السويفي فإنه سمع عليه سنن الدارقطني وأجاز لكل من الجلال القمصي والشمس ابن الحفار في عرضه عليه؛ وكان مشكوراً في الأحكام. مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وقد جاز الستين، ذكره شيخنا في الأنباء قال ولم آخذ عنه شيئاً وسمي جده علياً وهو سهو، وأرخه غيره كالمقريزي في عقوده في يوم السبت ثالث رجب بالقاهرة وكأنه أضبط.
 
عبد اللطيف بن أحمد بن فضل الله بن أبي بكر بن عبد الله النمراوي ثم القاهري الأزهري السعودي أخو علي الآتي. كان خيراً يتكلم في جباية ونحوها.
عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد المحسن البهاء أبو البقاء بن قاضي القضاة الشهاب أبي العباس السلمي المحلي الشافعي نزيل مكة ووالد المحب عبد الله وأبي بكر ويعرف بابن الامام. مات في أوائل ذي الحجة سنة سبع بمكة ودفن بالمعلاة، أرخه التقي الفاسي، وقال شهدت جنازته. قلت وقد ناب في القضاء بالمحلة ووصف بالامام.
عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد النجم بن الشهاب بن الضياء الهندي المكي أخو المجد بن أبي البقا وأبي حامد. سمع من ابن صديق وغيره بمكة والشمس بن السلعوس بدمشق، وحفظ كتباً واشتغل في بعضها؛ وسكن مصر سنين وبها مات في سنة ثمان عشرة وهو في أثناء عشر الأربعين، ذكره الفاسي في مكة.
عبد اللطيف بن أحمد السراج الفوي القاهري ثم الحلبي الشافعي. ولد سنة أربعين وسبعمائة تقريباً؛ واشتغل بالفقه علي الأسنوي وغير واحد كالبلقيني، وأخذ الفرائض عن صلاح الدين العلائي فمهر فيها وقرأ علي البلقيني بحلب في فروع ابن الحداد؛ وكان قد قدمها وولي بها قضاء العسكر ثم صرف وولي تدريس المدرسة الظاهرية خارج باب المقام ثم استقر له نصفها، وكان فاضلاً في الفرائض مشاركاً في غيره مواظباً على الاشتغال وقراءة الميعاد على الناس صبيحة يوم الجمعة بالجامع الكبير بحلب ذا نظم كثير فمنه في مدح النحو والمنطق:

إن رمت ادراك العلوم بسرعة

 

فعليك بالنحو القويم ومنطـق

هذا لميزان العقول مـرجـح

 

والنحو اصلاح اللسان بمنطق

ومنه في ذم المنطق:

دع منطقاً فيه الفلاسفة الأولى

 

ضلت عقولهم ببحر مغـرق

وأجنح إلى نحو البلاغة واعتبر

 

إن البلاء موكل بالمنـطـق

ومنه:

أخفيت عشق حبيبي مظهراً جلداً

 

فقال قولاً يحاكي الدر من فيه

إني سكنت شغاف القلب مبتـدأ

 

وصاحب البيت أدري بالذي فيه

وله في فاقد الطهورين:

ومن لم يجد ماءً ولا متـيمـمـاً

 

فأربعة الأقوال يحكين مذهـبـا

يصلي ويقضي عكس ما قال مالك

 

وأصبغ يقضي والأداء لأشهـبـا

وله فيمن يحيض:

المرأة الخفاش ثـم الأرنـب

 

والضبع الرابع ثم الـراب

وفي كتاب الحـيوان يذكـر

 

للجاحظ انقل عنه ما لا ينكر

وله في نظم عدة مسائل للحاوي وتخميس البردة وغير ذلك كأسئلة سأل عنها زاده لما قدم حلب فأجابه عنها. قال ابن خطيب الناصرية قرأت عليه طرفاً من الفرائض وتخميسه للبردة وكتبت عنه ما تقدم من نظمه. مات وهو متوجه من حلب إلى القاهرة اغتيل خارج دمشق سنة إحدى وذهب دمه هدراً فلم يعرف قاتله رحمه الله. وقد ذكره شيخنا في أنبائه باختصار.
عبد اللطيف بن أبي بكر بن أحمد بن عمر السراج أبو عبد الله الشرجي - بفتح المعجمة وسكون الراء ثم جيم - الزبيدي - بفتح الزاي - اليماني المالكي نسباً الحنفي مذهباً والد أحمد الماضي. ولد في مستهل شوال سنة سبع وأربعين وسبعمائة بالشرجة ونشأ بها فحفظ القرآن ثم ارتحل في سنة اثنتين وستين إلى زبيد فأخذ عن الشهاب أحمد بن عثمان بن بصيص في النحو والأدب وغيرهما، ولم ينفك عنه حتى مات، ثم أخذ عن محمد بن أبي بكر الروكي في العربية أيضاً وخلف شيخه ابن بصيص في حلقته فعكف عليه الطلبة واستقر في تدريس النحو بالصلاحية بزبيد فأفاد واستفاد وانتشر ذكره في البلاد؛ وارتحل إليه الناس من سائر أنحاء اليمن وغيرها ثم أخذ الفقه على علي بن عثمان المتطبب وعثمان بن أبي القاسم القريني وأبي يزيد محمد بن عبد الرحمن السراج، والحديث والتفسير عن علي ابن أبي بكر بن شداد، وجمع كتباً نفيسة بخطه وغيره، واعتنى بضبطها واتقانها ودرس الفقه بالرحمانية بزبيد أيضاً ثم استدعاه الأشرف في جملة فقهاء زبيد إلى مجلسه في رمضان والتمس منه شرح ملحة الأعراب فشرحها ثم أمره بنظم مقدمة ابن بابشاد فنظمها أرجوزة في ألف بيت ثم نظم مختصر الحسن بن أبي عباد واختصر المحرر في النحو بل عمل مصنفاً فيه جيداً جعله على قسمين فقسم في مفردات الكلم والآخر في المركبات وصنف الأعلام بمواضع اللام في الكلام وصار شيخ النحاة في عصره بقطره وقرأ عليه الأشرف بعض تصانيفه وغيرها وبالغ في الاحسان إليه وارتفعت مكانته عنده وكذا أخذ عنه ابنه الناصر ترجمة الخزرجي في تاريخ اليمن، وأما شيخنا فقال في معجمه أبو أحمد الشرجي الزبيدي كان أحد أئمة العربية اجتمعت به بزبيد وسمعنا من فوائده وسمع علي شيئاً من الحديث وله نظم مقدمة ابن بابشاد وشرح ملحة الأعراب ومقدمة في علوم النحو كان الأشرف إسماعيل يقرأ عليه فيه؛ زاد في أنبائه: وله تصنيف في النحو. وذكره المقريزي في عقوده باختصار. مات في سنة اثنتين رحمه الله.
عبد اللطيف بن أبي بكر بن سليمان بن إسماعيل بن يوسف بن عثمان ابن عماد المعين أبو اللطائف بن الشرف بن العلم الحلبي الأصل القاهري الشافعي سبط بني العجمي أحد البيوت المشهورين بحلب ووالد الكمال محمد الآتي هو وجده. ويعرف بابن الأشقر، ولد في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ تحت كنف أبيه فحفظ القرآن وصلى به في سنة أربع وعشرين وحفظ عدة مختصرات واشتغل في الفقه عند الشرف السبكي وغيره، وقرأ في كثير من الفنون علي الشمني والشمس الرومي؛ وكتب الخط المنسوب وشارك في الفقه والعربية وغيرهما من الفضائل، وسمع الكثير على ابن الجزري ولازم حافظ بلده البرهان الحلبي ووصفه بالقاضي الفاضل النبيل؛ وبرع في صناعة الانشاء وتدرب فيها بأبيه وغيره وباشر التوقيع بالقاهرة وخدم عند تمراز القرمشي ثم ولي كتابة سر حلب فأحسن في مباشرتها وحظي عند نائبنا تغري برمش ثم صرف عنها وعاد إلى القاهرة على التوقيع فلما مات أبوه في رمضان سنة أربع وأربعين استقر مكانه في نيابة كتابة السر وغيرها من وظائفه فأحسن التصرف وصار هو القائم بأعباء الديوان مع مزيد حشمته ورياسته إلى أن مات في شوال سنة ثلاث وستين رحمه الله.
عبد اللطيف بن الحسن بن عبد الملك بن يوسف بن أبي بكر بن يوسف السراج الحسني القليصي من بيت صلاح وكان هو أيضاً على قدم مبارك وحظ كامل من لزوم طريقة القوم والمشي على منهجهم، وله في السماع حركة مزعجة تشهد بصدقه مع سلامة صدره وارتفاع قدره وشأنه. مات في سنة ست وسبعين. ذكره صاحب صلحاء اليمن في ترجمة جده يوسف الثاني رحمه الله.
عبد اللطيف بن حمزة بن عبد الله بن محمد علم الدين وسراج الدين أبو الخير ابن العلامة تقي الدين الزبيدي اليماني الناشري الشافعي. ولد في ثالث ذي الحجة سنة احدى وسبعين بزبيد ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده واشتغل في قطر الندى ومقدمة ابن عباد واللمع لأبن جني ثلاثتها في العربية على جماعة منهم الشهاب العوسمي التعزي وفي الهندي الفرائض علي الطيب المدعو بالمنار وفي الفقه قليلاً على أبيه؛ ولقيني في أثناء سنة ثمان وتسعين فسمع على أشياء ومن لفظي المسلسل بل قرأ على الابتهاج في اذكار المسافر الحاج من نسخته بخطه وكتبت له كراسة؛ وعاد بعد الحج في أواخر ذي الحجة لبلده ومثله الله سالماً.
 
عبد اللطيف بن أبي سرور، في ابن محمد بن عبد الرحمن.
عبد اللطيف بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب التاج ابن العلم القبطي المصري أخو عبد الملك ووالد المجد عبد الملك، ويعرف كسلفه بابن الجيعان ممن ولي استيفاء الخاص وكان متمولاً عارفاً بأمور الديوان وبالمتجر كثير السكون وفي لسانه لثغة، عمر داراً هائلة بالقرب من الجامع أخذ فيها أملاك الناس فقدر أن آل نظرها إلى بنت زوجته التي كانت زوجاً لأزبك الدوادار فباعتها في سنة احدى وأربعين بأبخس ثمن وهو ألف دينار على العر مما أخبر به الكمال كاتب السر إنه مصروفها، وحج في سنة ست وثمانمائة، ومات في رجب سنة احدى وثلاثين، ذكره شيخنا في تاريخه لكنه سماه عبد الغني وأرخه في جمادى الآخرة؛ والصواب ما ذكرته.
عبد اللطيف بن شمس، مات في شعبان سنة ست وأربعين بمكة أرخه ابن فهد.
عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن أحمد بن غانم البدر السعدي العبادي الخزرجي الأنصاري المقدسي الشافعي الصوفي الرحال، ويعرف بابن بنانة - بالموحدة وبين النونين ألف - وبابن غانم وهو أكثر، وربما نسب نفسه الغانمي، ولد في العشرين من رجب سنة ست وثمانين وسبعمائة بالقدس وقرأ به القرآن وبحث النحو والصرف على أبيه وكذا بحث عليه في الفرائض والفقه والمعاني والبيان وفي المعقولات على عبد العزيز الفرنوي؛ وتسلك في طريق القوم ولازمه نحو عشر سنين وعلى نصر التونسي المنهاج الأصلي، وارتحل إلى المغرب في حدود سنة خمس عشرة وأقام هناك إلى أن حج من تونس سنة سبع عشرة ثم رجع إلى تلك البلاد وطوف بها ولقي مشايخ من أجلهم إبراهيم المسراتي في مسراتا - بضم الميم بعدها مهملة وآخره تاء مثناة قرية ببلاد طرابلس ومحمد المغربي الأسمر في تونس وعبد الرحمن بن البناء والشريف أبو يحيى كلاهما في تلمسان وكذا الشيخ الحسن المعروف بأبي الركاب - بالكسر والتخفيف - وأحمد ابن زاغو والفقيه يعقوب العقباني قاضي الأحكام بتلمسان وأبو عبد الله محمد بن مرزوق، وأطنب في وصف علماء المغرب الجميلة من الدين والكرم والأوصاف الحسنة وكذب الشائع بين الناس، ثم رجع إلى القدس بعد سنة عشرين فاجتمع بنور الدين الخافي وصحبه وساك على يده ورحل معه إلى بلاد الشرق ولازمه ثلاث سنين وطوف ما بين هراة وهذه البلاد؛ واجتمع في تلك البلاد بأكابر العلماء منهم بهراة الجمال الواعظ والجلال القابني وولد سعد الدين التفتازاني، ثم عاد إلى القدس فأقام به مدة، ثم رحل إلى الروم فأقام به ثلاث سنين يسلك طريق التصوف غير متردد إلى أحد بل الأكابر فمن دونهم يترددون إليه بحيث طلبه السلطان مراد باك بن عثمان فامتنع فجاءه خفية ومع ذلك لم يجتمع به ثم رجع إلى القدس فأقام به إلى بعد سنة أربعين فقدم القاهرة فقطنها وكان بينه وبين الظاهر جقمق صحبة أكيدة في حال إمرته وبشره حينئذ بالملك فوعده إن ولي ببناء زاوية له بالقدس فلم يوف له فانقطع عن الناس جملة بجامع ميدان القمح ظاهر باب القنطرة وكان شيخاً حسناً منوراً عليه سيما الخير والصلاح سليم الفطرة تقع له مكاشفات ومرائي عجيبة، وله نظم كثير وقفت له على منظومة في العربية قال إنه عملها لولده وسماها بالعقد وشرحها في كراريس سماه الدر اليتيم في حل العقد النظيم فرغه في بيت المقدس في رمضان سنة سبع وثلاثين، ومنه:

إنما النحو كملح في الطـعـام

 

إذ به كل تساوي في الـقـوام

من درى النحـو تـراه قـارئاً

 

يعرف اللفظ على أصل الكلام

يتقـيه كـل مـن جـالـسـه

 

من فقيه حاذق حبر هـمـام

هاب أن ينطق مـن لـم يدره

 

خوف لحن ولخزي في الملام

يرفع النصب كـجـزم دائمـاً

 

ينصب الرفع إذا جافى السلام

يقرأ القـرآن لا يعـرف مـا

 

صرف النحو باعراب المقـام

والذي يعـرفـه يرجـع مـا

 

شك في لفظ رواه بالسـقـام

يعرف اللفظ فيبري سقـمـه

 

يعرف اللحن بتغيير النـظـام

ما هما فيه سـواء عـنـدنـا

 

ليس أعمى كبصير في القـيام

كم وضيع رفع النحـو وكـم

 

وضع اللحن رؤساً في العوام

عبد اللطيف الغانمي ناظمهـا

 

شهد الأمر عيانـاً والـسـلام


ومنه مما امتدح به الزين الخافي:

فقم واغتنم حبراً يعز بعـصـرنـا

 

وسلم له الأحوال في السر والجهر

فقد جلت في الأقطار ثـم بـسـتة

 

كمثل لزين الدين لم ألق في الغر

يعني إنه ما سمع بمثله في الزمن الماضي قبل نبينا صلى الله عليه وسلم وهو فيما يقال ستة آلاف سنة ولا فيما بعد ذلك في أقطار الأرض الأربعة، وممن ضبط أشياء من مآثره القطب الشيشيني ثم حفيده نور الدين القاضي؛ ولقيه البقاعي فكتب عنه ومات فيما أظن مزاحماً للأربعين رحمه الله.
عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة السراج أبو السعادات القرشي الحنبلي الماضي أخوه عبد الكريم. ولد في سنة ست وعشرين وثمانمائة باليمن وأمه زبيدية، ونشأ بها ثم قدم مع أبيه لمكة وسمع من المقريزي وأبي شعر وأبي الفتح المراغي وغيرهم، وأجاز له جماعة في سنة ست وثلاثين؛ ومات في سنة خمسين بمكة. ذكره ابن فهد في الظهيريين.
عبد اللطيف بن عبد العزيز بن أمين الدين بن فرشتا الحنفي، وفرشتا هو الملك وكذا كان يكتب بخطه المعروف بابن الملك. متأخر لم أقف له على ترجمة وله تصانيف منها شرح المشارق للصغاني وشرح المجمع والمنار والوقاية، وكتبته هنا بالحدس فالله أعلم.
عبد اللطيف بن عبد الغني بن شاكر بن عبد الغني بن شاكر التاج ابن الزين بن العلم بن الجيعان الماضي أبوه وجده، وهو بلقبه أشهر. شاب تدرب بأبيه وغيره في المباشرة وتصرف بأماكن وفي جهات نيابة عن أبيه وغيره مع ميله لما يميل أبوه إليه وإن كان قد قرأ عند الشهاب المنهلي وغيره، وحج وتزايد ارتقاؤه وتموله، وصار هو المستبد بما كان أبوه يقوم به بل أبوه كالمحجور معه ولم يحمد من كثيرين؛ وقد تزوج ابنة عبد الرحيم ابن عم أبيه الزيني عبد الرحمن وابنة البدري أبي البقاء بن يحيى بن الجيعان سوى سراري حججن بخصوصهن في موسم سنة ست وتسعين في أبهة زائدة، وكان تحرك ليكون معهن فما مكن، ولما رجعن دام قليلاً ثم ابتدأ به التوعك فمكث أسبوعاً ثم استعجل بالحمام وطلع الخدمة فلم يلبث بعد ذلك سوى أسبوع ثم مات في يوم الأثنين ثاني عشري ربيع الأول سنة سبع وتسعين في حياة أبويه، ودفن بتربة بني عمه تجاه التربة الأشرفية برسباي، ولم يلبث إن مات بنوه في الطاعون منها وصولح الملك أولاً وثانياً بمال يبلغ مائة ألف وخمسين ألف دينار عوضهم الله الجنة وعفا عنهم.
عبد اللطيف بن عبد القادر بن عبد اللطيف بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد ابن عبد الرحمن الولد السراج بن قاضي الحرمين المحيوي الحسني الفاسي الأصل المكي الحنبلي الماضي أبوه والآتي جده، وأمه أم ولد. ممن سمع مني بالمدينة ومات وهو ابن تسع في شوال سنة إحدى وتسعين وتأسف عليه أبواه جداً عوضهم الله الجنة.
عبد اللطيف بن عبد القادر بن علي بن زايد المكي أخو أبي سعد الآتي؛ ممن سمع مني بمكة وحفظ القرآن وكتباً عرضها وزار المدينة وهو مبارك.
عبد اللطيف بن عبد القادر بن الموفق بن المحيوي الشارعي القاهري الحنفي الصوفي أحد مشايخ الزوايا بالقرافتين، ويعرف بابن عثمان، ولد سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، ومات في جمادى الأولى سنة ثمان وستين، أرخه ابن المنير.
عبد اللطيف بن العفيف عبد الله بن إسماعيل المدني، مات شاباً بمكة في شعبان سنة أربع وسبعين، أرخه ابن فهد.
عبد اللطيف بن عبد المجيد الجناني الأصل الصحراوي القاهري الحنفي سبط الشيخ سليم، ولد بجامع طشتمر حمص أخضر من الصحراء، ونشأ فحفظ القرآن والكنز، واشتغل عند القاضي سعد الدين بن الديري، والكافياجي، وناب في القضاء مع كونه لم يتميز، كان إمام تربة الأشرف قايتباي وأحد قراء المصحف بها، ممن يزاحم عند الأمراء ونحوهم. مات في ليلة مستهل صفر سنة تسع وثمانين؛ وقد قارب الخمسين بعد أن صارت له حصة في نظر تربة طشتمر المذكور؛ ويقال إنه كان لين الجانب متواضعاً فالله أعلم.
عبد اللطيف بن عبد الملك بن عبد اللطيف التاج بن الجيعان أخو المحب أبي البقاء محمد الآتي وأبوهما، ولد في صفر سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بدرب ابن ميالة من بركة الرطلي؛ وحفظ بعض القرآن، واستقر في المباشرة بأوقاف الظاهر برقوق والناصر، وفي الاستيفاء بأوقاف الزمام فيما تلقاه شريكاً لأخيه عن أبيه، وبرع في المباشرة خطاً وحذقاً، وحج صحبة أبي البقاء بن الشرفي حين توجه لأصلاح المدينة؛ وله المام بكتب الأدب؛ وهو ممن رسم عليه لأوقاف الزمام ثم خلص هو وأخوه، فسافر أخوه لمكة فحج ثم سافر إلى اليمن، فلم يلبث أن مات؛ وأما هذا فمات بالطاعون في سنة سبع وتسعين؛ فكانا في سنة واحدة عفا الله عنهما؛ وسافر في أثناء ذلك بحراً مع نائب جدة فجاور بقية سنته ورجع بعد الانفصال عن الموسم سنة ست وتسعين لبلاد اليمن فمات بها في ربيع الأول من التي تليها رحمه الله.
عبد اللطيف بن عبد الوهاب بن عفيف بن وهيبة بن يوحنا تقي الدين الملكي الأسلمي الحكيم ابن أخي الشمس أبي البركات بن عفيف الذي وسطه الأشرف برسباي قبيل موته؛ وأحد رؤساء الطب والكحل ويلقب قوالح، مات.
عبد اللطيف بن عبيد الله بن عوض بن محمد الأردبيلي الشرواتي القاهري الحنفي؛ أخو البدر محمد وإخوته، ويعرف بابن عبيد الله. حفظ الكنز والمنار وعمدة النسفي والحاجبية ودرس. مات سنة أربع وخمسين.
عبد اللطيف بن عبيد بن أحمد العقبي الطلخاوي ثم الصحراوي القاهري الشافعي، كان أبوه بواب التربة الناصرية فرج بن الظاهر بالصحراء فأحضر معه في الرابعة على الجمال الحنبلي البعض من ثمانيات النجيب، ومن فوائد تمام واستمع علي الفوي ختم الدارقطني، وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادي ومن في الاستدعاء، وتكسب بالشهادة برأس حارة زويلة وغيرها، وحدث باليسير لقيه الطلبة وأجاز، مات في ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين.
عبد اللطيف بن عثمان بن سليمان الزين الدنجيهي ثم القاهري الأزهري البولاقي الشافعي؛ اشتغل بالفرائض والحساب عند بلديه عبد القادر بن علي الماضي والشهاب السجيني، وبرع فيهما وفي المخاصمات؛ وصار يقوم بمهمات ما يحتاج إليه الأتابك من ذلك لأختصاصه بالزيني سالم وخدمته له بأقراء أولاده أولاً ثم بغير ذلك وترقى وتمقته الملك لكثرة الملازمة فلم ينفك، بل استرسل حتى استنزل محمد بن الشمس بن المرخم عن مشيخة الفخرية تصوفاً وتدريساً وباشرهما؛ والبدر بن الغرس عن مشيخة الزينية ببولاق، وكاد أن يأخذ وظائف جامع ابن البازري بعد ولد النجم بن حجي، وقرر في التصدير بالفرائض بالأزبكية إلى غيرها من الجهات، ولم يحتمله ناظر الفخرية فتوسل حتى أرضوه ونزل عنها وهو ممن سافر ابن مخدومه في موسم سنة ثمان وتسعين، وبلغني أنه التفت لمرافعة بني الزيني سالم عنده.
عبد اللطيف بن عثمان شيخ الزوار. مضى في أبيه عبد القادر قريباً.
عبد اللطيف بن علي بن محمد بن محمد بن الحسين الكمال بن العلاء بن ناصر الدين الحسني المنفلوطي ثم القاهري الموقع، ويعرف بابن أخي المحروق؛ ولد في ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثمانمائة بمنفلوط، وسمع علي ابن الجزري والشرف الواحي؛ والمقريزي وشيخنا في آخرين، وخالط ابن البارزي فمن دونه، وكتب التوقيع واقتصر عليه بأخرة عن المتوكل عن الله العز عبد العزيز. مات في جمادى الأولى سنة تسعين رحمه الله وإيانا.
عبد اللطيف بن علي الزين الشارمساحي ثم القاهري الأزهري الشافعي، كان أبوه من مدركي بلده ففارقه وقدم القاهرة وقد قارب الأربعين فقطن الأزهر وحفظ الحاوي ثم لازم فيه العلم البلقيني والمناوي وابن حسان والعبادي وغيرهم كالبدر أبي السعادات؛ وفي الفرائض الزين البوتيجي وبرع فيهما؛ وأذن له في التدريس والافتاء، وتصدى لذلك قبل حفظه القرآن ثم أقبل عليه حتى حفظه وانتفع به جماعة، وممن أخذ عنه البدر الطلخاوي والأمين بن النجار، وتنزل في الخانقاة الصلاحية وكان ذا إقدام وكلام، وناب في القضاء عن البلقيني فمن بعده وجمع في آدابه شيئاً، وتحول إلى بولاق فسكنه وانتفع به أهل تلك الخطة تدريساً وافتاءً حتى مات، وقد زاد على السبعين في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين بعد مرض طويل، وصلى عليه بجامع الخطيري ودفن بالقرافة رحمه الله وإيانا.
 
عبد اللطيف بن علي المحلي البلتاجي الأحمدي الشافعي؛ أخذ عن أبيه وحج وجاور سنة أربع وثمانمائة، وسمع من إبراهيم الزهراني شيئاً من مناقب سيدي أحمد، وكان يحفظ كثيراً من مناقبه وأحواله؛ أخذ عنه ابن المنير، وقال انه مات بعد سنة إحدى وثلاثين.
عبد اللطيف بن عيسى بن الحصباي الأزهري الشافعي، أكثر من الاشتغال في الفقه عند الشرف عبد الحق السنباطي والجوجري في تقسيمهما، وكذا اشتغل في النحو وتميز في الألمام بالفقه، وقد قرأ علي في البخاري كثيراً وحمل عني غالب بحث الألفية وتنزل في الباسطية وغيرها، وحج في سنة تسعين في ركب نائب جدة وتكسب بالشهادة وقتاً، ثم عمله زكريا قاضياً ولا بأس به.
عبد اللطيف بن غانم المقدسي، في ابن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن أحمد بن غانم.
عبد اللطيف بن أبي الفتح، في ابن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد.
عبد اللطيف بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن داود البدر بن الشمس بن الشهاب القاهري أخو عبد الله الآتي؛ ويعرف بابن الرومي، ممن باشر النقابة عند البدر بن التنسي قاضي المالكية؛ وكان متميزاً في الصناعة ضعيف الخط حسبما رأيته في أسجال عدالته خالي.
عبد اللطيف بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن علي بن سليمان ابن محمد بن أبي بكر القرشي الهاشمي المكي النجار أخو علي الآتي؛ ويعرف بالغنومي - بفتح المعجمة وتشديد النون نسبة بعض السنن لأبي داود، وكذا سمع عليه وعلى أبي العباس بن عبد المعطي المالكي والفخر القاياتي الشفا بفوات لم يعين، وأجاز له خلق منهم الأبارهيم ابن عبد الله بن عمر الصنهاجي وبان علي فرحون والابناسي وابن صديق وكذا العراقي والهيثمي والصردي وابن عرفة وابن حاتم والمليجي، أجاز لي، وكان أمياً يتكسب بالتجارة ماهراً فيها. مات في المحرم سنة تسع وخمسين بمكة، ودفن بالمعلاة رحمه الله.
عبد اللطيف بن البدر محمد بن أحمد بن عبد العزيز التقي أبو الفتح الأنباري الأصل القاهري الشافعي أحد الاخوة؛ ويعرف بابن الأمانة، درس بعد موت والده بعناية العلاء القلقشندي في الحديث بالمنصورية وفي الفقه بالهكارية فكان العلاء يكتب له عليهما فيحفظه ثم يلقيه، وكان كثير الحياء ساكن الحال. ذكره شيخنا في أنبائه، وإنه كان مشكور السيرة على صغر سنه. مات وهو شاب يعني عن ثلاث وعشرين تقريباً في يوم الأحد ثامن عشري ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين بعد أن أجاز له باستدعاء ابن فهد خلق.
عبد اللطيف بن الجمال محمد بن أحمد بن علي الزين المصري الأصل المكي الشافعي شقيق عبد الرحمن الماضي العطار أبوهما؛ ورأيت من نسبه الشريفي؛ ويعرف بالحجازي، ولد كما أخبرني به ولده ياسين في تاسع عشر ذي القعدة وثمانمائة ورأيت من يقول بل قبلها بمكة، ونشأ بها فقرأ القرآن وجوده على جماعة منهم الشيخ محمد الكيلاني وسمع الحديث على أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وغيرهما، وقدم القاهرة مراراً أولها قريب الخمسين وآخرها في سنة ثمانين، وسمع بها على شيخنا وغيره، بل دخل الشام والصعيد وزار بيت المقدس والخليل ودخل بر سواكن، وتزوج هناك وهو ممن أعرفه قديماً، وحضر مجالسي بالقاهرة بل قرأ علي بأخرة في لطائف المنن؛ وتكسب في بلده بالشهادة ولا بأس به فيها، وآل أمره إلى أن كف؛ وانقطع بمنزله مديماً للتلاوة لما يحفظه حتى مات في ليلة صفر سنة أربع وتسعين؛ وصلى عليه من الغد. ثم دفن رحمه الله وإيانا.
 
عبد اللطيف بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن أحمد بن علي بن عبد الرحمن السراج أبو المكارم بن الولوي أبي الفتح بن أبي المكارم بن أبي عبد الله الحسني الفاسي الأصل المكي الحنبلي والد المحيوي عبد القادر الماضي، وحفيد عم والد التقي الفاسي، ولد في شعبان سنة تسع وسبعين وسبعمائة بمكة؛ ونشأ بها فحفظ القرآن وتفقه وسمع من النشاوري والجمال الأميوطي وأبي العباس بن عبد المعطي والشهاب بن ظهيرة وأحمد بن حسن ابن الزين والفخر القاياتي وابن صديق والابناسي وابن الناصح في آخرين، ومما سمعه على الأول البلدانيات للسلفي وجزء ابن بجيد، وأجاز له البلقيني والتنوخي وابن الملقن وأبو الخير بن العلائي وأبو هريرة بن الذهبي وابن أبي المجد والعراقي والهيتمي وأحمد بن أقبرص والسويداوي والحلاوي وعبد الله بن خليل الحرستاني ومريم الأذرعية وخلق، وخرج له التقي بن فهد مشيخة؛ وكان أبوه مالكياً فتحول هو حنبلياً وولي امامة مقام الحنابلة بمكة بعد موت ابن عمه النور علي ابن عبد اللطيف بن أحمد الآتي، ثم قضاءها في سنة تسع فكان أول حنبلي ولي قضاء مكة، واستمر فيه حتى مات مع كثرة أسفاره وغيبته عن مكة، بل كان يستخلف هو من يختاره من أقربائه، غير أنه عزل سنة ولكن لم يل فيها عوضه ثم أعيد وأضيف إليه في سنة سبع وأربعين مع قضائها المدينة النبوية فصار قاضي الحرمين، وسافر إلى بلاد الشرق غير مرة واجتمع بالقان معين الدين شاه رخ بن تيمورلنك فيها وكان يكرمه غاية الاكرام ويسعفه بالعطايا والانعام، لحسن اعتقاده فيه ومزيد محبته له، واقتفى ولده الوغ بك وغيره من قضاة تلك بحيث سمعت وصفه بمزيد الكرم والاطعام من غير واحد من ثقات شيوخنا فمن دونهم، ويقال إنه رجع من بعض سفراته بنحو عشرين ألف دينار فما استوفى سنته حتى أنفدها، وكان شيخاً خيراً ديناً محمود السيرة في قضائه، بعيداً عن الرشوة؛ بل ربما كان لفرط كرمه يهب لمن يأتي إليه في محاكمة أو حاجة، ساكناً منجمعاً عن الناس، متواضعاً متودداً ذا شيبة نيرة ووقار، ضخماً محبباً للخاصة والعامة؛ مفيداً من أحوال ملوك الشرق ونحوهم ما امتاز على غيره فيه بمشاهدته مع نقص بضاعته؛ حدث باليسر، أجاز لي، وتزوج بأخرة بابنة للعلاء حفيد الجلال البلقيني واستولدها، لكن انقطع نسله منها وله حكاية في عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز، وذكره المقريزي في عقوده، وقال: لم يزل سلفه فقهاء مالكية، فلما أحدثوا بمكة قاض للحنفية وقاض للمالكية وصار بها ثلاثة قضاة أحب أن يكون رابع الثلاثة، فقال أنا حنبلي، وسعى في أن يكون بمكة، مات بعد تعلله مدة بالاسهال ورمى الدم في ضحى يوم الاثنين سابع شوال سنة ثلاث وخمسين بمكة وصلى عليه بعد صلاة الظهر ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.
عبد اللطيف أخ للذي قبله أكبر منه، مات في.
عبد اللطيف بن محمد بن أحمد. يأتي فيمن جده عبد الله.
عبد اللطيف بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن الحسين الزين ابن أبي الفضل بن الزين بن ناصر الدين أبي الفتوح بن الزين المراغي الأصل المدني الشافعي. ممن سمع مني بالمدينة.
عبد اللطيف بن محمد بن حسين بن عبد المؤمن بن محمد بن ذاكر بن عبد المؤمن بن أبي المعالي بن أبي الخير السراج الكازروني الأصل المكي المؤذن بها. ذكره الفاسي في تاريخها وقال إنه كان بعد موت بعد الله بن علي رئيس المؤذنين بالمسجد الحرام قرر مؤذناً عوضاً بمنارة باب بني شيبة ببعض معلومه فباشر الأذان بها في وظيفة الرياسة حتى مات وكان يعاني السفر إلى سواكن للسبب في المعيشة معتنياً بحفظ الوقت منسوباً لخير وعفاف، مات في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة ولم يبلغ الأربعين فيما أحسب وتوفي قبله وبعده جماعة من أولاده وزوجته في الطاعون الذي كان بمكة فيها؛ قال ابن فهد وكان خيراً ساكناً مباركاً وخلف ولداً بالغاً يسمى أبا بكر ولي بعده الأذان ثم دخل المغرب والتكرور بعد الثلاثين صحبة امام المالكية عمر بن عبد العزيز بن علي النويري فمات هناك.
عبد اللطيف بن محمد بن شاه رخ بن تيمورلنك. قتل والده واستقر عوضه فعاجله عمه قبل تمام شهر وقتله وذلك في سنة أربع وخمسين كما أشرت له في أبيه.
 
عبد اللطيف بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن السراج بن أبي السرور الحسني الفاسي المكي المالكي أخو عبد الرحمن وأبي الخير المذكورين وأبوهما وقريب عبد اللطيف بن محمد ابن أحمد بن محمد الماضي، ولد في رجب سنة ثلاث وثمانمائة بمكة وأحضر علي ابن صديق سجدات القرآن للحزي وغيرها واسمع علي الزينين المراغي والطبري وجماعة وأجاز له في سنة خمس فما بعدها العراقي والهيثمي والشهاب الجوهري والشرف بن الكويك والفرسيسي وأبو الطيب السحولي والمجد اللغوي وعبد الكريم حفيد القطب الحلبي وعبد القادر بن إبراهيم الأرموي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون، وولي امامة المقام المالكي بمكة في أواخر سنة اثنتين وأربعين ثم صرف وكان قد حضر في الفقه دروس والده وعمه أبي حامد وقدم القاهرة غير مرة، منها في سنة سبع وعشرين مع أبيه وأخيه وسمعوا علي الفوي من لفظ الكلوتاتي في الدارقطني وآخرها في أول سنة سبع وخمسين ومنها توجه إلى دمشق وزار بيت المقدس والخليل ثم توجه لبلاد المغرب فأقام بها يسيراً ورجع وكان يكثر الزيارة النبوية بحيث تتكرر له في السنة الواحدة، وربما كان يتوجه في درب الماشي ماشياً إلى أن كان في سنة ثلاث وستين فتوجه اليها مع الحاج ثم رجع في البحر إلى مكة فأقام بها دون شهر ثم عاد اليها فاستمر بها أشهراً ومات في ليلة السبت تاسع عشر جمادى الآخرة سنة أربع وستين وصلى عليه بالروضة الشريفة ودفن بالبقيع رحمه الله وإيانا وهو ممن أجاز لنا.
عبد اللطيف بن محمد بن عبد الكريم بن عبد النور بن منير الزين بن التقي بن الحافظ القطب الحلبي ثم المصري الحنفي أخو عبد الكريم الماضي وهذا أصغر ويعرف بالحلبي، ولد فيما كتبه بخطه سنة أربعين وسبعمائة وأحضر على أبي الفرج عبد الرحمن بن عبد الهادي وأسمع علي الميدومي المسلسل ومشيخة النجيب الكبرى وحدث قرأهما عليه شيخنا، قال وكان وقوراً خيراً حسن السمت، مات في وسط صفر سنة أربع وبخط الكلوتاتي إنه في ربيع الآخر؛ وعلى الأول اقتصر المقريزي في عقوده تبعاً لشيخنا.
عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الرحمن الولد سراج الدين بن القطب أبي الخير الحسني الفاسي المكي المالكي الآتي أبوه وعمه، عرض على الأربعين النووية والجرومية في سنة سبع وثمانين ثم المختصر للشيخ خليل في سنة سبع وتسعين وكتبت له.
عبد اللطيف بن الكمال أبي الفضل محمد بن السراج عبد اللطيف بن محمد بن يوسف بن الحسن الأنصاري الزرندي المدني الشافعي والد الشمس محمد الآتي. ولد في صفر سنة أربع وتسعين وسبعمائة بالمدينة وحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج وألفية النحو واشتغل يسيراً وسمع علي الجمال الكازروني وأبي الفتح وأبي الفرج ابني المراغي وتلا بالسبع على السيد الطباطبي، ومات مقتولاً في اللجون بدرب الشام بعد الخمسين تقريباً.
عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف اليماني المحالبي، ممن سمع مني بمكة.
عبد اللطيف بن محمد بن عبد الله بن أحمد التقي أبو الطيب الزفناوي القاهري الشافعي، أخو ناصر الدين محمد الآتي، نشأ فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وألفية النحو، وعرض على ابن الملقن والعراقي وولده والهيتمي والبرماوي والزين الفارسكوري والشهاب الحسيني، وأجازوه وتكب بالشهادة، بل باشرها في ديوان تمرباي رأس نوبة النوب وتقدم عنده. وكذا باشر بأخرة عمارة الجامع الزيني ببولاق. وكان ساكناً لا بأس به. مات في ليلة الخميس رابع ربيع الأول سنة سبع وسبعين وقد قارب الثمانين رحمه الله.
 
عبد اللطيف بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الحق بن عبد الملك الزين بن الشمس بن الجمال المغربي الدميري الأصل الجوجري الشافعي ابن عم جد عبد الله بن أحمد بن عمر بن عثمان بن عبد الله الآتي، فعثمان ووالد هذا اخوان وسلفه كلهم فقهاء، وجده الأعلى عبد الله كان مغربياً من أناس يعرفون ببني البخشور، فقدم إلى دميرة فأقام بها، وكان يعرف فيها بالشيخ عبد الله ابن البحشور المغربي وله هناك مسجد مشهور به، وكان من الأولياء له كرامات شهيرة في تلك البلاد منها إنه كان كثير الكتابة للمصاحف ولا يوجد في شيء منها شيء من الغلط وذكر إنه كان إذا وضع القلم ليكتب الغلط جف حبره ولم يؤثر في الورق فيرجع إلى نفسه فيتذكر ويكتب الصحيح، وأنجب ولده عبد الله واستمر هو وذريته بدميرة إلى أن انتقل جده الجمال محمد إلى جوجر فأنجب بها ولده الجمال عبد الله فاشتغل بالفقه والقراءات فتلا بالسمع على الشيخ الولي محمد المرشدي واستمروا بجوجر إلى أن ولد صاحب الترجمة بها في سنة خمس وثمانين وسبعمائة فيما رآه بخط أبيه وتلا بها القرآن لأبي عمرو علي الفقيه شعيب وحفظ التنبيه والمنهاج أظنه الأصلي وألفية ابن مالك والمفصل للزمخشري والملحة والجمل للزجاجي والمقامات الحريرية والبردة وشرحها لأبن الخشاب والشقراطسية وشرحها لبعض الأندلسيين وعرض بعضها على السراج البلقيني وغيره وأخذ الفقه والنحو في جوجر عن البدر النابتي، وكان متمكناً في العلم معظماً جداً عند السراج البلقيني وعن الزين عبد اللطيف بن محمد الكرميني قاضي المحلة والمجد البرماوي وعنه أخذ الأصول وأخذ الفقه فقط عن البرهان البيجوري والنحو عن غير المذكورين وبحث المقامات علي الشمس الحبتي الحنبلي شيخ الخروبية وانتقل إلى القاهرة في سنة ثلاث وعشرين فقطنها إلى بعد الثلاثين ومدح شيخنا بما أثبته في الجواهر، وكتب عنه البقاعي ما زعم أنه مدحه به:

ولما إن بدا برهان شيخي

 

وقد وضح الدليل بلا نزاع

تمثل كعبة تجلي لفكـري

 

وكم شرفت بقاع بالبقاعي

مات قريب الأربعين تقريباً.
عبد اللطيف بن محمد بن عبد الله ويقال أحمد الحمصي الأصل المقدسي البلان. ولد ببيت المقدس ونشأ به فسمع على أمه غزال عتيقة القلقشندي منتقى فيه خمسة عشر حديثاً من نسخة إبراهيم بن سعد في سنة ثمان وتسعين بسماعها لجميع النسخة علي الميدومي وحدث به قرأته عليه بباب الصلاحية من بيت المقدس، وكان خيراً متكسباً بالخدمة في الحمام وغيرها. مات في سنة خمس وستين تقريباً.
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن أبي بكر بن يفتح الله سراج الدين أو زين الدين بن الشمس السكندري المالكي عم علي بن محمد ابن محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن يفتح الله. ولد في رجب سنة أربع وثمانين وسبعمائة باسكندرية، ومات بمنزلة خليص راجعاً من الحج سادس عشر ذي الحجة سنة ثمان وأربعين رحمه الله، لقيه البقاعي.
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مسعود السنباطي ثم القاهري العطار أخو الشمس محمد الآتي. ولد في أول سنة تسع عشرة وثمانمائة بسنباط ونشأ بها فقرأ اليسير وقدم مع أبيه وأخيه القاهرة في سنة إحدى وثلاثين فكان مع أبيه في التسبب بحانوت من باب الزهومة في العطر وسمع على شيخنا وغيره، وأجاز له خلق، وحج مراراً وجاور غير مرة وارتفق به الطلبة ونحوهم في الاستجرار منه مع صدق اللهجة والسكون والمداومة على معيشته والتوجه لسعيد السعداء ثم بعد موت أبيه صاهر الشيخ محمد الفوي على ابنته وولدت له عدة أولاد وأثرى ولزم بعد موت أخيه أيضاً طريقته في الانهماك ولكنه ما كان بأسرع من انقطاعه بالفالج وخلفه ولده الكبير في الحانوت.
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود أوحد الدين بن أبي الفضل ابن الشحنة أخو المحب محمد والوليد الآتيين، ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة وتفقه بأبيه والبدر بن سلامة، ودخل القاهرة فأخذ بها عن قارئ الهداية والعز عبد السلام البغدادي وأذن له وولي قضاء صفد مراراً وناب في القاهرة عن التفهني ومات بها في الطاعون سنة ثلاث وثلاثين، أفاده أخوه المحب محمد.
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن محمد المحب القاهري الكتبي ويعرف بالسكري شيخ مسن له طلب وفيه فضيلة يحكي عن البلقيني وطبقته وكان من أكثر الكتبيين كتباً وفيها الكثير من الكراريس الملفقة والأجزاء المخرومة التي كان يأخذها من الترك ثم يسهر الليالي المتوالية على الشمع ونحوه ليكمل بعضها من بعض وقل أن يتحصل منه كبير أمر وأذهب في ذلك مالاً كثيراً كل هذا مع يبسه في البيع. مات ظناً بعد الخمسين عفا الله عنه.
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن يعقوب الزين الصفدي الشافعي ويعرف بابن يعقوب. ولد سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة تقريباً بصفد وحفظ القرآن والمنهاج الفرعي ومختصر ابن الحاجب الأصلي والكافية في النحو لأبن مالك وألفيه الحديث وتفقه ببلده على الشمس بن حامد وأخذ عنه في الأصول والعربية وغيرها وصاهره على ابنته وأخذ بدمشق عن الزين خطاب والبدر بن قاضي شهبة والبلاطنسي في آخرين ولكن جل انتفاعه انما هو بصهره وحج معه في سنة ثمانين، وزار بيت المقدس وقرأ البخاري في الجامع الظاهري المعروف بالأحمر نيابة عن صهره ثم استقر فيه بعده وكذا خلفه في الافتاء والتدريس، وقدم القاهرة غير مرة منها في سنة تسعين وقرأ علي في أول التي بعدها في البخاري وسمع مني المسلسل وأجزت له ولأولاده وهو إنسان فاضل متواضع أرجو تنزهه عن معتقد صهره.
عبد اللطيف بن محمد بن محمد زين الدين بن الشمس بن ناصر الدين الفارسكوري الشافعي أحد شهودها ويعرف بابن قويمة بضم القاف ثم واو وميم ثم هاء، ولد تقريباً سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بفارسكور ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وغيره واشتغل في الفقه والعربية والفرائض والميقات وتميز وتكسب بالشهادة ومن شيوخه الشهاب البيجوري وهو ممن سمع مني بالفاهرة.
عبد اللطيف بن محمد بن يوسف الأسيوطي القاهري البزاز أخو علي والد أهلي الآتي. مات بعد أن افتقر جداً عدي عليه بالقرب من انبابة في سنة ثلاث وسبعين ودفن بالوراق رحمه الله.
عبد اللطيف بن منقورة أحد الكتبة من الأقباط وعم عبد الباسط ابن يعقوب الماضي.
عبد اللطيف بن موسى بن أحمد بن علي بن عجيل اليماني أخو أحمد الماضي ويعرف بالمشرع أيضاً.
عبد اللطيف بن موسى بن عميرة بفتح أوله ابن موسى بن صالح السراج القرشي المخزومي فيما كتبه المزي لأبيه حين أثبت له بعض الأسمعة المكي الشافعي والد أحمد الماضي ويعرف باليبناوي، ولد سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه وكتباً واشتغل قليلاً في العربية وجود الكتابة وسمع من ابن صديق والشهاب بن ظهيرة وبه تفقه ولازم دروسه كثيراً وكان بأخرة أكثر الناس تسجيلاً عليه لمزيد اختصاصه به بل كان يسجل على غيره من حكام مكة وناله اهانة زائدة من بعضهم لعدم تلطفه في مخاطبتهم، وناب عن الجمال بن ظهيرة في العقود بوادي نخلة وفي الاصلاح بين الناس هناك وأم بقرية بشرا من وادي نخلة أيضاً وأصابه بها مرض تعلل به أشهراً ثم مات في النصف الثاني من رجب سنة ثمان عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وكان ديناً عارفاً بالوثائق والفقه ذكياً كيس العشرة لطيفاً، ترجمه الفاسي.
عبد اللطيف بن موسى الكجراتي، له ذكر في عمر بن أحمد بن محمد ابن محمد البطايني.
عبد اللطيف بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عبد النور المغربي الأصل الطويلي المالكي الشاعر، ولد سنة احدى وثمانمائة بالطويلة من الغربية بشاطئ النيل من عمل الدمار ونشأ بها ثم انتقل في سنة خمس وعشرين إلى القاهرة فأكمل بها حفظ القرآن وقرأ في ابن الجلاب على الزين عبادة واشتغل يسيراً وتدرب بالسراج عمر الأسواني ثم بالبدر البشتكي في النظم وتكسب بالشهادة في القاهرة وغيرها بل ناب في المحبة عن قضاتها وتعاني نظم الشعر وخمس البردة في ثلاثة تخاميس واستحذى بشعره الأكابر وغيرهم وكتب إلي بأبيات سمعتها مع غيرها منه وأكثر نظمه ليس بالطائل ولا كان بالثبت. مات في أواخر سنة ثمان وسبعين عفا الله عنه وإيانا.
عبد اللطيف بن هبة الله بن محمد ظهير الدين بن أرشد الدين بن نور الدين البكري الكتكي الشيرازي نزيل مكة، قال الطاووسي قرأت عليه قبل الثمانمائة القرآن ومقدمات العلوم وأجاز لي وانتقل من شيراز إلى مكة فجاور بها حتى مات سنة ثلاثين وعظمه.
 
عبد اللطيف افتخار الدين الكرماني الحنفي، قدم القاهرة مرتين الأولى في سنة ثمان وعشرين وأنزل بقاعة الشافعية من الصالحية وتصدى للاقراء وممن أخذ عنه الزين قاسم والشمس الأمشاطي وحكى لي عنه أنه سمعه يقول طالعت المحيط للبرهاني مائة مرة، وكان فصيحاً مستحضراً لفروع المذهب مع الخبرة التامة بالمعاني والبيان والمنطق وغيرها بحيث كان يقول في تلامذتي من هو أفضل من الشرواني، وبحث مع العلاء البخاري في دلالة التمانع وألزمه أمراً شديداً وأفرد في ذلك تصنيفاً ووافقه على بحثه النظام الصيرامي وتعصب جماعة كالقاياتي حمية لشيخهم وقال للبدر بن الأمانة أحفظ ألوفاً من الأسئلة التفسيرية وله على كتبه العقلية والنقلية حواش متقنة كثيرة الفوائد وسافر منها فحج ثم عاد ونزل بزاوية تقي الدين عند المصنع تحت القلعة واستمر إلى أول ولاية الظاهر جقمق فرجع إلى بلاده، ويقال إنه توفي يوم وصوله وحصل له بعينه خلل، والثناء عليه بالعلم والصلاح كثير، وكان له خال يقول عنه إنه شرح البيان للطيبي ويقول عن المحب بن نصر الله الحنبلي إنه عالم رحمه الله.
عبد اللطيف زين الدين الطواشي الرومي المنجكي العثماني الطنبغا ممن خدم بعد موت سيده فاطمة ابنة منجك فعرف به ثم انتقل لخدمة جقمق الأرغون شاوي نائب الشام فلما قتله الظاهر ططر استخدمه وجعله من خاص جمداريته فدام سنين مع ملازمته خدمة الطائفة القادرية إلى أن وقع بينها وبين الرفاعية تنازع في أواخر الأيام الأشرفية برسباي فشكاه حسن نديمه إليه فطلبه وقال له أنت جمدار أم نقيب وضربه وأخرجه من الجمدارية فلما استقر الظاهر ولاه مقدم المماليك بعد القبض على خشقدم اليشبكي فدام مقدماً سنين وحج أمير الركب الأول مرة بعد أخرى ثم انفصل بجوهر النوروزي نائبه في سنة اثنتين وخمسين وأقام بطالاً يتردد لثغر دمياط لعمارة له هناك فيها مآثر إلى أن مات في ليلة الجمعة رابع عشري صفر سنة احدى وستين ودفن من الغد وقد ناهز الثمانين وكان ديناً خيراً صالحاً متواضعاً كريماً محباً في الفقراء رحمه الله وإيانا.
عبد اللطيف الدنجيهي. في ابن عثمان بن سليمان.
عبد اللطيف الرومي الاينالي الطواشي. مات في صفر سنة أربع وخمسين عن نحو المائة وورثه حفيداً معتقه أحمد ومحمد ابنا أمير علي بن إينال.
عبد اللطيف الشامي العطار بمكة. مات بها في صفر وتسعين وكان يوجد عنده من الأعشاب والعطر ما ينفرد به ولذا يجتهد في التغالي في بيعها بغلظة ويبس عفا الله عنه.
عبد اللطيف القجاجقي الأشرف برسباي أحد الخواص من السقاة دام كذلك إلى أن أبطله الظاهر جقمق في أوائل أيامه واستمر حتى مات في ثامن ذي الحجة سنة أربع وخمسين وكان مذكوراً بالكرم ومحبة أهل العلم والفضل وهو صاحب الجامع المشرف على بركة الفهادة بالقرب من حدرة الكماجيين رحمه الله.
عبد اللطيف الناصري الساقي، مات سنة سبع.
عبد اللطيف النشيلي القاهري الأزهري الشافعي صهر الزين زكريا، مات في شعبان سنة سبع وسبعين وكان لا بأس به.
انتهى الجزء الرابع، ويليه الجزء الخامس وأوله: عبد الله //بسم الله الرحمن الرحيم

من اسمه عبد الله

عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله العفيف بن البرهان المغربي الأصل المكي الدهان الماضي أبوه ويعرف بالزعبلي. سمع من أبي بكر المراغي أشياء وكان كأبيه مباركاً منجمعاً عن الناس ملازماً للجماعة مع بعد منزله ويتكسب بدهن السقوف ونحوها وبالعمر أيام الموسم. مات بمكة في المحرم سنة خمس وثمانين.
عبد الله بن إبراهيم بن الجلال أحمد بن محمد الخجندي المدني الحنفي.
ولد بالمدينة النبوية ونشأ بها واشتغل على أبيه وشارك في الفضيلة وجود الخط عند أبيه والسيد على شيخ باسطية المدينة وكتب به أشياء ودخل القاهرة فأقام بها وباسكندرية مدة وقدرت وفاته بها مطعوناً سنة ثلاث وستين رحمه الله.
عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الجمال الحراني الأصل الحلبي الحنبلي كان يذكر أنه من ذرية الشرف بن أبي عصرون وأنه شافعي الأصل وولى قضاء الشغر قبل الفتنة شافعياً وكذا كانت له وظائف في الشافعية بحلب تحول بعد مدة حنبلياً وولى قضاء الحنابلة بحلب مرة بعد أخرى كأنظاره. قال العلاء بن خطيب الناصرية وكان حسن السيرة ديناً عاقلاً. ولى القضاء ثم صرف ثم أعيد مراراً ثم صرف قبل موته بعشرة أشهر. ومات في شعبان سنة إحدى وعشرين. ذكره شيخنا عن نحو ست وستين سنة ودفن بتربة الأذرعي والباريني خارج باب المقام من حلب ذكره شيخنا في أنبائه باختصار.
عبد الله بن إبراهيم بن حسين بن محمد العفيف الحميري المدني نزيل مكة وابن عم أبي القسم بن محمد بن حسين فقيه الزيدية ويعرف كل منهما بابن الشقيف - بمعجمة مضمومة ثم قاف ثم ياء التصريف ساكنة ثم فاء. قال التقي الفاسي: بلغني أنه ولد بزبيد ونشأ بها ثم قدم إلى مكة وأقام بها مدة ورزق دنيا وصار إلى بلاد الحبشة فأقام بها سبع سنين ثم دخل مصر وأقام بها مدة وولد له بمكة أولاد وصار له بها عقار وكان ذا ملاءة. مات بعد أن أوصى بمبرات وحبس أوقافاً لكثير من القربات في سنة سبع بمكة ودفن بالمعلاة.
عبد الله بن إبراهيم بن خليل بن عبد الله بن محمود بن يوسف بن تمام الجمال أبو محمد بن أبي إسحاق الزبيدي من بني السموءل السنجاري الأصل البعلي ثم الدمشقي الشافعي أخو عائشة ويعرف بابن الشرايحي الحافظ الشهير. ولد يوم الثلاثاء تاسع رجب سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها وأخذ عن العماد بن بردس وغيره ثم دخل دمشق فأدرك بها جماعة من أصحاب الفخر وأحمد بن شيبان ثم من أصحاب ابن القواس وابن عساكر ثم من أصحاب التقي سليمان والمطعم ثم من أصحاب الحجار ونحوه ثم من أصحاب ابن الجزري وابنة الكمال المزي فأكثر جداً من حدود الستين وإلى قرب موته حتى سمع من أقرانه فمن دونه، وهو مع ذلك أمي بل لا ينظر إلا نظراً ضعيفاً ومن شيوخه إسماعيل بن السيف أبي بكر بن إسماعيل الحراني سمع عليه الأربعين لأبي الأسعد القشيري وابن أميلة سمع عليه جامع الترمذي وسنن أبي داود والصلاح بن أبي عمر سمع عليه المسند ويوسف بن عبد الله بن الحبال سمع عليه سيرة ابن هشام وصار أعجوبة دهره في معرفة الأجزاء والمرويات ورواتها والعالي والنازل ولديه مع ذلك فضائل ومحفوظات ومذاكرة حسنة ومشاركة في فنون الحديث كل ذلك مع الشهامة والشجاعة والمهابة وكونه جداً كله لا يعرف الهزل بل يتدين مع خير وشرف، وخرج لجماعة من أقرانه فمن دونهم وحدث بمصر والشام؛ قال شيخنا سمعت منه وسمع معي الكثير في رحلتي وأفادني أشياء وانتفعت بأجزائه كثيراً، وقدم القاهرة بعد الكائنة العظمى فقطنها مدة طويلة وحدث فيها بالكثير من مسموعاته وممن سمع منه حينئذ ممن أخذنا عنه العلم البلقيني وابن أخيه الزين قاسم والركن عمر بن أصلم والزين رضوان ثم رجع إلى دمشق وأقام بها زمناً منفرداً وأخذ عنه ابن موسى وشيخنا الموفق الأبي والشهاب بن زيد ومن لا يحصى كثرة وامتحن بسبب قراءته خلق أفعال العباد للبخاري، وولى تدريس دار الحديث الأشرفية إلى أن مات في ثالث المحرم سنة عشرين، وأورده التقي الفاسي في ذيل التقييد باختصار وكذا ذكره المقريزي في عقوده، وروى عنه ابن ناصر الدين الثالث والعشرين من متبايناته فقال أخبرنا الشيخ العالم الحافظ المفيد المقرئ.
عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن خليل الجمال أبو حامد وأبو غانم بن الحافظ البرهاني أبي الوفا الحلبي أخو أنس وأبي ذر الماضيين. سمع على أبيه وشيخنا وآخرين ومما سمعه على أبيه جزء الجعفي ثم سمع معنا بحلب في سنة تسع وخمسين على ابن مقبل وعبد الواحد بن صدقة وحليمة ابنة الشهاب الحسيني وشيخ الشيوخ السيد العلاء الهاشمي ومحمد بن أبي بكر شيخ قرية جبرين في آخرين، وقدم القاهرة بعد في سنة إحدى وستين فسمع على العلم البلقيني جزء الجمعة وعلى المحلى والسيد النسابة في آخرين وكذا سمع بالشام وغيرها وحدث وسمع منه بعض الطلبة وجلس شاهداً ومسه بعض مكروه افتئاتاً من بعض طلبة أبيه وكان متميزاً في الرمي وصنف فيه وله اعتناء بطريق الفقراء بحيث استقر في مشيخة الشيوخ بعد محمد بيرق الرفاعي مع دين وعدم غيبة. مات في أواخر سنة تسع وثمانين وخلف أولاداً.
 
عبد الله بن إبراهيم موفق الدين بن القاضي سعد الدين القبطي القاهري ويعرف بلقبه. مات في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وثمانمائة عن سن عالية بمنزله بدرب الطباخ من بركة الرطيلي المعروف ببني تميم أقام به أزيد من ثلاثين سنة صيفاً وشتاءً ولوجاهته صار الدرب يعرف بدرب موفق الدين؛ كان أبوه كاتب جيش الشام وكذا كتب هو فيه أيضاً مع الكتابة في ديوان المماليك بل كان صاحب ديوان الأشراف وقتاً وانتمى للزين عبد الباسط في كتابة الجيش للمنادمة بدون مكروه وزاد اختصاصه به بحيث رسم عليه في أيام مصادرته سنة اثنتين وأربعين وبعدها وأطلق وبعده انجمع عن الناس وصار بيته مقصوداً بالتوجه إليه والاجتماع عنده من الفضلاء وغيرهم لكثرة تودده وحسن ائتلافه وإسلامه وعشرته ومحبته في إطعام الطعام مع مروءة وأدب وخير وستر، وكانت له أخت لم تتحول عن النصرانية فكان يتألم لذلك من غير قطع بره عنها؛ وممن كان يجيئه الشمنى وأحياناً الشيخ مدين وإمام الكاملية وكثيراً القرافي والشهاب الحجازي والسراج الوروري وأم عنده الشمس الأبشيطي الشافعي وما مات حتى تضعضع حاله جداً، وخلف ولداً كبيراً وهو الشهاب أبو الخير أحمد الماضي رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن إبراهيم البسكري المغربي المالكي نزيل بيت المقدس وشيخ دار القرآن المدرسة السلامية به كان يقرئ الناس فيها على قاعدة إبراهيم الأموي الصوفي فانتفع به خلق وكان يعرف القراءات وغيرها ويستحضر كثيراً من المدونة وللناس فيه اعتقاد كبير بحيث نقل عن التقي الحصني أنه ذكر له في جماعة صالحين فقال ما فيهم مثله تحكى عنه مكاشفات وكرامات قال وجلست في قبة الصخرة خالياً فسمعت ملكين يقولان الشيخ عبد الله البسكري من الأولياء ورأى رجل من مشاهير الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له من قرأ الفاتحة عليه دخل الجنة فاشتهر ذلك بحيث قصد من البلاد له بل صار من لم يدركه يقرؤها على قبره واستمر. مات بعد أن قارب التسعين أو جاوزها حتى صار يحمل في بساط في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن إبراهيم الغماري. سمع الميدومي وحدث عنه وممن سمع عليه خديجة ابنة أحمد بن سليمان بن البرهان.
عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني الشافعي الماضي أبوه. كان فقيهاً صالحاً سليم الصدر درس وأفتى وأشير إليه بعد أبيه من بين أخوته ومات في جمادى الأولى سنة خمس عشرة عن نحو خمس وأربعين. قاله الأهدل عبد الله بن أحمد بن أحمد البكري. كتب على استدعاء بعد الخمسين وقال أن مولده سنة اثنتين وثمانمائة.
عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يحيى بن عمر بن علي بن رسول الضياء المنصور بن الناصر بن الأشرف بن الأفضل ملوك اليمن الزبيدي. وليها بعد موت أبيه ودام حتى مات بزبيد وقت الزوال من يوم الأربعاء منتصف ربيع الثاني سنة ثلاثين كما حققه لي بعض أصحابنا المتقنين وحمل إلى تعز فدفن بمدرسة جده الأشرف. وأرخه الناشري في ربيع الأول والأول أضبط قال ومن أحسن ما صنع في دولته أنه أمر بمنع أرباب الطرق من النساء من الحضور لباب دار مملكته وأقيم بعده أخوه الأشرف إسماعيل فلم يلبث أن خلع وأقيم عمه الظاهر هزبر الدين يحيى بن الأشرف في رجب منها، وقد ذكره شيخنا في إنبائه باختصار وقال غيره أنه كان عادلاً ترك كثيراً من المنكرات التي قررها أجداده وعظم أحكام الشرع واجتمع في دولته العساكر الكثيرة وأظهر أبهة المملكة ولكنه لم تطل مدته رحمه الله. ولصاحب الترجمة ذكر في محمد بن سعيد بن علي بن محمد بن كبن الفقيه.
 
عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أبي العباس أحمد بن علي العفيف القيسي القسطلاني الأصل المكي الشافعي ويعرف بابن الزين. ولد سنة سبعين وسبعمائة أو قبلها بقليل بمكة ونشأ فسمع على الكمال بن حبيب والنشاوروي والجمال الأميوطي في آخرين، وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وغيرهما. وحدث روى عنه ابن فهد وحفظ الحاوى أو أكثره ولازم درس الجمال بن ظهيرة سنين ثم ترك. وتعاني الشهادة والوثائق والسجلات وناب في القضاء بمرسوم الدولة المظفرية أحمد بن المؤيد ولكن لم يظهر ذلك إلا قبل موته بجمعة، وكان يذاكر بمسائل من الفقه مع معرفة بالوثائق والسجلات والدعاوى بحيث صار مقصوداً فيها. مات في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين بمكة ودفن بمقبرة أصحابه القسطلانيين من المعلاة رحمه الله.
عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن علي بن عيسى بن محمد بن عيسى بن محمد بن عيسى الجمال الحسني السمهودي الشافعي الماضي أبوه والآتي ولده النور علي. ولد سنة أربع وثمانمائة بسمهود ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي وألفية ابن مالك وعرضها على جماعة وارتحل إلى مصر قبل استكمال العشرين فأخذ بها الفقه عن الميدومي والد زكي الدين وحضر مجلس أبي هريرة بن النقاش والبهاء بن القطان ثم قدم القاهرة في سنة ست وثلاثين فلازم دروس القاياتي بل قرأ عليه النكت لأبن النقيب بتمامها وأذن له في الإفتاء والتدريس وأخذ العربية عن المحلى قرأ عليه ابن عقيل ثم لازمه بأخرة فيها وفي الفقه وأصوله وغير ذلك وكان ينزل تحت بالمؤيدية وكذا أخذ عن الونائي وغيره ولقي بمكة إذ جاور بها بعض سنة أبا القسم النويري فأخذ عنه واجتمع هناك بالشهاب بن رسلان واستفتاه عن شيء يتعلق بالحج في أيامه فقال أخشى من انتشار الكلام وطول المباحثة فيكون جدالاً، وناب في قضاء بلده عن الجلال البلقيني فمن بعده ولم يتعد لغيرها من الأعمال التي كانت مع والده مع استنجاز شيخه الميدمي المرسوم له بذلك وقدم على القاضي فأعلمه بهذا فصار يقضي العجب من شاب يزهد في المنصب وكون غيره من الشيوخ يبذل الأموال فيه واتفق له مع القاياتي والمناوي نحو ذلك واعتذر بأنه لو سئل في القيامة عن نفسه لم يجد خلاصاً فكيف بأهل إقليم؛ واقتصر على بلده لتعينه عليه فيها فكان يقضي ويدرس ويفتي فلما كانت سنة ثمان وخمسين عزل نفسه محتجاً بأنه لا يعلم ببلده مستكملاً شروط العدالة مع أنه لا يسعه إلا قبوله، هذا مع أن غالب قضاياه لم تكن إلا توقيفاً وصلحاً بحيث كان يقصد من أقاصي الصعيد فما دونها لذلك احتساباً بل يضيفهم ويقوم بكلفهم وحين أعرض عن ذلك استقر ولده الكبير عبد الرحمن عوضه، ولزم صاحب الترجمة الإفتاء والتدريس والعبادة مع طريقته في الانجماع بمنزله وعدم البروز إلا للجماعة حتى لا يعرف سوق بلده مع صغرها بل اتفق أنه كان بجامع الصالح حين اجتياز الأشرف بعساكره متوجهاً لآمد فقام الجماعة كلهم لرؤيته وهو لم يتحرك من مكانه وهكذا كان دأبه لم يكن يصرف شيئاً من أوقاته في غير عبادة مع الورع التام بحيث أن بعض بني عمر أمراء الصعيد تزوج بأخته بعد مراجعة ومحاورة ومراغمة فما تناول لهم شيئاً ولا اختلط معهم في شيء حتى أنه أفرد ما جرت العادة بإرساله عند الخطبة إلى وقت الدخول فأرسل به إليهم؛ ولم يزل على طريقته إلى أن مات بها شهيداً تحت هدم عقب صلاة المغرب وقراءته سورة الواقعة في سادس عشري صفر سنة ست وستين رحمهم الله. أفاده ولده بأطول من هذا.
عبد الله بن أحمد بن حمدان بن أحمد الجلال بن الشهاب الأذرعي الحلبي الشافعي أخو عبد الرحمن الماضي. أخذ عن أبيه وغيره وقدم دمشق قبل الفتنة فقطنها وكان فقيهاً جيد البحث خيراً منجمعاً عن الناس وعنده غالب مصنفات أبيه فلا يبخل بإعارتها. مات في ليلة الجمعة ثالث عشري رمضان سنة خمس وثلاثين. وله ذكر في البرهان البيجوري.
 
عبد الله بن أحمد بن صالح بن أحمد بن خطاب الجمال بن الشهاب البقاعي الأصل الدمشقي الشافعي المذكور أبوه في المائة الثامنة والآتي أخوه عبد الوهاب ويعرف كهو بالزهري. ولد في جمادى الآخرة سنة تسع وستين وسبعمائة وحفظ التمييز وتفقه بأبيه وأذن له في الإفتاء والتدريس سنة إحدى وتسعين ودرس بالقليجية وغيرها وناب في الحكم، وكان عالي الهمة لم تطل مدته بعد أبيه. مات بدمشق في المحرم سنة إحدى. ذكره شيخنا في أنبائه.
عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن الجمال المصري المكي أخو عبد الرحمن الماضي. ممن سمع مني بمكة.
عبد الله بن أحمد بن عبد العزيز بن موسى بن أبي بكر الجمال العذري البشبيشي ثم القاهري الشافعي. ولد في عاشر شعبان سنة اثنتين وستين وسبعمائة وأخذ الفقه عن ابن الملقن والعربية عن الغماري واختص به ولازمه، وبرع في الفقه والعربية واللغة وكذا الوراقة وتكسب بها وكتب الخط الجيد ونسخ به كثيراً، وناب في الحسبة عن التقي المقريزي وصنف كتاباً في المعرب وآخر في قضاة مصر وآخر في شواهد العربية بسط فيه الكلام، قال شيخنا سمعت من فوائده كثيراً وكان ربما جازف في نقله، وذكره المقريزي في عقوده وحكى عنه. مات باسكندرية في ذي القعدة سنة عشرين. قلت وبشبيش قرية من أعمال المحلة بالغربية تشتبه بشيشين من تلك النواحي أيضاً.
عبد الله بن أحمد بن عبد اللطيف بن محمد بن يوسف أنصاري الزرندي المدني أخو محمد الآتي. سمع على الزين المراغي.
عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن اللخمي التونسي الفرياني المالكي قريب محمد بن حمد بن محمد بن عبد الرحمن الآتي. ذكره شيخنا في مشتبه النسبة وقال أخذ عن بعض أصحابنا، ومات سنة اثني عشرة راجعاً من الحج.
عبد الله بن أبي العباس أحمد بن عبد الله بن يحيى التونسي المرجاني. سمع من العز بن جماعة والفخر النويري والكمال بن حبيب وأخذ عنه التقي بن فهد وقال أنه كان رجلاً صالحاً خيراً ديناً، ولم يزد.
عبد الله بن أحمد بن عبد الله الجمال النحريري المالكي قاضي حلب وابن قاضيها. يأتي فيمن لم يسم أبوه فأظن أنه ابن أحمد بن عبد الله.
عبد الله بن أحمد بن عبد الله الجمال الهريبطي ثم القاهري الصحراوي. سمع مني في المجاورة الثانية كثيراً وحج معي في سنة إحدى وسبعين وكان خيراً يتلو القرآن، ومات قريب الثمانين أو بعدها.
عبد الله بن أحمد بن عبد الله الغزي الخطيب بها. ممن سمع مني بالقاهرة.
عبد الله بن أحمد بن عبيد الله بن محمد الجمال بن الشهاب السجيني الأصل الأزهري الحنفي هو والماضي أبوه. قرأ القرآن واشتغل يسيراً في الفقه والعربية وقرأ علي في البخارى لأجل قراءته فيه عن أبيه بتربة الأشرف فايتباه ثم استقلالا بعده، وتكسب بالشهادة وكان لا بأس به. مات في صفر سنة ست وثمانين عقب والده بيسير رحمه الله وعوضه الجنة. عبد الله بن أحمد بن علي بن عيسى بن محمد بن عيسى. مضى في ابن أحمد بن أبي الحسن قريباً.
عبد الله بن أحمد بن علي بن محمد بن قاسم بن صاح البدر ثم الجمال أبو المعالي بن الشهاب المصري الشافعي والد إبراهيم وزينب ويعرف كأبيه بالعرياني. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وأحضره أبوه على الميدومي جزء البطاقة ونسخة إبراهيم بن سعد وغير ذلك بل لبس منه خرقة الصوفية وأسمعه على العرضي وناصر الدين التونسي ومظفر الدين العطار وأبي الحرم القلانسي ومحمد بن يعقوب بن الرصاص ومما سمعه عليه جزء كامل بن طلحة والحافظ مغلطاي في آخرين، وأجاز له البياني وابن الخباز وخلق وطلب بنفسه فسمع الكثير وحصل الأجزاء والنسخ ودار على الشيوخ وقرأ الصحيح غير مرة سيما بالقلعة وناب في الحكم وفتر عن الاشتغال، وكان كثير الدعابة والمزاح حاد الخلق ولو تصون لساد. قاله شيخنا وهو ممن سمع منه الكثير من شيوخه بل أخذ شيخنا عنه، وقال العيني أنه لم يكن عنده طائل علم، وذكره المقريزي في عقوده. ومات في عاشر رمضان سنة عشر وممن روى لنا عنه الزين الفاقوسي وأنشد ابنه إبراهيم عنه عن العلامة الشمس بن الصايغ من قوله:

عشقت تركي منور بدر السما غير أن

 

مواصل الشرب والشوى على النيران

اسمع صفات طباعو واصل هجـران

 

من اللبن شهـوتـو فـي كـل يوم


عبد الله بن أحمد بن علي عفيف الدين أبو محمد وأبو مخرمة الحميري الشيباني الحضري الهجراني المدني الدار اليماني الشافعي ويعرف بأبي مخرمة. ممن تقدم في الفقه وأصوله والعربية والحديث والتفسير وكان من شيوخه في الفقه أبو حشيش وفي غيره أبو شكيل محمد بن مسعود قاضي عدن وغيرهما، ودرس وأفتى وكلفه على بن طاهر قضاء عدن فدام قريب أربعة أشهر ثم فر وهو الآن متوجه لنفع الطلبة خاصة مع علو همة وشرف نفس، وعمل على جامع المختصرات نكتاً في مجلدة وكذا على ألفية النحو في كراريس مفيدة ولخص شرح ابن الهائم على الياسمينية إلى غير ذلك من رسائل في علم الهيئة وغيرها وفتاويه جيدة وعبارته محكمة وهو الآن في سنة سبع وتسعين جاز الستين وقد أرسل لي وأنا بمكة يستدعي الإجازة مني فأجبته.
عبد الله بن أحمد بن عمر بن عثمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الحق بن عبد الملك بن عبد الله الجمال الدميري الأصل القاهري الشافعي حفيد ابن عم عبد اللطيف بن محمد بن عبد الله الماضي ويعرف بابن البحشور وكان فيما بلغني يغضب منها. ولد في ثامن رمضان سنة خمس وتسعين وسبعمائة بأسيوط وانتقل مع أبيه إلى القران فقرأ القرآن عند الجمال الصفي وحفظ العمدة والتنبيه وعرضهما على جماعة واشتغل في الفقه يسيراً على الجمال القرافي والمحب المناوي وتكسب بالشهادة وسمع على رفيقه في حانوت السروجين الشمس محمد بن قاسم السيوطي جزءاً فيه تساعيات العز بن جماعة وحدث به قرأه عليه الطلبة أخذته عنه ورأيت بخطه مصحفاً، ودخل اسكندرية وغيرها وتنزل في صوفية البيبرسية ولقربه من سكن النجم بن النبيه عين الموقعين صار يرتفق به فاشتهر بذلك مع أنه لم يكن في صناعته بالماهر لكنه كان خيراً حريصاً على الجماعة مديماً للتلاوة عفيفاً مرضى الشهادة، ولما مات النجم جلس موقعاً بباب قاضي المالكية ابن حريز حتى مات في ربيع الأول عام ست وسبعين بعد أن مرض بالفالج مدة، ودفن بالصوفية رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن أحمد بن عمر بن عرفات بن أحمد بن عوض الجمال الأنصاري القمني ثم القاهري الشافعي ابن أخي الزين أبي بكر وأخو عبد الرحمن. ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة بقمن وانتقل به أبوه إلى القاهرة فحفظ القرآن على الشمس البوصري فيما زعم وحفظ المنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض على جماعة واشتغل في الفقه يسيراً على عمه بل وعلى الكمال الدميري والبهاء أبي الفتح البلقيني وحضر دروس السراج البلقيني ومواعيده وفي النحو عن المحب بن هشام وفي الأصول عند قنبر ولكنه لم يمهر في شيء من ذلك واعتنى به عمه فأسمعه الكثير على الصلاح الزفتاوي والتنوخي وابن أبي المجد ابن الشيخة وابن الداية والحافظين العراقي والهيثمي والأبناسي والغماري والحلاوي والسويداوي والتقي الدجوي والفرسيسي وابن الفصيح والجمال الرشيدي وناصر الدين العسقلاني الحنبلي وستيتة ابنة غالي وخلق ومما سمعه على ستيتة أخبار الطفيليين وعلى ابن الشيخة مشيخة ابن عبد الدائم والأربعين للحاكم وعلى التنوخي جزء الأنصاري وجزء أبي الجهم وكتب عن العراق كثيراً من أماليه وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وطائفة، وحج غير مرة وجاور وكان يقول أنه سمع هناك على الجمال بن ظهيرة وكذا سافر لدمشق وزار بيت المقدس حين كان عمه شيخ صلاحيته؛ وتكسب بالشهادة وأم بالصالحية وحدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه أشياء وكان عظيم الرغبة في الأسماع محباً في الأقراء وفي كلامه تزيد. مات في شعبان سنة ست وخمسين رحمه الله وعفا عنه.
 
عبد الله بن أحمد بن قاسم بن مناد النفزاوي القروي بلداً نسبة للقيروان المغربي المالكي. ولد سنة في حدود سنة خمس وثمانين وسبعمائة بالقيروان وقرأ بها القرآن لنافع على محمد بن أبي زيد صاحب قصر المنستير وفي الفقه على محمد بن مسعود وعنه أخذ التصوف وصحيح مسلم والشفا على أبي عبد الله محمد الرماح وأبي القسم بن ناجي وكتاب البردعي والمورد العذب وكلاهما في الوعظ على حسن الحلقاوي والأذكار على محمد بن عبد الله الشيبي في مزار الشيخ عبد الله بن أبي زيد، وشغف بالتصوف وأهله فأخذ عن أبي زيد عبد الرحمن البنا وسالم المرو وغيرهما، وحج مراراً من سنة تسع وعشرين إلى سنة ست وأربعين ولقيه البقاعي فيها وقال إنه كان شيخاً جسناً يلوح عليه الخير وسلامة الفطرة غير أنه متوغل في أمور الصوفية منهمك في عشرتهم قد اختلطت كلماتهم وأفعالهم بلحمه ودمه سريع النظم مع لحنه وربما يقع له الوسط وعنده فضيلة، ودخل تونس وأخذ عنه أصحابه قصيدته الصفوة شرح القهوة وأولها:

أيا ساقي لنا صـفـواً

 

أدرها لي بغير مزاج

وكذا دخل قسطنينة وبسكرة وصنف انجاد الأنجاد في فضل الجهاد ونظم قصيدة وعظية في الأهوال الأخروية أولها:

بحمد الله أبتدئ المسـائل

 

وحمد الله عون لكل قائل

وأخرى تسمى أنوار الفكر في أسرار الذكر أولها:

إذا أردت بعون الله تـتـزر

 

دوام نصحتك ذكر الله تنتصر

مات قريب الخمسين.
عبد الله بن أحمد بن محمد بن عمر الحوراني الأصل الكالكوتي المولد نزيل مكة والآتي أخواه أبو بكر وقاسم. ولد في سنة تسع وسبعين وثمانمائة بكالكوت ونشأ بمكة فقرأ في القرآن وغيره عند الفقيه حسن الطلخاوي وسمع علي بقراءة ابن عمه الكثير من البخاري ومن لفظي المسلسل بالأولية وسورة الصف وحديث زهير العشاري وأربعي النووي وغيرها لفظاً وغيره وكتبت له في إجازة أخيه وابن عمه ثم سافر إلى الهند وحضر بعد موت أبيه ويقال أنه أنجب أخوته.
عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن حسن الجمال السمنودي الشافعي ويعرف بابن صعلوك. لقيته بسمنود فكتبت عنه قوله:

تعرض البدر يحكى بعض صورته

 

فراح منخسفاً من شدة الغضـب

وبانة الجزع ماست مثل قامـتـه

 

تبت وقد أصبحت حمالة الحطـب

ثم تكرر قدومه القاهرة وكان يحضر عندي في الإملاء وغيره. مات بعد الثمانين وأظنه جاز السبعين رحمه الله.
عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد بن عبد الله بن عشائر التاج الحلبي الشافعي. ولد بحلب سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وسمع بها على التقي إبراهيم بن عبد الله بن العجمي وغيره، وأجازت له زينب ابنة الكمال وجماعة من دمشق وحدث سمع منه البرهان الحلبي وكان عاقلاً ديناً ساكناً ذا وظائف وأملاك بحيث يعد في الأعيان. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين بحلب ودفن بمقبرتهم خارج باب المقام. ذكره ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا باختصار.
عبد الله بن أحمد بن محمد بن عمر عفيف الدين بن الشهاب الحضرمي الشامي اليماني الشافعي الأشعري نزيل مكة ويعرف بأبي كثير. فاضل مفنن يشارك في أشياء حضر عندي بمكة بحثاً ورواية وكتب بخطه عدة نسخ من القول البديع وامتدحني بأبيات هي عندي بخطه ولا زال ينظم حتى انصقل وصار يأتي بالقصائد الحسنة في مدح قاضيها وهو الآن من نبهاء فضلائها نسخ بخطه الكثير.
عبد الله بن أحمد بن محمد بن عيسى جمال الدين بن الشهاب السنباطي الأصل القاهري الحنبلي الماضي أبوه ويعرف بابن عيسى. كان سمتاً حسناً منجمعاً عن الناس، باشر في تربة يلبغا وغيرها وعرض عليه العز الحنبلي النيابة غير مرة فامتنع واعتذر بعدم الأهمية ولذا كان يرجحه في العقل على أبيه. مات في صفر سنة اثنتين وثمانين رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله الجمال بن التنسي المالكي قاضيهم وابن قاضيهم. تقدم في عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي الوفا أنه غرق في بحر النيل مع جماعة هو منهم في سنة أربع عشرة وثمانمائة وأظنه أخو شيخنا البدر محمد بن التنسي لكن المتولي لقضاء المالكية اسمه محمد لا عبد الله فيحرر.
عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد السيد أصيل الدين بن أمام الدين بن شمس
الدين بن قطب الدين بن جلال الدين الحسيني الأيجي الشافعي نزيل مكة ومن بيت الصفى والعفيف الأيجيين ويعرف بالسيد أصيل الدين. ولد تقريباً سنة خمس أو ست وأربعين وثمانمائة وأخذ عن قريبه المعين وابن الصفى في النحو والأصلين والتفسير بل سمع عليه جميع تفسيره وغير ذلك بحيث كان جل انتفاعه به وكذا أخذ عن الشرواني حين مجاورته بمكة الرسالة والوضيعة للعضد وحاشيتها للسيد وعن سلام الله الإصبهاني بعض شرح التذكرة في الهيئة للسيد وقرأ على عبد المحسن الشرواني نزيل مكة المنهاج الفرعي والأصلي وشرحه للإصبهاني وعلى يحيى العلمي شرح النخبة وغيرها ولازم دروس البرهان بن ظهيرة في الفقه والتفسير بل سمع عليه الكثير وكذا سمع على زينب الشوبكية ولازمني وأنا بمكة في مجاورتي الثالثة والرابعة حتى قرأ علي في الأولى شرحي لألفية العراق بحثاً من نسخة حصلها جلها بخطه والسنن لأبي داود والبعض من الصحيحين وتصانيفي في ختم الكتب الثلاثة إلى غيرها من تصانيفي ومروياتي وفي الثانية غالب جامع الأصول لأبن الأثير وكتبت له إجازة اختصرتها في التاريخ الكبير، وهو من الأفاضل الذين أخذوا عني بمكة مع الدين والتواضع والتقنع والأدب وجودة الخط والضبط والمحاسن الجمة وربما أقرأ الطلبة بل انتفع به الفضلاء ولكثرة ما يقع لابن ناصر من الغلظ والخبط الذي لا ينهض لترجيعه عنه انكف عن حضور الكشاف زاده الله فضلاً.
عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الجمال المصري الأصل المدني الشافعي أخو الشمس محمد وإبراهيم لأبيهما وهو الأصغر ويعرف كأبيه بابن الريس لكون رياسة المدينة النبوية معهم وبابن الخطيب. ولد في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة أو التي بعدها وحفظ المنهاج وألفية النحو واشتغل وشارك في الفرائض والحساب ودخل القاهرة والشام وغيرهما وباشر الرياسة مع أخويه واستمر حتى مات في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين عن أربعين سنة رحمه الله.
عبد الله بن أحمد بن محمد السروي ثم السفطي الشافعي أحد جماعة الغمري.
إنسان خير اشتغل وشارك وقرأ على الكثير من البخاري ونعم الرجل وهو في الأحياء.
عبد الله بن أحمد بن محمد الشبروملسي. ممن سمع مني قريب التسعين.
عبد الله بن أحمد بن محمد المراكشي الأصل الخليلي شيخ زاوية عمر المجود بها. ممن اشتغل شافعياً في التنبيه وقرأ على البرهان الأنصاري ولكنه أقبل على طريق المتصوفة مع خيره وخير أبيه. مات في شوال سنة خمس وتسعين ببلد الخليل وقد جاز الستين رحمه الله.
عبد الله بن أحمد بن موسى بن إبراهيم الجمال أبو الفضل بن الشهاب الحلبي الأصل القاهري الحنفي أخو عبد الرحيم الماضي وشريكه في شيوخه هناك ويعرف بالحلبي. أجاز لي ومات في شعبان سنة إحدى وخمسين عن نحو الستين وكان يتصرف بالرسلية في الصالحية.
عبد الله بن أحمد الجمال بن الشهاب القسطلاني المصري خطيب جامعها العمروي هو وأبوه نحو خمسين سنة. مات في العشر الأخير من رمضان سنة خمس وقد زاد على السبعين بعد ما اختلط واستقر بعده في الخطابة التقى المقريزي وهو الذي أرخه.
عبد الله بن أحمد عفيف الدين أبو محمد الحضرمي. مضى فيمن جده على.
عبد الله بن أحمد الإمام أبو محمد اللخمي التونسي الفرياني - بضم الفاء وتشديد الراء بعدها تحتانية خفيفة وبعد الألف نون وصحفها بعضهم الغرياني - المغربي. قال شيخنا في أنبائه: كان فاضلاً مشاركاً في الفقه والعربية والفرائض مع الدين والخير. مات راجعاً من مكة إلى مصر ودفن بعد عقبة أيلة في المحرم سنة اثنتي عشرة، وكذا قال التقي الفاسي وقد حكى صاحبنا الإمام أبو محمد كان ذا معرفة جيدة بالحساب وله مشاركة في الفقه وغيره وملاءة وافرة. مات بتيه بني إسرائيل وهو قافل من الحجاز إلى مصر لقصد بلاده تغمده الله برحمته.
عبد الله بن أحمد الفرنوبي الأصل المكي الشهير بالأقصرائي لخدمته لأمين الدين. مات في شعبان سنة ثمانين بالقاهرة وكان يكثر التردد إليها وإلى غيرها شديد السعي والتحصيل والمداخلة للناس سيما بني الدنيا وكان يقصدني كثيراً رحمه الله.
 
عبد الله بن إسماعيل. لعله إبراهيم الشيرازي ثم المدني نزيل مكة ويعرف بالعفيف المدني. ولد بها ونشأ فسمع بها من ابن صديق في سنة سبع وتسعين وسبعمائة بعض البخارى ودخل هرموز بل العجم وكان مثرياً ذا دور. ومات بمكة في شوال سنة ثلاث وخمسين. أرخه ابن فهد.
عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عمر بن علي بن عمر بن أبي بكر العفيف أبو الخير بن الشرف العلوي الزبيدي الماضي جد أبيه الوجيه صاحب البديعية. كان رجلاً كاملاً متواضعاً مشاركاً في علوم كثير الذكر دائم الفكر اشتغل بالأسماء والأوفاق وشارك في علم النجوم وفاق في حساب الديوان ولذا أقام في خدمة المسعود آخر ملوك بني رسول حتى مات بثغر عدن سادس عشري جمادى الثانية سنة خمس ولم يكن يشارك أبناء جنسه من المباشرين إلا بقدر الحاجة وله طريقة في تقريب الحساب معروفة عند رفقائه وأمثاله. أفاده لي بعض أصحابنا اليمانيين.
عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو محمد الناشري اليماني. حفظ التنبيه وأخذ عن عميه القاضيين محمد بن عبد الله والشهاب أحمد بن أبي بكر وغيرهما، وكان فقيهاً عالماً غاية في الحفظ يحفظ من مرة وولي القضاء بأماكن مع كثرة العبادة والتلاوة واستعمال الأوراد والأذكار وكونه حلو النادرة مليح المحاورة حديد السمع جداً عطر الرائحة ولو لم يتطيب كثير الخشوع. مات بعد أن كف بمدينة زبيد في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين.
عبد الله ويقال اسمه يحيى بن إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر ابن علي بن رسول الظاهر هزبر الدين بن الأشرف. سيأتي في يحيى.
عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن بردس البعلي.
عبد الله بن إسماعيل العفيف المدني. مضى فيمن جده إبراهيم قريباً.
عبد الله بن الطنبغا الأحمدي. ممن سمع مني بالقاهرة.
عبد الله بن أيوب. هو ابن علي بن أيوب يأتي.
عبد الله بن أبي بكر بن إبراهيم النمراوي. ممن سمع مني بالقاهرة.
عبد الله بن أبي بكر بن حسن أو حسين الجمال السنباطي ثم القاهري الشافعي الواعظ. ولد في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعمائة وحفظ القرآن والشاطبية والرائية وألفية ابن مالك وغيرها، وعرض في سنة خمس وسبعين على ابن الملقن والشمس محمد بن الصايغ والكمال الدميري وغيرهم وأجازوا له، ولازم البلقيني في الفقه وغيره وسمع عليه البخاري بل كان هو قارئ الميعاد عنده من كلامه وكلام غيره ثم عند ولديه من بعده، وناب في القضاء عن الجلال فمن بعده وتقدم في الفقه والوعظ وتكلم على الناس بالجامع من نحو سبعين سنة إلى أن اشتهر ذكره وحظي فيه إلى الغاية وكذا وعظ بمكة حين جاور بها وراج أمره هناك أيضاً حتى أن الشاب التائب الواعظ فارق مكة وبرز إلى جهة اليمن، وقد حدث باليسير وكان على وعظه أنس ولكلامه وقع في النفوس. أثنى عليه شيخنا في تاريخه وذكره العيني باختصار، تمرض مدة قيل أنها أكثر من سنة ومات بعد أن أعرض عن القضاء من مديدة في آخر رمضان سنة ست وأربعين رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن أبي بكر بن خلد بن موسى بن زهرة - بالفتح - الحمصي الحنبلي ابن عم عبد الرحمن بن محمد الماضي. ولد تقريباً سنة أربع وثمانين وسبعمائة بحمص وسمع بها من إبراهيم بن فرعون قطعة من آخر الصحيح وحدث بها قرأها عليه النجم بن فهد. مات قبل دخولي حمص إما بقليل أو كثير.
عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة العفيف القرشي المخزومي الزبيدي المكي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد ظناً سنة ثلاث وثمانمائة بزبيد وأمه من أهلها ونشأ بها، وحج مراراً فسمع من عمه الجمال بن ظهيرة وأجاز له ابن صديق وآخرون روى عنه بالإجازة صاحبنا النجم بن فهد. ومات في أحد الربيعين سنة ثمان وخمسين بزبيد.
 
عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد السيد جمال الدين البوني ثم الهوي الأصل القاهري الشافعي سبط ابن تقي القبابي. ولد تقريباً سنة ثلاثين وثمانمائة ونشأ يتيماً فتكسب حريرياً ثم أعرض عن ذلك واشتغل في الفقه والعربية وغيرهما وشارك بقوة ذكائه، ولازمني في شرح الألفية وغيرها رواية ودراية وكذا أخذ عن أخي وجل تدبره به وتكسب بالشهادة وضاق عليه الحال فرجع إلى بلاده في الصعيد فأقام بها يسيراً ولم يحصل في الموضعين على طائل فعاد شاهداً وتزايد ضيقه.
عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن القاضي التقى أبي الفضل سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن أبي عمر الجمال بن العماد المقدسي الصالحي الحنبلي أخو ناصر الدين محمد وست الفقهاء ويعرف كسلفه بابن زريق - بتقديم الزاي مصغر. ولد في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بصالحية دمشق واعتنى به عمه الحافظ ناصر الدين فأحضره على خليل بن إبراهيم الحافظي والعلاء علي بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان المقدسي وإبراهيم بن أبي بكر بن السلار والشمس محمد بن محمد بن عبد الله بن عوض وغيرهم وأسمعه على أحمد بن إبراهيم بن يونس العدوي وعبد الرحمن بن عمر بن مجلي وناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة ومحمد بن الرشيد عبد الرحمن المقدسيين ورسلان الذهبي والشهاب بن العز وفرج الشرفي وأبي هريرة بن الذهبي وخلق وأجاز له جماعة وحدث سمع منه الفضلاء؛ وناب في الحسبة بدمشق. مات في مستهل جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين رحمه الله وإيانا، وفي الحلبيين الجمال عبد الله بن محمد بن زريق وسيأتي.
عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن أبا علوي الشريف الحسني عفيف الدين شيخ حضرموت وركنها توفي أبوه وهو صغير فنشأ في حجر عمه الشريف عمر بن عبد الرحمن أبا علوي على قدم نفيس ثم استمر يترقى بصحبة سادات الشيوخ والتأدب بآدابهم والتخرج بهم حتى بلغ مرتبة الأكابر وأكب على مطالعة الأحياء حتى كاد أن يحفظه وكذا أكثر من مطالعة الرسالة وغيرها من تصانيف الغزالي وغيره، كل ذلك مع لطفه ومعرفته وحسن محاضرته ولطف محاورته ومخالطته للفقهاء والفقراء بما يناسبهم وكان أولاً ينكر السماع ثم صار السماع غالب أوقاته واشتهرت عنه كرامات جمة بحيث أفردها بعض أصحابه في جزء وصحبه جماعة كثيرون فانتفعوا به وقصدوه من الأماكن البعيدة وصار في وقته فرداً حتى في ضحوة الأحد ثالث عشر رمضان خمس وستين أفاده لي بعض الآخذين عني في صلحاء اليمن مطولاً وقال لي في موضع أنه أحد الأولياء الكبار ممن أخذ عنه السيد السراج عمر بن عبد الرحمن أبو علوي الحضرمي الآتي وأنه جمع من مناقبه جزءاً لطيفاً فيه جملة من كراماته.
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن سلامة المضري - بالمعجمة نسبة لمضر القبيلة المعروفة - الموزعي - بفتح الميم وسكون الواو ثم زاي مفتوحة وآخره عين مهملة وموزع قرية حسنة بينها وبين الساحل ليلة - اليماني. خلف والده المتوفي في سنة تسعين وسبعمائة على طريقة مرضية وأخلاق زكية متمسكاً بالسنة وطال عمر في الطاعة والملازمة على الجماعة إلى أن مات في سنة أربع وخمسين وله ذرية بقريته أخيار صالحون. أفاده لي بعض أصحابنا اليمانيين.
عبد الله بن أبي بكر بن نصر بن عمر بن هلال جمال الدين بن الشرف الطائي الحبشي الأصل المعري ثم الحلبي البسطامي الشافعي الآتي أبوه وأخوه محمد. ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة بمعرة النعمان ونشأ بها وتحول مع والده لحلب فقطنها وخلفه في الزاوية البسطامية الدورية المركبة على نهر قويق على طريقة جميلة من العبادة والخير والذكر والكرم. مات بالقاهرة سنة ثمان وخمسين ودفن بتربة الشاذلي رحمه الله.
عبد الله بن أبي بكر بن يحيى الزوقري اليماني الشافعي أحد الفضلاء من أهل تعز. أفتى ودرس بالمظفرية وكان مشكور السيرة. مات سنة عشر. ذكره شيخنا في إنبائه.
 
عبد الله بن جار الله بن زايد بن يحيى بن محيا بن سالم بن معقب السنبسي المكي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن زايد. ولد تقريباً سنة ثمان أو أربع وثمانين وسبعمائة وأجاز له النشاوري والمليجي والعاقولي وابن عرفة والعراقي والهيثمي وأحمد بن ظهيرة وعلي النويري وآخرون وأخذ عنه النجم بن فهد وقال مات في ليلة الأربعاء مستهل المحرم سنة إحدى وأربعين بمكة وصلى عليه بعد صلاة الصبح ودفن بالمعلاة.
عبد الله بن حجاج بن أحمد بن موسى البرماوي القاهري المكتب والد البدر محمد الآتي ويعرف بابن حجاج وكتب فيما قيل على الوسيمي وغيره وبرع وتصدى لتعليمها وكتب درجاً قرضه له شيخنا وغيره، وتنزل في الجهات وكان فيما بلغني فقيراً. مات قريب الخمسين ورأيت شهادة أبيه على الفخر البلبيسي إمام الأزهر سنة ست وثمانين وسبعمائة ووصفه بشيخنا.
عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الجمال الدمشقي الأصل القاهري الأذرعي أخو الشهاب أحمد الماضي ووالد البدر محمد الآتي. قرأ القرآن وبرع في الموسيقى ونادم عبد الباسط بل كان أحد موقعي الدست، ولما سافر يحيى بن العطار على مشيخة الباسطية القدسية رغب له عن أشياء من وظائفه رغبة أمانة لوثوقه به فلما عاد أعطاه ما اجتمع له منها مع عود الجهات. مات في شوال سنة ست وأربعين. أرخه العيني ووصفه الخيضري بالقاضي.
عبد الله بن خلف بن محمد بن عثمان الجمال النابتي - بنون ثم موحده بعدها مثناة فوقانية - ثم القاهري نزيل الظاهرية القديمة. ولد سنة ست وستين وسبعمائة تقريباً وقرأ القرآن ونشأ مخالطاً للناس سيماً الأتراك حريصاً على السعي والتحصيل بحيث أثرى من العقارات وغيرها مع كونه ضيق العيش لا يظن من رآه به غير الفقر وهو ممن أكثر من ملازمة الولي العراقي في أماليه وغيرها وكذا سمع على شيخنا في أماليه وهو المشار إليه بقوله في المشتبه في النابتي بعد ذكر الذهبي من من ينتسب كصاحب الترجمة ما نصه: ونسب مثل هذه النسبة بعض أصحابنا من طلبة الحديث انتهى. ولا يبعد سماعه من أقدم منهما؛ أخذ عنه بعض الطلبة وحكى لي عنه البدر الدميري مضحكات. مات في يوم الثلاثاء العشرين من رجب سنة سبع وثلاثين بالقاهرة رحمه الله وعفا عنه.
عبد الله بن خليل بن أبي الحسن بن ظاهر - بالمعجمة - بن محمد بن خليل بن عبد الرحمن التقى أبو عبد الرحمن الحرستاني ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي المؤدب. ولد سنة سبع أو ثمان وعشرين وسبعمائة وأسمع الكثير من الشرف بن الحافظ وأبي بكر بن الرضي والمزي ومحمد بن كامل بن تمام وابن طرخان ومحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وزينب ابنة الكمال وآخرين ومما سمعه على الأول الأول والثاني من فوائد ابن سخنام وجزء ابن فيل وأجاز له الحجار وأبو بكر بن عنتر وعبد الله بن أبي التائب والبندنيجي وفارس بن أبي فراس والبرازالي والذهبي وعمر بن عبد العزيز بن هلال والبرهان إبراهيم بن عمر الجعبري وأحمد ابن محمد بن جبارة وعبد الله بن محمد بن يوسف بن عبد المنعم بن نعمة وابنا ابن القريشة وأحمد بن شيبان بن حمزة وزينب ابنة يحيى بن العز بن عبد السلام وأسماء ابنة صصرى وعائشة ابنة المسلم وشرف خاتون ابنة الفاضلي وفاطمة ابنة عبد الرحمن الدبهي وطائفة وحدث قرأ عليه شيخنا أشياء وروى لنا عنه غير واحد منهم سبطته فاطمة ابنة خليل روت لنا عنه الشمائل النبوية سماعاً بسماعه لها على ثلاثين شيخاً. مات سنة خمس وتأخرت سبطته إلى بعد السبعين، وذكره المقريزي في عقوده.
 
عبد الله بن خليل بن فرج بن سعيد الإمام الجمال بن الزاهد المحب أبي الصفا المقدسي الرمثاوي ثم الدمشقي القلعي الشافعي. ولد بعد سنة ستين وسبعمائة تقريباً بقلعة دمشق ونشأ في كفالة أبيه وكان مجمعاً على علمه وولايته مات سنة تسع وثمانين وسبعمائة فحفظ القرآن وشغله بالعلوم حتى شارك في العربية والفقه والحديث مشاركة جيدة ورسخ في على الكلام مع حافظة قوية من الحديث وغيره واقتدار على العبارة الجيدة بحيث كان يعمل الميعاد بالعقيبة الكبيرة من دمشق في يومين من الأسبوع فيجتمع عنده خلق كثيرون، وصنف الكثير كمنار سبل الهدى وعقيدة أهل التقى في أصول الفقه وتحفة المتهجد وغنية المتعبد صنفه بمكة وقرئ عليه فيها بالمسجد الحرام أول ذي الحجة سنة إحدى عشرة وثمانمائة ورأيت في مشيخة التقى بن فهد أنه حدث في مكة بكتاب الذكر المطلق من تصانيفه وأنه سمعه منه وما أدري أهو المصنف قبله أم غيره، وذكره شيخنا في إنبائه فقال إنه ولد في حدود الستين وقرأ على ابن الشريشي وابن الجابي وغيرهما، ودخل مصر فحمل عن جماعة وجاور بمكة مدة طويلة ثم قدم الشام فأقام على طريقة حسنة وعمل المواعيد واشتهر وكان شديد الحط على الحنابلة وجرت له معهم وقائع. مات بدمشق في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين، زاد غيره بكرة يوم الجمعة عاشره ودفن بباب الصغير وحضره خلق رحمه الله وإيانا. وممن أخذ عنه البقاعي ووصفه بالعالم الصوفي العارف القدوة العابد.
عبد الله بن خليل بن يوسف بن عبد الله الجمال المارداني - نسبة لجامع المارداني - القاهري الحاسب. قال شيخنا في معجمه كان عارفاً بالمقيات والهيئة اجتمعت به وأخذت من فوائده وكان خيراً ديناً، وقال في إنبائه انتهت إليه رياسة علم الميقات في زمانه وكان عارفاً بالهيئة مع الدين المتين وله أوضاع وتواليف وانتفع به أهل زمانه قال وكان أبوه من الطبالين ونشأ هو مع قراءة الجوق، وكان له صوت مطرب ثم مهر في الحساب وكان شيخ الخاصكي قد قدمه ونوه به. مات في جمادى الآخرة سنة تسع. قلت وممن أخذ عنه الفن ابن المجدي وغيره ممن لقيناه، وذكره المقريزي في عقوده وقال إنه كان من محاسن أهل زمانه ذكاءً وإتقاناً لعلمه ورياضة خلق مع تواضع وإطراح للتكلف فرحمه الله ما كان أجمل عشرته وكان أبوه ممن يدق الطبلخاناه ونشأ هو مع قراء الأجواق وقد حفظ القرآن وكان له صوت شجي مطرب ثم أقبل على المقيات فمهر في الحساب وحل الزيج وترجمه. عبد الله بن خليل القلعي. مضى قريباً فيمن جده فرج بن سعيد.
عبد الله بن زيد البعلي. في ابن محمد بن محمد بن محمد بن زيد.
عبد الله بن سالم بن سليمان بن عمر الجمال بن البصروي ثم الدمشقي.
ولد سنة ست وأربعين وسبعمائة وسلك طريق الفقراء وأحضر على بعض الشيوخ ثم سمع بنفسه وتجرد ثم تزوج وتنزل في المدارس. مات في شعبان سنة ثلاث. قاله شيخنا في إنبائه عبد الله بن أبي السرور. في ابن محمد بن عبد الرحمن بن محمد.
عبد الله بن أبي السعادات بن محمود بن عادل بن مسعود بن يعقوب ابن اسحق الملقب رسلان الحسيني المدني الحنفي أخو عبد الرحمن وأحمد وعبد الكبير وصاحب الترجمة أكبرهم وأبو السعادات اسمه محمد. ولد في يوم الأربعاء مستهل سنة ثلاث وخمسين بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبي عمر وعلى أبيه وعمر النجار الحموي وغيرهما وحفظ أربعي النووي والكنز والمنار وتنقيح صدر الشريعة والجرومية، وعرض على الشهاب الأبشيطي وأبي الفرج المراغي وغيرهما، وقدم القاهرة فدام بها سنين ثم سافر منها إلى الشام وحضر عند الزين ابن العيني وغيره ورجع إلى القاهرة فدام بها وسمع على الطحاوي وكذا سمع الخضيري والديمي وحضر دروس النظام والصلاح الطرابلسي والبدر بن الديري ومن غير مذهبه الشمس الجوجري وعبد الحق السنباطي، ثم عاد في موسم سنة أربع وتسعين وسمع بمكة على التقي بن فهد وولده النجم عمر ولازم ابن أبي البقاء ابن الضيافي الفقيه وغيره ودام بمكة في نوبتين سبع سنين ولازمني في مجاورتي الثانية بالمدينة في سماع أشياء كثيرة من مروياتي ومؤلفاتي وفي بحث شرحي على الألفية والتقريب وهو ممن يفهم ويرغب في الخير مع تقنع وتعفف.
 
عبد الله بن سعد الله بن عبد الكافي أبو علي المصري المكي ويعرف بالشيخ عبيد الحرفوش. جاور بمكة أزيد من ثلاثين سنة فيما قيل وكان ممن يشار إليه بالصلاح فيها ويقال إنه أخبر بوقعة اسكندرية في وقتها وكانت في أوائل المحرم سنة سبع وستين وسبعمائة وكذا قيل أن بعضهم قدم مكة بنية المجاورة فذكر لصاحب الترجمة ذلك فقال له يا أخي ما فيها إقامة ثم أردف هذا بقوله ما عليها مقيم فكان كذلك ولكنه كانت تبدو منه كلمات فاحشة على طريقة الحرافيش بمصر تؤدي إلى زندقة فنسأل الله لنا وله المغفرة. مات بمكة في المحرم سنة إحدى ودفن بقرب السور من المعلاة وقد بلغ الستين أو جازها. ذكره الفاسي في مكة. قال شيخنا في إنبائه كان للناس فيه اعتقاد زائد واشتهر أنه أخبر بوقعة اسكندرية قبل وقوعها رأيته بمكة يعني سنة خمس وثمانين كما قاله في معجمه وثيابه كثياب الحرافيش وكلامه كذلك، وجزم بأنه جاز الستين، وذكره المقريزي في عقوده وأنه مات عن ستين فما فوقها قال وبلغني أنه تزوج وجاءه ابن سماه علياً وابنة أخرى وأنشدت له:

نحن الحرافيش لا نهوى على الدور

 

ولا بدروز ولا نشهد شهـادة زور

نقنع بكسرة وخرقة في سبد مهجور

 

من ذا الفعال فعاله ذنبه مغـفـور

عبد الله بن سعد الدين بن التاج موسى القبطي. في ابن أبي الفرج بن موسى.
عبد الله بن سعد الدين بن البقري. يأتي في تاج الدين.
عبد الله بن سليمان بن عبد الله بن حرز الله الجمال الأجاري ثم المقدسي المالكي ويعرف بابن سحارة. قال شيخنا لقيته بالرملة فسمعت عليه فوائد ابن ماسي من آخر جزء الأنصاري بحضوره له على الميدومي وإجازته منه وممن سمعها معه ابن عمه شعبان؛ ومات سنة بضع وثمانمائة.
عبد الله بن سليمان بن محمد بن عبد الله الجمال الكناني الحوراني الأصل الغزي الحنفي نزيل مكة وشقيق أحمد الماضي. جاور بمكة نحو عشر سنين وكان ممن سمع مني فيها وله نظم وفهم يشارك به يسيراً. مات غريباً بنواحي كالكوت في المحرم سنة ثمان وثمانين رحمه وعوضه الجنة.
عبد الله بن سليمان جمال الدين السبكي القاهري. اشتغل وحضر الدروس ومات في أيام الظاهر جقمق بعد الخمسين وقد قارب السبعين. كتبت عنه في ترجمة القاياتي مناماً حدثني به العز السنباطي عنه.
عبد الله بن سليمان الجمال المحلي أحد موقعي الحكم بل ناب في بعض الجهات والنواحي من القاهرة قليلاً. مات في رجب سنة ثمان وثلاثين. أرخه شيخنا.
عبد الله بن شاكر بن عبد الله كريم الدين القبطي المصري ويعرف بابن الغنام. قال شيخنا في إنبائه ولي الوزارة في حياة الأشرف شعبان ثم باشرها مراراً وحج كثيراً وجاور وجعل داره وهي بالقرب من الجامع الأزهر مدرسة وكان موصوفاً بالعنف في مباشرته واستمر خاملاً أكثر من ثلاثين سنة. مات في سادس عشري شوال سنة ثلاث وعشرين ودفن بمدرسته وقد عمر أزيد من تسعين سنة بل قال غيره أنه كان يقول أنه جاز المائة مع كون حواسه سليمة؛ وكان صاحب حرمة وهيبة في وزارته مع عسف وقلة رفق، وسماه بعضهم عبد الكريم بن أبي شاكر.
عبد الله بن شكر مولى السيد حسن بن عجلان. كان مع أخيه بديد في مباينة السيد محمد بن بركات فلما حلف الأخ امتنع السيد من تأمينه وأعاده إلى أخيه وذلك في سنة أربع وستين. جرده ابن فهد وهو في سنة سبع وتسعين في الأحياء.
عبد الله بن شيرين الجمال الهندي الحنفي نزيل القاهرة سمع من ابن عبد الهادي وحدث وخطب بالبرقوقية إلى أن مات، وكان يحدث عن الهند بعجائب الله أعلم بصحتها. مات سنة تسع. قاله شيخنا في إنبائه وتبعه المقريزي في عقوده وليس هو بأب لمحمود بن شيرين فذاك محمود بن مسعود بن يوسف كما سيأتي.
عبد الله بن صالح بن أحمد بن أبي المنصور بن عبد الكريم بن أبي المعالي يحيى بن عبد الرحمن العفيف الشيباني المكي الجدي أخو جار الله الماضي. سمع بمكة من الفخر التوزري والسراج الدمنهوري وعثمان بن الصفي الطبري والشهاب الهكاري والنور الهمذاني والتاج ابن بنت أبي سعد والعز بن جماعة وحدث سمع منه التقي الفاسي بجدة حديثاً من الترمذي وبواسط الهدة هدة بني جابر ثلاثي الترمذي وكذا أخذ عنه التقي بن فهد وكان يقيم بجدة كثيراً ويخطب بها ويباشر عقود الأنكحة بها وفيه خير. مات في ربيع الأول سنة سبع عشرة عن سبع وسبعين سنة تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً. ذكره الفاسي في مكة وتبعه شيخنا باختصار واقتصر من شيوخه على الثلاثة الأولين ثم قال وآخرين وتفرد بالرواية عنهم قال وقد قارب الثمانين.
عبد الله بن عامر المحيسني بن محمد الحسني البدري نسبة لبدر من الحجاز الكيلاني ويعرف بالمساوي بفتح الواو وضم الميم لصحبته الشريف أحمد بن يحيى الذروي الماضي، ممن تردد للبلاد كبغداد وهرموز وجال بلاد اليمن وغيرها ثم قطن مكة من سنة أربع وثمانين وتكررت زيارته للمدينة فأولها صحبة علي بن طاهر شيخ اليمن ثم صحبة محي الدين محمد بن شيخه أحمد من درب الماشي ثم في سنة ثمان وتسعين في قافلة هو قائدها وقدمها في رابع عشر رجب وكنت بها فلقيني وأخبرني أن سنه يزيد على مائة وأربع وثلاثين سنة وأنكرت أنا وغيري ذلك والظاهر أنه لا يزيد على الستين وبالجملة فلكثيرين سيما عرب تلك النواحي فيه اعتقاد بحيث كانوا مكرمين له في طول الدرب.
عبد الله بن عباس بن محمد بن محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة العفيف أبو السيادة بن الكمال أبي الفضل بن الجمال أبي المكارم بن الكمال أبي البركات القرشي المكي الشافعي والد أبي الفضل محمد وحفيد عم البرهاني وابن أخته أم هانئ ابنة علي بن أبي البركات ويعرف كسلفه بابن ظهيرة وهو بخصوصه بابن أبي الفضل. ولد في شعبان سنة ثمانية وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ أطرافاً من كتب وسمع على أبي الفتح المراغي والشوايطي وعم والده أبي السعادات وآخرين وأجاز له ابن الفراتي وسارة ابنة ابن جماعة ومن ذكر في النجم محمد بن النجم محمد بن عمه وطائفة ولازم خاله كثيراً ودخل معه القاهرة آخر قدماته ثم استوحش منه وتكررت زيارته النبوية وخالط شهاب بن أبي السعود وهو صغير حين كان مجاوراً عندهم وربما نقل عنه؛ وهو زائد الانجماع منفرد الطباع مع كلمات محفوظة وعبارات مشهورة وتحشم مع من يريد وتعظيم لمن إليه يتردد ومنه يستفيد.
عبد الله بن عبد الحق بن إبراهيم وأظنه بن محمد بن عبد الحق رئيس الجرائحية جمال الدين بن رئيس الأطباء شمس الدين القاهري ويعرف بابن عبد الحق. ولد قبيل القرن ودخل في صغره مع أبيه الشام في خدمة الناصر فرج وتميز في صناعته وباشر رياسة الجرائحية وقتاً وتقدم في أيام الأشرف اينال وتدرب به جماعة أجلهم الشرف يحيى، وحج غير مرة وجاور وكذا زار بيت المقدس واختص بابن إمام الكاملية وعمر وتخومل مع محافظته على الجماعة ولكن عنده طيش وجرأة في صناعته ولم ينفك مع سنه عن ملازمة البيمارستان كل يوم ولا عن تعاطي قليل من شرابه لحفظ قوته زعم وكان يحكى في عدوله عن صناعة أبيه إلى غيرها أن والده استكثر ما نقط به المزين الذي ختن ولد الناصر في حياته بالنسبة لما يحصل للأطباء فأحب أن يكون ابنه جرائحياً. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين بعد انقطاعه أياماً ودفن بتربة ابن جماعة بالقرب من الصوفية عفا الله عنه.
 
عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد الجمال أبو أحمد الغمري ثم القاهري الشافعي الواعظ. ولد سنة سبعين وسبعمائة وقيل في سنة سبع وسبعين فالله أعلم وحفظ القرآن وأخذ عن جماعة منهم البلقيني وحضر ميعاده وتعانى الوعظ والتذكير وحلق بالأزهر بظاهر الطيبرسية موضع الشهاب الزاهد بعد موته لكونه كان من أصحابه ومريديه وكذا بغيره من الأماكن وذكر بالإجادة في وعظه، وحج غير مرة وجاور مراراً ووعظ هناك وكذا جاور بطيبة وأكثر من زيارة مشاهد الصالحين حتى صار أحد مشايخ الزوار في القرافتين، وكان خيراً فاضلاً معتقداً اشتهر ذكره وحضر عنده غير واحد من الأعيان وكنت ممن سمع ميعاده، وقد صاهره أبو عبد الله الغمري على ابنته وكف بصره بأخرة. ومات في صفر سنة ست وثمانين ودفن بالقرب من ضريح شيخه الزاهد الملاصق لجامعه من المقسم رحمها الله وإيانا.
عبد الله بن عبد الرحمن بن حسن بن علي بن منصور بن علي التقي البغدادي الأصل الغزي الشافعي شقيق العلاء على الآتي ويعرف بابن المشرقي.
ولد سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ومات سنة ثلاث وتسعين وأظنه ممن سمع مني.
عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن عبد المحسن بن جمال الثنا الإمام أمين الدين البصري والد أحمد وعبد الله المذكورين.
عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن صلح بن إسماعيل عفيف الدين وجمال الدين بن الزين أو ناصر الدين أبي الفرج بن التقي الكناني المدني الشافعي أخو أبي الفتح محمد ويعرف كسلفه بابن صالح. ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة تقريباً بالمدينة ونشأ بها فحفظ جل القرآن وسمع على أبيه والزين المراغي وولده أبي الفتح والشمسين الشامي وابن الجزري؛ وأجاز له ابن صديق وعائشة ابنة عبد الهادي والعراقي والهيثمي والمجد اللغوي والشهاب الجوهري والفرسيسي والجمال بن ظهيرة وخلق، وعمر وحدث باليسير أجاز لنا وقرأ عليه السيد نور الدين السمهودي أشياء ونقل عنه أنه قال له أنه اشتغل بخدمة والده والنظر في مصالحه عن الاشتغال والسماع ونحو ذلك بحيث أنه لم يختم القرآن ولا عرف الخط قال السيد بل هو عامي وكان والده يقول له أنت ولدي وأبو الفتح يعني أخاه ولد نفسه وأبو عبد الله يعني أخاهما ولد الشيطان. مات في شوال سنة أربع وثمانين ودفن بالبقيع، وهو خاتمة مسندي المدينة رحمه الله وعفا عنه.
عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو محمد الناشري اليماني الشافعي. ولد في شعبان سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة وأخذ عن ابني عمه البرهان إبراهيم وأحمد ابني أبي القسم الفقه بل قرأ على أولهما الشفا والوسيط وعنه أخذ العربية وكذا أخذ الفقه عن عبد الله بن محمد المقري وسمع من عمه الموفق الناشري وغيره وقرأ الفرائض والحساب على الفقيه عبد الله بن أبي القسم الأكسع والموفق علي بن عمران في آخرين وناب في مشيخة الفرائض بالظاهرية عن ابن عمه حافظ الدين عبد المجيد بن علي الناشري وفي مشيخة القراء بالأشرفية عن بعض أهله بل ولي القضاء بالأعمال اللحجية ونظر مسجد الحنفية بعدن ذكره العفيف الناشري ولم يؤرخ وفاته.
 
عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن شرف بن منصور بن محمود بن توفيق بن محمد بن عبد الله الولوي أبو محمد الزرعي ثم الدمشقي الشافعي أخو إبراهيم وعلي ووالد النجم محمد وأخويه ويعرف كسلفه بابن قاضي عجلون. ولد في رمضان سنة خمس وثمانمائة بعجلون وهي من أعمال دمشق وانتقل منها وهو صغير إلى دمشق فنشأ بصالحيتها وحفظ القرآن والتنبيه وتصحيحه لابن الملقن والمنهاج الأصلي والكافية لابن الحاجب؛ وعرض على جماعة وأخذ الفقه عن التاج ابن بهادر والتقي بن قاضي شهبة ولازمهما ومن قبلهما عن الشمس الكفيري واشتغل في العربية على الشمس البصروي والبرهان البنزرتي المغربي ثم عن الشرواني وعنهما أخذ الأصول وبعض العقليات وعن العلاء الكرماني وغيره ولازم العلاء البخاري وعلوم الحديث عن ابن ناصر الدين وسمع عليه وعلى العلاء بن بردس وغيرهما وناب في القضاء عن الكمال بن البارزي ويقال أن ذلك بإشارة شيخهما العلاء البخاري حيث قال استوزره وحكم بحضوره واستمر ينوب لمن بعده حتى صار أحد أعيان النواب، ودرس بالدولعية والبادرائية والفلكية؛ وناب في التدريس بالشامية الجوانية والأتابكية وغيرهما وقدم القاهرة مراراً أولها في حياة الولي العراقي ودخل حلب وغيرها وحج وزار بيت المقدس وكان خيراً ساكناً تام العقل كثير المداراة مذكوراً بالعلم لقيته بالقاهرة بمجلس شيخنا ثم بدمشق وسمعت من فوائده ومات في شعبان سنة خمس وستين وصلى عليه بجامع دمشق ودفن بمقبرة باب الصغير رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عمر بن علي العفيف بن الوجيه العلوي الزبيدي اليماني الحنفي الماضي أبوه. كان أكمل بني أبيه وأشبههم به فعالاً ومقالاً. ذكره الخزرجي في أبيه وفي حوادث سنة ثمان وثمانمائة من أنباء شيخنا أن عدن حوصرت حتى عز الماء بها فخرج لمحاصرتها يعني هذا وأخاه في عسكر فقتل العفيف في المعركة في رابع صفر وله ثلاثون سنة وكان شاباً حسناً كثير الفضل للغرباء.
عبد الله بن عبد الرحمن بن مسعود بن عبد الله القرشي المالكي نزيل الحرمين ويعرف بالمصري. عرض عليه أبو السعادات بن أبي الفرج الكازروني في سنة ثلاث وثلاثين وعمل قصيدة في المواريث وسمها ذخيرة الرائض في العلم والعمل بالفرائض وقال أنها من ألطف ما ألف في الفن قرأ عليه إلى آخر فصل قسم التركة على الفريضة منها مع قطعة من ألفية النحو القاضي عبد القادر بمكة وأجاز له وقال أنه قيد عنه من نظمه أشياء ورأيت ابن عزم قال أنه ولي قضاء طرابلس.
عبد الله بن عبد الرحمن خير الدين الآمدي الحنفي. ممن برع في المعقولات وشارك في علوم أخر ومات ببلاد آمد سنة خمس وثلاثين. ذكره المقريزي في عقوده ونقل عن الشهاب الكوراني أنه قال له حليت على مشايخي مائة وثلاثين تصنيفاً.
عبد الله بن عبد الرحمن العفيف أبو محمد الحضرمي التريمي اليماني الشافعي ويعرف كسلفه بأفضل. ممن سمع مني بمكة.
عبد الله بن عبد الرحمن أبو محمد الشنيني اليماني صاحب الأخلاق الرضية والشمائل المرضية ممن لازم مجالس العلماء مدة وحصل كتباً مفيدة مع النسك والتلاوة والعبادة. مات بالطاعون في أواخر سنة سبع وثلاثين ببلده شنين وكان لأبيه رياسة وجاه عند الناصر باليمن.
عبد الله بن عبد الرحمن العلوي. فيمن جده محمد بن يوسف قريباً.
عبد الله بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن بكتمر بن الحاجب أخو عبد الرحمن وألف وأمه تركية رومية لأبيه. مات صغيراً في الطاعون سنة ثلاث وخمسين وكذا مات معه في يومه ابن أخيه محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم ومات عبد الرحمن بعد أبيه عبد الرحيم بدون سنتين.
عبد الله بن عبد الرحيم الحضرمي ابن أخت عبد الكبير. مات بمكة في صفر سنة عبد الله بن عبد السلام بن موسى بن عبد الله الجمال بن الزين الدمياطي الماضي أبوه وعمه عبد الرحمن والآتي أخوه النور علي والولوي محمد ويعرف بابن عبد السلام. ولد تقريباً سنة أربع وسبعين وثمانمائة تقريباً بدمياط وحفظ القرآن وعمدة السالك لابن النقيب وقطعاً من ألفية ابن مالك وجمع الجوامع وقرأ على الشهاب البيجوري وتلميذه النور الأشموني وفهم، ويذكر بخير وفضل.
 
عبد الله بن عبد القادر بن عبد الحق بن عبد القادر بن محمد بن عبد السلام الجلال أبو الكرم بن أبي الفتوح بن أبي الخير الطاووسي الأبرقوهي الشافعي ويلقب جد أبيه بالحكيم والد الشهاب أحمد وأخو عبد الرحمن الماضيين ولد في صفر سنة اثنتين وستين وسبعمائة بأبرقوه وتلا لنافع وابن كثير وعاصم على الشمس عبد الرحمن بن الصدر محمد بن الزين علي الإصبهاني وأجاز له بهابل وبباقي السبعة وأخذ العلوم عن جماعة منهم وأبوه وعليه وعلى عمه الصدر أبي إسحاق إبراهيم سمع الحديث؛ وأجاز له ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والزفتاوي وأحمد بن عبد الكريم البعلي وابن رافع وابن كثير وابن المحب وآخرون، وتقدم روى عنه ابنه ووصفه بقاضي القضاة المتقنين شيخ الإسلام والمسلمين وأرخ وفاته في يوم الجمعة سابع ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين.
عبد الله بن عبد القادر بن عبد القادر الطرابلسي ويعرف بابن الحبال. ولد تقريباً سنة خمس وسبعين وسبعمائة بطرابلس وسمع الصحيح على محمد بن علي اليونيني والشريف محمد بن محمد بن إبراهيم الحسيني ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي كلهم عن الحجار سماعاً وحدث سمع منه الفضلاء ومات قريباً من سنة خمسين.
عبد الله بن عبد الكريم بن أحمد بن محمد بن أحمد ويلقب مشقرة - بفتح الميم ثم معجمة ساكنة بعدها قاف مضمومة وأخره راء - بن محمد بن إبراهيم العفيف السبائي اللحجي - نسبة لوادي لحج من أعمال عدن بينهما مسافة - العدوي اليماني الشافعي ويعرف كسلفه بابن عجيل لكون تمام تفقه مشقر في نسبه بأحمد بن موسى بن عجيل بل لما ودعه ليرجع لمحله أوصاه بأنه إذا ولد له يسميه باسمه وكان كذلك. ولد في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وثمانمائة بلحج ونشأ بها فحفظ القرآن عند حسن بن أويس البركاني المتوفى سنة سبع وسبعين والحاوي وألفيات الحديث والنحو والأصول وعرض أولها على الفقيه محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله أبا فضل الماضي وقرأ عليه الصحيحين وتفقه بقاضي الأقضية عبد الرحمن بن الطيب الناشري وبقاضي زبيد محمد بن عبد السلام وأخذ العربية عن القاضي عبد الرحمن بن صديق المطيب الحنفي والفقيه عبد اللطيف بن موسى المشرع والجبر والمقابلة والحساب عن صديق العريب والفرائض عن الطيب بن إسماعيل بن مبارز، وحج في سنة ثمانين ثم في سنة ثمان وتسعين ولقيني بالمدينة النبوية فقرأ على الترمذي وغيره ومن أول شرح ألفية العراقي للناظم إلى أقسام الحديث وسمع على أشياء ومن ذلك في البحث الكثير من شرح الألفية والتقريب وكتبه بخطه وله فضل وحرص على التحصيل ومشاركة مع عقل وتودد وحسن عشرة؛ ورجع إلى مكة فلقيني بها أيضاً لما انتهى الموسم رجع إلى بلاده أسعده الله ببلوغ صالح مراده.
عبد الله بن عبد اللطيف بن أحمد بن علي اليامشي العراقي الأصل العدني اليماني الماضي أبوه والآتي حفيده قاسم بن محمد مات بها في المحرم سنة اثنتين وستين ومولده بها تقريباً سنة خمس وثمانين وسبعمائة. كان متصوفاً مذكوراً بكرامات يرعى الغنم متواضعاً ومما يحكى عنه أنه آوى إلى غار خوفاً من المطر فانطبق عليهم ثم انجلى المطر فكرب وتوجه فما كان بأسرع من عود المطر وسقطت صخرة على الصخرة الأولى التي انطبق بها الغار وكان الفرج.
عبد الله بن عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد المحسن المحب أبو الطيب بن البهاء أبي البقاء بن الشهاب أبي العباس السلمي المحلي الشافعي الماضي أبوه والآتي أخوه أبو بكر ويعرف بابن الإمام. ولد في ثامن عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بالمحلة الكبرى ونشأ بها فقرأ القرآن وتلا به لأبي عمرو فيها على الشهاب النشرتي الحيسوب وحفظ بها العمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفيه النحو، ثم حج به وبأخيه أبو هما في سنة خمس وثمانمائة وجاور وحفظ بمكة أيضاً ألفية العراقي وبحثها على الجمال بن ظهيرة والشاطبيتين وعرضهما على الشمس الخوارزمي المعيد وبحث بعضهما عليه وأنشد لنفسه:

توطن في خير البلاد وجاء مـن

 

خوارزم مشتاقاً يسمى محمـدا

إذا هو لم يأنس بشيء من الورى

 

يؤانسه فضلاً وحب محـمـدا


وتلا فيها لأبن كثير ونافع على الشهاب القزاز وجود بعض القرآن على الشهاب بن عياش وسمع بها البخاري وغيره علي ابن صديق والشفا على أبي الطيب المحولي وسمع على أبي اليمن الطبري وغيره وأجاز له آخرون باستدعاء التقي بن فهد، ورجع إلى المحلة فبحث في الفقه على البهاء أبي البقا الششيني القاضي والشهاب الباريني وغيرهما وفي النحو على البدر حسين المغربي وغيره وكان يتردد إلى القاهرة ومن شيوخه فيها شيخنا والشهاب الواسطي وآخرون ثم قطنها بعد سنة ثلاثين، وزار القدس والخليل وسمع بالخليل على الشهاب المارديني بعض البخاري، ودخل دمياط وإسكندرية وغيرهما وكان يتردد لهما قبل ذلك، وكان ثقة مأموناً خيراً متواضعاً ناب في القضاء ببعض بلاد المحلة عن الجلال البلقيني فمن بعده، وحدث وقرأ عليه ابن فهد والبقاعي ووصفه بالشيخ الإمام العالم الصالح وغيرهما ومات في يوم الأربعاء ثاني ذي الحجة سنة ست وأربعين بالقاهرة رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن عبد اللطيف أبو محمد الحضرمي نزيل مكة الشهير بالعراقي كان معتقداً وصفه ابن فهد بالولاية والصلاح والزهد؛ وأرخه في جمادى الثانية سنة سبع وأربعين بمكة ودفن بالشبيكة.
عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن عبد المحسن بن الجمال الثناء العفيف بن الأمين الشيباني البصري الأصل المكي الشافعي أخو أحمد ووالد عبد الرحمن وابن أخي إبراهيم الماضيين. ممن سمع مني بمكة بل وسمع من لفظ التقى بن فهد سيرته النبوية في رمضان سنة ثلاث وأربعين وعليه بعدها أشياء وسافر لمصر والشام وغيرهما وتقررت له مرتبات واشتغل ويقال أنه حفظ المنهاج والحاوي وتميز في الفقه وأقرأ بعض الطلبة ثم سافر لبر سواكن باستدعاء أخيه له فقتل قبل وصوله لها بقليل قريباً من سنة تسع وثمانين ولم يكمل الخمسين.
عبد الله بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معبد الدماصي الأصل المناوي ثم القاهري الآتي أبوه. حفظ القرآن واشتغل يسيراً وجلس كأبيه لإقراء الأبناء وخطب بعدة أماكن بل وقرأ البخاري في رمضان ببعضها وتنزل في الجهات، وحج وربما حضر عندي.
عبد الله بن عبد الله الجمال الرومي الحنفي نزيل الصرغتمشية. قرأ على الأمين الأقصرائي بالجانبكية المجمع لابن الساعاتي وأذن له في الإقراء ووصفه بالفاضل العلامة الحبر الفهامة المدقق المتقن، وأرخها في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين.
عبد الله بن عبد الله العفيف المعروف بالأشرفي ذكره شيخنا في أنبائه فقال كان مملوكاً رومياً اشتراه أرغون الفاخوري ورباه فتعلم الخط وحذق اللسان العربي وتعانى الخدم فرآه البرهان المحلي التاجر فأعجبه فاشتراه من أرغون ثم أعتقه وتنقلت به الأحوال حتى اتصل بالأشراف إسماعيل صاحب اليمن فعظم عنده جداً وفوض إليه أمر المتاجر بعدن وصار يكتب بخطه الأشرفي بحيث اشتهر بها فشرق به المحلى وتولدت بينما العداوة وكان يباشر بصرامة وشهامة وبعض عسف مع معرفة تامة ودام من سنة ثمانمائة يتنقل الحال في ذلك بينه وبين نور الدين بن جميع إلى أن مات الأشرف وتولى ولده الناصر ومات ابن جميع فتحول الأشرفي إلى مكة فسكنها نحو عشر سنين ثم تحول إلى القاهرة فقطنها واستقام أمره إلى أن قدر أنه خرج في تجارة لجهة طرابلس فوقع الفرنج بالمركب الذي هو فيه فانتهبوا ما معه وأسر نحو أربع سنين إلى أن مات في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين.
عبد الله بن عبد الله الدكاري المغربي ثم المدني المالكي. أقرأ بها ودرس وأفاد وناب في الحكم في بعض القضايا وكان يتجرأ على العلماء. مات في سنة ست سامحه الله. قاله شيخنا في أنبائه.
عبد الله بن عبد الله شيخ أبشية الملق من الغربية. مات مقتولاً في سنة إحدى وسبعين واتهم به عبد الرحمن بن التاجر وابنه إسماعيل فسلخا.
عبد الله بن أبي عبد الله جمال الدين السكسوني المالكي أحد مدرسي مذهبه. درس بالأشرفية بعد بهادر المنجكي حتى مات؛ وكانت وفاته في ربيع الآخر سنة إحدى، وكان بارعاً في العلم مع الدين والخير أخبر ابنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم لما تجهز الأشرف للحج في المنام وعمر رضي الله عنه يقول له: يا رسول الله شعبان بن حسين يريد أن يجيء إلينا فقال: لا ما يأتينا أبداً قال فلم يلبث الأشرف أن رجع من العقبة، قاله شيخنا في أنبائه.
 
عبد الله بن أبي عبد الله جمال الدين الفرخاوي الدمشقي، وفرخا بالفاء والخاء المعجمة المفتوحتين بينهما راء ساكنة قرية من عمل نابلس. عني بالفقه والعربية والحديث ومهر في العربية ودرس وأفاد ومن شيوخه العنابي بل سمع من جماعة من شيوخنا؛ وكتب نسخاً من صحيح مسلم وكان يعتنى به. مات في عمل الرملة سنة ثمان عشرة. قاله شيخنا أيضاً.
عبد الله بن أبي عبد الله العرجاني - بضم المهملة وبعد الراء جيم - الدمشقي. كان سريع الدمعة من أتباع الشيخ أبي بكر الموصلي ممن نشأ في صلاح وعبادة مع نوع من الغفلة وخشوع وسرعة بكاء ولكنه باشر أوقاف الجامع الأموي مدة ولم يكن يعرف شيئاً من حاله.مات راجعاً من الحج بالمدينة النبوية في ذي الحجة سنة ثمان عشرة ويقال أنه كان يتمنى ذلك فغبطه الناس ببلوغ أمنيته في موطن منيته رحمه الله وإيانا. قاله شيخنا أيضاً.
عبد الله بن أبي عبد الله المغربي السوسي. مات سنة ثلاث وأظنه الماضي قريباً فالذاكر له شك في ثلاث أو إحدى وحينئذ فإحدى النسبتين تحرفت من الأخرى.
عبد الله بن عبد الملك بن إبراهيم الجمال الدميري ثم القاهري المالكي الشروطي. سمع على شيخنا أشياء مع الراعي وغيره وأجاز له باستدعاء ابن فهد المؤرخ بتاسع عشر رجب سنة ست وثلاثين خلق وهو أحد شهود الصالحية بل صار من قدماء موقعيها وليس بالمتقن.
عبد الله بن عبد الهادي بن محمد بن أحمد الجمال بن التاج المحرقي - نسبة للمحرقية قرية بالجيزة - القاهري. ولد تقريباً قبل التسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها وسمع الصحيح على ابن أبي المجد والختم منه على التنوخي والعراقي والهيثمي وحدث وسمع منه الفضلاء سمعت عليه وباشر نقابة الحكم أيام الهروي وكذا باشر الجوالي أيضاً. ومات ظناً سنة سبع وخمسين.
عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن زيد جمال الدين بن زكي الدين الشيرازي الأصل البصري الشافعي نزيل مكة ويعرف فيها بالشيخ عبد الله البصري. ولد في سنة تسع عشرة وثمانمائة بالبصرة ونشأ بها فقرأ القرآن لعاصم على إبراهيم بن محمد بن أحمد بن زقزق وحفظ الحاوي ومختصر الملحة المسمى الجواهر للشيخ يوسف الواسطي ونحو ثلثي الكافية والفن الأول من تلخيص المفتاح واشتغل بها فقرأ على أحمد بن الحاج على بن حذيفة البصري من أول المعتمد في الفقه إلى الإقرار وعلى محمد بن إبراهيم بن زقزق البصري جانباً من الحاوي ومختصر الملحة؛ وارتحل إلى بلاد الجزائر فقرأ بها على ملا علي التستري جانباً من البخاري وأجاز له وعلى محمد بن صالح بن شريف - كرغيف - الحاوي وعنه أخذ الفرائض والحساب، وحج في سنة ثمان وأربعين وأقام بمكة السنة التي تليها ثم عاد لبلاده في التي بعدها فدام بها إلى أن امتحن مع الشعشاع الخارجي في سنة ثلاث وستين ففر منه إلى مكة فقدمها في خامس رجب من التي تليها وعكف على البرهاني قاضيها فبحث عليه المنهاج والحاوي بقراءته مرتين بل وقرأ عليه الصحيح والشفا في الأشهر الثلاثة عدة سنين؛ وكان إماماً فاضلاً مفنناً عاقلاً ساكناً تام المعرفة بالفرائض والحساب والعروض ذا نظم كثير حسن مشاركاً في الفقه والعربية مستمراً لحفظ الحاوي صنف فتح الرحمن في مسألة دور الضمان في كراريس وأقرأ الطلبة وربما كتب على الفتوى، واستقر في مشيخة رباطي الشريفين حسن وبركات، وتنزل في الزمامية والجمالية مع مباشرتها والسلطانية وغير ذلك سالكاً في أمره كله طريق الاستقامة بحيث بلغني عن البرهاني أنه قال من حين صحبني ما نقمت عليه في دينه شيئاً، وقد كثر اجتماعي به في عدة مجاورات وعدته غير مرة وحمدت خمالطته ومبادرته لإكرام من يكون من جهتي بتنزيله في الرباط ولو لم يكن فيه فضل بحيث يقول نحن كلنا في بركة فلان والواجب علينا امتثال إشارته، ولم يزل على طريقته حتى مات بعد تعلله مدة انقطع منها زيادة على ثلاث سنين لا يستطيع القيام وهو صابر محتسب مديم للتلاوة في ليلة السبت ثامن عشر صفر سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه من الغد ثم دفن بالمعلاة وكثر الثناء عليه رحمه الله وإيانا، ومن نظمه قصيدة رثى فيها الخطيب فخر الدين أبا بكر بن ظهيرة أولها:

يا عين جودي بدمع منك منسجم

 

لفقد عين الكرام العالم العلـم

وكذا رأيت بخطه قصيدة يتشوق فيها إلى أهله وبلاده ويشير فيها لسبب مفارقتها فكان من أبياتها:

هي البصرة الفيحاء لا زال ذكرها

 

جديداً لأهليها لدى الخلق إجـلال

فقد كانت الفيحاء للعـين نـزهة

 

وللقلب جنات بها ينعـم الـبـال

ومنها:

فأهلاً لأوقات مضت في سرورها

 

لنا من رغيد العيش فيهن أوصال

وترتيب أوراد وأفـعـال طـاعة

 

وخدمة أعلام من العلم قد نالـوا

وعين الردى والحادثات عـمـية

 

ودهري غفول والمبرات أنفـال

ومنها:

ففارقتها بالرغـم مـنـي مـخـافة

 

على الدين من قوم بضد الهدى قالوا

بغوا وعتوا في الأرض واشتد وطؤهم

 

على أهلها والله مـا شـاء فـعـال

رماني لديهم ثم أنـقـذ مـنـعـمـاً

 

علي له بالعـبـد مـن وأفـضـال

إلى آخرها.
عبد الله بن عبد الواحد البحيري. مات سنة تسع وخمسين.
عبد الله بن عبد الوهاب بن أبي البركات بن أبي الهدى بن محمد بن تقي بن محمد بن روزبة عفيف الدين وجمال الدين أبو محمد بن التاج الكازروني المدني الشافعي سبط أبي الفتح بن محمد بن إبراهيم بن علبك الآتي. ولد في رجب سنة اثنتين وستين وثمانمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ المنهاج وارتحل إلى اليمن فعرضه وأخذ عن فقيهه عمر الفتى في المنهاج والإرشاد وغيرهما وسمع على إسماعيل بن محمد بن مبارز أربعي النووي وغيرها وقرأ على ولده الطيب في منسك المراغي وعلى العفيف عبد الله الهبي الإيضاح للنووي وغيره ولازمني بالمدينة فسمع الكثير بل قرأ أشياء وكتب من القول البديع غير نسخة وهو ممن له همة في التحصيل مع لطف عشرة وعقل. عبد الله ابن عثمان بن حمية يأتي قريبا فيمن جده محمد.
عبد الله بن عثمان بن عفان بن عيسى بن عمران الحسيني بلداً ثم القاهري المقسي الشافعي والد الفخر عثمان و محمد. كان خيراً ورعياً مديم التلاوة والعبادة متكسباً بتعليم الأبناء وتنفع به ذلك جماعة؛ وبلغني عنه إنه لام ولده على تعاطي معلوم الجمالية كما لامه عمه على القضاء، وقد قرأ في الفقه على البرهان ابن حجاج الأبناسي، وحج وزار ومات في صفر سنة أربع وستين عن نحو السبعين ونعم الرجل رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن عثمان بن علي الأبشاقي - بالمعجمة - الشافعي مؤدب الأبناء ويعرف بالصعيدي. ممن سمع مني قريب التسعين.
عبد الله بن عثمان بن محمد الصالحي العطار لقبه عبيد ويعرف بابن حمية بفتح المهلة وكسر الميم ثم تحتانية ثقيلة. لقيه شيخنا بالصالحية دمشق فسمع عليه جزءأ من رواية البرزالي عن شيوخه الذين حدثوه عن ابن طبرزد والكندي وحنبل يشتمل على سبعين حديثاً وثلاثة آثار بسماعه منه وكذا سمع من محيي الدين خطيب بعلبك. ومات سنة ست ببعلبك ذكره في معجمه وأنبائه وتبعه المقريزي في عقوده فجعل جده حمية ووهم من سمى جده محموداً.
عبد الله بن عقيل بن مبارك بن رميثة بن أبي نمى الحسني المكي. مات بها في جمادى الأولى سنة ست وأربعين. أرخه ابن فهد.
عبد الله ويقال له عبيد الله بن علي بن إبراهيم بن علي الليثي القرتاوي ثم الدمشقي نزيل مكة ويعرف بالسروجي حرفة له بدمشق. ولد قبيل سنة ثمان وأربعين بقرتيا من أعمال غزة ونشأ بها فقرأ النصف من القرآن ثم تحول لدمشق فنزل بزواية أحمد الفقاعي ثم انتقل لجامع منجك فأكمل به القرآن عند البرهان بن القدسي وأخيه عبد الرزاق وكذا قرأ الغاية وجود عليهما وعلى غيرهما القرآن بل تلاه لنافع وابن كثير وأبي عمرو على محمد الحصني البصروي الضرير نزيل دمشق وغيره وقرأ في الفقه على الشمس الصفدي وفي النحو على الشمس الحنفي شيخ القجماسية بدمشق وخطيب جامع تنكز وغيره، وقدم مكة في سنة خمس وتسعين وأقرأ في بيت جواهر الشمسي بن الزمن ولازمني حتى قرأ البخاري وسمع غيره بل قرأ في البحث من أول الألفية إلى الشاذ وسمع في البحث كثيراً في شرحي على تقريب النووي وفي الرواية جميع سيرة ابن هشام ومجالس من أول التذكرة للقرطبي ومن لفظي في محل المولد النبوي مصنفي الفخر العلوي والمسلسل بالأولية وبسورة الصف وجملة؛ وهو فقير له إحساس محب في المسائل والعلم وربما قرأ على الدلجي في الأصل وغيره وله اهتمام بالقراءات والشاطبية وسافر من مكة لشدة غلائها في ربيع الثاني سنة سبع وتسعين كتب الله سلامته.
عبد الله بن علي بن احمد بن عبد العزيز أبو بكر النويري المكي.أجاز له في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وبعدها جماعة وكان حياً في سنة ثلاث عشرة بمقتضى خطه في شهادة. قاله ابن فهد.
عبد الله بن علي بن محمد بن محمد الزبداني الأصل الدمشقي الشافعي ويعرف بالإقباعي. ولد بعد سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ونشأ بدمشق فقرأ القرآن عند جماعة منهم ابن النجار وخليل اللوبياني وسعد الله أمام الصخرة وتلا عليهم للسبع جمعاً وعلى غيرهم للعشر أفراداً وأخذ الفقه عن البلاطنسي وخطاب والنجم ابن قاضي عجلون والنحو عن الشهاب الزرعي والعلاء القابوني والأصول عن الزين الشاوي واشتغل كثيراً؛ وحج غير مرة وجاور ولقيني بمكة في سنة أربع وتسعين فسمع على جملة بل قرأ علي بحثاً من أول ألفية العراقي إلى المرفوع وباقيها سرداً وحدثته بالمسلسل بالأولية وبقراءة الصف وبالمحمدين وبحديث زهير العشارى وبحديث فيه الأئمة الثلاثة وبحديث عن أبي حنيفة وسمع على قطعاً من الكتب الستة وغيرها وبتصانيفي في ختم البخاري ومسلم وغيرها وكتبت له إجازة في كراسة ومن محافيظه المنهاج وألفية الحديث والنحو وكذا الأصول للبرماوي والحاجبية والشاطبية والجرومية والرحبية وايساغوجي وغيرها وأقرأ النحو وغيره بالمسجد الحرام وتكسب في بلده ونعم الرجل فضلاً وصلاحاً وتقشفاً وانفراداً ومحاسن.
عبد الله بن علي بن أحمد الجمال المنوفي الخطيب. ممن سمع مني بالقاهرة.
عبد الله بن علي بن أيوب. يأتي فيمن جده يوسف بن علي قريباً.
عبد الله بن علي بن شعيب الضرير العبد الصالح. ولد قريباً من سنة عشر وثمانمائة وحفظ القرآن والعمدة والشاطبيتين وألفية النحو، وعرض على شيخنا في آخرين منهم البرماوي في ظنه وحضر في الفقه عند النور علي بن لولو والشرف السبكي والتلواني وغيرهم وعلى التلواني وغيره سمع الحديث وكذا سمع بقراءتي على جماعة وصحب إبراهيم الأدكاوي ثم الغمري ثم مدين وطالت صحبته لثانيهم وانتفع به؛ ولزم العزلة والانفراد وجود عليه القرآن الشمس المسيري وعبد القادر الزفتاوي في آخرين وأكثر من الحج والمجاورة وانقطع بأخرة إلى بيت الله الحرام وتلا به على بعض القراء ببعض الروايات وربما جاور بطيبة وكان يعجبني سمته وبهاؤه وتفرده وانجماعه وإقباله على شأنه وعدم تعرفه عن الأخبار وقد جلست معه كثيراً وكنت أسر بإقباله علي بالمحبة وإكثاره من الدعاء لي. مات في أيام منى بها أو بمكة من سنة ثلاث وسبعين رحمه الله ونفعنا به.
عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد السلام بن أبي المعالي البهاء الكازروني الأصل الملكي رئيس المؤذنين بها بل ناب بالحسبة فيها عن أبي الفضل النويري وقتاً يسيراً وكذا عن الجمال بن ظهيرة في سنة ست وثمانمائة حتى مات وكانت وفاته بها في يوم الجمعة تاسع عشري شعبان سنة ثمان وصح عن من حضره وقت الاحتضار أنه سمعه وهو في النزع يقول أنه ما أعرفك يا شيطان أو أنت الشيطان أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ثم فاضت روحه ولعل ذلك ثمرة ذكره لله في الأسحار؛ وكان مولده سنة اثنتين وخمسين بمكة ودخل مصر واليمن غير مرة للاسترزاق وذهبت منه في اليمن دنيا حصلها من التجارة ترجمه الفاسي.
عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد جمال الدين الهيتي ثم القاهري الأزهري الشافعي الكاتب. نشأ فحفظ القرآن والتنبيه وأخذ في الفقه عن الشرف السبكي ثم لازم العبادي واعتنى بالكتابة فأخذها عن الزين بن الصائغ والبرهان الفرنوي وغيرهما وتميز فيها وكان مرجعاً في رسمها منفرداً بطرائقها وإن كان فيهم من هو أحسن كتابة منه وصنف في رسومها شيئاً، وكان شيخاً صالحاً نصوحاً في إرشاده خيراً محتسباً بتعليمه مؤذناً في جهات. مات في رجب سنة إحدى وتسعين عن نحو خمس وسبعين ودفن في الصحراء بالقرب من تربة الأنصاري.
عبد الله بن علي بن محمد بن أبي بكر الشيبي. صوابة محمد وسيأتي.
عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الحميد الفندقي القباقبي الصالحي.
سمع من أبي العباس المرداوي مجالس المخلدي الثلاثة وحدث بها قرأ عليه شيخنا الأول منه بالصالحية ومات في.
عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الرحمن المغربي العطار، ممن سمع مني بمكة.
 
عبد الله بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل ابن إبراهيم بن نصر الله الجمال بن العلاء الكناني العسقلاني القاهري الحنبلي سبط أبي الحرم القلانسي وأخو عائشة الآتية ووالد أحمد ونشوان وألف ويعرف بالجندي لكونه كان بزي الجند مع ولاية أبيه لقضاء دمشق. ولد في مستهل المحرم سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ونشأ فحضر دروس الموفق عبد الله بن محمد بن عبد الملك المقدسي النقاضي بل قرأ عليه المسلسل وغيره وكذا حضر دروس صهره القاضي نصر الله بن أحمد ووالده القاضي علاء الدين وسمع على جده لأمه كثيراً كصحيح مسلم والمعجم الصغير للطبراني والغيلابيات وعلى محمد بن إسماعيل الأيوبي والميدومي والعرضي والجمال بن نباتة وناصر الدين الفارقي والموفق الحنبلي في آخرين منهم البرهان بن عبد الرحمن بن جماعة والشرف الحسن بن عبد الله بن أبي عمر ومن لفظ التاج السبكي تصنيفه جمع الجوامع والعز بن جماعة وناصر الدين الحراوي وحمزة السبكي وخديجة ابنة الشمس محمد بن أحمد المقدسي، وأجاز له جماعة ومما حضره في الثانية على الميدومي ثمانيات النجيب بل ألبسه خرقه التصوف أخبرنا القطب القسطلاني وكذا لبسها الجمال من شيخه حمزة وحدث بالكثير في أواخر عمره وأحب الرواية وأكثروا عنه خصوصاً لما نزل مسمعاً بالتربة الظاهرية برقوق في الصحراء وحدث بالمسند لإمامه غير مرة روى لن عنه خلق منهم شيخنا والموفق الأبي سمع منه رفيقاً للحافظ ابن موسى وابنه وابن أخته وفي الإحياء سنة خمس وتسعين من يروى عنه وكان ذا سمت حسن وديانة وعبادة وعلى ذهنه مسائل فقهية ونوادر حسنة؛ ووصفه ابن موسى بالشيخ الفقيه الإمام العالم الأوحد المحدث المسند الرحلة. مات في سحر يوم السبت منتصف جمادى الثانية سنة سبع عشرة وقيل في رجب والأول أثبت وبه جزم المقريزي في عقوده.
عبد الله بن علي بن موسى بن أبي بكر بن محمد الشيبي اليماني الآتي أبوه. انتصب بعده في زاويته بالحسامية ومات في سنة إحدى وثلاثين وكان كثير التلاوة. ذكره شيخنا في ترجمة أبيه في سنة إحدى عشرة من أنبائه.
عبد اله بن علي بن موسى بن علي بن قريش بن داود الهاشمي المكي. مات بها في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين. أرخه ابن فهد.
عبد الله بن علي بن موسى العفيف بن النور المكي ويعرف بالمزرق كان يخدم كثيراً السيد حسن بن عجلان صاحب مكة ويقبض له الأموال من التجار فكان واسطة حسنة سيما ومخدومه يأتمنه ويحترمه كل ذلك لعقله وحسن عشرته حتى أنه يصحب المتباعدين ويراه كل منهما صديقاً ومع ذلك لما حصل التنافر بين الأخوين بركات وإبراهيم ابني مخدومه ظهر منه ميل لثانيهما حتى كان ذلك سبباً لقتل جماعة الآخر له في ليلة عاشر رجب سنة ست وعشرين في حوش صاحب مكة بالمسعى ودفن من الغد بالمعلاة وتأسف الناس عليه كثيراً وسنه أربعون أو نحوها وكان وجيهاً صاحب عقار ودنيا سامحه الله وإيانا.
عبد الله بن علي بن يحيى بن فضل الله بن مجلي بن دعجان بن خلف بن أبي الفضل نصر بن منصور بن عبيد الله بن عدي جمال الدين بن العلاء القرشي العمري العدوي ويعرف بابن فضل الله. ولد سنة أربع وخمسين وسبعمائة وأحضر في الرابعة على العرضي جزء الأنصاري والغطريف وثلاثيات المسند ورباعيات الترمذي وغير ذلك وأسمع علي البياني وغيره، وأجاز له الأذرعي والأسنوي وأبو البقا السبكي وآخرون. وكان يتزيا بزي الجند وله أقطاع ملازماً للخلاعة من حين مات أبوه وإلى أن مات لكنه كان مستوراً ثم فسد حاله حتى عمل نقيباً في بيوت الحجاب واشتدت فاقته وخمل ومع ذلك فقد سمع عليه الكلوتاتي والزين رضوان وغيرهما من القدماء والمحلي والمناوي والعز الكناني والقرافي وغيرهم من الأئمة وذكره شيخنا في معجمه وأنبائه. مات في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وهو آخر إخوته موتاً عفا الله عنه.
 
عبد الله بن علي بن يوسف بن علي بن محمد بن البدر بن علي بن عثمان الجمال بن الإمام الرباني المجمع على ولايته النور أبي الحسن الدمشقي ثم القاهري الشافعي القادري الآتي أبوه ويعرف بابن أيوب وهو لقب لجده لكثرة بلاياه وربما ينسب له فيقال عبد الله بن علي بن أيوب. ولد بعد سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل وبرع وقدم القاهرة فاستوطنها وخالط الزين عبد الباسط وغيره من الرؤساء واستقر في خدمة سعيد السعداء وكان إنساناً حسناً فاضلاً ثقة رئيساً متواضعاً كريماً باراً بأصحابه عفيفاً قانعاً متجملاً في ملبسه بهياً وقوراً نير الشيبة طلقاً بليغاً في عبارته مقتدراً على إبراز الحكم في الكلام البديع العجيب دقيق الإشارة فكه المحاضرة مليح النادرة ظريفاً حسن العشرة مشاركاً في الفضائل تاركاً الخوض فيما لا يعنيه شديد التخيل والانجماع راغباً في لقاء الله منشرح الصدر للموت كثير التقرير لذلك والناس في راحة منه يداً ولساناً قل أن ترى الأعين في مجموعه مثله، وقد كتب على خطبة الحاوي كتابة حسنة ولكن بلغني أنه أوقف العلاء البخاري بدمشق عليها واستأذنه أيكمل أم يترك فنظر فيها ثم أشار بالترك ورأيت له رسالة سماها دواء النفس من النكس في الطب فرغ منها في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وثمانمائة وكتب له عليها طاهر بن يونس الموصلي ما نصه:

طالع فيه فاستفـاد وكـتـب

 

داع لمولى انتقاه وانتـخـب

محبه طاهر بـن يونـس ال

 

موصلي مولداً ومنـتـسـب

فوائداً جليلة مـن حـقـهـا

 

لو كتبت على الحرير بالذهب

وكذا صنف غير ذلك مما قرض له ابن الهمام بعضه، وكان يحكى لنا كثيراً من كرامات والده وشريف أحواله سيما تنفيره عن النظر في كلام ابن الفارض وابن عربي وخطه عليهما، وكذا أخبرنا غير مرة أنه سمع صحيح البخاري على ابن صديق فسمع منه أصحابنا وحدث به غير مرة وسمعت منه بعضه وسألني عن بعض الأحاديث فكتبت له جواباً ووقع عنده موقعاً وبالغ في الإتحاف والألطاف وهكذا كان دأبه بدون تكلف. مات فجأة في ربيع الآخر سنة ثمان وستين عن ست وثمانين سنة على ما أخبرني به قبل موته بيومين وصلى عليه في مشهد حافل ودفن بتربة سعيد السعداء وأثنى الناس عليه خيراً ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن علي البهاء الكازروني. فيمن جده عبد القادر بن علي قريباً.
عبد الله بن علي التعزي المدني الشافعي خادم البيمارستان. ممن يحفظ القرآن وكذا حفظ المنهاج. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
عبد الله بن عمر بن الفقيه إسماعيل بن أحمد الكفربطناوي الدمشقي سبط أبي هريرة بن الحافظ الذهبي أمه صالحة ويعرف بابن الفقيه إسماعيل ويلقب بالفيل لعمله صورة فيل من ثلج. ولد في سنة خمس وتسعين وسبعمائة أو قبلها بكفر بطنا من غوطة دمشق وأخبرنا أنه سمع على جده لأمه ولكن لم يعرف المسموع نعم أنه أخبر أنه قرأ عليه الفاتحة ومن الرحمن إلى آخر القرآن أجاز لنا وكان مذكوراً في بلده بالخير والثقة. مات قريب الستين.
عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن الناشري اليماني أخو العفيف عثمان مصنف الناشريين. اشتغل في صغره بالعلم وحج وهو شاب ثم انقطع للتلاوة وكان شجي الصوت جداً ومات في سنة ثماني عشرة ودفن عند أبيه من زبيد.
عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد أبو عبد الله الفيومي الأصل المكي ويسمى محمداً أيضاً وهو بكنيته أشهر يأتي.
عبد الله مطيري بن عمر بن الزين عبد العزيز بن عبد الواحد المدني أخو حسن وعبد الباسط ويعرف كل منهم بابن زين الدين. ممن سمع مني بالمدينة.
عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي العقيلي النويري الأصل المكي الآتي أبوه. ولد بها وأمه غزال الحبشية فتاة أبيه وحفظ القرآن وصلى به وسمع من ابن الجزري والبرماوي وغيرهما؛ ودخل في سنة اثنتين وثلاثين مع أبيه القاهرة ثم المغرب ثم التكرور، فماتا بها قبل سنة ست وثلاثين.
عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر الجمال بن السراج بن العز الكناني الحموي الأصل القاهري الشافعي أخو سارة ويعرف كسلفه بابن جماعة. ولد بعد الستين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها وسمع على البرهانين ابن عبد الرحمن بن محمد بن جماعة والتنوخي ومحمد بن حامد القدسي وأبي طلحة الحراري ومما سمعه عليه جزء الصفار أخبرنا به الحسن الكردي وأجاز له جده العز وأبوه السراج وعمته زينب الأذرعي والأسنائي وأبو البقاء السبكي وابن أميلة والصلاح ابن أبي عمر والسوقي وابن قاضي الزبداني وابن القاري والمحب الصامت وآخرون، وحدث سمع منه الفضلاء وكان خيراً. مات في المحرم سنة أربعين رحمه الله.
عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري المكي. كان من أعيان القواد المعروفين بالعمرة. مات سنة ثلاثاً ظناً. قاله الفاسي في مكة.
عبد الله بن عمر بن عبد الله بن محمد بن عمر بن جعمان الفقيه الولي العالم عفيف الدين توفي ببلاده قرية الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل في آخر ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين وكان مولده في سنة سبع وتسعين وسبعمائة بتقديم التاء في المولد والوفاة وتفقه ببلاده وأخذ عن ابن الجزري وصار بأخرة بركة الوجود يزوره الملوك والأمراء إلى منزله رحمه الله كتب إلي بذلك الجمال موسى الدوالي من اليمن.
عبد الله بن عمر بن عثمان أبو محمد الشمري الملحاني تفقه بالشهاب أحمد بن أبي بكر الناشري وولي القضاء بتعز ثم أقام مدة بعدن، وتوفي قبل العشرين وقبره عند مقابر الناشريين بيزيد.
عبد الله بن عمر بن علي بن مبارك الجمال أبو المعالي بن السراج أبي حفص بن أبي الحسن الهندي الأصل القاهري الأزهري الصوفي السعودي ويعرف بالحلاوي بمهملة ولام خفيفة. ولد في تاسع المحرم سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وكان جد أبيه صالحاً معتقداً بنيت له زاوية في الأبارين بالقرب من جامع الأزهر فسكن بها أولاده فكانت مجمعاً لطلبة الحديث بحيث سمع صاحب الترجمة معهم فيها ما لا يحصى ولكن لم يكن له من يعتني بكتابة أثبات له ولذا أكثر ما كان يقرأ عليه من أصول سماعاته وأقدم شيخ له بالسماع أبو زكريا يحيى بن يوسف بن المصري خاتمة من يروي عن ابن الجميزي وابن رواح وغيرهما بالإجازة ومما سمعه منه النصف الثاني من سنن الشافعي رواية المزني وسمع عبى البدر الفارقي وابن غالي والشهب ابن كشتغدي والمستولي وأحمد بن محمد بن عمر الحلبي وأحمد بن أبي بكر الزبيري وإبراهيم بن علي الخيمي وناصر الدين محمد بن إسماعيل الأيوبي والقطب البهنسي والميدومي وعلي بن إبراهيم بن إسحاق بن لولو وأبي الفتوح الدلاصي والكمال إبراهيم بن محمد بن عبد الصمد التزمنتي والبهاء محمد بن محمد بن محمد بن حموية وأحمد بن الشرف الدمياطي والزين أحمد بن التاج محمد بن عبد المحسن الصرفيني وأبي الحرم القلانسي وعبد الوهاب بن عثمان بن أبي الحوافر وأحمد بن هبة الله بن الرشيد العطار والتاج عبد الرحمن بن أحمد الصيرفي وأخيه التقي محمد وعبد الله بن مقبل البعلي والزين أبي بكر بن قاسم الرحبي وعائشة ابنة علي الصهناجي وهو مسند القاهرة مكثر سماعاً وشيوخاً وأجاز له أبو بكر بن الرضي والشهاب أحمد بن علي الجزري وزينب ابنة الكمال والحفاظ المزي والبرزالي والذهبي وحدث بالكثير جداً؛ وكان كما قال شيخنا في معجمه شيخاً صيناً خيراً ساكناً صبوراً على الإسماع لا يمل ولا ينعس ولا يضجر حتى أنه مرض يوماً فصعدنا إلى غرفته لعيادته فأذن لنا في القراءة فقرأت عليه من المسند فمر في الحال حديث أبي سعيد في رقية جبريل فوضعت يدي عليه في حال القراءة ونويت رقيته فاتفق أنه شفي حتى نزل إلينا في الميعاد الثاني؛ قال في أنبائه وفي الجملة لم يكن في شيوخ الرواية من شيوخنا أحسن أداءاً ولا أصغى للحديث منه وهو أحد من أكثر عنه شيخنا وروى عنه من الحفاظ ابن ظهيرة والفاسي والأقفهسي وغيرهم من الأئمة وحدثنا عنه خلق كان من آخرهم أو هو خاتمهم بالسماع الشهاب الشاوي؛ وذكره المقريزي في عقوده. مات بالقاهرة في صفر سنة سبع ودفن عند جده في زاويته رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إدريس العفيف بن السراج العبدري الشيبي الحجبي المكي أخو محمد وهذا أصغر.
 
عبد الله بن السراج عمر بن المحب محمد بن علي بن يوسف الأنصاري الزرندي المدني. ممن سمع على الجمال الكازروني وأبي الفتح المراغي.
عبد الله بن عمر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد العفيف أبو السيادة ابن صاحبنا النجم الهاشمي المكي سبط النور بن سلامة ويعرف كسلفه بابن فهد. ولد بمكة في ربيع الآخر سنة أربعين ومات بها في رجبها.
عبد الله أخوه. ولد بمكة في شوال سنة ثلاث وستين ومات بها في صفر سنة ست وستين. ذكرهما أبوهما.
عبد الله بن عمر بن محمد بن مسعود بن إبراهيم الأعرابي. خرج من مكة إلى بلاد اليمن في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين.
عبد الله بن عمر بن محمد الدملوي اليمني. مات في صفر سنة ست وخمسين بجدة ودفن بها. أرخه ابن فهد.
عبد الله بن عمر الأهدل اليماني ذو الأخلاق الحسنة والآداب المستحسنة صحب عبد الله العراقي وانتفع به في الطريق ونصبه شيخاً وكان على قدم حسن من ترك مالا يعينه مع الاقتصاد في ملبسه وغيره والتأدب بآداب الصوفية والمشي على طريقتهم المرضية. مات سنة ست وستين رحمه الله. ذكره صاحب صلحاء اليمن.
عبد الله بن عمر التواتي بمثناتين بينهما واو ثقيلة المدني كان صالحاً خيراً عليه آثار الزهد والخير. مات في القاهرة سنة سبع، ذكره ابن خطيب الناصرية وكذا قال شيخنا في أنبائه: كان من أهل الخير والصلاح أقام بالمدينة مجاوراً بها وكان يتردد إلى مصر والشام فكانت منيته بالقاهرة.
عبد الله بن عيسى بن عبد الله الجمال الكردي نزيل القاهرة الشافعي قدم القاهرة فلازم ابن أسد وجعفراً وتلميذهما الجلال المرجوشي في القراءات وبرع فيها، وحج وتلا بالعشر أفراداً ثم جمعاً على عمر النجار وكذا أخذ عن الشهاب القباقبي وأقرأ وكان حاد الخلق. مات سنة ثلاث وثمانين وقد جاز الأربعين.
عبد الله بن فارس بن أحمد الجمال الطاغي البرنوسي نسبة لقبيلة يقال لها البرانسة التازي - بالزاي المنقوطة والمثناة الفوقانية وتلزة من أعمال فاس - ممن قدم مصر واشتغل وأخذ عن البدر بن الغرز وغيره بل أكثر عن النور بن التنسي في الفقه وغيره ووصفه البقاعي بالفاضل المفنن وأنه قرأ عليه في المناسبات في سنة ست وسبعين انتهى. وتميز وتحول لمكة فأقام بها يسيراً وتوجه مع أجود بن زامل عظيم بني جبر فاستقر به قاضياً بتلك النواحي وأقام عندهم نحو خمس عشرة سنة كان ربما قدم في غضونها معه للحج فلما كان في موسم سنة ثلاث وتسعين قدم معه وتخلف عنه فأدركته منيته بمكة بعد انفصال الحج بيسير في المحرم سنة أربع وتسعين وترك ولداً، وكان فاضلاً خيراً بل قيل أنه شرح المختصر، وأبوه فارس ممن كان يذكر بخير وصلاح كبير بل جود القراءات ومات بمصر سنة تسع وستين رحمهما الله.
عبد الله بن أبي الفتح بن محمد بن حمام المكي. ممن سمع علي بمكة.
عبد الله بن فتح الدين مجد الدين أحد الكتبة ويعرف بابن البقري لكون أمه تزوجها تاج الدين ابن البقري. يأتي في ولده أبي النجا في الكنى.
عبد الله بن فرج الزنجي الفهدي. ممن سمع مني.
 
عبد الله بن أبي الفرج بن موسى بن إبراهيم الأمين بن السيد بن التاج ابن السعد القبطي المصري ناظر الخاص والده وجده بل ولي أبوه الإسطبلات أيضاً ويعرف بجده تاج الدين فيقال له ابن تاج الدين موسى. ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فسمع على ابن أبي المجد في البخاري وتلا القرآن للسبع على ابن الحاجب وبحث إلى البيوع من التدريب على مؤلفه البلقيني وبعض التلخيص على النظام التفتازاني وكذا بحث عليه في النحو أيضاً ودخل في الفنون فلعب الرمح ورمى النشاب وصارع وحمل المقايرات ولكن كان يمل بحيث إذا قارب أن يتمهر في ذلك الشيء تركه ثم أقبل على غيره، وولي استيفاء الخاص ونظر الإسطبلات السلطانية والخزانة الكبرى؛ وحج مراراً أولها قبل القرن وسافر إلى حلب فما دونها وتردد إلى إسكندرية ودمياط؛ وكان صحيح الإسلام مبعداً لأبناء جنسه حاد المرارة سريع الجواب حلو النادرة حسن المحاضرة لطيف المنادمة جيد الخط والمذاكرة بالشعر وأيام الناس يتوقد ذكاءً ويظهر ما في نفسه من المعاني بعبارة رشقة معظماً عند الأكابر حتى بعد إقعاده واسطة حسنة عندهم لا يدخل نفسه في مساءة أحد أن وجد مساغاً للخير تكلم وإلا كف وأما في حضور الإنشاء فهو سريع النادرة قل أن يسلم أحد من كلامه وشتمه ومزحه ومن محاسنه انه ما مر عليه يوم النحر قط إلا ويعتق فيه جميع ما يملكه من الرقيق ولكنه يذكر مع هذه الأوصاف الجميلة وكونه متزوجاً بامرأتين شريفة الأم ونصرانية ذا مروءة ومكارم أخلاق بالابنة بحيث شاع وذاع فالله أعلم وقد تكسح وأقعد في حدود سنة أربع وثلاثين فكان يحمل إلى بيت ناظر الجيش الزيني عبد الباسط وغيره من الأعيان وإلى النزهة ونحوها بطلبهم له لخفة روحه ودعابته حتى تسمع نوارده ولاختصاصه بالزيني المشار إليه لما مات سعى في مرتباته فلما علم الظاهر بموته تأسف على فوته له ولام الكمال بن البارزي في كونه لم يذكره به وقال لو ذكرتني به ضربته ونفيته كيف تكون هذه المرتبات لمسخرة عبد الباسط أو كما قال. مات في ليلة الأحد أو يومه سادس جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين ودفن خارج باب النصر وقد كتب عنه البقاعي في سنة أربعين قوله موالياً:

نبال لحظ الرشا في وسط قلـبـي مـرق

 

ما البيض ما السمر ما سود الزرد والزرق

عاشقك أصغر مململ لهجته في الطـرق

 

عذار أخضر وخد أحمر وعـينـين زرق

وذكره المقريزي فقال وبلوت منه مروءة وخفة روح عفا الله عنه.
عبد الله بن أبي الفضائل بن سناء الملك. هو ماجد يأتي.
عبد الله بن أبي القسم بن أحمد بن محمد بن جزي الأندلسي. مات سنة عشر.
عبد الله بن كزل الجمال الدشتي الأصل القاهري. يروي تائية ابن الفارض عن الشهاب أحمد بن علي بن قرطاي المعروف بابن بكتمر الساقي سماعاً ولقيه العز بن فهد بعيد السبعين فكتب عنه.
عبد الله بن كنيفش. قتل في صفر سنة إحدى وتسعين.
عبد الله بن مبارك بن حسن بن شكوان أخو أحمد البوني لأمه. مات بمكة في رجب سنة اثنتين وستين. أرخه ابن فهد.
عبد الله بن محمد بن إبراهيم ابن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب عفيف الدين بن الجمال المرشدي المكي الحنفي شقيق عبد الأول الماضي أمهما حبشية لأبيهما. ولد في ليلة عرفة بعد العشاء سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن والقدوري واشتغل وسمع على ابن الجزري في سنة ثمان وعشرين تصنيفه المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد، وأجاز له في سنة مولده الولي العراقي حين حج وكذا محمد بن حمزة بن العبادي وغيرهما وورث كثيراً من أقربائه وهو الآن سنة سبع وتسعين فقير منجمع.
عبد الله آخر أخ للذي قبله أظنه توفي قبله فسمي باسمه وهو أحد من أخذ باستدعاء الزيني رضوان وابن موسى المراكشي المؤرخ بسنة أربع عشرة وثمانمائة.
عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إدريس بن نصر الجمال أبو محمد النحريري المالكي قاضي حلب ونزيلها. ولد سنة أربعين وسبعمائة وحفظ مختصر ابن الحاجب الفرعي واشتغل بالقاهرة ومصر وفضل؛ وقدم حلب في سنة تسع وستين وسمع بها من الظهير بن العجمي سنن ابن ماجه وغيرها وكذا سمع من الشمس محمد بن حسن الأنفي وغيره بل كان قد سمع الكثير من أصحاب الفخر وناب في الحكم بحلب ثم استقل به سنة سبع وثمانين عوضاً عن الزين عبد الرحمن بن رشيد فحمدت سيرته ثم ورد المرسوم في أوائل سنة أربع وتسعين من الظاهر برقوق بإمساكه بسبب كائنة الناصري فأحس بذلك فاختفى ودخل بغداد فأقام بها مدة ثم توجه منها إلى تبريز ثم إلى الحصن فأكرمه صاحبه وأقام مديماً للاشتغال والأشغال بالعلم والحديث إلى سنة ست وثمانمائة فوصل إلى حلب في صفرها فحدث بها وسمع عليه ابن خطيب الناصرية وأقام بها أياماً ثم توجه إلى دمشق إلى سنة ست فحج ثم رجع قاصداً الحصن فلما كان بسرمين مات في بكرة يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة سبع، قال ابن خطيب الناصرية وكان من أعيان الحلبيين إماماً فاضلاً فقيهاً يستحضر كثيراً من الفقه والتاريخ والتصوف مع ظرف ومحبة في العلم وأهله. وقال شيخنا في إنبائه كانت على ذهنه فوائد حديثية وفقهية وكان يحب الفقهاء والشافعية وتعجبه مذاكرتهم قال وقرأت بخط البرهان المحدث بحلب أنه سأل نور الدين بن الجلال عن فرعين منسوبين للمالكية فلم يستحضرهما وأنكر أن يكونا في مذهب مالك قال فسألت الجمال فاستحضرهما وذكر أنهما يخرجا من ابن الحاجب الفرعي.
عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن لاجين الجمال الرشيدي القاهري الشافعي أخو عبد الرحمن ووالد محمد وأحمد المذكورين. ولد سنة سبع وثلاثين وسبعمائة وأحضر على الشهاب أحمد بن محمد بن عمر الحلبي وأسمع على الأيوبي والميدومي والعز بن جماعة وأبي الفتوح الدلاصي وآخرين، وأجاز له القلانسي والقطرواني ومظفر العسقلاني وسائر من ذكر في أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن وغيرهم؛ وكان خيراً محباً في الطلب وقراءة الحديث بحيث لازم قراءة البخاري واعتنى بولديه فأسمعهما الكثير وأثبت مسموعهما بخطه وخط من شاء الله من المحدثين بل كتب بخطه جملة من الأجزاء التي أسمعها لهما في عدة مجاميع وسمع شيخنا بقراءته على بعض الشيوخ بل سمع شيخنا منه وحدثنا هو وولده وغيرهما ممن لقيناه عنه وكان خطيب جامع أمير حسين. مات في رابع عشري رجب سنة سبع وذكره المقريزي في عقوده.
عبد الله بن محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد ابن علي بن محمد بن عبد الله السيد العفيف نقيب الإشراف بن البدر بن العز أبي جعفر بن الشهاب بن أبي المجد بن أبي العباس بن أبي الحسن بن أبي المجد الحسيني الإسحاقي الجعفري الحلبي الشافعي. ولد في ربيع الآخر سنة عشر وثمانمائة بحلب ونشأ بها فقرأ القرآن على الشهاب الساعي وغيره وحفظ المنهاج الفرعي وحضر دروس البدر بن سلامة في العربية بل قرأ عليه البخاري؛ وأجازت له عائشة ابنة عبد الهادي والشهاب بن حجي، وولي نقابة الأشراف بعد أبيه كأسلافه وكان من بيت علم وفضل ودين له شرف من جهة أبويه، لقيته بمنزله بحلب وهو مفلوج فأنشدني قوله:

يا رسول الله إنـي لأرجـو

 

أن تكفـل يوم عـرضـي

بإدخالي الجنان بلا حـسـاب

 

إذا كنت النوافل لي وفرضي

وها أنت المؤمل لـلـبـرايا

 

فحقاً بعضنا أولى ببـعـض

قيل ولو قال:

عبيدك يا رسول الله يرجـو

 

شفاعتك العميمة يوم عرض

لكان أحسن فإن ما قاله من بحر الوافر مع اختلاله في الوزن وقد سبق الناظم جده كما في ترجمته لنحوه. مات بعد ساعتين.
عبد الله بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن داود الجمال أبو محمد بن الشمس بن الشهاب بن المجد أب الفدا القاهري الحسيني الحنفي أخو أحمد وعبد الرحمن وعبد اللطيف والتقي محمد والصدر محمد المذكورين في محالهم وهو كبيرهم ويعرف كأبيه بابن الرومي. ولد قبيل التسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا واشتغل بالفقه والعربية والفرائض وغيرها على جماعة كالشمس محمد بن أحمد السعودي أخذ عنه الفقه والشهاب أحمد بن شاور العاملي أخذ عنه الفرائض والحساب والوصايا والصدر سليمان الأبشيطي قرأ عليه ألفية ابن مالك وشرحها لابن عقيل وبرع وأذنوا له كلهم وعظموه جداً وثبتت عدالته في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين على قاضي الحنفية حينئذ الشمس الطرابلسي وشهد عليه بذلك غير واحد من الأعيان، وسمع على الآمدي وابن الشيخة والمطرز والمجد إسماعيل الحنفي والجمال الرشيدي في آخرين، وناب في القضاء قديماً على رأس القرن عن الجمال يوسف بن موسى الملطي فمن بعده ثم أعرض عنه فأشير عليه بالعود لتضعضع حاله بالترك ففعل ولم يحصل على طائل وكذا درس قديماً في عدة أماكن ثم رغب عنها إلا التدريس بجامع الظاهر وحدث بأخرة سمع منه الفضلاء قرأت عليه أشياء؛ وكان أصيلاً قديم الفضيلة من أعيان مذهبه ومتقدمي نوابهم لكن لم نلقه إلا بعد كبره وخموده وفاقته وضعف نهوضه. مات سنة إحدى وستين وقد قارب المائة رحمه الله.
عبد الله بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله العفيف أبو محمد بن الجمال الطيب بن الشهاب الناشري اليماني الشافعي الآتي أبوه. ولد سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة وحفظ الشاطبية وألفية النحو والحاوي وتلا للسبع على قريبه عثمان الناشري اليماني الشافعي الآتي أبوه.
ولد سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة وحفظ الشاطبية وألفية النحو والحاوي وتلا للسبع على قريبه عثمان وبه انتفع فيها في آخرين وفي النحو على جماعة ثم لازم والده فقرأ عليه الحاوي وسمع عليه التنبيه والمنهاج والروضة وتصنيفه إيضاح الفتاوى وناب عنه بل كان قائماً بالأمور عنه حين أسن ثم استقل بعد موته لكن أخرج عنه على ابن طاهر بعد سنين الوقف للتقي عمر الفتى وغيره واستمر على القضاء خاصة حتى مات في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين رحمه الله.
عبد الله بن الطيب محمد بن أحمد بن أبي بكر بيض له العفيف الناشري وهو الذي قبله ظناً قوياً.
عبد الله بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القرشي. ولد بمكة ونشأ بها وسمع من ابن الجزري والشمس البرماوي وابن سلامة والشامي وغيرهم، وأجاز له ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي وابن الكويك وآخرون. ومات في أواخر سنة ثلاثين أو أوائل التي بعدها بمكة رحمه الله.
عبد الله بن الشيخ الشهير بيت المقدس محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ويقال عثمان بن عمر التركستاني ويعرف بالقرمي. اشتغل قليلا وقدم حلب ثم دخل بغداد وأسر مع اللنكية ثم خلص ويقال أنه جرت له محنة فخنق نفسه بسببها على ما استفيض بين الناس وذلك في أواخر سنة ست قاله شيخنا في أنبائه.
عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المعطى الأنصاري الخزرجي المكي أخو القطب محمد ويعرف أبو هما بابن الصفى نسبة لجده لأمه الصفي الطبري.
سمع وسكن اليمن سنين ثم عاد لمكة ثم رجع إليها وبها توفي في أوائل سنة ثلاث وقد بلغ الخمسين أو جازها ظناً. قاله القاسي في مكة.
- عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة التقى أبو محمد المقدسي ثم الصالحي ويعرف بابن عبيد الله. ممن أسمع على الحجار وأيوب بن نعمة الكحال وأبي بكر بن الرضي وشهاب الجزري وزينب ابنة الكمال وحبيبة ابنة عبد الرحمن ومحمد بن يوسف الحراني في آخرين وحدث سمع منه الفضلاء وأكثر عنه شيخنا وقال في معجمه كان شيخاً حسن الهيئة طويل القامة، وذكره المقريزي في عقوده. مات بعد الكائنة العظمى سنة ثلاث رحمه الله.
 
- عبد الله بن محمد بن احمد بن عثمان الجمال أبو محمد بن الشمس بن أبي العباس الششتري - وربما قيل له التستري - المدني الشافعي المذكور أبوه في المائة قبلها. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة ظناً كما قرأته بخطه وقيل بعدها؛ وسمع علي ابن صديق بعض الصحيح وحدث أجاز لي، وكان خيراً فاضلاً جيد الخط ملازم الإقامة بالمسجد النبوي ولوفور ثقته كان أمين الحكم بالمدينة. مات في مستهل جمادى الأولى سنة ستين، ودفن بمقبرتهم بالقرب من سيدنا إبراهيم من البقيع رحمه الله.
عبد الله بن محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن عبد الله العفيف بن الجمال بن الشهاب بن الكمال الحراري الأصل المكي الحنفي أخو أحمد الماضي والآتي أبوهما. ممن سمع مني بمكة.
عبد الله بن محمد بن أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر العفيف أبو محمد بن التقي أبي اليمن بن الشهاب العمري الحرازي المكي. سمع على والده والعز بن جماعة وابن الزين القسطلاني وخليل المالكي والموفق الحنبلي وغيرهم وقرأ بنفسه على عمته أم الحسن فاطمة؛ وأجاز له ابن الجوخي وزغلش والبياني والماكسيني وابن بشارة وابن أميلة والصلاح وست العرب وخلق واشتغل وأكثر من المطالعة، وحدث سمع منه الفاسي وأخوه عبد اللطيف وغيرهما بلية من بلاد الحجاز. ومات في ذي القعدة سنة ست عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وهو في أثناء عشر السبعين. ذكره الفاسي في مكة، وقال شيخنا في إنبائه أنه عنى بالعلم وتنبه في الفقه ومات وله بضع وستون سنة.
عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد المعطي العفيف بن أبي عبد الله بن أبي العباس الأنصاري المكي. ولديها في شعبان سنة أربع وتسعين وسبعمائة وسمع من الزين المراغي وأبي اليمن والزين الطبريين وعلى بن مسعود بن عبد المعطي وآخرين، وأجاز له في سنة مولده وما بعدها التنوخي وأبو الخير بن العلائي وأبو هريرة بن الذهبي وابن أبي المجد وطائفة. مات في رمضان سنة اثنتين وأربعين ودفن بالمعلاة. ذكره النجم بن فهد في معجمه.
عبد اله بن محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد تقي الدين المقدسي الصالحي ويعرف بابن الحاج. ولد في شوال سنة ست وسبعين وسبعمائة وسمع من أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن الذهبي ومحمد بن أحمد بن عبد الحميد ابن غشم وأبي حفص البالسي موافقات أبيه الكمال كلهم عنها سماعاً للأول وحضوراً للآخرين وأجازه وكذا سمع على الجمال بن الشرايحي وحدث وكتب التوقيع عند ابن مفلح. مات سنة إحدى وأربعين.
عبد الله بن محمد بن أحمد التقي أبو بكر الصالحي الناسخ نزيل مكة ويعرف بابن الرفا. يأتي في الكنى.
عبد الله بن الخواجا الجمال محمد بن أحمد الحضرمي الكندي اليماني الآتي أبوه. كان صاحب همة وجور على أصحابه ومعارفه. مات في ربيع الثاني سنة أربع وستين. عبد الله بن محمد بن أحمد البخانقي.
عبد الله بن محمد بن أحمد الششتري المدني. مضى قريباً فيمن جده أحمد بن عثمان.
عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن التقي القلقشندي المقدسي. في أبي بكر من الكنى.
عبد الله بن محمد بن إسماعيل الدواخلي ثم القاهري الغمري الشافعي. ممن سمع مني بالقاهرة وربما اشتغل وخطب بجامع الغمري أياماً ويذكر بمحبة النميمة والتفاتن عبد الله بن محمد بن بركوت الشبيكي المكي القائد. مات في ربيع الأول سنة سبع وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن عمر بن صلح الجمال الهيثمي القاهري الشافعي أخو عبد العزيز وابن أخي الحافظ أبي الحسن علي بن أبي بكر الآتي. ولد سنة ستين أو بعدها وأحضر في الخامسة عند البياني الأول من فوائد الصقلي. وأجاز له العز بن جماعة والنشاوري والشهاب بن ظهيرة وغيرهم. وحدث سمع منه الفضلاء من أصحابنا كابن فهد والسنباطي بل ممن قبلهم ابن موسى المراكشي الحافظ ومعه شيخنا الموفق الأبي وفي الأحياء جماعة، وكان أحد الصوفية بالتربة الظاهرية بالصحراء خيراً ديناً ساكناً حسن السمت نير الشكل والشيبة. مات في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين بالقاهرة رحمه الله، وقد ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لي في استدعاء ابني محمد.
 
عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن الجمال الظاهري ثم الأزهري الشافعي نزيل مكة ويعرف بالظاهري. ولد تقريباً سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالظاهرية من الشرقية بالقرب من العباسية ونشأ بها ثم تحول إلى القاهرة بعد الخمسين فلازم خدمة إمام الأزهر وقرأ في المنهاج ولازم الزيني زكريا والطنتدائي الضرير وزاحم الطلبة وتوصل لبيت ابن البرقي بتعليم ولدي ولده وصار كبيرهم يصرفه في التوجه مع شقادف المنقطعين بدرب الحجاز التي من جهة ناظر الخاص للعقبة فما دونها، وأقبل على التحصيل فكان يسافر مع الصر ويأتمنه الناس في استصحاب ودائعهم ومتاجرهم ونحوها معه ويخدم قاضي مكة بشراء ما يحتاج إليه من القاهرة وحمل ما يرسله لأهلها وتزايد اختصاصه به فاتسعت دائرته سيما حين تولى زكريا بالقضاء ولكنه لما رأى الاختلاف والاختلال في جماعته واختصاص من شاء الله منهم عنه قطن مكة من سنة ثمان وثمانين وصار يتجر بجاه القاضي ويعامل ويعارض ونحو ذلك من طرق الاستكثار وتزايد خوفه حين الترسيم على جماعة القاضي وصار خائفاً يترقب سيما وكان يكثر من قوله أن معه أموال اليتامى أو نحو ذلك مما يبعد به عن نفسه الكثرة أو هو على حقيقته، ثم أنه تحول إلى المدينة النبوية واشترى بها حديقة وصار يعامل ويضارب كعادته وكان ابتداء تردده لمكة من سنة أربع وستين، وهو في اليبس بمكان إلا مع من يتوصل منه أو به للدنيا الخسيسة الشأن.
عبد الله بن محمد بن بيان المدني المادح. ممن سمع مني بالمدينة.
عبد الله بن محمد بن جسار بن محمد العمري المكي القائد. مات بمكة في منتصف ذي الحجة سنة إحدى وستين. أرخه ابن فهد.
عبد الله بن محمد بن جمعة بن راجح بن موسى بن راجح بن إبراهيم الجمال البصروي الشاغوري الدمشقي. ذكره النجم عمر بن فهد في معجمه هكذا ووصفه بالفضل عبد الله بن محمد بن حسن الجمال الأخصاصي أو الخصوصي القاهري الشافعي. أخذ القراءات عن النور الإمام والشمس بن الحصري وجعفر وبعض الجمع عن الشهاب السكندري.
عبد الله بن محمد بن خضر بن إبراهيم الجمال الكوراني ثم القاهري الشافعي ويعرف بالكوراني. ولد سنة ثماني عشرة وثمانمائة تقريباً وقال أن أول اشتغاله كان بالجزيرة على ناصر الدين عمر المارينوسي تلميذ الحلال وأنه سافر معه إلى الروم فورد على الشيخ ما اقتضى رجوعه وتخلف هو ببر صافلازم غياث الدين حميد حتى أخذ عنه كلاً من المطالع وحاشية الشريف وشرحي المفتاح، وسافر إلى القاهرة فأخذ عن باكير وغيره كالعلاء القلقشندي قرأ عليه في الحاوي ثم لازم الشمس الشرواني في الكشاف والمواقف وغيرهما من العقليات والنقليات، ولم ينفك عنه حتى مات ونوره الشيخ بفضيلته بحيث كان يقول أين مثله وأنه ليس له نظير في مدينة سمرقند لا في غزارة علمه ولا في سيلان ذهنه أو نحو هذا فأخذ عنه الطلبة فنوناً كالتفسير وأصول الدين والمعاني والبيان والمنطق والعربية واختص بالولوي السفطي وكان يحضر دروسه بحيث نزله في الجمالية وكذا سمع على ابن ناظر الصاحبة وابن الطحان والعلاء بن بردس في صفر سنة خمس وأربعين وعلى شيخنا والبدر البغدادي وتردد إليه كثيراً وصحب إمام الكاملية؛ وتنزل في الجهات ثم ولي مشيخة سعيد السعداء بعد العبادي ولم يسلك مسالك الشيوخ بل كان يمشي من منزله بالقرب من سوق أمير الجيوش إلى بيت البدر العيني بالقرب من جامع الأزهر لأجل لعب الشطرنج مع جماعة صهر قاوان ويبدو منه ومن غيره في حقه ما يقبح وربما فاتته بعض الصلوات إلى غير ذلك مما لا يليق، وكذا درس التفسير بالمنصورية بعد موت النجم بن حجي نيابة عن ولده وكان النجم ممن قرأ عليه في الابتداء وكذا قرأ عليه الزين بن مزهر ولازم السعي إليه حتى عرف به وحج معه في ركب الرجبية ووقع بينه وبين ابن قاسم هناك ما لا خير في شرحه، وبالجملة فهو متميز في الفنون ولا عهد له بالفقه ونحوه والغالب عليه الكسل والرغبة في المزاح. مات في شعبان سنة أربع وتسعين ودفن في تربة السعيدية رحمه الله وإيانا.
 
عبد الله بن محمد بن خلف بن وحشي الجمال الشيشيني المحلي ثم المصري نزيل المزة. ولد سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالمحلة ونشأ بها ثم ارتحل إلى دمشق فقطنها وأدب أولاد الشهاب بن الجوبان عبد الكافي وغيره وسمع بها من المحب الصامت وأبي بكر بن يوسف الخليلي وأبي هريرة بن الذهبي ومما سمعه عليه مشيخة بن بنت الجميزي، وأحمد بن محمد بن المهندس وأبي حفص البالسي وجماعة وأجاز له آخرون، وحدث وكان من أصحاب الشيخ محمد السطوحي وينزل بتربة القطان من المزة. مات.
عبد الله بن محمد بن خليل بن بكتوت بن بيرم بن بكتوت الكردي الأصل القاهري الحسيني والد الشمس بن بيرم الحنبلي، قال لي أنه ولد في رمضان سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وأنه حفظ القرآن وبعض القدوري وأنه ألم بالفرائض وأنه تزوج ابنة أخت ابن الظريف أمين الحكم واستولدها ابنته الموجودة الآن وأنه مات سنة ست وستين.
عبد الله بن محمد بن الحاج خليل بن سعيد الجمال الطرابلسي الشافعي ويعرف بابن الحاج خليل. ولد في حدود سنة ثمانمائة بطرابلس، ولقيه البقاعي ولم يذكر شيئاً من أمره. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خليل. يأتي فيمن جده عبد الله بن أبي عبد الله بن محمد بن محمد.
عبد الله بن محمد بن زريق الجمال المعري ثم الحلبي الشافعي ويعرف بجده. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالمعرة ونشأ بها فحفظ القرآن والتمييز في الفقه لابن البارزي واشتغل بالعلم ثم قدم حلب فاشتغل بها أيضاً وولى بها توقيع الدست مدة ثم قضاء معرمصين مدة ثم جلس موقعاً بباب قاضي الشافعية بها العلاء بن خطيب الناصرية وترجمه في تاريخه مطولاً وأنه مدح رؤساءها، وكان فاضلاً أديباً ناظماً ناثراً مجيدهما ثم رجع إلى بلده فقطنها وولي قضاءها مدة حتى مات بها في منتصف شعبان سنة سبع وعشرين ومن نظمه كما أنشده المحب بن الشحنة:

كل من جئت أشتكي

 

أبتغي عـنـده دوا

يتشكى شـكـيتـي

 

كلنا في الهوى سوا

وقد رأيتهما عندي في عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن زريق الدمشقي الصالحي وهو غلط وقوله:

كنت وليل الـعـذار داج

 

يروق من راقه سـواده

فاحترق القلب بالتنـائي

 

وذر في عارضي رماده

عبد الله بن محمد بن سليمان الجمال الدمياطي ثم الصحراوي والد عمر الآتي. صحب ناصر الطبناوي وقرأ على شيخنا في سنة إحدى وخمسين وأخذ عن الشمس الحجازي في الفرائض والحساب وتميز وأقرأ الطلبة وممن قرأ عليه الشرف يحيى الدميسي وأثنى عليه. مات.
عبد الله بن محمد بن طيمان - بفتح المهملة وسكون التحتانية - الجمال الطيماني ثم الدمشقي الشافعي. ولد قبيل السبعين وسبعمائة بيسير وحفظ الحاوي الصغير واشتغل بدمشق وبالقاهرة وتردد إلى دمشق بسبب وقف له فحضر أول مرة قدمها عند نجم بن الجابي وفي الأخيرة عند الشرف الغزي فكان يكثر النقل من المهمات بحيث قال له: أنت درستها فإنك تحفظها أكثر مني مع أنني بت أطالع هذه الأماكن، وكذا أفتى ودرس، ومات مقتولاً في حصار الناصر دمشق بغير قصد من قاتله في صفر سنة خمس عشرة قبل إكمال الخمسين وكان يلبس زي العجم قريباً من زي الترك. ذكره شيخنا في إنبائه وقال ابن حجي قدم علينا فاضلاً فلازم التحصيل وصغار الطلبة وأفتى وصنف؛ وقال التقى بن قاضي شبهة في طبقاته أنه شرع في جمع أشياء لم تكمل واختصر شرح العزى على المنهاج وضم إليه أشياء من شرح الأذرعي ودرس بالركنية والعذراوية والظاهرية والشامية.
عبد الله بن محمد بن عبد الأحد الحراني. مضى في عبد الأحد.
عبد الله بن محمد بن عبد الحق. مضى في ابن عبد الحق
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر بن عبد الله الجمال بن النجم بن الزين بن البرهان الكناني الحموي الأصل المقدسي الشافعي الخطيب والد إبراهيم الماضي وابن النجم المذكور في سنة خمس وتسعين من أنباء شيخنا ولكنه ساق نسبه محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم وكأن إبراهيم الأول زيادة ويعرف كأسلافه بابن جماعة. ولد في ذي القعدة سنة ثمانين وسبعمائة ببيت المقدس ونشأ به فقرأ القرآن عند البدر حسن الخليلي والجمال عبد الله بن عقبة وغيرهما وحفظ المنهاج وألفية النحو وبعض المنهاج الأصلي وعرض على والده والشمس القلقشندي وابن الجزري وتفقه بالأولين، وارتحل إلى القاهرة في سنة ثمانمائة فتفقه أيضاً بالسراج البلقيني وأخذ العجالة قراءة وسماعاً عن مؤلفها ابن الملقن وكذا تفقه بالشمس البرماوي وغيره وأخذ الأصول وغيره من المعقول عن العز بن جماعة والنحو عن الجمال عبد الله القيرواني الضرير ولزم الاشتغال حتى أذن له ابن الملقن وكذا أذن له غيره وسمع الحديث بالقاهرة وغيرها فأكثر ومن شيوخه ببلده الجلال عبد المنعم بن أحمد الأنصاري والخطيب إبراهيم بن عبد الحميد بن جماعة والشهاب أحمد بن الخضر الحنفي حضر عليهم ووالده وأبو الخير العلائي والشمس محمد بن محمد بن أحمد بن المحب سمع عليهما وبالقاهرة التنوخي والعراقي والهيثمي والبلقيني والصدر المناوي والغياث العاقولي ونصر الله بن أحمد بن محمد البغدادي ويحيى بن يوسف الرحبي والشرف القدسي والشرف أبو بكر بن جماعة والشرف بن الكويك وأخوه أبو الطيب محمد والبدر النسابة والشمس المنصفي والسويداوي والحلاوي والفرسيسي والجوهري وسارة ابنة السبكي وآخرون، وأجاز له أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق المالكي وفي جملة ذرية جده إبراهيم الأعلى الشهاب بن ظهيرة ومحمود بن الشريشي وعشرون غيرهما، وحج مرتين وقدم القاهرة غير مرة واستقر معيداً باللاحية بعد موت أخيه في سنة تسع وناب فيها في الخطابة بالأقصى ثم استقل بها مع الإمامة في سنة اثنتي عشرة أو بعدها وصرف عنها مراراً وآل أمره في سنة خمس عشرة إلى إشراك الشرف عبد الرحيم القلقشندي معه فيها بعد منازعات ثم ولي مشيخة الصلاحية ونظرها في رمضان سنة خمسين عقب موت العز عبد السلام بن داود الماضي ثم صرف عنها بالسراج الحمصي في رجب سنة أربع وخمسين ثم أعيد في رمضان سنة ست، واستمر حتى مات بالرملة وقد توجه إليها لضرورة في ذي القعدة سنة خمس وستين وحمل إلى بيت المقدس فدفن فيه بمقبرة ماملا عند أقاربه بجوار الشيخ عبد الله القرشي، وكان خيراً ثقة متواضعاً ساكناً بهياً وقوراً محباً في الأسماع كثير التلاوة والعبادة والتهجد مذكوراً بإجابة الدعوة وهو في أول أمره في الفضيلة أحسن حالاً منه حين لقيناه لكونه كان تاركاً وقد درس وأفتى وحدث أخذ عنه الفضلاء ولقيته بالقاهرة ثم ببيت المقدس فقرأت عليه الكثير ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن عبد الرحمن بن سالم بن محمد بن بريك الحضري من بني سيف ثم الشنوي. ولد بوادي حضرموت في رمضان سنة إحدى عشرة وهو من بيت دين وصلاح وعبادة لأهل حضرموت فيهم اعتقاد يقال لهم بنو بريك وله في نفسه سلوك. ذكره المقريزي في عقوده هكذا وأنه قدم في مجاورته بمكة سنة تسع وثلاثين فسمع عليه قطعة من صحيح مسلم وأشياء بل قرأ علي أشياء من كتب التصوف وكتبت له شيئاً في كيفية السلوك وأخبرني أنه وجد في شنوة من وادي حضرموت قبر فيه إنسان ذرعوا ما بين كعبه إلى ركبتيه فكان طول عظم ساقه ثلاثة عشر ذراعاً إلى غير ذلك من أخبار أودعتها في جزء في غرائب أخبار وادي حضرموت.
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خليف المطري بن عم المحب المطري المدني. سمع معه علي الجمال الحنبلي.
عبد الله بن أبي سرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي المكي أخو عبد اللطيف المالكي الماضي. ولد في ذي القعدة سنة ثماني عشرة بمكة وسمع بها من ابن الجزري وابن سلامة وغيرهما، وأجاز له في سنة تسع عشرة فما بعدها جماعة. مات في رمضان سنة أربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
 
عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن عبد الله العفيف أبو محمد بن الجمال بن المحيوي الناشري اليماني الشافعي. قرأ علي بمكة الأربعين في قضاء الحوائج للمنذري وسمع علي أشياء وكتبت له إجازة.
عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الهلالي المكي الفاخراني. مات بها في المحرم سنة خمس وثمانين. أرخه ابن فهد.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى ابن حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر الجمال أبو محمد بن الشرف أو المعين أبي عبد الله بن البهاء أبي محمد بن التاج بن المعين القرشي المخزومي الدماميني الأصل السكندري المالكي حفيد عم أبي البدر محمد بن أبي بكر بن عمر الآتي ويعرف بابن الدماميني من بيت قضاء ورياسة. اشتغل قليلاً وسمع على جده البهاء أحد أئمة الأدب والمسندين من المائة الثامنة؛ وولي قضاء بلده فطالت مدته في ذلك بحيث زادت على ثلاثين سنة وصار وجيهاً ضخم الرياسة مع نقص بضاعته في العلم والدين لكن لكثرة بذله ومزيد سخائه وقد أفنى مالاً كثيراً في قيام صورته في المنصب ودفع من يعارضه حتى أنه كان يركبه بسبب ذلك الدين ثم يحصل له إرث أو أمر من الأمور التي يحصل تحت يده بها مال من أي جهة كانت ساغت أو لم تسغ فلا يلبث أن يستدين أيضاً وآخر ما اتفق قيام سرور المغربي عليه حتى عزله الشمس بن عامر فقدم القاهرة وهو متوعك فتوسل بكل وسيلة حتى أعيد ووسع الحيلة في إفساد صورة سرور حتى تمت بل كان ذلك سبباً لإعدامه ولم ينتفع القاضي بعده بنفسه بل استمر متعلعلاً حتى مات في رابع ذي القعدة سنة خمس وأربعين. قال شيخنا وأظنه جاز الستين وقد أخذ عنه البقاعي وهجاه ليتوسل بذلك لدنياه، وكذا سمع عليه المحب بن الإمام والعز السنباطي وابن قمر وآخرون، قال العيني ولم يكن ممن له اشتغال بالعلم بل كان يخدم الناس كثيراً خصوصاً الظلمة الذين لا يستحقون شيئاً من ذلك عفا الله عنه.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بلال المكي الوقاد بالحرم - أجاز له في سنة خمس العراقي والهيثمي وابن صديق، ومات بها في رمضان سنة سبع وأربعين. أرخه ابن فهد.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حسن بن يوسف بن عبد الحميد بن أبي الغيث رحمة القطب أو الجمال أبو عبد الرحمن وأبو محمد البدر بن القطب البهنسي القاهري أخو الولوي أحمد الماضي وحفيد أمين الزيت بجامع طولون. ولد في تاسع رجب سنة خمس وسبعمائة فيما بين القاهرة ومصر وسمع من المحب الخلاطي سنن الدارقطني بفوت وأخبر أنه سمع السيرة لابن هشام على الجمال بن نباتة واشتغل ونظم الشعر كما سلف شيء منه في أخيه؛ وكان موسراً لكنه كان كثير التقتير على نفسه جداً وحصل له في آخر عمره عته فحجزه أخوه إلى أن مات في رمضان سنة خمس وثلاثين. ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لابني محمد وقال في أنبائه قرأت بخط التقي المقريزي أنشدني الجمال البهنسي لنفسه

إذا الخل قد ناجاك بالهجر فاصطبر

 

وسامح له واغفر بنـصـح وداره

فإن عاد فاقليه ولا تذكـر اسـمـه

 

وحول طريق القصد عن باب داره

وذكره ابن المقريزي بهذا وبغيره من نظمه وأنه صحبه سنين ونعم الصاحب كان.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي عبد الله. يأتي فيمن جده عبد الله بن محمد بن محمد قريباً.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله القاضي أبو الفتوح الناشري اليماني الشافعي. ولد في صفر سنة ثمان وخمسين وسبعمائة بقرية السلامية من اليمن وأخذ العلم عن أبيه وعن شيخ والده الشرف أبي القسم بن موسى بن محمد الزوالي في آخرين وسمع عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الخير، وتقدم في العلم والعمل والجاه مع كثرة المحاسن وجودة الخط والضبط، وانتفع به جماعة وشاع أن من قرأ عليه انتفع ويقال أن سبب ذلك أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وبشره بالفتح عليه بالعلم وله شرح لقطعة من جامع المختصرات؛ وولى تدريس الجامع المنشأ بقرية الملاح خارج زبيد مع قضائه لشغفه بالإقامة فيها وإلا فقد قال المجد الفيروزابادي:
وهو حقيق بولاية القضاء الأكبر في اليمن بل كان يقول أكرم من لقيت باليمن الملك الأشرف إسماعيل ثم صاحب الترجمة ثم لما جفا الأشرف قرية الملاح نقله لقضاء تعز ودرس بمدرسة الأتابك سنقر بن هزيم غربي حصن تعز مع خطابة جامع عدينة وبالغ أهل تعز في تعظيمه، كل ذلك مع شهرته بالبراعة والفصاحة والكرم والهمة والمروءة وكتب إلى الناصر بن الأشرف يشكو الأمير البدر محمد بن بهادر السنبلي لكثرة معارضته له:

إن العلوم بقضها وقضيضهـا

 

تشكو أمانة ندبها وفروضهـا

وأوامر الشرع الشريف تعطلت

 

حتى استكانت دلة لنقيضـهـا

ولم يزل على جلالته حتى مات في حياة والده مبطوناً في ليلة الجمعة من صفر سنة أربع عشرة عن ست وخمسين بمدينة المهجم ودفن عند عمه القاضي إسماعيل بن عبد الله وقال أبوه والله لقد أظلمت الدنيا بعده وتغير حال أهله وعياله ووالده ومن كان يعتاد بره ومعروفه حتى أنه لينكرهم من كان يعرفهم في حياته، طول العفيف الناشري ترجمته.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الزكي الشافعي الحنبلي والده الحنفي هو جمال الدين بن قاضي القضاة شمس الدين العزي ويعرف سلفه بابن الزكي وهو قديماً بابن الواعظ وحديثاً بابن القاضي. لقيه العز بن فهد فقرأ عليه تخميسه للبردة وبعض الثغر البسام عن محاسن اصطلاح الموثقين والحكام في بيان مناهج الأقضية وأصول الأحكام من تأليفه وقوله:

نبي إلى ذي العرش بالجسم قد سما

 

حباه وحياه وشـق لـه سـمـى

عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هادي بن محمد الجلال بن القطب ابن الجلال بن القطب الحسيني الإيجي النيريزي الشافعي ابن أخي السيد نور الدين محمد بن الجلال عبد الله قال الطاووسي كان يتزيا بزي الأحمدية وله معارف لطيفة، أجاز لي في شعبان سنة سبع وعشرين. قلت وهو جد السيد علاء الدين بن عفيف الدين والد أمه مريم أخذ عنه سبطه المذكور وأخذ هو عن والده وغيره وأجاز له جماعة في استدعاء عين فيه هو وأخواه أحمد ومحمد مؤرخ بذي الحجة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة عينتهم في أنس بن محمود.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الجمال بن الشمس المرداوي الحنبلي القاضي ابن القاضي ويعرف بابن التقي. أحضر في الأولى سنة سبع وخمسين على الجمال يوسف بن محمد بن عبد الله المرداوي وأسمع من الصلاح بن أبي عمر وعلي بن عمر الصوري وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى الحافظ ومعه شيخنا الموفق الأبي في سنة خمس عشرة. وذكره التقي بن فهد في معجمه.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي القسم فرحون بن محمد بن فرحون البدر أبو محمد بن المحب أبي عبد الله بن البدر اليعمري الأندلسي الأصل المدني المالكي أخو ناصر الدين أبي البركات محمد الآتي ويعرف كأسلافه بابن فرحون من بيت رياسة وقضاء وعلم. ولد في ربيع الأول من سنة سبع وسبعين وسبعمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل على البرهان أبي الوفا إبراهيم بن علي صاحب الطبقات وغيره من أقاربه وغيرهم وكذا أخذ عن الزين المراغي وسمع عليه وعلى العلم أبي الربيع سليمان ابن أحمد بن السقا وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي والتنوخي وابن أبي المجد وآخرون؛ وحدث سمع منه الفضلاء وولي قضاء المدينة بعد أخيه في سنة اثنتين وعشرين ثم عزل في أواخر سنة ست وخمسين ثم أعيد في أوائل التي تليها واستمر حتى مات في ذي الحجة سنة تسع وخمسين بالمدينة ودفن بمقبرتهم من البقيع، وقد لقيته بالمدينة الشريفة وقرأت عليه نسخة أبي مسهر تجاه القبر الشريف وكان فاضلاً خيراً ساكناً بهياً انقطع بأخرة عن الحج بل كان لا يخرج من بيته إلا إلى الجمعة رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن الرضي محمد بن أبي بكر عبد الله بن خليل عفيف الدين أبو الطيب القرشي العثماني المكي أحد العدول بباب السلام. ولد بمكة في صفر سنة تسع وثمانمائة ومات بها في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معبد الخطيب جمال الدين الدماصي ثم القاهري الشافعي أخو علي الآتي ويعرف في بلده بابن معبد. ولد سنة خمس عشر وثمانمائة بدماص ونشأ بها فحفظ القرآن وجلس مدة يؤدب الأطفال فانتفع به أخوه وجماعة ثم تحول لمنية سمنود فأقام بها سنين يؤدب الأبناء أيضاً وفي غضون ذلك يقرأ على العز المناوي السمنودي في ربع العبادات من المنهاج ثم صحب الشيخ محمد الغمري وكان يتردد إليه في وقت المحلة وغيره ثم تحول إلى نبتيت ثم إلى القاهرة فقطنها دهراً وأدب بها الأبناء أيضاً مع التكسب بالنساخة بحيث كتب بخطه الكثير وأم وخطب ببعض الأماكن وربما خطب بجامع الأزهر وتنزل في الجهات، وحج وجاور وقرأ على أكثر البخاري أو الكثير منه ولازمني كل ذلك مع الصفاء والخير والوضاءة تعلل قليلاً ثم مات في المحرم سنة إحدى وتسعين.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عيسى العفيف الدميري المكي عم عبد الكريم بن محمد الماضي. مات بها في المحرم سنة خمس وخمسين. أرخه ابن فهد.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن هشام الجمال أبو محمد بن المحب بن الجمال أبي محمد القاهري الحنبلي ويعرف بابن هشام. ولد بعد التسعين وسبعمائة بالقاهرة ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيماً فحفظ القرآن والخرقي والطوخي وألفية النحو وأخذ الفقه عن المحب بن نصر الله قرأ عليه المقنع أو معظمه ولازمه ملازمة تامة في الفقه وأصوله والحديث وغيرها وأخذ النحو عن البرهان بن حجاج الأبناسي قرأ عليه في الرضى وغيره بل كان انتفاعه فيه أولاً بالشمس البوصيري وحضر دروس القاياتي في العضد وغيره وكذا لازم الونائي وابن الديري وشيخنا وقرأ صحيح مسلم على الزين الزركشي وتنزل في صوفية الحنابلة بالمؤيدية أول ما فتحت بتعيين شيخهم العز البغدادي وسئل حين عرض الجماعة بين يدي وافقها عن كتابه فقال الخرقي ويقال أنه لما امتحن بحضرة الواقف بقراءة باب الخيار وقف فقال الواقف أنه لا يعرف الخيار ولا الفقوس ولما تنبه استنابه شيخه المحب في القضاء ثم استقر في تدريس الحنابلة الفخرية بين المورين عوضاً عن العز المذكور وفي إفتاء دار العدل بعد الشرف بن البدر قاضي الحنابلة بتعيين والده وفي الخطابة بالزينية أول ما فتحت وصار أحد أعيان مذهبه وتصدى بعد شيخه للتدريس والإفتاء والأحكام فأخذ عنه الفضلاء خصوصاً في العربية وكنت ممن حضر عنده فيها دروساً وسمعته يقول إنما تمهرت في العربية بقراءة البخاري وتنزيلي ما أقرؤه على الاصطلاح وفي الفقه بمطالعة الرافعي وسمعت من فوائده ومباحثه وسمع هو بقراءتي على شيخنا وغيره وكذا سمع ومعه أكبر ابنيه علي ابن ناظر الصاحبة وابن الطحان وابن بردس، وكان خيراً حريصاً على الجماعات مديماً للمطالعة بارعاً في العربية والفقه مشاركاً في غيرهما مفوها فصيحاً مقداماً محموداً في قضائه وديانته مع علو الهمة والقيام مع من يقصده وسلامة الصدر، وقد حج مرتين وزار بيت المقدس ودخل الشام وغيرها. مات في صفر وأخطأ من قال المحرم سنة خمس وخمسين ودفن عند أبيه وجده بتربة سعيد السعداء رحمهم الله وإيانا.
عبد الله بن محمد بن قوام الدين عبد الله الركن الخنجي. روى عن عمه الزين على الراوي عن إمام الدين على المعروف بخواجة شيخ عن علاء الدولة السمناني روى عنه الطاووسي وأجاز له وذلك في شعبان سنة تسع عشرة ووصفه بالعالم الفاضل البارع الزاهد ذي التراكيب البديعة والصنائع العجيبة.
عبد الله بن محمد بن أبي عبد الله بن الجمال المغربي السوسي ثم المصري ذكره شيخنا في معجمه وقال: الأديب الفاضل الماهر كان أعجوبة الدهر في صناعة الأشياء الدقيقة حتى كان يصنع بيده ورقاً يكتب فيه بخطه الدقيق سورة الإخلاص وآية الكرسي وقصيدة مديح من نظمه ويجعلها في فلقة كزبرة يابسة ويغطيها بالأخرى إلى غير ذلك سمعت من نظمه ومات بمصر في جمادى الأولى سنة ثلاث وذكره المقريزي في عقوده وأنه اجتمع به ولم يتفطن لكتابة شيء من نظمه  
عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد بن العفيف بن الجمال بن التاج بن العفيف بن اليافعي الأصل المكي أخو عبد الرحمن الماضي. ولد بها في شوال سنة خمس وعشرين ونشأ بالقاهرة مع أمه فلما كبر وترعرع قدمت به إلى مكة ثم سافر إلى الهند وأقام بكلبرجه وراح أمره هناك لاعتقادهم جده وحصل له قبول وإقبال ودنيا طائلة وذرية إلى أن مات بها.
عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الجمال بن القاضي فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزندي المدني الحنفي أحد الأخوة الخمسة ووالد المحمدين الثلاثة. مات سنة اثنتين وستين.
عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الغزي الشافعي الخطيب بجامعها الكبير كأبيه ويعرف بابن سيف. ممن سمع مني بالقاهرة.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد السيد الجلال بن القطب بن المحب بن النور الحسيني الأيجي. اشتغل وفضل وتزوج حليمة ابنة عم أبيه الصفي عبد الرحمن واستولدها عائدة ومات عنها شاباً قريباً من سنة ستين.
عبد الله بن محمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل المصري المكي الفراش والمؤذن بالمسجد الحرام والده والقبابي ومؤدب الأطفال هو. سمع في سنة ثمان وعشرين بوادي الجعرانة من أعمال مكة على الجمال المرشدي بعض مشيخته تخريج ابن فهد وعلي ابن سلامة ختم البخاري وأبي داود والشفا عبد الله بن محمد بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو محمد بن القاضي جمال الدين الناشري اليماني. ولد سنة خمس وثمانمائة وحفظ القرآن والشاطبيتين وألفية ابن مالك والمنهاج وأخذ بقراءته بعض القراءات عن ابن عمه إبراهيم والقراءات السبع عن علي بن محمد الشرعبي وأحمد بن محمد بن أحمد الأشعري والعشر عن ابن الجزري والفقه عن جده الموفق علي وخاله الطيب في آخرين والعربية عن العفيف عثمان بن علي البرازي وغيره والفرائض عن والده وسمع الحديث من ابن الجزري والفاسي وغيرهما وولي تدريس القراءات بالمؤيدية بتعز والفقه بالبدرية اللطيفية بزبيد بل ناب في تدريس الصلاحية بزبيد عن خاله وحج غير مرة وزار وأخذ بمكة القراءات عن الزين بن عياش والنجم بن السكاكيني وتصدر فيها وفي الفروع وفرغ نفسه لذلك فانتفع به الفضلاء مع مواظبته على الصيام والقيلم والتلاوة والجماعات وأنواع العبادات ولذا كان ظاهر الخشوع غزير الدمعة مهاباً أقام مدة يعلم أخوته وصبيان أهله القرآن ومات في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين مبطوناً والثناء عليه كثير.
عبد الله بن محمد بن علي بن سليمان الرازبي الجبرتي ثم المكي نزيل رباط ابن الزمن منها. مات في رجب سنة ست وثمانين، ودفن بالمعلاة؛ وكان صالحاً خيراً ممن حضر عندي في شرح الألفية وغيره وحصل القول البديع بل كان فيما بلغني يقرأ على الشرف عبد الحق السنباطي حين مجاورته في تقسيم الأرشاد رحمه الله.
عبد الله بن محمد بن علي بن عثمان العفيف أبو محمد بن الجمال الإصبهاني الأصل المكي ويعرف بالعجمي. ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة بمكة وسمع بها من الجمال بن عبد المعطي بعض ابن حيان وصحب بمكة وباليمن جمعاً من الصالحين كأحمد الحرضي بأبيات حسين وأصحابه وكان يذاكر بكثير من حكايات الصالحين وبمسائل من الفقه وعانى التجارة ولم يرزق حظاً فيها مع مروءة وأكرام لوافد هدة بني جابر من أعمال مكة لكونه كان له ملك بالجميزة منها فكان يقيم به في زمن الصيف كثيراً. مات في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله. ذكره التقي بن فهد في معجمه وقال الفاسي في نسيم ابنة أبي اليمن الطبري أنه تزوجها وولدت له عدة أولاد، ومات بعدها بأيام في سنة موتها.
 
عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زيد العابدين علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب الحسيني الحضرمي ثم المكي نزيل الشبيكة منها ويعرف بالشريف باعلوى قال أنه رحل في الطلب فقرأ التنبيه والمنهاج والحاوي كان يحفظه بخصوصه وغيرها، واشتغل في الفقه والنحو والصرف والحديث ببلده وبالشحر وكتب بأسئلة إلى ابن كبن قاضي عدن فأجابه عنها ثم اجتمع به في بلده وهو متوجه للحج وبعد انقضاء غرضه من الرحلة عاد إلى وطنه وقد مات من به العلماء فتصدى للأشغال، وكان يميل إلى الانقطاع والخلوة والنظر في كلام الصوفية، ثم توجه للحج في سنة إحدى وعشرين بعد رؤيته النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وحج وجاور ثم زار في التي تليها ورجع إلى مكة ثم زار في سنة ست وأربعين فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً وهو بالمدينة ثم عاد إلى مكة وسكنها حتى مات لم يخرج منها إلا للزيارة، وكان يحفظ القرآن جيداً ويقوم به في الليل مع تدبر وتخشع وأكثر الطواف والسكون بحيث تزايد اعتقاد الناس فيه وكثر الثناء عليه ثم تعلل بوجع في رجليه إلى أن مات في ربيع الثاني سنة ست وثمانين ودفن بالشبيكة في تربة صهره العراقي رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الوهاب بن علي بن نزار العفيف الطفاري. قال شيخنا في إنبائه كان جده الأعلى عبد الوهاب انتزع ظفار من يد الجواد أبي بكر بن إبراهيم بن المنصور عمر بن علي بن رسول واستمر في ملكها وتناوبها أولاده إلى أن حاربهم علي بن عمر بن كثير فانهزم عبد الله وأخوه أحمد فأما أحمد فانقطع خبره وأما عبد الله فاستمر يتنقل في البلاد إلى أن دخل مكة ثم دخل القاهرة وحيداً فقيراً فحضر عندي وشكا إلي حاله فبررته وسكن الجامع الأزهر مع الفقراء حتى مات في سنة أربع وعشرين.
عبد الله بن محمد بن عمر العفيف الجبني اليماني. ولد قبل العشرين وثمانمائة، وحفظ المنهاج وكان يكرر عليه إلى أن مات، وتفقه بالقاضي عبد الله بن محمد الجيشي وغيره، وكان صالحاً شديد التحري في أقواله وأفعاله قانتاً أواباً مقبلاً على أنواع البر لا يخرج من مسجده إلا لبيته أو مباشرة زرعه عند الحاجة لذلك. مات في رمضان سنة خمس وثمانين بقرية من أعمال جبن - بضم الجيم وفتح الباء وآخره نون. رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن محمد بن عمر الطوخي الشافعي ويعرف بأخي الرطيل. تفقه بعيسى بن محمد المغربي البتنوبي والقاضي موفق الدين المحلي ورافق الشهاب الزاهد في التنسك بشيخه وتلا لأبي عمرو من طريقيه على الفخر الضرير الإمام وتصدى لنفع الناس مع التحري التام وملازمته للعبادة حتى صارت له جلالة وابتنى له مدرسة بطوخ وممن أخذ عنه الشمس بن رجب الطوخي وسبطه محمد بن أحمد بن محمد بن صديق الآتي ذكرهما وثانيهما هو المفيد لترجمته وقال أنه مات في ربيع الثاني سنة ست وثلاثين عن أزيد من سبعين سنة.
عبد الله بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله الطائفي قاضي الطائف. أجاز له في سنة أربع وتسعين وسبعمائة فما بعدها التنوخي والبرهان بن علي بن فرحون وابن صديق وسليمان السقا وعبد القادر الحجار ومحمد بن علي بن محمد البالسي ومريم الأذرعية وجماعة. مات في رجب سنة أربعين بالسلامة من قرى الطائف. أرخه ابن فهد.
 
عبد الله بن محمد بن عيسى بن محمد بن جلال الدين الجمال أبو محمد العوفي - نسبة فيما بلغني لعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة - القاهري الشافعي والد أحمد الماضي ويعرف بابن الجلال بالجيم والتخفيف نسبة لجده وبابن الزيتوني أيضاً لكون عم جدته كان من منية الزيتون. ولد كما كتبه بخطه في يوم السبت مستهل المحرم سنة خمس وسبعين وسبعمائة وحفظ القرآن والحاوي والتنبيه والمنهاج الأصلي وغيرهما وتفقه في الابتداء بالبدر القويسني. ثم لازم الأبناسي وابن الملقن وكذا أخذه عن البلقيني والصدر الأبشيطي والشمس بن القطان المصري في آخرين وأخذ العربية عن المحب بن هشام والشهاب الأشموني الحنفي وكثيراً من العلوم العقلية عن قنبر والحديث عن العراقي دراية ورواية وكتب عنه الكثير من أماليه وكذا لازم مجالس البلقيني في الحديث وغيره وتلا بالسبع إفراداً وجمعاً على الفخر عثمان المنوفي وبحث عليه في الشاطبية وسمع الحديث على التنوخي وابن أبي المجد والهيثمي والفرسيسي وناصر الدين بن الفرات وآخرين حتى سمع على الشرف بن الكويك ونحوه، وتقدم في العلوم وأذن له غير واحد من شيوخه بالإفتاء والتدريس كالأبناسي والأبشيطي والبلقيني ووصفه بالشيخ الفقيه الفاضل الأمين وأنه علم أهليته واستحقاقه وكذا أذن له ابن هشام في العربية والفخر في القراءات؛ وناب في القضاء قديماً وحديثاً وحمدت سيرته في قضائه وتصدر للإقراء والإفادة وربما أفتى وخطب ببعض الجوامع ثم أعرض عن ذلك كله في سنة تسع وثلاثين بل وتجرد عما بيده من الوظائف وانقطع بجامع نائب الكرك ولأجله عمره جوهر الخازندار عمارة حسنة، وكان عالماً فقيهاً ثقة عدلاً في قضائه متواضعاً ساكناً وقوراً منجمعاً عن الناس قانعاً باليسير على قانون السلف سريع الإنشاء نظماً ونثراً كالمدائح والخطب والمراسلات مذكوراً بالولاية والسلوك والتقدم في طريق القوم وصحبة غير واحد من السادات كالشيخ عبد الله الجندي نزيل الحسينية وعمر البسطامي، مجاب الدعوة ما قصده أحد بسوء فأفلح إلى غير ذلك من الكرامات حتى أني سمعت الشهاب أحمد بن مظفر الماضي يحكي غير مرة وكان ممن كثرت مخالطته له أنه شاهد البحر قد اجتمع له حتى جازه وتخطاه، وبالجملة فصلاحه مستفيض، وقد ترجمه شيخنا في أنبائه فقال: نائب الحكم جمال الدين أخذ عن شيخنا الأبناسي وغيره واشتغل كثيراً وتقدم ومهر ونظم الشعر المقبول الجيد وأفاد وناب في الحكم وتصدر وكان قليل الشر كثير السكون والصلاح فاضلاً انتهى. وهو من خواص أصحاب الجد للام ولذا اجتمعت به معه ودعا لي بل عرضت عليه بعض محفوظاتي، ومات في رجب سنة خمس وأربعين ودفن بحوش سعيد السعداء وكان أحد صوفيتها ولم يسمح بالرغبة عنها في جملة وظائفه لأولاده ليكون مندرجاً في الدعاء من أهلها ويكون دفنه في تربتها، قال شيخنا وأظنه قارب السبعين - بتقديم السين. رحمه الله وإيانا. ومن نظمه

ووعدتني وعداً حسبتك صادقاً

 

ومن انتظاري كاد لبي يذهب

فلمن رآنا أن يقول مـنـادياً

 

هذا مسلمة وهذا أشـعـب

وفي معجمي من نظمه غير ذلك رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن محمد بن أبي القسم بن علي بن فضل الله بن تامر بالمثلثة بن إبراهيم العكي الفزاري العبسي اليماني الحنفي ويعرف بالنجري بفتح النون وسكون الجيم ثم مهملة نسبة لقرية قديمة لا تعرف الآن يقال أنها كانت لأحد أجداده. ولد في أحد الربيعين سنة خمس وعشرين وثمانمائة في قرية حوث - بضم المهملة وآخره مثلثة - من بلاد عبس - بالموحدة - قبيلة من نزار طرأت على اليمن وهذه القرية من معاملة تعز، ونشأ بها فقرأ القرآن وبحث على والده في النحو والفقه والأصلين وعلى أخيه علي بن محمد ثم حج في سنة ثمان وأربعين في البحر ثم رحل فيه إلى القاهرة فوصلها في ربيع الأول من التي تليها فبحث بها في النحو والصرف على بن قديد وأبي القسم النويري وفي المعاني والبيان على الشمني وفي المنطق على التقي الحصني وفي علم الوقت على العز عبد العزيز الميقاتي وحضر في الهندسة قليلاً عند أبي الفضل المغربي بل كان يطالع ومهما أشكل عليه يراجعه فيه فطالع شرح الشريف الجرجاني على الجغميني والتبصرة لجابر بن أفلح وفي الفقه على الأمين الأقصرائي والعضد الصيرامي وتقدم حسبما قاله البقاعي في غالب هذه العلوم، واشتهر فضله وامتد صيته لا سيما في العربية وكتب عنه في سنة ثلاث وخمسين قوله:

بشاطئ حوث من ديار بني حـرب

 

لقلبي أشجان مـعـذبة قـلـبـي

فهل لي إلى تلك المـنـازل عـودة

 

فيفرج من غمي ويكشف من كربي

عبد الله بن محمد بن لاجين بن عبد الجمال بن ناصر الدين الناصري محمد بن قلاوون لكون جده من مماليكه القاهري الحنفي ويعرف بابن خاص بك وهو اسم عمه اشتهر بالنسبة إليه لجلالته وكأنه هو الذي كان زوجاً لبعض ذرية الظاهر بيبرس. ولد سنة سبعين وسبعمائة أو في التي بعدها بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وبعض الإلمام لابن دقيق العيد وجميع القدوري في الفقه والمنار في أصوله وألفية ابن مالك واشتغل في الفقه على جماعة منهم ابن عمه البدر بن خاص بك والسراج قاري الهداية وعنهما وعن الشهاب العبادي أخذ العربية وسمع الصحيح على ابن أبي المجد وختمه على التنوخي والعراقي والهيثمي؛ وحج رجبياً سنة إحدى وثمانمائة وزار بيت المقدس والخليل ودخل دمشق وكذا إسكندرية ودمياط مراراً وانقطع بأخرة وكف وحدث حينئذ ببعض الصحيح حين قرئ بالظاهرية القديمة محل سكنه سمع منه الفضلاء سمعت عليه؛ وكان إنساناً حسناً نيراً صابراً له رزق واسع يعيش فيه. مات في جمادى الثانية سنة اثنتين وستين رحمه الله.
عبد الله بن الكمال أبي البركات محمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد ابن الأمين محمد بن القطب محمد بن أحمد بن علي القسطلاني المكي. بيض له ابن فهد.
عبد الله بن الخطيب أبي القسم محمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي الآتي أبوه. أجاز له في سنة ست وأربعين جماعة ومات قبل أن يتأهل.
عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن الرضي محمد بن أبي بكر بن خليل العسقلاني المكي. سمع التقي الجزري وأجاز له عيسى الحجي والزين الطبري والأقشهري والجمال المطري وخالص البهائي وجماعة؛ وكان صالحاً مديماً للجماعة والطواف حريصاً على الأوراد وما علمته حدث. مات في ربيع الآخر سنة خمس بمكة ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين أو جازها. قاله الفاسي في مكة.
عبد الله بن محمد بن محمد بن السراج. يأتي فيمن جده محمد بن محمد.
عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان بن عطاء بن جميل بن فضل بن خير بن النعمان الكمال بن النجم بن الزين الأنصاري الشقوري السكندري المالكي ويعرف بابن خير بمعجمة مفتوحة ثم تحتانية ساكنة. ولد سنة تسع وثلاثين وسبعمائة وأحضر في الرابعة على الشرف ابن المصفي والجلال علي بن الفرات سداسيات الرازي وعلى أولهما مشيخة الرازي وعليه وعلى الشهاب أحمد بن محمد بن مسعود التجيبي الأول من أمالي أبي المظفر بن السمعاني وعلى غيرهم ثم أسمع في آخر الخامسة وذلك في شوال سنة ثلاث وأربعين على والده والتقي بن عرام الدعاء للمحاملي وبعد ذلك على محمد بن عثمان بن عمر بن كامل البلبيسي الأول من الخلعيات وعلى محمد بن جابر الوادياشي بعض الشفا، وحدث ببلده قديماً قرأ عليه شيخنا في أول سنة ثمان وتسعين سداسيات الرازي ووصفه بأقضى القضاة ابن القاضي وكذا لقيه ابن موسى المراكشي بالثغر في سنة خمس عشرة ووصفه بالقاضي العالم المسند الرحلة وسمع معه عليه من شيوخنا الموفق الأبي الموطأ والتقصي وغيرهما وروى لنا عنه خلق كالزين رضوان وأبي حامد بن الضيا والبدر بن التنسي، ثم قدم القاهرة في سنة تسع عشرة وحدث في جامع الأزهر بالشفا وغيره وممن سمع منه حينئذ صاحبنا البهاء المشهدي وفي الأحياء الآن من سمع منه؛ وعمر حتى مات سنة بضع وعشرين وهو في عقود المقريزي رحمه الله وإيانا.
عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد البر بن أبي البقا السبكي. مات سنة ثلاث عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الله بن سالم بن هلال الجمال بن الشمس العراقي الأصل الحلبي ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن العراقي. قال شيخنا في إنبائه: ولد سنة أربع وستين وسبعمائة تقريباً بحلب وكان أبوه من صدور علمائها وترقى هو بعد موته عند الشهاب الأذرعي حتى أخذ وظائف أبيه ثم تعلق بعد كبره بولاية الحكم فناب في عدة بلاد وتوسع حتى استقل بقضاء بعض البلاد على غير مذهبه، ولم يكن متحرياً ولا علمت له سماعاً في الحديث نعم كان يعرف الشروط ويستكثر من شراء الكتب مع عدم فراغه للاشتغال وقدم القاهرة سنة إحدى وعشرين فقطنها إلى أن مات في سنة سبع وثلاثين بعد أن قيل للسلطان فيها أنه لم يحج وأرسله بالسؤال عن ذلك فاعترف فألزم به فبادر إلى الإجابة مظهراً السرور بذلك وتوجه صحبة الركب الأول فقدرت وفاته بمغارة نبط على ما بلغنا. قلت وهو ممن ناب عن شيخنا وآخرين. قال: وكان مبغضاً للناس بغير سبب غالباً عفا الله عنه.
عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان بن حسن بن موسى بن غانم الجمال بن ناصر الدين الغانمي - نسبة لغانم المقدسي الشهير - المقدسي الشافعي خير الحرم ووالد ناصر الدين محمد الآتي. ولد في رمضان سنة إحدى وثمانمائة وسمع كما كان يخبر من الشمسين القلقشندي والهروي وغيرهما، وولي مشيخة الحرم والخانقاه الصلاحية به وكان ديناً كريماً. مات في ذي الحجة سنة تسعين وقد قارب التسعين.
عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الجمال بن الشمس بن القاضي الشمس بن الديري المقدسي الحنفي الآتي أبوه وجده. ولد في سنة خمس وثمانمائة وولي قضاء القدس عوضاً عن حفيد عمه ناصر الدين محمد المدعو هبة الله بن التاج عبد الوهاب ابن القاضي سعد الدين ثم انفصل عنه وتكررت ولايته له وللخليل وللرملة غير مرة وآخر ما وليها في يوم الاثنين سابع ربيع الأول سنة ثمان وسبعين على مال وسافر فوعك في توجهه بحيث لم يدخل إلا في محفة وما نهض للبس الخلعة حتى مات في يوم الأربعاء حادي عشر ربيع الثاني منها.
عبد الله بن المحب محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الطبري المكي المدعو مكرماً وهو به أشهر. يأتي في الميم.
 
عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن بيرم بن عبد العزيز بن خليفة بن مظفر ابن صعلوك التاج أبو محمد بن التقي القرشي الميموني ثم القرافي القاهري الشافعي سبط التاج الدندري ويعرف بالميموني. ولد في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بالقرافة وحفظ القرآن وهو ابن سبع وصلى به والإلمام لابن دقيق العيد والشفا وألفية الحديث والشاطبيتين والمنهاج وإلى الطلاق من الحاوي وبعض المنظومة الحنفية وجميع رسالة الشافعي ومختصر ابن الحاجب الأصلي ومنهج الأصلين للبلقيني والتسهيل لابن مالك وتلخيص المفتاح وفصيح ثعلب والمقامات الحريرية وغالب التسع المعلقات، وعرض على أئمة العصر كالعسقلاني المقري والعرافي والمحب بن هشام والبلقيني وابن الملقن والأبناسي والغماري وغيرهم وأجازوه وبالغوا في الثناء عليه، وتلا للسبع وتمام ثلاث عشرة قارئاً على العسقلاني وسمع الرسالة للشافعي على السراج الكومي والموطأ رواية يحيى بن بكير على أبي عبد الله محمد بن ياسين الجزولي وسمع على التقي بن حاتم والزين العراقي بل قرأ عليه ألفيته حفظاً في آخرين، واشتغل بالفقه والعربية والمعاني والبيان وغيرها وتقدم قديماً وأذن له غير واحد من الأعيان بالإقراء بل والفتوى وراج أمره بقوة حافظته ونوه به الأئمة حتى أنه ناب في القضاء عن الصدر المناوي قبل القرن واستمر ينوب عن من بعده حتى مات واستقر في تدريس الفقه بالشريفية البهائية وفي مدرسة ابن اقبغا آص وكذا في مشيخة خانقاه قوصون ورافع فيه صوفيتها بحيث عزل عنها بل وعن نيابة الحكم، ولم يرزق مع قوة حافظته فاهمة بل كان بعيد التصور والفهم جداً لا يهتدي لاستحضار ما يلتمس منه من مسائل كتبه بل يسرد الباب بتمامه ليصل سامعه للغرض منه مع استمرار ذكره لأكثر كتبه حتى مات وكثيراً ما كان يقرأ بين يدي شيخنا بدرس جامع طولون في الشفا من حفظة لكن كان يرجع حفظ الشمس الشبراوي للشفا عليه ويقول إنه لو قرأه من الكتاب كان أولى، وقد حدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه جملة بل رأيت من عرض عليه في سنة اثنتين وعشرين ممن أخذنا عنه، وكان متساهلاً في قضائه وحديثه. مات في شعبان سنة سبع وخمسين عفا الله عنه.
عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن زيد الجمال بن النور بن الصدر البعلي الشافعي ويعرف بابن زيد. سمع صحيح مسلم على أحمد بن عبد الكريم وكذا سمع على من في طبقته أشياء ثم في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة على والده ومحمد بن علي بن اليونانية وعبد الرحمن بن الزعبوب ومحمد بن علي بن حمود ومحمد بن عثمان بن الجردي المائة انتقاء ابن تيمية من الصحيح قالوا أنا الحجار، وتفقه بابن الشريشي والقرشي وغيرهما بدمشق ودرس وأفتى وولي قضاء بلده قبل اللنك ثم طرابلس ثم دمشق في سنة تسع عشرة ثم في سنة ست وعشرين ولم يلبث في كلها إلا قليلاً ولما صرف أخيراً حصل له ذل كثير وقهر زائد وذهب غالب ما كان حصله في عمره ولحقه فالج فاستمر به حتى مات في ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومولده تقريباً سنة ستين قال شيخنا في معجمه أجاز في استدعاء ابنتي رابعة. وممن سمع منه ابن موسى الحافظ ورفيقه شيخنا الأبي وترجمه مطولاً في أنبائه وقال العيني ولم يكن مشكوراً بالعلم ولا بالثبت الكبير، وقال ابن قاضي شهبة أنه باشر مباشرة لا بأس بها ودارى الناس ثم عزل واستمر على الخطابة وغيرها من المدارس ثم أعيد إلى القضاء ولم يلبث أن انفصل بعد سبعة وأربعين يوماً ورجع إلى بلده فكانت وفاته بها، وترجمه المقريزي في عقوده رحمه الله.
 
عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد العفيف بن إمام الحنفية وشيخ الباسطية والخلجية الشمس بن القطب بن السراج الحسني الرميثي البخاري الأصل المكي الآتي أبوه. ولد في جمادى الثانية سنة اثنتين وسبعين بمكة وأمه أم ولد نشأ بمكة في كنف أبيه فأخذ عنه وقرأ على سنة ست وثمانين المشارق للصغاني وبعض المشتبه لشيخنا ولازمني في سماع أشياء وصلى في تلك الأيام بالناس التراويح بالمقام الحنفي وربما أم في غيرها ثم أم بعد ذلك بل درس في العربية وغيرها ومن شيوخه القاضي أبو السعود وكذا أخذ عن المولى عبد العزيز في شرح العقائد والمختصر وغير ذلك كشرح الشمسية وجود القرآن فأحسن، وصاهر نجم الدين المالكي على ابنته واتفق موت أبيه ليلة السماط فعاد الناس من المعلى إلى حضور السماط ثم قرأ علي في سنة سبع وتسعين الترغيب للمنذري وغير ذلك بل سمع مني تأليفي في المولد النبوي بمحله وفي السنة قبلها تأليف العراقي فيه أيضاً ولازمني في سماع التذكرة للقرطبي وغيرها وتزايدت فضيلته وبراعته لذكائه وفهمه مع عقل وأدب واحتمال كان الله له.
عبد الله بن محمد بن محمد الجمال العراقي القاضي. فيمن جده محمد بن عبد الله بن سالم.
عبد الله بن محمد بن أبي محمد بن أبي بكر بن الدماميني. مضى فيمن جده عبد الله بن أبي بكر بن محمد.
عبد الله بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج بن عبد الله الشرف أبو محمد ابن شيخ المذهب الشمس أبي عبد الله المقدسي ثم الصالحي الحنبلي أخو التقي إبراهيم الماضي وسبط الجمال المرادي ويعرف كأبيه بابن مفلح. ولد في ربيع الأول سنة سبع وخمسين وسبعمائة وقيل في التي قبلها أو بعدها ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيماً وحفظ المفنع ومختصر ابن الحاجب وأخذ عن بعض مشايخ أخيه وسمع من جده لأمه والشرف بن قاضي الجبل وغيرهما وأجاز له العز بن جماعة والجمال بن هشام والموفق الحنبلي والقلانسي ومحمود المنبجي وابن كثير وابن أميلة والصفدي بل أجاز له قديماً أبو العباس المرداوي خاتمة أصحاب ابن عبد الدائم بالحضور وسمع على أبي محمد بن القيم وست العرب وحفيدة الفخر وغيرهما، وأفتى ودرس واشتغل وناظر وناب في القضاء دهراً طويلاً وصار كثير المحفوظ جداً وأما استحضار فروع الفقه فكان فيه عجباً مع استحضار كثير من العلوم بحيث انتهت إليه رياسة الحنابلة في زمانه لكنه كان ينسب إلى المجازفة في النقل وأحياناً وعليه مآخذ دينية، وعين للقضاء غير مرة فلم يتفق بل ولي النظام عمر ابن أخيه في حياته وقدم عليه. مات في صبح يوم الجمعة ثاني ذي القعدة سنة أربع وثلاثين بالصالحية وصلى عليه بعد صلاة الجمعة بالجامع المظفري بالسفح ودفن عند والده بالروضة، قال شيخنا في معجمه أجاز لنا، وهو في عقود المقريزي.
عبد الله بن محمد بن موسى بن محمد بن موسى المغربي العبد الوادي ويعرف بالعبدوسي ابن أخي الشيخ أبي القسم. كان واسع الباع في الحفظ ولي الفتيا بالمغرب الأقصى والإمامة بجامع القرويين من فاس، ورأيت من قال فيه الفاسي. ومات فجأة وهو في صلاة المغرب سنة تسع وأربعين.
عبد الله بن محمد بن موسى بن محمد بن موسى الجمال بن الشمس بن الشرف المنوفي ثم المازاتي أخذ القراءات عن جعفر في سنة اثنتين وخمسين وشهد شيخنا في إجازته ووصفه بالفاضل العالم البارع وشيخ والده وجده.
عبد الله بن محمد بن موسى بن محمد الدوالي اليماني المذكور أبوه في المائة قبلها. كان فقيها مرضي السيرة في قضائه حسن الخلق. ذكره الخزرجي في أبيه وأظنه توفي في أوائل هذا القرن.
عبد الله بن محمد بن نصر الغالب بالله متملك غرناطة من الأندلس وحفيد الأمير أبي الجيوش نصر بن أمير المسلمين أبي الحجاج بن أبي الوليد إسماعيل بن نصر. ذكر المقريزي في حوادث سنة أربع وأربعين أنه في رجب منها ورد كتابه يتضمن ما فيه المسلمون بغرناطة من الشدة مع النصارى أهل قرطبة وإشبيلية وتطلب النجدة.
عبد الله بن محمد بن يحيى بن عثمان بن عيسى بن عمر بن علي بن سلامة البيتليدي المقدسي ثم الصالحي نزيل الضيائية. ولد في سنة ست وسبعين وسبعمائة وسمع من لفظ المحب الصامت التاسع من مسند المقلين من الصحابة من حديث أبي الطاهر الذهلي؛ وحدث به سمعه منه الفضلاء. ومات في حدود سنة أربعين ظناً.
عبد الله بن محمد بن التقي تقي الدين بن قاضي الشام العز الدمشقي الحنبلي. درس بعد أبيه فلم ينجب ثم ولي القضاء بعد الفتنة بطرابلس. ومات في رمضان سنة خمس عشرة.
عبد الله بن محمد الجمال البرلسي ثم القاهري الشافعي. اشتغل قليلاً وكان يتعانى زي الصوفية ويصحب الفقراء ثم دخل مع الفقهاء وناب في الحكم قليلاً وكذا في بعض البلاد ثم منع لكائنة جرت له لأن الشافعي لما منعه ناب عن الحنفي فعين عليه قضية تتعلق بكنيسة اليهود فحكم فيها بحكم يتضمن حكم سابق لقاضي الحنابلة العلاء بن المغلى فأنكر عليه وقوبل على ذلك وصرف عن النيابة حتى مات في رجب سنة خمس وأربعين وهو ظناً في عشر التسعين بتقديم المثناة.
عبد الله بن محمد الجمال السمنودي ثم القاهري الشافعي والد البدر محمد الآتي. أخذ عن الجمال الأسنائي والصلاح العلائي وأبي البقاء السبكي، قال شيخنا في معجمه وأنشدني عنه شعراً ولازم السراج البلفيني وكذا أخذ عن الكلائي الفرضي وسمع البخاري على البلقيني وناصر الدين خليل الطرنطائي وعزيز الدين المليجي وحدث به عنهم قرأه عليه الشهاب الكلوتاتي بالقشتمرية بالتبانة في رمضان سنة تسع عشرة، ودرس بأماكن ونفع الناس مع كثرة المروءة والعصبية والقيام بمصالح أصحابه. مات في سلخ رجب سنة ثلاث وعشرين ودفن في مستهل شعبان، ترجمه شيخنا في إنبائه ومعجمه، ومن الأماكن التي درس بها القطبية بالقرب من سويقة الصاحب وقد أخذ عنه العلم غير واحد من أصحابنا فمن فوقهم، وذكره المقريزي في عقوده وقال كان فاضلاً خيراً صحبته سنين حتى مات.
عبد الله بن محمد الجمال القرافي. أخذ عن أبي الحسن الأندلسي العربية ومهر فيها وعمل مقدمة لطيفة يتوصل بها إلى معرفة الإعراب بأسل طريق وانتفع به جماعة منهم شيخنا ابن خضر وولي مشيخة الطنبدية بالصحراء مات في ربيع الأول سنة ست وعشرين وأظن المتلقى للطنبذية عنه شيخنا الحناوي، وترجمه شيخنا في أنبائه باختصار.
عبد الله بن محمد الجمال المارديني ويعرف بتمنع. قال شيخنا في الأنباء كان من أولاد الأغنياء فورث مالاً جزيلاً فأنفقه في الخيرات ثم افتقر فصار يكدى بالأوراق وينظم البيتين في ذلك أحياناً وكان يعاشر الرؤساء وللعز الموصلي فيه نظم. مات في رمضان سنة ست بدمشق.
عبد الله بن محمد الجمال القاهري ثم الخانكي قاضيها ويعرف بالوفائي. ولد نحو سنة أربعين بالقاهرة وتحول مع أبيه إلى الخانقاه فقطنها وجلس مع الشهود بها وقرأ على محمود الهندي وأخذ عن قاضيها الونائي بل سافر إلى الشام فزار القدس والخليل وتردد الخطاب وكذا دخل حلب، وحج غير مرة وصحب المتبولي ونحوه من المعتقدين وولى حسبة الخانقاه وشكرت سيرته بالنسبة لما حدث ثم قضاءها بعد الونائي شركة لأبي الغيث ثم استقلالاً بعد موت الشريك بل أشرك معهما الزين زكريا بن سالم الحنفي مضافاً للشريف محمد بن كمال الحنفي الذي كان شريكاً للونائي ولكنه في الحقيقة هو المنظور إليه والمعول عليه سيما مع تودده ولين جانبه وتواضعه وإطعامه للطعام وإكرامه للوافدين ونظره في المصالح في الجملة وكون البدري أبي البقا بن الجيعان له به مزيد اعتناء وبهذا كله راج أمره وصار نائب المشيخة في الخانقاه بعد الجوجري.
عبد الله بن محمد العفيف الهبي اليماني الزبيدي الشافعي الآتي أبوه. ولد في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة ونشأ دكانياً ثم صيرفياً وصحب في غضون ذلك الكمال موسى بن محمد الضجاعي محدث زبيد وخطيبها على كبر ولازم مجلسه مدة وقرأ عليه جملة من كتب الفقه وسمع عليه الحديث وخدمه حتى مات فصحب الجمال محمد بن إبراهيم بن ناصر أحد فقهاء زبيد من تلامذة ابن المقري وقرأ عليه أيضاً وحضر دروسه ثم بعد موته انتقل إلى مجلس الجمال الطيب الناشري فسمع عليه بعض الكتب الفقهية ومع هذا كله فلم يكن يفهم الواضحات فضلاً عن غيرها ولكنه ولي التدريس ببعض المدارس بعناية بعض المشتهرين بالعلم وتقرب في الدولة الظاهرية وتمكن من علي بن طاهر وكان لا يسمع إلا قوله وقدمه في صدقاته ثم ولاه في سنة ثمانين نظر الأوقاف مشاركاً فباشره حتى مات في شوال سنة سبع وثمانين وممن لقيه عبد الله بن عبد الوهاب الكازروني فقرأ عليه الإيضاح للنووي وغيره وقال لي أنه وزير صاحب اليمن عبد الوهاب بن طاهر وإليه المرجع في أموره ذو وجاهة وثروة.
 
عبد الله بن محمد العفيف اليماني الجلاد. مات سنة إحدى وثلاثين.
عبد الله بن محمد البطيني ثم القاهري مؤدب الأبناء بالمنكوتمرية. ممن سمع مني وحج وجاور سنة ست وتسعين.
عبد الله بن محمد البهنسي. فيمن جده عبد الله بن حسن بن يوسف.
عبد الله بن محمد الساعاتي المؤذن بالجامع الأموي انتهت إليه الرياسة في فنه. مات في ذي الحجة سنة إحدى وقد قارب الثمانين. ذكره شيخنا في أنبائه.
عبد الله بن محمد الطيماني. فيمن جده طيمان.
عبد الله بن محمد الظفاري المكي دلال الرقيق. ممن سمع مني بمكة.
عبد الله بن محمد القاري الشافعي خطيب القارة. ذكره التقي بن فهد في معجمه مجرداً.
عبد الله بن محمد القليجي. شهد على بعض الحنفية في إجازة سنة إحدى.
عبد الله بن محمد الكاهلي الفقيه الصالح. مات بمدينة أب سنة عشر.
عبد الله بن محمد الهمداني الدمشقي الحنفي مدرس الجوهرية بدمشق كان خيراً عارفاً بمذهبه وبالقراءات ويقرئ. مات في جمادى الأولى سنة عشر وقد بلغ السبعين. قاله شيخنا في أنبائه.
عبد الله بن محمد الواسطي الشافعي. ذكره التقي بن فهد في معجمه مجرداً.
عبد الله بن مسعود بن علي الشيخ الجليل أبو محمد القرشي التونسي العلبي ويعرف بابن القرشية خال سرور الماضي. أخذ عن والده عن الوادياشي بالإجازة فيما كتبه بخطه وعن أبي عبد الله بن عرفة وعن قاضي الجماعة أبي العباس أحمد بن محمد بن حفدة أحد من أخذ عن محمد بن عبد السلام شارح ابن الحاجب وعن أبي القسم أحمد ابن أبي العباس الغبريني ممن أخذ عن أبي جعفر بن الزبير وابن هرون وابن عربون وعن أبي العباس أحمد بن إدريس الزواوي شيخ بجاية بل أخذ عنه المسلسل بالأولية ومصافحة المعمر وعن أبي عبد الله بن مرزوق وأبي الحسن محمد بن أبي العباس أحمد الأنصاري البطرني بل ذكر أنه قرأ عليه القرآن وسمع عليه كثيراً من الحديث وألبسه خرقة التصوف وعن أبي العباس أحمد بن مسعود بن غالب البلنسي ممن أخذ عن الوادياشي وأبي عبد الله بن هزال وعن أبي علي عمر بن قداح الهواري أحد أصحاب ابن عبد السلام في آخرين يتضمنهم فهرسته قال شيخنا رأيتها بخطه وقد أجاز فيها لابن أخته سرور في رجب سنة اثنتين وعشرين ومات بتونس في سنة سبع وعشرين على ما ذكر لي ابن أخته انتهى. ورأيت في نسختي أيضاً من الأنباء سنة سبع وثلاثين فيحرر أي التاريخين أصوب وكأنه الأول.
عبد الله بن مقداد بن إسماعيل بن عبد الله الجمال الأقفهسي ثم القاهري المالكي ويعرف بالأقفاصي. ولد بعد الأربعين وسبعمائة وتفقه بالشيخ خليل وغيره وتقدم في المذهب ودرس وناب في القضاء عن العلم سليمان البساطي فمن بعده ثم استقل بالقضاء غير مرة أولها في ولاية الناصر فرج بعد موت ابن الجلال وآخرها بعد صرف الشهاب الأموي في رمضان سنة سبع عشرة فحمدت سيرته عفة وحسن مباشرة وتودد مع قلة الأذى والكلام في المجالس ومزيد تقشفه وتواضعه وطرحه للتكلف وانتهت إليه رياسة المذهب ودارت عليه الفتوى فيه وشرح الرسالة شرحاً انتفع به من بعده وكان مزجى البضاعة في غير الفقه وكذا عمل تفسيراً في ثلاث مجلدات لم يشتهر أخذ عنه غير واحد من الأئمة الذين لقيناهم ومات وهو على القضاء في آخر الدولة المؤيدية في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وقد قارب الثمانين كما اقتضاه قوله لشيخنا وذكره في أنبائه ورفع الأصر؛ وقال ابن قاضي شهبة أنه باشر بعفة وتصميم حتى صار الناس يقولون جقمق الدوادار وطباخ عنده سواء وقال المقريزي كان فقيهاً بارعاً عرف بالصيانة والدين والصرامة ناب في الحكم عن العلم سليمان البساطي سنة ثمان وسبعين وصار المعول على فتواه من سنين، وقال في عقوده انتهت إليه رياسة المالكية ودارت على رأسه الفتيا سنين عديدة وقال البرماوي هو من أهل العلم له معرفة جيدة بالفقه والنحو.
عبد الله بن منصور الوجدي التلمساني المغربي السقا بالحرم. مات بمكة ببيمارستانها بالستسقاء في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين ودفن بالشبيكة.
عبد الله بن نجيب بن عبد الله الشرف الحلبي ناظر الجيش بها ويعرف بابن النجيب كان إنساناً حسناً ديناً عاقلاً ساكناً رئيساً جسيماً محباً للفقراء والصالحين. مات في قلعة الروم سنة ثلاث. ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً وتبعه شيخنا في أنبائه.
 
عبد الله بن نصر الله بن عبد الغني بن عبد الله التاج بن الشمس بن الزين ابن الصاحب الشمس القاهري سبط الشيخ محمد بن يعقوب بن محمد بن أحمد القدسي الشافعي أحد من عرض عليه النور البلبيسي في سنة اثنتين وتسعين بجامع المقسي ويعرف كسلفه بابن المقسي نسبة للمقسم ظاهر القاهرة لسكنى جده لأمه وكذا جد والده الصاحب المشار إليه الذي كان يقال له وهو نصراني قبل أن يسلم شمس والمجدد لجامع باب البحر بحيث اشتهر الجامع به وهجرت شهرته الأولى والمترجم في سنة خمس وتسعين وسبعمائة من أنباء شيخنا وغيره نشأ في حجر أبيه الآتي وتدرب به وبغيره في المباشرة فبرع فيها وقرأ من القرآن جملة وكان يتشفع وانتفع بخدمة ابن الهمام لكونه كان يتردد إليه مع إبراهيم الطنساوي وناب عن أبيه في استيفاء الدولة أيام كريم الدين بن كاتب المناخات وكان الزين الاستادار متزوجاً بعمته وتزوج هو بابنتها منه ولازم خدمته بالكتابة في ديوانه وغيرها ورقاه الاستادارية الناصري محمد بن الظاهر ثم صار أحد كتاب المماليك عوضاً عن أبي الحسن بن تاج الدين الخطير ثم استقل بالوظيفة بعد سعد الدين محمد بن عبد القادر كاتب العليق وولى نظر الدولة في أيام الأشرف إينال وانفصل عنها وكذا انفصل عن الأولى بأبي الفضل بن جلود واستقر في نظر الجيش عوضاً عن الزين بن مزهر ثم في نظر الخاص عوضاً عن العلاء بن الأهناسي وباشرهما معاً إلى أن انفصل عن الجيش بالكمال بن الجمال بن كاتب جكم ثم عن بالزين ابن الكويز ثم أعيد إليها بعد إلى أن غضب عليه الأشرف فايتباي وأهانه بالضرب بالمقارع لتكرر شكوى بعض أهل البرلس منه واستقر عوضه بالبدر بن مزهر على كره من والده ثم استقر في الاستادارية بعد أعراض الدوادار الكبير وتكررت إهانة الأشرف له بالسجن والترسيم والمصادرة إلى أن تصفى والسلطان يتهمه مع ذلك بالادخار لما حصله بل ولما خلف عن صهره فهو لذلك لا يرحمه ولا يغيث شكواه ورثى له القريب والبعيد خصوصاً حين الأمر بشنقه وتوجه به الوالي لذلك وما بقي إلا إتلافه لكن حصلت الشفاعة فيه وتسلمه الوالي على مبلغ معين فما نهض للقيام به وحول إلى سجن القلعة فلما كان في يوم السبت سابع جمادى الأولى سنة خمس وثمانين أمر بشنقه على حين غفلة إن لم يعط المال فشنق وهو صائم لتصريحه بالعجز عن المال ثم حمل إلى أهله فغسل وكفن وصلى عليه ودفن بتربة المجاورة لتربة الزين عبد الباسط وتأسف على فقده سيما على هذه الكيفية كل واحد وأرجو له الخير بذلك والتكفير عنه خصوصاً وقد بلغني أنه كان مدة الترسيم عليه صائماً مديم التلاوة وقد زاد على الخمسين. وماتت أمه قبله بقليل وكانت من الصالحات القانتات كأبيها. وبالجملة فكانت فيه حشمة ورياسة وتواضع وتودد ولكنه فيه بالكلام والملق أكثر مع ذوق وفهم للنكتة واستحضار لكثير من محاسن الشعر وغيره ولطف عشرة ونظر في كتب الأدب والتواريخ واقتناء لجملة من ذلك وميل لحسان الوجوه ومصاحبة لذوي الذوق من الفضلاء وغيرهم واعتقاد في المنسوبين للصلاح وإحسان كثير إليهم وقبول شفاعاتهم ومزيد احتماله وعدم تكثره ومنته كل ذلك على حسب الوقت حتى أنه لم يخلف في أبناء طريقته مثله وأما في معرفة المباشرة فجبل لا يجارى وقد ولي نظر مقام الشافعي والليث غير مرة في ضمن نظر القرافتين وله هناك مآثر كالسبيل المقابل لضريح الإمام وكذا باشر وقف الشيخونية والصرغتمشية ومدرسة بشير الجمدار وغيرها وما تركت من ضد محاسنه أكثر عفا الله عنه.
 
عبد الله بن يوسف بن أحمد بن الحسين بن سليمان بن فزارة بن بدر بن محمد بن يوسف التقي أبو الفتح الجمال بن الشرف الدمشقي الحنفي أخو عبد الرحمن الماضي والمذكور أبوهما في المائة قبلها ويعرف بابن الكفري. ولد سنة ست وأربعين وستمائة واشتغل وتمهر وتنبه وحضر في العربية عند العنابي وفي الأصول عند البهاء المصري وفي المعقول عند القطب التحتاني، وأحضر في الثالثة على السلاوي وفي الخامسة على ابن الخباز وسمع من أخته زينب ابنة ابن الخباز والشمس بن نباتة وآخرين، وخرج له أنس بن علي المحدث أربعين حديثاً حدث بها وبغيرها سمع منه الفضلاء، ودرس في حياة أبيه وخطب وولي قضاء العسكر مدة ناب في الحكم ثم استقل في سنة خمس وثمانين؛ ولم يكن يحمد في حكمه مع سياسة ومداراة وحفظ لأيام الناس وجمع بين الخبرة بالأحكام والحشمة ومذاكرته بأشياء؛ قال شيخنا سمعت عليه يسيراً فيما أحسب وأجاز لي ومات في ذي الحجة سنة ثلاث وله بضع وخمسون سنة يعد أن أوذي في المحنة وهو وأخوه وأبوهما وجدهما ولي القضاء، ذكره شيخنا في معجمه وأنبائه، وأرخ العيني وفاته في المحرم سنة أربع واقتصر على قوله تقي الدين ابن الكفري الحنفي قاضي دمشق كانت عنده فضيلة تامة ويد طولى في الأصول والفروع أدرك ناساً من العلماء الكبار وسمع منهم وأخذ عنهم، وذكره المقريزي في عقوده، وأرخه كشيخنا.
عبد الله بن يوسف بن علي بن خلد الحسناوي البجائي المغربي المالكي لقيني بالمدينة النبوية فأخذ عني الألفية الحديثية بحثاً وغيرها ثم بالقاهرة فقرأ علي الموطأ بتمامه وحمل عني فيهما وفي مكة أيضاً جملة وكتبت له إجازة حافلة، ورجع إلى بلاده وهو من الفضلاء الخيار المتقنين.
عبد الله بن يوسف البغدادي. ممن سمع مني بمكة.
عبد الله بن الجمال الحرازي. فيمن اسم أبيه محمد بن أبي الفضل بن عبد الله.
عبد الله بن الفخر. يأتي قريباً في عبد الله البصري.
عبد الله التاج المقسي. في ابن نصر الله بن عبد اله الغني قريباً.
عبد الله الجمال الأردبيلي الحنفي أحد الفضلاء. كان أحد المقررين بالجانبكية والمعيدين بالصرغتمشية بل ورغب له شيخها عن تدريس المسجد الذي جدده الظاهر بخان الخليلي؛ ودرس مدة إلى أن مات في شعبان سنة تسع وستين واستقر بعده في التدريس والطلب والأمشاطي وفي الإعادة خير الدين الشنشي وهو أحد من أخذ عنه العلم فإنه قرأ عليه شرح المغنى للقاني في أصولهم والمصابيح للبغوي وغيرهما، وكان فاضلاً خيراً رحمه الله وإيانا. عبد الله بن جمال البرلسي. في ابن محمد.
عبد الله الجمال التركماني الحنفي إمام قجماس نائب الشام. كان ولي كتابة سر حلب ونظر جيشها وقلعتها ومرستانها بعد رضي الدين بن منصور.
عبد الله الجمال الخانكي تربية السالمي. ممن اعتنى به ابن مفلح اليماني لكونه كان مولداً عنده بحيث وقف عليه وعلى ابنين له في جهات بر عقارات بالخانقاه وكان عنده كثير من إثبات ابن مفلح وأجزائه وممن أجاز لهذا عائشة ابنة ابن عبد الهادي ولا أستبعد إسماعه على غيرها. مات عن سن تزيد على التسعين أو دونها في رجب سنة إحدى وتسعين وكان متجملاً في لباسه محاكياً في ذلك رؤساء بلده بل إذا رأى على ابن الأشقر ثياباً لا يقر ولا يهدأ حتى يجدد مثلها ممن يركب البغلة ولم ير لمزيد شهامته واقفاً على سوقي ولا تولى غالباً شراء شيء بنفسه وكان بأخرة يكتب على الاستدعاءات، وممن لقيه ابن الشيخ يوسف الصفي وغيره رحمه الله وإيانا.
عبد الله الجمال السكسون المغربي المالكي. ممن قدم القاهرة، وقال المقريزي في عقوده أنه صحب والده وكان حسن الاعتقاد فيه والاختصاص به ثم صحب بهادر المنجكي استادار الظاهر برقوق وأخذ له تدريس المالكية بالأشرفية المجاورة للمشهد النفيسي وناله من بره فركب البغلة وحسنت دنياه حتى مات في آخر ربيع الآخر سنة إحدى وأورد عنه غير منام ظهر أثره.
عبد الله الجمال السمنودي. في ابن محمد.
 
عبد الله الجمال بن النحريري الحلبي قاضيها المالكي. ممن كان يتناوب للسعي فيه هو وابن جبنغل الماضي إلى أن وافقه ذلك على تقرير قدر يومي يدفعه له بشرط إعراضه عن السعي وترك المنصب له واستمر حتى مات مقلاً في آواخر سنة ست وتسعين مصروفاً وكان يكثر القدوم إلى القاهرة ويتردد إلي أحيانا وله طلب ومشاركة في الجملة لكنه مزري الهيئة عفا الله عنه وهو من بيت، وأظنه ولي قضاء حماة أيضاً بل أظنه ولد أحمد بن عبد الله الماضي وأنه مات في سنة أربعين وهو قد ولي أيضاً قضاء منهما.
عبد الله ويعرف بحاجي بهادر الأزبكي الجلالي عتيق جلال الدين مسعود بن أصيل الدين جعفر البنجيري. لقيه الطاووسي في سنة ثمان عشرة وثمانمائة فاستجازه وأخبره أنه حينئذ ناف عن التسعين وقال أنه كان من الملازمين لجدي وعمي وسمع معهما أكثر ما سمعاه.
عبد الله الأرغوني الرومي ويعرف بالأشرفي. مات سنة سبع وثلاثين.
عبد الله الأشخر - بمعجمتين - اليماني. مات بمكة في المحرم سنة إحدى وخمسين. أرخه ابن فهد. عبد الله الأقصرائي، في الفرنوي قريباً.
عبد الله باعلوي. مضى في ابن محمد بن علي بن محمد بن أحمد.
عبد الله البجيري بجيم معقودة مفتي تونس وقاضي الأنكحة بها مات في سنة تسع وخمسين ونسبته بالحرف المولد بين الجيم والشين المشددة. قاله ابن عزم، قلت وترجمه غيره فقال عبد الله البشيري التونسي المغربي أخذ عن عيسى الغبريني وتقدم فق الفقه والعربية وأم بجامع الزيتونة وولي قضاء الأنكحة ودرس وأفتى وأخذ عنه بعض من لقيني، وهو بموحدة مفتوحة ثم معجمة مشدودة بعدها تحتانية ثم راء قال وما أعلم لماذا.
عبد الله البشيري هو الذي قبله.
عبد الله البصري الشهير بابن الفخر. مات بمكة في شوال سنة إحدى وثمانين. أرخه ابن فهد وكان خيراً.
عبد الله البهنسي التركماني كاشف الشرقية وأحد الظلمة أصله من فقراء تركمان البهنسة وقدم القاهرة فقيراً مملقاً وخدم في جهات عديدة بقرى القاهرة مشداً على البلاد إلى أن اتصل بخدمة الظاهر جقمق قبل سلطنته فلما تسلطن قربه ثم ولاه كشف الشرقية الوجه البحري من أعمال القاهرة فما عف ولا كف بل ساءت سيرته جداً وصادره غير مرة وأخذ من أمواله الخبيثة جملة ولما مات صودر أيضاً مع استقرار الأشراف به أيضاً في الشرقية لكنه باشر بذل وهوان وآل أمره إلى أن صرف. ومات في ربيع الآخر سنة أربع وستين وقد شاخ غير مأسوف عليه، وكان أكولاً جداً. عبد الله الحامي المغربي.
عبد الله الحبشي المكي فتى العذول. أحسن سيده تربيته وأقرأه القرآن وكتباً جملة أجاد حفظها وعرضها علي في جملة الجماعة بل وسمع علي أشياء وكان ذكياً. مات في ليلة الثلاثاء سادس جمادى الثانية سنة خمس وتسعين عند بلوغه عوضه الله وسيده الجنة.
عبد الله الذاكر. قدم من الروم فقطن دمشق واعتقده الناس وتسلك به المريدون كأبي بكر بن عبد الله العداس. مات في سنة إحدى عشرة.
عبد الله الرومي نزيل البيبرسية. ممن أثبت شيخنا اسمه فيمن سمعه منه في الأمالي القديمة ووصفه بالشيخ.
عبد الله الزرعي الشيخ الصالح القدوة. مات ببيت المقدس سنة ثمان وأربعين.
عبد الله السحلولي المكي أحد المباركين المنقطع برباط ربيع منها. مات بها في صفر سنة ستين. أرخه ابن فهد. عبد الله الشامي. هو ابن علي بن أحمد بن محمد بن محمد. عبد الله الضرير. في ابن علي بن شعيب.
عبد الله الطائفي العلائي. مات في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين. أرخه ابن فهد. عبد الله العجلوني. عبد الله العراقي الحضرمي. مضى في ابن عبد اللطيف. عبد الله الفرنوي المكي الأقصرائي. مضى في ابن أحمد.
عبد الله القرافي السعودي ويعرف بالأصيفر. أحد من لكثير من الناس حتى السلطان فيه اعتقاد. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه بجامع محمود من القرافة ودفن رحمه الله.
عبد الله القليني المغربي المالكي. مات في المحرم سنة تسع وسبعين بمفرش النعام في رجوعه من الحج وكان يذكر بالفضل رحمه الله.
عبد الله المغربي المعروف بالباجائي كان مباركاً كثير التلاوة للقرآن يجهر في ذلك في المسجد وعلى قراءته أنس. مات في أوائل سنة ثلاث بمكة بعد مجاورته بها سنين على طريقة حسنة. ذكره الفاسي.
عبد الله محتسب الخانكاه. وقاضيها. في ابن محمد.
 
عبد الله المكناسي المغربي ويعرف بابن أحمد أحد أجداده. كان عالماً ممن غلب عليه الصلاح والتصوف أخذ عنه جماعة منهم أبو عبد الله الفوري. مات بعد الأربعين.
عبد الله الناشري اليمني نزيل مكة. مات بها في المحرم سنة ست وثمانين. ودفن بالمعلاة رحمه الله. عبد الله الهبي. هو ابن محمد مضى.
عبد الله اليماني الأعرج بواب باب السلام من حرم مكة. مات في صفر.
عبد المجيب بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط عبد المجيب أحد خدام سيدي أحمد البدوي ويعرف بالكريدي، ولي مشيخة المقام في صفر سنة اثنتين وستين ولم يلبث أن مات شاباً في ربيع الآخر سنة أربع وستين.
عبد المجيد بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله حافظ الدين أبو السعادات ابن القاضي موفق الدين الناشري اليماني والد عبد الجبار الماضي. ولد في رجب سنة أربع وثمانمائة فحفظ القرآن وقام به في رمضان بمسجد والده بزبيد غير مرة وكذا حفظ البردة ثم الملحة والشاطبية ومعظم المنهاج وأخذ عن والده الفقه والحديث وانتفع به في الحياة والعمل وتفقه بابن عمه الطيب وكان جل معوله في الفقه عليه في آخرين وقرأ العربية على الشرف إسماعيل البومة والحساب على أخيه الجمال محمد وسمع المجد اللغوي وابن الجزري، وأجازه جماعة وكتب بخطه الكثير وولى خطابة مسجد معاذ بالجند وكان شجي الصوت جداً مع المداومة على التلاوة والصيام وضبط اللسان وله نظم على طريقة الفقهاء، وناب عن أخيه الشهاب في الأحكام وترك خطابة مسجد معاذ ونيابته وما كان استحقه من المعلوم فيه زهداً وكذا ولي تدريس الأسدية بتعز. ذكره العفيف عثمان وأورد له أشعاراً وقال غيره أنه ولي قضاء زبيد بعد وفاة أخيه أبي الفضل أحمد الماضي فسار فيه سيرة حسنة وكان تقياً نقياً ناكساً كثير التلاوة متواضعاً. مات هو وابنه عبد الجبار في يوم واحد من سنة سبع وخمسين وصلي عليهما معاً دفعة في مشهد عظيم رحمهما الله.
عبد المجيد بن علي بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد ابن القطب محمد بن أحمد بن علي القسطلاني. أجاز له في سنة ست وثلاثين جماعة. ذكره ابن فهد وبيض له.
عبد المجيد بن محمد بن أبي شاذي المحلي سبط الشيخ محمد الغمري. ممن جاور معنا في سنة ثلاث وتسعين وكان يحضر مع الجماعة في السماع ورجع في الموسم مع خاله أبي العباس وتكسب بحانوت في سوق أمير الجيوش وأخوه محمد كان أشبه منه وأما هذا فليس بذاك وقد زوجه أبو الفتح بن الشيخ أبي العباس ابن عمته ابنته بعد امتناعه أولاً كما أن والد هذا زوج ابنته لابن خروب المراكبي والله يحسن عاقبتهما.
عبد المجيد الشاعر الأديب صاحب قصة يوسف المسماة مؤنس العشاق بالتركي وهي من أطرف ما صنف قاله ابن عرب شاه وهو ممن لقيه.
عبد المحسن بن أحمد بن أبي بكر عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي ابن عم الكريمي عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أبي بكر الماضي وأبو زوجه الجمال محمد بن الشيخ إسماعيل وأمه زينب ابنة المحب بن ظهيرة. ولد سنة أربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وحضر الدروس وسمع أبا الفتح المراغي والزين الأميوطي وآخرين. مات بعد تعلله مدة في سابع شوال سنة ثمان وتسعين وصلي عليه عقب الصبح من الغد ثم دفن بالمعلاة.
عبد المحسن بن أحمد بن البدر حسين السيد بن الأهدل يأتي في محمد فهو مسمى بهما وسماه أبوه عبد المحسن محبة لشخص كان بمكة شاذلي يسمى كذلك.
عبد المحسن بن حسان البغدادي القطفني البطايني الأديب. قال شيخنا في معجمه أنشدنا من شعره وكان يجيد المواليا وذكر أن مولده في حدود سنة خمس وأربعين وسبعمائة وأنه كان في سنة غرق بغداد رجلاً ودخل القاهرة فقطنها وأسن وضعف بصره وهو مستمر على صناعة نسج الثياب والشعر إلى أن ضعف بصره وعهدي به في سنة خمس وثلاثين، وتبعه المقريزي في عقوده.
 
عبد المحسن بن عبد الصمد بن لطف الله بن محمد بن حسن بن حميد الدين الشرواني الشافعي نزيل مكة. أخذ الفقه والنحو والمنطق عن خاله الصفي عبد المؤمن بن عبد الرحيم الشرواني ومما أخذه عنه الأنوار والحاوي وشرحه للقونوي والمحرر والمنطق أيضاً وغيره عن الصلاح موسى الأردبيلي ثم الشرواني والمنطق أيضاً مع الأصلين والتفسير والمعاني والبيان عن القوام محمد الكربالي ومما أخذه عنه الكشاف بل سمع عليه البخاري وأصول الدين كشرح المواقف والمعاني والبيان كشرح المفتاح للسيد والمطول مع الخلاصة في علوم الحديث للطيبي وغيرها عن المحيوي محمد الشيرازي وكذا أخذ البعض من المطول والمختصر ومن شرح الجغميني للسيد وجميع شمسية الحساب عن سلام الله الماضي في آخرين، وبرع في فنون وقدم مكة فقطنها على طريقة جميلة وأخذ عنه الفضلاء كالنور عبيد الله بن العلاء بن عفيف الدين الأيجي وقريبه أصيل الدين ومعمر والشمس الزعيفريني وأثنوا على فضائله وديانته وسكونه وقد رأيته في مجاورتي الثالثة وكان كثير الانجماع والتوعك. مات في صفر سنة تسع وثمانين ودفن بالمعلاة وأظنه زاحم السبعين إن لم يكن جازها رحمه الله.
عبد المحسن بن علي بن عمر اليماني الماضي أخوه عبد الرؤوف والآتي أبوهما وابن أخيهما عبد المغني بن أبي الفتح من بيت صلاح وشهرة. مات بجدة ولهم قبة بها فيها قبره وقبر ابن أخيه وغيرهما.
عبد المحسن بن محمد بن عبد المحسن قوام الدين أبو مسلم بن إمام الدين ابن قوام الدين الفالي الشافعي كان أفقه فقهاء عصره وأتقى علماء دهره ورئيس المفتين في الشافعية حسبما وصفه بذلك وبأزيد منه الطاووسي وهو من شيوخه الذين سمع منهم، وقال أنه مات في ظهر يوم السبت ثامن رمضان سنة أربع وعشرين عن ثمان أو تسع وخمسين سنة.
عبد المحسن البغدادي ثم المكي شيخ صالح معتقد. مات بها في صفر سنة ثمان وأربعين.
عبد المعطي بن أحمد بن المحب أبي الحسين الشيرازي الأصل المدني أخو محمد الآتي ويعرف بابن المحب. ممن سمع مني بالمدينة.
عبد المعطي بن أبي بكر بن علي بن أبي البركات أبو الفضل بن الفخر بن ظهيرة القرشي المكي ابن أخي البرهان عالمها وقاضيها شقيق عبد العزيز فايز الماضي وذاك الأكبر وأمهما حبشية فتاة أبيهما. ولد في ليلة الأربعاء ثالث عشر ربيع الأول سنة أربع وسبعين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن وجعل الإرشاد لابن المقري واشتغل عند إسماعيل بن أبي يزيد وغيره وكذا أخذ من مجلى وعن السيد الكمال بن حمزة الدمشقي حين مجاورتهما وعن عبد النبي الغزي في أصول الدين وأخذ عن عيان في المنطق وغيره وحضر عند الخطيب الوزيري في أصول الفقه والمعاني وأخذ في ابتدائه في تفهيم التنبيه عن فقيهه الجمال الحراني بل حضر دروس ابن عمه الجمالي وزوجه ابنته وسمع مني بمكة وزار المدينة وفهم وتميز مع سكون وعقل.
 
عبد المعطي بن خصيب - بمعجمة ثم مهملة كطبيب - ابن زائد بن جامع أبو المواهب بن أبي الرخا بمعجمة المحمدي - نسبة لعرب بالمغرب يقال لهم بنو محمد - التونسي المغربي المالكي نزيل مكة، ونسبة ابن عزم باليزليتني الدخلي، ولد سنة تسع وعشرين وثمانمائة أو في التي بعدها ببادية تونس ونشأ بتونس فأخذ الفقه وأصوله والعربية وغيرها عن عيسى الحصيبي وعلى العربي الحساني التونسي وأبوي القسم المصمودي والفهمي الفاسي تلميذ ابن عرفة ولازم الثالث فيها وفي القراءات وتهذب بهم في السلوك والعرفان وأتقن أصول الدين بالدخول في كتبه تدريجاً مع الرابع، وكلهم ممن صحب فتح الله العجمي نزيل المغرب بل هو ممن انتمى صاحب الترجمة أيضاً إليه ولازمه وتسلك به وأشار عليه بالأخذ عن الأولين وكان الثلاثة حسبما قاله لي في علو الشأن بمكان ممن لهم الكرامات الظاهرة والمكرمات الباهرة وكذا أخذ عن عبد الغني اللجمي أحد من حضر عند ابن عرفة بل حضر أيضاً دروس أحمد القلشاني وأخيه عمر ومحمد بن عقاب في آخرين، وتميز في فنون العلم وطريق القوم وهاجر من بلاده فدخل القاهرة ليلقى من بها من المسلكين والعلماء فرأى بعض العارفين بجامع الأزهر فلوح له بالتوجه لمكة فسافر في البحر فوصلها في أثناء سنة ستين فحج ثم رجع إلى المدينة وسمع بها على أبوي الفرج المراغي والكازروني ودام بها ثلاث سنين يحج في كلها ثم قطن مكة ولم يخرج منها إلا لبيت المقدس ودمشق واجتمع في كل منهما بجماعة كالتقي القلقشندي وابن جماعة وماهر وعبد القادر النووي والبرهان الباعوني والبدر بن قاضي شهبة والزين خطاب وزار الخليل وكان يتحرج من الدخول لعلو السرداب أدباً ويقف بمكان فاتفق أنه رأى الخليل عليه السلام في المنام به وأمره بزيارة بنيه بعد أن كان عزم على الترك حين رأى كثرة الجمع الذي لا يحصل له معه توجه فامتثل ولم يعدم خلقاً قاصدين لذلك، وكان في سنة خمس وستين والتي تليها بتلك النواحي ولم يحج في أول السنتين وعاد لمكة وقد تمكن من العرفان وتفنن في طرق الإرشاد والبيان فانقطع بها كل ذلك وهو متقلل من الدنيا ولم يخرج منها لغير الزيارة النبوية وربما خالط بعض الأئمة كأحمد بن يونس وغيره وأكثر بمكة من الانجماع والسكوت مع مزيد العبادة والعقل وحسن العشرة والخبرة التامة والفهم الجيد فصار بهذه الأوصاف إلى شهرة وجلالة وذكر بالصلاح وانتشر أمره وظهر ذكره واختص به علي بن الظاهر وثقل ذلك على أخيه الجمال سيما وقد علم أن الشيخ يعلم حقيقة إجحافه لأخيه واختصاصه دونه بما شاء من ميراث أبيه حتى صار كالفقير وارتقى أعني الشيخ في الحال وصارت له دور بمكة إنشاء وشراء بل أنشأ بالمعلاة تربة إلى غير ذلك بمنى وجدة وكانت له زوجة تلقب ببنى راحات تذكر بمال جزيل فاستمر يتجرع الابتلاء بها مع كبرها حتى ماتت ولم يتمكن أحد لكبير شيء من تعلقها ورغب في لقائه من شاء الله من القادمين بل أخذ عنه جماعة من الفضلاء ممن سافر مع الرجبية في سنة إحدى وسبعين التصوف وأثنوا على فضائله وفصاحته كل ذلك بتدبير البرهاني وتنويه وكان ممن حضر عنده الزين بن مزهر وابن قاسم وابن الأمانة وابن الأمانة وابن الصيرفي والزين بن قاضي عجلون فزاد ارتقاؤه بل كان أقرأ قبل ذلك في المساجد الثلاثة، وكذا أقرأ بعد ذلك النور الفاكهي والسيد لقسي الوفائي وغيرهما من الفضلاء العوارف السهروردية والبرهان الأنصاري الخليلي بن قبقب في تفسير البيضاوي وحضر معه الفاكهي المذكور والسراج معمر وغيرهما ثم بأخرة أقرأ العوارف أيضاً والرسالة القشيرية بل حدث بصحيح مسلم وغيره واغتبط به جمع من الفضلاء وربما أقرأ التائية ونحوها مع إنكاره على المطالعين لكلام ابن عربي وإظهاره التبري من ذلك بحيث حلف عليه وتمقت من نسبه إليه في حياته ثم بعد مماته، وكنت ممن جلس معه في السنة المشار إليها مرة وسمعت كلامه ثم تودد إلي في المجاورة الثالثة بالعيادة والإهداء والزيارة غير مرة بل وكتب بخطه من تصانيفي القول البديع واغتبط به وأفاد بهامشه ما أوضحت الأمر فيه وأظهر في سنة ثلاث وتسعين والتي بعدها حين مجاورتي فيهما بمكة مزيد الإقبال واستكتب من تصانيفي المختصرة جملة ومن ذلك كراسة مفيدة بديعة في التفكير من تصانيف ابن عربي وكلامه وحضر عندي في كثير من الخنوم وزاد تأدبه وتردده بحيث سمع  
مني أشياء واستجازني وكتبت له كراسة وتزايد إقباله على سيما في سنتي ثمان وتسعين والتي بعدها بحيث كان من أوصافه لي الكثير مما أستحي من الله أن أثبته والأعمال بالنيات وقد ترادف عليه في سنة تسع وتسعين موت الجمال بن الطاهر وأخيه وكان ألمه بفقد ثانيهما أكثر وتوجهه للدعاء له أغزر وانقطع هو بعد موته مدة أرجو أن يكون عاقبتها الصحة والعافية فهو الآن فريد في معناه بلا دفاع وهو في وفور العقل كلمة إجماع.
عبد المعطي المدعو عبيد بن نور الدين علي بن الزين العمري القاهري المرخم. ممن سمع مني بالمدينة.
عبد المعطي بن عمر بن أبي بكر اليماني الأصل المكي ويعرف بابن حسان. حفظ القرآن وهو شاب ذو فضيلة وفهم جيد وذوق ولطف سمع مني في المجاورة الثالثة ثم رأيته في التي تليها يؤدب الأبناء مع مداومته الحضور عند الجمال أبي السعود القاضي والشريف الحنبلي والاستمداد منهما وسافر مع ثانيهما للزيارة النبوية وأخذ عنه القراءات كل ذلك مع اختصاصه بعشرة أبي المكارم بن ظهيرة وقد حضر عندي في سنة ثمان وتسعين وأنست منه فهماً وعقلاً.
عبد المعطي بن محمد بن أحمد بن أبي بكر الفوي الأصل القاهري الآتي أبوه. ممن تنزل في الجهات وحضر عندي قليلاً.
عبد المعطي بن أبي الفضل محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المعطي الأنصاري المكي. مات بها في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين. أرخه ابن فهد.
عبد المعطي بن محمد الزين الريشي ثم القاهري الحنفي. كان يتردد لأقباي الحاجب بحيث أقامه في عمارة له برأس البندقانيين وهو حينئذ نائب الغيبة وصاحب الترجمة ينوب في القضاء عن الحنفية فصار يأمر بصفع من يريد ممن يتحاكم إليه بل يرسل لمن يريد إهانته من بياض الناس فيصفع فتحاماه الناس وشاع عنه أنه رفع له شاب ابن نحو عشرين سنة فادعى عليه إكراه صغير مراهق حتى فسق به فأمر في الحال من بحضرته من الفعلة الذين في العمارة بالفسق به قصاصاً زعم فعظمت الشناعة عليه بذلك فأرسل الأمير أحمد ابن أخت الجمال الأستادار وهو يومئذ ينوب عن خاله إليه فهرب واحتمى بإقباي فلما علم إقباي بصورة الحال أرسله إليه فضربه واجتمع عليه من تقدم له منه أذى من العوام فكادوا يقتلونه وبالغوا في إهانته وصفعه ثم خلص وعاد إلى ما كان عليه وذلك في سنة عشر وثمانمائة في غيبة العسكر فلما قدم العسكر ذكر ولد الحنفي لأبيه ما جرى له لكونه كان يبالغ في الإساءة له بل ويزدري جميع النواب فتمالئوا عليه وأنهوا إلى الاستادار قصته فضربه بحضرة القضاة الأربعة سبعمائة عصاة وسجنه وحصل له من الناس أيضاً حالة مجيئه وتوجهه إلى السجن صفع عظيم بل بلغ خبره السلطان فأمر بإحضاره فضربه بالمقارع وأقام في الحبس مدة طويلة ثم خلص بعد مدة وتناسى الناس الخبر وأظهر هو الرجوع عن تلك الطريقة فعاد إلى نيابة الحكم عن قضاة الحنفية، وبلغ من أمره في سلطنة الأشرف أن التفهني امتنع من استنابته فأرسل إليه ناظر الجيش وكاتب السر برهان الدين الشريف برسالة عن السلطان يأمره باستنابته وصار يحضر مجلس السلطان أحياناً فيسخر منه وحضر المولد النبوي، واستمر على طريقته ومجونه إلى أن مات في أواخر سنة ثلاث وثلاثين مقهوراً بسبب أنه كانت له صرة ذهب خشي عليها من السراق فأودعها عند بعض القضاة ثم احتاج لشيء منها فادعى المودع أنها سرقت من منزله وحلف له على ذلك فما استطاع أن ينازعه لشدة سطوة القاضي وبادرته فكمد فمات. أرخه شيخنا في سنة اثنتين وثلاثين وقال في الحوادث أن وفاته في سنة ثلاث وثلاثين وأحدهما سهو.
 
عبد المغني بن أبي الفتح بن الشيخ الوالي علي بن عمر بن إبراهيم بن أبي بكر ابن محمد بن عبد الله بن محمد الجمال القرشي نسبة للقرشية بالقرب من زبيد الجمال القرشي اليماني الشاذلي صاحب المخا ساحل باليمن قريب من باب المندب ولد سنة ثمان وعشرين وثمانمائة؛ كان عاقلاً كاملاً مكرماً للواردين ذا وجاهة عند ملوك اليمن ولهم عليه اعتماد بحيث كان يصل بصدقاتهم إلى مكة ولديه دنيا واسعة وله في جدة جاه وحشمة بسبب صحبته السيد بركات ووالده. مات في آخر المحرم سنة تسع وثمانين ودفن عند عمه عبد المحسن بجدة في قبة لهم هناك، كتب إلي بذلك الكمال موسى الذوالي اليماني، وكان له من الأخوة عدة كصديق وعبد الرحمن وعلي ومن الأعمام سبعة منهم عبد الرؤوف الماضي وكلهم صالحون وهو ممن تحول من القرشية مع أبيه وجده إلى المخا وأخذ عن جده أحد أصحاب القاضي ناصر الدين بن الميلق ودخل مصر وإسكندرية مراراً. أفاده بعض الآخذين عنه.
عبد المغيث بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد المحب أبو الغيث أو أبو الغوث بن الزين أبي محسن القاهري السنقري الشافعي سبط البرهان الشنويهي الماضي ويعرف بابن الفرات.
ولد في ليلة الجمعة سادس عشر جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بالقراسنقرية ونشأ بها فحفظ عند أبيه القرآن والعمدة وألفية الحديث والنخبة والشاطبية والمنهاج الفرعي وجمع الجوامع وألفية النحو وتوضيحها والجرومية وإلى الصرف من التسهيل والتلخيص والشمسية والحاجبية حتى العروض وعرض على شيخنا وباكير وأبي الفتح بن وفا وآخرين وأخذ في الفقه على العلم البلقيني والجلال المحلي ومما أخذه عنه شروحه للورقات وللبردة ولجمع الجوامع ولغالب شرح المناهج وأجازه بها والفخر المقسي في آخرين وعن السنهوري أخذ الأصول أيضاً وعنه والأبدي والعز عبد السلام البغدادي أخذ العربية وكذا أخذها عن السيف الحنفي بل ولأجله شرع في حاشية التوضيح وعن الأبدي والعز أخذ المنطق وأخذ الصرف عن التقي الحصني بل لازمه في غير ذلك والفرائض عن البوتيجي وأبي الجود والحساب عن أبي البركات الغراقي في آخرين فيها وفي غيرها وسمع يسيراً على بعض الشيوخ ثم انجمع مع التقلل واستقر في إمامة البيبرسية برغبة ابن قمر وتعانى النظم وامتدح غير واحد من شيوخه بل أنشدني في أبيات وكثر تردده إلي وكتبت عنه قوله:

إله العرش يا ثقتي وذخري

 

أغثني سيدي ربـي ودود

إذا ما الخل أسكنني بلحـد

 

وفارقني وخلانـي ودود

وقوله:

صبرت دهري أروم خلاً

 

بمقصدي لا يرى مخلا

فلم أجد غير من تخـلا

 

فعاقل الدهر من تخلى

وقوله:

إذا المرء لم يعدد لـنـعـمة ربـه

 

قيوداً من الطاعات والحمد والشكر

تطير ولم ترجع كلمحة مـبـصـر

 

ويسلبها المغرور من حيث لا يدري

وهو ممن كتب على مجموع البدرى أبياتاً وهجا الكمال الأسيوطي وقطن جامع المقسى وربما أم وخطب به والغالب عليه القطر به مع سرعة حركة.
عبد المغيث بن محمد بن أحمد بن الطواب. باشر في كثير من المظالم وكان قد سمع على شيخنا في سنة أربعين وقبلها في الدارقطني وغيره. مات.
عبد الملك بن أبي بكر بن علي بن عبد الله الموصلي الأصل ثم الدمشقي المقدسي الشافعي المذكور أبوه في الدرر وغيرها والماضي ولده في الأحمدين. ولد بدمشق ونشأ بها وأخذ عن أبيه وتحول بعده إلى بيت المقدس فأخذ عن ابن الناصح وغيره وعمل مقدمة في الفقه ورسالة في التصوف وغير ذلك ومن نظمه في مطلع قصيدة:

أنثر بطيبة وأنظم أطيب الكلم

 

وأنزل بها ثم يمم سـيد الأم

وهو ممن قرض السيرة المؤيدة لابن ناهض وأخذ عنه الأكابر وهرعوا لزيارته والأخذ عنه والاستشفاع به وكان الشهاب بن رسلان يجله ويدل عليه من يروم أخذ الطريق وله ذكر في ترجمته، وحج مراراً ومات في سنة أربع وأربعين ببيت المقدس ودفن عند أبيه بماملا وقد نقل شيخنا في سنة سبع وتسعين من أنبائه في ترجمة أبيه عنه شيئاً رحمه الله وإيانا.
عبد الملك بن حسين بن علي بن إسماعيل بن محمد الزين والتاج أبو المكارم بن البدر ابن النور الطوخي الأصل القاهري الشافعي المقرئ. ولد في سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين واعتنى بالقراءات فتلا على والده للسبع إفراداً ثم جمعاً وكذا على الغرس خليل المشبب والشرف يعقوب الجوشني والنشوي والزراتيتي والفخر الضرير الإمام وأذن له الفخر في الإقراء في سنة إحدى وثمانمائة وتلا على التنوخي أيضاً للسبع لكن إلى المفلحون ورفيقاً للزراتيتي أحد شيوخه من أول الأحقاف إلى آخر القرآن وعرض عليه الشاطبيتين حفظاً وسمع اللامية منهما قبل ذلك على الشمس العسقلاني وأخذ في الفقه يسيراً عن السراج البلقيني ثم عن الشمس الغراقي وقرأ المجموع في الفرائض على الشهاب العاملي وسمع على عزيز الدين المليجي صحيح البخاري وعلى الصلاح البلبيسي صحيح مسلم وأدب الأطفال وقتاً وقصده الطلبة بأخرة في القراءات والسماع وممن قرأ عليه الزين جعفر السنهوري وكذا أخذت عنه في آخرين من الفضلاء، وكان ساكناً صالحاً محباً في الإسماع كثير التلاوة فقيراً قانعاً. مات في مستهل رجب سنة ثمان وخمسين رحمه الله وإيانا.
عبد الملك بن سعيد بن الحسن نظام الدين الدربندي الكردي البغدادي الشافعي من أصحاب النور عبد الرحمن البغدادي. ولد في شعبان سنة تسع وأربعين وسبعمائة ذكره العفيف الجرهي في مشيخته وأنه أجاز له في سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة والتقي بن فهد في معجمه وهو الذي نسبه دربندياً وقال نزيل رباط السدرة سمع ببغداد على أصحاب الحجار وبالمدينة النبوية على العراقي وبالقدس على أبي الخير بن العلائي وحدث عنه بالعدة عن الكرب والشدة لأبيه وصحب النور عبد الرحمن الاسفرايني البغدادي وتخرج به وتسلك ولازم الخلوة كثيراً ودخل دمشق وتردد لمكة مراراً وجاور فيها غير مرة وتوجه منها إلى اليمن في أول سنة ست عشرة وعاد منها إلى مكة في منتصف التي تليها وأقام بها حتى مات غير أنه توجه لزيارة المدينة في بعض السنين وعاد فيها وباشر في مكة وقف رباط السدرة بعفة وصيانة ووقف كتبه بها وحدث سمع منه الطلبة وكان عالماً صالحاً خاشعاً ناسكاً عارفاً بالله معتنياً بالعبادة والخير له إلمام بالفقه وطريق الصوفية ويذاكر بأشياء حسنة من أخبار المغل ولاة العراق المتأخرين. مات في جمادى الأولى سنة أربع وعشرين بمكة بعد قراءة الفاتحة ثلاثاً متصلة بخروج روحه حين قول مؤذن العصر الله أكبر ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.
عبد الملك بن عبد الحق بن هاشم الحربي المغربي كان صالحاً معتقداً يذكر أن أصله من الينبوع وأنه شريف حسني وقد ولي بمكة مشيخة رباط السيد حسن بن عجلان ومات بها في ليلة السبت ثامن شعبان سنة خمس وأربعين وبنى على رأس قبره نصب بل حوط نعشه وهو مما يزار ويتبرك به ويحكى عنه أن أباه كان زيدياً وأن الشيخ عودة بن مسعود في بعض الأيام بمسجد الفتح قرب الجموم المقيم به فقال له: مر علي في هذا اليوم أو الليلة الملائكة النقالة ومعهم خبر وفاة حسن بن عجلان صاحب مكة وأخبره بالكتمان فأخبر بذلك القاضي أبا عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد النويري فأرخه فلم يلبث أن جاء الخبر كذلك وأنه استمال بعض أهل الأودية التي حوالي المسجد المذكور حتى رجعوا عن مذهب الزيدية فتأذى بعض أهل الخيف وأن يستميل الناس كلهم فقصده في المسجد على وقت غفلة ليقتله فوجده بسطحه فتسلق في الجدار فطاح فانكسرت إحدى يديه أو رجليه فدودت ومات من ذلك وكان يحلق لحيته وشواربه ولا يزال ملثماً وغالب أوقاته بمسجد الفتح مع كونه على مشيخة الرباط واتهم محمد الشراعي والد عمر وإخوته بوضع يده له على شيء.
 
عبد الملك بن عبد اللطيف بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب المجد بن التاج بن العلم القاهري الشافعي ويعرف كسلفه بابن الجيعان. ولد في سنة اثنتين وتسعين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والأربعين النووية وعرضها على البلقيني وولده والدميري والشمسين والعراقي والبكري المالكي، وحج مع والده في موسم سنة خمس وثمانمائة وجاور بمكة التي تليها، سمع بها على ابن صديق الصحيح وأربعي النووي وأجاز له الزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والمجد اللغوي ولازم البساطي في المطول بقراءة أبي البركات الغراقي بل أخذ عنه المقامات وكذا أخذها عن شيخنا ولما مر قوله:

علـيك بـالـصـدق ولـو أنـه

 

أحرقك الصدق بنـار الـوعـيد

وابغ رضى المولى فأغبى الورى

 

من أسخط المولى وأرضى العبيد

قال شيخنا: لو كانت القافية بنار السعير كيف كان البيت الثاني فقال المجد بديهة:

وابغ رضى المولى فأذكى الورى

 

من أسخط العبد وأرضى الأمير

ولازم البدر البشتكي في فن الأدب أيضاً حتى برع فيه وهو المعين بعد موته في جمع نظمه وكذا صحب غيره من أهل الفن وذكر بالكرم وحسن العشرة وكثرة التودد والفضيلة خصوصاً في الأدب، أجاز لنا غير مرة وكان أحد كتاب الإسطبلات ومباشر أوقاف الحرمين عند الزمام والناصريتين بالصحراء وباب زويلة وحصل له فالج دام به تسع سنين وعالجه فلم ينجع حتى مات في سابع عشري رمضان سنة ست وخمسين عفا الله عنه وإيانا واستقر في جهاته بعده ابناه عبد اللطيف وأبو البقاء.
عبد الملك بن علي بن علي بن مبارك شاه بن أبي بكر بن مسعود بن محمد بن مسنونة حفيد إمام الدين أبي محمد وأبي المكارم بن شهاب بن الملك الشرف الصديق البكري الساوجي النيريزي ثم القزويني الشيرازي الشافعي من بيت كبير. ولد في صفر سنة سبع عشرة وثمانمائة بقزوين ونشأ بها فأخذ عن والده وغيره وقدم علينا حاجاً في سنة سبع وستين فأخذ رواية عن الأمين الأقصرائي والتقي القلقشندي وكذا أخذ عني واغتبط بي كثيراً وأفادني ترجمة والده وغيرها وحج، ورجع فأقام يسيراً وزار بيت المقدس ودخل الشام وحلب وسافر إلى بلاده بعد إحسان الأمير قايتباي إليه كثيراً لاعتقاده فيه ونعم الرجل فضلاً وتواضعاً وتودداً وبشاشة وبهاءً؛ وبلغني أنه تصدى للإقراء ببلده في كثير من مقدمات العلوم وأنه صنف بعض التصانيف وأنه مقيم بجهرم مدينة من أعمال شيراز بينهما قدر خمسة أيام وله هناك جلالة، ثم سمعت في سنة ست وثمانين وأنا بمكة مزيد قربه بملوكهم بل عيسى بن شكر الله ابن أخته هو صاحب الحل والعقد عند السلطان يعقوب بحيث زادت ضخامة صاحب الترجمة وجلالته وصار ذا عز كبير ودنيا متسعة ومما كتبت عنه قوله:

وشيراز داري ثم سارة محتـدي

 

ومسقط رأسي أرض قزوين تاليا

وصديق منسوب إلـيه لـوالـدي

 

وشعري حالي فاعلمن منه حاليا

واستمر على طريقته إلى أن امتحن بعد موت يعقوب وابن أخته القاضي عيسى بالتعذيب حتى مات في أوائل سنة ست وتسعين رحمه الله.
عبد الملك بن علي بن أبي المنى - بضم الميم ثم نون - بن عبد الملك بن عبد الله بن عبد الباقي بن عبد الله بن أبي المنى الجمال أو الزين البابي بموحدتين الحلبي الشافعي الضرير ويعرف بعبيد بالتصغير وربما يقال له المكفوف. ولد في حدود سنة ست وستين وسبعمائة بالباب وقدم منها وهو صغير فحفظ القرآن والمنهاج وألفية ابن مالك وتلا بالسبع على الشيخ بيرو وتخرج بالعز الحاضري وعنه أخذ في فن العربية المغنى وغيره وكذا قيل أنه أخذ عن المحب أبي الوليد ابن الشحنة شيئاً وتفقه بالشرف الأنصاري وبالشمس النابلسي وسمع على الشرف أبي بكر الحراني وابن صديق، وناب في الخطابة والإمامة بالجامع الكبير بحلب وجلس فيه للإقراء قاصداً وجه الله بذلك فانتفع به الناس وصار شيخ الإقراء بها وكذا حدث باليسير سمع منه الفضلاء وصنف في الفقه مختصراً التزم جمعه مما ليس في الروضة وأصلها والمنهاج، وكان إماماً عالماً بالقراءات والعربية متقدماً فيهما فاضلاً بارعاً خيراً ديناً صالحاً منجمعاً عن الناس قليل الرغبة في مخالطتهم عفيفاً عما بأيديهم لا يقبل من أحد شيئاً، ومن لطائفه أنه لم يكن يفرق بين الحلو والمر؛ وقد ترجمه شيخنا في أنبائه وقال أنه لم يكن صيناً، وأثنى عليه ابن خطيب الناصرية وقال أنه رفيقه في الطلب على المشايخ وصار إماماً في النحو والقراءات وغيرها مع الدين والمداومة على الاشتغال والأشغال بحيث انتفع به جماعة من الأولاد وغيرهم. مات في يوم الجمعة ثالث جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين عن سبعين سنة وكانت جنازته حافلة جداً تقدم الناس البرهان الحلبي بعد صلاة الجمعة بالجامع الكبير ودفن بمقبرة الصالحين خارج باب المقام رحمه الله وإيانا.
عبد الملك بن الكمال أبي الفضل محمد بن السراج عبد اللطيف بن محمد بن يوسف الزرندي المدني الشافعي. مات بالمدينة في أول صفر سنة سبع وستين رحمه الله.
عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد الزنكلوني المصري الرجل الصالح. ذكره شيخنا في أنبائه فقال كان يسكن بدار جوار جامع عمرو ويؤدب الأطفال مكثراً من التلاوة والصيام وتذكر عنه مكاشفات كثيرة وصلاح وللناس فيه اعتقاد. مات في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين ودفن بجوار مشهد الست زينب خارج باب النصر ولم يجاوز الستين فيما قيل وهو ابن خال البرهان الزنكلوني أحد النواب.
عبد الملك بن محمد بن محمد بن عبد الملك بن محمد محب الدين أبو الجود بن الفاضل الشمس بن الحاج أبي عبد الله البغدادي الأصل الحمصي الشافعي الآتي أبوه والماضي أخوه عبد الغفار ويعرف كهما بابن السقا. ولد في جمادى الثانية سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة بحمص ونشأ بها في كنف أبويه فحفظ القرآن وكتباً جمة هي الطوالع للبيضاوي وقصيدتان في العقائد أيضاً إحداهما الابن مكي نظمها سنة سبعين وخمسمائة والأخرى أولها يقول العبد وهي فيما قيل للقاضي سراج الدين علي بن عثمان الأوشي وجمع الجوامع والحكم لابن عطاء الله ومقدمة في التجويد نظم ابن الجزري والشاطبيتين وقصيدة ابن فرح التي تغزل فيها بكثير من أنواع علوم الحديث وألفية العراقي الحديثية والتي في السيرة وبانت سعاد والمنهاج الفرعي والمقنع في الجبر والمقابلة لابن الهائم وألفية ابن مالك وتصريف العزى وتلخيص المفتاح ورسالة في المنطق لأثير الدين الأبهري والرامزة السامية في علمي العروض والقافية للخزرجي، وقدم القاهرة فعرضها مع القرآن في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وكنت ممن عرض علي بل سمع مني المسلسل بشرطه، وهو نادرة في وقته وعاد لبلده وعرض على الشاميين وغيرهم ثم قدم القاهرة وجاءني بعد رجوعي من الحج في سنة خمس وتسعين وقد صارت فيه فضيلة من جودة خط ونظم وبراعة وكتبت من نظمه أبياتاً قالها حين قدم قانصوه اليحياوي نائب الشام كتبتها في وجيز الكلام.
 
عبد المنعم بن داود بن سليمان الشرف أبو المكارم البغدادي ثم القاهري الحنبلي الآتي ولده وحفيده وولده. ولد ببغداد واشتغل بها في الفقه وغيره وتفقه ومهر وقدم دمشق فأقام بها مدة وصحب التاج السبكي وغيره ثم قدم القاهرة فاستوطنها وصحب البرهان بن جماعة وكان يحكى عنه كثيراً في آخرين وأخذ الفقه أيضاً عن الموفق الحنبلي، ودرس وأفتى وولى إفتاء دار العدل والتدريس بالمنصورية وبأم السلطان وبالحسينية وبالصالح بل تعين للقضاء غير مرة فلم يتفق ذلك، وكان منقطعاً عن الناس مشتغلاً بأحوال نفسه صاحب نوادر وحكايات مع كياسة وحشمة ومروءة وحسن شكل وزي وتواضع وسكون ووقار، أخذ عنه جماعة ممن لقيناهم كالبرهان الصالحي والنور بن الرزاز وأذن لهما. ومات في يوم السبت ثامن عشر شوال سنة سبع رحمه الله، وقد ذكره شيخنا في أنبائه باختصار ووقع عنده سليمان قبل داود وأظنه انقلب بل رأيت من سمي أباه محمداً وهو غلط وكأنه أراد الفرار مما قيل مما لم يثبت عندي.
عبد المنعم بن عبد الله المصري الحنفي. اشتغل بالقاهرة ثم قدم حلب فقطنها وعمل المواعيد وكان آية في الحفظ يحفظ ما يلقيه في الميعاد دائماً من مرة أو مرتين شهد له بذلك البرهان المحدث قال وكان يجلس مع الشهود ثم دخل بغداد فأقام بها ثم رجع إلى حلب فمات بها في ثالث صفر سنة اثنتين. ذكره شيخنا في أنبائه.
عبد المنعم بن علي بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد الصدر بن العلاء بن مفلح الدمشقي الحنبلي الآتي أبوه ممن قدم القاهرة فسمع مني دروساً في الاصطلاح وغيره بل قرأ علي القول البديع أو جله من نسخة حصلها ثم رجع وبلغني أنه أخذ بدمشق عن البقاعي ونعم الرجل فضلاً وعقلاً وتفننا وهو في ازدياد من الفضائل زائد النفرة عن أحوال القضاة وسمعت الثناء عليه من غير واحد من الوافدين ثم ورد على كتابه في سنة ست وتسعين وفيه بلاغة زائدة وتعظيم جليل، ورأيت في ثبت الولد الصدر أحمد بن العلاء على ممن سمع على جويرية ابنة العراقي في سنة ثلاثين وستين وكأنه هذا حصل الغلط في اسمه فيسأل.
عبد المنعم بن محمد بن عبد المولى بن عبد القادر بن عبد الله البغدادي ثم المحلي المقري ويعرف بالأديب. ولد في ثالث عشري المحرم سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة ببغداد وقرأ بها القرآن وحج إحدى عشرة مرة أولها سنة سبع وثمانمائة وزار القدس مراراً وطوف البلاد سمرقند فما دونها إلى القاهرة وقطن المخا وارتزق من الحياكة واشتغل بنظم الفنون ففاق فيها وامتدح سلطان الحصن خليل وغيره من الأكابر ولقيه ابن فهد والبقاعي بجامع المحلة في شعبان سنة ثمان فكتبا عنه من نظمه:

أضحت سلاطين الهوى جائرة

 

من جورهم ها أدمعي جارية

في حب خود تيمتني تـخـال

 

في خدها الوردي يا عم خال

نظرتها تهتز من فوق خـال

 

همت وقلت مثلها ما تخـال

إلى آخرها مع أشياء أخر؛ ومات بعد ذلك في.
عبد المنعم بن محمود بن علي المليجي ثم القاهري. ممن أخذ عن شيخنا في الأمالي وغيرها. عبد المنعم الشريف المغربي.
عبد المهدي بن أحمد بن عبد المهدي بن علي بن جعفر المشعري المكي مات بها في ذي الحجة سنة سبع وخمسين. أرخه ابن فهد.
عبد المؤمن بن عبد الدائم بن علي السمنودي ويعرف بمؤمن واسمه فيما قال محمد. ممن جاور بمكة سنين على طريقة حسنة يؤدب الأطفال. مات بها بعد الحج سنة سبع وترك ذرية من ابنة يوسف القروي. ذكره الفاسي.
عبد المؤمن بن عبد الرحيم صفي الدين الشرواني الشافعي خال عبد المحسن ابن عبد الصمد الآتي. أخذ عنه ابن أخته الفقه والنحو والمنطق وغيرها.
عبد المؤمن بن علي بن عبد المؤمن بن محمد بن الزرار الدومي الشامي الشافعي. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة وسمع من ابن قواليح صحيح مسلم ومن الصلاح بن أبي عمر من المسند ومن المحب الصامت في آخرين كتب بخطه أن منهم العماد بن كثير والسرمري والبلقيني وابن الملقن. وذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لنا غير مرة وكذا التقي بن فهد بل سمع منه الحافظ بن موسى ومعه الموفق الأبي في سنة خمس عشرة وحكى لي التاج بن عربشاه أنه كان يتكسب في دمشق بالشهادة وأنه مات في يوم السبت سابع عشر رمضان سنة ثلاث وثلاثين قال وكان فاضلاً ظريفاً طارحاً للتكلف صحيح العقيدة جيد الطريقة رحمه الله.
عبد المؤمن العنتابي الحنفي ويعرف بمؤمن قال شيخنا في إنبائه كان فاضلاً في عدة علوم منها الفقه مع حسن الوجه وملاحة الشكل، درس بعنتاب ثم تحول إلى حلب فأقام بها إلى أن مات في سنة أربع، وعزاه لتاريخ العيني والذي رأيته فيه أنه مات في توجهه إلى حلب بينها وبين عنتاب بمكان يقال له كسك كبرى ودفن بها وقال أيضاً أنه كان لطيفاً ظريفاً أدرك الكبار فأخذ عنهم.
عبد الناصر بن عمر بن أحمد بن علي المحلي الأصل القاهري الأزهري الآتي أبوه رئيس المؤذنين بالأزهر والمذكور من بينهم بجهورية الصوت. كان خيراً معتقداً مفرط السمن يقال أنه أخذ عن الشرف السبكي وأنه اشتغل بالفرائض والحساب ثم أقبل على التكسب في البز بتربيعة الجمالون على طريقة حسنة إلى أن مات في رجب سنة اثنتين وثمانين وصلى عليه بالأزهر ويقال أنه خلف شيئاً كثيراً رحمه الله.
عبد الناصر بن محمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب بن أحمد أبو الطيب المحلي الآتي أبوه ويعرف بابن الشيخ. ولد في ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثمانمائة وحفظ مختصر أبي شجاع والرحبية وبعض القرآن وتكسب بالشهادة وتميز فيها مع ديانة وخير وهو الآن في الأحياء.
عبد الناصر بن جلال الدين محمد المحلي الخطيب أبوه بجامع الطريني بها. كان ممن قرأ علي وعارضه ابن الطريني بعد أبيه في الخطابة وسمعت أنه عمل جامعاً.
عبد النبي بن محمد بن عبد النبي المغربي ثم الدمشقي المالكي. فاضل دخل الروم فاشتغل بها ثم قطن دمشق واجتمع على البقاعي حين كان بها فأخذ عنه وصار إليه بعده معلومه في الجوالي ولما دخل خير بك من حديد الشام بطالاً انتمى إليه ثم سافر معه لمكة. وأقرأ بها في أصول الدين وغيره قليلاً لمبتدئ الطلبة وانتمى لعبد المعطي وحضر موت أميره وأوصى له بشيء فكان باعثاً لدخوله القاهرة فأقام بجامع الأزهر قليلاً القاهرة فأقام بجامع الأزهر قليلاً متقللاً ولاطفه المظفر الأمشاطي ثم عاد لدمشق وصار أحد شيوخها القائمين بإقراء العقليات وغيرها ودرس ببعض مدارسها نيابة وربما تكلم في إزالة بعض ما يرى إنكاره، وقد عدته بالقاهرة بل تكرر اجتماعنا بمكة والغالب عليه الخير والعقل ثم قدم مكة في بحر سنة سبع وتسعين فحج وجاور التي تليها وأقرأ الطلبة وتكرر اجتماعه بي؛ وكان كثير التوعك ويقال أنه امتنع من قضاء دمشق بالبذل مع تلفت له فيما يقال مجاناً دام النفع به.
عبد الهادي بن عبد الرحمن السكندري ثم القاهري الشافعي الضرير نزيل البرقوقية ثم الشيخونية ونواحيها. اشتغل بالعربية والمنطق وغيرهما وحضر دروس العلاء القلقشندي في الحاوي وغيره بل حضر عند شيخنا ولازمهما كثيراً وأخذ عن غيرهما وسمع على التاج الشرابيشي في سنة سبع وثلاثين ورافقني في دخول الثغر السكندري فسمع على بعض الشيوخ بها وبقوة وغيرهما بل كان ممن سمع في القاهرة بقراءتي على شيخنا وغيره ثم اختص بالبقاعي وتنافرا بعد ذلك وأكثر من التشعيث عليه ولزم حينئذ الأبناسي وصار يقول أنه أدخل عليه في مناسباته كثيراً من مذهب ابن عربي لعدم شعوره بفهم معناه وجاءني حينئذ وطلب مني المحاللة كأنه كان يشارك البقاعي فيما هو دأبه وديدنه مع الناس وليس قصده بهذا إلا إيهام تدينه، وبالجملة فهو ممن فهم وتميز في العقليات ونظر في التصوف المختلط وخلط خبيث الطوية والسريرة ممن دعا لابن عربي ونحوه وذلك أعظم في دناءة أصله وأدعى لتصديق كونه دخيلاً في الإسلام وأنه كان صياغاً مع مزيد غلاسته وعجرفة ألفاظه وأن كان ذا فهم وقد أضر وانقطع وصار لحالة امتهان وتسافل بعض المهملين فقرأ عليه بمشاركة سبط شيخنا بعض الأجزاء بل ربما أقرأ بعض المبتدئين بعض المبتدئين بعض العلوم وليس في هذه الزمرة إذ هو غير ثقة ولا مأمون وإن كان عظيم الدعوى وما أحسن ما كان يصدر من العلاء القلقشندي حين كان يبحث معه حيث يضرب على جبهة نفسه قائلاً يا داهية الشؤم في مباحثتك أو نحو هذا.
 
عبد الهادي بن عبد الله بن خليل بن علي بن عمر بن مسعود الزين أو التقي بن العينائي الأسدابادي الأصل المقدسي نزيل القاهرة ويعرف كأبيه المذكور في المائة قبلها بالبسطامي. نشأ ببيت المقدس وأحب سماع الحديث وقال الشعر اللطيف؛ قال شيخنا في معجمه لقيته في الرحلة ورافقني في السماع ثم قدم القاهرة فاجتمع عليه أتباع أبيه وراج أمره لكن بغته القدر فمات في سنة تسع ولم يكمل الثلاثين سمعت من نظمه وكان حسن التودد والخط يرحمه الله؛ وذكره في الأنباء فقال: كان شاباً فاضلاً ماهراً سمع الحديث ونظم الشعر وكتب الطباق ودار على الشيوخ ثم اجتمع عليه اتباع أبيه فتمشيخ فيهم ودخل القاهرة فاستوطنها وراج أمره بها حتى مات وله نحو الثلاثين سمعت من نظمه ببيت المقدس ورافقني في بعض السماع على بعض المشايخ أول سنة ثلاث، وتبعه المقريزي في عقوده وقبره بحوش سعيد السعداء.
عبد الهادي بن عثمان بن الفقيه الصالح الشمس محمد بن عبد المؤمن المغربي الأصل المنوفي الفيشي الأزهري الشافعي نزيل البردبكية ثم طنتدا ويعرف بابن عبد المؤمن. ولد بفيشا الحمراء وحفظ القرآن وصحب التاج عبيد الوهاب اليمامي وتدرب به في العربية واشتغل على غيره وفهم ولازمني في أشياء كالبخاري وغيره ثم غلبت عليه العبادة والتقنع باليسير جداً ونظر في الرقائق وجاهد نفسه وتوجه إلى طنتدا فقطنها وراسلني من هناك مراسلة خائف وجل أمن الله خوفه ونفعني بمحبته.
عبد الهادي بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الطبري إمام المقام. ولد سنة ثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع من أبيه وعمه أبي البركات وابن صديق وغيرهم وأجاز له النشاوري والتنوخي وابن حاتم والصردي والمليجي والعراقي والهيثمي وطائفة وما كأنه حدث بل أجاز في الاستدعاءات لابن فهد وغيره وولي نصف إمامة المقام بمكة بعد أخيه أبي الخير محمد شريكا لابن عمه الرضي محمد بن المحب محمد بن أحمد بن الرضي ثم ابنه المحب فاستمر حتى مات بل ناب في الخطابة بالمسجد الحرام وكان خيراً مباركاً ساكناً. مات في خامس عشري صفر سنة خمس وأربعين بمكة رحمه الله.
عبد الهادي بن محمد بن أحمد الأزهري المدني ثم المكي ولد بطيبة المشرفة ونشأ بها وسمع على ابن صديق الأربعين المخرجة للحجار بسماعه لها منه؛ وقدم مكة سنة ثمان وثمانمائة فقطنها حتى مات، وكان خيراً ساكناً فقيراً منجمعاً عن الناس يتكسب بالنساخة أجاز لي. ومات في رجب سنة اثنتين وخمسين ودفن بالقرب من سفيان بن عيينة وإمام الحرمين من المعلاة رحمه الله.
عبد الهادي بن محمد بن عمر البسطامي. مات في ذي القعدة سنة سبع وخمسين.
عبد الهادي بن أبي اليمن. مضى قريباً في ابن محمد بن أحمد بن إبراهيم.
عبد الهادي السكندري، في ابن عبد الرحمن.
 
عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب جلال الدين وضياء الدين أبو المحامد بن البرهان الوجيه الفوي الأصل ثم المكي الحنفي والد عبد الغني وأخو الجمال محمد ويعرف بالمرشدي. ولد في العشر الأخير من جمادى الثانية سنة ثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ الشاطبية والعقيدة للنسفي والمجمع والمنار وغيرها، وعرض في سنة خمس وتسعين على الجمال بن ظهيرة وغيره ووصف الجمال والده بالشيخ العالم العامل الصالح العابد المرحوم واشتغل بالفقه وأصوله والعربية والمعاني وغيرها على غير واحد فأخذ الفقه بمكة عن الشمس المعيد ولازمه كثيراً وبالقاهرة عن السراج قاري الهداية والنحو بمكة عن النسيم الكازروني ولازمه كثيراً والأصول والمعاني والبيان بالقاهرة عن العز بن جماعة قرأ عليه المختصر للتفتازاني وأذن له بالتدريس والفتوى في العلوم الثلاثة، ومن شيوخه أيضاً الركن محمد بن إسماعيل بن محمود الخوافي قرأ عليه طرفاً صالحاً من مفصل النحو بحثاً وسمع من المختصر شرح التلخيص في المعاني ومن بديع ابن الساعاتي في الأصول وغير ذلك وسافر معه لزبيد وأجاز له وعظمه جداً وأرخ ذلك في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة، وسمع من النشاوري الكثير ومن الأميوطي والشهاب ابن ظهيرة وأبي اليمن والطبري والشمس بن سكر في آخرين من مكة والقادمين إليها وارتحل إلى القاهرة فسمع بها من الحلاوي والفرسيسي وجماعة ونميز، وكان إماماً علامة نحوياً انتهت إليه رياسة العربية بمكة ودرس فيها وفي غيرها وأفتى وانتفع به خلق لحرصه على الإرشاد وصار حسنة من حسنات الدهر وزينة لأهل مكة وولي التدريس بالكلبرجية ومشيختها وتقرير الطلبة فقررهم وأقرأ فيها الدرس ثم مشيخة درس يلبغا العمري عن القاضي أبي البقا بن الضيا في سنة اثنتين وثلاثين ودرس به ثم عزل في سنته بأبي البقاء بل جيء إليه بولاية قضاء الحنفية في أوائل ذي الحجة سنة تسع وثمانمائة عوضاً عن ابن الضيا فلم يقبل ورعاً فأعيد الشهاب في سنة عشر وصاهر الكمال الدميري على ابنته أم سلمة واستولدها كل أولاده وأجلهم عبد الغني الماضي وأثكلاه معاً كل هذا مع ثروته ومعرفته بأمور دنياه وممن أخذ عنه المحيوي عبد القادر وابن أبي اليمن المالكيان والبرهان بن ظهيرة ووصفه بسيدنا وشيخنا قدوة العلماء والأعلام المرجوع لقوله وقلمه عند اضطراب الأقلام نحوي عصره والمحمود في أمره وكان مشهوراً مع تفرده بالعربية بجودة النظر وصحة الفهم وفقه النفس وحسن المناظرة والبحث. مات في عصر يوم الأربعاء رابع عشري شعبان سنة ثمان وثلاثين بمكة وصلى عليه صبيحة الغد ودفن بقرب الفضيل بن عياض من المعلاة وقد ذكره شيخنا في أنبائه وقال أنه كثر الأسف عليه ونعم الرجل مروءة وصيانة والمقريزي في عقوده رحمه الله وعفا عنه.
عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد المرشدي المكي حفيد الذي قبله. حفظ القرآن وجوده. ومات شاباً في حياة أبيه.
عبد الواحد أخ له. ولد بعد موته وموت أبيه بحيث سمي باسمه. ممن سمع مني بمكة عبد الواحد بن أحمد بن عيسى القرشي المكي. ممن سمع مني بالقاهرة ومكة وكان قد دخل مع أبيه القاهرة ثم بعد ذلك أيضاً وسافر منها إلى الشام فمات بها في الطاعون في سنة سبع وتسعين عوضه الله الجنة.
عبد الواحد بن حسن بن محمد الطيبي ثم القاهري الأزهري الشافعي شقيق محمد الآتي واشتغل ولازم زكريا وهو من قدماء جماعته وكان مجاوراً بمكة في سنة ثمان وتسعين ويجلس شاهداً بباب السلام وهي حرفته بالقاهرة.
عبد الواحد بن صدقة بن الشرف أبي بكر بن محمد بن يوسف بن عبد العزيز الزين الحراني الأصل الحلبي الشافعي حفيد مسند حلب. ولد بها في ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ونشأ بها فسمع على جده المذكور والشهاب بن المرحل، ومما سمعه عليه سنن الدارقطني إلا اليسير جداً وعلى جده مسلسلات التيمي وحدث سمع منه الأئمة قرأت عليه الدارقطني وغيره بحلب وكان خيراً حريصاً على الجماعات محباً في الحديث وأهله صبوراً على الإسماع يرتزق من وقف جده، أثنى عليه شيخنا بقوله كما قرأته بخطه رجل جيد دين منقطع بمنزله مات سنة اثنتين وستين رحمه الله.
عبد الواحد بن عبد الله بن أبي بكر الزبيدي الحكمي اليماني الفقيه ويعرف بالقلقل. مات بمكة في ذي الحجة سنة خمس وأربعين.
 
عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود. في همام لكونه بها أشهر.
عبد الواحد بن عبد الوهاب بن المحب محمد بن علي بن يوسف الزرندي المدني الحنفي أخو عبد السلام الماضي. ولد سنة أربعين تقريباً وسمع على الجمال الكازروني وأبي الفتح المراغي وأخيه أبي الفرج وغيرهم وقدم القاهرة مراراً وسافر لحلب وغيرها وتردد إلي كثيراً.
عبد الواحد بن عثمان بن أبي بكر بن محمد بن عبد الجليل بن صلح بن موسى بن محمد التاج بن الفخر المغربي الأصل المعزي السرياقوسي الشافعي الخطيب ولد في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة كما كتبه بخطه وسمعته منه بسرياقوس ونشأ بها فحفظ القرآن عند أبيه وبعض التنبيه عليه وعلى التاج الصردي وغيرهما وسمع في سنة اثنتين وثمانمائة ببلده على قاضيها الصدر سليمان الأبشيطي جزء البطاقة وغيره واشتغل يسيراً، وحج مراراً وخطب كأسلافه بمنية جعفر بلد الخانقاه، وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه ببلده، وكان خيراً ديناً نير الشيبة مرضي الطريقة كثير التلاوة والعبادة مقدماً في ناحيته أجل عدو لها بل هو المشار إليه فيها كأبيه. مات قريباً من سنة ستين رحمه الله وإيانا.
عبد الواحد بن الزين محمد بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن المحب أحمد بن عبد الله أوحد الدين أبو محمد الطبري الأصل المكي، وأمه حبشية فتاة أبيه. ولد في شوال سنة ثمان وسبعين وسبعمائة واعتنى به أبوه فحفظه القرآن واحتفل لصلاته به عند ختمه بوقيد المسجد والشموع وسمع من أبيه أشياء، وأجاز له النشاوري وابن حاتم وإبراهيم بن علي بن فرحون والمحب الصامت وأبو الهول الجزري والتنوخي والعراقي والهيثمي وآخرون؛ وناب في الإمامة بالمقام وكان ماهراً في قراءته كأبيه مع التعبد بالطواف. مات في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين بمكة رحمه الله.
عبد الواحد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الدميري المكي ابن أخي عبد الكريم بن محمد الماضي. مات بها في رجب سنة خمس وثمانين، أرخه ابن فهد.
عبد الواحد بن موسى بن يوسف بن عبد الواد. مات سنة ثلاث وثلاثين.
عبد الواحد المجافضي. مات سنة اثنتين وثلاثين.
عبد الوارث بن محمد بن عبد الوارث البكري المصري المالكي أخو النور علي الآتي. مات في المحرم سنة أربع عشرة بينبع في رجوعه من الحج.
عبد الودود بن عمر بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر ابن عبد الرحمن بن عبد الله أبو المحاسن الناشري اليماني شقيق العفيف عثمان مؤلف الناشريين. ولد سنة ست وثمانمائة وحفظ القرآن وهو ابن نحو عشرة وقام به في جملة من مدارس بني رسول بزبيد واشتغل في بدايته بالعلم وأم بمسجد الذباب من زبيد وانقبض عن الناس ثم تعلم الخياطة فبرع فيها ولم يعين أخوه وفاته.
عبد الولي بن عبد الله بن أحمد بن موسى الجمال بن العفيف الدوالي من أبيات الفقيه ابن عجيل الأصل الزبيدي اليماني الشافعي ابن شقيق صاحبنا الكمال موسى ويعرف بابن المكشكش. ولد سنة سبعين وثمانمائة تقريباً بزبيد وحفظ الألفيه وبعض الإرشاد واشتغل عند عمه والفقيه محمد الصايغ، وحج غير مرة ولقيني في ذي الحجة سنة سبع وتسعين فسمع مني المسلسل وكتبت له.
عبد الولي بن محمد بن عبد الله بن حسن بن صلح ولي الدين الخولاني الوحصي اليماني الشافعي. ولد بقرين من الوحص ولازم بتعز الرضي بن الخياط والجمال محمد بن عمر العوادي وأحمد بن عبد الله الحرازي ووجيه الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الزوقري وقرأ عليهم الفقه وكذا لازم المجد الشيرازي في النحو وجاور معه بمكة وبالطائف ومهر حتى صار مفتي تعز مع ابن الخياط. ومات بالطاعون سنة تسع وثلاثين ذكره شيخنا في أبنائه وبيض له التقي بن فهد في معجمه وقال العفيف أحد المفتين في تعز وأبرك المدرسين فيها تفقه به جماعة وتفرغ للتدريس بالمؤيدية نيابة عن الموفق الناشري وظهرت بركته على تلامذته.
عبد الولي بن محمد بن جمال الدين ولي الدين ويسمى محمداً وهو بعبد الولي أشهر الواسطي العراقي نزيل جامع الغمري بالقاهرة ويعرف في بلاده بابن الزيتوني رجل خير فقير يتلو القرآن، كان يذكر أنه لقي شيخنا وغيره وأكثر من حضور الأمالي وغيرها عندي. مات في ربيع الآخر سنة ست وثمانين وأظنه زاد على السبعين. رحمه الله.
 
عبد الوهاب بن أحمد بن صالح بن محمد بن خطاب بن ترجم التاج أبو نصر بن الشهاب أبي العباس الزهري البقاعي الفاري - بالفاء والراء الخفيفة - الدمشقي الشافعي أخو عبد الله الماضي ووالد الجلال محمد الآتي. ولد سنة سبع وستين وسبعمائة وحفظ التمييز وغيره ونشأ على خير وتصون واشتغل على والده والنجم بن الجابي والشريشي وغيرهم؛ وتميز ودرس في حياة أبيه بالعادلية الصغرى وبعده فيها أيضاً وبالشامية البرانية وولي إفتاء دار العدل وناب في الحكم مدة طويلة بل ولاه نوروز القضاء باتفاق الفقهاء عليه بعد موت الأخنائي فباشره مباشرة حسنة فلما غلب المؤيد على نوروز صرفه ولم يعرض له بسوء فلزم الشباك الكمالي بجامع دمشق يفتي والشامية يدرس، وكان حسن الرأي والتدبير ديناً ذا حظ من العبادة ولكنه لم يكن مشكوراً في مباشرة الوظائف قاله شيخنا في أنبائه، وذكره التقي بن قاضي شهبة في طبقاته وقال كان عاقلاً ساكناً كثير التلاوة والأدب والحشمة طاهر اللسان قائم الليل يستحضر التمييز إلى آخر الوقت. مات في ربيع الأول سنة عشرين، وأرخه شيخنا في ربيع الآخر والأول أشبه رحمه الله؛ وممن أخذ عنه الشمس محمد بن عبد العزيز الكازروني المدني الآتي عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين التاج أبو الوفاء بن الولي أبي زرعة العراقي الأصل القاهري الشافعي ويعرف كأبيه بابن العراقي. ولد قبل القرن بكثير ونشأ في كنف أبيه وجده فحفظ القرآن وكتباً؛ وعرض على جماعة وأسمعه أبوه على أبيه وغيره واشتغل وتميز بحيث استملى على والده أكثر مجالسه وناب في القضاء وأجاز له خلق من أماكن شتى في عدة استدعاءات ومات في حياة والده ضحى يوم الجمعة مستهل ربيع الأول سنة ثماني عشرة وصلى عليه قبيل عصره ودفن عند جده بجانب عمته خديجة تجاه تربة الطويل بالصحراء وترك أولاداً وما رأيت شيخنا ولا غيره ممن وقفت عليه ترجمه فينظر رحمه الله وإيانا.
عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم التاج بن الشهاب الطرخاني ثم الدمشقي الحنفي نزيل القاهرة ويعرف كأبيه بابن عربشاه. ولد في يوم الثلاثاء ثامن عشري شوال سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بحاج طرخان من دشت قبجاق، ثم تحول منها مع أبيه إلى توقات؛ ثم إلى حلب ثم إلى الشام؛ وقرأ القرآن وغيره، وتدرب بأبيه في العربية والفقه وغيرهما وسمع بقراءة أبيه على القاضي الشهاب بن الحبال صحيح مسلم وكذا سمع على عائشة ابنة الشرائحي وعلى شيخنا في سنة ست وثلاثين وبعدها وممن أخذ عنه العلاء الصيرفي والمحيوي المصري التبابي، وحج في حياة أبيه سنة خمسين وأخذ الفرائض بدمشق عن الشهاب أحمد الحمصي وتميز فيها بحيث نظم فيها أرجوزة سماها روضة الرائض في علم الفرائض وشرحها وقرضهما له الأمين الأقصرائي والكافياجي وعضد الدين الصيرامي في آخرين، وكتب الخط الحسن علي شرف بن أميرا وناب في قضاء دمشق والقاهرة مدة ثم استقل به في دمشق ثامن عشر رجب سنة أربع وثمانين عوضاً عن ابن عبد بالبذل ثم صرف بالمحب ابن القصيف في شوال من التي تليها فقدم القاهرة مكثراً التشكي من الديون التي تحملها بسببه فلم يلبث أن شغر تدريس الفقه بالصرغتمشية بإعطاء مدرسها الصلاح الطرابلسي الأشرفية بربساي فقرر فيه وكان يبالغ في التلطف بجماعتها ثم كاد أن يستقر في قضاء مصر لما قبحت سيرة ابن المغربي الغزي سيما وقد عارضه في مسئلة وصنف فيها جزءاً سماه البرهان الفارض لقول المعارض وافقه على مقالة فيه غيره وتخاشنا بحضرة السلطان مرة بعد أخرى فما تم وكانت الخيرة، وقد قصدني غير مرة وذكر لي أنه عمل دلائل الإنصاف نظم مسائل طريقة الخلاف فزاد على خمس وعشرين ألف بيت وكذا له الإرشاد المفيد لخالص التوحيد نظم أيضاً وشفاء الكليم مدح النبي الكريم كتبه لي بخطه وسمعته من لفظه مع غيره من نظمه ونثره والجوهر المنضد في علم الخليل بن أحمد وفتح العبير من فتح الخبير في علم التعبير نحو أربعة آلاف بيت عملهما بالقاهرة ومن ذلك قوله:

ولقد شكوت إلى طبيبـي عـلـتـي

 

مما اقترفت من الذنوب الـجـانـيه

وصف الطبيب شراب مدح المصطفى

 

فهو الشفا فاشرب هـنـيئاً عـافـيه

وقوله مما قال أنه أنشدهفي النوم منها:

ثوب العلوم محـرز وطـرازه

 

مدح الحبيب وذا رقيق الحاشيه


وخمس أبيات السهلي يا من يرى ما في الضمير ويسمع ومن نظمه معتذراً:

أنظار نظمي فالعيوب غزيرة

 

فكلي عيوب بالتفضل فاجبروا

وستر فأنى عاجز ومقـصـر

 

وأنتم فأهل بالفضائل تستـروا

عبد الوهاب بن أحمد بن محمد المحلي الحصري ويعرف بحب الله من المحبة ولد سنة عشر وثمانمائة تقريباً بالمحلة وقرأ بها القرآن وارتزق بصنعة الحصر وتردد إلى القاهرة وزار بيت المقدس وتعلق على النظم وزجله أحسن من نظمه وكذا المواليا ولقيه ابن فهد والبقاعي في سنة ثمان وثلاثين بالمحلة وكتبا عنه قوله:

تأملت في وجه الحبيب وجدتـه

 

يحاكي رياضاً أنبتت دون غارس

شقيق وآس حوله بان نـرجـس

 

على غصن قد يانع رطب مايس

عبد الوهاب بن أحمد الدمشقي خطيب حجراء. كتب على استدعاء فيه بعض الأولاد سنة ثلاث وسبعين وما علمت شيئاً من حاله.
عبد الوهاب بن إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع التاج بن الحافظ العماد القرشي البصروي الدمشقي المزي ويعرف كأبيه بابن كثير. ولد في ثالث عشر ذي الحجة سنة سبع وستين وسبعمائة وسمع من أبيه والمحب الصامت وأحمد بن عبد الغالب الماكسيني بل رأيت في تاريخ أبيه سماعه على ابن أميلة بمشاركة أبيه للجزء العاشر من الترمذي بكماله بقراءة الشهاب أحمد بن العماد الحسباني في رجب سنة أربع وسبعين بدار قتح الدين بن الشهيد وكان صاحب الترجمة يذكر أنه سمع عليه غير ذلك وليس ببعيد وحدث سمع منه الفضلاء. مات في ذي القعدة سنة أربعين بدمشق أرخه شيخنا في إنبائه وقال غيره في ثامن عشري شوال.
عبد الوهاب بن إسماعيل المجد التدمري الخليلي خطيب حرم الخليل عليه السلام. مات في ليلة الأحد عاشر ربيع الأول سنة تسعين ودفن صبيحتها بتربة والده في منزله رحمه الله.
عبد الوهاب بن أفتكين تاج الدين كاتب السر بدمشق. مات في ذي القعدة سنة ست وثلاثين ودفن بمقبرة باب توما. أرخه ابن اللبودي.
عبد الوهاب بن أبي بكر بن أحمد بن محمد التاج الحسيني الصلتي ثم الدمشقي الشافعي ولد إبراهيم الماضي. ويعرف في بلده بابن الواعظ وهو أخو محمد بن حسين بن عمر بن أحمد الآتي لأمه بل يجتمعان في أحمد فهما ابنا عم. ولد تقريباً سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة وقدم القاهرة فاختص بالبقاعي وحضر معه عند شيخنا والختم من البخاري بالظاهرية على نحو أربعين شيخاً إلى غير ذلك وتخرج به في المخاصمات وولي قضاء الصلت ونحوها ثم تنافرا وتأكدت حين فر البقاعي لدمشق ونصحه هذا في أمور منها عدم معارضته للتقي بن قاضي عجلون بحيث رجع البقاعي سراً عما كان أوصى به لصاحب الترجمة ومع ذلك فقام بعد موته بخصوماته حتى أخذ نصف المبلغ من الوارث وكما تدين تدان. مات في سنة ثلاث وتسعين.
عبد الوهاب بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة ابن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر بن قدامة التاج أبو بكر بن العمادين الزين القرشي العمري المقدسي الصالحي الحنبلي أخو المحدث ناصر الدين محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن زريق. ولد في رابع رمضان سنة أربع وعشرين وثمانمائة بصالحية دمشق ونشأ بها فقرأ القرآن والخرقي وسمع كثيراً بدمشق وبعلبك وحلب والقاهرة ومن شيوخه ابن ناصر الدين وابن الطحان وابنة ابن الشرايحي وابن بردس والبرهان الحلبي وشيخنا وما أظنه حدث. مات في ربيع الأول سنة خمس وأربعين ودفن بتربة المعتمد بالصالحية.
عبد الوهاب بن أبي بكر بن عمر تاج الدين الطوي القاهري الحنفي ويعرف بالهمامي لملازمته خدمة الكمال بن الهمام والأخذ عنه بحيث شارك في الفقه وأصله والعربية وغيرها وأخذ أيضاً عن غيره وأقرأ قليلاً؛ وحج وجاور في الحرمين، وكان خيراً متقللاً قانعاً متواضعاً. مات بعد توعكه أياماً في ذي القعدة سنة ست وثمانين وصلى عليه بجامع الأزهر في جمع حافل ودفن بالقرب من التاج بن عطاء الله من القرافة رحمه الله وإيانا.
عبد الوهاب بن أبي بكر التاج الدمشقي الحنفي بن الحمال - بالحاء المهملة والتشديد - أحد نواب الحكم بدمشق. مات بها في سلخ شوال سنة سبع وخمسين ودفن من الغد بمقبرة باب الفراديس رحمه الله.
عبد الوهاب بن حمزة بن عبد الغني بن يعقوب التاج بن الشرف بن الفخر أحد كتاب المماليك كأبيه ويعرف كهو بابن فخيرة تصغير جده.
عبد الوهاب بن داود بن طاهر بن تاج الدين الشيخ أبو ويعرف بابن طاهر ملك اليمن بعد عمه علي بن طاهر الآتي فدام أزيد من عشر سنين وفشا الأمن أيامه في اليمن كله ودانت له الرقاب ومات في ليلة الأربعاء سابع جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وقد جاز الستين واستقر بعده ابنه صلاح الدين عامر ولقب بالظافر.
عبد الوهاب بن سعد بن محمد بن عبد الله تاج الدين أبو محمد بن القاضي سعد الدين ابن القاضي الشمس بن الديري الحنفي الماضي أبوه. ولد كما قرأته بخطه في ثاني عشر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وسبعمائة ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن والمشارق للصاغاني والمجمع وغيرها وسمع كما أخبر على جده في سنة وفاته سنة سبع وعشرين ببيت المقدس صحيح مسلم قال: أخبرنا به الشهاب أحمد بن عبد الكريم أخبرتنا به زينب ابنة عمر بن كندي وكذا حضر مجالسه بل اشتغل يسيراً على أبيه وغيره واستقر في قضاء بلده وفي التدريس بأماكن فيه وكذا في مشيخة المؤيدية بالقاهرة بعد والده ثم تركها لعمه البرهان وسافر إلى بلده فأقام بها ولزم من ذلك إخراج المؤيدية بعد وفاة عمه وتقرير السيف بن الحوندار فيها وبعد ذلك قدم التاج فلم يظهر اليفاتاً لذلك فما كان إلا يسيراً وأعطى ذاك الشيخونية ورجعت المؤيدية للتاج ثم استخلف فيها حين شاخ وضعفت حركته البدر ابن أخيه وتكرر مع ذلك عوده من بلده إلى القاهرة، وقد سمعت كلامه وجلست معه في حياة والده وبعده، والغالب عليه سلامة الفطرة مع نور شيبته وحفظه لأشياء من فقه وحديث وتفسير ولكنه لطريق الوعظ أقرب ونوه به في القضاء مراراً ثم توجه لبيت القدس ولم يستنب أحداً فأقام به قليلاً ثم تحرك للعود إلى القاهرة فمات بغزة في شعبان سنة اثنتين وتسعين ودفن هناك وصلي عليه صلاة الغائب بالأقصى رحمه الله.
عبد الوهاب بن أبي شاكر. يأتي قريباً في ابن عبد الله.
عبد الوهاب بن صدقة القوصوني القاهري الطبيب والد الرئيس الشمس محمد. ممن برع في الطب وتخرج به جماعة منهم قريبه العلاء علي بن فتح الدين بن قجاجق. ومات سنة خمس وثلاثين.
عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد تاج الدين الدمشقي الشافعي ويعرف بابن سويدان. ولد في يوم الأربعاء رابع عشر شوال سنة إحدى عشرة وثمانمائة وحفظ التنبيه والشاطبية واشتغل وكتب الصحيح ومعالم التنزيل وسمع الصحيحين على التقي الحريري بل وقرأ قطعة من آخر أحدهما على العلم البلقيني وأثني على قراءته، وكان فاضلاً متواضعاً متزيياً بزي الأجناد مع كثرة الكلام.
عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن الخواجه شمس العقعق محمد بن محمد بن يوسف البصري الأصل المكي. ولد بها ونشأ وحفظ القرآن والمنهاج وغيره، وجلس في دار الإمارة للتكسب، وسافر في التجارة ودخل الشام وحلب وغيرهما. مات في المحرم ظناً سنة خمس وثمانين بين البندر الجديد وبندر زيلع. أرخه ابن فهد.
عبد الوهاب بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب التقي بن الفخر بن الجيعان أخو العلم شاكر. مات في عاشر جمادى الثانية سنة ثمان وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه مقتصراً على لقبه فقال تقي الدين أخو كاتب ديوان الجيش كان ساكناً وقوراً يباشر في عدة جهات قال: وكانت جنازته حافلة وكثر التأسف عليه. ومن الوظائف التي باشرها المؤيدية بتقرير من واقفها وصاهره عبد الغني بن أخيه شاكر على ابنته عنقة فهو جد ابنه تاج الدين لامه، وفيمن أثبت الفخر بن درباس اسمه ممن سمع بعض أمالي شيخنا القديمة عبيد ويدعى عبد الغني ابن كاتب الجيش فخر الدين بن الجيعان ويشبه أن يكون هذا وهم الكاتب في اسمه والله أعلم.
 
عبد الوهاب بن عبد الله بن إبراهيم التاج بن الأمين الدمشقي الشافعي نزيل القاهرة ويعرف بابن غزيل - بمعجمتين مضمومة ثم مفتوحة بعدها تحتانية مشددة وآخره لام - وفي القاهرة بتاج الدين الشامي. ولد في رمضان سنة إحدى عشر وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فقرأ القرآن وتلاه على الزين عمر بن اللبان والفخر عثمان بن الصلف والشهاب أحمد الكنجي والشمس بن النجار وسمع علي بن ناصر الدين والتقى الحريري والنور بن يفتح الله في آخرين واشتغل في الفقه على التاج بن بهادر والتقى بن قاضي شبهة وفي العربية على علي العلاء القابوني وارتحل إلى القاهرة بعد والده وباشر في الذخيرة للظاهر ثم الأشرف ثم الظاهر خشقدم واستقر به ناظراً على الإسطبلات السلطانية في أول سنة تسع وستين ثم انفصل عنها في سلخ صفر من التي تليها وتوجه حينئذ لمكة فجاور بها ثم عاد إلى القاهرة ونزل بجوار جامع الزاهد مديماً للجماعات مع صفاء الخاطر والوضاءة والخط الحسن الذي ضيعه في أشياء كان يختصرها من الكتب المشكلة وغيرها مع قصوره ومع ذلك فقد قرض له الجوجري بعضها وامتنعت أنا من ذلك مع إكثاره التردد إلي والاستفادة بل مدحني بأبيات ركيكة وهو من بيت مباشرة وكانت معه إمامة القصر. مات في رمضان سنة ست وثمانين رحمه الله.
عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح التاج أبو محمد بن الولي الشهير العفيف أبي محمد اليافعي اليمني ثم المكي الشافعي أخو زينب الآتية وعبد الرحمن الماضي ووالد محمد الآتي. ولد سنة خمسين بمكة وسمع بها من أبيه وخالتيه أم الحسن وأم الحسين ابنتي أحمد بن الرضي الطبري والجمال الأميوطي وأبي الفضل النويري القاضي ومحمد بن أحمد بن عمر بن النعمان في آخرين وبدمشق من ابن أميلة البعض من الترمذي ومن مشيخة الفقه وتفقه بالأميوطي والأبناسي وغيرهما وتميز وأذن له الأبناسي بالإفتاء والتدريس سنة إحدى وثمانمائة وتصدى للأشغال بالمسجد الحرام مدة سنين، وأفتى قليلاً لكن باللسان غالباً وكان ذا فضيلة في الفقه وعبادة وديانة وآداب حسنة من مزيد ورع وسيرة جميلة وارتفاق بالتكسب في أمر عياله، ناب في الإمامة بالمقام في بعض الأوقات عن خاليه واستفاد من التكسب دنيا وتبرك الناس بدعائه. مات في رابع رجب سنة خمس بمكة وصلى عليه من الغد تقدم الناس خاله الإمام أبو اليمن الطبري ودفن على أبيه تحت رجلي الفضيل بن عياض من المعلاة، وممن أخذ عنه التقي بن فهد، وذكره شيخنا في إنبائه باختصار فقال: كان خيراً عابداً ورعاً قليل الكلام فيما لا يعنيه أم بمقام إبراهيم نيابة اجتمعت به وسمعت كلامه، والمقريزي في عقوده وأنه اجتمع به بمكة في موسم سنة تسعين ونعم الرجل يتورع في كلامه عما لا جناح فيه؛ وقوله أنه مات عن خمس وأربعين غلط من خمس وخمسين رحمه الله وإيانا.
عبد الوهاب بن عبد الله بن جمال بن غنايم بن سليم البطناوي الدمشقي ويعرف بابن الجمال. ولد بعد سنة خمس وثمانين وسبعمائة وأخبر أنه صلى وراء أبي هريرة بن الذهبي ولكن لا يستحضر سماعاً عليه ولا إجازة، وكان حياً في سنة تسع وخمسين واستجازه البقاعي لظنه سماعه وما أحببت ذلك.
 
عبد الوهاب بن عبد الله المدعو ماجداً بن موسى بن أبي شاكر أحمد بن أبي الفرج إبراهيم بن سعيد الدولة تقي الدين بن الفخر بن التاج بن العلم بن التاج القبطي المصري الحنفي ويعرف كسلفه بابن أبي شاكر. ولد سنة سبعين أو في التي بعدها بالقاهرة ونشأ في حجر السعادة واشتغل بالفقه وغيره وتميز في الكتابة وتنقل في المباشرات إلى أن باشر نظر ديوان المفرد في آخر الدولة الظاهرية حتى مات وكذا باشر استادارية الأملاك والذخائر والمستأجرات والأوقاف وعظم عند الناصر بحسن مباشرته ثم ولي نظر الخاص بعد موت المجد بن الهيصم ثم قبض عليه في جمادى الأولى سنة ست عشرة وصودر على أربعين ألف دينار باع فيها موجوده وبقي في الترسيم بشباك البرقوقية يستحذى من كل من يمر به من الأعيان حتى حصل مالاً له صورة وأفرج عنه وأعيد إلى مباشرة الذخيرة والأملاك ثم قرر في الوزارة بعد صرف التاج بن الهيصم فباشرها مباشرة حسنة وشكره الناس كلهم وحدث في وزارته الوباء فلم يشاحح أحداً في وارثه بحيث كثر الدعاء له ولكن لم تطل مدته بل مات بعد تسعة أشهر وذلك يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة تسع عشرة وكان بعيداً من النصارى متزوجاً من غيرهم وهي علامة حسن إسلام القبطي سيما مع كثرة فعله الخير والصدقة ومحبته في أهل العلم وأن كان منهمكاً في اللذات شديد الوطأة على العامة موصوفاً بالدهاء وبالجملة فقد باشر الوزارة برفق لم يعهد مثله وكان عارفاً بالمباشرة جيد الكتابة. ذكره شيخنا في أنبائه وهو صاحب المدرسة التي بين السورين ظاهر القاهرة وقف عليها عدة أوقاف والرباط المقابل لباب جياد من المسجد الحرام ولكنه لم يكمل فكمله الفخر بن أبي الفرج عفا الله عنهما، وطول المقريزي في عقوده ترجمته.
عبد الوهاب بن عبد الله تاج الدين بن كاتب المناخ. في عبد الرزاق.
عبد الوهاب بن عبد المجيد بن قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أبي بكر التاج الناشري الزبيدي الشافعي أخو محمد الآتي. ولد في ربيع الثاني سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة وحفظ القرآن والحاوي والألفية والتسهيل وغيرها وأخذها تفهماً عن الشيوخ حتى مهر في الفقه والعربية وغيرهما مع العفة والأدب والعقل والوضاءة وصدق اللهجة والحرص على ضبط أوقاته وقصرها على أنواع العبادات. مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين شهيداً بالبطن رحمه الله.
عبد الوهاب بن عبد المؤمن بن عبد العزيز القرشي القاهري البزاز والد عبد القادر الماضي. كان ممن يكتب في الإملاء عن شيخنا بل كتب عن ابن زقاعة كثيراً من نظمه مع فضل وخير. مات في سنة خمس وأربعين.
عبد الوهاب بن عبيد الله بن محمد بن أحمد التاج السجيني القاهري الأزهري الشافعي أخو الشهاب أحمد الماضي وهو أصغرهما ووالد علي المرافع.
ولد في سنة عشرين وثمانمائة بسجين من الغربية وتحول منها قريب البلوغ فقطن الجامع الأزهر وجود القرآن وتعلم اللسان التركي وأقرأ في الطبقة عند لاشين اللالا واختص به ثم أعرض عنه لأجل بعض الفقراء وسمع على الزين الزركشي وابن الفرات وشيخنا بل قرأ على الشريف التماية وغيره وكذا قرأ في العربية على نظام الحنفي وسمع فيها على السنهوري واشتغل ولم يتميز بل كان على الهمة. مات يوم الأربعاء سابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين، ودفن خارج باب البرقية بتربة قريبة من تربة الشيخ سليم وكنت ممن شهد دفنه رحمه الله وعفا عنه.
عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن خضر بن عبد الوهاب التاج النشرتي ثم الطائفي المسيري الشافعي ويعرف بابن الخطيب. ممن حفظ القرآن والعمدة والشاطبية والمنهاج والألفيتين وغيرها وعرض على جماعة واشتغل وتميز، وقدم القاهرة فكتب عدة من تصانيفي وقرأ علي القول البديع منها والعمدة وغيرهما بل قرأ علي في الألفية وشرحها بحثاً وأكثر من حضور الإملاء وكان خيراً حسن الفهم خطب ببلده وغيرها ومات في أوائل شوال سنة ثمان وسبعين ببلده وقد جاز الأربعين أو قاربها رحمه الله.
 
عبد الوهاب بن علي بن حسن التاج بن الخطيب نور الدين النطوبسي ثم القاهري المالكي المقري نزيل الظاهرية القديمة ويعرف في بلده بابن المكين وفي القاهرة بالتاج السكندري لمكثه فيها مدة. ولد في سنة خمس عشرة وثمانمائة تقريباً بنطوبس الرمان بالمزاحمتين ونشأ بها فحفظ القرآن عند خطيبها وشيخها الشمس بن عرارة المقري تلميذ ابن يفتح الله وجود عليه، ثم تحول مع والده إلى إسكندرية فأقام بها عند خطيب جامعها الغربي النور بن يفتح الله المالكي المقري المشار إليه وحفظ الشاطبيتين وألفية النحو وغالب المختصر في فروعهم وعرض بعض محافيظه على قاضيها الجمال الدماميني وغيره وتلا بالسبع إفراداً وجمعاً على ابن يفتح الله المذكور ثم انتقل مع والده إلى القاهرة وقد قارب العشرين فنزل في قاعة الخطابة من الزمامية بحارة الديلم وأخذ القراءات السبع أيضاً عن التاج بن تمرية والشهاب السكندري وقرأ عليه التيسير والعنوان وناصر الدين بن كزلبغا بل تلا عليه ختمة أخرى للثلاث تكملة العشر وكذا أخذ السبع عن الزين طاهر والشمس بن العطار ولكن لم يكمل عليهما وتفقه بالزينين عبادة وطاهر وأبي القسم النويري والبدر بن التنسي وآخرين كأبي الجود وعنه أخذ الفرائض والآبدي وعنه أخذ العروض والعربية وغيرهما بل أخذ العربية أيضاً عن الشمني وقرأ عليه الألفية ولازمه في الأصلين وغيرهما وكذا أخذ كثيراً منها ومن غيرها عن التقي الحصني والشرواني وابن حسان وانتفع به كثيراً والأمين الأقصرائي وعليه قرأ في تفسير البيضاوي إلى قوله: وندخلهم ظلاً ظليلا وابتدأ بالتاج التوعك وقرأ على شيخنا في شرح النخبة وجميع الشاطبية من حفظه في مجلس واحد قراءة لم أسمع فيها أفصح منه ولا أتقن وسكت ليتنفس فبادر بعض الحاضرين وفتح عليه لظنه التوقف وتألم شيخنا لمبادرته للرد وصرح بذلك وكذا أخذ عن شيخنا غير ذلك وقرأ في شرح ألفية العراقي على المناوي وكان يراجعني في أشياء منه وسمع جميع البخاري على الشيوخ المجتمعين بالظاهرية محل سكنه وكذا سمع على غيرهم كالعز الحنبلي وكان عظيم الرغبة في ذلك بل لا زال يدأب في التحصيل على طريقة جميلة حتى برع وشارك في الفضائل وتميز في القراءات بحيث أخذها عنه جماعة منهم ناصر الدين الأخميمي فإنه تلا عليه للسبع إفراداً ثم جمعاً لكنه لم يكمل ختمتها والمحب بن المسدي والسراج عمر النجار ومن الأتراك قانم الأشقر وبردبك ناظر القرافتين وأخو طوخ الزردكاش وجانم الخازنداري جانبك بن والظاهر خشقدم حين كان أمير سلاح مسئولاً في ذلك وعرض عليه حينئذ أن يكون أمامه فما وافق فلما استقر في المملكة لزمه بذلك فاشترط عليه عدم الطوق وركوب الخيل فما خالف وزاد معلومه عن رفقائه وخالف العادة في كون الإمام حنفياً وأقبل عليه جداً وراسل العلم البلقيني في رجب منها حين مرض موته أن يكون هو النائب عنه في الخطابة مدة توعكه لمزيد رغبته في الصلاة خلفه فما أمكنه المخالفة وقدرت وفاة القاضي عن قرب فخطب بعده أيضاً حتى استقر بالمناوي وكأنه أيضاً كان سمع خطابته فإنه كان استقر به الزين الاستادار في جامعه ببولاق أول ما فتح بتوسل الزين عنده بقاضي مذهبه البدر التنسي حتى أذعن وصلى القاضي يومئذ وراءه وكذا استقر به الظاهر في مشيخة المحدثين بالظاهرية محل سكنه عقب ناصر الدين السفاح وكان باسمه قبل ذلك فيها نصف مشيخة القراء تلقاه عن البرهان الكركي وحج مع الرحبية صحبة جانم المذكور بإلحاحه عليه وحلفه بأن مصروفه من حل وقرأ هناك في الفقه وغيره على قاضي المالكية بها المحيوي عبد القادر وأذن له بالإفتاء والتدريس وكان خيراً بهجاً نيراً متحرياً صادق اللهجة سليم الصدر لوناً واحداً مديماً للعبادة والتلاوة والتهجد والاشتغال والمذاكرة فاضلاً مقرئاً حسن الأداء عريض الصوت محباً في الفائدة غير مستنكف بحملها عن أحد وأقام في ابتدائه أعزب نحو أربعين سنة واستعمل ما ينفعه في كسر الشهوة إلى أن ألزم بالتزويج واضطر لاستعمال نقيضه ولم يزل في ازدياد من الخير حتى مات في صبيحة يوم الثلاثاء ثاني عشر ذي القعدة سنة ثمان وستين عن ثلاث وخمسين سنة وصلى عليه في يومه ودفن بحوش سعيد السعداء بالقرب من أبي الجود والأبدي وغيرهما من شيوخه وتأسف أهل الخير على فقده ونعم الرجل كان فقد كنت أحبه في الله رحمه الله وإيانا.
 
عبد الوهاب بن عمر بن الحسين بن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمد ابن ناصر بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن الحسين التاج الحسيني الدمشقي الشافعي ابن أخت قوام الدين قاضي الحنفية بالشام وابن عم الشهاب أحمد بن علي بن الحافظ الشمس محمد الماضي. ولد بعد سنة ثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وتفقه بالعلاء بن سلام وكذا بالتقي بن قاضي شهبة لكن يسيراً وأخذ الفرائض عن الحواري ومنهاج العابدين بقراءته عن العلاء البخاري، وقدم القاهرة صحبة الكمال بن البارزي فقرأ المطول وغيره على الفاياتي وفي الحديث وغيره على شيخنا وناب عن الكمال بدمشق في القضاء وفي تدريس الأتابكية وغيرها ثم بعد موته استقل بقضاء حلب وحمدت سيرته فيها وبلغني أنه فوض أمر الأوقاف بها لغيره ثم لم يزل يتلطف في الإستعفاء منه حتى أعفى ورجع إلى بلده وبنى له بيتاً في باب البريد من دمشق ولزم الإنقطاع للاشتغال والعبادة والتلاوة في بيته بصالحية دمشق ثم في البيت الآخر وكان خيراً بارعاً في الفقه والفرائض مع مشاركة في غيرهما وحمق أداه إلى الإنفراد أو أدى الإنفراد إليه وصنف شرحاً لفرائض المنهاج ومنسكاً كبيراً اختصر فيه منسك ابن جماعة مع زيادات وسماه أوضح المسالك إلى معلم المناسك قرضه له العلم البقليني وأكثر الحج والمجاورة حتى كانت وفاته بمكة في يوم الأحد ثاني جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ودفن بالمعلاة بعد أن وقف كتبه ومنها القاموس بخطه على مدرسة أبي عمر وخطه حسن رحمه الله وإيانا.
عبد الوهاب بن عمر بن محمد التاج الزرعي ثم القاهري الحنفي نقيب شيخنا وأخو إبراهيم الماضي. اختص بابن الأشقر وأظن بسفارته استقر به شيخنا في نقابته بل كان الظاهر جقمق يميل إليه وكان عفيفاً يرجع إلى ديانة ورغبة في الصدقة واعتقاد في الصالحين مع جموده. مات فيما أظن قريب الخمسين أو بعدها بقليل.
عبد الوهاب بن ماجد في ابن عبد الله بن موسى بن أبي شاكر.
عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر تاج الدين الخليلي الموقت والد عبد العزيز الماضي. مات سنة أربع وسبعين فيما قاله لي ولده.
عبد الوهاب بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن صديق الأمين أبو اليمن بن الشمس أبي عبد الله بن الظهير أبي المناقب الطرابلسي الأصل القاهري الحنفي أخو عبد الرحيم الماضي ويعرف بابن الطرابلسي. ولد في يوم الثلاثاء ثامن عشري ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وقيل كما في الأنباء سنة أربع؛ ونشأ في صيانة ونزاهة وحفظ القرآن وكتباً منها الأربعون للنووي وقرأها على أبي الفضل محمد بن أحمد العقيلي النويري في مجلس من شوال سنة ثلاث وثمانين واشتغل في الفقه وغيره كثيراً في حياة أبيه عليه وعلى غيره وسمع على الصدر بن منصور والعز بن الكويك والبرهان الآمدي والتنوخي ونصر الله بن أحمد الحنبلي والشرف أبو بكر بن جماعة والشمس محمد بن يوسف الحكار في آخرين بالقاهرة وابن صديق والمجد الشيرازي وغيرهما بمكة، وأجاز له غير واحد وتعلم الخط وجوده وولي قضاء العسكر ثم القضاء الأكبر في ثاني عشر جمادى الثانية سنة ثلاث وثمانمائة عقب موت جمال الملطي فباشره بعفة ومهابة وكثرة صيانة وشكرت سيرته مع حسن شكالته بهاء منظره وكثرة - ودده ووقاره بحيث كان لذلك ينسب لزهو ثم صرف بعد أزيد من سنتين بالكمال بن العديم ثم أعيد في رجب سنة إحدى عشرة فلما أراد الناصر الخروج إلى حلب لطلب شيخ ونوروز ومن معهما صرف بناصر الدين بن العديم واعتنى به الجمال الاستادار فانتزع له مشيخة الشيخونية منه فباشرها إلى رجب سنة خمس عشرة فاسترجعها ابن العديم بمال واستمر الأمين بطالاً حتى مات بالطاعون في ربيع الأول سنة تسع عشرة قال شيخنا في أنبائه: وكان كثير التعصب لمذهبه مع إظهار محبة للآثار وكونه عارياً من أكثر الفنون إلا استحضار شيء يسير من الفقه قال: ومن العجاب أن ناصر الدين بن العديم أوصى في مرض موته بمبلغ كبير يصرف لتقي الدين بن الجبتي ليسعى به في قضاء الحنفية لئلا يليه الأمين فقدر الله موت كل منهما قبل موت ابن العديم، وهو في عقود المقريزي.
 
عبد الوهاب بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب التاج بن الأمين العباسي ثم القاهري الشافعي أخو الأمين محمد الآتي وهو أكبرهما ولد سنة ثمان وعشرين وثمانمائة تقريباً بالعباسية ومات أبوه في سنة أربع وأربعين وتحول إلى القاهرة بعد حفظ القرآن وكذا قال أنه حفظ المنهاج وحضر دروس العلم البلقيني وابن أخيه أبي العدل وغيرهما وكان يعلم الزين بن مزهر وإخوته لأمه بل ناب عن العلم في أماكن من الشرقية ثم أضاف إليه الزين زكريا قضاء بلبيس وغيرها وحج وجاور ودخل الشام وغيرها.
عبد الوهاب بن محمد بن حسن بن محمد بن أبي الوفا التاج العراقي الأصل المقدسي ثم الخليلي الشافعي نزيل القاهرة. ولد سنة أربع وثلاثين وثمانمائة وأحضر علي التدمري المسلسل بشرطة ثم حفظ كتباً، وقدم القاهرة في سنة خمسين فسكن الجمالية وقتاً ثم الصاحبية عند الشرف المناوي ولازمه وكذا أحمد الخواص والشهاب الأبشيطي وابن حسان وغيرهم وتميز وكتب مجموعاً فيه فوائد كل ذلك. مع مزيد الجماعة وترفعه. مات قريب الستين ظناً.
عبد الوهاب بن محمد بن طريف بن مهملة والفاء كرغيف التاج بن الشمس الشاوي بالمعجمة القاهري الحنفي عم أحمد بن عبد القادر الماضي هو وأبوه ولد في المحرم سنة ست وستين بدرب الفاقوسي في السيوفيين من القاهرة وسمع على الجمال الباجي والصدر بن المنصور الحنفي والشمس بن الخشاب والصلاح البلبيسي وابن حاتم وابن الشيخة والعراقي والهيثمي وطائفة مما سمعه على الناجي المحدث الفاضل وجزء أبي الجهم وكان شافعياً كأبيه وأصوله، وحفظ مع القرآن بعض التنبيه ثم تحول بواسطة أكمل الدين حنفياً ونزله في الشيخونية وحفظ المختار وسمع دروسه ودروس العز يوسف الرازي وغيرهما وبحث في النحو مقدمة علي العز بن جماعة وفي علم الميقات علي الشمس الغزولي والجمال المارداني وابن المجدي في آخرين، واشتغل بعلم الكحل على السراج البلادري والشهاب الحريري وغيرهما وشارك في بعض فنون الربع والاصطرلاب وأقت بالمنصورية وجامع الحاكم وكذا كحل بالميراستان، وحدث وسمع منه الفضلاء أخذت عنه أشياء وكان خيراً ثقة ظريفاً فكه المحاضرة نير الهيئة لطيف الحجم محباً للطلبة متودداً إلى الناس ذا ثروة من وظائفه وغيرها راغباً في وجوه الخير يجتمع عنده في المسجد المعلق بدرب السلسلة القراء في كل يوم ثلاثاء يقرءون عنده القرآن ويختمونه ليلاً ويحسن إليهم وإلى من يجتمع معهم بالإطعام وغيره ويقف بالشارع حين القراءة الخلق الكثير لسماع التلاوة. مات في يوم الجمعة ثالث عشر شوال سنة إحدى وخمسين وصلى عليه بجامع الحاكم ودفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
عبد الوهاب بن محمد بن علي بن محمد بن القسم بن صلح بن هاشم التاج القاهري الشافعي نزيل خانقاه سرياقوس وابن عم الجمال عبد الله بن أحمد بن علي والد إبراهيم الماضيين ويعرف كسلفه بالعرياني. ولد في سنة سبعين وسبعمائة بالقاهرة وسمع الصحيح على النجم بن رزين وختمه على ابن حاتم وكذا سمع على الباجي وعبد الله بن مغلطاي وعزيز الدين المليجي وطائفة، وحدث سمع منه الفضلاء أجاز لي ومات في أوائل جمادى الثانية سنة تسع وثلاثين بالخانقاه رحمه الله.
عبد الوهاب بن المحب محمد بن النور علي بن يوسف التاج الزرندي المدني الشافعي كأبيه أخو عمر ومحمد الآتيين. سمع على الزين أبي بكر المراغي.
عبد الوهاب بن محمد بن عمر بن علي التاج السميساطي الأصل القائي ثم القاهري الشافعي الواعظ ويعرف بالفيومي اشتغل يسيراً بالفقه والعربية وجود القرآن وعلم في بيت ابن مزهر وتردد لشيخنا مع ابن أسد وغيره وكتب بخطه الكثير بل قرأ علي من تصانيفي وغيرها وكذا لازم الديمي وتكسب بقراءة الحديث ونحوها من الرقائق والتفسير في كثير من المشاهد ونحوها وصحب الجلال البكري وغيره كالمخيوي الطوخي ثم كبر وانقطع.
 
عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن صلح بن إسماعيل التاج أبو اليمن بن الشمس بن التقي الكناني المصري الأصل المدني الشافعي سبط العفيف عبد الله بن محمد بن فرحون اليعمري المالكي ويعرف كسلفه بابن صلح. ولد كما قرأته بخطه في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فسمع وهو في السادسة على ابن صديق بعض الصحيح وحضر دروس الجلال الخجندي في فنون وبرع في العربية وغيرها وسمع والده وعمه ناصر الدين أبا الفرج عبد الرحمن والزين المراغي ومما سمعه عليه البخاري في سنة خمس عشرة والجمال بن ظهيرة وأبا الحسن بن سلامة ثم الشرف أبا الفتح المراغي وزينب اليافعية وكان سماعه عليها المسلسل في سنة خمس وأربعين بقراءة الفتحي بالمدينة وصحح التاج عنها بإذنها في آخرين وأجاز له في سنة خمس فما بعدها العراقي والهيثمي والشهب الجوهري وابن مثبت وابن الظريف والشموس الغراقي والحسبتي والفرسيسي وأبو الطيب السحلولي وأبو اليمن الطبري والقطب عبد الكريم بن محمد الحلبي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون وحدث وأقرأ وممن قرأ عليه في البخاري البرهان إبراهيم بن محمد الششتري والشهاب أحمد بن أبي الفتح الأموي المالكي والشمس محمد بن محمد بن عبد الله العوفي وهو ابن أخته وسليمان بن علي بن سليمان بن وهبان قرأ عليه الموطأ ووصفه بالشيخ الإمام العلامة ولقيته بالمدينة في أواخر سنة سبع وخمسين فأجاز وكتب بخطه وكان خيراً صالحاً ساذجاً سليم الفطرة دخل القاهرة مراراً ورجع مرة منها في البحر ومعه كل من لديه أبي الفرج ومحمد فغرقوا في رجوعهم فأما أبو الفرج فلم يسلم وأما الآخران فطلعا إلى مكة متوعكين فاستمر الأب حتى مات في ليلة الخميس سادس عشري ذي الحجة سنة خمس وستين وصلى عليه صبيحة الغد ودفن بالمعلاة رحمه الله.
عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن عبد الله التاج بن الشمس العوفي البعداني المدني الشافعي أحد الفراشين وشقيق محمد الآتي وذلك أسن ويعرف كسلفه بابن العوفي ويقال له أيضاً ابن المسكين وهو بها أشهر قريب الذي قبله. حفظ مختصر أبي شجاع وبعض المنهاج واشتغل ودخل البلاد الشامية وكذا القاهرة مرتين ثانيتهما في أثناء سنة ثمان وتسعين ممن سمع مني بمكة والمدينة.
عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن عبد المنعم الشرف بن التاج البارنباري ثم القاهري. وذكره شيخنا في أنبائه وقال: كان أبوه كاتب السر بطرابلس وناب هو في توقيع الدرج بالقاهرة عند العلاء بن فضل الله إلى أن مات في منتصف ذي الحجة سنة أربع عن نحو الثمانين سنة، وذكره المقريزي في عقوده وأنه هو وأبوه ممن ترافقا معه في الإنشاء قال: ولي عنده فوائد.
 
عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن علي التاج أبو الفضل بن الشمس بن الشرف الجوجري ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن شرف. ولد في ليلة الجمعة رابع عشر شعبان سنة عشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فاشتغل كثيراً وأخذ عن القاياتي والشرف السبكي والحناوي والجلال المحلي والنور بن الطباخ والكريمي والشروانيين الشمس والبرهان والكافياجي في آخرين في الفقه وأصوله والعربية والصرف وأصول الدين والمنطق والطب وغيرها من العقليات وقال أنه أخذ عن التنسي المغربي المالكي بل ولازم البرهان العجلوني القدسي والبدر بن القطان والطبقة، ومع كثرة تردده لهؤلاء سيما الغرباء ما علمت أنه استوفى كتاباً إلى آخره إلا أن يكون حل الحاوي على المحلي ووصفه كما قرأته بخطه عليه بالشيخ العالم الفاضل ذو الفهم الثاقب ابن صديقنا الشيخ العالم الصالح شمس الدين بن الشيخ الإمام شرف الدين وأن قراءته له بحثاً وافياً بهمة في مدة قصيرة ثم أذن له أن يفيده لمن شاء وأرخ ختمه في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين؛ ولكنه ممن عرف بالذكاء والجرأة ولزم التهتك والانهماك في الشرب بحيث أهين بهذه الواسطة وغيرها غير مرة أسوؤها على يد قاضي المالكية اللقاني ثم بواسطة إبراهيم الدميري وهو لا ينفك بل لم يزل في ازدياد وصحب بسببه الأقباط كابن عويد السراج والتالي عبد الغني بن الجيعان فكانوا يسخرون به ويبالغون في صفعه ويتلذذون أو من شاء الله منهم بانتقاصه وإساءته وهجائه للناس خصوصاً العلماء إذ لم يسلم من لسانه كبير أحد حتى من ينتحل حرفته منهم وقد ثبت فسقه وأخرج عنه العلم البلقيني مشيخة مدرسة بشتاك وقرر فيها الشمس بن قاسم بعد عرضه لها على غير واحد من الطلبة فلم يوافق على قبولها غيره فأخذ في الوقيعة فيه حتى أعرض عنها وكذا شهد عليه بلبس العمامة الزرقاء ثم لم يزل يثير العجاج وينشر عنه العلاج بل هو قائم في مسئلة ابن الفارض ونظم فيها قبائح ثم تعدى إلى تأييد ابن عربي وصار يطوف بكلامه على المجالس وفي الأسواق ويصرح باعتقاده واعتقاد كلامه بل قيل أنه صنف في إيمان فرعون وكذا رد على البقاعي في مسئلة ليس في الإمكان وسيرته مشهورة فلا فائدة في الإطالة بها هذا مع استفاضة الثناء على أبيه وكونه في الديانة والورع الفائق الوجيه حتى أنه بلغني أنه كان إذا اشترى شيئاً من القماش الذي جرت العادة فيه بذرع معين وزاد عليه دفع ثمن الزائد ولذا لما جلس ابنه بحانوته في البربسوق الفسقية ولم يقتف أثره بل زاد في الفسق والفساد كاد العامة قتله وحينئذ تحول لحانوت بالكتبيين وصارت له خبرة بكثير من الكتب والله يهلكه ويقصمه أو يتوب عليه ولرشده يلهمه؛ وقد كتبت عنه قديماً ما كتب به لشيخنا وهو:

يا من قطفتم من الآداب أزهارا

 

ومن علوم النهى والنقل أثمارا

الأبيات التي أودعتها مع جواب شيخنا الجواهر والدرر وكذا قوله في بعض حجاته سنة ست وسبعين:

وعاص لأمر الله تاب من الـذنـب

 

وأقلع إقلاع المنيب إلـى الـرب

وأحرم من ميقاتـه وقـت سـيره

 

إلى مكة إحرام معتـمـر صـب

ولبى بألفاظ الـنـبـي مـحـمـد

 

وصلى عليه باللسان وبالـقـلـب

وطاف ببيت اللـه أعـظـم بـنـية

 

وصلى له خلف المقام مع الركب

وبعد سعى سبعاً كما طاف سـبـعة

 

على قدم مكشوفة المشط والكعـب

وأحرم بعد الحلق لـكـن بـحـجة

 

تلت عمرة في أشهر الفض والندب

وزار مع الحجاج قبـر مـحـمـد

 

عليه صلاة الله في الشرق والغرب

ومن ماجرياته أن ابن قاسم قال في حل الحاوي كما قرأته بخطه مؤرخاً له في ثامن عشري المحرم سنة ثمان وخمسين:

لئن ظلت الطلاب في الحكم والفتوى

 

فللحل والحاوي هما الغاية القصوى

لقد كان قبل الحل يخـفـي بـيانـه

 

إلى أن أتى سبط براهينه تـقـوى

بحل شراب طاب عرفـاً يخـالـه

 

وكان مداد الكل مـن والـد روى

وقال أيضاً:

سلافة حاوينـا زلال مـبـرد

 

وحل شراب عرفه لك يشهد

كسبط له خال من الفضل عمه

 

فوائد من جد فنعم المـآخـذ

فبادر لهم تسمو فمسعاهم حمد

 

وتقليدهم حق وفتواهم قصـد


فكتب التاج تحت خطه مما سمعته من لفظه مؤرخاً له بتاسع عشري الشهر المذكور:

شهدنا على من حط في الخط عقله

 

وفاخرنا بالزيف والنقـد يشـهـد

فإكفاء ما فيهـا سـنـاد كـفـاية

 

وكاملة كالضرب قبـح مـؤكـد

غلبت خليلي حـجة بـكـلامـه

 

ولو أنه فيما ادعـاه الـمـبـرد

وكان التاج كتب قبل ذلك على الحل بما نصه:

خطبنا من بنات الفكر بكـرا

 

وجهزنا لأرض الفرس مهرا

فزفوا الحل للحاوي عروسـا

 

تجلت في سماء الفقه بـدرا

أحب لطرسه الوجنات تحكي

 

شقائق روضنا طياً ونـشـرا

سقى الله الذي أعطـاك حـلا

 

شربت بكاسه الممزوج قطرا

وأنبت من معـانـيه بـيانـاً

 

بديعاً يعجب البلغاء سـحـرا

وينظم في بحور الحور عقـداً

 

فينثـر فـيه ياقـوتـاً ودرا

ملأت بحبها قلبي وطـرفـي

 

فلم أسمع من العذراء عـذرا

بل قال أيضاً مما كتبه عنه شيخه النواحي حسبما قرأته بخطه فقال أنشدني من لفظه لنفسه مخدومنا الشيخ أبو الفضل بن شرف أعذب الله تعالى موارد آدابه:

هما الحل والحاوي فقلدهما الـفـتـوى

 

تكن من ذرى العلياء في الغاية القصوى

ففي كل مغنى منه مـعـنـى بـيانـه

 

على كل كشاف عن السر والنـجـوى

ثم كتب النواجي أيضاً ثم أنشدني حرس الله تعالى بديهته وسجم قريحته هذا البيت المتضمن البديع هذا التشبيه اللطيف ليدل به على بيان مقاصد الحاوي للتوقيف:

كسبط حباه الخال سمطاً لجـده

 

فرائد فقه كالذراري في المأوى

قال: وكتب محمد النواجي ولعفو ذي الجلال راجي في خامس عشري المحرم سنة ثمان وخمسين وكتب الشهاب بن صالح مقرضاً للتاج:

نعم مدح تاج الدين حلا وحـاوياً

 

تبوأ منهاجاً تبرأ من هـاجـي

وزان مقال السبط بالسمط فانثنى

 

بقول الثنا قد حلي الحل بالتـاج

فكتب التاج تحتهما:

في كل درس من الكافي مـطـالـعة

 

على طريقة عرف الفقـه والـلـغة

فانه مـفـرغ فـي قـالـب حـسـن

 

عار على من العار في الإيجاز والنكت

وسمع من التاج الأبيات المشار إليها القضاة الأربعة فكتب العلم البلقيني الشافعي ما نصه: الحمد لله سمعت هذه الأبيات من لفظ ناظمها نفع الله به ووصل أسباب الخير بسببه. والسعد بن الديري الحنفي بقوله: سمعت هذه الأبيات البليغة من ناظمها نفع الله بها وبما نظمت فيه. والولوي السنباطي المالكي بقوله: سمعت هذه الأبيات البديعة من لفظ ناظمها نفعه الله تعالى بالعلم وزانه بالتقوى والحلم والعز الكناني الحنبلي بقوله: وكذلك أنشدنيها ناظمها بلغه الله من الخير الغاية القصوى وختم لنا وله بالحسنى وكتب التاج بعد ذلك:

نعم أنشدت نقاد المعـانـي

 

فقال بيانهم أبديع سـحـر

وأنشد من نفى ما اثبـتـوه

 

ولولا الشعر بالعلماء يزري

عبد الوهاب تاج الدين بن الجمال أبي المكارم محمد بن النجم محمد بن محمد بن محمد ابن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي الحنفي شقيق عبد الباسط وإخوته ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وثمانمائة بمكة وأجاز له في جملة إخوته جماعة وقرر في طلب تدريس الغياث الخلجي بمكة وحضره وزار النبي صلى الله عليه وسلم ودخل القاهرة وكنباية ومندوة من بلاد الهند وتوسط له عند صاحبيهما فحصل له من الجزراتي ثلثمائة دينار ومن الخلجي خمسمائة ووكله وهو بالهند خاله البرهاني في قبض ما تجدد من الأوقاف وكتب له محضر بذلك وبالثناء عليه وعلى أهله وكتب الناس عليه وجهزه إليه وهو هناك ورجع فعرض له وجع تعلل به مدة ثم برأ منه إلا بقايا مع نوع من المالخولية يعتريه أحياناً إلى أن مات في رجب سنة خمس وثمانين ودفن بتربة خاله من المعلاة وكان عنده حشمة مع إقدام وبطش في الناس عفا الله عنه.
عبد الوهاب بن محمد بن يحيى بن أحمد بن دغرة بن زهرة التاج أبو الفضل بن الشمس بن الشرف الحبراضي الأصل الطرابلسي الشافعي الآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن زهرة بضم الزاي. ولد في أحد الربيعين سنة ست وثمانمائة بطرابلس ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشيخ محمد الأعزاري وحفظ المنهاج الفرعي والأصلي وجمع الجوامع وألفية النحو وعرض على أبيه واشتغل في الفقه وأصله وغيرهما وقرأ في العربية على العلاء المقسي وفي أصول الدين على الشمس بن الشماع ولازمه وانتفع به وصحب الزين الخافي وسمع أباه والشهاب بن الحبال وابن ناصر الدين وحكى عن والده انحرافاً عنه كغيره من شافعية الشام لأجل ابن تيمية وحج ودخل الشام صحبة والده في سنة ست وعشرين وأقام ببلده متصدياً للتدريس والإفتاء وجمع كل من المنهاجين والتنبيه والزبد شرحاً سماها بهجة الوصول وتذكرة المحتاج وتذكرة النبيه وكل منها في خمس مجلدات والمعتمد بل عمل مختصراً سماه المختار في فقه الأبرار إلى غيرها مما وقفت على حجمه، ولسرعة الانفصال عنه لم أتدبر في علمه والأقرب أنها إن كانت معتمدة فهي لوالده نعم هو إنسان حسن الصورة كثير التواضع له فضيلة في الجملة والجماعة من أهل بلده فيه كلام وقد لقيته ببلده وكتبت عنه قوله:

عيون حبيبي النرجسيات أتلـفـت

 

فؤاد المعنى بالفتور وبالـسـحـر

وأرمت سهامها صائبات نصولهـا

 

لقلب الذي قد مات بالصب والهجر

في أشياء سواه. مات في سنة خمس وتسعين ببلده وقد شاخ.
عبد الوهاب بن محمد بن يعقوب بن يحيى بن عبد الله التاج بن الجمال ابن الشرف المغربي الأصل المدني المالكي والد النجم محمد الآتي. ويعرف بابن يعقوب. ولد بالمدينة النبوية ونشأ بها فسمع على الجمال الكازروني في سنة أربع وثمانين والمحب المطري وآخرين ودخل القاهرة وأخذ بها وبالمدينة الفقه والعربية عن أبي القسم النويري وبالمدينة الفقه فقط عن أحمد الجريري ومحمد بن نافع المسوفي وناب في قضاء المدينة لاعن قضاتها بل استقلالاً بمراسيم أولها في سنة اثنتين وخمسين ثم استقل به وذلك في صفر سنة ستين ووروده في الشهر الذي يليه عقب البدر بن فرحون فمكث قليلاً ثم توعك إلى أن مات في عشري شعبان منها وقد قارب الستين.
عبد الوهاب بن محمود بن محمد بن عمر بن الكرماني الشافعي نزيل مكة والمصاهر لإمامها المحب وقتاً ويعرف فيها بملأ علاء الدين الكرماني. ولد تقريباً سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بكرمان ثم تحول منها لهراة فأخذ عن علمائها كمحتسبها العلامة المحقق المصنف حسين الخوافي الحنفي قرأ عليه غالب العضد وحاشية المطالع وسمع غيرهما وعلى وعلي التوشجي - ومعناه حافظ الطير المسمى عندنا بالبازدار - الحنفي قرأ عليه في الرياضيات ومن جملته الحساب وقرأ عليه شرحه على التجريد لتصير الدين الطوسي في علم الكلام والزين على الكرماني الشافعي قرأ عليه العربية والمنطق وغيرهما بحيث كان جل انتفاعه به وتميز في الفنون والرياضيات بل بلغني أنه إذا طالع محلاً من فنونه لا يلحق فيه، ودخل الشام ومصر والهند وأقبل عليه خواجا جهان وزار بيت المقدس ثم قطن مكة قبيل الثمانين لم يبرز منها إلا للزيارة النبوية مع الشيخ محمد بن قاوان ولم يتوجه بها للإقراء غالباً مع السؤال له في ذلك، وممن أخذ عنه السيد أصيل الدين عبد الله والكرماني خادم ابني قاوان وبالغا عندي في الثناء عليه وربما يتفهم منه بعض الفضلاء ما يعسر عليه؛ وأكثر من قصدي للسلام والمبالغة في التواضع؛ ونعم الرجل تفرداً وتوحداً ولكني سمعت من ينسبه لابن عربي، ثم أنه سافر في البحر إلى هرموز ثم إلى هراة وهو في سنة سبع وتسعين بها.
عبد الوهاب بن نصر الله بن توما الوزير تاج الدين بن الشمس بن الزين القبطي الأسلمي ويعرف بالشيخ الخطير وهو لقب لأبيه. ولد بالقاهرة على دين النصرانية ونشأ بها كذلك وخدم في عدة جهات ثم أكرهه بعض الرؤساء على الإسلام فأظهره وخدم الأشرف برسباي قبل تملكه فلما تملك استقر به في نظر الإسطبل ثم أضاف إليه التكلم في ديوان ولديه واحداً بعد آخر وكان يميل لمباشرته فلما استعفى الجمال يوسف بن كاتب جكم في سنة ثمان وثلاثين عن الوزارة استقر به فيها وبولده أبي الحسن في نظر الإسطبل عوض أبيه فلم يفلح الأب بل باشر أقبح مباشرة وساءت سيرته فعزله ولزم داره وقد انحط عنده فلما تسلطن الظاهر صادره وأخذ منه جملة ثم أطلقه واستمر مخمولاً منكوساً حتى مات بعد ما شاخ في خامس ذي القعدة سنة خمس ولم يكن عليه نور الإسلام والله أعلم بباطن أمره؛ وله ذكر في آخر سنة أربع وثلاثين من تاريخ المقريزي.
عبد الوهاب بن نصر الله بن حسن ويقال له حسون بن محمد بن أحمد التاج الفوي ثم القاهري أخو البدر حسن الماضي ويعرف بابن نصر الله وذاك الأصغر. ولد سنة ستين وسبعمائة بفوة وقدم القاهرة فاشتغل بفقه الحنفية عند جماعة وكذا بغيره وباشر بجاه أخيه كثيرا من الوظائف كنظر الأوقاف والأحباس والكسوة وتوقيع الدست ووكالة بيت المال ونيابة كاتب السر في الغيبة وخليفة الحكم الحنفي، وخدم عند عدة من أكابر أمراء الديار المصرية، وكانت له وجاهة ووقار في الدولة ممن يحب العلم والعلماء ويجمعهم عنده ويتودد إليهم وينتمي للحنفية. مات في جمادى الآخرة سنة عشرين بالقاهرة في حياة أبيه فورثه مع بنيه عفا الله عنه.
عبد الوهاب التاج بن الرملي. ولد سنة أربعين أو قبلها بسنة وتنقل في الخدم إلى أن ولي نظر الدولة بالقاهرة فاستمر مدة شاركه صهره سعد الدين البشيري مدة أخرى إلى أن استقل البشيري بالوزارة فانفرد هذا إلى قبيل موته بدون السنة وقد أحضره المؤيد في سنة اثنتين وعشرين ليحاسب الهروي على ما اجتاحه من أموال القدس والخليل فسأله عن مولده فقال لي الآن اثنان أو ثلاث وثمانون سنة، وكان يحب أهل الخير ويكثر الصدقة ويتبرأ من تناول المكس والأكل من ثمن ما يكون منه بل كان يقول أنا أستدين جميع ما آكله وألبسه حتى لا أتعاطى الحرام بعينة والله أعلم بغيبه. مات وقد أسن وارتعش مفصولاً في سنة ست وعشرين. ذكره شيخنا في إنبائه.
عبد الوهاب تاج الدين الدمشقي ثم القاهري خليفة المقام الأحمدي بطنتدا ووالد سالم الماضي. مات بها فجأة في جمادى الآخرة سنة ست وستين ودفن هناك.
عبد الوهاب التاج بن كاتب المناخات. مات سنة سبع وعشرين. في عبد الرزاق.
عبد الوهاب اليمني الزبيدي ويعرف بالحربي - بفتح الحاء المهملة ثم راء ساكنة. مات في المحرم سنة أربع وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
عبد الوهاب فخر الدين رأس الرافضة. مات سنة خمس وستين.
عبدون بن عبد الوهاب بن أحمد الزين الطهويهي الأزهري. ممن سمع مني بالقاهرة. عبيد الله بن بايزيد. يأتي في التحتانية من الآباء فبايزيد أصلها أبو يزيد إلا أنهم ينطقون بها هكذا.
عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله الأبيوردي المدعو بحافظ. خدم العلاء بن السيد عفيف الدين وتلمذ له وقدم معه القاهرة على طريقة حسنة فهماً وخطاً وأدباً وظرفاً ثم ترقى لخدمة ملك التجار، وقدم غير مرة القاهرة بهديته وتزايدت وجاهته وفي ظنه أنه ينظم الشعر وقد أخذ عني أشياء من تصانيفي وغيرها وكذا سمع على الشاوي وغيره فلما قتل المشار إليه قطن القاهرة واستقر به الأشرف فايتباي في نظر الكسوة وتزايد الثناء على عقله وأدبه وابتنى بمكة فيما بلغني بعض الدور، وذكر بالثروة الزائدة مع تبرمه من ذلك ثم اختص بصاحب كنباية ورأيته بمكة في سنة أربع وتسعين وأخذ مني عدة من تصانيفي ثم لم يلبث أن مات في جمادى الثانية من التي تليها بجدة ونقل إلى مكة فدفن بمعلاتها رحمه الله وإيانا، ونظمه وقد اجتمع هو والشهاب الصوة وأبو عبد الله الفيومي على معارضة قصيد الصفي الحلي الذي أوله عبث النسيم بقده فتأوداً فقال:

ما لاح لاح فيكـم أو فـنـدا

 

إلا هدى من ذكركم أوفى الندا

 

إن الذين تنسكـوا لـمـا رأوا

 

محراب حاجبه أصابوا مسجداً

 

وبدا أمامهم الجمال فأعـلـنـوا

 

الله أكبر ثـم خـروا سـجـدا

ياعاذلي خل الملام ولا تـكـن

 

ممن قد اشتروا الضلالة بالهدى

فكما شهدت بأن ربـي واحـد

 

لا شك فيه شهدت أن محمـدا







وقال الشهاب:

سهت الوجوه لوجهه لـمـا بـدا

 

متلألئاً فلذاك خـرت سـجـدا

والغصن عد مع الذين قضوا أسى

 

وكذا الحمام عليه نـاح وعـددا

والبدر بات الليل ذا كـلـف بـه

 

متحيراً يرعى النجوم مسـهـدا

ولكم تشبهت الغصون بـه وقـد

 

عبث النسـيم بـقـده فـتـأودا

وقال الثالث:

هل بدرتم في غياهـبـه بـدا

 

أم وجه خلي من ذوائبه ارتدى

رشأ أدار سلاف خمرة ريقـه

 

وسقى به سيف اللحاظ فعربدا

لما تجلى يوسفـي جـمـالـه

 

خرت لطلعته الكواكب سجدا

ومنها:

أعذول لو أن التسـلـي فـي يدي

 

ما ذاب قلبي من محبـتـه سـدى

دع مهجتي ولظى هواه فـإنـهـا

 

وجدت على نيران وجنتـه هـدى

عذر العذول على هواه قـال لـي

 

لما رآه في المحـاسـن مـفـردا

إن كان نصف الحسن أعطي يوسف

 

فلقد حوى كل الجمال مـحـمـدا

في أبيات له وللذي قبله وكان صاحب الترجمة كثيراً ما يتمثل:

لئن جاد نظمي في القريض ولم تكن

 

جدودي فـيهـم يعـــرب وإياد

فقد تسجع الورقاء وهي حـمـامة

 

وقد ينطق الخلخال وهـو جـمـاد

وحصل له ضيق مرة فكان يتمثل أيضاً:

سأحجب عني أسرتي عند عسرتي

 

وأظهر فيهم أن أصبـت ثـراء

ولي أسوة بالبدر ينـفـق فـوره

 

ويخفى إلى أن يستجـد ضـياء

عبيد الله بن عبد الله الأردبيلي. في ابن عوض بن محمد.
عبيد الله بن علي بن إبراهيم القرتاوي الشامي. مضى في عبد الله.
عبيد الله بن عوض بن محمد الجلال بن التاج الشرواني الأصل والمنشأ الأردبيلي المولد ثم القاهري الحنفي والد أحمد وعبد الرحمن وعبد الله وعبد اللطيف ومحمد والبدر محمود المذكورين في محالهم. كان والده بارعاً في الطب فاستدعاه الفقيه الجمال يوسف الأردبيلي لطب ابنته فقدم عليه فوجد مرضها خطراً يحتاج لمشارفتها في كل لحظة فالتمس من أبيها التزوج بها ليتمكن من مخالطتها فتوقف فرغبته أمها فيه فأجاب فتزوجها وعالجها حتى عوفيت ودخل عليها فحملت بصاحب الترجمة وكان مولده هناك باردبيل فهو سبط الجمال المذكور وقدم بلدة شروان ثم القاهرة ومن شيوخه السيد عبد الله النحوي شارح اللب واللباب ويعرف بنقركار الماضي وأرشد الدين المقولي شيخ الشيخونية بعد القوام الاتقاني وركن الدين القرمي أحد شراح الهداية والقطب التحتاني وآخرون وتفنن في العلوم ودرس في المذهبين الشافعي والحنفي وكتب على الهداية والمجمع والكشاف وغيرها من كتبه حواشي مفيدة متقنة رأيت كثيراً منها ووقفها بالصرغتمشية وكان معيداً بها وولي تدريس الفقه بالإيتمشية والأبو بكرية ظاهر سوق الجوار وأم السلطان بالتبانة وكان مسكنه بها وقضاء العسكر، وسافر مع منطاش في الفتنة وامتحن بسبب ذلك وتردد لنوروز بسبب إسماع الحديث هو العراقي فاستدعى به فلما حضر قال عبيد الله: مرسومكم قد حصل الاستغناء فقال: بل كونا معاً؛ حكاه ولده وأن ممن قرأ عليه التفهني. مات بالقاهرة في رابع عشري رمضان سنة سبع قال العيني: وكان فاضلاً أدرك كثيراً من مشايخ العرب والعجم وكان في أول مرة شافعياً ثم تحول حنفياً وأكثر الاشتغال فيه حتى درس وأفاد وكتب كثيراً وولي تدريس المدرسة البكرية والخاتونية التي بالتبانة وأعاد بالصرغتمشية وغير ذلك وولي قضاء العسكر في أيام منطاش وتأخر بذلك عند الظاهر وقال شيخنا في أنبائه:
عبيد الله بالتصغير ابن عبد الله الأردبيلي جلال الدين الحنفي لقي جماعة من الكبار بالبلاد العرابه وغيرها وقدم القاهرة فولي قضاء العسكر ودرس بمدرسة أم السلطان بالتبانة وغير ذلك وكانت له فضيلة في الجملة. ومات في أواخر رمضان انتهى. وتسميته والده بعبد الله سهو فقد قرأت نسبه بخطه؛ بل ذكره شيخنا على الصواب في ترجمة يوسف الأردبيلي من الدرر حيث قال وهو جد الشيخ جلال الدين عبيد الله بن الشيخ تاج الدين عوض بن محمد الأردبيلي مولداً الشرواني منشأ لأمه كان يقرئ في المذهب وحكى لنا البدر بن التنسي المالكي أنه كان معظماً عند الأتراك منسوباً إلى العلم وكان الأمراء في أواخر القرن الذي قبله يتنافسون في سماع الحديث فكان كل أمير منهم يجعل عنده شيخاً يسمع الناس ويدعو للسماع وكان جلال الدين بن القاضي بدر الدين بن أبي البقاء محباً في التقدم والرفعة والتصدر في المجالس وكان ذا هيئة عظيمة وكانت هيئة عبيد الله رثة فأراد أن يجلس فوقه فلم يمكنه وكان من الدهاة يغيظ ولا يغتاظ فلما رأى رغبة الجلال في ذلك قال: إن كنت تريده فأعطني خمسمائة درهم فأعطاه فكان يجلس فوقه وذلك في بيت ايتمش فاتفق أنهم حضروا يوماً في بيت نوروز فأراد الجلوس فوقه فلم يمكنه عبيد الله وقال له: إنما أخذت منك العوض على الجلوس هناك وأما غيره فإن كنت تريد ذلك فجدد عوضاً أو كما قال وحكى القاياتي أن عبيد الله هذا كان شافعياً وكذا أسلافه وأن بعض آبائه صنف في المذهب بل أهل أردبيل بلده كلهم شافعية وأنه إنما تحنف على يد يلبغا فإنه كان يقول: من ترك مذهب الشافعي وتحنف أعطيته خمسمائة وجعلت له وظيفة ففعل ذلك جماعة منهم صاحب الترجمة والسراج قاري الهداية وحكى أنه رأى الشافعي في المنام ومعه مسحاة فقيل له ما تفعل بهذه فقال: أخرب بها الكبش وهو بيت يلبغا فلم يلبث أن نكب يلبغا وخرب بيته إلى الآن.
عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله المحب بن النور الحسيني الإيجي الشافعي ثم الحنبلي أخو الصفي عبد الرحمن والعفيف محمد والد العلاء محمد وأسنهما. أجاز له جماعة منهم العماد بن كثير ومن أثبته في ترجمته من التاريخ الكبير أجاز لأخويه المذكورين وولد ثانيهما العلاء وجماعة في سنة إحدى وعشرين وكان زائد الحفظ لمتون الأحاديث صحيحها وسقيمها ممن أخذ عن أبيه وغيره وتحول حنبلياً ويقال أن والده هجر لذلك مدة ثم رضي عنه وبلغني أن ابن الجزري لما رآه بلار قال أنه لم ير مثله. ومات بها سنة بضع وعشرين رحمه الله.
 
عبيد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله السيد نور الدين أبو حامد بن العلاء بن العفيف أبي بكر الحسيني الأيجي الشافعي سبط السيد صفي الدين عم والده الآتي وأبوه وجده وقريب الذي قبله ويعرف كأبيه بابن السيد عفيف الدين. ولد في يوم السبت خامس عشري ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بشيراز وتحول منها بصحبة أبيه وجده لأمه إلى مكة فأحضر بها على أبي الفتح المراغي المسلسل وبعض الصحيح وتناول سائره وبالمدينة على المحب المطري، وأقام بإيج فحفظ القرآن وبعض الحاوي وفي الصرف النخبة لجده وفي النحو الكافية وشيئاً من الطوالع وغير ذلك وأخبرني أنه حفظ سورة الأنعام في يوم وأخذ عن الصفي جده لأمه في العربية والمعاني والبيان والأصلين وغيرها كالفقه قرأ عليه أكثر المحرر للرافعي وسمع عليه كثيراً وجود عليه القرآن إلى سورة هود بل قرأ على أحد تلامذة ابن الجزري الكمال علي بن الشمس محمد النائبي بنونين بينهما تحتانية مهموزة من أعمال يزد - الفاتحة وسورة الحديد والحشر وسمع منه سورة الإخلاص وثلاثيات الصحيح والأربعين وكذا سمع على جده لأبيه جملة بل قرأ عليه الثلاثيات ولازم والده كثيراً في الفقه والحديث حتى كان جل انتفاعه به وقرأ على عمه القطب عيسى الخلاصة للطيبي في علوم الحديث وبعض شرح السيد على الكافية لابن الحاجب وكذا قرأ على النور أبي الفتوح أحمد الطاووسي الماضي عدة مسلسلات مع الثلاثينات وفي المنطق وغيره على خاله السيد معين الدين محمد وفي فنون بمكة عن نزيلها عبد المحسن الشرواني واستجاز له أبوه خلقاً منهم شيخنا والعز بن الفرات وكذا أجاز له وهو في السنة الأولى باستدعاء الفتحي زينب ابنة اليافعي؛ وقدم القاهرة من بلاده في أواخر رمضان سنة ثلاث وثمانين بعد أن دخل حلب والشام وزار بيت المقدس والخليل وأخذ بها عن جماعة من المتأخرين كابي ذر بحلب وإبراهيم الناجي وحسن بن نهان والبقاعي بدمشق وكاتبه بالقاهرة وكذا سمع بالقاهرة على الشهاب الشاوي ثلاثيات البخاري واشتغل بالإقراء والإفتاء ببلاده وغيرها وتصدر بمدرستهم في إيج للإقراء والتحديث والإفتاء قال: ولم أستكثر من شيوخ بلادي لما كان عندي من قوة النفس في التزام المباحثة والمنازعة لأني خشيت من الأخذ عنهم والتقيد في ترك ذلك معهم لكون سلوكه معهم حينئذ ينافي حقهم في الأدب قال: ولذا كنت أترك الإفتاء ونحوه مع وجود خالي وأما قراءة الأولاد علي في لترغيب بمكة مع وجودكم بها فليس على وجه الرواية ولا على وجه الإفادة بل بقصد المرور عليه لتوقع التباس شيء من المتون والرواة ونحو ذلك فأسألكم عنه والله يعلم مقصدي في هذا ومعاذ الله أن أتصدر مع وجودكم، واجتهد في الحلف في ذلك مع قوله وها أنا مستقبل الكعبة وفي رمضان حين قولي ذلك وحلفي عليه ونحو هذا ووصف بخطه بشيخ الإسلام حافظ العصر في سؤال سألني عنه ولازمني بمكة كثيراً في قراءة أشياء وكان يود الإكثار فضاق الوقت وقد كتب شيئاً على المنهاج الأصلي وعلى التيسير للبارزي والأنوار للأردبيلي وعلي القونوي لم يكمل أكثره أو كله وكذا جمع كتاباً طويلاً سماه مجمع البحار جعله أولاً مختصراً للروضة ثم بسط الكلام بحيث يستوفي كلام الأصحاب بالتعليل والبحث وربما يذكر الدليل عند الاحتياج إليه كتب منه من العبادات كثيراً المتوالي منه إلى باب الاجتهاد في الماء في عشرين كراساً إلى غير ذلك من رسائل في مسائل يقع فيها الاختلاف عندهم، وبالجملة فهو فاضل بحاث نظار غاية في الذكاء حسن الخط والعشرة كثير العبادة والاعتناء بفروع الفقه، وكان والده يبالغ في الثناء عليه خصوصاً في الفقه ولما كان بالقاهرة تكلم مع جماعة من المصريين في فروع استشكالها وكتب كثير منهم عليها، وقد تزوج السيدة بديعة ابنة خاله وحفيدة عم أبيه السيد نور الدين أحمد بن صفي الدين واستولدها أولاداً ثم سافر بما عدا أصغر الثلاثة إلى بلاده ففرقت كتبه كلها ودام هناك إلى أن رجع لمكة بعد سنين ومعه أكبر الولدين في موسم سنة أربع وتسعين وفارقته بمكة ثم سافر إلى جهة بلاده وكتبه ترد كل وقت.
 
عبد الله بن محمود الشاشي. مات في سلخ ربيع الأول أو مستهل الثاني سنة خمس وتسعين وترجمته عندي بخط بعض الآخذين عنه ممن أخذ عني كما في حوادثها أو في حوادث التي بعدها مع موت يعقوب.
عبيد الله بن بايزيد بن محمود الجلال السمرقندي. مات في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين. أرخه ابن فهد في ذيله.
عبيد الله بن يوسف التبريزي نزيل القاهرة ممن أخذ عن شيخنا رفيقاً للعز عبد السلام البغدادي ووصفه شيخنا بالإمام العلامة الأوحد المحقق المفنن برهان الدين بن الإمام عز الدين. عبيد الله الأردبيلي. في ابن عوض.
عبيد الله المنزلي المالكي المولى الأسود سمي والده عبد الرحمن. ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة تقريباً لقيته بمجلس شيخنا فأنشد من لفظه وأنا أسمع قوله:

يقبل الأرض إجـلالاً لـقـدركـم

 

عبد لنحوكم قد جره الـشـغـف

أسباب عدلك عنه الصرف قد منعت

 

فهل له من إضافات فينـصـرف

عبيد بن إبراهيم الزعفراني المقدم والد بركات الحريري ونزيل الكداشين. مات في ليلة سابع عشري صفر سنة إحدى وتسعين فجأة كأمه.
عبيد الله بن أحمد بن علي الهيثمي ثم القاهري الصحراوي الشافعي بواب تربة برقوق ويعرف بخادم الشيخ طلحة. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة في محلة أبي الهيثم ثم انتقل منها إلى مصر فخدم الشيخ طلحة فعرف به، وحج مرتين وقام بتربة برقوق بالصحراء بوابا مع محمد بن علي بن مقدام الآتي وسمع الجمال بعد الله الحنبلي وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون. مات قريب الأربعين أو بعدها.
عبيد بن عبد الله بن محمد بن يونس بن حامد السلموني - نسبة لسلمون الغبار بالغربية - ثم القاهري الأزهري الشافعي الشاعر. ولد في رجب سنة أربع وخمسين وثمانمائة بسلمون وقدم القاهرة فقرأ القرآن واشتغل قليلاً ولازم محمداً الطنتدائي الضرير ثم عبد السنباطي وغيرهما كالجوجري وتردد للقرافة قليلاً وفهم وحفظ من كلمات الصوفية وأحوال الكثير حتى كان يقول لو كان ثم اقبل على الشعر وأكثر من مطالعة دواوينه ونحوها ولا زال يتدرب بالشهاب المنزلي صاحبنا حتى صقل نظمه بحيث عمل في التقي بن قاضي عجلون ثم البدر بن ناظر الجيش ثم الزيني بن مزهر وهي أبدعها في ختم الحديث عنده ثم القطب الخيضري يف آخرين وأهانه البدر في سنة إحدى وتسعين ثم استرضاه بعد الإنكار من العقلاء عليه وأثابه كل منهم والزيني قدراً زائداً بالنسبة لهذا الوقت وسمعته ينشد وهو بمنزلي من نظمه:

وملزمي بالعروض اتقنـه

 

وذاك مالا أراه لي أربـاً

فقلت دعني مما تكلفنـي

 

فالطبع لا شك يغلب الأدبا

وقوله:

بدت بشعرية قد اتحـسـرت

 

عن بعض ذاك الجبين للعاني

فكان أدنى الذي أشـبـه مـا

 

به بدت بالهلال يف الثانـي

وقوله: وقد ولد لمحمد بن الشهابي حفيد العيني من ابنة لاجين ابن سماه محموداً

حمداً لدهر جاءنا بممـلـك

 

للمجد مـن آبـائه تـشـييد

ويدوم حيث بدا به النجل الذي

 

زان الزمان وأصله محمود

وقوله:

قيل لي بعد امتداحك من

 

تلقه في سائر السكـك

أم عبد البر ممتـدحـاً

 

أنه في هيئة المـلـك

قلت هذا ليس من خلقي

 

أن أبيع الشعر بالشكك

وله في المدح والهجو شيء كثير مع ذكره بالفحولة والهمة وعدم الجبن.
عبيد بن سعد الله بن عبد الكافي. مضى في عبد الله. عبيد بن كاتب الجيش الفخر عبد الغني بن الحر. مضى في عبد الوهاب بن عبد الغني. عبيد بن عبد الله البشكالسي. في محمد بن عبيد. عبيد بن عثمان بن محمد الصالحي العطار بن حميه.
في عبد الله. عبيد بن علي بن أبي بكر الريمي. في عبد الرحمن.
عبيد بن علي بن عبيد الزين التميمي الحنبلي. ممن سمع مني بالقاهرة.
عبيد بن علي بن عمر المرخم. في عبد المعطي.
عبيد بن علي المني الطبي. هو عبد الملك.
عبيد بن عمر بن محمد القريشي نسبة للقرشية من الغربية والد عبد الرحمن الماضي كان فيما بلغني أخذ عن الزاهد وابن النقاش وكان أمياً لكنه كان يعظ فيأتي بما يدل على فرط ذكاء. مات في ربيع الأول سنة سبع وستين وقد زاد على المائة بمقتضي ما كان يقوله رحمه الله.
عبيد بن محمد بن إبراهيم بن مكنون بن عبد المحسن بن محمد بن الزين اليماني الأصل الهيتي الشافعي ابن عم الشهاب الهيتي ولد في سنة ثماني عشرة وثمانمائة تقريباً بهيت، وسمع على ناصر الدين الفاقوسي وعائشة الكنانية وغيرهما ولازم المناوي في الفقه وغيره قراءة وسماعاً وتميز في الفرائض وتكسب بالشهادة؛ وأم بمدرسة أم السلطان مع خزن كتبها وحج غير مرة وجاور بمكة وكذا بالمدينة قليلاً وكان خيراً فاضلاً. مات في ثامن ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين رحمه الله.
عبيد بن يوسف بن حليمة ويعرف بابن حليمة. مات بمكة في ذي القعدة سنة أربع وسبعين.
عبيد بن نجم الدين بن شهاب الدين السمرقندي القاضي. مات سنة خمسين.
عبيد حافظ. هو عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله.
عبيد الدمياطي زوج البرلسية أحد المدولبين جاورنا وقتاً. ومات في رجوعه من الحج بقبور الشهداء سنة خمس وثمانين.
عبيد الريمي. في عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر. عبيد الصاني. في عبد القادر بن حسن. عبيد الظاهري. في عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن.
عبيد الفيخراني. مات بمكة في حدود سنة أربعين ودفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
عبيد التفلي. كان مذكوراً بالخير مات في رجب سنة أربع وخمسين.
عبيد ويدعى عبد الغني بن كاتب الجيش الفخر بن الجعيان. كذا رأيته بخط الفخر بن فيمن سمع من شيخنا في أماليه القديمة وأظنه وهم في قوله ويدعى بل هو عبد الوهاب بن الفخر بن عبد الغني.
عتيق بن عتيق بن قاسم أبو بكر الكلاعي خطيب غرناطة ونحويها. مات في ثاني عشري ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين. أرخه ابن عزم.
عثمان بن إبراهيم بن أحمد بن عبد اللطيف بن نجم بن عبد المعطي الفخر أبو محمد البرماوي نسبة إلى برمة بلدة بالغربية من أعمال القاهرة بالوجه البحري ثم القاهري الشافعي أخو عبد الغني ووالد الشهاب أحمد. ولد بعد سنة ستين وسبعمائة واشتغل بالفقه والعربية والقراءات ومن شيوخه فيها الفخر البلبيسي الإمام والشمس العسقلاني تلا عليه للعشر وأثبتها له ابن الجزري مع قراءته على الفخر وكانت في سنة ست وثمانين وسبعمائة وولي تدريسها بالظاهرية القديمة بعد الفخر شيخه وكان نبيهاً فيها وفي العربية، ممن سمع الحديث كثيراً ورافق شيخنا في بعض ذلك. بل استملى بعض المجالس على الزين العراقي وكتب الطباق وبعض الأجزاء، وناب في الحكم عن البلقيني وجلس في حانوت الجورة وكان من جماعة الشهود فيه حينئذ جدي لأمي وتلا عليه شيخنا الزين رضوان بعض القرآن بالسبع وبحث عليه في شرحي الشاطبية للفاسي والجعبري وأجاز له، وقال شيخنا في معجمه أنه سمع بقراءته بل سمع صاحب الترجمة منه. ومات فجأة بعد خروجه من الحمام في سابع عشر شعبان سنة ست عشرة ولم يكمل الخمسين فيما قاله شيخنا مع قوله أنه ولد بعد الستين، وهو في عقود المقريزي رحمه الله وإيانا.
عثمان بن إبراهيم بن أحمد بن يوسف الكفر حيوي نسبة لضيعة من طرابلس كان أبوه من نواحيها - الطرابلسي ثم المدني الحنفي ويعرف بالطرابلسي. ولد تقريباً سنة عشرين وثمانمائة وحفظ القرآن والقدورى وأخذ بدمشق في الفقه وأصله والعربية عن يوسف الرومي وعيسى البغدادي والقوام الأتقاني والشمس الصدفي وفي العربية فقط عن العلاء القابوني، ودخل القاهرة سنة ثلاث وخمسين فأخذ عن البدر العيني والأمين الأقصرائي وابن الهمام بل سمع عليه بقراءتي الأربعين التي خرجتها له وكذا أخذ عنه هذه العلوم بمكة فأنهما سافرا إليها في سنة ست وخمسين فصاحب الترجمة في البحر والكمال في الركب، وقطن المدينة النبوية فأخذ عنه أهلها وصار شيخ الحنفية بها حيث استقر به الأمير خير بك في تدريس الحنفية لما قرر الدروس بكل من الجرمين وأضيف إليه غير ذلك، ولما كنت بالمدينة سمع مني بالروضة النبوية أشياء كأماكن من الكتب الستة ومن شرح معاني الآثار للطحاوي وغير ذلك من تصانيفي كالقول البديع وعنده به نسخة قديمة كنت أرسلت بها أول ما صنفته مع مناولتها مني؛ والغالب عليه الصفاء وسلامة الفطرة ولما استقر الأمير شاهين الجمالي في مشيخة الخدام لم يعامله كالذي قبله بل قرب الشمس بن الجلال مع كونه من جماعته. مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين رحمه الله وإيانا.
 
عثمان بن إبراهيم بن علي بن حسان بن عبد الباقي الفخر المغربي الأصل المناوي - نسبة لمنية الجمل - ثم النبتيتي القاهري الشافعي. قرأ على قطعة من أول الترمذي وشرح على مجالس من البخاري وكذا قرأ على الديمي.
عثمان بن إبراهيم بن عمر بن علي بن عمر العلوي اليمني الزبيدي أخو الحافظ النفيس سليمان الماضي والجمال محمد الآتي. قال الخزرجي في ترجمة أبيه من تاريخ اليمن كان مفرط الذكاء جيد الفهم حسن الحفظ للقرآن وربما قرأ شيئاً من العلم وشارك مشاركة ضعيفة، وتبعه في ذلك التقي بن فهد في معجمه فإنه أجاز له في استدعاء مؤرخ سنة ثلاث عشرة.
عثمان بن إبراهيم العفيف الزبيدي الزني بالزاي والنون الثقيلين الكتبي لكون جده كان دلال الكتب بزبيد. ولد سنة خمس وخمسين وثمانمائة واشتغل بزبيد وأخذ عن شيوخ عصره وقرأ الحديث بصوت جهوري قراءة جيدة وكان ذا فهم في الجملة مقيداً لما يسمعه من الفوائد حريصاً على ذلك جداً ولكنه غير متصون. مات أواخر رجب سنة ست وثمانين بثغر عدن ودفن بالقرب من الشيخ محمد أبي شعبة الحضرمي بمقبرة القطيع وتأسف على فراقه فإنه كان مبسوط النفس مهذب الأخلاق مع انتقاده بما تقدم سامحه الله.
عثمان بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق أبو سعيد ملك الغرب وصاحب فاس بن أبي العباس بن أبي سالم بن أبي الحسن المريني والد أبي عبد الله محمد أقام على سلطنة فاس وما والاها نحو ثلاث وعشرين سنة وثلاثة أشهر ثم قتله وزيره عبد العزيز اللبابي الماضي في سنة ثلاث وعشرين وأقام عوضه ولده، ويقال أن سبب تسمية المدينة بفاس أنهم لما حفروا أسها حين الشروع في بنائها وجدوا بها فأساً فسميت به، وترجمته مطولة في عقود المقريزي.
عثمان بن أحمد بن سليمان بن أغلبك فخر الدين أحد أعيان أمراء حلب المتفقهة. نشأ بها وولي حج بيتها الثانية ثم ترقى لنيابة قلعة المسلمين المعروفة بقلعة الروم مرة بعد أخرى ولى بينهما داودارية السلطان بحلب وقبلها بعد وفاة النور المعري كتابة سرها ونظر جيشها وقدم القاهرة فاستعفى عنهما وأثكل وهو بها ولداً نجيباً اسمه أحمد في طاعون سنة إحدى وثمانين ابن عشرين سنة وترك له طفلاً ولد في غيبته في حلب هو الآن حي؛ واستقر في الداوردية المشار إليها ثم عاد إلى نيابة القلعة المذكورة. ومات بها في سنة خمس وثمانين وقد جاز الخمسين ونقل منها إلى تربته التي أنشأها خارج باب المقام من حلب فدفن بها وأسند وصيته للأتابك وكان يذكر بنظم ونثر وكتابة فائقة ومذاكرة بوقائع وتاريخ ونحو ذلك مع أوصاف ذميمة سيئة عفا الله عنه.
عثمان بن أحمد بن عباس الطلخاوي الجوجري ممن سمع مني بالقاهرة.
عثمان بن أحمد بن عبد الرحمن بن الجمال المصري الأصل المكي. ولد بالهند ثم قطن مكة وصاهر يونس الزبيري على ابنته. ممن سمع مني بمكة.
عثمان بن أحمد بن عثمان بن أحمد الفخر الكشطوخي ثم القاهري الماضي أبوه. ممن حفظ القرآن وكتباً عرضها علي في آخرين وحضر بعض الدروس ثم لزم كأبيه خدمة تغري بردى الاستادار.
عثمان بن أحمد بن عثمان بن محمود بن محمد بن علي بن فضل بن ربيعة الفخر بن الشهاب بن الإمام الفخر النقاش الأموي الدمشقي الشافعي ويعرف بابن ثقالة ولد في العشر الأخير من رمضان سنة واشتغل في فنون العلم والأدب كثيراً وتجرع فاقة كبيرة بحيث كان يأكل قشور الليمون وكانت له حافظة قوية ثم أنه خالط الصوفية واختلى واشتغل بعلومهم حتى شاركهم فيها واعتنى بالروحانيات فبرع في كثير منها وكذا اشتغل في الهيئة وعلوم النجوم حتى يقال أنه كان يحل الزايرجة، ونظم الشعر الكثير الجيد كل ذلك مع الشكالة الحسنة والكلام العذب والصوت الشجي وعدم التردد إلى الناس واتصاف بخفة وعدم ثبات في الشدائد بحيث شاع عنه أنه ادعى أنه السفياني وخرج على المؤيد بأرض عجلون في ربيع الأول سنة ست عشرة حسب ما أرخه المقريزي، ولقيه البقاعي سنة ست وعشرين بدمشق ثم في سنة سبع وثلاثين بالقاهرة وأخبره أنه سمع على ابن أبا المجد وأنه نظم غزلاً في علم التصريف وعارض ابن الفارض جميع ما بديوانه والصفي الحلي وغيرهما وكتب مما عارض به ابن الفارض:

أبيت ولي قلي لذكـراكـم يتـلـو

 

وفي مهجتي من حر هجركم نصل

إلى آخرها، ومن نظمه أيضاً:

صفاتك لا تخفى على مبصريهـا

 

ومن قلبه أعمى فللحق يجحـد

ظهرت فلا تخفي بطنت فلم ترى

 

وكل له سرب إليك فيصـعـد

مات.
عثمان بن أحمد بن عثمان الفخر أبو عمرو الدنديلي القاهري الشافعي الشاهد، وسمى شيخنا في تاريخه أباه محمداً وأورده في معجمه على الصواب. ولد سنة إحدى وأربعين وسبعمائة كما قرأته بخطه وسمع من العرض غالب مسند أحمد وبعض المنامات لابن أبي الدنيا وبعض فوائد تمام وجزء ابن حذلم واليسير من أول أبي داود ومن أبا الحرم القلانسي جزأين من فوائد تمام وحدث سمع منه الأئمة وأسمع شيخنا عليه ولده بحضرته جزء ابن حذلم وذكره المقريزي في عقوده وينظر قوله أنه سمع من الكمال عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي وأما قوله وقد تجاوز ستين سنة فهو غلط منه أو من غيره، ومات في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وقد جاز الثمانين.
عثمان بن أحمد بن عثمان الفخر الصهرجتي ثم القاهري الأزهري الشافعي ممن لازم المناوي ثم الجوجري وقرأ عنده البخاري بل هو ممن سمع فيه بالظاهرية وتكسب بالشهادة في جامع الصالح وصاهر الديمي على ابنته وله منها أولاد مات.
عثمان بن أحمد بن أبي الغيث العفيف أبو الغيث اليمني التاجر سكن مكة وملك بها دوراً. ومات في رمضان سنة ثلاثين وخلف أولاداً.
عثمان بن أحمد بن منصور الطرابلسي الحنبلي أخو محمد الآتي. ممن سمع مني بالقاهرة عثمان بن إدريس بن إبراهيم بن عمر التكروري صاحب بزنو وزعاي ملك بعد أخيه إدريس المتملك بعد أخيه داود المتملك بها بعد والدهم إبراهيم أول من ملك من آل بيتهم وجدهم الأعلى كان ينتمي إلى الملثمين وهم الآن على تلك الطريقة في ملازمة اللثام ويقال أنه جمع من العسكر ألف فارس ورحل يقاتل من يليه من الكفار والإسلام غالب في بلادهم. مات سنة اثنتين قاله شيخنا في أنبائه وطول المقريزي في عقوده ترجمته.
عثمان بن أيوب بن أحمد بن عبد الله بن عفان بن رمضان الفيومي الأصل المكي السقطي أبوه. مات بها في صفر سنة سبع وأربعين. أرخه ابن فهد.
عثمان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي. المكي والد عفان الآتي ولد في سنة ست وثمانمائة بزبيد وأحضر في الخامسة بمكة على عمه الجمال بن ظهيرة معجمه وأجاز له ابن صديق جماعة. مات بها في رجب سنة ثمان وأربعين.
عثمان بن أبي بكر بن علي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو التوفيق الناشري أخو الموفق علي وإخوته. ذكره ابن أخيه العفيف في الناشريين وقال أن مولده سنة ثلاث وستين وسبعمائة قال وكان أديباً بارعاً له شعر فائق ونظم رائق مدح الأعيان فأجازوه مع حظ جيد وإقبال على التلاوة ومن نظمه أول قصيدة جيدة:

مغاني الغواني لا عدتك البواجس

 

وجادتك أنواء الغيوم الرواجس

وامتدح تلميذ أبيه الرضى أبا بكر بن محمد الخياط بقصيدة حسنة، وكثر تنقله في الجبال حتى دخل الصنعاء وغيرها ولم يؤرخ وفاته بل قال: وأظنه في مقبرة الغرباء قبلي الفرحانية بتعز ولا عقب له. قلت: وكتبته تخميناً إلى أن يحرر.
عثمان بن أبي الفخر السندبيسي القاهري الشافعي. حفظ القرآن وجوده على الزين بن القصاص ثم تلاه للسبع على الهيثمي ورفيقاً للشهاب الزواوي على الشهاب السكندري بل تلا عليه بعضه للعشر وتكسب وسافر لمكة وغيرها فكانت وفاته باليمن قريب السبعين.
عثمان بن جقمق المنصور الفخر أبو السعادات بن الظاهر أبي سعيد. ولد في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وثمانمائة. وأمه أم ولد اسمها زهراء. نشأ في حجر السعادة معتنياً بالفروسية بل اشتغل على الزين قاسم الحنفي وغيره وسمع الحديث على شيخنا وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان وأجاز له جماعة باستدعاء الزين رضوان وغيره وقفت منهم على طائفة مكيين فمنهم من الرجال الزين بن عياش والموفق الأبي والقطب أبو الخير ابن عبد القوي ومن النساء خديجة ابنة عبد الرحمن ابن صفية وصفية ابنة محمد بن عمر السكري ولا شك عندي أن فيمن أجازه من هو أقدم من هؤلاء، واستقر بعد أبيه في السلطنة ولقب بالمنصور فلم يلبث إلا يسيرا ووثب عليه الأتابك أينال فكان الظفر له ولقب بالأشرف وأرسل بهذا إلى إسكندرية على العادة وقرأ بها على محمد بن عثمان البجائي شرح الخزرجية وعلى محمد بن عبد الكريم المغربي التلخيص في المعاني والبيان وكذا قرأ عليه في الصرف وعلى الشمس النوبي قصيدة في التجويد نظمها لأجله ثم قرأ عليه أيضاً حين حول إلى دمياط شرح التصرف للتفتازاني ونظم قواعد الإعراب لأبن الهائم المسمى بالتحفة مع أرجوزة للنوبي سماها الرشفة المتممة للتحفة وغالب الرائية للشاطبي ونحو ثلث ألفيه ابن مالك وعلى إبراهيم العجلوني التحفة القدسية لأبن الهائم في الفرائض وايساغوجي في المنطق، واستمر مقبلاً على العلم متطلعا لكتبه التي حصل منها في كل فن نفائس مذاكراً مع كل من يرد عليه من الفضلاء والمشايخ كشيخه الشيخ قاسم حيث سافر له إلى هناك حتى تميز وبرع في الفقه وكثر استحضاره للمجمع أحد محافيظه بل درس قطعة من المنهاج للنووي في فروع الشافعية ولكثير من التاريخ سيما البداية لأبن كثير مع تطلع لمعاني الحديث وإقبال على سماعه ومشاركة في فنون كثيرة كالأصلين بحيث يستحضر ابن الساعاتي في أصولهم والطب والعربية والعروض والموسيقى وحسن عشرته وكثرة أدبه ورقة طبعه وحرصه على الانعزال والمطالعة والتلاوة والصيام وصرف أوقاته في الطاعات وتحريه في نقل العلم وإعراضه عن التشاغل بأنواع الفروسية ومتعلقاتها مع تقدمه فيها وله تذكرة فيها أمور مهمة ونظم رشيق رقيق، وقد حج في غضون إقامته بدمياط في أبهة تامة وختن أولاده وكان السلطان فمن دونه هناك، وحرص على الاجتماع بي حين كان بالقاهرة فما قدر، نعم حصل بعض تصانيفي وبلغني مزيد اغتباطه بذلك. مات بدمياط بالانحدار في يوم الخميس ثامن عشر المحرم سنة اثنتين وتسعين وورد الخبر بذلك بعد يومين فتوجه الأتابك والزمام لإحضاره ودفن عند أبيه بتربة قانباي؛ وخلف بضعة عشر ولداً من أمهات شتى منهم إناث ثلاث أكبرهن خديجة مات منهن في الطاعون واحدة ومن الذكور ستة وأكبر الذكور عمر وكتباً كثيرة وقرر له تصوف بالأزبكية رحمه الله وعوضه الجنة.
عثمان بن حسن بن على بن منصور الفخر العقبي ثم القاهري الصحراوي ولد تقريباً بعد الثمانين وحفظ القرآن والعمدة وعرضها وأسمعه خال أبيه الزين رضوان على ابن الكويك والجمال الحنبلي والشمس الزراتيتي في آخرين وأجاز له جماعة، وحج جاور وكان خادم السجادة بالتربة البرقوقية أجاز لي. ومات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين رحمه الله.
عثمان بن حسين الجزيري - بجيم مفتوحة ثم زاي مكسورة نسبة للجزيرة - ثم القاهري الحنبلي المؤذن بالبيبرسية والخياط على بابها والد محمد الآتي. كان خيراً محباً في العلم وأهله متودداً مقبلاً على شأنه سمع على في مسلم مجالس. مات قريب الثمانين بعد أن أقعد بالفالج مدة وأظنه جاز الستين.
عثمان بن سعيد بن يحيى بن خليفة الضرسوني - نسبة لقبيلة من أعمال قسنطينة - المغربي المالكي نزيل طيبة. مات بها سنة اثنتين وتسعين.
 
عثمان بن سليمان بن إبراهيم بن سليمان بن خليل الجزري ثم الحلبي الشافعي ويقال له عثمان الكردي. ولد تقريباً سنة تسع وعشرين وثمانمائة باورمة من أعمال تبريز وتحول منها قبل بلوغه لجزيرة ابن عثمان فحفظ بها القرآن وجوده على عمر ابن يوسف المارونسي وعنه أخذ في الفقه والعربية والمنطق وكذا حفظ الإيجاز مختصر المحرر بل ونصف المحرر ومن الحاوي إلى الوصية وجميع المنهاج الأصلي والحاجبية والمراح والمغني للفخر الجاربردي وغيرها وأقام بها سبع سنين وسافر منها إلى البلاد الشامية فأخذ بحلب عن عبد الرزاق الشرواني المنهاج الأصلي وقرأ على الشهاب المرعشي صحيح البخاري ومسلم والمصابيح وعلى غيرهما في الفلسفة والحكمة وغيرهما وبالشام عن البلاطنسي في الفقه وجميع منهاج العابدين للغزالي بل والربع الأول من الأحياء والمنجيات منه وعن يوسف الرومي المعاني والبيان والجاربردي ولقي بها حسين الوسطاني فقرأ عليه شرح العقائد والمطول وغيرهما في آخرين بها وبغيرها بل لقي في صغره بيت المقدس الشهاب بن رسلان فلازمه دون أربعة أشهر بالختنية وقرأ عليه أربعي الطائي وقليلاً من الصرف ورام قراءة شيء كان معه فأعلمه بأنه موضوع وحضر دروسه وعادت عليه بركته، وحج غير مرة وجاور في سنة ثلاث وثمانين ثم في سنة ثلاث وتسعين ولقيته حينئذ وكان يكثر الطواف والاعتمار والعبادة وبما أقرأ في الأولى الأصول وغيره وقال لي بعض الطلبة أنه قرأ عليه في الكشاف وهو إنسان خير سليم الفطرة نير الشيبة تكررت مساءلته لي عن أشياء من الحديث وغيره بل استجازني لنفسه ولولده وعاد لبلده. مات فجأة في رجب سنة ثمان وتسعين وخلف أولاداً ليس فيهم من خلفه.
عثمان بن سليمان الصنهاجي المغربي. قال شيخنا في أنبائه: من أهل الجراير الذين بين تلمسان وتونس رأيته كهلاً وقد شاب أكثر لحيته وطوله إلى رأسه ذراع واحد بذراع الآدميين لا يزيد عليه شيئاً مع كونه كامل الأعضاء وإذا كان قائماً يظن من رآه أنه صغير قاعد وهو أقصر آدمي رأيته وذكر لي أنه صحب أبا عبد الله بن الفخار وأبا عبد الله بن عرفة وغيرهما، ولديه فضيلة ومحاضرته حسنة. مات في سنة خمس وعشرين وقد جاز الخمسين.
عثمان بن صدقة بن علي بن محمد بن مخلص الدين عبد الله بن محمد أبو محمد الدمياطي الشارمساحي والد محمد الآتي. نشأ فقرأ القرآن وحفظ التنبيه وألفية ابن ملك ونظم البيضاوي واشتغل في الفقه عند المناوي والأحمدين الخواص والأبشيطي بل أخذ عن الشرف السبكي والبرهان الأبناسي في آخرين وكذا أخذ عني رفيقاً لولده، وكان خيراً فاضلاً كثير التلاوة مستمراً لذكر محافيظه مقصوداً بالسؤال. مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين رحمه الله وإيانا.
عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الفخر البلبيسي ثم القاهري المقرئ ويعرف بالفخر إمام الأزهر. ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة ببلبيس ونشأ بها فحفظ القرآن وأدب الأولاد هناك دهراً ثم قدم القاهرة في سنة أربع وأربعين قال شيخنا في معجمه إمام الجامع الأزهر رأس القراءات فصار غالب طلبة البلد ممن قرأ عليه بل ذكر لي أن الجن كانوا يقرءون عليه من حيث من حيث لا يراهم، سمعت ذلك منه في سنة سبع وتسعين بعد أن حدث به شيخنا ابن سكر عنه في سنة سبع وأربعين وحدث عنه ابن سكر أيضاً أنه أخبره أن الجان أخبروه أن الفناء يقع بمصر بعد سنة وأنه يكون عظيماً جداً قال:  
وكنت قد عزمت على الحج فجاورت ووقع الطاعون العام الشهير كما قيل وقد أضر. مات في ثاني ذي القعدة سنة أربع وقد أكمل ثمانين سنة ولم يكن إسناده بالعالي فأنه قرأ على المجد إسماعيل بن يوسف الكفتي بقراءته على التقي الصائغ وعلى ابن نمير السراج وكتب له إجازة وصفه فيها بالشيخ الإمام المقرئ الفاضل المحقق وشهد عليه فيها سنة إحدى وخمسين الجمال بن هشام ووصف صاحب الترجمة بالشيخ العالم الفاضل المتقن المحرر جمال المدرسين بقية السلف الصالحين وكذا شهد فيها الجمال الأسنوي وأبو بكر بن الجندي، وقال في إنبائه: تصدى للاشتغال بالقراءة فأتقن السبع وصار أمة وحده وأخبرني أنه لما كان ببلبيس كان الجن يقرءون عليه وقرأ عليه خلق كثير وحدث عنه خلق كثير في حياته وانتفع به من لا يحصى عددهم في القراءة وانتهت إليه الرياسة في هذا الفن، وكان صالحاً خيراً أقام بالجامع الأزهر يؤم فيه مدة طويلة؛ وقال المقريزي: قرأ بالسبع والعشر والشواذ وأم بالأزهر زماناً وأخذ الناس عنه القراءات ورحلوا إليه من الأقطار وتخرج به خلائق وكان خبيراً بالقراءات عارفاً بتعليلها صبوراً على الإقراء خيراً ديناً هيناً معتقداً تشجع القلوب لقراءته ولنداوة صوته، ولم يزل على ذلك حتى مات، وذكره ابن الملقن في طبقات القراء وقال أنه قرأ على ابن السراج بحرف أبي عمرو وعلى الشرف الدلاصي بحرف بن كثير وعلى شيخه الكتفي بثلاثة عشر بالمبهج والمستنير والإرشاد والتذكرة وغيرها وعلى ابن الصايغ والبرهان الحكري وابن سهل الوزير المغربي والمجد حرمي بن المكي البلبيسي نزيل الخليل قال وهو الآن شيخ مصر تصدر بالمالكية والفاضلية والمنصورية وجامعي الحاكم والطولوني وغيرها يعني كالأزهر والشريفية والسابقية ومدرسة أبي غالب وكذا ذكره ابن الجزري في طبقات القراء أيضاً وقال إمام الجامع الأزهر شيخ الديار المصرية إمام كامل ناقل قرأ القراءات على أبي بكر بن الجندي وإسماعيل الكفتي وحرمي وبعضها على إبراهيم الحكري ومحمد بن السراج الكاتب وعلى ابن يغمور الحلبي والمحب محمد بن يوسف ناظر الجيش وموسى بن أيوب الضرير قرأ عليه الأوحدي وعثمان بن إبراهيم بن أحمد البرماوي وأنه دفن بالباب الجديد بالقرب من باب المحروق وباب الوزير، ورأيت في بعض إجازات من أخذ عنه أنه أكمل على الشمس محمد بن محمد بن نمير السراج والكفتي وابن الجندي وحرمي ولم يكمل على البرهان الحكري المتصدر بالملكية وعلي بن يغمر الحلبي والمحب ناظر الجيش وعلى ابن سعيد الكناني. قلت: وقد أخذ عنه خلق ممن أخذنا عنه منهم الزين رضوان تلا عليه بعض القرآن بالسبع؛ وذكره المقريزي في عقوده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ط اخري مجلد 3. عجائب الآثار في التراجم والأخبار (المجلد الثالث) عبد الرحمن الجبرتي

  مجلد 3. عجائب الآثار في التراجم والأخبار (المجلد الثالث) عبد الرحمن الجبرتي   خطف العرب جراية العسكر من عند الزاوية الحمراء ...